منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   خديجة بنت خويلد ( أم المؤمنين ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=588)

عبدالسلام حمزة 08-16-2010 12:04 PM

خديجة بنت خويلد ( أم المؤمنين )
 
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزّى بن قصي بن كلاب , من قبيلة

قريش , تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجد الثالث بالنسبة لها والرابع بالنسبة لرسول الله , صلى

الله عليه وسلم , وهي عمّة الزبير بن العوام , رضي الله عنه , وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن

معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر ( قريش ) .

وُلدت خديجة , رضي الله عنها , في مكة سنة 68 قبل الهجرة ( 556 م ) وتوفي أبوها عام الفجّار سنة 33 قبل الهجرة

سنة ( 591 م ) أي كان عمرها , رضي الله عنها خمسا ًوثلاثين سنة .

تزوجت خديجة رضي الله عنها , بأبي هالة بن زرارة التميمي , فمات عنها .

كانت خديجة , رضي الله عنها امرأة تاجرة ذات شرف ٍ ومال ٍ , وتستأجر الرجال لتجارتها بشيء ٍ من التجارة تجعله لهم .

وكانت قبيلة قريش ٍ قوما ً تُجّارا ً .

لما بلغ خديجة , رضي الله عنها , ما بلغها عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم , من صدق حديثه , وعظم أمانته ,

وكرم أخلاقه بعثت أليه فعرضت أن يخرج في مال ٍ لها إلى الشام تاجرا ً , وتُعطيه أفضل ما كانت تُعطي غيره من التجارة ,

مع غلام ٍ لها يقال له ميسرة فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم , منها وكان قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره

وهي قد بلغت الأربعين , فهي إذن أكبر منه سنا ً بخمس عشرة سنة ً .

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم , تاجرا ً في مال خديجة , رضي الله عنها , وخرج معه غلامها ميسرة , حتى قدم

الشام , فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم , في ظل ِّ شجرة قريبا ً من صومعة راهب ٍ من الرهبان , فاطّلع الراهب إلى

ميسرة , فقال له : من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة ؟ قال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم , فقال

له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ّ .

باع رسول الله صلى الله عليه وسلم , بضاعته التي خرج بها , واشترى ما أراد أن يشتري , ثم أقبل قافلا ً إلى مكة ومعه

ميسرة , فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحر ُّ , يرى ملَكَين يُظلاّن رسول الله صلى الله عليه وسلم , - من الشمس

وهو يسير على بعيره - فلما قدم مكة على خديجة بمالها , فباعت ما جاء به فكان ضعف سعره تقريبا ً , وحدثّها ميسرة

عن قول الراهب , وعما كان يراه هو من إظلال المَلَكَين له .

كانت خديجة رضي الله عنها , امرأة حازمة شريفة لبيبة ً , فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به , بعثت إلى رسول الله صلى

الله عليه وسلم , فقالت له : يا ابن عم ّ , إني قد رغبت فيك لقرابتك , ووسطيتك في قومك , وأمانتك , وحسن خلقك ,

وصدق حديثك , ثم عرضت عليه نفسها .

لما قالت خديجة , رضي الله عنها ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبد

المطلب رضي الله عنه حتى دخل على عمّها عمرو بن أسد

فخطبها إليه فتزوجها , كما قيل : إن أبا طالب عم ّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي نهض مع رسول الله صلى الله

عليه وسلم , لخطبة خديجة , وهو الذي خطب خطبة النكاح وكان مما قاله في الخطبة أما بعد :

فالحمد لله الذي جعلنا من ذّرية إبراهيم , وزرع إسماعيل , و ضئضئي معد ٍ , وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته , وسُوّاس

حرمه , وجعله لنا بيتا ً محجوبا ً , وحرما ً آمنا ً , وجعلنا حكام الناس , ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبدالله , وهو ممن لا

يُوازن به فتى ً من قريش ٍإلا رجح به شرفا ً ونبلا ً وفضلا ً وعقلا ً , وإن كان في المال قلّة , فإنما المال ظل ٌّ زائل وأمر

حائل , وعارية مسترجعة , وله في خديجة بن خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك , وقد خطب إليكم رغبة ً في كريمتكم

خديجة , وقد بذل لها من الصداق ( كذا ) وعلى ذلك تم الأمر .

