منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مُجَرَّدُ سُؤَال (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=983)

طاهر عبد المجيد 08-30-2010 11:33 PM

مُجَرَّدُ سُؤَال
 
مجرد سؤال
د. طاهر عبد المجيد


يسائلني صديقي أي مسلك
ستسلك لو أنا شرَّدت أهلكْ

وجئتُ بأسرتي وسكنت بيتاً
هو البيت الذي يوماً أظلَّكْ

ورحتُ أقول حيث وجدت أذْناً
لجدِّي كان هذا البيت قبلكْ

وحدثتُ الزمان بزيف قولي
فصدَّقني وصار يبيح قتلكْ

ويعملُ جاهداً مثلي لينسى
حفيدك ذات يوم من أذلَّكْ

فقلت له: سأسعى طول عمري
لأن أمحو عن الطرقات ظلكْ

وأحفرُ حفرة في كل دربٍ
تميِّز بين كل الناس شكلكْ

وأطفئ في الليالي كل نجمٍ
ومصباحٍ يحاول أن يدلكْ

وقد آتيك في الأحلام وحشاً
لعل الخوف يوقظ فيك عقلكْ

أتحسب أنني سأخون عقلي
وأسلك في حوارك كل مسلكْ؟

وفي هذا الحوار أذيب حقي
مقابل أن تذوِّب فيه نعلكْ؟

ستخطئ إن هجست بمثل هذا
وتكشف بي وبالتاريخ جهلكْ

فإن فشلت جميع محاولاتي
وعاد يردد الجبناء قولكْ

سأدفن عقلي المهزوم حياً
ليهزم فعلي المجنون فعلكْ

وأجمعُ حقد من ظلموا بقلبي
وأنجب من يحل غداً محلكْ

أسلمه الوصية في عناقٍ
يقول بصمته لا تنسَ أصلكْ

وكالإعصار قنبلة سأمضي
أفجر منزلي وأبيد نسلكْ

وحينئذٍ سينصفني مماتي
وتعرف أي وهم قد أضلكْ

ومن أشلائنا سيطل صوتي
يردد: لي سيبقى البيت لا لكْ

ويجلس حيث كان البيت ظلي
ينادي ربه: يارب عدلكْ

وروحي فوقه ستحوم حتى
تشد إلى حساب الله رحلك

ولن يستاء من فعلي ضميري
إذا طال انتقامي منك طفلكْ

فلا أحد يدوس الورد عمداً
إذا ما الليل جنَّ وصار أحلكْ

ولن يهتز عزمي أو يقيني
ولو رقصت قلوب الناس حولكْ

فأنت القاتل المقتول مثلي
ولكني بحقي لست مثلكْ



د. طاهر عبد المجيد

تيجاني العمراري 08-31-2010 07:26 AM

الله .. الله يا دكتوري العزيز.. كلمات أثارت شجوني وفجرت إحساسي.. لا عدمنا نظمك.. شكراً شكراً.آآآآآآآه

ناريمان الشريف 08-31-2010 06:17 PM

بلا مبالغة ..
من أجمل ما قرأت من الأشعار
وكأنها اختبار من هذا الصديق لمدى احتمالك على أن تطرد من بيتك ويشوه ماضيك ..
أقرأ في قصيدتك أبعاداً أخرى أكثر عمقاً من مجرد سؤال !!
جميلة وراقية أخي د. طاهر
سلم قلمك



تحية ... ناريمان

ساره الودعاني 08-31-2010 10:14 PM



مجرد سوأل

فتح أبواب لأجابات عدة ..

وفتح لي مغارة قصيد جميل

أخي الشاعر طاهر عبد المجيد

صح قلبك وزاد فكرك..

