منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   << رضوى بنت الأسكافي >> (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=799)

ساره الودعاني 08-23-2010 05:48 PM

<< رضوى بنت الأسكافي >>
 


تعيش رضوى في منزل قديم مع مجموعة كبيره من القطط بمختلف الأحجام

والألوان , توطدت بينها وبينهن ألفة عجيبة !

في كل صباح جديد تخرج رضوى إلى السوق لتشتري اللحم وبعض العظم وبقية

حاجياتها ثم تعود على البيت..


تتجمع القطط من حولها متلهفة للحم وبإشارة من يدها تتتسلل هذه المجموعات لتاعود

الإصطفاف في طابور جميل ومرتب وبنظرات مترقبه لرضوى وهي تقوم بتقطيع

اللحم قطع غير متساويه حتى يتسنى لها توزيعها على القطط كل بحسب حاجته وما

تراه هي!

بينما القطط تتناول وجبتها تكون قد فتحت علبة الحليب وصبت جزء منه في انية

مسطحه نوعا ما لتتمكن القطط من شربه بسهوله !

بعدها تقوم رضوى بعملها في البيت وبرعاية شؤونه...

قبل مغيب الشمس يلاحظ الجميع تواجد رضوى وبعض القطط عند مدخل البيت

وهن يرقبنا الماره بصمت طويل !

عندما تبدأ فحمة العشاء بالظهور تدلف رضوى إلى البيت وتتسابق القطط قبلها

للدخول..

لم يتغير رتم حياتها منذ ان عادت إلى بيت ابيها سوى انها تفتقد إلى أمها التي لم يطل

بقائها بعد وفات الوالد فكما يقال : يرحل المتحابون معا !

بعد ان تتناول القطط عشائها تكون رضوى قد أنهت عشائها ايضا , إذا كان الوقت

صيفا صعدت إلى سطح المنزل , ثم تضع رضوى فراشها على الأرض وتسترخي

ترقب القمر اوتعد النجوم إذا لم تكن الليالي مقمره , وكثيرا ما بثت مشاعرها

الصامتة إلى الكواكب السيارة في ملكوت الله ..


حين ترفع بصرها إلى السماء تسارع صور إبن عمها علي الذي توفي قبل زواجها

منه باسابيع إلى مخيلتها عجلى وكانها سحب الصيف بيضاء وصافيه وسريعه

حينها يرتفع صوتها بنحيب داخلي يدمي كبدها قبل عينيها !

لا صديق لي ألتجي له!!

حزني في قلبي لبسته كالقلاده ..


وركب الهنا غادر

وعيي ارمدها السهر.....

وكبدي إستعرت فيها النار

وجرحي عميق لا ينفع فيه الدواء

وحبالي قصيرة ........

وخطا ي قاصرات

وخصمي احبابي......

وخاطري مكسور


.وليس هناك من يسلي !!!

وحين تكاد تنتهي من عد النجوم ! يكون الصبح قد شارف على إستنشاق أنفاسه

الأولى !






بينما القطط كل في حال البعض يسترخي بجانبها بينما الأخريات يقمن بجولة في

المحيط القريب من المنزل والتعرف على أخريات وربما صحبنهن الى منزل

رضوى كما هي بداية تجمع القطط في بيت رضوى كانت تعطف على قطتين

مالبثت ان اصبحت عشرا ومن ثم عشرين وهكذا بعضها يطيب له المقام والبعض

يغادر ولا يعود...


الحي الذي تسكنه رضوى بعد عودتها حي هادي سكانه ناس من متوسطي الحال

لا يتدخلون في شؤؤن الغير إلا إذا طلب منهم أحد فإنهم لا يترددون في المساعده!

