![]() |
قصائد عن حب لا يعرف الرحمة : ديوان للشاعر عبد اللطيف عقل
ديوان شعر قصائد عن حب لا يعرف الرحمة للشاعر الكبير عبد اللطيف عقل منشورات صلاح الدين 1975 |
الإهداء
إلى الحبيبة وعيناها لون الزيتون، شفتاها العنب وشعرها غبار معركة. إلى هذا الحب الذي لا يرحم، |
فعل الشعر ... بين الموقف والموقع عبد اللطيف عقل رفيقي القارئ.. لا تقرْاني ولكن تقرّاني فإن الزهور على عهدها تمارسُ فعل النمو والطيور فعل الغناء، الزيتون منذ كان الزمن وهو يَفعلُ العطاء تماماً كما تفعل العطاء والبشر النوارس وأقواس قزح. الأطفال هنا يفعلون الوعود والابتسامات كما يفعلون الدموع والحزن، كل شيء هنا مستغرق في دائرة الفعل، نحن لا نفكر ولان نتأمل ولا نحلل، إننا نفعل كل هذه، وأنا مثل هؤلاء، أمارس فعل الشعر، أنا لا أكتب الشعر ولا أقرأه إنني أفعله تماماً كما يفعل أطفال فلسطين ألعابهم من الطين والحزن.... إنني في موقف الفعل لأنني في موقع التراب الأول.. ولك بعدها أن تحلل فعل الشعر كما تشاء.... أنا لا أنفعل لأنني قد انفعل بدون الفعل، إن التجربة التي تدفعني إلى أحضان الفعل لا أحسبها، واعتقد أنني لست ذكياً، إن الفلاحين هنا لا يعرفون التحليل كما لا يعرفون ظاهرة الضغط الأسموزي، إنهم يفعلون فقط، يحرثون ويجدرون، ويتزاوجون، وفي البيادر يفعلون الحصاد ويزورون المدن ويعودون بالحلوى والملابس والسَام.... إنهم يفعلون الموت كما يفعلون الحياة نصفاً بنصف، يندفعون في المأتم كما تندفع السيول في الجهران أيام المطر، حتى مع الله يفعلون التقوى بالقدر البسيط الذي يفعلون فيه الفسق. كل شيء هنا بدائي تقريباً، اللغة في بدئها والكتابة كذلك، الموت والحب والشعر كما المطر، أفعال فحسب ما تشوهت بالتحليل المحدد وما تساوقت مع قوالب الفكر والمنطق. وهكذا أفعل الشعر كما أفعل الموت، وكما أفعل الحب، إن موقعي يفرض هذا الموقف لذلك لا أجد الفواصل في بين الموت والحب والشعر، تستطيع أن تراني خلل فعل منها، حللني ان شئت، لكنك لن تكتشف موهبتك في سوء النية، اقرأني، لكنك لن تعجب بلون عينيك، إلا إنني سأمنحك ساعة دفء فأقول إنك قد تراني في درجات الفعل المختلفة، تماماً كما ترى الرسام في لوحته ذات اللون الواحد، وسأقسم لك اللون في درجتين: أ- درجة فِعل القصيدة هنا يصير الشعرُ فرحا، ونحن هنا نفرح بالمناسبة، يوم تتقاطر الفلاحات في أوائل الزيتون والمطر، يوم تتقاطر الجمال والأطفال في أواخر الصيف بين حقول القمح والبيادر، يوم تدخل تلميذات المدارس أو يخرجن في جوقة يحرسها اللون الأخضر المخطط بالوعي، يوم ينور اللوز ويحصرم العنب، إنني أفعل القصيدة يوم تفعل طبيعتنا الجمال، واترك الأصوات تندرس في روحي وعلى الورق. إنني أندمج في فعل شعري بسيط وأصير موسيقى مباشرة كما هو العرس في ساحة القرية، فعل العرس يمتلئ بالضجيج والفرح والنشاز، وهكذا ستتقراني في قصائد (صفحات من يوميات عاشق) وفي ( قصيدة قديمة عن رحيل جديد).. هنا أفعل الفرح أو الغضب، أو الرفض بالشعر، وأراني وكأنني أطفو على سطح موقعي كما تطفو أوراق الزيتون وأزهار اللوز على صفحة الأفق الزرقاء وارتبط بالأشياء والأحداث بعلاقة الفرح الواعد بالحب، إنني أتوحد بها حقيقةً يفسدها المجاز، وهكذا تتحدد الصورة بتوزيع خفيف للنور والظل وتكون الألوان سابحة فيَّ في مباشرة لا يودُها ساكنو المقاهي ومحترفو اللعب بالأشياء. لا يُهمّني أنني أتقدم أو أتأخر، أو أنحرف يميناً أو يساراً لأن ممارسة الفعل تفترض الحركة الحرة وأنسى تسميات النقاد. ففي هذه المجموعة قصائد، كما أنه في ما حول قريتنا زهور وأعشاب.... ب- درجة فعل الشعر: في الطريق إلى القدس، تغيم المرئيات، وتنسد أمامك نوافذ الفرح فتهاجمك إبر الشعر، وتنزلق في روحك أظافر مدببة تستنزف الأعصاب.. فيلد فيك فعل الشعر، وتنصب على الورق، والحب يمطر في أعماقك أحزان الزيتون ... تتحلق الأطفال في الطرقات المسيجة بأحذية الجنود الثقيلة، ويتوارى اللوز الأخضر من العيون الصغيرة وينشأ فيك فعل تلونه موسيقى الكلمات البدائية، وهنا يعتنق الحب الموت كما تعتنق جذور التين خصور التراب الأحبَل بالخصب. في درجة فعل الشعر، يندغم التاريخ في لحظة وتصير الأمكنة كلها محشورة في نقطة بين جامع الجزار، وسوق البصل. وهنا أجدني وكما يؤكد الرفاق أكثر اللقاءات إنني في الغموض، أو أنني على الحافة، اوانني مسور بالحزن حيناً، والخوف أكثر الأحيان، لكنني وكما يندفع الدم الواعد من فتحة الجرح الكبيرة أنفجر في كلماتي، وكان يمكن أن تكون هذه الكلمات مقدمة عن تجربتي الشعرية بعد أربع مجموعات، وهي ليست كذلك، إنها كما تراها إشارة حادة إلى المدخل الشعري، وان أي فنان أصيل لا يستطيع أن يزيف موقفه كفنان لأن قانون موقعه لا يرحم، ولو كنت في بيروت لكان في لغتي طعم أعقاب السجائر ممتزجاً بكل المصطلحات المفرغة الا من الطلاء الخالب. ولعلهم هناك على حق، ولكنني لست بالقاصر عن الردح والتسكع، إنها الأحزان الجميلة التي تختلط بالطحالب على حيطان سور القدس المنهوب... إنني أسير الابتسامات العفوية في شفاه الأطفال المنعوفين على الطرقات من رأس الناقورة إلى رفح، هنا يكون لفعل الشعر مذاق الموت، ذلك بالنسبة لي واضح وضوح القتل، ان فعل الشعر هنا معتق وعمره عمر الزمن الساكن في حارات عكا، وهو حدث يومي اتشربه في عيون التلاميذ كل صباح، وقد لا أكون مفهوماً، حسبي أن أكون محسوساً، إن قرنا كاملاً تقريباً من السياسة والظلم يفقدني مقدرتي على استخدام الذاكرة، وان كل الأرقام على ذلك محفوظة في التلافيف فما قيمة أن تكون على الورق، إن هذا التاريخ العاهر يضعني في قلب الشعر فعلاً حزيناً من أفعال الحب، فهل نحن متصوفون؟ وما الضرر في ذلك ما دام فعل الشعر يوحدنا بالأحداث من الطلوع إلى المغيب، ولا يترك لنا فرصة التبويب والتحليل... نحن هنا خارج اللعبة بعد، لا نتحدث عن البطولة ولكننا نفعلها، كلنا هنا نفعل البطولة، نفعلها كما نفعل التنفس والتدخين، ولا خيار لنا فليس فعل الشعر تطريزاً لثيابنا إنه الذي يسير العودة فينا، وهو ليس الكحل المجمل لعيون التلحميات وبنات حيفا، انه البؤبؤ الذي به الرؤيا .. وأنا لست ادري متى سقطت أريحا وغزة لأنني كنت في السقوط ... وخير لي ورفاقي القراء هنا وهناك أن أترك أمر السقوط وتحليله إلى أبطال اللعبة في المقاهي، ليعمر شارع الحمرا بالنساء والفكر... خذوني من هنا، من القلب، فإن الصحف في القاهرة وبيروت وعمان بحاجة إلى مادة نظيفة... لست شاعراً حديثاً ولا قديماً، لست رومنسياً ولا واقعياً، لست ذاتياً ولست موضوعياً، لأن فعل الشعر يحتوي كل ذلك ويصير البديل ولكن في مناسبة للحديث عن الشعر والتصوير والموسيقى، لكم ان تحبوا أوزان الشعر وقوافيه، ولكم أن تستعرضوا قدرتكم على التأويل ولمس التجربة الشعرية وتحليل عناصرها وابحثوا ما شئتم عن الصورة، والمضمون والأصالة والخيال.. فذلك شأنكم، أما هنا فلا يوجد إلا فعل الشعر في مستوى القصيدة وتحت اعتبار الفرح الواعد، ومستوى فعل الشعر يوم يصير الموت كالحب وأراهما في وضوح القتل. والآن رفيقي القارئ، تستطيع ان تبدأ القصيدة الأولى من قصائد، الحب الذي لا يعرف الرحمة، هذا الحب الذي قال التاريخ وقالت السياسة أنه مات، له قلب كبير، كبير جداً يتأبى على الموت ويرفض الآخرين كما يرفض التراب الأصيل البذور اللقيطة بها. نابلس أول أيار 1975 -------------------- هل عرف عبد اللطيف عقل السر؟ الموت والحب ولحظة الوجد وفعل الشعر كما يراها عبد اللطيف عقل في مقدمة كتابة " قصائد عن حب لا يعرف الرحمة" بقلم: أيوب صابر الذي يعرف عبد اللطيف عقل يعرف انه كان يجيد فن النثر كما كان يجيد نظم الشعر، ولديه القدرة حينما يكتب على التأثير في كل الأشياء الساكنة حوله وضمن دائرة بحجم الكرة الأرضية، لا بل وتحريكها فلا تعود ساكنة و ليست هي، هي، وكأن تغيرا قد طرأ على مكوناتها وجزيئاتها البنيوية... ويمتد اثر ما يقوله إلى مجرات أخرى وعبر الزمن إلى مستقبل بعيد، بعيد جدا...هو يكتب بلغة من زمن آخر، زمن لم يأت بعد ولذلك يجد الدارس والمحلل لما يقوله انه كان يسبق عصره في رؤية الكثير من الأمور المستقبلية بعين ثاقبة، شأنه شأن كل شاعر امتلك تلك الطاقة البوزيترونية المهولة واللامحدودة في قوتها، والتي تدفقت في ثنايا ذهنه كنتيجة لمآسي طفولته المتعددة، فجعلته قادرا على الاستشراف والرؤيا بعين ثاقبة. وهو هنا، في مقدمة كتابة" قصائد عن حب لا يعرف الرحمة"، يقول للمتلقي الكثير، سواء بوعي أو من غير وعي. والصحيح أن الكثير مما يقوله المبدع، وعبد اللطيف عقل ليس استثناءا، يصدر عن عقله الباطن، ويكون مفاجئ للمبدع نفسه في أحيان كثيرة. فمن ناحية نجد عبد اللطيف عقل في هذا النص يربط بين الموت والحب والشعر، ويكرر ذكر الموت في أكثر من موقع، ويصوره كقوة فاعلة ومحركة، وكأنه يعرف أو ربما انه كان يستشعر بأن الموت الذي حرمه الأب، ومن ثم الأخت الكبرى، لا بد انه كان سببا في قدرته على النظم المهول، والكتابة الفذة المزلزلة، والتي تشتمل على الكثير من التجليات والرؤيا الثاقبة، وحتى لحظات الوجد التي جعلته ينظر إلى نفسه بأنه صوفي ربما. ومثال ذلك يقول: " إنهم يفعلون الموت كما يفعلون الحياة نصفا بنصف" " الموت والحب والشعر كما المطر أفعال فحسب " " وهكذا افعل الشعر كما افعل الموت والحب والشعر" " إن موقعي يفرض هذا الموقف لذلك لا أجد الفواصل في بين الموت والحب والشعر". " وهنا يعتنق الحب الموت كما تعتنق جذور التين خصور التراب الاحبل بالخصب" " هنا يكون لفعل الشعر مذاق الموت" ومن ناحية أخرى، يبدو عبد اللطيف عقل بأنه يصف لنا هنا لحظة ولادة القصيدة وما يعتمل في ذهن الشاعر في مثل تلك اللحظة، وكأنه يستشعر لحظة الوجد تلك، التي يتحدث عنها الشاعر الأمير عبد الله الفيصل أيضا في أكثر من موقع، والتي تشابه لحظة الوجد عند الصوفية. وفي ذلك ما يشير إلى ويفسر طبيعة الطاقة التي تكمن وراء الإبداع حيث يقول" هنا أفعل الفرح أو الغضب، أو الرفض بالشعر، وأراني وكأنني أطفو على سطح موقعي كما تطفو أوراق الزيتون وأزهار اللوز على صفحة الأفق الزرقاء وارتبط بالأشياء والأحداث بعلاقة الفرح الواعد بالحب، إنني أتوحد بها حقيقةً يفسدها المجاز، وهكذا تتحدد الصورة بتوزيع خفيف للنور والظل وتكون الألوان سابحة فيَّ في مباشرة لا يودُها ساكنو المقاهي ومحترفو اللعب بالأشياء. لا يُهمّني أنني أتقدم أو أتأخر، أو أنحرف يميناً أو يساراً لأن ممارسة الفعل تفترض الحركة الحرة وأنسى تسميات النقاد. " ويقول بهذا الخصوص أيضا: " في درجة فعل الشعر ينعدم التاريخ في لحظة وتصير الأمكنة