منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات التربوية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   يوميات مدرس - رشيد الميموني - (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2765)

رشيد الميموني 12-23-2010 10:00 PM

يوميات مدرس - رشيد الميموني -
 
بين الماضي والمـضارع
من الأشياء التي لا زلت أتذكرها ، وقوفي أمام الثانوية رفقة زملائي و نحن تلامذة بالسلك الإعدادي ، ننتظر انفضاض اجتماع الأساتذة ليخبرونا عن نتائج المداولات . و لن أنسى ما حييت خروج أحد أساتذتي وهو يتصبب عرقا بعد نقاش حاد حول مصير أحد التلاميذ الذي لم تكن نتيجته تسمح له بالانتقال إلى السلك الثانوي . لكن ثبات الأستاذ و بعض زملائه على موقفهم أنقذ التلميذ من الفصل عن الدراسة ، نظرا لسلوكه وتميزه في المواد الأخرى .
أتذكر هذا كلما انعقد مجلس للأقسام في نهاية كل دورة دراسية ، و أرى كيف تملى النتائج على المدرسين ليدونوها بكل استسلام في مذكراتهم بدون نقاش – عفوا ، لا زالوا يحتفظون أحيانا بحقهم في منح أو رفض التنويه أو التشجيع أو لوحة الشرف أو التنبيه أو التوبيخ .
و أتذكر ذلك أيضا كلما انهالت المذكرات تصلح ما هو غير صالح ، و تعيد إصلاح ما أصلح من قبل ، فتعدل وتبرمج و تخطط وتجرب وتنتقي غير عابئة بموقف المدرس و رأيه في ذلك ، مع أنه هو الأقرب إلى تلامذته و الأدرى بما يصلح ويفيد ما دام هو في معمعة التدريس و يتلظى بأتونها .
كنت منذ يومين أتدارس الأمر مع أحد زملائي ، فابتسم وهو يطلعني على مطبوع خاص بـ"حسن سلوك الموظف" وواجباته في هذا المجال . فأبديت رأيي المؤيد لمثل هذا الأمر ، لكنه قاطعني قائلا :
- تصور.. علينا بتوقيع المطبوع و الالتزام بما فيه ، هكذا وبكل بساطة ، مع أني أتحفظ على كثير مما ورد من تعليمات ..
كدت أطرح سؤالا آخر ، لكن الجرس دق معلنا انتهاء فترة الاستراحة ، فنهض مبتسما وهو يقول :
- لهذا السبب يكون الماضي أحسن من المضارع .. أحيانا . و لكن أين نحن كن ذلك الماضي الذي ولى ولن يعود ؟

رشيد الميموني 12-25-2010 12:16 PM

القاعــة والذوق الرفيع
تلبية لدعوة من أحد زملائي ، قمت بزيارة للإعدادية التي يعمل بها . و قدمني لباقي الأساتذة الذين رحبوا بي وقدموا لي الشاي و الحلويات ، وتبادلوا معي أطراف الحديث عن التدريس و شجونه فشعرت بأنس لا مثيل له . كان الجو رائعا ، و قضيت فترة الاستراحة أجيل النظر في أنحاء قاعة الأساتذة . كل شيء فيها كان متناسقا : الألوان و الرفوف و المزهريات . و غادرت المكان و أنا هائم في دنيا الخيال.. حقا أعجبني كل شيء ، لكني تساءلت في نفسي : ألا يمكن أن يتعدى ذلك إلى أشياء أخرى ؟
قضيت معظم الليل أدون أفكاري ورؤيتي لما يمكن أن تكون عليه قاعة تليق بمدرسين تنعكس معنويتهم على مردودهم . و أضفت إلى ما عاينته هنا وهناك ، أمورا بدت لي سهلة التنفيذ و عزمت على عرضها على طاقم الإدارة والتدريس ، ملخصا ما دونته فيما يلي :
1- تأثيث القاعة بما يلزم من كنبات وبساط وكراسي لائقة .
2- تجهيز القاعة بكتب و جرائد و مجلات ثقافية .
3- اقتناء آلة لإعداد الشاي و القهوة .
4- تزيين القاعة بلوحات تشكيلية .
5- تنظيم سبورة الإعلانات و إحداث دفتر للملاحظات والآراء والاقتراحات .
6- جعل القاعة منتدى ثقافيا للمبدعين من الأساتذة في مجال القصة والرواية والشعر و التشكيل .
سرح بي الخيال إلى أبعد من هذا، لكني كبحت جماح أفكاري و اكتفيت بما دونته ، في انتظار ردود الفعل على اقتراحاتي .

رشيد الميموني 12-26-2010 11:43 PM

أن أكون مدرسا أو ...لا أكون
كثيرة هي أسئلة تلامذتي حول الدراسة وطرق التدريس و المناهج التربوية ، حتى إني لأعجز عن تذكرها كلها و أجد حرجا في الإجابة عن بعضها . لكني لن أنسى ما قاله لي يوما أحد النجباء الصامتين دوما حين اطلع على بعض مقالاتي و قصصي ببعض الجرائد أنتقد فيها تصرفات بعض المدرسين الغير مسؤولة :
- إني لأعجب يا أستاذ من تحاملك على الأساتذة ، و أنت واحد منهم .
في ملاحظة تلميذي جواب عن سؤال . أي أني لا أستطيع التحامل على مدرسين و أنا أنتمي إلى إليهم . وفي هذه الحالة ، لا يمكن تسمية نقد أو ملاحظة .. تحاملا .
لم أثر هذا الموضوع مجددا مع تلامذتي رغم ما استشفت في عيونهم من لهفة لسماع الجواب عن سؤال زميلهم ، لأني وببساطة آنف أن يخوضوا في حديث يمس المدرس و أنا أعلم باندفاعهم وما يحدث في بعض الأسر من شحن لقلوبهم البريئة . لكنهم تمكنوا من الاطلاع على مقال لخصت فيه رأيي بوضوح وقلت :
1- إني أرثي لمدرس يفتقر إلى أدنى أساليب التدريس ، ناهيك عن أسباب العيش الرغيد . ويتقبل على مضض كل تعيين مجحف أو نقل جائر تعسفي إلى أقصى البقاع حيث يفتقد كل شيء وينزل الشخص فيها إلى دون مرتبة الإنسان . و يتحمل بصبر نزوات المخططين و أساليبهم في المكر و الخداع المنبعث من مكاتب غارقة في بحار الكسل و الغيبة و النميمة و الدسيسة . و يجاهد في صمت تجاهل الآخرين لحقوقه و اكتفائهم بإحصاء هفواته و عدد تغيباته و تأخراته و شواهده الطبية .
2- و أستهجن كل متطفل على حقل التربية والتعليم ، ليكشف عن مطامعه ويستغل براءة الصغار ، غير مميز بين غني وفقير . فيلزم البعض بالأتاوات ، والبعض الآخر بالساعات الخصوصية ، فينال الحظوة من ينالها و يستسلم الباقي لمصيره . و أستنكر من يفرغ عقده المكبوتة على زهرات بريئة . و أرثي لمن يساهم –عن وعي أو غير وعي – في التفرقة بين المدرسين ، حتى صرنا نخشى أن يكون لكل مدرس حزبه ونقابته.
لم أسأل تلامذتي عن رأيهم ، لكني فوجئت بهم – و أحد الظرفاء يذكرني باطلاعهم على المقال – صامتين وفي أعينهم شيء من التقدير والإكبار .. أردت أن أبدد الصمت الذي ران على الفصل لكن... دق الجرس!

