منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( عروة بن الورد ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1756)

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:39 AM

من شعراء العصر الجاهلي ( عروة بن الورد )
 
أقلي اللوم
( عروة ابن الورد )


أقِلّي عليّ اللومَ يا بنتَ مُنْذِرِ
ونامي، وإن لم تشتهي النوم، فاسهَري
ذريني ونفسي، أُمّ حسّان، إنّني
بها، قبلَ أن لا أملِكَ البَيعَ، مُشتري
أحاديثَ تبقى، والفتى غيرُ خالدٍ
إذا هو أمسى هامةً فوقَ صُيَّر
تُجاوِبُ أحجارَ الكِناسِ، وتشتكي
إلى كلّ معروفٍ رأته، ومُنكَر
ذَريني أُطوّفْ في البلاد، لعلّني
أُخلّيك، أو أُغنيك عن سوء محْضري
فإن فاز سَهمٌ للمنيةِ لم أكن
جَزوعاً، وهل، عن ذاك، من متأخر؟
وإن فاز سهمي كَفَّكم عن مَقاعِدٍ
لكم خَلفَ أدبارِ البيوتِ، ومنظر
تقولُ: لكَ الويلاتُ، هل أنت تاركٌ
ضُبوّاً برَجْلٍ، تارةً، وبمنسَر
ومُستثبتٌ في مالِكَ، العامَ، أنّني
أراكَ على أقتاد صَرماء، مُذكِر
فجوعٌ لأهلِ الصالحينَ، مَزَلّةٌ
مَخوفٌ رَداها أن تُصِيبكَ، فاحذر
أبَى الخفضَ من يغشاكِ من ذي قرابة
ومن كلّ سَوداءِ المعاصمِ تَعتري
ومستهنىءٍ زيدٌ أبوه، فلا أرى
لـه مَدْفَعاً، فاقْنَيْ حياءَكِ واصْبري
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ
مُصافي المُشاشِ، آلفاً كلّ مَجزر
يَعُدّ الغِنى من نفسه، كلّ ليلة
أصابَ قِراها من صَديقٍ ميسَّر
ينامُ عِشاءً ثم يصبحُ ناعساً
تَحُثّ الحَصى عن جنبِهِ المتعفِّر
قليلُ التماسِ الزادِ إلاّ لنفسِهِ
إذا هو أمسَى كالعريشِ المجوَّر
يُعينُ نِساء الحيّ، ما يَستعِنّه
ويمسي طليحاً، كالبعير المحسَّر
ولكِنّ صُعلوكاً، صفيحةُ وجهِهِ
كضَوءِ شِهابِ القابس المتنوِّر
مُطِلاَّ على أعدائِهِ يَزجرونَه
بساحتِهم، زَجرَ المَنيح المشهَّر
إذا بَعُدوا لا يأمنون اقترابَه
تشوُّفَ أهل الغائب المتنظَّر
فذلك إن يلقَ المنيّة يَلْقَها
حميداً، وإن يَستَغنِ يوماً، فأجدِر
أيهلِكُ مُعتمٌّ وزيدٌ، ولم أقُمْ
على نُدَب يوماً، ولي نفسُ مُخطِر
ستُفزِع، بعدَ اليأس، من لا يخافُنا
كواسع في أُخرى السّوام المنفَّر
يُطاعن عنها أوّلَ القومِ بالقنا
وبِيضٍ خفافٍ، ذات لونٍ مشهَّر
فيوماً على نَجدٍ وغاراتِ أهلـها
ويوماً بأرضٍ ذاتِ شَتٍّ وعرعر
يناقلن بالشُّمطِ الكِرام، أُولي القُوى
نقابَ الحِجاز في السريح المسيَّر
يُريح عليّ الليلُ أضْيافَ ماجِدٍ
كريمٍ، ومالي، سارحاً، مالُ مُقتر

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:39 AM

ألا إن أصحاب الكنيف
( عروة ابن الورد )


ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم
كما الناسِ لمّا أخصَبوا وتموّلوا
وإنّي لمَدفوعٌ إليّ ولاؤهم
بماوانَ، إذ نمشي، وإذ نتملمَلُ
وإذ ما يُريحُ الحيَّ صَرماءُ جونةٌ
ينوسُ عليها رحلُها ما يحلّل
موقَّعةُ الصَّفقينِ، حدباء، شارفٌ
تُقَيَّدُ أحياناً، لديهم، وتُرحَل
عليها من الوِلدانِ ما قد رأيتُمُ
وتمشي، بجَنبيها، أراملُ عُيَّل
وقلتُ لـها: يا أُمَّ بيضاء، فتيةٌ
طعامُهُمُ، من القُدورِ، المعجَّل
مَضيغٌ من النِّيب المَسانِ ومُسخَنٌ
من الماء، نعلوه بآخرَ من علُ
فإنّي وإياكم كذي الأمّ أرهنَتْ
لـه ماء عينيها، تفَدّي وتَحمِل
فلمّا ترَجّتْ نَفْعَهُ وشَبَابَهُ
أتتْ دونَها أُخرى حديداً تُكحِّل
فباتَتْ لحدّ المِرفَقَينِ كلَيهما
تُوَحوِحُ ممّا نَابَها، وتُولول
تُخَيَّرُ من أمرينِ ليسا بغِبطةٍ
هو الثّكلُ، إلاّ أنها قد تجمَّل
كليلةِ شيباء التي لستَ ناسياً
وليلتِنا، إذ منّ، ما منّ، قِرمِل
أقولُ لـه: يا مالِ! أُمُّك هابلٌ
متى حُبِسَتْ على الأفَيَّحِ تُعقَل
بدَيمومةٍ، ما إن تكادُ ترى بها
من الظّمإ، الكومَ الجلادَ تنوّل
تُنكَّرُ آياتُ البلادِ لمالكٍ
وأيقنَ أن لا شيء فيها يُقَوَّل

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:40 AM

أيا راكباً
( عروة ابن الورد )


أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ
بني ناشبٍ عني، ومَن يتنشّبُ
أكلُّكُمُ مُختارُ دارٍ يَحلّها
وتاركُ هُدْمٍ ليس عنها مُذنَّبُ
وأَبلِغ بني عَوذِ بنِ زيدٍ رِسالةً
بآيةِ ما إن يَقصِبونيَ يكذِبوا
فإن شِئتمُ عني نَهيتُم سَفيهَكم
وقال لـه ذو حِلمكم: أينَ تَذهب؟
وإن شئتمُ حاربتُموني إلى مَدًى
فيَجهَدُكم شأوُ الكِظاظِ المغرّبُ
فيلحقُ بالخيراتِ من كان أهلَها
وتعلمُ عبسٌ رأسُ مَن يَتصَوّب

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:44 AM

أين ديار سلمى
( عروة ابن الورد )


أرقتُ وصُحبتي، بمضيق عمق
لبرقٍ، في تِهامَةَ، مُستَطيرِ
إذا قلتُ استَهَلّ على قديدٍ
يحورُ رَبَابُهُ حَورَ الكسيرِ
تَكَشُّفَ عائِذٍ بَلقاء، تَنفِي
ذكورَ الخيلِ عن وَلدٍ، شَفورِ
سقى سَلمى، وأينَ ديارُ سَلمى
إذا حلّتْ مُجاورةَ السرير
إذا حلّتْ بأرضِ بني عليّ
وأهلي بينَ زامرَةٍ وكِيرِ
ذكرْتُ منازلاً من أُمّ وهْبٍ
محلَّ الحيّ ذي النّقير
وأحدثُ معهداً من أُمّ وهْبٍ
معرَّسُنا بدارِ بني النضير
وقالوا: ما تشاء؟ فقلتُ: ألـهو
إلى الإصباح، آثرَ ذي أثير
بآنسَةِ الحديثِ، رُضابُ فيها
بُعَيْدَ النومِ، كالعنَبِ العصير
أطَعتُ الآمِرينَ بصَرْمِ سَلمى
فطاروا في عِضاهِ اليَستعور
سَقَوْني النَّسءَ، ثم تكنّفوني
عُداةُ اللَّهِ من كذِبٍ وزُورِ
وقالوا: لستَ بعد فِداءِ سلمى
بمُغْنٍ، ما لديكَ، ولا فقير
ألا وأبيكَ، لو كاليوم أمري
ومن لكَ بالتَدَبُّرِ في الأمورِ
إذاً لمَلَكْتُ عِصْمةَ أُمّ وَهْبٍ
على ما كانَ مِن حَسَكِ الصُّدور
فيا للناس! كيفَ غلبتُ نفسي
على شيءٍ، ويكرهُهُ ضميري
ألا يا ليتَني عاصَيتُ طَلْقاً
وجبّاراً، ومَن لي من أميرِ

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:45 AM

أيَّ الناسِ آمَنُ
( عروة ابن الورد )


