منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   هل ينبغي على المرء أن يعاني كي يفكر؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1941)

ايوب صابر 10-20-2010 12:12 PM

هل ينبغي على المرء أن يعاني كي يفكر؟
 


هل ينبغي على المرء أن يعاني كي يفكر؟???

في حوار مع الناقد البلغاري الأصل الفرنسي الجنسية تزفيتان تودوروف منشور تحت عنوان " لكي نفهم الكتابة" ترجمة سعيد أبو خليط وفي معرض رده على السؤال - هل ينبغي على المرء أن يعاني كي يفكر؟ يقول الناقد المذكور:

- إنه سؤال مرعب، لا امتلك جرأة الإجابة عليه، ربما لأني لم أكابد إلا قليلا في حياتي مع ذلك ألاحظ وجود صلة مزعجة بين الانكسار والمعاناة ثم القدرة على الذهاب بعيدا جدا في معرفة الإنسان، كما لو أن السعادة تسد الطريق أمام الفهم الأكثر توقدا.
- قد تخطيء نظريتي ، فأكون مطمئنا، أو على العكس تكون صحيحة بالتالي أنا مفكر تافه! ربما..أهدف إلى تعويض غياب هذه التجربة المؤلمة على مستوى مسار وجودي الذاتي وذلك بالافتتان بوجود الآخرين أو بالضبط الأفراد الذين تميزت حياتهم بالانكسار والجرح بل التراجيديا...

ويظل السؤال: هل ينبغي على المرء أن يعاني كي يفكر؟؟؟؟؟




ساره الودعاني 10-20-2010 12:44 PM



هل ينبغي على المرء أن يعاني كي يفكر؟???


سأحاول أن اجيب


من وجهة نظري أن ليس بالضرورة ان يكون الشخص في موقف معاناة حتى يفكر

, بل ربما ان المعاناة توقف التفكير او تحجم من التفكير والتركيز

التفكير يكون بالتوحد بين الشخص وبين نفسه وانقطاعه ولو فترات عن من حوله

والوحدة الحميدة التي لا يخالطها مرض نفسي او رهاب إجتماعي هي من تشجع على التفكير

الوحدة ليست سيئة دائما البعض تعود عليه بإلهام والبعض قد توصله الى نهاية أليمة..


شكرا لك أستاذ أيوب صابر

دئما تحدث حراك داخل النفس بمواضيعك الجميلة..


تحيتي وتقديري..

سحر الناجي 10-20-2010 01:11 PM



القدير أيوب صابر ..
هو فعلا سؤال مخيف , أو تدري لما.. لأنه يجعلك تغوص في أعماق الذات الغافية تحت رماد السنين لنبش النار النائمة أسفل رمال العمر من جديد ..
لعلك أشرت في معرض حديثك النقدي حسبما أذكر إلى صفة هامة يتسم بها المبدع وهي الحساسية المفرطة أو الشعور الدقيق بتفاصيل المعاناة ,
وأظن أن الرؤية تتضح من خلال هذه الجزئية وتنبثق عن كيفية التفاعل مع مجريات المحن المحيطة بالمبدع أيا كان شأنه..
فهناك فئة من الناس قد يمر عليهم عارض حياتي مؤلم مرور الكرام ولا يترك أثرا بالغا في أعماقهم إلا فيما ندر وذلك حسب شدة المأساة أو النكبة,
في حين نجد المبدع يتشرب ذهنيآ هذا الحدث مهما كان بسيطآ أو عنيفا وبكل دقة حيث يأخذه الكثير من الجهد والزمن في محاولة ترجمة أبعاد الطارئ أو فلسفته حسب رؤيته وإحساسه المرير بما جرى ..
إذن الميزان هنا يتجسد بطريقة تفاعل المبدع مع المستجدات المؤلمة في حياته اليومية حيث يجعله ذلك يستند على الخيال أحيانا للفرار من وطأة الألم أو لخلق فجوة بينه وبين الواقع بارتكازه على تفكير عميق يعينه على نسيان المعاناة بأسلوب ذاتي أكثر إشراقآ مما قد يولد لديه طاقة توعز له بالهطول الإبداعي في مجاله التخصصي ..
أو تدفعه للتعبير عن مكنونه بهيئة كلمات وألوان وتعابير تعينه على التخلص جزئيآ من طائلة الألم ..
هذا رأيي حاليآ وقد يكون لدي عودة قريبة بحول العظيم ..
دمت سيدي ودام تألقك المضئ على سفح الإبداع
تقديري

