منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الصورة النازفة (مجرد طفل عراقي) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1784)

عمر ابو غريبة 10-09-2010 01:43 PM

الصورة النازفة (مجرد طفل عراقي)
 
الأستاذ علاء الأديب




الصورة التي أرفقتَها بقصيدتك(عين السماء على العراق تسيل) هزتني

ولا تزال فقد كانت أبلغ من كل شعر.

وها أنا أستعيرها هنا لأترجم بعض ما قالت لي:

الصورة النازفة

(مجرد طفل عراقي)

شعر عمر ابو غريبة




أتنظرُ وجهي أم هو الموتُ ينظرُ
يُطلُّ من العينينِ والدمُ يقطرُ

خبا فيهما تَوقٌ يلوِّحُ صاخباً
وغار بريقٌ للشقاوةِ مُضمِرُ

أنا ها هنا يا قرّةَ العينِ لا تخفْ
فكُفَّ صراخاً في فمٍ منك يفغرُ

تشبّثْ بأهدابي الغريقةِ إنني
أخاف عليك النأيَ عني وأحذرُ

لك الحضنُ مهدٌ والدموعُ مراضعٌ
وهيهات يدنو منك تُرْبٌ معفِّرُ

أدافعُ كفّاً للمنونِ تشدُّهُ
وأرجو حياةً والمنيّةُ تزجرُ

وأبكي لعلّ الموتَ يعطفُ حانياً
فيمعنُ جذباً للصبيِّ ويسخرُ

يغالبني فيك الردى وهو غالبٌ
ويقهر عزمي قاهرٌ بك يظفرُ

أحدّق في عينيك والدمعُ يقطرُ
وما ثَمَّ إلا قاتلٌ يتبخترُ

أراه بكفِّ الغدرِ يخفي وراءه
قنابلَ للأطفالِ ثُم يفجِّرُ

أيا أمِّ لا تبكي فدمعُكِ وقعُهُ
أشدُّ من الموتِ الذي فيَّ ينخرُ

أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي
بها عبرةً تكوي جراحي وتعصرُ

ويا أمّ صفحاً لُطِّخ الثوبُ من دمي
وثوبُكِ يا أمي من الطهرِ أطهرُ

وكنتِ طلبتِ الخبزَ مني فعاقني
كمينٌ بدربي للمنيةِ يحفرُ

ترصّدني يا أمّ وحشٌ بعودتي
وزمجر من تحتي انفجارٌ مُدمِّرُ

فأقلعتُ يا أمي كطيرٍ محلِّقاً
وفي كفِّ حتفي حطّ جنحي المكسَّرُ

رغائفُ خبزي في الطريقِ تبعثرتْ
حَبَوتُ لها لكنّ حَولي مبعثَرُ

فلا تغضبي أماهُ طال تأخّري
فما كنتُ يوماً قبلَها أتأخرُ

وعفوَكِ يا أمي لقد متُّ باكراً
وددتُ لكي لا تحزني لو أُعمَّرُ

على اللوحِ مُسجىً غارقٌ في دمائه
كأن فراتاً تحته يتحدّرُ

هنا رافدٌ منه ومنيَ رافدٌ
على وجنتي ينسابُ دجلةُ آخَرُ

روافدُ للأحزانِ والدمِ تلتقي
وتلطمُ أمواجي الخليجَ وتهدرُ

وما بين نهريِّ الدماءِ وأدمعي
يزمزمُ طوفانٌ من القهر يزأرُ

عراقُ ألمْ يُتخمْ من القتلِ والِغٌ
وقد فاض بالأشلاءِ فمٌّ ومنخرُ

عراقي الذي منه العروقُ شواخِبٌ
ونهري الذي من دورةِ الدمِ أحمرُ

ألمْ تنطفئْ لابنِ الزنا منك شهوةٌ
فما زال يحتزُّ الرقابَ وينحرُ

ألمْ يتجشَّاْ من دمائك فاسقٌ
يعبُّ دمَ الأطفالِ رطلاً ويسكرُ

فيا معشرَ الأذنابِ عبّوا جيوبَكم
من النفلِ والأسلابِ والقَوْدِ وانفِروا

بكَم بعتمُ حزنَ الثكالى ودمعةً
سفحنَ تساوي كلَّ نفطٍ يُكرَّرُ

أمرتزقٌ من لحمِنا وصِغارِنا
ببخسِ دنانيرٍ على القتلِ تُؤجَرُ

خذوا نفطَكم عني إلى غيرِ رجعةٍ
ونحُّوا مُداكم عن دمي وتقهقروا

وعرشكم الهاري على جثتي وهى
فروموا بمالِ النفطِ شعباً لتشتروا

وَلدنا وأرضعنا دُمىً تقذفونها
بأقدامكم كي تستجمّوا وتسمروا

وما يُطرب الأوغادَ في لهوِهم سوى
ذبيحٍ من الأوداجِ والحلق يشخرُ

وصرخةِ رَوعٍ من صبيٍّ مفزَّعٍ
تغشّاهُ موتٌ بالفجاءةِ يجأرُ

فيا شِسعَ بسطارِ الغُزاةِ تطامنوا
صَغاراً وأنتم بالصَّغارةِ أجدرُ

وبيعوا دمائي ما استطعتم وقَوِّدوا
فهيهات أنْ يرقى العبيدُ ويكبروا

وأنى لكم أن تكبروا يا حثالةً
من الخزيِ في كاساتِه تتقعَّرُ

ويا ظلَّ محتلٍّ تطاول خلفَهُ
إذا اعتدلتْ شمسُ الظهيرةِ يقصرُ

دمُ ابني وآلاف الدماءِ روافدٌ
لدجلةَ تجتاح الغُثاءَ وتعبرُ

وصرختُه المكتومةُ الآنَ رَجعُها
يزلزلكم بالرعبِ فاللهُ أكبرُ.

نبيل أحمد زيدان 10-09-2010 01:56 PM

معلقة رائعة تثبت بالثلاث
هي أكبر من أي تعليق
دمت مبدعا كريما

ساره الودعاني 10-09-2010 02:58 PM

هنا الوجع مضاعف

حيث الطفولة تنزف على قارعة الصمت

والأفواه خرساء !

الشاعر عمر أبو غريبة

صح قلبك الذي لا أراه إلا متعبا بعد هذا الوجع

ايوب صابر 10-09-2010 03:22 PM

دائما الصورة تقول اكثر من الكلمات لكن في هذه القصيدة انقلبت الاية لانها اولا تعكس عاطفة واحساس صادق وكتبت من حرقه بالغة واحساس عميق بفداحة ما يجري على ارض العراق، وقد تمكن الشاعر من رسم صورة الحدث باصدق العبارات وابلغها وبابيات شعرية مبنية بناء حسنا بوزن وقافية مناسبين، فجاءت القصيدة شارحة ومصورة لهول الجريمة من كافة ابعادها ومعبرة وحادة الاثر والوقع على النفس.
وهي تحاكي مشاعر كل من يشاهد الاشلاء والدماء ويعجز عن القول فيجد في هذه القصيدة من ينطق بلسان حاله النازف بصمت، ويصفق حتما للشاعر حينما يصل الى هذه الابيات في آخر القصيدة ويردد مع الشاعر " الله اكبر، الله اكبر...:

دمُ ابني وآلاف الدماءِ روافدٌhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gif http://www.mnaabr.com/vb/clear.gifلدجلةَ تجتاح الغُثاءَ وتعبرُ
وصرختُه المكتومةُ الآنَ رَجعُهاhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gifhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gifيزلزلكم بالرعبِ فاللهُ أكبرُ.

عبد السلام بركات زريق 10-09-2010 03:37 PM

السلام عليك
الأخ الشاعر الكبير عمر أبوغريبة
لن أعلق على هذا النص فالجرح أكبر
من القصيدة ناهيك عن التعليق سأكتفي
بالتقاط هذا الحوار ....

