![]() |
من شعراء العصر العباسي ( البحتري )
أأخي نهنه دمعك المسفوكا ( البحتري ) أأُخَيّ! نَهْنِهْ دَمْعَكَ المَسْفُوكا، إنّ الحَوَادِثَ يَنْصَرِمْنَ وَشِيكا ما أذْكَرَتْكَ بمُترِحٍ صِرْفِ الجوَى، إلاّ ثَنَتْهُ بِمُفْرِحٍ يُنْسيكَا ألدّهرُ أنصَفُ منكَ في أحكامِهِ، إذْ كانَ يأخُذُ بَعضَ ما يُعطيكَا وَقلَيلُ هَذا السّعيِ يُكسِبُكَ الغِنى، إنْ كَانَ يُغْنيكَ الذي يَكْفيكَا نَلْقَى المَنُونَ حَقَائقاً، وَكَأنّنا مِنْ غِرّةٍ نَلْقَى بهِنّ شُكُوكا لا تَرْكَنَنّ إلى الخُطُوبِ، فإنّها لَمعٌ يَسُرُّكَ تَارَةً وَيَسُوكا هَذا سُلَيمانُ بنُ وَهْبٍ، بَعْدَمَا طَالَتْ مَسَاعيهِ النّجُومَ سُمُوكَا وَتَنَصّفَ الدّنْيا يُدَبّرُ أمْرَهَا، سَبْعِينَ حوْلاً قَدْ تَمَمْنَ دكيكَا أغْرَتْ بهِ الأقْدارُ بَغْتَ مُلِمّةٍ، ما كانَ رَسُّ حَديثِها مَأفُوكَا فكَأنّمَا خَضَدَ الحِمَامُ، بيَوْمِهِ، غُصْناً بمُنْخَرَقِ الرّيَاحِ نَهيكَا بَلّغْ عُبَيْدَ الله فَارِعَ مَذْحِجٍ شَرَفاً، وَمُعطَى فَضْلِها تَمليكَا مَا حَقُّ قَدْرِكَ أنْ أُحَمِّلَ مُرْسَلاً غَيرِي آلَيكَ، وَلَوْ بَعُدْتُ ألُوكَا كُلُّ المَصَائبِ، ما بَقيتَ، نَعُدُّهُ حَرضاً يزَِكُّ عنِ النّفوسِ رَكيكَا أنْتَ الذي لوْ قيلَ للجُودِ اتّخِذْ خِلاًّ، أشَارَ إلَيكَ، لا يَعدُوكَا وَكأنّمَا آلَيْتَ وَالمعْرُوفَ، لا تَألُوُهُ مُصْطَفياً، وَلا يَألُوكَا إنّ الرّزِيَّةَ في الفَقيدِ، فإنْ هَفَا جَزَعٌ بصَبرِكَ، فالرّزِيئَةُ فيكَا وَمَتى وَجَدْتَ النّاسَ، إلاّ تَارِكاً لحَميمِهِ في التُّرْبِ، أوْ مَترُوكَا بَلَغَ الإرَادَةَ إنْ فَداكَ بِنَفْسِهِ، وَوَدِدْتَ لَوْ تَفْديهِ لا يَفْديكَا لَوْ يَنْجَلي لكَ ذُخْرُها مِنْ نَكبَةٍ جَلَلٍ، لأضْحَكَكَ الذي يُبكيكا وَلحَالَ كُلُّ الحَوْلِ، من دونِ الذي قَد باتَ يُسخِطُكَ الذي يُرْضِيكا ما يَوْمُ أُمّكَ، وَهْوَ أرْوَعُ نَازِلٍ فَاجَاكَ، إلاّ دُونَ يَوْمِ أبيكا كَلْمٌ أُعِيدَ على حَشَاكَ، وَلَمْحَةٌ مِمّا عَهِدْتَ الحَادِثاتِ تُريكَا وَفَجيعَةُ الأيّامِ قِسْمٌ سُوّيَتْ فيهِ البرِيّةُ: سُوقَةٌ وَمُلُوكا عِبْْْْْءٌ تَوَزَّعَهُ الأَنامُ يُخِفُّهْ أَلاَّ تَزالَ تُصِيبُ فيه شَريكَا |
أأراك الحبيب خاطر وهم ( البحتري ) أأرَاكَ الحَبيبُ خاطِرَ وَهْمِ، أمْ أزَارَتْكَهُ أضَالِيلُ حُلْمِ تلكَ نُعمٌ، لَوْ أنعَمَتْ بِوِصَالٍ لَشَكَرْنَا، في الوَصْلِ، إنْعَامَ نُعمِ نَسيَتْ مَوْقِفَ الجِمَارِ، وَشَخصا نا كَشَخصٍ أرْمي الجِمَارَ وَتَرْمِي إذْ وَدِدْنَا الحَجيجَ، من أجلِ ما نفْـ ـتَنُّ فيهِ، أرْسالَ عُمْيٍ وَصُمّ حَيثُ جاهي في الغانياتِ، وَنَعتي و مَكاني، من الشّبيبَةِ، كاسمي ظَلَمَتْني تَجَنّباً وَصُدُوداً، غَيرَ مُرْتَاعَةِ الجَنانِ لظُلْمي وَيَسيرٌ عِنْدَ القَتُولِ، إذَا مَا أثِمَتْ فيّ، أنْ تَبُوءَ بإثْمي أجِدُ النّارَ تُسْتَعَارُ مِنَ النّارِ، وَيَنْشو من سُقمِ عَيْنَيكِ سُقمي لَعِبٌ ما أتَيتِ مِنْ ذلكَ الصّدِّ فنَرْضاهُ أمْ صَرِيمةُ عَزْمِ؟ وغَرِيرٍ يَلْقَى صُبَابَةَ مُزْنٍ، آخِرَ اللّيْلِ، في صُبَابَةِ كَرْمِ بِتُّ عَن رَاحَتَيْهِ شارِبَ خَمْرٍ، وَكَأنّي للسُّقْمِ شارِبُ سُمّ وَبِحَقٍّ إنّ السّيُوفَ لَتَنْبُو تَارَةً، والعُيُونُ باللّحظِ تُدمي حَارَبَتْني الأيّامُ حتّى لَقَدْ أصْـ ـبَحَ حَرْبي مَنْ كنتُ أعتَدُّ سلمي غَيرَ أنّي أُدَافِعُ الدّهْرَ عَنّي باحْتِقَارِي لصَرْفِهِ المُسْتَذَمّ وَحَديثي نَفْسي بأنْ سَوْفَ أُكْفَى حَيفَ قاضِيَّ واستِطَالَةَ خَصْمي إنْ أخَسّتْ تِلكَ الحَقائقُ حظّي أجْْزَلَتْ هَذِهِ الأمانيُّ قِسْمي وإذا ما أبَى الحَبيبُ مُؤاتَا تي تَبَلّغْتُ بالخَيَالِ المُلِمّ مِنْ عَطَاءِ الإلَهِ بَلّغْتُ نَفْسي صَوْنَهَا، ثمّ مِنْ عَطَاءِ ابنِ عَمّي كُلّمَا قُلتُ أيبَسَ المَحلُ أرْضِي، وَلِيَتْني غَمَامَةٌ مِنْهُ تَهْمي فَلَهُ في مَدائحي حُكْمُهُ الأوْ فَى، وَلي مِنْ نَوَالِهِ الغَمرِ حُكْمي كُلُّ مَشْهُورَةٍ يُؤلَّفُ فيها بَينَ دُرّيّةِ الكَوَاكِبِ نَظْمي أيْنَمَا قَامَ مُنْشِدٌ لاحَ نَجمٌ مُتَلالٍ مِنْهَا، على إثْرِ نَجْمِ وَجَهُولٍ رَمَى لَدَيْهِ مَكَاني، قُلتُ: أقصِرْ ما كُلُّ رَامٍ بمُصْمِ وإذا مَا العِرّيضُ وَالى أذاتي، كانَ خُرْطُومُهُ خَليقاً بِوَسْمي في بني الحَارِثِ بنِ كَعبِ بنِ عَمْرٍو سَيّدُ النّاسِ بَينَ عُرْبٍ وَعُجْمِ بأبي أنْتَ عَاتِباً، وَقَليلٌ لكَ منّي أبي فِداءً، وأُمّي لُمْتَنِي أنْ رَمَيتُ في غَيرِ مَرْمًى، وَعَزِيزٌ عَلَيّ تَضْيِيعُ سَهْمي إنْ أكُنْ حُبْتُ في سُؤالِ بَخيلٍ، فَبِكُرْهي ذاكَ السّؤالَ وَرُغمي والذي حَطّني إلى أنْ بَلَغتُ الـ مَاءَ ما كانَ مِنْ تَرَفّعِ هَمّي وَإِبَائي عَلَى مُمَلَّكِ أَرْضِي مَا تَوَلاَّهُ مِنْ عَطائي وشَكْمي ثمّ حالَتْ حالٌ تُكَلّفُني قِسْـ ـمَةَ حَمدي بَينَ الرّجَالِ وَذَمّي فأرَى أينَ مَوْضِعُ الجُودِ في القومِ مكاني وَمَيزَ الناسُ عُدْمي فعلامَ التثريبُ واللومُ إذْ عِلْـ ـمُكَ فيما أقُولُهُ مِثلُ عِلْمي وَكَأنّ الإعْرَاضَ عَنّي قَضَاءٌ فاصِلٌ عَنْ ألِيّةٍ مِنْكَ حَتْمِ حينَ لا مَلْجَأٌ سِوَاكَ أُرَجّيـ ـهِ تَجَهّمْتَني، وَلَسْتَ بجَهْمِ وإِذا مَا سَخِطْتَ والمُخُّ رَارٌرَقَّ عَنْ أَنْ يُطِيقَ سُخْطَكَ عظْمِي لا تُجَاوِزْ مِقْدَارَ سَطوِكَ إنْ لَمْ تَتَطَوّلْ بالصّفْحِ مقدارَ جُرْمي واحترِسْ من ضَياعِ حِلمِكَ في الجَفـ ـوَةِ والانْقِبَاضِ إنْ ضاعَ حِلمي |
أأفاق صب من هوى فأفيقا ( البحتري ) أأفاق صَبٌّ مِنْ هَوىً، فأُفِيقَا، أمْ خانَ عَهْداً، أمْ أطاعَ شَفِيقَا إنّ السّلُوّ، كما تَقولُ، لَرَاحَةٌ، لَوْ رَاحَ قلْبي للسّلُوِّ مُطِيقَا هَذا العَقِيقُ، وفِيهِ مَرْأًى مَونِقٌ لِلْعَينِ، لَوْ كانَ العَقيقُ عَقِيقَا أشَقِيقَةَ العَلَمَيْنِ! هلْ من نَظرَةٍ قتَبُلَّ قلْباً، للغَلِيلِ، شَقيقَا وَسَمَتْكِ أرْدِيَةُ السماءِ بِديمَةٍ، تُحْيي رَجاءً، أوْ تَرُدُّ عَشِيقَا وَلَئِنْ تَنَاوَلَ مِنْ بَشاشَتِكِ البِلى طَرَفاً، وَأوْحشَ أُنْسَكِ الموْموقا