منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   رسائل الطوفان ( رد الإتهامات عن الثورة المصرية ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3510)

محمد جاد الزغبي 02-06-2011 09:19 AM

رسائل الطوفان ( رد الإتهامات عن الثورة المصرية )
 
رسائل الطوفان ( رد الإتهامات عن الثورة المصرية )


( إن الرصاصة التى قتلت السادات , قتلت المعارضة المصرية فى الخارج فى نفس الوقت )
قائل هذه العبارة هو الكاتب الصحفي الراحل محمود السعدنى فى مذكراته بالجزء الرابع , منددا بضعف المعارضة المصرية التى أثبتت الأحداث آنذاك أنها تتاجر بالقضية ولا تناضل
وفى محاولتنا لقراءة الأحداث على الساحة المصرية اليوم بنظرة تحليلية , وجدت نفسي أتذكر هذه العبارة وأترحم على السعدنى ..
ليس بالطبع لأن معارضة المصريين فى الخارج قتيلة , وهامشية , ومستغلة , كما كانت أيام اغتيال السادات , ولكن لأن العبارة تعبر اليوم عن تيار المعارضة الرسمية فى الداخل ! ,
وهو المسمى الوحيد للمعارضة المشبوهة المتمثلة فى الأحزاب الرسمية فى مصر وفى بعض الحركات السياسية العاجزة ,
فهذه الحركات والأحزاب جميعا فضحتها ثورة تونس أولا , ثم قضت عليها جموع الشباب المصري منذ يوم 25 يناير , ولا يمكننا قراءة أحداث مصر اليوم بغير إدراك عدد من الحقائق .. يمكن اعتبارها الرسائل التى أرسلها الطوفان المصري والتونسي لمختلف الجبهات ..

الرسالة الأولى : من هم أصحاب الثورة ؟!
أن ثورة تونس أصبحت المثل الذى قاد العرب وأولهم مصر بعدها , وهذا شرف حققه التونسيون لا يمكننا إلا نقف احتراما له , ليس فقط لأنهم أسقطوا النظام ,
كلا ..
بل الأهم أنهم حققوا المعادلة المستحيلة , وهى قيام ثورة شعبية حقيقية لأول فى العالم العربي الحديث منذ ثورة 1919 م فى مصر ,
وبدون أى قيادات ظاهرة على الإطلاق !
وهذه هى معجزة الثورة التونسية فى الواقع ,
فبعد أن نجح الإستعمار القديم والجديد فى تحطيم الروح المعنوية للشعوب وزرع على أنظمة الحكم العربية أنظمة عميلة ودعم نظمها الديكتاتورية لتحقيق مصالحه ,
قامت هذه الأنظمة بقتل أى قيادة معارضة حقيقية ذات ثقافة واعية , وألقت بهم خارج المسرح , وسمحت فقط بالمعارضة الرسمية التى تتكسب من المتاجرة بقضايا المواطنين , فى نفس الوقت الذى أقامت فيه هذه الأنظمة حربا شعواء على العلماء والمفكرين والمثقفين وشغلتهم بلقمة العيش حتى لم يعد باقيا على الساحة قائد واحد يستطيع الشباب أن يثقوا به فيتبعوه !

فظل بعض الشباب بلا قائد وانساق آخرون خلف مختلف التيارات التى على الساحة وهى كلها بلا استثناء تيارات مغرضة , تهادن السلطة وتتعايش معها , بل ويخدمونها من خلف الستار أيضا , بدليل أن كل القيادات الموجودة على الساحة عجزت عن تحقيق أدنى حركة حقيقية للإصلاح السياسي
وهكذا ثبت بالدليل القاطع أن كل هذه التيارات مكشوفة فعلا للواعين من أبناء الأمة ,
وهنا قام الشباب المثقفون من الجيل الثالث الذى سبق أن تحدثنا عنه [1] والذى يميزه أنه تيار مستقل عن جميع التيارات الدينية والسياسية القائمة ,
سواء من الأحزاب القائمة , أو السلفية أو الإخوان أو الناصرية أو الشيوعية , ...... إلخ
هذا الجيل الجديد الذى استقل عن كل الإنتماءات الضيقة المتعصبة , وانطلق إلى فضاء الإنترنت يبحث عن الحقيقة التاريخية مجردة من الهوى لأى نظام , وانطلق باحثا عن المستقبل دون اتباع أى تيار , بل اتبع الحق وحده
هذا الجيل الجديد هو الذى قاد الثورة التونسية ونجح بها هذا النجاح المذهل , ونجح من منع أى تيار من استثمار نجاحه لصالحه , ولم يعترف بقائد قط , بل كانت القيادة جماعية من هؤلاء الشباب فى معادلة مستحيلة ما كان أحد يتصور حدوثها أبدا

نفس هذا الجيل أيها السادة هو الذى يقود التغيير فى مصر منذ عشرة أعوام وحتى هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ الوطن ,
هذا الجيل الذى استجاب لنداء بعضه البعض بأننا لا نريد التغيير على ظهر دبابة وانقلاب عسكري , فقد جربنا الأنظمة والثورات العسكرية بما يكفي , ونريدها ثورة شعبية حقيقية يقودها المفكرون الشبان , وسبق أيضا أن تحدثنا عن هذا قبل سنوات [2]
وتحدثنا عن طريقتنا فى المعارضة والإعتراض [3]
جيل مثقف مستقل اتخذ الإنترنت وسيلة للمعرفة والتعبير , وخرج وحده رافضا كافة الإنتماءات فلا هم من جيل عبد الناصر ولا السادات , ولا هم من الإخوان ولا الشيوعيين , ولا العلمانيين
هم مثقفون وفقط , شباب حر بمعنى الحرية الحقيقية , يطلب الحق وحده , ويحترمه ولكن دون تقديس لأحد , فالعلماء والمفكرين على رءوسنا , لكن العصمة للكتاب والسنة وحدهما

ولأن عالمنا العربي بمختلف طوائفه اعتاد عدم الإهتمام بنا كشباب , وألقانا فى الدرك الأسفل من الإهتمام , فقد لجأت طوائف المفكرين الشبان وقوادهم وأفكارهم إلى اعتماد الإنترنت متنفسا لهم , وصبروا على السخرية والإتهامات , ليكونوا هنالك فى العالم الإفتراضي رأى عام جديد غير مسيس بسياسة معينة , وينطلق من إنتماء معتدل لثقافته الإسلامية والعربية ,
وهؤلاء بأنهم تحلوا بالصدق التلقائي , نجحوا فى إخراج الملايين فى مصر , وشارك فى الثورة ثمانية ملايين مصري لا يمكن لعاقل أن يتصور خروجهم بسبب تخطيط مسبق ,
ولهذا سقطت سريعا الإتهامات العنجهية التى قادها النظام ورموزه للإيحاء بوقوف جهات أجنبية خلفهم أو جهات داخلية , فالجهات الأجنبية والداخلية تفاجأت أيضا بوقوع الثورة , ويجرى حاليا تحقيق موسع فى المخابرات الأمريكية لمعرفة سبب فشلها فى استنباط مؤشرات الثورة , كما أن جماعة الإخوان التى يحلو للنظام تخويف الغرب بها , كانت من الذين لم يشاركوا بالثورة منذ بدايتها , وها هم الآن فصيل من فصائل الوطن الذى يعبر عن نفسه فى ميدان التحرير وفى كافة مدن مصر , وأعلنها الشباب صراحة أنهم يمثلون أنفسهم ولا يمثلهم أحد ,
بدليل أن فصائل الأحزاب والجماعات التى تفاوضت مع النظام وقبلت الحوار معه لم تجد أى تجاوب من الثوار ولا زالوا يصرون على رحيل النظام بأكمله كشرط لفض الإعتصام والدخول فى المفاوضات ,

وكم صبرنا على الإتهامات السخيفة التى توجه بعض سدنة النظام عن تمويلات خارجية مضحكة , لم يحسن أصحابها تدبيرها , فقد اتهموا الشباب فى الميادين بالحصول يوميا على مائة يورو ووجبة كنتكاكى !
وهذه الإتهامات أمر طبيعى منهم لأن اللصوص يظنون دائما أن العالم يخلو من الأشراف ولا يمكنهم استيعاب وجود فئة شريفة حقا تخرج للحق والعدل والحرية ,
واتهامهم لنا بذلك يطبق المثل العربي الفصيح ( رمتنى بدائها وانسلت ) , لأن هؤلاء يتحدثون عن تجاربهم الشخصية فى الحزب الوطنى والذى يحشد أرباب السوابق وموظفي الحكومة بوجبة وحفنة من المال ليغنوا لمرشحيهم ,
ولهذا تصوروا الشعب المليونى الثائر خرج بنفس الأسلوب !
ولو أن هذه الإتهامات لا تستحق ردا عليها , إلا أن ما يلفت النظر فيها غباؤها المطلق !
فثمانية ملايين متظاهر منهم مليون فى ميدان التحرير وحده يحتاجون ثمانية مليارات يورو ! , فكيف ومن أين دخلت هذه الأموال ولم يتم رصدها من الأجهزة !!
ولو أن شركة كنتاكى حصرت عملها على مصر وحدها لما تمكنت من توفير ثمانية ملايين أو حتى مليون وجبة !
الأمر الآخر ,
أن المتظاهرين سقط منهم خمسة آلاف مصاب و300 شهيد فى الأحداث وآخرها موقعة ميدان التحرير التى أثارت غضب العالم كله , فمن هذا الذى سيضحى بنفسه فى سبيل المال ؟!

ناهيكم عن أن الإتهامات بالتدخل الخارجى تشي بالفعل أن النظام الحاكم ومريديه , يظنون أن المصريين مثلهم , !
وظهرت على شاشة قناة المحور فتاة تدعى أنها من شباب الثورة وأنها تلقت خمسين ألف دولار وتدربت فى قطر والولايات المتحدة على فن إحداث المظاهرات لقلب نظام الحكم !!!
ولست أدرى أين عقول من صاغوا مثل هذه الإفتراءات ؟!!
هل يوجد عاقل يتصور الولايات المتحدة بهذه الحماقة التى تعتمد فيها على شباب أغر وتظن أنهم قادرين على قيادة كافة الجماهير ؟!
بل أين هو من كان يتوقع فى العالم أجمع أن يخرج الشباب والشيوخ معا بلا أى قيادة ظاهرة ليثوروا فى وجه النظام ؟
وهؤلاء الذين يزعمون أنهم تدربوا على فن قيادة الجماهير , فلماذا لم يظهروا فى المظاهرات كزعماء لها ؟!
لماذا لم نر وجها واحدا من هؤلاء الشباب التف حوله المتظاهرون وكان يقود الجماهير قيادة فعلية ؟!
وأين هو الأحمق الذى يتخيل أن تقف فتاة تتهم نفسها بالتخابر مع دولة أجنبية على شاشة التلفاز ؟!
وأين كانت أجهزة المخابرات والمباحث من هذا كله , وهى التى كنت تعتقل الأبرياء فضلا على المتهمين ؟!
وهل كانت أجهزة المخابرات الأمريكية هى أيضا من تسببت فى الأسباب التى جعلت الملاين يخرجون للمظاهرات ,
فهل هى التى سرقت ونهبت أموال الشعب , وهى التى نشرت البطالة والفساد , وهى التى أورثت مصر كإقطاعية لرجال الأعمال ؟!
هذا الإتهام المضحك ,
يذكرنى باتهام التائبين من الممثلات بأنهم تلقوا أموالا بالملايين لكى يتوبوا ويرتدوا الحجاب الشرعي , فردت إحدى التائبات قائلة :
أرونى أين هذا الذى يدفع الملايين ليستر عرض نساء المسلمين حتى أقبل يده !

بالإضافة إلى أسئلة منطقية أخرى ..
فمن هم الذين استقدموا النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط ؟!
نحن أم النظام
ومن الذين مدوا الإسرائيليين بالدعم والغاز الطبيعى والمساعدة الأمنية لمطاردة عناصر المقاومة الفلسطينية ؟!
نحن أم النظام
ومن الذى حاصر غزة من جهته وهى تُضرب بالصواريخ من اليهود ورفض إنقاذهم بل واعتقل كل من حاول مد يد المساعدة لهم ؟!
نحن أم النظام
ومن الذى جعل من نفسه خادما للمصالح الأمريكية والإسرائيلية لدرجة أن إسرائيل اليوم تتدخل عبر تصريحات قادتها لإنقاذ مبارك وتصفه بالصديق الأكبر لها فى المنطقة ؟!
نحن أم النظام
ومن الذى فتح الباب للولايات المتحدة لتفرض معونتها وشروطها لقاء المعونة فتتدخل لمحاربة التعليم الدينى وتعديل المناهج ويقوم مبارك بالزيارة السنوية لتقديم فروض الطاعة والولاء للبيت الأبيض ؟!
نحن أم النظام
ومن الذى عاون الولايات المتحدة فى حربها على المسلمين والعرب بزعم محاربة الإرهاب ووضع أجهزة الأمن المصرية رهن خدمة نظيرتها الأمريكية لاستجواب الأسري ؟!
نحن أم النظام
وعلى من تدفقت أسلحة القمع وقنابل الغاز والرصاص المطاطى , ؟!
علينا أم على النظام

ويستخدمون وثائق ( ويكيليكس ) التى تتهم قطر باستخدام الجزيرة لضرب الإستقرار فى مصر , بعد أن يخرج المصريون للشارع
ومن دبر هذه الكذبة يبدو أنه دبرها على عجل , فلم ينتبه إلى أن موقع ويكيليكس يفرج عن وثائقه على اعتبار أنه تصرف غير حكومى لكن تسريبه هذا فضح المؤامرة وإذا بهذا الموقع يسرب الوثائق بعلم وتدبير الإدارة الأمريكية ,
وإلا لماذا خرجت هذه الوثيقة الآن بالذات ولم تخرج قبل الأحداث ؟!
هذا فضلا على أن وثائق نفس الموقع كانت تتحدث عن عجز الإدارة الأمريكية قبل شهور من توقع أحداث تونس , وما حدث فيها كان مفاجأة كاملة , كذلك ما حدث فى مصر ,
فكيف ومتى عرف وتنبأ الأمريكيون بأن الشعب المصري كله سيخرج للشارع بهذا الزخم حتى يكلفوا الجزيرة بتغطية الأحداث ودفعها إلى السخونة ؟!
لا سيما وأن مبارك نفسه ونظامه والعالم أجمع , بل وحتى المتظاهرون أنفسهم ما توقعوا هذا النجاح المذهل لثورتهم !

وهو اتهام أجوف آخر , لأن نفس ما غطته الجزيرة من أحداث قامت به كل القنوات الفضائية العالمية مثل البي بي سي والعربية والحرة والسي إن إن والمستقلة وغيرهم ,
فهل تحالف الإعلام العالمى كله ضدكم الآن وأنتم الذين كنتم تتخذونه مرجعية كإعلام حر فيما مضي ؟!
ولو أنهم سيقبلون حديث الوثائق فسيخسرون حتما ,
وإلا أخرجنا لهم وثائق حرب العراق , ومذكرات قادة الجيش الأمريكى التى تحدثت عن دور مبارك وحكام المنطقة , فضلا على وثائق حرب الإرهاب التى قادها جورج بوش وكشفها بوب وودورد فى كتابه ( خطة الهجوم ) ,
وغير ذلك من آلاف الوثائق التى تفضح عهد مبارك بأكمله وتشي بمدى استجابته للسياسة الأمريكية وطلباتها ,

فهذه الأنظمة وأذنابها هم من يقومون على خدمة الغرب الذي يشكون من تدخله الآن , وكانوا بالأمس القريب يشيدون بالحكمة الأمريكية والصداقة الأمريكية ؟!
والآن يرمون بالتهمة على الشباب الذي دفع ثمن أخطائهم وعانى فى ظل أنظمتهم من العجز والقهر والإستغلال
وصدق النبي عليه الصلاة والسلام إذ قال ( إن لم تستح فاصنع ما شئت )




الهوامش :




محمد جاد الزغبي 02-06-2011 09:36 AM

لماذا نصر على إسقاط النظام ؟!

خرجت بعض الدعوات تدعو المتظاهرين لفض المظاهرات والاكتفاء وقتيا بما قدمه مبارك فى الأيام السابقة , والمطالبون بذلك لا يدركون مدى عمق ثقافة الشباب وإدراكهم التام لأهدافهم المتمثل فى النقاط التالية ..

* هذا النظام لو كان الأمر بيده لأباد الثمانية مليون متظاهر عن بكرة أبيهم , وعقلياتهم لا يمكن أن تتغير , فهم لا يستجيبون للمنطق أبدا ولا للعدالة بل يستجيبون للضغط والقوة فحسب ,
والدليل أن مبارك استخدم القوة المفرطة فى البداية وأباد ثلثمائة قتيل وخمسة آلاف جريح ومفقود , ولما أدرك عجز الشرطة وهزيمتها أمام صمود الشباب تنازل جزئيا بإقالة الحكومة , ثم عاد وقدم تنازلا تلو الآخر تحت الضغط ,
ولو أن المظاهرات خفت لحظة واحدة لما بادر بتقديم التنازلات بنظام التقسيط , وهو على عادته يراهن على عامل الوقت حتى ينجو بنظامه ,
وما دامت المظاهرات مستمرة والضغط قائم , فالتنازلات ستتوالى , وستتوقف فور انتهاء المظاهرات ,
وما قدمه النظام يثير السخرية حقا , فتغيير الحكومة تبعه الإحتفاظ بعدد من الوزراء من الحكومة السابقة ماضين على نفس النهج , ومنهم وزير الإعلام والبترول والتضامن وغيرهم ,
وكان أقبحهم وجها هو وزير الإعلام الذى بادر إلى إغلاق مكتب الجزيرة وهدد مكاتب بقية القنوات المستقلة واتهمها بنشر معلومات كاذبة , وتآمرت على مصر ,
وكأن قناة الجزيرة كانت تعرض صور فوتو شوب للمظاهرات , وليست صورا وأحداثا حقيقية ,
وكأن قناة الجزيرة ومن خلفها هم من أوقعوا مصر فى التحكم واستعباد الناس وسرقوا ثرواتهم ؟!
وكل ما فعلته الجزيرة والعربية والبي بي سي , هى أنها نقلت بأمانة واقع الأحداث بعيدا عن المزايدات والتزييف
بينما وزارته وجهازه التليفزيونى هو الأجدر بهذا الإتهام بعد أن شوه صورة الثوار , وأوهم الناس بأن مصر تخلو من المظاهرات , ثم عاد واتهم المظاهرات بأنها من صنع الإخوان , والآن يدير حملة للترويج بأن الثورة تستغلها عناصر خارجية !
فكيف يمكن أن نثق مبارك وقد أبقي على هذا الطــبّال فضلا على أنه عرض الوزارة على رشيد محمد رشيد وبعض من رجال الأعمال فضلا على يوسف بطرس غالى وزير الجباية , لكنهم رفضوا الوزارة ,
والآن يعلن النظام أنه جمد حساباتهم ويستعد للتحقيق معهم ,
فكيف عرضت عليهم الدخول فى التغيير الوزارى ثم جئت تتهمهم الآن ؟!
فهذا أكبر دليل على أنه كان ينوى الإكتفاء بتغيير الوزارة فقط , والإبقاء على سائر النظام
كما أنه لم يعتذر عن الضحايا التى سقطت بل كانت الطامة الكبري أنه فى الخطابين الأخيرين يحملنا مسئولية التخريب الذى وقع , وكأن الشباب هم من أطلقوا السجون وأحرقوا أقسام الشرطة فى وقت واحد , وقتلوا الأبرياء بالشوارع بالرصاص الحى !!

* الأمر الثانى , أنه فى نفس الوقت الذى يدعى فيه نظام مبارك أنه قد تغير , نجد الإعلام الحكومى فى التليفزيون والصحف لا زال على نفس استخفافه بالمشاهدين بدرجة تثير السخرية !
فمن نداءات النفاق باعتبار مبارك هو الرئيس الشرعي , إلى تجاهل تغطية المظاهرات فى أنحاء البلاد إلى تسيير المظاهرات مدفوعة الأجر التى تنادى ببقاء مبارك , إلى قطع الإتصالات والإنترنت , إلى استمرار الإعتقالات للناشطين ومنهم أنصار البرادعى , ثم يخرج رئيس الحكومة الجديدة ليبرر ذلك بأنهم اعتقلوا أنصار رجل يسبب لهم القلق !!
سبحان الله على هذه العقول ,
كيف تعدون بالإصلاح ولا زال جهاز أمن الدولة يعتقل ويراقب معارضيكم , فى نفس الوقت الذى تعجز فيه أجهزة الأمن عن حفظ الأمن وهو مهمتها الرئيسية , ولا تظهر البراعة إلا أمام دعاة الإصلاح !
كل هذه الأساليب لم تتوقف ولن تتوقف مما يفقدنا أدنى أمل فى نوايا هذا النظام !

