** نصف حُلم صوب .. القمر!!
هنا أنا أنثر بعضي .. شطر من الروح المعلقة على مشجب الوجود .. وظل ظليل لنوايا الشرود ..
هنا .. خطواتي .. ومساراتي .. وزفراتي التي هجرتني ومضت إلى ضفاف العراء .. حتى متاهاتي في سفري صوب النجوم .. وشجاراتي مع القمر ..
كان الرحيل يتوعد الشقاء لأمنياتي الناعسة , وحلمي العظيم .. كان حلمي نبراس ابيض حتى سقط عن جُرف الكون وتكسر ليبقى نصيفه هو عنواني ..
عنوان وصلته حبوآ .. بحرفي .. واضمحلالي .. وحقيبة عمري التي أفرغت فيها باقة أخرى من أحلامي الباهية .. وجناني الزاهية ..
وإعصار حط على الشموع فالتهم سطوع الساقية ..
أنهار قلبي حين كانت زاخمة بهدير الحياة . . ووشوشة الشلال الهابط على جبل الفؤاد ..
أجل .. سأكوم أبجدياتي هنا.. ورحيق الحبر الموشوم على جبيني .. وكذا تراتيلي الخرساء في صخب الحياة ..
سأفرغ أوردة وحنايا ورعشات .. كانت ذات كربة مجدية حتى اغتالهاالصمت فكفنتها بأثواب الدهشة ..
رزايا كحبات من الرز الناضج والعفن الطعم , بلايا أضحت السماء لأجلها مكفهرة .. والرمال عابسة ..
وأنسام تأكل بعضها بعضآ ذات صيف لتلتهمني في وجبتها الشهية ...
هنالك ولدت طفلة في قلبي .. ملائكية الواعز .. ضبابية الملامح ..
كائن من نور ونار .. يتسكع في أوردتي , يعابث شرايني ..
يجول في بلا هوادة , ويركل بشقاوته تجهمي .. بعيدا .. إلى اللانهائية ..
تحيتي

* نجوم ..
عابسة على سقف المدى ..
وتدنو الأمنية على رؤس أقدامها لتشعل شمعة كي تغيظ العتمة..
نجوم .. تكتظ بتألق أرعن , مهتوك الشظايا ..
والشوق المسروق من أرصفة الروح لم يترك على الصدر الواجم غير ظله ..
وليس غير رضاب الأنفاس ما يشيع روائح المرارة ..
حيث الوفاء بات خرافة لا تعيها الأرواح السوداء ..
لهذا وعلى شفير الغدر يقبع الندم .. متسربلا ..
بلوعة ..

* تلعثمت ..
النوارس بتحليقها الأخير في كنه الفضاء ..
وانقضت على الأحداق تأكل نظراتها ..
ثم أومأت إلى البحيرة الغارقة في دماء الشمس :
أن مخالب الرحيل قد نهشت وجه الإنتظار ..
وأن المكث في دهاليز الحنين ,, لن يدع القلب على ما يرام ..
لذلك سافرت العيون تائهة على مراكب .. الصيد
وغطت في تيه مريب ..

* ذكرى الشتاء ..
و صفير الرياح لا يبشر بالهدوء هذا الصباح ..
كان هناك ريح .. وقلب واجف .. ومطر
غير أن الطرقات مدت بصخبها إلى وعيي .. تعابثه
وعند الشروق .. تزاحمت العصافير تشقشق التحليق ..
والأفق ..عابس , يضع خده النازف على صدر المدى , ويشخر بالسقوط ..
وكلما ندت عن قلبي خفقة ..
لطمها الحنين .. فتعود خائرة النبض ..
واهنة ..

* في غيابك ..
يتمرغ زفيري بالتراب , أدحج المدينة بنظرة ضبابية كحمامة تلطخت رحيلا وضياع ..
حزني المغرور لا يُتخمني سوى بطيفك المحبط التقاسيم ..
وفي قلب أوردتي , يجهش الدم بك , متأبطا الغضب ..
تعلم جيدآ أنني لا أقبل المساومة على نبضي ..
لا أقايض أنفاسي التي تشهق بك ..
فهلا أتيت , ومآلي تضعه نصب دهشتك؟
أينك , وشخير الشوق يعلو من غطيط مدينتي المتشققة جفافا ..
وفي شارعي غريب الأطوار , أسمع فحيح الفراق , بمرور عربة تزهق أبواقها بالنفير ..
أتنشق الحنين , ببسمة مريبة للظلام ..
في غيابك , أخلعني وأسير رويدآ صوبك ..
لأتلبسك وأمكث فيك .. حياة ..