أيا أمِّ لا تبكي فدمعُكِ وقعُهُ
أشدُّ من الموتِ الذي فيَّ ينخرُ

أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي
بها عبرةً تكوي جراحي وتعصرُ

ويا أمّ صفحاً لُطِّخ الثوبُ من دمي
وثوبُكِ يا أمي من الطهرِ أطهرُ

وكنتِ طلبتِ الخبزَ مني فعاقني
كمينٌ بدربي للمنيةِ يحفرُ

وأقلعتُ يا أمي كطيرٍ محلِّقاً
وفي كفِّ حتفي حطّ جنحي المكسَّرُ

وأرغِفُ خبزي في الطريقِ تبعثرتْ
جهدتُ لها لكنّ حَولي مبعثَرُ

فلا تغضبي أماهُ طال تأخّري
فما كنتُ يوماً قبلَها أتأخرُ

وعفوَكِ يا أمي لقد متُّ باكراً
وددتُ لكي لا تحزني لو أُعمَّرُ

تقديري وإعجابي

علي أحمد الحوراني 10-09-2010 05:03 PM

أتنظرُ وجهي أم هو الموتُ ينظرُ
يُطلُّ من العينينِ والدمُ يقطرُ
خبا فيهما تَوقٌ يلوِّحُ صاخباً
وغار بريقٌ للشقاوةِ مُضمِرُ
أنا ها هنا يا قرّةَ العينِ لا تخفْ
فكُفَّ صراخاً في فمٍ منك يفغرُ
تشبّثْ بأهدابي الغريقةِ إنني
أخاف عليك النأيَ عني وأحذرُ
لك الحضنُ مهدٌ والدموعُ مراضعٌ
وهيهات يدنو منك تُرْبٌ معفِّرُ


الله الله ياعمر كم قاسيت وانت تنظم هذه الخريدة الحزينه لو كنت أملك التثبيت لثبتها هكذا انت كالبحر يزخر بكل النفائس كنت انتظر مثلها منك اعان الله العراق وأهل العراق دمت مبدعا ومتألقا

علاء الأديب 10-09-2010 06:50 PM

رغم أنّي عصيّ الدمع كما يقول من يعرفني
الاّ أنّك والله قد أبكيتني..
الله أكبر ياعمر..
أعانك الله وأنت تقاسي بنظمك لهذه الحزينة الرائعة
وأعاننا الله على احتمال المأساة
بوركت منك هذه الأنفاس الصادقة
وبورك منك هذا القلب العربي النابض بالمحبة للعراق وأهله
والى
التثبيت
فهي مواساة للعراقيين جميعا من أحد أخوتهم البررة في هذا المنبر العربي الأصيل
لك من قلبي تحية عربي لعربي..

علاء الأديب

عمر ابو غريبة 10-09-2010 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل أحمد زيدان (المشاركة 33267)
معلقة رائعة تثبت بالثلاث
هي أكبر من أي تعليق
دمت مبدعا كريما

الشاعر النبيل
امتناني ايها الكريم النبيل على مصافحتك الأولى وحسن ظنك بأخيك
محبتي وتقديري

عمر ابو غريبة 10-09-2010 09:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الودعاني (المشاركة 33273)
هنا الوجع مضاعف

حيث الطفولة تنزف على قارعة الصمت

والأفواه خرساء !

الشاعر عمر أبو غريبة

صح قلبك الذي لا أراه لا متعبا بعد هذا الوجع

الأديبة الرقيقة سارة
صدقا لم يرتح قلبي منذ البارحة حينما شرعت بنظمها ولكني احسن حالا بعد زفيري بها
مرورك دائما يسعدني ايتها الذواقة
احترامي ومودتي
سيدتي

عمر ابو غريبة 10-09-2010 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 33280)
دائما الصورة تقول اكثر من الكلمات لكن في هذه القصيدة انقلبت الاية لانها اولا تعكس عاطفة واحساس صادق وكتبت من حرقه بالغة واحساس عميق بفداحة ما يجري على ارض العراق، وقد تمكن الشاعر من رسم صورة الحدث باصدق العبارات وابلغها وبابيات شعرية مبنية بناء حسنا بوزن وقافية مناسبين، فجاءت القصيدة شارحة ومصورة لهول الجريمة من كافة ابعادها ومعبرة وحادة الاثر والوقع على النفس.
وهي تحاكي مشاعر كل من يشاهد الاشلاء والدماء ويعجز عن القول فيجد في هذه القصيدة من ينطق بلسان حاله النازف بصمت، ويصفق حتما للشاعر حينما يصل الى هذه الابيات في آخر القصيدة ويردد مع الشاعر " الله اكبر، الله اكبر...:

دمُ ابني وآلاف الدماءِ روافدٌhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gif http://www.mnaabr.com/vb/clear.gifلدجلةَ تجتاح الغُثاءَ وتعبرُ
وصرختُه المكتومةُ الآنَ رَجعُهاhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gifhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gifيزلزلكم بالرعبِ فاللهُ أكبرُ.

الأخ الأستاذ ايوب صابر
سعيد يا سيدي بإضاءتك المبهرة على نصي المتواضع الذي حاولت فيه قدر جهدي التعبير عن مزق من ذلك الحزن الهائل في الصورة
عرفاني ومودتي
سيدي

عمر ابو غريبة 10-09-2010 09:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بركات زريق (المشاركة 33282)
السلام عليك
الأخ الشاعر الكبير عمر أبوغريبة
لن أعلق على هذا النص فالجرح أكبر
من القصيدة ناهيك عن التعليق سأكتفي
بالتقاط هذا الحوار ....

أيا أمِّ لا تبكي فدمعُكِ وقعُهُ
أشدُّ من الموتِ الذي فيَّ ينخرُ

أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي
بها عبرةً تكوي جراحي وتعصرُ

ويا أمّ صفحاً لُطِّخ الثوبُ من دمي
وثوبُكِ يا أمي من الطهرِ أطهرُ

وكنتِ طلبتِ الخبزَ مني فعاقني
كمينٌ بدربي للمنيةِ يحفرُ

وأقلعتُ يا أمي كطيرٍ محلِّقاً
وفي كفِّ حتفي حطّ جنحي المكسَّرُ

وأرغِفُ خبزي في الطريقِ تبعثرتْ
جهدتُ لها لكنّ حَولي مبعثَرُ

فلا تغضبي أماهُ طال تأخّري
فما كنتُ يوماً قبلَها أتأخرُ

وعفوَكِ يا أمي لقد متُّ باكراً
وددتُ لكي لا تحزني لو أُعمَّرُ

تقديري وإعجابي

الشاعر المبدع الكبير عبد السلام زريق
صدقت يا اخي فالصورة أبلغ من كل قول فما بالك بالوجع اليومي الكبير هناكظ
عرفاني لقراءتك
ومودتي دائما لك

عمر ابو غريبة 10-09-2010 09:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد الحوراني (المشاركة 33301)
أتنظرُ وجهي أم هو الموتُ ينظرُ
يُطلُّ من العينينِ والدمُ يقطرُ
خبا فيهما تَوقٌ يلوِّحُ صاخباً
وغار بريقٌ للشقاوةِ مُضمِرُ
أنا ها هنا يا قرّةَ العينِ لا تخفْ
فكُفَّ صراخاً في فمٍ منك يفغرُ
تشبّثْ بأهدابي الغريقةِ إنني
أخاف عليك النأيَ عني وأحذرُ
لك الحضنُ مهدٌ والدموعُ مراضعٌ
وهيهات يدنو منك تُرْبٌ معفِّرُ


الله الله ياعمر كم قاسيت وانت تنظم هذه الخرية الحزينه لو كنت أملك التثبيت لثبتها هكذا انت كالبحر يزخر بكل النفائس كنت انتظر مثلها منك اعان الله العراق وأهل العراق دمت مبدعا ومتألقا

الحوراني الحبيب
قاسيت؟أجل يا علي ولقد كنت أنظر في الصورة ولا أطيق التحديق وهناك أبيات على لسان الأم أو ابنها الشهيد كنت أخطها دامعا.
جزاك الله خيرا ايها لأخ الحبيب
محبتي واحترامي

عمر ابو غريبة 10-09-2010 10:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء حسين الأديب (المشاركة 33330)
رغم أنّي عصيّ الدمع كما يقول من يعرفني
الاّ أنّك والله قد أبكيتني..
الله أكبر ياعمر..
أعانك الله وأنت تقاسي بنظمك لهذه الحزينة الرائعة
وأعاننا الله على احتمال المأساة
بوركت منك هذه الأنفاس الصادقة
وبورك منك هذا القلب العربي النابض بالمحبة للعراق وأهله
والى
التثبيت
فهي مواساة للعراقيين جميعا من أحد أخوتهم البررة في هذا المنبر العربي الأصيل
لك من قلبي تحية عربي لعربي..

