|
مسلسل عمر .. غياب العَبقرية .. في نمطية السرد
رؤية فنية بقلم / عمر مسلط " لقد تحولت الدولة الإسلامية في عصر عمر من إمارة عربية إلى قوة عالمية ، وخلال هذه الفتوحات الرائعة وضعت سياسة عمر المنضبطة جدا ، المبادئ لإدارة البلدان المفتوحة, وان تركيبة الإمبراطورية الإسلامية التي قد حكمت بعده بما تتضمنه من خبرة قانونية ، يعود الفضل بوجودها إليه " (الموسوعة البريطانية/ إصدار 2009) ... بعيدا عن السياق التاريخي لفترة خلافة عمر ، ومع إقرارنا بحسن النية لكل من ساهم في هذا المسلسل ، إلا أن تقمص شخصية بحجم هذا الخليفة العظيم يحتاج لجهد وطاقة استثنائيتين ودراية للبعدين الفكري والنفسي لإنسان وضع أسس الدولة الإسلامية المترامية الأطراف قانونياً وإدارياً وسياسياً وعسكرياً ... فالوصول إلى أقرب حد لهذه الشخصية شبه مستحيل ، فهي شخصية مركبة انتقلت من قمة القسوة الى ابعد حدود الرحمة وهي التي عُرفت باتخاذها إما أقصى اليمين او اقصى اليسار، فكيف لنا أن نغوص في اعماقها ... وأكاد أقول لو أن هذه الشخصية عُرضت على شين كونري نفسه لتردد في تجسيدها ، كيف لا وهي من قيل بحقها لو كان نبيا من بعدي لكان عمر ... ونتساءل .. هل كان عمر سيقبل بأن تعرض سيرته بأي شكل من الأشكال على فضائياتنا المعاصرة ، وبقراءة تاريخية ودرامية (خاصة) لا نعلم مدى مصداقية (بعض) تفاصيلها والتي ربما وضعت لخدمة البعد الدرامي للمسلسل لا أكثر ... وهنا تكمن خطورة تمييع الشخصية وتبسيطها كي تفقد بريقها وعظمتها المتخيلة في عقل المشاهد ! إن تجسيد شخصية فكرية أو سياسية معاصرة قد يحتاج لمراجعة تاريخية وجهد ليس بالهين للتًمكن من هذه الشخصية ، ومع ذلك يخرج علينا النقاد والمحللين بسيلٍ من الإنتقادات والإعتراضات على هذه الشخصية... فنياً .. لا نحتاج لكثير من الجهد كي نلاحظ بعض الأخطاء التقنية والإخراجية للمسلسل ، فعملية القطع بين بعض المشاهد جاءت بطريقة مربكة وسريعة لا تخدم السياق العام لمشهد قد يكون بالغ الاهمية ، مثل مشهد حديث عمر لأولاده بعد توليه الخلافة ... إضافة الى بعض الهفوات التي لا تصدر عن طاقم فني محترف الا اذا كانت نتيجة الارهاق الذي اصاب طاقم العمل وهذا ما اجزم به .. أما تمثيل المعارك فما زال كما عودتنا عليه الدراما العربية سطحياً وهزيلاً ومُستهلكاً ، وبدون قراءة فنية إخراجية ( شاملة) لزوايا وتفاصيل المشهد ، فتحريك الجموع ما زال يفتقد للإنضباط والسيطرة ، وطريقة رمي السهام وتوقيت مقتل من تصيبه ما زالت تتم بأسلوب تمثيلي بعيداً عن الإحتراف ، ما يؤثر سلباً على أناقة المشهد وجمالية اللقطة ، وكم أخرجتنا اللهجة السورية والمغربية من جو النص والعمل بشكل عام .. ولست دارساً للتاريخ ، كي أقرر مدى توافق شخصية سراقة بن مالك مع ذلك المهرج الذي شاهدناه في المسلسل ، ومثلها شخصية ابو هريرة والتي تُشكك بوضوح في مصداقية الرجل .. وما يثير التساؤل في كثير من المسلسلات