![]() |
*** نصوص القائمة الرئيسية / القسم الفلسفي ...
1- حقيقة الإنسان / حكمت خولي حقيقَةُ الإنسان 1 أيها الإنسانُ الكئيبُ المكدودُ ما لي أراكَ دائمَ التَّذمُّرِ والشَّكوى والأنين؟ أُحسُّ بكَ وكأنَّكَ أضعْتَ ذاتَكَ فأصْبحْتَ هائماً تائهاً في صَحارى مُقْفرَةٍ جَدْباء ..... أُحِسُّ في أعماقِكَ صَقيعَ الوحدَةِ الموحِشةِ وكأنَّكَ تَقفُ وحيداً في خَضَمِّ الأهوالِ ، تَتقاذَفُكَ أمواجُ اليأْسِ والضَّياعِ ......حُشودٌ من الخواطِرِ الجارِحَةِ تُدْمي نَفسَكَ بأشْواكِها اللاذِعَةِ ...تحاوِلُ أن تَفْلُتَ وتَفُرَّ منها ، فتَقْمعُها وتُخْفيها في أعماقِكَ السَّحيقَةِ وتَتخَيَّلُ ، وبكُلِّ بساطَةٍ ، أنَّها اخْتَفتْ وتَلاشَتْ ....ثُمَّ تُحاولُ أن ترْميَ كُلَّ ثِقَلِها المكْبوتِ والمُؤْلِمِ على ظروفِ حياتِكَ المَعيشيَّةِ وعلى ما تُعاني من آلامٍ جَسَديَّةٍ ونَفسيَّةٍ ....ألا ترى يا أخي أنَّ كُلَّ هذه المُحاولاتِ ليسَتْ سوى حيلٍ لِتُخْفي وراءها حَقيقةَ مُعاناتِكَ ومَرَضِكَ ؟ فالإنسانُ كائنٌ عاقِلٌ يَعي ويُدْرِكُ ويَتساءلُ ويُحاولُ أن يُمَنطِقَ القَضايا والأُمورَ ، ويُحِسُّ في أعْماقِهِ بتَساؤُلٍ وُجوديٍّ خَطيرٍ ومريرٍ ...من أنا في هذا الكون ؟ وما الهَدَفُ والغايَةُ من وجودي فيهِ؟ وهلْ أنا أقِفُ وحيداً مُنعزِلاً أمامَ أعاصيرِ الوُجودِ؟ حاوَلَ فِكْرُ الإنسانِ أن يُجيبَ على هذه التَّساؤلاتِ عبْرَ الزَّمانِ الطَّويلِ ومن خِلالِ الأساطيرِ وآلافِ المذاهِبِ الفَلسَفيَّةِ والدِّينيَّةِ ... وكمْ شَهَدَ تاريخُ الفِكْرِ حروباً وصِراعاتٍ مَريرَةً ودامِيَةً من خِلالِ مُحاولاتِهِ الإجابَةَ عليها ... فقَد نَجَحتْ بعْضُ المَذاهِبِ بإدْخالِ شيئٍ منَ الطَّمأنينةِ إلى فِكْرِ الإنسانِ وفَشِلَتْ مذاهِبٌ كثيرَةٌ في أداءِها ....وأنا لا أُريدُ أن أغوصَ في هذا الخِضَمِّ المُرْعِبِ والمُخيفِ ... صِراعُ الأفْكارِ ........ 2 ولكِنَّني أتَساءَلُ هنا عنِ السَّبَبِ العَميقِ الكامِنِ وراءَ الشُّعورِ بالضَّياعِ وبعَبَثيَّةِ الحياة. وأعْتَقِدُ أن الجَّوابَ بسيطٌ ؛ ففقْدانُ الإحْساسِ بالغائيَّةِ والقَصْديَّةِ واسْتمْراريَّةِ الحياةِ الفرْديَّةِ يَخْلُقُ عند الإنسانِ الشُّعورَ بالتَّذَمُّرِ وبتَفاهَةِ وعَبثيَّةِ ما يَقومُ به ويَسْعى إليهِ . فإذا لم يَشْعُر الإنسانُ بقصْدٍ وغايَةٍ وهَدَفٍ يَعيشُ ويَسْعى له ،وباسْتمْراريَّةِ مفاعيلِ هذا الهَدفِ تُصْبِحُ كُلُّ أحاسيسِهِ عَبثيَّةً وسلْبيَّةً وكأنَّهُ يَقومُ بتَمْثيلِ دورٍ تافِهٍ فُرِضَ عليهِ بدونِ قَناعَةٍ وقُبولٍ منهُ . ومن هذا الإحْساسِ بالعَبَثيَّةِ والضَّياعِ ولا جَدْوى الحياةِ تَنْبُعُ كُلُّ المشاعِرِ السَّلْبيَّةِ الأُُخْرى . يَقِفُ الإنسانُ أمامَ الموتِ مُتَسائلاً : لماذا أنا في هذا الوُجودِ ؟ لماذا جِئتُ وأعيشُ وأتحَمَّلُ كُلَّ هذه العذابات ؟ أليسَ كُلُّ هذا ضَياع بضَياعٍ وتَفاهة بتفاهةٍ ؟ يَهرُبُ من كابوسِ هذه الأفكارِ فيقْمَعُها ويكْبُتُها ليعيشَ حياةَ التَّفاهةِ مُنغمِساً بشَتَّى ألوانِ المِتاعِ الكاذِبةِ المُزَيَّفَةِ . ما دامَ كُلُّ شَيءٍ سَيَنتهي إلى التُّرابِ فلماذا لا يَغْرُفُ من كُلِّ شَيءٍ وبلا حسابٍ؟ ما دامَ كُلُّ شَيءٍ إلى زوالٍ فمنَ المُحالِ أن يُبْقي الإنسانُ على شَيءٍ من القِيَمِ في أعماقِهِ .....يَضيعُ الإنسانُ ويَتيهُ ، يَهْرُبُ من فكرَةِ عَدَميَّةِ المَوتِ ليَذوقَ مرارَتَها في كُلِّ شَهيقٍ وزَفيرٍ ...... هذه هيَ مُشْكِلَةُ الإنسانِ ككائنٍ عاقِلٍ واعي . يَبني القصورَ والقِلاعَ ويَجْمَعُ المال يَشَيِّدُ الحَضاراتَ ويَتباها بالسُّلطانِ آمِلاً أن يَخْتَبيءَ وراءَها ويَفْلُتَ من فكرَةِ المَوتِ فَفَهْمُنا للموتِ ومَفهومُنا عنهُ هو الدَّاءُ والدَّواءُ ...ومحْوَرُ تَفكيرِ الإنسانِ وبنْيَةُ 3 كَيانِهِ الدَّاخليِّ تَقومُ على عقيدَةِ الموتِ .هل الموتُ نهايَةُ كُلِّ شَيءٍ وبوَّابةُ العدمِ المُطْلقِ ؟ فإذا بَنى حياتَهُ على هذا المُعْتَقَدِ الدَّفينِ تُصْبِحُ جميعُ أحاسيسِهِ ومَشاعِرِهِ سَلْبيَّةً وعَبَثيَّةً .....أم أنَّ المَوتَ حالَةُ تَحَوُّلٍ وانتِقالٍ من مستَوىً وجوديٍّ ما إلى مستَوىً آخر يُتابِعُ فيهِ مَشْروعَ بِناءِ وهَيكَلَةِ ذاتِهِ ؟ وهنا أسألُ نفسي إذا كنتُ أعتَقِدُ فعلاً وحقيقةً بوجودِ كائنٍ إلهيِّ سرمَديٍّ لا يُفْهَمُ الكَونُ ولا يَصُحُّ أو يَقومُ بدونِهِ .؟ ومن أنا وأينَ أنا من هذا الإلهِ ؟ إذا لم أكُنْ كائناً روحيَّاً خالداً فبماذا يَهِمُّني هذا الإلهُ وماذا يُخيفُني منهُ؟ ولكن ما دُمْتُ أعتَقِدُ بوجودِ كائنٍ إلهيٍّ خالِدٍ وأعْقُلُ ضَرورةَ وحتْميَّةَ وجودِهِ فأنا بالضَّرورةِ أحمُلُ شَيئاً منهُ وأُشارِكُهُ ديمومةَ البقاءِ فضَرورَةُ وحتْميَّةُ وجودِ كائنٍ إلهيٍّ تُفضي إلى ضَرورةِ وحَتْميَّةِ وجودِ كائنٍ روحيٍّ خالدٍ في الإنسانِ...وهذا الكائنُ يَأْتي إلى الوجودِ المادِّيِّ بمُهمَّةٍ قاصِدَةٍ واعِيَةٍ هادِفَةٍ تُعْطي لحياتِهِ معنىً واضِحاً وهَدَفاً جَليَّاً ...يَأْتي الوجودَ كذَرَّةٍ روحيَّةٍ صافيَةٍ ليس لها هُوِّيَّةً ذاتيَّةً ، ومن خلالِ الوجودِ المادِّيِّ المُعاشِ وبالإنصهارِ المُتتالي بآتونِ المِحَنِ والتَّجارُبِ تُصْبِحُ له هُوِّيَّةٌ ذاتيَّةٌ فرديَّةٌ ...ولهُ الحَقُّ المُطْلَقُ والحُرِّيَّةُ الكامِلَةُ باخْتيارِها ........ وهكذا تُصْبِحُ الحَياةُ ذات معنى جوهري بل تُصبِحُ مشْروعاً لبناءِ الذَّاتِ الفرديَّةِ المُصفَّاةِ من شوائبِ المادَّةِ لتَعودَ نوراً نَقيَّاً إلى منابِعِها الأصيلةِ ،بعد أن تكونَ قد خاضَتْ غِمارَ الحياةِ وأصبحتْ ذاتَ شخصيَّةٍ مُتمَيِّزةٍ ... فالإنسانُ كائِنٌ روحيٌّ سابقٌ للجَّسَدِ وهو باقٍ بعد الموتِ ولا يَقِفُ بمُفردِهِ في هذا 4 الوجودِ ؛ فهو ومضَةٌ منَ الكينونةِ الإلهيَّةِ النُّورانيَّةِ الخالدَةِ الَّتي تَرعاهُ في مَسيرَتِهِ الذَّاتيَّةِ وتُقوِّي عُضُدَهُ ليَعودَ إليها بعد اكتمالِ الطَّريقِ وانتِهاءِ الإمتحان .. فلو اعتبرنا من هذه النَّتيجةِ وأيقنَّا أنَّنا هنا في مدرسَةٍ نترقَّى فيها من مستوىً إلى آخر لأصْبحَتِ الحياةُ جنَّةً نتسابقُ فيها لنيلِ جوائِزِ التَّرقِّي والصُّعودِ ، ولم يَبقَ لطاغوتِ المالِ والجَّاهِ والسُّلطانِ والشَّهواتِ أيُّ تأْثيرٍ علينا ..ثُمَّ تتلاشى كُلُّ الخواطِرِ والأفكارِ السَّلبيَّةِ في نفوسِنا عندما نُدرِكُ أنَّنا طُلاَّبٌ نجتازُ امتحانَ الحياةِ وعلى كُلِّ طالبٍ أن يَكُدَّ ويتْعبَ ويُكافِحَ ويُعاني المَرارةَ وضَنكَ العيشِ ليَنالَ الفوزَ والنَّجاحَ ؛ فبقدرِ ما تَنْجَلي في أعماقِنا صورَةُ الله ِالحقيقيِّ وبقدر ما نَكْتشِفُ في ذواتِنا أنَّنا ومضاتٌ من هذا الإلهِ بقدرِ ما نُقَيِّمُ ونُقَدِّرُ ذواتَنا حَقَّ التَّقْييمِ والتَّقْدير .. وهنا لم يَعُدْ الموتُ إلاَّ أمنيةً جميلَةً نَتشَهَّاها ونتمنَّاها لأنَّ الموتَ هنا نهايةُ غُرْبةٍ قاسيةٍ ، مريرةٍ وطويلَةٍ نقضيها بالألامِ والدُّموعِ ؛ فما أجمَلَ وأحلى عودة المهاجِرِ إلى وطَنِهِ الأصيلِ . وهذا ليس شِعراً وخيالاً كما يَدَّعي من أقْفَلَ على عقلِهِ بالجَّهلِ وحَجَرَ فكرَهُ بِجحْرِ المادِّيَّةِ والعبثيَّةِ والضَّياعِ ...فالعقْلُ أفسَحُ وأرحَبُ منَ الكونِ فكيفَ نحْصُرُهُ ونُحَدِّدُهُ بكتلةٍ تافِهَةٍ منَ اللَّحْمِ هي تلافيفُ الدِّماغِ ؟ وكيف نُحاولُ أن نُخْضِعَ جوهَريَّةَ هذا العقْلِ لمبْضَعِ جرَّاحٍ مغْرورٍ يَتصَوَّرُ أنَّ العقلَ الذي يُبرْمِجُ الوجودَ ويُنظِّمُ الكونَ خاضِعٌ لمشيئةِ مبضَعِهِ ؟ والعقلُ بنوعيَّةِ جوهَرِهِ أبعدُ منالاً من أيَّةِ سيطرَةٍ مادِّيَةٍ .. وهنا تبدأُ الحِكايَةُ : أنا العَقْلُ الإنسانيُّ خَلَقَني اللهُ وسوّاَني لأُشارِكَهُ خلودَهُ وبقاءَهُ ولأَفْعَلَ معهُ في الكونِ إبْداعاً وخَلْقاً وتَرتيباً ..فأنا يَدُهُ الفاعِلَةُ المُنَفِّذَةُ في الوجودِ 5 المادِّيِّ ، وبقدرِ ما أعي مُهمَّتي بقدر ما أتحَمَّلُ مسؤوليَّةَ بناءِ وتطويرِ هذا العالمِ لا هدمَهُ وتخْريبَهُ ........ وهكذا تُصْبحُ لحياتي على الأرضِ أسمى المعاني وأكمَلَ الأهدافِ ...فأنا قَبَسٌ منَ اللهِ وعليَّ تَقَعُ مُهمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ وغايةٌ ساميَةٌ هي أن أعملَ في الكونِ وأُعَمِّرَهُ لأنَّني صورَةُ التَّجلِّي المادِّيِّ لقدرَةِ اللهِ اللاَّمادِّيَةِ الفاعِلَةِ والمُتَخَفِّيَةِ وراءَ الكونِ المادِّيِّ .... حكمت نايف خولي ******************** حكمت خولي .. ليس سوى حفنة من تراب استحال إلى طين لازب ذلك الكائن المفضّل عن سائر المخلوقات .. ولولا أن أكرمه الجليل بالنفخ من روحه وأسجد لأبيه الملائكة .. لربما عاث في الأرض فسادآ أكثر مما فعلت قبائل الجن .. هي الكينونة الضائعة مابين الظل والنور .. وما بين الاستقامة والإعوجاج .. أهواء .. ومحن .. ومنعطفات .. وعواطف جياشة .. وانفعال متعدد متلون الظهور .. وأضف إلى كل هذه العناصر إبليس وجنده وتمتمات الخير الصادحة بالحق .. تجاذبات وتناقضات شتى .. ولا ينجو منها ويبصر الحقيقة إلا من شمله القدير برحمته .. هذا هو الكائن البشري سيدي .. دام تساؤلك متميزآ فلسفيآ .. تقديري |
2- خارج المكان / ناريمان الشريف ما معنى ؟ التمتع بالألم وما المعنى أن نصلَ إلى القمم ؟؟! خرافة ٌ ليلية . ما معنى أن نـُحسَ من غير ِحواس أو أنْ نفقدَ الاحساسَ من الأساس ؟!! تجربة ٌ وقتية وما معنى لكلِّ ما قيلَ وقال ؟! أن تزحفَ رسالة ٌ ويركضَ اتصال ملحمة ٌكلامية لا وقتَ للمعنى ولا معنى للوقت لا .. ربما بالتأكيد حياة ٌهلاميــّة ما معنى أن نعيشَ من غير ِ أمان ونكونَ زمناً من غير أزمان أو أنْ نكونَ في حياة ِ الآخرينَ .. خارجَ المكان؟! ********************* ناريمان .. وكزة أبادر بها جمع علامات الاستفهام وأكورها طلاسم على وسادتي .. كنفير الغضب هذه الأكداس من الأسئلة .. كبوصلة بدون مؤشر نحو الذات التائهة في اللامكان .. واللازمان .. ربما .. سبات عاري عن العمق ضمن كتحاشي المغضوب عليهم .. سأنام على صدى أسئلتك وأطوف بها أحلامي .. ربما هناك فقط .. أجد لها بعض الأجوبة .. تحية رائعة كحلم أفلاطوني .. |
3- جابر الناصر / أنا الآتي >< أنا الآتي >< بعض من قديم ... (أنا الآتي) ياسوسنة في رياض الروح ياعطرا يضوع بين أرجائي. يانخلة سامقة ترنو إلى العلياء أنا النابتُ بين جذعكِ وظلكِ والنبت في هذا المكان سكون وبه أكاد أخفي أوجاعي. أنا القادم .. متكيء على عصاي أهش بها ذاكرة الحزن وأربأ عن خوض أهوائي. ياسنبلة ثملت بلمسة يد عاشقها بأي لغة تراني أكتبها أبلغة الشوق الموصولة بالسماء وبنجوم الليل التي ينيرها ثغركِ الباهي. يافرحي وبسمتي ونسمتي .. وعطائي. دعي روحي تسري في متاهة الحلم ووعداً لن ألمس كفكِ فلمس كفكِ خطيئة أما يكفي لهجر العشق .. جُلّ أخطائي. إني أسائلكِ أبكِ أقتل حزني أبكِ أفتل فرحي أم بكِ أقتلني فإن كان ... لايهمُ بعدُ رثائي ... ******************* جابر الناصر .. أجل سيدي .. أنت الآت بحفنة من البوح التي تبللت بضوء القمر وتبرجت بألوان قوس قزح .. أنت الذي أشهرت الروعة في وجه الأوهام فتراجعت خطوات للوراء تستجديك المكث .. لولا نصل سيفك المغمود في قلب الحقيقة .. لما خرست الأكذوبة عن التفاخر بالهمس .. كلمات رائعة كأنك أحضرتها من مدن الشمس تقديري |