أأيَّ الناسِ آمَنُ بعدَ بَلجٍ
وقرّةَ، صاحبيّ، بذي طلال
ألمّا أغزَرَتْ في العُسّ بُركٌ
ودَرعَةُ بنتُها، نسيا فَعالي؟
سَمِنّ على الربيعِ فهُنّ ضُبطٌ
لـهنّ لَبالِبٌ تحتَ السِّخال

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:45 AM

إذا آذاكَ مالُكَ
( عروة ابن الورد )


إذا آذاكَ مالُكَ، فامتهِنه
لجاديه، وإن قرعَ المراحُ
وإن أخنى عليكَ، فلم تجِده
فنبتُ الأرض والماءُ القَراحُ
فرغمُ العيشِ إلفُ فِناءِ قومٍ
وإن آسوكَ، والموتُ الرَّواح

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:48 AM

إذا قيل يا ابنَ الوردِ
( عروة ابن الورد )


أتجْعَلُ إقدامي إذا الخيْلُ أحجَمَتْ
وكرّي، إذا لم يمنع الدَّبرَ مانعُ
سَواءً ومن لا يُقدِمُ المُهرَ في الوغى
ومن دبرُهُ، عند الـهزاهز، ضائع
إذا قيل يا ابنَ الوردِ أقدِم إلى الوغى!
أجبت، فلاقاني كمِيٌّ مُقارِع
بكفّي من المأثورِ، كالملحِ لونُه
حديثٌ بإخلاص الذُّكورةِ، قاطع
فأترُكُه بالقاعِ، رَهناً ببلدةٍ
تَعَاوَرُه فيها الضّباعُ الخَوامع
محالفَ قاعٍ، كان عنه بمعزِلٍ
ولكنّ حَينَ المرء لا بدّ واقع
فلا أنا ممّا جَرّتِ الحربُ مشتكٍ
ولا أنا مما أحدثَ الدهرُ جازع
ولا بصَري، عند الـهِياجِ، بطامحٍ
كأني بعيرٌ فارَقَ الشَّولَ، نازع

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:49 AM

ابلغ لديكَ عامراً إن لقيتها
( عروة ابن الورد )


أبلِغْ لديكَ عامِراً إن لقِيتَها
فقد بلَغت دارُ الحِفاظِ قَرارَها
رَحلنا من الأجبالِ، أجبالِ طيّء
نسوق النساءَ عُوذَها وعشارَها
ترى كلَّ بيضاءِ العوارضِ طَفْلَةٍ
تُفَرّي، إذا شال السماكُ، صِدارَها
وقد علمت أن لا انقلاب لرحلـها
إذا تركت من آخر الليل دارها

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:53 AM

الأمر الفظيع
( عروة ابن الورد )


وخِلٍّ، كنتُ عينَ الرُّشدِ منه
إذا نظرت، ومُستمعاً سَميعا
أطافَ بغَيّهِ، فعَدلتُ عنْه
وقلتُ لـه: أرى أمراً فظيعا

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:53 AM

الحق جاهد
( عروة ابن الورد )


إني امرؤ عافي إنائيَ شركةٌ
وأنتَ امرؤ عافي إنائِكَ واحدُ
أتهزَأُ منّي أن سَمِنتَ، وأن ترى
بوجهي شحوبَ الحقِّ، والحقُّ جاهد
أُقسّمُ جسمي في جسوم كثيرة
وأحسُو قَراحَ الماء، والماءُ بارد

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:55 AM

الحق مطلبه جميل
( عروة ابن الورد )


أفي نابٍ منحناها فقيراً
لـه بِطِنَابِنَا طُنُبٌ مُصِيتُ
وفضلةِ سمنةٍ ذهبتْ إليهِ
وأكثرُ حَقّهِ ما لا يَفوتُ
تَبيتُ، على المرافقِ، أمُّ وهبٍ
وقدْ نامَ العيونُ، لـها كتِيتُ
فإنّ حَمِيتَنا، أبداً، حرامٌ
وليس لجار منزِلنا حمِيتُ
ورُبَّتَ شُبْعَةٍ آثَرتُ فيها
يداً، جاءت تُغِيرُ، لـها هتيتُ
يقولُ: الحقُّ مطلبُهُ جميلٌ
وقد طلبوا إليك، فلم يُقِيتوا
فقلتُ لـه: ألا احيَ، وأنتَ حُرٌّ
ستشبعُ في حياتِكَ، أو تموت
إذا ما فاتني لم أستقلـه
حياتي، والمَلائمُ لا تفوت
وقد علِمتْ سُلَيمَى أنّ رأيي
ورأيَ البُخل مختلفٌ شتيتُ
وأني لا يُريني البخلَ رأيٌ
سواءٌ إن عطِشتُ، وإن رويت
وأني، حينَ تشتجرُ العَوالي
حوالي اللُّبّ، ذو رأيٍ، زمِيتُ
وأُكفى، ما علمتُ، بفضل علمٍ
وأسأل ذا البيانِ، إذا عمِيت