علاء الأديب

العلاء الأديب
لقد نسخت هذه الصورة من متصفحك منذ نشرتها وكنت كلما نظرت فيه تهيج أشجاني فاكبرها مؤملا أن يكون في هذا الطفل حياة
كان الوجع الذي تسببه لي هائلا وزاد عندما شرعت امس بنظمها
ولك أن تقيس وجع تلك الأم الثكلى
أسال الله أن ينتقم لها ولابنها وأن يفرج عن العراق كربته
محبتي ايها العراقي النبيل

عمر ابو غريبة 10-09-2010 10:10 PM

اخي علاء الأديب
لم أستطع رفع الصورة فوضعتها مكان صوررتي
وأتمنى ان تنشرها في صدر الصفحة إن أمكن فإنها تحكي ما لا تحكيه كل القصائد
محبتي

علاء الأديب 10-09-2010 11:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو غريبة (المشاركة 33387)
اخي علاء الأديب
لم أستطع رفع الصورة فوضعتها مكان صوررتي
وأتمنى ان تنشرها في صدر الصفحة إن أمكن فإنها تحكي ما لا تحكيه كل القصائد
محبتي


أخي عمر المحترم..

لقد وضعت الصورة مع قصيدتك..كما طلبت ..
لقد وضعتها أولا بقصيدتي..واستبدلتها
لأني لم استطع أن أقاوم دموعي كلّما رأيتها..
لك من قلب أخيك تحية

علاء الأديب

ايوب صابر 10-10-2010 10:37 AM

قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة"

لا شك أن هذه القصيدة نازفه وتعبر اصدق تعبير عن الصورة التي يخبرنا الشاعر أنها كانت سبب كتابته للقصيدة وهي صورة طفل جريح على شفا الموت وألام ترمي بجسدها عليه تحاول أن تفتديه بنفسها.
فقد تمكن الشاعر من وضع نفسه مرة مكان الأم ليعبر بحرقة ومرارة عما يجول في خاطرها ومرة أخرى بلسان الابن المسجى على اللوح ينزف كما العراق النازف.

وقوة القصيدة تأتي من أنها تمكنت من تجسيد جزئية بسيطة من الألم في الصورة الكبيرة وهي التي تتكرر في كل موقع هناك حيث القتل الوحشي من الذئاب المفترسة ماكنيات القتل يمارس كهواية والخيانة بطولة والغفلة صحوة فكان الدم انهارا وكان الدمع طوفانا أما الألم والخوف والحسرة فلا حدود جغرافية لها كما هي خيانة من خانوا أولئك خدم المحتل وكما هي وحشية المحتل.

في مطلع القصيدة نجد الشاعر يتحدث على لسان الأم الثكلى التي تنحني على ابنها الجريح لا بل المثخن بالجراح ينزف دما قانيا فتقول وهي تستشعر موته ...أهذا أنت أي بني الذي ينظر في وجهي أم هو الموت الذي يطل من عينيك؟ تلك العيون التي كانت منذ لحظات لامعة وتضج فيهما حياة صاخبة لكنني أرى بأن ذلك البريق قد اخذ يخبو، فهو الموت إذا؟!.
وبحسرة الأم الثكلى تنحني تلك الأم على ما تبقى من جسد ابنها النازف فتقول له وهي تنزف بدورها ألما ودموعا وخوفا على فلذة كبدها، أنا ها هنا يا قرة العين إلى جانبك فلا تخاف الموت ولا تخشاه ولا تصرخ بملء فمك، وتشبث يا فلذة كبدي بأهدابي الغارقة من شدة الدموع فانا لا احتمل بعدك عني وأخاف عليك البعد والنأي.

وهذه من الصور الجميلة جدا في القصيدة فها هو الشاعر يشبه الطفل بمن هو على وشك الغرق ولكن في دمه، وها هي الأم تدعوه ليتشبث بأهدابها التي هي بدورها غريقة ولكن في بحر من الدموع والصورة كناية عن شدة الألم والحزن على الابن الجريح النازف الذي يوشك على الموت.

يتبع،،

عبدالسلام حمزة 10-10-2010 05:02 PM



الشاعر عمر أبو غريبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصيدتك رائعة , لم نعد نسمع هذه اللغة

حتى القصائد حرمونا منها ؟

كلماتك كانت كماء ٍ مالح ٍ يُسكب على جرح غائر , يلتذ

بالألم ليبرهن على إنه مازال إنسانا ً مسلما ً عربيا ً

يتألم لآلام أخوته في كل مكان , فكيف بأطفال العراق

وفلطسين , آه يا استاذ

عقود من الزمن نتربى فيها على النضال والعدواة

لليهود وأنصارهم , واليوم يطلبون منا نسيان كل هذا

لنتطبع بالخذلان والخزي والعار .

رحم الله القائل : فليخسأ الخاسئون , ولا نامت أعين

الجبناء .

سلامي لك وتقديري .

عبدالسلام حمزة 10-10-2010 05:04 PM




والله لا أدري , بماذا سنجيب غدا ً أمام الله ؟

عمر ابو غريبة 10-11-2010 12:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء حسين الأديب (المشاركة 33405)
أخي عمر المحترم..

لقد وضعت الصورة مع قصيدتك..كما طلبت ..
لقد وضعتها أولا بقصيدتي..واستبدلتها
لأني لم استطع أن أقاوم دموعي كلّما رأيتها..
لك من قلب أخيك تحية

علاء الأديب

لقد نكأت جرحك أيها الأخ الحبيب.كلا بل ما أظن جرحك إلا راعفا.
فشكرا لك على التنسيق والصورة.المشكلة يا اخي أن العالم تعود على المشهد العراقي ولهذا قلت في العنوان الفرعي مجرد طفل عراقي.
فدع هذه الصورة المؤلمة لتكون أمام العيون كالمخرز يجبرها ان تفتح حدقاتها الى ابعد مدى متسع لترى الجريمة ببشاعتها اللامتناهية.
سلامي اليك ايها الأديب النبيل

عمر ابو غريبة 10-11-2010 12:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 33523)
قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة"

لا شك أن هذه القصيدة نازفه وتعبر اصدق تعبير عن الصورة التي يخبرنا الشاعر أنها كانت سبب كتابته للقصيدة وهي صورة طفل جريح على شفا الموت وألام ترمي بجسدها عليه تحاول أن تفتديه بنفسها.
فقد تمكن الشاعر من وضع نفسه مرة مكان الأم ليعبر بحرقة ومرارة عما يجول في خاطرها ومرة أخرى بلسان الابن المسجى على اللوح ينزف كما العراق النازف.

وقوة القصيدة تأتي من أنها تمكنت من تجسيد جزئية بسيطة من الألم في الصورة الكبيرة وهي التي تتكرر في كل موقع هناك حيث القتل الوحشي من الذئاب المفترسة ماكنيات القتل يمارس كهواية والخيانة بطولة والغفلة صحوة فكان الدم انهارا وكان الدمع طوفانا أما الألم والخوف والحسرة فلا حدود جغرافية لها كما هي خيانة من خانوا أولئك خدم المحتل وكما هي وحشية المحتل.

في مطلع القصيدة نجد الشاعر يتحدث على لسان الأم الثكلى التي تنحني على ابنها الجريح لا بل المثخن بالجراح ينزف دما قانيا فتقول وهي تستشعر موته ...أهذا أنت أي بني الذي ينظر في وجهي أم هو الموت الذي يطل من عينيك؟ تلك العيون التي كانت منذ لحظات لامعة وتضج فيهما حياة صاخبة لكنني أرى بأن ذلك البريق قد اخذ يخبو، فهو الموت إذا؟!.
وبحسرة الأم الثكلى تنحني تلك الأم على ما تبقى من جسد ابنها النازف فتقول له وهي تنزف بدورها ألما ودموعا وخوفا على فلذة كبدها، أنا ها هنا يا قرة العين إلى جانبك فلا تخاف الموت ولا تخشاه ولا تصرخ بملء فمك، وتشبث يا فلذة كبدي بأهدابي الغارقة من شدة الدموع فانا لا احتمل بعدك عني وأخاف عليك البعد والنأي.