التاريخية هو إظهار الجموع بتعابير وجوههم القاسية والمتجهمة والقلقة.. لا شك انها الصحراء .. لكن ألم تنجب ذات الصحراء أناساً جمعوا بين الرجولة والفروسية والوسامة في أبهى صورها ؟! ما لفت انتباهي وكثيراً من المشاهدين هو رصد الكاميرا المشبوه وبطريقة مكشوفة لتعابير وجه علي بن ابي طالب وحركة عينيه المُشككة بصمت مريب في كل ما يدور حوله وهو الذي لم يكن يخشى في الحق لومة لائم ، فكيف يلوذ بالصمت عن امر لا يرضيه وهو من أعرق منتسبي المدرسة المحمدية ، منهجا ورأياً وشجاعة . ... في معرض حديثي هذا ، أنا لا أبحث عن أخطاء بقدر ما أعبر عن دهشتي لمسلسل كلف الملايين وتم الترويج له بإثارة وتشويق ، لكننا لم نجد ذلك الإبهار البصري المتوقع ، وتلك اللقطات المثيرة للمعارك ، مع الإقتصاد في تكريس سحر الصورة مع المؤثرات الصوتية لإيجاد لقطة قد تبقى في الذاكرة لسنوات طويلة .. فهل نسينا لحظة استشهاد حمزة في فلم "الرسالة" .. تلك اللقطة التي أبدعها العقاد باحترافية مدهشة ، في فلم اختصر قصة الإسلام في ساعتين أو ثلاث ، مع موسيقى تصويرية لم يأتِ أحداً بمثلها حتى الآن ، فجاءت منسجمة مع النص بطريقة مذهلة ، فلم تزل عالقة في الذاكرة حتى هذه اللحظة .. لأن " موريس جار" إستوحاها من الأذان الذي نسمعه خمس مرات في اليوم ... فكان إبداعاً عز نظيره ! ... بقي أن نقول ، أن الخط الدرامي العام للعمل كان يوصلنا في بعض الحلقات ومن دون قصد إلى قوالب جاهزة للأقوال الشهيرة والعظيمة لعمر، وهذا يحدث كثيراً في الأعمال الفنية ، لأن النص المكتوب غالباً ما يختلف ويتغير عند تصويره تلفزيونياً أو سينمائياً ، أما عبقرية الشخصية فكأني إستشعرت غيابها في طول ونمطية السرد .. ومن جَسَّد شخصية عمر في هذا العمل ، استطاع وباجتهاد مضنٍ ، ان يصل للبعد الخارجي الأوَلي للشخصية .. أما استحضار البعد الداخلي ، فلا شك أنها عملية بالغة التعقيد .. ففي هذه الحالة يجب عليك أن توائم بين البعدين بتوازن مرهفٍ دقيق .. بمعنى أن تحول في لحظة سريعة ، القسوة والجدية والحزم والشموخ والكبرياء ، إلى رقة ورأفة ودموع وبكاء ، وما أظن أن هذا بالأمر الهين على أي ممثل كان .. وفي النهاية أنت تتحدث عن رجل وافقه القرآن في عدة مواضع ، وعن رجلٍ أسس دولة ، وغَيَّر تاريخ ... ولا شك .. أنك تتحدث عن عمر ! |
نعم هناك الكثير من الثغرات والعثرات في مسلسل عمر رضي الله عنه :
أولا : ثلاثة أرباع المسلسل عن السيرة سوى ما يتعلق بأحداث لعمر علاقة بها حتى ظننت أن المسلسل له جزء آخر . وكان يكفي حلقة أواثنتين كمدخل وتمهيد للمسلسل ومن ثم التركيز على مفردات الحقبة العمرية ثانيا : يظهر الكاتب في بعض الأحيان دكتاتورية في أقضية عمر حيث يقول : قضي الأمر ونسي الكاتب أن لعمر مستشارون من القراء وعلي وابن عباس حتى إنه كان يستشير ابن عباس ويقدمه على الكهول من المهاجرين والأنصار وإذا مرض ذهب يعوده ويقول " والله