![]() |
ردا على د.نبيل فاروق : مسألة تكفير الغرب
ردا على د.نبيل فاروق : مسألة تكفير الغرب قضية غريبة للغاية أثارها أستاذنا الكبير د. نبيل فاروق الذى عرفناه منذ عام 1985م , رجلا مهمته بناء الإنتماء [1] , عرفناه رجلا طيلة عمره يدافع عن المثل العليا فى تاريخنا العريق , وبعض الأمثلة المشرقة من حاضرنا , ومحاربا فى نفس الوقت للممارسات العلمانية القائمة على الترويج للمفاهيم الغربية ونماذجها باعتبارها لا تصلح مع أخلاقياتنا وحضارتنا الإسلامية فإذا به يفاجئنا بمقال متهافت أقل ما يقال عنه أنه مقال للخلط والتخليط لا تعرف له هدفا , ولا تعرف له قضية , ولولا أننا نعرف الدكتور نبيل جيدا لتخلينا كاتبه علمانيا صرفا يستنكر مجرد الإنتماء لدينه وعروبته ! وكان مجمل المقال الغريب الذى عنوانه ( تكفير الغرب ) , هو انتقاده الشديد لمن يقول إن الغرب كافر !! , ليس هذا فقط وإنما لم يكتف د. نبيل فاروق بهذا الإنكار لحقيقة بدهية ومن مسلمات العقيدة الإسلامية , بل قام ـ فى خلط شديد ـ بتبرير تكفيرنا للغرب بأنه من نواقص الشخصية العربية وأنه غيرة من تقدم الغرب ماديا وعلميا !! وحقيقة إن الرد على هذا الكلام لا يحتاج جهدا من أى نوع وإنما ما يحتاج الجهد هو معرفة أسباب كتابة د. نبيل لهذا الكلام وما هى دوافعه , وهناك أمور تحتاج لإيضاحات ضخمة ـ ما كنت أحسب أننا نحتاجها ـ بعد أن قرأت لبعض الشباب تعليقات على المقال تؤيد ما كتبه ولا تعترف بكفر الغرب أو كفر النصاري أيضا ! والمسألة الأخيرة ـ كفر النصاري ـ أثارها الصحفي الشهير وائل الإبراشي فى إحدى حلقات برنامجه ( الحقيقة ) وكانت سقطة منه رهيبة أذهلتنا فى الواقع عندما هاجم بعض منتسبي التيار الإسلامى لأنهم يكفرون النصاري ـ على حد قوله ـ وكأنهم هم الذين يكفرونهم ولم ترد هذه الحقيقة فى القرآن ـ وهذا كله من علامات الساعة بلا ريب , عندما نجد أنفسنا أمام المسلمات نواجه من يطلب إثباتا عليها , على حد قول الشاعر وليس يصح فى الأذهان شيئُ ×× إذا احتاج النهار إلى دليل .. وقبل الرد على ما أثاره نبيل فاروق والإبراشي نحتاج إلى أن نلقي النظر إلى حقيقة مهمة دفعت هؤلاء الكتاب الكبار ـ رغم جلاله مكانتهم وعقولهم ـ إلى النزول إلى مثل هذه الهاوية التى لا يتردى فيها إلا عتاة العلمانية المنكرين لثوابت القرآن والسنة , والسبب فى هذا يعود إلى نقطة شديدة الخطورة لو لم ينتبه إليها كُــتـّـابنا الأفاضل فالعاقبة ستكون وخيمة .. هذه النقطة تتمثل فى أن البعض ـ تحت تأثير كراهيته للمتعصبين أو بعض المنتسبين للتيار السلفي ممن يتكلمون بغير علم ـ وجدوا أنفسهم فى مواجهة مع الإسلام بدلا من أن يكونوا فى مواجهة مع التعصب , وأصبحوا ينظرون إلى هؤلاء باعتبارهم محتكرى الإسلام والمعبرين عنه وأقوالهم حجة على الإسلام أيضا ! ناسين أو متناسين أن الإسلام حجة فى ذاته وليس هناك شخص فى الوجود تعتبر أفعاله حجة على الإسلام إلا النبي عليه الصلاة والسلام وحده دون سواه , وذلك وفقا للقاعدة الفقهية الثابتة منذ الأزل ( كلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا النبي عليه الصلاة والسلام ) والقاعدة الفقهية الأشهر أيضا التى تقول ( أقوال العلماء ـ لاحظوا أن الحديث عن العلماء أنفسهم ــ يُستدل لها ولا يستدل بها ) بمعنى أنه حتى أقوال العلماء لا يتم قبولها إلا إذا اقترنت بالدليل الساطع وإلا تم اعتبارها من سقط القول لا يؤبه بها , والعبرة بمن يتحدث فى الدين أن يتحدث وتحت يمينه آيات الذكر الحكيم والسنة المطهرة , وبغير ذلك يعتبر الخوض ـ مجرد الخوض فى الدين إثما كبيرا وما فعله الإبراشي ونبيل فاروق تطبيق مباشر لهذا الإنزلاق الذى وقع فيه بعض الإعلاميين , فبدلا من أن يكتفوا برفض وجهات النظر المتعصبة ورفض أصحابها , إذا بهم يرفضون ثوابت القرآن والسنة والعقيدة السليمة لا لشيئ إلا لأن هذه الثوابت جرت على ألسنة السلفيين وتكلموا بها !! فهل هناك مصيبة أكبر وقعا من هذه المصيبة , وهل السلفيون وحدهم هم من يقولون بثوابت العقيدة الإسلامية وبأن الإسلام هو الدين الخاتم وأن كل من يدين لله بدين غير الإسلام هو كافر كفرا قطعيا لا شبهة فيه حتى ينطق الشهادتين , وهل هناك شك فى أن كافة الأديان السابقة قد نسخها الإسلام وأبطلها وأصبح الإسلام وحده هو الطريق الشرعي الوحيد إلى الله تعالى ؟! وإذا كنتا نحتاج مناقشة فى هذا الشأن فأى دين يبقي لنا بعد ذلك ؟! بل أى قرآن وأية سنة ؟! وماذا نفعل فى قول الله تعالى [إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ] {آل عمران:19} وهى آية من عشرات الآيات فى القرآن الكريم حددت أن الإسلام هو الدين الخاتم وأن كل من يبتغي دينا غيره لن يقبل منه , ثم اقترن ذكر ذلك بذكر حال أهل الكتاب وكيف أنهم اختلفوا عن هذا الدين ونبذوه ورفضوه بعد أن نزله الله عليهم وهى آية تحمل فى طياتها المعنى الصريح بكفر كل من ليس بمسلم سواء من أهل الكتاب أو من الملحدين .. ونثبت أولا خطأ ما ذهب إليه الإبراشي ومن تحمس له من القراء بإنكار كفر النصاري !! .. وهذا فيما يلي .. أولا : لا يخلو قول الإبراشي من خلط عنيف متعمد وسيئ النية أيضا , حيث أنه يربط تكفير النصاري بقضية التعصب ليبدو كما لو أن تكفيرهم جزء من العصبية التى لا يسمح بها الإسلام ! , مما يعنى بالتبعية أن كفر النصاري غير وارد فى الإسلام وهذا لا يقول به عاقل فضلا عن مسلم .. فهى من المسلمات التى قامت عليها العقيدة الإسلامية حيث جاءت أركان الإيمان سبعة وهى الإيمان بالله وكتبه ورسله وبالقدر والبعث والحساب والقضاء , ومن أبجديات الإيمان بالرسل الإعتراف بالأديان السماوية السابقة , جنبا إلى جنب مع الإعتراف بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وسقوط