في عقر الليل كان حلولي للدانية الدنيا ..
مخلوق كالطهر كنت .. بلا ظلمة .. أو خطيئة ..
أجل .. كنت ..
فقط أشبه غطائي الأبيض ..
ولا أجيد سوى البكاء على قدومي من رخاء العدم إلى شقاء الهمم ..
وعلى نواصي الدنيا هرعت الرياح والغيوم يستقبلونني بوابل من أهازيج المطر ..
كانت الليلة تدنو رويدا من جدار الفجر ..
فنظر إلي أبي وابتسم ..
قال : هذا السحر .. وهي سحر ..

أنا التي ..
وقفت على شاهق الصمت متلصصة لموكب الكلام ..
أنا التي كنت أرمق قلبي المتلمظ بالضجر ..
فخطوت نحو حائط العتمة أستند عليه ..
لكن الأطياف هناك ..كانت كالأشباح .. كلعنة مصباح ..
وجوه مستبدة ..
جعلتني ألملم أقدامي وأستنجد بضوء عابر ..

إني التي تلعثمت بخطوة على قاب قوسين من الحلم ..
فانكفأ المصير على وجهي يلطخني بأتربة الألم ..
حجارة العذاب المدببة كانت تنخر خاصرتي ..
والوهن سليل الذبول يتربص بقامتي ..
منذاك وأنا أفتش بين شهقات الضوء في النجوم عن أصابعي ..
التي أضعتها ذات عثرة مائجة ..
فلم أجدها ..

ولأني تنفست الغياب مع سبق الإصرار ..
أعاود المثول والتراخي أمام شغب الحروف ..
كقطعة من ثلج تذوب على روابي البوح ..
كألم ينكش بعصاه أتربة الروح حتى يعم الضباب ..
أعيد تكوين بعضي حينآ .. وحينا آخر لا أجدني ..

أنا.. المتقندلة على خاصرة الليل وشمعتي أظلاف للعتمة محترقة ..
التقيت الحلم على عنق صدفة كانت تزفها الريح في يوم عاصف ..
ومنذه / ذاك الطيف / وأنا أحاول أن أتسلق الشمس لأصل إلى سفح الحقيقة ..

أنا.. صهيل الألم ذات عاصفة اجتاحت روابي الأحلام ..
وعرت ذاكرتي من تفاصيل أمنية كانت معلقة على جدار الروح

أنا.. خطوة قابعة على أهداب الرحيل المضني ..
يتلبد بي حفنة تراب .. وتعب ..
وعزيمة تركل كل العثرات ..

قلبي فجيعة الصمت وإغواء الشتات ..
أماطل الضجر وأحايله حتى يكف همهمته عني ويجلس تحت الأريكة ..
فأصطف وراء الشمس هربآ من ثرثرةالظلام ..

أنا .. الشروق المبكر للفرح بعد دحرجة ظلام الحزن صوب تلال الأمل ..
و قلب آل على نفسه ألا يضحك حتى يعود الغائب ..