منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1739)

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:16 PM

من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة )
 
أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
( ابن خفاجة )


أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
ويَكحَلَ، أجفانَ المحبّ، سُهادُ
فبِتّ وَلي، من قانىء ِ الدّمعِ، قهوَة ٌ
تدارُ ومن إحدى يديّ وسادُ
تنوحُ لي الورقاءُ وهيَ خلية ٌ
ويَنهَلّ دَمعُ المُزنِ، وهوَ جَمادُ
وقد كانَ في خَدّيّ للشُّهبِ مَلعَبٌ،
فقَد صارَ فيهِ للورِادِ طِرادُ
و ليلٍ كما مدّ الغرابُ جناحَهُ
و سالَ على وجهِ السجِلّ مدادُ
به من وَميضِ البرقِ، واللّيلُ فَحمة ٌ،
شرارٌ ترامىو الغمامُ زنادُ
سريتُ بهِ أحييهِ لا حيّة ُ السُّرى
تموتُ ولا ميتُ الصباحِ يعادُ
يُقَلّبُ منّي العَزمُ إنسانَ مُقلَة ٍ،
لها الأفقُ جفنٌ والظلامُ سوادُ
بخرقٍ لقلبِ البرقِ خفقة ُ روعة ٍ
بهِ، ولجَفنِ النّجمِ فيهِ سُهادُ
سَحيقٍ، ولا غَيرَ الرّياحِ رَكائِبٌ،
هناكَ ولا غيرض الغمامِ مزادُ
كأني وأحشاءُ البلادِ تجنّني
سَريرَة ُ حُبٍ، والظّلامُ فؤادُ
أجوبُ جيوبَ البيدِ والصبحُ صارمٌ
لهُ الليلُ غمدٌ والمجرّ نجادُ
وفي مُصطَلى الآفاقِ جَمرُ كواكِبٍ،
علاها من الفجرِ المطلِّ رمادُ
ولمّا تفرّى ، من دُجى اللّيل، طِحلِبٌ،
و أعرضَ من ماءِ الصباحِ ثمادُ
حننتُ وقد ناحَ الحمامُ صبابة ً
و شُقّ من الليلِ البهيمِ حدادُ
على حِينَ شَطّتْ، بالحبَائبِ، نيّة ٌ،
وحالَتْ فَيافٍ، بَينَنا، وبِلادُ
عشيّة َ لا مثلَ الجوادِ ذخيرة ٌ
و لا مثلَ رقراقِ الحديدِ عتادُ
إذا زارَ خَطْبٌ خَفّرَتني ثَلاثَة ٌ:
سنانٌ، وعضبٌ صارِمٌ، وجَوادُ
فبِتّ، ولا غَيرَ الحُسامِ مُضاجِعٌ،
و لا غيرَ ظهرِ الأعوجيّ مهادُ
معانقَ خلٍّ لا يخلّ وإنما
مكانُ ذراعيهِ عليّ نجادُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:17 PM

أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ، وبُستانُ،
( ابن خفاجة )


أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ، وبُستانُ،
وذِكرُكَ أمْ راحٌ تُدارُ، ورَيحانُ؟
وإلاّ فما بالي، وفَوديَ أشمَطٌ،
تَلَوّيتُ في بُردي، كأنّيَ نَشوانُ؟
و هل هي إلاّ جملة ٌ من محاسنٍ
تغايرُ أبصارُ عليها وآذانُ؟
بأمثالِها من حِكمَة ٍ، في بلاغَة ٍ،
تُحَلَّلُ أضغانٌ، وتُرحلُ أظعانُ
وتُنظَمُ، في نَحرِ المَعالي، قِلادَة ٌ،
وتُسحَبُ، في نادي المَفاخرِ، أردانُ
كلامٌ كما استشرفتَ جيدَ جداية ٍ
وفُصّلَ ياقُوتٌ، هناكَ، ومَرجانُ
تدَفّقَ ماءُ الطّبعِ فيهِ تَدَفّقاً،
فجاءَ كما يصفو على النارِ عقيانُ
أتاني يَرِفّ النَّورُ فيهِ نَضارَة ً،
ويَكرَعُ منهُ في الغَمامَة ِ ظَمآنُ
وتأخذُ عنهُ صَنعَة َ السّحرِ بابِلٌ،
وتَلوي إليهِ أخدَعَ الصّبّ بَغْدانُ
و جدتُ بهِ ريحَ الشبابِ لدونة ً
ودونَ صِبا ريحِ الشّبيبَة ِ أزمانُ
و شاقَ إلى تفاحِ لبنانَ نفحهُ
و هيهاتِ من أرضِ الجزيرة ِ لبنانُ
فهل تردُ الأستاذَ مني تحيّة ٌ
تَسيرُ كما عاطَى ، الزّجاجَة َ، نَدمانُ
تهشّ إليها روضة ُ الحزنِ سحرة ً
و يثني إليها حملَ السريرة ِ سوسانُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:18 PM

أحببتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا
( ابن خفاجة )


أحببتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا
عشية َ غنّاني الحمامُ فرجعا
فقُلتُ، ولي دَمعٌ تَرَقرَقَ، فانهَمَى
يَسيلُ، وصَبرٌ قد وَهَى ، فتَضَعضَعَا:
ألا هل إلى أرضِ الجزيرة ِ أوبة ٌ
فأسكُنَ أنْفاساً وأهدأ مَضْجَعَا
و أغدو بواديها وقد نضحَ الندى
مَعاطِفَ هاتيكَ الرّبَى ، ثمّ أقشَعَا
أغزلُ فيه للغزالة ِ سنّة ً
تَحُطّ الصَّبا عَنها، من الغيمِ، بُرقُعَا
و قد فضّ عقدَ القطرِ في كلّ تلعة ٍ
نَسيمٌ تَمَشّى بينَها، فتَضَوّعَا
وباتَ سَقيطُ الطّلّ يَضرِبُ سَرحَة ً
ترفّ بواديها وينضحُ أجراعا
و أينَ فنا دارٍ إليّ حبيبة ٍ
وحَسبُكَ مُصطافاً، هناك، وَمربَعَا
لقد تركتني بينَ جفنٍ جفا الكرى
و جنبٍ تقلّى لا يلائمُ كضجعا
أُقَلّبُ طرفي في السماءِ لعلّني
أشيمُ سنا برقٍ هناك تطلعا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:18 PM

أرأيتَ أيَّ بنية ٍ
( ابن خفاجة )


أرأيتَ أيَّ بنية ٍ
تعزى إلى الروضِ النضيرِ
أهدَى الرّبيعُ صَغيرَة ً
منها، تَهَشّ إلى الكَبيرِ
فلَثَمتُها كَلَفاً بها،
و الشيخُ يكلفُ بالصغيرِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:19 PM

أرقتُ وقد نامَ الحليّ لنازحٍ
( ابن خفاجة )


أرقتُ وقد نامَ الحليّ لنازحٍ
تشظّتْ حصاة ُ القلبِ في حبّه صَدعَا
وما شاقَني إلاّ وميضُ غَمامَة ٍ،
تطَلّعَ من نجدٍ، فحَيّا اللِّوَى رَبْعَا
أشيمُ سناهُ والسماءُ مغيمة ٌ
كما اغرورقتْ عيني لرؤيته دمعا
فذَكّرَني، واللّيلُ يَندى جَناحُهُ،
بمعَطِفِهِ خَفقاً، ومَبسِمِهِ لَمعَا
ومَسحَبِ ذيلٍ للسّحابِ بذي الغَضا،
بَرُودِ رُضابِ الماءِ، أحوى لمى المرعَى
فقلْ في أتيٍّ قد تهادى كأنهُ
إذا ما ثنى أعطافهُ حيّة ٌ تسعى
و ماءِ مسيلِ سائلٍ لقرارة ٍ
فبَينا ترَى منهُ حُساماً ترَى دِرْعَا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:19 PM

أطَلّ، وقَد خُطّ في خَدّهِ،
( ابن خفاجة )


أطَلّ، وقَد خُطّ في خَدّهِ،
من الشَّعرِ، سطرٌ دَقيقُ الحروفِ
فقُلتُ أرى الشّمسَ مكسُوفَة ً،
فقُوموا نُصَلّي صَلاة َ الكُسُوفِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:20 PM

أفي كلّ يومِ رجفة ٌ لِمُلمة ٍ
( ابن خفاجة )


أفي كلّ يومِ رجفة ٌ لِمُلمة ٍ
بفَقدِ خَليلٍ، يملأُ العَينَ، مؤنسِ
أبيتُ لَهُ تَندَى جُفُونيَ لَوعَة ً،
كما دمعتْ تحتَ الحيا عينُ نرجسِ
و حسبي إذا ما أوجعتني كربة ٌ
بمُؤنِسِ يَعقُوبٍ ومُنقِذِ يُونُسِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:20 PM

أقوَى مَحَلٌ، من شَبابِكَ، آهلٌ،
( ابن خفاجة )


أقوَى مَحَلٌ، من شَبابِكَ، آهلٌ،
فَوَقَفتُ أندُبُ منهُ رَسماً عافِيَا
مثلَ العذارُ هناكَ نؤياً داثراً
و اسودّتِ الخيلانُ فيهِ أثافيا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:21 PM

ألا أفصَحَ الطّيرُ، حتى خَطَبْ،
( ابن خفاجة )


ألا أفصَحَ الطّيرُ، حتى خَطَبْ،
و خفّ لهُ الغصنُ حتى اضطربْ
فملْ طرباً بينَ ظلٍّ هفا
رطيبٍ وماءٍ هناكَ اانثعبْ
وجُلْ في الحَديقَة ِ، أختِ المُنَى ،
ودِنْ بالمُدامَة ِ، أمِّ الطّرَبْ
و حاملة ٍ من بناتِ القنا
أماليدَ تحملُ خضرَ العذبْ
تَنُوبُ، مورِقَة ً، عن عِذَارٍ،
وَتضحَكُ، زاهرَة ً، عن شَنَبْ
و تندى بها في مهبّ الصبا
زبرجدة ٌ أثمرتْ بالذهبْ
تَفَاوَحُ أنفاسُها تَارَة ً،
وطَوراً تُغازِلُها مِن كَثَبْ
فتبسمُ في حالة ٍ عن رضاً
و تنظرُ آونة ً عن غضبْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:22 PM

ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ
( ابن خفاجة )


ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ
ونَفضَة ُ حُمّى تَعتَرِيني فأرقُصُ
فَها أنا أمحُو ما جنَيَتُ بعَبْرَتِي،
و أنظرُ في ما قد عملتُ أمحّصُ
و ألمحُ أعقابَ الأمورِ فأرعوي
و يُعمى عليّ الأمرُ طوراُ فأفحصُ
ويا رُبّ ذَيلٍ للشّبابِ سَحَبتُهُ،
و ما كنتُ أدري أنهُ سيقلّصُ
و لمحة ِ عيشٍ بينَ كأسٍ رويّة ٍ
تدارُ وظبيٍ باللّوى يتقنّصُ
ألا بانَ عَيشٌ كانَ يَندَى غَضارَة ً،
فيا ليتَ ذاكَ العَيشَ لو كانَ يَنكصُ!
وعِزُّ شَبابٍ كان قد هانَ بُرهَة ً،
ألا إنها الأعلاقُ تغلو وترخصُ
فمن مبلغٌ تلكَ الليالي تحية ً
تُعَمّ بها طَوراً، وطوراً تُخَصَّصُ
على حِينَ لا ذاكَ الغَمامُ يُظِلّني،
و لا بردُ تلكَ الريحِ يسري ويخلصُ
وقد طَلَعَتْ، للشّيبِ، بِيضُ كَواكِبٍ،
أُقَلِّبُ فيها ناظري، أتَخَرّصُ
كأنْ لم أُقبّلْ صفحة َ الشمسِ ليلة ً
و لم ينتعل بي دونها الشمسَ أخمصُ
ولا بتُّ معشوقاً تطيرُ بأضلعي
قطاة ٌ لها بينَ الجوانحِ مفحصُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:22 PM

ألا بَكَى الدّرُّ فوقَ حالِيَة ٍ،
( ابن خفاجة )


ألا بَكَى الدّرُّ فوقَ حالِيَة ٍ،
حَلّى بها العِقدُ شرَّ ما حلّى
يرَى بها ما يمُرّ مِن حَلَقٍ،
مُخَبّأ تحتَ مَنظَرِ الجُلّى
قد راقَ مرأى وساءَ مختبراً
فهلْ ترى أثمرتْ بها دفلى ؟

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:23 PM

ألا ربّ يومٍ لي ببابِ الزخارفِ
( ابن خفاجة )


ألا ربّ يومٍ لي ببابِ الزخارفِ
رَقيقِ حواشي الحسن، حُلوِ المراشِفِ
لهوتُ يهِ والدهرُ وسنانُ ذاهلٌ
و غصنُ الصبا ريّان لدنُ المعاطفِ
أُعَاطي تَحايا الكأس، والأنسُ فتيَة ٌ
تخايلُ سودَ العذرِ بيضَ السوالفِ
وذَيلُ رِداءِ الغَيمِ يَخفِقُ، والصَّبا
تحُثّ، ومَوجُ النّهرِ ضَخمُ الرّوادِف
يطيرُ بنا فيهِ شراعٌ كأنهُ
إذا ضربتهُ الريحُ أحشاءُ خائفِ
و قد بلّ أعطافَ الرّبى دمع مزنة ِ
تَحَيّرَ في جَفنٍ، من النَّورِ، طارِفِ
زمانٌ تَوَلّى بَينَ كأسٍ تَليدَة ٍ
تدارُ وعيشٍ للحداثة ِ طارفِ
وشَمسٍ كلألاءِ الزجاجَة ِ، طَلقَة ٍ،
وظِلٍ كَرَيعانِ الشّبيبَة ِ وارِفِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:23 PM

ألا صمتِ الأجداثُ غنّي فلم تجبْ
( ابن خفاجة )


ألا صمتِ الأجداثُ غنّي فلم تجبْ
و لم يغني أني رفعتُ لها صوتي
فَيا عَجَباً لي! كَيفَ آنَسُ بالمُنى ،
و غاية ُ ما أدركتُ منها إلى الفوتِ؟
وهل من سُرورٍ، أو أمانٍ لعاقِلٍ،
و مفضى عبورِ العابرينَ إلى الموتِ؟

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:24 PM

ألا مضَى عَصرُ الصِّبا، فانقَضَى ،
( ابن خفاجة )


ألا مضَى عَصرُ الصِّبا، فانقَضَى ،
وحَبّذا عَصرُ شَبابٍ مَضَى
بتُّ بهِ تحتَ ظلالِ المنى
مجتنياً منهُ ثمارَ الرّضا
ثمّ مضى أحسبهُ كوكباً
مُنكَدِراً، أو بارِقاً مُومِضَا
فَما تَصَدّى يَنتَحي مُقبِلاً،
حتى تولى ينثني معرضا
و مرّ لا يلوي وما ضرّمنْ
أعرضَ لوْ سلمَ أو عرّضا
و إنما ضاءَ بليلِ الصّبا
صُبحُ مَشيبٍ، ساءَني أنْ أضَا
لاحَ ففي عينيّ نورث الهدى
منهُ، وفي قَلبيَ نارُ الغَضَا
و ابيضّ من فودي بهِ أسودٌ
كنتُ أرى اللّيلَ بهِ أبْيَضا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:24 PM

ألا نسخَ الله القطارَ حجارة ً
( ابن خفاجة )


ألا نسخَ الله القطارَ حجارة ً
تصوبُ علينا والغمامَ غموما
وكانَتْ سَماءُ الله لا تُمطِرُ الحَصَى
لَياليَ كنّا لا نَطيشُ حُلوما
فلما تحولنا عفاريتَ شرة ٍ
تحولَ شؤبوبُ السماءِ رجوما

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:25 PM

ألَمّ يُسَقّيني سُلافَة َ ريقِهِ،
( ابن خفاجة )


ألَمّ يُسَقّيني سُلافَة َ ريقِهِ،
وطَوراً يُحَيّيني بآسِ عِذارِ
فنلتُ مرادَ النفسِ من أقحوانة ٍ
شممتُ عليها نفحة ً لعرارِ
ووجهٍ تخالُ الخالَ في صحنِ خده
فُتاتَة مِسكٍ، فوقَ جُذوَة ِ نارِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:25 PM