تكليف الرسالات السابقة بوصول الإسلام واعتباره الدين الوحيد الحق منذ بعثة محمد عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها , مصداقا لقوله تعالى.. [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ] {آل عمران:85} وقوله عليه الصلاة والسلام .. ( والله الذى إله إلا هو لو كان موسي حيا لما وسعه إلا أن يتبعنى ) وهو دليل قطعى أن قيام الإسلام يعنى سقوط الملل السابقة عليه واشتمال الإسلام عليها وأن موسي عليه السلام نفسه أو غيره من الأنبياء لو طال بهم العمر وأدركوا بعثة محمد عليه السلام لما كان جائزا لهم إلا أن يؤمنوا بالإسلام ويتبعوا رسوله عليه الصلاة والسلام .. وهذا هو سبب تسمية النصاري واليهود بأهل الكتاب أو أهل الذمة , حيث انتهى مسمى المسيحية واليهودية انتهاء مبرما بقدوم الإسلام ثانيا : ثانى أوجه الخلط التى وقع فيها الإبراشي وثانى نقاط سوء النية أنه خلط عامدا بين الكفر الإعتقادى الذى أثبته الله عز وجل وبين حكم التكفير , فبيّن للناس وأوحى إليهم أن تكفير الإسلام للنصاري معناه قتالهم وقتلهم واضطهادهم , وجعل كل تلك المعانى مربوطة بمعنى التكفير !! وهذا كله ليس من الإسلام فى شيئ فكفر أهل الملل الأخرى ليس معناه إطلاقا ظلمهم بل حتى الكفار الملحدون والمجوس لا يجوز قتالهم أو ظلمهم أو نهبهم ما داموا مسالمين متعايشين فى أرض الإسلام والإعتداء عليهم إثم عظيم توعد النبي عليه الصلاة والسلام فاعله بأشد العذاب .. وفى القرآن الكريم أمرنا الله تعالى بإجارة الكافر المطلق إذا استجار بنا وذلك فى قوله تعالى .. [وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ] {التوبة:6} وسماحة الإسلام ليس معناها إطلاقا إنكار كفر النصاري ! , كما أن كفرهم ليس معناه الإعتداء عليهم بل سماهم النبي عليه الصلاة والسلام أهل الذمة أى لهم ذمة ( عقد أمان ) من المسلمين للنصاري فى حرية عبادتهم وشرائعهم وأن إقامتهم فى دار الإسلام محمية بالمسلمين كواجب عليهم وأن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وهو ما أوصي به الله ورسوله فى قوله تعالى .. [لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ] {الممتحنة:8} ثالثا : لتدركوا أن هذه الأقوال وأشباهها القصد المقصود منها هو تشويه صورة الإسلام بالذات وعن عمد , تأملوا كيف يقيم العلمانيون الدنيا ولا يقعدوها على المسلمين ويتهمون الإسلام بما هو منه براء وفى نفس الوقت لا ينبسون بحرف واحد تجاه الإرهاب الفكرى والمادى الذى مارسه النصاري ضد المسلمين فى الأندلس قديما , وحديثا ما فعلته ميلشيات الصرب فى مسلمى البوسنة , وأيضا ما يعتقد به النصاري اعتقادا عمليا بكفر المسلمين باعتبارهم لا يؤمنون بألوهية المسيح ! رغم أننا كمسلمين نعترف بنبوة عيسي وموسي عليهما السلام ونعتبر الإيمان بهما جزء لا يتجزء عن الإيمان بالنبي عليه السلام , فى الوقت الذى ينكر فيه النصاري نبوة محمد عليه السلام ويتهمونه بالكذب والدجل ولا يعترفون بالعهود والمواثيق ولم يردوا حتى جميل المعروف الذى نفذه لهم النبي عليه الصلاة إلى النصاري وعهد عمر بن الخطاب فيما بعد .. فلماذا لا يتذكر أو يذكر وائل الإبراشي وأمثاله حرفا عن تكفير النصاري لنا ويدندن فقط بتكفير المسلمين للنصاري , هذا مع ملاحظة الفارق الشاسع بين مسلك المسلمين فى التعامل معهم ومسلكهم فى التعامل معنا ولماذا لا يتذكر التشويه العصبي للإسلام القائم ليل نهار فى السياسة الغربية والإعلام الغربي والمقترن بالحرب على المسلمين فى بلادهم وفى الغرب واضطهادهم فى شعائرهم ومناسكهم ووصمهم بالإرهاب !! رابعا : القائل بعدم كفر النصاري الإعتقادى وبأن دينهم الذي يدينون به هو دين محرف تكذيب مباشر ـ والعياذ بالله ـ للقرآن الكريم الذى صرحت آياته بكفر أهل الكتاب وإختلافهم على دين الإسلام بعد نزول الرسالة المحمدية , ومن ذلك قوله عز وجل .. [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ] {البقرة:120} وقوله تعالى .. [وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ] {التوبة:30} أما قول القائل بأن تلك الآيات تخص فريقا واحدا من فرق النصاري فهذه الآية كافية لتبين له قوله , وفيها شمول الكفر لكافة أهل الكتاب لسبب بسيط أنهم كذبوا بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام , [وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ] {البقرة:145} والخلط المتعمد هنا نوضحه بأن الكفر شامل لكافة الملل التى لا تعترف بالإسلام وإن كان كل الكفار ليسوا سواء فى الأحكام الخاصة بهم فهناك الكفار الملاحدة والوثنيين وهؤلاء لا يجوز الزواج منهم ولا يجوز الطعام عندهم , وهناك أهل الكتاب ممن يجوز الزواج بهم والأكل عندهم وإن كان لا ينفي هذا عنهم صفة الشرك لقولهم بألوهية عيسي عليه السلام وإنكارهم لبعثة محمد عليه الصلاة والسلام وهو العامل المشترك بين كافة أهل الكتاب ولهذا كانوا كارفين كما قال الله عز وجل .. [يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا] {النساء:171} وقوله عز وجل .. [وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ] {المائدة:116} والآية صريحة فى نزولها على عموم النصاري بقوله عز وجل ( أأنت قلت للناس ... ) فلم يستثن من النصاري طائفة أو جماعة .. وأقولها صريحة أن قائل هذا الكلام لا يمكن أن يكون مر بعينيه على كتاب الله عز وجل طيلة عمره , فالآيات المستفيضة الصريحة القطعية الدلالة والثبوت لا تحتاج معها شرحا ولا إيضاحا فى كفر كل من أنكر نبوة محمد عليه السلام أو قال بألوهية أحد من البشر فتخصيص أهل الكتاب بهذا الوصف لا يعنى عدم إشراكهم بالله تعالى فقد نعتهم الله صراحة