فَلَرُبّ يَوْمٍ قَدْ غَنِينَا نَجْتَلي مَغْناكِ، بالرّشَإ الأنِيقِ، أنِيقَا عَلَ البَخيلَةَ أن تجودَ بِها النّوى، وَالدّارَ تَجْمَعُ شائِقاً وَمَشوقَا كَذَبَ العَوَاذِلُ أنتِ أقْتلُ لحظةً، وأغَضُّ أطْرَافاً وَأعْذَبُ رِيقَا مَاذا عَلَيْكَ لَوِ اقْتَرَبْتِ بِمَوْعِدٍ يشِْفي الجَوَى، وَسَقَيْتِنا تَرْنِيقا غَدَتِ الجزِيرَةُ، في جَنابِ محَمّدٍ، رَيّا الجَنابِ، مَغَارِباً، وَشُرُوقَا بَرَقَتْ مَخايِلُهُ لهَا، وَتَخَرّقَتْ فِيها عَزَالي جُودِهِ، تَخْرِيقَا صَفَحَتْ لهُ عنْها السنونَ، وَوَاجَهَتْ أطْرَفُهَا وَجْهَ الزّمان طَلِيقَا رَفَعَ الأميرُ أبو سعِيدٍ ذكْرَها، وَأقَامَ فِيهَا للمَكارِمِ سُوقَا يَسْتَمطِرُونَ يداً يَفيِضُ نَوَالُها، فيُغَرّقُ المَحْرُومَ، والمَرْزُوقا يقظٌ، إذا اعترَضَ الخُطوبَ بِرَأيهِ، تَرَكَ الجَلِيلَ منَ الخُطوبِ دَقيقا هَلاّ سَألْتَ مَحمّداً بِمُحمّدٍ، تَجِدُ الخَبيرَ الصَّادقَ، المَصْدوقا وَسَلِ الشُّرَاةَ، فإنّهُمْ أشْقَى بِهِ مِن أهلِ مُوقانَ الأوَائِلِ مُوقا كُنّا نُكَفّرُ مِن أُمَيّةَ عُصْبَةً، طَلَبُوا الخِلافَةَ فَجْرَةً، وَفُسوقا وَنَلومُ طَلْحَةَ والزّبَيْرَ كِليهِما، وَنُعَنّفُ الصّدّيقَوالفارُوقا وَهُمْ قُريشُ الأضبطَحيْن إِذا أنتَمَوا طَابُوا أْصُولا فيهِمُ وعُرُوقَا ونَقُولُ تَيْمٌ قَربتْ وعَدِِيُّها أَمرْاً بَعِيداَ حَيْثُ كانَ سَحِيقَا حتّى غَدَتْ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ تبْتغي إرْثَ النبيّ، وتدّعِيهِ حُقُوقَا جاءُوا بِرَاعِيهِمْ ليتّخِذوا بهِ عَمَداً، إلى قَطْعِ الطريقِ، طَريقَا طَرَحُوا عَبَاءَتَهُ وَألْقَوا فوْقَهُ ثَوْبَ الخِلافَةِ مُشْرَباً، رَاوُوقَا عَقَدُوا عِمَامَتَهُ بِرَأسِ قَنَاتِهِ، وَرَأوْهُ بَرّاً فَاسْتَحالَ عُقُوقَا وأقامَ يُنْفِذُ في الجزِيرَةِ حُكْمَهُ، وَيَظُنُّ وَعْدَ الكاذِبينَ صَدوقَا حَتّى إذا ما الحَيّةُ الذّكَرُ انْكَفا، مِنْ أرْزَنٍ، حَنَقاً، يَمُجُّ حَرِيقَا غضْبانَ يلقى الشمسَ منهُ بِهامَةٍ، تغْْشى العُيونَ تألّقاً وبَريقَا أوْفَى عَليْهِ، فَظنَّ منْ دَهَشٍ بهِ البَرّ بَحْراً، وَالفَضَاءَ مَضِيقَا غَدَرَتْ أمَانِيهِ بِهِ، وَتَمَزّقَتْ عنْهُ غَيَابَةُ سُكْرِهِ تَمْزِيقَا طَلَعَتْ جِيادُكَ من رُبا الجُوديّ قدْ حُمّلْنَ مِنْ دُفَعِ المَنُونِ وُسوقَا يطْلُبْنَ ثأَرَ الله عِنْدَ عِصَابَةٍ، خَلَعوا الإمامَ، وَخالَفوا التّوْفيقا يَرْمونَ خالِقَهُمْ بِأقْبَحِ فِعلِهمْ، وَيُحَرّفُونَ كتابَهُ المَنْسُوقَا فدعا فرِيقاً، مِن سيوفك، حتْفُهُمْ، وَشَدَدْتَ في عُقَدِ الحَديدِ فَريقَا وَمَضَى ابْنُ عَمْروٍ قد أساء بعُمْرِهِ ظنّاً، يُنَزِّقُ مَهْرَهُ تَنْزِيقَا رَكِبَتْ جَوَانِحُهُ قَوَادِمَ رَوعِهِ، يَخَذَفْنَهُ خَذْفَ المَريرِ الفُوقَا فاجتازَ دِجْلَةَ خائضاً، وكأنّها قَعْبٌ على بابِ الكَحِيلِ أُرِيقَا لَوْ خاضَها عِمْلِيقُ، أوْ عُوجٌ، إذاً ما جَوّزَتْ عُوجاً، وَلا عِمْليقَا لَوْلا اضْطَرَابُ الخوْفِ في