أما واعتزازِ السيفِ والضيفِ والندى
( ابن خفاجة )


أما واعتزازِ السيفِ والضيفِ والندى
بخيرِ مليكٍ هشّ في صدرِ مجلسِ
بَدا بَينَ كَفٍ للسَّماحِ مُغيمَة ٍ،
تصوبُ ووجهٍ للطلاقة ِ مشمسِ
لقد زفّ بنتاً للخميلة ِ طلقة ً
يَهُزّ إليها الدَّستُ أعطافَ مَغرِسِ
تَنُوبُ، عن الحَسناءِ والدّارِ، غُربَة ٌ،
فما شئتَ من لهوٍ بها وتأنسِ
تُشيرُ إليها كلُّ راحة ِ سُوسَنٍ،
و تشخصُ فيها كلُّ مقلة ِ نرجسِ
فحَفّتْ بها رِيحٌ بَليلٌ وربوَة ٌ،
بمَسرَى غَمامٍ، جادَها، متَبَجِّسِ
فجاءت تروقُ العينَ في ماء نضرة ٍ
تشنّ على أعطافها ثوبَ سندسٍ
وتَملأُ عَينَ الشّمسِ لألاءَ بَهجة ٍ
وحُسنٍ، وأنفَ الرّيحِ طِيبَ تَنَفّسِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:26 PM

أما واهتِصارِ غُصونِ البَلَسْ،
( ابن خفاجة )


أما واهتِصارِ غُصونِ البَلَسْ،
وقد قلّصَ الصّبحُ ذَيلَ الغَلَسْ
ومالَ يَسيلُ جَنَى شَهْدِهِ،
كما سالَ رِيقُ حَبيبٍ نَعَسْ
لقد ساقَ، من رائقِ المُجتَلى ،
شهيَّ الجَنى ، مُستَطابَ النَّفَسْ
فهِمتُ لَهُ بِبَياضِ الثّغُورِ،
و أحببتُ فيهِ سوادَ اللعسْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:26 PM

أمَا لَدَيكَ حَلاوَهْ،
( ابن خفاجة )


أمَا لَدَيكَ حَلاوَهْ،
أما عليكَ طلاوة ؟
طايِبْ وداعِبْ ولاعِبْ،
و دعْ سجايا البداوهْ
فإنّ أوحَشَ شَيءٍ
جساوة ٌ في غباوه

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:27 PM

أنعم فقد هبّتِ النعامى
( ابن خفاجة )


أنعم فقد هبّتِ النعامى
ونبهتْ ريحها الخزامى
ومِلْ إلى أيكَة ٍ بلَيلٍ،
يهفو اهتزازاً بها قدامى
تَهُزّ أعطافَها القَوافي
لها، وأكوابُها النّدامَى
كأنّ أُمّاً بها رَؤوماً،
تَحضُنُ، من شَربِها، يَتامَى

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:27 PM

أهزّكَ لا إني إخالكَ نابيا
( ابن خفاجة )


أهزّكَ لا إني إخالكَ نابيا
و إن كنتَ مطرورَ الغرارِ يمانيا
و لكنّ هزّ السيفِ والسوطِ شيمتي
وإنْ رُعتُ سَبّاقاً ونَبّهتُ ماضِيا
و ما هزّ أعطافَ الكريمِ إلى العلى
كأروعَ شيحانٍ يهزّ العواليا
إذا السيفُ لم يشربْ يهِ الدمّ قانئاً
عَبيطاً، أبَى أن يَشربَ الماءَ صادِيَا
وقد نُطْتُ آمالي بِأبلَجَ واضِحٍ،
يُجَشّمُها أمضَى من السّيفِ عارِيَا
وأكرمَ آثاراً من المزنِ غادياً
وأشهَرَ أوضاحاً من البَدرِ سارِيَا
فما الغُصُنُ المَطلُولُ أشرَفَ باسِماً،
ومادَ، أُصَيلاناً، على الماءِ صافِيَا
بأليَنَ أعطافاً، وأحسَنَ هَشّة ً،
وأعطَرَ أخلاقاً، وأندى حَواشِيَا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:29 PM

أوَجهُكَ بَسّامٌ وطَرفيَ باكي،
( ابن خفاجة )


أوَجهُكَ بَسّامٌ وطَرفيَ باكي،
وعَدلُكَ مَوجودٌ ومثليَ شاكي
وتأبَى اهتِضامي، في جَنابِكَ، همّة ٌ
تَهُزّكَ هَزَّ الرّيحِ فَرعَ أراكِ
و قد نامَ مني ظالمٌ لي ذاعرٌ
فيا هبة َ السيفِ الحسامِ دراكِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:29 PM

أيَجني، على مُهجتي، طَرفُهُ،
( ابن خفاجة )