المستعان " غير أننا لم نجد ذكرا لابن عباس ثالثا : تكلم عن نهي عمر أبا هريرة عن رواية الحديث وهذا حديث حساس جدا في علم الحديث لكنه لم يناقش الأمر وتركه هملا دون توضيح رابعا : ركز الكاتب على احداثيات معروفة للناس ولم يتطرق ولم يسبر أغوار هذه الحقبة العمرية خامسا : كان حديث السقيفة باهتا وهو حديث ذو شجون وأرى أن اللجنة التي اطلعت عليه وهم الدكتور القرضاوي و من معه لم يطلعوا عليه كفاية وبالتالي هم من يتحمل هذه الهفوات لأن الناس إذا وثقت بالمسلسل فلأجلهم والله أعلم |
دكتور / محمد نور العلي السلام عليكم لقد أغنيت الموضوع بآراءك القيمة والهامة ، وملاحظاتك ولا شك في مكانها ، لقد تحدثت في كلامك عن الثغرات والأخطاء ، وهناك الكثير منها ، لكنني تعرضت لأهمها ، علماً بأنني لم أشاهد جميع حلقات المسلسل ، ومع ذلك خرجت بهذه الحصيلة المؤسفة ، وهذا سيكون بمثابة إنذار لمن سيفكر مستقبلا في إنتاج أي عمل فني لكبار الصحابة الذين أوصلوا لنا الدين 0 سعدت جداً بمشاركتك القيمة متمنياً لك الخير 000 |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيك أخى عمر .. ولى عدة ملاحظات على نقدك أهمها أننى أوافقك في معظم ما جاء فيه ولو أنى لم أكمل بعد نصف حلقات المسلسل الذى أستمع إليه مجمعا الآن .. وكان بودى أن تلقي أيضا بعض النظرات الإيجابية على العمل مهما كان القصور فيه .. ورغم كل ما قيل فى أمر تجسيد الصحابة إلا أننى لى رأى خاص فيه يعتمد اعتمادا كليا على قلة الثقافة العامة وغياب هواية القراءة فى مقابل اتساع رقعة المشاهدة للأعمال الدرامية مما يمنحها مزية كبري فى احياء قيم التاريخ الإسلامى .. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما تقول القاعدة الأصولية سيقتصر نقدى للمسلسل على الجانب التاريخى باعتبار التخصص لأن رأيي كمشاهد فى عمل فنى لن يرقي إلى النقد الفنى من المتخصصين .. وكنت أتمنى حقا لو أن قطر بامكانياتها الضخمة استغلت هذه الإمكانيات فى إخراج احترافي للمعارك وهى الملحوظة التى اوافقك فيها تماما .. وملحوظة فنية أخرى هى اعجابي الشديد بنقطة إيجابية جبارة ألا وهى سلامة اللغة العربية والنطق وللأمانة فقد أحسن رجال العمل اختيار أبطال المسلسل فى معظم الشخصيات بالذات فى شخصية عمر وأبي بكر وحمزة وعمرو بن العاص وسهيل بن عمرو رضي الله عنهم وفى شخصية أبي طالب وأبى جهل وأبى لهب .. وأخطئوا فى شخصيات أخرى أبرزها شخصية على بن أبي طالب رضي الله عنه لأن الممثل المؤدى يختلف شكلا عن أوصاف الإمام على كذلك كان هناك ضعفا فى اختيار بقية الشخصيات من أمثال خالد بن الوليد رضي الله عنه وغيرهم نأتى لمسالة الأخطاء التاريخية الفادحة التى كنا نعول بشدة على مثل هذه المسلسلات أن تتفاداها وتكرس للأحداث الحقيقية الثابتة فى كتب السنة بالسند الصحيح .. والشيئ بالشيئ يذكرفهناك روايات كثيرة جدا منتشرة فى السيرة النبوية ووقائع مغلوطة