منتديات منابر ثقافية - ليته ظل ساكتا

قليلة هي تصريحات توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق هذه الايام، لكن الاخبار تنقل عنه هذا اليوم تصريحا يقول فيه ان على العالم ان يتعامل مع التطرف الاسلامي!؟

كل ذي لب وضمير وقلب هو بالضرورة ضد التطرف وضد الارهاب سواء كان إسلاميا او بوذيا او نازيا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : من صنع هذا التطرف الاسلامي الذي يتحدث عنه بلير !؟ و متى برز هذا التطرف الي حد انه اصبح ظاهرة مستعصية و تمثل خطر حقيقي على العالم؟!

الصحيح ان العالم لم يعرف هذا التطرف الاسلامي بمعناه الواسع وخطره الداهم الا بعد الخطأ الكبير الذي ارتكبه بلير باصطفافه الي جانب رئيس الولايات المتحده بوش في عدوانه غير الشرعي وغير المبرر على العراق. ثم ما تبع ذلك من ممارسات عنصرية وعدوانية ضد الكثير من ابناء الشعب العراقي الذين كانوا يعيشون في بلادهم بكرامتهم في ظل حكومة علمانية بعثية مؤسس حزبها الاول ميشيل عفلق وهو حتى غير مسلم وان كان عربي من الشرق وتحديدا من الشام .

وكانت تلك الحكومة البعثية تحارب التطرف الاسلامي وظلت لاجمته على ارض العراق لما يزيد على نصف قرن . ليس ذلك فقط ولكنها كانت ايضا لاجمة للطائفية المقيتة التي غذتها حرب بوش وبلير غير الشرعية ضد العراق.

لكن ما تلقاه ابناء الشعب العراقي من قتل وظلم وإهانات على شاكلة ما حصل في ابي غريب مثلا ولا حصرا، هو الذي انبت ذلك التطرف المقيت خاصة ان جيشا كاملا وقوى أمنية اخرى مختلفة واتباع وانصار للحكومة البعثية العلمانية ديست الارض بكرامتهم.

وما زاد الطين بله ان هذه الأجهزة الأمنية تم حلها ففقدت الدولة سيطرتها على بعبع الطائفية المقيتة. ولم يقف الحد عند ذلك لكن الذي سخم الموقف هو التحالف مع الفرس واطلاق يد ايران في العراق متناسين ان حرب ضروسا بين البلدين كانت قد انتهت منذ زمن ليس ببعيد وذلك يعني ان هناك مشاعر دفينة حاقدة تسعى للثائر، وقد حصلت فظائع كنتيجة لذلك يندى لها جبين الانسانية وادمت القلوب.

اذا هذا التسونامي من الاحداث التي وقعت بعد قرار غزو العراق غير الشرعي، ومن ذلك بروز التطرف الاسلامي، كان بسبب قرارات خاطئة شارك فيها هذا البلير . والان يأتي ليدعو بان على العالم محاربة التطرف الاسلامي ؟؟؟!! الم يكن من الافضل له ان يظل ساكتا ؟؟؟!!!

*