أيَجني، على مُهجتي، طَرفُهُ،
ويُخضَبُ من دَمِها كَفُّهُ
و تلدغني تارةص حية ٌ
هناكَ يساورها ردفهُ
و يرشفُ دوني لثامٌ لهُ
نَدى أُقحُوانٍ، حَلا رَشفُهُ
فسائِلْ بِرامَة َ عن ريمِها،
و هل ضلّ عن سربها خشفهُ
وهل خاضَ جرعاءَ وادي الغَضا،
يلاعبُ أفنانها عطفهُ
فأعدى أراكتها هزة ً
و أرّجَ أنفاسها عرفهُ
أما وهَوَى مثلِهِ جُؤذُراً،
يطابقُ موصوفهُ وصفهُ
لهُ نَظَرٌ، فاتِنٌ، فاتِرٌ،
يحلّ قوى عزمتي ضعفهُ
لَئِنْ هَزّ، أعطافَنا، حُسنُهُ،
لقَد بَزّ، أنفُسنَا، ظَرْفُهُ
و أقبلَ بالحسنِ إدبارهُ
يلاعبُ خوطتهُ حقفهُ
وحَفّتْ بهِ الخَيلُ خَيّالَة ً،
فطارَ بهِ سرعة ً طرفهُ
وهَشّ، إلى رَكضِهِ، ظَهرُهُ،
وحَنّ، إلى كَفّهِ، عُرْفُهُ
و أقوم من رمحهِ قدّهُ
وأفتَكُ من نَصلِهِ طَرْفُهُ
وكلٌّ هُناكَ صَريعٌ بهِ،
يرى أنّ عيشتهُ حتفهُ
ألا شفّ صدريَ عن سرّهِ
كما شفّ عن وجههِ سجفهُ
و خفّ بقلبيَ فيهِ الهوى
ولاعَبَ، قُرطانَهُ، شِنْفُهُ
فهَلْ من سَبيلٍ إلى زَورَة ٍ
يمنّ بها ليلة ً عطفهً
فيَلوي، من غُصنِهِ، هصْرُه،
ويُمكِنُ، من وردِهِ، قَطفُهُ
وقد كنتُ أزري، على عِفّة ٍ،
و يعجبني أنني عفّهُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:30 PM

أيّ عَيشٍ، أو غِذاءٍ، أو سِنَهْ،
( ابن خفاجة )


أيّ عَيشٍ، أو غِذاءٍ، أو سِنَهْ،
لابنِ إحدَى وثَمانينَ سَنَهْ
قلصَ الشيبُ يهِ ظلَّ امرئٍ
طالما جرّ صباهث رسنه
تارة ً تسطو بهِ سيئة ٌ
تسخنُ العينَ أخرى حسنهْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:30 PM

إنما القيشُ مدامٌ أحمرُ
( ابن خفاجة )


إنما القيشُ مدامٌ أحمرُ
قامَ يسقيهِ غلامٌ أحورُ
وعلى الأقداحِ والأدواحِ، مِنْ
حببٍ نورٌ وتبرٌ أصفرُ
فكأنّ الدوحَ كاسٌ أزبدتْ
وكأنّ الكاسَ دَوحٌ مُزهِرُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:31 PM

إنّ اللّيالي، لا دَهَتكَ، لَعائِثَهْ،
( ابن خفاجة )


إنّ اللّيالي، لا دَهَتكَ، لَعائِثَهْ،
فوقيتُ فيكَ يدَ الزمانِ العابثهْ
وسَلِمتُ من خِلٍّ يَعُودُ على النّوى ،
كرماً فتنفرجُ الخطوبُ الكارثة ْ
فأرى بهِ للقلبِ قلباً ثانياً
عزاً وللعينينِ عيناً ثالثة ْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:32 PM

إنّ للجَنّة ِ، في الأندَلسِ،
( ابن خفاجة )


إنّ للجَنّة ِ، في الأندَلسِ،
مجتلى حسنٍ وريّا نفسِ
فسنا صبحتها من شيبِ
و دُجى ظلمتها من لعسِ
فإذا ما هبّتِ الريحُ صباً
صحتُ : واشوقي إلى الأندلسِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:32 PM

بما حُزتَهُ من شَرِيفِ النّظامِ،
( ابن خفاجة )


بما حُزتَهُ من شَرِيفِ النّظامِ،
و أرهقتهُ من حواشي الكلامِ
تعالَ إلى الأنسِ في مجلسٍ
يهزّ به الشيخُ عطفيْ غلامِ
صَقيلٍ تَخَالُ بهِ بَيضَة ً،
تَروقُكَ تحتَ جَناحِ الظّلامِ
رطيبِ النسيمِ كأنّ الصبا
تجرِّرُ فيهِ ذيولَ الغمامِ
يكادُ سروراً بأضيافهِ
يهشّ فيلقاهمُ بالسلامِ
و عندي لمثلكَ من خاطبٍ
بَناتُ الحَمامِ وأُمّ المُدامِ
بناتٌ تنافسُ فيها الملوكُ
وتَلهو العَذارَى بها في الخِيامِ
فقد كدنَ يلقطنَ حبَّ القلوبِ
ويَشرَبنَ ماءَ عيونِ الكِرامِ
و صفراءَ طلقتُ بنتاً لها
و ما للكريمِ ومأتى الحرامِ
أمُصّ مَراشِفَها لَوعَة ً،
وأذكُرُ ما بَينَنا من ذِمامِ
فعُجْ تَتَصَفّحْ بَديعَ البَديعِ،
وتَلمَحْ سَلامَة َ شِعرِ السَّلامي
وعِشْ تَتَثَنّى انثِناءَ القَضيبِ
سروراً، وتَسجَعُ سَجعَ الحمامِ
ويَحملُ ثوبُكَ خَطّيَّهُ،
و ينطقُ عنكَ لسانُ الحسامِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:33 PM

بهرتِ جَمالاً، فرُعْتِ البَصَرْ،
( ابن خفاجة )


بهرتِ جَمالاً، فرُعْتِ البَصَرْ،
و ذبتث سقاماً ففتُّ النظرْ
فصرتُ، إذا أمكَنَتْ لُقيَة ٌ،
أُريكِ السُّهَى ، وتريني القَمَرْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:34 PM

بُشرَى ، كما أسفَرَ وجهُ الصّباحْ،
( ابن خفاجة )