وهذه من الصور الجميلة جدا في القصيدة فها هو الشاعر يشبه الطفل بمن هو على وشك الغرق ولكن في دمه، وها هي الأم تدعوه ليتشبث بأهدابها التي هي بدورها غريقة ولكن في بحر من الدموع والصورة كناية عن شدة الألم والحزن على الابن الجريح النازف الذي يوشك على الموت.

يتبع،،

أستاذي الأديب الفذ ايوب صابر
لقد نثرت الجزء الأول من القصيدة نثرا بليغا وكشفت ببراعة خفاياه كانك كنت شاهدا على نظمه حاضرا كتابته.الأهداب الغريقة !نعم لقد خشيت ان لا يتضح مرادي بدون وصف صريح لللشهيد بأنه غريق وسررت باصطيادك البارع لهذه الصورة.
لا اخفي تشوقي ولهفتي لمعرفة رايك الثري في باقي القصيدة
مودتي وتقديري
سيدي

عمر ابو غريبة 10-11-2010 12:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 33594)


الشاعر عمر أبو غريبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصيدتك رائعة , لم نعد نسمع هذه اللغة

حتى القصائد حرمونا منها ؟

كلماتك كانت كماء ٍ مالح ٍ يُسكب على جرح غائر , يلتذ

بالألم ليبرهن على إنه مازال إنسانا ً مسلما ً عربيا ً

يتألم لآلام أخوته في كل مكان , فكيف بأطفال العراق

وفلطسين , آه يا استاذ

عقود من الزمن نتربى فيها على النضال والعدواة

لليهود وأنصارهم , واليوم يطلبون منا نسيان كل هذا

لنتطبع بالخذلان والخزي والعار .

رحم الله القائل : فليخسأ الخاسئون , ولا نامت أعين

الجبناء .

سلامي لك وتقديري .

استاذي الجليل عبد السلام حمزة
يسرني حضورك ويشرفني
كلماتك كانت كماء ٍ مالح ٍ يُسكب على جرح غائر , يلتذ

بالألم ليبرهن على إنه مازال إنسانا ً مسلما ً عربيا

وكلماتك هذه كانت دقيقة الى أبعد حد وهي تفسر سبب األمي وتفجعي من هذه الصورة النازفة حتى الموت
اسأل الله الفرج القريب لأمتنا والرحمة لشهدائنا والعزاء للثكالى
مودتي واحترامي سيدي

عمر ابو غريبة 10-11-2010 12:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 33595)



والله لا أدري , بماذا سنجيب غدا ً أمام الله ؟

؟؟
حسبك يا سيدي انك تزيد من الملح

ايوب صابر 10-11-2010 10:59 AM

تابع،،

قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة"- 2


ويستمر نزف الطفل دما قانيا ويستمر نزف الأم حسرة وولعا ودموعا كإمطار كانون ويستمر نزف الشاعر حيث استمر في تصوير ما يجري بين الطفل ووالدته ببراعة. فها هي الأم تخاطب ابنها النازف إذ تقول له مطمئنة، أي بني إن حضني مهد لك ودموعي هي بدل حليب الصدر لإرضاعك فلا تخف، وأنا حاميتك - كما تحمي الذئبة نطفتها- فلن اسمح لشيء أن يقترب منك، حتى ذرات التراب لن ادعها تعفرك، وهي صورة أخرى مزلزلة تمكن الشاعر من رسمها ليكون لها أعظم تأثير على ذهن المتلقي.



ويضيف الشاعر النازف على لسان الأم ها أنا ادفع الموت عن فلذة كبدي بكف يدي راجيا النجاة له، لكن الموت يستمر في شده إليه، ويزمجر ويزجر، ويستمر في الزحف على ثنايا جسده النازف. وتخبرنا الأم المكلومة بفلذة كبدها إنها بكت وبكت لعل الموت يعطف عليها ويحنو إليها ويشفق على حالها بأن يبتعد ويترك لها ولدها ولكن الموت يمعن في الشد والجذب ويسخر من تلك الأم المكلومة الباكية ويسخر من دموعها وهو يتخطف ابنها النازف.


وهنا يمكن القول أن الشاعر تمكن من شخصنة الموت ببراعة فجعله كانسان يشد من ناحية يتخطف ذلك الطفل النازف وألام ترجوه وتتوسل إليه عله يعطف عليها ويشفق لحالها ودموعها ويترك ابنها وشأنه، ولكن هيهات هيات فها هو الموت يسخر منها ومن دموعها ويستمر في الزحف على ثنايا جسد وليدها النازف.


ويستمر الشاعر في الأبيات التالية في رسم صورة الصراع بين الموت المزمجر والذي يشد ويجذب في جسد الصبي من جهة وألام المسكينة المكلومة والتي تحتضن ابنها وتشده أليها وتبكي، وتبكي، محاولة إنقاذه بكل عزمها، وتتوسل إلى الموت وترجوه محاولة أقناعه لعله يترك لها فلذة كبدها، ولكن الموت المزمجر الذي لا يُقهر لا يتراجع ويَقْهرَ بعزمه وجبروته عزم تلك الأم النازفة الباكية، ويستمر في زحفه يتخطف جسد فلذة كبدها...وهي صورة فذة أخرى وأثرها يكمن في أنها تصور مشهد الصراع على جسد الطفل بين الأم والموت قاهر العباد، وهذا الصراع يجعل الأبيات حية لها اثر ووقع عظيم على المتلقي...فليس هناك شيء ابلغ اثرا من تضمين النص الادبي صراعا ظاهرا بين ثنائية الموت والحياة فكيف اذا كان هذا الصراع بين الموت الذي تم تصويره هنا على هيئة شخص جبار والام ثكلى، مسكينة ومحور الصراع هو جسد ابن تلك الام الباكية النازفة الذي يتخطفه الموت؟
وهذه الصورة تدل حتما على قدرة الشاعر الفذة في التصوير ودراية واسعة في العناصر الفنية المهمة التي تجذب وتشد المتلقي الى نصوصه واهمها الصراع بين ثنائية الموت والحياة.





يتبع،،

أحمد فؤاد صوفي 10-11-2010 10:09 PM

والله يا أحبة . . أنا ما بكيت هذا الطفل العراقي . .
فمصيره إلى الجنة . . بإذن واحد أحد . .
وهو قد تخلص من المعاناة والقهر . .

ولكن في مناسبات خاصة . . مثل مناسبة ظهور هذه القصيدة . .
فالبكاء يكون - لا شك - علينا نحن . .
الذين يعيشون ويعانون ويقهرون . .
وبالله يصبرون . .
لقد آن للفجر أن يظهر . .
ويكفينا ظلاماً . . بات يعشش فينا . .
حتى ظنناه جزءاً منا لصيقاً بنا منذ أن وعينا . .

أيها الشاعر . .
قصيدتك تبكي الحجر . .
فكيف بالإنسان . .


تقبل تحيتي وتقديري . .
على الحب والصبر نلتقي . .
دمت بحفظ الله . .



** أحمد فؤاد صوفي **

علي محمود عبيد 10-13-2010 07:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو غريبة (المشاركة 33262)

الأستاذ علاء الأديب


الصورة التي أرفقتَها بقصيدتك(عين السماء على العراق تسيل) هزتني

ولا تزال فقد كانت أبلغ من كل شعر.