* لا زال الخطاب الرسمى إلى اليوم من مبارك نفسه ومن عمر سليمان ـ الرجل الصحيح فى التوقيت الخطأ ـ يردد نفس الأسطوانة المتخلفة التى تنادى بأن هناك تمويلا خارجيا لحركة التظاهر !
وهو أمر فى منتهى الغرابة أن يدعى النظام شرعية مطالب المتظاهرين وأنه مع شباب 25 يناير ومطالبهم , ويستجيب لبعضها ثم يصر على دعواه بإلقاء الإتهامات على كاهل الثوار !
فلو كنتم واثقين حقا أن هؤلاء الشباب ينفذون أجندة خارجية , فدلونا على هذه الجهات الخارجية التى تدفعكم لتحقيق الإصلاحات واحدا بعد الآخر حتى نتقدم لها بالشكر بعد أن تسببت فى تنفيذكم لبعض مطالب الإصلاح !
ويصر النظام كذلك على أسلوب التعامل الفوقي مع الناس عندما يعلن مبارك أنه أصلا لم يكن ينتوى الترشيح أو ترشيح ابنه , وكأن الثورة لو لم تقم لما ترشح مبارك أو جمال للرياسة !
فضلا على ترويجه لنظرية أنه حامى الإستقرار وأن رحيله يعنى الفوضي !
نفس النظرة الفوقية وتضخم الذات ومنتهى الغرور والإستخفاف بالناس , ونحن ما عرفنا الفوضي إلا مع هذا النظام

وحتى عندما خرج بخطاب مؤثر , وكاد الناس يتفاعلون معه فعلا , فإذا ببعض عناصر الحزب الوطنى تروج لمظاهرات مدفوعة الأجر فى عدة مناطق قاموا بتكوينها ـ وفقا لمصادر النظام نفسه ـ من أنصار رجال الأعمال التابعين للحزب الوطنى , فى تمثيلية سخيفة انتهت بمجزرة دامية فى ميدان التحرير عندما تم دفع عناصر البلطجية للإحتكاك بالمتظاهرين هناك وأسفرت عن آلاف المصابين و11 قتيلا
وعندما انكشف الأمر ,
لم يستطع الإعلام الحكومى أن يتراجع فخرجت جريدة المساء القاهرية بمقال لرئيس تحريرها يعلن أن الملايين من شعب مصر خرجت لتأييد الرئيس مبارك والاعتذار له !!
ورؤساء تحرير الصحف الحكومية المنافقة تلك , هم أول من يجب تحويلهم للمحاكمة العسكرية بتهمة التضليل بعد أن افتضح أمرهم فى العالم أجمع وأصبحوا مثار سخرية الناس

كما صدرت بعض الدعوات مؤداها أن إهانة الرئيس مبارك لا تليق !
وكأن المظاهرات التى تطالبه بالرحيل هى إهانة للرجل الذى خدم مصر على حد قولهم , وينسي هؤلاء الكتبة أن الإهانة الحقيقية لحقت بمصر لأجل رجل واحد هو مبارك ,
وأصبحت مصر فى عهده إحدى الولايات الأمريكية , واستعبدت السلطة الغاشمة مواطنيها , وأهانت المواطنين وأساتذة الجامعات فى أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة , وأهانت القضاة فى الشوارع ولجان الإنتخابات دون أن يحدثنا أحد ساعتها عن الكرامة والإهانة !
أم هل نسيتم ذلك القاضي الشاب الذى ركله ضباط أمن الدولة على رصيف نادى القضاة وكسروا ذراعه وظهر على شاشات التلفاز وهو يبكى قهرا وكمدا ,
ونسيتم القاضي الذى مزق ضابط شرطة إثبات شخصيته وطرده خارج لجان الإنتخابات فى الإنتخابات الماضية ؟!

ويتحدث اللواء عمر سليمان على أن الجيش لن يسمح بإهانة أحد قادة أكتوبر
سبحان الله يا مدير المخابرات السابق ورجل الأمن العبقري الذى شهدنا له مرارا بالبراعة ,
هل نسيت سريعا ما لاقاه الفريق أول سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب أكتوبر , والرجل الأول فيها , وكيف أن مبارك أهانه وأطلق عليه كلاب الصحف القومية تنهشه ونزعوا عنه كل تكريم , وألقوه بالسجن الحربي بحكم باطل أثبت بطلانه رجال القضاء العادل , وقضي فى السجن فترة الحبس ليخرج منزويا عن الأضواء
فمبارك أهان قائده نفسه , فلماذا سكت الجيش عندئذ ؟!

ونسيتم عشرات بل مئات الضحايا الذين تم هتك عرضهم فى مقار أمن الدولة , فمنهم من قتلوه ومنهم من أخرجوه مقتول الكبرياء والكرامة والآدمية !
وهؤلاء الذين يتناسون دماء الشهداء قديما وحديثا , ما كان لهم أن يتفوهوا بهذه الأقوال لو أن لهم ضحية بين الضحايا , لكنهم يتكلمون بهذا الكلام ويتحدثون عن الإحترام وهو يجلسون على مقاعدهم الوثيرة فى انتظار المكاسب على أى مائدة !

* يدعى النظام أن تمسكه ببقاء مبارك , ضرورى للتعديلات الدستورية , وهذا أمر مردود عليه أن إحالة التعديلات لمجلس الشعب المزور أمر غير دستورى ,
فكيف يمكن اعتماد التعديلات التى تطالب بها الجماهير من مجلس شعب اعترف النظام نفسه أنه مجلس غير شرعي وصدر ضده 1050 حكما قضائيا ببطلان 95% من مقاعده ؟!
وهل يمكن لعاقل أن يقبل بأن يشرف فتحى سرور ترزى القوانين على التعديلات التى تطلبها الجماهير ؟!
لا سيما وأنه عبد المأمور , ولا يتحرك إلا بالأوامر , ولم يستح هذا الرجل الذى كان يردد حتى أيام قليلة قبل الثورة أن مجلس الشعب سيد قراره , وأن المجلس شرعي مائة فى المائة , وعندما صدرت الأوامر قلب منهجه إلى النقيض فى لحظة واحدة وأعلن أن مجلس الشعب يحترم أحكام القضاء وسيتم النظر والفصل فى صحة العضوية بناء على أحكام القضاء بلا تأخير !!
لهذه الدرجة يهين المرء نفسه ويجعلها فى زمرة عبيد الحاكم بلا أدنى كرامة !!

والقول بأن الدستور يمنع تنازل الرئيس لنائبه عن كل اختصاصاته بما فيها طلب تعديل الدستور وحل مجلسي الشعب والشورى أمر مردود عليه بأنه فى استطاعة مبارك أن يقوم هو بحل مجلس الشعب والشورى ثم يستقيل من منصبه ويكلف نائبه بالفترة الإنتقالية التى يعمل من خلالها النائب على إنشاء لجنة دستور مستقلة من كبار القضاة المستقلين كما دعا المستشار زكريا عبد العزيز , وهذه اللجنة تتولى صياغة التعديلات ويتم إجراء الإنتخابات البرلمانية الصحيحة برقابة دولية
بل ويمكن تأجيل التعديلات إلى ما بعد إجراء الإنتخابات التشريعية التى يتولى مجلس الشعب بعدها تعديل الدستور
بل ويمكن أيضا تجاوز الدستور الحالى بكل بنوده وتعديله عبر لجنة خاصة من الشخصيات المستقلة , لأن البلاد الآن فى حالة ثورية تتيح لها النزول على طلب الجماهير وتجاهل الدستور المعلب القائم ,
لا سيما وأن تمسك النظام بالدستور يبدو غريبا جدا على سوابقه فى هذا المجال , وهو النظام الذى ما احترم دستورا ولا حكما قضائيا فى تاريخه , ويأتى الآن يزايد علينا باحترام الدستور !
ومسألة تجاوز الدستور لصالح مطالب الجماهير ليست بدعة , فالدستور ليس قرآنا منزلا , فضلا على أن أكبر فقيه قانونى فى العالم العربي الدكتور عبد الرازق السنهورى أفتى بجواز تجاوز الدستور القائم من رجال ثورة يوليو لأنهم أقاموا شرعية جديدة ثورية ولهم الحق فى هذا المجال ,
والرقيب هنا فى كافة الأحوال هو الشعب الثائر القابع فى الميادين , وهم الذين يراقبون ما يقوم به رجال القانون , ولهم حق قبول التعديلات أو رفضها وفق مطالبهم
وآخر القول ..
أن ما نطلبه فى تعديل الدستور ليس لغزا , ولا هو أمر بحاجة لبحث وتقصي , بل هى مطالب معروفة ولن يكون دور رجال القانون إلا صياغتها وفق مطالب الشعب ,
فالدساتير ـ وفق قول كل فقهاء القانون الدستورى فى العالم ـ لا يضعها أهل القانون , بل تضعها الشعوب , ويتولى أهل القانون صياغتها فحسب فى مواد قانونية , ولهذا يبدأ أى دستور فى العالم بكلمة ( نحن الشعب .... )

بالإضافة للنقطة الأهم ,
أن مطلبنا برحيل مبارك هو المطلب الأهم والأول , ويفوق فى الأهمية تعديل الدستور , والمتظاهرون قد يقبلوا التفاهم بإنهاء المظاهرات وانتظار تعديل الدستور بمجلس تشريعى جديد , لكنهم أبدا لن يقبلوا بقاء هذا النظام تحت أى ظرف
وهذا أمر منطقي لا إشكال فيه ,
فالتعديلات لا تعدو كونها مبادرة بإنشاء حياة دستورية جديدة , ونحن لا نأمن النظام القديم أن يشرف على هذه الحياة ولا نريد له أصلا أن تكون له يدا فيها بأى شكل من الأشكال

* أخطر نقطة تجعل الثوار يصرون على تنحى مبارك هو أن النظام الحاكم الآن قام باعتقال عدد من رموز الفساد فى نظامه تمهيدا لمحاكمتهم
ونحن نسأل هنا سؤالا منطقيا ,
عندما تتم المحاكمة التى نصر على علانيتها , ويقوم العادلى وأحمد عز وغيرهم من رموز نظام مبارك باتهام هذا الأخير أو نجله جمال مبارك بأنهم متورطون معهم فى كل الجرائم التى تم ارتكابها بحق الشعب ؟!
كيف سيكون متاحا محاكمة مبارك وجمال مبارك أو حتى استجوابهم لو ظلوا بمناصبهم ؟!
أم أن النظام الحاكم يصر على البقاء طمعا فى الهروب من التحقيقات ؟!

* الإدعاء المنتشر بأن المظاهرات تعطل البلد وتخربه ,
وهو إدعاء مضحك فى الحقيقة , فمتى شهدت مصر فى عهدكم كله عمارا واستقرارا ؟!
فقد احتمل الشعب المصري ثلاثين عاما من الخراب وستين عاما من الديكتاتورية والفقر والنهب والسلب , فهل ستضيق الأرض بنا الآن لو صبرنا شهرا واحدا لننال كل حقوقنا ,

وثمة نقطة هامة لم ينتبه إليها المزايدون علينا لإنهاء المظاهرات ,
وهى أن أجيالهم السابقة هى التى تربت على ثقافة الإستعباد , وثقافة انتظار تفضل الحاكم عليهم بما يراه من مطالبهم ,
أما نحن الآن فنختلف عنهم , لأننا لم نقدم شهداءنا وقتلانا , ونقوم بهذا الإنجاز التاريخى ليظل النظام الحاكم على ظنه بأن الشعب لديه صبر على سياسة التقسيط فى الإستجابة للمطالب
فبعد ثلاثين عاما من القهر والاستعباد , وخراب الذمم , وسقوط الشرعية , ليس من حق النظام المزايدة علينا بآلام الفقراء فى ظل المظاهرات , فالفقراء عانوا طيلة ثلاثين عاما من الفقر والإضطهاد فى ظل حكم هذا النظام ,
ولو كان النظام يتسم بالصراحة حقا , لقال بأنه يخشي على نفسه من استمرار المظاهرات والضغوط , ولا يخشي على الشرعية الدستورية التى يتاجر بها الآن ,
فأين هى شرعيتكم التى تدعون حمايتها ؟!
وهل أبقي لكم الشعب شرعية بعد هذا الخروج الحافل لرفض نظامكم بأكمله ؟!
وأنتم الآن تتاجرون بالدستور الذى يمنع الإصلاح العاجل , فمنذ متى كنتم تحفلون بالدستور والقانون أو حتى بكتاب الله لتحقيق رغباتكم ومطالبكم ؟!
أم أنكم نسيتم أن رغبات مبارك السامية كانت تصدر فيتم تنفيذها فى لحظات ولا عزاء للدستور , والأمثلة أكثر من أن تحصي بداية من التعديلات السابقة للدستور وانتهاء بقانون الطوارئ ؟!

محمد جاد الزغبي 02-06-2011 09:53 AM

الرسالة الثانية : الغائبون عن الوعى

كافة القادة والمتابعين من جميع التيارات , لا زالوا حتى هذه اللحظة لا يتفهمون هذه الحقيقة , وكل تيار يظن أن هؤلاء الثوار الشباب من أتباعه ,
فالنظام كان لا زال يأمل فى أن تكون هذه الإحتجاجات عبارة عن زوبعة فى فنجان ! ,
ثم أخيرا قرر اللجوء إلى نظرية كبش الفداء , فقالوا بمسئولية الإخوان , ثم أدركوا سخافة ما قالوه , فسمح النظام لبعض أقطابه بتحميل حكومة نظيف المسئولية , ومحاولة تبرئة الرئيس
وهؤلاء مغيبون كالعادة ,
ولا يدركون أنهم أمام جيل مثقف للغاية , جيل كانوا يهملونه ويتصورون أنه جيل مرفه , مشغول بالإنترنت , وجاهل بالواقع , فإذا بهم يرونه جيلا رفض كل ما قبلته الأجيال السابقة من الهوان !
وإذا بهم يرفضون الحرية الممنوحة من النظام , ويصرون على انتزاعها عنوة
ولهم رموز إعلامية مثل إبراهيم عيسي وعبد الحليم قنديل وحمدى قنديل , وشباب 6 إبريل وقادة كفاية , وغيرهم ممن أسسوا المعارف الحقيقية للشباب ففهموا أن فساد السمكة يبدأ من الرأس
والنظام يلجأ لطرق تضحك الثكلى لمقاومة الأحداث , فتارة يدعى أن المتظاهرين عشرات فى مواجهة ملايين , دون أن نرى تابعا واحدا للحزب الوطنى يقبل أن يتعرض للرصاص المطاطى أو القنابل المسيلة للدموع فى سبيل الحزب الوطنى ونظام مبارك !
ودون أن نرى ضحية واحدة سقطت من الشرطة وكانت تؤيد مبارك ؟!
بل رأينا عينة مؤيدى مبارك من البلطجية ورجال أمن الدولة وهم يتسببون فى مقتل المئات وإصابة العشرات من العزل الأبرياء

ولا يدرك هؤلاء أن الشباب يعبرون عن 90 % من الشعب المصري , وليس متصورا خروج الشعب بأكمله من أول يوم , لأن الغالبية منهم لا زالت تعيش ثقافة الخوف على أبنائهم وأنفسهم وعلى وظائفهم التى تخضع جميعها لرقابة الأمن , ويبدأ التنكيل بأى موظف إذا فكر فى الخروج لمظاهرة أو اعتصام
لكنهم مع المطالب المعلنة بدون أدنى شك
والنظام معذور ..
فوزارة الداخلية تلقي بالقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين , فلا تسيل دموعهم , بل تسيل دموع النظام الحاكم نفسه والذى بلغ حالة يرثي لها من الإضطراب

والرد على تلك النقطة الخاصة على أى جانب يقف الشعب المصري سهل وميسور
فقد خرج ثمانية ملايين مصري فى أنحاء مصر , لم يتظاهروا سلميا فقط , بل تولوا حماية أمن البلاد عندما قاد وزير الداخلية السابق حبيب العادلى حرب الإرهاب عن طريق إطلاق المساجين والبلطجية لينشروا الرعب فى أنحاء المدن المصرية حتى يخشي المصريون على حياة عائلاتهم فيفضوا المظاهرات ويذهبوا لحماية بيوتهم
لكنهم أصيبوا بالضغط والصدمة عندما شكل الشباب لجانا لحماية المدن , واستمر المتظاهرون بإصرار فى مقاومة النظام عبر المظاهرات وتمكنوا بمعاونة الجيش من حفظ أمن البلاد فى الوقت الذى هربت فيه شرطة النظام الذى صرف عليها 38 مليار جنيه سنويا لتسليحها
ولم يكتف الشباب بهذا ..
بل شكلوا لجانا لإعادة إعمار الميادين والمبانى التى تأثرت بأسلحة وتدمير الشرطة والبلطجية , وحماية أنفسهم فى الوقت نفسه

وينسي النظام وأعوانه أن الثمانية ملايين مصري خرجوا رغم حظر التجوال , وقطع الإتصالات التليفونية وقطع الإنترنت كى يعطلوا المسيرات الحاشدة ,
بالإضافة إلى قطع خطوط المواصلات وإيقاف حركة القطارات نهائيا , وإيقاف خطوط المترو عن تغذية خطوط وسط القاهرة ,
ولو كانوا واثقين أن فى الشعب من يؤيدهم , لما قاموا بهذا العزل المخيف
فتخيلوا أن ثمانية ملايين مصري يخرجون رغم كل هذه الإجراءات , فما هو الرقم المتوقع إذا لو لم يتبع النظام هذا الإرهاب والقهر ؟!
وينسي النظام أن شارل ديجول رئيس فرنسا الأسطورى , عندما أسس الجمهورية الخامسة , وقامت فى عهده مظاهرات تضم مئات الألوف فقط , قام من نفسه بمبادرة شخصية , بإجراء استفتاء شعبي على بقاء حكومته احتراما منه لرغبة المتظاهرين , وخرجت نتيجة الإستفتاء بنسبة 64 % لصالحه
ورغم ذلك استقال من منصبه لأن شعبيته ـ وفقا للإستفتاء ـ نقصت بمقدار عشرين فى المائة , ورغم أن هذا النقص لم يؤثر على أغلبيته إلا أنه احترم نفسه فاعتزل لمجرد أن ثلاثين بالمائة من الشعب طالبوا بتنحيه !
فأين هذا من شعبية وتصرفات مبارك الآن ؟!

وأضحكنى صفوت الشريف وأسامة سرايا وغيرهم , ممن يحاولون جميع شتاتهم بالحديث المعاد عن إنجازات الحكومة
وأن مصر تعانى فى الثلاثين عاما الأخيرة من تعثر شديد فى التنمية بسبب زيادة عدد السكان ونقص الموارد مع تثاقل الديون الخارجية
ونسي هذا المغيب مع من يتعامل ومن يخاطب ؟!
فبعض المعلومات كنا نتعامل معها كجماهير على اعتبارها معلومات غير قابلة للنقض .. فى حين أنها بلغة الأرقام تمثل صورة رهيبة من التغييب المتعمد للحقائق ..
والكارثة تتمثل فى أن المنادين بالإصلاح تغيب عنهم تلك الحقائق البسيطة بالرغم من توافرها مع أدنى بحث ممكن
ففيه حلقته عن الشأن المصري الجارى من برنامج مع هيكل فى سبتمبر 2004 م قدم المفكر السياسي الكبير محمد حسنين هيكل صدمة حقيقية للرأى العام عندما أعلن سخريته المحرقة من إدعاء تعثر التنمية بسبب زيادة السكان وبسبب نقص الموارد وقام بتفنيد السببين قائلا :
بالنسبة لإدعاء زيادة عدد السكان فإنى سأتحدث معتمدا على أرقام معهد التخطيط القومى المصري ذاته وهو يعلن فى آخر تقرير له لعام 2004 م أن نسبة زيادة عدد السكان فى تناقص مستمر خلال العشر سنوات الأخيرة حيث انخفضت من 2.2 إلى 1.8
وبالتالى زيادة عدد السكان لا وجود لها !! وباعتراف الأرقام الرسمية للحكومة !!
وبالنسبة لإدعاء نقص الموارد فلن أتحدث مطلقا عن الموارد الداخلية كقناة السويس والغاز الطبيعى وموارد الطاقة كحقل المرجان وبلاعيم ,
بل سأتحدث بالأرقام عن التدفقات المالية الخارجية خلال الثلاثين عاما الماضية والتى أتت على شكل هبات أو مساعدات لا ترد أو دخول للعاملين بالخارج وهى تدفقات بلغت 150 مليار دولار على نحو جعل مصر أكثر دول العالم أجمع جلبا للعملة الأجنبية !
وأضاف هيكل ..
فأين ذهبت هذه الأموال ؟!
إننى أستطيع أن أضع يدى على شواهد تم الصرف عليها مثل البنية الأساسية وتكلفت ما بين 10 إلى 12 مليارا ومترو الأنفاق تكلف حوالى 6 مليارات دولار .. لكن خلاف ذلك أين هى مواضع الصرف التى استوعبت تلك المبالغ الفلكية ؟!

ما غاب عن ذهن أستاذنا الكبير هيكل معلومة تمثل ضربة أخرى من ضربات عدم المنطقية .. وهى أن الدولة لم تتكلف قرشا واحدا من المليارات الستة التى تم صرفها على مشروع مترو أنفاق القاهرة الكبري حيث قامت بالمشروع وتكاليفه شركة فرنسية وعمالة مصرية مشتركة بنظام عقود bot وهو النظام الحديث فى العقود الإدارية التى يمنح الشركات الأجنبية حقلا إقامة المشروعات القومية وتحمل تكلفتها نظير إدارتها والإنتفاع بها لمدد محددة سلفا " 15 ـ 20 " عاما ثم تعود ملكيتها للدولة دون أن تتحمل الحكومة أية نفقات

أما أمر الديون الذى خرجت به مصر مثقلة الكاهل من حرب أكتوبر فمعظم هذه الديون كانت ديون النفقات العسكرية للإتحاد السوفياتى وهى الديون التى تم جدولتها وإعادة النظر فيها وإسقاط رقم لا يستهان به منها
أما الديون العسكرية فى مرحلة ما بعد كامب ديفيد وهى الديون التى استحقت للولايات المتحدة الأمريكية فقد قامت الحكومة الأمريكية بإسقاط ديون الفترة ما بين 1982 م إلى عام 1989 م فضلا على أن عام 1989 م شهد اتفاقية جديدة فى برامج التمويل العسكري المصري الأمريكى منح مصر مساعدات غير قابلة للرد

وهنا ألا يستحق منا هذا الأمر سؤالا بديهيا فى ظل هذه الموارد الرهيبة التى لم تتوافر لبلد فى العالم كيف يمكن أن يبلغ حجم الدين العام لمصر حوالى 100 مليار جنيه مصري !!