4- جدارية / سارة الودعاني << جدارية >> لم يكن موضع سريري قرب الجدار أمراً مفتعلا بل كانت مصادفة كان هومن يلي الجدار بينما سريري أختيّ في وسط الغرفة .. في ليال ٍ تكون فيها الدقائق أختاً للسلاحف وبين الحلم واليقظه هناك متسع من اللا وعي يمكنني فيه رسم بعض الخطوط المتداخلة وبين تعاريج الطلاء ما صادفته نفسي في يومها سواء ما كان روتينياً أو ما طرأ عليها , على مسافة لا تتعدى السنتيمترات وربما تمازجت طلاسم البارحة على ما خطته أصابعي الثملا بالنوم حكايات مكتوبه منذ شهر !! أتكىء على وسادتي ذات ليل قصير وهادئ فيسمح الوقت لي بفك حروف الطلاسم وقرأتها!! قد تبدو الكتابة على الجدار للراي أنها عبث يد طفل مازال يحبو! وتبدو أحيانا كصور وحوش وربما بدت كسحب ماطرة والشمس تتسلل بين فراغاتها! ولكني أسترجعها بوضوح ! أشرع بصري قريبا من الجدار فتتقلب صفحاته سرعى هذه حكاية سخيفة لا أدري كيف استرعت انتباهي ؟ وقصة ساخرة ما زالت تضفي جوها المرح علي مخيلتي ! وهذه أيضا تثير الضحك إلى حد القهقه التي تتدخل فيها أمي مؤنبة ومنبهه بأن أبي لم يمض ِ على نومه إلا دقائق فقط , ثم الأخرى تلك التي حلت بي والتي مازالت تجر الحزن في أهداب ردئها والتي تجعلني أنسف الجدار خلف ظهري للهرب منه إلى النوم الذي هرب هو أيضا فاردا جناحين بدت اليوم أطول من المعتاد !! . . استقبلتني عند مدخل البيت رائحة حملة النظافة الدورية التي تشنها أمي علي البيت بمساعدة الخادمة إلتون بين يوم وأخر . أغمضت عيني وأنا أدخل غرفتنا لاستنشاق المزيد من معطر الجو الذي وضع في ختام الحملة وأسرعت بفتحها عندما لمحت الشراشف جديدة ولمعانا على الجدران !! ما هذا يا إلتون ؟ ولكن بسيطه يا{ إلتون } قلتها لها مع إيماءة ذات مغزى !! هذا كل ما استطيع عتابها به حتى لا أثير غضب أمي ! في مرة قادمة سوف أحضر فرجارا ذا إبرة حادة واضعه تحت وسادتي وسأحفر جدارية جديده ستبقى على مر العصور وسياتي يوما ما علماء الآثار محاولين فك رموزها وقد تأخذهم الحيره أي ماخذ من أين أتت هذه الحفريه أتكون إحدى بنات الفراعنه قد هربت من أهلها بعد أن أرغموها على زوج لا تريده فظلت في الصحراء وقبل أن يدركها الظمأ فيقتلها قامت بحفرها؟ أم هي من آثار قوم عاد قد تم تهريبها من قبل لصوص الأثار؟ أتكون هناك حضارة ما تزال مجهولة ؟ إضاءة شاردة: تراودني نفسي هذه الأيام بحفر جدارية كما في سنوات سابقه قرب سريري ولكن حريتي تنتهي حين تصل حدود حرية شريك المكان هذه المره !!!! ***************** سارة جدارية الحلم هي ما تلتصق بحواسنا لننقش عليها بطائل الأنفس .. وحين إغفاءة أو ذات بادرة لها ذابلة , يتراءى لنا من خلف نافذة الروح أطياف شتى .. وعلى السقف تبدو للحدق الذكريات مترامية شديدة الوهج في السطوع والقتامة .. دميم هو النوم إذا ما عج بخيالات لا تستسيغها حواسنا .. والرسوم التي ننحتها في يقظتنا الخاملة هي ما تحمل وعينا مغبة الأمنيات .. نص فريد وملئ بالنجوم والكائنات المشرقة .. شكرآ كبيرة بحجم يقظة للشمس .., |
تحيّاتي
أشكرك أستاذة سحر الناجي على هذه الصفحة المتألّقة الماتعة المشوّقة ،والتي تشعّ ألقاً ، وموضوعها يلامس أفئدة الناس. بوركتِ ، وبورك اليراع. http://odaba2.blogspot.com |
اقتباس:
عبد المجيد عامر .. وبورك عبورك سيدي .. وكنت أرجو أخي الرائع تكرمآ أن تنقل رأيك الماتع هذا إلى موضوع آخر من المنبر .. لأن هذه الصفحة مخصصة فقط لموضوعات الكتاب .. لا هنت .. مع فائق التقدير والشكر .. سلام على روحك .. |
5 - الجوع / طارق الأحمدي
قيل:" الوطن جائع والخبز كثير..الوطن يُجْلَدُ والسوط بيده..الوطن مسلوب والمفاتيح عنده...." فما رأيك؟ أعرف أنك ستشدّ من ربطة عنقك,وتتحسّس كرسيك المريش وتقول بحروف متقطعة: - هذا كلام حاسدين.. ثم تضيف ويدك تمنع يد جائع امتدت للقمة سقطت منك: - وأنت كما ترى خير ربنا بدون حدود.فهل تريد أن أكفروأقول أني جائع؟!.. -لا..حاشى أن أكون من الكافرين والله قد أنعم على الوطن... وتقطع عليّ كلامي بتجشّؤك الذي ذكّر معدتي بعطالتها المفتوحة,لتردّ على الهاتف بقهقهة تظهر نتن فمك وزرقة أسنانك. تضع السماعة وتلتفت بعين نصف مغمضة وبابتسامة شمطاء,وتقول: - ألم أقل لك أن خير ربنا أوسع منا. فأسألك باستسلام: -وكيف ذلك؟! فتجيب وأنت تدير سبّابتك في أنفك: - أخبروني الآن أنهم سيهبون لنا أطنانا,وأطنانا من القمح..وسيزيدون إن استزدنا. وتصمت لتنظر مدى ما رسمته كلماتك فيّ من تأثير,ولكنك تفاجأ بي "أتفل" خفية. تتساءل عن السبب في غضب فأجيبك: - لإبعاد الشياطين الحاسدة. تبتسم وتشدّ على يدي فأصفعك بسؤالي: - من سيهب لنا؟ ومن نحن؟ أنتظر فلا تجيب. تصمت وأهمّ بالهجوم,لكن جنّ يسكنك تكلّم,قال: - يا بنيّ..يا أصغر من هذا الوطن,هم سيتحمّلون مشاقّ السفر لحرث الأرض,وقلب البحر,وإفراغ المناجم ...وهم إلى جانب هذا من يزيدونك على ذلك "الطعام"..أما نحن فكل من يعمل, كل من يخاف على مصالح الوطن.. أمسكت نفسي عن السقوط,التفتّ ورائي لصحراءالجياع... فجأة. وجدت نفسي ملحقا بالطابور . ********************* طارق الأحمدي الجوع سليل الحرمان وإبن العطش البار وإن مرت سحب الخير تسكب الشبع .. لا طائل من جلد الأوطان بالبؤس , لأن شيمة الفرج التماري في نهاية المطاف .. والفجر الذي سرقته أياد حمقاء , لابد له من مناوشة الليل يومآ .. جميلة هذه السطور وبهي ما بينها .. وإن كانت قصة تهيج بواكي القهر فينا .. شكرا كبيرة لخبزحرفك الطازج .. تقديري |