كلها محشورة في نقطة ". ويقول : " وهنا اجدني وكما يؤكد الرفاق في أكثر اللقاءات إنني في الغموض، أو أنني على الحافة، أو أنني مسور بالحزن حيناً، والخوف أكثر الأحيان، لكنني وكما يندفع الدم الواعد من فتحة الجرح الكبيرة أنفجر في كلماتي". ويقول: "إن هذا التاريخ العاهر يضعني في قلب الشعر فعلاً حزيناً من أفعال الحب، فهل نحن متصوفون؟" وهنا نجده يصف لحظات ولادة القصيدة فهو يرى نفسه وكأنه يطفو على سطح موقعه ويرتفع إلى صفحة الأفق الزرقاء، وهو يشعر في تلك اللحظة وكأنه يرتبط بالأشياء والأحداث بعلاقة الفرح الواعد بالحب، ويتوحد بها ولا يُهمّه وهو في مثل تلك الحالة أن يتقدم أو يتأخر، أو ينحرف يميناً أو يساراً وهو ما يشير أن طاقة مهولة قد أصبحت المسيطرة على كيانه ربما كنتيجة لتغير كيماوي حدث في دماغه جعله أشبه ما يكون بكائن ما ورائي له قدرات خارقه تجعله قادرا على التحليق وربما الطيران خارج نواميس الطبيعة. ولذلك ينعدم التاريخ والزمن ويصبح كله في لحظة واحدة كما تصير الأمكنة كلها محشورة في نقطة واحدة وهو ما يشير إلى انتفاء المكان أيضا". ومن الطبيعي إذا والحال كذلك أن يأتي كل فعل يحصل أثناء سيطرة مثل تلك الحالة الماورائية مهولا، وأن يكون عبقريا، مدهشا، وأحيانا غارقا في الغموض والغرابة والرمزية، وربما النبوءات التي تظهر على شكل كتابات كودية. كيف لا وقد انعدم الزمن وأصبح كله في لحظة واحدة، كما انعدمت الأمكنة وأصبحت في نقطة واحدة. ومن الطبيعي إذا أن يشعر الشخص الذي يمر في مثل تلك الحالة انه على الحافة، أو أنه مسور بالحزن والخوف في أكثر الأحيان، كما يقول عبد اللطيف عقل، وقد تحول فجأة إلى كائن بقوة ما ورائية لا محدودة. ومن الطبيعي أيضا أن تنفجر الكلمات كما يندفع الدم من فتحة الجرح الكبيرة ". ومن ناحية ثالثة نجد عبد اللطيف عقل يقدم لنا نصا هو اقرب إلى أن يسمى " مدخل إلى فن الشعر"، حيث يشرح فيه سيكولوجية أو ربما الأصح أن نقول فسيولوجية ولادة القصيدة ومن أين تأتي، والسر الكامن وراء ولادة الشعر، إذ يقول: " الموت والحب والشعر كما المطر". ويقول : " حين تتحلق الأطفال في الطرقات المسيجة بأحذية الجنود الثقيلة، ويتوارى اللوز الأخضر من العيون الصغيرة وينشأ فيك فعل تلونه موسيقى الكلمات البدائية" ويقول: " في الطريق إلى القدس، تغيم المرئيات، وتنسد أمامك نوافذ الفرح فتهاجمك إبر الشعر، وتنزلق في روحك أظافر مدببة تستنزف الأعصاب.. فيلد فيك فعل الشعر". وكأنه يقول إن في ذهن الشاعر وكيانه فتيلة هي مصدر الطاقة اللامحدودة ، والتي أسميتها (طاقة البوزيترون)، وتتشكل تلك الفتيلة على اثر صدمة اليتم، والفجائع، والمآسي، أو ما يشبهها من أحداث وصدمات لا بد أنها تترك أثرا في ثنايا الدماغ، وتكون هذه الفتيلة مصدرا لا محدودا للطاقة الماورائية (البوزيترونية)، وهي النبع المتجدد الذي تنبجس منه القصيدة وكل عمل إبداعي قطعا وعلى الإطلاق. تخبو هذه الفتيلة أحيانا في ذهن الشاعر اليتيم لكنها تظل في حالة جهوزية تامة للاشتعال المتجدد... ذلك الاشتعال الذي يشبه الوميض، والوهج العظيم، وكأنها من كون آخر سماوي، وهو يُوَلّدْ طاقة لا محدودة في قوتها، كما تم شرحه في نظريتي لتفسير الطاقة الإبداعية، فهو أشبه بلحظة الوجد التي ينعدم فيها المكان والزمان ويصبحا في لحظة ونقطة واحدة، كما يقول عبد اللطيف عقل: "في درجة فعل الشعر ينعدم التاريخ في لحظة وتصير الأمكنة كلها محشورة في نقطة" فيكون الشاعر عبقريا، فذا، ومبدعا، وكرزميا، وغامضا أحيانا لان كلامه يحتوى على كودات تحمل على لغة مستقبلية، لغة هي أشبه بلغة الرمز. ويظن نفسه ويظنه الآخرون على الحافة لأنه يتحدث بلغة أخرى من عالم ما ورائي، عالم انتفى المكان والزمان فيه وأصبحا في لحظة ونقطة واحدة فتكون كلماته ليست كالكلمات. وهذا تحديدا ما يفسر أيضا القدرة على الاستشراف، والرؤيا الثاقبة، أو ما يطلق عليه البعض نبوءات الشعراء، حيث تتجلي الكثير من الأمور المستقبلية للشاعر فينطق بها، فتحتويها نصوصه وتظل كامنة هناك إلى أن يتبدل الزمان ويصبح المستقبل حاضرا، فيأتي من يفتش قصائد ذلك الشاعر المبدع الفذ اليتيم فيجده قد تحدث في أشياء قبل وقوعها بزمن بعيد، وأحيانا بعيد جدا، ولكن في الغالب بلغة رمزية تحتوي على كودات غير مفهومة إلا في الزمان الذي تتحقق فيه الرؤيا أو النبوءة وتصبح واقعا. ويبدو أن فعل الشعر أو ولادته يتكرر في كل مرة تتسبب شرارة ما، أو كما يصفها عبد اللطيف عقل أعلاه بإبر الشعر واظافره، في إشعال هذا الفتيل ولو للحظات، فتتشكل تلك الطاقة المهولة فتولد القصيدة...بل يندفع الشعر كما يندفع الدم الواعد من فتحة الجرح الكبيرة وتكون أشبه ما تكون بفعل انفجار، كما يصفها عبد اللطيف عقل أيضا، كونها آتية من مصدر طاقة لا محدودة حيث يقول: " وهنا اجدني ...في الغموض، أو أنني على الحافة، أو أنني مسور بالحزن حينا، والخوف أكثر الأحيان، لكنني وكما يندفع الدم الواعد من فتحة الجرح الكبيرة أنفجر في كلماتي". ويذهب عبد اللطيف عقل بعيدا هنا إذ يذكر لنا بعض مثل تلك اللحظات التي تقوم مقام فعل الشرارة والتي تتسبب في اشتعال ذلك الفتيل الكامن في ثنايا الدماغ فتتولد تلك الطاقة المهولة التي تقف وراء ولادة القصائد ومنها كما يقول" " إنني في موقف الفعل الشعري ...