منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   متى يدفع المبدع بانتاجه الابداعي الى المطبعة؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8518)

ايوب صابر 04-06-2012 09:17 PM

متى يدفع المبدع بانتاجه الابداعي الى المطبعة؟
 
متى يدفع المبدع بانتاجه الابدعي الى المطبعة؟

- هل يستطيع المبدع ان يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الابداعي ؟
- هل نفهم بحق سيكولوجية ولادة المنتج الابداعي؟
- هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟
- الا تمر علينا لاحظات او حتى اوقات طويلة نتعجب فيها من اين جاءت نصوصنا الابداعية؟
- اذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقل الباطن...هل يمكن للعقل الواعي اصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟
- هل يدفعنا مخاض ولادة المنتج الابداعي المرهق الى اصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على اعدامه على اعتبار انه ليس له قيمة او شأن؟
- هل يحق للناشر ان يصدر حكما برفض المنتج الابداعي لانه لا يرتقي الى مستوى ذوقه الفردي او مصلحته التجارية؟
- الم يعرف التاريخ كم هائل من الاعمال الابداعية المهولة التي كانت قد لاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين انها كانت سابقة لاوانها وانها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصروا العمل الابداعي وتطلب فهم محتواه زمن طويل؟
- هل صحيح ان الفنان الحقيقي لا يرضى ابدا عن عمله الابداعي؟

اذا...
- متى يدفع الفنان او المبدع عمله الابداعي الى المطبعة؟
بمعنى ،،
- هل يمكن توليد نص كامل ام على المبدع الاكتفاء بالنص على ما هو عليه، وقت ولادته، وعلى اعتبار انه لا يمكن توليد نص كامل؟

ايها الكرام يا سكان منابر ...من فضلكم تعالوا نتحاور ..

اهلا وسهلا بكم.

أمل محمد 04-06-2012 09:37 PM

ابتسمت حين قرأت العنوان لأنني توقعت أنك سـ تكتب في هذا الموضوع بعد أن قرأتُ الحوار الذي دار بينك وبين الأستاذ أحمد النجار ..

وحدث ما توقعت بالفعل ..

وسـ أعودُ هُنا لأشارككم الحوار بإذن الله ..

تحيّتي لك َ ~ أ. أيوب

ايوب صابر 04-06-2012 11:29 PM

اشكرك يا امل

طب ايش رأيك في الموضوع.

المها اليامي 04-07-2012 02:28 AM

هل يستطيع المبدع ان يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الابداعي ؟
نعم / إن وصل المبدع لمرحلة التشبع والنضوج الإبداعي المعتدل والمتزن
لا / المبتدئ ذو الخبرة القليلة بمجاله الإبداعي المتخبط بين الجيد والرديء وكذلك المغرور المتكبر المتحيز والمعجب بمنتجه

هل نفهم بحق سيكولوجية ولادة المنتج الابداعي؟
نعم / إن وردت الفكرة أولاً وكان الإسترسال بخطوات ثابتة نحو صياغتها
لا / إن كان العمل إرتجالياً ومن دون قواعد محددة ك ( المحاورات الشعرية ) ومجاراة الشعراء بالأبيات

هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟
واعي لحد الجنون

الا تمر علينا لاحظات او حتى اوقات طويلة نتعجب فيها من اين جاءت نصوصنا الابداعية؟
لا تمر تلك الأفكار بل هي مقيمة لدينا

اذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقل الباطن...هل يمكن للعقل الواعي اصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟
بأغلب الأحيان لا يمكن فالعقل الباطن مجهول الهوية مجهول العطاء مجهول الأحكام أما الواعي المحدود بوعيه فالأحكام التي يصدرها تكون بمجملها تعسفية

هل يدفعنا مخاض ولادة المنتج الابداعي المرهق الى اصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على اعدامه على اعتبار انه ليس له قيمة او شأن؟
من واقع تجربتي الشخصية وجدت الإعدام أسهل الطرق لراحة البال

هل يحق للناشر ان يصدر حكما برفض المنتج الابداعي لانه لا يرتقي الى مستوى ذوقه الفردي او مصلحته التجارية؟
يحق / إن ضمت ورشته التقيمية أساتذة ومثقفون يمثلون كل الإتجاهات والتيارات وهذا ( مستحيل ) أو قد يندر وجوده بالبلاد العربية
لا يحق / إن قبل المبدع نفسه بخضوع إبداعه لذائقة ومزاجية فرد واحد

الم يعرف التاريخ كم هائل من الاعمال الابداعية المهولة التي كانت قد لاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين انها كانت سابقة لاوانها وانها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصروا العمل الابداعي وتطلب فهم محتواه زمن طويل؟
بأول ظهور لهم :
الأنبياء قوبلت دعوتهم بالرفض
العلماء حورب علمهم وهجروا
وغيرهم الكثير من العباقرة والعظماء فالأمر إعتيد عليه بالفطرة البشرية

هل صحيح ان الفنان الحقيقي لا يرضى ابدا عن عمله الابداعي؟
أعتقد لدرجة الإيمان بذلك كثيراً

اذا... متى يدفع الفنان او المبدع عمله الابداعي الى المطبعة؟
عندما تتصارع المطابع لنيل شرف الطباعة لمؤلفه ولكنه لا يقبل الا الأفضل منها

الأعمال الإبداعية سواءً أدبية أو تشكيلية أو فوتوغرافية وغيرها مما يكون المصدر لها الذات تمثل قرارة صاحبها لذلك من الصعب أن نجد ما يمكن قبوله لأن يكون هو نحن بقرارتنا ولا أعتقد بأن هناك نص بشري كامل ولكن هناك من النصوص من لامست سماء الكمال .
شكرًا لك أستاذ أيوب


وأتمنى من الجميع تقبل وجهة النظر الخاصة بي


المها اليامي

ايوب صابر 04-07-2012 01:33 PM

الأستاذة المها اليامي

تحية لحضورك الكريم ومشاركتك وإثرائك الحوار حول أهم سمة إنسانية، وهي سمة الإبداع.