* موج .. مكفهر الهدير ..
لن تأتي الغيمة في موعد الأفق ..
بل سترشق السنابل برماحها , وتهرول وراء موعد مهجور ..
والغرق في الجفاف منحوت على أصابع البيد ..
لعل أنسام متعبة من تثاءب المدى .. تقترب ..
وتجر رطوبة الليل بأنفاس لا تقوى على الزفير ..
لهذا لملمت الرياحين عطورها .. وتلحفت الخزامى بالريح الباكية ..
وآوت إلى النوم مبكرا ..
في خمائل الليل ..

* أنا .. وأنت .. وحلمي المشطور ..
أُطل عليك من حافة الروح , وأنا ألتصق بالشمس وأمسك بطرف شروقها ..
مدينتي خلعت سقفها وجلست في العراء تندب حظها العاثر .. تحت خيمة القيظ ..
وحدائقي تتوعد الصيف باخضرار جامح عند مجئ الشتاء ..
تهمس للورود بأن تخلد قليلا إلى الذبول حتى موسم الجمال ..
مامن ضوء لشمعة هاربة من مكر الظلام ..
مامن صوت للفجر الذي ينكس النهار على كتفه ويغرب سريعا خلف الضباب ..
أقيس وعيي بالظنون , وأرتدي هواجسي الحمقاء , وأنتبذ معك شجارا عقيما ..
حلمي المعاق , لن يشفى .. أو يسير على قدميه إلا بعكازك ..
أمهلك بعض السوانح لتهل مع القمر ..
وإلا .. فإني سأعيشك سقما ..

* أرتقب .. ظلام أجش السواد ..
والبساط يتمتم بالحنق ..
والجدار يرتجف لزمهريرالليل ولا غطاء ملقى على رأس الزمن ..
كانت الشهب تتحضر لسفر أهوج عبر السماء ..
حين غفت الكواكب وراحت في تسمر بعيد ..
فأصبحتُ شمعة للترقب ..

* أين أنا ...!
كخيط تسلل من فم خيمة وهرعت به الريح إلى غضب الصحراء ..
كخيط مزقه هبوب البلى , ولا يقدر على أن يزجر أصابع الزمن ..
أفاع غريبة الأطوار تسكن النهار ..// قلوب ..بعضها / ربما .. سراب ..
سموم تتسلق القلوب وتفتك بجسد الخير في الروح كي تستنبت الشر في أوجه ..
سقم عجيب , يكنس القوى من أطراف تمر على حدقي وتبدو هزيلة ..
فأمسكتُ دمية طفولتي ,,, ورجمتُ دساثس الغل بحفنة براءة ..
أخذتُ من سحابة الأفق.. بضعة قطرات من الندى وغسلت بها شفاه الوقت المتشققة ..
وضعت على عيني جناح , كي أعود إلى الماضي وأنا بكامل تحليقي ..
ولكن الطرقات المؤدية إلى الطهر .. كان يحرسها الضباب ..
وحين وصلت هناك .. وجدت بوابة الزمن مغلقة ..
فذرفت حسرة وعدت أدراجي إلى جدران الحزن ..
أبحث عن نفسي التي خلفتها على تحت طاولتي ..
ولم أجدها ...

* فراق
والتردي في الغياب يجعل حواسي فسحة للجموح ..
إيماني بكَ يماطل الغياب , ويسري مع رعشة إرتدتها زفراتي ..
إيماني ..بأن الأزقة المتجهة ألى مدن الفضاء ..
تنتهي بباب فضي يطرقه وجهك أيها الراحل عني ..
وطيفك أخاله .. منزوع التجهم .. يحجبني بضحكاته
فحصاة ألمك تمارس طقوس في الخفاء .. كطرق المحزن ..
وسكتك المطوية في أتون البعد ..
وخطاك المخزنة بالرحيل الهائم غرقآ في المسافات..
ستأتيني بك .. يوما ..