بالشرك والضلال المبين بالقرآن الكريم فى مواضع عدة أولهما نهايات سورة الفاتحة واعتبرهم من أهل النار مثل قوله تعالى .. [وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] {البقرة:111} خامسا : لو عرضنا الأمر على العقل وحده , لعرفنا مدى حماقة الإبراشي , فإذا من المعروف عقلا ونقلا أن المسلم الموحد ـ ناطق الشهادتين ـ يكفر إذا أنكر فرضا من الفروض أو شريعة من شرائع الإسلام كأن ينكر الصلاة أو الزكاة أو يتوقف عن الصلاة عامدا , فهذا بإجماع أهل العلم كافر حتى يعود عن فعله هذا , فإذا كان هذا حال المسلم الموحد غير المصلي فما بالك بالنصاري الذين لا ينكرون فقط الفروض والشريعة بل ينكرون النبي الذى بلغهما ؟! وتتبقي أخيرا ما التبس على البعض من الآية الكريمة .. [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ(82) فليس فى الآية السابقة أى دلالة لإيمان النصاري والقائل بهذا لا يقل حماقة عن سابقيه ذلك أن الآية الكريمة تتحدث عن النصاري الذين أمنوا وصدقوا بمحمد عليه الصلاة والسلام , وهؤلاء كانوا أكثر عددا من مسلمى اليهود وأهل الشرك , والآية عقدت مقارنة بين أعداد المسشلمين من هذه الفئات لكنها لم تقر طبعا بإيمان النصاري أو فرقة منهم وإلا لما وردت عشرات الآيات الأخرى التى أعطينا المثل بها وهى تجزم بضلال النصاري والدليل القاطع على أن الآية السابقة تتحدث عمن أسلم من النصاري هو بقية الآيات الواردة فى السياق والتى لم يكملها القارئ الذى التبس عليه الأمر , حيث تكمل الآيات فتقول .., { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ القَوْمِ الصَّالِحِينَ(84) فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ(85) ]. {المائدة}. فالآية صريحة فى أن هؤلاء سمعوا وأدركوا الحق فآمنوا به وبأنه منزل من عند الله فجزاهم الله الجنة .. الهوامش [1]ـ راجع للكاتب موضوعا تحت نفس العنوان ( نبيل فاروق رجل مهمته بناء الإنتماء ) ضمن كتاب شخصيات مصرية أسرت النبوغ ـ شبكة العز الثقافية |
ونعود لمقال د. نبيل فاروق والذى يبدو أنه بعد السنوات الطويلة من الدفاع عن العروبة وحضارة العرب يعانى الآن مما يسميه علماء الإجتماع ( صدمة الغرب ) وهو المرض النفسي الذى كان يهاجم أبناء أوربا الشرقية الخاضعة للإتحاد السوفياتى عندما كانوا يهاجرون أو يسافرون إلى دول غرب أوربا أو الولايات المتحدة الأمريكية فيقعون فريسة لفخ احتقار الذات .. فنرد عليه من خلال الآتى : أولا : حمل الدكتور نبيل فاروق حملة شعواء على ما سماه تكفيرنا للغرب وفى نفس الوقت قام بالإشادة به وبتقدمه العلمى .. إلخ , دون أن يخبرنا ما هى علاقة دين الغرب المحرف سواء كانوا من النصاري أو من الملحدين منكرى وجود الله تعالى , ما علاقة هذا بتقدمهم العلمى ؟! ومنذ متى كان التقدم العلمى والتقنى والحضاري دليلا على التدين أو اتباع الدين الصحيح .. وهل يكون مدح التقدم العلمى بإطلاق وصف الإيمان ؟! أم بإطلاق وصف التقدم ؟! ولو كان هذا واقعا أو منطقيا ماذا نقول فى الإمبراطورية الرومانية التى تدينت بالنصرانية المحرفة واعتبرت المسيح ابن الإله بناء على دعوة بولس الرسول , وكانت واحدة من أعظم إمبراطوريات الدنيا فى عهدها واستمرت لآلاف الأعوام , فهل كانت الإمبراطورية الرومانية مؤمنة وليست كافرة نتيجة لتقدمها العلمى ؟! وماذا نقول فى الإمبراطورية الفارسية المجوسية ـ عبدة النار ـ التى كانت ثانى اثنين فى إمبراطوريات العالم وكانت تقتسم الدنيا مع الرومان ؟! فهل كانت بتقدمها المادى والعلمى مؤمنة وليست كافرة ؟! لو كانت كذلك فلماذا نعتهم الله تعالى بالكفر وأمر نبيه بقتالهم فقاتلهم وحرر الأرض منهم واعتبر دخول أراضيهم فتحا ونصرا مبينا ؟! ثانيا : لو كان التقدم العلمى له علاقة بوصف الكفر , فلماذا قاتل المسلمون الأمم الأخرى ممن هم أكثر تقدما منهم بمراحل حيث كانت بينزطة وفارس فى بداية عهد الدولة الإسلامية دولا عظمى وممالك ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ , وكان العرب المسلمون أهل رعى وأهل بداوة وليس عندهم مقدار ذرة من التقدم العلمى , ومع ذلك كان المسلمون جازمين بكفر هؤلاء وحاربهم لأجل ذلك دون أن ينهاهم أحد بحجة أن الغرب لا يستحق وصف الكفر باعتباره أكثر تقدما علميا منا ؟! ولم يخرج عليهم أحد ـ كالدكتور نبيل فاروق ـ ليقول لهم أنكم معقدون نفسيا وبدلا من أن تشغلوا أنفسكم بوصف الغرب بالكفر حاولوا تقليده فى تقدمه العلمى !!! ثالثا : ما هذا الميزان المختل الذى اعتمده د. نبيل فاروق للمقارنة بين الأمتين العربية والغربية , فكيف يمكن أن أقارن بين الأمتين بمعيارين مختلفين, فأعتمد معيار الدين للعرب وأعتمد معيار التقدم للغرب ؟! أى ميزان هذا الذى يسمح بهذا المنطق المقلوب , ولماذا لم يقارن د. نبيل فاروق بين الأمتين بمقياس واحد وساعتها لم يكن أحد ليعترض عليه أو يتهمه بشيئ إذا قارن بين الأمتين فى التقدم العلمى فيقول ويتغنى بتقدم الغرب علميا كيفما شاء ولم يكن أحد لينكر هذا عليه , فيسميه متقدما أو متطورا أو عبقريا .. كما يشاء ويبتعد عن وصف الإيمان وإنكار وصف الكفر ! وإذا أراد المقارنة فى الدين فكان ينبغي أن يجعل المقياس واحدا أيضا فتكون كفة العرب هى الراجحة بالإسلام وكفة الغرب هى الساقطة بالكهنوت .. أما أن أقارن لصالح الغرب بمقياسين مختلفين فهذا هو لخلط الذى لا يتأتى لقارئ فضلا على مثقف .. رابعا : زاد د. نبيل فاروق جدا فى المدح والمديح للحضارة العربية وهو يتناول منها شقا واحدا فقط وهو الشق المادى البحث الذى لا يمكن أن يبنى حضارة بمفرده , فليس على التقدم العلمى وحده تبنى الشعوب بل إن التقدم العلمى واحد من العناصر التى يقوم عليها بناء الحضارة إلى