لعل أبرزها .. قصة إسلام عمر بن الخطاب نفسه وهى تلك القصة الشهيرة الواردة فى كتب السير ولم تثبت وأثبت العلماء المحققون أن إسلام عمر كان بعد لقائه بالنبي عليه السلام عند الكعبة ولم يحدث أن أنه ذهب بغرض قتله ثم عرج على بيت أخته إلى آخر الرواية المغلوطة .. ولجنة العلماء التى راجعت العمل حتما لم تكن تضم أحدا من علماء الحديث لأنها لو ضمت أحدهم لنبههم إلى تلك المرويات .. والشيخ القرضاوى على جلالة قدره ليس مؤرخا وليس من أهل الحديث , وقد تقصي العلماء السابقون مثل أصحاب الصحاح والمسانيد البخارى ومسلم وبن حنبل والبيهقي والمعاصرون مثل الدكتور أكرم ضياء العمرى السيرة النبوية الصحيحة بالسند المتصل وأخرجها لنور فى جزئين ضخمين يحمل نفس الاسم فلماذا لم يستعينوا بأمثاله ؟! الشيخ الدكتور وجدى غنيم موجود بقطر من فترة والرجل حاصل على الدكتوراة فى المغازى والسيرة النبوية فأين كانت اللجنة منه لكن على أية حال فإن الدراما دائما ما تحفل بأخطاء جسيمة تاريخيا نسأل الله تعالى أن يحاول أولى الأمر تقديم تاريخنا الإسلامى الصحيح فى أعمال تكفينا مئونة نشره على نطاق واسع فى ظل عالم لا يعترف بثقافة القراءة ويكتفي بثقافة السماع |
العزيز / محمد جاد الزغبي
السلام عليكم ... أشكرك على ثناءك الكريم لنقدي المتواضع لمسلسل عمر ، والذي حاولت أن أركز من خلاله على الجانب الفني للعمل ، مع نقد بعض من الجانب التاريخي الذي جاء بصورة مشوهة بقصد أو بغير قصد ! فالجانب التاريخي له رجاله .. ولا أجامل إذ قلت أنك واحد منهم ... فثقافتك الواسعة التي أفدتنا منها كثيراً في هذه المنتديات تشهد على ذلك ... وملاحظاتك التي ذكرتها حول المسلسل ، لا أشك أنها في مكانها ... وهذا ما كنت أتمناه من كل قاريء أو متخصص في التاريخ ، يستطيع أن يفيدنا بكل ما هو علمي وموثق حول تلك الفترة التاريخية لخلافة عمر ... ملاحظة / الدكتور أكرم ضياء العمري ، كان من ضمن اللجنة التي راجعت العمل تاريخياً . أقدر لك هذه المشاركة القيمة ... متمنياً لك كل الخير ... |
بارك الله فيك
وقد ظلمت التاريخ وأهله يا عمر .. أنا طالب علم فقط فى ركابهم والله يا أخى فشكرا لثقتك أما ما أذهلتنى به حقيقة فهو قولك : اقتباس:
يا آخى مستحيل انا اصدقك طبعا ولكن اقول لعلك لم تلحظ او ان مصدرك لم يكن موفقا فكيف يكون الدكتور العمرى فى اللجنة ثم يمر عليه كل روايات السيرة الضعيفة ويسكت عنها رغم أنه مؤلف موسوعة ( السيرة النبوية الصحيحة ) ! فى الأمر تناقض لابد أن له مبررا لا سيما والرجل من أهل علم الحديث والإسناد فلماذا يعتمد الروايات الغير ثابتة تاريخيا ويتركها لغيرها مما هو مسند أنت بهذا ستجعلنى أعود لمؤلفات الدكتور العمرى مرة أخرى فربما فاتنى منه رأى أو اجتهاد يسمح بأن نفاضل الروايات على هذا النمط ولا نخالف السائد |
رجعت أخى الحبيب للمصادر فى الجزء الأول من كتاب السيرة النبوية الصحيحة للدكتور العمرى ..
