منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   يسكنون الأرض ...لنايف المطلق (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3965)

نايف المطلق 03-09-2011 07:42 PM

يسكنون الأرض ...لنايف المطلق
 
أقدم لكم هذا العمل المتواضع والذي يحاكي معاناة وخطيئة في نفس الوقت واتمنى من اعماق قلبي ان يحوز على الرضى من الجميع ونتقبل النقد بشتى اشكاله والوانه

((مقدمة))
في عتمت الليل التي تسحق أرجاء المدينة العتيقة.
والتي تضع شروطها في بنود ليست إلا من صنع بشر لا يمكن أن تراهم ولكن قد تسمع عنهم.
في عتمت تلك المدينة التي لا يمكن أن يكون بها نهار صادق عند زقاق شوارعها البائسة.
تكون شروطاً لاحق لك في تعديلها ولا إضافة ولا حذف.
تكون مخيراً لا مسيراً وإن كانت لك طموح فأغرب عن هنا.
فإما أن تكون رابحاً أو خاسراً أو بلا أي هوية فقط تطبق ما يملى عليك دون أن تحدد مصيرك.
هكذا تبدأ قصتنا في تلك المدينة.

نايف المطلق 03-09-2011 07:42 PM

((الفصل الأول))
"دموع ورجاء"
يملئ أرجاء الغرفة الصمت والسكينة وبعض أصوات المعدات الطبية التي تشرف على حالة ((ساري)) الذي يرقد في غيبوبة إستمرت ثلاث أعوام متتالية.
يدخل الأطباء والممرضات كل يوم ويخرجون وليس بيدهم تغيير أي شيء إنها إرادة القدر أن يبقى ساري طريح الفراش فاقد الوعي ولا يعلم أحدهم إن كان سيستيقض أو لا.
لا صلة لساري بالحياة سوى ذلك المغذي الذي زرع في يده حتى يمنحه بعض من الطاقة التي لا يمكن له أن يستمده سوى من رحمة الإله وحده.
وإعتاد صديق طفولته حمدان أن يزوره في كل خميس وجمعة وكالعاده ينظر إلى صديقه الطريح الذي شاء القدر أن يلقيه على هذا الفراش.
ينظر حمدان إلى صديقه ساري ذو الهيبة والشموخ مغمضاً عينيه لا يهمس بأي حرف مجرد شاب إكتست ملامح الشحوب على وجهه
كما إعتاد حمدان إحضار بعض أدوات التنظيف والمناشف لصديقه ويجلس إلى الكرسي الذي بجواره وهو يدع له بالرحمة.
فحمدان وساري صديقين لدرجة كبيرة فقد تربيا سوياً في نفس الحي الشعبي الذي ليس به نهار.
وقف حمدان مقترباً من رأس صديقه ساري وهو يقرأ القرآن عند رأسه تارة وتارة يدع له.
وتارة تذرف دموعه وهو يهمس لصديقه "قم ياساري" لقد إشتقت إليك" ويعود لوضع الذكريات في رأس ساري الملقى جسداً بلا أي روح تتحرك
وسط غرق وجه حمدان بالدموع التي إكتست على وجهه وهو يذكره بالرفقه والاصدقاء والطفولة والمدرسة حتى يصل إلى درجة تكاد تشبه الألم
فساري هو من ساعد أسرة حمدان الفقيرة وكان في مثابة أحد أبنائهم وحمدان كان يسير على خطئ ساري ولولا إرادة القدر لكان مصير حمدان هو نفس مصير ساري.
رفع حمدان رأسه للنافذة وهو ينظر إلى السماء التي إكتستها الغيوم التي تعشق هذه المدينة الحزينة "الطائف"
وماهي إلا لحظات لتتداخل ومضات البرق واصوات الرعد المرعب لتسقط الأمطار.
فتح حمدان النافذة ورفع يده للسماء وهو يدع لصديقه المقرب إلى قلبه كثيراً وسط عودة الذكريات التي جمعتهما,أخرج يده ليكتسي المطر حصته منها.ومسح بها وجه ساري وهو يردد "ليتني أنا"
سمع حمدان صوت طرقات الباب ودخلت الممرضة وهي تلوح بنهاية الزيارة نظر حمدان لصديقه في أسى وحزن على الحال.
ولبس معطفه وهم للرحيل وعندما إقترب من الباب كان معتاد أن يودعه بنظرة الرحيل رغم إيمان حمدان بأن إفاقة ساري من الغيوبة أمر ضئيل نسبياً وانه قد يرحل في أية لحظه إلا أن لا يريد أن يضع هذه الفكرة في مخيلته مهما كانت.
نظر حمدان خلفه وهو في بؤس شديد و إتسعت حذقة عينية في ذهول فضيع وهو يرى ساري يفتح عينيه بصعوبه بالغه.
عجز حمدان عن التمتمه إكتفى بالإشارة بيده وسط صمت وماهي الا ثواني معدودة وصرخ حمدان مستنجداً بالاطباء.
نظر ساري للسقف أمامه ثم "للمغذي" وسط تعجب ثم رأى الأطباء وهم يهمون عليه وحمدان يسجد على الارض والدموع ملئت وجهه حامداً لربه.
الحمدلله لقد إستيقضت يا ساري وهو يبعد الاطباء ويحتضنه بقوة بالغة.

نايف المطلق 03-09-2011 07:43 PM

((الفصل الثاني))
"العودة للبداية من البداية"
قبل 15 عاماً
وفي الحي الشعبي الذي يسكن فيه ساري مع عائلته.
ساري هو الأخ الأكبر ولديه أخت وأخ.
....
دخل والد ساري إلى المنزل وهو في حالة سكر فضيعة وتوجه مباشرة إلى غرفة النوم بعد أن تخبط يمين وشمال.
وكانت ام ساري في إنتظاره وبدأت في عتابه لسبب تأخره وبدأ أبو ساري برفع صوته حتى تأكدت أم ساري بأن زوجها في حالة سكر وهنا بدأت ترفع صوتها وتصرخ.
في ذلك الوقت إقترب ساري من باب غرفة والديه وهو يسمع صوت والديه في صراع ووالده يوجه الشتائم والضرب لوالدته.
أحس ساري بأن أحد إقترب من الباب فختبئ خلف الباب المجاور ليرى والده يدخل على غرفة أخته الصغيرة ويقوم بضربها ووالدته ترجوه بأن يكف عن الضرب .
كان ساري يتابع ذلك المشهد من قرب وهو يرتجف خوفاً من والده الذي تحول لوحش وهي ليست المرة الأولى التي يدخل فيها والدهم وهو في هذه الحالة.
فوالد ساري كان يعمل موظفاً بسيط ثم فصل من عمله للأسباب أخلاقية بالاضافة لحظوره العمل وهو في حالة سكر.
في صباح اليوم التالي أوقضت أم ساري أبنها ساري للمدرسة فوجدته مستيقض وسط دهشة من أمره وهو يصارع ما حصل في الليلة السابقة من مواقف مؤلمة.
سأل عن أخته أشارت والدته بأنها مريضة ويجب عليه الاسراع للمدرسة,غسل ساري وجهه وقبل أخاه الرضيع وطلب من والدته مصروفاً,دمعت عين أمه ووعدته بأنها ستعطيه في الغد,قبل ساري رأس أمه وخرج إلى مسرعاً إلى المدرسة.وفي الطريق وجد صديقه حمدان في إنتظاره وهي العادة التي يسيران عليها في كل يوم.
سأل حمدان ساري عن سبب شحوب وجهه ورد عليه ساري بأنه لم ينم جيداً لأنه كان يتابع فيلم.
فقد إعتاد ساري من طفولته عن عدم الشكوى لأي شخص.
...
عاد ساري من المدرسة ليقبل رأس والدته وسألها عن والده فأجابته بأنه خرج ولن يعود إلا في الليل.
إلتقط كيساً به بعض من الثلج وأسرع لغرفة أخته التي كانت تعاني من الكدمات في وجهها , نظر إليها بألم شديد وقلبه يعتصر من داخله ,وكانت تسأله أخته "مروج" عن سبب ما يفعله والدهم صمت ساري وهو يمسح وجه أخته بالثلج ويده غرقت من دموع اخته التي تشكو لأخاها مرارة الألم الذي تشعر به.
....
ذهب أبو ساري لأخاه "الملتزم" ليطلب منه المال.
صرخ أخاه في وجهه وطلب منه البحث عن عمل أفضل من الحال الذي هو عليه وإن كان يريد عملاً فسوف يتعطف عليه ويمنحه عملاً ولكن دون أن يخبر أحد.
كان أخاه على علم بأنه سيوافق نظراً لحاجته الماسة للمال بعد أن فصل من عمله ولا سيما ان يريد المال لشراء المخدارات و"العرق".
وافق أبو ساري دون ان يسأل عن العمل.
وهنا وضح اخاه ان هذا العمل يجب أن لا يسأل لمن يدار وعن سببه ويجب أن يبقى أمراً سرياً.
وافق دون أي تردد ووضع في ديه مبلغ جيداً من المال حتى يغريه وليلتزم صمته.
خرج فرحاً ليشتري المشروبات الممنوعة كعادته.
وخرج من الغرفة المجاورة في منزل أخاه الأكبر رجلاً ليشكر صديقه وهو يقول "لقد حللت لنا المشكلة برمتها"