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:26 PM

الدهر يوم ولية
( عروة ابن الورد )


جزى اللَّهُ خيراً، كلما ذُكِرَ اسمهُ
أبا مالك، إنْ ذلك الحيُّ أصْعَدُوا
وَزَوّدَ خيراً مالكاً، إنّ مالِكاً
لـهُ رِدّةٌ فينا، إذا القوم زُهَّدُ
فهم يَطرَبَنْ في إثرِكم، من تَركتُمُ
إذا قام يعلوهُ حِلالٌ، فيقعُد
تولّى بنو زِبّانَ عنّا بفضْلِهم
وودّ شَريكٌ لو نسير، فنبعُدُ
ليَهنىء شريكاً وطبُه ولِقاحُه
وذو العُسّ، بعد النومةِ، المتبرِّدُ
وما كان منّا مَسكناً، قد علمتمُ
مدافعُ ذي رَضْوَى، فعَظمٌ، فصَنددُ
ولكنّها، والدّهرُ يومٌ وليلةٌ
بلادٌ بها الأجناءُ، والمتصَيَّد
وقلتُ لأصْحابِ الكنيفِ: تَرَحّلوا
فليسَ لكم، في ساحةِ الدارِ، مَقعَد

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:27 PM

المال مهابة والفقر مذلة
( عروة ابن الورد )


قالتْ تُماضِرُ، إذ رَأتْ مالي خوَى
وجفا الأقاربُ، فالفؤادُ قريحُ
ما لي رأيتُكَ في النّديّ منكَّساً
وَصِباً، كأنّكَ في النّديّ نَطيح؟
خاطِرْ بنفسك كيْ تُصِيبَ غنيمةً
إنّ القُعودَ، معَ العِيالِ، قبيح
المالُ فِيهِ مَهابَةٌ وتَجِلّةٌ
والفَقْرُ فِيهِ مذلّةٌ وفُضُوح

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:27 PM

النفس أخوف
( عروة ابن الورد )


أرى أُمّ حسّانَ، الغَداةَ، تلومُني
تُخوّفُني الأعداءَ، والنفسُ أخْوَفُ
تقول سُليمى: لو أقَمْتَ لسرّنا!
ولم تدرِ أني للمُقامِ أُطوّفُ
لعلّ الذي خوّفتِنا من أمامِنا
يصادفُه، في أهلِهِ، المتخلِّفُ
إذا قلتُ: قد جاء الغنى، حال دونَه
أبو صِبيةٍ، يشكو المفاقِرَ، أعجف
لـه خَلّةٌ، لا يدخلُ الحقُّ دونَها
كريمٌ أصابَته خطوبٌ تُجَرِّف
فإنّي لمُستافُ البلادِ بسُرْيةٍ
فمُبلغُ نفسي عُذرَها، أو مُطوّف
رأيت بني لُبنى عليهم غضاضةٌ
بيوتُهمُ، وسطَ الحُلولِ، التكنّف
أرى أُمّ سِرياحٍ غدَتْ في ظَعائنٍ
تأمَّلُ، من شامِ العراقِ، تُطوِّف

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:28 PM

بالفعال يسود
( عروة ابن الورد )


ما بالثّراءِ يسُودُ كلُّ مُسوَّدٍ
مثرٍ، ولكِنْ، بالفَعالِ، يسودُ
بل لا أُكاثِرُ صاحبي في يُسرهِ
وأصُدُّ إذ في عيشِهِ تَصْريد
فإذا غنيتُ، فإنّ جاري نيلُهُ
من نائلي، وميسَّري معهودُ
وإذا افتقرْتُ، فلن أُرَى متخشَّعاً
لأخي غِنًى، معروفه مكدود

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:29 PM

تبَغَّ عِداءً
( عروة ابن الورد )


تبَغَّ عِداءً حيثُ حلّتْ ديارُهَا
وأبناء عوْفٍ في القرونِ الأوائل
فإلاّ أنَلْ أوساً، فإنّيَ حسبُها
بمنبطحِ الأوعالِ من ذي الشلائل