لأنني في موقع التراب الأول" ولا بد أن التراب الأول هنا يعنى الأرض المحتلة وذلك يعني أن كل ما يصدر عن الاحتلال من قهر ووجع وسجن وألم وحزن الخ...هو شرارة متجددة يمكن أن تجعل ذلك الفتيل يشتعل من جديد. وأحيانا أخرى تكون لحظات الفرح والجمال عند عبد اللطيف عقل هي تلك الشرارة التي تشعل فتيل الطاقة اللامحدودة كما يقول: " هنا يصير الشعرُ فرحا، ونحن هنا نفرح بالمناسبة، يوم تتقاطر الفلاحات في أوائل الزيتون والمطر، يوم تتقاطر الجمال والأطفال في أواخر الصيف بين حقول القمح والبيادر، يوم تدخل تلميذات المدارس أو يخرجن في جوقة يحرسها اللون الأخضر المخطط بالوعي، يوم ينور اللوز ويحصرم العنب، إنني أفعل القصيدة يوم تفعل طبيعتنا الجمال، واترك الأصوات تندرس في روحي وعلى الورق. وهو في هذا النص يصف لنا أيضا لحظات فعل القصيدة أي ولادتها، ففي مثل تلك اللحظة يترك عبد اللطيف عقل "الأصوات تندرس في روحه وعلى الورق"...ولا بد أن تلك الأصوات التي يتحدث عنها عبد اللطيف عقل هي حالة نفسية أو ربما فسيولوجية أو كهرومغناطيسية تنتج عن لحظة الوجد التي هي لحظة اشتعال الفتيل، فتتولد تلك الطاقة اللامحدودة، فيلتقي الزمان والمكان في لحظة ونقطة واحدة... فيتحول الشاعر إلى كائن ما ورائي خارق يتقمصه وحي الشعر، وهي لحظة أشبه ما تكون بلحظات الوجد التي يتحدث عنها الصوفيون ويفسرونها على أنها ذوبان نقطة الماء بماء المحيط وفعل من أفعال الحب والتوحد. تلك الحالة أجاد الشاعر الفذ عبد اللطيف عقل في تصويرها ووصفها حيث قال: " وأراني وكأنني أطفو على سطح موقعي كما تطفو أوراق الزيتون وأزهار اللوز على صفحة الأفق الزرقاء ....لا يُهمّني أنني أتقدم أو أتأخر، أو أنحرف يميناً أو يساراً لأن ممارسة الفعل تفترض الحركة الحرة ". ولا شك أن عبد اللطيف عقل وكونه صاحب طفولة مأساوية وقد مر فعلا بفجائع وصدمات عظيمة مزلزلة وهي موت الأب في الطفولة المبكرة ثم موت الأخت ثم زواج ألام والسجن اضافة الى سلسلة هائلة من العذابات المصاحبة لمثل ذلك اليتم المكثف...وعليه نجده قد امتلك فتيل عظيم كان مصدر طاقة هائلة، لا متناهية، وظل في حالة اشتعال دائمة، فتارة بسبب جمال الطبيعة في فلسطين، وتارة أخرى بسبب كثرة ابر الشعر كما يقول هو وأظافره، في ظل فقر وبيوت صفيح ونكبات وهزائم وبسبب الجراد الذي تسبب في الكثير من الأحزان، والمآسي، والأوجاع التي كان يراها عبد اللطيف عقل في عيون الأطفال الذين كان يعلمهم في المدارس الابتدائية، ولذلك نجده عاش الكثير من لحظات الوجد والانفجارات الشعرية والنثرية بلغة رمزية اشتملت على استشرافات ونبوءات والكثير من التجليات المستقبلية والنبوءات التي تزخر بها كتاباته. فنجده مثلا في هذه المقدمة والتي كتبت في العام 1975 يتحدث عن سقوط غزة وأريحا حيث يقول : "...ليس فعل الشعر تطريزاً لثيابنا إنه الذي يسير العودة فينا... انه البؤبؤ الذي به الرؤيا .. وأنا لست ادري متى سقطت أريحا وغزة لأنني كنت في السقوط"، وكأنه كان يشير هنا وبقدراته الماورائية البوزيترونية الخارقة إلى اتفاق غزة - أريحا أولا، والذي تم توقيعه بعد تاريخ تلك الكتابة بسنوات عديدة، ويبدو انه كان يعتبره فعل من أفعال السقوط. ربما كان عبد اللطيف عقل يعرف سر ولادة القصيدة ويعرف سر الوجد... وان لم يكن يعرف فلا شك انه في شرحه اللاواعي عن فعل الشعر فتح لنا أبواب المجهول لنتعرف نحن على السر.. وكل ما قيل هنا يؤكد على انه شاعر مبدع، وفذ، وعبقري، ذو رؤية ثاقبة وبعد نظر، وكرزما طاغية، وله قدرة على الاستشراف والرؤية المستقبلية، وانه قد امتلك طاقات ذهنية لا محدودة جعلته يعيش لحظات من الوجد انتفى فيها الزمان والمكان فانكشف له الزمن القادم وانفجرت الكلمات على شكل قصائد مزلزلة...ولا شك إننا سنحتاج لسنوات عديدة قادمة حتى نتمكن من فكفكة لغته الرمزية وسبر أغوار نصوصه والنفاذ إلى أعماق ما سطره شعرا ونثرا. ملاحظة هامة : كافة الحقوق محفوظة. |
مساؤك الورد أخي الأستاذ أيوب دائما ً تثري هذا المنبر بالجديد والمفيد يسرني متابعة ما تفيض به أناملك من نور ت ث ب ي ت مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف |
الاستاذ حسن زكريا اليوسف
الشاعر الدكتور المرحوم عبد اللطيف عقل فذ ، عبقري واشعاره تعكس قدراته المهولة والتي تحتوى على الكثير من النبوءات والاستشرافات والرؤيا الثاقبة . يبدو انه مات قبل ان يتم تدوين اشعاره ، هنا ساعمل على تدوين اشعاره موضحا الامور الهامة المتعلقة بعبقريته الشعرية ويتمه حتى انني احاول ان اطبع شعره كما هو في دواوينه ( صورة طبق الاصل ) لانني اتصور ان كل فاصلة وكل نقطه وكل همزه ولمزه عند الشاعر قد يكون لها معنى عميق . كان الدكتور عبداللطيف عقل استاذي في جامعة بيت لحم حيث تعلمت لديه علم المنطق ولا يفصل مكان مولده عن مكان مولدي سوى 2 كم ، وهذا اقل ما يمكن ان اقدمه له حيث انني لم اكن ادرك حينها كم هو عبقري وشاعر وانسان. |
نقطة حمراء على وثيقة سفر
