![]() |
حديقةُ الغروب .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
حديقةُ الغروب
خـمسٌ وسـتُونَ .. في أجفان إعصارِ .. أمـا سـئمتَ ارتـحالًا أيّها السَّاري ؟! أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ما هدأت .. إلا وألـقـتك فـي وعـثاءِ أسـفار ؟! أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ .. مَا برحوا .. يحاورونك بـالـكبريتِ والـنار والصحبُ أين رفاقُ العمرِ هل بقِيَتْ ســوى ثُـمـالةِ أيـامٍ .. وتـذكارِ بلى، اكتفيتُ .. وأضناني السُّرى وشكا! قـلبي الـعناءَ ولكن تلك أقداري ! أيـا رفـيقةَ دربـي ! لو لديّ سوى .. عـمري لقلتُ : فدا عينيكِ أعماري أحـبـبتني .. وشـبابي فـي فـتوّتهِ وما تـغيّرتِ .. والأوجـاعُ سُمّاري مـنحتني مـن كـنوز الحُبّ أَنفَسَها .. وكـنتُ لـولا نـداكِ الجائعَ العاري مـاذا أقـولُ ؟ ودِدتُ الـبحرَ قـافيتي .. والـغيمَ مـحبرتي .. والأفقَ أشعاري إنْ سـاءلوكِ فـقولي : كـان يعشقني .. بـكلِّ مـا فـيهِ من عُنفٍ .. وإصرار وكـان يـأوي إلـى قـلبي .. ويسكنه وكـان يـحمل فـي أضـلاعهِ داري وإنْ مـضيتُ .. فـقولي : لم يكن بَطَلًا لـكـنه لــم يـُقبّل جـبهةَ الـعارِ وأنـتِ! يـا بـنت فـجرٍ في تنفّسه .. مـا فـي الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ مـاذا تـريدين مـني؟! إنَّـني شَبَحٌ .. يـهيمُ مـا بـين أغـلالٍ وأسـوارِ هذي حديقةُ عمري في الغروبِ كما .. رأيـتِ .. مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ الـطيرُ هَـاجَرَ .. والأغـصانُ شاحبةٌ .. والـوردُ أطـرقَ يـبكي عـهد آذارِ لا تـتبعيني! دعيني! واقرئي كتبي .. فـبـين أوراقِـهـا تـلقاكِ أخـباري وإنْ مـضيتُ .. فـقولي: لم يكن بطلًا .. وكــان يـمزجُ أطـوارًا بـأطوارِ ويـا بـلادًا نـذرتُ العمرَ .. زَهرتَه .. لعزّها .. دُمتِ ! إني حان إبحاري تـركتُ بـين رمـال الـبيد أغنيتي .. وعـند شـاطئكِ المسحورِ أسماري إن سـاءلوكِ فـقولي: لـمْ أبعْ قلمي .. ولـم أدنّـسْ بـسوقِ الزيف أفكاري وإن مـضيتُ .. فـقولي: لم يكن بَطَلا .. وكـان طـفلي .. ومحبوبي .. وقيثاري يـا عـالِمَ الـغيبِ : ذنبي أنتَ تعرفُه .. وأنـت تـعلمُ إعـلاني .. وإسـراري وأنــتَ أدرى بـإيمانٍ مـننتَ بـه .. عـليَّ .. مـا خـدشَتْه كـلُّ أوزاري أحـببتُ لقياكَ .. حسنُ الظن يشفع لي .. أيُـرتَـجَى الـعفوُ إلّا عـند غـفَّارِ ؟ |
رد: فِدَا عينيكِ أعماري للشاعر السعودي الكبير غازي القُصَيْبيّ
من أروعِ ما قرأتُ في حب الوطن ومثلُها ما كتبه نزار للشام
أرجو أن يكون عنوانُها صحيحًا، فقد وجدتُها ذات بحثٍ بعنوان: حديقة الغروب ولكنني رجَّحتُ هذا لأنه من داخل النص، وبنفس القافية مَن لديهِ تأكيدٌ يتفضل مشكورًا |
رد: فِدَا عينيكِ أعماري .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
الأستاذة الفاضلة ثريا نبوي
بوركت على جميل انتقائك من أبسط الأمور وأصعبها انتقاء عنوان لقصيدة فليكن ما يكون عنوانها إنها تسطر حيوات الكثيرين وأوجاعهم ووفاءهم لأحبابهم وأوطانهم بوركت والشاعر |