دنيا أحمد 12-27-2010 12:07 AM


أحجز -بشغف- مقعدا بالصف الأول لمتابعة هذه الروائع
و لن أرضى بغيره بديلا
كوني أفكر منذ أيام في تدوين يومياتي:o أيضا


لي عودة للتعليق على بعض المقاطع المستفزة حقا

مودتي

رشيد الميموني 12-27-2010 12:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دنيـا أحمد (المشاركة 49830)

أحجز -بشغف- مقعدا بالصف الأول لمتابعة هذه الروائع
و لن أرضى بغيره بديلا
كوني أفكر منذ أيام في تدوين يومياتي:o أيضا


لي عودة للتعليق على بعض المقاطع المستفزة حقا

مودتي

مرحلت بك دنيا في كل وقت و حين ..
أنتظر بكل شغف يومياتك لأستمتع بقراءتها .
دمت بكل الود .

آمنة محمود 12-27-2010 05:33 PM

اسمح لي أن أسجل إعجابي بكل ما يخطه قلمك

ودعنى طالبة من طالباتك تنتظر أستاذهااا ؟؟

أنتظر جديدك بكل شغف

تحياتي وتقديري

منى شوقى غنيم 12-27-2010 08:53 PM

الأستاذ رشيد
متابعة مستمرة ليوميات مدرس
سألوذ بالصمت كي أستمتع بعبير أزهارك
دمت بكل خير

رشيد الميموني 12-28-2010 01:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة محمود (المشاركة 49941)
اسمح لي أن أسجل إعجابي بكل ما يخطه قلمك

ودعنى طالبة من طالباتك تنتظر أستاذهااا ؟؟

أنتظر جديدك بكل شغف

تحياتي وتقديري

مرحبا بك آمنة .. اليوميات رهن إشارتك و الفصل كذلك .. بابه مشرعة (ابتسامة)
نورت كعادتك متصفحي .
دامت لك المحبة .

رشيد الميموني 12-28-2010 01:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى شوقى غنيم (المشاركة 49970)
الأستاذ رشيد
متابعة مستمرة ليوميات مدرس
سألوذ بالصمت كي أستمتع بعبير أزهارك
دمت بكل خير

الغالية منى .. حياك الله أختاه ..
سأحترم صمتك ، لأني أعلم أنه صمت يحوي الكثير مما يثلج الصدر و يطرب الفؤاد .
كل الشكر و الامتنان لاهتمامك و تشجيعك الدائبين لي .
لك مودتي التي لا تبور .

سارة رمضان 12-28-2010 02:14 AM

و لأننى طالبة يسعدنى أن أتابع يوميات معلم مخلص لعمله مثلك , قد أكون مثل طلابك و سيكون عليك مواجهة أسئلتى الصعبة و المحرجة :).

رشيد الميموني 12-28-2010 08:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة رمضان (المشاركة 50039)
و لأننى طالبة يسعدنى أن أتابع يوميات معلم مخلص لعمله مثلك , قد أكون مثل طلابك و سيكون عليك مواجهة أسئلتى الصعبة و المحرجة :).

أود أن تعرفي يا سارة أن أبهى ما يعجبني عند الطالب أسئلته .. وأنا سعيد لكون طالبة تمر على متصفحي وتثني على يومياتي ..
لا تتحرجي سارة و اسألي ما بدا لك ..
تقبلي مني كل مودتي ومتمنياتي لك بالتوفيق و النجاح .

رشيد الميموني 12-30-2010 11:14 PM

الجــــائزة الكبرى
أذكر وأنا أدرس بإحدى المدن الشمالية أني كنت عضوا في لجنة الأنشطة ، و أني قمت بمعية بعض الزملاء بتنظيم مسابقة ثقافية على صعيد المؤسسة . و رأيت كم كان الحماس منقطع النظير ، بحيث انهالت التقارير الموثقة للأنشطة على مكاتب ومراكز تربوية بالمدينة . أما نحن المنظمون ، فلم يكن همنا سوى استفادة التلاميذ وتوفير الجوائز لهم في مؤسسة يزيد عدد طلابها على الألف ، حتى تكون لهم حافزا على المشاركة وبذل المجهود . فقمت فورا بالاتفاق مع الإدارة على إرجاء تسليم الجوائز حتى نهاية السنة الدراسية .
نظم حفل الاختتام و حضر جمع غفير من المدعوين لمعاينة ما تم إعداده من مسرحيات و أناشيد و أغاني . وفي الأخير ، تمت الإشارة إلى ما أنجز من أنشطة مع توجيه الشكر للجميع ، وأعلن عن موعد توزيع الجوائز آخر السنة .
لم يكتب لي حضور حفل نهاية السنة الدراسية . لكني فوجئت في بداية الموسم الدراسي الجديد بأحد التلاميذ يتقدم نحوي ويحييني ثم يسألني مبتسما :
- أستاذ... لقد وعدنا بجوائز في حال فوزنا بالمسابقة... و ها قد فزنا ولم ننل شيئا .
أدركت أن الهدف من المسابقة لم يكن سوى للاستهلاك و الإشهار ...صمتت برهة قبل أن أجيب بحيرة :
- تستحقون الجوائز ، ونحن عند وعدنا ، لكن اصبروا ... سوف نتداول الأمر .
أفضيت بالأمر إلى أحد الأصدقاء ، فقال لي بمرارة :
- لقد نبهتك إلى هذا من قبل ، و قلت لك إنا سنتحمل وحدنا عبء توفير الجوائز لهذا العدد الهائل من الفائزين بالمسابقة . وعلينا الوفاء بوعدنا. اسمع... لقد عزمت على مواصلة النشاط الثقافي .. لكن في إطار محدود .
- ماذا تعني ؟
- أعني أن كل نشاط أو مسابقة لن يخرجا من محيط الأقسام التي أدرسها ... حقا ، سيحرم الكثيرون من كل هذا ، و لكن الأمور ستكون أكثر جدية و ضبطا ما دمت أنا المسؤول عنها أولا و أخيرا .
فكرت قليلا وأردت أن أطلب تفسيرا من المدير ، لكن.. دق الجرس !