وها أنا أستعيرها هنا لأترجم بعض ما قالت لي:


الصورة النازفة


(مجرد طفل عراقي)


شعر عمر ابو غريبة


http://3.bp.blogspot.com/_oWMwSEXwx8..._woman_son.jpg



[GASIDA="type=1 bkcolor=#000000 color=#FFFFFF font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]


أتنظرُ وجهي أم هو الموتُ ينظرُ=يُطلُّ من العينينِ والدمُ يقطرُ
خبا فيهما تَوقٌ يلوِّحُ صاخباً=وغار بريقٌ للشقاوةِ مُضمِرُ
أنا ها هنا يا قرّةَ العينِ لا تخفْ=فكُفَّ صراخاً في فمٍ منك يفغرُ
تشبّثْ بأهدابي الغريقةِ إنني=أخاف عليك النأيَ عني وأحذرُ
لك الحضنُ مهدٌ والدموعُ مراضعٌ=وهيهات يدنو منك تُرْبٌ معفِّرُ
أدافعُ كفّاً للمنونِ تشدُّهُ=وأرجو حياةً والمنيّةُ تزجرُ
وأبكي لعلّ الموتَ يعطفُ حانياً=فيمعنُ جذباً للصبيِّ ويسخرُ
يغالبني فيك الردى وهو غالبٌ=ويقهر عزمي قاهرٌ بك يظفرُ
أحدّق في عينيك والدمعُ يقطرُ=وما ثَمَّ إلا قاتلٌ يتبخترُ
أراه بكفِّ الغدرِ يخفي وراءه=قنابلَ للأطفالِ ثُم يفجِّرُ
أيا أمِّ لا تبكي فدمعُكِ وقعُهُ=أشدُّ من الموتِ الذي فيَّ ينخرُ
أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي=بها عبرةً تكوي جراحي وتعصرُ
ويا أمّ صفحاً لُطِّخ الثوبُ من دمي=وثوبُكِ يا أمي من الطهرِ أطهرُ
وكنتِ طلبتِ الخبزَ مني فعاقني=كمينٌ بدربي للمنيةِ يحفرُ
ترصّدني يا أمّ وحشٌ بعودتي=وزمجر من تحتي انفجارٌ مُدمِّرُ
فأقلعتُ يا أمي كطيرٍ محلِّقاً=وفي كفِّ حتفي حطّ جنحي المكسَّرُ
رغائفُ خبزي في الطريقِ تبعثرتْ=حَبَوتُ لها لكنّ حَولي مبعثَرُ
فلا تغضبي أماهُ طال تأخّري=فما كنتُ يوماً قبلَها أتأخرُ
وعفوَكِ يا أمي لقد متُّ باكراً=وددتُ لكي لا تحزني لو أُعمَّرُ
على اللوحِ مُسجىً غارقٌ في دمائه=كأن فراتاً تحته يتحدّرُ
هنا رافدٌ منه ومنيَ رافدٌ=على وجنتي ينسابُ دجلةُ آخَرُ
روافدُ للأحزانِ والدمِ تلتقي=وتلطمُ أمواجي الخليجَ وتهدرُ
وما بين نهريِّ الدماءِ وأدمعي=يزمزمُ طوفانٌ من القهر يزأرُ
عراقُ ألمْ يُتخمْ من القتلِ والِغٌ=وقد فاض بالأشلاءِ فمٌّ ومنخرُ
عراقي الذي منه العروقُ شواخِبٌ=ونهري الذي من دورةِ الدمِ أحمرُ
ألمْ تنطفئْ لابنِ الزنا منك شهوةٌ=فما زال يحتزُّ الرقابَ وينحرُ
ألمْ يتجشَّاْ من دمائك فاسقٌ=يعبُّ دمَ الأطفالِ رطلاً ويسكرُ
فيا معشرَ الأذنابِ عبّوا جيوبَكم=من النفلِ والأسلابِ والقَوْدِ وانفِروا
بكَم بعتمُ حزنَ الثكالى ودمعةً=سفحنَ تساوي كلَّ نفطٍ يُكرَّرُ
أمرتزقٌ من لحمِنا وصِغارِنا=ببخسِ دنانيرٍ على القتلِ تُؤجَرُ
خذوا نفطَكم عني إلى غيرِ رجعةٍ=ونحُّوا مُداكم عن دمي وتقهقروا
وعرشكم الهاري على جثتي وهى=فروموا بمالِ النفطِ شعباً لتشتروا
وَلدنا وأرضعنا دُمىً تقذفونها=بأقدامكم كي تستجمّوا وتسمروا
وما يُطرب الأوغادَ في لهوِهم سوى=ذبيحٍ من الأوداجِ والحلق يشخرُ
وصرخةِ رَوعٍ من صبيٍّ مفزَّعٍ= تغشّاهُ موتٌ بالفجاءةِ يجأرُ
فيا شِسعَ بسطارِ الغُزاةِ تطامنوا=صَغاراً وأنتم بالصَّغارةِ أجدرُ
وبيعوا دمائي ما استطعتم وقَوِّدوا=فهيهات أنْ يرقى العبيدُ ويكبروا
وأنى لكم أن تكبروا يا حثالةً=من الخزيِ في كاساتِه تتقعَّرُ
ويا ظلَّ محتلٍّ تطاول خلفَهُ=إذا اعتدلتْ شمسُ الظهيرةِ يقصرُ
دمُ ابني وآلاف الدماءِ روافدٌ=لدجلةَ تجتاح الغُثاءَ وتعبرُ
وصرختُه المكتومةُ الآنَ رَجعُها=يزلزلكم بالرعبِ فاللهُ أكبرُ.
[/GASIDA]

أردت أن أجتزىءمن هذه الخريدة الفريدة فى البنا والسبك والحبك فلم أستطع إلاّ أشوّه هذه الوحدة الموضوعية المتكامله والصورة الفذةللوحة فذة

أدمعت عينى يا أبا غريبة

دمت ودام عطاؤك يا أخى

مقبولة عبد الحليم 10-13-2010 09:54 AM

تتكرر الصور والجرح واحد

في العراق وفلسطين..

والعالم يتشدق بحقوق الطفل

أتساءل دوما اليس أطفال فلسطين والعراق كأطفال

بريطانيا وامريكاوغيرهم اليس لهم الحق بالعيش

أم أن القانون يستثنيهم من القائمة

أخي محمود أبو غربية

أوجعتني بهذا النزف الأليم وتلك الصورة التي تقطع

لها القلب حزنا

أبدعت أبدعت ووفيت

ولن أقول سوى حسبنا الله في ولاة الأمر منا

ودي

سحر الناجي 10-13-2010 10:42 AM




القدير جدآ .. عمر أبو غريبة
غضب يطرق زنزانة الوعي سيدي .. وبينونته أصفاد مطلية الذهب ..
ولهاة اللسان .. ركيزة قد تتكوم عليها غضبة للزمان ..
دماء توكز كرامتنا وتبلل قلوبنا الجافة بالأنين ..
وكما هو دأبك .. روعة البوح استحالت إلى أبيات ماسية تطوق جيد دهشتنا ..
جئت لأطلق هتاف مكبوا البحة في صوتي ويصرخ : ياإلهي ..
جئت لأصفق لك بأكف الروح .. فتقبلني ..
لا سيما إن مررتُ مجددا ..كي أتجرع مزيدآ من القهر ..
تقدير كبير كعملاق الكواكب المشتري ..
وسلام

ايوب صابر 10-13-2010 03:26 PM



تابع،،


قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة - 3



وما نزال إذ نبحر في باقي أبيات القصيدة نسمع صوت الأم وهي تقول ..ها أنا أحدق في عينيك أي بني والدموع تقطر من عيوني وللأسف فأن قاتلك ما يزال حرا طليقا يتبختر في الشوارع، وها أنا أراه وهو يخفي خلفه قنابل تقتل الأطفال ويفجرها دون رحمة فيسقط جراء غدره وهذه التفجيرات أطفال مدرجين بدمهم.