جانب الفقه والفكر والفلسفة والغرب عندما يتفاخر بحضارته القديمة اليوم لا يتفاخر بالأبنية والآلات بل يتفاخر بفلسفة أفلاطون وأرسطو , لأن الفكر هو المقياس الأبقي للخلود فى التاريخ بينما التقدم العلمى يعمل على رفاهية الشعوب وجعل حياتهم اليومية أكثر سهولة ليتمكنوا من بناء الحضارة التى لا تسقط بالزمن فى الفكر والآداب والفنون .. وفى هذا الشأن بالذات لم نجد د. نبيل فاروق يتفوه بحرف واحد , ولم يذكر مزية واحدة للحضارة العربية التى ظل الغرب ينهل منها حتى يومنا هذا , لدرجة أن التراث العربي به من المتخصصين الغربيين الدارسين له فى جامعاتهم أضعاف أضعاف المتخصصين فى العرب أنفسهم , وهى المسألة التى تحتاج من كل مفكر أن ينبه لها حتى نعرف تاريخنا الذى ضيعناه وفكرنا الذى ورثناه وتركناه للغرب .. هذا الفكر الإسلامى الخالص الذى أسس لنا قيما وأخلاقا يفتقدها الغرب الآن وتهدد تقدمه بالإنهيار , هذه المبادئ التى طالما حاول نبيل فاروق فى السابق أن يوجه الشباب إليها ويحثهم على التمسك بها باعتبارها معيار الأخلاق الحقيقي فى مواجهة الغزو الفكرى الغربي ؟! فما الذى غيّرك يا د. نبيل ؟! خامسا : فى التقدم العلمى نفسه لم يعترف د. نبيل فاروق بما اعترف به الغرب نفسه ! , ولم يذكر حرفا عن أساسيات العلوم الحديثة فى كافة مجالات الطب والفيزياء والكيمياء وغيرها والتى تعتبر مكتشفات عربية خالصة أبدعتها ذائقة علماء العرب عبر القرون وصارت عنوانا للحضارة نقلت منها سائر شعوب الدنيا واعترفوا بالفضل لأصحابها دون أدنى تعقيدات , وعلى من أراد الزيادة الرجوع لكتاب ( شمس العرب تشرق على الغرب ) ومؤلفته غربية وليست عربية وهى الباحثة زيجريد هونكه وعليه فالتبادل المعرفي والثقافي بين الشعوب إذا أردنا قياسه يجب أن يكون القياس فى مجمل التقدم فى كافة العصور لا أن نقارن ذلك بمراحل زمنية معينة فى محاولة لانتقاص هذا أو ذاك .. سادسا : سنفترض حسن النية فى ما كتبه د. نبيل فاروق حول نقد غياب الهمة عنا , فهل يكون إحياء الهمم وتوجيه الشباب عن طريق اتهامهم بعقدة النقص , وأنهم لا يساوون شيئا أمام حضارة الغرب ؟! وهل يكون هذا بامتداح الغرب على طول الخط لندس السم فى العسل فبدلا من أن نقتفي أثر الغرب علميا فقط باعتباره الجانب الحسن نقتفي هذا الأثر علميا وسلوكا لنحتقر قيمنا التى أسسها لنا الإسلام وكانت سببا فى مشاعل النور التى أسستها حضارة الإسلام ؟! إن من يريد أن يدفع الهمة لقلوب الشباب يا د. نبيل إنما يسلك مسلكك الأول , فيعتنى بتاريخه حتى يبنى مستقبله , ويقدم نماذج التاريخ الإسلامى والعربي لشبابه بدلا من أن يقدم لهم النماذج الغربية كما لو كانت النموذج الأمثل الذى يحتذى !! وأخيرا وليس آخرا .. إن الغرب يا دكتور نبيل هو من أصابته العقدة النفسية وأصابه الحقد على الإسلام والعقيدة الإسلامية وهذا ما قرره القرآن الكريم .. وهو من بين لنا أن الغرب سيدفعنا بمحاولات حثيثة لسلخنا عن هويتنا وحضارتنا واحتقار ذواتنا .. [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ] {البقرة:120} كذلك بيّن القرآن الكريم لنا أن أحقاد الغرب الصليبي لن تتوقف طمعا فى أن يردونا عن هذا الدين وهذه الحضارة .. يقول عز وجل .. [وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {البقرة:109} وهذا مارأيناه عيانا بيانا منذ فجر التاريخ الإسلامى سواء بالحروب الصليبية التى جاءت تترى من أوربا بهدف قتل الإسلام ورسالته , أو بالغزو الفكرى الذى بدأ منذ فجر التاريخ الإسلامى أيضا بحركات المستشرقين ,وهو النشاط والمصطلح الذى لم يقم المسلمون بالرد عليه بأسلوبهم , حيث تفنن علماء الغرب فى دراسة الفكر الإسلامى طمعا فى إيجاد الثغرات من داخل العقيدة الإسلامية وأنفقوا فى ذلك أربعة عشر قرنا من الجهد المتواصل فى البحث أفرز ملايين الشبهات التى دحرها علماء الإسلام دحرا ,, ولا زالت حركات الإستشراق قائمة حتى اليوم بالإستشراق الأمريكى المعاصر .. وفى العصر الحديث , حدث ولا حرج حيث احتلت أوربا بلاد الإسلام قرنين من الزمان ارتكبت فيهما من المجازر والمآسي ما يثقل ضمير الأمم , وفى القرن العشرين فتحت لنا أبواق عملائها من مفكري العلمانية والوجودية .. إلخ تلك الطلاسم التى لا هم لها إلا نبذ الإسلام وأهل الإسلام , والحرب هى حرب على الإسلام وحده وليست على الأديان كما يروج البعض فحتى الملحدون والعلمانيون لا تجد لهم عداوة للنصرانية واليهودية بل على العكس ها هى فرنسا مهد العلمانية لا يستطيع أى شخص فيها أن يتفوه بحرف ضد عقيدة اليهود وإلا اتهموه وفضحوه بحجة معاداة السامية .. بينما تعلن فرنسا الحرب على التقاليد الإسلامية بالذات وتعلن أنها ترفض عموم المظاهر الدينية ! , وكذلك الشيوعيون الملاحدة عندما قتاموا بحربهم على الدين لم يهدموا كنيسة أو معبدا يهوديا واحدا فى الإتحاد السوفياتى .. بل هدموا فقط المساجد ومزقوا المصاحف وقتلوا المسلمين وحدهم فى نفس الوقت الذى حظيت فيه النصرانية واليهودية بأسمى آيات التقديس !! فلسنا نحن الذين عادينا ولسنا نحن الذين أصابتنا عقدة النقص , بل أصابت هؤلاء الذين ادعوها حربا صليبية وجندوا إمكانيات أقوى جيوش العالم لسحق دول الإسلام وجندوا إعلام العالم لتشويه الإسلام وحده وإقرانه بالإرهاب متناسين أنهم أصل الإرهاب فى هذه الدنيا , وتاريخهم القذر وحاضرهم المشئوم تلعنه حتى ألسنة مواطنيهم ممن لم يحتمل ضميرهم تلك المجازر .. نسأل الله تعالى يا د. نبيل أن تراجع نفسك فيما كتبت , وتنفذ نصيحتك التى كررتها مرارا , وهى النقاش بهدوء والإقتناع إذا قامت الحجة وقام الدليل .. تلميذكم الفخور بكم دائما : محمد جاد الزغبي |
شكرا لك
ذهلت مثلك بما كتبه الدكتور نبيل !!