( أمهات المؤمنين لمحمود شاكر )

يتبع إن شاء الله ...

ناريمان الشريف 08-16-2010 12:27 PM

لا أريد أن أفسد هذه السلسلة بردي
ولكنني أحب خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها حباً جماً
استمتعت جداً في قراءتي عنها هنا .. علماً بأن المعلومات الواردة ليست جديدة لكن لحبي الشديد لهذه السيدة
أخي عبد السلام أشكرك وبارك الله فيك


تحية ... ناريمان

جميل عبدالغني 08-16-2010 01:13 PM

ننتظر بكل شغف وكان لهم قصص فيها من الجمال مايثلج الروح سلمت استاذى

عبدالسلام حمزة 08-16-2010 02:14 PM

الأخت الكريمة ناريمان , أراني أشبهك في حبها وحب سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء قرة عين أبيها , رزقني الله وأياك حبه صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته

وحشرنا الله معهم يوم القيامة , اللهم إني أشهدك بإني أحبهم , فاقبلني يا رب على علاّتي وتقصيري وبضاعتي المزجاة , أنت أهل التقوى والمغفرة

اللهم صل ّعلى الحبيب المصطفى صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا , رضا ً لا سخط بعده يا رب العالمين .


جزاك الله خيرا ً ناريمان الشريف

عبدالسلام حمزة 08-16-2010 02:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميل عبدالغني (المشاركة 8007)
ننتظر بكل شغف وكان لهم قصص فيها من الجمال مايثلج الروح سلمت استاذى

الأستاذ الكريم جميل عبد الغني , شكرا ً لمرورك الجميل وتقبل تحياتي

عبدالسلام حمزة 08-16-2010 02:43 PM

كانت خديجة , رضي الله عنها , قد ذكرت لابن عمها ورقة بن نوفل , وكان نصرانيا ً قد تتبع الكتب من علم الناس , ذكرت له ما ذكره لها غلامها ميسرة من قول الراهب

وما كان يرى منه إذ كان المَلَكان يُظلانه , فقال ورقة : لئن كان هذا حقا ً يا خديجة , فإن محمداً لنبي َّ هذه الأمة , وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي يُنتظر , وهذا زمانه .

وخديجة رضي الله عنها أول امرأة ٍ تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت , رضي الله عنها .

وَلَدت خديجة , رضي الله عنها , لرسول الله صلى الله عليه وسلم , أولاده كلهم إلا إبراهيم , فأُمّه مارية القبطية التي أهداها المقوقس ملك مصر

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة للهجرة .

كانت خديجة , قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم , عند أبي هالة بن مالك وأنجبت له هالة وهند ,

وكانت قبل زواجها من أبي هالة عند عتيق بن عابد بن عبدالله المخزومي وأنجبت له عبدالله .

بقيت خديجة , رضي الله عنها , خمسا ً وعشرين سنة ً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , منها خمس عشرة سنة قبل البعثة , وعشرة ً بعدها ,

وتوفيت رضي الله عنها في مكة قبل الهجرة بثلاث سنوات , سنة ( 621 م ) .

لما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم , يوم 17 رمضان سنة 13 قبل الهجرة , وهو ما يوافق الأول من شهر شباط سنة ( 610 م )

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتم ّ الأربعين عاما ً من عمره ,

وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم , من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم , فكان

لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح , ثم حبب إليه الخلاء , وكان يخلو بغار حراء فتحنّث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد ,

قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك , ثم يرجع إلى خديجة فتزود لمثلها , حتى جاءه الحق , وهو في غار حراء ,

فجاءه المَلَك فقال : اقرأ . قال : ( ما أنا بقارئ ) . قال : اقرأ . قلت : ما أنا بقارئ . قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ,

ثم أرسلني فقال : اقرأ , قلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ .

فأخذني فغطني الثالثة , ثم أرسلني , فقال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)) العلق .

فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , يرجف فؤاده , فدخل على خديجة ...

وللحديث بقية إن شاء الله

نور محمد 08-16-2010 02:48 PM


ننتظر باقي الحديث عن السيدة ام المؤمنين

جزاك الله خيراً

عبدالسلام حمزة 08-16-2010 02:50 PM

صباح الخير نور كيفك ؟

والله لولا التعب , لكان سردتها كاملة .

بوركتي يا نور

عبدالسلام حمزة 08-18-2010 01:56 PM

فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , يرجف فؤاده , فدخل على خديجة بنت خويلد , رضي الله عنها ,

فقال : ( زملوني , زملوني ) فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر : ( لقد خشيت على نفسي )

فقالت خديجة : كلا , والله لا يُخزيك الله أبدا ً , إنك لتصل الرحم , وتحمل الكل ّ , وتكسب المعدوم , وتقري الضيف وتُعين على نوائب الحق ,

فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى - ابن عم خديجة - وكان امرأ ً تنصّر في الجاهلية , وكان يكتب الكتاب العبراني

فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب , وكان شيخا ً كبيرا ً قد عمي , فقالت له خديجة : يا ابن عم , اسمع من ابن أخيك ,

فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟

فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم , خبر ما رأى , فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى , يا ليتني فيها جَذَعا ً .

ليتني أكون حيا ًإذ يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله عليه : ( أو مخرجي هم ؟ ) قال : نعم , لم يأت ِ رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودي ,

وإن يدركني يومك انصرك نصرا ًمؤزرا ً . ثم لم ينشب ورقة أن توفي , وفتر الوحي , توفي ورقة سنة 12 قبل الهجرة ( 612 م ) .


( أمهات المؤمنين لـ : محمود شاكر )

ناريمان الشريف 08-18-2010 02:10 PM

أتابعك .. بالتوفيق


....ناريمان

عبدالسلام حمزة 08-18-2010 03:22 PM

شكرا ً ناريمان , جزاك الله خيرا ً

عبدالسلام حمزة 08-21-2010 02:02 PM

إسلام خديجة , رضي الله عنها :

لما بُعث رسول الله , صلى الله عليه وسلم كانت زوجته خديجة بنت خويلد أو من آمنت به , وصدّقت بما جاءه من الله

ووازرته على أمره فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم , لا يسمع شيئا ً مما يكرهه من رد ًّ عليه , وتكذيب له

فيحزنه ذلك إلا فرّج الله عنه بها إذا رجع إليها , تُثبته وتخّفف عليه , وتصدقه وتهون عليه أمر الناس .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أُمرت أن أُبشر خديجة ببيت ٍ من قصب ٍ , لا صخب فيه ولا نصب ) .

و جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : أقرئ خديجة السلام من ربها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( يا خديجة , هذا جبرائيل يقرئك السلام من ربك ) فقالت خديجة : الله السلام , ومنه السلام , وعلى جبرائيل السلام .

وحين افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم , أتاه جبريل وهو بأعلى مكة , فهمز له بعقبه في ناحية الوادي

فانفجرت منه عين , فتوضأ جبرائيل عليه السلام , ورسول الله صلى الله عليه وسلم , ينظر إليه , ليريه كيف الطهور للصلاة

ثم توضأ , ثم قام جبرائيل فصلى به , وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , بصلاته , ثم انصرف جبرائيل عليه السلام

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم , خديجة فتوضأ لها ليُريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبرائيل , فتوضأت كما توضأ

لها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما صلى به جبرائيل فصلّت بصلاته .

أخذت خديجة رضي الله عنها , تدعوا النساء إلى الإسلام .