والرجل يجزم وبنقل عن العلماء فى صفحة 180 و181 عدم ثبوت قصة ضرب عمر لأخته فاطمة رضي الله عنهما وذلك فى القصة المشهورة التى ذكرتها السير وانتشرت بين الناس من أنه عزم على قتل محمد عليه السلام فذهب فقابله رجل وأخبره باسلام أخته وزوجها سعيدا .. ألخ تلك القصة وهى القصة التى وردت فى المسلسل وضعفها العمرى كما ضعف قصة اسلامه عند الكعبة رغم أنها أصح من قصة ضرب فاطمة بنت الخطاب ولكن الذى لاحظته أنه قال أن الحافظ بن حجر قال باسلام عمر بعد أن سمع من فاطمة أخته بعض آيات القرآن ولكن القصة التى اعتمدها الحافظ بن حجر تقتصر على سماع عمر للقرآن من اخته دون ذكر لباقي أحداث القصة المنتشرة لكن يبدو أن الدكتور العمرى طبق من يراه من نظرية قال فيها أن عدم ثبوت القصص التاريخية بأسانيد الحديث لا يعنى ذلك عدم وقوعها لان معالجة التاريخ تختلف فى الدقة عن معالجة التاريخ فالأول شريعة لابد أن نقف عليها بالنص واللفظ وأما التاريخ ففيه نوع من التساهل غير المفرط لكن المسلسل حقيقة كان فرصة لنشر الروايات الأكثر ثبوتا ودفع الروايات غير الثابتة .. والله المستعان |
العزيز / محمد جاد الزغبي
السلام عليكم هذا الرابط يحتوي على أسماء اللجنة العلمية التي راجعت المسلسل ، من موقع قناة mbc نفسها مع تقديري واحترامي http://www.mbc.net/ar/programs/omar/...comment%7Clist |
أما والله انهم من علمائنا الكبار
ولا أقول شيئا وإنما ــ كما رأيتم ــ أحتج عليهم بما علمونا فى كتبهم لا سيما الدكتور العمرى والدكتور الصلابي ولعل ما حدث هو ما قلته سابقا أنهم لم يروا بأسا فى الروايات الضعيفة على اعتبار أن التاريخ غير الحديث من حيث دقة شروط القبول مع استثناء الأحداث التى تؤسس لشرع أو سنة أو تمس العقيدة فتلك تجب معاملتها معاملة نصوص الحديث من حيث القبول والرد .. شكرا أخى عمر |
لم أشاهد المسلسل , ليس لشيء معين وليس لتحيز مع طرف في تلك الضجة التي حصلت قبل عرضه ما بين مؤيد ومعارض , ليس إلا أنني لا أميل إلى مشاهدة المسلسلات كثيراً , لكنني الآن بث فيني شيء لمتابعته , خاصة قراءة هذا النقاش بعد استضافة مخرج العمل حاتم علي صباح اليوم في العربية شكراً عمر , شكراً لكم جميعاً .. سأتابعه وأعود للسيرة إن أمكن وأعود لهذه الصفحة . |
لا أستطيع أن أزيد كلاما فوق ما قلته أستاذ عمر ولا فوق ما قيل من الردود الرائعة من الأساتذة غير كلمات بسيطة : إن رايي في عرض هذا العمل برمته لا أوافق عليه ببساطة لأن أمثال هؤلاء العظام حين يمثلوا على شاشة التلفاذ فهي مهانة عظيمة لهم فنفس المسلسل حين نقلب على قناة أخرى نجده في يحضن واحدة ويقبل أخرى أين احترام الشخصيات العظيمة أمثال عمر الفاروق من هذا الشخص الذي يصل لدرجة المبشرين بالجنة وخليفة راشد وملهم ومؤيد من ربه فيمثل عمر بهذه البساطة والحجة هي : عمل فني غرضه تثقيف المشاهد وعرض التاريخ وهل جفت الكتب من الحديث عن تاريخنا المشرق وهل قطعت ألسن المحدثين والعلماء والأساتذة والشيوخ ؟ حقيقة لا داعي أبدا أن نجسد هؤلاء الكبار فنساويهم بأي عمل درامي آخر فنساويهم بمشاهد العري والسفاهة هذا رأيي والله اعلم |