في ردك الكريم على سؤال "هل يستطيع المبدع أن يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الإبداعي؟

تقولين " نعم / إن وصل المبدعلمرحلة التشبع والنضوج الإبداعي المعتدل والمتزن، ولا عند / المبتدئ ذو الخبرة القليلة بمجاله الإبداعي المتخبط بين الجيد والرديء وكذلكالمغرور المتكبر المتحيز والمعجب بمنتجه".

- تعلمنا في الجامعة ضمن فصل من فصول الكتابة الإبداعية والكتابة للصحافة...أن الإنسان لا يستطيع أن يكتشف بعض الأخطاء فيما يكتب ذلك لان العقل يخدع الإنسان فهو يرى في حالة التدقيق على العمل الإبداعي صورة الكلمة المكتوبة في ذهنه ( الصحيحة) ولا يرى ما هو مكتوب على الورق أو مطبوع ولذلك هو يظن أنها صحيحة... لكنه لو عرض النص على شخص آخر لوجد أن الأخر يستطيع ببساطة أن يكتشف الأخطاء ونجد صاحب النص يستغرب كيف يمكن وقوعه في مثل تلك الأخطاء ولذلك علمونا في الجامعة قاعدة تقول " always give your work to somebody else to edit it" أي دائما اعرض عملك الإبداعي على شخص آخر ليقوم على تصحيح الأخطاء فيه. وفي عدم وجود شخص آخر لتدقيق النص من الأفضل مثلا طباعة النص والابتعاد عنه بعض الشيء ثم العودة إليه وقراءته وكأنه نص مكتوب من شخص آخر، هنا تكون القراءة أكثر موضوعية ويكون صاحب النص اقدر على اكتشاف الأخطاء لكن ربما يظل غير قادر على اكتشاف كافة الأخطاء مثل شخص غريب عن النص تماما..
- في ذلك ما يشير إلى أن الكاتب لا يستطيع أن يصدر حكما موضوعيا على النص خاصته... صحيح أن الخبرة والتمرين ومعرفة سيكولوجية ولادة النص الإبداعي تساعد على تحسين القدرة على التعامل مع النص بشيء من الموضوعية، وكأنه من توليد شخص آخر فتكون النظرة إليه أكثر موضوعية....لكن بشكل عام تظل هذه القدرة نسبية مهما ارتقى المبدع في فنه. ولكن القاعدة هنا هي ان المبدع لا يمكنه ان يصدر حكما موضوعيا على النص خاصتة..
- طبعا هذا ما يتعلق في الحكم على النص من حيث الشكل ولكن المشكلة الاعمق هي فيما يتعلق بآلية توليد النص. وتشير التجارب ان كثير من الناس يشعرون بنوع من سخف الموضوع وقلة قيمته الابداعية عند النظرة الاولى لولادته ولو كان عبقريا...خاصة إن كان مكتوب بخط اليد...ولكنه اذا ما مرت الايام على النص وتمت طباعته والنظر اليه وكأنه من توليد شخص آخر فيجد ان النظرة قد تغيرت ... ولذلك لا يجوز للمبدع ان يَعدم نصوصه عند ولادتها لاعتقاده انها ليست ذات قيمة، خاصة ان من يتولى عملية توليد النص هو العقل الباطن، وهو كيان عظيم لا محدود القوة والقدرة، وتتراكم فيه الخبرات والمعارف والتجارب واثرها الخ، وله قدرة هائلة الى الربط والتحليل والتجميع والتوليد للافكار...وقد يكون النص عبقريا فذا لكننا لا نستطيع رؤية ابعاده لمحدودة عقلنا الواعي الذي نستخدمه لتقيم النص الابداعي.

يتبع،،،ردي ومداخلاتي حول ما ورد في ردودك الغنية الاخرى ..وعلى امل ان نستكشف ونلقي مزيدا من الضوء حول سيكولوجية العملية الابداعية من كافة نواحيها.

- فهل لديك ما تقوله حول هذه السمة الانسانية الاهم ...ايها الزائر الكريم؟

تفضل شاركنا الرأي..... نحن بنتظارك!!!

يقول الشاعر :
اقرن برأيك رأي غيرك واستشر.... فالحق لا يخفى على اثنين.

أمل محمد 04-07-2012 11:57 PM

- هل يستطيع المبدع ان يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الابداعي ؟

نعم ولكن ليس بمُفردهِ ، مهما تخطّى حواجز الإبداع فـ هو يحتاج لـ فِكر ٍ متخصّصٍ آخر يُنمّي فِكره وإبداعه ..



- هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟


أحيانًا يتفوّق العقل الباطن على الواعي فـ يكون هو المُسيطِر ..


- ألا تمر علينا لحظات أو حتى أوقات طويلة نتعجب فيها من أين جاءت نصوصنا الابداعية؟

نعم فـ بعض الأوقات أقِف مليًّا على نصٍّ كُتِب مُتسائلةً كيف انتهيتُ إلى هذا وأتيقّن أن العقل الباطن له الدور الكبير في ذلك ..


- اذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقل الباطن...هل يمكن للعقل الواعي اصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟

أتوقّع أنه يستطيع في حدودٍ ضيّقة فـ مهما تفوّق العقل الباطن يبقى للعقل الواعي كلمته أحيانًا ..


- هل يدفعنا مخاض ولادة المنتج الإبداعي المرهق إلى اصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على إعدامه على اعتبار أنه ليس له قيمة أو شأن؟


عندما تُسيطر على الكاتب حالة من اليأس أو التقليل من شأن الفِكرة أو النصّ فـ يُصدر حُكمًا جائرًا بالإعدام ..


- هل يحق للناشر أن يصدر حكما برفض المنتج الإبداعي لأنه لا يرتقي إلى مستوى ذوقه الفردي أو مصلحته التجارية؟


من وجهة نظري ( لا ) يحقّ له ذلك وخصوصًا لو كانت لـ مصلحةٍ تجاريّةٍ فقط ..