عدا عن تساؤلات تدور في ما بينهم حول ظروف رضوى وطريقةعيشها ,

يتبادرإلى أذهانهم كثيرا ويصدقونه أحيانا أن لهاعلاقة بالجن والبعض يظنها تمارس

أعمال السحر ! وكانوا يتساءلون عن المصدر الذي تنفق منه على نفسها وعلى

قططها الكثيره ! هم يعلمون أن البيت يملكه والدها بالإضافة إلى محل صغير

يبيع فيه الأحذية المصنعة محليا والتي يقوم هو بإصلاحها والتي يصنعها إذا دعت

الحاجه أو طلب منه نوع معين.. ولكن هل يفي بكل ما تنفقه على القطط وما

تقضي به شؤونها الخاصة ؟

إذا هم يعرفون والديها جيدا و حزنوا كثيرا عند رحيلهم تباعا فبعد وفات ولدهم الوحيد

بعد مرض عضال طويل وهو لم يكمل العشرين عاما , بعده بعام توفي والدها وهو

جالس في المسجد بعد صلاة الفجر تبعته والدتها بعد اشهر قضتها في حزنا عميق

كان أعمق بكثير من فقدها لأبنها !! حينها قام الجيران بالبحث عن اقارب لهم فلم

يجدو من الأقارب إلا من كان له صلة من بعيد بهم بعدها توقف البحث ...


يالا هذه المسكينه لم تكن حياتها في بيت زوجها تسمى حياة كانت تعاني منه الأمرين

زوجها لم يكن رجلا بعرف الرجال بل حجرا قاسي وربما كان الحجر ألين منه

بكثير , تمر ايامها معه كسحابة شتاء قاتمه وبطيئه وكأن الشمس لن تشرق بعدها

ابدا! وما يجعلها تصبر على هذا الضيم امرين الأول والدتها وابيها لا تريدهم ان

يتالموا من أجلها وهم لا ذنب لهم , الأمر الأخر الخوف من ان الشكوى لأحد سوف

تتسبب في غضبه ومن ثم أخذه للولد والبنت وطردها من البيت وحرمانها من

رؤيتهم مدى الحياة وهي العبارة التي تسمعها منه بشكل متكرر!

لم يكن صاحب سكر ولا عادات سيئه ولكنه يتصف بطباع سيئه ومزاج حاد ورؤية

قاصرة للمرأة وكثير ما عانت من تقصير وحرمان مادي وعاطفي منه ولم تكن

تستبعد وجود إمرأة إخرى في حياته وخاصة وأنها ترى تقصيره وعدم طلب

حاجاته العاطفيه منها , وتمر بعض الأيام يقوم يقفل باب البيت عليها قبل الخروج!

في بعض الليالي يبيت خارج البيت !

بعد معرفتها بموت والدتها وبعد أن مزق الحزن بقية مشاعرها قررت الهرب من

هذا البيت بأية وسيلة ! حينها إتفقت مع ولديها على الهرب .

ويا لا قسوة الظروف ! ويالا سوء الحظ لم تدري ما ذا دها الأبن والبنت ؟ لقد

رفضا الفكره وقررا عدم مصاحبتها!! لم يكتفيا بالرفض بل ابلغا والدهم بنيتها!

وما كان منه إلا أن طلقها وطردها !

تتساءل دئما .. مالذي يجعل من ولدين في عمر السادسه عشر والخامسه عشر بهذه

القسوة على إمهم ؟ هل هي طباع موروثة ؟ ام سلوك مكتسب ؟


.......

ما تت رضوى وهي بين قططها الوفيه التي لم تترك البيت حتى بعد رحيلها!

حينها عرف الناس حقيقة هذه المسكينة التي لم تذق طعم السعادة بين البشر وحاولت

إجادها مع القطط !!

مرت الشهور وجاء أقربائها البعيدين وباعوا البيت ودكان الاسكافي حينها تفرقت


القطط وهي تجر خلفها حزنها وجوعها..

محمد الصالح منصوري 08-23-2010 07:53 PM

حركت بؤر المآسي سرديتك هذه
ما أقسى الظلم وما أقسى الظالمين من البشر ..!
الأخت سارة
بقدر ما أحزنتنا رضوى بقدر ما أمتعتنا أسطرها
سلم القلم
صحّ رمضانك
تحيتي


عبدالسلام حمزة 08-23-2010 09:58 PM




الأخت الكريمة سارة الودعاني

من دواعي سروري أن أقرأ لك

قصة حزينة بلطافة ورقة ... هكذا عرفتك

سردها جميل , عباراتها بسيطة بترابط متين

أسلوبك يعجبني

ورحم الله رضوى وأمثالها من الناس

سلامي لك

ساره الودعاني 08-24-2010 09:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح منصوري (المشاركة 11792)
حركت بؤر المآسي سرديتك هذه
ما أقسى الظلم وما أقسى الظالمين من البشر ..!
الأخت سارة
بقدر ما أحزنتنا رضوى بقدر ما أمتعتنا أسطرها
سلم القلم
صحّ رمضانك
تحيتي


مساء الخير أستاذ محمد الصالح منصوري

لقد شرفت سطور القصة بقرأتك

وسرني رأيك..