ايوب صابر 10-20-2010 02:03 PM

أهلا بك سارة الودعاني

دائما أنت حاضرة

اقتباس " من وجهة نظري أن ليس بالضرورة".
- إن كان هذا رأيك فماذا نقول للكاتب الناقد أعلاه والذي سجل هذه الظاهرة ضمن كتاب ذكر فيه طبعا العديد ممن الأمثلة وطرح نظرية لذلك حتى انه يشكك في قدرته الإبداعية لأنه وكما يظن لم يعاني بما يكفي لتجعل منه المعاناة مبدعا فذا؟
- وماذا نقول حينما نجد أن نسبة من عاني في حياته من بين المبدعين عاليه جدا إلى حد أنها تتجاوز عامل الصدفة حتما!
اقتباس "إن المعاناة توقف التفكير أو تحجم من التفكير والتركيز"
- وهل ذلك يتعارض مع ما هو مطروح؟ ففي مرة تكون المعاناة دافع ومحرك للتفكير والإبداع وذلك حينما يكون اثر المعاناة مقبولا وممكن السيطرة على نتائجه الهرمونية أو الكهرومغناطيسية فيعمل العقل بطريقة سوية؟
- وأحيانا ينتج عن المعاناة ما يدفع العقل للخروج عن العمل بصورة سوية ربما لأسباب هرمونية أو كهربية فتكون المعاناة عائق للتفكير والإبداع.

اقتباس " التفكير يكون بالتوحد بين الشخص وبين نفسه وانقطاعه ولو فترات عن من حوله والوحدة الحميدة التي لا يخالطها مرض نفسي أو رهاب اجتماعي هي من تشجع على التفكير".
- ماذا يعني التوحد بين المرء ونفسه؟ ربما هذا التوحد هو مظهر سلوكي للشخص المفكر الذي يكون قد عانى أصلا ولذلك نجد عنده الميل إلى التوحد. فالسبب إذا هي المعاناة دائما!!!؟؟؟
- ربما أن الوحدة بذاتها لا توصل إلى شيء ولكن وجود المعاناة + الوحدة يكون هناك تفكير وإبداع. ...
- المهم أننا أحيانا نتصور بأن هناك أمثلة كثيرة من الناس الذين لم يعانوا ولكنهم يفكرون ويبدعون والخطأ هنا يكمن في تقدير أنهم لم يعانوا فهناك قائمة لا محدودة من الأسباب التي قد تسبب المعاناة وليس بالضرورة أن يكون سبب المعاناة بارزا كالإعاقة أو اليتم.
ربما تأخير قنينة الحليب في الطفولة المبكرة أو تأخير تنظيف الطفل سبب كافي من المعاناة التي تشعل فتيل التفكير لاحقا وتولد الطاقة الذهنية الهائلة؟؟!!.

قد لا نستطيع قياس المسببات للمعاناة في حدها الادنى ولكنها بارزة ويمكن قياسها في حدها الأعلى ولذلك نجد أن الخالدون من بين الناس أيتام ...واليتم على ما يبدوا أكثر المصادر ألما ومصدر المعاناة الأول والرئيس.




ساره الودعاني 10-20-2010 02:39 PM

اقتباس:

ماذا يعني التوحد بين المرء ونفسه؟ ربما هذا التوحد هو مظهر سلوكي للشخص المفكر الذي يكون قد عانى أصلا ولذلك نجد عنده الميل إلى التوحد. فالسبب إذا هي المعاناة دائما!!!؟؟؟
- ربما أن الوحدة بذاتها لا توصل إلى شيء ولكن وجود المعاناة + الوحدة يكون هناك تفكير وإبداع. ...
- المهم أننا أحيانا نتصور بأن هناك أمثلة كثيرة من الناس الذين لم يعانوا ولكنهم يفكرون ويبدعون والخطأ هنا يكمن في تقدير أنهم لم يعانوا فهناك قائمة لا محدودة من الأسباب التي قد تسبب المعاناة وليس بالضرورة أن يكون سبب المعاناة بارزا كالإعاقة أو اليتم.