" الى عز الدين المناصرة في مكان ما" أخي المحبوب عز الدين اعود اليك ثالثة حزين القلب والشفتين. وأمنحك ارتداد الوقت والصلوات، لا تحزن. عرفتك شهوة سقطت من التذكار كالحلم. وأعرف أنك انتخت العروق لديك، جاوزت القصائد والتواشيح، التي داخت من الهرم. أخي المحبوب عز الدين. تواقع في يدي اللوز والصبار، سور القدس محمول على الرفض المعلق في حنايا التين. وأمك في وضوح القتل، أضناها البكاء عليك، قالت أين عز الدين. وقلت لها بأن الزيت بين اللب والقشرة. وبيروت احتفال عاهر الألوان، تقتله ويقتلها، ويرقد في صباح الموت عصفورا تيتم سبع مرات ....بلا تعداد. أخي المحبوب عز الدين. سميح القاسم التهبت أصابعه، تخشب قلبه المفجوع حيفا طفلة طال انتظار البحر في أحداقها، احترقت سميح القاسم التاحت على الرؤيا أصابعه مضى عامان ما قبلتُ في عينيه خد اللوز ما نادمته يا ضيعة الأصحاب. و فدوى مثلما تدري تعشب قلبها، واصفر ثم أخضر ثم ارتاحت الكلمات في الأوراق خلف الباب. أمام الباب. ( أمام الباب المغلق- فدوى طوقان) يمر اليوم بعد اليوم بعد اليوم لا تقرأ ولا تكتب تماسك. ما تزال القدس تضمر تشتهي الطوفان. تساوي في مساربها عبيد الجنس والرهبان. أخي المحبوب عز الدين إن شاقتك أخباري الخصوصية سأوجزها: أقاتل حائط المبكى وامسح قبة الصخرة وأشرب قهوتي وحدي -مع المذياع- سلمى لم تعد تأتي تزوجها أبوها قبل شهرين. وحاصرها رجال يقلعون اللوز، والبلوط والزيتون والنصب الجذورية. أموت ولا أموت هنا: سميح القاسم ارتعدت أصابعه على القلم الرهيف ارتد شريانا كبير النزرف، فدوى ما تزال هنا وسلمى لم تعد تأتي تزوجها أبوها قبل شهرين. إلى القيا إلى القيا ولا تحزن. سنمسح عن جبين القدس أقدام الذباب.. ومرة أخرى سأكتب لك. 6/7/1974 |
قصيدة قديمة عن رحيل جديد
بعد ارتحالك، لم ينم الم ولم تقع السماء على التراب. بعد ارتحالك ما تغير شكل قريتنا، ولا شكل الروابي. لم يرتحل طير حزين الريش من رأسي ولم افقد صوابي. لم ارتكب إثما ولم اكفر ولم اسهر ولم احلم بواحدة وما أنكرت ما بي. ما قام تموز القتل ولم يزايلني الجفاف ولم يجئ عيسى المخلص لم يجئ يوم الحساب. لم تهرم الأشياء بعد رحيلك الشتوي لم تصغر ولم تكبر وظلت كالسؤال بلا جواب. بعد ارتحالك لم يمت قيس وليلى لم تزل في السوق تستجدي عبور خيامه وعلى ضفائرها بساطير الجنود وصدرها العربي ينغل بالذباب. لم ينتخ الشرفاء بعد رحيلك الشتوي ليلى تستجير ولا تجار وصدرها العربي يزرع بالحراب. بعد ارتحالك، لا المدينة أعدمت تجارها الشرفاء في صمت ولا شعرت بآلام المصاب. ما شح بعد رحيلك الافيون في المدن اللقيطة ظل ...لم تكسد تجارته ولا قلت مضاجعة النساء بالاغتصاب. ما زال أهلي يذبحون ويرفضون ويأكلون ويشربون وينجبون بلا حساب. يتحدثون عن القتال ، عن السلام عن النساء ، عن السماء والاحتلال والانسحاب. ما زاد خصب الحقل أمي..لم تزل تبكي على الوطن السليب، وما تصالحت البيادر والخوابي ما زالت الدنيا كما كانت. خرابا في خراب. الرمل يحلم بالرذاذ ويستميت على السحاب. والقدس ما زالت كما كانت تعيش على اغترابي. مذبوحة الشفتين حائلة الطلاء حزينة العينين عارية تنام بلا ثياب. فكأن ما سافرت لم المح غيابك في الغياب ما زلت في لغتي وفي حلي وترحالي وفي شرعي وفي ورق الكتاب. ما زلت جرحا صارح الإيلام في قلبي المبلل بالعذاب. ما زلت في أدراج ذاكرتي وفي صمتي وفي سهري. وبين شقوق بابي . ما زلت نافذة الهروب من اليباب إلى اليباب. ما زلت وجها جانب المرآة ينضح بالتشرد والعتاب. وذهبت ما غيرت من قدري، وما قدرت أحزان الذهاب. ما كنت اسمع صوتك المقهور في أذني ولا فكرت في معنى اكتئابي. فلبست أخلاق النعاج وعشت أخلاق الذئاب. 10/7/1974 |
صفحة من يوميات عاشق
أحببتك في نسغ الزيتون وورق التين وفي أسراب الملايات. وعشقتك في أزهار اللوز وفي اللبلاب وفي أثواب الفلاحات في سوق البصل وفي الدوار وفي أوعية التلميذات. في قبر شهيد لم يسكنه وفي قبر شهيد ما مات. في كهف لم يكشفه الجند ولم تعرفه الجنديات في جيش الأطفال المنعوف على الطرقات وفي الطرقات. في سرر الجرحى في المنفى ومع الباعة في الحارات. في همس الفحم إلى الحيطان وفي الأوراق الممنوعات. يا عهر الحب، إذا ما ظل يدور على الذات وفي الذات. يا بؤس الإحساس المغلول ذليلا في حبس الكلمات. أهواك ولا أمنحك الدفء. واغرق في ثلج الأصوات. ما جدوى حبا عصبيا ما جاوز أعتاب النيات. ما دمت الخافق في صدري، فلتخفق في الأرض النبضات. و لأحفر حبك في جسدي وعلى جدران الزنزانات. فاحتضني لحمي لا حب إلا أن تختلط الذرات. 15/10/1974 |
صفحات من يوميات عاشق
2 أتملاك يا جنى الصدر تينا ، أختفى فيك عاشقا وأبين. يزهر اللوز لاتلام الخزامى، ربما بفضح العيون العيون. يورق العود في الخلايا كأن لم تك ترعى في جانبيه السنين. أنت والليل سرحتان من الرفض وشك يضيع فيه اليقين. شعرك انحل ، افتديه بلحمي، جن تين وما اهتدى زيتون. تضحك القدس في العيون اللواتي... واريحا التفاح والليمون. اول الحب، أن نكون قرابين فيلتف بالكوى الزيزفون. احمل الحب والتراب صليبي والهوى سيدي فكيف أخون. اسرق اللحظة التي حرموها، مثلما يسرق الشريد الطحين. والمسامير في ضميري اشتهاء والمحب العميد مهر حرون. صادروها عند الحدود اقتلوني كل شيء على المحب يهون. اذبحوني، سلمى معي في الخلايا، ما الذي بالهوةى تفعل السكين . نلتقي في العناق جسما وروحا مثلما يلتقي السجين السجين. من دمي ، يرتوي هواها فحبي جسد جامح وفكر حزين. أنا والقدس ، ليلنا شعر سلمى قدرانا نكون او لا نكون. |