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:30 PM

تحِنّ الى سلمى
( عروة ابن الورد )


تحِنّ إلى سَلمى بحُرّ بِلادِهَا
وأنتَ عليها، بالملا، كنتَ أقدرا
تحِلّ بوادٍ، من كَراءٍ، مَضَلّةٍ
تحاولُ سلمى أن أهابَ وأحصَرا
وكيف تُرَجّيها، وقد حِيلَ دونها
وقد جاورت حيّاً بتَيمن مُنكرا
تبغّانيَ الأعْداءُ إمّا إلى دَمٍ
وإمّا عُراض الساعدينِ مُصَدَّرا
يظلّ الأباءُ ساقطاً فوقَ مَتنِهِ
لـه العَدْوَةُ الأولى، إذا القِرْنُ أصحرا
كأنّ خَواتَ الرعدِ رزءُ زئيره
من اللاّء يسْكُنّ العرينَ يعُثَّرا
إذا نحنُ أبرَدنا ورُدّتْ ركابُنا
وعنّ لنا، من أمرنا، ما تَيَسّرا
بدا لكِ مني، عندَ ذاكَ، صَريمتي
وصبري، إذا ما الشيءُ ولّى، فأدبرا
وما أنسَ مِ الأشياء، لا أنسَ قولـها
لجارتها: ما إن يعيشُ بأحورا
لعلّكِ، يوماً، أن تُسِرّي نَدامَةً
عليّ، بما جشّمْتِني يومَ غَضْوَرا
فغُرّبتِ إن لم تُخبريهم، فلا أرى
ليَ اليومَ أدنى منكِ علماً وأخبرا
قعيدَكِ، عمرَ اللـه، هل تَعلمينني
كريماً، إذا اسوَدّ الأناملُ، أزهرا
صبوراً على رُزْءِ المَوالي، وحافِظاً
لِعِرضيَ، حتى يؤكَل النبتُ أخضرا
أقبُّ، ومِخماصُ الشتاءِ، مُرَزّأٌ
إذا اغبرّ أولادُ الأذِلّةِ أسفرا

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:30 PM

تمنى غربتي قيس
( عروة ابن الورد )


تمنّى غُربتي قيسٌ، وإنّي
لأخشى، إن طحا بك، ما تقولُ
وصارَتْ دارُنا شَحطاً عليكم
وجُفُّ السيفِ كنتَ به تصول
عليكَ السلمُ، فاسلمها، إذا ما
أواكَ لـه مَبيتٌ، أو مَقيل
بأن يَعيا القليلُ عليك، حتى
تصيرَ لـه، ويأكُلك الذليلُ
فإنّ الحربَ، لو دارَتْ رحاها
وفاض العزُّ، واتُّبِعَ القليل
أخذتَ، وراءنا، بذُنابِ عَيشٍ
إذا ما الشّمسُ قامت لا تزُول

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:31 PM

ثعالب في الحرب
( عروة ابن الورد )


ما بيَ من عارٍ إخالُ علمتُهُ
سوى أنّ أخوالي، إذا نُسبوا، نَهدُ
إذا ما أرَدتُ المجدَ قصّرَ مجْدُهم
فأعيا عليّ أن يقاربَني المجْدُ
فيا ليتَهُمْ لم يَضرِبوا فيّ ضَرْبَةً
وأنيَ عبْدٌ فيهمُ، وأبي عبدُ
ثعالبُ في الحربِ العَوانِ، فإن تبُخ
وتَنفرِجِ الجُلّى، فإنّهمُ الأُسْدُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:32 PM

دعيني أطوفُ
( عروة ابن الورد )


دعِيني أُطوّفْ في البلادِ، لعلّني
أُفِيدُ غِنًى، فيه لذي الحقّ محمِلُ
أليسَ عظيماً أن تُلِمّ مُلِمّةٌ
وليس علينا، في الحقوقِ، مُعوَّلُ
فإن نحنُ لم نَملِك دفاعاً بحادثٍ
تُلِمُّ به الأيامُ، فالموتُ أجمل

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:32 PM

رهينة قعر البيت
( عروة ابن الورد )