ربما تأخير قنينة الحليب في الطفولة المبكرة أو تأخير تنظيف الطفل سبب كافي من المعاناة التي تشعل فتيل التفكير لاحقا وتولد الطاقة الذهنية الهائلة؟؟!!.
الوحدة بين الشخص ونفسة هي الخلوة المختارة والمعينة الوقت والمكان مثال:
لماذا معظم المبدعون رجال؟

لأن الرجل يستطيع ان يخلو ويتوحد في كهفه دون مقاطعة

بعكس المرأة التي لا يتسنى لها شئ من ذلك الا في حال ان إختارت التبتل

والعزلة..




ربما الأبداع عائد الى نوع الشخصية في اتجاه البوصلة

هناك إناس مبدعون بالصدفة وبلا معاناة وهذا لا ينفي الأبداع بإيعاز من المعاناة

فنحن نشاهدهم وشاهدناهم من خلال دراستك التي تقطع الشك باليقين ..
ورأيي لا يتعارض مع ما ثبت

فكما أوردت أنت يا أستاذي القدير ان المعناة درجات والأبداع غير محدود بمستوى معين

فنحن نشاهد اناس عانوا وما زالوا يعانون وما زالت المعانة تقوص قدراتهم ..

إضاءة:

لسات في مستوى قدراتك يا أستاذي ولكني احب المشاركة في هذا النوع من المواضيع..

شكرا لك..

ايوب صابر 10-20-2010 02:54 PM

اهلا بك سارة الودعاني مرة اخرى،


اولا ارى بأنك قديرة في عدة مجالات ولا بد ان سبب ذلك معاناة من نوع ما! ربما!

ولك حضور داعم ومساند دائما ...مشكور جدا ..


اقتباس من سارة الودعاني "هناك إناس مبدعون بالصدفة وبلا معاناة وهذا لا ينفي الأبداع بإيعاز من المعاناة".


- طبعا هي قناعات ووجهات نظر وربما تكون احيانا مدعمة بالوقائع وعليه فانني ارى بأن ليس للصدفة مكان في العلمية الابداعية ودائما هي المعاناة والتي قد تكون خفية احيانا او مكبوته كما يقول فرويد وقد يكون مصدرها في الطفولة المبكرة التي لا يمكن استرجاعها بصورة واعية لكنها تكون قد تسببت ما يكفي في التوتر للدماغ ليعمل بطريقة مغايرة وابداعية في وقت لاحق. ولا شك ان لكثافة المعاناة وحدتها اثر في وزن الابداع وبقاؤه وديمومته واثره وخلوده.


ويظل السؤال :
هل ينبغي على المرء أن يعاني كي يفكر؟???


ساره الودعاني 10-20-2010 03:07 PM

اقتباس:

اهلا بك سارة الودعابي مرة اخرى،

اولا ارى بأنك قديرة في عدة مجالات ولا بد ان سبب ذلك معاناة من نوع ما!
ولك حضور داعم ومساند دائما ...مشكور جدا ..


أنا سبع صنايع والتركيز ضايع بينهن

درست تصميم الأزياء وتنفيذها على مستوى العرض بالأضافة الى أنه هوايتي

منحني برنامج الأمير قبل شهر فرصة في مشروع إسمه [ إبداعي ]

والذي اختار نوعه بنفسي ولكني فوته بدافع عدم الثقة بنفسي

درست التجميل

درست البرمجة العصبية وتغيير الذات

وتوقفت عند هوايتي المحببة الكتابة

ساره الودعاني 10-20-2010 03:28 PM

اقتباس:

- طبعا هي قناعات ووجهات نظر وربما تكون احيانا مدعمة بالوقائع وعليه فانني ارى بأن ليس للصدفة مكان في العلمية الابداعية ودائما هي المعاناة والتي قد تكون خفية احيانا او مكبوته كما يقول فرويد وقد يكون مصدرها في الطفولة المبكرة التي لا يمكن استرجاعها بصورة واعية لكنها تكون قد تسببت ما يكفي في التوتر للدماغ ليعمل بطريقة مغايرة وابداعية في وقت لاحق. ولا شك ان لكثافة المعاناة وحدتها اثر في وزن الابداع وبقاؤه وديمومته واثره وخلوده.