[tabletext="width:60%;background-image:url('http://www.mnaabr.com/vb/backgrounds/8.gif');"] | [/tabletext]مساء الخير ، احترام لصاحب النقد الهادف وضيوف متصفحه .. وبعد ؛ كنتُ ممن وقفوا عند محاربة المسلسل .. مدافعين عنه ! قلتُ كما قال كثر غيري : لم لا !؟؟ أليس هناك لجنة دققت ولجنة أخرى ستراقب فتبين أين وقع خطأ ألسنا نعترف بجيل عريض لا يقرأ ؟ أليس على العلماء الإعتراف بسلطة الإعلام على العقول خاصة المغتربة عن الورق لتستغل هذه الأداة كي تخدم التاريخ بشكل عام العربي والمسلم بشكل خاص مبتعدة عن إثارة الحلال والحرام وما فيهن من نزاع حضاري ، تاركة أمره لعلماء أكثر دراية بكل هذا ولا أنكر بأنني كامرأة عربية مسلمة .. بلا شك أحب جدا شخصية عمر رضي الله عنه وأرضاه سعادتي لم أخفيها أن أستطيع مراقبة حياته رضوان الله عليه مرئية !! وتابعته بداية .. حتى عدت وقررت أن لا أتابعه ! ما هذا !! قلتُ في نفسي مرات عدة : إن هذا الممثل فاشل ، ومن كتب وقدم ، على الفشل مثله !!! إن هذا الصحابي الجليل رضوان الله عليه في عقولنا ليس هكذا ! ثم التشعّب أفقد المسلسل التحدث عن محوره ! تغطية مدة واسعة جعل من المسرود الرئيسي شبه ثانوي !! لكن ما جعلني اقف معارضة تماما له مكالمة هاتفيه من صديقتي قالت لي فيها : _ عُلا شو عم بتابعي السنة ؟ _ والله يا نانا الشيخ المغامسي برنامجه بجنن كالعادة .. مع انو بيجي مع خواطر عم ضيع بينهم .. ومسلسل عمر شوي .. قاطعتني صديقتي وقالت : والله عادل إمام أحلى من عمر !! صُدمت من العفوية الغير مقصودة من مُعلّمة تتحدث عبر الهاتف !! يا لها من مقارنة بين اسم قبيح أكرهه وبين صحابي عظيم رضوان الله عليه !! أسباب كثيرة جعلتني أتبنى موقف كل من وقف ضد عرض المسلسل ذكرتها أستاذنا الفاضل في مقالتك هذه وحاولت حصرها بردي الفوضوي هذا ! عذرا منك .. وشكرا جزيلا لك |
الأديبة الكريمة / سلمى الغانمي أشكركِ على قراءتكِ وإبداء رأيك ، مع أنك لم تشاهدي العمل ... وربما لكنتِ قد خرجتِ أيضاً بملاحظات لم ننتبه إليها ... فلكلٍ له زاويته الخاصة في المشاهدة والنقد ... أشكر لك مشاركتكِ ، ومرورك الكريم ... متمنياً لك كل الخير ... |
الأخ الكريم / محمد سالم المصري بارك الله بك .. شاكراً لك مرورك الطيب ، مع احترامي وتقديري لك ولرأيك السديد في ما ذكرته حول المسلسل ... متمنياً لك الخير ... |
الأخت / علا الصيب أقدر لكِ مشاركتكِ الكريمة .. وما كنا نتمناه أن يرتقي العمل إلى مستوى الميزانية الضخمة التي رصدت له .. وللإعلانات التسويقية المضخمة للعمل ... ولكل وجهة نظره .. فهناك الكثير ممن أعجبوا بهذا العمل .. ونحن نحترم أراءهم .. ولكنني وجدتُ نفسي أقدم رأيي في المسلسل مُرغماً ( بعد تردد ) لأن هناك بعض الأمور في الدين لا يمكنك أن تسكت عنها ... فقدمتُ رؤيتي الفنية الخاصة للعمل بعيداً عن النقد والتجريح ... فللنقد أهله المختصين ... مقدراً لك اعتزازك بشخصية الخليفة العظيم " عمر " سعدت جداً بمشاركتكِ ومرورك على صفحتي المتواضعة ... فتقبلي تقديري واحترامي ... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك روعة قلمك وجمال فكرك أستاذ عمر مسلط، لم أشاهد المسلسل، لكن لكل عمل فني أوجه جمال وقد لا يخلو من تقصير، مشاهدة الناشئة لعمل إسلامي خير من مشاهدتهم لمسلسلات أجنبية. |