رشيد الميموني 01-03-2011 12:30 PM

ارحموا من في الأرض
كم أشعر وأنا وسط جمع من تلامذتي بالعجب ، بل و الغيظ وأنا أنظر إليهم حاملين في عناء بين ، وعلى ظهورهم المحدودبة ، محافظهم المحملة بكل أصناف الكتب لمختلف المواد . وأتساءل وزملائي المدرسين ونحن نحاول ما أمكن تكليف الصغار بشراء أقل ما يمكن من الكتب والأدوات رحمة بجيوب الآباء وبأجساد التلاميذ الغضة : "من يرهق حقا كاهل هؤلاء الآباء ؟ ولماذا هذا الالحاح المريب على تجنب كثرة الأدوات المدرسية والمبالغة في اقتناءها ؟"
قال لي تلميذ مستغربا وأنا أعطيه لائحة الأدوات الواجب شراؤها :
- هذا كل شيء ؟ .. أتعلم يا أستاذ أن المدرس هو الوحيد من يفكر في حالتنا ؟
نظر إلي زميلي مبتسما وعقب قائلا :
- هذه شهادة تنسيك عناء وتعب سنة بكاملها.. هيا .. فقد دق الجرس .

آمنة محمود 01-03-2011 03:24 PM

بارك الله فيك

رشيد

متابعة بشغف

يوميات رائعة

إلى الأمام

رشيد الميموني 01-07-2011 09:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة محمود (المشاركة 51185)
بارك الله فيك

رشيد

متابعة بشغف

يوميات رائعة

إلى الأمام

يسعدني دائما أنك متواجدة دوما على متصفحي ..
آمنة .. جميل منك هذا التجاوب وهذا التواصل .
اشكرك من صمصم القلب .
مودتي

رشيد الميموني 01-07-2011 09:27 AM

لعبة المخفي
في بعض الأحيان ، أقترح على تلامذتي ملء بعض أوقاتهم بلعب ترفيهية مفيدة بدل تلك التي يقتلون بها الوقت ومنها تسطير مجموعة من النقط على ورقة ويكون الرابح من جمع أكثر عدد من الخطوط .
فمثلا ، أنصحهم بإتقان رسم خرائط الدول وحفظ العواصم و مرادفات الأسماء و أضدادها . غير أن فكرة طرأت لي و أنا أتحدث معهم في هذا الشأن ، فقدمت لهم تصميما لأحياء المدينة و طلبت مهم أن يذكروا ما يوجد في الشوارع ، وسيكون الفائز من يذكر ما لا يوجد .
تحمس الصغار للفكرة و انقسموا إلى مجموعات ، ثم أخذوا في ذكر ما تعج به الشوارع والأحياء ، فذكروا المقاهي ومتاجر الألبسة والدكاكين ومحلات الأكلات الخفيفة والمطاعم ونوادي الأنترنيت ودور الرهان ومحلات الحلاقة والوراقات إلى غير ذلك من مرافق المدينة . وأخذ الكل يتسابق لذكر المخفي في المدينة ، وانتبهت لأحدهم لا يشارك زملاءه البحث وابتسم وهو يجيب قبل أن أسأله :
- هذا بين للعيان يا أستاذ .. إني لا أرى مكتبات .
نظر إليه الآخرون في دهشة وقال زميله :
- بلى.. هناك مكتبة .
- قل لي كم منها في المدينة .. وحتى تلك.. هل نستطيع أنا وأنت ولوجها ؟
ساد الصمت وأعلنت آخر المتكلمين فائزا و... دق الجرس .

رشيد الميموني 01-09-2011 04:58 PM

جدول الضرب و عملية القسمة

رغم ما كان يصاحب استظهار جدول الضرب و عملية القسمة من ضرب مبرح بعصا كانت غالبا ما تقسم على ظهر أو رأس أحد التلاميذ ونحن لا نزال بالمرحلة الابتدائية ، فإني لا زلت أكن لمعلمي الإعجاب والاحترام ،لأني أؤمن بمقولة " من علمني حرفا صرت له عبدا"
وإذا كان العلماء العرب قديما يجمعون بين الرياضيات و الفلك والفلسفة والأدب ، فقد وجدت نفسي يوما أتفلسف بجدولي الضرب والقسمة بطريقة أخرى للتسلي . وقد أخذت مجال التربية والتعليم كمثال وانتهيت إلى ما يلي :
1- إن عملية ( معلم + أستاذ إعدادي + أستاذ ثانوي ) = مدرس ، قد تحولت إلى :
( معلم × أستاذ إعدادي × أستاذ ثانوي )
2- وأن تقسيم حصص العمل بالنظام الكندي أكد على صدق المثل :"البعيد عن العين بعيد عن القلب" ،بحيث صار من المتعذر لقاء كل الزملاء والإخوة المدرسين ،إلا صدفة في المقاهي أو اثناء حراسة الاختبارات الموحدة .
3- وأن نقابة ( أ ) × نقابة ( ب ) = تفريخ نقيبات .
4- وأن عملية ( مدرسون )/ نقيبات = (مدرس × مدرس) / إضراب
5- وأن عملية : سلالم الأجور/ مدرسون = مدرس × مدرس
إنه والله لضرب موجع وإنها حقا لقسمة ضيزى .