ما زلت أسألك أستاذي :

كان تركيز دراستك على الأبداع بدافع اليتم

وهنا قلت ربما هي معاناة في الطفولة وليست اليتم بالتحديد

هل المرض او إسلوب التربية ونوع البيئة او الأستعداد النفسي له دور فاعل؟

وهناك نقطة احب اوضحها

احيانا الأسرة نفسها تقتل الأبداع بدافع الحرص مثال:

ان يكون الطفل او الشاب يود مجال لا يناسب وضع الأسرة


ولا توجهاتها ولا مركزها الأجتماعي..

ملاحظة:

العذر منك إستاذ ان كان كلامي مشتت او عشوائي..

ايوب صابر 10-20-2010 04:31 PM

الأخت سحر الناجي

أولا اشكر لك حضورك السريع وهذه المداخلة الجميلة

اقتباس " لعلك أشرت في معرض حديثك النقدي حسبما أذكر إلى صفة هامة يتسم بها المبدع وهي الحساسية المفرطة أو الشعور الدقيق بتفاصيل المعاناة ".
- إذا أنت تتفقين أن المعاناة هي القوة الكامنة وراء التفكير والإبداع حتى وان كانت الحساسية منتج أولى لا بد من توفره أيضا؟ أو ربما الشعور بتفاصيل المعاناة؟

اقتباس آخر "فهناك فئة من الناس قد يمر عليهم عارض حياتي مؤلم مرور الكرام ولا يترك أثرا بالغا في أعماقهم إلا فيما ندر وذلك حسب شدة المأساة أو النكبة".
- ألا يجوز أن الأثر يكون موجود دائما من حيث توتير الدماغ ولكن ليس بالضرورة على شكل مخرجات إبداعية...

اقتباس آخر " في حين نجد المبدع يتشرب ذهنيآ هذا الحدث مهما كان بسيطآ أو عنيفا وبكل دقة حيث يأخذه الكثير من الجهد والزمن في محاولة ترجمة أبعاد الطارئ أو فلسفته حسب رؤيته وإحساسه المرير بما جرى".
- هنا أنت تفترضين بأن الأثر يتشكل كنتيجة لعملية واعية ..لكن ألا يجوز أن الأثر يحدث في كل الأحوال مثل الصدمة الكهربية يترجم أحيانا إلى اثر إبداعي فنراه وأحيانا كثيرة لا يترجم وإنما يكون هناك عملية تفريغ بطرق أخرى.

اقتباس آخر "إذن الميزان هنا يتجسد بطريقة تفاعل المبدع مع المستجدات المؤلمة في حياته اليومية حيث يجعله ذلك يستند على الخيال أحيانا للفرار من وطأة الألمأو لخلق فجوة بينه وبين الواقع بارتكازه على تفكير عميق يعينه على نسيان المعاناة بأسلوب ذاتي أكثر إشراقآ مما قد يولد لديه طاقة توعز له بالهطول الإبداعي في مجاله التخصصي ..". أو تدفعه للتعبير عن مكنونه بهيئة كلمات وألوان وتعابير تعينه على التخلص جزئيآ من طائلة الألم.
- هذا تحليل جميل للغاية للعملية الإبداعية يرقى إلى مستوى النظرية ولكن يظل وجهة نظر ولذلك نجد هنا الكثير من المدارس التي تفسر العملية الإبداعية منها من يرى أن الإبداع تعويض ومنها من يراه محاولة لتحقيق التوازن الخ..

وخلاصة القول انك تقفين في صف من يرى بأن المعاناة هي سر الإبداع والتفكير.





اماني سعيد 10-20-2010 09:44 PM

المعاناة لا يمكن أن تخلق المبدع ولكنها توقظ الإبداع بداخله
فلا نتوقع مثلا من شخص لا يملك أي موهبة إبداعيه أن يصبح
مبدعاً لأنه مر بتجربة صعبة أومعاناة..
وكذلك فإن المبدع لا يحتاج بالضرورة إلى معاناة ليُبدع فالكثير
من المبدعين يشعرون بمعاناة غيرهم ويتعايشون معها ..
..
ثم إن نظرة الإنسان إلى المشكلة وطريقة تعاطيه معها تختلف ..
فهناك من يمر بالمشكلة أو المعاناة أياً كانت فيدفعه ذلك للنجاح
وتوقظ تلك المعاناة الطاقة الكامنة بداخله .. وهناك من يمر بنفس
التجربة أو أخرى مشابهه ولكنه يقف أمامها يائساً بائساً نادباً حظه
منزوياً على مشكلته ليخرج منها إنساناً محطماً لا أمل له ولا هدف
في الحياة ..
.....................
عموماً الحديث يطول وهذا بعض ما تمكنت من مشاركتكم بهِ الآن
وأتمنى أن تلقى مشاركتي القبول ..
....
ألف شكر لصاحب الموضوع

ايوب صابر 10-20-2010 11:51 PM

اقتباس من الاخت سارة الودعاني"ولكني فوته بدافع عدم الثقة بنفسي".