* عاصفة في الدوح
* على ضحكة النجوم عبرت اليوم سحابة ..
حباتها .. عطر .. كقطر.. كرطب لا تؤتي أُكلها إلا حين مناص
في دوحي جدب ينخر العشب ويتوعد السنابل بالذبول , وتيك القطرات لم تخلق عبثا ..
منذ الصقيع الذي أكل أطرافي وأنا أحتبي رعشة كانت توهمني بغطرسة الليل القارص
والعاصفة التي إكتظت بالهبوب والغضب ..
جالت ها هنا .. وتركت على مرافئ الروح ..
أشلاء قلب تمزق للفراق ..
وبعضآ من خيوط الشوق التي تبللت .. بالنحيب ..
حتى تمرغ الوجه المار بهزاله .. في أوحال الشتات ..

* تنصيب في حضرة القمر
ككرة تائهة منبعجة , ينسل الدرب الطويل ولا يتفس غير الوحل ..
ككائن لا يقدر على التصفبق , لأن كفه الرخيم قد شلّهُ الحظ ..
أقترب من الدنيا بلوني الشاحب , وأضرب مع المجهول موعد ..
وترجمني دائرة متهكمة بغثيان لا يشبهه إلا سكرات الشمس
صوتي بلا مأوى , فأدس عنادي في راحتي وأطلب من أصابعي الغناء ..
وبعد السطر الثامن بتوقيت البوح .. وبجوار حرف قضى نحبه
أعلنتني الأوراق في حضرة القمر الذي كان على عجلة من أمره :
بأني طفلة تعيش في قلب امرأة "

* رائحة الليل ..
* الظلام يجهش على المدى .. يتمطى بصريمه الثقيل ..
ويزأر كلما أشعلت شمعة ذابت معها هواجسي في هنيهة حنين ..
الظلام ينتابني .. فأرتاب بسواده الأرعن ..
والليل يجلس على كرسي الأُفق , يحدث الأنسام عنا ..
ها هي العتمة ترسم عبوس ندف عن غيمة شريدة فكان الثلج أهوج ..
ها هو .. الصمت يتوشح بصرخة تأتي من الروح .. فيسكب الوجع ..
وجريان المآقي بات كواد .. لا تعيقه صخور الوجه ..
لكنه يبقى مجرد ذوبان ..

* نجمان في مدار الكون ..
هو نحن .. يا من رششتَ في أوردتي رحيق الحياة فانتشى قبي فألا ..
في طرقات زحل التقينا , وعلى ضفاف أورانوس بدأت حكايتنا ..
وعند ساقية القمر ذات سفر .. قلت لي بأني حلمك ..
همست إلى قلبي وأشهدت النجم الرامح على عشقك ..
جمعت لي من جدائل سهيل , خيوط من السحر وقيدت بها حواسي ..
كالشمس كنت , تشرق ذات سأم في عمري..
كشمس لا تعرف كسوف .. أو عزوف ..
كوكب دري أنت .. على جبين عمري
فمتى تهبط إلى وطنك ..
متى تستقر إلى الأبد بين الحنايا ..
وعلى تلال عمري ..

** فؤاد ..أجش ..
و قلب عليل .. وأهواء عابرة ..
حبث عاطفة متشنجة .. وقسوة لا يماثلها صلف
ترى ..بعد ذلك .. أي نهاية ننتظر ؟
و تمتمة الحزن منبعجة الحرف ..
مهتوك المعنى .. ممزق الأنسجة .. والصوت عقيم ..
في جرة فضية دسستُ بلل حنيني حتى لا يرتشفه النسيان ..
والليل يحوم في المدينة يفتش عن القلوب العطشى ..
وبين حين وآخر , يتعالى صوت الصيف على قامة العابر غضبا ..
هذا لأنه وشم على عينيه شوق للشتاء ..و .. أمنية ..
وانتظار ..