أليس ورائي أن أدِبّ على العصا
فيَشمتَ أعدائي، ويسأمني أهلي
رهينةُ قَعْرِ البيتِ، كلَّ عشيّةٍ
يُطيف بي الولدانُ أهدجُ كالرأل
أقيموا بني لُبنى صدورَ رِكابكم
فكلُّ منايا النفس خيرٌ من الـهَزل
فإنّكمُ لن تَبلغوا كلَّ هِمّتي
ولا أرَبي، حتى ترَوا مَنبِتَ الأثل
فلو كنْتُ مثلوجَ الفؤاد، إذا بدَت
بلاد الأعادي، لا أُمِرُّ ولا أُحلي
رجعتُ على حِرسَينِ، إذ قال مالكٌ:
هلَكتَ، وهل يُلحَى، على بُغيةٍ، مثلي
لعلّ انطِلاقي في البلاد وبُغيتي
وشَدّي حَيازيمَ المطيّةِ بالرّحلِ
سيدفعُني، يوماً، إلى ربّ هَجمةٍ
يدافعُ عنها بالعُقوق وبالبخل
قليلٌ تَواليها، وطالبُ وِترِها
إذا صحتُ فيها بالفوارسِ والرَّجل
إذا ما هَبَطنا مَنهَلاً في مَخوفَةٍ
بعثنا ربيئاً، في المرابىء، كالجِذل
يُقلِّبُ، في الأرضِ الفضاء، بطَرفِه
وهنّ مُناخاتٌ، ومِرجَلُنا يَغلي

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:33 PM

سلي الطارق
( عروة ابن الورد )


سلي الطارقَ المُعترَّ يا أُمّ مالكٍ
إذا ما أتاني بينَ قِدري ومَجْزِري
أيُسفِرُ وجهي، إنه أوَّل القِرى
وأبذُلُ معروفي لـه دونَ مُنكَري

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:33 PM

شيبته الوقائع
( عروة ابن الورد )


تقولُ: ألا أقصرْ من الغزو، واشتكى
لـها القولَ، طرفٌ أحورُ العينِ دامعُ
سأُغنيكِ عن رَجعِ المَلام بمُزْمِعٍ
من الأمر، لا يعشو عليهِ المطاوع
لَبوسٌ ثيابَ الموتِ، حتى إلى الذي
يُوائمُ إمّا سائمٌ، أو مُصارع
إذا أرهَنَتْه المَينَ شَدّةُ ماجدٍ
فورّعها القومُ الأُلى، ثمّ ماصعوا
ويدعُونَني كهلاً، وقد عشتُ حِقبةً
وهنّ، عن الأزواجِ نحوي، نوازع
كأني حِصانٌ مالَ عنه جِلالُه
أغرُّ، كريمٌ، حولـه العُوذُ، راتع
فما شابَ رأسي من سنينَ، تَتابَعتْ
طوالٍ، ولكنْ شيّبَته الوقائع

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:34 PM

طالب الأوتار
( عروة ابن الورد )


أعيّرْتُموني أنّ أُمّي تَريعَةٌ
وهل يُنجِبَنْ في القوْم غيرُ التّرائعِ؟
وما طالِبُ الأوتارِ إلاّ ابنُ حُرّةٍ
طويلُ نجاد السيّفِ، عاري الأشاجعِ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:35 PM

عجبتُ لـهم
( عروة ابن الورد )


ونحن صَبَحنا عامراً، إذ تمرّسَتْ
عُلالةَ أرمَاحٍ وضَرباً مذكَّرا
بكلّ رُقَاقِ الشفرَتَينِ، مُهَنّدٍ
ولَدْنٍ من الخطّيّ، قد طُرّ، أسمرا
عجبتُ لـهم، إذ يخنقون نفوسهم
ومقتلُهم، تحتَ الوغى، كان أعذرا
يشدُّ الحليمُ منهمُ عَقدَ حبلِه
ألا إنما يأتي الذي كان حُذّرا

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:35 PM

على أثر الدليل
( عروة ابن الورد )


إلى حَكَمٍ تَنَاجَلَ مَنسِماها
حصَى المَعزاء من كَنَفَي حقيلِ
ولم أسألكِ شيئاً قبلَ هاتي
ولكنّي على أثرِ الدّليلِ
وكانتْ لا تلومُ، فأرّقَتني
مَلامَتُهَا على دلٍّ جميل
وآسَتْ نفسَها، وطوَت حشاها
على الماء القَراح مع المليل

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:36 PM

فراشي فراش الضيف
( عروة ابن الورد )


فِراشي فراشُ الضيفِ والبيتُ بيتُه
ولم يُلـهِني عنه غزالٌ مُقنَّعُ
أُحدّثُه، إنّ الحديثَ مِن القِرى
وتعلمُ نفسي أنه سوفَ يَهجَعُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:36 PM

فسر في بلاد اللـه
( عروة ابن الورد )