نايف المطلق 03-09-2011 07:44 PM

((الفصل الثالث))
"مذكرات طفل"
كان يلعب ساري مع أصدقائه في "الحارة" ونظر من بعيد وهو يرى والده عائداً للمنزل في وقت مبكر.
فذهب يجري ساري مسرعاً للمنزل ودخل بسرعة وهو يصرخ لوالدته بأن والده قادم للمنزل.
دخل الوالد إلى المنزل والسكينة تعم المنزل وطلب من ساري يحظر له كأساً مملوء بالثلج وجلس في صالة المنزل.
وعندما أحظرها طلب الوالد من عائلته الدخول إلى الغرف وأنه لا يريد سماع صوت أحدهم.
وبالفعل قام الوالد بالشرب في المنزل.
والكل كان يرتجف في المنزل ولكن من حسن حظهم ان والدهم غط في نوم عميق.
وفي صباح اليوم التالي أوقضت أم ساري أبنائها للمدرسة وطلبت من ساري وأخته الإنتظار قليلاً وتسللت للصالة لتدخل يدها في جيب زوجها وتخرج بعض من المال وأعطته لأبنائها.
وبعد خروج الأبناء للمدرسة إستيقض أبو ساري وذهب ليغتسل وهنا وجد أم ساري تعاتبه وترجوه ليغير الحال الذي هو عليه ولكن لم يرد عليها بأي عبارة.
وقام بخلع ملابسه ليرتدي ملابس أخرى ليضع يده على جيبه وينظر في النقود ويجدها ناقصة.
هنا نظر لأم ساري ودون ان يناقشها ضربها حتى سقطت في الأرض وسط صياح الطفل الرضيع "طلال" ورغم ذلك لم يتوقف فقد كان ينهال عليها بالضرب المبرح حتى فقدت وعيها وخرج من المنزل وهو يتمتم بالشتائم.
وأستوقفه إمام المسجد في الحارة وطلب منه ان يصلح من حاله ولكن لم يجيبه أبو ساري بأي عبارة.
.....
عاد ساري ومروج من المدرسة ليجدا والدتهما تعاني من كدمات قوية وسألها عن السبب فصرخت بوجهه وأعطته بعض من المال ليشتري حليب لأخاه طلال.
في ذلك الوقت عاد أبو ساري لأخاه وهنا رحب به وطلب منه الجلوس
وهنا بدأ يشرح له ماذا يريد منه.
فقد كان يريد أخاه أن يجعله سائقاً ولكن دون ان يعلم أحد أبداً لا عن السبب ولا لمن. وهذا هو الشرط الوحيد فرحب أبو ساري بالفكره نظراً لحاجته للمال.
وطلب أخاه منه أن يراه في الغد بعد صلاة المغرب لأن لديهم عملاً مهم ويجب إنجازه بأسرع وقت ممكن.
رحب أبو ساري وخرج بسرعه.
ليعود ذلك الرجل وينظر لأخ أبو ساري وهو يقول غداً هو اليوم الموعود.
....

نايف المطلق 03-09-2011 07:44 PM

((الفصل الرابع))
"إنتهى الغسيل"
كان يوم الخميس الصباح هادئ إستيقض ساري وخرج لصديقه حمدان وبدا يتجولان في الحارة.
وبدأ يتبادلان الحديث وكل واحد منهما يتمنى ماذا سيكون في المستقبل فكان حمدان يتمنى ان يكون طبيباً ونظر إلى ساري وسأله فأجابه بأنه لا يتمنى سوى أن لايرى والدته تتألم من والدته ويرى والده رجل طيب.
عاد ساري للمنزل ووجد أخته مروج وكان يتحدث معها وأتت والدته وكانوا يتحدثون ويضحكون حتى جاء والدهم فصمت الجميع.
وهنا طلب الأب من زوجته أن تعد له الطعام وطلب من الأولاد الرحيل إلى الغرف وطلب من ساري أن يحظر له كأساً مملؤ بالثلج فأحظره وأنصرف.
إقتربت أم ساري من والد ساري وهي تتقرب إليه بصوت هادئ طلب منه أن يعود لما هو عليه فنظر إليها وهو يتأمل جسامة حاله وهو يلقي اللوم على الحال وعن ما وصل إليه وكانت ترجوه وستفعل أي شيء لتجعله يستقيم لم يجيب عليه رغم قناعته بأن ما يفعله كان أمراً مشين. وأستطردت معه في الحديث وطلبت منه ولو أن يجتمع بأبنائه ولو ليوم واحد كاسرة وعائله.أخذ يستمع إليها ولاول مرة وهي يتأمل صوت إبنه طلال يضحك ببرأة الأطفال لا شيء يغمر هذا الطفل من عذاب والده.
صاح الوالد هاتفاً ومنادياً أبنائه جاءوا مسرعين خائفين من والدهم.
طلب منهم أن يقتربوا منه وبدأ يتأمل في أبنائه وماذا فعل بهم وكان يسألهم إن كانوا يخافون منه ولم يجب أحدهم وأخذ إبنه طلال في صدره وهو يقبله بحرارة وتكاد الدموع تنفجر من عينيه. ثم إقترح عليهم إذا كانوا يريدون الخروج للغداء خارج المنزل.كان كلامه بمثابة الصدمة لعائلته..ورحبوا بالفكره فهم في الاغلب لم يخرجوا منذ أكثر من عامين. وطلب الوالد منهم تحضير أنفسهم للخروج.
خرجت الأسرة وكانت والدة ساري فرحة جداً وهي تدعوا لزوجها بالصلاح والخير.
تناولوا الغداء في أحد المتنزهات ثم ذهبوا وللتسوق واشترى لأبنائه بعض الحاجيات. كان ساري فرحاً جداً وأحس آن ذاك أنه قد إرتاح من عبئ كان يصارع عائلته يومياً وأن والده أصبح رجل صالح.
عادت العائلة إلى المنزل في العصر وذهب الوالد ليغتسل حتى يذهب لموعده مع أخاه بعد صلاة المغرب.
ذهب أبو ساري وهو يشعر بداخله بأنه شخص مختلف وقد تغير عن ما كان عليه وهو يلعن تلك المخدرات والمشروبات وقرر أن يتغير.
إلتقى بأخاه ووجد عنده مجموعة من الرجال يرتدون الثياب البيضاء والعمائم وكان جميعهم ملتحي.
لم يتعجب أبو ساري نظراً لأن أخاه رجل "ملتزم" إقترب عم ساري من أبو ساري وطلب منه أن ينتظره في المجلس.
في هذه الأثناء أخذ عم ساري يجمع الرجال داخل إحدى الشاحنات التي سيقلهم بها أبو ساري ولكن دون علم أبو ساري.
وعاد عم ساري لوالد ساري وتحدث معه عن امور طبيعيه ثم تناقشا حول العمل وبأنه سيقل الشاحنه إلى مكة المكرمة.
تعجب أبو ساري وطلب من أخاه الهاتف حتى يحادث عائلته ويوصل لهم هذا الخبر.
بالفعل أجرى الاتصال أبو ساري وخرج وركب الشاحنه وركب أخاه جواره وهو يقرأ القرآن ويسأل أبو ساري عن الجهاد تارة وتارة يقوم بالدعاء ولم يلفت أبو ساري النظر لمثل هذه الأمور وأكمل مسيرته متجهاً إلى مكة.

نايف المطلق 03-09-2011 07:45 PM

((الفصل الخامس))
"لماذا.!!"
وقبل الخروج من الطائف وعند "نقطة التفتيش" طلب العسكري من أبو ساري الوقوف. وتوقف وسأله عن ما يوجد في الشاحنة نظر أبو ساري لأخاه وأشار عم ساري إلى أنها بضائع سينقلوها إلى مكة, وطلب العسكري منهم ان يفتش الشاحنة.
وعندما ذهب لخلف الشاحنة ورفع الغطاء وإذ بأحدهم يكبر"الله أكبر" ويطلق النار على العسكري. هنا نظر أبو ساري لأخاه وعلم بأنه في خطر.وإلتفت خلفه وإذا بالعسكر يطلقون النار على من في الشحنة وخرج الجميع وبدأ تبادل إطلاق النار ماعدا أبو ساري الذي وجه الشاحنه إلى الجهة المعاكس. وهرب بسرعة بالشاحنة. وطاردته الدوريات وهو يحاول الفرار منهم.
حتى وصل إلى حيهم الشعب وبدأ يركض بإتجاه منزله وفتح باب منزله ووجد أبنائه في الصالة وطلب منهم الدخول إلى الغرف وسط دهشة ملئت المنزل.
حتى بدأوا يسمعوا صوت أحد الضباط وهو يطلب من ابو ساري تسليم نفسه ولكن هنا خشي أبو ساري أن لا يصدقه أحد.
دخل أبو ساري الحجرة وأخذ سلاحة وبدأ بتهديد الحكومة بأن يبتعدوا عن منزله.
ولكن وجد الرد بإطلاق النار بشكل عشوائي في الجو وهنا أطلق ابو ساري النار وهلع العكسر لإطلاق النار ابو ساري حتى أصابته الرصاصات سقط أبو ساري وهو ينظر إلى أبنائه وإلى إبنه ساري.
ركض ساري إلى والده وهو يصرخ.
أمسك أبو ساري يد إبنه ساري وهو يتأمل وجهه لأخر لحظات حياته وطلب منه أن يسامحه وأن يهتم لوالدته وأخته وأخاه وأغمض أبو ساري عينيه وسط دهشة من ساري ودخل رجال الشرطة إلى المنزل وأمسك ساري "مسدس" والده وهو يهدد بتقلهم ولكن هنا تدخلت والدته وأخذت منه السلاح وأخذت الشرطة تحقق مع والدة ساري إذا ماكانت على علم.
أخذت الشرطة جثت والدهم وإنهارت أم ساري من شدة الألم وهي إمرأة ليس لها أي أقرباء في الطائف ومن سيعول هذه العائلة والابناء.
وكان ساري واخته في حالة صدمة من هول الموقف الذي رؤه امامهم فوالدهم قتل امام اعينهم وبكل بساطة. ولم يعرفوا حتى ماهو سبب قتله بهذه الطريقة