* قلب ينطفئ ..
لصوت ينسدل .. أو يشي بالسواد ..
صوت يرتمي بانحطاط على الإدراك الجانح بالتيه ..
يستلقي على الحواس المتزملة بالحجود ..
همسات .. أو همهمات .. مطلية بالوسوسة المؤطرة بالوعظ الأسود :
" لا تكن بدائيا بفضيلة .. ما عيبها الحضارة ورذائلها ..!!
كن متحررأ .. عصريا ..
(وويل لكل همزة لمزة )
وسحقا لمن سقي من خمارة أفكاره كأسآ يصدّعوا عنها وينزفون
وأيضا سحقا ..
أيضآ

* *جرح .. في الذاكرة ..
شهقة تتوجس الصراخ .. والصوت ينهرها بحدقه الغاضب ..
على أرصفة الزمن .. تمور الأحلام مورا ..
أجسادها الميتة تحلق إلى العدم ..
لن تخبو بوارق القيود .. ولن يكف الجرح عن الولولة ..
أفكار شاحبة تطل من الجمجمة الغارقة في الصداع ..
خطيئة الحدق أنه تربص بالشرود على متن المدى ..
فلاحت الأطياف .. بدون شفاه .. ولا وجوه ..

* ثرثرة ..
قلت ألكزه وأنا أستند على امتعاض أيقظته دهشتي : مابك تحدثني بهذا التكلف ؟
قال : لا شئ .. مشتاق أنا .. وكثيرآ ..
خرجت ضحكة مني تعتصم بذهولي وتتأرجح على صوتي لا تريد الصمت ..
سألته بحيرة : تقول مشتاق .. وأنت ترتدي حلة الرسمية .. كيف ذلك ؟
قال وكأنه يفر مني إلي : كتبت لكِ شعرآ , ألا تودين سماعه ؟
وتفجرت حيرتي , وانتابها شئ من الغرابة : قلت : إياك أن تسمعني إحدى قصائدك القديمة .. فهي ليست لي ..
قال يراوغني ويراودني عن الرضى : أنتِ فقط .. وقبلك أو بعدكِ ما عرفت أي معنى للحياة ..
فلذت رغمآ عني إلى الصمت ..

* يا دستوري الحاني
الأم تحية معرّقة اليدين وتمسح عن قلوبنا غبار التعب ..
سماء أخرى تدور في مداراتها نجومنا .. وتحتضن حريق الشمس بقلب حاني ..
أمي .. يا منهى الرخاء .. والعيش ضيق الخناق على قلبي المكسور ..
يا صدر اكتنف همومي .. وحمل منها ما يمسح البكاء عن عيني ..
تجاعيد للرحمة .. أنتِ وتستلقي على قسمات شيدها صخب طفولتي ..
نية مبيتة للحنان كي تظفري ببقايا الفتات ..من البِِر .. وصلتي الممجوجة بالزحام ..
أنتِ ..دستور مجاني .. مفرط الشعور .. لا أحتكم إاليه إلا حين.. الألم ..
أحبكِ .. يامن تسكنين الروح في العمق .. وتهدهديني بوجهكِ الطيب ..
أحبكِ يا أمي ..

* كلمات .. مفوهة بالغضب
صوت كهسيس اللوم وينخر الذائقة بحدق دهش ..
عافية زاخمة بالترجي لطلائع الآت ..
غضب في صوتك .. وبين جوانحي امتعاض ..
بصيص بهاء يجلس متراخيآ على متن البوح ويستريح بالزهو ..
ولكن اللامبالاة عاصفة توقظ لهيب الجمر ..
وعناد الشق الذي يصعب ردمه بادرة لاعوجاج الروح ..
وبات الحرف .. بعد الهدوء ..
تراب ..

* في الغابة ..
الصدى .. وتعب النهار .. والخيال ..
وبين الخمائل .. ظلال .. وشموس .. وأطياف ..
كطفلة بين كائنين من الوحوش ..
كلمسة لا تأبه .. لأظلاف تدنو بالرياء ..
أنا .. كنت .. هناك ..
أحب أن أهمس للعشب بحبات من الكلم المضئ ..
ولكني لا أثق بالنخيل كلما نظر إلي شزرا ..
وجبينه المجعد بغلظة الصباح ..
هو ما يزجر قصائد أحملها وليدة بين ذراعي ..
فأقفُ عائدة إلى مرج .. الظنون ..
والواقع المكفهر ..

* طفلة أنا .. تنتظر العيد
أزمان تمر .. وساعات تعبر ..
والعيد يأتي حامل جرابا من الفرح الهزيل ..
ثمة صدفة تتمطى على الطريق ..
وأبدا لا يصل ذاك الغريب .. كي يكتمل العيد ..
زمن مطرز بنجوم تعبث على رأس الكون ..وبصمت يناوش القلب ..
وعلى الأكتاف .. لاح الصُبحُ يعطر العتمة.. بروائح الضوء ..
وعند الحافة .. يظهر الأفق ملبدآ بسحابة متوهجة بالزمن البهي ..
فهل سيكون كذلك ..
طفلة أنا أنتظر مقدمك .. كي أنضج ..
في العيد ..