- هل صحيح أن الفنان الحقيقي لا يرضى أبدًا عن عمله الإبداعي؟

نعم صحيح لأنه دائمًا يتطلّع للأفضل ..



- هل يمكن توليد نص كامل ام على المبدع الاكتفاء بالنص على ما هو عليه، وقت ولادته، وعلى اعتبار انه لا يمكن توليد نص كامل؟

قد يحاول المُبدع أن يصل بـ منتجه الإبداعي لـ درجة قريبة من الكمال فـ يُفلح ولكن لن يصل به للكمال المُطلق ..


~

تحيّتي وتقديري لك َ ~ أ. أيوب




همســــة بـ كلّ ودّ :
لماذا لا تعقد صُلحًا مع همزة القطع ؟ :)

المها اليامي 04-09-2012 02:56 PM

لا يستطيع أن يصدر حكما موضوعيا على النص خاصته... صحيح أن الخبرة والتمرين ومعرفة سيكولوجية ولادة النص الإبداعي تساعد على تحسين القدرة على التعامل مع النص بشيء من الموضوعية، وكأنه من توليد شخص آخر فتكون النظرة إليه أكثر موضوعية....لكن بشكل عام تظل هذه القدرة نسبية مهما ارتقى المبدع في فنه. ولكن القاعدة هنا هي ان المبدع لا يمكنه ان يصدر حكما موضوعيا على النص خاصتة..[/font][/color][/b][/size]
- طبعا هذا ما يتعلق في الحكم على النص من حيث الشكل ولكن المشكلة الاعمق هي فيما يتعلق بآلية توليد النص. وتشير التجارب ان كثير من الناس يشعرون بنوع من سخف الموضوع وقلة قيمته الابداعية عند النظرة الاولى لولادته ولو كان عبقريا...خاصة إن كان مكتوب بخط اليد...ولكنه اذا ما مرت الايام على النص وتمت طباعته والنظر اليه وكأنه من توليد شخص آخر فيجد ان النظرة قد تغيرت ... ولذلك لا يجوز للمبدع ان يَعدم نصوصه عند ولادتها لاعتقاده انها ليست ذات قيمة، خاصة ان من يتولى عملية توليد النص هو العقل الباطن، وهو كيان عظيم لا محدود القوة والقدرة، وتتراكم فيه الخبرات والمعارف والتجارب واثرها الخ، وله قدرة هائلة الى الربط والتحليل والتجميع والتوليد للافكار...وقد يكون النص عبقريا فذا لكننا لا نستطيع رؤية ابعاده لمحدودة عقلنا الواعي الذي نستخدمه لتقيم النص الابداعي. [/right]

يتبع،،،ردي ومداخلاتي حول ما ورد في ردودك الغنية الاخرى ..وعلى امل ان نستكشف ونلقي مزيدا من الضوء حول سيكولوجية العملية الابداعية من كافة نواحيها.

———-————————

أستاذ / ايوب

منكم نستفيد وأتفق كثيراً مع السطور السابقة

ويسعدني ويشرفني متابعة النقاش الي أخره

كل الشكر أستاذ ايوب

ايوب صابر 04-10-2012 09:40 AM

الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال " هل نفهم بحق سيكولوجية ولادة المنتج الابداعي؟
تقولين " نعم / إن وردت الفكرة أولاً وكان الاسترسال بخطواتثابتة نحو صياغتها، ولا / إن كان العمل ارتجاليا ومن دونقواعد محددة ك ( المحاورات الشعرية ) ومجاراة الشعراء بالأبيات".