كل عام وانت كما تحب..

ساره الودعاني 08-24-2010 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 11829)



الأخت الكريمة سارة الودعاني

من دواعي سروري أن أقرأ لك

قصة حزينة بلطافة ورقة ... هكذا عرفتك

سردها جميل , عباراتها بسيطة بترابط متين

أسلوبك يعجبني

ورحم الله رضوى وأمثالها من الناس

سلامي لك




أخي عبد السلام

سعادتي اكثر بقرأتك وبرأيك

ربما هو حزن البسطاء من الناس

يجعل الرقة من سمات القصة..

كن بخير أستاذي..



أحمد فؤاد صوفي 08-25-2010 10:36 PM

الأديبة الكريمة سارة الودعاني المحترمة

قصتك غاية في الواقعية وجمال الحزن . .
المقدمة مناسبة وتشد القارىء إلى المضي قدماً
والسرد تسلسله متكامل . .
ولقطات العودة في الأحداث إلى زمن مضى موفقة
فقط . . قفلة النهاية . . وددت لو تكون أقوى . .
وتحوي فجاءة للقارىء غير متوقعة . .

القصة بمجملها قوية . .
وبدون شك فهي تستحق القراءة . .

تقبلي مني تحيتي واحترامي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

همسة:
( وصبت جزء منه = وصبت جزءاً منه)
( شربه بسهوله = شربه بسهولة )
( وهن يرقبنا الماره = وهن يرقبن المارة )
( بعد ان تتناول القطط عشائها = ..... عشاءها )
( وعيي ارمدها السهر = وعيني . . . )
(فبعد وفات ولدهم = .... وفاة .... )
( في حزنا عميق = في حزن عميق )
( فلم يجدو = فلم يجدوا )
( يالا هذه المسكينه = يا لهذه المسكينة )
( بل حجرا قاسي = بل حجراً قاسياً )
( وكثير ما عانت = وكثيراً ...... )
( ويا لا قسوة الظروف != ويا لقسوة ......)
( ويالا سوء الحظ لم تدري ما ذا دها = ويا لسوء .... لم تدر ِ ...ماذا دهى ..)
( وحاولت إجادها مع القطط = وحاولت إيجادها .... )
( وجاء أقربائها البعيدين = وجاء أقرباؤها البعيدون .. )


ساره الودعاني 08-26-2010 12:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 12782)
الأديبة الكريمة سارة الودعاني المحترمة

قصتك غاية في الواقعية وجمال الحزن . .
المقدمة مناسبة وتشد القارىء إلى المضي قدماً
والسرد تسلسله متكامل . .
ولقطات العودة في الأحداث إلى زمن مضى موفقة
فقط . . قفلة النهاية . . وددت لو تكون أقوى . .
وتحوي فجاءة للقارىء غير متوقعة . .

القصة بمجملها قوية . .
وبدون شك فهي تستحق القراءة . .

تقبلي مني تحيتي واحترامي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

همسة:
( وصبت جزء منه = وصبت جزءاً منه)
( شربه بسهوله = شربه بسهولة )
( وهن يرقبنا الماره = وهن يرقبن المارة )
( بعد ان تتناول القطط عشائها = ..... عشاءها )
( وعيي ارمدها السهر = وعيني . . . )
(فبعد وفات ولدهم = .... وفاة .... )
( في حزنا عميق = في حزن عميق )
( فلم يجدو = فلم يجدوا )
( يالا هذه المسكينه = يا لهذه المسكينة )
( بل حجرا قاسي = بل حجراً قاسياً )
( وكثير ما عانت = وكثيراً ...... )
( ويا لا قسوة الظروف != ويا لقسوة ......)
( ويالا سوء الحظ لم تدري ما ذا دها = ويا لسوء .... لم تدر ِ ...ماذا دهى ..)
( وحاولت إجادها مع القطط = وحاولت إيجادها .... )
( وجاء أقربائها البعيدين = وجاء أقرباؤها البعيدون .. )



مرحبا بك أستاذ احمد فؤاد صوفي

سرني جدا قرآتك للقصة

وسرتني همساتك لها

بودي لو كان لديك متسع ولو قليل من الوقت

ووضعت الهمسات في مكانها وافضل أن يبقى ردك

وهمساتك كما هي لأتحاشى الوقع في مثلها مرة اخرى..

