![]() |
|
من شعراء العصر الجاهلي ( حاتم الطائي )
أبا الخيبري ( حاتم الطائي ) أبا الخَيْبَرِيّ، وأنتَ امرُؤٌ حَسُودُ العَشيرَةِ، شَتّامُها فماذا أرَدْتَ إلى رِمّةٍ بدوّيّةٍ، صَخِبٍ هامُها تُبّغّي أذاها وإعْسارَها وحَوْلَكَ غَوْثٌ، وأنعامُها وإنّا لَنُطْعِمُ أضْيافَنا مِنَ الكُومِ، بالسّيفِ نعتامُها |
أبيتُ خميص البطن ( حاتم الطائي ) وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا مكانَ يَدي، في جانبِ الزّادِ، أقرَعا أُقَصِّرُ كَفّي أنْ تَنالَ أكُفَّهُمْ إذا نحنُ أهْوَيْنا، وحاجاتُنا مَعَا وإنّكَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤلَهُ وفَرْجَكَ، نالا مُنتهَى الذّمّ أجمعَا أبِيتُ خَميصَ البطنِ، مُضْطمِرَ الحشَى حَياءً، أخافُ الذّمّ أنْ أتَضَلّعَا |
أطلال ماوية ( حاتم الطائي ) لم يُنْسِني أطلالَ ماويّةٍ ناسي ولا أكثرُ الماضي، الذي مِثلُهُ يُنسِي إذا غرَبتْ شَمسُ النّهارِ وَرَدْتُها كما يَرِدُ الظّمْآنُ، آبيَةَ الخِمْسِ |
ألا أبلِغْ بني أسَدٍ ( حاتم الطائي ) ألا أبلِغْ بَني أسَدٍ رَسُولاً وما بي أنْ أزُنّكُمُ بغَدْرِ فمَنْ لم يُوفِ بالجيرانِ، قِدْماً فقد أوْفَتْ مُعاويَةُ بنُ بَكرِ |
أماوِيّ! إمّا متُّ! ( حاتم الطائي ) بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ بسَقفِ اللّوَى بينَ عَمورانَ فالغَمرِ بمُنْعَرَجِ الغُلاّنِ، بينَ سَتيرَةٍ إلى دارِ ذاتِ الـهَضْبِ، فالبُرُفِ الحُمرِ إلى الشِّعبِ، من أُعلى سِتارٍ، فثَرْمَدٍ فبَلْدَةِ مَبنى سِنْبسٍ لابنتَيْ عَمرِو وما أهلُ طَوْدٍ، مُكفَهِرٍّ حصُونُه منَ الموْتِ، إلاّ مثلُ مَن حلّ بالصَّحرِ وما دارِعٌ، إلاّ كآخَرَ حاسِرٍ وما مُقتِرٌ، إلاّ كآخَرَ ذي وَفْر تَنُوطُ لَنا حُبَّ الحياةِ نُفُوسُنا شَقاءً، ويأتي الموْتُ من حيثُ لا ندري أماوِيّ! إمّا متُّ، فاسْعَيْ بنُطْفَةٍ من الخَمرِ، رِيّاً، فانضَحِنَّ بها قبرِي فلوْ أنّ عينَ الخَمرِ في رأسِ شارِفٍ من الأُسدِ، وردٍ، لاعتلَجنا على الخمرِ ولا آخُذُ المَوْلى لسوءِ بَلائِهِ وإنْ كانَ مَحنيّ الضّلوعِ على غَمْرِ متى يأتِ، يوْماً، وارثي يَبتغي الغِنى يجدْ جُمعَ كَفٍّ، غيرِ مِلء، ولا صِفْرِ يجدْ فَرَساً مثلَ العِنانِ، وصارِماً حُساماً، إذا ما هُزّ لم يَرْضَ بالـهَبرِ وأسمَرَ خَطِّيّاً، كأنّ كُعُوبَهُ نوَى القَسْبِ، قد أرمى ذراعاً على العشرِ وإنّي لأستَحيي منَ الأرْضِ أنْ أرَى بها النّابَ تَمشي، في عشِيّاتها الغُبْرِ وعِشتُ معَ الأقوامِ بالفقرِ والغِنى سَقاني بكأسَي ذاكَ كِلْتَيهِما دَهري |
أنعم فدتك النفس ( حاتم الطائي ) فككْتَ عَدِيّاً كُلّها مِنْ إسارِها فأفضِلْ، وشَفّعْني بقَيسِ بن جحدرِ أبُوهُ أبي، والأمّهاتُ امّهاتُنا فأنعِمْ، فدتكَ النفسُ، قوْمي ومعشرِي |