نايف المطلق 03-09-2011 07:45 PM

((الفصل السادس))
"تحمل المسؤولية"
هنا فقط بدأت عائلة ساري تعاني الفقر أكثر مما كانوا عليه خصوصاً بعد وفاة والدهم,لذلك بدأت والدته تبحث له عن عمل في الأسواق والمحلات التجارية,ولكن دون جدوى,وبدأت والدته تعمل كخياطة ملابس للنساء.
وبعد عشرة أعوام لازال حال الاسرة كما هو عليه فهم لا يجدون سوى قوت يومهم.
وبينما كان يسير ساري مع صديقه حمدان في الحارة جاءهم شخص في العقد الثالث من عمره يدعى عثمان وبدأ في الحديث معهم حول الوظائف وصعوبة الحصول على وظيفة.
وهنا إقترح عليهما بأن يعملان معه عند صديق له يدعى أحمد وهو شخص يبيع المخدرات الخفيفة وأنه يكسب أموال كبيرة من هذه العمليات, ولو أحبا أن يعملا معه فهو في إنتظارهم.
رفض حمدان الفكرة في البداية ولكن رغبة ساري في خطي ازمة الفقر ومساعدة إخوته كان همه الأكبر,وكأن عثمان كان يريد إستغلال حاتهم للمال.
في صبح اليوم التالي إلتقى حمدان وساري بأحمد الذي عرض عليهم العمل وكان يغريهم بمالغ بسيطة.
وبدأ ساري وحمدان العمل معه بشكل جدي.
في هذه الأثناء كبرت مروج وكانت لها العديد من الصديقات في المدرسة التي تقطن في قلب الحارة الشعبية.
وقد كانت لها صديقتين وهما منال وهاجس اللواتي لازمنها طوال اليوم الدراسي أو يتازورن في المنازل.
أخذت مروج تتعايش الحياة معهم.
والغريب أن هاجس كانت صديقة حمدان ولكن في السر وكانا يلتقيان دائماً بعد خروج الطالبات من المدرسة.
....
بدأ ساري وحمدان يعملان بشكل جدي مع أحمد وكانا يجمعان المال بشكل مستمر ولم يصرفا منه أي شيء.
أخذ أحمد يعتمد على ساري وحمدان بشكل كبير جداً حتى أنه كان يعفيهم من عمليات التوزيع في الحواري إنما كان يجعلهم مسؤولين فقط على توزيع البضائع على المجموعات التي تتكفل بتوزيع البضائع في الحواري.
أخذ أحمد يثق بهم أكثر من أي حد.
وفي إحدى الليالي وبينما كان أحمد يجلس مع رفيقه عثمان في المخبئ إقتحمت مكافحة المخدرات المخبئ وألقت القبض عليهم.
ولم يعلم أحمد أو عثمان من السبب في عملية التبليغ.
ولكن في الواقع كانت خطه محكمه من ساري وكان الهدف منها أنه بعد أن جمع الاموال من أحمد وكان احمد هو أحد المروجين للمخدرات في المنطقة قرر هنا ساري أن يجعل المنطقة كلها تحت يديه حتى يتمكن من البيع كما يحلوا له.
وأخذ ساري وحمدان في تكبير علاقتهما بالتجار والمشتريين حتى تمكنا من جمع الكثير من الشباب الذين يعملون لديهم.
والغريب في الامر ان ساري وحمدان لا يكشفان عن شخصيتهما لأي كان حتى لا يتمكن أحدهم من فعل ما فعله مع أحمد وعثمان

نايف المطلق 03-09-2011 07:46 PM

((الفصل الثامن))
"عقل مدبر"
ذهب فهد مسرعاً بناء على طلب ساري إلى المخبئ,وكلف ساري رفيقه حمدان بمهمة صعب وقاسية إلى درجة كبيرة وهي أن يبحث له عن أي شخص يقتل ذلك الضابط حيث أنه كان سبب إزعاج لساري ونسبة تجارة بدأت تهبط بشكل تدريجي.
وبالفعل بحث حمدان عن أحدهم وعرض عليه مبلغ كبير من المال إذا تمكن من قتل الضابط بأي شكل كان دون أن يفصح عن أي شيء.
في تمام الساعة الواحدة صباحاً وفي أثناء نزول النقيب أسامة من سيارته نظر أمامه فوجد مجموعة معهم أسلحة أطلقوا النار عليه دون أن يلفظ بأي حرف وركبوا سيارتهم مسرعين وفروا إلى المخبئ الذي طلب منهم حمدان اللقاء به هنا.
وعندما وصلوا ودخلوا إلى المخبئ وجدوا فهد أمامهم ولم يتعرفوا عليه وظلوا جالسين بعد أن تعارفوا على أن الجميع طلب منه البقاء هنا بناء على تعليمات ساري.
وفي تمام الساعة الثانية صباحاً فتح باب المخبئ وإذ بمجموعة من الشبان المسلحين يطلقون النار على من في المخبئ جميعهم وخرجوا دون أن يشعر بهم أحد فالمنطقة خالية من البشر.
أي أن ساري أراد أن يمحي أي خيوط قد تكشف عنه فهو الرابح الوحيد في هذه القضية,فالسبب من جعل حمدان يحادث هذه المجموعة المجرمة لقتل النقيب أسامة هو أن يرتاح من النقيب وبنفس الوقت يعطي الشرطة ومكافحة المخدرات درساً حتى لا يضيقوا عليه الخناق وكأنه يتحدى بإسمه الحكومة,والسبب في قتل هذه المجموعة هو أن يجعل بعد قدوم الحكومة إلى المخبئ عذرين الأول هو أن هؤلائك أتوا لشراء المخدرات من فهد الذي كان موجود بينهم وكأن أحدى العصابات الآخر أتت ليجعلها قضية إختلاف بين عصابتين ,وبهذا فهو قد أنقذ رفيقه حمدان من أن يمسك ذلك الشاب بخيط قد يودي بحياة رفيقه حمدان وحتى إذا إعترف أحد الشابين على فهد فإن فهد قد يعترف ضد حمدان وساري,وهكذا كل شيء إنتهى ومحي بشكل جذري.
ومن هنا أحس ساري بأنه في راحة تامة ولم يعيق طريقه حتى أكبر المجموعات فهو يكاد يكون قد أنشئ مستعمرة في وسط المدينة لا يسمح لأحد الدخول إليها فبعقله تمكن من إمتلاك كل شيء وكما يريد ولكن دون أن يعرفه أحد ,ومن هنا بدأ ساري في البحث عن أحد يحل مكان فهد,ومن المصادفة أنه قد خرج عثمان من السجن بعد أن برأه أحمد من التهمة بشكل تام وأخذ ساري يعطي حمدان كيفية إقناع عثمان حتى يتمكن من جعله يكون الوسيط القادم بدلاً من فهد

نايف المطلق 03-09-2011 07:47 PM

((الفصل التاسع))
"ارتفاع معدل الخطيئة"
عاد حمدان لمنزله منهكاً قبيل صلاة الفجر ووجد والدته في إنتظاره وهي تلقي عليه الملامه بأنها تريد أن تراه وأن تعرف ماذا يعمل ولكن طمئنها بأنه يعمل في محل عقاري لأحد أصدقائه الذي يعاونه وأعطى لها مبلغاً من المال وطلب منها عدم العمل في مجال الخياطة,ودخل إلى غرفة أخيه طلال ووضع مبلغاً من المال على الطاولة وخرج وسمع طلال الصوت وهو يسأل ساري عن سبب دخوله بهذه الطريقة والتسلل إلى المنزل بشكل لصوص وجلس بجوار أخيه وأخذ ينصحه وأنه يريد أن يراه طالباً مجتهداً في تعليمه.
وخرج وإسلقى على سريره وأخذ يفكر حتى نام مجهداً على سريره.
في صباح اليوم التالي جاء حمدان للمنزل وطلب من والدة ساري أن يرى صديقه ورحبت به.
ودخل إلى المنزل وأوقضت أم ساري إبنها ساري ,جاء ساري بعد أن طلب من والدته أن تعد لهم الشاي ولكن هنا طلب حمدان من ساري إرتداء ثوبه فهناك موضوع مهم.
إرتدى ساري زيه وخرج وإتجها إلى العزبة وعندما وصلا وجد ساري أمامه فتاتين,وهنا حاول صديقه حمدان أن يقنعه وإقتنع بصعوبة وأخذ يحذو حذوا رفيقه حمدان مع هاجس.
ولم تكن تعلم منال بأن ساري أخ لرفيقتها مروج, وإستمرت الأيام على هذا الحال وحتى أدمنتا الفتاتين.
وفي صباح إحدى الأيام بينما كانت تجلس الفتيات في المدرسة كانت هاجس تأخذ بعضاً من المخدرات فسألتها رفيقتها مروج عن سبب اخذها للحبوب فأجابتها بأنها تهدئ من صداعها وطلبت منها قطعه من الحبوب حيث أنها تشعر بصداع فأعطتها وطلبت منها أن تاخذها قبيل نومها.
فهاجس ومنال تربيا في حارة شعبية والاخلاق بها عشوائية فالجميع في هذه الحارة ضائع وكانها معركة بين الوحوش.
وعندما جاء الليل أخذت مروج "الحبة" وأحشت برعشة في جسدها جعلت تفقد وعيها حتى نامت.
وبدأت تطلب من صديقتها الحبوب حتى أصبحت حبيسة تحت طلباتها.
.....
عثمان وافق بسرعة ودون تردد على طلب ساري وحمدان وأخذ يعمل معهما بجد وإجتهاد وأخذ حال التجار لديهم يصبح على مايرام وكانت مبيعاتهم ترتفع بشكل عالي ومرتفع.
وفي نهاية العام الدراسي نجح طلال بتفوق من المرحلة المتوسطة وفرح به عائلته فرحاً كبيراً.
أما مروج فقد كان حالها يسوء يوماً عن يوم, وفي نهار أحد أيام العطلة جائت منال إلى مروج وهي تطلب منها الخروج غداً معها في فترة النهار حيث أنها ستجعلها ترى شاب يجلس مع رفيقها التي تحكي لها عن الكثير والكثير,وبعد تردد وافقت مروج.
وفي صباح اليوم التالي كان ساري مع رفيقه حمدان في العزبة ينتظرون الفتيات كالعادة,وضرب جرس الباب وهم حمدان لفتح الباب ونهض ساري إلى غرفة النوم وهو يؤشر لصديقه بأن يدخلها إلى غرفة النوم.