- في الواقع أن العملية الإبداعية برمتها وخصوصا سيكولوجية ولادة النص الإبداعي أمور ما تزال غامضة ويكتنفها الكثير من الأسرار.
- وربما أن السبب الرئيس هو عدم الفهم الصحيح لطبيعة العملية الإبداعية والدافع الإبداعي. فما يزال قطاع كبير من الناس يعتقدون أن مصدر العمل الإبداعي هو الموهبة. وآخرون يعتقدون انه تعويض عن نقص ما. والبعض يرى بأن الإبداع والجنون ينبعان من مصدر واحد.
- بينما يرى البعض ومنهم المرحوم الشاعر د. عبد اللطيف عقل بأن لحظة ولادة النص هي أشبه ما تكون بلحظة الوجد وتمثل انفتاح على عوالم أخرى وان الزمان والمكان يلتقيان في لحظة ولادة النص في نقطة واحدة ولحظة واحدة، ولذلك يخرج النص أحيانا مهولا فذا عبقريا مذهلا وقد يشتمل على نبوءات واستشراف لا يتم فهم مقاصدها ولا معانيها أو ما ترمز إليه إلا في زمن لاحق قد يطول.
- والمهم يكاد يكون هناك إجماع بأن العملية الإبداعية تترافق مع حالة من القلق النفسي يمكن أن يصل أحيانا إلى درجة الجنون الحقيقي... ويقال أن البير كامو كان واحد من الذين شعروا بذلك الخواء والقلق النفسي الرهيب وانه صرح لأحد أصدقاؤه المقربين أكثر من مرة بأنه "يشعر بالخواء الداخلي يكتسحه كليا وانه مليء باليأس القاتل ولا يستبعد أن يلجأ إلى الانتحار كحل وحيد لمشاكله".
- وعليه يرى البعض بأن العبقرية والإبداع يأتي كتعويض عن نقص ما أو خلل ما كما تقول بعض مدارس التحليل النفسي.
- كما أن كثير من المبدعين يتصفون بالسوداوية والحزن العميق أحيانا ولكن في لحظة ولادة النص الإبداعي يتحول إلى شخص آخر وكأنه ليس هو ويصبح وكأنه شاردا و سارحا.
- وتكون اللحظات التي تسبق لحظة ولادة النص لحظات أزمة وإحباط وغالبا ما يشعر المبدع بالفرح لولادة النص لكنه يشعر أيضا بالخواء وأحيانا بالإحباط أيضا.
- ويقال أن الرسام الفرنسي الشهير كلود مونيه احد مؤسسي المدرس الانطباعية كان يشهد بوضوح حالة الإحباط التي تسبق وتتلو كل عملية الإبداع.
- وعلى الرغم من تعدد النظريات حول ولادة النص لكن يكاد يكون هناك إجماع بأن العبقري مثل المريض العقلي يعاني من تأزم داخلي وان العبقري تمكن من تحقيق نوع من التوازن العقلي عن طريق توليد نصوص إبداعية. وكأن الإبداع هو الذي يحرر الإنسان المبدع من أزمة الداخلية.
- وبهذا المعنى فأن الإبداع يمثل انفجار خارج من الأعماق، وهو ولادة تأتي بعد مخاض عنيف وخطر، وهكذا يستعيد المبدع توازنه لفترة من الزمن وذلك قبل أن يدخل في دورة أزمة جديدة تنحل أيضا عن طريق الإبداع.
- لكنني لا أميل شخصيا إلى الاتفاق مع الرأي القائل بأن الإبداع والجنون ينبعان من منبع واحد، ولا أتصور أن الأمر له علاقة بالتعويض، وهو حتما ليس مؤشر على وجود تأزم داخلي...وفي تصوري أن الإبداع ينتج عن زيادة حادة في الطاقة الذهنية بغض النظر عن المسببات لتلك الزيادة...هذا الارتفاع في منسوب الطاقة الذهنية قد يتحول إلى مخرجات إبداعية، إذا ما توفرت الفرصة للشخص ليتعلم ويتدرب ويحاكي من سبقه ويقلدهم في الأنماط الإبداعية. وقد تسبب الجنون في حالة استمرار ارتفاع منسوبها وعدم تفريغها بشكل ايجابي.
- وما يهمنا في الموضوع هنا وإذا ما أخذنا بالرأي القائل بأن الإبداع يمثل حالة يكون فيها مستوى الطاقة الذهنية مرتفع، نجد أن العمل الإبداعي قد يتولد في المستوى الواعي من الدماغ وفي هذه الحالة يكون نص غير عميق وغير معقد ولا يشتمل على ابعاد غير مفهومه.
- ولكن كنتيجة لوفرة الطاقة الذهنية( والتي تكون عالية المنسوب عند الايتام والمأزومين في الطفولة كما اظهرت دراساتي المنشوره في منبر الدراسات) قد يتولد النص الابداعي من المستوى الأعمق من الدماغ، ويكون مصدره العقل الباطن وفي مثل هذه الحالة يكون فذا عبقريا وعنددها في الغالب لا يعي المبدع نفسه قيمة المنتج الإبداعي ، والذي قد يشتمل على كودات ولغة رمزية توحي بمعاني مستقبلية واستشراف قد لا تتجلى معانيه إلا بعد زمن بعيد، ذلك لان مصدر العمل الإبداعي هو العقل الباطن غير محدود القدرة.
- من خلال فهمنا لعملية ولادة النص الإبداعي هذه وما يصاحب ذلك من شعور بالخواء المؤقت والذي يشعر به المبدع كنتيجة للتفريغ الذي حصل ونقصان منسوب الطاقة في الدماغ.
- وإذا ما أخذنا بأن مصدر بعض النصوص الإبداعية يكون العقل الباطن وذلك يحدث كلما كان منسوب الطاقة عالي، وعليه فأن الشخص الذي يولد النص الإبداعي لا يكون في حالة تمكنه من الحكم على نصه ولا يكون لديه المقدرة أصلا على ذلك لان مصدر النص الإبداعي بقوته الخارقة واليات عمله خارج عن نطاق الفهم والاستيعاب الواعي.
يتبع،،

ايوب صابر 04-10-2012 09:39 PM

الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟"

تقولين "واعي لحد الجنون".

- ربما ان الفكرة او الافكار الاولية يكون مصدرها العقل الواعي ونكاد نسمع انفسنا ونحن نفكر، وحين تدور في ذهننا تلك الافكار التي تحاول التشكل على شاكلة نمط ابداعي سواء قصيدة او نص قصصي او غيره، ولكننا في الغالب نجد انفسنا بعد تدوين الافكار الاولية وكأننا فقدنا السيطرة على نبع الافكار ومصدرها، وتأخذ الافكار تتوارد من تلقاء نفسها وكأن جنيا يتلبسنا، وفي ذلك ما يشير الى ان مصدر النصوص الابداعية بشكلها الكلي هو العقل الباطن وليس العقل الواعي، والذي يؤكد هذا الانطباع هو المخرجات الابداعية حيث غالبا ما نحصل على نص غير ذلك الذي خططنا له على مستوى العقل الواعي.

ولا شك ان هناك فروق فردية في طبيعة تلك الحالة التي تسيطر على المبدع اثناء ولادة النص الابداعي والفرق ينتج عن مستوى منسوب الطاقة الذهنية التي تتجمع في ثنايا الدماغ. وكلما كان مستوى الطاقة اعلى كلما زاد سيطرة وتحكم العقل الباطن على توليد النص من هنا يرى البعض بأن العملية الابداعية هي حالة ذهنية اقرب الى لحظة الوجد .

وكلما زادت سيطرة العقل الباطن على توليد النص يصبح النص اكثر تعقيدا وعمقا ووزنا وبالتالي اعظم اثرا ووقعا وعبقرية، ويصبح الاحتمال بأن يشتمل النص على لغة كودية تحمل على معاني مستقبلية اكبر.

ولو اننا لو وثقنا بقدرة العقل الباطن وتركناه يتولى عملية توليد النص من خلال التداعي الحر للافكار لوجدنا المخرجات الابداعية اعظم وزنا دائما. صحيح اننا قد نضطر احيانا لفرض الشكل والنمط الابداعي فمثلا حينما نجد انفسنا ونحن نكتب قصة قصيرة نتجه نحو تطوير احداث جانبية وهو ما يؤدي الى خلل في الشكل المطلوب نجد اننا ندفع انفسنا باتجاه الالتزام بالنمط والاطار المتفق عليه وهو التركيز على حدث واحد رئيسي، وهذا الدفع هو عمل واعي لكننا ما نلبث ان نفقد السيطرة من جديد ويصبح التداعي الحر للافكار هو السمة المسيطرة.