أحشائهِ، رَسَبَ العُبابُ بهِ، فماتَ غَرِيقَا خاضَ الحُتوفَ إلى الحُتوفِ مُعانِقاً زَجَلاً، كفِهْرِ المَنجنِيقِ، عَتيقَا يَجْتابُ حَرَّةَ سهَلِْها وَوعُورها، والطِّيْرَهَانُ مَرَادُهُ وَدقُوقا لَوْ نَفّسَتُهُ الخَيْلُ لِفْتَةَ نَاظِرٍ مَلأ البِلادَ زَلازِلاً، وَفُتوقَا لَثَنَى صُدورَ السُّمرِ تَكشِفُ كُرْبَةً، وَلوَى رُؤوسَ الخَيْلِ تَفْرِجُ ضِيقَا وَلَبَكّرَتْ بَكْرٌ، وَرَاحتْ تَغْلِبٌ، في نَصْرِ دَعْوَتِهِ إليْهِ، طُرُوقَا حَتّى يَعودَ الذّئبُ لَيْثاً ضَيْغَماً، والغُصْنُ ساقاً، والقَرَارَةُ نِيقَا هَيْهاتِ مارَسَ قُلْقُلاً مُتَيَقّظاً قَلِقاً، إذا سَكَنَ البَليدُ، رَشيقَا مُسْتَسْلِفاً، جعَل الغَبُوقَ صَبوحَهُ، وَمَرَى صَبوحَ غَدٍ، فكانَ غَبوقَا لله ركْضُكَ، إذْ يُبادرُكَ المدَى، وَمُبِرُّ سَبْقِكَ، إذْ أتى مَسْبُوقَا جاذَبْتَهُ فَضْلَ الحَيَاةِ فأفْلَتَتْ منْ كَفّهِ قَمِناً بِذاكَ، حَقِيقَا فرَدَدْتَ مُهْجتَهُ، وَقد كرَعَ الرّدَى، لِيَحُفّ مِنْها مَنْهَلاً، مَطرُوقَا لَبِسَ الحَديدَ َخَلاخِلاً وأساوِراً ، فكَفَيْنَهُ التّسْوِيرَ والتّطْوِيقَا بِالتّلّ تَلِّ رَبيعَ، بَينَ مَوَاضِعٍ، مَا زَالَ دِينُ الله فِيها يُوقَى ساتَيدَمَا وَسُيوفُنَا في هَضْبِهِ، يَفْرِي إياسُ بهَا الطُّلى وَالسُّوقَا حَتّى تَنَاولَ تَاجَ قَيْصَرَ مُذْهَباً بِدَمٍ، وَفَرّقَ جَمْعَهُ تَفْرِيقَا والجَازِرَيْن وهَتْمِ إِبراهيم فِي ثِنَييْهِما تِلْكَ الثَّنَايا الرُّوقَا قَتلَ الدّعِيَّ ابنَ الدّعيّ بِضَرْبَةٍ خَلْسٍ، وَحَرّقَ جيْشَهُ تحْرِيقَا وَالزّابُ، إذْ حانَتْ أميّةُ، فاعتَدَتْ تُزْجي لَنَا جَعْدِيَّهَا الزّنْديقَا كشَفوا بِتَلّ كُشافَ أرْوِقَةَ الدّجى عَنْ عارِضٍ، مَلأ السّماءَ بُرُوقَا نِلْنَاهُمُ، قبْلَ الشّرُوقِ، بِأذْرُعٍ يَهْزُرْنَ في كَبِدِ الظّلامِ شُرُوقَا حَتّى تَرَكْنَا الهامَ يَنْدُبُ منْهُمُ هَاماً، بِبَطْنِ الزّابِيَيْنِ، فَلِيقَا يا تَغْلِبُ ابْنَةُ وَائلٍ حتى متى تَرِدونَ كُفْراً مُوبِقاً، وَمُرُوقَا تَتَجاوَبونَ بِدَعَوةٍ مخُذُولَةٍ، دَعْوَى الحَميرِ، إذا أرَدْنَ نَهِيقَا وَلقَدْ نَظَرْنا في الكتابِ، فلمْ نجِدْ لِمقالِكُمْ في آيِةِ تَحْقِيقَا أوَمَا عَلِمْتُمْ أنّ سيْفَ مُحَمّدٍ أمْسَى عَذاباً، بالطّغاةِ، مُحْيقَا لا تَنْتَضُوهُ بِأنْ تَرُومُوا خِطّةً عَسْرَاءَ تُعْيِي الطّالِبِينَ لُحوقَا لا تَحْسِبُنّ النّاسَ، إن صَفَرَتْ بهمْ رُعْيَانُكُمْ، بُهْماً أطَاعَ، وَنُوقَا خَلّوا الخِلافَةَ، إنّ دونَ منالِهَا قَدَراً، بِأخْذِ الظّالمِينَ، خَلِيقَا قدْ رَدّهَا زَيْدُ بنُ حُصْنٍ، بعْدَما رَدّوا إَِلَيْهِ رِداءَهَا مَشْقُوقَا وَرِجالُ طَيٍّ مُصْلِتونَ أمامَهُ وَرَقاً هُناكَ، منَ الحديدِ، رَقِيقَا بالنّهْرَوانِ، وَعَاهَدُوهُ، فأكّدُوا عَقْداً لهُ، بينَ القُلوبِ، وَثِيقَا لَمْ يَرْضَهَا لمّا اجْتَلاها صَعْبَةً، لمْ تَرْضَهُ خِدْناً لهَا، وَرَفِيقَا لَوْ وَاصَلَتْ أحَداً سِوَى أصْحَابِهَا مِنْهُمْ، لكان لهَا أخاً وَصَديقَا |