سخّرت مالها في سبيل الدعوة , وهي ذات ثروة جيدة ٍ , كما وضعت ما تملك تحت تصرّف زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

صبرت على ما نالها ونال المسلمين من أذى ً في سبيل الدعوة , وقد طُّلقت ابنتاها رقية وأم كلثوم , وكانا تحت ولدي ْ أبي لهب

( عبد العزى بن عبد المطلب ) عم ِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كما صبرت على هجرة ابنتها رقية إلى الحبشة مع زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنهما , إذ تزوجها بعد أن طُلقت من عتبة بن أبي لهب .

يتبع إن شاء الله ..

عبدالسلام حمزة 08-23-2010 03:12 PM

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

توفيت خديجة , رضي الله عنها , في السنة الثالثة قبل الهجرة ( 621 م ) وكانت وفاتها ووفاة أبي طالب ( عبد مناف بن عبد المطلب )

عم ِّرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عام واحد , فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم , ذلك العام ( عام الحزن )

وظل ّ رسول الله صلى الله عليه وسلم , بعد ذلك يذكرها , ويكرم كل من يلوذ بها حتى أثار هذا غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها

فقالت : ما غِرت على امرأة للنبي ّ - صلى الله عليه وسلم - كما غرت من خديجة لما كنت أسمعه يذكرها - وقد هلكت قبل أن يتزّوجني

أمره الله أن يبشرها ببيت ٍ من قصب ٍ .

وكان يذبح الشاة فيهدي خلائلها , منها ما يسعهن .

قالت : فربما قلت له : كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة . فيقول : ( إنها كانت , وكانت , وكان لي منها ولد ) .

قالت عائشة - رضي الله عنها - استأذنت ْ هالة بنت خويلد , أخت خديجة , على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فعرف استئذان خديجة , فارتاع لذلك , فقال : ( اللهم هالة ) قالت : فغِرت فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش ٍ , حمراء الشدقين ,

هلكت في الدهر , قد أبدلك الله خيراً منها .

وقد نقل علي ّ - رضي الله عنه - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم , في بيان مكانتها : ( خير نسائها مريم ابنة عمران , وخير نسائها خديجة )

عن عائشة , رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم , كان إذا ذبح الشاة قال : ( أرسلوها إلى أصدقاء خديجة ) فذكرته له يوما ً

فقال : ( إني لأحب حبيبها ) . صحيح مسلم

وروت عائشة - رضي الله عنها - قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم :

( من أنت ِ ؟ )

قالت : أنا جثامة المزنية .

قال : ( بل أنت حسانة المزنية , كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف أنتم بعدنا ؟ )

قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله ,

فلما خرجت , قلت : يا رسول الله , تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ .

قال : ( إنها كانت تأتينا زمن خديجة , وإن حسن العهد من الأيمان ) .

يتبع إن شاء الله ..


كتاب أمهات المؤمنين لمحمود شاكر

أمل محمد 08-24-2010 06:11 AM

رحم الله أم ّ المؤمنين خديجة

قدوة نساء العالمين أجمع

بوركت يا عبد السلام

وبانتظارك ~

عبدالسلام حمزة 08-24-2010 11:13 PM

جزاك الله خيرا ً

شكرا ً لمتابعتك أمل

سلامي لك

عبدالسلام حمزة 09-12-2010 02:07 PM

أولاد خديجة رضي الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إن أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم - جميعهم من خديجة رضي الله عنها - سوى إبراهيم فمن مارية بنت شمعون القبطية .

أول أولاد خديجة - رضي الله عنها - من رسول الله صلى الله عليه وسلم , القاسم , ثم زينب , رقية , أم كلثوم , فاطمة , ثم عبدالله .