شاكرة لك تواجدك القيم..

تحيتي لك خالصة..

هند طاهر 08-26-2010 01:07 AM

قصه واقعيه وحزينه وانا اعشق الحزن لما ؟ لست ادري

الا انها احزنتني وابكتني ,ربما سردك المشوق فعل بي فعلته

تحيااتي لقلمك الذهبي

ساره الودعاني 08-26-2010 03:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند طاهر (المشاركة 12892)
قصه واقعيه وحزينه وانا اعشق الحزن لما ؟ لست ادري

الا انها احزنتني وابكتني ,ربما سردك المشوق فعل بي فعلته

تحيااتي لقلمك الذهبي

طابت أوقاتك أستاذه هند طاهر

وسرتكِ ايامك

إنما هو حسن ذاتك وطيب روحك..

بعيدا عن ردك أختي هند

حقا لك من سمياتك نصيب مشترك

مارأيت إمرأة إسمها هند إلا ورأيتها حكيمة

تذكرت هند بنت المهلب حين رأيتك!

كوني بخير..

أمل محمد 08-26-2010 03:57 AM

من أصعب المواقف أن يمد ّ يده لمن يـُحب ّ فـ يقسو عليه

كذلك رضوى مع ابنها وابنتها حين فـُجعت بـ قسوتهما

الرائعة على الدوام : سارة الودعاني

سردك ِ للقصـّة يجعلنا لا نلتقط الأنفاس حتى النهاية :)

تحيـّتي وودّي ~

أحمد فؤاد صوفي 08-26-2010 09:31 PM

أديبتنا الكريمة
لا أرغب بالعادة بأن أعاود كتابة القصة عند تصحيحها
فبعض الأحبة لا يفضلون ذلك

هنا . . قمت باللازم بناء على طلبك
وأنت على الرحب والسعة. .





* رضوى بنت الأسكافي(الإسكافي) *



تعيش رضوى في منزل قديم ،مع مجموعة كبيره(كبيرة) من القطط، بمختلف الأحجام والألوان , توطدت بينها وبينهن ألفة عجيبة !
في كل صباح جديد ، تخرج رضوى إلى السوق ،لتشتري اللحم،وبعض العظم، وبقية حاجياتها ثم تعود على(إلى) البيت..
تتجمع القطط من حولها متلهفة للحم،وبإشارة من يدها تتتسلل(تتسلل) (هذه المجموعات = يمكن إلغاؤها) لتاعود( لتعاود) الإصطفاف في طابور جميل ومرتب، وبنظرات مترقبه(مترقبة) لرضوى وهي تقوم بتقطيع اللحم قطع(قطعاً) غير متساويه(متساوية)،حتى يتسنى لها توزيعها (على القطط=يمكن إلغاؤها)،كل بحسب حاجته وما تراه هي!
وبينما القطط تتناول وجبتها،تكون قد فتحت علبة الحليب،وصبت جزء( جزءاً) منه في انية(آنية)مسطحه(مسطحة) نوعا( نوعاً) ما لتتمكن القطط من شربه بسهوله(بسهولة) !
بعدها تقوم رضوى بعملها في البيت،وبرعاية شؤونه...
قبل مغيب الشمس،يلاحظ الجميع تواجد رضوى وبعض القطط عند مدخل البيت، وهن يرقبنا الماره(يرقبن المارة) بصمت طويل !
عندما تبدأ فحمة العشاء بالظهور، تدلف رضوى إلى البيت، وتتسابق القطط قبلها للدخول..
لم يتغير رتم حياتها منذ ان(أن) عادت إلى بيت ابيها(أبيها) سوى انها(أنها) تفتقد إلى أمها التي لم يطل بقائها بعد وفات(وفاة) الوالد،فكما يقال : يرحل المتحابون معا !
بعد ان(أن) تتناول القطط عشائها(عشاءها) تكون رضوى قد أنهت عشائها(عشاءها) ايضا(أيضاً) , إذا كان الوقت صيفا(صيفاً) صعدت إلى سطح المنزل , ثم تضع (رضوى=يمكن إلغاؤها) فراشها على الأرض وتسترخي،ترقب القمر او(أو)تعد النجوم، إذا لم تكن الليالي مقمره(مقمرة) , وكثيرا(وكثيراً) ما بثت مشاعرها الصامتة إلى الكواكب السيارة في ملكوت الله ..
حين ترفع بصرها إلى السماء، تسارع(تتسارع) صور إبن(ابن) عمها علي ،الذي توفي قبل زواجها منه باسابيع(بأسابيع) إلى مخيلتها عجلى، وكانها(وكأنها) سحب الصيف بيضاء وصافيه وسريعه(وصافية وسريعة) ،
حينها يرتفع صوتها بنحيب داخلي، يدمي كبدها قبل عينيها !