أإبراهيم دعوة مستعيد ( البحتري ) أإبْرَاهِيمُ! دِعْوَةَ مُسْتَعِيدِ لرَأيٍ مِنكَ مَحْمُودٍ، فَقِيدِ تَجَلّى بِشْرُكَ الأمسِيُّ عَنّي، تَجَلّي جانِبِ الظّلّ المَديدِ وأظْلَمَ بَيْنَنَا ما كَانَ أضْوَا عَلى اللّحَظاتِ مِنْ فَلَقِ العَمُودِ وَفي عَيْنَيكَ تَرْجَمَةٌ أرَاهَا تَدُلُّ عَلى الضّغَائِنِ، والحُقودِ وأخْلاقٌ، عَهِدتُ اللّينَ مِنْهَا، غَدَتْ وَكأنّها زُبَرُ الحَديدِ أميلُ إلَيكَ عَنْ وِدٍّ قَرِيبٍ، فتُبْعِدُني عَلى النّسّبِ البَعيدِ وَمَا ذَنْبي بأنْ كانَ ابنُ عَمّي سواكَ، وكانَ عُودُكَ غيرَ عُودي لئن بعدت عراقك عن شآمي كما بعدت جدودك عن جدودي فلَمْ تَكُ نيّتي عَنْكَ اخْتِياراً، وَكَانَ الله أوْلَى بالعَبِيدِ وَيَصْنَعُ في مُعَانَدَتي لِقَوْمٍ، وَبَعضُ الصّنعِ مِنْ سَبَبٍ بَعِيدِ أمَا استَحْيَيْتَ مِنْ مِدَحٍ سَوَارٍ بوَصْفِكَ، في التّهَائمِ والنُّجُودِ تَوَدُّ بأنّهَا لَكَ فيّ عُجْباً، بجَوْهَرِها المُفَضَّلِ في النّشيدِ بَنَتْ لَكَ مَعقِلاً في الشّعرِ ثَبتاً، وأبْقَتْ مِنكَ ذِكْراً في القَصِيدِ وَتَبْدَهُني إذا ما الكأسُ دارَتْ بنَزْقاتٍ تَجيءُ عَلى البَرِيدِ عَرَابِدُ يُطْرِقُ الجُلَسَاءُ مِنْهَا عَليّ كأنّها حَطَبُ الوَقُودِ وَمُعْتَرِضِينَ إنْ عَظُّمْتُ أمْراً بِهِمْ، شَهِدُوا عَليّ وَهُمْ شُهُودي وَمَا لي قُوّةٌ تَنْهَاكَ عَنّي، وَلاَ آوِي إلى رُكْنٍ شَديدِ سِوَى شُعَلٍ يَخَافُ الحُرُّ مِنْهَا لَهِيباً، غَيرَ مَرْجُوّ الخُمُودِ وَلَوْ أنّي أشَاءُ، وأنْتَ تُرْبي، عَليّ، لَثُرْتُ ثَوْرَةَ مُسْتَقِيدِ ظَلَمْتَ أخاً لَوِ التَمَسَ انتِصاراً غَزَاكَ مِنَ القَوَافي في جُنُودِ نُجُومُ خَلاَئِقٍ طَلَعَتْ جَميعاً، فَجَاءَتْ بالنّحُوسِ وبالسّعُودِ وَقَدْ عَاقَدْتَني بخِلافِ هذا، وَقَالَ الله: أوْفُو بِالعُقُودِ أتُوبُ إلَيْكَ مِنْ ثِقَةٍ بخِلٍّ، طَرِيفٍ في الأُخُوّةِ، أوْ تَلِيدِ وأشْكُرُ نِعْمَةً لَكَ باطّلاعِي عَلى أنّ الوَفَاءَ اليَوْمَ مُودِ سأرْحَلُ عاتِباً، وَيَكُونُ عَتبي عَلى غَيرِ التّهَدّدِ، والوَعيدِ وأحفَظُ منكَ ما ضَيّعتَ منّي، على رُغْمِ المُكاشِحِ والحَسُودِ رأيتُ الحَزْمَ في صَدَرٍ سَرِيعٍ، إذا استَوْبأتُ عاقِبَةَ الورودِ وكنتُ إذا الصّديقُ رَأى وِصَالي متاجَرَةً، رَجَعت إلى الصدود سَلامٌ كُلّما قيلَتْ سَلامٌ عَلى سَعدِ العُفَاةِ أبي سَعيدِ فتىً جَعَلَ التّعَصّبَ للمَعَالي وَوَجّهَ وِدَّةُ نَحْوَ الوَدُودِ وخَلّدَ مَجْدَهُ بَينَ القَوَافي وبَعْضُ الشّعْرِ أملَى بالخُلُودِ كَذَلِكَ لاحَ في أقْصَى ظُنُوني، فَلَمْ ألْحَظْهُ لِحْظَةَ مُسْتَزِيدِ وَكَيْفَ يَكُونُ ذاكَ، وَكلَّ يَوْمٍ يُقَابِلُني بِمَعْرُوفٍ جَدِيدِ |
أبا الحسين دعاء من فتى علقت ( البحتري ) أبا الحسين، دعاء من فتى علقت يداه منك بحبل غير مجدود إني بدولتك الغراء في شرف أعلو بذكرك فخراً غير مردود يجلني لك أقوام لما عرفوا من خدمة قدمت إجلال تمجيد وأنت أولى وأحرى أن تتمم ما قد كان من نعم عندي بتجديد فأنت أكرم منسوب إلى كرم وأنت أجود مرتاح إلى الجود وأنت طود الحجى في الناس، قد علموا وأنت فجر الدجى في الأزمن السود |
