|
متر واحد من السحاب
" مقتطفات قصصية "
|
رد: متر واحد من السحاب
تمدد مستلقياً على رمل الشاطئ , اصطدمت غيمة رمادية بكتف الجبل , لحقت بها أخريات .
انسابت بنعومة بعض الخطفات الذهنية على عجل... عثرات , أحجار , أشجار , ورياح .عثرات صادقت الأحجار على ذلك الطريق , وأوراق أشجار كانت تصفق مع الريح ساخرة طوال الرحلة . |
رد: متر واحد من السحاب
حينما وصلت إلى محطة الحافلات , كانت الحافلة لم تصل بعد . واصلت الوقوف لدقائق ثم جلست على مقعد الإنتظار المقابل للمحطة . كانت ذات مظهر كئيب بإمتياز , نزعت نظارتها الشمسية , وبدأت تتأمل المارّة عن يمين ويسار , تلك المرأة الشابة التي خرجت من ذلك الكهف المظلم , أصبحت تشتاق للألوان فجأة , و برغم من ذلك الأسود الكئيب التي توشح قلبها وغطى عينيها , كانت تبدو كطفل خرج يستكشف العالم ويتعلق بالضوء والفرح , متلهفاً لتعلم أبجديات الحياة من جديد .
بالرغم أنها قد أمتلأت بكآبة قاتمة , شبيه بمحبرة الأقلام السائلة , والليل المعتم , والقهوة المرة , إلا أن ذلك الجانب الداكن منها كان قادراً أن ينطلق ليندمج مع توليفة أخرى للألوان ويتغير في لحظة , فيصعد قمر مضيء إلى نافذة الليل , وتنزلق حبات الحبر في رأس القلم العنيد ليكتب أجمل الكلمات , فيتماشى الأسود مع الأبيض , ويرقص الأحمر مع الأصفر , ويبتسم الأبيض كما أنه لو يصافح أي لون يراه . |
رد: متر واحد من السحاب
كان أمين طفلاً كباقي الأطفال يركض مندفعاً .. وكأن الرياح تتعهد بإيصاله لوجهته المبتغاه , يستيقظ قبل الكبار , يلعب من أجل المتعة دون أن يفكر ماذا سيجني من ذلك , يغمر يديه ورجليه بالرمل والطين غير آبهٍ بشيء ...ولكن ... كان الحزن كافياً لأن ينضج قبل الآخرين ... لأن يقطف ثمرة العنب مبكراً فيجدها حامضة ... |
رد: متر واحد من السحاب
صوت طفل يبكي وهو يطلب من والدته شراء لعبة في الطريق أستوقفني للحظة ... رفضت الأم شراء اللعبة ,
صرخ الطفل وهاج فجأة ... ازداد صراخ الطفل وجلس على الأرض يرفس الطين بقديمه .. لم تعره الأم إنتباهاً ومضت تكمل السير ... توقف الطفل عن الصراخ فجأة كما بدأه .. سار الطفل بجانب والدته وانصاع لأمرها أخيراً ... ربتت الأم على رأس صغيرها مهدأه له ... جفت دموع الصغير مع نسمة أخرى مرت من ذات الطريق مرتين ... كانت الأم تحاول أن تجاري خطوات صغيرها البطيئة ...كأنها تحيك نوع جديداً من الصبر ... اِنسجمت الخطوات ... وسارا معاً .. الطفل ووالدته حتى الممر الأخير .. |
رد: متر واحد من السحاب
كنت في روضتك الإبداعية، رأيت قلما يتطلع لملامسة الآفاق البعيدة، ربما استطاع قطف نجمة ذات يوم.
