![]() |
قراءات متعددة في ذاكرة الخسران
(قراءات متعددة في ذاكرة الخسران) . . . . كَمْ قَرَأْنَا في بِيَاضِ الصُّبْحِ مِنْ سُنْبُلَةٍ مَالَتْ إِلَى الأَرْضِ تُغَنِّيْ بِنَشِيدِ القَمْحِ عِنْدَ المَاءِ فَانْفَضَّ إِلَيْهَا مِنْ وَرَاءِ الظِّلِّ حَصَّادٌ فَجَزَّ الرُّوْحَ فِيهَا كَيْ يُغَذِّيْ فِيْ مَسَاءِ الوَهْمِ أَنْغَامَ السَلَاسِلْ .... وَقَرَأْنَا فِيْ سَوَادِ اللَّيلِ أُنْثَى حِينَ تَبْكِيْ فِيْ مَجَالِ الصَّمْتِ تَسْرِيْ بِيْنَ نَخْلٍ عَرَبِيٍّ وَ طَرِيقٍ أَجْنَبِيٍّ ثُمَّ تَأْوِيْ لِلْمَكَانِ السِّرِّ فِيْ بُطْءٍ تُنَادِيْ فَارِسَا غَابَ عَنِ الوَعْدِ وَظَلَّتْ فِيْ غِيَابٍ عَنْ عُيُونٍ سَوْفَ تَرْمِيهَا بِقُبْحٍ فَارْتَمَتْ فِيْ حُضْنِ صَمْتٍ أَبَدِيٍّ يَحْرِقُ القَلْبَ المُخَاتِلْ ..... كَمْ قَرَأْنَا وَجْهَ شَيخٍ غَاضِبٍ مِنْ قِصَّةِ البِدْءِ الّتِي لَا تَنْتَهِيْ فَالمَوتُ حَلٌّ لِتَجَاعِيدِ الفَرَاغَاتِ وَحَلٌّ لِرِيِاحٍ مُنذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا لَمْ تُغَيِّرْ مَوْجَةَ الحَظِّ وَلَمْ يَنْسَلَّ لِلْقَلْبِ سِوَى فُقْدَانِ بِرْوَازٍ جَمِيلٍ وَضَيَاعٍ لِجَمَالٍ حَجَرِيٍّ فِي زَمَانٍ تِقَنِيٍّ فَتَوَلَّى رَاضِيًا لِلْمَوْتِ مَحْمُولًا عَلَى الأَكْتَافِ فِيْ أَرْضِ الزَّلَازِلْ ........ كَمْ قَرَأْنَا عُلْبةَ الأَلْوَانِ فِيهَا سَائِحٌ يَبْحَثُ عَنْ لَوْنٍ جَدِيدٍ حِيْنَ تَصْطَفُّ قَوَارِيرُ نَبِيذٍ وَكُؤُوسٌ مِنْ بِحَارِ الرُّوْمِ فِيْ أَيدِيْ نِسَاءٍ غَجَرِيَّاتٍ تُرَاقِصْنَ نُجُومَ النَّايِ فِي البَحْرِ فَيَرْتَدُّ إِلَى الأَبْيَضِ وَالأَسْوَدِ لَا يُبْصِرُ فِي الشَّاطِئِ لَوْنًا أَزْرَقَا أَوْ أَيَّ لَوْنٍ آخَرٍ فِي لَوْحَةِ السُّمَّارِ لَوْنٌ مُمْتِعٌ لَكِنَّهُ.. عَادَ إِلَى البَيْتِ بِأَعْلَى جَبَلٍ فِيْ مَشْهَدِ الحُزْنِ الخَرِيْفِيِّ مَعَ الخَوْفِ يُقَاتِلْ ............ كَمْ قَرَأْنَا وَقَرَأْنَا..... فِي خَيَالِ السِّحْرِ خُسْرَانٌ بَدِيعٌ !..! .............. رُبّمَا تَفْنَى عَذَابَاتٌ مِنَ الأَمْسِ وَيَبْقَى الأَثَرُ المَوسُومُ فِي الصَّدْرِ زَمَانًا رُبَّمَا ينْسلُّ فِي حُنْجُرَةِ الشَّاعِرِ حَرْفٌ سَاكِنٌ فِيْ الصّمْتِ يَفْتَرُّ عَنِ الوَاقِعِ يَبْقَى ظَاهِرَا فِيْ رِحْلَةِ الشَّعْرِ يُغَنِّيْ رُبَّمَا سُنْبُلَةُ الوَقْتِ الّتِي مَاتَتْ مِنَ البِدْءِ تَعَودُ الآنَ فِيْ ضَرْبَةِ طِفْلٍ يَحْرِثُ الأَرْضَ فَتَنْشَقُّ مَعَ الأَنْغَامِ آلَافُ السَّنَابِلْ .. .. سعيد العواجي 10/11/1432هـ ............. ....... . |