نايف المطلق 03-09-2011 07:47 PM

((الفصل العاشر))
"صدمة"
دخلت الفتيات الثلاث إلى العزبة وجلسوا في الصالة وتأمل حمدان في مروج ونظر إليها ولجمالها ولكن أراد أن يجعلها مكفأة لرفيقه ساري.
وكانت مروج مرتعده وخائفه ولكن أقنعها حمدان بأسلوبه على أنهم لن يؤذيها وأنهم سيقضون وقت ممتع سوياً.
وأخذها إلى غرفة نوم ساري وعندما طرق وفتح الباب وجدت أمامها أخاها ساري,ينظر إليها برهبة ودون أي تعبير أغمى على مروج وأخرج ساري سلاحه ليقتل رفيقه حمدان وأشار حمدان بعد أن ترجاه إلى أن الفتيات هن من أحضرن مروج إلى هنا وطردهم من العزبة وأخذ أخته إلى المنزل وهو في حالة ذعر على حالة أخته.
وعندما وصلوا كان من حسن حظهم ان والدتهم خارج المنزل, أدخلها إلى غرفتها وبقي بجوارها حتى إستيقضت.
ورمت برأسها إلى حضن أخاها وإعترف بذنبه بأن كما تدين تدان وأنه درس مهم ولامها على تصرفها فسبب عدم ثورته هو أنه كان متأثراً للحادثة وكذلك لحبه الشديد لأخته وطلب منها عدم الخروج من المنزل ولا حتى الذهاب للمدرسة وأنه سيحضر لها ما تطلبه إلى المنزل مهما كان وإعتذرت لأخاها عذر شديد ومن هنا بدأ ساري يفكر كيف يهتم بعائلته بشكل مكثف.
وعندما دخلت والدته إلى المنزل إقترح ساري بأن يأخذ عائلته في رحلة خارج الطائف,وطلب من رفيقه حمدان إدارة العمل حتى عودته من الاجازة مع عائلته.
هنا واجه حمدان صعزبة في التعامل مع عثمان بشكل متواصل فطلبات عثمان كثيرة والاموال التي يدرها قليلة ولم يكن في ذلك مجال للشك ضد عثمان أبداً.
عاد ساري من الاجازة التي قضاها مع أسرته خارج الطائف وعاد لمزاولة عمله مرة اخرى.
وبدأ ساري يشك في تصرفات عثمان ومع ذلك لم يكن لديه مجال للإجزام ضده.
وفي نهار أحد الأيام كان ساري في محل تجاري يشتري بعض من الحاجيات لعائلته وإصطدم بأحد الضباط ((رائد)) ونظر إليه الرائد ناصر نظرة مطوله ثم إبتعد عنه لم يعطي ساري أي أهمية لما حصل.
وفي إحدى الليالي بينما كانت تسير أمورهم على خير ما يرام وصل خبر لساري بأن هناك رائد يدعى ناصر بدأ يلقي القبض ويشدد على البضائع المجاورة للمنطقة وأنه بات قريباً من المنطقة.
وبينما كان يجلس ساري مع حمدان دخل عليهم عثمان وهو يعتذر من البضائع التي تم إكتشفاها وتمت مصادرتها دون أن يلقوا القبض على أحدهم.
هنا تأكد ساري من أن عثمان يعمل لصالح مكافحة المخدرات.
ولكن لن يستطيع ساري وضع كمين له بأي طريقه لأن لو فعل أي أمر سيكون وضعه مكتشفاً.
وخرج عثمان من العزبة...
وطلب ساري منهم إيقاف التجارة في الأيام القادمة.
......
وفي دائرة مكافحة المخدارت كان العقيد حسن يجلس مجتمعاً مع الضباط وخصوصاً الرائد ناصر وهو يسأله عن المناطق وشدد على المنطقة التي يستعمرها ساري.
ولكن الغريب في الأمر بأن الرائد ناصر لوح بأنها أنظف منطقة في المدينة كلها وأنه قام بمداهمتها في الليالي التي مضت.

نايف المطلق 03-09-2011 07:48 PM

((الفصل الحادي عشر))
"الذئب والثعلب"
عاد الرائد ناصر منزله وهو يتأمل أبنائه وإبنته مها وأخذ ينظر لهم بنظرة إستحسان وقد كان يعاني من ديون عالية حتى أنه لا يبقي من راتبه أي شيء.
في تلك الليلة طلب ساري من الجميع العودة للعمل....وبينما كان يلقن مع عثمان الطرق والاساليب الجديدة وإذ به ينظر من على بعد وجد الرائد ناصر ينظر إليه من بعد وهو مرتدي زي عادي ثم إبتسم وسار بعيداً عنهم.
وطلب ساري منهم التوقف عن العمل بأي شكل من الأشكال.
وشرح لرفيقه حمدان عن السبب وهنا أحس حمدان بخوف ولكن ذكاء ساري كان أكبر من أن يكشف أمره لأنه قد أكتشف,وسبب قدوم الرائد هو أمر يخفي وراه سراً.
جرت الأيام وعاد الجميع لمزوالة الاعمال ولكن بشكل خفيف,ضرب جرس باب العزبة وفتح ساري الباب فوجد الرائد ناصر قد دخل عليهم وهو يطمئنهم بأنه لا يحمل سلاح ولم يأتي لإلقاء القبض عليهم.
وسأله ساري عن سبب قدومه,وهنا جاء لكي يتمم معهم صفقة كبيرة يحصل على نسبة من المبيعات مقابل تجاهلهم بشكل جذري وكبير,وفكر ساري في الأمر ونظر إلى عثمان وعلم بأنه قد كان واشي,تبسم ناصر وهو يطمئنه بانه لن يرى عثمان بعد اليوم, ومنذ ذلك اليوم إختفى عثمان من المدينة بعد أن سجنه الرائد ناصر حيث أن عثمان تم إخراجه بناء على رغبة الحكومة لمعرفة بقية المتورطين في قضية ساري وأنها كانت مقايضة مع عثمان.
وبالفعل تمت المقايضة,سكوت ناصر وتسهيل أمور بيعهم مقابل حصوله على نسبة من الارباح التي يدرها عليه ساري بالاضافة إلى أن ساري كان يستفيد من ناصر في إعطائه الأسماء التي تنافسه حتى يخلوا له البيع وحيداً في المدينة كلها.
وبدأت تجارة ساري وحمدان تزدهر يوماً عن يوم أكثر منذ قبل حتى أصبح ساري يمول مناطق عديدة لا حصر لها واصبح أحد أكبر التجار في هذا المجال.
وفتح محلاً تجاري حتى لا يتشبه في امره وكان يودع مبالغاً لعائلته في البنك.
مرت الاعوام ومازالت صفقة ساري والرائد ناصر مستمرة.
حتى تخرج أخاه طلال من الثانوية وقام ساري بتعليمه في خارج المملكة وإعطائه مبلغ يكفيه لمدة أعوام دراسته وطلب من البنك بصرف المبلغ المطلوب له على شكل تدريجي ومتقطع شهرياً لمدة طويلة.