علي أحمد الحوراني 09-01-2010 01:18 AM

فلا أحد يدوس الورد عمداً
إذا ما الليل جنَّ وصار أحلكْ

ولن يهتز عزمي أو يقيني
ولو رقصت قلوب الناس حولكْ

فأنت القاتل المقتول مثلي
ولكني بحقي لست مثلكْ

خاتمة تليق ببهاء الشعر لتساؤل مشروع دمت مبدعا

خالدة بنت أحمد باجنيد 09-02-2010 01:25 AM

شاعر أنت.. وربّي..
هو مجرّد سؤال..
ولكن هيهات أن يكون له مجرّد جواب..!
أحببت فكرة النصّ، تتملّك قارئها بقوّة.. وعتو..
سلم القلم..
و..
::إلى منبر النصوص المتميّزة::
.
.
.
خالدة..

طاهر عبد المجيد 09-05-2010 06:28 PM

أخي العزيز تيجاني العمراري:
أشكرك على مرورك بالقصيدة... لك كل المحبة والتقدير.

طاهر عبد المجيد 09-05-2010 06:30 PM

أختي الكاتبة ناريمان الشريف:
أسعدني مرورك بالقصيدة وإعجابك بها وأنت الكاتبة القديرة العارفة بمواطن الجمال فيما تقرأ.
دمت بألف خير

طاهر عبد المجيد 09-05-2010 06:32 PM

أختي الكاتبة سارة الودعاني:
أشكرك على مرورك بالقصيدة وإعجابك بها. واهتمامك الدائم بما أكتب يسعدني كثيراً.
لك مني كل المودة والتقدير.

طاهر عبد المجيد 09-05-2010 06:33 PM

أخي الشاعر العزيز علي الحوراني:
أناسعيد برأيك وأحب أن أستمع له دائما.
لك مني كل المحبة والتقدير.

طاهر عبد المجيد 09-05-2010 06:37 PM

أختي العزيزة الأديبة خالدة بنت أحمد باجنيد:
أسعدتني هذه الكلمات الجميلة التي عبرت بها عن إعجابك بالقصيدة، وأسعدني أكثر هذا الوسام الذي منحتني إياه، وأتمنى أن أكون دائماً عند حسن ظنك بي لأستحق لقب شاعر كما وصفتني.
وتقبلي مني كل المودة والتقدير

عبد السلام بركات زريق 12-15-2010 07:04 PM

السلام عليك
الأخ الشاعرالمبدع طاهر عبد المجيد
رائعٌ هذا الحوار العقلي يا صديقي
وقد لونته بريشتك ... لتتوهج القصيدة
وبالأخصِّ في خاتمتها بأجمل المعاني
تقديري واحترامي

رقية صالح 12-15-2010 07:20 PM

وأنا تسائلت بأي حروف صيغت تلك الكلمات

بورك مسرى الأنامل التي باح بها العقل والضمير


د. طاهر عبد المجيد

قصيدة أكثر من رائعة

تقبل مروري

تحيتي وتقديري

أحمد فؤاد صوفي 12-15-2010 10:56 PM

الأديب الراقي المميز الدكتور طاهر عبد المجيد المحترم

هنا . . نحن نقف أمام مفردات جديدة . .
تفجر الدماء في العروق . .
فهذه الأوطان المهدورة السجينة . .
التي ورثوها عنا غصباً شذاذ الآفاق . .
ستعود يوماً إلينا . .
فنحن أصحاب حق . .
ولا حق يموت طالما وراءه مطالب . .
هكذا تعلمنا . . وهكذا نفعل . .

القصيدة جديدة بكل نواحيها . .
وهي من نمط السؤال الاستفساري . .
المعروف مسبقاً جوابه . .
فهل إذا اغتصب البيت ننسى ونسكت . .! !
أبجوز ذلك . . ! !
هل يمكن أن يحصل . . ! !
أعمار الأوطان بحساب الزمن . . هي أعمار طويلة لا تنتهي . .
أما الاغتصاب والاحتلال . . فمهما طال . .
فسيأتي يوم وينمحي . .
ويعود الحق - بإذن الله - لأصحابه . .