منى شوقى غنيم 01-09-2011 05:37 PM

الأستاذ رشيد الميموني
مازلنا معك نتابع بشغف يوميات مدرس لنتعرف على العالم المحيط بالمدرس وما يحتويه من سلبيات وإيجابيات لنستفيد منها
شكراً لك وبأنتظار القادم
دمت بكل خير

رشيد الميموني 01-09-2011 08:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى شوقى غنيم (المشاركة 52338)
الأستاذ رشيد الميموني
مازلنا معك نتابع بشغف يوميات مدرس لنتعرف على العالم المحيط بالمدرس وما يحتويه من سلبيات وإيجابيات لنستفيد منها
شكراً لك وبأنتظار القادم
دمت بكل خير

الغالية منى ..
أنا بدوري أنتظر بشغف تواجدك على متصفحي لألمس منك في كل مرة تشجيعا و تجاوبا يحفزني على مزيد من العطاء .
شكرا لطيبتك و نبلك .
ولك كل المودة و التقدير .

رقية صالح 01-09-2011 10:46 PM

سلام الله على المربي الفاضل الغالي
أ. رشيد الميموني

أعدت ذاكرتي في هذه اليوميات بصراحة
لتلك الأيام الزاخرة بحب العلم والمشاغبة بنفس الوقت
كنت من الطالبات المتفوقات وكل من في الإدارة يحترمني ويحبني
رغم بعض المشاغبات التي لا أخلو منها
والآن أقف أمام هذه اليوميات باحترام كبير وإجلال عظيم يغمرني الفرح
وأتمنى أن تكون الأجيال الجديدة على قدر من الوفاء الذي فعلناه
فإن أمتنا ستكون أكثر تقدماً وأعظم قوة
بإخلاصنا واجتهادنا وتعاضدنا
حتى يصيروا زهوراً بديعة الجمال
ينشرون طيب العلم وشذا المعرفة في كل مكان
(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).. راقت لي
تحية وتقدير وود لا ينتهي

رشيد الميموني 01-10-2011 12:27 AM

ربما كانت لي نفس الأحاسيس و أنا أدون ما أعيشه الآن ..
أتذكر مرحلة الدراسة وما حوته من مشاغبة و مغامرات و أيضا من اجتهاد و معاناة .
الكريمة رقية .. سعيد لتجاوبك الدؤوب .
مودتي

رشيد الميموني 01-12-2011 07:30 PM

اغتيال الحروف

لشد ما يعجب تلامذتي لدى انفعالي و أنا أنبههم للخطأ الفادح عند النطق ببعض الحروف ، ويغلبهم الضحك حين أصر على أن تنطق ثاء عثمان و بثينة ثاء ، و ظاء عبد العظيم ظاء ، وذال شذى ذالا . وتشتد حدتي حين يتطرق بنا الحديث إلى مقدمي الأخبار و البرامج التلفزيونية ، حيث تخلو أبجديتهم من الثاء و الذال والظاء ، فيتقلص عدد الحروف إلى 25 فقط ... أحرف ثلاثة انهال عليها أحد المذيعين رفسا و لكما بقوله :
- وإدا كانت الضروف الاستتنائية تجعلنا نلتزم الحدر ...
بل و الأدهى من ذلك ، انقضاض أحدهم على كلمة يمزقها إربا إربا حين اختلطت عليه الأمور و بدل حرفا مكان حرف فقال :
- ولدلك يجب أن نحافض على الثرات .
و حين أفتح ، كالعادة باب المناقشة ، تظهر بعض الحقائق المرة . وأحتفظ دائما بأبلغ ما قيل في ردود تلامذتي :
- ممكن يا أستاذ أن ننطق بتلك الحروف أثناء القراءة ، أما في المحادثة العادية ...
- لا أعتقد أن النص يقرأ بالكيفية الصحيحة ، و لكن ، قولوا لي ، ما المانع من المحادثة مع النطق بالحروف الثلاثة ؟
ولتعودهم الصراحة معي ، يجيب أحدهم :
- ومتى كنا نتحادث في الفصل بالفصحى ؟.. اللهم إذا أجبنا عن سؤال يتعلق بالدرس نفسه ... ساد الصمت ولم يعلق أحد .
كان بودي التطرق معهم إلى المسلسلات باللغة الفصحى لكني وفرت على نفسي و عليهم الشعور بالغثيان و ... دق الجرس .

دنيا احمد 01-17-2011 09:14 PM

هناكـ يوميات نكتبها و أخرى تكتبنا
يعجبني جدا تأمل هذه اليوميات خلسة
لأنها تحكي مسيرة مدرس يمشي بخطوات ثابتة وجنان مطمئن
رغم مايشوبه من نوبات عصبية .. باتت شبه عادية
لأن الغريب أن تجد مدرسا معتدل المزاج
يربي فيعلم دون أن يكون منهار المعنويات..

هناكـ.. سحر ما يأسر باليوميات
هل هي حبكة ناتجة عن خبرة بمجال كتابة القصة
أم لأن بعض المقاطع تشبه السيرة الذاتية

المهم تمة ما يغري بالمطالعة و التأمل ..

متابعة بالكثير من الفضول





تقديري لجمالية الطرح
و بلاغة الأسلوب ..


رشيد الميموني 01-18-2011 02:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دنيا احمد (المشاركة 54420)
هناكـ يوميات نكتبها و أخرى تكتبنا
يعجبني جدا تأمل هذه اليوميات خلسة
لأنها تحكي مسيرة مدرس يمشي بخطوات ثابتة وجنان مطمئن
رغم مايشوبه من نوبات عصبية .. باتت شبه عادية
لأن الغريب أن تجد مدرسا معتدل المزاج
يربي فيعلم دون أن يكون منهار المعنويات..