صفحة من يوميات عاشق
3 رنخيني بالحب نشفت قلبي زمليني افتقدت دفء المودة. دفؤك العذب أخ من دفئك العذب كيف لي أن أرده. أتشهاك خاطرا في الحنايا مثلما يشتهي المقيد قيده. أنت في يقظتي حضور أريحا وعلى الليل شط عكا المخدة. أنا والقدس لو يعز لقانا نتلاقى في الرفض عطرا وورده. 20//10/1974 |
مقطعان فقط
المقطع الاول – سَملى – عزائي في غيابك أني وحدي، أنام على طوى الوُجدان، أحلم أن يبيت الليل في شفتي أحلم أن ينام الخوف، أن تهدا بي الأحزان. غيابك يقلب الأشياء، يروي غله العطش المرنخ في الشرايين وينشر لهفتي الخضراء على التحنان. لو أنك يا كبير القلب يا مُتصلب الشفتين يا أعصاب تشرين لو انك تدرُكُ الكلمات لو تقرأ عن الأحزان. لو انك يستبيك الوجدُ، يندى خوفك المحدود بالزيتون والتين وجدت الحب في عيني أريحا لاهب اللمعان. عزائي في غيابك لوعة التهيام. هي الأيام تركض في مسارات الدروب الصُفر قشر اللوز والبلوط والسندان. يُعلقُ في عُروق الحُب آلاف النياشين يُوحدني على الدنيا وينشُرني ويَطويني وأنتِ كأنكِ الكلمات تهجسُ بالتلاويين وأعرف حين اكتب عَنكِ، أن الليل يحسدُني ، وأن الحرف يذبحُ قلبَ هذا الزيتِ - مر عليك هولاكو- هو السيفُ الذي صَدأت ثناياه. هُو الوقتُ الذي ذابت على الشرفاتِ، واحترقت خلاياه. الخُّ الآن عجنتنا وأروى قصة المقحار أمي لا تحبُ الوقت تحبل كل يوم مرتين، هُنا ينامُ الشوكُ والتهيامُ في عُلبٍ من الطين. |
المقطع الثاني
- وحيد- لو انك يا لهيبَ الزيتِ تدركُ كنه أغنيتي لاغفلك الزمانُ وتاب . وعلق شعر غاليتي على الجُدران والشرفات والأبواب. وعلمها وعلَّمني بأن الخوف يُجري في الدماء الرفض والتاريخ والأنساب. تقولين: احتملتَ الليلَ لا جدوى من الشكوى دمشقُ تحبني موتا وأنت عرفت كيف تغازل الأحباب كيف ارتاح طيفُ القبلة الأولى وما عدنا نمارس لعبة الألقاب. دمشق تحبُنى موتا وكنتِ قرأتِ في وجه الزمان المر كل خطوطهِ السوداءَ كان عذابْ وكان عذاب وكان عذاب. يظل الجرح في عينيْك نغّارًا، ولا يلتام. وتلتاحين، تَذهبُ بالعُيون الخضر وعد الخوفِ والتهيَامْ. وأشربُ غربَتي ، أغفو، أراك عروسةً حسناء يسلخُ جِلدها القدسي هولاكو / فكيفَ أنامُ كيف أنامُ كيف أنامْ |
ثلاث أغنيات للرمال الحمراء
- كان في عينيها نقاء غزة ورفضها- ( 1) أُشهدُ اللوزَ على عينيكِ ، أبوابَ المدينة نلتقي في شُرفة الليلِ إذا نام الحنينْ . نلتقي في شرفةِ الليلِ غلامًا وصبية. نرفُضُ الحزنَ ونستولدُ بالصمت الكلام. نجدلُ الحرب سلام. ونسوى من شروش الياسمين أغنياتٍ عربية حملت في رحمها عُمر السنين. -2- ينشفُ البحرُ وفي غزة قطعان العصافير عناقيد البلح. تزرعُ الشاطئ رفضا ومشاويرَ طويلاتٍ، دماءً وفرح. سعفُ النخل وَأحلامُ الصبايا. تملأ القلب حضورا والحنايا. -3- لا تنم، إرمع من الرمل تعرَّفنا على الرفض احترفنا فيه روحا وكيانْ ليس في غزة إلا الشاطئ الغارق في لونٍ البُطولاتِ وأحلام الزمانْ. هربتْ غزةُ من عينيَّ من عينيكِ ليست في المكان. واستراح .... في شاطئها كانت عناء الخَلْقِ يا كنزًا من الدف خُذيني، وازرعيني، نخلةً فرعاءَ في عَينيكِ أتعبتُ الحَنانْ. غزة 22/4/1974 |
قصيدة عن حب لا يعرف الرحمة
" ذبحوني على العتبة/ مثل خروف العيد" إلى طه محمد على ، وبيننا حزن كبير الليلةَ نادمتُ الحُزنَ طويلا. ذكّرني صَمتُ الوحدة بالحُب. فعمدتُ الى دُرج الذاكرة المفتوح وقلبتُ الأوراق المنسية في زاوية الرأس وزاوية القلب. قرأتُ رسائلكَ جميعًا. وَنما في الخاطِر حَرفٌ وبكت فاصلة وتَراقصَ تحتَ ومادِ الزمن السطر الأول قشر الزيتون العالق بلحاء الغُربة. ورقَ التين المدلوح على زاوية الدرب سور القدْس طحَالب. المئذنةُ مدينة الصيفُ يَحُط على سيفِ البحر يافا تاريخٌ أنصله شرف الرفض وعراه أساتذة التاريخ من الثوب. - وكنت أُحبُ كل حروفكِ الخضراء قبل تدفق الطوفان. وأزرع في ليالي شعرِكِ الآهاتِ والقبلات والأحزان. وأعرفُ أن في بيروت أمي ..آه.. ما جدوى ارتحالُ الوقتِ ..لا أدري,... هو الطوفان. وأشرب موجز الأنباء / اشرب موجز النشرة تركت الدمية البلهاء تقرأ حزنها ورجعتُ أستجدي رسائلكِ الحزينة مرة أخرى متى يا ناصلَ الكلماتِ تعبُرُني بلا كلمات. ملايينُ الثواني أرعدت في الكتف تحت الإبط حول إدارة الردفين بين القوس والسهم حُروفكِ يستضئُ الليلُ من أقمارها الحمراء. حرام دورة الردفين والأثداء مضى عام مضى عامان أنتَ تنامُ خلف السُور أنت تنام خلف بلاهة الأشياء. - وكنت أنام بين يديك مثل الطفل مثل العطر في الوردِ ومات الليلُ سافرتِ الطيورُ الخُضرُ في عينيك لم اشبع من الحقد. وظل ذهابك النغار في روحي وفي صوتي وفي جلدي. ذهابُكَ لا يُريحُ القلبَ والأعصاب والتهيامُ ينكأني ولا يُجدي. وما سافرتُ، لم اذبْح شرايني،، وما غيرت شكلَ الأرض لكن أغرق الأشياء في دمها، واشربُ قهْوتي وحدي - منذ العاشر من رمضان العام الفائت عام الفيل . أسال كل نساءِ الأرض المصمودات على حيطان الأزواج على حيطان الاباء على حيطان الإخوة. هل شاهدتِ النسوة سملى في طرق الذكرى. منذ العاشر من رمضان العام الفائت عَاِم الفيْل أسال كل رجال المدُن المسحُوبين مع الريح رجال المدُن المسحوبين على البسة النسوان هل شاهدت الرجالة سمليى تتفسح في احضان أبيها ترسم حبى