* بكرويتها .. تلكزني الدموع ..
وأوراق تتدلى من فنن غاضب منزلقة إلى عبوس الأرض ,,
أفتش أنا .. أبحث بدأب لا يرومه كلل .. عن معنى الحنين ..
ماهو ذاك الذي ينهش القلب بأظلافه .. ويأكل سكون الروح ..
ماتيك الأنفاس الملوثة بالحمم .. المتدلية من صدري فزعآ .. حين مجئ الطيف ..
أبحث ولا أرى حقيقة السر المكنون ..
ربما .. هواجس .. واستمطار لأفكار تموج مع أنسام الفجر ..
فلا شئ يحكم قبضته على رياح الوعي سوى حلول الليل .. ونقمة العتمة ..
وعندما يتضاحك الكوكب الدرّي ..
حتى الخواء يتطاير من الزمن ملبدآ بالضجر ..
والسماء تمسي .. بهاء ..

* وجه على ناصية الوهم
كأني رأيتُ أحد عشر كوكبآ .. والطيف يتلبسه الغموض ..
وجه متشرذم على جبين الشمس .. والقمر بمحاذاته بريق يختال بالوهج ..
قسمات متشظية تأخذ أشكال هندسية مثنى وثلاث ورباع ..
والشفاه واجمة .. والعين يعتريها الذبول ..
كدتُ أن أرى بتلة تترعرع على خميلة نجم يوغل في الأفول ..
وأوشكتُ أن أُمسك العبير وألتقطه من حافة الكون حيث المجهول يقهقه سرآ ويولي الأدبار ..
وكي أرتكب الحقيقة المجللة بحجاب من الطلاسم ..
كان يجب أولا أن أُبصر الروح التي ظهرت جليآ بحفنة من القناديل ..
حينها فقط .. أبصرت الوجه جيدآ وأعدت ترتيب الملامح ..

* طفل .. وطير .. وحفنة أمنيات

* غريب ماكث بين الحنايا

القلوب .. سليلة النبض .. ووشم الحياة الخافق بين حنايا آمنة ..
من الدماء تجري لمستقر لها عند خبيئة الروح وتتلمظ بالوجيب ..
لم تنكث بالحياة يومآ إلا حين اجتاحها عطر غريب أدلقه عابر سبيل ..
على سياج الصدر تتسلق الزهور بعناقيد الشوق .. فيعم الخمائل صوت المطر ..
والنخيل يعقد حاجبيه دهشة لهذا الغريب الذي يخطو مختالا على روابي الفؤاد ..
والأفق يرتشف قطرة ظلام ثم يسعل بالضوء ليتبين ذاك الوجه ..
وعند بزوغ الفجر على مدن الخيال ..
يظل الغريب ماكثآ بين الحنايا .. ثم يبرح مليكها ..

* درب كوشاح أرعن ..
ذاك الحالم .. يقتفي أثر السدم والمعجزات البارقة .. ثم يتلعثم بخطوة مارقة ..
بين الحقول .. ضمرت أمانيه فبات خاويآ .. طاويآ ..
يتلصص على حكايته من كوة الدهشة .. ومبسمه يرسم خطوط الوجع ..
وقبل أن يتنحى عن السفر في قلب الوهم .. قبل أن يحط من شأن الرحيل ..
وبعد أن ارتشف قطرات من الامتعاض .. وسيرها سم يجبي إليه موت الحقيقة ..
حمل على منكبيه حقيبة الصمت ومضى ثاويا ..
فقط طريقه .. الذي أعاق إغفاءته المتنمرة ..
لذا .. وضع ظله جانبآ في منأى عن الشمس ..
ومضى يجر طريقه بخطوات لا تعرف كنه المصير ..