إذا المرء لم يطلُبْ مَعاشاً لنفسِهِ
شكا الفقرَ، أو لامَ الصّديقَ، فأكثرا
وصارَ على الأدنَينَ كَلاًّ، وأوشكتْ
صِلاتُ ذوي القُربَى لـه أن تَنَكّرا
وما طالبُ الحاجاتِ، من كلّ وجهةٍ
من الناس، إلاّ من أجدَّ وشمّرا
فسِرْ في بلادِ اللـه، والتمسِ الغنى
تَعِشْ ذا يَسارٍ، أو تموتَ فتُعذَرا

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:37 PM

لا تلمْ شيخي،
( عروة ابن الورد )


لا تلُمْ شيخي، فما أدري بهِ
غيرَ أنْ شاركَ نَهداً في النّسب
كان في قيسٍ حسيباً ماجِداً
فأتت نَهدٌ على ذاك الحسَب

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:37 PM

لبسنا زماناً حسنها وشبابها
( عروة ابن الورد )


إن تأخُذوا أسماء، موقفَ ساعةٍ
فمأخذُ ليلى، وهي عذراءُ، أعجبُ
لبسنا زماناً حُسنَها وشبابَها
ورُدّتْ إلى شعواء، والرأسُ أشيبُ
كمأخذِنا حسناءَ كُرْهاً، ودمعُها
غداةَ اللّوى، مغصوبةً، يتصَبّبُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:38 PM

لسانٌ وسيفٌ صارمٌ وحفيظةٌ
( عروة ابن الورد )


وقالوا احبُ وانهقْ لا تَضِيرُكَ خَيبرٌ
وذلك منْ دِينِ اليَهُودِ ولوعُ
لعَمري لئن عشّرْتُ من خَشيةِ الرّدى
نُهاقَ الحَمِيرِ، إنّي لجَزُوعُ
فلا وألتْ تلك النفوسُ، ولا أتتْ
على روضةِ الأجدادِ، وهي جميع
فكيْفَ وقد ذكّيْتُ واشتدّ جانِبي
سُليمى، وعندي سامعٌ ومطيع
لِسانٌ، وسيفٌ صارمٌ، وحفيظَةٌ
ورَأيٌ لآراءِ الرّجال صَرُوع
تُخَوّفُني ريبَ المنون، وقد مضى
لنا سلَفٌ: قيسٌ، معاً، وربيعُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:38 PM

لكل أناس سيد
( عروة ابن الورد )


لكلّ أُناس سيّدٌ يَعرِفونه
وسيّدُنا، حتى المماتِ، رَبيعُ
إذا أمرَتني بالعُقوقِ حلِيلتي
فلم أعصِها، إني إذاً لمَضِيعُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:39 PM

للغنى رب غفور
( عروة ابن الورد )


دعِيني للغنى أسعى، فإنّي
رأيتُ الناسَ شرُّهمُ الفقيرُ
وأبعدُهم وأهونُهم عليهم
وإن أمسى لـه حسبٌ وخِيرُ
ويُقصِيهِ النَّدِيُّ، وتَزْدرِيهِ
حَلِيلَتُهُ، ويَنهرُه الصغيرُ
ويُلفى ذو الغِنى، ولـه جلالٌ
يكادُ فؤادُ صاحبه يطيرُ
قليلٌ ذنبُهُ، والذنبُ جمٌّ
ولكن للغِنى ربٌّ غفورُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:39 PM

هلا سألتَ
( عروة ابن الورد )


هلاّ سألتَ بني عَيلانَ كلّهمُ
عند السّنينَ، إذا ما هبّتِ الرّيحُ
قد حان قِدحُ عِيالِ الحيّ إذ شبِعوا
وآخَرٌ لذوي الجِيرانِ ممنوحُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:41 PM

هم أضن
( عروة ابن الورد )


أخذتْ معاقلَها اللقاحُ لمجلِسٍ
حول ابن أكثم، من بني أنمارِ
ولقد أتيتُكُمُ بليلٍ دامسٍ
ولقد أتيتُ سُراتَكم بنَهَار
فوجدتُكم لِقَحاً حُبسَن بخُلّةٍ
وحُبسنَ، إذ صُرّينَ، غيرَ غِزار
منعوا البِكارةَ والافالَ كليهِما
ولـهُمْ أضنُّ بأُمّ كلّ حِوار

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:44 PM

هم عيروني
( عروة ابن الورد )