بُشرَى ، كما أسفَرَ وجهُ الصّباحْ،
واستشرفَ الرّائدُ برقاً ألاحْ
وارتَجَزَ الرّعدُ يَمُجّ النّدَى
رَيّا، ويَحدُو بمَطايا الرّياحْ
فدنّر الزهرُ متونَ الربى
ودَرهَمَ القَطرُ بُطونَ البِطاحْ
هبّت رواحاً وهي نفّاحة ٌ
فطابَ ريحاً نشرُ ذاكَ الرواح
أفصحَ غرّيدٌ بهامطربٌ
نفّشَ، من طِرْسٍ، قُدَامى جَناحْ
فهل ترى أسمعَ غصنَ النقا
فهزّ من عطفيهِ هزَّ ارتياحْ؟
أم هل سرى ينعشُ ميتَ الربى
فمجّ ريق الطلّ ثغرُ الأقاحْ
عِزّ تَهادى بالقَنا هِزّة ً،
واختالَ بالجُردِ المَذاكي مِراحْ
فَطاوَلَ، النّجمَ، مَنارُ الهُدَى ،
وأحرَزَ الدّينُ مُعَلّى القِداحْ
والتأمَ الشِّعبُ، وما إنْ عَدا
رأيُ أمِيرِ المُؤمِنينَ الصَّلاحْ
خيرُ إمامٍ دامَ في عسكري
جَدٍّ وجِدٍ، ملءُ صَدرِ البَراحْ
يَعطِسُ عن أنفٍ حَميٍ لَهُ،
أضرَعَ، خَدّيْ كلّ حيٍّ، كفاحْ
أرعَدَ في تُدميرَ زَجراً لها،
فما لعنزينِ هناكَ انتطاحْ
وغَضّ، من أصواتِها، صَوتُهُ،
إنّ زئيرَ الليثِ غيرُ النباحْ
و شدّ أزرَ ابنِ عصامٍ بما
حَبّرَ مِن ألفاظِ بِرٍ، فِصاحْ
في رقعة ٍ تحملُ من رفعة ٍ
لألاءَ أوضاحِ الوُجُوهِ الصِّباحْ
ميمونة ٍ لو لمستْ جلمداً
صلداً لسالَ الماءيُ عنه فساحْ
فالمجدُ ممطورُ جنابِ المنى
و الملكُ خفاقُ جناحِ النجاحْ
يسفرُ عن بيضِ وجوهِ الظبى
بأساً، ويَرنُو عن عيونِ الرّماحْ
أبيضُ وضاحُ جبينِ العلى
جذلانُ مبسوطُ يمينِ السماحْ
فقلْ لمن ساجلهُ ضلّة ً
ما سُدفَة ُ اللّيلِ وضَوءُ الصّباحْ
كيفَ يكافيهِ وهل تستوي
خشونة ُ الجدّ ولينُ المزاحْـ؟
تميّزتْ من شيمة ٍ شيمة ٌ
إنّ الأجاجَ الصِّرْفَ غَيرُ القَراحْ
جالدتهُ من حاسرٍ دارعاً
كفاهُ حملُ الرأي حملَ السّلاحْ
وأينَ مِن بَحرٍ، طَما، أخضَرٍ،
ما سالَ من أوشالِ بيضِ الصِّفاحْ
حمتْ ومن يقعدُ يهِ جدُّهُ
فكلّ زندٍ في يديهٍ شحاحْ
فلا تنم عننكَمن حاسدٍ
غضَّ حراناً من عنانِ الجماحْ
أمَضّهُ جُرحٌ دَخيلٌ بهِ،
إنّ الرزايا من أمضّ الجراحْ
فرقرقَ العبرة َ في خجلة ٍ
و ربما يمزجُ بالماءِ راحْ
ما صّ بالدمعة ِ إلاّ هفا
فانظرْ تَجِدْ ثَمّ السِّوارَ الوِشاحْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:34 PM

تفوتَ نجلا أبي جعفرٍ
( ابن خفاجة )


تفوتَ نجلا أبي جعفرٍ
فمن متعالٍ ومن منسفلْ
فهَذا يَمينٌ بها أكلُهُ،
وهذا شِمالٌ بها يَغتَسِلْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:35 PM

تهاداني لذكركمُ ارتياحُ
( ابن خفاجة )


تهاداني لذكركمُ ارتياحُ
فبِتُّ، وكلُّ جانحَة ٍ جَناحُ
و دمعي جرية ً مطرٌ توالى
و جسمي هزة ً غصنٌ يراحُ
أإخواني، ولا إخوانَ صِدْقٍ،
أصافي بعدكمُ إلاّ الصّفاحُ
لحُسنِ الصّبرِ دونَكُمُ حِرانٌ،
وللعَبَراتِ بَعدَكُمُ جِماحُ
فديتكمُ بنفيس من كرمٍ
يَهُزّ بهم، مَعاطِفَهُ، السَّماحُ
أرى بِهِمِ النّجومَ، ولا ظَلامٌ،
وأوضاحَ النّهارِ، ولا صَباحُ
تخايلُ نخوة ٌ بهمِ المذاكي
وَتعسِلُ، هِزّة ً، لهمُ الرّماحُ
لهم هممٌ كما شمختْ جبالٌ
و أخلاقٌ كما دمثتْ بطاحُ
وجارِيَة ٍ رَكِبتُ بها ظَلاماً،
يطيرُ من الرياح بها جناحُ
إذا الماءُ اطمأنّ فرقّ خصراً
علا من موجه ردفٌ رداحُ
و قد فغرَ الحمامُ هناكَ فاهُ
وأتلَعَ، جيدَهُ، الأجَلُ المُتاحُ
فما أدري أموجٌ أم قلوبٌ
و أنفاسٌ تصعذُ أم رياحُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:36 PM