بوركت أيها المجيد . .
تستحق قصيدتك أن تكون في العلى . .
وتبقى هناك . . للأجيال . .

تقبل مني الود والتقدير . .
دام يومك موشحاً بالحرية . .

** أحمد فؤاد صوفي **

طاهر عبد المجيد 12-25-2010 01:47 AM

أخي العزيز أحمد فؤاد صوفي:
أشكرك على هذه المداخلة القيمة وعلى هذا الإطراء والثناء عليّ وعلى قصيدتي المتواضعة. ولقد سعدت بها وإن أشعرتني كلماتك اللطيفة بالخجل وجعلتني أسأل نفسي هل أنا أستحق هذا المديح أم هي المحبة وتذوقك الراقي للشعر وتقديرك للشعراء هي ما جعلتك تخصني بهذه الشهادة التي أضعها وساماً على صدري؟.
أشكرك مرة أخرى أخي أحمد ودمت بألف خير.

احمد الويسي 02-09-2011 11:47 AM

اخي العزيز ايها الكاتب المميز
اقرء بين الكلمات ماهو ابعد مما خطه يمينك سلمت اخي العزيزzhrh123qw

هند طاهر 02-13-2011 07:36 PM

فلا أحد يدوس الورد عمداً
إذا ما الليل جنَّ وصار أحلكْ

ولن يهتز عزمي أو يقيني
ولو رقصت قلوب الناس حولكْ

فأنت القاتل المقتول مثلي
ولكني بحقي لست مثلكْ


بين السطور وصل لابعاد نحياها وواقع نعيشه

الف تحيه للحس الرائع والقلم المميز

طاهر عبد المجيد 02-24-2011 07:52 PM

أخي العزيز أحمد الويسي المحترم:
أشكرك على مداخلتك اللطيفة وقراءتك لما بين السطور تدل على أنك عاشق للشعر وناقد مجيد.
دمت بألف خير

طاهر عبد المجيد 02-24-2011 07:54 PM

أختي العزيزة هند طاهر :
سعدت كثيراً بمداخلتك القيمة وثناءك على القصيدة.
مع خالص تحياتي.

علي الحزيزي 02-26-2011 07:58 PM

مجرد سؤال لكنه له فعل
أقوى من كل أسلحة الارض
جمع في طياته الكثير من
المعاني وأصاغ الكثير من
الفكر .
أ . طاهر عبدالمجيد
جمعت في قلمك حسن الرؤية
وجمال الصياغة والحبكه .
جميل جدا ماقرأته هنا .
لك خالص التقدير .

حسن زكريا اليوسف 02-28-2011 05:28 PM

مساؤك الياسمين أيها الطاهر

بعض الشعر تطيب قراءته

وبعضه يحلو حفظه

وبعضه الآخر جدير به أن تكون درر قوافيه قلائد للنجوم

قصيدة مترفة الروعة والإبداع

لها تصفيقي بحرارة

مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

طاهر عبد المجيد 03-06-2011 11:06 PM

أخي الشاعر العزيز حسن زكريا اليوسف:
أشكرك على مداخلتك اللطيفة وأسعدني تصفيقك الحار بعد قراءتك لقصيدتي المتواضعة خصوصاً وأنك شاعر مبدع. لك مني كل المحبة والتقدير.

إبراهيم النجمي 03-11-2011 12:19 AM

الدكتور طاهر عبدالمجيد أجمل من أتقن مهنة الحرف وأجاد في الوصف ..
عرفتكَ في ( هذا غرامك في عيونك قد بدا ) وكانت أول مصافحة بيني وبينك ..
وما أجملها من مصافحة ..!!

سأزورك دومــًا فتحمّلني سيدي .

طاهر عبد المجيد 03-11-2011 11:32 PM

أخواي العزيزان علي الحزيزي وإبراهيم النجمي:
أشكركما على مداخلتكما واهتمامكما بالقصيدة. دمتما بألف خير.