محمد جاد الزغبي 02-06-2011 10:05 AM

الجواب يتمثل فى ثروات أصحاب الحظوة من أمثال أحمد عز التى تجاوز رصيده أربعين مليار جنيه !
وعلى نفس الشاكلة هشام مصطفي ومحمد أبو العينين , وغيرهم من فراعنة الإقتصاد , هؤلاء الذين نهبوا البنوك والأصول والمعونات الخارجية , ودفعوا المقابل رشاوى هائلة بالملايين لكبار المسئولين , وفضائحهم فى هذا المجال معلنة وأكثر من أن تحصي ,
ويكفي حكم القضاء ببطلان عقد أرض ( مدينتى ) والتى اشتراها هشام مصطفي من الدولة بخمسين قرشا للمتر , ثم أسس المدينة السكنية بقروض البنوك وباع المتر بمئات الآلاف من الجنيهات
أى أن هشام مصطفي ـ وغيره بالعشرات ـ استثمروا أموال الدولة على أرض الدولة وخرجوا بالمليارات ليصرفوها على ملذاتهم , ولعل قضية هشام مصطفي كشفت عن الملايين التى بذلها لسوزان تميم كى يخدمها إعلاميا ,
هذا بخلاف المليارات التى يصرفها تليفزيون الدولة الرسمى على المسلسلات بأموال الشعب الذى لا يجد لقمة العيش , فإذا بخسائر التليفزيون العام الماضي فقط تبلغ 11 مليار جنيه بسبب إنتاجه لما يزيد عن ثمانين مسلسلا فى العام الماضي , معظمها فى رمضان , وكلها عبارة عن مهازل حقيقية ,
مسلسلات يتم إنتاجها من دم الشعب , ليصرفها أهل الملذات , وهى لا تخرج عن كونها مسلسلات تعرض حياة رجال الأعمال , أو مسلسلات تحكى قصص الممثلين أصحاب المسلسلات !!

ومن الفكاهيات حقيقة أن عادل إمام الذى قام بتمثيل دور البطل المصري أحمد الهوان فى مسلسل جمعة الشوان , هو واحد من أصحاب المليارات , وتقاضي أربعة ملايين دولار مؤخرا على إعلانه لشركة فودافون , أى عشرين مليون جنيه مصري على إعلان اشترط فيه عدم ذكر اسم الشركة , والحديث بعبارة واحدة فقط ,
وهذا فى مقابل عشرين مليون جنيه مصري ..
وهذا ما لم يحصل عليه بشري فى التاريخ نظير جملة واحدة يقولها بصوته فقط دون صورته ,
فيا ترى ,
هل يمكن لمحمد نصير رئيس شركة فودافون أن يدفع مثل هذا المبلغ الهائل لعادل إمام مقابل إعلان صوتى , لو أن هذا المال جاء من ربح منطقى أو حلال !
والله إن تجار المخدرات ليصعب عليهم التضحية بهذا المبلغ للإعلان عن صنف جديد من الحشيش !!
فى نفس الوقت الذى تقدم فيه أحمد الهوان ( البطل الأصلي ) بطلب للحصول على معاش دائم من الدولة , وعلاج مجانى وفشل فى ذلك , وهو الذى أعطى من التضحيات أحد عشر عاما من عمره , وهتك فيها المخابرات الإسرائيلية بما لا يستطيع جيش أن يفعله ,
وقس على هذا أبطال حرب أكتوبر , ورموز الأمة فى كافة المجالات , بعضهم يعمل فى وظائف وضيعة , وينتقل من سيئ إلى أسوأ وبعضهم انتقل إلى رحمة الله !

هذا بخلاف النهب الرسمى وعلى أوراق الدولة , من الوزراء والمسئولين الذين تصدر لهم قرارات علاج على نفقة الدولة بالملايين وكأنهم فى حاجة لهذا العلاج ؟!
وقبل شهرين , رفض أحمد نظيف رئيس الوزراء علاج الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق وعالم الحديث النبوى الشريف , وقال ( لماذا نعالجه بالخارج وهل لا يوجد علاج فى مصر ؟! )
بينما قبل هذه الواقعة بأيام كان يوافق رسميا على قرار علاج الممثل طلعت زكريا الذى قام بدور البطولة فى فيلم ( طباخ الرئيس ) لمجرد أن هذا الممثل حظى بمقابلة الرئيس مبارك
وبالطبع قامت هذه الفئة المنحرفة من الممثلين بخدمة النظام فى أزمته , فقام طلعت زكريا بالظهور مدافعا عن الرئيس , وكذلك حسن يوسف الذى صدعنا سابقا بإعلان توبته ثم جاء فى رمضان الماضي ليشارك الممثلة المنحرفة غادة عبد الرازق صاحبة أدوار الإغراء فى بطولة مسلسلها الجديد , ثم يخرج هكذا بلا حياء ليتهم المتظاهرين بأنهم ينفذون أجندات خارجية !
وكأن هؤلاء المتظاهرين هم الذين نفذوا خطط الغرب كاملة ووضعوا أنفسهم فى خدمة طواغيت الولايات المتحدة !
وقس على ذلك العديد من عواهر هذا المجال , والذين لن يجدوا لهم مكانا فى المجتمع ولا مكانا للنهب والسرقة لو سقط النظام , فالمسلسلات والأفلام التى يتم صرف ميزانية الإعلام عليها بخسائر مليارية , إنما يصرفها النظام عليهم ليكونوا فى خدمته وقت الحاجة

فنوعية هؤلاء الممثلين هى التى تحظى برعاية قادة الدولة , أما كبار العلماء ولو كانوا من أركان نظام الحكم نفسه , فهم فى غيابات الجب !!
هذا بخلاف الملايين المعدة لإعادة هدم وبناء محطات المترو , وإعادة بناء الأرصفة , وتجديد أسوار قصر القبة وغيره من المبانى , فى نفس الوقت الذين يسكن فيه أربعة ملايين مواطن فى المقابر وفى العشوائيات التى تتكون من علب صفيح تعيش فيها عائلات يتراوح عددها من خمسة إلى خمسة عشر فردا !
أما ثروات الدولة فى الداخل فهذه قصة أخرى , لا يمكن حصرها
فالغاز الذى يتدفق فى أرض مصر , وتصدره لإسرائيل وأسبانيا بسعر أقل من السعر العالمى بأضعاف مضاعفة
,ويعانى المصريون من زيادة أسعاره فى أنابيب البوتاجاز وتراجعت الحكومة مؤخرا عن قرارها برفع ثمن أسطوانة البوتاجاز من خمسة إلى خمسين جنيها !

وكل هذه المصائب , أمور معلنة , وأعلنتها المصادر الحكومية نفسها , فلنا أن نتخيل ما خفي من الكوارث ,
وبعد هذا يستنكر نظيف ( أبو مخ نضيف ) هذه المظاهرات ويتحدث الشريف عن انجازات الحكومة !!

والبرادعى الذى رشحه البعض كبديل مقبول جاء الآن لاستثمار ثورة الشباب التى لم يشارك فيها ولم يحضرها , ولولا تألقها ما فكر فى العودة السريعة إلى مصر ,
هذا فضلا على غيابه التام والكامل عن الأحداث منذ إعلانه كوجه مقبول جديد , ودائم السفر وعقد المؤتمرات فى الخارج , ويبدو أنه لا زال على ثقافة جيله المعروفة ,
وهى أن الرئيس فى مصر يجب أن يحظى بمباركة البيت الأبيض , ويخطئ البرادعى لو سار على هذا النهج , لأن الثورة القائمة لن تكون وقتية كثورة يوليو تسمح بمجئ نظام جديد يستبد كيفما شاء , بل سيظل النظام الجديد تحت عيون الشباب دائما , والدليل أن مظاهرات تونس لم تنفض بالرغم من رحيل بن على , ورغم محاولات الحكومة المؤقتة الإستجابة الكاملة للمطالب إلا أن الثورة مستمرة حتى التغيير الفورى الشامل
وقد تعرض البرادعى لانتقادات واسعة من شباب حملته أنفسهم لدرجة أن الآلاف انسحبوا من موقعه على الفيس بوك بعد قرار مشرف الموقع تجميد عضوية من ينتقده !
فتركوه بالطبع , لأنهم أصبحوا كالمستجير من الرمضاء بالنار , فهذا الذى يسمح لمشرف موقعه أن يحذف عضويات المخالفين له فى الرأى , لا شك أن سيعتقلهم حال تسلمه الرياسة !

والإخوان ,
كانوا فى البداية كالأحزاب الرسمية , ورفضوا الإنضمام للمظاهرات , وعندما تألقت المظاهرات بأيدى الشباب المستقل وجهدهم وأفزعوا النظام فعلا , لم يجدوا بدا من المشاركة والدعوة لانتفاضة الغضب من جديد !
لا سيما أن النظام المصري لم يجد حلا إلا اتهام الإخوان بأنهم وراء المظاهرات الغير مسبوقة , لكى يتسنى له مواجهة الضغوط الأمريكية
وقادة الإخوان كعادتهم ـ رغم مميزاتهم ـ يفتقرون للصدق مع أنفسهم , ولا يتفهمون رغبات شبابهم أيضا , ويجبنون كثيرا فى كل المواجهات عن الإستمرار للدرجة التى أدت بهم إلى تقبل فكرة تنكيل النظام بهم منذ عام 1952 وحتى اليوم دون حركة حقيقية لمواجهة هذا القمع والذل !.
ولو كانوا مناضلين بحق , لقاموا على الأقل باستثمار تضحيات شبابهم وشيوخهم فى المعتقلات واستمروا فى الإنتفاضة تلو الأخرى , خاصة وأنهم فقدوا المئات على مر الخمسين عاما الماضية
وسمحوا للنظام أن يستغلهم كحجة يهدد الأمريكيين بها , ودخلوا فى توازنات سياسية وصفقات متعددة , وهذه هى طبيعة الفصائل السياسية التى تهدف فى الأصل لمصلحتها , ثم لا بأس أن تفكر فى الشعب بعد ذلك
فهم يريدون استنساخ تجربة ثورة يوليو عندما تحالفوا مع عبد الناصر باتفاق أن يتولوا هم الحكم بعد أن يمهد الجيش لهم الطريق , فوقعوا فى شر أعمالهم بعد أن فتك بهم عبد الناصر عقب استخدامه لهم لتحقيق أهدافه , فمطلبهم هو السلطة كبند أول , ثم الإصلاح بعد ذلك
وهو ما نرفضه نحن جيل اليوم ,
فنحن فضلا على كوننا مستقلين عن كل هذه التيارات , فعلى قادة الإخوان أن يدركوا أننا لا ننادى بالتغيير ليأتى إلينا فرعون جديد فى زى جديد !
ولو لم يعلم الإخوان أن عليهم المشاركة كبقية الشعب دون محاولة اتخاذ المكاسب لأنفسهم , فلن يتبعهم أحد , ولابد لهم أن يسقطوا نظرية الإصلاح الإخوانى الذى يبدأ وينتهى بمكتب الإرشاد
وأحد نواب الإخوان السابقين بمجلس الشعب قام فى المظاهرات الحالية داعيا الشباب للهدوء كى يتسنى له مخاطبتهم , فقامت جموع الشباب بإنزاله واستمروا فى هتافاتهم
وهى الحقيقة التى لم يدركها محمد بديع بعد , وتسببت فى ثورة شباب الإخوان أنفسهم على مكتب الإرشاد , مما اضطرهم لمواكبة الأحداث , وبدلا من أن يستمروا فى الإعلان عن عدم مشاركتهم الرسمية فى المظاهرات , أعلنوا أنهم مع الشعب بعد أحداث 25 يناير
ولابد لهم أن يدركوا المعادلة الجديدة وهى ( المسلمون إخوان ) وليس ( الإخوان المسلمين )
فالشعب المصري بقادته الشباب لن يتبع حزبا أو تنظيما بعد ذلك , بل سيحمل اسم الشعب وفقط

والعلمانيون وكتبة النظام فى الصحف القومية وغيرها ,
لا زالوا يغنون على نفس الوتر منذ ثلاثين عاما , وهو وتر محاربة الإسلام فى كافة صوره وحصره فى مفهوم الإرهاب , وهو ما يحقق لهم بالطبع البدلات والإمتيازات كلما رفعوا ألسنتهم بالتطاول على الإسلام وتراثه ,
وبالطبع حرضتهم الأنظمة على المزيد بزعم محاربة العنف , ولسنا ندرى أين هى علاقة العنف بالإسلام , وهؤلاء الذين تستروا بالإسلام للترويع , إن هم إلا عملاء أمثالكم
وهل ترويجكم لنفس أفكار الغرب يا ترى هو من قبيل الصدفة !
لقد كشفت الوثائق والأحداث الأخيرة كيف الرئيس التونسي زين العابدين بن علىّ قد نفذ توصيات فرنسا والولايات المتحدة حرفيا , فأغلق المساجد ووضع عليها بوابات تنظم الدخول والخروج ! , ومنع الحجاب للنساء رسميا واعتقل النساء المخالفات ! ومنع تعدد الزوجات وأباح المحرمات , وكل هذا بشكل علنى مفضوح ثم تستر تحت زعم محاربة التطرف الدينى !
وهذا ما حدث فى مصر ولكن بدرجة أقل نظرا لأن النظام لم يجرؤ على الحرب العلنية فى هذا المجال , وإن كان فعلها فى التعليم بشكل مستتر , والإعلام بشكل تدريجى
وبسبب مسلسلات وأفلام الداعرين من محترفي التمثيل أصبحت كل لحية عنوانا للإرهاب , وكل من يصلي متطرفا , وأصبح كتاب الله والسنة مصادر للثقافة ـ كما تقول الكتب المدرسية ـ وليست مصادر للتشريع , ووضع النظام على رأس وزارة الثقافة شخصا مختلا منذ عشرين عاما فتح أجهزة وزارته للقبح والدعارة بأقبح صورها للتعدى على كل الثوابت تحت زعم الفكر والتنوير
وهؤلاء يظنون أن لهم شعبية , وأثبت الشباب أنهم مسلمون وفقط , ينتمون للإسلام قلبا وقالبا ويتفهمون أن فى أوطانهم شركاء من المسيحية بمفهوم بسيط بعيدا عن الفتن التى خلقتها أقلام تجار الصحف وليس الشعوب ,
وقد شاهد الملايين على الفضائيات كيف اصطف آلاف المتظاهرين الشباب فى صفوف طويلة يؤدون الصلاة ويعلو هتافهم بالتكبير ,
والذين يقومون بحراستهم أثناء الصلاة شباب مسيحى , وكان الشباب المسلمون والمسيحيون هم من تولوا حراسة الكنائس عندما حدثت حالة الفراغ الأمنى من يوم جمعة الغضب ,
ولم يحدث أى اعتداء على أى كنيسة طيلة فترة الإنفلات الأمنى المدبر , وهو ما يدفعنا لمعرفة من هى الجهة الحقيقية التى تريد بث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين , ومن هى الجهة التى تكتسب الغرب إلى صفها عندما تزعم حماية المسيحيين !

ولا شك أن مناظر الجموع التى تؤدى الصلاة فى جماعة فى الأوقات المختلفة أصاب النظام والغرب حتما بضغط الدم ,
فبعد أكثر من خمسين عاما من الحرب على الإسلام , عسكريا وسياسيا واقتصاديا وإعلاميا , ورغم التضييق المذهل على الدين , ورغم فتح أبواب الفساد أمام الشباب بأعتى الصور, فوجئت الأنظمة بعكس المتوقع , وإذا بلا إله إلا الله قابعة فى القلوب

ولا زال رموز العلمانية مثل عادل حمودة وعماد الدين أديب , بمارسون نفس الدور القميئ فى محاربة الإخوان المسلمين , ولهذا غنوا على نفس الوتر باتهام الإخوان بأنهم وراء المظاهرات ,
دون أن يجيبوا على سؤال منطقي واحد ..
وهو كيف يسكت الإخوان فلا يستغلون هذه القدرة طيلة السنوات السابقة وهم يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل , ولو كان الإخوان يملكون تحريك هذه الملايين لما عجزوا عن ذلك فى الإنتخابات السابقة !
وسبب اتجاه العلمانيين لمحاربة الثورة معروف , وهو غيظهم الشديد من المشاهد التى نقلتها وسائل الإعلام لمئات الألوف من المتظاهرين وهم يصطفون لأداء الصلاة فى الميادين فى كل وقت !

محمد جاد الزغبي 02-06-2011 10:17 AM

الرسالة الثالثة : إلى التيار السلفي

أما الذى أصيب برصاصة الرحمة فعلا , فهو التيار السلفي فى مصر وجماعة أنصار السنة , فبخلاف الدكتور وجدى غنيم كان موقف التيار السلفي من الأحداث موزعا على جانبين
موقف الصمت والتجاهل التام , وهذه هى الغالبية الساحقة ,
وموقف آخر مخزى فى الحقيقة , هو موقف تأييد الأنظمة الحاكمة ,
فجماعة أنصار السنة فى العام الماضي أخرج أحد قادتها تصريحا يزكى ترشيح جمال مبارك , وآخر منذ فترة قريبة أخرج تصريحا مضحكا بجواز قتل البرادعى لأنه خارج عن النظام وهو ما انتقدته القيادة الرسمية لأنصار السنة ,
ثم كانت الكارثة الكبري فى تصريح الشيخ محمد حسان بحرمة المظاهرات وأنها لا ترضي الله ! ثم عاد وقال إنها فتنة !

سبحانك ربي !
أين هى المفاهيم السلفية نفسها فى تصريح الشيخ حسان , وقد ضرب بهذا التصريح عرض الحائط كل ثوابت السلف الصالح والذين هم حجة عليه وعلى غيره ممن يدعوننا إلى السلف ,
وهى دعوة الصدق والحق بلا خلاف , ولكننا فى ميدان المظاهرات طبقنا مبادئ السلف الصالح عمليا بينما كان الشيخ حسان ومن تابعه يطبقوها فقط فى الفضائيات ,
أول مخالفات حسان بهذا التصريح تأتى لاستخدامه كلمة ( لا يرضي الله ) فى وصف أعمال التظاهر !
فهذه كلمة لا يمكن استخدامها إلا فى نطاق الثابت قرآنا وسنة , بشكل قاطع
وإمام السنة والسلف الصالح أحمد بن حنبل ما كان يجرؤ على وصف فعل يسأل عنه ــ من غير الأمور القاطعة الحل والحرمة ــــ بلفظ حلال أو حرام وإنما كان يستخدم لفظ يجوز أو لا يجوز تورعا منه أن يكون مخطئا فى التحريم فيقع تحت الآية الكريمة
[وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ] {النحل:116}
فكيف تصف المظاهرات بأنها لا ترضي الله , وهى التى أسقطت طاغية تونس بينما أنتم علماء ودعاة السلف لم تحاولوا ـ حتى مجرد محاولة ــ تحريض الأمة على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى مجال فساد الحكام !
وطاغية تونس الذى ما ترك فرضا للإسلام إلا وهتك من يطبقه , من الصلاة إلى الحجاب إلى فريضة الحج ! , هل هذا هو الحاكم الذى يسكت الشعب عن انتقاده حتى بالتظاهر !
ثم نأتى للإشكالية والمغالطة الكبري التى تمثلت فى اتهام المتظاهرين بالخروج غير الجائز على الحاكم !!
ورغم أن هذا القول لا يحتاج عاقل للرد عليه , إلا أننا نسأل فقط ,
أين هو الخروج المسلح على الحاكم والذى حرمته الشريعة إلا فى حدود الكفر البواح ؟!
هل التظاهر فى الشوارع بلا أى سلاح والمطالبة بالحقوق المشروعة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تعتبر فى عرف السلف خروجا على الحاكم ؟!
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال مخاطبا الناس فى المدينة : ماذا تقولون إن ملت برأسي هكذا
فقال له أحد الجالسين : إذا نقول بسيوفنا هكذا
وهذا عمر بن الخطاب نفسه , يستمع لخروج بالسيف فيقره إن هو حاد عن الحق ومال عنه , فهل تراه لم يبلغه حكم الخروج الذى تروجون له الآن بالذات وتنسون كافة آيات القرآن وأحاديث السنة التى تحرض المؤمن على الغضب فى دين الله ؟
ونسأل أيضا ..
ألستم تدعون الناس لاتباع السنة , سبحان الله
أين أنتم من حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة , ورجلٌ قام إلى حاكم ظالم فأمره ونهاه فقتله )
وأين أنتم من قوله عليه الصلاة والسلام ( خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )
ما لكم صرتم تدعون لطاعة الطواغيت , ولم نر منكم واحدا جهر بكلمة حق فى الشأن السياسي على شاشة الفضائيات التى ملأتم فضاءها بآلاف الأحاديث عن السنة والسلف الصالح !
لماذا لم نر واحدا منكم معتقلا مثل النشطاء السياسيين الذين طبقوا بحق مبادئ السلف فى الدفاع عن المجتمع ؟!
لماذا لا يرغب واحد منكم فى الذهاب شهيدا لكلمة الحق ضد نظام مبارك وبقية أنظمة الحكم العربي ؟!
لماذا سكتم عن علماء السلفية الحقيقيين الذين وقفوا وجهروا بكلمة الحق , فنالوا التعذيب والإضطهاد وأصروا على تجربتهم مثل الشيخ حمود العقلا الشعيبي وتلاميذه , ومثل الدكتور عبد الله النفيسي

أليس بن تيمية وبن حنبل وغيرهم من كبار العلماء هم رعاة السلف الصالح ؟!
وأنتم ـ يا شيوخنا الأجلاء ـ تدعوننا ليل نهار لاتباعهم , فأين أنتم من تجارب هؤلاء العلماء , الذين لم يحاربوا الباطل من الغرف المكيفة , بل حاربوه جنبا إلى جنب فى ساحة الجماهير , فتصدى بن حنبل لدعاة المعتزلة وحارب المأمون والمعتصم والواثق , وشبع ضربا وتنكيلا , ومات أحمد بن نصر الخزاعى فى نفس القضية ,
وبن تيمية , وهو المثل البارز الذين تحرضون الناس لقراءة كتبه , لماذا لم تقرءوا تجربته ؟!
ألم يمت بن تيمية شهيد رأيه فى المعتقل الذى كان جبا مظلما لا يعرف فيه ليلا من نهار ؟!
ألم يدخل بن تيمية على ملك المغول فى الشام , ودخل أبو حنيفة على أبي جعفر المنصور , والشافعى على الرشيد , وبن نصر على الواثق , فقالوا كلمة الحق غير هيابين ؟!
أين كلمتك يا شيخ حسان من تآمر أنظمة الحكم التى تدعى السلفية مع أعداء المسلمين ؟! وفى قهر الشعوب ونهب الثروات , وإشاعة الإنحلال
لماذا تنتقدون كل هذا من خلف ستار , ولا نسمع لأحدكم تصريحا يحمل اسم حاكم ظالم واحد ؟!
وظل الكثيرون منكم يعلمون كأبواق للحكام بالصمت , فينتقدون الصحفيين والوزراء ـ على قلة الإنتقاد ـ ولا ينتقدون من ولاهم ومنحهم الفرصة ليعتدوا على الإسلام والمسلمين