* أبيض هو وهج الشمس ..
انهال تميم الزيف على شواطئ العقول بأنها راحلة ..
تلملم تيك المخيفة أنفاسها الحارقة وتغيب في ظلام الكون ..!؟
كخيل مسومة تتعثر بظلالها التي تلتهمها الأتربة ..
كرعشة في جسد مارد تتجشأ الرجفات .. فتزلزل الكون لهنيهة ..
وعلى المنعطف المؤدي إلى زقاق المجهول ..
تحلق النوارس وتجوس خاتمة يوم ينجلي بزمهرير الرحيل ..
وطفلة تحابي النهار بشرود .. وتتوسل الشمس المسافرة بقاء خالد ..
تلك التي تذهب بعرق أجسادنا وتسرق أحداقنا وتدسها في جيوبها .. وتغيب ؟
أُف لتوجس يحيك في القلب فزعآ ..
فلا قمر ولا نجوم بعد سيدة الضياء : الشمس ..

* توبة تلوكها القلوب الواهمة ..
والحزن يأكل استقامة لم تطاول السماء لتصل إلى العرش ..
وبين سيقان الندم ثمة أتربة عالقة بالرحيل ..
طين .. وأعشاب .. وأشوك تنخر الأقدام ..
وصبح يبكي قطيع الخطايا الذي أسقطه الليل من جرابه
رُب ترتيل يرتق اللحظة الممزقة ويخيط بشاعة الذنب ..
حيث سدرة المنتهى تتهيأ لاستقبال وفود الإيمان ..
شئ غير جلي لا تتسعه مخيلتي .. ولا قامتك ..
ونحن الغرباء على دروب الكون ..

** الأمل ..
حرف مثلج .. بارد الهيئة يفور باللظى في جوف النطق..
على شرنقة الحياة تمتد أصابعه ببقع من النور .. والقيد يتحرش بالمعصم ..
والفرح .. خميلة يعدنا بها الوهم إذا ما أخرسه الفأل ,,
أمل .. كمنحوتة قلب .. تحت قناديل السماء ..
حمائم تحلق رويدآ بين ذراعي الصدر الذي اشتاق للسلام ..
ظل السكون الذي يطير بجناح متوثب نحو الحلم ..
سعد مدسوس في جيب الغيب ..
شرط أن لا يركله ..
المجهول

*

* إنهمار الفزع

* ظلال على الطريق
استيطان .. ونسمة مكتظة بالهلع ومآقي الريح تقرحت من الزمهرير ..
وذاك الطيف المنبعج الرأس يصوب خطاه نحو المجهول ..
ورفيقه الذي بات مجرد ظل .. يشرق بلطمة من الضوء .. ويذوي ..
ظلان .. ودرب طويل .. وظلمة تنشب أظفارها في القناديل ..
كأن الهلال قد تربص بالحلول فأقصى الفجر هنيهة ليرسم نصف دائرة ..
هديل السفر المكلل بالنضوج يقتطف لمحة من الرحيل ..
على هذا الرصيف الذي تمارت منعطفاته بالبوح
أُقيم احتفال بالهروب ..
فهل هناك من وصول ؟

* استسلام ..!!
أو إذعان لغرس الألم في أودية الشؤم ..
أي بؤس حال بينك وبين الركض على متن الحلم ..
وأرضك التي تشفق على خطوتك العرجاء .. تشهق بنحيب أجش ..
مخالب الفزع تخدش ما تبقى من رجاء .. ولكنك مع هذا الإنكسار آت ..
تلوك الوعي بإصرار القادم من مرافئ الفأل ..
وعلى فخذ الجبل إنزلقت حفنة أنسام .. وبين طيات الظلام نهض نور شمعة ..
والريح الجائرة تركل أزاهير منكسة اللون على الطريق ..
فأمست البيد .. خائرة التراب ..
ولكنك مع أغلالك .. آت ..!

* إرتباك .. ورعشة ..
قريبة من الروح وتلتصق بالحواس ..
دانية قطوفها ولا تنشطر إلا بلفتة إلى الخواء ..
والحدق الملون بومضة عشق ..استل نظرة تجمدت على العيون ..
فراشة تتلصص إلى من خلف جدار الصدفة .. وترمق الوجه الحزين ..
إن كان في الفجر فسحة للقاء قريب .. مزج شهي بين الأرواح ..
فلن تعدم دسائس الضجرأن تُحيك في الغيب محال ..
محال يستطيل أو يتقزم على هامة المصير ..ثم يذوي ..
أجل .. قريب للغاية ذاك السطوع ..