جرّرْ ملاءة َ كلّ يومِ شامسِ
( ابن خفاجة )


جرّرْ ملاءة َ كلّ يومِ شامسِ
واسحَبْ ذُؤابَة َ كلّ لَيلٍ دامِسِ
واطلُعْ بكلّ فَلاة ِ أرضٍ غُرّة ً،
غَرّاءَ، في وَجهِ الظّلامِ العابِسِ
وانزلْ بها ضيفاً لليثٍ خادرٍ
يَقريكَ، أو جاراً لظَبيٍ كانِسِ
وإذا طَعِمتَ فمن قَنيصٍ فِلذَة ً،
وإذا شَرِبتَ فمن غَمامٍ راجِسِ
والرّيحُ تَلْوي عِطفَ كلّ أراكَة ٍ،
ليَّ السرى وهناً لعطفِ الناعسِ
و سلِ الغنى من ظهرِ طرفٍ أشقرٍ
يطأُ القتيلَ وصدرِ رمحٍ داعسِ
و ارجمْ برأيكَ شدقَ ليثٍ ضاغمٍ
طَلَبَ الثَّراءَ، ونابَ صِلٍّ ناهِسِ
وارغَبْ بنَفسِكَ عن مَقامة ِ فاضِلٍ،
قد قامَ يَمثُلُ في خَصاصَة ِ بائِسِ
فالحرّ مفتقرٌ إلى عزّ الغنى
فقرَ الحسامِ إلى يمينِ الفارسِ
و إذا عزمتَ فلا عثرتَ بحادثٍ
فركبتَ منهُ ظهرَ صعبٍ شامسِ
فافزَعْ إلى قاضي الجَماعَة ِ، رَهْبَة ً،
تضعِ العنانَ بخيرِ راحة ِ سائسِ
و استسقِ منهُ إن ظمئتَ غمامة ً
يَخضَرّ عَنها كلُّ عُودٍ يابِسِ
فإذا رَوِيتَ بماءِ ذاكَ المُجتَلى ،
فَحَذارِ من أُلهوبِ ذاكَ الهاجِسِ
من آل حمدينَ الألى حليتَ بهمْ
قدماً صدورُ كتائبٍ ومدارسِ
من أسرة ٍ نشأوا غمائمَ أزمة ٍ
و لربما طلعوا بدورَ حنادسِ
متطلعينَ إلى الحروبِ كأنما
يستطيعونَ بها وجوهَ عرائسِ
و جروا بميدانِ المكارمِ والعلى
وكأنّما رَكِبوا ظُهُورَ رَوامِسِ
و جنوا ثمارَ النصرِ من غرسِ القنا
بأكفهمْ ولنعمَ غرسُ الغارسِ
فهم لبابُ المجدِ نجدة َ أنفسٍ
وذَكاءَ ألبابٍ، وطِيبَ مَغارِسِ
وهُمُ رِياضُ الحَزْنِ نُضرَة َ أوجُهٍ،
وجَمالَ أردانٍ، وحُسنَ مَجالسِ
من كلّ أروَعَ راعَ كلَّ ضُبارِمٍ
بأساً، وذَلّلَ نَفسَ كلِّ مُنافِسِ
خلعَ الثناءُ عليهِ أكرمَ حلية ٍ
يُزهَى بها، في الدّستِ، عِطفُ اللاّبِسِ
سلسُ الكلامِ على السماعِ كأنه
سِنَة ٌ تَرَقرَقُ بَينَ جَفْنَيْ ناعِسِ
ما إن يُمازُ، من الشّهابِ، طَلاقَة ً،
حتى تمَدّ إليهِ كفُّ القابسِ
تَرَكَ الأعادي بينَ طَرْفٍ خاشِعٍ
لا يستقلّ وبينَ رأسٍ ناكسِ
وزَكا فلَم يُطرَفْ بنَظرَة ِ خائِنٍ،
يوماً، ولم يُعرَفْ بعَهدٍ خائِسِ
مُتَقَلِّبٌ ما بَينَ عَزمٍ غارِسٍ
للمكرُماتِ، وبَينَ حَزمٍ حارِسِ
وذكاءُ فَهْمٍ لو تَمَثّلَ صارِماً
لم يأتَمِنْ، ظُبَتَيهِ، عاتِقُ فارِسِ
ومَقامُ حُكمٍ عادِلٍ لا يَزدَري،
فيهِ، المُعَلّى خَطُوهُ بالنّافسِ
و مجالُ حربٍ جرّ فيهِ لامة ً
قد قامَ منها في غَديرٍ حامِسِ
يطأُ العِدى ما بينَ نصلٍ ضاحكٍ
تحتَ العَجاجِ، ووَجهِ طِرْفٍ عابسِ
في حَيثُ يَلعَبُ بالقَنَاة ِ، شهَامَة ً،
لعبَ النّعامى بالقضيبِ المائسِ
أحسنْ بقرطبة ٍ وقد حملتْ بهِ
حُسنَ الفَتاة ِ ولُبسَ خُلقِ العانسِ
و تتوّجتْ بمنارِ علمٍ ساطعٍ
قد قامَ فوقَ قَرارِ دينٍ آنِسِ
وتَخايَلَتْ عِزّاً بهِ، في عِصمَة ٍ،
صحتْ بها من كلّ داءٍ ناخسِ
يُزهَى برَيطٍ، للصّبيحَة ِ، أبيَضٍ،
تندى وبُردٍ للعشية ِ وارسِ
فانهضْ أبا عبدِ الإلهِ بآملٍ
قد جابَ دونَكَ كلَّ خَرقٍ طامِسِ
عاجَ الرّجاءُ على عُلاكَ به، فلَمْ
يَعُجِ المَطيَّ برَسمِ رَبعٍ دارِسِ
فاشفَعْ لمُغتَرِبٍ رَجاكَ، على النّوَى ،
يمددْ إلى الحضراءِ راحة َ لامسِ
وامدُدْ إلَيهِ بكَفّ جَدٍ قائِمٍ،
تَجذِبْ بِه من ضَبْعٍ جَدٍّ جالسِ
فلَرُبّ يَومٍ قد رَفَعتَ بهِ المُنى ،
و محوتَ فيهِ سواد ظنّ البائسِ
وبَقيتَ تَجتَلِبُ النّفُوسَ نَفاسَة ً
وبَشاشَة ً، ووُقيتَ عَينَ النّافِسِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:36 PM