وقل لنا يا شيخ حسان ؟
أين تطبيقكم للولاء والبراء ؟!
سمعناكم تنهون المسلمين عن الشراء من تاجر نصرانى وتعتبرون هذا مخالفا للولاء والبراء , بينما تصمتون عن حكامنا فى مختلف الأقطار العربية ممن يتحالفون مع اليهود والصليبيين ويشترون منهم الأسلحة التى يقهرون بها الشعوب , بل ويعاونهم هؤلاء الحكام على غزو أرض المسلمين فى العراق وأفغانستان ..
فانطلقت القذائف والجيوش الأمريكية من أراضي المسلمين لتقصف أرض المسلمين وأنتم مشغولون بالرد على مصطفي حسنى وعمرو خالد !
أين حديث الولاء والبراء هنا ؟!
أين قول الله عز وجل ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )

كارثة ورب الكعبة ,
كارثة أن نحصي أربعة وستين ردا تليفزيونيا على مصطفي حسنى فى إثبات فرض النقاب ! , ولا نقرأ همسة واحدة من هؤلاء العلماء قادة الأمة تنعى تزوير إرادة الشعب فى الإنتخابات أو القهر السياسي أو التآمر مع الغرب !
كارثة أن يخرج بعض العلمانيين أنفسهم ليقودوا جموع الشعب فى المظاهرات طلبا للحرية , بينما يقبع دعاتنا ولا يكتفون بالصمت بل يحرضون الناس على عدم الخروج !
بل كانت المصيبة حقا , أن يستجيب الممثلون ــــ وهم أكبر الفئات المستفيدة من النظام المصري ــ فينظمون عبر نقابتهم مؤتمرا أعلنوا فيه إنضمام مائة وعشرين ممثلا إلى زمرة المتظاهرين والمطالبين بالإصلاح السياسي !
الممثلون يا سادة , استجابوا لنداء الواجب , وربما خشي بعضهم ردة فعل الجمهور على شعبيته فانضم لدعاة الإصلاح وصمت الباقون , أو انضموا لزمرة المؤيدين
بينما نطق دعاتنا .. وليتهم ما نطقوا !
فخشية من ماذا بالضبط وعلى ماذا ؟!
هل خوفا من التضييق على القنوات الفضائية , أم خوفا من اضطهاد الحكام ؟!
وللغرابة ..
صدر من البابا شنودة بابا الكنيسة المصرية تحذير لشبابهم من الخروج فى المظاهرات , وتزامن هذا مع تحذير شيوخنا الأجلاء ,
أليس عارا أن تتفق كلمة الطرفين على أمر واحد يا دعاة الأمة ؟!
ألستم أنتم أجدر الناس بقيادة الشعب إلى التغيير ؟!

إن التيار السلفي كله يعانى منذ خروجه , بأنه فى المجال السياسي يفتقر إلى أدنى مصداقية , ويتبع خط الحكام تحت أى ظرف , وهو ما جلب لأمة كوارث متعددة ,
رغم مساهمة التيار السلفي فى التصدى للتيارات الطائفية , والبدع وغيرها من مجالات الإصلاح الدينى , إلا أنهم فى المجال السياسي كانت الغالبية الساحقة منهم تعتزل المواجهة ولا تستأسد إلا على بعض الأذناب !
ومن أكثر الأزمات التى لاحظناها فى هذا الشأن أنهم فى بعض الأحيان يتسببون فى تحقيق أهداف العلمانيين وغيرهم عندما يتصدوا للرد على بعضهم , رغم هوان شأنهم ,
فتجد بعض دعاتنا يهتمون بنكرات لا تساوى شيئا فى عالم الإعلام , ولا يستحقون أن ينبرى العلماء الكبار لهم فيمنحوهم الشهرة التى يطلبونها , لأن الرد يجب أن يقتصر على كبار العلمانية وعلى من يمتلكون وسائل النشر والإقناع , فهؤلاء هم مصدر الخطر
كما أنهم يكررون الحديث ويضخمون بعض القضايا الهامة , فيخرجون بها من مفهوم بعض قضايا الإسلام إلى مفهوم آخر وهو كل قضايا الإسلام !
والدليل أننا نحصي مئات الخطب والدروس على وجوب فرض اللحية , وتحريم الغناء , وغيرها من فروض الإسلام التى تستحق التوجيه ,
لكنها أبدا لم تحتكر الشريعة !
وإذا بحثنا عن القضايا السياسية ودور الفرد المسلم فى مجتمعه والتى عالجها القرآن والسنة فى نصف النصوص التشريعية على الأقل لا تجد منهم إلا أحاديث طاعة الحكام !
فأين طاعة الله ورسوله عليه السلام , تلك الواجبة أولا على الحكام , وماذا تنتظرون من حكامنا بعد ستين عاما رموا فيها الأمة إلى حضيض الحضيض ! ؟!
وليت الأمر يحتاج إلى دراسة الوثائق السرية المتسربة عن نشاط حكام عالمنا العربي لنثبت لكل عاقل أنهم متواطئون بالجملة , بل يكفي جدا أن يتأمل كل منصف فى الأمور المعلنة والتى لا يستحى منها الحكام ليعرف أين موقع هؤلاء الذين يسميهم دعاتنا ولاة أمر الأمة ؟!

ومن أوجه التناقض العمياء فى المسألة السلفية , أنهم يحققون نفس النداء العلمانى القائل بفصل الدين عن الدولة ,
فإذا كان العلمانيون ينادون به قولا , فهؤلاء يطبقونه فعلا !
ولست أدرى هل ينتبهون لذلك أم لا ؟!
وإلا ما معنى انعزالهم التام والغريب عن أى نشاط سياسي ولو بالتوجيه ؟!

وهذا الأمر إن أثبت شيئا , فإنما يثبت للجميع أن الحل فى اتباع التيار المستقل عن كافة التيارات , تيار الشعب الحر الذى لا يقبل التصنيف تحت أى مسمى أيا كان إلا التسمية الواجبة كمسلم وعربي
وهؤلاء هم أهل السنة الحقيقيين , جموع الشعب ذاتها , وهى التى وصفها بن تيمية بأن أهل السنة هم الذين لم يندرجوا تحت مسمى معين , المسلمون البسطاء مطبقي الفرائض الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر , المطبقين لحديث النبي عليه الصلاة والسلام ( هلك المتنطعون )
هؤلاء الذين تبعهم علماء الأمة الجادين ,
فالشباب هو الذى اجتذب بعض علمائنا الكبار فتبعوهم فى مطالبهم الإصلاحية , مثل الدكتور يوسف القرضاوى وجبهة علماء الأزهر والتى خرج رموزها واستقال بعضهم من منصبهم الحكومى وهتفوا ضد النظام مع الشباب ,
والدكتور وجدى غنيم وغيرهم
فهؤلاء دعموا الشباب, فأيدوهم بكل قوة , لأن هؤلاء العلماء سبق لهم التعرض لمختلف القضايا السياسية جنبا إلى جنب مع القضايا الفقهية ,
ومن هؤلاء العلماء , من رهن عمره للإصلاح الحقيقي مثل الدكتور عبد الله النفيسي زعيم المعارضة الكويتية البارز والذى أدرك حقيقة دوره عندما رهن نفسه للتنبيه على فساد حكام المنطقة وضرورة المناداة السلمية للإصلاح بلا حدود وهو الذى قال فى محاضرة له بقطر
( ضعوا أعينكم على مصر .. فهى قائدة العالم العربي ومنها تنبع تيارات الإصلاح وهى التى صدرت الثورة والفكر )
وتحققت نبوءته التحليلية , وهذا هو الشعب العربي بأكمله يتقاطر للتغيير , وإن كان الشعب التونسي أخذ زمام المبادرة أولا ,
هذا هو المرجو من علماء الأمة , والذى نرجو أن يحرض دعاتنا السلفيون أتباعهم على فعله , وليتعلموا درس الشباب المصري والتونسي الذى أثبت حاجة هؤلاء الدعاة إلى موعظتهم


محمد جاد الزغبي 02-06-2011 10:26 AM

الرسالة الرابعة : إلى الشباب العربي

جفت حلوقنا والله ..
ونحن ندعو مرارا وتكرارا إلى الإستقلال يا شباب الأمة ..
الإستقلال الفكرى عن أى تيار أيا كان نوعه , والإحتفاظ بالعقول مستقلة وليست مصادرة لحساب أحد ,
حتى لو كان الداعى لمصادرتها يدعو للجنة !
فالله عز وجل لم يجعل على الأمة حجة من الناس إلا النبي عليه الصلاة والسلام , وبعده كل ابن آدم يؤخذ من كلامه ويرد ..
فمتى يحين الوقت لتتجمعوا حول فكرة الإستقلال الحقيقي , والتى تمنحكم الفرصة الذهبية لرفض الوصاية , وتمنحكم الفرصة للاستفادة العلمية من كل عالم أو مفكر أو داعية
بلا أى تعصب لهذا أو ذاك ..
أوليس بن تيمية هو القائل ( ليس لأحد أن يتخذ من الأمة عالما بعينه يوالى ويعادى عليه )
فما هذا السخف الذى نجده فى بعض منتدياتنا لشباب طبقوا نظرية الخصخصة على الإسلام ,
فهذا يتبع الإخوان , ويعتبرهم خلفاء الله فى الأرض , وهذا يتبع السلفية أو تيارا معينا فيها , ويعتبر البقية كلها مبتدعة , وهذا يتبع كاتبا معينا ويعتبره قائده الروحى , ... وهلم جرا ..

إنى هنا أخاطب العقول أن تمنح نفسها فرصة ترك التعصب لدقائق معدودة , وتسأل نفسها ,
هل الدفاع عن علمائنا ودعاتنا معناه أن نتبعهم فى كل كبيرة وصغيرة حتى لو كانوا مخطئين ؟!
المشكلة أنك تجد الجواب بـ ( لا ) من أى شخص , ورغم هذا فما إن يري أحدهم رأيا ـ مجرد رأى ـ يخالف رأى شيخه المفضل أو تياره المنتقي إلا وينقلب رأسا على عقب !
فلماذا تدخلون لمعارك لا ناقة لكم فيها ولا جمل ؟!
قديما ..
انقسمت الأمة إلى ناصريين وإلى ساداتيين وأنفقوا العمر فى تلك الصراعات , حتى ضيعوا الأمة بأكملها , وكان من المستحيل أن تجد أحدا يؤيد عبد الناصر ولا يكره السادات أو يؤيد السادات ولا يكره عبد الناصر !
ولم نجد عاقلا واحدا يقيم التقييم الطبيعى لكل رئيس منهما ..
ورأينا فى التيارات الدينية , إخوان وسلفية وصوفية ,
ومن المستحيل أن تجد إخوانيا لا يعادى السلفية , أو سلفيا لا يعادى الصوفية أو صوفيا لا يعادى السلفية , حتى أصبح الأمر أشبه بملهاة مضحكة كملهاة فرق كرة القدم
ولم نجد شخصا أو تيارا يرفض جميع المسميات , ويرحب بالجميع , ويقبل الحق حيث كان , ويقدّر علماء الأمة جميعا دون تفريط أو إفراط ..
بل وجدنا العصبيات , ووجدنا ــ للغرابة ــ من الشباب من يدافع بحمية عن الأنظمة العربية تعصبا لجنسيته أو بلده , وليس لأنه يؤمن بصلاح ولى أمره !

التجربة القائمة فى مصر الآن , وفى تونس قبلها , لابد من فهمها حق الفهم , وتطبيقها التطبيق الأمثل , وهى السعي وراء الحق وحده , والرقابة عليه , والقدرة على الجهر بالقول فى كل زمان ,
فقد نجحت الأصوات المحبطة ـ سواء بقصد أو بغير قصد ــ فى مصادرة العقول من الشباب ودفعتهم إلى عبادة الحكام باعتبارهم ولاة الأمر , وقد حان الوقت لترك هذه النظريات ,
ومن ناحية أخرى ..
لابد أن نتعلم من درس التاريخ أن الحل الوحيد الذى يحقق الإصلاح كما بشر به النبي عليه الصلاة والسلام , يكمن فى الإستقلال عن التعصبات والحزبيات ,
ودرس التاريخ واضح ,
ففي مصر التى قادت تجربة الثورات العسكرية , رأينا كيف أن محمد علىّ جاء للحكم بمساندة فرنسية ــ وليس كما يزعم البعض برغبة الشعب المصري وقتها ـــ
ومن تلاه من حكام الأسرة العلوية جاءوا بمباركة إنجليزية ,
وقامت تجربة 23 يوليو , بمباركة أمريكية ودعم أمريكى استمر حتى عام 1956م , رأت فيه أمريكا وسيلة حقيقية لبسط نفوذها مكان إنجلترا فى الصراع على التركة الشرق ـــ أوسطية ,
وجميع هذه التجارب بلا استثناء , اتفقت فى أنها تجارب أضاعت الأمة بأكملها ومزقتها شر ممزق , وأفرزت حكومات ديكتاتورية لا زالت قائمة لليوم ,

وعليه فالدرس المستفاد من ذلك يتمثل فيما يلي ..

أولا : أن الثورات العسكرية والإنقلابات طريق للحكم الديكتاتورى دون أدنى شك , فلا يمكن أن يأتى الإصلاح الحقيقي والديمقراطى على متن دبابة !

ثانيا : أن الثورة الحقيقية تتمثل فى رقابة الشعب , واستعدادهم التام لتجديد المعارضة فى حالة نكوص أى حاكم جديد عن الديمقراطية ,
وبهذا الشكل وحده يأتى الحكام بإرادة الشعوب , لا بمباركة القوى السياسية فى الغرب , ويصبح الحاكم العربي لا يخشي بعد الله إلا رأى شعبه , وليس رأى البيت الأبيض !

ثالثا : وجوب إدراك أن افتراق الأمة الحقيقي إنما تسبب فيه الإعلام الملوث , والعصبيات الشبيهة بفرق كرة القدم , وأن الداعين لوحدة الأمة , لو أرادوا الوحدة حقا , لدعموا الإستقلال عن أى وجه من وجوه التعصب ,

هذه هى البذرة التى تم غرسها مؤخرا على أرضية الوعى ,
وكل ما نأمله أن نراها وقد أثمرت إن شاء الله

محمد جاد الزغبي ..
من مصر المحروسة



حمود الروقي 02-07-2011 10:12 AM

رسالة للقارئ الكريم ..

اقتطع من وقتك ساعة تقريبًا .. لقراءة رسائل الطوفـان ..



__________________________________



لا شك أن أهل مصر وتراب مصر وأهل تونس وترابها جزء لا يتجزأ وعضو لا ينقسم

من خريطتنا العربية ودمائنا الحمراء الثائرة ..

قرأتُ هذه الرسائل ؛ بل هذه القراءة الناقدة لأحداث الثورة في مصر العزيزة ؛ حيث التحليل

المنطقي القائم على الفهم والإدراك والتجربة والمعايشة ؛ حيث استخدم الكاتب هنا

منهجية التفكير الناقد وتناول الجزيئات للوصول إلى الكليات وفرّق بين الرأي والحقيقة

وكأنه يعرض أمامنا تاريخـًا عريضـًا بتفاصيل دقيقة تتناول المعطيات كمشكلات قائمة

وعرضها بطريقة السبب والنتيجة مع تقديم الحجج والبراهين بأسلوب علمي لا غبار عليه ..


نحن كشعوب متابعة للأحداث الكبيرة في تاريخ مصر العريقة نؤمن بإرادة الشعب في التغيير

وأن ثورة الشعب المصري لم تشتعل شرارتها من فراغ ؛ حيث أنّ الفرد الواحد من هذه

الجموع يحمل رسالة عظيمة ويحمل همًا كبيرًا وعوزًا للحياة الكريمة وهو مطلب يظهر في

وجوه كل الحشود المتظاهرة وينعكس على شعب بأكمله ، والشعب هو الحكومة وهو الوطن ..


إن هذا الطوفان العظيم سيغيّر مجرى التاريخ وسيعيد حسابات كثيرة في المنطقة وسيؤسس

فكرًا جديدًا عنوانه كرامة الشعب فوق كل اعتبار ولا وجود لحكومات تقمع شعبها أو تسلب

حقوقه في العيش بكرامة وأمان أو تتبع سياسة " تجويع الكـ ... " والتي قامت عليها

العديد من الحكومات العربية للحفاظ على هيبتها الدكتاتورية باتباع فرضية البيت الأبيض

التي كانت ولا زالت نظامًا حاكمًا في بلاد الإسلام ..


رسائل الطوفان ..

هي ثورة بحد ذاتها ، ثورة فكرية يقودها شباب الكنانة المثقف ليقولوا للعالم بأنّ ما يحدث

ويُشاهد عبر شاشات التلفزة هذه حقيقته في مصر العرب ..


أخي محمد بن جاد ..

دائمًا تعرض بفكرك وتستعرض وكأنه شبكة متشابكة معقدة يحوي كل شيء ..

يستفزني دائمًا عرضك للأشياء وفك رموز اللا مفهوم ..

حقــًا .. أنت عبقري الفكر الناقـد ، ويشرفنا قراءاتنا لك ..


تحيتي لك ولحبيبتنا المحروسة ولكافة شعبها الأصيل..

محمد جاد الزغبي 02-07-2011 03:37 PM

وشعب المحروسة يهديك التحية والسلام شقيقي الأحب حمود الروقي
إضافة أعتز بها كثيرا
ولو كان البحث يستحق التقدير
فقراءتك المتعمقة دوما تثير فى نفسي الإعجاب والتقدير الأكبر ..
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لنرى وطننا العربي والإسلامى كله يدا واحدة كما كان
هو ولي ذلك ومولاه

ناصر المطيري 02-07-2011 10:25 PM

ان اعتبارات الكرامه الانسانيه تستدعى فى الانسان ان يكون حرا وكريما وشجاعا

والشجاعه تقتضي بالانسان ان يقول مايشهد
إن من الإهانة للقانون ان تكون المطالبة بتطبيق القانون واحترامه جريمة، ان الحكومة التي لا تملك الجرأة على طرح تصوراتها لأنها لا تملكها أصلا، وتستخدم الوسائل الرديئة لتمزيق المجتمع، وزرع الاحقاد في نفوس الناس، وبذر مواطن الفتنة، وتقريب الفاسدين، وتسخير امكانات الدولة لهم: لا تستحق ان تبقى.
ان الحكومة التي تجرأ على إهانة الأمة ونوابها دون ان تخشى.....، ان الحكومة التي تجازف برصيد الوطن من الإحترام الدولي، لا تستحق ان تبقى.
ان الحكومة التي تعطل احكام الدستور بفرض سياسات الأمر الواقع المخالفة للدستور وأحكامه لا يمكن ان تبقى..
ان الحكومة التي تجعل من كرامات الناس وسيلة للإبتزاز السياسي الرخيص..
ان الحكومة التي.....
ان الحكومة التي تسخر امكاناتها لضرب فرد واحد واهانته ثم حبسه بلا ذنب، لا يمكن ان تؤتمن على شعب كامل.
ان بقاء حكومة بهذه الخصائص: يعتبر أكبر اهانة لشعب الوطن.

ان من يساهم في الترويج لهذه الحكومة يساهم عمدا في إدانة انسان بريء.
ان الحكومة التي تتهم معارضيها بالتصعيد، وثم تقوم بممارسات الإستفزاز المتعمد لتصوير الأمور على خلاف حقيقتها لا يمكن ان تؤتمن على ثروات وطن او حريات شعب.






محمد جاد الزغبي 02-08-2011 01:20 AM

صدقت أخى الحبيب ناصر المطيري
والحقوق لا تمنح بل تنتزع ,
فالذى يملك حق المنح يملك حق المنع
هذه هى معادلة اليوم التى لا نرضي بها بديلا

أحمد صالح 02-08-2011 05:25 AM

أخي وصديقي الأستاذ محمد جاد الزغبي
إن قدر الله لي أن أعود من جديد بعد يوم الجمعة القادم فسيكون لي هنا كلام كثير
فلربما يشهد المكان لأول مرة مناقشات بيني وبينك هذا إن كتب الله لي العمر أن أعود فادعوا لنا

محمد جاد الزغبي 02-08-2011 06:15 AM

أهلا بالحبيب أحمد صالح ,
من يدرى ,
ربما نلتقي هناك إن شاء الله ومعنا صحبة غالية ,
دعواتى لك دائما ,

ريم بدر الدين 02-08-2011 11:52 AM

أدهشتني تلك الفتاة المصرية التي كانت تكنس الشارع عندما سألها مراسل السي إن إن: من كلفك بتنظيف الشارع ؟ قالت له : لم يكلفني أحد . رد بدهشة : و لماذا تقومين بهذا العمل؟
قالت له : لأنه وطني . بكل بساطة و طلاقة و دون أن تقف لحظة قالتها !
هذه الفتاة و رفاقها و رفيقاتها ..هؤلاء هم الرابضون على تخوم حرية الوطن و في قلب ميدان التحرير و ليس منهم واحد ممن قبض أموالا ليزيف الحقيقة و التاريخ
أ. محمد جاد الزغبي
أشكرك لهذه الرسائل الهادرة عقلانية و تحليلا منطقيا موثقا
سيشرق فجر قريب جدا بإذن الله
ثبتكم الله و نصركم و نصرنا بكم

حمود المطيري 02-08-2011 04:13 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أوافق علي كل ماجاء من كلام ( ولكن ) هنالك مسألة فقهية تقول


( درء المفاسد اولي من جلب المكاسب ) لذلك المفاسد من وراء هذا


التظاهر ولا أقصد تضاهر الشباب المستحق ولكن من يحاول القفز

علي الشباب وتحديدا ايران والتشيع الذي تبذل ايران كل شي من أ

جل نشره في الأمة الاسلامية وتحديدا الحبيبة مصر وهذا بلا شك

دماره وآثاره أكبر من بقاء حسني مبارك 6 شهور أو ذهابه

لذلك إخواني الإصلاح مطلوب وندعمه ولكن ليس علي حساب


التفكك الإسلامي والمجتمعي في مصر أو غيرها من البلدان العربيه...