عبر تجاعيد الوجه الممصوص. حين تكون البلدية مبلول أسفلها بعقار اليود حين يكون المستشفى ينغلُ بالجَراحين ذوي الأغطية البيض ارحل من حارة حبس الدم ( حي تراثي في مدينة نابلس ) إلى بيت الدين أتوقف في الشارع بينهُما لحظةَ موتٍ أنزعُ عن أهدابي قار الحُبَّ أوزع أوراق قصائدي الغارقة بمازوت الخوف وأركع فوق رسائلها وأدوس على رأس المولود وأقطعُ بالشفرة ماسموه الحبل السُري. أصلُ الى بيروت أعناق حزني أتمدد فوق الأسلفت صليبا من خشب التين يا عمال التنظيفات/... لكن / أرحام النسوة/ ..../. يمنعني شرف الخوف من القول. - تخطيناك يا حُبا تخطانا وغذيناك من دمنا أباريقا. وعدت كما بدأت الأمس مثل اليوم تنسانا وكنت تفيضُ في العينين والشفتين موسيقى. - فاجأني أتعاطى الحسبة/ فاجأني / كنت أمارس أقصى درجات اليقظة والنوم أوشك أن أمسك خيط اللحظة بين الصورة والصوت. فرشت له الإنجيل وسورة عمة خارطة عن آخر ارض خصصها شرف الاستيطان/: أرغى / أزبَد/ طَارَد/ قاتل/ اقعى في الظل وباعد ما بين الفخذين/-. أشعَلَني / نامَ / أفاقَ/ تربَّعَ تحت الكرسي كما يَتربعُ بيتُ الشِعرِ على خد الصفحة قُمنا/ كان ذبابُ الشارع يلبس أجمل ما في الفترينات ميات الأرداف الشقراء/ الحمراء / الخضراء الـ...../ سيارات الدورية سلطن الضوء على شامة حارتنا السوداء هو/ يندلق مع المغرب طشتا من زيتِ الزيتون أنا / أُمشط منطقة يزرعُها التجارُ بألغام تنفجر إذا شاء الله. - إخرسْ عرفتُك تكره التاريخ تكتبكَ السطور ولا تبالي. وتظنُ نفسكَ تخلقُ الدنيا وتستعدي الجنوب على الشمال. تنسى عيوبك..آه يا وطنا يعيش بلا رجال. لو كنت تلمس جرحنا الأبدي ما باعدت ما بين النساء والاحتلال. سيدي القاضي دفاعي عن قشر الزيتون / جذور الزيتون أريحا / لا اطلب منك الرحمة إني / احتاطُ على جِفتٍ محشوٍ بال Old spice لستُ جَبانا / لستُ شجاعا الورقُ المفقود من السوق الصابون يضاعف عدد الأوساخ الحلويات توزعُ بالكيلو أيام السبت. قررت الرفض/ إني عاشق / أعاني حالة حب لا يرحم/ لن انهض عند تلاوة هذه الحكم/. لكني / اقسم انك تعرف سور القدس اسمحْ لي أ شعل سيجارة / آسف لا تسمحْ لي/ لن احترم القاعة/ سأحولها بعد الطوفان الثاني ماخورا / لا تغضب / سأعينك على الباب/. لتمر على جثتك عصافيرُ الصُبح الحمراء بذلك أمنحك الشرف الواجب. 3/8/1974 |
تكوينات أولية لوجه الحزن
من أين تأتي كل هذه الأحزان؟! بغير موعد، كالموت تغمر الأشياء، لا يسبقها الوقت ولا تسبقه فجأة تقتحمُ النوافذَ العِتاق، لا تمنعُها الطيورُ في الأعشاشِ لا تصُدها الحيطان. ليس لها ظلٌ ، تذوقها مسام الجلد لذة الأسى، مرارةَ الثلج لو أنني أعرفُ موعد الحُزن فرشتُ راحتي قلتُ للعينين هذا موعدُ الأحزان. لكنها فجاءة تجيء حلوة الشعر فجاءة تجيء حلوة ومرة طويلة السالف، مثل قهوة الصباح هكذا ... لها انفٌ وعينان وجبهة وقامة فرعاء. تملاني ، احسُها بالجلد بالخاطر بالحضور في المكان. من أين تأتي كل هذه الأحزان وقبل لحظة رميت وحدتي على فمي أغلقتُ بابَ غرفتي وباب حِكمتي أوصدت هذه النوافذَ افترشتُ دفُ الليل والتحفتُ بالأمان، قبل لحظة: رجوت طائر النعاس أن يحَُط ، لم يَحُط بعد قهوة المساء، قمت واغتسلتُ مرةُ واحدةً قرأتُ آية الكرسي مراتٍ، وكل شيء داخل الغرفة، خارج الغرفة نام: السقفُ والسريرُ والدفاتر المقاة تحته وفوقه وهذه الجدران. من أين جاءت كل هذه الأحزان. من أين تأتي كل هذه الأحزان؟ بيضاء كالقطن ثقيلة/ كالمعدن المطروق / ملساء / كجلد أفعوانْ/ مجدورة العيني/ كالطفولة البلهاء. ومرة مثل الحليب في الفم المريض مثل الماء. كغيمة الرماد / تقتل الزرقة في السماء. من أين هذا الحزن أين كان كيف صار كيف جاء كيف الذي بلا كيان يملا الكيان؟ من أين تأتي كل هذه الأحزان. لعلها الستائرُ المرخاةُ والزيتونُ في الحُقول والرجالْ. لعلها النساءُ والأطفال. لعلها البحرُ لعلها الجبال. لعلها العمال والمشاعر اليباسُ والبيادر اليباب والغلال. من أين تأتي كل هذه الأحزان. لعلها القدس يموتُ في حاراتها الزمانُ والزيتونُ والأطفال والرُهبان. من أين تأتي كلُ هذه الأحزان. والشرْق موصدُ العيون لا يزالُ يا بسًا صلدًا ، ولا مع الياقات كالموظفين، يأكلُ الحقد ويشربُ الدم الفلسطينيَّ يذبحُ العمالَ في مصانع السردين يذبح الأطفال والخِرفان. من أين تأتي كل هذه الأحزان. وجه حبيبتي معمَّم بالخوف والعُمالُ في مصانعِ الكرتونِ كالمستوطنات. تنتظرُ المهاجرين، وجه القدس غارقُ في الوحل بيروت تنام ملء الجفن حُرة الموات. حُرة اليباس والعصافير يجيئُها الشتاءُ والخيولُ كيف صارت الخيول تنكر الفرسان. من أين تأتي كل هذه الأحزان وجه حبيبتي المزروع بالا شوال مطرق وشعرها البديد بالهوى والاضطهاد ورحمها الاحبلُ بالاطفالِ والعمالِ والسواعد الشداد. لعلها – الأحزانُ- مثل الطلق والآلام تسبقُ الميلاد. أودُ يا حبيبتي لو أنني أموت كل يوم مرة ومرتين، مرة في آخر الصيف مع البيادر العجاف، مرة في أول الشتاء ، قلب الأرض دافئ ومرة حين نكومُ القمحَ ونطرحُ الزؤان. عندها أدرك يا حبيبتي كيف يجيء الفجر من تصالُبِ الليل مع الليل وكيف تأتي كل هذه الأحزان. من أين تأتي كل هذه الأحزان. من عرق المزارعين- الأرض- ومن دفاتر الطلاب – لا علم – ومن جدائل البنات – لا جمال- من تدله السفوح من تطاول الجبال. من سواعد العمال. من معاصر الزيتون والسُجون والقرى التي كانت والاحتلال أم من تداخل الزمان في الزمان والمكان في المكان. أخ لو أنني اعرف كيف تأتي كل هذه الأحزان... تعلق الشتاء – أول الشتاء- في نوافذي العتاق والأبواب وانتِ يا حبيبتي أصيلة القرب أصيلة البعد أصيلة الوجه أصيلة الحزن أصيلة العذاب. نصَلْتُ باليباس ، اقتلي السعار في دمي الحريق بالحنان. وعندها أدرك يا حبيبتي من أين تأتي كل هذه الأحزان. 7/7/1974 |