ثم نعود فنسمع صوت الطفل المسجى على اللوح مدرجا بمده مخاطبا أمه يرجوها أن لا تبكي ويتوسل لها وهو ينادي "أيا أم لا تبكي" لان وقع دموعك يا أمي لهو اشد على واقسي من وقع الموت الذي ينخر في جسدي... وهنا ورغم أن المتحدث ما يزال الطفل لكننا نسمع صوت الشاعر إذ يروعه هول المشهد فينادي بدوره على الأم الثكلى إذ يجعلها بمقام أم للجميع باستخدامه كلمة "أمنا" ترضية لخاطرها ويقول " أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي"، أي خذي يدي اليمين كفكفي فيها دموعك التي تكوي جراحي، وليس فقط تكوي جراحي ولكنها تعصر تلك الجراح عصرا، وهو تعبير عن حرقة وألم ما يشاهده الشاعر في الصورة وإحساسه بألم تلك الأم كنتيجة لفقدها لأبنها فيخاطبها بصيغة الجماعة وكأنه يتحدث باسم كل من يتألم لمصابها وكأن لسان حاله يقول ليواسيها إن كان الموت قد تخطف ابنك فها نحن بمقام الأبناء لك فلا تحزني وكفكفي دموعك.



ثم نعود لنسمع صوت الطفل من جديد بوضوح وهو يعتذر لامه لان دمه النازف لطخ ثوبها الذي هو اطهر من الطهر، ويعتذر لها لأنه تأخر عن تلبية طلبها في جلب الخبز، ويبين لها ما أعاقه وأخره عن تلبية ذلك الطلب أنما هو كمين بتفجير قنبلة تسببت له بجراح مميتة.



ويصف الشاعر هنا وعلى لسان الطفل الجريح كيف أن الانفجار أدى إلى دفعه وقذفه إلى السماء محلقا كالطير وهو تعبير عن شدة الانفجار الذي أصابه ليعود فيسقط فتتلقفه اكف المنية والموت محطما ومكسور الجناح. ويخبرها وهو يأسف لها أن أرغفة الخبز قد تبعثرت هي أيضا في الطريق لكنه وعلى الرغم مما أصابه من جراح حاول لملمت تلك الأرغفة ولكن إصابته من الانفجار جعلته بلا حول ولا قوة وفي نفس الوقت كان كل ما حوله مبعثرا من شدة الانفجار...لاحظ هنا الاستخدام الفذ لكلمة "حولي" حيث جاءت لتخدم المعنيين الحول (القوة) والحول (المكان)...



ويستمر الطفل في مناجاة أمه ومخاطبتها وهو على حافة الموت والقبر فيطلب منها أن تسامحه على تأخره في تلبية طلبها في جلب الخبز ويذكرها انه لم يسبق له أن تأخر عن تلبية طلب لها....ويعتذر الطفل من جديد لامه ولكن هذه المرة لأنه مات قبل الأوان مبينا انه كان يود لو يعمر حتى لا تحزن أمه على فراقه.


وقد أتقن الشاعر هنا رسم صورة الطفل إذ يطير في الهواء من هول الانفجار حيث يسقط محطما وكأنه ينقلنا إلى مكان الحدث فنشاهد الطفل ملقى على الأرض ينزف وقد تبعثر كل ما حوله ومن ذلك أرغفة الخبز مثخنا بجراحة التي نزفت فلطخت ثوب أمه فاخذ يعتذر لها مرة عن تأخره ومره عن تلطيخ ثوبها الذي هو اطهر من الطهر... وهي لا شك صورة مزلزلة وبالغة التاثير.



يتبع،،،


عمر ابو غريبة 10-13-2010 10:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 33824)
تابع،،

قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة"- 2


ويستمر نزف الطفل دما قانيا ويستمر نزف الأم حسرة وولعا ودموعا كإمطار كانون ويستمر نزف الشاعر حيث استمر في تصوير ما يجري بين الطفل ووالدته ببراعة. فها هي الأم تخاطب ابنها النازف إذ تقول له مطمئنة، أي بني إن حضني مهد لك ودموعي هي بدل حليب الصدر لإرضاعك فلا تخف، وأنا حاميتك - كما تحمي الذئبة نطفتها- فلن اسمح لشيء أن يقترب منك، حتى ذرات التراب لن ادعها تعفرك، وهي صورة أخرى مزلزلة تمكن الشاعر من رسمها ليكون لها أعظم تأثير على ذهن المتلقي.



ويضيف الشاعر النازف على لسان الأم ها أنا ادفع الموت عن فلذة كبدي بكف يدي راجيا النجاة له، لكن الموت يستمر في شده إليه، ويزمجر ويزجر، ويستمر في الزحف على ثنايا جسده النازف. وتخبرنا الأم المكلومة بفلذة كبدها إنها بكت وبكت لعل الموت يعطف عليها ويحنو إليها ويشفق على حالها بأن يبتعد ويترك لها ولدها ولكن الموت يمعن في الشد والجذب ويسخر من تلك الأم المكلومة الباكية ويسخر من دموعها وهو يتخطف ابنها النازف.


وهنا يمكن القول أن الشاعر تمكن من شخصنة الموت ببراعة فجعله كانسان يشد من ناحية يتخطف ذلك الطفل النازف وألام ترجوه وتتوسل إليه عله يعطف عليها ويشفق لحالها ودموعها ويترك ابنها وشأنه، ولكن هيهات هيات فها هو الموت يسخر منها ومن دموعها ويستمر في الزحف على ثنايا جسد وليدها النازف.


ويستمر الشاعر في الأبيات التالية في رسم صورة الصراع بين الموت المزمجر والذي يشد ويجذب في جسد الصبي من جهة وألام المسكينة المكلومة والتي تحتضن ابنها وتشده أليها وتبكي، وتبكي، محاولة إنقاذه بكل عزمها، وتتوسل إلى الموت وترجوه محاولة أقناعه لعله يترك لها فلذة كبدها، ولكن الموت المزمجر الذي لا يُقهر لا يتراجع ويَقْهرَ بعزمه وجبروته عزم تلك الأم النازفة الباكية، ويستمر في زحفه يتخطف جسد فلذة كبدها...وهي صورة فذة أخرى وأثرها يكمن في أنها تصور مشهد الصراع على جسد الطفل بين الأم والموت قاهر العباد، وهذا الصراع يجعل الأبيات حية لها اثر ووقع عظيم على المتلقي...فليس هناك شيء ابلغ اثرا من تضمين النص الادبي صراعا ظاهرا بين ثنائية الموت والحياة فكيف اذا كان هذا الصراع بين الموت الذي تم تصويره هنا على هيئة شخص جبار والام ثكلى، مسكينة ومحور الصراع هو جسد ابن تلك الام الباكية النازفة الذي يتخطفه الموت؟
وهذه الصورة تدل حتما على قدرة الشاعر الفذة في التصوير ودراية واسعة في العناصر الفنية المهمة التي تجذب وتشد المتلقي الى نصوصه واهمها الصراع بين ثنائية الموت والحياة.





يتبع،،

الأستاذ الأديب ايوب صابر
رائع أنت في استقصاء المعاني والصور ولا مزيد على اضاءتك المبهرة
سوى ان الحضن الذي ترويه بالدموع سيكون قبره بدلا من جوف الثرى
عرفاني البالغ على تحليلك الراقي
مودتي واحترامي

عمر ابو غريبة 10-13-2010 10:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 34024)
والله يا أحبة . . أنا ما بكيت هذا الطفل العراقي . .
فمصيره إلى الجنة . . بإذن واحد أحد . .
وهو قد تخلص من المعاناة والقهر . .

ولكن في مناسبات خاصة . . مثل مناسبة ظهور هذه القصيدة . .
فالبكاء يكون - لا شك - علينا نحن . .
الذين يعيشون ويعانون ويقهرون . .
وبالله يصبرون . .
لقد آن للفجر أن يظهر . .
ويكفينا ظلاماً . . بات يعشش فينا . .
حتى ظنناه جزءاً منا لصيقاً بنا منذ أن وعينا . .

أيها الشاعر . .
قصيدتك تبكي الحجر . .
فكيف بالإنسان . .


تقبل تحيتي وتقديري . .
على الحب والصبر نلتقي . .
دمت بحفظ الله . .



** أحمد فؤاد صوفي **

بل البكاء عليه وعلى أمه اما نحن فلا يجوز لنا إلا الصفع واللطم.
أتعلم يا سيدي أن البعض منا آذتهم هذه الصورة وهربوا منها ومن القصيدة لأنهم لا يريدون أن يعكروا مزاجهم ويفسدوا سهرتهم؟!
حفظك الله استاذي الكريم لنبلك وكريم خلقك
مودتي

عمر ابو غريبة 10-13-2010 10:31 PM

الأستاذ علي عبيد
امتناني العميق لمرورك الكريم ومشاعرك الفياضة
مودتي واحترامي
سيدي

عمر ابو غريبة 10-13-2010 10:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مقبولة عبد الحليم (المشاركة 34542)
تتكرر الصور والجرح واحد

في العراق وفلسطين..