6 - من أوراق الإكليل / حنان آدم [ على ورق بارد .. أسكب دفء المداد , فيحيل شرود الحروف انجذاباً وتلاصقاً .. لتدون بعض نفسي ] ليلة مع رفاقي .. انثنت الأوراق ترحيبا وهمس الحفيف مائلا بأنغامه منكفئاً لخطوها فيه بدت من زوايا اللوحة .. وقد ألبس الليل لباسه الأسود الحيي قوام الكون كله في خيال مثير أنبأ عن وجودها في صفاء تكدر لمفارقتها له زمنا واهنا فأسلمت للخاطر شأنه وحدي .. ساندة رأسي إلى كفي .. أتأملني كيف اغرق رويداً رويدا ً فيما ارتضيته لي ملجئا ً هدأ الصخب المحيط بي .. ولسيادة الصمت عندي .. مقام عظيم وللطبيعة بسحرها ما يهدئني .. ويهدهدني .. كان مدادي متدفقا قبل أي شيء في عروقي فأبى إلا الاستكانة بين أوراقي زارني ضيف .. يثقل آخر ليلي بنسيم مجيئه عازفاً عن الاندفاع نحوه .. مشيحاً لأول مرة عن زيارته حينما ينبثق الألم من بلسمِ مسكّنِه ِ فما لأي دواء بعده شفاء .. إلا أن يعود بذاته .. مطبباً فريداً أبداً بانسكابه لست أدري إلا أنني حين يغيب عني كنه الأشياء حولي أعلم إلى أين غرقت .. وما الذي يأخذني .. فيكون أخذه لي تشتيتاً لنفسي .. لا يلم شعثها سوى عودتها إلى صاحبتها وإني لألبي النداء يا نجوم الليل الساكن لي فوق سمائك .. نقاء يبقى دوما مخدعي الأخير ومنتهى آمالي وأحلامي فما منكن إلا وشهدت على آثاري وأزماني غريبة ومنكرة عن أهل الدنو في الدنيا إلا أنني بينكم لي فصول طويلة ************* حنان .. وهوت مزاجية البوح على أطراف الذاكرة تبعثر أناتها .. في مغيب الروح الشاردة مع أنفاس الشمس وأسراب من الريح .. أرتال من الخيال قد تشرق في الجماجم .. وأشياء تأتي بغتة وتذوي .. وحصاة صغيرة فقط .. قد تسقط من خشيتها سفوح مكفهرة .. من يحصد غضب الحروف إذا ما تساقطت كطين جاف من سجيل .. وأين موطن الأوراق من سفر الوعي في حقول السنابل المغروسة بالأحلام .. وليس غير الليل .. والطيف , وهزيم الذكرى ما ينبعج له المداد .. هنا .. مساحة كان يفوح منها لذة الكرز ومذاق الياسمين .. سلام على روحك .. |
8 - من الحياة المتخشبة / أحمد صالح
|
9 - حِداد بكسر الحاء وفتح الدال وضم الخيبة / هند طاهر
حِداَد ..بكسر الحاء وفتح الدال وضم الخيبة ! أنتَ لي غَيَمَة ..تمر تمطرني .. بوابلٍ .. من فرحٍ يهتز له كياني .. وأربو حقولاً.. في كلِ ليلةٍ .. أُلَملِمُ ما تبقى لَدَيَّ من أمانٍ مَعطُوبَةٍ وأحمِلُها على كفي .. وأرحلُ إلى هناك ، حيثُ أكونُ قَرِيبَةٌ من قَدَري ... كم أَكَرهُ طَوَابِيرَ الانتِظَار .. يَدفَعُنِي مَن خلَفِي .. وبِشَرزٍ يَرمقُنِي من أماَمي .. أختَنِقُ بِحمَقِهم .. ويَخرِقُ غِشَاءَ أُذُنَيَّ أحَدُهم بِصَرخَتُه السُوقِية .. فَيعَلو اشمئزَازِي .. حين أُدرِك ُأنِي أفعَلُ ما أكرَه ُ أرمِي بِما في كَفِي .. يَسقُطُ ويزِيدُ عَطَباً ! وأنتفِضُ من رَحيِلي ! أتَنَفسُ ذَرَاتٌ نَقية وأمتَطِي ظَهرَ السَعَة ِوأهتِفُ : تَبَاً للطَوَابِيرِ والأغبياءِ الَّذِينَ يَقفِونَ فيها .. أعُودُ تَجُرَنِي أَذياَل ُالغيبة .. ويشارفني نهار تتركز أضواءه على حقائقي .. أأجفلتك مرة ... ؟! تفعل بي كل مرة وفي كل هي جديد يدمرني .. أقتات أجزاءها فأغص .. فاأتجرع ما يحمل تلك الأجزاء .. ألذلك الحد !؟ مرة وموحشة ... أم هي مربكة ! استثنائية أنا في حقائقي .. لأنني امرأة استثنائية .. لست نسخة،غير قابلة للتكرار .. واستثنائي أنت في الثقة .. غير قابل لتصديق الحقائق .. أمنيتك .. هي الشيء الوحيد الذي يبدد شكوكك ! وأمنيتك .. هي الشيء الوحيد الذي بدد كل ثقتك ! وما أنا إلا وجود يموج بعضه في بعض حد الاختفاء .. ما تبقى قدري سوى النواح !! فسأعلنني حداداً على كل شيء .. أياااااااارب ..... حداد .. كم استعذب مازوشيتي وأنا أعيشها .. لأنها عقابي الذي منحتنيه فلا أملك إلا التلذذ .. فهيت لها ! حداد .. لو أتمكن فقط من أن أمنحنيك اسم لي .. فأكون " حداد " بدلاً عن " فقد " فكني بدل فاقد .. أنكرتني لم أعد تلك التي أعرف أو تلك التي تعرف !! حداد .. سأرسمني بالسواد .. سألونني بالغياب .. سأؤطرني بالعذاب ! وأعرضني في جادات الرسامين الأشقياء وسيوقعني كل ذي خيبة ! آآآآه .... كم هو ماتع ومغالي في الألم كل توقيع يناله جسدي باستحقاق وأنزف له وأنتشي وأطرب لذلك .. يااااالي من سوداوية بغيضة !! حداد .. ما أجملك يا صديقي .. سألزمك في الطريق بل ستكون الطريق إني أرى ما لا يرون ! هم يخالونك سوادً .. وإنما لشدة بياضك غدوت لهم أسودا أم هي آثامهم من ارتدت أعينهم فرأوك سوادا يا لهم من أشقياء ..! طرفا نقيض .. فيما يبدوا وهما امتزاج فيما لا يبدوا .. الأبيض متطرف لا لوناً والأسود متطرف لوناً وأنا متطرفة دوماً كم أشعر بالخوف حينما أقرأ عبارة عبارة هيجو : عندما ينتهي المرء إلى الطرف .. فإنه ينتهي في الوقت نفسه شكراً فيكتور .. أجل أنا انتهي .. فأنتهي ! سأواجه خوفي هكذا علمني أساتذة الذات وبذا سول لي يقيني .. آوااااه ... يا ق د ر ي .. لو أنك فقط .. رنوت إلى السماء .. لو أنك بحثت الأفق .. لو أنك ترمي بشكوكك جانباً لتراني بالعين المجربة كل حقيقة هي عارية من الشك .. وكل شك هو عار من الحقيقة ! وقاتل الله ديكارت فهو قاتلي حين قال : أنا أشك أنا موجود فها هو غير موجود وشكوكه تعيث بقاءا وتلوث يقين الأنقياء وكل حداد وأنت بغير .. وكل حداد وأنا ح د ا د .. : أتحسس عقلي كأني نسيت شيئاً ما .. أفيق من دهشتي قليلاً وأتذكر ..!!؟ أماني العطاب كيف نسيتها !؟ أعود مسرعة أدراج الطريق علني أجدها .. أبعثر أقدامهم .. ألتقطها وقد تناثرت أمنية .. أمنية بأعجوبة أخرج من زحامهم بعد أن نالتني لعناتهم وشتائمهم وقبل أن تنالني لكماتهم .. وفاتتني أمنيتي الأخيرة لم أعثر عليها .. ضاعت أنظر إلى ما جمعت انفضها بقوة أمسح عنها غبار الأقدام .. أعيدها إلى حيث كانت .. ترمقني بعتب .. وتذعن لي .. ابتسم بسخرية!! وأتساءل ؟؟ هل إنا أكثر بؤساً من أحد بؤساء فيكتور هيجو الذي كان يقول : أنا أحيا تحت سطح القرميد المتساقط وإذ كان يتوقع دائماً وقوع حادثاً ما فلم يكن يدهش إلا نادراً كان فقيراً .. ولكن جعبته من البشاشة ودماثة الأخلاق لم تكن تنضب ! كان ينتهي سريعاً إلى فلسه الأخير لكنه ما كان أبداً ينتهي إلى ضحكته الأخيرة .. بل أنا .. أكثر بؤساً منه كلانا يحيا تحت سقف قرميده.. لكن بؤسي لا سقف له .. لا أحب البحث عن الأماني الضائعة لن أبحث عنها هي حتماً ستسقط على رأسي ذات بؤس .. ولن أنتظرها أمقت الانتظار .. حري بها أن تفعل هي ! لن أكون رقيق أحد فقد أخبرني أوشو : حتى يكون المرء حراً بالكامل يحتاج إلى اليقظة التامة .. لأنه في لا شعورنا تتجذر العبودية ! سأظل يقظة لأن أبقى حرة بالكامل بأمان معطوبة وقلب مثقوب .. أعز من عبودية يلحقها رق مغلف بأمان عذاب! وأظل حداد ... بنكهات شتى ..!! -:- فقد... ****************** هند .. في كل ليلة أدرك أن الأفلاك تتمتم بحكاية مزجاة الحرف ولا أستشف أنينها .. وثمة صرير لبوابة الضوء التي داهمها ظلمة حانقة في أزقة السماء ,, كانت النجوم كماشية يرعاها أحد عشر كوكبا والشمس والقمر في غفلة .. عدتُ للتو من هناك أقيس خارطة الحقيقة على رقعتك النازفة بالحزن .. فكان الانتظار .. شطر القهر الذي يسكن أجسادنا ويشعل في أطرافنا الغضب .. صفوف من الأنفاس والأحداق .. وأرصفة تأكل الأقدام المتيبسة ولا تتحرك .. والفقد يا بهية ليس الحداد سوى آهته الزافرة بكل تفاصيل الوجع ,, لن يجدينا إغواء الشؤم بأن نغيب في طرقات الزمن المنسية .. أو نتلاشى .. بل هو شئ أو كائن من نور يطل من وراء كتف الصباحات .. ويمهرنا بالفأل .. حرفكِ المغرق بالألم كان استثنائي في حدقي .. فتفشى على حواسي .. سلام على روحك .. |
10 - همسة / عبد الحكيم ياسين
همسة الإنسان ..ذلك المخلوق العجيب .. أعطي الحريّة فأساء استخدامها كثيراً.. وتخلّى عنها أكثر.. منح العقل ليحكم به نفسه ..فوضعه في خدمتها..وانجرف في سيل غرائزه ونزواته صوب الحيوانية .. وندم ولكنّه لم يوظّف الندم لتطوير سلوكه بل استسلم لسياط ازدراء ذاته وجلدها دون فائدة وهي القادرة على الإصلاح القابلة للتعلّم.. تلتقيه في النورفتعتقد أنك تراه كما هو .. و تصادفه في الظلام فلاترى مايكفي .. وتظلّ رؤيتك له ناقصة .. و تأمل في ألّا يكون الناس سواء ..و أن يكون بعضهم نقياً كالماء ..سخياً كغيث يهطل من السماء .. وليس كذئب غدّار..بأنياب وأظفار.. ولا كبهيمة تغلبها الغرائز وتفتنها اللذائذ .. وإنّك لتراه في الغالب.. قادراً على ارتداء الثوب المناسب.. لكلّ احتفال صاخب.. أو مأتم غير منتظر ..ساقته إليه يد القدر.. فإن سرت وحدك ورآك دون حماية..وكان لديك مايوصله إلى غاية.. رغّبك أو رهّبك دون كلل.. حتى يظفر منك بما يريد أو يقطع الأمل .. وأسوأ شيء يمكن أن يحتاجه منك هو أن يستخدمك كطعم لاصطياد الآخرين فأنت تستسلم له وتقول له كلني هنيئاً مريئاً ولكنّه يضحك ويقول بل أريد أن يأكلك هذا الحيوان الذي أقوم بتسمينه لآكله هو لاأنت.. ..ولاتفوز أنت بشيء أكثر من أن تكتشف خيبتك ..ورحمة بالأخيار وبمن يحبّ أن يكون منهم خاطبت السماء الجميع ورسمت الدرورب التي تفضي إلى السلامة في العاجل والآجل ..ولكن الإنسان استخدم كل وسيلة لتحريف خطابها عن مواضعه وتكاسل وتقاعس عن فعل مايجب وأطال الأمل وقصّر في العمل وانتظر مالم يوعد به ولم يتعظ لابنفسه ولابغيره وعلى قدر تجاوزاته كانت معاناته إلا في حالات نادرة ينزل فيها البلاء فوق رأسه تدريباً له وتعليماً وإيقاظاً ..وتذكيراً بأنّ النعمة والنقمة كلاهما بابان من أبواب تحصيل الثواب ..فإمّا شكر باليد وباللسان وإمّا صبر من كلّ الألوان فإن أراد الآخرة وسعى لها سعيها جعل الدنيا جسراً ولم يتخذها مستقراً ..وذلك هو الدرب الوحيد للفوز .. وكلّ مسماريدقه في أخشاب دنياه لايصمد للصدأ ولاتصمد الأخشاب إن صمد المسمار ..والمركب الذي يركبه يسير في نهر ينتهي إلى شلال الموت الهادر الذي سيلقيه حيث يعلم فلا يكابرنّ ولايعاندنّ وليختر لنفسه المقعد الذي يحبّ .. والدرجة التي يطيق بلوغها .. وليحذر أن يخدع نفسه بتجاهل مايعلمه منها بالركض خلف مديح يناله من مخلوق والخالق غير راض ..ولايكونن كأغفل الناس يبيع رضى الخالق ليشتري رضى المخلوق .. وفي العبودية للخالق عزّ وفوز وفي العبودية للمخلوق ذلّ وخسارة ..