عفَتْ بعدَنا من أُمّ حسّانَ غَضْوَرُ
وفي الرّحلِ منها آيَةٌ لا تَغَيّرُ
وبالغُرّ والغَرّاءِ منْها منازلٌ
وحلَ الصّفا، من أهلِها، مُتدوَّر
لياليَنا، إذا جيبُها لك ناصحٌ
وإذ رِيحُها مِسكٌ زكيٌّ، وعنبر
ألم تعلمي، يا أُمّ حسّانَ، أنّنَا
خلِيطا زيالٍ، ليس عن ذاك مَقصَر
وأنّ المنايا ثَغْرُ كلّ ثنيّةٍ
فهل ذاكَ عما يبتغي القومُ مُحصِر؟
وغَبراءَ مَخشيٍّ رَداها، مَخوفةٍ
أخوها، بأسبابِ المنايا، مُغَرَّر
قطعتُ بها شَكّ الخِلاج، ولم أقُلْ
لخيّابَةٍ، هَيّايةٍ: كيف تأمُر؟
تداركَ، عَوذاً، بعدَ ما ساء ظَنُّها
بماوان، عِرْقٌ، من أُسامةَ، أزهر
هُم عيّروني أنّ أُمّي غريبةٌ
وهل في كريمٍ ماجدٍ ما يُعيَّر؟
وقد عيّروني المالَ، حين جمعتُه
وقد عيّروني الفَقرَ، إذ أنا مُقتِر
وعيّرني قومي شَبابي ولِمّتي
متى ما يشا رهطُ امرىءٍ يتعيّر
حوى حَيٌّ أحياءٍ شتِيرَ بنَ خالدٍ
وقد طمعت في غُنمِ آخرَ جعفر
ولا أنتمي إلاّ لجارٍ مجاورٍ
فما آخِرُ العيشِ الذي أتنظّر؟

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:54 PM

ومن يسأل الصعلوك
( عروة ابن الورد )


إذا المرءُ لم يَبعثْ سَواماً ولم يُرَحْ
عليه، ولم تَعطِفْ عليهِ أقارِبُهْ
فلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى منْ حَياتِهِ
فقيراً، ومن موْلًى تدِبُّ عقارِبُهْ
وسائلةٍ: أينَ الرّحيلُ؟ وسائِلٍ
ومَن يسألُ الصّعلوك: أينَ مذاهبُهْ
مَذاهِبُهُ أنّ الفِجاجَ عريضةٌ
إذا ضَنّ عنه، بالفَعالِ، أقاربُه
فلا أترُكُ الإخوان، ما عشتُ، للرّدى
كما أنه لا يتركُ الماءَ شاربُه
ولا يُستضامُ، الدهرَ، جاري، ولا أُرى
كمن باتَ تسري للصّديق عقاربُه
وإنْ جارتي ألوَتْ رياحٌ ببيتها
تغافلتُ، حتى يَستُرَ البيتَ جانبُه

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:55 PM

يخبرك ظهر الغيب
( عروة ابن الورد )


بُنيتَ على خُلقِ الرجالِ بأعظُمٍ
خِفافٍ، تثنّى تحتَهُنّ المفاصلُ
وقلبٍ جلا عنهُ الشكوكَ، فإن تشأ
يُخبّركَ، ظهرَ الغيبِ، ما أنتَ فاعلُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:56 PM

يطرح نفسه كل مطرح
( عروة ابن الورد )


قلتُ لقوْمٍ، في الكنيفِ، ترَوّحوا
عشِيّةَ بتنا عند ماوان، رُزَّحِ
تنالوا الغِنى، أو تبلُغوا بنفوسكم
إلى مُستراحٍ من حِمامٍ مبرَّحِ
ومَنْ يكُ مثلي ذا عِيالٍ ومُقْتِراً
من المال، يطرَح نفسَه كلَّ مطرحِ
ليَبْلُغَ عُذراً، أو يُصِيبَ رَغِيبةً
ومبلَغُ نَفسٍ عُذْرَهَا مثلُ مَنجَح
لعلَّكمُ أن تصلُحوا بعدَما أرى
نباتَ العِضاهِ الثائبِ، المتروِّح
ينوؤون بالأيدي، وأفضلُ زادهم
بقيّةُ لحْمٍ من جَزُورٍ مملَّح

ناريمان الشريف 10-08-2010 12:57 PM

أحبتي في منابر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها قد انتهى ديوان عروة بن الورد
أرجو لكم الفائدة والاستمتاع



..... ناريمان


الساعة الآن 11:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team