وعليه فأن الاعتقاد بأن العمل الابداعي عمل واعي هو اعتقاد خطير، ذلك لان المبدع قد يتجه نحو تمزيق النص الذي يتولد اثناء سيطرة العقل الباطن على اعتقاد انه ابن غير شرعي. وربما ان هذا هو السبب الذي يؤدي الى ذلك الشعور بعدم الرضى عن النص مهما كان عبقريا، والسبب ان الاسس العقلية الواعية لا تستطيع تقدير مدى العبقرية التي يكون النص قد تضمنها اثناء سيطرة العقل الباطن.

المها اليامي 04-11-2012 05:26 PM

الأستاذ - أيوب صابر


كلام علمي جميل جداً محتواه وقد سبق لي قراءة دراستك الرائعة و الموفقة

( أعظم الناس : ما سر عظمتهم !! وهل لليتم دور في العظمة )

ولكني أختلف من وجهة نظر متواضعة ببعض النقاط السابقة

ولي عودة مفصلة بإذن الله

ايوب صابر 04-13-2012 09:01 PM

جواب الروائي محمد جبريل صاحب رواية رباعية بحري حول كتابة النص الابداعي :

* تقول في حواراتك إنك تُفضِّل أن يكتب العمل الفني نفسه .. كيف يحدث ذلك معك، أو في تجربتك الأدبية على وجه خاص؟

-تعوّدت أن أستدعي الإلهام، ولا أجلس في انتظاره. أثق أن العمر أقصر من أن نُقدِّم فيه كل ما نريد. لا أُحب جلسات القهاوي، ولا الثرثرات العقيمة، أشغل معظم وقتي بالقراءة، وأحاول الكتابة ولو بضعة أسطر كل يوم. كما أني أُفضِّل أن أبدأ العمل الفني ولست أملك سوى البداية، أو الفكرة الهلامية، ثم أترك العمل الإبداعي يكتب نفسه ـ سواء أكان قصة قصيرة أم رواية ـ. لا أخطط مسبقا لعدد الصفحات، وإنما أبدأ الكتابة وفي ذهني فكرة ما قد تكون ضبابية، ثم تبدأ الشخصيات والأحداث في التخلُّق على النحو الذي يفرضه العمل نفسه.
بدأت في كتابة روايتي "من أوراق أبي الطيب المتنبي" وفي تصوُّري أنها قصة قصيرة، لكنها طالت ـ لا أدري كيف ـ فأصبحت رواية. وقصتي القصيرة "نبوءة عراف مجنون" بدأت في كتابتها كاستقالة من العمل الذي كنت أشغله خارج مصر، فتحولت إلى قصة قصيرة. وبعد أن كنت قد أنهيت عملي اليومي في جريدة "الوطن" العُمانية التي كنت أُشرف عليها جرى القلم على الورق بخطوط وتكوينات، ثم بدأت في الكتابة ـ كانت الساعة قد جاوزت الثالثة صباحا ـ دون تفكير مُسْبَق ، أثمر قصتي "اعترافات النفس المُتداعية".


- في الواقع العمل الابداعي لا يكتب نفسه انما الذي يكتبه هو العقل الباطن، فعلى من يريد ان يكتب روايات رائعة ان يثق بقدرات العقل الباطن ويجعل نصوصه تولد بتداعي حر فالنتيجة دائما رائعة خاصة اذا ما تمت تغذية العقل بالمعرفة.

ايوب صابر 04-13-2012 10:13 PM

وهذه ظروف نشأة العبقري محمد جبريل صاحب واحدة من اروع 105 روايات عربية وهي " رباعية بحري"

علي الرغم من نشأة الكاتب محمد جبريل يتيم الام - لقد ماتت والدته وهو دون العاشرة من عمره - الا انه يتحدث عن اثرها البالغ في تكوينه الابداعي قائلا: وعدت القارئ في سيرتي الذاتية »حكايات عن جزيرة فاروس« بأن يقتصر ما اذكره من الاعوام القليلة التي أمضتها امي في حياتنا علي بعض الصور او الومضات السريعة، رحلت امي قبل ان أبلغ العاشرة فتصورت ان ما اذكره لن يجاوز تلك الفترة الباكرة من حياتي فضلاً عن غياب الوعي بصورة كاملة او جزئية في الاعوام الاولي منها، لكن الذكريات التي كانت مطمورة مالبثت ان استردتها الكتابة وهو ما سجلته في »مد الموج« و»الحياة ثانية« و»اغنيات« في العديد من اعمالي الروائية والقصصية.
ولعل رصيد امي هو اول ما اذكره من أيامها بيننا، أشرت اليه في العديد من لوحات السيرة الذاتية، والقصص القصيرة وفي فصول سيرتي الذاتية، قالت الجدة في شقة الطابق الرابع انها كانت تجلس بجوار امي تعودها لما انتفضت امي - فجأة - واشارت الي مالم تتبينه العجوز وهتفت: ابعدوه من هنا! ثم سكت صوتها وجسدها امرني ابي بالنزول الي الطبيب الارمني في الطابق الاول، صعد الطبيب السلم بخطوات متباطئة وكان يقف في كل طابق، امام النافذة المطلة علي الشارع الخلفي، ربما ليأخذ انفاسه وكنت ادعوه - بيني وبين نفسي - الي الاسراع في الصعود كي ينقذ امي، أطال الطبيب تأمل الجسد الساكن، كانت العينان جاحظتين، والبطن منتفخا بصورة ملحوظة والجسد بكامله متصلبا، كأنه وضع في قالب، مال الرجل علي صدر امي وباعد بأصبعيه بين الجفنين، وضغط بقبضة يده علي البطن المنتفخة ثم هز رأسه في اسي: ماتت!

