![]() |
عين / قصة: طارق إمام
ذات مرة, وجدت عينًا ملقاة في أحد الشوارع، حقيقية.. حتى أنني عندما انحنيت والتقطتها برفقٍ تلمستُ دموعَها.
كانت ما تزال قادرة على النظر.. عين تختلف بالتأكيد عن تلك العيون المصفاة المتناثرة على أرصفة القاهرة. ظللت أحملها بحرصٍ كي لا أفقأها، باحثًا عن شخصٍ أهديها له. كنت أسترق النظر إليها؛ فأراها تتأمل المدينة مهزومة، دون وجهٍ يرى بها، دون جارةٍ تشاركها النظر. في النهاية ـ وكانت كفي الحريصة المثقلة بها أتعبتني ـ اعتصرتُها بعنف، حتى شعرت بالدنيا تظلم أمامها. في ذلك اليوم بالذات، قابلتُ أشخاصًا كثيرين فقدوا كل شيء، إلا عيونهم، وفقط في البيت، تذكرت أنني ذات يوم، فقدت عينًا.. |
رد: عين / قصة: طارق إمام
اختيار موفق أستاذ عبد الباسط
بوركت ودام العطاء تحياتي وتقديري |
رد: عين / قصة: طارق إمام
قصةٌ رمزيةٌ شديدةُ الإيحاءِ والوجع
ولكنني لا أعرفُ تصنيفَها: هل تُعتبرُ قصةً قصيرةً أم قصيرةً جدًّا؛ فهي بين الطولَينِ حائرة رغم جمالِها وعُمقِ تعبيرِها لعل الناقلَ أو أساتذةَ الققج يفيدونني : تتأمل المدينة مهزومة، دون وجهٍ يرى بها، دون جارةٍ تشاركها النظر. (دون وجهٍ يرى بها) هل القصد: يُرى الوجهُ بالعينِ في هذه الحالة، أم أنها (العينُ) تُرى فيه؟ حيثُ يُعضِّدُ السياقُ - دون جارةٍ تشاركها النظر -القصدَ الذي عُكِس وهو أن يكون هناك وجهٌ (تُرى فيه) هذه العينُ بجوارِ جارتِها؟ |
رد: عين / قصة: طارق إمام
أيضًا وقفتُ هنا:
اعتصرتُها بعنف، حتى (شعرت) بالدنيا تظلم أمامها هل هي العينُ التي شعُرَتْ؟ أم شعرتُ حيث القاصّ هو مَن شعُر؟ هنا تبدو أهميةُ التشكيل وأرجِّحُ أنها: شعرتُ بتاء المُتكلِّم؛ لأنها لو كانتِ العينُ؛ فكيفَ له أن ينقِلَ لنا ما أحسّتْ به من ظلام؟ حيّرتني رغم علوّ الرمزِ والمجازِ والإبداع ونفادِ الصبرِ الذي أفضى إلى عصرِها بعد كل هذا الحُنُوِّ وقراءةِ دمعِها المقهور... |
رد: عين / قصة: طارق إمام
اقتباس:
القصة فازت بجائزة متحف الكلمة بأسبانيا "لا أذكرأي عام", ومن ضمن شروطها ألا تتعدى القصة 100 كلمة.. أعتقد أنها قصة قصيرة.. هناك حكاية وهناك سرد وهناك خلفية "مريحة" للزمن والمكان.. هناك استطراد كذلك.. أعتقد أن قصده أن العين "عارية"دون وجه تستقر فيه" و"وحيدة" دون جارة "عين أخرى" تشاركها النظر.. |
رد: عين / قصة: طارق إمام
اقتباس:
في ظني أن مثل تلك النصوص نتجاوز فيها قابلية الحدث للتحقق, ونعني أكثر بتأثير القراءة وما بعدها.. حتى لو حمل الفعل أكثر من معنى.. شكرًا للمرور الراقي |
رد: عين / قصة: طارق إمام
اقتباس:
|
رد: عين / قصة: طارق إمام
اقتباس:
حيّاكَ الله أديبنا المبدع لا يختلفُ اثنان على مواضع الجمال فيها وكم كان الرمزُ فيها عاليًا حدَّ أنها تخطّتْ محيطها المحليّ إلى العالمية فهي وجعُ كل إنسانٍ يحبُّ وطنه ويأسى للتردِّي وسوء المآلات؛ أيًّا كان اسمُ هذا الوطن! وربما ساعدت ترجمتها إلى الإسبانية في تجاوز ما كان من عكس المعنى المقصود الذي اتفقنا عليه وهو قولُكَ: [أن العين "عارية"دون وجه تستقر فيه" و"وحيدة" دون جارة "عين أخرى"] تحياتي لاهتمامك وليتك توصي كاتبها بالتعديل إذا كان صديقك ربما تُترجمُ إلى لغاتٍ أُخَر فتكون أكثرَ وضوحًا وشكرًا على الإفادة بأنها قصة قصيرة |
رد: عين / قصة: طارق إمام
اقتباس:
وكذلك اختياراتُكَ الرائعة التي تنبئنا برهف ذائقتِكَ الأدبية إلى جانب ما تبدعه لنا وأتفق معك في عدم قابلية الحدث للتحقق ولكن يبقى حق الأدب والتلقي في صحة السبك ووضوحه وهنا لا مفر من تعميد الكتابةِ في نهر التشكيل ولو بالقدرِ الذي يضمنُ ألَّا يكونَ فيها كعبُ أُخَيْل :) تقول: ونعني أكثر بتأثير القراءة وما بعدها والفعل الصحيح هو: ونُعنى/ بالألِف المقصورةِ لا الياء... هناك فرق فأقول: تأثير القراءة وما بعدها: يصِلُ بقدرِ الدقة في التعبير، وبقدرِ المصداقيةِ التي تفرزُها هذه الدقة وإن كان من حُسن حظ الكاتبِ أنني وغيري من القرّاء قد تأثرنا بالقصة وما ترمي إليه ولكن لا تنسَ أن هذا هو تأثيرُ السياقِ الإجماليّ دون تدقيقٍ يحفظ للغةِ حقوقها حين يُودَعُ الأدبُ خزائنَ التراث بلا شوائبَ تُعكرُ صفوه. أظن أننا الآن يفهمُ كل منا الآخر على ضفافِ الحوار تحياتي و :31: |
رد: عين / قصة: طارق إمام
اقتباس:
أتفق تمامًا في موضوع الترجمة.. |
رد: عين / قصة: طارق إمام
اقتباس:
ألف تحية أستاذتنا.. |
الساعة الآن 11:10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.