فمن تشرب كتاباته التي كان يبث فيها الانتماء الصادق والاعتزاز والفخر بعروبتنا وإنجازتنا وتاريخنا لا يصدق أن صاحب هذا الكلام هو نفسه صاحب السطور والمشكلة أنه في بداية المقال كتب : " أنا في هذه السلسلة من المقالات أتعامل بأسلوب علمي بحت , فأنا لا أقول عن الغرب كافر , ولا أجزم بانه ليس كذلك " .. ولا عزاء للأسلوب العلمي الذي يتحدث به الدكتور ,! لكن من ناحية رأيك أستاذنا في أن من يقول بمثل هذا الكلام لا يمكن أن يكون قرأ في المصحف أو مرت عليه الآيات الكريمة , الذي كان واضحا في مقالات الدكتور منذ معرفتي به وأنا في ثالث ابتدائي وحتى وعيي على محتوى تفكيره أن علمه بالشريعة ليس كاف لدرجة تسمح له بالمناقشة في مثل هذه قضايا وهو بنفسه ذكر ذلك في إحدى دراساته حول المرأة مشكلة صنعها الرجل ! لكن حتى لو أخذنا كلامه من الناحية التي كان ينادي بها دوما وهي العروبة فهو قد أصاب نفسه في تناقض عجيب جدا والمشكلة الكبيرة بالفعل في حجم الشريحة الهائلة التي تقتنع بفكره من الشباب , " هذه النقطة تتمثل فى أن البعض ـ تحت تأثير كراهيته للمتعصبين أو بعض المنتسبين للتيار السلفي ممن يتكلمون بغير علم ـ وجدوا أنفسهم فى مواجهة مع الإسلام بدلا من أن يكونوا فى مواجهة مع التعصب , وأصبحوا ينظرون إلى هؤلاء باعتبارهم محتكرى الإسلام والمعبرين عنه وأقوالهم حجة على الإسلام أيضا ! " لا شيء يثير ضيقي بالفعل أكثر من أن أرى كثيرا من الوجوه الإعلامية والشخصيات المرموقة وهي تتملص من أي انتماء للسلف أو المعايبة على مظاهره باعتباره فخرا لهم لعدم تعصبهم والتبرؤ من أي قيمة دينية بدعوى التفتح والتحرر وعدم التعقيد والتخلف .. واتساع أفق الفكر وهو المحك الذي كشف الفكر الحقيقي لكثير من المفكرين , ورأيت هذا واضح في مقال د. نبيل وهو يسخر من اللحية والجلباب وتقصيره بدعوى ان الكثير يتوقف عند المظاهر فقط دون الاهتمام بالباطن , لكنه نسي أيضا أنهما موجودين في الشريعة رغم اختلاف الفقهاء بحكمه . " ومنذ متى كان التقدم العلمى والتقنى والحضاري دليلا على التدين أو اتباع الدين الصحيح" احترت معك هنا أستاذنا , أليس الاسلام هو من بنى الحضارة الحديثة ؟! وكيف ننكر أن الالتزام بالدين سيحقق بالفعل تقدما كبيرا , وأذكر في ظل هذا حديثا بالمعنى عن رسول الله عليه الصلاة والسلام : " من أراد الدنيا فعليه بالقرآن , ومن أراد الأخرة فعليه بالقرآن , ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن " ولا يخفى عليك أستاذي أن الحضارة الاسلامية ما كانت لتكون بمثل هذا التقدم والرقي لولا تمسك المسلمين بدينهم والدليل على تراجعنا الآن قعود همتنا بنا عن التمسك بالتراث والفكر والتاريخي الذي كان سائدا في العصور الأولى ألم يقل رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام : " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها " فما رأيك ........ ؟! خالص شكري الجزيل لك على ردك الوافي المتسلسل المنطقي - والذي شفى غليلي بعد قراءة مقال الدكتور المؤسف |
[justify]
اقتباس:
المفروض أن تلميذة مجتهدة ومتابعة وتعرف من تتحدث إليه ؟! أين وجدتنى أتملص والعياذ بالله من السلفية والسلف !! ولو أنك تأملت العبارة لوجدتنى قلت نصا .. أن البعض فى معاداته للمتعصبين وبعض المنسوبين إلى السلف ممن يفتون بغير علم .. أى أننى حددت علامتين واضحتين لمن أتحدث عنهم وهما لا علاقة لهما بسلف وخلف , وهما المتعصبون وضربت لهم أمثلة من هؤلاء المنادين بحرق الكنائس ومن فيها , والجانب الثانى الذين يفتون بغير علم فأيهما فى نظرك لا يستحق البراءة منهما ؟! وإذا كنت أتملص من السلف فعلام كان الرد أصلا وهو أساسا للذود عن العقيدة كما تعلمناها من السلف .. اقتباس:
أنت من تحير نفسها ولو أنك تأملت ما قلت بشيئ من الروية لفهمت القصد ببساطة .. فقد قلت أن التقدم العلمى والتقنى ليس معيارا للكفر والإيمان .. فهل هناك شك فى هذه المقولة بحجة أن الإسلام بنى الحضارة !! المقولة الأولى تقرر واقعا وحقيقة دينية لا شك فيها وهى أن التقدم العلمى والذكاء والعبقرية ليست مقياسا فى الكفر والإيمان وإلا كانت اليابان اليوم أكثر الأمم إيمانا بالله بما أنها أكثر شعوب الأرض تقدما ! فهل يستقيم هذا القول ؟! ولو أخذنا بكلامك لكان كافة المسلمين اليوم كفارا باعتبار تخلفهم .. ! فهل يستقيم هذا القول ؟! ثم .. وهو الأهم كيف تعارضين د. نبيل فاروق وفى نفس الوقت تتبنين نفس وجهة نظره التى بنت العلاقة بين التقدم العلمى وبين الإيمان والكفر ؟! أما قولك إن الإسلام بنى الحضارة .. فهذا خلط بين نوعين من العلم والحضارة فالحضارة الإسلامية شقين .. شق معنى وهى العلوم التشريعية وهذه يؤسسها الإسلام وحده ولا يسقط بها المسلمون أبدا وستظل كذلك إلى يوم الدين باستمرار العلماء الذين بشر الله بهم على لسان نبيه عليه السلام .. والشق الثانى وهو التقدم التقنى والمادى وهذا لا زلت أكرر وأقول ليس له علاقة بالإسلام والكفر فهو مجال علم لمن يستعمله ويجيد فيه سيري نتيجة ويتقدم فيه مهما كان كفره ومن يكسل سيتخلف عنه ولو كان أكثر اهل الأرض إيمانا .. لأن هذا الأمر مرهون بالأسباب وقد جعل الله للحياة أسبابا من أخذ بها نالها ومن تأخر عنها تأخرت عنه والحضارة الإسلامية بشقيها الفكرى والمادى تقدمت وتأصلت عندما قرن المسلمون القول بالعمل فى كل المجالات .. والإسلام له الفضل فى الحضارة الإسلامية بشقها الفكرى والفقهى أما فى شأنها العلمى فهو عامل مساعد إلى جانب الأسباب التى خلقها الله مقياسا للعلم التجريبي فلا تخلطى بين الأمرين .. تتبقي نقطة هامة يجدر الإشارة إليها .. وهى أن العلم التجريبي به فروع ـ بعض الفروع وليس كله ـ تعتمد على الإسلام كفكر أساسا للتقدم التقنى وأعنى بها التاريخ الجيولوجى وبعض علوم الطب والطبيعة وغيرها مما أفاء الله به على رسوله عليه الصلاة والسلام فبين لنا حقائقها التى ظلت سرا مغلقا حتى تقدم المسلمون فى العلم التجريبي فأدركوا أسرارها بينما لم يكونوا على علم بها فى عصر النبوة وعصر الراشدين عندما كان تقدمهم التقنى غير مؤهل لاكتشاف ذلك [/justify] |
* لست من المثقفين ولكنني أرى وبكل بساطة أن من يكفر الغرب أو يطعن في قيمه عليه أن يعيش عيشة الكهف ويرينا ما هو فاعل .. إذ لا شك أنك تتفق معي في أنه لا حضارة بلا قيم وكذا من قبيل نكران الجميل أن لا نعترف بالفضل لأهله .. فهؤلاء الذين يكفرهم بعضنا هم الذين قدموا لنا الحضارة التي نعيش في كنفها ونقوم بإنتقادهم من خلالها !! .. مارأيكم ؟ .. تقديري .. مودتي .