- ظروف النشأة هذه و وصف الروائي العبقري محمد جبريل لالية ولادة النص الابداعي وكيف انه يولد نفسه تظهر اثر كيمياء الدماغ وطاقة البوزيترون التي تتشكل في الدماغ على اثر اليتم والظروف الصادمة لتفتح بقوة ابواب مخازن المعرفة المخزنة في اعماق العقل الباطن وتدفعه ليعمل فتتولد الاعمال الابداعية المهولة والعبقرية.

وبالنتيجة كلما كانت الظروف الصادمة صعبة وقاسية كلما كان منسوب الطاقة المتولدة في الذهن اعلى وذلك ما يفتح اعماق العقل الباطن فتتولد النصوص بتلقائية مذهلة وكأنها تتولد من تلقاء نفسها او من جني يسكن في اعماق العقل...لكن الحقيقة غير ذلك فالسر يكمن في عقل يعمل بطاقة البوزيترون على اثر مرور المبدع في ظروف صادمة.

ومثل هذا الشخص المبدع هو الذي يكون قادر على الاستشراف وتوليد نصوص كودية تحمل على معاني مستقبلية.

وفي ذلك ما يشير ايضا الى ان لحظة الوجد هي لحظة يعمل فيها العقل الباطن بصورة مهولة حينما يرتفع منسوب الطاقة البوزيترونية في الدماغ بشكل هائل. عندها يأتي النص من عالم اللامادة ذلك العالم الذي يبدو انه لا يخضع لسنن وقوانين عالم المادة من حيث الزمان والمكان، ولهذا السبب يكون الكاتب قادر على تضمين نصه احداث مستقبيلة، لان المستقبل لا وجود له بالنسبة للعقل الباطن وكل الازمان الماضية والقادمة هي الان بالنسبة له.


وقد ترد هذه المعرفه بصورة غير واعيه بل الاغلب ذلك ما يحصل ويتطلب الامر اجيال قادمة لتعرف عمق وابعاد ما كتبه المبدع العبقري الذي تأتي نصوصه من اعماق العقل الباطن.

ولن استغرب ان تكون كتابات محمد جبريل غنية بالمعلومات الاستشرافية واللغة الكودية التي تحمل على معاني مستقبلية يعجز عن فهم مقاصدها حتى محمد جبريل نفسه، ولكن الاجيال القادمة سوف تضع اصابعها على تلك المعاني العبقرية الفذة.


واتصور بأن نصوصه "نبوءة عراف مجنون" و "اعترافات النفس المُتداعية" تشتمل حتما على الكثير من المعاني الاستشرافية واللغة الكودية. وسوف احاول الحصول على هذه النصوص وتحليلها هنا لالقاء مزيد من الضوء على ما نقصده بقدرة العقل الباطن على توليد نصوص بلغة كودية تحمل على معاني مستقبلية.


ولكل ذلك اقول بأن الانسان الذي يرغب في توليد نصوص عبقرية فذة تشتمل على لغة استشرافية وكودية تحمل على معاني مستقبلية عليه ان يتدرب على جعل العقل البطن هو الذي يتولى توليد النصوص واول خطوة لتحقيق ذلك هي ثقة المبدع بعقله الباطن.


معا لتوليد نصوص عبقرية.... شكرا ايها الاستاذ العبقري محمد جبريل على هذه الاضاءة التي وضحت لنا آلية عمل العقل الباطن.

ايوب صابر 04-15-2012 03:08 PM

الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "ألا تمر علينا لحظات أوحتى أوقات طويلة نتعجب فيها من أين جاءت نصوصنا الإبداعية؟
تقولين "لا تمر تلك الأفكار بل هي مقيمة لدينا".
- إذا أليس في ذلك ما يشير إلى أن الذي يتولى العملية الإبداعية هو شيء مهول القدرة ألا وهو العقل الباطن؟ خاصة أننا بتنا نعرف بوجوده، كما لم يعد الطرح بأن جني يسكن في العقل الباطن مقنعا.

ايوب صابر 04-15-2012 03:09 PM

الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "إذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقلالباطن...هل يمكن للعقل الواعي إصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟" تقولين " بأغلب الأحيان لا يمكن فالعقل الباطن مجهول الهويةمجهول العطاء مجهول الأحكام أما الواعي المحدود بوعيه فالأحكام التي يصدرها تكونبمجملها تعسفية" .


- اتفق معك في هذا الطرح.. ولذلك نقول أن المبدع لا يمكن ولا يستطيع أن يصدر حكما موضوعيا على جودة نصه الإبداعي خاصة فور ولادته. وقد يتصور المبدع انه لا قيمة حقيقية للنص المتولد ويصدر عليه حكما تعسفيا بالإعدام ويكون في الواقع قد اعدم نصا عبقريا.
من الضروري أن يتروى المبدع في إصدار حكم على نصه المتولد. عليه أن يثق بأن العقل الباطن قادر على توليد نصوص فذة ، عبقرية، وأحيانا تلد هذه النصوص بلغة كودية لا يفهم معانيها حتى كاتب النص في زمن ولادة النص.
علينا أن نكون حريصين على عدم إصدار أحكام تعسفية ليس فقط بسبب الحالة النفسية التي هي اقرب إلى الشعور بالفراغ emptiness ولكن لان العقل الواعي الذي نستند إليه في إصدار الحكم اقل شأن من مصدر التوليد واعجز من أن يصدر مثل ذلك الحكم.
ولا شك أن تاريخ الأدب ( وهنا ربما يستطيع الأستاذ عبد الله باسودان أن يدلي بشهادته) يؤكد على صحة ما نقوله. ففي مناسبات كثيرة كانت بعض الأعمال المبدعة ترفض حتى من قبل الناشر ولكنها حينما تصدر في وقت لاحق يظهر أنها عبقرية وان قرار الناشر كان مجحفا وخاطئا وليس على مستوى النص.

ايوب صابر 04-15-2012 03:11 PM

الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل يدفعنا مخاضولادة المنتج الإبداعي المرهق إلى إصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على إعدامه علىاعتبار انه ليس له قيمة أو شأن؟تقولين " من واقع تجربتيالشخصيةوجدت الإعدام أسهل الطرق لراحة البال".