ثريا نبوي 07-06-2021 12:11 AM

رد: مُجَرَّدُ سُؤَال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر عبد المجيد (المشاركة 14960)
مجرد سؤال
د. طاهر عبد المجيد


يسائلني صديقي أي مسلك
ستسلك لو أنا شرَّدت أهلكْ

وجئتُ بأسرتي وسكنت بيتاً
هو البيت الذي يوماً أظلَّكْ

ورحتُ أقول حيث وجدت أذْناً
لجدِّي كان هذا البيت قبلكْ

وحدثتُ الزمان بزيف قولي
فصدَّقني وصار يبيح قتلكْ

ويعملُ جاهداً مثلي لينسى
حفيدك ذات يوم من أذلَّكْ

فقلت له: سأسعى طول عمري
لأن أمحو عن الطرقات ظلكْ

وأحفرُ حفرة في كل دربٍ
تميِّز بين كل الناس شكلكْ

وأطفئ في الليالي كل نجمٍ
ومصباحٍ يحاول أن يدلكْ

وقد آتيك في الأحلام وحشاً
لعل الخوف يوقظ فيك عقلكْ

أتحسب أنني سأخون عقلي
وأسلك في حوارك كل مسلكْ؟

وفي هذا الحوار أذيب حقي
مقابل أن تذوِّب فيه نعلكْ؟

ستخطئ إن هجست بمثل هذا
وتكشف بي وبالتاريخ جهلكْ

فإن فشلت جميع محاولاتي
وعاد يردد الجبناء قولكْ

سأدفن عقلي المهزوم حياً
ليهزم فعلي المجنون فعلكْ

وأجمعُ حقد من ظلموا بقلبي
وأنجب من يحل غداً محلكْ

أسلمه الوصية في عناقٍ
يقول بصمته لا تنسَ أصلكْ

وكالإعصار قنبلة سأمضي
أفجر منزلي وأبيد نسلكْ

وحينئذٍ سينصفني مماتي
وتعرف أي وهم قد أضلكْ

ومن أشلائنا سيطل صوتي
يردد: لي سيبقى البيت لا لكْ

ويجلس حيث كان البيت ظلي
ينادي ربه: يارب عدلكْ

وروحي فوقه ستحوم حتى
تشد إلى حساب الله رحلك

ولن يستاء من فعلي ضميري
إذا طال انتقامي منك طفلكْ

فلا أحد يدوس الورد عمداً
إذا ما الليل جنَّ وصار أحلكْ

ولن يهتز عزمي أو يقيني
ولو رقصت قلوب الناس حولكْ

فأنت القاتل المقتول مثلي
ولكني بحقي لست مثلكْ



د. طاهر عبد المجيد

رااااااائعةٌ وأكثر،
تهدِرُ بالحقّ والصدقِِ وبما ينبغي أن يكون
فأين من يسمعون النداء فيُلبّون؟
لا مَن يسمعونَ فيحمونَ لصوصَ الأرضِ الأعداء
بُورِكَ هذا المدادُ الأبيُّ الذي لا يكفُّ عن الغليان
تحيةً تليقُ بهديرِ الشعرِ الوطني
على مسرحِ الإباء

محمد أبو الفضل سحبان 07-06-2021 01:58 AM

رد: مُجَرَّدُ سُؤَال
 
ويا له من سؤال...!!! وهل ينسى الشاعر الحر بيته المفقود ؟؟؟؟ بيت يسكن في قلوبنا و هو حتما سيعود ؛ ولكن ليس قبل أن تهزمه القصائد...!!!!
وكم طاب لي المقام في محراب الشعر الأصيل و البوح الجميل..
تحياتي لك أخي الشاعر المبدع طاهر عبد المجيد ولحرفك الوارف.
محبة تليق
:43:


الساعة الآن 02:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team