نايف المطلق 03-09-2011 07:48 PM

((الفصل الثاني عشر))
"النذل"
تلبدت السماء كعادتها بالغيوم ووسط قطرات المطر التي بدأت تهطل كان ينظر ساري إلى حارته البسيطه وهو يتنهد بداخله وهو في إشتياق لأخاه طلال.
أخذ يتأمل كل زاوية تطل من النافذة يرى أحد المتعاطين ساقطاً في الشارع وكأنه شيء لم يكن موجوداً وينظر في النافذه المجاورة وهو يرى رجل يضرب أبنائه ويسمع في المنزل المجاور زوجان مختلفان.
لبس ساري معطفه وقبل رأس والدته التي طلبت منه البقاء قليلاً أخذت تتحدث معه عن الزواج والإستقرار أخذ يؤجل الموضوع وقبل رأس والدته وخرج.
إتجه إلى العزبة التي ينتظره حمدان بها,وأخذ حمدان يعطيه بعض الأنباء الجديدة التي بدأت تتوارد في مسامع الجميع في الأيام الماضية.
حيث أنه هناك بضاعة بكمية كبيرة ولو أخذوها ستدرعليهم مبلغاً كبيراً جداً وقد يتوقفا بعدها عن تجارة المخدرات,وحينما إلتفت ساري لحديث حمدان وهو يطلب ان تكون آخر عملية,إستطرد حمدان بأنه يريد العيش في أمان وإستقرار وينهي جو الرعب والخوف الذي يجتاحه في كل يوم.
هز ساري رأسه بالرضى والقبول وسأله عن مخاطر هذه العملية,أجابه حمدان بان الخبر قد أنتشر وأصبح لدى العديد ولا يخفيه أمراً بأنه قد يكون أيضاً لدى السلطات.
نظر ساري إلى حمدان وساله عن المبلغ الذي قد تدره عليهم هذه العملية,أجابه حمدان بأنه مبلغ لا يحلمان ابداً,وافق ساري على الفور ووضع يده على حمدان وهو يردد إنها العملية الختامية ولكن لكل شيء ضريبة.
وطلب وسيط جديداً وأخيراً لهذه العملية ويجب أن يكون من حارة مختلفة ولا ينبئ بالخبر إلا قبل العملية بساعات قليلة.
عاد حمدان لمنزلهم وإجتمع بأسرته ويسألهم عما ينقصهم وعما يحتاجونه.
أخذت الأم تتحدث وأسرعت مروج إلى غرفتها خجله إستغرب ساري من موقف أخته,وضحكت الام وهي تخبر ساري بأن شخص أتى لخطبتها وتبسم ساري وهو يسأل عن الشاب الذي تقدم لخطبة أخته مروج وأخذ إسمه وتمتم بأنه سيسأل عنه في الغد.
في صباح اليوم التالي أتصل ساري بالرائد ناصر وطلب مقابلته على وجه السرعه,التقيا في منطقة خاليه,وأخذ ساري يتحدث مع الرائد ناصر وكان يريده لأمرين.
الأمر الأول هو يريد السؤال عن رجل تقدم لخطبة أخته مروج
الأمر الثاني كان يريد أن يتحدث معه في العملية القادمة.

نايف المطلق 03-09-2011 07:49 PM

((الفصل الثالث عشر))
"تبادل المنافع"
وهنا قدم ساري ورقه صغيره للرائد ناصر بها إسم الشاب وحينما فتحها الرائد ناصر وجد بداخلها إسم أحد العسكر الذي يعملون تحت إدارته وهو يمدحه ويثني عليه.
وعندما بدأ النقاش حول العملية أخذ الرائد يستمع إلى ساري بدقه وهو يتعجب لأفكار ساري.
وهنا أخرج ساري من جيبه شيك بمبلغ كبير ونظر إلى الرائد ناصر ووضع يده على كتفه ويطلب منه إنتظار النصف الآخر من المبلغ.
وبدأ يعطي ساري الرائد ماذا يريد منه في هذه العملية,فساري يريد أن يضع الشاب الوسيط تحت مجهر الرائد ناصر.وبأي وسيلة كانت يريد من الرائد ناصر إخراجه هو وحمدان من القضية بشكل تام.
وأنهم سيذيعون إشاعة بأن البضاعة ستأتي من الطريق المؤدي من جده إلى الطائف وليس بطريقة التهريب ولكن في الواقع ستكون البضاعة مهربة.
وأن يريد أن يضع بضاعة خفيفة جداً تكفي لإلقاء القبض على الوسيط حتى تتضح بأن العملية إنتهت وعلى خير ما يرام وأما الرائد سيكون مربحة مضاعفاً يلقي القبض على جاني وعلى بضاعة وعلى مبلغ زاهد من المال.
وافق الرائد ناصر على الفور وهو يتعجب مع عقليه ساري الغير مكمل تعليمه.
عاد ساري إلى العزبة وجلس وإقترب منه حمدان يسأله عما جرى بينه وبين الرائد فبشره ساري بأن العملية ستتم وأن موعدها قريب جداً.
وبعد يومين جاء العريس ماجد وطلب يد مروج ووافق ساري على الفور بل وجعل موعد زواجهم بعد أسبوعين من الآن.
تمت المراسم على خير ما يرام وذهبا العروسين في شهر العسل.
وبعد إنتهاء المدة عاد ماجد ومروج وبدأ ماجد يزاول عمله.
جهز ساري للعملية التي من المفترض أن تكون بعد يومين من الآن
أخذ ساري وحمدان يتأكدان بأن الامور كلها تسير على مايرام وان الإشاعة بدأت تأخذ صيتها في أرجاء المنطقة الغربية,وأخذ الرائد ناصر يجهز القوات التي تنتظر البضاعة لتلقي القبض على الوسيط.
وإلى الآن لم يختار ساري وحمدان الوسيط الذي سيتورط في هذه القضية برمتها.

نايف المطلق 03-09-2011 07:50 PM

((الفصل الرابع عشر))
"نقطة تحول"
يوم العملية.
إستيقض ساري من نومه الذي في الواقع لم يكن سوى بعض من الكوابيس.
لبس ثيابه وإتجه إلى العزبة حيث ينتظره هناك حمدان.
وهنا قرر ساري ولأول مره أن يذهب هو وحيداً بدلاً من حمدان ليتفاوض مع الوسيط رغم إلحاح حمدان إلا أن ساري أصر وبشكل حاسم.
سأله عما كان كل شيء كما هو مخطط له وإنطلق إلى حارة تبعد عنهم بقليل وإتجه إلى أحد تجار المخدرات هناك وأخذ يتفاوض معه حول البضاعه التي سمع عنها وأنهم متاكدون بأن الأمور ستسير على ما يرام وأن المربح سيكون هذه المرة بالنصف.وافق على الفور التاجر واتفق مع ساري بأن القضية ستكون بين متناول يديهم.
وفي الساعة الثامنة مساءاً من ذلك اليوم
تحركت الشاحنه من مدينة جده وأخذت القوات تأخذ مواقعها في نقطة التفتيش المؤديه إلى مدينة الطائف وفي منتصف الطريق وأثناء توقف سائق الشاحنه لقضاء حاجته ركب في مكان السائق وتركه جشعاً منه ليأخذ البضاعة وحده وهذا ماكان يخطط له ساري أساساً.
لأنه على علم بان هذا التاجر جشع ومتسرع في كل قراراته.
إنطلق الوسيط بنفسه متجه الى الطائف وبعد ساعة وصل إلى نقطة التفتيش طلب منه العسكري الرخصة وهنا أخرج الوسيط الرخصة وطلب ان يكشف على الشاحنه فأنطلق الوسيط بسرعه عالية وبدأت القوات بإطلاق النار على إيطارات الشاحنة.
توقفت الشاحنة وخرج الوسيط رافعاً يديه لأعلى وقام بتسليم نفسه وأخذوا بوضع "الكلبشات في يده" ونظر إلى الرائد ناصر وهو يقول لي شريك في الجريمة يدعى ساري,هنا احس الرائد ناصر بأن مستقبله أصبح مهدداً بالخطر والتفت وإذا بأحد الضباط يسأله عن ساري فأجاب بأن أحد الصبية معه يراقب ساري وهو يأخذ بقية البضاعة بالتهريب هنا أبلغت القوات البحث والتحري عن ساري وأخذ الوسيط يدلهم عن مكان ساري بعد أن أصبح مراقب من قبل أحد الصبيه وأنه يريد الاتصال به لمعرفة مكانه وأخذ الهاتف على الفور واتصل بالصبي الذي كان يراقب ساري من بعد وارشدهم إلى الطريق , سمع ماجد الخبر وقام بالاتصال بساري الذي تعجب من إتصال نسيبه به في هذا الوقت ولكن لم يعطي الأمر أي إهتمام و قام الرائد ناصر بإجراء مكامله هنا فهم ساري المغزى ورد على الاتصال وطلب منه ناصر بأن يغير ساري إتجاهه بأسرع وقت ممكن.
وبالفعل أخذ ساري يضع البضاعه في شاحنه يقودها صديقه حمدان ونظر إليه وكأنها نظرة وداع وطلب منه أن لم يعد أن ينتبه لأمور عائلته.