هناكـ.. سحر ما يأسر باليوميات
هل هي حبكة ناتجة عن خبرة بمجال كتابة القصة
أم لأن بعض المقاطع تشبه السيرة الذاتية

المهم تمة ما يغري بالمطالعة و التأمل ..

متابعة بالكثير من الفضول
تقديري لجمالية الطرح
و بلاغة الأسلوب ..


الغالية دنيا ..
لا أدري كيف أعبر لك عن امتناني و شكري لك على تجاوبك مع كتاباتي .
تعليقك أيضا يحمل سحرا بين ثنايا كلماته .
كم يسعدني حين أرى اسمك يسطع على متصفحي ..
كوني دوما بالجوار .
أمد إليك صداقتي و أتشرف بصداقتك .
مودتي و تقديري الدائمين .

آمنة محمود 01-18-2011 03:50 PM

متابعة وبشغف

بوركت رشيد وبورك طرحك ويومياتك الرائعة

التي لا نمل من قراءتهااا

تقديرى وورودي

رشيد الميموني 01-18-2011 04:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة محمود (المشاركة 54640)
متابعة وبشغف

بوركت رشيد وبورك طرحك ويومياتك الرائعة

التي لا نمل من قراءتهااا

تقديرى وورودي

وأنا بدوري أسعد كثيرا كلما وجدت مثل هذا المرور العبق و هذا الثناء الجميل .
أشكرك من كل قلبي آمنة على تجاوبك الرائع .
مودتي .

رشيد الميموني 01-18-2011 08:09 PM

الأحمر والأخضر

على غير عادتي ، ولجت الفصل متجهم الوجه ، مقطب الجبين . لزم تلامذتي السكوت منتظرين ما سوف أفعله وأنا في هذه الحالة . لقد تعودوا مني الدخول بوجه بشوش ، أصافح هذا و أداعب تلك وأمازح هذه و أربت على كتف ذاك .
اضطررت ، ونحن على مشارف نهاية الدرس ، و تحت وطأة نظرات عيونهم المتلهفة لمعرفة كل شيء أن أبوح لهم ربما لأنفس عني شيئا ..
في ذالك الصباح ، كنت مجبرا على أن أستقل سيارة أجرة إلى الإعدادية بعد أن داهمني الوقت .. وفي الطريق ، تجاذبنا أنا والسائق أطراف الحديث حول مشاكل التدريس و معاناة سائقي سيارات الأجرة .
- تعرف يا أخي – قال لي ثائرا – نحن نعيش في فوضى .. تصور أن يوقفك شرطي ويأخذ منك أوراقك .. لا لشيء سوى أنك مررت و الضوء الأخضر لا يزال ينبه ، في حين يصر هو على أنك خرقت الضوء الأحمر .
- هذا ظلم ...- قلت هذا وأنا أشعر صادقا بما يعانيه ، ثم نبهته فجأة :
- حذار.. الضوء الأحمر .
لكنه كان منطلقا في سرعة لم يتمكن معها من الوقوف في الوقت المناسب ، و استمر في السير مهونا علي ذلك بكون الطريق خال من السيارات والمارة .. لكن .. فجأة تناهى إلينا صوت صفارة :
- السلام عليكم .. الأوراق من فضلك .. ألم تر الضوء الأحمر ؟
ضحكت في سري ووددت لو أن السائق أجاب :" بلى .. رأيته .. لكني لم أرك ."
حاول في البداية أن يستعطف لما لمسه من لطف وأدب الشرطي ، وأوحى باستعداده " للتفاهم " ، لكن رجل الأمن بدا من طينة غير التي توقعها السائق التعس ، فدفع رخصة السياقة و هو يتوعد ، وقد انتفت عنه أمارات المسكنة وقال :
- خذها .. لكني سوف أتسلمها من مولاك ."
لم يبدر عن الشرطي الشاب أي انفعال أو ردة فعل ، لكني أحسست بداخلي بشعور المهانة والإحباط و تيقنت أن ما اعتراني من إحساس ما هو إلا مرآة لما يعتلج في أعماق ذاك الشرطي .. ولم أشعر إلا وأنا أؤدي للسائق أجرته و أنزل فورا لأتابع السير راجلا تحت نظر السائق المندهش ..
انتهيت من سرد حكايتي وقد عاودني الابتسام .. فانطلق الصغار في نقاش صاخب وأردت أن أعيد الهدوء .. لكن في تلك اللحظة .. دق الجرس .

ناريمان الشريف 01-18-2011 08:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 49513)
القاعــة والذوق الرفيع
تلبية لدعوة من أحد زملائي ، قمت بزيارة للإعدادية التي يعمل بها . و قدمني لباقي الأساتذة الذين رحبوا بي وقدموا لي الشاي و الحلويات ، وتبادلوا معي أطراف الحديث عن التدريس و شجونه فشعرت بأنس لا مثيل له . كان الجو رائعا ، و قضيت فترة الاستراحة أجيل النظر في أنحاء قاعة الأساتذة . كل شيء فيها كان متناسقا : الألوان و الرفوف و المزهريات . و غادرت المكان و أنا هائم في دنيا الخيال.. حقا أعجبني كل شيء ، لكني تساءلت في نفسي : ألا يمكن أن يتعدى ذلك إلى أشياء أخرى ؟
قضيت معظم الليل أدون أفكاري ورؤيتي لما يمكن أن تكون عليه قاعة تليق بمدرسين تنعكس معنويتهم على مردودهم . و أضفت إلى ما عاينته هنا وهناك ، أمورا بدت لي سهلة التنفيذ و عزمت على عرضها على طاقم الإدارة والتدريس ، ملخصا ما دونته فيما يلي :
1- تأثيث القاعة بما يلزم من كنبات وبساط وكراسي لائقة .
2- تجهيز القاعة بكتب و جرائد و مجلات ثقافية .
3- اقتناء آلة لإعداد الشاي و القهوة .
4- تزيين القاعة بلوحات تشكيلية .
5- تنظيم سبورة الإعلانات و إحداث دفتر للملاحظات والآراء والاقتراحات .
6- جعل القاعة منتدى ثقافيا للمبدعين من الأساتذة في مجال القصة والرواية والشعر و التشكيل .
سرح بي الخيال إلى أبعد من هذا، لكني كبحت جماح أفكاري و اكتفيت بما دونته ، في انتظار ردود الفعل على اقتراحاتي .