والعالم يتشدق بحقوق الطفل

أتساءل دوما اليس أطفال فلسطين والعراق كأطفال

بريطانيا وامريكاوغيرهم اليس لهم الحق بالعيش

أم أن القانون يستثنيهم من القائمة

أخي عمر أبو غريبة

أوجعتني بهذا النزف الأليم وتلك الصورة التي تقطع

لها القلب حزنا

أبدعت أبدعت ووفيت

ولن أقول سوى حسبنا الله في ولاة الأمر منا

ودي

سمحت لنفسي بتعديل ردك الكريم فعذرا.
لك الشكر أختاه على مرورك الكريم ومشاعرك العربية الأصيلة
حفظك الله
مودتي واحترامي

عمر ابو غريبة 10-13-2010 10:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الناجي (المشاركة 34556)



القدير جدآ .. عمر أبو غريبة
غضب يطرق زنزانة الوعي سيدي .. وبينونته أصفاد مطلية الذهب ..
ولهاة اللسان .. ركيزة قد تتكوم عليها غضبة للزمان ..
دماء توكز كرامتنا وتبلل قلوبنا الجافة بالأنين ..
وكما هو دأبك .. روعة البوح استحالت إلى أبيات ماسية تطوق جيد دهشتنا ..
جئت لأطلق هتاف مكبوا البحة في صوتي ويصرخ : ياإلهي ..
جئت لأصفق لك بأكف الروح .. فتقبلني ..
لا سيما إن مررتُ مجددا ..كي أتجرع مزيدآ من القهر ..
تقدير كبير كعملاق الكواكب المشتري ..
وسلام

الأديبة الرقيقة سحر الناجي أقترح أن تجمعي مداخلاتك في هذا المنبر على القصائد وتنشريها كتابا منفصلا وليكن عنوانه كعنوان الرافعي (أوراق الورد) أعترف أني أعجز أن أنثر نثرك بوركت وبورك القلم أختاه

عمر ابو غريبة 10-13-2010 11:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 34630)

تابع،،


قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة - 3



وما نزال إذ نبحر في باقي أبيات القصيدة نسمع صوت الأم وهي تقول ..ها أنا أحدق في عينيك أي بني والدموع تقطر من عيوني وللأسف فأن قاتلك ما يزال حرا طليقا يتبختر في الشوارع، وها أنا أراه وهو يخفي خلفه قنابل تقتل الأطفال ويفجرها دون رحمة فيسقط جراء غدره وهذه التفجيرات أطفال مدرجين بدمهم.



ثم نعود فنسمع صوت الطفل المسجى على اللوح مدرجا بمده مخاطبا أمه يرجوها أن لا تبكي ويتوسل لها وهو ينادي "أيا أم لا تبكي" لان وقع دموعك يا أمي لهو اشد على واقسي من وقع الموت الذي ينخر في جسدي... وهنا ورغم أن المتحدث ما يزال الطفل لكننا نسمع صوت الشاعر إذ يروعه هول المشهد فينادي بدوره على الأم الثكلى إذ يجعلها بمقام أم للجميع باستخدامه كلمة "أمنا" ترضية لخاطرها ويقول " أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي"، أي خذي يدي اليمين كفكفي فيها دموعك التي تكوي جراحي، وليس فقط تكوي جراحي ولكنها تعصر تلك الجراح عصرا، وهو تعبير عن حرقة وألم ما يشاهده الشاعر في الصورة وإحساسه بألم تلك الأم كنتيجة لفقدها لأبنها فيخاطبها بصيغة الجماعة وكأنه يتحدث باسم كل من يتألم لمصابها وكأن لسان حاله يقول ليواسيها إن كان الموت قد تخطف ابنك فها نحن بمقام الأبناء لك فلا تحزني وكفكفي دموعك.



ثم نعود لنسمع صوت الطفل من جديد بوضوح وهو يعتذر لامه لان دمه النازف لطخ ثوبها الذي هو اطهر من الطهر، ويعتذر لها لأنه تأخر عن تلبية طلبها في جلب الخبز، ويبين لها ما أعاقه وأخره عن تلبية ذلك الطلب أنما هو كمين بتفجير قنبلة تسببت له بجراح مميتة.



ويصف الشاعر هنا وعلى لسان الطفل الجريح كيف أن الانفجار أدى إلى دفعه وقذفه إلى السماء محلقا كالطير وهو تعبير عن شدة الانفجار الذي أصابه ليعود فيسقط فتتلقفه اكف المنية والموت محطما ومكسور الجناح. ويخبرها وهو يأسف لها أن أرغفة الخبز قد تبعثرت هي أيضا في الطريق لكنه وعلى الرغم مما أصابه من جراح حاول لملمت تلك الأرغفة ولكن إصابته من الانفجار جعلته بلا حول ولا قوة وفي نفس الوقت كان كل ما حوله مبعثرا من شدة الانفجار...لاحظ هنا الاستخدام الفذ لكلمة "حولي" حيث جاءت لتخدم المعنيين الحول (القوة) والحول (المكان)...



ويستمر الطفل في مناجاة أمه ومخاطبتها وهو على حافة الموت والقبر فيطلب منها أن تسامحه على تأخره في تلبية طلبها في جلب الخبز ويذكرها انه لم يسبق له أن تأخر عن تلبية طلب لها....ويعتذر الطفل من جديد لامه ولكن هذه المرة لأنه مات قبل الأوان مبينا انه كان يود لو يعمر حتى لا تحزن أمه على فراقه.


وقد أتقن الشاعر هنا رسم صورة الطفل إذ يطير في الهواء من هول الانفجار حيث يسقط محطما وكأنه ينقلنا إلى مكان الحدث فنشاهد الطفل ملقى على الأرض ينزف وقد تبعثر كل ما حوله ومن ذلك أرغفة الخبز مثخنا بجراحة التي نزفت فلطخت ثوب أمه فاخذ يعتذر لها مرة عن تأخره ومره عن تلطيخ ثوبها الذي هو اطهر من الطهر... وهي لا شك صورة مزلزلة وبالغة التاثير.



يتبع،،،

الأستاذ الأديب أيوب صابر
هذا الجزء هو الأهم عندي وهو القصيدة لأنه من أجله نظمت.وقد أضاته كعادتك ببصيرة ثاقبة.
يقال إن ىخر صورة تنطبع في عيني القتيل هي صورة قاتله ولهذا حدقت الأم فلم تر إلا ذلك القاتل المجرم يتبختر في عيني صغيرها.
ولاحظ أستاذي صورة الشهيد وهو يمد ذراعه اليمنى نحو وجه أمه لقد احترت فيها كثيرا ودققت النظر مرارا فيها وكبّرتها أضعافا لأنها أعطتني شيئا من الأمل في إمكانية أن يكون بعد حيا ولا زال شيء بداخلي يؤمل ذلك رغم كل المؤشرات الأخرى في الصورة التي تدل على وفاته.
لا أفيك حقك من الشكر
مودتي واحترامي
سيدي

هند صقر بن سلطان القاسمي 10-14-2010 12:08 AM

الشاعر القدير عمر أبوغريبة

رغم اني لم أقرأ لك من قبل

لكنك استطعت ان تستبقيني مدة طويلة

اجول بين ابياتك واكفكف الدمع

قصيدة معبرة ومعاني دقيقة


رسمت بريشة فنان

إبداع راقي من قلم متمكن وبارع

دمت بحفظ المولى

عمر ابو غريبة 10-14-2010 07:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند صقر بن سلطان القاسمي (المشاركة 34815)
الشاعر القدير عمر أبوغريبة

رغم اني لم أقرأ لك من قبل

لكنك استطعت ان تستبقيني مدة طويلة

اجول بين ابياتك واكفكف الدمع

قصيدة معبرة ومعاني دقيقة


رسمت بريشة فنان

إبداع راقي من قلم متمكن وبارع

دمت بحفظ المولى

الشاعرة الرقيقة هند القاسمي
امتناني العميق على مشاعرك الفياضة النبيلة وحسك المرهف
أسأل الله أن يغير حال أمتنا الى أحسن حال
مودتي وتقديري
أختاه

ناريمان الشريف 10-14-2010 09:03 PM

صورة ..
لا يكفيها مجلد بأكمله لوصفها !!
يا إلهي كم أبكتني هذه الأم ..!!
وكأني ألمح عيونها تستنطق روح طفلها الغارق بدمه وهو يغادر إلى بارئه ..
الله أكبر .. ما أرخص الطفولة !!
وحسبي الله ونعم الوكيل

وأقسم بالله العظيم .. لم أشاهد في حياتي كلها صورة ولا واقعاً أكثر ألماً منها .. علماً بأن حياتنا الفلسطينية طافحة بمثل هذه المشاهد المأساوية

ولكنني لم أقرأ الكلمات التي كتبت لهذه الصورة؟
أين هي بالله عليكم ؟
أعذروني .. لقد بدأت أفقد نظري من كثرة ما امتلأت عيوني بدموعها ..