نايف المطلق 03-09-2011 07:50 PM

((الفصل الخامس عشر))
"تهور"
إتجه ساري إلى منطقة بعيده وسيارته فارغه من أي شيء وكان يريد الاتجاه إلى منطقه جبلية لا يجده أحد حتى ينتهي الأمر بواسطة الرائد ناصر وإن وصل الأمر لإغرائه بمبلغ من المال.
إنطلق ساري بسرعة عاليه وسط الجبال والظلام الحالك الذي يغمر المنطقة.
...
طلب الرائد من الوسيط أن يركب بسيارته ليذهب للقسم ليكملوا التحقيق حول قضية ساري وإنطلق الرائد ساري بسرعة كبيرة وحيداً مع الوسيط حتى وصلا لطريق لا يراهم به أحد وهنا أوقف السيارة ونظر خلفه واخذ بتكسير الحاجز الصلب الذي بينه وبين الوسيط وهنا تعجب الوسيط حتى كسره ونظر إليه ثم أطلق النار في وجهه واخذ الرائد الناصر بجرح رقبته حتى تكون وكانها قضية اعتداء حصلت له وهم في المركبة وأخذ السيارة ليجعلها ترطم في الجدار المجاور أتصل فوراً بدوريات الأمن.
أما ساري هنا فقد محي عنه جانب واما الجانب الثاني فلابد من معرفة الصبي الذي يعمل مع الوسيط.
ونظر ساري من الخلف فوجد أضواء سيارة تطارده وما أن إلى أمامه وجد جرف حاول أن يضغط على المكابح ولكنه كان مسرعاً وسقطت السيارة في الجرف وإحترقت .
...
إنتظر حمدان صديقه ساري وحاول الاتصال به ولكنه لا يجيب وذهب منطلقاً في الطريق الذي سلكه ساري .ورأى من بعيد أضواء النار تشتعل واسرع فوجد السيارة ساقطه ونظر إلى سيارة واقفه بجوارهم وعندما اقترب منه هرب بسيارته.
أسرع حمدان ليجد صديقه ساري يلفظ انفاسه الأخيرة أسرع به إلى أقرب مستشفى.
في صباح اليوم التالي دخل شاب على الرائد ناصر وهو يخبر بأنه يعرف مكان ساري فأتصل الرائد بالعسكر ليلقوا القبض على هذا الشاب لأنه الشريك الحقيقي للعملية وليس ساري وأنه يتهم أحد المواطنين بقضية لا أصل له فيها.
دخل ماجد إلى الرائد ناصر في نظرة تعجب وذهول وشكره على ما فعله و أقسم له بأنه سيكون سراً دفيناً للأبد.
وسأله عن ساري فأنزل رأسه وهو يدع له بالرحمة هنا إقشر بدن الرائد ناصر لما سمعه مدى قذارة الاموال التي توصلها إلى هذا الحد من الجشع حيث أنهم يساوموا على أرواح الناس.
ووضع يده على كتف ماجد وخرج ليكمل اجرائات التحقيق مع الصبي ليلفق له القضية بشكل تام.

نايف المطلق 03-09-2011 07:51 PM

((الفصل السادس عشر))
"العودة من الصفر"
فتح ساري عينيه وبعد مرور 3 أعوام ينظر إلى أرجاء الغرفة بصمت وتعجب
يرى الاطباء حوليه أحدهم يمسك بيده وأحدهم يسأله والثالث يصرخ والممرضات في الحجرة ويتصادمن وشخص ملتحي يبعد الاطباء من أمامه ويعانقه بشده ودموعه تسبح في وجه ساري.
لقد كان حمدان بعد أن هداه الله فقد إلتزم.
أراد أن يتحرك ساري من ساري ولكن لم يستطع أحس بثقل فضيع وبدأ الصراع داخل رأسه يشد من الموقف الصعب.
نظر إلى حمدان وهو يساله عن المكان وماذا حصل له,هنا عانقه حمدان مرة اخرى وهو يقول "كل شيء في أوانه"
مرت الساعات أمام حمدان وهو سعيد لدرجة عظيمة بعودة صديقه.
خرج وإتصل بوالدة ساري وهو يبشرها بهذا النبئ وأخذت أخته مروج الهاتف من أمها من شدة محبتها لأخيها ساري,وطلب منهم البقاء في المنزل وأنه سيأتي إليهم في الحال.
دخل حمدان المنزل وهو في فرحة تملئها الدموع يقبل رأس والدة ساري ,وبدأت تلح عليه بانها تريد الذهاب اليه اليوم ولكن أقنعها حمدان بانه سيطحبها هي ومروج في الغد.
وهناك في المستشفى كان ساري يعيش أكبر صدمة في حياته حيث أنه لم يستطيع التحرك بسبب بقائه على السرير لمدة 3 أعوام.وأخذ يتذكر شريط حياته ويتألم كثيراً ويتألم ضعف الانسان وقدرة الله سبحانه وتعالى ودموعه على تسبح في وجهه تاركه معاناة اعوام بلا أي نتيجة.
في صباح اليوم التالي أوقضت ام ساري حمدان وطلبت منهم أن يصطحبوها للمستشفى.
أمسك حمدان بيد مروج التي أصبحت ضريرة وذهبوا إلى المستشفى لرؤية شخص إشتاقوا لرؤيته أعوام كثيرة.
دخلت أم ساري مسرعة وهي تحتضن يد إبنها وتبكي بكاء شديد وأمسك حمدان بيد مروج التي غدت ضريرة كل هذه المشاهد مرت امام ساري في تعجب واضح وكبير.
وبعد مرور اللحظات الصعبة,إستغرب ساري بقاء مروج كاشفة وجهها ولابسة نظارة شمية,وإقترب منه حمدان ليحكي له كل شيء.

نايف المطلق 03-09-2011 07:52 PM

((الفصل السابع عشر))
"إنه خطئي"
فماجد بعد ان إكتشف بأن ساري تاجر مخدرات ,إنقلب حاله بشكل جذري أخذ يعاير مروج به وبأنه لا يتشرف بها كزوجة ولم يطلقها بل كان يعذبها ويمنعها من زيارة والدتها حتى طلب منها في إحدى الأيام وفي منتصف الليل أن تقوم بالطبخ له وأثناء قيامها قام بدفعها فأرتطم رأسها "بالجدار" وأغشي عليها وهنا ذهب بها للمستشفى فأكتشف أنها ضريرة , وعندما سألوها أجابة بأنها هي قد إرتطمت في الجدار ووجد ماجد أن خير وسيلة يبتعد فيها هي أن يطلق مروج.
ثم صمت حمدان وأخذ ساري ينظر إليه بنظرة الاستطراد,تنهد قليلاً حمدان
وبعد طلاقها بسنه تقدم لخطبتها وأن ساري كان في المستشفى وطلال سيعود بعد عام من الآن.
وأخذ ساري يسأل عن طلال وعن احواله وعن أحوال كل الجيران وهو في ألم بداخله ولعله كان يريدهم أن يرحلوا من المستشفى بعد ما سمعه من حمدان.
وإنتهت الزيارة وخرجوا,وهنا أحس ساري بأنه السبب بكل ماحصل لعائلته من مآسي,دخل عليه الطبيب وهو يطلب من ساري التحظر لجلسات العلاج حتى يستطيع القيام والعودة كما كان,وسط دهشة منه ثم أومئ بعدم الرضا.
حيث انه لايريد أن يرى الناس وكانه إستيقض من كابوس وذاهب إلى كابوس أقسى وأمر بكثير.
عاد حمدان للمنزل مع مروج وام ساري وأخذ يحكي لمروج بأنه قلق حيال أمر ساري وأنه يشعر بأنه في كابوس لا يستطيع الاستيقاض منه أبداً
وخرج حمدان من المنزل رغبة منه في تبشير أهالي الحي الذ يعيشون به وعندما خرج وجد ماجد امامه وبدأ يساله إذا ماكان ساري قد إستيقض وهل سيسلم منه وأخذ حمدان ينصحه بان يبتعد بشكل كلي عن المنطقة فساري كان يحب اخته حباً كبير,وأن وجوده سيكون بمثابة خطر على نفسه.

نايف المطلق 03-09-2011 07:52 PM

((الفصل الثامن عشر))
"الشيطان عاد"
بعد مرور 6 أشهر خرج ساري من المستشفى الذي بقي فيه ثلاثة أعوام وسته أشهر طريحاً للفراش.
خرج وكانه طفل حديث الولادة متعجباً وكأن الستة أشهر لم تكن كافية حتى يتفهم ويتسوعب الصدمات المتتالية,خرج ساري وعاد لمنزله الذي كان يعيش فيه منذ طفولته.
وبعد اسبوع ذهب ساري لصديقه حمدان بحثاً عن أمواله التي كان قد تركها مع حمدان,إلا أن حمدان أكد له بأنه تبرع بكل ريال إلى الجمعيات الخيرية,وخيم الصمت على تعابير ساري الذي لم يعير الموضوع أي إهتمام فالاموال ذهبت وما عساه أن يفعل.
ومن هنا بدأ ساري يبحث عن عمل له بعد أن باع حمدان المحل التجاري الذي أنشأه بعذر أنها نقود محرمة.
أخذت الأيام تجري وساري مازال يبحث بها عن عمل ولكن لاجدوى أبداً.
وفي إحدى الليالي وكعادتها المدينة تمطر بشكل غزير خرج ساري عند عتبة باب المنزل وهو يرى أحدهم يسير ويترنح يتخبط هنا وهناك,أمسك به ساري قبل أن يسقط وعندما نظر إليه ضحك الرجل وهو يشير إلى ساري أحد أكبر تجار المخدرات وأخذ بلعن ساري وشتمه وأنه السبب في كل ماحصل له من مصائب وأنه سبب تشتت عائلته وسبب طلاقه من زوجته.
ومن هنا مازال ساري يعاني من هذه المشكلة خصوصاً بعد أن تناول العسكر إسم ساري بعد عمليته الاخيرة على هيئة مشتبه به.
ولكن مازال ساري يهرب من الماضي بشكل قطعي ويبحث عن عمل يكسب به رزقه بالحلال.
فعندما يتقدم عند أي وظيفة يجد الأسئلة الروتينية,هل سبق لك العمل..؟؟
هل تملك شهادة جامعية,هل معك شهادة خبرة...؟؟
وكان ساري يلوح دائماً بأن الحياة قد ضاقت به خصوصاً بعد ما حصل له من مآسي في الحياة.
بعد مرور ستة أشهر عاد طلال إلى السعودية وسط ترحيب وفرحة كبيرة من عائلته ومن اخاه الأكبر ساري حيث أنه قد غاب عنهم فترة طويله.
وكانت فرحة ساري خصوصاً لا توصف بعودة أخاه ناجحاً مرضياً عليه.