السلام عليك الأخ الشاعر سعيد العواجي أطربني رَمَلكُ يا صديقي في هذه القراءات الموفقة والموشاة بصورٍ تعودناها منك وأقتبس الخاتمة رُبَّمَا سُنْبُلَةُ الوَقْتِ الّتِي مَاتَتْ مِنَ البِدْءِ تَعَودُ الآنَ فِيْ ضَرْبَةِ طِفْلٍ يَحْرِثُ الأَرْضَ فَتَنْشَقُّ مَعَ الأَنْغَامِ آلَافُ السَّنَابِلْ تقديري ومحبتي |
قصيدة رائعة من شاعر رائع يعرف من أين تؤكل كتف الشعر.
تمتعت بقراءة قصيدتك الجميلة أخي الأستاذ سعيد العواجي. دمت متألقا في سماء الإبداع. |
الشاعر الفاضل سعيد العواجي
قرآءات تلامس أعماق القلوب بارك الله فيك |
اقتباس:
شاعرنا الجميل / عبدالسلام بركات زريق |
بإسلام ياسلام
قمة الإبداع والمتعة وجدتها هنا سلم بوحك اخي الشاعر الرائع:سعيد |
الله ما أروعها من قراءات ووقفات نافذة متأملة تأخذ بنا إلى أن نتوصل معاها إلى إشراقة الآمال بعد عتمة اليأس
أستاذ سعيد شكرا فقد امتعتنا تقديري |
اقتباس:
شاعرنا الجميل : مصطفى معروفي |
اقتباس:
أخي يعقوب العبادي |
اقتباس:
الشاعر : حمزة هوساوي |
اقتباس:
الأخت الفاضلة : لجين خالد |
أشهدُ أنك تمتلِك فِكرًا نيّرًا وروحاً للعلياءِ دومًا راقية ..
عذبةٌ وحكيمةٌ ورصينةٌ هذه القراءات ~ أ. سعيد بوركتَ أيّها الفاضل وَوُفّقْتَ ~ |
اقتباس:
|
رُبّمَا تَفْنَى عَذَابَاتٌ مِنَ الأَمْسِ
وَيَبْقَى الأَثَرُ المَوسُومُ فِي الصَّدْرِ زَمَانًا رُبَّمَا ينْسلُّ فِي حُنْجُرَةِ الشَّاعِرِ حَرْفٌ سَاكِنٌ فِيْ الصّمْتِ يَفْتَرُّ عَنِ الوَاقِعِ يَبْقَى ظَاهِرَا فِيْ رِحْلَةِ الشَّعْرِ يُغَنِّيْ رُبَّمَا سُنْبُلَةُ الوَقْتِ الّتِي مَاتَتْ مِنَ البِدْءِ تَعَودُ الآنَ فِيْ ضَرْبَةِ طِفْلٍ يَحْرِثُ الأَرْضَ فَتَنْشَقُّ مَعَ الأَنْغَامِ آلَافُ السَّنَابِلْ. جميل انك لم تستسلم لليأس والخسران، وانك رأيت في الحصاد وسموم العذابات انبعاث وامل وليس اندثار وموت، وان هذا الانبعاث جاء على يد طفل. تلك هي سنة الحياة وليس "ربما"..فالحياة تولد من رحم الموت دائما. |
الساعة الآن 09:43 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.