لا صديق لي ألتجي له!!

حزني في قلبي لبسته كالقلاده ..(كالقلادة)

وركب(ومركب) الهنا غادر

وعيي(وعيني) ارمدها(أرمدها) السهر.....

وكبدي إستعرت(استعرت) فيها النار

وجرحي عميق لا ينفع فيه الدواء

وحبالي قصيرة ........

وخطا ي قاصرات

وخصمي احبابي......(أحبابي)

وخاطري مكسور

.وليس هناك من يسلي !!!


وحين تكاد تنتهي من عد النجوم !(،) يكون الصبح قد شارف على إستنشاق(استنشاق) أنفاسه الأولى ! بينما القطط كل في حال،البعض يسترخي بجانبها،بينما الأخريات يقمن بجولة في المحيط القريب من المنزل،والتعرف على أخريات، وربما صحبنهن الى(إلى) (منزل رضوى= المنزل) كما هي بداية تجمع القطط في بيت رضوى كانت تعطف على قطتين مالبثت ان اصبحت عشرا(أن أصبحت عشراً) ومن ثم عشرين وهكذا بعضها يطيب له المقام والبعض يغادر ولا يعود...
الحي الذي تسكنه رضوى (بعد عودتها=يمكن إلغاؤها) حي هادي(هادىء)، سكانه ناس من متوسطي الحال ،لا يتدخلون في شؤؤن الغير، إلا إذا طلب منهم أحد(ذلك) فإنهم لا يترددون في المساعده!(المساعدة)،
عدا عن تساؤلات تدور في ما بينهم، حول ظروف رضوى وطريقةعيشها ,
يتبادرإلى أذهانهم كثيرا(كثيراً) ويصدقونه أحيانا(أحياناً) أن لهاعلاقة بالجن، والبعض يظنها تمارس أعمال السحر ! وكانوا يتساءلون عن المصدرالذي تنفق منه على نفسها وعلى قططها الكثيره !(الكثيرة)، (و)هم يعلمون أن البيت يملكه والدها بالإضافة إلى محل صغير،يبيع فيه الأحذية المصنعة محليا والتي يقوم هو بإصلاحها (والتي يصنعها إذا دعت الحاجه أو طلب منه نوع معين..= يمكن إلغاء هذه الجملة)ولكن هل يفي بكل ما تنفقه على القطط وما تقضي به شؤونها الخاصة ؟
إذا (أعتقد هنا أن المقصود : إذ)هم يعرفون والديها جيدا ،و حزنوا كثيرا(كثيراً) عند رحيلهم تباعا فبعد وفات(وفاة) ولدهم الوحيد،بعد مرض عضال طويل،وهو لم يكمل العشرين عاما , بعده بعام توفي والدها وهو جالس في المسجد (بعد صلاة الفجر= يمكن إلغاؤها) تبعته والدتها بعد اشهر(أشهر) قضتها في حزنا(حزن) عميق،كان أعمق بكثير من فقدها لأبنها !!(لابنها) ،حينها قام الجيران بالبحث عن اقارب(أقارب) لهم فلم يجدو(يجدوا) (من الأقارب=يمكن إلغاؤها) إلا من كان له صلة من بعيد بهم، بعدها توقف البحث ...
يالا هذه(يالهذه) المسكينه(المسكينة) ،لم تكن حياتها في بيت زوجها تسمى حياة، كانت تعاني منه الأمرين،زوجها لم يكن رجلا(رجلاً) بعرف الرجال، بل حجرا قاسي(حجراً قاسياً) وربما كان الحجر ألين منه بكثير , تمر ايامها(أيامها) معه كسحابة شتاء قاتمه وبطيئه(قاتمة وبطيئة) وكأن الشمس لن تشرق بعدها
ابدا!(أبداً) وما يجعلها تصبر على هذا الضيم امرين(أمرين)،الأول والدتها وابيها(وأبيها) لا تريدهم ان يتالموا(أن يتألموا) من أجلها، وهم لا ذنب لهم , الأمر الأخر(الآخر) الخوف من ان(أن) الشكوى لأحد سوف تتسبب في غضبه، ومن ثم أخذه للولد والبنت، وطردها من البيت ،وحرمانها من رؤيتهم مدى الحياة ،وهي العبارة التي تسمعها منه بشكل متكرر!
لم يكن صاحب سكر، ولا عادات سيئه(سيئة) ولكنه يتصف بطباع سيئه(سيئة) ومزاج حاد ورؤية قاصرة للمرأة ،وكثير(وكثيراً) ما عانت من تقصير وحرمان مادي وعاطفي منه ،ولم تكن تستبعد وجود إمرأة(امرأة) إخرى(أخرى) في حياته وخاصة وأنها ترى تقصيره وعدم طلب حاجاته العاطفيه(العاطفية) منها , وتمر بعض الأيام يقوم يقفل(ويقوم بقفل) باب البيت عليها قبل الخروج!
وفي بعض الليالي(كان) يبيت خارج البيت !
بعد معرفتها بموت والدتها، وبعد أن مزق الحزن بقية مشاعرها ،قررت الهرب من
هذا البيت بأية وسيلة !(،) حينها إتفقت(اتفقت) مع ولديها على الهرب .
ويا لا قسوة(ويالقسوة) الظروف ! ويالا سوء(ويالسوء) الحظ لم تدري(تدرِ) ماذا دها(دهى) الأبن(الابن) والبنت ؟ لقد رفضا الفكره(الفكرة) وقررا عدم مصاحبتها!! (و)لم يكتفيا بالرفض بل ابلغا والدهم(أبلغا والدهما) بنيتها!
وما(فما) كان منه إلا أن طلقها وطردها !
تتساءل دئما(دائماً) .. مالذي(ما الذي) يجعل من ولدين في عمر السادسه عشر والخامسه عشر(السادسة .... والخامسة...) بهذه القسوة على إمهم ؟(أمهم) هل هي طباع موروثة ؟ ام(أم) سلوك مكتسب ؟
.......