جَميلٌ يَميلُ إلى مِثلِهِ،
( ابن خفاجة )


جَميلٌ يَميلُ إلى مِثلِهِ،
فيَشفَعُ مرآهُ في وَصلِه
رمى نابلٌ منهما نابلاً
يناغيهِو النبلُ من نبلهِ
و ينظرُ منهُ إلى جنبهِ
كما نظرَ الظبيُ من ظلهِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:37 PM

خُذْها إلَيْكَ، وإنّها لَنَضِيرَة ٌ،
( ابن خفاجة )


خُذْها إلَيْكَ، وإنّها لَنَضِيرَة ٌ،
طَرَأتْ علَيْكَ قَلَيلَة َ النُّظرَاءِ
حملتْ وحسبكَ بهجة ٌ من نفحة ٍ
عبقَ العروسِ وخجلة َ العذراء
من كل وارِسة ِ القَمِيصِ، كأنّما
نشأت تعلّ بريقة ِ الصفراءِ
نجمتْ تروقُ تها نجومٌ حسبها
بالأيكة ِ الخضراءِ من خضراءِ
وأتَتْكَ تُسفِرُ عَنْ وُجُوهٍ طَلْقَة ٍ،
و تنوبُمن لطفٍ عن السفراءِ
يَندَى بها وجهُ النَّديّ، وربّما
بسطتْ هناكَ أسرة َ السراءِ
فاستضحكتْ وجهَ الدجى مقطوعة ٌ
جمَلَتْ جَمَالَ الغُرّة ِ الغَرّاءِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:37 PM

درسوا العلومَ ليملكوا بجدالهمْ
( ابن خفاجة )


درسوا العلومَ ليملكوا بجدالهمْ
فيها، صُدورَ مَراتِبٍ ومَجَالِسِ
و تزهّدوا حتى أصابوا فرصة ً
في أخذِ مالِ مَساجِدٍ وكنَائِسِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:38 PM

دِنْ دِينَ مُعتَمِلٍ في الله مُبتَهِلٍ،
( ابن خفاجة )


دِنْ دِينَ مُعتَمِلٍ في الله مُبتَهِلٍ،
وعَدِّ عن سرّ علمٍ، ثَمّ، مُختَزَنِ
ولا تَقِفْ بِطِوالِ الكُتبِ تَسألُها
فلَستَ تَحظَى بغَيرِ الهَمّ والحَزَنِ
وكُن، إذا التَقَتِ الأرماحُ، سافلَها
فربّما اندَقّ صدرُ العامِلِ اليَزَني

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:39 PM

رأيتُ بخالِه، في صَحنِ خَدِّهْ،
( ابن خفاجة )


رأيتُ بخالِه، في صَحنِ خَدِّهْ،
فؤادَ محبهِ في نارِ صدّه
فخفتُ وقصرُ نفسي فيه
فأعطانيهِ مِيثاقاً بوُدّهْ
و مرّ يجدّ بي فيهِ هواهُ
و قد لعبَ الصِّبا بقضيبِ قدّه

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:39 PM

ربّ ابنِ ليلٍ سقانا
( ابن خفاجة )


ربّ ابنِ ليلٍ سقانا
و الشمسُ تطلعُ غرّهْ
فَظَلّ يَسوَدّ لَوناً،
والكأسُ تَسطَعُ حُمرَهْ
كأنّهُ كيسُ فَحمٍ،
قد أوقدتْ فيهِ جمرهْ
و للمدامِ مديرٌ
يَشُبّ جَمرَة َ خَمرَهْ
تَضاحكَتْ عن حَبابٍ،
يقبِّلُ الماءُ ثغرهْ
فظلت آخذُ ياقوتة ً
و أصرفُ درّهْ
حتى تثنيتُ غصناً
واصفرّتِ الشّمسُ نُقرَهْ
وارتَدّ للشّمسِ طَرفٌ،
بهِ منَ السُّقمِ فترَهْ
يجولُ للغيمِ لحلٌ
فيهِ، وللقَطرِ عَبرَهْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:40 PM

ربّما استَضحَكَ، الحَبابَ، حَبيبٌ
( ابن خفاجة )


ربّما استَضحَكَ، الحَبابَ، حَبيبٌ
نَفَضَتْ، ثوبَها، علَيهِ المُدامُ
كلّما مَرّ قاصراً من خُطاهُ،
يتَهادَى كَما يَمُرّ الغَمامُ
سلمَ الغصنُ والكثيبُ علينا
فعلى الغصنِ والمثيبِ السلامُ


الساعة الآن 01:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team