رد: فِدَا عينيكِ أعماري .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
اقتباس:
انا لم أنتقِ عنوانا للقصيدة ولا أستطيع ولم أقُل هذا؛ بل قُلتُ أنني وجدتُها على النت بعنوان ثم بعد مرور وقتٍ طويلٍ وجدتُها بعنوانٍ آخر؛ (فرجَّحتُ) أحدَهما على الآخر ثم سألتُ: إن كان أحدُكم يعرفُ العنوان الأكيد فليُفِدني مشكورًا إذَن؛ لمْ أتعَدَّ على القصيدة أو الشاعر حتى أُتَّهَمَ بهذا؛ ولو تلميحًا بل كما ترى كنتُ حريصةً -كعادتي- على حفظ التراث وحملِ أمانتِه في كل مكان تُوجَدُ فيه الأشعارُ على الشبكة؛ بتصويب أخطاءِ التداولِ: الرقنِ والتشكيل والأوزان وحتى ترتيب الأبيات في الاقتباسات كما حدث في القصيدة الزينبية لسيدنا عليٍّ كرّم الله وجهه، والحمامة النائحة لأبي فراس الحمداني، وغيرِهما الكثير كان لا بد من التوضيح، وشكرًا لمرورِك المُحَيّي |
رد: فِدَا عينيكِ أعماري .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
الأستاذة الكريمة
رائع .. بوركتم واختيار جميل |
رد: فِدَا عينيكِ أعماري .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
اقتباس:
حيّاك الله وبيّاك |
رد: فِدَا عينيكِ أعماري .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
قصيدة رائعة
أحسنت الاختيار والنقل شاعرتنا المتألقة دام كرمك الأدبي الحاتمي تحياتي |
رد: فِدَا عينيكِ أعماري .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
اقتباس:
ودُمتَ نهر عطاءٍ في كل مكان تحياتي وتقديري |
رد: حديقةُ الغروب .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
تتبعتُها على الشبكة فوجدتُ أنها بعنوان (حديقة الغروب) في أغلب المواقع الأدبية
|
رد: حديقةُ الغروب .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
من أجمل ما قرأت..
ألف تحية.. |
رد: حديقةُ الغروب .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
اقتباس:
الحمد لله أنني نشرت شيئًا حاز إعجابَك فاضطُررتَ للتعقيب :) :) :) |
رد: حديقةُ الغروب .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
اقتباس:
النص أخذني لحالة من النوستالجيا بالفعل.. يسلم ذوقك.. |
رد: حديقةُ الغروب .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
اقتباس:
ومَن مِنّا يرى المآلاتِ ثم لا تُغرقه دواماتُ النوستالْجيا في لُجَجِ الدمعِ على الأوطان والأمة التي كانت ثم فرّطتْ فهانت نسأل الله أن يردنا إلى سالفِ مجدِنا تحياتي وتقديري |
رد: حديقةُ الغروب .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
هي من إبداعات الشاعر غازي القصيبي
قالها في زوجته ووطنه أظن قبل أن يتوفاه الله بفترة وجيزة.. أمّي الغالية ثريا .. دائما وأبدًا نقرأ الجمال لكِ حتى وإن كانت منتقاة :45: |
رد: حديقةُ الغروب .. للشاعر السعودي السفير غازي القُصَيْبيّ
اقتباس:
دُمتِ تُعطرين المنشورَ بين السطور لعل وقتك يتسع لقراءةِ منشورَيَّ الأخيرينِ في ركن النحو والصرف (أنواعُ ما - قُل الثبات ولا تقُلِ الصمود) تحياتي وتقديري :45: |
الساعة الآن 07:18 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.