- يا خسارة يا سارة ...حتما الثقة بالنفس ضرورة ملحة للنجاح في كل مجال ومنها الكتابة...فالثقة بالنفس هي مفتاح يفجر الطاقات الابداعية الكامنة...انا اعاني من نفس المشكلة للاسف وقد ضعيت الكثير بسبب ذلك...فلا تبتئسي فأنت لست وحدك... وربما ان ذلك من سمات العباقرة.

ايوب صابر 10-21-2010 12:09 AM

اقتباس من سارة الودعاني " ما زلت أسألك أستاذي:كان تركيز دراستك على الأبداع بدافع اليتم، وهنا قلت ربما هي معاناة في الطفولة وليست اليتم بالتحديد،هل المرض او إسلوب التربية ونوع البيئة او الأستعداد النفسي له دور فاعل؟

- صحيح لقد بدأت بحثي بافتراض ان اليتم هو سر الابداع ولكنني واثناء البحث اكتشفت بأن اليتم يكون سبب للابداع في اعلى حالاته وينتج عنه العباقرة امثال نيوتون وادم سمث والقائمة تطول....وواضح ان اليتم بحد ذاته ليس السبب وانما ما يسببه اليتم من الم ومعاناة فهو يمثل انفجار ( صدمة ) او فجيعة تؤدي الى توتير الدماغ فيعمل بطاقة هائلة يمكن ان ينتج عنها اشكال ابداعيه هائلة.
من هنا قلت بأن اليتم يقع على رأس اهم المسببات لتولد الطاقة الابداعية في الدماغ ولكن القائمة تطول ايضا ولو افترضنا ان ميزان قياس وزن اثر الفجائع يتكون من عشر درجات فيكون اليتم في اعلى السلم بينما يكون ادارك الانسان بوجوده وقلقه من الموت بحد ذاته مفجر للطاقة الابداعية في ادنى السلم والفرق يكمن في كثافة هذه الطاقة فكلما كانت الصدمات او الفجائع اعظم كلمات كانت الطاقة الناتجة اكبر فتكون المخرجات الابداعية اعظم وابقى واكثر خلودا.
ولا شك ان المرض واسلوب التربية وكل ما قد تسبب في معاناة تؤدي الى توتير الدماغ فتكون سبب للابداع.


اقتباس اخر" وهناك نقطة احب اوضحهااحيانا الأسرة نفسها تقتل الأبداع بدافع الحرص مثال:ان يكون الطفل او الشاب يود مجال لا يناسب وضع الأسرةولا توجهاتها ولا مركزها الأجتماعي..".
- نعم هناك الكثير من العوامل التي يمكن ان تتسبب في احباط الطاقة الابداعية لكن ما تقوليه من دور سلبي للاسرة قد يكون هو نفسه دافع للابداع. الكاتب البرازلي بابلو كيايلو خير مثال على ذلك فقد اراد ان يصبح كاتبا ولكن الاسرة وضعته في مستشفى للمجانين لانه فكر بأن يصبح كاتبا ووالده اكبر مهندس وامضى في المشفى ثلاث سنوات ولكنه الان من اعظم كتاب الرواية وقد فرغت للتو من قراءة روايته " الخيميائي" وهي مدهشة وتتحدث عن شاب يسعى من اجل تحقيق اسطورته الشخصية. وكأن معاناته جاءت من رد فعل الاسرة ومن ثم وضعه في مشفى للمجانين....فكان مبدعا من الدرجة الاولى او ربما الثانية لانه ليس يتيم.