ومهما زعم الزاعمون ومهما ادّعى المدعون فإنّ العقل هو الدليل لإدراك التفاصيل وتبيّن الملامح وهو المصباح فإن لم يستخدم سار السائر في ظلام .. ولايكفي وحده دائماً بل يحتاج معه إلى قلب يسكنه النور لرؤية مايعجز العقل وحده عن رؤيته رؤية كليّة قد تخلو من التفاصيل ولكنّها تهتف بوضوح: افعل ..أو لاتفعل .. ******************* عبد الحكيم ياسين .. الممرات الطويلة سيدي ودهاليز التناقض المبعثرة على ذواتنا هي ما تجعل الإنسان أقرب للطيف .. رأب الروح بمماطلة البزوغ على وهدة الخلود .. حتى يأكلنا هذا الهوس .. ولولا سمة العقل التي تترسخ في جماجمنا لربما أصبحنا على مقربة من صريخ التراب .. وكينونتنا التي ترنو إلى الملائكية قد يسقطها الهوى إلى مستنقعات ابليس .. تمتمة حملتها إلينا عبر طائر البوح الذي حلق بنا بعيدآ .. حرف ناصع هو حرفك أخي .. فكن هنا مليآ .. تحيتي فاضلي .. |
11 - حينما تتعامد الزوايا / عبدالله السلطان
~~ حِينَمَا تَتَعَامَدُ الزَّوَايَــا ...! ~~ إِثْرَ تَشَـابُكَاتِ الحَيَاةْ يَتَجَلَّى " الحُلُمُ " المُنْبَـثِقِ مِنْ أَعْمَاقِ الرُّوحِ عَلَى " صَعِيدِ " مَسَارٍ مُسْتَقِيمٍ مُعَبَّداً " بِمَزِيجِ " القَدَاسَةِ وَاليَقِـينِ حَتىَّ يَرْتَـطِمَ بِخَطِّ الإِشْتِبَاهِ وَيَقْطَعُهْ لِـ " تَتَعَامَدَ " الزَّوَايا مُشَكِّلَةً " مَسَاراتٍ " عِدَّةٍ يَشُوبُهَا الحِيرَةُ والإِسْتِفْهَامْ ...! وَالأَدْهَى ...!! أنْ تُحْجَبَ " الرُّؤْيَا " مُعْلِنَةً بِدْءَ رِحْلَةِ تَسَلُّقِ مُنْحَدَرَ الهَاوِيَةْ. **************** عبدالله السلطان .. إثر شروعك في السكب .. المتماهي رونقآ .. تدثرت رجفات الوعي المبللة بالصقيع .. بغطاء حريري من حرفك الذي أيقظ الدفء .. كنا على موعد معك في مسارات تشابكت ولكن اللقاء استقام .. فلم يعد للهاوية من أثر .. حرف تلألأ رونقا فأشاع الضوء في حواسنا .. مرحبا كبيرة بهذه الروعة .. وسلام على روحك .. |
12 - حبذا لو تحدثني عنها أكثر / ورد الماجد حبذا لو تحدثوني عنها أكثر فقد غصت في فكري ونبضي وعرفت أن قلوبنا على طاولة الحياة قد عرضت لتنهشها الغربة الوحدة والصمت وغصص الألم : فالحياة عنقود عنب مختلف الوجوه فمنه الحصرم ومنه ما استوى للقطاف ومن حماقة القلوب أن تمد يدا لتلتقط من حباتها ذاك الحامض الذي يجرح أعماقنا ... ********* الحياة طفل مشاغب يرسم ضحكاتنا بأكثر من لون ويلتقط أكثر من صورة مجدها مشهد اليوم دون أن تختلط فرشاته ببياض غيمة متألمة تكاثر في الضلوع بوجع لا يرحل مداه .. ****** في طرقاتها الوعرة عجوز تحكي عن غصصها المتكرره حين يكون زمن الحصاد زمن من جفاف لا جدائل حقول تنثر ولا غناء الحاصدين يوقظ في قلبها ذاك الذبول .. فقط سبع سنبلات و سنين صبر عجاف .. بختصار هي .. الحياة *********** الحياة: تفاؤل مدينة ملتفة بثوب الليل .. لا يثير فيها الانتظار إلا الألم .. الحياة سوق مكتظ بالحكايات تتدلى من أعناق لحظاته أقمشة ليست كالأقمشة وألوان ليست كالألوان .. ********************** الحياة .. صوت تعالت بحته من حناجر الكون المتلثم بالأسرار .. نشيج للحقيقة ينبعث من مكمن المجهول القابع على شارف العدم .. وطلسم الروح يظل مشنوقآ على كرسي الوجود ولا سُدى من تحنيط جدثه .. لأن الباري وحده جل علاه من يلم بكل تفاصيله .. نعبر أنهار الفضاء بزوارق أحداقنا وأنهار السماء لا تكف عن الإلتواء .. ربما .. على متن نيزك وشهب مارقة بضوء صاخب الهطول تكمن حقيقيتنا .. ولعلها في جوف محارة اكتظت بالحقيقة وتوارت في غيهب البحور .. وقد تكون أقرب إلينا من حبل الوريد .. ولا تستشعرها حواسنا المغيبة .. ربما .. أو .. لا ندري حقيقة .. |
13 - وأشمالاه / محمد الصالح منصوري وا شمــــــــــــــــــــــــــــــــــــالاه ..! الثور الوحشي داس على شمال معزتنا، وتحدى الجميع ، من يتجرأ على القرب منه ليرفع قدمه ؟ معزتنا مصابة بمرض...ترضع نفسها ، إن تركنا الشمال تحت قدم الثور بقي الجديان بغير حليب....والأيام تمر ، والجديان ينهكهم الجوع فيتضاءلون ...راعينا يقول : عار أن يبقى الجديان جياعا ... عار أن يموتوا بين ظهرانينا ونحن مكتوفي الأيدي....ولكن ما السبيل؟ الذئب انتقض وضوءه إثر علمه بمقدم الإمام ، لم يكن ليولي فارا لو ائتمه الديك ، ولكن الديك تخلى عن المهمة للسلوقي ...ونسي فقهاؤهم أن يعدوا القوة من نواقض الوضوء .... إن الديك بحيلته عقد صفقة مباركة ...ولكن ينبغي أن يفكر في النزول من الشجرة ...أن يفكر في العمل.. .. إلى متى والسلوقي ملازم للمحراب ؟ ولكن بمن يستنجد ؟ أيستنجد بالثعلب مثلما استنجد الثعلب بالملك الحزين...إنه خلصه من عظمة غص بها في حلقه بمنقاره الطويل ..وطلب أجرته وكان يظن أن مطلبه عادلا ...لأنه لم يكن يعلم وأن الثعلب ينتهج سياسة القوة ...ألم يكن في مقدوره أن يرطم رأسه بين أنيابه ؟ يا لسذاجتك أيها الملك الحزين ..ألم تقنع بنجاتك أجرة ورضخ المسكين ولم يكن في إمكانه غير الرضوخ للأمر الواقع مثله في ذلك مثل جدياننا الضياع ....أمهم تمتص ثديها بشدة ....تلتهم حليبها لعلها تظنه حليب غيرها ، كالقطة التي دخلت حانوت حداد ووجدت مبردا فأخذت تلحسه والدم يسيل منه وهي تبلعه وتظنه من المبرد ..وتلذذت بآخر قطرة من دمها ....فاستلت روحها بلسانها...وتساءل القطط : هل أشركت بقتل نفسها ... وهل تعاقب فتحرق في جهنم ...