أهلي فِداؤكَ ( حاتم الطائي ) أتبِعْ بني عبدِ شمسٍ أمرَ صاحبِهمْ أهْلي فِداؤكَ، إنْ ضَرّوا وإن نَفعوا لا تجعلَنّا، أبَيتَ اللّعنَ، ضاحِكَةً كمَعشَرٍ صُلِموا الآذانَ، أوْ جُدعوا أو كالجَناحِ، إذا سُلّتْ قوادِمُهُ صارَ الجَناحُ، لفَضْلِ الرّيشِ، يَتّبعُ |
إذا كنتَ ذا مالٍ كثيرٍ ( حاتم الطائي ) إذا كنتَ ذا مالٍ كثيرٍ، مُوَجَّهاً تُدَقّ لك الأفحاءُ في كلّ منزِلِ فإنّ نزيعَ الجَفرِ يُذهبُ عَيمتي وأبلُغُ بالمَخشوبِ، غيرِ المُفلفَلِ |
إن كنت كارهةً معيشتنا ( حاتم الطائي ) إنْ كُنتِ كارِهَةً مَعيشَتَنا هاتي، فَحُلّي في بَني بَدْرِ جاوَرْتُهمْ زَمنَ الفَسادِ، فنِعْمَ الحيُّ في العَوْصاءِ واليُسْرِ فسُقيتُ بالماءِ النّميرِ، ولمْ أتْرُكْ أواطِسَ حَمْأةِ الجَفْرِ ودُعيتُ في أُولى النّديّ، ولم يُنْظَرْ إليّ بأعْيُنٍ خُزْرِ الضّارِبِينَ لدَى أعِنّتِهِمْ الطّاعِنينَ، وخَيْلُهُمْ تَجْرِي والخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهمْ وذوي الغِنى منهمْ بذي الفَقرِ |
الا أبلغا وَهْمَ بن عمرو رسالةً ( حاتم الطائي ) ألا أبْلِغا وَهْمَ بنَ عَمْرٍو رِسالَةً فإنّكَ أنتَ المرْءُ بالخيرِ أجدَرُ رَأيتُكَ أدْنَى النّاسِ منّا قَرابَةً وغيرَكَ منهُمْ كنتُ أحيُو وأنصُرُ إذا ما أتَى يَوْمٌ يُفَرّقُ بَيْنَنا بمَوْتٍ، فكُنْ يا وَهْمُ ذو يَتَأخّرُ |
ألا سبيلٌ الى مالِ يعارضني ( حاتم الطائي ) ألا سَبيلٌ إلى مالٍ يُعارِضُني كما يُعارِضُ ماءُ الأبطحِ الجاري ألا أُعانُ، على جودي، بمَيسَرَةٍ فلا يَرُدّ نَدَى كَفّيّ إقتاري |
الفقر مشترك الغنى ( حاتم الطائي ) وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى وَوُدّكَ شَكْلٌ لا يُوافِقُهُ شكْلي وشَكليَ شَكْلٌ لا يَقُومُ لمِثْلِهِ من النّاسِ، إلاّ كلُّ ذي نيقةٍ مثلي ولي نِيقَةٌ في المجدِ والبَذلِ لم تكنْ تأنّقَها، فيما مضَى، أحَدٌ قَبلي وأجعَلُ مالي دونَ عِرْضِيَ، جُنّةً لنَفسِي، فإستَغني بما كانَ من فضلي ولي، معَ بذلِ المالِ والبأسِ، صَوْلةٌ إذا الحرْبُ أبدتْ عن نواجذها العُصْلِ وما ضَرّني أَنْ سارَ سَعْدٌ بِأهْلِهِ وأفرَدَني في الدّارِ، ليسَ معي أهلي سيَكفي ابتِنايَ المجدَ، سعدَ بن حشرَج وأحمِلُ عنكم كلّ ما حَلّ من أزْلي وما مِنْ لَئيمٍ عالَهُ الدّهْرُ مَرّةً فيَذكُرَها إلاّ استَمالَ إلى البُخْلِ |
المال غادٍ ورائح ( حاتم الطائي ) أماوِيّ! قد طالَ التّجنّبُ والـهَجْرُ وقد عَذَرَتني، من طِلابكُمُ، العذرُ أماوِيّ! إنّ المالَ غادٍ ورائِحٌ ويبقى، من المالِ، الأحاديثُ والذّكرُ أماوِيّ! إنّي لا أقولُ لسائِلٍ إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ أماوِيّ! إمّا مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ وإمّا عَطاءٌ لا يُنَهْنِهُهُ الزّجْرُ أماوِيّ! ما يُغني الثّراءُ عنِ الفَتى إذا حشرَجتْ نفسٌ وضاقَ بها الصّدرُ إذا أنا دَلاّني، الذينَ أحِبّهُمْ لِمَلْحُودَةٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ وراحوا عِجالاً يَنفُضونَ أكُفّهُمْ يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ أماوِيّ! إنْ يُصْبِحْ صَدايَ بقَفْرَةٍ منَ الأرْضِ، لا ماءٌ هُناكَ ولا خمرُ ترَيْ أنّ ما أهلكتُ لم يكُ ضَرّني وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ أماوِيّ! إنّي، رُبّ واحِدِ أُمّهِ أجَرْتُ، فلا قَتْلٌ عَلَيْهِ ولا أسْرُ وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً أرادَ ثَراءَ المالِ، كانَ لَهُ وَفْرُ وإنّيَ لا آلو، بِمَالٍ، صَنيعَةً فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً وما إنْ تُعَرّيهِ القِداحُ ولا الخَمْرُ ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي شُهُوداً، وقد أودى، بإخوَته، الدهرُ عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى كما الدّهرُ، في أيّامِهِ العُسْرُ واليُسرُ كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَةً وكُلاًّ سَقاناهُ بكأسَيهِما الدّهْرُ فَما زادَنا بَأواً على ذي قَرابَةٍ غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ وما ضَرّ جاراً، يا ابنةَ القومِ، فاعلمي يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لـهُ سِترُ بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَةٌ وفي السّمعِ مني عن حَديثهِمِ وَقْرُ |
ان الجواد يرى في مالـه سبلا ( حاتم الطائي ) مَهْلاً نَوارُ، أقِلّي اللّوْمَ والعَذَلا ولا تَقُولي، لشيءٍ فاتَ، ما فَعَلا؟ ولا تَقُولي لمالٍ، كنتُ مُهْلِكَهُ مَهلاً، وإنْ كنتُ أُعطي الجِنّ والخبلا يرى البَخيلُ سَبيلَ المالِ واحدَةً إنّ الجوادَ يَرَى، في مالِهِ، سُبُلا إنّ البَخيلَ، إذا ما ماتَ، يَتْبَعُهُ سُوءُ الثّناءِ، ويحوي الوارِثُ الإبِلا فاصدُقْ حديثَكَ، إنّ المَرْءَ يَتبَعُهُ ما كان يَبني، إذا ما نَعْشُهُ حُمِلا لَيتَ البخيلَ يراهُ النّاسُ كُلُّهُمُ كما يَراهمْ، فلا يُقرَى، إذا نزلا لا تَعْذِليني على مالٍ وصلتُ بِهِ رَحْماً، وخيرُ سبيلِ المالِ ما وَصَلا يَسعى الفتى، وحِمامُ الموْتِ يُدرِكُهُ وكلُّ يوْمٍ يُدَنّي، للفتى، الأجَلا إنّي لأعْلَمُ أنّي سوْفَ يُدْرِكُني يوْمي، وأُصبحُ، عن دُنيايَ، مُشتغِلا فليتَ شعري، وليتٌ غيرُ مُدرِكةٍ لأيّ حالٍ بها أضْحَى بنُو ثُعَلا أبْلِغْ بَني ثُعَلٍ عنّي مُغَلْغَلَةً جَهدَ الرّسالةِ لا مَحكاً، ولا بُطُلا أُغزُوا بَني ثُعَلٍ، فالغَزْوُ حظُّكُمُ عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمن نكَلا وَيْهاً فِداؤكمُ أُمّي وما وَلدَتْ حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكلا إذْ غابَ مَن غابَ عنهم من عشيرَتِنا وأبدَتِ الحرْبُ ناباً كالِحاً، عَصِلا اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي ذو مُحافَظَةٍ ما لم يَخُنّي خَليلي يَبْتَغي بَدَلا فإنْ تَبَدّلَ ألفاني أخا ثِقَةٍ عَفَّ الخليقةِ، لا نِكْساً ولا وكِلا |