ايوب صابر 10-21-2010 12:47 AM

ما اسعدني بمرورك يا اماني سعيد
اقتباس من اماني "المعاناة لا يمكن أن تخلق المبدع ولكنها توقظ الإبداع بداخله
فلا نتوقع مثلا من شخص لا يملك أي موهبة إبداعيه أن يصبح مبدعاً لأنه مر بتجربة صعبة أومعاناة.."
- الذي يقول ان الابداع سببه نوع من المعاناة هو صديقنا الناقد البلغاري وقد الف نظرية على ذلك كما يقول ولا شك انه قدم امثلة وسمى العديد من المبدعين الذين عانوا فكانت حسب تقديره تلك المعاناة السبب في ابداعهم. بدوري قمت على وضع نظرية وبناء على بيانات احصائية تربط اليتم بالابداع في اعلى حالاته وقد اظهرت دراستي عن عينة الخالدون المئة بأنهم في معظمهم ايتام.

طبعا القول بأن الابداع "موهبة"تجازوته الطروحات النفسية والتحليلية والتي اخذت تتعامل مع الانسان كنظام طاقة لا تفنى ولكنها تتحول من حالة الى اخرى...وقد تمكنت في نظريتي " نظرية تفسير الطاقة الابداعية" من ضحد طرح فرويد الذي يقول بأن الابداع احباطات جنسية واعتبرت ان ما يقوله ادلر بأن الابداع تعويض هو طرح غير مكتمل لان هناك الكثير من المؤشرات بأن الذي يحدث زيادة حادة في طاقة الذهن تجعل الدماغ يعمل بوتيرة عالية فتكون المخرجات الابداعية انعكاس لتلك الطاقة المتدفقة فهي ليست احباطات ولا تفلت لاشياء مكبوته وهي لسيت تعويض عن نقص وانما دماغ يعمل بطاقة عالية كنتيجة لفجائع ما وقعت للشخص المبدع واكثرها تأثيرا اليتم.

اقتباس اخر"وكذلك فإن المبدع لا يحتاج بالضرورة إلى معاناة ليُبدع فالكثير من المبدعين يشعرون بمعاناة غيرهم ويتعايشون معها .."
- هل هناك دليل على ذلك مثل الادلة المقدمة على ان المعاناة هي سبب الابداع؟

اقتباس اخر" ثم إن نظرة الإنسان إلى المشكلة وطريقة تعاطيه معها تختلف.فهناك من يمر بالمشكلة أو المعاناة أياً كانت فيدفعه ذلك للنجاح وتوقظ تلك المعاناة الطاقة الكامنة بداخله .. وهناك من يمر بنفس التجربة أو أخرى مشابهه ولكنه يقف أمامها يائساً بائساً نادباً حظه منزوياً على مشكلته ليخرج منها إنساناً محطماً لا أمل له ولا هدف في الحياة" ..
- القضية لسيت ارادية ففي كل الاحوال تتدفق الطاقة في دماغ من يصاب بفجيعة لكن الاختلاف يكمن في اليات خروج تلك الطاقة وهذه تتأثر بمجموعة عوامل لا شك. لكنك هنا توافقين على ما يبدو ان المعاناة شرط للابداع؟!

اشكرك على هذه المداخلة التي اثرت الموضوع.
على الرابط دراستي الاحصائية حول علاقة اليتم بالابداع في اعلى حالاته:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread....شخصيات-الخالدة


ايوب صابر 10-21-2010 04:50 PM

يرى الناقد المذكور بأن غياب هذه التجربة المؤلمة عنده ربما يكون سبب كافي من الالم والمعاناة يدفعه الى أن يسعى من اجل التعويض على مستوى مسار وجوده الذاتي وذلك بالافتتان بوجود الآخرين أو بالضبط الأفراد الذين تميزت حياتهم بالانكسار والجرح بل التراجيديا...

ويظل السؤال: هل ينبغي على المرء أن يعاني كي يفكر؟؟؟؟؟

خالد الزهراني 10-21-2010 07:34 PM


الأستاذ القدير أيوب صابر ..
أعجبني هذا المقال عن المعاناة والابداع ففكرت بنقله هنا وقد يساعد في تحريك الحوار
تقبل احترامي الشديد