نختلف وبشدة مع الرئيس حسني مبارك ولكن اختلافنا أقوي وأشد

مع الفكر الايراني والإسرائيلي لذلك إخواني علينا الحذر ثم الحذر ثم الحذر


من ما يأتينا من خلف الصفوف .. اللهم أدم نعمة الأمن والأمان علي أوطاننا العربية


.. اللهم أعز الاسلام والمسلمين وانصرنا علي أعداء الدين ..


اللهم أحفظ مصرنا وأبعد اللهم عنها الأخطار والدسائس واجعلها اللهم واحة


أمن وأمان لإهلها ولكل من يزورها يارب العالمين .....

مروان الحافظ 02-08-2011 09:01 PM

ثم كانت الكارثة الكبري فى تصريح الشيخ محمد حسان بحرمة المظاهرات وأنها لا ترضي الله ! ثم عاد وقال إنها فتنة !

سبحانك ربي !
أين هى المفاهيم السلفية نفسها فى تصريح الشيخ حسان , وقد ضرب بهذا التصريح عرض الحائط كل ثوابت السلف الصالح والذين هم حجة عليه وعلى غيره ممن يدعوننا إلى السلف ,
وهى دعوة الصدق والحق بلا خلاف , ولكننا فى ميدان المظاهرات طبقنا مبادئ السلف الصالح عمليا بينما كان الشيخ حسان ومن تابعه يطبقوها فقط فى الفضائيات ,
أول مخالفات حسان بهذا التصريح تأتى لاستخدامه كلمة ( لا يرضي الله ) فى وصف أعمال التظاهر !
***********************************************


أولا: أقول لحضرتك وبلا زعل وبلاانفعال ومزايدة ....هل سمعت هذا الكلام باذنك ام .....!! ؟؟؟؟

لقد سمعته أنا وهو يقول كلمة ( لا يرضي الله ) فى وصف أعمال السلب والنهب والحرق و الاغتصاب

والبلطجة ...........وليس (( أعمال التظاهر !)) ؟!!!!!!!!!!!!



ثانيا: كم كنت أتمنى عليك ولأمثالك ألا يظهر هذا الكم من الغضب والأنفعال الى درجة

الحقد والكراهية تجاه أبناء بلدك...فلو فرضنا أنكم استلمتم وأمثالك زمام الحكم

..فماذا انتم فاعلون بالشعب المظلوم نفسه ..أكيد سجن واغتيالات وطرد وملاحقات

... يعني ( يابوزيد كانك ماغزيت).... ؟!!!! ونرجع لنقطة الصفر ...

وهات ياأمم العالم اضحكوا علينا .....


- أقووول لك انه سيرحل وينتهي .........لكن مثل رحيل حكام وزعماء

الشعوب المحترمين ...وهذا الكلام ليس حبا به وبأيامه ...

بل كسبا لاحترام الناس لمصر والعرب......


أما عن القنوات التي حمدت بهم واعليت شأنهم ...

فوالله إنها بالفعل صهيونية وغربية تصفق لفواجعنا وتزرع الفتنة والاستحقار لشعوبنا..........

هند طاهر 02-09-2011 12:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الكل في عالمنا معه جزء من الحق

ولا أحد على وجه الأرض معه كل الحق

فلا معصوم بعده صلى الله عليه وسلم

لا رجل دولة ولا عالم دين ولا جماعة ولا شعب

ولا حق بيننا إلا كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة

فعلى كل فرد فينا إتباع الحق وإن صدر من عدو لدود

ورفض الباطل وإن كان من أب ودود

فلا تعصب ولا جحود إلا في قلب إنسان حقود


لا نرى على الحق إلا في ذاتنا ونرى غيرنا سالبي الحقوق


فهل نظرنا في ذاتنا بعين غيرنا وحاسبنا النفس قبل النفوق


وسمعنا في كل أمر لنا للرأي الأخر ... لكن لرأي الصادق المصدوق


ونظرنا في كل أمر مع أبائنا وأمهاتنا وأهلينا وأبنائنا والناس من حولنا


هل من ظلم بيننا هل من تقصير
هل من مكائد من أحقاد من أحساد أو من تنفير
بين الأخ واخيه وزوجة لا يرى الزوج إلا ما تريه
وولد نسي أمه وابيه
او بين حاكم ومن يليه


فأين الرأي والرأي الأخر في جزيرة خلع الإبن البار فيها أبيه.

.................................................. .......


ورد سؤال إلى فضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – مفاده:
سمعت بعض طلاب العلم يقول أنه يجوز الخروج على ولي الأمر الفاسق ولكن بشرطين :
1- أن يكون عندنا القدرة علىالخروج عليه
2- أن نتأكد أن المفسدة أقل من المصلحة

واخيرا اسجل تقديري واحترامي لما اوردت من رسائل نابعه من االم وحرص كبير على مصلحة الامه فمصر بوابة العرب

تحيه لك استاذنا الفاضل وتبقى وجهاات نظر لا نملك الا احترامها


محمد جاد الزغبي 02-10-2011 06:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 59785)
أدهشتني تلك الفتاة المصرية التي كانت تكنس الشارع عندما سألها مراسل السي إن إن: من كلفك بتنظيف الشارع ؟ قالت له : لم يكلفني أحد . رد بدهشة : و لماذا تقومين بهذا العمل؟
قالت له : لأنه وطني . بكل بساطة و طلاقة و دون أن تقف لحظة قالتها !
هذه الفتاة و رفاقها و رفيقاتها ..هؤلاء هم الرابضون على تخوم حرية الوطن و في قلب ميدان التحرير و ليس منهم واحد ممن قبض أموالا ليزيف الحقيقة و التاريخ
أ. محمد جاد الزغبي
أشكرك لهذه الرسائل الهادرة عقلانية و تحليلا منطقيا موثقا
سيشرق فجر قريب جدا بإذن الله
ثبتكم الله و نصركم و نصرنا بكم

بارك الله فيك يا ريم ,
مثل هذه المشاهد هى التى جلبت أنظار العالم اليوم
ولعل أعظمها مشهدا وتأثيرا فى نفسي مشهد عشرات المتظاهرين وهم يصطفون للصلاة وجنود الشرطة يقذفونهم بقنابل الغاز وخراطيم المياه والرصاص المطاطى وهم لا يتحركون إلا قياما وقعودا !
ومشهد لجاننا الشعبية فى كافة أنحاء مصر لحماية الممتلكات بعد انسحاب الشرطة من الميدان وإطلاقهم المساجين بمؤامرة وزير الداخلية , والذى شوه كافة رجال الشرطة بهذا العمل رغم أن منهم أبطال رفضوا تنفيذ هذه الأوامر وماتوا فى سبيل واجبهم

وكثيرة هى المشاهد ..
فقد استعاد المصريون مكانتهم أمام أنفسهم , وهى أهم مطلب حتى يغير الله ما بهم

كل التقدير يا ريم للمساندة

محمد جاد الزغبي 02-10-2011 06:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند طاهر (المشاركة 59999)
بسم الله الرحمن الرحيم

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند طاهر (المشاركة 59999)

الكل في عالمنا معه جزء من الحق

ولا أحد على وجه الأرض معه كل الحق

فلا معصوم بعده صلى الله عليه وسلم

لا رجل دولة ولا عالم دين ولا جماعة ولا شعب

ولا حق بيننا إلا كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة

فعلى كل فرد فينا إتباع الحق وإن صدر من عدو لدود

ورفض الباطل وإن كان من أب ودود

فلا تعصب ولا جحود إلا في قلب إنسان حقود


لا نرى على الحق إلا في ذاتنا ونرى غيرنا سالبي الحقوق


فهل نظرنا في ذاتنا بعين غيرنا وحاسبنا النفس قبل النفوق


وسمعنا في كل أمر لنا للرأي الأخر ... لكن لرأي الصادق المصدوق


ونظرنا في كل أمر مع أبائنا وأمهاتنا وأهلينا وأبنائنا والناس من حولنا


هل من ظلم بيننا هل من تقصير
هل من مكائد من أحقاد من أحساد أو من تنفير
بين الأخ واخيه وزوجة لا يرى الزوج إلا ما تريه
وولد نسي أمه وابيه
او بين حاكم ومن يليه


فأين الرأي والرأي الأخر في جزيرة خلع الإبن البار فيها أبيه.

.................................................. .......


ورد سؤال إلى فضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – مفاده:
سمعت بعض طلاب العلم يقول أنه يجوز الخروج على ولي الأمر الفاسق ولكن بشرطين :
1- أن يكون عندنا القدرة علىالخروج عليه
2- أن نتأكد أن المفسدة أقل من المصلحة

واخيرا اسجل تقديري واحترامي لما اوردت من رسائل نابعه من االم وحرص كبير على مصلحة الامه فمصر بوابة العرب

تحيه لك استاذنا الفاضل وتبقى وجهاات نظر لا نملك الا احترامها



مرحبا هند ,
كلامك كله صحيح ,
وليس لى تعقيب عليه إلا فى نقطة تصوير المظاهرات بأنها خروج على الحاكم ,
وهذا غير صحيح ,
وقد تعرضت لهذه النقطة بالبحث , حيث أن الخروج معناه الخروج المسلح , أما التظاهر السلمى للجهر بكلمة الحق فهذا من أوجب الواجب على كل فرد تجاه أى حاكم ولو كان فى عدالة عمر رضي الله عنه
فما بالنا بالخروج السلمى ضد من يحكموننا الآن , والذين تعجز اللغة عن إيجاد لفظ يناسبهم حقيقة !

أما بالنسبة لحديثك عن ثقافة تقبل الحوار والآخر ,
فهذه ثقافة غائبة للأسف الشديد , مع انتشار التعصب للشخصيات والتوجهات , وغياب القدرة على الإعتذار عند الخطأ ,
وواجبنا أن ندرب أنفسنا ـ قدر استطاعتنا ـ على تلك الثقافة التى أسسها الرعيل الأول من الصحابة عندما تعلموها من النبي عليه الصلاة والسلام نفسه
فبهذا يكون المرء ممارسا للسنة , لا مجرد مردد لها

تقبلي تقديري

بوركت

محمد جاد الزغبي 02-10-2011 07:15 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الفاضل مروان ..
موضوع طويل عريض يتحدث عن أمر يشغل أنحاء العالم بأسره اليوم , ومظاهرات التأييد والدعم له طالت حتى كوريا الجنوبية !
وشعب قام تقوده الشباب بصدورهم العارية مقدمين 300 شهيد ـ كما نحسبهم ـ وسبعة آلاف مصاب , فى سبيل إعلاء كلمة الحق ,
وملايين تصطف فى أوقات الصلاة فى الميادين مستلهمة نصرها من الله
ثم لا تجد ما تعلق به فى الموضوع كله إلا ما رأيته من نقد لرأى الشيخ حسان ؟!
مجرد ملحوظة ليس أكثر
اقتباس:

أولا: أقول لحضرتك وبلا زعل وبلاانفعال ومزايدة ....هل سمعت هذا الكلام باذنك ام .....!! ؟؟

المشكلة أنها تنصح بالشيئ وتفعل نقيضه !
وتعد بالأمر ولا تنفذه
فرغم أنك قلت بلا انفعال ولا مزايدة , فها هو تعليقك مليئ بالتعصب لمجرد نقد رأى للشيخ حسان , وتزايد علينا فى الإنتماء للسلف الصالح
وهذا أمر معتاد بالمناسبة , لولا أنه خروج عن الموضوع لبسطناه
ولست أدرى أين ما أضفته بتعليقك ,
الشيخ حسان قال هذا الكلام علانية وأنت أحد السامعين ,
نقطة الخلاف فى قولك :
اقتباس:


سمعته أنا وهو يقول كلمة ( لا يرضي الله ) فى وصف أعمال السلب والنهب والحرق و الاغتصاب



يا رجل احترم عقلية القارئ
وهل السلب والنهب بحاجة إلى الشيخ حسان ليفتى بحرمتهما ؟!
كن أمينا فى النقل بالشكل الذى تدعو بنفسك إليه

فقد خلط الشيخ حسان بين العملين , ففي نهيه عن المظاهرات قبل بدايتها فى 25 يناير نهى عنها وهو يقرنها بأعمال التخريب والنهب وجعل هذا مبررا لعدم الإستجابة لدعوة 25 يناير
فما هى علاقة التظاهرة السلمية التى لم تمتد يد خارجها تمس أحدا بسوء , ما علاقة هذا بالتخريب الذى مارسته وزارة الداخلية لاثارة الفزع بين الناس , حتى تؤلب الناس عليهم

ولماذا خلط بينهما رغم أن الدعوة كانت واضحة بأنها تظاهرة سلمية ؟!


وحقيقة تعليقك مليئ بالعجائب ,

ففي الوقت الذى تدعو فيه وتحرص على دقة النقل والتحرى , نجدك ترتكب أبشع الموبقات برمى التهم بلا دليل وأنت من المفروض سلفي غاضب لشيخه الذى يظننا أسأنا إليه
فتقول :



اقتباس:

ثانيا: كم كنت أتمنى عليك ولأمثالك ألا يظهر هذا الكم من الغضب والأنفعال الى درجة

اقتباس:



اقتباس:



الحقد والكراهية تجاه أبناء بلدك...فلو فرضنا أنكم استلمتم وأمثالك زمام الحكم




..فماذا انتم فاعلون بالشعب المظلوم نفسه ..أكيد سجن واغتيالات وطرد وملاحقات





... يعني ( يابوزيد كانك ماغزيت).... ؟!!!! ونرجع لنقطة الصفر .








ما شاء الله !

تتهمنا بالحقد والكراهية دون شبهة دليل , ولمن ,
لأبناء بلدى لمجرد خلاف فى الرأى , والمصيبة أنك تستخدم الإنتماء للبلد كمبرر للنصرة فى الحق والباطل , وهذه لو تعلم دعوة جاهلية ,
أم أنك لا تتابع الدروس جيدا ؟!
وترى نقد الرأى ـ مجرد نقد الرأى ـ كراهية للعلماء ,
ثم أخيرا تمنح نفسك حق قراءة النوايا والمستقبل فتحكم بأننا لو حكمنا سنحكم بالقهر والعدوان
حقيقة ..

ونعم السلفية !!!
اقتباس:



وهات ياأمم العالم اضحكوا علينا .....


لو أنك تتابع ما أحرجت نفسك .

فالعالم أجمع أيد وناصر ثورة الحرية ,
إسرائيل فقط هى التى اعترضت على الإطاحة بمبارك , وأنت أول شخص أراه يميل لرأيها ,
والغريب ,
أنك تدعى سخرية العالم منا فيما بعد وكأن العالم لم يضحك بعد !
العالم كله سخر منا نحن المسلمون والعرب لسكوتنا عن حق الحياة , مجرد حق الحياة بكرامة ,
ومناصرتنا لقضايانا بالخطب والشعارات ,
والدعوة للدين دون تطبيقه ,
هذا هو الذى يثير سخرية الناس ,
وكان من الأولى بك , أن تسأل مثلنا , لماذا خرج بعض علمائنا من السلفيين أبطالا حقيقيين مثل الشيخ حمود العقلا , وعبد الله النفيسي , والألبانى , ووجدى غنيم , بآراء سياسية ودعوات صارخة لحال الأمة ودفعوا الثمن كبيرا ولا يزالون ,
بينما نجد بعضهم الآخر ,
وبدلا من أن يتقدم الصفوف , ويتوق للشهادة التى بشر بها النبي عليه عليه الصلاة والسلام من يصدع بكلمة الحق فى وجه الحاكم الظالم , وأخبرنا أنه مع حمزة سيد الشهداء
وبدلا من تطبيق السنة فى الولاء والبراء والتخلى عن مناصرة أنظمة حكم باعت نفسها للشيطان طواعية منذ سبعين عاما
وبدلا من تطبيق السنة فى الجهر بقول الحق باعتباره أفضل الجهاد
فوجئنا بأنهم غائبون عن المشهد !!
وبعضهم يحرض على عدم الخروج أو حتى التعاطف ؟!
ولم نقرأ أو نسمع لأحدهم تعليقا أو هجوما على حاكم ظالم كما يفعل غيرهم , وهم أولى منهم بهذا الفعل
فلماذا ولمن ؟!
وإلى متى .؟!





هذه هى القضية الأصلية , والتى اكتفيت منها فقط بفقرة لكى تجد موطئا تتحدث فيه

فليتك تعرضت لقضية إهمال أمر الجهاد بكلمة الحق من بعض شيوخنا , لعلك تجيبنا أين هم من هذه الأحداث ولماذا لم يشاركوا زملاءهم من العلماء الذين قادوا هذه المظاهرات وأموا المصلين ألوفا فى مشهد ربانى رائع , ودعموهم بالصمود
بل وتقدموهم , واستقال بعضهم من عمله الحكومى حتى لا تضغط عليه السلطة ,
أليس هذا هو جهاد الباطل بكلمة الحق ,
تطبيقا لا قولا ؟!
اقتباس:

أقووول لك انه سيرحل وينتهي .........لكن مثل رحيل حكام وزعماء




اقتباس:



الشعوب المحترمين وهذا الكلام ليس حبا به وبأيامه ...


بل كسبا لاحترام الناس لمصر والعرب......



هل هذا ما تعلمته يا ترى؟!

أى احترام يرحمك الله ؟!
هل سيحترمنا العالم عندما نسكت عن طاغية أفسد الداخل بالنهب , وأفسد الخارج بالتواطؤ , وسهل لعدوى أعداء الإسلام على المسلمين
ولن يحترمنا إذا ثرنا فى وجهه منكرين للمنكر آمرين بالمعروف ؟!



اقتباس:


أما عن القنوات التي حمدت بهم واعليت شأنهم ...



فوالله إنها بالفعل صهيونية وغربية تصفق لفواجعنا وتزرع الفتنة والاستحقار لشعوبنا..........

للمرة الثالثة فى تعليق واحد , ترمى بتهمة تقارب الكفر , دون أن تقدم بين يديك دليلا

والكارثة ,
أنك تطلق الإتهام وتقسم عليه , وأنت لا تملك مؤهلات العالم الذى يحكم بمثل هذا الوصف , فضلا على افتقار الدليل القاطع الذى لا شبهة فيه .
فأى تناقض هذا ؟!





وأخيرا ..

هذا الموضوع وأمثاله أيها الأخ الفاضل يخاطب فئة معينة ترى الإستقلال ومعرفة الحق ثم معرفة الرجال ,
تطبيقا لا قولا فقط ,
ووالله لو ثبت لى بأن الشيخ حسان لم يقله وكانت الصحف التى نقلت عنه كاذبة , أو أننى رأيت الشيخ حسان يخطب وسط المتظاهرين كما رأينا علماء الأزهر ولم يغب عن المشهد
لبسطت له الاعتذار دون لحظة تردد ,
فليتك تجيبنا ؟
لماذا لم يشارك الشيخ حسان , وهل يا ترى أخذت رأيك فى مبارك وأعوانه ممن ؟!
وما هو رأيه في حاكم يناصر اليهود على إخوانه فى أرض مسلمة ؟!
وما هو رأيه فى ثورات منهوبة مقدارها تريليون دولار ( 1000 مليار ) على مدى ثلاثين عاما ؟!
وما هو رأيه فى الجدار العازل والقواعد الأمريكية ؟!
ومن أين تعلمت أن قواعد الدين إنما تنطبق فقط على الشعوب فتستسلم لحكامها , ولا يتم تطبيق هذه الأحكام على الحكام ؟!
ولماذا لا تأتى سيرة الحكام على ألسنة بعض علمائنا إلا وهى مصحوبة بفروض طاعة أولى الأمر , بينما لا نجد الآيات والأحاديث التى تحث الحاكم وتفرض عليه رعاية أمر الناس وعدم خيانة المسلمين ؟!
كل التقدير



محمد جاد الزغبي 02-10-2011 07:59 AM

مرحبا أخى الحبيب ..
اقتباس:

أوافق علي كل ماجاء من كلام ( ولكن ) هنالك مسألة فقهية تقول
( درء المفاسد اولي من جلب المكاسب ) لذلك المفاسد من وراء هذا
التظاهر ولا أقصد تضاهر الشباب المستحق ولكن من يحاول القفز
علي الشباب وتحديدا ايران والتشيع الذي تبذل ايران كل شي من أ
جل نشره في الأمة الاسلامية وتحديدا الحبيبة مصر وهذا بلا شك
دماره وآثاره أكبر من بقاء حسني مبارك 6 شهور أو ذهابه
لذلك إخواني الإصلاح مطلوب وندعمه ولكن ليس علي حساب
التفكك الإسلامي والمجتمعي في مصر أو غيرها من البلدان العربيه...