التوقيع ... أم

عمر ابو غريبة 10-17-2010 02:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 35009)
صورة ..
لا يكفيها مجلد بأكمله لوصفها !!
يا إلهي كم أبكتني هذه الأم ..!!
وكأني ألمح عيونها تستنطق روح طفلها الغارق بدمه وهو يغادر إلى بارئه ..
الله أكبر .. ما أرخص الطفولة !!
وحسبي الله ونعم الوكيل

وأقسم بالله العظيم .. لم أشاهد في حياتي كلها صورة ولا واقعاً أكثر ألماً منها .. علماً بأن حياتنا الفلسطينية طافحة بمثل هذه المشاهد المأساوية

ولكنني لم أقرأ الكلمات التي كتبت لهذه الصورة؟
أين هي بالله عليكم ؟
أعذروني .. لقد بدأت أفقد نظري من كثرة ما امتلأت عيوني بدموعها ..



التوقيع ... أم

أتمنى على أخي علاء الأديب أن يفيدنا بخصوصها.
مودتي

ايوب صابر 10-17-2010 02:29 PM

تابع ،،
قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة - 4


على اللوحِ مُسجىً غارقٌ في دمائه كأن فراتاً تحته يتحدّرُ
هنا رافدٌ منه ومنيَ رافدٌ على وجنتي ينسابُ دجلةُ آخَرُ

روافدُ للأحزانِ والدمِ تلتقي وتلطمُ أمواجي الخليجَ وتهدرُ
وما بين نهريِّ الدماءِ وأدمعي يزمزمُ طوفانٌ متن القهر يزأرُ


في هذا المقطع نسمع صوت الشاعر والذي هو في نفس الوقت صوت الأم إذ يصف الطفل وهو مسجى على اللوح وهو غارق في دمه حيث يشبه الشاعر دم الطفل النازف وكأنه نهر الفرات...ويعود الشاعر ليتحدث بصوت الأم إذ نسمعها تقول: منه، أي من ابنها الطفل الجريح، يتدفق رافد من الدم كمثل نهر الفرات ومني أنا، الأم، تتدفق روافد من الدمع والحزن تنساب على وجنتي وكأنها نهر دجلة....

هذه الروافد القانية من دم الطفل ودموع الأم وأحزانها تلتقي جميعا فتكون بقوة التقاء نهري دجلة والفرات وتصب في الخليج وتلطم موجه وتصدر صوتا هادرا كمثل صوت نهري الفرات ودجلة عندما تلتقي لتصب في الخليج...

ولكن الوصف لا يقف عند ذلك الحد فنجد الشاعر يقول بأن طوفان من القهر أيضا قد تشكل بين هذه الأنهر الهادرة والتي تشكلت من الدمع والدم والحزن النازف من عيون الام وجسد الطفل لتجري بقوة نهري الفرات ودجلة، هذا الطوفان من القهر له صوت زئير وذلك كناية عن شدة وهول المصيبة وفداحتها...وما تسببه من الم وقهر.

وهنا يظهر الشاعر قدرة هائلة على التصوير والتشبيه والوصف لفداحة ما أصاب الطفل فكان دمه ينزف ليشكل نهرا من الدم كمثل نهر الفرات وهول ما أصاب الأم من الحزن لتذرف دمعا جرى على وجنتيها كنهر دجلة...فكان الغضب والقهر طوفنا يزأر لشدته وقوته.

ورغم أن الشاعر يصف هنا هذه المصيبة التي ينظر إليها والمجسدة في صورة الطفل وأمه كما يخبرنا لكنه لا بد يتحدث أيضا عن الصورة الأعم والاشمل هناك والتي تمتلئ بعدد هائل من الأطفال القتلى والجرحى وأمهاتهم الثكلى على ارض العراق وما ينتج عن ذلك من غضب يتشكل على ارض الرافدين وكأنه الطوفان القادم لا محالة.

يتبع،،

عمر ابو غريبة 10-18-2010 08:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 35771)
تابع ،،
قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة - 4


على اللوحِ مُسجىً غارقٌ في دمائه كأن فراتاً تحته يتحدّرُ
هنا رافدٌ منه ومنيَ رافدٌ على وجنتي ينسابُ دجلةُ آخَرُ

روافدُ للأحزانِ والدمِ تلتقي وتلطمُ أمواجي الخليجَ وتهدرُ
وما بين نهريِّ الدماءِ وأدمعي يزمزمُ طوفانٌ متن القهر يزأرُ


في هذا المقطع نسمع صوت الشاعر والذي هو في نفس الوقت صوت الأم إذ يصف الطفل وهو مسجى على اللوح وهو غارق في دمه حيث يشبه الشاعر دم الطفل النازف وكأنه نهر الفرات...ويعود الشاعر ليتحدث بصوت الأم إذ نسمعها تقول: منه، أي من ابنها الطفل الجريح، يتدفق رافد من الدم كمثل نهر الفرات ومني أنا، الأم، تتدفق روافد من الدمع والحزن تنساب على وجنتي وكأنها نهر دجلة....

هذه الروافد القانية من دم الطفل ودموع الأم وأحزانها تلتقي جميعا فتكون بقوة التقاء نهري دجلة والفرات وتصب في الخليج وتلطم موجه وتصدر صوتا هادرا كمثل صوت نهري الفرات ودجلة عندما تلتقي لتصب في الخليج...

ولكن الوصف لا يقف عند ذلك الحد فنجد الشاعر يقول بأن طوفان من القهر أيضا قد تشكل بين هذه الأنهر الهادرة والتي تشكلت من الدمع والدم والحزن النازف من عيون الام وجسد الطفل لتجري بقوة نهري الفرات ودجلة، هذا الطوفان من القهر له صوت زئير وذلك كناية عن شدة وهول المصيبة وفداحتها...وما تسببه من الم وقهر.

وهنا يظهر الشاعر قدرة هائلة على التصوير والتشبيه والوصف لفداحة ما أصاب الطفل فكان دمه ينزف ليشكل نهرا من الدم كمثل نهر الفرات وهول ما أصاب الأم من الحزن لتذرف دمعا جرى على وجنتيها كنهر دجلة...فكان الغضب والقهر طوفنا يزأر لشدته وقوته.

ورغم أن الشاعر يصف هنا هذه المصيبة التي ينظر إليها والمجسدة في صورة الطفل وأمه كما يخبرنا لكنه لا بد يتحدث أيضا عن الصورة الأعم والاشمل هناك والتي تمتلئ بعدد هائل من الأطفال القتلى والجرحى وأمهاتهم الثكلى على ارض العراق وما ينتج عن ذلك من غضب يتشكل على ارض الرافدين وكأنه الطوفان القادم لا محالة.

يتبع،،

الأستاذ الأديب أيوب صابر
أطربتني بالتقاطك البارع لتلك الصورة الجغرافية الشعرية
ارجو أن لا تبخل علي بأي انتقاد فرأيك عندي بمكان
امتناني وتقديري
سيدي


الساعة الآن 10:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team