معاناة أم الإبداع

الكتابة معاناة في حد ذاتها ، في نشأتها ، وفي نشرها , وحتى لو كانت ذات منحى عاطفي بحت يتلصص إلى الذات المتقوقعة داخل أغلفة القلب والجسد ودون أن تتجاوزه ، لان فيها معاناة تخرج إلى الناس بصور واقعيه صادقه عن حالة إنسانيه متماثلة فيها من الواقعية والمباشرة ما يغني عن المماحكة البعيدة عن الممارسة .
وهذه المباشرة هي التي تبني للواقعية بناء في شارع الأمل والألم وفيها مكاشفة للذات بالذات تطرح عيوبها لاقتلاعها واجتثاثها من جذورها من خلال تميزها الإبداعي عند التعبير عن الانفعالات الانسانيه الصادقة ، وتختلف عن المماحكة التي تهدم قصورا شامخة لعدم قدرتها على خلق الفعل الإبداعي بأشكاله المعروفة في دواوين اللغة وحروفها , وتحت مسمى النقد قد نقتل مبدعا .
فالكتابة ليست ردود فعل مزاجيه في حالة الإبداع أو تقييمه بل إنها في الحالين فعل لمن يعيش ألفاظها ، كلمة كلمة ، وحرفا تلو حرف ولو كان الفعل الإبداعي ناقصا إلا انه يبقى محاولة إبداعيه دخلت معاناة المبادرة في نشوئها أو في انتشارها وبالتأكيد تكون المبادرة من المبدع أقوى للحالة الادبيه من مبادرة الناقد المحلل أيا كان الأسلوب النحوي الذي يستخدمه الناقد وهو يجري إصلاحاته المتنوعة في النصوص المعلنة عن المبادرة القوية التي تكون النوافذ الابداعيه وتخلق حالة رقي مع تراكمها وارتقائها .
من خلال هذا الفهم وحده وبقدر الصدق والشفافية أتعامل مع الكتابة في حدود المعاناة التي تسكب على اللغة مشاعر وأحاسيس تخلق ألفاظا جديدة تتوالد بعفويه مع اكتمال الموهبة ولا تختلف مع حرفية البلاغة اللغوية وقواعدها الثابتة .
المعاناة تبقى في مجملها واضحة عند احتلال وطن أو ضياع امرأة
الوطن / محتلا ، مجزئا ، قلت أو زادت موارده / هو الوطن بأهله وجغرافيته ... والمرأة في كل صورها : مشهورة أو مغمورة ، غنية أو فقيرة ، جميلة أو قبيحة ، هي / الأم ، والزوجة ، والابنة والصديقة ، والزميلة : المقاتلة ، الصادقة ، القوية ، الشر يفه ، المحافظة ، وهي نفسها قد تكون حالات مغايره لكل هذه القيم . تلك هي المعاناة التي أتفاعل معها ،وأعيش بها ولها برؤية ذاتيه قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة ، لكنها تخصني ، والخصوصية حق مكتسب تؤكد عليه قوانين الحرية في كل زمان ومكان كما تقوم عليها شريعة الإبداع وان نتجت عنها / معاناة القهر والاضطهاد القمعي الرسمي وغير الرسمي ، لأنني بدون الحرية في التعبير عن المعاناة لا أمارس الإبداع بقدر ما أمارس وظيفة الكتابة كموظف على درجه يمنحني إياها أولي الأمر الأغبياء وأنا ارفض أن أكون موظفا في حقل الإبداع وهذا سر معاناتي كلها .
والمعاناة باقية مادامت الحياة باقية ...
ولكن هل يستمر الإبداع كما هي المعاناة مستمرة ..؟
سؤال هو بحجم الحياة ذاتها ، وإجابته غير وارده ، لان المدينة الفاضلة لم تظهر بعد ، ولان الحياة مستمرة إلى يوم البعث .

الكاتب / يسري راغب شراب
غزه – فلسطين

ايوب صابر 10-22-2010 05:37 PM

الاخ خالد الزهراني

شكرا جزيلا على مرورك واهتمامك بالموضوع وحرصك على تطوير الحوار وهذه المشاركة التي تغني هذا الحوار .
هذه المعاناة التي تتحدث عنها صاحبة المقال هي معاناة من نوع آخر فهي معاناة المبدع والتي هي مؤشر على صراعه ضد السائد والمألوف والاطر والثوابت التي يحاول الاخرون رسمها وهي دائما تحاول اجهاض الابداع لكن القوة الذهنية الخارقة التي تنطلق منها الطاقة الابداعية اقوى من كل المحبطات لذلك يظل هناك ابداع رغم ان كثير من المبدعين يكون مصيرهم الجبل او مشفى الامراض العقلية اذا ما احتد الصراع وزادت المعاناة الى حد لا يطاق.

هي معاناة مستمرة حتما ما دامت البشرية وما دامت البشرية تجهل اليات وكنه العملية الابداعية.


الساعة الآن 09:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team