آل فلسيكم غداة بحثنا ( البحتري ) آلَ فلسِيكُمُ، غَدَاةَ بَحَثْنَا عَنْهُ، فَلساً، وَقيمةُ الفَلسِ فَلسُ سَامرِيُّ الضّيوفِ، مِن دونِ خُبْزٍ، مَعَ بَيْضِ الأنُوقِ لَيْس يُمَسّ فارْتَحِلْ عنْ جِوَارِ كِسْرَى فما أنْـ ـتَ كَريمٌ، ولا لِبَيْتِكَ أُسّ نَبَطٌ مَلَكُوا عَمَارَةَ أرض، كانَ عُمّارَهَا الأوائلَ فُرْسُ |
أبا الطيب اسمع لا سمعت بحادث ( البحتري ) أبا الطيب اسمع لا سمعت بحادث عليك، ولا زلت المجير على الدهر لشكواي إني للذي قد أظلني من البين أخشى أن أموت ولا أدري فوالله ما أختار من بعدك الغنى وقربك أشهى منه عندي مع الفقر وحسبك أن العزل أحسن موقعا لدي لأدنو منه من عملي مصر إذا كنت من خوف الفراق مدلها ودارك مني يابن موسى على فتر فكيف تراني إن ترحلت صانعاً إلى بلد، وأقوت معالمه، قفر أقيم وحيداً فيه أندب ربعه وآسى على أيامنا الجد والغر أأصبر؛ لا والله ما لي تجلد فأسلو، ولا عن حسن وجهك من صبر فسيان عندي رحلتي عنك طائعاً وانت مقيم، وانتقالي إلى قبري |
أبا العباس برزت على قوم ( البحتري ) أبا العباس برزت على قومـ ــك آداباً، وأخلاقاً، وتبريزا فلو صورت من شيء سوى الناس إذا كنت من العقيان إبريزا ولم يعلك إلا كرم النفس، بلى، فازددت بالمعتز تعزيزا فأنت الغيث إذ يسجم، والليث إذا يقدم، والصارم مهزوزاً فأما حلبة الشعر فتستولي على السبق بها فرضاً وتمييزا بإحكام مبانيه، وإبداع معانيه، ولا يوجد مغموزا وإن جنست لم تستكره القول وإن طابقته طرزت تطريزاً مدى من رامه غيرك أنضاه وأبدى منه تقصيراً وتعجيزا فأما دافعو فضلك بالظلم فجوزنا عليهم ذاك تجويزا |
أبا الفتح قد وجهت روحي ومهجتي ( البحتري ) أَبَا الفَتْحِ قَدْ وَجَّهتُ رُوحي ومُهْجَتي إِليْكَ وجِسْمي وحْدَهُ مُتَخلِّفُ وَفِيكَ بِحمْدِ اللهِ ما بلغَ الغنَى وآمنَ ما أَخشَى وما أَتَخوَّفُ وأَكثر ما يُهدِي خَفِيَّا مُستَّراً كَثِيرُ التَّجِنّي والتَّعتُّبِ مُسْرفُ فعُجْ بِودادٍ حَسْبَ ما كُنْتُ واثِقاً ولا تَكُ وقَّافاً كَمَنْ ليْسَ يُعْرَفُ |
أبا الفضل أنت فتى فارس ( البحتري ) أبا الفَضْلِ أنتَ فَتى فارِسٍ، لَكَ الشّرَفُ الخُسْرُوَانيُّ كُلّهْ أَرَاكَ تُحَرّمُ لَحْمَ الجَزُورِ وَلَوْ قامَ ألْفُ نَبيٍّ يُحِلّهْ وَتَغْضَبُ للفِيلِ، إنْ أزْلَقُوهُ، لأنّ الأعَاجِمَ كانَتْ تُجِلّهْ |
أبا جعفر كان تجميشنا ( البحتري ) أبا جَعْفَرٍ كَانَ تَجْميشُنَا غُلامَكَ إحدى الهَناتِ الدّنِيّهْ بَعَثْتَ إلَيْنَا بِشَمْسِ المُدا مِ، تُضِيءُ لَنا معْ شمسِ البرِيّهْ فلَيتَ الهَدِيّةَ كانَتْ هيَ الـ ـرّسُولَ وَلَيتَ الرّسولَ الهِدِيّهْ |
أبا جعفر كل أكرومة ( البحتري ) أبا جَعْفَرٍ كُلُّ أكْرُومَةٍ، بأخّلاقِكَ البيض مَنْسُوجَهْ وَنَفْسُكَ نَفسٌ، إذا ما النّفو سُ تَوَقّدْنَ للشّحّ مَثْلُوجَهْ فَكَمْ ثَلْمَةٍ بِكَ مَسْدُودَةٍ، وكَمْ شدة بكَ مَفرُوجَهْ وَعِنْدِي عُصَيْبَةٌ مُمْحِلُونَ مِنَ الرّاحِ صِرْفاً وَمَمْزُوجَهْ وَأحسَنُ مِنْ بَهجَةِ الخِلعَتَينِ عِندَهمْ، سَقْيُ دَسْتيجَهْ |