اطمئن لا علاقة بين الموضوعين أصلا ..
فأولا : الشيعة فى مصر ليس لهم موطأ قدم إطلاقا , والمجموعة التى لا تزيد عن ألف شخص وتتواصل مع إيران تخدع الإيرانيين بزعم وجود عدد كبير من الشيعة بهدف ابتزاز أموالهم ,
وصدقهم مراجع إيران حتى انكشفت الحيلة مع تصاعد المواجهات بين المجتمع المصري وبينهم
ثانيا : انكشف الشيعة تماما فى مصر بفضل علمائها وبفضل قناة صفا , ونشاط الشباب الدعوى فى مصر على الإنترنت وبرامج الفضائيات ثم بفضل حماقة المنتسبين إليهم عندما جهروا نوعا ما بعقيدتهم فكانت طامة كبري حيث هاجمهم السكان فى أماكنهم ووقعت اشتباكات عنيفة فضتها الشرطة
ثالثا : ليس معنى عداء مبارك لإيران أننا نبقي عليه لأجل ذلك !
فهذا شيئ وذك شيئ آخر
لا سيما لو علمت أن عداء مبارك عداء سياسي لا علاقة له بالدين , فليس مثله غيورا على الصحابة مثلا حتى يعادى إيران إنما هو يتابع العداء القديم بين نظام الخمينى والسادات
رابعا : ليس هناك أدنى خطورة من الشيعة على مصر , فبداية هم أصلا ليس لهم احتكاك عسكري بنا كما هو الحال فى الخليج وسقف مطالبهم هو السماح لهم بالوجود فى المجتمع المصري , وهو ما لم يصلوا إليه بعد انكشافهم ,

والمواجهة بين مصر والشيعة بها تفاصيل يضيق بها المقام , من الممكن أن تراجعها فى موضوعى المتواضع ( سفراء جهنم )



ناظر العلي 02-10-2011 01:25 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوة الدين ، مؤلمة أدلجة الحوادث وإظهار الحقد والتشفي ، فكاتب الموضوع هدانا الله وإياه يتكلم باندفاع شديد من دون مراعاة فهم مايكتب فربما أثرت فيه شهوة الحكم الإخواني أو فرحة العدو الصليبي أو سعادة المد الصفوي القادم.
أخي هداك الله للحق كل رجائي أن تنظر لأمر الفتنة القائمة في مصر من كل الزوايا وليس من زاوية المكاسب الإخوانية التي لن تروها ابدا بسبب أن من أراد هذه الفتنة استخدمكم وقودا لمطامعه وستعلمون قريبا ما أعني .

رأيت في بعض من قابلت وسمعت شماتة وفرحة بانهيار النظام كاملا !! وهل هذه الفرحة والشماتة إلا من نقص في الفكر وعدم الرؤية العميقة ، فالنظام دائما هو أساس الرخاء والأمان ، ولاأقصد هنا نظام حسني مبارك فهو نظام استسلم وانهار بفضل من الله تعالى ، ولكن أقصد تعمد الكثير ممن ادعو أنهم مفكرون تقويض النظام الأمني والذي نسمعه من كلام الكثير من هؤلاء ورفضهم لانتقال منظم للسلطة من النظام الحالي إلى نظام جديد بل كأنهم أبواق لأمريكا وأعوانها ( ارحل الآن وفورا) فهذه عبارة البيت الأبيض ومن لف لفيفها من الصليبيين لكي تعم الفوضى الخلاقة التي تعيد مصر قرونا إلى الوراء - اجتماعيا على أقل تقدير- ، وينفذها بعض أبناء مصر جهلا منهم بما ينتظرهم من الفوضى العراقية والتقسيم السوداني والفلتان التونسي والضياع الفلسطيني .

هل يعقل مانراه من رفض تام لانتقال منظم للسلطة لمجرد أن بوق الجزيرة الأجير والمتناقض في نفس الوقت ينفخ في مشهد الفتنة الرهيبة التي تنتظر المصريين إن هم استمروا على تلك الطريقة ، فهذا البوق الذي يحرش بين المسلمين السنة دون سواهم لم نراه يغطي أحداث إيران أيام الثورة المسماه ( الحركة الخضراء) ولم نراه يتحدث عن اعتقال الإصلاحيين السوريين أو يتحدث عن شيخ قطر وزياراته السرية إلى إسرائيل أو عن طرد قبيلة كاملة( الغفران ) من قطر مع أنهم هم أهل البلاد الأصليين قبل حضور شيوخ قطر إليها......وهلم جرا

بل مايحيرني هو صم الآذان عن كل محاولة لرأب الصدع لحين انتقال السلطة ، مما يدل أن مايشتكون منه من عدم سماع النظام لهم طوال ثلاثين عاما يطبقونه عندما يخاطبهم العقلاء من كل مكان بوجوب التلاحم والسعي لاستلام السلطة بعد انتهاء ولاية حسني بشكل يضمن السلام والأمان لمصر بعيدا عن ضياع الأمة في غياهب التقسيم والتناحر .

والمبكي ما أراه في المقابلات على بعض القنوات من رجل الشارع الذي يريد أن يحكم وهونفسه يكمم فم شخص في آخر الميدان يقول بكلام يخالف كلامه بدرجة بسيطة ، فعندما ذكر أحد الشباب في الميدان بأنه يريد من حسني أن يذهب وأن يحترم إرادة الشعب أراد الواقف بجانبه إسكاته وإجباره على أن جميع من في الميدان يريدون محاكمة حسني وسجنه، بل وربما لو سنح للكثير الكلام لأراد بعضهم سحل جاره لأنه أوقف سيارته أمام منزله..

الفوضى أخي محمد لاتخلق نظاما أبدا .

مقطتفات:

= صاحب الموضوع يتهم محمد حسان بتهم إخوانية نعرفها جيدا وذلك بقصد محاربة السلفية التي انتشرت في مصر الحبيبة تلك السلفيةالتي ترجع إبناء الأمة إلى الاقتداء بالسلف الصالح بعيدا عن الحزبيات والعصابات السياسية.

= ربما أن سبب الحقد الإخواني على محمد حسان هو هذا اللقاء مع قناة العربية والذي يدعو فيه إلى الحفاظ على أمن بلاده من خلال أحقيتهم في التظاهر بل وتشجيعهم عليه مع الحذر من أن يقفز أحد من العصابات السياسية على جهدهم وتذكيره المخربين بمخافة الله.


[video]http://www.youtube.com/v/PKa76i3EKKQ&feature=related[/video]


= إيها الإخوان كفاكم محاربة لإخوانكم في الدين والتفتوا إلى من تتحالفون معهم من الصفويين في كل مكان ، وماكلام مرشد الإخوان في قضية الحوثيين عنا ببعيد.


خاطرة عابرة:

كان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى لايرى الخروج على الحاكم مطلقا ، وكان ديدنه أن إذا رأى من الدولة ظلما أو إجحافا لأحد من خلق الله داخل الدولة ذهب إلى الملك مباشرة من دون شوشرة وخطب رنانة يقصد بها الرياء بل كان هدفه الإصلاح وكان كثيرا مايسمع كلامه من النظام الملكي في السعودية، مما خلق ثقة بينهم وبين النظام الذي عرف أن الرجل يقصد الإصلاح ولا يقصد التحدي فالسلطان مجبول في كل مكان على بغض من يتحداه ، فشهوة الملك طاغية ويجب مراعاة ذلك ، وهل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله وذكر منهم( إمام عادل ) فالمتأمل لهذا الحديث يجد أن مكافأة من يحارب شهوة الملك في نفسه فمصيره الظل الظليل في يوم الهجير العظيم ، فلو لم يكن للملك والسلطان شهوة طاغية وعمى عن الكثير مما يجري حوله لكانت الظل الظليل لكل رجل عادل وليس إمام عادل.

احمد ابوزيد 02-10-2011 03:50 PM

أستاذي الفاضل محمد
لطالما ترددت في عقب ما حدث على هذا القسم لأرى رأيك فيما يحدث نظرا لما كان من لغط كثير يدور حولها

حاولت النزول في اليوم الأول 25 يناير لعلمي بما سيجري لإشتراكي في تلك المجموعات ولم أجد من يساندي بالنزول معي فترددت ولم أكن متواجدا معهم
ثم حاولت في الجمعة التي تليها 28 يناير ولم يحدث فقررت النزول وحدي وحدث
رأينا الموت بأعيننا وضرب النار فوق رؤوسنا ومئات قنابل الغاز التي دكت رؤسنا وأنفاسنا
صلينا المغرب في حارة في وسط القاهرة بها مصلية صغيرة بعدما وصلنا لها من الكر والفر مما يحدث مع عدد منهم تحت ضرب النيران الحية وقنابل الغاز ووقف منهم من يحمينا من هروات المسرعين في جوانب الشوارع حتى لا يصطدموا بنا ومنهم من خلع ملبسه يدوّره في الهواء ليزيل كميات الغاز الموجودة في الهواء من حولنا
كان يوما مهيباً والمواقف فيه لا تعد ولا تحصى
ثم في آخر اليوم بدأ التدمير والتخريب شاهدته بعيني من حرق وخراب للسيارات والمصالح العامة وسرقة وغيرها
كانوا يقودون سيارات الأوناش وسيارات الشرطة يضعوها فوق النيران لتلهمها
كنت في أشد غليلي منهم ومن ممتلكاتهم نظرا لما فعلوه بنا على سنين طوال وما فعلوه في الأيام الأول لتلك الثورة من قتل وتنكيل بالكثيرين ولكن وجدت أن الأوضاع زادت عن الحد من التخريب
عُدتُ إلى منزلي مرهقاً تماماً من شدة الكر والفر والهواء الملئ بغيوم القنابل والسيارات الممتلئة بالنيران

وفي نفس هذا اليوم ظهر رئيس البلاد في ثاني تصريح في تلك الفترة بعدما كان أول تصريح هو إفتتاح معرض الكتاب يوم السبت 29 يناير وقاله يوم الخميس 27 يناير بعد أن قال وزير الثقافة السابق حسني يوم الأربعاء بدراسة إلغاء هذا المعرض هذا العام وكأن ما يفعله هذا الشباب لا يبالي به رئيس البلاد ليزداد التهييج مما يحدث منه هو وأمثاله
فقال في يوم الجمعة في بيانه مساءً بطلب إستقالة الحكومة وفي اليوم التالي تعيين نائب له هو عمر سليمان كان من قبل مطلبا لتعيينه رئيساً للبلاد من المعارضة ثم أصبح مرفوضا الآن من الغالبية فكما قلت الرجل الصحيح في الوقت الخاطئ
تلاها تعيين وزير الطيران المدني أحمد شفيق رئيساً للوزارة وكان لي علم بفكره لمشاهدته من قبل ووعيه الكبير ويشهد عليه ما فعله في وزارته من طفرة كبيرة يشهد عليها الكل تلاها عرض رئيس البلاد عدم ترشحة لفترة تالية وتعيين بعض الوزراء الجدد منهم ما تقول الشواهد على حرفيته ومنهم القدامى الفاشلين كالفاشل وزير الخارجية الذي أصدر قبيل الثورة بساعات إن إمتداد ما يحدث في تونس إلى مصر "كلام فارغ" والدلائل على فشله هو وبعض من تم تعيينه أكثر من أن تحصى
فعلها الوزير السابق للداخلية بخيانته هو وجهازه الفاسد وسهرنا أياماً في الشوارع نحمي أهلنا وبلدنا بأسلحة بسيطة وإضطرب الوضع العام لحد بعيد

نعم جميعنا كارهين لما كان كثيراً وعانينا فيه كثيراً ولكن
البلد في خراب ليس له حد وبدأ مسلسل تسريح العاملين في أماكن كثيرة وكأنه مكتوب على هذا الجيل أن يراها في خارج بلده لما حدث من أزمة مالية عالمية مازلنا نسدد في ديونها وما يحدث الآن

الفترة الباقية هيه أشهر قليلة مع حدوث التغييرات المطلوبة مبدأياً وهي تحت الفعل والتنفيذ وسيليها التغييرات الشاملة في ظل نظام جديد

لكن في تلك الفترة المتنطعون كثيرين ولا نجد ثقة في أحد منهم
آلا تكفي حتى تلك الفترة للنظرة عن قرب عن ما سيكون له الوضع القادم
نعم أكررها أننا عانينا أشد المعاناة فيما كان وتغربنا عن بلادنا ووصل الحال لمصر والمصريين لأسوأ الأوضاع
الغرب الذي كان يرى مايحدث ويستمر في دفع مساعدات كأمريكا ويقابل بالنقد أنه يغض الطرف عما يحدث في مصر والآن وجدنا شحذ الأسنان وتذبذب المواقف بطلبة بمغادرة الرئيس الفوري ولربما يقال فيما بعد أنه لضغوطهم عليه ومن يأتي بعده يعتقد أن من يُأتى به يستطيع الغرب ترحيله
ألا تكفي تلك الفترة حتى ولو كانت معاندة لهذا الغرب المتدخل في شئوننا في كل كبيرة وصغيرة من مناهج وخطب مساجد حتى وغيرها

بحثك هذا رغم حرفيته وشموليتة الكبيرة لربما وضعت فيا الحيرة أيهما أصح أن نتبعه لتزداد حيرتي

شئ أخير أردت أن أعلم رأيك فيه
أتابع دائما الأخبار من شتى قنواتها لنعلم النظرة الأخرى حتى قناة العالم الإيرانية منذ القدم
وجدت كثيرين يتعاملون معها لأشخاص كان لهم مكانة عندي كالدكتور محمد سليم العوا الرئيس السابق لرابطة علماء المسلمين وغيرهم
ما هو الموقف للتعامل مع هؤلاء القوم لتلك الظروف وإدخالهم في أمورنا
وكأنهم يريدون إدخال إعدائنا في حل أمورنا وغيرها

على كل حال الله المستعان على مانحن فيه

اللهم أمنّا في أوطاننا

محمد جاد الزغبي 02-10-2011 03:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
ورغم أننا لفتنا النظر لطبيعة الموضوع , وبأننا نوجه خطابنا لمن هم ضد ثقافة القطيع ,
فرغم ذلك لا يتوقف الإخوة عن نفس الأسطوانات المعهودة ,
وهى ليست ذنبا لعلمائنا بقدر ما هى ذنب لبعض منتسبيهم ,
المشكلة الحقيقية أننى فى ذهول من كمية جرأتهم على الله بادعاء علم أشياء ما أنزل الله بها من سلطان , وتجد الواحد منهم جازما بتخوين هذا أو ادعاء حقد ذاك ,
فرغم أنه من الأصول السلفية أن يكون الحديث بالدليل ,
إلا أن الأتباع يكتفون بالقول وفقط ,
فإذا اتهموا هم الناس فذلك هو الحق , أما إن ناقشهم الناس فى آراء يراها أكبر شيوخ السلف فهذا هو الحقد ,
ولهذا لم يكن غريبا أن تصل الأمة فى ظل نمط هذه الثقافة إلى هذا الوضع
ومن هذه النماذج :
اقتباس:

فكاتب الموضوع هدانا الله وإياه يتكلم باندفاع شديد من دون مراعاة فهم مايكتب فربما أثرت فيه شهوة الحكم الإخواني أو فرحة العدو الصليبي أو سعادة المد الصفوي القادم.


هكذا كقول مرسل وكأن المتحدث نبي من الأنبياء !
فالموضوع تارة يبشر لمد صفوى أو صليبي وتارة هو إخوانى ,
ولست أدرى والله لماذا يأتى المرء فيوقع نفسه فى حرج ؟!
فهذا الموضوع نفسه به هجوم وانتقاد لموقف الإخوان , فضلا على أن كاتبه له باع طويل فى الكتابة ضد المد الصفوى ,
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%E3%CD%E3%CF+%CC%C7%CF+%C7%E1% D2%DB%C8%ED

ولست فى حاجة لقول ذلك بقدر ما هى استفادة من أمثال هذه التعليقات لمحاولة فهم ظاهرة فريدة من نوعها فى انغلاق العقل ,
ناهيكم على أن المهاجمين يرددون نفس ما يردده النظام الحاكم من أن هذه المظاهرات المليونية مدفوعة من الخارج , ولكنهم اختلفوا فيما بينهم مدفوعة من أى قبيلة !
وكأن حكامنا ـ ما شاء الله ـ حاربوا الغرب فى البر والبحر والجو حتى يتآمر عليهم الغرب ؟!
وهذا لا يدل على جهل عنيف بالأمور السياسية وحدها بقدر ما يدل على ميل أكبر للنظم الإستبدادية وثقافة الإستعباد واتخاذ جانب الحذر والطاعة العمياء لأى حاكم
وتصوير حكام الزمان كما لو كانوا من الخلفاء الراشدين , والإهتمام فقط بما يكفي للدعوة بلا منغصات !
وإلا فالسؤال قائم أين هو نموذج شهيد الرأى والحق فيمن يرون هذه الآراء ؟!

وفى التعليق الأخير ..
يأتى الأخ مزايدا كمن سبقه فى التيار السلفي وكأن المتحدث رافضي مثلا , رغم أن كتابتى فى الدفاع عن الفكر السلفي وضربي الأمثلة بكبار علماء هذا الإتجاه أمر معروف ,
وعلى الأقل كان يستحق من المعلق بحثا قبل يوزع الإتهامات يمينا وشمالا ,
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?1014-شرح-تلبيس-إبليس-لابن-الجوزى&highlight=

ويأتينا برأى آخر للشيخ محمد حسان دون أن يتطرق لسؤال واحد سألناه , ومنها
  • لماذا خلط الشيخ حسان فى فتواه بشأن الدعوة لمظاهرات يناير بين التخريب وبين الخروج للتظاهر , فضلا عما هو أهم أين هو وسط هذه الأحداث الجسام ولماذا تاخى عن اللحاق بها فى ميدانها ؟!
  • يخلط المعلق ـ والذى لم يقرأ الموضوع أصلا ـ بين الخروج عن الحاكم وبين المظاهرات السلمية رغم توضيح الأمر مرتين !
  • لم يجب المعلق بحرف واحد عن الانتقاد لثقافة الخنوع التى تخالف سيرة علماء السلف الصالح كابن حنبل وبن تيمية , وبل وبعض معاصري علمائنا السلفيين الكبار
كالألبانى الذى وقف معارضا بشدة لفتوى جواز استقدام القوات الأمريكية فى تحرير الكويت تطبيقا لحديث النبي عليه الصلاة والسلام ( لن أستعين بمشرك )
ومثل وجدى غنيم الذى تعرض للاعتقال والمطاردة فى مصر ثم هاجر بنفسه مواصلا جهاده وأجهزة الأمن تلاحقه بسبب مواقفه البطولية ومثل الشيخ حمود العقلا الشعيبي , ومثل الدكتور عبد الله النفيسي

والنقطة الأخيرة ,
أن بعض هذه النماذج عندما تقتحم ميدان السياسة فإنها تقتحمه بجهل عميم بحقائق معروفة لأصغر المشتغلين بهذا المجال , ومن أمثلة هذه الآراء أن هذا الأمر تآمر غربي !!
ويعلم القاصي والدانى أن النظم الحالية هى أكبر حلفاء الغرب فى المنطقة , وبعضها نفذ أجندات الغرب كاملة وبشكل صريح سواء بالمعاونة العسكرية لليهود فى فلسطين أو للولايات المتحدة فى أفغانستان والعراق , أو فى محاربة الإسلام نفسه عن طريق تخفيف المناهج الدينية ومحاربتها
والدليل ما وصل إليه حال بلاد المسلمين فى ظل حكم هذه الزمرة الفاسدة , حيث لم يبق موطئ قدم إلا ولوثه هؤلاء الحكام العملاء حتى أصبحت قوات الغرب تحتلنا احتلالا عسكريا وفكريا كاملا ,
ثم يأتى هؤلاء فيدافعون عن هؤلاء الحكام بزعم تعرضهم لمؤامرة غربية !!
رغم تصريحات إسرائيل العلنية أو تلك المتسربة من الوثائق من أن نظام مبارك وأمثاله هم أكبر حلفائها بالمنطقة ,
ولا عزاء لأهل العقول

وأعيد فأكررها ,
فلتكن لكم ثقافتكم القائمة على مناصرة الأشخاص ورؤية الرجال بالحق وليس العكس ,
ولكن على الأقل تدبروا فيما تكتبوه , فالعلمانيون عندما يهاجمون الإسلام لا يجدون إلا أمثال هذه النماذج من الآراء للطعن فى الإسلام وأهله وتصويره على أنه دعوة للخنوع تارة أو دعوة للإرهاب الفكرى تارة أخرى

والله المستعان

ناصر المطيري 02-10-2011 04:07 PM

الإسلام والخروج على الحاكم (د. النفيسي)

بسم الله الرحمن الرحيم


تدور هذه الأيام حوارات ساخنة في الأوساط الإسلامية حول مدى شرعية الخروج على الحكام في عصرنا هذا... بعض الذين يتصدّرون العمل الإسلامي نلاحظ عليهم حماساً مُضاداً لكلِّ فكرة تؤيّد الخروج على الحكام، أكثر من ذلك فهم قد غلوا في موقفهم واتهموا كل من لا يرى رأيهم بالغباء وقلّة الفقه والخروج عن الملّة في كتابات لبعضهم، ونحن ننصحهم - والدين النصيحة - بالابتعاد عن هذا الغلو ونُطالبهم - كإخوة في الله - أن يتقوا الله ويحذروه وألا يحسنوا الظن كثيراً بأنفسهم ويُسيئوا الظن كثيراً بإيمان غيرهم، وإذا اختلفنا في هذه القضية فليكن الخلاف رفيعاً.

نحن نقف في هذه القضية مع الذين يقولون بالخروج على الأنظمة الحاكمة في أرض الإسلام اليوم، ونقف هذا الموقف استناداً إلى دليلين:

1-الدليل الشرعي.

2-والدليل العقلي.



الدليل الشرعي

يقول جلّ القائل في كتابه الكريم:

1) { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأول-ئك هم الكافرون} [المائدة : 45].

2) { فاحكم بينهم بما أنزل الله} [المائدة : 48].

3) { فلا وربك لا يُؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم} [النساء : 65].

4) { واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} [الجاثية : 18].

5) { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حُكماً} [المائدة : 50].

6) { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} [النساء : 105].




1) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيليكم أمراء من بعدي يعرّفونكم ما تنكرون، ويُنكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله ) [1].


2) وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيكون عليكم أُمراء يُؤخّرون الصلاة عن مواقيتها ويحُدِثون البدع. قلت: فكيف أصنع؟ قال: تسألني يابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كيف تصنعُ؟ لا طاعةَ لمن عصَى الله ) [2].


3) وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليأتين عليكم أُمراء يُقرّبون شرار النّاس، ويُؤخِّرُون الصَّلاة عن مواقيتها، فمن أدركَ ذلك منهم فلا يكُونن عرِيفاً، ولا شُرْطياً، ولا جَابِيا،ً ولا خَازِناً ) [3].


4) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فكان من خطبته أن قال: ( ألا إني أُوشك أَنْ أُدعَى فأُجِيب... فَيلِيكم عُمّال من بعدي يقولون ما يعلمون ويعملون بما يعرفون، وطاعة أولئك طاعة، فتلبثون كذلك دهراً ثم يليكم عمّال من بعدهم يقولون ما لا يعلمون ويعملون ما لا يعرفون، فمن ناصحهم ووازرهم وشدّ على أعضادهم فأولئك قد هلكوا وأهلكوا، خالطوهم بأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم، واشهدوا على المحسن بأنه محسن وعلى المسيء بأنه مسيء ) [4].هذه مجموعة من أشهر النصوص التي وردت حول قضية الخروج على الحاكم ولأهل العلم فيها وجوه كثيرة، لكن قبل استعراض آراء الأئمة حول هذه القضية يجب علينا أن نوضح بعض النقاط الضرورية:

1) هذه النصوص التي ذكرنا إنما جاءت لتخاطب الواقع المسلم القائم آنذاك.

2) اجتهادات الأئمة حولها إنما بُنيت على أساس أنها - أي النصوص - إنما جاءت لتخاطب الواقع المسلم القائم آنذاك.

3) أن الحكّام الذين كانوا يُعاصرون الأئمة كانوا يحكمون بما أنزل الله.

4) أن أصحاب الآراء التي كانت توصف بالتطرّف والتي كانت تُنادي - آنذاك - بالخروج على حكام ذلك الزمان كانوا من خارج أهل السنة والجماعة كالمعتزلة والخوارج.

فلم يكن يتصوّر الفقهاء - أيامها - وجود حاكم لا يحكم بما أنزل الله بالصورة الكلية والشمولية التي نعيشها اليوم، لم يكن يتصور الفقهاء وجود حاكم يتنكر لشرع الله ويتآمر على الإسلام ويُنكلّ بالمسلمين ويُوالي أعداء الله كما هو حال حكام اليوم...

يقول ابن كثير - رحمه الله تعالى - في معرض تفسير قوله: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يُوقنون} [المائدة : 50] : ( يُنكر الله تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كلّ خيرٍ الناهي عن كلّ شرٍّ، وعَدَل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من الشريعة... كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات... فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل أو كثير ) [5].

يُعلق محمد حامد الفقي على كلام ابن كثير هذا في كتاب "فتح المجيد" صفحة 406 فيقول: ( ومثل هذا وشرٌّ منه من اتخذ من كلام الفرنجة قوانين يتحاكم إليها في الدماء والفروج والأموال، ويقدمها على ما عَلِمَ وتبيّن له من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهو بلا شك كافر مرتد إذا أصرَّ عليها ولم يرجع إلى الحكم بما أنزل الله، ولا ينفعه أي اسم تسمّى به ولا أي عملٍ من ظواهر أعمال الصلاة والصيام ونحوها ).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - لما سُئل عن قتال التتار مع تمسكهم بالشهادتين ولمِا زعموا من اتباع أصل الإسلام، قال: ( كلّ طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم و غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة رضي الله عنهم مانِعي الزكاة. وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم...
فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنا، و الميسر، أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، وغير ذلك من واجبات الدين - ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها و تركها - التي يكفر الجاحد لوجوبها. فإن الطائفة الممتنعة تُقاتل عليها وإن كانت مقرّة بها. وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء...
وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنزلة البغاة الخارجين على الإمام، أو الخارجين عن طاعته ) [6].

قال القاضي عياض - رحمه الله -: فلو طرأ عليه (أي الخليفة) كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل.

وهكذا نرى أنه ليس هناك أي تناقض بين آراء العلماء حول مسألة الخروج على النظام الحاكم في حالة كفره وإعراضه عن شرع الله، فالكلُّ مجمعٌ على ذلك كما نقل ابن تيمية هذا الإجماع وأشار إليه عندما قال: ( وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء ).

هناك بعض الناس يُسيئون فهْمَ بعض الأحاديث لرسول الله فمثلاً قوله صلى الله عليه وسلم: ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله، حرّم مالُه ودمُه وحسابه على الله ) [7].


قال القاضي عياض - رحمه الله تعالى - حول ذلك: ( اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال لا إله إلا الله تعبير عن الإجابة إلى الإيمان وأنّ المراد بهذا مشركُو العرب وأهل الأوثان... فأما غيرهم ممن يقرّ بالتوحيد فلا يكتفي في عصمته بقوله لا إله إلا الله إذ كان يقولها في كفره ) [8].

لقد أجمع العلماء على أنّ من قال لا إله إلا الله ولم يعتقد معناها، أو اعتقد معناها ولم يعمل بمقتضاها يجب أن يقاتل حتى يعمل بما دلّت عليه من النفي والإثبات.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أُمرتُ أن أُقاتلَ النّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ) [9].

قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في تعليقه على الحديث: ( فيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام قليلاً أو كثيراً ) [10].


ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : ( إنما اختلف العلماء في الطائفة الممتنعة إذا أصرّت على ترك بعض السنن كركعتي الفجر، والأذان والإقامة - عند من لا يقول بوجوبها - ونحو ذلك من الشعائر. فهل تُقاتل الطائفة الممتنعة على تركها أم لا؟ فأما الواجبات والمحرمات المذكورة ونحوها فلا خلاف في القتال عليها ) [11].

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بما استقر عليه إجماع الصحابة من قتال الصديق لمانعي الزكاة وقتال علي للخوارج.

ويقول ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: ( وكذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من عشرة أوجه الحديث عن الخوارج، وأخبر أنهم شرّ الخلق والخليقة، مع قوله: ( تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم ) فعلم أن مجرّد الاعتصام بالإسلام مع عدم التزام شرائعه ليس بمُسقط للقتال. فالقتال واجب حتى يكون الدين كلّه لله وحتى لا تكون فتنة. فمتى كان الدين لغير الله فالقتال واجب ) [12].

والذين يَرون عدم الخروج على الأنظمة الحاكمة اليوم يستدلون خطأ ببعض الأحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فمثلاً هناك حديث يقول: ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية ) [13].

هذا الحديث يطرح أمامنا عدة أسئلة:

1) من هو الأمير المقصود في هذا الحديث؟

2) ما هي نوعية الكره؟

3) ما هي حدود الصبر؟

4) وأي جماعة تلك المقصودة في الحديث؟

5) أهي الجماعة الكبرى أم الصغرى؟


من البديهي أن الأمير الذي ذكره الحديث هو الأمير المسلم، فهذا هو المعنى الذي يتماشى مع طبيعة الشرع، فمن ثم يجب على المسلم أن يطيعه لأنه - أي الأمير - متقيّد بالشرع خاضع لأمره، لكن قد يرى المسلم منه ما يكره؛ أي بعض السلوكيات الخاطئة من قبل الأمير كحال الأمراء الأمويين والعباسيين... لكن ليس هذا مبرراً شرعياً للخروج عليه، ومن هنا فإن الصبر المَعنيّ بالحديث هو الوسيلة لمحاصرة هذا الكره الذي ذكرنا مواصفاته... الكره الذي لا تتجاوز حدوده الفرد إلى حدود الجماعة. وعلى ضوء هذا الفهم يتبين لنا خطأ الذين يُحاولون تطبيق هذا الحديث اليوم على الأنظمة التي تجثم فوق صدور المسلمين.

والذين يَرون عدم الخروج على الأنظمة الحاكمة اليوم يستدلّون بحديث لست مُطمئناً لصحته يقول: ( شرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قلنا: يا رسول الله أفلا نُنابذهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة ).

وحتى لو كان الحديث صحيحاً [14] فلا نفهمه بالصورة التي يُحاولون من خلالها عرضه... يقولون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أقاموا الصلاة ) ويعتقدون أن المقصود هو أنه مادام الحاكم يُصلي ولا يمنع الناس من الصلاة فلا يجوز الخروج عليه، وهذا فهمٌ قاصرٌ وغير صحيح ولا يلتقي مع أقوال جمهور العلماء وبالأخص ابن تيمية في أقواله التي دوّناها في الصفحات السابقة؛ فالتتار كانوا يُقيمون الصلاة بل منهم من كان فقيهاً مُتعبداً ومع ذلك جعل قِتالهم واجباً لإيمانهم بالياسق [15].

والمقصود بالمنابَذة - التي ورد ذكرها في الحديث - هو نقض البيعة التي أعطاها الناس لهؤلاء الحكام والخروج عليهم. يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وإمَّا تخافنّ من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم على سواء} أي أعلمهم بنقض العهد الذي بينك وبينهم.


وفي الحديث إشارة واضحة إلى أن هناك بيعة أُعطيت لهؤلاء الأمراء كي يقوموا بأمر المسلمين حسب كتاب الله وسنة رسوله، فالبيعة - ويجب أن تكون عن رضا واختيار لا عن إكراه وإجبار - هي الوسيلة الشرعية في الإسلام لتولي السلطة السياسية، وما دامت هناك بيعة بين الحاكم والمحكوم فمعنى ذلك أن الحاكم يجب أن يُطاع؛ لأن البيعة إلزام للحاكم بالتقيّد بشرع الله وإلزام للمحكوم بطاعة هذا الحاكم في حدود هذا الشرع. ومن هنا فإن الأمراء الذين طلب الصحابة منابذتهم والخروج عليهم كانوا يحكمون بما أنزل الله لكن سلوكهم الشخصي لا يُرضي المحكومين وأفعالهم تُبيح لعنهم من قِبل الناس، ومن ثَمَّ هم يلعنون الناس كما يلعنونهم.
على ضوء هذا الفهم يتبيّن لنا أن المقصود بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أقاموا الصلاة) ليس هو مجرّد إقامة الصلاة في حد ذاتها، وإنما لأن الواجب على الأمير المسلم أن يُقيم في الناس الصلاة ويخطب فيهم الجمعة، هذا العمل صورة من صور الممارسة الشرعية لمسؤولياته في الإسلام ومادام يقوم بهذا العمل... وهذا يعني أيضاً تقيّده وإلتزامه بشرع الله... لأجل ذلك لا تجوز منابذته، وليس المقصود - كما يفهم البعض - أنه مادام الحاكم يُصلي ولا يمنع الناس من الصلاة فلا يجوز الخروج عليه وإن لم يكن يلتزم شرع الله، فهذا الفهم يُخالف مخالفة صريحة ما كان عليه الصحابة وأجمعوا عليه وكذلك ما أجمع عليه الفقهاء.

وهل يُعقل أن يكون المقصود بالحديث هو الحاكم الذي يُقيم الصلاة فقط دون بقيّة أحكام الشرع؟! إن محاولة تطبيق هذا الحديث على حكّام اليوم هي محاولة لدعم الباطل على حساب الإسلام، فحكّام اليوم وأنظمة هذا العالم المترامي المسمّى مجازاً بالإسلامي لم يصلوا إلى الحكم بالطريق الشرعي (البيعة)، بل فرضوا أنفسهم على المسلمين بقوة الحديد والمال ودعم القوى الكافرة المتربّصة بالإسلام ودُعاته الحقيقيين، ومن هنا ينقطع الطريق أمام دعاة الضلالة الذين يحاولون ترقيع الجاهلية بأحكام الإسلام وإلباس هذه الأنظمة الكافرة ثوب الإمامة العادلة!!.

لقد استحلت هذه الأنظمة ما حرّم الله في كلّ قرار تصدره وكلّ خطوة تخطوها، فهي - كما نلاحظ - لا تقوم على بيعة وقد عطلّت حق الأمة في الشورى ومراقبة الحاكم وتسديده وترشيده وعزله، وأخذت تتوسع في إباحة المحظورات الشرعية بل تيسّر السبل والوسائل كي تنتشر هذه المحظورات وتسود الواقع، والاستحلال كفر بإجماع الأمة لا يُخالف في ذلك أحد وبالإضافة إلى ذلك استباحت دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، فهل هناك براهين على الكفر الصريح أكثر من ذلك.

إن حكّام اليوم كفروا بما أنزل الله وأعرضوا عنه مهما لبسوا من أزياء الإسلام، وهم يُوالون أعداء الله وينصرونهم على جماهير الإسلام والمسلمين، وينشرون الفساد في الأرض، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط والعدل بين الناس... والجماهير - لَهْفِي عليها - استسلمت لهذه الأوضاع المنحرفة ودانت لها حتى صبغت تصوراتها وسلوكها وأخلاقها بصبغة الكفر، فأصبحت تُوالي الحكام وتهتف لهم وتتقرب منهم وتنصرهم وتدعمهم على حساب الإسلام، وهي أولاً وآخراً لا تدري ماذا يُراد بها؟ وأصبحت لا تحمل من الإسلام سوى اسمه.

فهل هناك كفرٌ أكثر بواحاً من هذا؟.

--------------------------------------------------------------------------------
الدليل العقلي

إن المتأمل في واقع هذه الأنظمة الحاكمة اليوم في أرض الإسلام تتكشف له حقيقة هامّة وهي: أن هذه الأنظمة لم تتسلّم زمام الأمور في بلاد المسلمين اعتباطاً، هذه الأنظمة هي امتداد طبيعي للاستعمار الغربي الكافر، وإذا كان من الواجب الشرعي علينا أن نُقاتل القوى الاستعمارية الغربية الكافرة حتى يكون الدين كلّه لله، فمن البديهي أن نُقاتل هذه الأنظمة التي تُعتبر الجبهة الأمامية لهذه القوى الغربية الاستعمارية الكافرة. ومن المؤسف أن تتخوّف بعض الأوساط الإسلامية من الأساليب ((الثورية)) في التغيير.

وإذا كانت ((الثورة)) - كمصطلح - هي العِلم الذي يُوضع في الممارسة والتطبيق من أجل تغيير المجتمع تغييراً جذرياً شاملاً - كالتغيير الذي أسسه وكرسه رسول الله صلى الله عليه وسلم - والانتقال بالمجتمع من مرحلة معيّنة إلى أخرى متقدمة على صعيد تحقيق العدالة الإجتماعية؛ إذا كانت ((الثورة)) - كمصطلح - تعني ذلك وهي كما نعلم تعنيه، فليست الثورة إذاً غريبة علينا كمسلمين... ولسنا كمسلمين - أيضاً - غرباء على الثورة. وإذا كانت الثورة تقف مع مجموع الأمة، وإذا كان مجموع الأمة يقف مع الثورة، فإنها لا شك ثورة حق؛ لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أكّد أن الأمة لا تجتمع على ضلالة.

وإذا كانت الثورة تنحاز انحيازاً تاماً لمصالح الأمة، ومطالبها، وللمستضعفين فيها، والجائعين المعذَّبين، فإنها لا شك ثورة حق، لأن الهدف الأساسي من رسالات السماء إلى الأرض كان وما زال: تحقيق العدل والقسط وتحطيم الظلم والظالمين، يقول جلّ القائل: {لقد أرسلنا رُسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} [الحديد : 25].

ولم تكن هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فراراً وهروباً، بل كانت فعلاً ايجابياً عن طريق الثورة على المجتمع الظالم والقرية الظالمة، والتحضير لها والتحريض عليها. والذين لا يهجرون المجتمع الظالم لتغييره، والذين يأتلفون مع الظلمة هم ظالمون لأنفسهم... وهو أشد أنواع الظلم: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيمَ كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتُهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً}.

ذلك أن كونهم مستضعفين في الأرض لا يُعفيهم من مسؤولية التغيير للظلم، لأن منطقهم الاستسلامي هذا يُعاكس إرادة الله سبحانه، تلك الإرادة التي صاغها القرآن الكريم في آية واحدة: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهمُ الوارثين} [القصص : 5]. فإرادة الله أن تكون القيادة والإمامة للمستضعفين في الأرض من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تكون لهم وراثة ما في حوزة أوطانهم من ثروات وعلوم وإمكانيات. وأن الدعوة إلى الله وتوحيده ليست ولم تكن في أي يوم من أيامها منفصلة عن قضايا الأمة وأوضاعها وهمومها وتطلعاتها إلى العدل والكرامة والحرية والارتفاع... لقد كان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يدعون أممهم إلى العقيدة (التوحيد) لكن ينبغي التأكيد هنا أنهم كانوا يربطون هذه الدعوة بالمسائل والقضايا التي تهم أممهم.
فدعوة شعيب عليه السلام ارتبطت بمشكلة اقتصادية:
{وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخيرٍ} [هود : 84].


ودعوة موسى عليه السلام ارتبطت بمشكلة سياسية:
{ فأتِيا فرعون فقولا إنّا رسول رب العالمين * أنْ أرسِلْ معنا بنِي إسرائيل} [الشعراء : 16،17].


ودعوة لوط عليه السلام ارتبطت بمشكلة اجتماعية:
{كذّبت قوم لوطٍ المرسلينَ * إذْ قال لهم أخُوهُم لوطٌ ألا تتَّقون * إنِّي لكم رسولٌ أمينٌ * فَاتَّقواْ اللهَ وأطيعُونِ * ومَا أسألُكُمْ عليه مِنْ أجرٍ إِنْ أَجْرِيَ إلاَّ على ربِّ العالمينَ * أتأتونَ الذُّكْرانَ من العالمينَ * وتَذَرونَ ما خلَق لكم ربُّكُم مِنْ أزواج-كم بل أنتم ق-ومٌ عادونَ * قالواْ لئن لم تَنْتَهِ يا لوطُ لتكوننَّ منَ المخْرَجِينَ} [الشعراء : 160،167].

نلاحظ أن دعوة شعيب كانت موجّهة ضد جشع التجار وضد أشكال الدناءة التجارية التي كانت شائعة فيهم ومازالت شائعة في كثير من المجتمعات العصرية التجارية... نقص في المكيال والميزان. {ويلٌ للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون}. كان هذا أمراً شائعاً في مدين - قوم شعيب - رغم أنهم - أي هذه الطبقة من التجار - كانوا دوماً في ازدهار {إني أراكم بخير} يعني بثروة وسعة في الرزق تُغنيكم عن الدناءة وبخس حقوق الناس وأكل أموالهم بالباطل، فدعوة شعيب - إذن - لم تكن دعوة مجردة إنما جاءت باسم الله لتُحارب واقعاً اقتصادياً يقوم على الاستغلال والدناءة والابتزاز.

ودعوة موسى كانت موجّهة ضد الطاغوت والتسلّط والعجرفة التاريخية التي كان يمثلها فرعون... وما أكثر فراعنة عصرنا هذا!! كان فرعون يستبيح كلّ الناس وكلّ الأرواح وكلّ النساء وكلّ الأطفال حتى قال يوماً: {أنا ربكمُ الأعلى} ويأتي إليه موسى - رسولاً من الله - ويقول له: أرسِل معنا بني اسرائيل لأن بني اسرائيل، كانوا ضحايا طغيان وجبروت فرعون... طلب منه موسى - باسم الله - أن يرفع يده عن بني اسرائيل ويخلي سبيلهم بأمرٍ من الله. الموقف فيه مُواجهة للطاغية وكل أشكال الطغيان السياسي.

ودعوة لوط كانت مرتبطة بواقع اجتماعي مُنحل سقط سقوطاً ذريعاً، جاء لوط باسم الله ليهاجمه ويُعلن المفاصلَة معه.

وهكذا يقف أنبياء الله ورسله صفّاً مُعارضاً للجشع التجاري والطُغيان السياسي والتحلُّل الاجتماعي، وهي كما نلاحظ أخطر قضايا عصرنا هذا... وبالأخص في العالم الإسلامي ( إن الله أرسل رُسُلَه وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقِسط، وهو العدل الذي قامت به السموات والأرض، فإذا ظهرت أمارات الحق، وقامت أدلة العقل، وأسْفَرَ صُبحه بأيِّ طريق كان؛ فثَمَّ شرع الله ودينه ورضاه وأمره، والله تعالى لم يحصر طُرق العدل وأدلته وأماراته في نوع واحد وأبطل غيره من الطرق التي هي أقوى منه وأدلُّ وأظهر، بل بيَّن بما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة الحق والعدل وقيام الناس بالقسط، فأي طريق استخرج بها الحق ومعرفة العدل وجب الحكم بموجبها ومقتضاها، والطرق أسباب ووسائل لا تُراد لذواتها، وإنما المراد غاياتها التي هي المقاصد، ولكن نبّه بما شرعه من الطرق على أسبابها وأمثالها، ولن تجد طريقاً من الطرق المثبتة للحق إلا وهي شِرْعَة وسبيل للدلالة عليها، وهل يُظن بالشريعة الكاملة خلاف ذلك؟ ) [16] اهـ.


وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين
د. عبدالله النفيسي


iلهوامش:

[1] رواه الحاكم والطبراني وهو حديث صحيح.
[2] رواه الطبراني في الكبير وهو حديث صحيح.
[3] رواه ابن ماجة وسنده صحيح، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وأحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الصغير، والخطيب في تاريخ بغداد.
[4] رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الزهد الكبير وهو حديث صحيح.
[5] تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/225.
[6] مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 28/502،503.
[7] رواه مسلم.
[8] نقلاً عن الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم 1/206-207 .
[9] رواه مسلم.
[10] رواه مسلم.
[11] مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 28/503 .
[12] المصدر السابق 28/502-503 .
[13] رواه البخاري ومسلم وغيرهما من رواية ابن عباس رضي الله عنه.
[14] قلت (أي الناشر): الحديث صحيح أخرجه مسلم 6/24، والدارمي 2/324، وأحمد 6/24-28. من حديث عوف بن مالك.
(خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويُصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويُبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قيل: يا رسول الله أفلا نُنابذهم بالسيف؟ فقال: لا؛ ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من وُلاتكم شيئاً تكرهونه، فأكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة).
[15] عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها "جنكز خان" عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملّة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه... كما يصنع الحكام المرتدين في عصرنا هذا.
[16] اعلام الموقعين، ابن القيم الجوزية 4/373 .