- القاسم : أول ولد ٍ ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وذلك قبل النبوة , وبه يُكنى , وعاش سبعة عشر شهرا ً , وهو أول من مات من أولاد رسول الله

صلى الله عليه وسلم

- زينب :
ولدت سنة 23 قبل الهجرة ( 601 م ) وتزوجها أبو العاص بن الربيع بناء ً على رغبة أمها خديجة رضي الله عنها

إذ هو ابن أختها , وتعدّه بمنزلة ولدها , وعُرف بالأمانة عند رجال مكة , وهو صاحب مال ٍ وتجارة ٍ .

وقد بقي على جاهليته على حين خالته خديجة رضي الله عنها , قد أسلمت هي وبناتها .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوّج ابنتيه رقية وأم كلثوم إلى عتبة وعتبية ولدي عمه أبي لهب . وتأثر رجال قريش كثيرا ً من هذا الزواج

فذهبوا إلى أسرة أبي لهب وقالوا لهم : إنكم قد فرّغتم محمدا ً من همّه , فرُدّوا عليه بناته , فاشغلوه بهن ّ , فمشوا إلى أبي العاص فقالوا له :

فارق صاحبتك ونحن نُزوجك أي امرأة ٍ من قريش شئت ؛ قال : لا , والله إني لا أفارق صاحبتي , وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش .

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثني عليه في صهره خيرا ً . ثم مشوا إلى عُتبة بن أبي لهب , فقالوا له : طلّق بنت محمد

ونحن نُنكحك أي امرأة من قريش شئت , فقال : إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص , أو بنت سعيد بن العاص فارقتها

فزوجوة بنت سعيد بن العاص , وفارقها , ولم يكن دخل بها , فأخرجها الله من يده كرامة لها , وهوانا ًله , وخلف عليها عثمان بن عفان رضي الله عنه , بعده

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم - لا يُحل ّ بمكة ولا يُحرّم , مغلوبا ً على أمره , وكان الإسلام قد فرّق بين زينب بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم -

حين أسلمت وبين أبي العاص بن الربيع , إلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقدر أن يُفرّق بينهما , حتى هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

فلما سارت قريش إلى بدر كان معهم أبو العاص بن الربيع فوقع في الأسر يوم بدر , فكان بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .

عبدالسلام حمزة 09-12-2010 02:39 PM



قال ابن اسحاق : وحدثني يحي بن عبّاد بن عبدالله بن الزبير , عن أبيه عباد , عن عائشة رضي الله عنها قالت :

لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء بن العاص بن الربيع بمال ٍ , وبعثت فيه بقلادة ٍ

لها كانت خديجة - رضي الله عنها - أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها , قالت : فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم , رق َّ لها

رقة شديدة , وقال : ( إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها , وتردّوا عليها مالها , فافعلوا ) , فقالوا : نعم يا رسول الله .

فأطلقوه وردّوا عليها الذي لها .

قال : وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ عليه , أو وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُخلّي سبيل زينب إليه

أو كان فيما شرط عليه في إطلاقة , ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيُعلم ما هو , إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة

وخلِّي سبيله , بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة ورجلا ً من الأنصار مكانه , فقال : ( كونا ببطن يأجج حتى تمرّ بكما زينب

فتصحباها حتى تأتياني بها ) . فخرجا مكانهما , وذلك بعد بدر ٍ بشهر أو قريب منه , فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها , فخرجت تجهّز .

وقالت زينب - رضي الله عنها - بينما أنا بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عُتبة , فقالت : يا بنت محمد , ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك ؟

قالت : قلت ُ أردت ذلك , فقالت : أي ابنة عمي , لا تفعلي , إن كانت لك حاجة بمتاع ٍ مما يرفُق بك في سفرك , أو بمال ٍ تتلبغين به إلى أبيك

فإن عندي حاجتك فلا تستحي مني , فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال . قالت : والله ما أراها قالت إلا تفعل , قالت : ولكني خِفتها ,

فأنكرت أن أكون أريد ذلك وتجهّزت .