أخي رشيد ..
سلام الله عليك
اقتراحات أعجبتني .. حيث تعطي منظراً لائقاً
وبذات الوقت النظر إليها بين الحصة والأخرى يريح المدرّس من عناء الحصص ..

وهي سهلة بالإمكان توافرها في غرفة مدرسين بأي مدرسة
سأحاول تطبيقها في غرفة المعلمات بمدرستي


استمتعت وأنا أقرأ هنا
ربما أعود ومعي (نص ) من ذاكرتي وقد عملت بسلك التربية والتعليم أكثر من ثلاثين سنة




تحية ... ناريمان

رشيد الميموني 01-18-2011 09:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 54729)


أخي رشيد ..
سلام الله عليك
اقتراحات أعجبتني .. حيث تعطي منظراً لائقاً
وبذات الوقت النظر إليها بين الحصة والأخرى يريح المدرّس من عناء الحصص ..

وهي سهلة بالإمكان توافرها في غرفة مدرسين بأي مدرسة
سأحاول تطبيقها في غرفة المعلمات بمدرستي


استمتعت وأنا أقرأ هنا
ربما أعود ومعي (نص ) من ذاكرتي وقد عملت بسلك التربية والتعليم أكثر من ثلاثين سنة




تحية ... ناريمان

الغالية ناريمان .. تحية أخوية صادقة ..
ربما ، كما قلت في الحوار مع الأخت منى شوقي ، لا أشعر و أنا متجه إلى عملي بالإعدادية ، أنني فعلا متجه إلى القيام بعمل ..
التدريس بالنسبة لي متعة كمتعة فنان تشكيلي مع لوحته او ملحن مع موسيقاه .. ولهذا لا أكتفي بالجوانب الروتينية في التدريس وإنما أبحث دائما عن التجديد و المتعة .
شكرا لك زميلتي في أمتع المهن و أبهاها .
مودتي .

منى شوقى غنيم 01-21-2011 07:26 PM

أستاذ رشيد الميموني
متابعة لا نمل منها ليوميات مدرس تذكرنا بمن علمنا أول حرف فعندما أقرأ يومياتك أشعر كأن الزمن يعود للوراء حيث كان المدرس أباً وأخاً وصديقاً قبل أن يكون مدرس وهذا ما نفتقده في هذا الزمن حيث أصبح أهتمام المدرس الأول بعدد التلاميذ الذي سيقوم بإعطائهم الدروس الخصوصية والقليل هو الذي ما زال متمسك بتلك القيم والأخلاق
أحييك أستاذي على تلك اليوميات الرائعة من مدرس مخلص لعملة
دمت بكل خير و ود

رشيد الميموني 01-21-2011 08:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى شوقى غنيم (المشاركة 55487)
أستاذ رشيد الميموني
متابعة لا نمل منها ليوميات مدرس تذكرنا بمن علمنا أول حرف فعندما أقرأ يومياتك أشعر كأن الزمن يعود للوراء حيث كان المدرس أباً وأخاً وصديقاً قبل أن يكون مدرس وهذا ما نفتقده في هذا الزمن حيث أصبح أهتمام المدرس الأول بعدد التلاميذ الذي سيقوم بإعطائهم الدروس الخصوصية والقليل هو الذي ما زال متمسك بتلك القيم والأخلاق
أحييك أستاذي على تلك اليوميات الرائعة من مدرس مخلص لعملة
دمت بكل خير و ود

الغالية أخت منى
أنتظر دائما مرورك على كل متصفحاتي لما يحمله هذا المرور من عبق .
فعلا .. عمل المدرس لا يجب أن يقتصر على التلقين الجامد ..
هناك احاسيس أنسانية تجاه التلميذ الذي يجب ان نشعره بالدفء و الأمان بدل استغلاله ماديا و معنويا .
مودتي

رشيد الميموني 01-21-2011 10:46 PM

إلى متى


يلذ لتلامذتي أن يذكروني بأنهم لمحوني عند موضع كذا في الشارع أو قرب منزلي وهم بمعية أسرهم .. وكأن ذلك امتياز على زملائهم .
في هذا الصباح ، و الحصة تقترب من نهايتها ، سألني أحدهم عن سبب خروجي من إحدى المصالح وعلامات التوتربادية على وجهي .. ابتسمت ووجدتها فرصة لطرح موضوع آخر للمناقشة ..
في إحدى الإدارات ، تم إحداث دفتر للاقتراحات ، فكانت مناسبة لكي أقترح فكرة العمل بالترقيم بدل اصطفاف الزبناء ، مع ما ينتج عن ذلك في بعض الأحيان من مشادات لدى نشوز البعض عن النظام أو ما يحدثه التناوب بين الرجال والنساء من حزازات .. لكن هذا الاقتراح لم يرالنور هناك ، بينما جرى العمل بهذا النظام في مصلحة أخرى، وصادف أن كنت يوما هناك أنتظر دوري لأداء فاتورة .. وكان النظام بديعا ، والكل يترقب دوره ناظرا إلى آلة الترقيم .. و إذا بالموظف يشير إلى بعض النسوة بالتقدم ، فسأله أحد الزبناء في هدوء :
-عفوا سيدي ، ألا تأخذون بنظام الترقيم ؟
- بلى ، ولكنكم قلة و العداد أصابه عطب .
تدخلت بدوري قائلا :
- ما دمنا أخذنا التذاكرمن الآلة ، يمكنك المناداة على الزبناء حسب أرقامهم .
و حين لاحظ امتعاض من يقفون خلفي قال في لا مبالاة :
- حسنا ،إذا كنت مستعجلا ..
- لا يا سيدي .. لست مستعجلا .. ولكني أنتظر دوري ..
- مع شيء من الصبر . كل شيء يهون .
- يا سيدي.. لا دخل للصبرفي كل هذا ..
لكنه تابع حديثه دون أن ينظر إلينا :
- الاسلام يوصي بالإيثارو الصبر ..
- وبالنظام أيضا - قلت محتدا - من فضلك ، استخلص فاتورتي و دعني أنصرف .. وإذا كان هنا من هو مستعجل ، فأنا مستعد للتخلي عن دوري لصالحه ..
هز الحميع - بما فيهم النسوة - رؤوسهم بالنفي .. وخرجت صحبة رفيق التقيته هناك وهو يقول :
- لقد أدرك خطأه.. لكنه لم يحتمل الاعتراف به .. هيه .. ما رأيك .. حتى ولو استخدمت الآلة .. لا فائدة ..
..هل حقا .. لافائدة ؟
تحدث تلامذتي عن أمثلة مشابهة .. و كان من الممكن أن يستمر النقاش .. لكن .. دق الجرس.