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا الأخ الفاضل محمد .. تقول : اقتباس:
تقول أنك لست من المثقفين ثم تتبعه مباشرة بقولك ( ولكنى أرى ... ) فكيف يستقيم هذا وذاك .. الرؤية معناها التبصر بدقائق الموضوع الذى نناقشه ودواخله وهى بالطبع لا تتوافر لغير المثقفين .. أليس كذلك ؟ تقول .. اقتباس:
والآن أجبنى ما هى علاقة التقدم الحضاري أو التقنى بالتكفير أو الكفر الإعتقادى .. ثم إنك تنكر على من يقول بكفر ـ وليس بتكفير ـ الغرب وكأن ليس هذا من أساسيات الدين الإسلامى التى نتلقاها أطفالا فى الكهوف الإسلامية .. أعنى الكتاتيب الإسلامية .. فهل تراك تنكر ما قرره القرآن والسنة فى هذه المسألة ؟! ثم تأتى الكارثة وتقول أن البعض منا يكفر الغرب !! وكأنها ليست عقيدة , وكأن كفر غير المسلمين هو أمر نفعله نحن !! فهل نحن من نكفر غير المسلمين أم هو القرآن والرسالة يا سمىّ النبي عليه الصلاة والسلام ؟! المشكلة أن قولك هذا وهو معدوم الدليل ومقرون بالخلط الشديد بين أمرين كلاهما له طريق وهو التقدم التقنى والعقيدة , هو أمر تم إفراد الموضوع السابق بأكمله للرد عليه ! فكان ينبغي أولا أن تقرأ الموضوع قبل أن تتصدى لنقد حقيقة هى كل محتوى الرد السابق وليست مجرد فقرة فيه أو فصلا يمكن ألا ينتبه إليه القارئ ! وها هى إحدى أكبر الفقرات التى تم الرد فيها على قولك .. اقتباس:
أما الطريف بصراحة فهو قولك : اقتباس:
ولم تخبرنا يا ترى ما هو رد الجميل الذى قدمه الغرب للحضارة الإسلامية التى لواء الحضارة طيلة عشر قرون من الزمان ؟! أولست أنت القائل أن الأخلاق تستدعى الإعتراف بالجميل فى التبادل الحضاري فماذا كان رد فعل الغرب وهو يرزخ فى عصور الظلام الأوربية وكانت حضارة الإسلامية هى الشمس الهادية للعالم أجمع فى نفس مجال التقدم التقنى ؟! هل آمنوا به أم حاربوه ؟! هل كفلوا حتى حرية العقيدة أم أقاموا محاكم التفتيش ؟! هل تركوا المسلمين فى أرضهم أم ارتكبوا مجازر التطهير العرقي بحق أجيال كاملة استمرت منذ الحملات الصليبية حتى مجازر الصرب والبلقان فى العصر الحديث ؟! أخبرنا لو تكرمت ... وفى النهاية .. ما هكذا يتم حساب القيمة الحضارية .. وإنما بالأخلاق فهل ترى للحضارة الغربية أو التقدم الغربي نصيبا من الأخلاق من أى نوع ؟! ولست أدرى ماذا سيخرج علينا من أفكار فى هذا الزمان والله .. أرجو ألا يتم احتساب العشرة المبشرين بالجنة من الغرب اعترافا منا بالجميل أيضا !! دمتم بخير |
* سيدي الفاضل .. إن هي سوى مجرد وجهة نظر صغيرة .. وقد تكون فجّة من جميع النواحي .. قاربي صغير ولا يمكنه الخوض أبدا في بحر فكركم الطامي .. أعترف .. لن أتمكن أبدا من مجاراتك في أطروحاتك الكبيرة .. أصفح عن تطفلي على موضوع لا أعتقد أنني صدقا أفهم به الكثير .. قد أردت فقط المشاركة وآمل ألا أكون قد تسرعت بذلك .. كل عام وأسرتك الكريمة بخير .. تقديري .. مودتي .
|
اعتذر لك اعتذارا لا يقبل التاويل على شدة لهجتى ...
فلم افهم انك أردت إثراء النقاش وحسب وليس معنى هذا انك توافق نبيل فاروق على وجهة نظره الشاذة فى امر لا يمكن أن يحتمل وجهات نظر باعتباره من ثوابت العقيدة والرسالة اقبل عذرى .. واعذر شدتى فهى والله فى الله ولله وأحد عيوبي التى فشلت فى علاجها هى غيرتى الشديدة على الثوابت والتى تدفعنى للهجوم وعدم التروى حال وجود أى اعتداء عليها وينبغي للمرء أن يميز بين من يعتدى عامدا وبين من أتى بمخالفة تحت تاثير شبهة لا اكثر .. تقبل مدوتى |
* محمد جاد الزغبي .. لم تكن من جهتك شديدا بأي وجه .. إن هي سوى الغيرة على تبيان الحقيقة .. ومن جهتي أحترم كثيرا ثقافتك الموسوعية وجديتك بتناول الموضوعات ذات الحساسية الخاصة .. تشرفت كثيرا بإهتمامك بما طرحت .. أتابع بإهتمام بالغ ما تقوم بعرضه هنا من جهود ثرية .. وآمل أن لا أكون قد أثرت استيائك مني بأي وجه كان .. طبت .. وطاب المنتدى بالجادين من الأعضاء الحريصين على تقديم غاية جهدهم من الفائدة .. تقديري العالي .. مودتي .
|
بارك الله فيك أستاذ محمد ,,
والشرف لى أخى الكريم .. شكرا جزيلا لتقديرك |
لقد هالني ما قرات من الردود على الموضوع .. والغريب في الامر ان بعض المثقفين او أنصاف المثقفين لا يفرق بين حضارة الطين وحضارة العقول ، ولا يعرف كيف يربط بين كفر الغرب الذي نص عليه محكم القرآن وبين حضارته المادية ، بل لا توجد اي علاقة بين النص بكفر الغرب وبين منع الاستفادة مما هم عليه من تطور مادي ، هناك خلط لدى بعض القوم وللاسف الشديد يتصدرون مجالس القوم ويعدون في العلية منهم ، ومع ذلك ما زال يخلط ذلك الخلط بين مفهومين سبق وان لقي جدلا في اوساط المثقفين من الزمن الماضي تزعم الامر فيه رجلين من اكثر الناس الماما بهذا الموضوع الشهيد سيد قطب رحمة الله عليه ، والمرحوم المفكر الجزائري مالك بن نبي ، فسيد قطب استطاع ان يضع يده على طرف الخيط الاول الذي شد انتبا كثير من المثقفين ورجال الفكر من امثال بن نبي ، الذين لم يرو في الغرب الا حضارته المادية ، والتي اعتبرها سيد رحمة الله عليه حضارة طين وماء وليست اكثرمن ذلك ..! وتلك هي حقيقته ، تلك الحضارة التي لم تمنع ربعي بن عامر رضوان الله عليه ، ان يدوسها بكلتا قديمه في عزة وانفة واباء ليعلنها صريحة جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله رب العباد ومن ضيق الدينا الى سعة الدينا ولآخرة ، ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ، تلك هي الحقيقة التي لا يريد لها بعض اشباه المثقفين ان تكون هي السائدة ، لانهم يمثلون عقيدة رغيف الخبز لا عقيدة الاسلام الصحيحة فعن اي كهف يتحدث هؤلاء والذي يريدون ان نرجع اليه ، ؟ ان شر هؤلاء وامثالهم على الامة لاشد من شر الكفار كفرا اصليا بل مقارعة هذا الصنف باللسان والسنان اولى من جهاد الكفار وقتالهم .. |
أخى الفاضل سراي على ..