وبقي علماء القطط حيارى في هذه القضية ، فأكثرهم قالوا بعقابها لأنها قتلت نفسها " نفسا بغير حق" .أما علماء الفئران فإنهم عللوا المسألة بأنها ليست خطيرة ، إذ القطة وقعت ضحية الطمع ، إذن فهي شهيدة وستدخل الجنة !! والجديان لم يدلوا برأيهم ، فهم ضياع ، ضياع ..جياع عطاش يكاد يقتلهم الظمأ ...وقدم الثور لما تزل على الشمال، لأن الذئب انتقض وضوءه ، ماذا يستطيع الجديان فعله؟ الحمام استطاع أن يخلص الحمامة التي وقعت في شبكة الصياد ...رفعوها جميعا وفروا بها إلى مكان بعيد ....وخلصوها من الشبكة .....والجديان جياع ...والجديان ضياع..وماذا يفعلون؟ التمسوا مناصرتهم من الأسد...والأسد قال : أنا كل ما أستطيعه أعيركم فروي ...فالبسوه معا لتكونوا كأنكم واحد ، وتشجعوا واهجموا عليه ...وارفعوا مخالبي في وجهه ...إنه جبان سوف يفر.. ولكن معزتنا لا زالت ترضع ثديها ... إنها سوف تقضي على نفسها دون أن تعلم...ويعدها الفئران شهيدة...ويضحك الثور ملء شدقيه ...الجديان يصيحون واشمالاه .. وا شمالاه ! يجب أن نفكر في حل حتى ولو فيه شيء من المهانة ! كلا نحن لا نرضى بالمهانة ، نريد الموت ..اسكت يا عبيط إنها الحيلة ليست المهانة ...وجمعوا شيئا من الحشيش يريدون إهداءه للثور ليتخلى لهم عن شمال أمهم ...ولكن ، ماذا ؟ إن الثور غارق في الحشيش ...إنه يريد شيئا آخر ...إنه يريد الكرامة ...إنهم يصيحون..والثور جاء أول مرة على صياحهم إن أوتارهم الصوتية صحيحة وأصواتهم مدوية جلبت لهم الهمّ من حيث لا يعلمون ...الغرابان نصحا السلحفاة بعدم فتح فيها كي لا تسقط لأنها كانت تعضّ على العصا التي عضّ على طرفيها الغرابان ليأخذاها إلى مكان به ماء ....ولكنها لم تصبر ، فتحت فاها فوقعت ضحية ....الجديان وقع لهم مثلها تماما ...ولكن ماذا يفعلون ؟ ليس الوقت وقت مذاكرة وتأنيب ...العمل ، العمل ، العمل ...الشمال تحت قدم الثور ...والمعزة ترضع ثديها ....والراعي ينفخ في شبابته ....والذئب انتقض وضوءه إثر علمه بمقدم الإمام . ******************* محمد الصالح المنصوري .. الثور الوحشي سيدي بات لعنتنا التي تتربص بنا كلما استطار الغضب فينا وألجم خنوعنا .. كليل وجع الوحشية في غيهب الفوضى والإقصاء .. والظنون التي تتلقف بقايا حسرتنا وتُطعمها للوحش في هنيهة إستسلام هي الجنون بعينه .. عبرت من هنا وأنا أتوخى زئير الثور في بوحك .. ومضيت وكلماتك تسكنني وتمدني بالشتات والألم .. كن بخير ما استطعت .. تحية لحرفك المستاء والرائع |
سحر المنابر القديرة سلام الله عليك وبارك الله في مجهودك يسعدني أن حازت مقطوعتي المتواضعة ( خارج المكان ) على إعجابك وأشكرك على اختيارها ضمن كتابك الساحر تحية لقلبك ... ناريمان |
اقتباس:
ناريمان .. وعليكِ من الرحمن الرحيم خير سلام .. أدلقتِ يا رائعة وأجدتِ الحضور بدأبكِ الباذخ الحلول .. وليت الأخوة والأخوات الأعضاء من أدرجت نصوصهم في منبر سحر المنابر .. أن يحذو حذوكِ في ترك بصمة عبور هنا .. كنوع من الموافقة على النصوص .. سلام على قلبك .. |
14 - ابتسامات متعبة / ابتسام محمد الحسن .. أنا لا أحتاج إلى مساعدة ... أنا فقط أحتاج لـ بعض الوقت لـ أرتب أحزاني و أضعها في أبعد رف من رفوف الذاكرة ***************** بين البراثن التي تصطلي بها أظلاف اليأس .. تقضي أحاسيسنا نحبها .. ******************* بعض المحطات لا يجب أن نُطيل المكوث بها و إلا اعتدناها ... و نسينا أنّا خلقنا .. من أجل الرحيل ... ******************** ذات حائرة .. تقطع الشوارع الضبابية بخطوات تائهة .. تلك هي النفس التي عاشت بدون أحلام .. وحياة .. ****************** في أجساد الموتى جزء لا يزال حياً .. تماماً كـ أجسادنا نحن الأحياء، هناك دوماً جزء ميت فينا ... ******************* شئ من الألم مطلوب أحيانآ .. كي يشعل الرغبة فينا بالتحدي .. ونشم روائح الإنصهار بالتجربة .. ************************* بعض الهفوات أسقطتها عمداً لـ يلتقطها من بعدي من يقتفون أثري ... ********************** على ناصية ..بعيدة من ذاكرتنا .. ثمة وجوه التقيناها لهنيهة في حياتنا .. لكنها بقيت موشومة على جدار ذواتنا .. **************** نحن لا ننسى الكلمات التي أحرقت قلوبنا لا ... نحن فقط ندفنها تحت رماد السنين ... حتى إذا ما هبت ريح الذكرى - ذات خيبة - تأججت من جديد ! ******************** بعض السفن ..تحسن نشر أشرعتها على وجه الريح .. ولكنها لا تقوى على الإبحار وسط غضب اليم .. ************** بيني و بيني مسافة أحترمها إذا عبرتـُها، فـ لـن نستقيم ! ********** إذا اشمأزت نفسك من انبعاج الضمائر .. فهذا يعني .. أنك في مرحلة التقييم لذاتك .. إما أن تكون أفضل خلق الله .. أو أسوأهم على الإطلاق .. |
15 - كل عيد .. وأنت لنا العيد والوطن / د . لطفي زغلول