على المدينة وأشياء أخرى العرس في يوم عُرسك، يلتقي الأحباب تنهال العوافي، يستحيلُ العرس في عينيك، أغنية كبيرة. في يوم عُرسك يصهلُ الزيتونُ، تنشق الزنابقُ، يستحر الشوقُ في الأعصاب، ترتعشُ الرمالُ الحُمرُ في جسد الجزيرة. في يوم عرسك يرتوى الصادون، من وهج التشرد، يسبقون الوقت فرسانا فتنمو في غيره. قبل العرس -------- على الشُرفات ، نستبكي ولا نبكي ولا نلتاح. ونرمع من تراب الارض رفضا، لا ننام الليل، لا تندسُ في أحضاننا الأفراح. ونستلقي.. هو التعبُ الذي نستفُ من شفتيه إعصارا، وندلح فيه أشواقا، تصيرُ على المدى المسدود نافذتين في الأبواب. وَأقعى عندنا التاريخ، ماتَ على الهوى العُشاقُ كان يباب. وكان يباب. - أمر عليك يا سلمى كسيح الوجه والشفتين والأعصاب- وشعرك لا ينام يظلُ منشورا على الحانات والشُرفات والأعتاب. وأذكرُ يومَ عرسك، هَلَّتِ البُشرى وعانق فرحتى الأحباب. وسلوا من خلايا لوعتي الحب الذي يقوى ولا يقوى على الترحاب. أحبُكِ ، قبل يومين استفاق الوعدُ حار الماءُ في الاغصان، كان عتاب. سنفرشُ دربك الممدود في العينين، بالزيتون والبلوط واللبلاب. المدينة مدينتُنا يموتُ الحبُ في حَاراتِها الملساء كل مساء. وفيها تدفن الأفكار والكلماتُ والاشياء هنا لا شئ إلا الموتُ حراسُ المقابر يذبحون الحبَّ والأطفال والشعراء. ويحتفلون خلف السور، حين يهوم الموتى، واقبرُ جثتي في الليل كيف أشاء. مدينتُنا ارتحالُ الموت، أصداء بلا كلمات. صباياها يعذبُهن طيفُ الفارس الآتي من الغابات. على شفتيه أغنيةُ الخلاص ، لمسن كيف لمسن في شفتيه وجه الله ذات شتاء. مدينتُنا استراحت بعد مموت الصُبح في الحارات، لم اندم على ما فات. فلستُ أُحب قشر الموز والبطيخِ لم اندم على ما فات. أخيرا جدا مدينتا استريحي ، هدََني تعبي. أثاروا شهوة الكلمات في لحمي ولم أتب. وصبوا الزيت والكبريت في حلقي ولم أتب. أظل ألوبُ يا سلمى والمس في يديك النار المسُ وجهك المبتل بالأحزان المس وجهك العربي. 6/4/1974 |
الرفض بالرقص إلى فلسطينية من حيفا ذكرى ليلة دافئة. -1- ما أطول الطريق بين عاشقين ما اقصر الطريق بين عاشقين. صار المدى مسافة قتيلة وصرت شهوةً رجوت قلبك الطفيح بالهوى، صار السؤال شوكة أصيلة الإيلام، خاطرا رجوت قلبك الطفيح بالهوى خلص فمي الغريق بالسؤال والجواب والحنين. شنشل طفولتي ومهدها الضحية شنشل طفولتي بالبرق والرصاص والأنين. شنشل طفولتي ومهدها الضحية. -2- أبشري يا حُلوة العينين كالسيف، عرفتُ السر يا قديسة الخوف ومعنى الاكتئاب. شعرُ حيفا جانب الشاطئ قلب الناصرة. علماني الرفض والحُب وأحزان العذاب. وملايين السنين، الزمنُ الساكنُ في حارات عكا. قد تقرّأني ذهابا ( وإياب ). لم تعد عكا – على الشعر – ارتجالا، لا ولا حيفا مواويلا طريات الاهاب. صارت الُلقيا -على قرب المسافات- عذاب. نلتقي في صحوة الرأس وقلب الذاكرة. عاشقين ارتعدا من رعشة اليقظة كالخنجر جنب الخاصرة. نلتقي في صحوة الرأس وقلب الذاكرة. مثلما تحضن عكا في وطيس الخوف رأس الناصرة. -3- قبل دخولي القاعة كُنتُ ألمُ ردءا الدفء على برد القلب/ أحاول حِسبة ما بين العين وبؤبؤها /، ما بين القاعة والدرب/. زحلقت على رأس الأسلفت الأملس كالأفعى ستا سبعا تسعا يا رب/. حيفا تحبلُ بالدفء أنا عُصفور نتفه اليُتمُ وعراهُ الثلجُ من الثوب/. يعاد هُنا تنتظرُ على خشب الصُلب/ . يا رب/ يا رب/ يا رب/ ............. أغثني واقذف في صدْري المتعب لهب الرفض ونور الحب. - 4 – أخ . يا حيفا تقرَّيتك في وجه يعاد. أطعميني ، هدَّني الجوعُ، على أهدابك اللقيا وفي زوادتي خبز المعاد. أخ . يا حيفا تقريتك في الرقص وفي الموت وفي .. ذات العمادْ آخ ما أحلاك، ما احلى تواشيحك بعد المغرب الذاهب في البحر، وفي عيني، عينيك مصابيحُ العناد كانت الرقصة رفضا، ظل ينسابُ إلى عيني، وفي حلقي وفي جلدي الذي يرفض أمواج الإذاعات وكان الشاعرُ العاشقُ ينسابُ من القاعة، من عيني من بين الأصابع. كانت الأشياء حولى في جحيم الرفض بالرقص وكانت تتلوى، وانا أحلم في النار وفي صدري ملايين التصاميم، ملايين المقاطع. -5- آه من عكا ومن حُبِّ البِحَارِ الواعده. آه من عينين زرقاوين، في الشاطئ تجتاحان كالإعصار روحي الباردة. -6- من خشب الزيتون المشتعل حنينا، رفضا أغنيات . إلى شاطئ حيفا – عكا الغارق في الحب وفي الكلمات. أنزع جلدي الآخر عن قلب لولا القياماتْ. حيفا 10/10/1974 حاشية : · يعاد : رمز الأنثى الحبلى بالعطاء ، الشعب الحي الباقي في قصة إميل حبيبي المتشائل. · * القاعة: قاعة المسرح الناهض في حيفا، وقد شهدت فيها ليلة راقصة. · * الشاعر العاشق: الصديق سميح القاسم. |
الساعة الآن 05:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.