شد الله أزرك بهذه الكلمات التى نتوق لمثلها من شباب المسلمين .. أحسنت بارك الله فيك اقتباس:
وعلينا نحن اللسان والقلم وهما بإذن الله سلاحان ماضيان فى وجه هؤلاء المبطلين .. |
الفاضل زغبي ..سلام ..
أولا أنت كاتب متمرس في الفكر الديني ..ولا يجب أن يفوتك أن من أدبيات أستبيان الخطأ أن تأتي بمعاني تلك الأخطاء .. وهنا أنت تتحدث عن الكفر ..وقرأت كتاباتك الطويلة ..وبالرغم من القدره على الإختصار لكنك تفضل الإسهال الكتابي وليس الإسهاب ..فهناك فارق عظيم بينهما ..ولا أراك الثاني .. فأنت تكتب بشكل مطول ..وزبدة الموضوع أن يضيع أصل الموضوع كما ضاع هنا .. فلم أرى لك تفنيذا لمفردة الكفر في اللغة كي تكون نقطة أنطلاق للجزم بالتحريم أو التحليل .. والطامة الكبرى أن يطعم حديثك الطويل هذا دون داعي ..فتستند على أحاديث ضعيفه ..وهذا لا يليق بمن يدعي لنفسه العالم ..فيكفينا صورتك وأنت غارق في بحر الكتب .. تأتي بحديث ..( والله الذى إله إلا هو لو كان موسي حيا لما وسعه إلا أن يتبعنى ) حديث ضعيف حسنه البقيهي وأحمد .. ثم الطامة الأعظم هي عدم ورود آيه الكفر بين ما سفسطه من آيات لا داعي لها هنا .. فلم يذكر بآية واحده مفردة كفر ..والشرك غير الكفر .. وهنا سأورد الآية التي يتذرع بها التكفيريون ..مستغلين جهل العوام من الناس ..بسفسطة لا داعي لها في كثير الحال .. والآية هي : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ).. وبالطبع لا يجوز لنا أقتصاص الآيات بل تؤخذ كامله ..وعلى هذا الوجه نجد هنا أكمالا للآيه أن الله قال أن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ..كفروا منهم ..هنا يخص الله فئة منهم كفرت ..ولم يكن الأمر عاما .. ثم تأتي لتدعي اللطف والمحبة والسلام ..فتقول أن قتال المسيحيين أو الكفار غير جائز !! يارجل هل تناقض نفسك ؟ أو تتقول على الله ؟ والله القائل في منزل كتابه ..يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم . ألم تحكم عليهم بالكفر ؟ فلما نفيت عنهم القتل ؟ أليسم كفارا يستحقون السحق والطمس بأمر الله ؟ ودي ومحبتي للجميع .. |
وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون [ ص: 73 ]
وقال الذين لا يعلمون مثل قولهم !!! سبحان الله .. فالله هو من له الحق فقط في الفصل بيننا ...وليس البشر ..فهذا تطاول على وظائف الله وتعدي لا يليق .. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. القراء الكرام .. ليست المشكلة ــ بعصرنا الحاضر ــ فى الجهل والجهالة , بقدر ما هى فى التبجح بالجهل ! فعهدنا بمن لا يعلم أن يخطو على استحياء حتى يتعلم أما أن يناطح لمجرد المناطحة أو بغاية الشهرة فهذا هو ما نراه فى المخالفات الصريحة التى نراها كل يوم بوسائل الإعلام وآخرها بما خرج علينا به د. نبيل فاروق أو غيره طعنا فى الثوابت وتسميتها بغير مسمياتها .. وهم يفتون بلا علم وبخفة عقل ليس مثيل فإذا رد عليهم راد كانوا هم أول موجهى الإتهام له بالحديث بلا علم !! وصدق من قال : لكل داء دواء يستطب به ×× إلا الحماقة أعيت من يداويها .. فأولا : نرى من يدخل فى الخلاف اللفظى لكلمة الكفر كما لو أن الحكم الشرعي لها يختلف عن الشرك أو الإلحاد !! وإذا كان هناك من يطالب بتبيان كلمة الكفر التى تتضح بمعانيها لأقل الناس علما فليس معنى هذا إلا عبادة الخلاف والإختلاف مع الأسف الشديد .. وإلا ما معنى الوقوف على المعنى وتفسيره رغم أن الحكم واحد على كافة أنواع الكفر ومن فروعه الشرك بالله والإلحاد , !! والكفر لغة : هى تغطية الشيئ وإنكاره .. وإصطلاحا يعنى ثلاثة أنواع الجحود ثم الإنكار ثم الإشراك .. وحكم الثلاثة واحد وتسمى كل هذه الأنواع كفرا على وجه العموم من هذا المنطق .. ثانيا : أما حديث ( ووالله لو كان موسي حيا لما وسعه إلا أن يتبعنى ) والإحتجاج بأنه حديث ضعيف , فهذا ضرب آخر من ضروب الجهل , فالحديث صحيح ـ ليس صحيحا فقط بل على شرط مسلم أيضا ــ كما هو عند بن كثير , وقد صححة أيضا بن طولون الصالحى , وحسن كما هو عند الألبانى والعسقلانى فى مقدمة الفتح , ولا يوجد محدث واحد حكم عليه بالضعف , ولوجود مجالد الشعبي بين رواته نزلت درجة الحديث عند العسقلانى والألبانى من الصحيح إلى الحسن ولم تقترب البتة من الضعف , وأقل طالب فى علم الحديث يعلم أن الصحيح والحسن هى من مراتب الإحتجاج بالأحاديث هذا فضلا على دقة معناه ومحتواه بكل تأكيد .. ثالثا : العمى الحيسي الذى يصيب البعض فلا يبصر أوصاف الشرك والكفر معا جنبا إلى جنب فى الآيات الواردة نصا فى المقال وهى فى صدر الرد !! وليت أن الأمر اقتصر على العمى بل تعداه إلى الإختراع فى الدين بجهالة منقطعة النظير حيث فرق القائل بين حكم الشرك والكفر !! ولست أدرى فى أى دين وجد هذا الكلام !! وحتى فى هذا المقام فإن آيات الكفر لصيقة باليهود والنصاري جنبا إلى جنب مع المشركين والملحدين وغيرهم من أهلل الزائغة ومنها ما ورد بصدر المقال ننقله كما هو .. [وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {البقرة:109} [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ] {البقرة:120} وقوله تعالى .. [وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ] {التوبة:30} أما قول القائل بأن تلك الآيات تخص فريقا واحدا من فرق النصاري فهذه الآية كافية لتبين له قوله , وفيها شمول الكفر لكافة أهل الكتاب لسبب بسيط أنهم كذبوا بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام , [وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ] {البقرة:145} [يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا] {النساء:171} وقوله عز وجل .. [وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ] {المائدة:116} والآية صريحة فى نزولها على عموم النصاري بقوله عز وجل ( أأنت قلت للناس ... ) فلم يستثن من النصاري طائفة أو جماعة لو كان النصاري مؤمنين فلماذا باهلهم النبي عليه الصلاة والسلام فى واقعة المباهلة الشهيرة التى أتى فيها نصاري نجران وجادلوا فى عيسي عليه السلام وقالوا قولتهم بأنه إبن الإله فناقشهم النبي عليه الصلاة والسلام ودعاهم للمباهلة وهى المفاصلة بأن يبتلهوا إلى الله عز وجل أن ينزل لعنته وغضبه على الكاذب منهم .. فرفض وفد النصاري المباهلة وأصروا على