رشيد الميموني 01-23-2011 08:33 PM

نعم ، ولكن ..


كانت أول حصة بعد المشاركة في المسابقة الثقافية التي نظمتها إحدى الإعداديات وشارك فيها بعض تلامذة المؤسسة التي أعمل بها .. كان الوجوم يخيم على تلامذتي بسبب إخفاقهم في نيل المرتبة الأولى .. لكني كنت على يقين من أن هذا لم يكن السبب الرئيسي في وجومهم .. فقد حرصت منذ بداية السنة على أن يفهموا بأن كل مسابقة يكون فيها فائز وغير فائز - كي لا أقول خاسر - فالجميع رابح ما دامت مسابقة ثقافية .. و أكدت لهم مرارا على ضرورة التحلي بالروح الرياضية والاعتراف بفوز الآخر ..
لكني كنت أعرف السبب .. وكنت أحس بوجومهم و خيبة أملهم ،لأن شعوري لم يكن يختلف عن شعورهم..
فالجو الذي ساد المسابقة كان أقرب لرهان مالي منه إلى مسابقة ثقافية .. وبدا منذ البداية حرص المنظمين من الإعدادية المحتضنة للنشاط الثقافي على الفوز بالمسابقة بأي ثمن .. بما في ذلك التأثير على لجنة التحكيم باختيارها و إضافة عناصر أخرى إليها في لحظة فرز النتائج دون أن يعلم أحد مدى صحة الإجابات عند كل فريق من فرق الإعداديات المشاركة .. حتى لجنة التحكيم كانت مبهورة بالجو الحماسي لدى الجمهور المساند و تحركات المنشطة للمسابقة وهي تتنقل بين لجنة التحكيم و ألجمهور ..
كنت أتساءل في تلك اللحظة :"هل عدم الفوز بالمسابقة يعني فشلا و تدنيا في المستوى الدراسي لأية إعدادية ؟"
وعادت بي الذاكرة إلى يوم نظمنا نحن مسابقة ثقافية و كانت نفس المؤسسة مدعوة إليها .. تذكرت كيف وضعت شرطا بأن تكون الشفافية و النزاهة عنوانا للمسابقة .. وأصرت الإعدادية المذكورة على إقحام عناصر من أطرها في لجنة التحكيم ..( دائما هناك هاجس الخسارة ) .. بينما لم تكلف نفسها عناء دعوة أحد من مدرسي المؤسسات الأخرى ليكونوا ضمن لجنة التحكيم ..
كان لا بد من بذل مجهود كبير في الحصة التي تلت ذلك اليوم ، لأخفف عن تلامذتي وقع هذا الأثر الذي أحدثته ظروف و أجواء المسابقة الثقافية ..
كانت الحصة - لحسن الحظ - مبرمجة لتقديم شعر غنائي ..
وصادف أن عنوانه هو " أمي .. الحب " لأحد المطربين الفرنسيين ..
مطلعها يقول :
أمي .. أنا محتاج إليك ..
أمي .. حبي .. أحبيني ..
أمي .. خذيني بين ذراعيك ..
أمي .. صديقتي .. ساعديني .

فانقلب الجو مرحا .. وضج الفصل بالغناء الجماعي بصوت ملائكي رائع .. وشاركت في الغناء - أي والله -
في نهاية الحصة .. تقدم بعض التلاميذ يطلبون نسخة منها فأعلنت :
"سأقدم نسخا للمشاركين في المسابقة الثقافية الأخيرة .. تقديرا ومكافأة لهم على روح انضباطهم و سلوكهم المثالي أثناء المسابقة .."
ودق الجرس ..

سارة رمضان 01-25-2011 09:01 AM

أتابعك بشغف ......

رشيد الميموني 01-25-2011 11:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة رمضان (المشاركة 56308)
أتابعك بشغف ......

وأنا ارحب بك سارة عل متصفحي هذا و أسعد لمتابعتك .
شكرا لك من كل قلبي .

رشيد الميموني 01-28-2011 01:07 PM

شيء فظيــــــــع


كان أول موضوع استهل به تلامذتي الموسم الدراسي للنقاش والحصة تشارف على نهايتها ، موضوع اللغة العربية .. و حكيت لهم أنه مضى زمن كنا نشنف آذاننا بأصوات المذيعين وهم يخاطبوننا بلغة عربية فصيحة تحترم فيها جميع الحروف الأبجدية بما فيها الحروف الثلاثة التي تم اغتيالها في بداية الأمر ( ث – ذ – ظ ..)
وجاء زمن بدأنا نجد في أصوات إذاعية نشازا وركاكة ، حتى وصل الأمر حاليا إلى الإجهاز تماما على مخاطبة الجماهير بلغة عربية فصحى .. وصارت العامية وسيلة لتقديم جل البرامج إن لم أقل كلها .. بل الفظيع في كل هذا ، حتى الأخبار التي كانت في منأى عن الانسياق إلى الإعراض عن الفصحى، صارت تقدم في بعض القنوات بالعامية ..
قد يقول قائل – وهو ربما من هؤلاء المذيعين – إن العامية تسهل التخاطب و تصل سريعا إلى قلوب المستمعين خاصة الأميين منهم .. لكني أهمس في أذنهم بما يلي :
1- قبل الاستقلال وبعده .. ألم تكن الأمية مستشرية في المجتمع ؟ .. ومع ذلك كانت ربات البيوت يستمتعن ببرامج تلم بكل نواحي الحياة الاجتماعية من طبخ و وصفات طبية و علاقات أسرية .
2- ألم تفكروا في الجيل الصاعد – رغم أن القليل منهم من يستمع إلى الإذاعة الآن – وتربية ذوق اللغة فيهم ما دام الكثير منهم يشتكي ضعف اللغة و "صعوبة قواعدها النحوية" ؟
كان هناك الكثير مما يمكن قوله لكن .. دق الجرس .. فلم نملك إلا أن نلملم أدواتنا ونهتف بحسرة :
لا حول و لا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..