أبا جعفر لا زلت مشترك الرفد ( البحتري ) أبَا جَعفَرٍ! لا زِلْتَ مُشترِكَ الرِّفْدِ، تُعيدُ مِنَ المَعرُوفِ أضْعافَ ما تُبدي عَطاؤكَ ذا القُرْبَى عُلُوٌّ، وَفَوْقَهُ عَطاؤكَ في أهْلِ الشّنَاءَةِ وَالبُعْدِ يُطَيّبُ نَفْسِي عَنْ نَوَالٍ تُنيلُهُ أباعدَهمْ، أنّي قَسيمُكَ في الحَمدِ فَإنْ تَتَجَاوَزْ بي لُهَاكَ إلَيْهِمِ، أجِدْ عِوضِي منها ازْديادي من المَجدِ لمَنْ أستَجمُّ الشّكرَ بَعدَكَ، أوْ لمنْ تُؤخَّرُ جَمّاتُ النّوَافِلِ من بَعدِي وَقَد قُلتُ ما قَوّى الرّجاءَ سَمَاعُهُ، وآمَنَ باغي النُّجحِ من خَيبةِ المُكدِي وَلَوْ لم تَعِدْ لم تَنسَ حظّكَ في العُلا، فكَيفَ وَقد أوْجَبتَ جَدوَاكَ بالوَعدِ |
أبا جعفر ليس فضل الفتى ( البحتري ) أبَا جَعفَر ليسَ فضْلُ الفتى إذا رَاحَ في فَرْطِ إعْجَابِهِ وَلا في فَرَاهَةِ بِرْذَوْنِهِ، وَلا في نَظَافَةِ أثْوَابِهِ وَلَكِنّهُ في الفَعَالِ الكَرِيمِ وَالخَطَرِ الأشْرَفِ النّابِهِ رَأيتُكَ تَهْوَى اقْتِنَاءَ المَديحِ وَتَجْهَلُ مِقْدارَ إيجَابِهِ وَكَيفَ تُرَجّي وُصُولاً إلَيْهِ وَلمْ تَتَوَصّلْ بأسْبَابِهِ لَئنْ كنتُ أمْنَحُهُ الأكرَمِينَ فَمَا أنْتَ أوّلَ أرْبَابِهِ وَإنْ أتَطَلّبْ بِهِ نَائلاً، فَلَسْتُ مَلِياً بإطْلابِهِ وَإنْ أتَصَدّقُ بِهِ حِسْبَةً، فإنّ المَسَاكينَ أوْلى بهِ |
أبا حسن أنت وشك الأجل ( البحتري ) أبَا حَسَنٍ! أنتَ وَشْكُ الأجَلْ، وثُُكْلُ الغِنى وَانتِقالُ الدّوَلْ زَعَمْتَ بأنّكَ لَستَ الدّمَارَ، وَلَستَ العِثارَ، وَلَستَ الزّلَلْ فََبَيِّنْ لَنَا مَنْ لَوَى شُؤْمُهُ أَبا جَعْفَرٍ عَنْ بَرِيدِ الجَبَلْ وتَظهِرُ في آلِ وَهْبٍ هَوًى، وَأنْتَ نَحَسْتَهُمُ يَا زُحَلْ نقضتهم عروة عروة وفرقت عنهم جميع العمل |
أبا حسن إن حسن العزا ( البحتري ) أبَا حَسَنٍ إنّ حُسْنَ العَزَا ءِ عِنْدَ المُصِيبَاتِ وَالنازلاتِ يُضَاعِفُ فِيهِ الإلهُ الثّوَا بَ للصّابِرِينَ وَللصّابِرَاتِ وَمنْزِلَةُ الصّبْرِ عِندَ البَلا ءِ كمَنْزِلَةِ الشّكرِ عندَ الهِباتِ وَمِنْ نِعَمِ الله لا شَكّ فِيهِ بقاء البَنِينَ وَموْتُ البَناتِ لِقَوْلِ النّبيّ عَلَيْهِ السّلا م: دفن البَنَاتِ مِنَ المَكرُماتِ |
أبا سعيد وفي الأيام معتبر ( البحتري ) أبَا سَعِيدٍ، وَفي الأيّامِ مُعْتَبَرُ، والدّهْرُ في حَالَتَيْهِ الصّفْوُ والكَدَرُ ما للحَوَادِثِ، لا كانَتْ غَوَائِلُها، وَلاَ أصَابَ لَهَا نَابٌ، وَلاَ ظُفُرُ تَعَزَّ بالصّبْرِ، واستَبدِلْ أُسًى بأَسًى، فالشّمسُ طالِعَةٌ، إنْ غُيّبَ القَمَرُ وَهَلْ خَلاَ الدّهْرُ، أُولاهُ وآخِرُهُ، مِنْ قَائِمٍ بهُدًى، مُذْ كُوّنَ البشَرُ إيهَاً عَزَاءَكَ لا تُغْلَبْ عَلَيْهِ، فَما يَسْتَعْذِبُ الصّبْرَ إلاّ الحَيّةُ الذّكَرُ فَلَمْ يَمُتْ مَنْ أميرُ المُؤمِنينَ لَهُ بَقِيّةٌ، وإنِ اسْتَوْلَى