- ربما أن في إعدام النص شعور بالراحة فلا احد يحب أن يتصور بأنه ولّد نصا مشوها أو بشعا. لكن في إعدام النصوص المتسرع جريمة لا تغتفر. علينا دائما أن نحيد مشاعرنا عند ولادة النصوص وان نتركها جانبا لفترة زمنية قبل أن نصدر حكما عليها. وربما الأفضل هو أن نسأل شخص آخر عن رأيه وفي مثل هذه الحالة لا بد أن نحسن اختيار الشخص. فهناك أناس يشاهدون الجزء الفارغ من الكأس دائما ولا يشاهدون النص المليان. فلا بد أن تتوفر في الناقد القدرة والعمق والوعي والمرونة وربما أن المرونة أهمها. والسبب أن المبدع قد يأتي بجديد غير مسبوق من حيث الشكل والمضمون وان كان الناقد شخصا ضيق الأفق ينظر إلى النصوص من منظار محدود واطر سائد ومألوفة قد يسفه النص ويحط من قدره لأنه لا يرتقي لذائقته هو والعيب هنا في ذائقته وليس في النص.

سناء محمد 04-15-2012 04:59 PM

يسعدني بل ويشرفني المشاركة هنا في هذا الموضوع القيم بجوهره وأبعاده ..





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 110408)
متى يدفع المبدع بانتاجه الابدعي الى المطبعة؟

- هل يستطيع المبدع ان يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الابداعي ؟

قبل أن نقول نعم أو لا فيجب الإعتراف أنك صنفت الكاتب بلفظة مبدع , والإبداع ليس وليد لحظات راهنة أو محدودة , بل هي لشخص تمرس في الكتابة , و أما من أطلق عليه لفظة مبدع , فإنتاجه الأدبي هو من قيمه ,
أما إذا قسنا كل نص على حدا , فنستطيع القول أن الكاتب باستطاعته الحكم على عمله بعد مرور وقت وزمن على إنهاء العمل ومع ذلك فيلزمه هنا تقدير الحالة النفسية التي مر بها , والخروج عنها فيما بعد .. فقد يبالغ الكاتب في نص معين بمشاعرمبالغ فيها مما يفقد النص منطقية الأحداث ومدى تناسبها مع الحالة الشعورية ..

- هل نفهم بحق سيكولوجية ولادة المنتج الابداعي؟

قلما يحدث ذلك .. وذلك لاختلاف كيفية تناول النصوص من قبل القارئ وكذلك اختلاف طريقة عرض كل كاتب عن آخر ..


- هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟

الإثنان معاً ولكن أحدهما يغلب على الآخر .. وكلما اتصف الكاتب بالنضج كلما وازن بين الإثنين واستطاع الإستفادة من مخزونه الباطني ..

- الا تمر علينا لاحظات او حتى اوقات طويلة نتعجب فيها من اين جاءت نصوصنا الابداعية؟

بالتأكيد ولكنها ما تشبه الطفرة .. وهي قليلة , وما يوشيها صدق المشاعر .. وهذا يحدده كاتب النص أكثر من غيره

- اذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقل الباطن...هل يمكن للعقل الواعي اصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟

نرجع للنضج مرة ثانية , ولكن التساؤل الأهم في هذه الحالة .. كيف نحدد مستوى النضج لدينا , ومع ذلك بعد مدة من الزمن نجد النصوص الفذة لدينا بحاجة إلى التجديد



- هل يدفعنا مخاض ولادة المنتج الابداعي المرهق الى اصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على اعدامه على اعتبار انه ليس له قيمة او شأن؟

في بعض الأحيان نعم , لأن من أهم خصائص النصوص قبولها لدى شريحة واسعة .. ومن الصعب أن تجور الأكثرية على نص بعينه


- هل يحق للناشر ان يصدر حكما برفض المنتج الابداعي لانه لا يرتقي الى مستوى ذوقه الفردي او مصلحته التجارية؟

يحق له الرفض إذا قسنا الأمر من ناحية تجارية , ولكن من الناحية الإنسانية الأمر بحاجة إلى المجازفة , لأن الخسارة محتملة والعراقيل كثيرة

- الم يعرف التاريخ كم هائل من الاعمال الابداعية المهولة التي كانت قد لاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين انها كانت سابقة لاوانها وانها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصروا العمل الابداعي وتطلب فهم محتواه زمن طويل؟

هذه المعضلة نجدها في العديد من المجالات والكتابة أحدها , ولكنه في نهاية المطاف تطور زمني لابد أن يمر بجميع مراحله


- هل صحيح ان الفنان الحقيقي لا يرضى ابدا عن عمله الابداعي؟

لا غير صحيح .. قد لا يرضى عن بعضها .. ولكن لا بد من وجود الرضا والقبول والدافعية للإستمرار

اذا...
- متى يدفع الفنان او المبدع عمله الابداعي الى المطبعة؟

عندما يشعر بأنه سيقدم للعالم عملاً يستحق منهم أن يقتطعوا من أوقاتهم من أجل الإطلاع عليه والإستمتاع به .. مسألة التنقيح للنصوص التي تم نشرها متاحة , وعلى ذلك وجب اختيار التوقيت والدقة والإنجاز والدافعية للنشر ..

بمعنى ،،
- هل يمكن توليد نص كامل ام على المبدع الاكتفاء بالنص على ما هو عليه، وقت ولادته، وعلى اعتبار انه لا يمكن توليد نص كامل؟

ايها الكرام يا سكان منابر ...من فضلكم تعالوا نتحاور ..

اهلا وسهلا بكم.





أخي الفاضل صابر أيوب أتمنى أن أكون ساهمت بشيء هنا .. وتقبل مروري

ايوب صابر 04-16-2012 04:07 PM

الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل يحق للناشر أن يصدر حكما برفض المنتج الإبداعي لأنه لا يرتقي إلىمستوى ذوقه الفردي أو مصلحته التجارية؟
تقولين "يحق / إن ضمت ورشته التقيمية أساتذة ومثقفون يمثلون كل الاتجاهات والتيارات وهذا ( مستحيل ) أوقد يندر وجوده بالبلاد العربيةولا يحق / إن قبل المبدعنفسه بخضوع إبداعه لذائقة ومزاجية فرد واحد.