هوازن البدر 01-28-2011 01:12 PM

كيف فاتني هذا الصف الجميل ...
أستاذ رشيد ...
يوميات رائعة جداً ...
سأحضر كل الحصص .. ولن أتغيب ..
وسأعمل على مذاكرة الدوس الفائتة عني ..
الهوازن

رشيد الميموني 01-28-2011 01:46 PM

ما أجمل أن يكون في صفي طالبة من أمثالك يا هوازن ..(ابتسامة)
أرحب بك و أعبر لك عن امتناني وشكري لتجاوبك مع حروفي .
لك مني كل المودة اللائقة بك .

رشيد الميموني 02-06-2011 02:32 AM

التدريس و بيداغوجية العصر


من بين الحكايات التي أرددها كلما طلب مني تلامذتي ذلك و الحصة تشارف على نهايتها ، حكاية تعييني بإحدى القرى النائية حيث لا ماء و لا سكنى ولا فصل للدراسة بالمعنى العام .. إذ كنت مضطرا للاستقرار بأحد الأقسام التي أدرس بها ، وجلب الماء من منبع ناء بمساعدة بعض التلاميذ . أما فصل الدراسة فكان عرضه يوازي عرض السبورة المهترئة وارتفاعه يكاد يفوق قامتي بقليل . ورغم ذلك قررت تحدي الصعاب ،هذا مع تأخر وضعيتي كمدرس رسمي . و لم يمنعني كل هذا من الاهتمام بتلامذتي .. وأول شيء فعلته هو أني طلبت منهم تنفيذ بعض التعليمات الضرورية في رأيي وأهمها :
- النظافة قبل ولوج القسم ، وهذا يتطلب منهم إحضار الماء معهم .
- إحضار وجبة معينة كالبيض والحليب ، لاقتناعي بأن التغذية أساس الفهم والاستيعاب .
ونظرا للحالة الرثة التي كانوا عليها ، فإني كنت أقتني – أثناء العطل - بعض الملابس المستعملة الجيدة والمعروضة بالمدينة بثمن بخس وأحرص على توحيد اللون ، ثم أهبها لهم ..
و بما أن فصل الشتاء كان يجعل الفصل مقفرا لعدة أيام بسبب تعذر مجيء التلاميذ واستحالة عبور النهر ، فإني كنت أضطر للذهاب إلى المدينة لجلب بعض الحاجيات الضرورية .. و كنت أتغيب لتغيب تلامذتي ، إلى أن توصلت باستفسار ، تلاه تنبيه ثم إنذار يحمل وعيدا باتخاذ إجراءات زجرية ضدي "لتلاعبي بمصلحة التلاميذ" ..
إلا أن أحد الزملاء العاملين بالمدينة قادني يوما إلى ركن بالمقهى ليفضي إلي بما هو أدهى وأمر .. قال لي هامسا إن هناك أقوالا في الخفاء تتهمني بما يلي :
- استغلال التلاميذ في جلب الماء وحاجيات أخرى .
- ابتزاز التلاميذ و إجبارهم على إحضار وجبات غذائية لي .
- الاتجار بالملابس المستعملة وبيعها للتلاميذ بالإكراه .
توقفت فورا عن كل ما برمجته منذ البداية دون أي تعليق .. اما عيون تلامذتي فقد كانت تحمل أكثر من علامة استفهام .
حين انتهيت من حكايتي ساد الصمت و لمست رغبة في بدء النقاش ، لكن .. دق الجرس .

رشيد الميموني 02-13-2011 03:05 AM

شـ...شكرا لـ...ك أسـ... أستاذي

بدأت الحصة ، وأخذ كل واحد من تلامذتي يعد العدة لاجتياز الامتحان الشفوي الذي كان عبارة عن حوار بين اثنين بعد أن أعلنت أنه لن يعفى أي واحد .. وفيما فرك المتفوقون أيديهم غبطة و ابتهاجا لتيقنهم من الحصول على نقطة جيدة ، علت وجوه الآخرين مسحة من القلق وهم ينظرون إليهم بحسرة مع شيء من النقمة .
لكن استرعى انتباهي ما علا وجه أحدهم من القنوط .. وعرفت السبب .. كان تلميذا عيا يتأتئ في الكلام ولا يجرؤ حتى على وضع السؤال .. فكرت جليا في الأمر وأدركت أنها ستكون مناسبة للضحك والسخرية منه .. ثم فكرت في أنني أكدت على مشاركة الجميع .. ما العمل ؟
أمرت اثنين بالمرور أمام السبورة وبدآ في الحوار .. بينما أنا منشغل في إيجاد مخرج لهذا المأزق .. فلا أنا قادر على إعفائه .. وهذا قد يؤزم نفسيته ، ولا أنا مجازف بدعوته مثل زملائه ..
انتهى الإثنان وتلاهما اثنان آخران .. وفي كل مرة ينتهي الحوار يتم التصفيق ويعلو الهتاف فأقضي بضع دقائق منتظرا حتى يستتب الهدوء .. وفي لحظة ، والضجيج لا زال يعم الفصل ،أشرت للفتى بالتقدم .. فاحمروجهه و تردد . لكنه تقدم إلى حيث زميله وبدأ في سرد الحوار .. لم أطلب من الآخرين السكوت .. كانت هي فرصتي الوحيدة .. وانتهى الحوار والصياح لا زال عاليا .. نظرت إليه مبتسما وقلت له وهو يمر من أمامي : " برافو عليك .. من أحسن العروض هذا الذي قدمته .. نقطتك جيدة " .. ولم ينتبه الآخرون إلا وهو يعود إلى مقعده مبهور الأنفاس .. وهو ينظر إلي بشيء غير قليل من الامتنان .
في اليوم التالي ، طلبت من بعضهم إعادة الحوار كمراجعة .. وكان هو أول من رفع اصبعه ..
[/font][/size] [/color]


الساعة الآن 10:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team