الإستكبار وفروا هاربين ؟! ( راجع السيرة النبوية فى أى مرجع من مراجعها ) وهى الحادثة التى حكاها القرآن الكريم بقوله عز وجل .. [فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ] {آل عمران:61} ثم الحديث الصريح فى صحيح مسلم الذى يقطع بكفر اليهود والنصاري القائل فيما معناه .. ( والله لا يسمع بي يهودى أو نصرانى فلا يؤمن بالذى جئت به إلا أدخله الله النار ) رابعا : أما الإحتجاج بآية [لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ] {المائدة:73} فلفظ منهم الوارد فى الآية لم يرد للتبعيض ولست أدرى فى أى تفسير وأى كتاب ومن أى عالم استقي القائل قوله هذا ؟! ويعيب القائل على غيره بعد ذلك التقول على الله ولا يستحى أن يفتى فى القرآن بغير علم فينسب الموصول إلى التبعيض وهى للإيضاح .. تماما كما ورد فى قوله تعالى عن الصحابة ( وعد الله الذين آمنوا منهم .... الآية ) وهى شاملة لكل الصحابة توضيحا لهم بأنهم جميعا من الذين آمنوا .. لا كما يقول جاهل آخر أن من هنا للتبعيض فينفي الإيمان عن بعض الصحابة ويثبته لغيرهم بينما الآية نزلت فى بدايتها ونهياتها شاملة لجيل الصحابة كله .. وذلك فى قوله تعالى ( محمد والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ... الآية ) هذا بالإضافة للطامة الكبري .. إذ لو كان المقصود من كلمة منهم هنا التبعيض فسيكون معنى الآية أن الذين قالوا بأن الله ثالث ثلاثة منهم من كفر ومنهم من آمن !! ويكفي هذا فسادا فى القول والإستدلال خامسا : أما القول بأن كل كافر يجب قتله وإيذاؤه !! ونسبة هذا إلى الإسلام فهو لا يعدو كونه جهلا وتجهيلا بلغ مداه حتى بالمبادئ الدينية الصريحة الواردة فى القرآن الكريم .. والجهاد ضد الكفار إنما يكون ضد الكفار المحاربين لا المسالمين , وهؤلاء المسالمين هم من حض الإسلام على معاملتهم بالحسنى ــ كما أوضحنا بالآيات الكريمات فى قلب المقال ــ ومنها .. [وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ] {التوبة:6} وقوله تعالى : [لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ] {الممتحنة:8} ثم قال موضحا ومبينا الفارق بين الكفار المحاربين وغير المحاربين .. [إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ] {الممتحنة:9} والله المستعان |
قرص عسل ؟!!
ليس شيء يثير فيّ الإعجاب أكثر من الإنصاف ولا شيء يثير الغيظ أكثر من إدعائه ! يحرصون على التزام غيرهم بالأدبيات والمنهج المخطط له وينتقدون لمجرد نقد تفرغ حقيقته عن معناه , ويتضح هدف التهجم به .. التهجم فقط اقتباس:
فما بال أدبيات الحوار الهادف تنخسف فتحط من مستوى الحوار ! اقتباس:
فما بال هذه الدعوى معرّاة من أي إثبات لها تقوم به ؟! اقتباس:
ولا تحل في ركاكة استدلال لا محل له في أي وجه من وجوده الاعتراض على الحديث الشريف الذي أُثبت لنا أنه صحيح وحسّنه بعض العلماء؟! اقتباس:
ولا تأتى هذه الطامة العظمى في زوغان نظر عن معرض استدلال كل آية استشهد بها في المقال .. المطوّل , أم انه سيعوّل هنا على الطول المسهب فيه بلا فائدة ؟! اقتباس:
وليس يصح لنا , أن يكون هذا الحق في أي تفسير غيره من أقوال العلماء الثقات الذين توزن أقوالهم وتعتمد .! اقتباس:
ما علينا , ولكن على أئمتنا الفقهاء الأجلاء الذين تركوا لنا فقه الجهاد مؤصلاً عياناً بياناً لنفهم به آي القرآن الكريم , فديناهم علماؤنا وفقهاؤنا , فديناهم ! |
شكرا جزيلا الأخت الفضلي حنان آدم .. ومما ورد فى أحاديث الفتن وأشراط الساعة أن الناس فى آخر الزمان ستجهل مفهوم ومعنى كلمة الكفر ومعنى كلمة ( كافر ) !! فقد ورد فى الحديث عن المسيخ الدجال .. أنه سيكون مكتوب بين عينيه كافر ومع ذلك لا يقرؤها إلا المؤمن فقصر المفهوم على أهل الإيمان بالغيب كما أن الناس فى آخر الزمان ستجهل معنى ومفهوم كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) ! وسيرددها من يرددها وهو يجهل معناها ولا شك أننا فى الطريق إلى آخر الزمان حيث أننا أصبحنا اليوم نرد على ما ينكر أوضح الواضحات وأثبت الثوابت القطعية الثبوت والدلالة فى القرآن والسنة !! ومما يؤسف له أننى عندما راسلت د. نبيل فاروق وحضضته على التراجع دار بيننا حوار عبر عدة رسائل أذهلنى مدى إنكاره للأدلة فيه ورفضه التام للرد على أى سؤال ! وعندما اقترحت عليه أن يأتينى بأى عالم أيا كان من أى زمان قديما أو حديثا قال بمثل قوله هذا .. رفض وأغلق النقاش واعتبر أنى أصادر على رأيه !! وكأن الدين وثوابت الدين ليست من العلوم التى لها أهلها ومتخصصوها الذين ينبغي أن نرجع إليهم فى كل ما يخص مبادئها .. وكأن الآراء التى نأتى بها من عقولنا ليس واجبا ولا لازما لها أن نأتى عليها بالدليل ! والله المستعان |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ محمد جاد ... شكراً ولا تشكر لما هو واجب فأنت من أهلها .. قرأت ما كتبت وما كتب .. وأكثر ما أجده غريباً الجهل الكامن في من يدعى الثقافه والعلم .. الغرب كافر هذا من المعلوم ... وأستغرب من يخلط بين الثقافه والعلم والدين فهذا جهل ما بعده جهل .. التكفير للمعتقد وليس للشخص وإن كان مسلم .. فمن يعتقد بغير الله فهو كافر ومن يرى أن لله شريك فهو كافر ومن يرى أن لله ولد فهو كافر .. وتقاس عليها ما يكفر حتى المسلم وليس الغرب فقط . الغرب كافر ليس بجديد حتى أن النصارى هناك يحاولون إرجاع الناس الى الكنيسه التى فقدت وجودها بسبب تناقضاتها الشديده وأخرها وجود قساوسه ورهبان من المثليين وغيرهم من الشواذ.. الغرب بالأساس لا ديني وهو واضح لمن زار تلك البلدان وعاشر القوم فلديهم مشكله بالخلق والخالق وهو أقرب للإلحاد منه للدين إن وجد لديهم دين .. أتمنى من كل من له رأى مغاير أن يشرح لنا ما هو الكفر قبل أن يناقش بالموضوع . فالكفر بالله ليس مرتبط بالغرب والشرق ولكن هو واضح لمن إنحرف فكرة وعقيدته عن التوحيد بالألوهيه والربوبيه .. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. هذا مختصر الحديث ... |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك شقيقنا الحبيب ناصر المطيري وحمدا لله على سلامتك .. وكما رأيت فى ردك المختصر المفيد , نسأل الله أن يرد من ضل إلى الحق ردا جميلا |
الساعة الآن 05:05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.