من يدري، تحقق الأحلام الكبيرة ممكن مع المثابرة. تحية تقدير |
رد: متر واحد من السحاب
يتماهى قلمك مع رتابة لحظات الحياة فيحيلها إلى فضاء للتساؤل والتفكير العميق،
كنت هنا واستمتعت في جنة حروفك الوارفة الظلال . تحياتي وتقديري. |
رد: متر واحد من السحاب
اقتباس:
ثناء لاأستحقه ... لكن أسعدني ... عميق الشكر لـ لك أخي الكريم ياسر طيب الله أوقاتك بكل خير ... https://up4net.com/uploads3/up4net-0--1--.gif |
رد: متر واحد من السحاب
اقتباس:
مرور جميل من كاتب مميز هو شرف لي شكراً لك أخي الكريم متابع ... أسعدك الله https://up4net.com/uploads3/up4net-0--1-.gif |
رد: متر واحد من السحاب
اقتباس:
أطلت الوقوف هنا واستمعت ببعض سنتمترات من المتر من السحاب واخترت هذه القصصية الجميلة استمري ما أروعك !! تحية قلبية ... ناريمان |
رد: متر واحد من السحاب
رحلة لا تخلو من غرابة وقد تبدو بعيدة للعين التي تنظر إليها من بعيد ولكنها مسافة قريبة جدا من القلب الذي يعشق الحكمة و لا تعجزه الحدود....
...كنت هنا لاسجل اعجابي بهذه المحطة الأدبية الجميلة وانا متشوق لقراءة المزيد .. وفي انتظار جديدك تقبلي استاذة منى احترامي وتقديري ابو الفضل |
رد: متر واحد من السحاب
اقتباس:
أحب حضورك حتى أكاد أقول في أي موضوع أين ناريمانه ؟ شكراً لك من القلب ... http://www.mnaabr.com/vb/imgcache/2/2638alsh3er.gif |
رد: متر واحد من السحاب
اقتباس:
مثلما كتاباتك جميلة...ردودك دوماً جميلة ومشجعة ومطمئنة وتسعدني ... أسعد الله يومك أخي الكاتب المبدع أبو فضل ... ولي الشرف بمرورك وقرائتك لكلماتي المتواضعة http://www.mnaabr.com/vb/imgcache/2/2639alsh3er.gif |
رد: متر واحد من السحاب
اقتباس:
تقديري |
رد: متر واحد من السحاب
اقتباس:
شاكرة لك على المرور الكريم أختي ابتسام:45: |
رد: متر واحد من السحاب
صوت أذان الفجر يصدح برقة وقوة , يهز الأفق , ويلمس جدار القلوب بلطف . تلك اللحظة .. حي على الصلاة , حي على الفلاح *الفلاح " الفوز " ... كلمة تجمع خير الدنيا والآخرة في تلك اللحظة ... كان الكثيرون منشغلون , أما في حلم ونوم عميق , وإما أمام شاشات الحواسيب , أو برنامج يذاع عبر الأثير , وآخرين بين من يصارع أرقاً وامرأة أيقظها رضيعها الجائع . الأفق يغشاه الهدوء , و جموع المصلين يتوافدون مع الأذان الأول للصلاة . الليلة باردة , والتيار الكهربائي قطع فجأة , فلم يستطع وهيب النوم , فتأهب لينطلق سيراً الى المسجد. خطواته بطيئة بالمقارنة مع من كانوا دائمي الخطى للمسجد . الطريق مظلم و ضوء هاتفه المحمول ضئيل , لكنه وصل . شعور بالطمأنينة يتسرب الى جسده مع أول سجدة لجبينه على سجادة المسجد الطاهرة . المكان هادئ ويبعث على الراحة . جلس يلهج لسانه بالذكر والدعاء حتى انبلج ضوء الصباح , ومن ثم خرج لمنزله ينشد النوم والسرير . وبينما كان يعبر الطريق وعيناه مثقلتان بالنوم , رأى أطفال الروضة يتدافعون نحو الحافلة , وصوت الإذاعة المدرسية لمدرسة قريبة في ذلك الطريق كان مرتفعاً , فانتزع منه ما تبقى من النوم في عينيه الذابلتين بصوت أحد الطلبة قائلاً " حكمة اليوم : لا تؤجل عمل اليوم للغد " . |
رد: متر واحد من السحاب
الأستاذة والناقدة الصادقة والمبدعة: منى الحريزي
كنت هنا عندما اصطدمت غيمة رمادية بكتف الجبل , لحقت بها أخريات انسابت منها كلمات ، كلمات وتحولت الى سيل من الابداع تقبلي تحياتي |
رد: متر واحد من السحاب
اقتباس:
ثناء و شرف يسعدني ولست أهل له . أخي الكاتب المبدع عبد العزيز مرورك المميز أنار متصفحي تقبل بالغ احترامي وتقديري |
| الساعة الآن 11:25 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.