كل عيد.. وأنت لنا العيد والوطن د. لطفي زغلول www.lutfi-zaghlul.com كل عيد وأنت لنا العيد والوطن.ها نحن نقف بين يديك هذا الصباح كما في كل صباح.نمد أيدينا إلى السماء.وبكل إيمان وخشوع نصلي لله في عليائه،سائلين إياه جل جلاله أن يطلق سراحك من بين براثن الإغتصاب.أن تعود لنا كما كنت على مدى الأيام.أن يمن علينا بنعمة الرجوع إلى مغانيك.أن تكتحل عيوننا ببهاء طلعتك الأبية،وشموخ جبينك الوضاء.أن تكبر أجيال أطفالنا في أحضانك،وتكبر بهم.يومها تصبح كل أيامنا وليالينا أعيادا وأعراسا.فأنت أنت وحدك العرس والعيد والحب والوطن. كل عيد.. وانت لنا العيد والوطن. ها نحن مرة أخرى ولن تكون الأخيرة.. لا يعترينا اليأس رغم الشدائد والصعاب. نأتيك على أجنحة أشواقنا التي لا تبرح قلوبنا، وحبنا الذي لن تخبو له جذوة، وإصرارنا على أن تعود لنا ولأجيالنا من بعدنا. ها نحن جئناك نهتف باسمك، نكحل أعيننا بسنا فضاءاتك القدسي، نجدد عهودنا لك. ها نحن نهتف أن لا عيد إلا يوم خلاصك، ويوم تطل شمس لا تغيب، هي شمس حريتك، أيها الغالي المفدى. كل عيد وانت لنا العيد والوطن. أيها الشامخ الجبين. مكلل أنت بغار الكبرياء، معطر بأريج الاباء. رائحة التاريخ فواحة الشذا تتسامى من ذرات ترابك أمجادا.. تضيء فضاءات أيامك السابحات في العلى. أيها العاشق لون الحرية راية ترفرف في سمائك. وشعلة خالدة من اضاءاتك. لأنك حالة عشق تتحدى الانطفاء. تنتفض جوارحك على كل يد غارقة بالاثم تمتد لتسرق ألوان طيف رؤاك وتدفنها في غياهب النسيان والظلام. فانت اقوى من الظلام والنسيان. كل عيد. وانت لنا أيها الوطن المرسوم في عيون الأجيال رؤى خضراء مجنحة بالتحدي والاصرار. ملونة بالعشق الذي لا يعرف الصمت ولا الرحيل. مسيجة بالفداء يا سيد الفداء. يا وطن الجرح المكابر ما أعياك نزيفه المدرار. تهزأ بالجرح وحربةالجلاد. كل عيد. وانت لنا العيد والوطن. جراحك لعنة تتفجر شظايا قهر في صدر الجلاد. تفرش له الطريق علقما وجمرا. جراحك غيمة من دخان الاحباط تظلل احساسه بالكآبة. تطارد احلامه المتساقطة حلما حلما على قارعة اليباب. تنآى به الاهواء حائرا يحط رحاله على مدارج السراب. وتتجدد انت انبعاثا من رحم الرماد. يا طائرا تسري الحياة في شرايين اجنحته الى الأبد. كل عيد. وانت لنا أيها الوطن الساكن في وجدان انسانك. والمسكون فيك هذا الانسان. مازال عشاقك يدخلون محرابك أفواجا أفواجا يرتلون لك أنشودة الحرية. هاماتهم ترنو الى السماء بكبرياء. تتوج جبين زمانك بغار التمرد. تملأ الكؤوس أنخاب انتصار، وتقيم أعراسا لعيد حريتك الموعودة به الاجيال. ويومها تسترجع الأعياد لونها المضمخ بالحرية، المتفيء ظلال المجد والفخار. كل عيد. وانت لنا يا وطن الشهداء. عاشوا رماحا تشق أسنتها المدى الى صدور طغاة غربان الليل الجاثمين على أنفاس الفجر المنتظر الذي تصلي له عيون الاطفال ليلد شمس الحرية. ويوم لامست شفاههم ثراك الطهور لتطبع القبلة الاخيرة على جبينك الأشم استحالوا الى مشاعل تضيء فضاءات أجيال خرجوا من رحمك وسيخرجون يرسمون بالنور والنار ملحمة تلون زمانك بالسؤدد وتعطر مكانك بالاباء. كل عيد. وانت لنا يا وطن الجرحى. روت دماؤهم ثراك العطشان لمطر الحريـة. وهل الا دماء جرحاك مطر الحرية ينهمر مدرارا على مغانيك جبلا جبلا سهلا سهلا رابية رابية واديا واديا. وهل غير دماء جرحاك تحمل الربيع الى ربوعك فيتجذر زيتونك ويشمخ صفصافك. ويشتعل ترابك قناديل عشق وياسمين. كل عيد. وانت لنا يا وطن الأسرى. تمردوا على قيود عبودية الزمن الملطخة كفاه بالسواد والطغيان. أسراك أيها الوطن الأسير وهبوك شبابهم مهرا لعرس حريتك. تحدوا المستحيل ركبوا الاهوال. شقوا غبار الموت والدمار. وها هم الآن خلف القضبان يطرزون لك من عنادهم وشاح كبر. وينظمون لك من اصرارهم مسبحة حرية. ويرسمون لغدك من سنا محياهم شمسا لا تغيب. شمسا لنهارات وعد لا يخيب. كل عيد. وانت لنا العيد والوطن. هذا الدم الطهور مطر أخضر يتوضأ بقطراته ثراك الحالم بصلاة الحرية. هذا الدم الطهور كأس مترعة بالعشق قربانا لمغانيك. لعل شقائق النعمان والنسرين. لعل الياسمين. لعل كل الأزاهير تصحو من غفوتها فترسم من جديد خارطة وجودك الحتمي. لعل الاطيار المهاجرة ترجع الى أفنان أشجارك الواقفة في وجه الريح السوداء. كل عيد. وانت لنا العيد والوطن. لعل الشمس تطل على نهاراتك المتمردة على عتمة الليالي السود. لعل الابتسامة التي غادرت عيون أطفالك ذات يوم تورق مرة أخرى في أحداقهم وتزهر أملا بالحياة. لعل العيد الذي حلمت به الاجيال يرجع الى احضانك. وهل عيد غير ظلالك يتفيؤها العاشقون الساهرون انتظارا لصباحاتك السابحة بالسنا الأبدي. وهل عيد الا انت يا وطني يوم تعود لك شمسك التي لن تغيب ثانية عن آفاقك. كل عيد. وأنت لنا العيد والوطن. نحن عاهدناك أن تكون لنا كاملا مكملا. لن نفرط بواحدة من ثوابتنا. سوف نصبر ونصابر. لن يعترينا الوهن ولن ينال منا القنوط. خطانا لا تعرف إلا أنت عنوانا. ولا غيرك اخترنا وطنا مهما قست الأيام والليالي. ************** الفاضل : د. لطفي زغلول .. كل عام وعيدنا ملبد بأمنية التحرر من براثن الويل .. وكل عيد .. نرمق الفجر القادم حيث نخاله يحمل الفرح والفرج بين طيات أنواره .. وكل عام .. ونحن نمسك على حفنة تراب ونقبلها كي نفك أسرها .. الفجر المنتظر قادم بحول الله ذات عيد .. حتى ذلك الحين : كل عام وأنت وما ومن تحب بخير سيدي تقديري |
الفاضلة سحر الناجي .. تحية مباركة .. ما كنت أحلم وأنا أبذر حرفي المتواضع أن ينتش .. أن يورق .. أن يبرعم .. أن يزهر .. فما أحرى بأن يثمر .. ولكن سحر رعاية سحر الناجي جعلت منه : نباتا طيبا يؤتي أكله .. فالفضل كل الفضل لسحر وألف ألف شكر لسحر |
اقتباس:
محمد الصالح منصوري .. أجل سيدي بذرت بوحك فأينع حروفا أزهرت إبداعا .. والفضل للعظيم الذي جعلكم قناديل أتخير أكثرها بهاء مرحبآ كبيرة بك وشكرآ بحجم ضحكة فرح نقية سلام على روحك |
الساعة الآن 05:39 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.