نايف المطلق 03-09-2011 07:53 PM

((الفصل التاسع عشر))
"اشتد ساعده فرماني"
بعد شهر جاء تعيين طلال في إحدى المستشفيات الحكومية كطبيب وكان قد أخذ الطباع الغربية بشكل عميق ومحتكم حتى ان الغرور قد أخذ منه مبتغاه.
وبينما كان تجلس العائلة ويحكي لهم طلال عن الغربة وعن الحياة الغربية كان ساري دائماً ما يسأله إلا أن طلال كان ينظر لإخية بأنه شخص جاهل وغير متعلم
وساري يأخذ الأمور بكل رحابة صدر إلا أنه بداخله يعتصر.
وبعد مرور بضعة أشهر أخذ طلال يستعير من منزلهم والحي الذي يعيشون به وكان ساري يحاول أن يلغي هذه الفكرة من رأسه إلا أن طلال وبغرورة كان لا يرد على ساري بأي رد وكانت أم ساري تدلل طلال إلى أبعد درجة ولم ترفض له الفكرة ورحبت وقرروا الرحيل إلا ساري الذي فضل أن يعيش في بيتهم حتى يموت.
أخذت الأيام تصارع ساري تضربه يمين وشمالاً لا يقدر على عمل أي شيء لا يستطيع الحصول على وظيفة بالاضافة إلى أنه يرفض العودة لم كان هو عليه.
كذلك حال أخاه الذي لم يشكر ساري الذي كان يضحكي من أجل أن يوفر لقمة العيش له ولأسرته وترك الدراسة من أجل تحمل مسؤولية المنزل الأمر الذي جعل ساري يشعر بأنه إنسان لا قيمة له لدى عائلته.
وبعد تفكير عميق قرر ساري أن يذهب للرائد ناصر إلى مكتبه.
في صباح اليوم التالي إنطلق ساري إلى المركز الذي يعمل به إلا قبل دخوله رأى الرائد ناصر ينطلق بسيارته وذهب خلفه,حتى وصل إلى الجامعة التي تدرس بها إبنة الرائد ناصر.
نظر إليها ساري من بعيد وعندما ركبت السيارة رفعت الغطاء عن وجهها فقد كانت مها تتمتع بجمال كبير جداً.
عاد ساري ادارجه وقرر أن يقابل الرائد في التالي.
وفي صباح اليوم التالي ذهب ساري الى المكتب ودخل على الرائد ناصر وسط دهشة من ناصر ورحب بساري وطلب منه الجلوس.
وهنا طلب ساري من ناصر بأن يجد له على وظيفة ولكن ناصر لم يكن سيخدم ساري بهذا الموضوع حيث أن ساري يملك سمعة غير مؤهلة لجعله يعمل ومع هذا مثل الرائد ناصر لساري بأنه سيساعده على البحث عن وظيفة.

نايف المطلق 03-09-2011 07:53 PM

((الفصل العشرون))
"جنون"
بقي ساري حبيس منزلهم الذي يقطن في وسط تلك الحارة الشعبية التي يملئوها القفر والألم والقهر.
فلم يكن يخرج ولا يذهب لأي مكان لاسيما زيارة صديقه حمدان له بين الفينة والآخرى أما والدته فقد فضلت أن تبقى في المنزل الجديد الذي إنتقلت فيه مع إبنها طلال.
ورغم محاولات حمدان في إخراج ساري من الأزمة التي كانت تعبر مهجته إلا أن جميع محاولاته بائت بالفشل.
فبدأ الإكتئاب يعبر حياة ساري بأقصى درجاته فهو يرى كل شيء قدر رحل أمامه بالاضافة إلى جلد الذات الذي كان يشعر به مع عدم إيجاده لوظيفة يستطيع أن يجد منها لقمة العيش بشكل مستمر,لاسيما عائلته التي وكأنها نسيت ماذا قدم لهم ساري إلا مروج التي كانت تذهب دائماً مع زوجها حمدان لترى ساري.
حتى أنه بدأ يخلق أشخاص ليس لهم وجود أو قد رحلوا مثل والده ومثل شخصيات سلبية تجعله يعيش صراع قوي بينه وبين نفسه.
وبدأ يتأمل ساري حاله يوماً بعد يوماً حتى فرغ صبره وقرر أن يضع الخيار الأخير للرائد ناصر.
في صباح اليوم التالي ذهب ساري إلى مكتب الرائد وسأله عن إذا وجد له عمل ولكن إجابة الرائد كانت واضحة إنه لاعمل في هذا الوقت وهنا جن جنون ساري وطلب من الرائد ناصر خدمة بأن يتركه يعمل في المجال القديم دون أن يضيق عليه الخناق وهنا فقط أشار الرائد لساري بالطرد من مكتبه تبسم ساري وخرج والألم يعصر مهجته.
عاد ساري لمنزله وأخذ يبحث عن عمل مع أحد التجار المخدرات في تحدي واضح وصريح مع الرائد ناصر.
وبالفعل وجد مكان له مع أحد التجار وإستطاع ساري في فترة وجيزة أن يصنع لنفسه مكان ممتاز بين هؤلاء.
وبدأت الشكوك تدخل قلب حمدان الذي يسمع عن صديقه ولكنه لم يصدق حتى إلتقى به وحاول أن يستفسر منه ولكن صمت ساري كان واضحاً بالإضافة إلى أن ساري كان يحاول تغيير الموضوع.
ومع تضييق النقاش من قبل حمدان إعترف ساري رغبة منه في الإنتقام من كل شيء.

نايف المطلق 03-09-2011 07:54 PM

((الفصل الحادي والعشرون))
"لم تعرفني"
بدأت تكثر جرائم تجارة المخدارت بالاضافة إلى حصول مكافحة المخدرات على جثث مجموعة من الصبية الذين كان يروجون للمخدرات,وفي زمن قياسي عادت الجرائم تكثر بشكل ملحوظ وعلى أسلوب شخص واحد لايقدر أحد عمل مثل هذه الجرائم سوى "ساري" جن جنون الرائد ناصر.
طلب الرائد من العكسر القاء القبض على ساري وإحضاره للتحقيق معه وبالفعل في اليوم التالي القوا القبض على ساري في إشارة لإستسلام واضح منه.
وعندما بدأ الرائد ناصر بالأسئلة تبسم ساري وهو يطلب من الرائد وضع دليل قاطع يثبت التهم الموجهة ضده وتعجب من نظرة ساري وفي أثناء التحقيق رن هاتف المكتب وعلى ما يبدوا بأن أحد التجار قد ألقي القبض عليه وعندما طلب إسمه إكتشف أنه ماجد زوج مروج السابق متهم بقضية ترويج بعد أن اكتشف بسيارته بعض من كميات الكوكائين الكفيلة بجعله محكوم عليه بالقصاص.
اغلق الرائد ناصر الهاتف وهو ينظر لساري بنظرة اشمئزاز بحكم معرفته بشخصية ساري وذكائه فهو لا يخفى عليه بأن ماجد قد تورط بهذه الكمية عن طريق ساري الذي قد وضع المخدرات في السيارة.
وافرج الرائد ناصر عن ساري وطلب من المخبرين مراقبته بشكل دقيق.
عاد ساري للمنزل مارس حياته بشكل طبيعي.
إلا أن الجرائم لم تتوقف وهنا جن جنون الرائد كيف يقوم ساري بالعمليات من داخل منزله دون أن تلقي الشرطة القبض عليه.
وفي أحد الأيام ذهب الرائد بنفسه لمنزل ساري وطرق الباب وفتح ساري الباب وطلب منه الدخول.
دخل الرائد في محاولة واضحة منه بأن يتوقف ساري عن مثل هذه الجرائم,ومع هذا لم يعترف ساري بأي شيء,إلا أن الرائد حاول معه وأخذ يطلب منه أن يتوقف ويتوب مثلما تاب هو وينظر إلى ماحدث له وإلى عائلته جلس ساري إلى جوار الرائد ووضع عينيه في عين الرائد وبدأ يتحدث عن عائلته وعن المجتمع كيف لم ولن يتقبله بحكم الاخبار التي تتولى على مسامع الناس مع العلم بأنه لم يلقى القبض عليه أبداً.
وعن عائلته وكيف قد تركوه وحيداً وإلى والده الذي يتمنى أن يكون حقيقة وواقع وليس مجرد شخص قد رحل ويظهر في هواجس وأحلام يقضة.
تماسك الرائد ناصر وأخذ يستمع لساري دون أن يقاطعه

نايف المطلق 03-09-2011 07:55 PM

((الفصل الثاني والعشرون))
"مراوغة"
أخذ يحكي ساري إلى الرائد بالألم الذي تربى عليه وعن والده الذي كان يكرهه ولكن أحبه ولو يوم واحد وبعدها أصبح يتمنى عودته.
كان يحاكيه كيف كان يعيش في هذا الحي الذي لا يعيش به سوى الفقراء وذوي الدخل المحدود,كيف يعيشون وكيف يأكلون وكيف يشربون.
أخذ يعاير نفسه بالرائد ويقارن بين حياته وحياة الرائد,وكيف عاش وتربى الرائد.
وهنا وضع الرائد يده على ساري في إشارة للمواساة ومع هذا تماسك ياسر وطلب من الرائد ان لا يوقفه في رسالة جديدة وقوية من ساري إتجاه الرائد.
وهنا أوقف الرائد حديث ساري وأكد له بأنه سيكون حازماً معه بشكل قوي في حال ثبتت عليه تهمة ضحك ساري وخرج الرائد في صمت يملئ المكان.
أخذ الرائد يتجول في شوارع الحارة الضيقة وينظر إلى الأطفال وإلى الفاظهم النابية.
ويرى كيف هي ملتصقة البيوت ببعضها البعض وكيف لايوجد ساتر غير الله سبحانه وتعالى على تلك المنازل.
تعجب إلى حال هؤلائك البشر وكأنهم لا "يسكنون الأرض"
خرج من الحارة ودموع العين تملئ عينه وهو يطلب من المخربين عدم مراقبة ساري أبداً.
أصبح ساري حراً يستطيع القيام بعملياته بشكل مستمر ومع هذا لم يكن بفكر بجمع الأموال إنما يريد ساري أمراً كبير وبدأ يحقد على الأغنياء وعلى الضباط وعلى كل شخص في فمه ملعقة من ذهب.
لذلك قرر أن يتجرأ ليبث الرعب بداخلهم بشكل قاسي جداً
ومن هنا بدأ ساري يخطط بشكل كبير وعميق.