بِهِ القَدَرُ مَضَى الإمامُ وأضْحَى في رَعيّتِهِ إمامُ عَدْلٍ بِهِ يُسْتَنْزَلُ المَطَرُ إنّ الخَليفَةَ هَارُونَ الذي وَقَفَتْ، في كُنْهِ آلائِهِ، الأوْهامُ والفِكَرُ ألْفَاكَ في نَصْرِهِ صُبْحاً أضَاءَ لَهُ لَيْلٌ، من الفِتْنَةِ الطَّخياءِ، مُعتكِرُ سَكّنْتَ حَدَّ أُنَاسٍ فَلَّ حَدَّهُمُ حَدٌّ مِنَ السّيفِ، لا يُبْقي ولاَ يَذَرُ كُنتَ المُسارِعَ في توكيدِ بَيْعَتِهِ، حَتّى تَأكّدَ مِنْهَا العَقْدُ، والمِرَرُ وَدَعْوَةٍ، لأصَمّ القَوْمِ، مُسمِعَةٍ، يُصْغي إلَيها الهُدَى، والنّصرُ والظَّفَرُ أقَمْتَهَا لأمِيِرِ المُؤمِنِينَ بِمَا في نَصْلِ سَيْفِكَ إذ جاءَتْ بها البُشَرُ فاسْلَمْ جُزِيتَ عَنِ الإسلامِ من ملِكٍ خَيراً، فأنْتَ لَهُ عِزٌّ وَمُفْتَخَرُ |
أبا علي يا فتى الأشعر ( البحتري ) أبا علي يا فتى الأشعر وابن فتاها السيد الأزهر قد كمل المجد لقحطان إذ كملت للسيف وللمنبر وابن أبي جعفر المرتجي لمثل أفعال أبي جعفر قد سار بالمجد فخيم به وغاب عنا بالندى فاحضر هل أنت مسقينا سخامية حمراء مثل الذهب الأحمر |
أبا غانم فيما احشامك عندنا ( البحتري ) أبا غانم فيما احشامك عندنا وكتمانك الداء الذي أنت صاحبه فلست ملوماً أن تـ. . . ــاك للذة يـ. . . ـــ اك لها قاضي القضاة وكاتبه يكاد اضطراب الشوق أن يستخفه إذا مر مختالا سلامة حاجبه له هيبة في مجلس الحكم تتقى وقد بات ملقى والأيور تلاعبه إذا غلفه الفراش شكت عجانه بكينا لذل الدين والكفر راكبه |
أبا قاسم حان الرحيل وما أرى ( البحتري ) أبَا قَاسِمٍ حَانَ الرّحيلُ، ومَا أرَى لبائيتي فيكُمْ نَوَالاً وَلا أجْرَا وَنحنُ جُلُوسٌ حولَ وَرْدٍ مُضَاعَفٍ، وَلَيسَ لنَا خَمرٌ، فبِعنا بها خَمرَا |
أبا نهشل رأيك المقنع ( البحتري ) أبَا نَهْشَلٍ رَأيُكَ المُقْنِعُ، إذا طَرَقَ الحادِثُ الأَشَنْعُ فَماذا اشتَهَيْتَ مِنَ الخُتّليّ، وَهَلْ لكَ في الثّوْرِ مُستَمتَعُ تُنَادِمُهُ، وَهْوَ في حَالَةٍ تُضِرُّ النّدامَى، وَلا تَنْفَعُ أَلستَ تَرى في اسْتِهِ إِصْبَعاً تَجُول، وفي شِدْقِهِ إصْبعُ؟ وَيَنْقُلُ بَيْنَكُمُ جَعْسَهُ، إذا كَظَّهُ القَدَحُ المُترَعُ إذا ما أغارَ على سَلْحَةٍ رَبُوصٍ، فَخِنزِيرَةٌ مُتْبَعُ وَلمْ يَكُ فيها ابنُ كَلْبِيْنا، ليَصْنَعَ بعْضَ الذي يَصْنَعُ فَوَيلٌ لشِعْرِ أبي البرْقِ، إنْ أطَافَ بهِ الأشيَبُ الأنْزَعُ سَيَأكُلُهُ فَيُرِيحُ العِبَا دَ مِنْ نَتْنِهِ، ثمّ لا يَشْبَعُ |
أبا نهشل لأبي غانم ( البحتري ) أبا نهشل لأبي غانم خلائق يوحشن من جانبه بغاء يعود على نفسه وشؤم يعود على صاحبه ومن عجب الدهر أن الأميـ ــر أصبح أكتب من كاتبه |
أشكرك أستاذة ناريمان على هذا الشعر وما فيه من مضامين سامقة،وألفاظ عذبة،وما فيه من صدق فني.
بوركت وبورك اليراع. |
اقتباس:
أخي عبد المجيد سلام الله عليك .. أشكرك على قراءتك وحضورك .. فهذا شرف لمنبر ديوان العرب أنتظر حضوراً متكرراً تحية ... ناريمان |
الساعة الآن 07:06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.