- الخطورة في هذا الموضوع هو في فشل الفرد أو حتى أفراد الورشة التقيميه في رؤية البعد الإبداعي في النص وذلك لان عقل أو عقول هؤلاء الأفراد قد تكون اقل مستوى من عقل المبدع، والمقصود بالمستوى هو منسوب الطاقة التي يعمل بها العقل. فالمبدع اليتم يكون منسوب الطاقة في دماغه هائل مثل صديقنا محمد جبريل الذي ذكرناه فيما سبق، وحينما يكون منسوب الطاقة عالي إلى ذلك الحد يصبح لدى القدرة على توليد نصوص فذة وربما كودية تحمل على معاني مستقبلية. لكن الناشر أو لجنته التقيمية قد ينظرون إلي النص على انه مجرد هذيان تافه أو محض جنون أو ربما ينظرون له على انه خروج عن المألوف غير مقبول. والأخطر هو افتراضهم أن مثل ذلك النص قد لا يلقى القبول لدى الجمهور فيكون النشر عملية خاسرة تجاريا.

لذلك ولان مخرجات العقول قد تكون عبقرية فذة وسابقة لزمنها لا يحق للناشر إصدار حكم على النص ويجب أن لا تكون عملية النشر مرتبطة بمبدأ الربح والخسارة التجاري، فلا بد أن يتشكل مجلس إبداعي عام في المنطقة الجغرافية ويكون هذا المجلس هو المسئول عن عمليات النشر للنصوص الإبداعية وان لا يتم رفض أي نص إبداعي على أساس الجودة. لقد ثبت ذلك تاريخيا بأن بعض النصوص التي كانت ترفض ولمرات ومرات تحقق نجاح منقطع النظير عندما ترى النور أخيرا.

ايوب صابر 04-17-2012 08:59 AM

الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "الم يعرف التاريخ كم هائل من الأعمال الإبداعية المهولة التي كانت قدلاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين أنها كانت سابقة لأوانهاوأنها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصرو العمل الإبداعي وتطلب فهم محتواهزمن طويل؟"
تقولين "بأول ظهور لهم : الأنبياء قوبلت دعوتهم بالرفض. العلماء حورب علمهموهجروا وغيرهم الكثير من العباقرة والعظماء فالأمر إعتيدعليه بالفطرة البشرية."

- رغم أننا حينما نقرأ عن جاليليو مثلا نستغرب كيف يمكن للكنيسة في زمنه أن تتخذ موقف رافض من إبداعاته على الرغم من علميته، لكن البشرية تدور في حلقة مفرغة بالنسبة لهذا الموضوع، وكل يوم تشنق البشرية جاليليو جديد لأنه تجرأ وخرج عن السائد والمألوف ولو كان كلامه عليما أحيانا.

ذلك لان العقل الجماعي للناس رجعي، وظالم، ونمطي، يميل إلى التمسك بما هو قائم وسائد ومألوف.

ويتطلب الأمر دائما يتيم عبقري وثوري يعمل دماغه بطاقة البوزيترون، ويتمكن من توليد مخرجات إبداعية مذهله أو تقديم فكر وانجازات فذة حتى يتمكن من تحقيق اختراق جديد يضاف إلى التراكم المعرفي والحضاري الإنساني.

وحتى مثل هذا الشخص صاحب العقلية الفذة لا يلقى الترحيب دائما ويظل قطاع كبير من المجتمع يقاوم ويحارب أي إضافة يقدمها بحجج عديدة كلها رجعية. وفي الغالب يحارب هذا الشخص في محاولة لمنع طروحاته الثورية وقد يقتل كما حصل مع كثيرين جدا، لكن أثره يتحقق ويترك بصمته ويصبح جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية التقدمية.

ونجد أن العقل الجماعي للبشرية قد يتخذ موقف مشابه من إبداعات بعض الأفذاذ التي تعمل عقولهم بطاقة البوزيترون لأنها تأتي بشيء جديد يقع خارج اطر السائد والمألوف. ولو أخذنا مثلا روايات جميس جويس والتي استخدم فيها أسلوب التداعي الحر لوجدنا أن المجتمع وخاصة قطاع النقاد والناشرين قد رفض هذا الأسلوب وربما تمت مهاجمته بشراسة في حينه ، لكنه مع الزمن تم الأعراف به كواحد من أساليب الحكي والسرد الجميل وأصبح كثيرون يقلدونه.

ايوب صابر 04-22-2012 02:49 PM

الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل صحيح انالفنان الحقيقي لا يرضى أبدا عن عمله الإبداعي؟
تقولين "أعتقد لدرجة الإيمان بذلك كثيراً.".

- اتفق معك فيما ذهبت به هنا، وهذا ما يقوله المثل. ويبدو أن العملية الإبداعية بحد ذاتها تؤدي إلى نوع من النضوج. فهي تجربة تؤدي في نهايتها إلى شعور الفنان أو المبدع بأنه كان بإمكانية تقديم عمل أفضل مما قدم نظرا لمروره في التجربة ونضوجه، ولهذا السبب يظل دائما يشعر بعدم الرضى عن عمله الإبداعي.
-والمشكلة أن هذا الشعور كثيرا ما يدفع الفنان أو المبدع لان يتصرف بتهور ضد عمله الإبداعي فيحكم عليه بالإعدام، علما بأن ذلك العمل قد يكون masterpiece ، تحفة فنية أو عمل إبداعي بارع ومن الطراز الأول.
- وان لم يدرك الفنان أو المبدع بأن إحساسه بعدم الرضا أمر طبيعي ينتج على اثر ولادة النص فقد يقدم على إعدامه ولو انه أعاد تقيم ما أبدعه بعد مدة لربما غير رأيه..لكن يا خسارة يكون قد فات الأوان.


الساعة الآن 03:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team