أخي العزيز / ماجد جابر أشكرك على إبداء رأيك الذي أحترم ... وأقدر لك مرورك الكريم ، بالرغم من أنك لم تشاهد المسلسل .. ولكن ما يهمني هو رأيك ، كأديب وناقد ... شكراً لحسن قراءتك ... أتمنى لك الخير ... |
اولا اشكر لك اخي عمر هذا المقال
كما انني اتفق معك في بعض وجهات النظر واني لاجزم ان عمر شخصية لن تتكرر ..! وتجسيد شخصيته ليس بهذه السهولة والبساطة قد ذكرت سلبيات العمل ولم تقل الا الحقيقة ولكن هناك جوانب مشرقة في العمل انا شخصيا لم اكن اعلم عن شخصية الفاروق كثيرا ويرجع هذا لمناهجنا الدراسية التي لم تطرق لتلك الحقبة الزمنية كثيرا فلم اكن اعلم عنه شي غير انه الخليفة العادل ولكن بعد مشاهدتي لهذا المسلسل رغم الاخطاء التي قد ذكرتها الا انه احيا في روحي احساس بالفضول لمعرفه هذه الشخصية العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ فقرات عدد من الكتب وادركت مدى تقصيري في الاطلاع على التاريخ الاسلامي ولا اكذب عليك ان قلت بانه قد اكسبني احساس لا اجد له تفسير وكاني كرهت حياتنا وتمنيت ان يعود بي الزمان الى الماضي هذا على الجانب الروحي ولكن اذا تكلمنا عن المسلسل من ناحية فنية فقد كلف الكثير من الاموال ولا بد ان نعترف بجهود القائمين على المسلسل. ولا بد ان نعترف بان المسلسل قد قدم خطوة جريئة لم يسبقه عليها احد وهي تجسيد الصحابة وانا شخصيا لااعلم هل هي خطوة ايجابية ام سلبية. في نهاية الامر اريد ان اطرح سؤال يشغلني كثيرا هل يمكن ان يتقبل المشاهد العربي سامر اسماعيل الذي ادى دور سيدنا عمر رضي الله عنه في ادوار اخرى ؟ وقد علمت مؤخرا ان الممثل لم يوقع على اي تعهد يمنعه من التمثيل لفترة زمنية معينة |
أختي الكريمة / سمر عز الدين
لا أجاملكِ .. إذا قلت أنني أؤيدك في معظم ما ذكرتيه .. فهنالك الكثير من الأصدقاء أجمعوا على هذه الأمور الإيجابية في المسلسل .. فهو ولا شك ، استحضار لتاريخ عظيم غيَّر معالم أمة .. وتاريخ بشرية .. ووضع منهجاً واضحاً في فن صناعة التاريخ والحضارة ... وما كتبته أنا هو عبارة عن قراءة فنية نقدية شاملة للمسلسل ، بجميع جوانبه .. وما كنتُ أتمناه أن يكون المسلسل أعلى مستوى فنياً ودرامياً ... أما بالنسبة لتقبل المشاهد العربي للممثل سامر اسماعيل بأدوار أخرى .. فلا أظن أن الأمر بتلك الصعوبة ، وسيكون أمراً عادياً مع الوقت ... ملاحظة / عندما قرأتُ ردكِ على الموضوع ، شَعرتُ أني أقرأ لكاتبة متمكنة من أدواتها ولديها خبرة طويلة في مجال الكتابة ... فكانت دهشتي عندما رأيتُ عُمركِ ... فأحسستُ أنني أمام كاتبة ينتظرها مستقبل أدبي رائعٌ ، إن شاء الله ... شاكراً لكِ مروركِ ... متمنياً لك الخير ... |