فلما فرغت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , من جهازها قدّم لها حموها كنانة بن الربيع بعيرا ً , فركبته , وأخذ قوسه وكنانته , ثم خرج بها

نهارا ً من قريش ٍ , فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بـ ( ذي طوى ) فكان أول من سبق إليها هبّار بن الأسود بن المطلب , والفهري

فروّعها هبّار بالرمح وهي في هودجها , وكانت المرأة حاملا ً - فيما يزعمون - فلما رِيعت طرحت ذا بطنها , وبرك حموها ( كنانة )

ونثر كنانته , ثم قال : والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما ً , فتكركر الناس عنه .

وأتى أبو سفيان حتى وقف عليه , فقال : إنك لم تُصب , خرجت بالمرأة على رؤوس الناس علانية ً , وقد عرفت مصيبتنا

ونكبتنا , وما دخل علينا من محمد ٍ , فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رؤوس الناس من بين أظهرنا , إن ذلك عن

ذل ٍّ أصابنا عن مصيبتنا التي كانت , وإن ذلك منا ضعف ووهن , ولعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ٍ

وما لنا من ذلك من ثؤرة , ولكن ارجع بالمرأة , حتى إذا هدأت الأصوات , وتحدّث الناس أن قد رددناها , فسلِّها سرّا ً , وألحقها بأبيها

قال : ففعل , فأقامت ليالي , حتى إذا هدأت الأصوات خرج بها ليلا ً حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه , فقدِما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله , قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرّية أنا فيها , فقال لنا : ( إذا ظفرتم بهبّار بن الأسود , أو الرجل الذي سبق معه

إلى زينب فحرّقوهما بالنار ) . قال : فلما كان الغد بعث إلينا فقال : ( إني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما , ثم رأيت أنه لا ينبغي

لأحد ٍ أن يعذب بالنار إلا الله , فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما ) .

عبدالسلام حمزة 09-12-2010 03:06 PM



قال ابن اسحاق : وأقام الربيع أبو العاص بن الربيع بمكة , وأقامت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة

حين فرّق بينهما الإسلام , حتى إذا كان قبيل الفتح , خرج أبو العاص تاجرا ً إلى الشام , وكان رجلا ً مأمونا ً , بمال ٍ له

وأموال لرجال من قريش , أبضعوها معه , فلما فرغ من تجارته , وأقبل قافلا ً , لقيته سرّية لرسول الله صلى الله عليه وسلم

فأصابوا ما معه , وأعجزهم هاربا ً , فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله , أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله -

صلى الله عليه وسلم - فاستجار بها , فأجارته , وجاء في طلب ماله , فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبّر وكبّر الناس معه

لصلاة الفجر , صرخت زينب من صُفّة النساء : أيها الناس , إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع .

قال : فلما سلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة أقبل على الناس فقال : ( أيها الناس , هل سمعتم ما سمعت ؟ ) قالوا :

نعم , قال : ( أما والذي نفس محمد ٍ بيده , ما علمت بشيء ٍ من ذلك حتى سمعت ما سمعتم , إنه يُجير على المسلمين أدناهم ) .

ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدخل على ابنته , فقال : ( أي بنية , أكرمي مثواه , ولا يَخْلُصن َّ إليك , فإنك لا تحلّين له ) .

ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص , فقال لهم : ( إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ,

وقد أصبتم له مالا ً , تُحسنوا وتردّوا عليه الذي له , فإنا نُحب ذلك , وإن أبيتم فيء الله الذي أفاء عليكم , فأنتم أحق به ) .

فقالوا : يا رسول الله , بل نرده عليه , فردّوه عليه . حتى إن الرجل ليأتي بالدلو , ويأتي الرجل بالشَّنَّة والإدواة , حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ

حتى ردوا عليه ماله بأسره , لا يفقد منه شيئا ً , ثم احتمل إلى مكة , فأدّى إلى كل ذي مال ٍ من قريش ماله , ومن كان أبضع معه , ثم قال :

يا معشر قريش , هل بقي لأحد ٍ منكم عندي مال له يأخذه , قالوا : لا , فجزاك الله خيرا ً , فقد وجدناك وفيا ً كريما ً , قال : فأنا

أشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمدا ً عبده ورسوله , والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوّف إن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم , فلما

أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت , ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( تاريخ الطبري )

ورد ّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , زينب , على النكاح الأول لم يُحدِث شيئا ً بعد ست سنين .

قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة : أن أبا العاص بن الربيع لما قدم من الشام ومعه أموال المشركين , قيل له : هل لك أن تُسلم وتأخذ

هذه الأموال , فإنها أموال المشركين ؟ قال أبو العاص : بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي .

وهكذا أسلم أبو العاص بن الربيع , وعادت إليه زوجته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أنجبت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن خالتها أبي العاص بن الربيع ولدا ً اسمه ( علي ) مات صغيرا ً .

وأنجبت بنتا ً اسمها ( أُمامة ) تزوّجها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعد وفاة خالتها فاطمة ( الزهراء ) سنة 11 هـ

حيث توفيت فاطمة - رضي الله عنها - بعد وفاة أبيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر .

توفيت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السنة الثامنة للهجرة ( 630 م )

عبدالسلام حمزة 09-12-2010 03:27 PM



- رقية : ولدت ونشأت في الجاهلية وتزوجت عُتبة بن أبي لهب بن عبدالمطلب , ولما ظهر الإسلام أسلمت حين أسلمت أمها خديجة

رضي الله عنهم - ولما نزلت سورة المسد : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)

سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) .

غضب أبو لهب فأمر ابنه بمفارقتها , ففارقها قبل أن يدخل عليها . وتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه , وهاجرت معه إلى الحبشة

وبعدها هاجرت إلى المدينة معه , واستقرت مع زوجها في المدينة , وأنجبت له ولدا ً ( عبدالله ) وتوفي وهو صغير .

توفيت رقية - رضي الله عنها - في السنة الثانية للهجرة ( 625 هـ ) وأبوها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر .

- أم كلثوم :
تزوجها عُتيبة بن أبي لهب , وفارقها قبل أن يبني بها للسبب الذي فارق أخوه عتبة أختها رقية , وهاجرت إلى المدينة

وتزوجها عثمان بن عفان , رضي الله عنه , بعد وفاة زوجته أختها رقية , وذلك في السنة الثالثة للهجرة .

توفيت أم كلثوم - رضي الله عنها - بالمدينة عند زوجها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وذلك في السنة التاسعة للهجرة ( 633 م )

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاة أم كلثوم : ( لو أن لنا ثالثة لزوجنا عثمان بها ) .

- فاطمة :
ولدت رضي الله عنها في السنة الثامنة عشرة قبل الهجرة ( 605 م ) وهي من نابهات قريش , وإحدى الفصيحات العاقلات .

تزوجها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو ابن عم ِّ أبيها . وكان زواجها في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة , وعمرها ثماني عشرة سنة

أنجبت فاطمة رضي الله عنها , الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم , وقد تزوج زينب ابن عمها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ,وأنجبت له :

علي , وعون , وأم كلثوم , وتزوج عمر - رضي الله عنه - بأم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب وأنجبت له : زيد , ورقية .

وتوفيت فاطمة - رضي الله عنها - في السنة الحادية عشرة للهجرة بعد وفاة أبيها بستة أشهر .

وقد عاشت - رضي الله عنها - ثلاثين سنة ً .

- عبدالله :
ولد بعد البعثة لذا لُّقب بـ ( الطيّب ) و ( الطاهر ) وتوفي صغيرا ً .

انتهى بحمد الله

المرجع : ( أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ) للمؤرخ الإسلامي محمود شاكر .

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

عبدالسلام حمزة 09-22-2010 10:13 AM


اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن ترزقنا حب نبيك صلى الله عليه وسلم وحب أزواجه أمهات المؤمنين , وذريته وأصحابه أجمعين ,

وأن تحشرنا معهم بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين .


الساعة الآن 01:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team