مومياء
مومياء
كانتْ تحبّه قبل أن يموت، حتّى أنها عند موته رفضت دفنه، وصنعت منه مومياءً ثمّ أسكنتها صندوقَ زُجاج، سكتَ الرجلُ المومياء أعواماً كثيرةً، قبل أن يخرج عن صمتهِ، ويبدأ بالعزف، لماذا بدأ العزف..؟ ربّما لأنَّ الشَّيطانَ دخل حُجرتها، وبدأ يراودها عن نفسها، فانتفض الحبّ في جسد الرجل المومياء، وبدأ العزف، ربما لأنها بدأت تتعوّد غيابه الحاضرُ في مومياءٍ محنّطة، ربّما لأنّه اشتاق لقبره. عندما قتلته، لم تفكّر إلا بكرامتها، ولكنها لم تحرق جسده، بل أبقته أمامها في هذا الصندوق الزجاجي، فقط كي تبتسم كلّما رأته يعزف ويبكي! في غمرة ابتسامتها الصَّفراء، غمز لها الشيطانُ بعينه فاشتعلت أنوثتها، أخرجت علبة الثقاب، سحبتْ عوداً .. ومرّرته على قلبها الملتهب، فاشتعل المكانُ أنوثه، هو ما زال يعزف على أوتار القماش، إنها مومياء، الموتُ فيها سبق الحب منذ زمن، اشتعل المكان، اشتعلت الأرضُ والسماءُ والهواءُ و انتحرَ العِطْر، اشتعلت أنفاسها، قبّلت هواء المكان، لم يرحل الشيطان، أمطرت المكان بالدموع، لم تنطفئ النار، جلس الشيطانُ بجانبها، وابتسم، فانتفضت أنوثتها وارتعدت خصلات شعرها، فقأ عينَها .. توقّف الرجلُ المومياءُ عن العزف .. حملت هي شيطاناً .. وأسمتهُ "مومياء" انتقاماً. من مجموعتي القصصيّة "نساء" |
رد: مومياء
اقتباس:
النص يتمحور بتقديري حول كيد بعض النساء اللواتي لا يتورعن في إذلال أزواجهن واهانتهم وهدم كبريائهم ومعنوياتهم عبر اللعب على وتر الغيرة وغيرها من الاوتار الشيطانية كالخيانة بصورة يصبحون فيها مثل الدمى وقد توفقت أخي موسى في وصفك لهذه الحالة الواقعية في القصة بالمومياء المحنطة التي ترى وتسمع ولا تستطيع فعل شيء أو قول شيء... تحياتي وتقديري لقلمك المبدع :30: |
رد: مومياء
أقصوصة فريدة جميلة وأجمل ما فيها الخيال والرمزية أحسنت وتحية |
رد: مومياء
اقتباس:
حضورك يسعدني وقراءتك تشرفني، بانتظار ملاحظاتك لأحاول توضيح بعض التأويلات. تحياتي |
رد: مومياء
اقتباس:
شكراً جزيلاً على حضورك الجميل تحياتي |
رد: مومياء
نص جميل
رغم رمزيته إلا أن أسلوبه ممتع ويصور الحدث بشكل فني ممتاز بورك قلمك أخي القاص موسى تحياتي وتقديري |
رد: مومياء
اقتباس:
شكراً على حضورك الرائع كالعادة. تحياتي وكل التقدير |
رد: مومياء
أعود كما وعدتك أخي موسى في قراءة تروم كشف بعض الغموض الذي اعترى هذا النص الجميل والذي لا يخلو من غرابة ..
1- "عندما قتلته، لم تفكّر إلا بكرامتها"..الملاحظ أن هذه العبارة لا تخدم الجوهر الذي بني عليه النص بتقديري ...حيث تم تصوير البطلة على أنها شريرة وسادية الطبع فيما تم تصوير الرجل المومياء في صورة ضحية لرغبة مبيتة في الانتقام بعد عجزه وربما تقدمه في السن ثم التلذذ بتعذيبه..لذا فانا لست أرى دخلا منطقيا للكرامة كمعنى سام في هذه المعادلة... بل أراها على العكس من ذلك أنانية وخبثا ونكرانا للماضي الجميل وحبا للذات أكثر منه شيئا اخر.. وفي انتظار تحرير ملاحظة تخص المشهد الأخير من القصة ،وفي انتظار ردك . تقبل تحياتي وتقديري. |
رد: مومياء
اقتباس:
أعتذر على التأخر في الرد بسبب وعكة صحية أصابتني، والحمد لله على كل حال. هي تأويلات ولا أستطيع الحكم على ملاحظتك ولا حتى على النص، القصة معقدة بعض الشيء، ولكن حضورك رائع كالعادة، شكراً لك تحياتي واحترامي |
رد: مومياء
اقتباس:
وتعليقا على ردك.فالحقيقة أن النص معقد بعض الشيء مثلما تفضلت ، وهو ما دفعني صراحة للعودة ولك الحق أخي في حكمك ،ولذلك فملاحظاتي هي فقط محاولة من قارىء بسيط لفهم الفحوى واستيعاب المضامين ،وتظل مجرد قراءة ككل القراءات، ومحض رأي قد يحتمل الصواب مثلما يحتمل الخطأ. سررت جدا بالمرور من هنا.. تحياتي لك وسلامي. |
رد: مومياء
اقتباس:
القصة تدور حول مأساة رجل قرر أن يتزوج ولكنّ زوجته الأولى قررت الإنتقام ورفض سنة الله ورسوله وقامت بهجر الرجل ومحاربته نفسياً وإهماله كليّاً حتى بات كالمومياء جسد بلا روح. وهنا يقع اللوم على المرأة المتغطرسة الشرسة ناكرة الجميل والتي تكبرت على الله ورفضت سنته وحكمه فكان ما كان وحملت فكرتها الشيطانية حتى أنجبت معصية بهجر زوجها انتقاماً وكرهاً. هذا التوضيح يا رعاك الله ... طبت وطاب يومك سيدي محبتي واحترامي |
رد: مومياء
اقتباس:
أولا أشكرك جزيل الشكر على التوضيح الجميل لعمق هذا النص وكنهه ...وحقيقة ان الغموض مطلوب في الكتابة لأنه يحفز على التفكير..ولكني أرى مع ذلك أن الرسالة المقصودة يجب أن يتجلّى بها بعض الوضوح والإبانة من خلال وضع الكاتب لتلميحات و مفاتيح في ثناياها، لكي لا يوغل القارئ في التيه وليساعده في شحذ التفكير بغرض الوصول إلى فكرة يستنتجها ويستخلصها. مرة أخرى أشكرك أن جعلتني من خلال توضيحك أقف على فحوى هذا النص الرائع والمغزى منه.. بوركت أخي و بورك لك في قلمك.. تحياتي والود. |
رد: مومياء
اقتباس:
تحياتي واحترامي |
الساعة الآن 12:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.