محمد جاد الزغبي 02-10-2011 06:35 PM

الأخوين ناصر المطيري
وأحمد أبو زيد
لى عودة لكما مع الشكر لتعليقاتكم واضافاتكم القيمة
حتى نتابع الأنباء المذهلة التى أعلنتها القوات المسلحة الآن
لقد انتصرت الثورة والحمد لله تعالى صاحب الفضل والمنة

مروان الحافظ 02-10-2011 08:30 PM

الى محمد جااد ......أنا طرحت وجهة نظر .... وقلت كلام عقل... وحب للناس والبلد.... وانت اتهمتني

بالعمالة !! ولمن ؟ لآسرائيل ههههههههه ....

ولذا أقول حرام علي : أني سمحت لمثلك مفتري غوغائي أن يتطاول.


وإن شاء الله : ربنا يرحم ويحفظ الناس الآمنين في مصر الحبيبة من الفوضويين

المخربين..... المفترين
*************************************************
وانساق على خطى ال....... ...... زمرة من النابحين
فاعلنوا الحرية ... وجعلو الدين شماعة اخطاء الاولين والآخرين ..
وهم من العلم والاسلام في منأى ..
( الشيخ حسان );)

ناظر العلي 02-10-2011 10:02 PM

السلام على من اتبع الهدى

مالك ياأخ العرب غضبت وأخذت تلقي التهم العشوائية على من خالفك ؟!!!
أهذه هي الديموقراطية التي تريدونها؟!!!
نسأل الله لكم بالهداية وأن يجنبنا ما نخاف منه جميعا

فرحتك ببيان الجيش سينقلب حزنا للأسف أخي في الإسلام
وأرجو من العلي القدير ألا يحصل ما أتوقعه من استلام الجيش للدولة
لإنه ان استلم السلطة السياسية فستترحمون على عصر حسني مبارك
لأنه ستكون أحكاما عرفية تضيع فيها مقدرات مصر الفكرية بين أقدام
الجيش الذي يعرف عنه في جميع الدول بأنه لايتعامل إلا بالأنظمة العسكرية الجافة.

أدعو رب العالمين أن يفرج همكم لما فيه صالح مصر الإسلامية
وأن يبعد كل حزب وجماعة أضاعت هدفها لأجل السلطة ولو كلفهم ذلك دينهم وأخلاقهم الإسلامية.


صاحب الأدلة التي حشدها حشدا من دون تفكر ومن دون رجوع لتفسيرها من الثقات من خلال وقت حدوثها وتفسيرها لغويا ، نستطيع لي أعناق الأدلة ليواكب أفكارنا ، ولكن لاأقول سوى هدانا الله للحق وإلى سبيل المسلمين ولما فيه صلاح العباد والبلاد.



مقتطفات:

= لو ترك الناس كما الآن لوجدنا لمصر 80 مليون حاكم ورئيس ولوجدنا لجميع الدول العربية والإسلامية حكاما ورؤساء بعدد شعبها .

= كل أعداء الإسلام الصحيح فرحوا بما يجري في مصر الآن .

= ليست مصر كتونس وليس حسني كابن علي الذي حارب الإسلام .

= ربما تكون المصائب للطغاة رحمة بهم ، فهذا بن علي كما وردني أنه أدى العمرة في مكة المكرمة قبل أيام وامرأته لبست الحجاب ، فسبحان الله الذي أراد له الهداية وأعطاه الوقت ليتفكر في حاله السابق وجبروته لينجيه من نار جهنم إن هو تاب وأناب حقا .

ناصر المطيري 02-11-2011 12:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان الحافظ (المشاركة 60340)
الى محمد جااد ......أنا طرحت وجهة نظر .... وقلت كلام عقل... وحب للناس والبلد.... وانت اتهمتني

بالعمالة !! ولمن ؟ لآسرائيل ههههههههه ....

ولذا أقول حرام علي : أني سمحت لمثلك مفتري غوغائي أن يتطاول.


وإن شاء الله : ربنا يرحم ويحفظ الناس الآمنين في مصر الحبيبة من الفوضويين

المخربين..... المفترين
*************************************************
وانساق على خطى ال....... ...... زمرة من النابحين
فاعلنوا الحرية ... وجعلو الدين شماعة اخطاء الاولين والآخرين ..
وهم من العلم والاسلام في منأى ..
( الشيخ حسان );)



خذ هذه النكتة المصرية : مبارك بعد ما مات قابل السادات و عبد الناصر ، سألوه : هاه ؟ سم ولا منصة ؟ رد عليهم بحرقة وقال : فيس بوك.

ههههههههه


ناصر المطيري 02-11-2011 12:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظر العلي (المشاركة 60373)
السلام على من اتبع الهدى

مالك ياأخ العرب غضبت وأخذت تلقي التهم العشوائية على من خالفك ؟!!!
أهذه هي الديموقراطية التي تريدونها؟!!!
نسأل الله لكم بالهداية وأن يجنبنا ما نخاف منه جميعا

فرحتك ببيان الجيش سينقلب حزنا للأسف أخي في الإسلام
وأرجو من العلي القدير ألا يحصل ما أتوقعه من استلام الجيش للدولة
لإنه ان استلم السلطة السياسية فستترحمون على عصر حسني مبارك
لأنه ستكون أحكاما عرفية تضيع فيها مقدرات مصر الفكرية بين أقدام
الجيش الذي يعرف عنه في جميع الدول بأنه لايتعامل إلا بالأنظمة العسكرية الجافة.

أدعو رب العالمين أن يفرج همكم لما فيه صالح مصر الإسلامية
وأن يبعد كل حزب وجماعة أضاعت هدفها لأجل السلطة ولو كلفهم ذلك دينهم وأخلاقهم الإسلامية.


صاحب الأدلة التي حشدها حشدا من دون تفكر ومن دون رجوع لتفسيرها من الثقات من خلال وقت حدوثها وتفسيرها لغويا ، نستطيع لي أعناق الأدلة ليواكب أفكارنا ، ولكن لاأقول سوى هدانا الله للحق وإلى سبيل المسلمين ولما فيه صلاح العباد والبلاد.



مقتطفات:

= لو ترك الناس كما الآن لوجدنا لمصر 80 مليون حاكم ورئيس ولوجدنا لجميع الدول العربية والإسلامية حكاما ورؤساء بعدد شعبها .

= كل أعداء الإسلام الصحيح فرحوا بما يجري في مصر الآن .

= ليست مصر كتونس وليس حسني كابن علي الذي حارب الإسلام .

= ربما تكون المصائب للطغاة رحمة بهم ، فهذا بن علي كما وردني أنه أدى العمرة في مكة المكرمة قبل أيام وامرأته لبست الحجاب ، فسبحان الله الذي أراد له الهداية وأعطاه الوقت ليتفكر في حاله السابق وجبروته لينجيه من نار جهنم إن هو تاب وأناب حقا .

برز الثعلــــب يومــــــــا في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينـــا
ويقول الحمـــــد اللــــــــه إله العالمينـــــــــا
ياعباد الله توبــــــــــــوا فهو كهف التائبينا
وازهـــــــدوا في الطــــير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلــــــــــبوا الديك يؤذن لصلاة الصبــــــــح فينا
فأتى الديك رســـــــــول من إمام الناسكينا
عرض الأمـــــــــــــر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجــــــــــاب الديك عذرا يا أضل المهتدينا
بلــــــــــــــــغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالــــــــــــــوا وخير القول قول العارفينا
مخطئ من ظن يـــــــــوما أن للثعلب دينا

إحترآمي لك http://www.nationalkuwait.com/vb/ima...ilies/rose.gif

ناظر العلي 02-11-2011 11:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر المطيري (المشاركة 60416)
برز الثعلــــب يومــــــــا في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينـــا
ويقول الحمـــــد اللــــــــه إله العالمينـــــــــا
ياعباد الله توبــــــــــــوا فهو كهف التائبينا
وازهـــــــدوا في الطــــير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلــــــــــبوا الديك يؤذن لصلاة الصبــــــــح فينا
فأتى الديك رســـــــــول من إمام الناسكينا
عرض الأمـــــــــــــر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجــــــــــاب الديك عذرا يا أضل المهتدينا
بلــــــــــــــــغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالــــــــــــــوا وخير القول قول العارفينا
مخطئ من ظن يـــــــــوما أن للثعلب دينا

إحترآمي لك http://www.nationalkuwait.com/vb/ima...ilies/rose.gif


وتقبل احترامي لك ولفكرك الراقي:



ذو العقل يشقى في النعيم بعقله & وأخوالجهالة بالشقاوة ينعم
لا يخدعنك من عدو دمعـــــــــه & وارحم شبابك من عدو ترحم
لا يسلم الشـرف الرفيـع من الاذى & حتى يراق على جوانبه الدم
والظلم من شيم النفوس فأن تـجد & ذا عفة فلعلة لايظلم
ومن البلية عذل من لا يـــرعوي & عن غيه وخطاب من لا يفهم
ومن العداوة ما ينالك نفعـــه & ومن الصداقة ما يضر ويؤلم

محمد جاد الزغبي 02-11-2011 11:32 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
وعودة إليكما أخى ناصر وأخى أحمد أبو زيد

أولا : أشكر لك أخى الحبيب أحمد أبو زيد أنك أحسنت وصف تجربتك , فتوثيق الأحداث يحتاج مثل هذا التوثيق
بالنسبة لقضية محمد سليم العوا وبعض المفكرين الذين سألت عنهم أخى أحمد فهناك تفاصيل أكثر بالموضوع فى بحث ( سفراء جهنم ) وبه كافة المعلومات الممكنة ,
وذلك حتى لا يتغير مسار الموضوع ,
ثانيا : أخى الحبيب ناصر المطيري خالص التقدير للإضافة الكريمة , وقد أحسنت الرد , فالأمر لا يحتاج شرحا بقدر ما يحتاج السخرية لعلها توقظ العقول المعطلة !!
فيبدو أن الإدراك والتفكير هى اختراعات صعبة لدى البعض
ولم يكن الأمر بحاجة للتوضيح بقدر ما كان يدعو للتعجب والتأمل فى تلك الظاهرة التى تحدثنا عنها,
وتجد فلسفة التبرير لأبشع الجرائم طالما أنها من تمت من أهل الحظوة والحكم , وهؤلاء يتأملون الريح تسري فى أى اتجاه , وما الموقف الذى اتخذه الحاكم , وعلى الفور تجد الصواب الحق والمنزل فيما رآه الحاكم حتى لو كان بمخالفة نص صريح فى القرآن والسنة !
ثالثا : بالنسبة لأحداث الأمس , فسبحان الله ,
انهيار نظام مبارك وانكشاف دوره أمام الغرب جعله يلقي بآخر أوراقه ورغم ذلك اضطر للتفويض والهروب , وما يثير دهشتى هو سرعة الإنهيار رغم الهالة التى كان يشيعها ,
وبالفعل أمثاله يستحقون ألا يجدوا سندا إلا من إسرائيل التى ترى في تنحيه يوما أسودا فى تاريخها
وهذا التمكن وانحياز الجيش لمطالب الشعب ووقوفه محايدا , إنما تم بحول الله وقوته ولأن من خرجوا أخلصوا النية وغيروا ما بأنفسهم , وضربوا المثل فى العمل والعبادة ,
ويكفيهم هذا المشهد , وهذا الإصرار
http://www.mashahd.net/video/268dd3a0c435804f4b6

كل التقدير ..

محمد جاد الزغبي 02-11-2011 10:02 PM

الله أكبر ولله الحمد ...

قدم المتحدث العسكري باسم الجيش المصري وهو برتبة لواء التحية العسكرية لأرواح شهداء ثورة 25 يناير
ليثبت للجميع اختيار الجيش المصري لشعبه ـ كما هى عادته ـ فى أى منحة ,
والحمد لله الذى تتم بنعمته الصالحات

http://www.youtube.com/watch?v=ANX8hDV-RAE

أحمد صالح 02-13-2011 07:14 AM

تتحشرج الكلمات و تتوقف
مهما زادت التعابير و تجملت ... مهما طالت العبارات فلن تصف ما حدث من بركان ثائر جاء مع زلزال شديد القوة حين انطلقت الحناجر في نفس الوقت
ملايين الحناجر تهتف بكلمة الله أكبر الله أكبر الله أكبر
كان هذا نداء الجنود في حرب أكتوبر وقت زلزلت الآرض تحت الأعداء الصهاينة
و كان هذا نداء الجنود الذين ارتدوا ملابسهم المدنية في ميدان التحرير في الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 11 فبراير 2011
تاريخ ووقت لن ينساه أحد فقد سمع العالم كله النداء من أكثر من 20 مليون متظاهر في كافة أنحاء مصر الحبيبة وقت إعلان تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك ( شفاه الله ) حتى نستطيع رد ما لنا منه كاملا
أخي محمد حتى الآن لا أستطيع أن أزيح من أذني صفير و أهازيج و نداءات الجميع في ميدان التحرير وقتها
مشهد مستحيل أن يتكرر و مستحيل أن تنساه الدنيا كلها
حمى الله مصر للمصريين و جعل الشباب دوما هم الحماه لهذا الوطن العربي الأجل
لك الحب و التقدير و سأكون هنا مع تجربتي لأول مرة في حياتي في عالم التظاهرات و ما كنت أراه هناك في أوقات صعب أن ننساها جميعا

هند طاهر 02-13-2011 08:02 PM

مبروك لمصر ولشرفاء مصر ولاحرارها

اللهم ولي عليهم اماما عادلا يخافك فيهم ويرحمهم

امييين

الف مبروك لشعب مصر الحر

محمد جاد الزغبي 02-15-2011 12:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد صالح (المشاركة 60867)
تتحشرج الكلمات و تتوقف
مهما زادت التعابير و تجملت ... مهما طالت العبارات فلن تصف ما حدث من بركان ثائر جاء مع زلزال شديد القوة حين انطلقت الحناجر في نفس الوقت
ملايين الحناجر تهتف بكلمة الله أكبر الله أكبر الله أكبر
كان هذا نداء الجنود في حرب أكتوبر وقت زلزلت الآرض تحت الأعداء الصهاينة
و كان هذا نداء الجنود الذين ارتدوا ملابسهم المدنية في ميدان التحرير في الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 11 فبراير 2011
تاريخ ووقت لن ينساه أحد فقد سمع العالم كله النداء من أكثر من 20 مليون متظاهر في كافة أنحاء مصر الحبيبة وقت إعلان تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك ( شفاه الله ) حتى نستطيع رد ما لنا منه كاملا
أخي محمد حتى الآن لا أستطيع أن أزيح من أذني صفير و أهازيج و نداءات الجميع في ميدان التحرير وقتها
مشهد مستحيل أن يتكرر و مستحيل أن تنساه الدنيا كلها
حمى الله مصر للمصريين و جعل الشباب دوما هم الحماه لهذا الوطن العربي الأجل
لك الحب و التقدير و سأكون هنا مع تجربتي لأول مرة في حياتي في عالم التظاهرات و ما كنت أراه هناك في أوقات صعب أن ننساها جميعا

الآن يا أحمد نستطيع فعلا أن نبتسم مهما كانت المعقوات
لقد استعادت مصر , ليس حريتها فقط
بل شرفها وكبرياءها وأخلاقها
الآن فقط نستطيع أن نعمل بأيدين وأقلامنا
الآن فقط ,

الأخت لفضلي هند
بارك الله فيك وشكرا جزيلا لتهنئتك

ناصر المطيري 02-17-2011 04:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظر العلي (المشاركة 60451)
وتقبل احترامي لك ولفكرك الراقي:



ذو العقل يشقى في النعيم بعقله & وأخوالجهالة بالشقاوة ينعم
لا يخدعنك من عدو دمعـــــــــه & وارحم شبابك من عدو ترحم
لا يسلم الشـرف الرفيـع من الاذى & حتى يراق على جوانبه الدم
والظلم من شيم النفوس فأن تـجد & ذا عفة فلعلة لايظلم
ومن البلية عذل من لا يـــرعوي & عن غيه وخطاب من لا يفهم
ومن العداوة ما ينالك نفعـــه & ومن الصداقة ما يضر ويؤلم







لا يسلم الشـرف الرفيـع من الاذى & حتى يراق على جوانبه الدم
والظلم من شيم النفوس فأن تـجد & ذا عفة فلعلة لايظلم


اعتقل الصالحون في أمة تكاد تصل إلى مليار
ونصف المليار مسلم فما وجدنا قومة أو زجرة أو فزعة من ذوي
الهيئات فضلا عن غيرهم ليستنقذوا إخوانهم من سجون مظلمة
تهتك فيها الأعراض وتنتهك فيها الحرمات ويعامل فيها الإنسان
أخس من معاملة الحيوان حتى برزت وسائل تقنية للتعذيب
بل وأخرجوا لنا في مباهاة واضحة من يشرح لنا كيفية التعذيب
أو يسربوا لنا عمدا كيف يعذبون أسرانا لنشر الهلع والفزع بيننا

وما قلنا ((المسلم أخو المسلم لا يظلمة ولا يسلمه ولا يخذله))
ولا قلنا (( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين
من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا
))
ولا قلنا



لا يسلم الشـرف الرفيـع من الاذى & حتى يراق على جوانبه الدم








كفيتنا الرد عليك من ما كتبت


دمت بخير والجهاله أن تكتب بما لا تعرف



ناصر المطيري 02-17-2011 04:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جاد الزغبي (المشاركة 60453)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
وعودة إليكما أخى ناصر وأخى أحمد أبو زيد

أولا : أشكر لك أخى الحبيب أحخمد أبو زيد أنك أحسنت وصف تجربتك , فتوثيق الأحداث يحتاج مثل هذا التوثيق
بالنسبة لقضية محمد سليم العوا وبعض المفكرين الذين سألت عنهم أخى أحمد فهناك تفاصيل أكثر بالموضوع فى بحث ( سفراء جهنم ) وبه كافة المعلومات الممكنة ,
وذلك حتى لا يتغير مسار الموضوع ,
ثانيا : أخى الحبيب ناصر المطيري خالص التقدير للإضافة الكريمة , وقد أحسنت الرد , فالأمر لا يحتاج شرحا بقدر ما يحتاج السخرية لعلها توقظ العقول المعطلة !!
فيبدو أن الإدراك والتفكير هى اختراعات صعبة لدى البعض
ولم يكن الأمر بحاجة للتوضيح بقدر ما كان يدعو للتعجب والتأمل فى تلك الظاهرة التى تحدثنا عنها,
وتجد فلسفة التبرير لأبشع الجرائم طالما أنها من تمت من أهل الحظوة والحكم , وهؤلاء يتأملون الريح تسري فى أى اتجاه , وما الموقف الذى اتخذه الحاكم , وعلى الفور تجد الصواب الحق والمنزل فيما رآه الحاكم حتى لو كان بمخالفة نص صريح فى القرآن والسنة !
ثالثا : بالنسبة لأحداث الأمس , فسبحان الله ,
انهيار نظام مبارك وانكشاف دوره أمام الغرب جعله يلقي بآخر أوراقه ورغم ذلك اضطر للتفويض والهروب , وما يثير دهشتى هو سرعة الإنهيار رغم الهالة التى كان يشيعها ,
وبالفعل أمثاله يستحقون ألا يجدوا سندا إلا من إسرائيل التى ترى في تنحيه يوما أسودا فى تاريخها
وهذا التمكن وانحياز الجيش لمطالب الشعب ووقوفه محايدا , إنما تم بحول الله وقوته ولأن من خرجوا أخلصوا النية وغيروا ما بأنفسهم , وضربوا المثل فى العمل والعبادة ,
ويكفيهم هذا المشهد , وهذا الإصرار
http://www.mashahd.net/video/268dd3a0c435804f4b6

كل التقدير ..


أهلا بك أستاذي العزيز ..

ويقولون شر البليه ما يضحك ... وأنا أقول رحم الله أمه الإسلام من هذه العقول التى تريد الذل حتى على أهلها ونفسها وفوق ذلك تريد الجميع أن يكون مثلها ذليلاً يتبع ولا يقود ..



المشكله أخى محمد أننا لا نقبل بما حدث بمصر ولكن وصل السيل الزبا ولقد كانت للحكومه والساسه فترات طويله لتغيير ولكن لم تتغير حالها كحال البلدان العربيه جميعاً بلا استثناء ..


تونس فجرت الوضع وفتحت المجال ليكون للشعوب كلمه ولا تكون كالأنعام تقاد وليس لها أي دور ..



انظر لحال الحكومات الأن أصبحت تسمع للشعب وتغيرت الكثير من الأمور ولو كانت بسيطه ولكنها البدايه ..



الغريب بالأمر بنظري أن الغالبيه تدافع عن النظام الحاكم بمقوله سخيفه أنه ضد الفرس وايران تريد اسقاطه ..


ومن السخافه أنهم لم يتابعوا ما يحدث بايران فما يحدث بايران يفوق ما يحدث بالعالم العربي ..




أنا أقول شكراً مبارك لقد حقنت الدماء وأرحت الناس ...



وأتمنى من الشعب المصري أن ينظر للمستقبل ..


والجميع يتحدث عن تخوفه من أستلام الإخوان المسلمين للحكم ..


ولا أعتقد أن الشعب المصري ثار للاخوان او السلف او اللبراليه او العلمانيه ..


هذه ثورة ضد الظلم والاضطهاد ..

بالنهايه الشعب المصري قادر على تحديد ما يريده وما يتطلع له ولقد صبر والأن له الدور ليقود العالم العربي والإسلامي كما كان دورة وهذا ما ننتظرة..


ناصر المطيري 02-17-2011 09:32 PM

نعلق أية ( أطيعوا الله والرسول وأطيعوا وأولي الأمر منكم ) على جدار السجون والمعتقلات .. !!


الساعة الآن 03:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team