سلام الله عليك أستاذنا أنا لم أشاهد مسلسل عمر و لكن بمناسبة هذا الموضوع هذه الأبيات
هذا عمر حبُّ الرَّسول و عابد الرحمن *** و هداه نورٌ في دجى الأزمانِ حكمٌ له فصل القضاء يبث في ***جور الولاة عدالة الأديانِ زين الأئمة يحتذى بخصاله **** في حسنها قد حار كلُّ بيانِ أجرى الإله الحقَّ عند كلامه*** كالشَّمس نوراً في ذرى الأكوانِ يخشاه كسرى و الملوك بحكمه ** و هو الموسَّدُ وحده بزمانِ أكرم به فاروقنا بصلاته ****** و بكائه من خشية الرحمنِ هذا الخليفة من صحابة أحمدٍ ***** علمٌ تلألأ في بني الإنسانِ |
الأخت الكريمة اسرار احمد/ كم سعدتُ لقراءة هذه الأبيات الجميلة .. وكم سُررتُ لروعة القلم ، الذي انسابَ تدفقاً وحباً لرجلٍ عظيم انحنى له التاريخ ... ... شكراً لمرورك على هذه الصفحة المتواضعة ... ولا تحرمينا دوماً من رأيكِ ونقدكِ ... أتمنى لك الخير ... |
هل تغير شيء من شريط الرسالة إلى مسلسل عمر ؟
لا شك أن هذا المسلسل رسم قطيعة مع فكرة تشخيص الصحابة و خاصة المبشرين منهم بالجنة ، كان مخرج شريط الرسالة يعاني الأمرين وهو سيقدم عملا تاريخيا بدون أبطاله مما جعل صورة حمزة تطغى على بقية الأبطال ، بل لوشاهد شخص لا يمتلك معرفة بالتاريخ الإسلامي شريط الرسالة لاعتبره في جزئه الأول سيرة لحمزة ، بدلا عن عرض لمراحل الدعوة الاسلامية من ظهور النبي صلى الله عليه وسلم إلى وفاته. علما أن شريط الرسالة بدأتصويره في المغرب وعند تدخل السلطات السعدية فضل المغرب إيقاف التصوير حفاظا على العلاقة بين المملكتين ، فحمل المخرج معداته الى ليبيا مكملا العمل السينيمائي . ما أثارني في النقاشات هو وجود من لا يوافق على تشخيص الصحابة وخاصة الخلفاء الراشدين ، فيفضل صاحب الفكرة الحفاظ على صورته الذهنية المنقوشة بابهى التعابير اللغوية حتى لأننا نظن أن هؤلاء ليسوا بشرا ، وأظن أن ميزة الصورة عامة هي الواقعية ، فعلى الأقل يقدم لنا المسلسل الصحابة على أنهم أناس ييأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، وتكتنفهم جميع الحالات الانفعالية ، وليسوا ملائكة على الأرض . العمل الإبداعي عن عمر رضي الله عنه يبقى اجتهادا يقدم جزءا من سيرته كإنسان و يقدم بعض مواقفه البطولية وأهم من ذلك يقدم لنا واحدا من رجالات الدولة الاسلامية ويقر بالملموس صورة عامة حول بداية الدولة الإسلامية . مهما قيل حول المسلسل فهو يبقى عملا تاريخيا محمودا مساهما في العمل الدعوي بالوسائل الفية الجديدة المسايرة للعصر ، ولو انخرطنا في هذه الأعمال منذ السبعينات وقت تصوير الرسالة لكانت الأعمال التي نقوم بها أكثر نضجا و حاملة لجودة الصناعة السينيمائية ، لكن مع الأسف يكون فهمنا دائما متأخرا. فنفوت على ذواتنا فرص التقدم والسلام عليكم ورحمة الله |
جميلة هذه الرؤية الفنية فاتني ان اقراء المقال في وقته لكنه وجدته قيما..
|
| الساعة الآن 06:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.