ما تت رضوى وهي بين قططها الوفيه(الوفية) التي لم تترك البيت حتى بعد رحيلها!
حينها عرف الناس حقيقة هذه المسكينة، التي لم تذق طعم السعادة بين البشر، وحاولت إجادها(إيجادها) مع القطط !!

مرت الشهور ،وجاء أقربائها البعيدين(أقرباؤها البعيدون) ،وباعوا البيت ،ودكان الاسكافي(الإسكافي) ،حينها تفرقت القطط، وهي تجر خلفها حزنها وجوعها..


** سارة الودعاني **

ساره الودعاني 08-27-2010 01:09 AM


مساء الخير استاذي احمد فؤاد صوفي

بارك الله فيك

جهد كبير

ومعروف اكبر

ستجده في ميزان حسناتكلا حرمني الله توجيهاتكم..

ساره الودعاني 08-27-2010 01:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل محمد (المشاركة 12980)
من أصعب المواقف أن يمد ّ يده لمن يـُحب ّ فـ يقسو عليه

كذلك رضوى مع ابنها وابنتها حين فـُجعت بـ قسوتهما

الرائعة على الدوام : سارة الودعاني

سردك ِ للقصـّة يجعلنا لا نلتقط الأنفاس حتى النهاية :)

تحيـّتي وودّي ~

مرحبا بك يا.. أمل

سرني رأيك بالقصة وتفاعلك مع حدثها

لا حرمني الله تواجدك معي دائما
..

ايوب صابر 05-11-2013 12:27 PM

اول ما تعرفت في المنتدى على الاستاذة صارة الودعاني لكنها اختفت ؟ فاين هي الان؟ علنا نسمع عن اخبارها في منبر احوال اعضاء منابر؟


الساعة الآن 08:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team