نايف المطلق 03-09-2011 07:55 PM

((الفصل الثالث والعشرون))
"لست معكم"
دخل طلال وأم ساري إلى منزل ساري وجلسوا وخرج ساري من غرفته وسلم على والدته وأخاه.
وبدأت تسأل والدته عن كيف يعيش وكيف تسير أموره فكان يجيبها بالخير ومع هذا لم يتعب على والدته أبداً.
وأخرج من جيبه مبلغاً ووضعه في يد والدته في نظرات قاتله من طلال وهو يطلب من والدته أن تعيد النقود لساري وهنا أخذ طلال يرفع صوته بأن نقود ساري محرمه وأن ساري شخص جاهل وغير مؤهل ليحصل على أموال مثل هذه بالحلال.
صمت ساري من أجل والدته التي تحاول أن تسكته وجلس ساري إلى جوار أخيه طلال ووضع يده على كتفه وتبسم ثم أخذ ينظر إلى طلال من أصغر أصبع له حتى آخر شعرة في رأسه في تمعن واضح ثم إستفزه هل هو متأكد إذا ماكان قد يرتديه قد يكون حلال بشكل تام.
وقف طلال هنا وأخذ يد والدته وخرج من المنزل إلا ان الوالدة عادت وقدمت كرت دعوة لزفاف طلال في الأسبوع المقبل,تبسم ساري وهو يردد مبروك طلال.
عادت ام ساري وطلال الى المنزل وأخذ طلال يصرخ من فعل ساري وهنا توقفت الوالدة وهي توبخ إبنها وتخبرها بأن جهل ساري هو سبب حصوله على هذه الشهادة وطلبت منه أن يتصل بحمدان حتى يأخذها من منزل طلال في دموع على وجه الوالدة التي شعرت بأنه ظلمت إبنها كثيراً.
جاء حمدان بعد أن إستقبله طلال في برود تام وأخذ والدته وذهب بها إلى المنزل دون أن تتحدث معه في أي شيء حصل بينها وبين طلال.
وصلوا المنزل وجلس حمدان وأم ساري ومروج يتحدثون وأخذت تتحدث عن اخاها ساري وأنها خائفة عليه وهي ترجوا حمدان بأن يذهب إليه ويحظره إلى المنزل.
ومع معرفة حمدان بأن ساري لن يستمع له بسبب طبيعته العنيدة إلا انه قرر أن يحاول فهو في مقام أخيه وصديقه المقرب إلى قلبه.
ذهب حمدان لساري يطلب منه أن يسكن معه ومع أخته إلا أن ساري ضحك وهو يطلب بشكل إستهزاء من حمدان بأن يضع في يده مصروف وأن يعمل ويكدح من أجله وليس من أجل عائلته.
صرخ حمدان وصفع ساري في وجهه وهو يطلب منه أن ينسى الماضي وينسى أي جرم إقترفه وأن يتوب إلى الله ومع هذا ساري لم يتحرك به ساكن على العكس زاد كرهه للدنيا ومن هنا إكتشف حمدان بأن ساري مريض نفسياً ويحتاج لطبيب حتى يعالجه.

نايف المطلق 03-09-2011 07:56 PM

((الفصل الرابع والعشرون))
"إنه القرار الأخير"
جلس ساري متألم بأعماقه يتذكر عائلته بتذكر كيف عاش وكيف أصبح الناس تعامله وحتى صديقه حمدان أصبح عدو له.
وأخذت الشخصية السلبية تزيد من كرهه وتطلب منه أن ينتقم بأي شكل كان بأي طريقة كانت أو ستكون.
وحتى والده الذي مات من أعوام كثيرة كان يحادثه في رسالة بأن يأخذ حقه وان بريئ من الجريمة التي قتل بها.
زاد كره ساري زادت النار بداخله وأخذت المتناقضات تدخل عقله كيف والده الطيب قد ضرب أخته ووالدته وضربه في الماضي وكيف هو في الحقيقة رجل طيب.
كان يسأل نفسه حتى أحس بالجنون وتذكر كيف كان الرائد ناصر رجلاً شريراً وفي يوم أصبح رجلاً يطبق العداله وكيف للإنسان أن يعيش بشخصيتين.
حتى سقط على الأرض مغشياً عليه وعلى مايبدوا بأن ساري قد يكون يعاني فعلاً من مرض نفسي مر كان سببه الماضي الذي عاشه وآساه وعائلته والمجتمع والحارة .
كل هذه الامور تراكمت وخرجت عليه في سابقة واضحة.
عندما إستيقض خرج من المنزل.
إتصل بكل الذين يشاركهم الجرائم وطلب منهم الإجتماع معه.
وعندما وصلوا طلب منهم أن يصنتوا له وبأنه سيجلعهم يصبحون ذو شأن قوي ورفيع جداً.
ولكن يجب ان يطبقوا كل شيء العمليات كما يطلب منهم.
وبالفعل في صباح اليوم التالي إستقبلت الشرطة إتصالات عديدة تنبئ عن سيارات مليئة بالمخدرات.
وبعد التحقيق في السيارات إكتشفوا بأنها ملكيات للعسكر وخصوصاً الذي يعملون تحت رئاسة الرائد ناصر.
وصل الخبر إلى الرائد ناصر وأخذ يصرخ على العسكر بأن ساري أصبح مطلبه الاول والأخير بعد ان أصبح يتسقطب المراهقين ذو الاعمار الصغيرة ما تحت الثامنة عشر من عمرهم.
لم يكن بيد الرائد ناصر سوى أمر وحيد ويجب ان ينفذ ((يجب أن يلقى القبض على ساري ويسجنه بأسرع وقت ممكن))

نايف المطلق 03-09-2011 07:57 PM

((الفصل الخامس والعشرون))
"الوداع أيتها السماء"
جن جنون الرائد الناصر الذي قرر بالقيام بأكبر عميلة مداهمة عرفتها المنطقة بكاملها.
جهز القوات في تأهب واضح وسري.
بلغ ساري الخبر
في ساعات ملئها الهدوء والغرابة فساري أصبح مجنون "رسمي" لا سيما الشخصيات السلبية التي كانت تاتيه في يقضته تامره بالانتقام لوالده ولنفسه.
كانت الساعات الأخيرة لتلك الحارة قاربت على الانتهاء.
أخذ العسكر مواقعهم وطلبوا من ساري الخروج من منزله وتسليم نفسه في سيناريو مشابه لما حدث مع والده
قطعت الكهرباء وبدأ الكل تبادل اطلاق النار من ساعات الليل المبكرة
في محاولات عسكرية تكاد تنبئ بفشل ناصر
وفي الساعات الاخيرة من الليل توقف اطلاق النار
خرج ساري من باب منزله وهو ينظر إلى السماء التي أنبئت بأول قطرة من المطر تسقط على رأس ساري الذي خرج في صمت ينم عن الغضب
نظر إليه واخذ يصرخ "رحل والدي" رحل الجميع من هنا" حتى أنت يا ناصر سترحل مثلهم" الكل رحل الكل راحل"
لم يكاد يكمل ساري جملته حتى اطلقوا النار على الصدره الذي استقبل براحبة العيارات النارية.
سقط على ظهره ليودع تلك القطرات إلى الأبد
أخذ يحرك شريط حياته الأسود ليغمض عين ويفتح الأخرى اغلقهم واغلق معهم ملف أرق الجميع لفترات طويلة.
((تمت))
نايف أحمد المطلق

أحمد فؤاد صوفي 03-09-2011 09:17 PM

القراءة ممتعة . .

سأتابعك للآخر . .


تقبل تحيتي واحترامي . .


** أحمد فؤاد صوفي **

سحر الناجي 03-10-2011 02:08 PM



نايف المطلق ..
أرحب بك سيدي كما تنحدر الأضواء من سفح الكون ضاحكة إلى هامش الظلام بحفنة قناديل ولا أبهى ..
سلسلة ممتعة بلا ريب , وقد أعاود الحلول هنا لاختيار الأجمل من هذا العقد القصصي ..
تقبل عبوري بتراتيل تقدير وعرفان ..
سلام على روحك ..


الساعة الآن 06:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team