تداركني جدي ( حاتم الطائي ) تَدارَكَني جَدّي بِسَفْحِ مَتالِعٍ فلا تَيْأسَنْ ذو قَوْمِهِ أنْ يُغَنَّمَا |
ترفع عن الدنايا ( حاتم الطائي ) كريمٌ، لا أبيتُ اللّيْلَ، جادٍ أُعَدّدُ بالأنامِل ما رُزِيتُ إذا ما بِتُّ أشرَبُ، فوْقَ رِيٍّ لسُكْرٍ في الشّرابِ، فلا رَوِيتُ إذا ما بِتُّ أخْتِلُ عِرْسَ جاري ليُخْفِيَني الظّلامُ، فَلا خَفِيتُ أأفضَحُ جارَتي وأخونُ جاري؟ مَعاذَ اللَّهِ أفعَلُ ما حَيِيتُ |
جبان الكلب ( حاتم الطائي ) ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها حِذارَ غَدٍ، أحجى بأنْ لا يَضِيرُها إذا النّجم أضْحى، مغربَ الشمس، مائلاً ولم يكُ، بالآفاقِ، بَوْنٌ يُنيرُها إذا ما السّماءُ، لم تكنْ غيرَ حَلْبَةٍ كجِدّةِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها إذا أُعلِمَتْ، بعدَ السِّرارِ، أُمورُها إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِ أخائِفٍ وألْوَتْ، بأطنابِ البُيوتِ، صدورُها وإنّا نُهينُ المالَ، في غيرِ ظِنّةٍ وما يَشتكينا، في السّنينَ، ضرِيرُها إذا ما يخيلُ النّاسِ هَرّتْ كِلابُهُ وشقّ، على الضّيفِ الضّعيفِ، عَقورُها فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ أجودُ، إذا ما النّفسُ شَحّ ضَميرُها وإنّ كِلابي قد أُهِرّتْ وعُوّدَتْ قليلٌ، على مَنْ يَعتريني، هَريرُها وما تَشتكي قِدري، إذا الناسُ أمحَلتْ أُؤثّفُها طَوْراً، وطَوْراً أُميرُها وأُبْرِزُ قِدْري بالفَضاءِ، قليلُها يُرَى غَيرَ مَضْنُونٍ بهِ، وكَثِيرُها وإبْليَ رَهْنٌ أنْ يكونَ كَريمُها عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها وليسَ على ناري حِجابٌ يَكُنّها لمُسْتَوْبِصٍ ليلاً، ولكِنْ أُنيرُها فلا، وأبيكَ، ما يَظَلّ ابنُ جارَتي يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها وما تَشتَكيني جارَتي، غَيرَ أنّها إذا غابَ عَنها بَعلُها، لا أزورُها سَيَبْلُغُها خَيري، ويَرْجِعُ بعلُها إلَيها، ولمْ يُقْصَرْ عَليّ سُتُورُها وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها وغَمْرَةِ مَوْتٍ لَيسَ فيها هُوادَةٌ يكونُ صُدورَ المَشرَفيّ جُسوُرها صَبرْنا لـها في نَهْكِها ومُصابِها بأسْيافِنا، حتى يَبُوخَ سَعيرُها وعَرْجَلَةٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم بنو الجِنّ، لم تُطبَخْ، بقِدْرٍ، جَزورُها شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَةُ، انّنا بنو الحربِ نَصْلاها، إذا اشتدّ نورُها على مُهرَةٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ أمينٍ شَظاها، مُطْمَئِنٍّ نُسُورُها وأقسَمْتُ، لا أُعْطي مَليكاً ظُلامةً وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَةٌ ثُعْلِيّةٌ كَريمٌ غِناها، مُسْتَعِفٌّ فَقيرُها وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتيةٍ عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها |
حاتم والنعمان الغساني ( حاتم الطائي ) إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ وعبدَ شَمسٍ، أبَيتَ اللّعنَ، فاصْطنِعِ إنّ عَدِيّاً، إذا مَلّكْتَ جانِبَها مِنْ أمرِ غَوْثٍ، على مرْأًى ومُستمَعِ |
حاتم يتصعلك ( حاتم الطائي ) أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما كخَطّكَ، في رَقٍّ، كتاباً منَمنَما أذاعتْ بهِ الأرْواحُ، بعدَ أنيسِها شُهُوراً، وأيّاماً، وحَوْلاً مُجرَّما دوارِجَ، قد غَيّرْنَ ظاهرَ تُرْبِهِ وغَيّرَتِ الأيّامُ ما كانَ مُعْلَمَا وغيّرَها طُولُ التّقادُمِ والبِلَى فما أعرِفُ الأطْلالَ، إلاّ تَوَهُّمَا تَهادى عَلَيها حَلْيُها، ذاتَ بهجةٍ وكَشحاً، كطَيّ السابريّةِ، أهضَمَا ونَحراً كَفَى نُورَ الجَبينِ، يَزينُهُ توَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٌ، مُنَظَّمَا كجَمرِ الغَضَا هَبّتْ بهِ، بعدَ هجعةٍ من اللّيلِ، أرْواحُ الصَّبا، فتَنَسّمَا يُضِيءُ لَنا البَيتُ الظّليلُ، خَصاصَةً إذا هيَ، لَيلاً، حاوَلتْ أن تَبَسّمَا إذا انقَلَبَتْ فوْقَ الحَشيّةِ، مرّةً تَرَنّمَ وَسْوَاسُ الحُلِيّ ترَنُّمَا وعاذِلَتَينِ هَبّتَا، بَعدَ هَجْعَةٍ تَلُومانِ مِتْلافاً، مُفيداً، مُلَوَّمَا تَلومانِ، لمّا غَوّرَ النّجمُ، ضِلّةً فتًى لا يرَى الإتلافَ، في الحمدِ، مغرَما فقلتُ: وقد طالَ العِتابُ علَيهِما ولوْ عَذَراني، أنْ تَبينَا وتُصْرَما ألا لا تَلُوماني على ما تَقَدّما كفى بصُرُوفِ الدّهرِ، للمرْءِ، مُحْكِما فإنّكُما لا ما مضَى تُدْرِكانِهِ ولَسْتُ على ما فاتَني مُتَنَدّمَا فنَفسَكَ أكرِمْها، فإنّكَ إنْ تَهُنْ عليكَ، فلنْ تُلفي لك، الدهرَ، مُكرِمَا أهِنْ للّذي تَهْوَى التّلادَ، فإنّهُ إذا مُتَّ كانَ المالُ نَهْباً مُقَسَّمَا ولا تَشْقَيَنَ فيهِ، فيَسعَدَ وارِثٌ بهِ، حينَ تخشَى أغبرَ اللّوْنِ، مُظلِما يُقَسّمُهُ غُنْماً، ويَشري كَرامَةً وقد صِرْتَ، في خطٍّ من الأرْض، أعظُما قليلٌ بهِ ما يَحمَدَنّكَ وَارِثٌ إذا ساقَ ممّا كنتَ تَجْمَعُ مَغْنَمَا تحمّلْ عن الأدْنَينَ، واستَبقِ وُدّهمْ ولن تَستَطيعَ الحِلْمَ حتى تَحَلَّمَا متى تَرْقِ أضْغانَ العَشيرَةِ بالأنَا وكفّ الأذى، يُحسَم لك الداء مَحسما وما ابتَعَثَتني، في هَوايَ، لجاجةٌ إذا لم أجِدْ فيها إمامي مُقَدَّمَا إذا شِئْتَ ناوَيْتَ امْرَأ السّوْءِ ما نَزَا إليكَ، ولاطَمْتَ اللّئيمَ المُلَطَّمَا وذو اللّبّ والتقوى حقيقٌ، إذا رأى ذوي طَبَعِ الأخلاقِ، أن يتكَرّما فجاوِرْ كريماً، واقتدِحْ منْ زِنادِهِ وأسْنِدْ إليهِ، إنْ تَطاوَلَ، سُلّمَا وعَوْراءَ، قد أعرَضْتُ عنها، فلم يَضِرْ وذي أوَدٍ قَوّمْتُهُ، فَتَقَوّمَا وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادّخارَهُ وأصْفَحُ مِنْ شَتمِ اللّئيمِ، تكَرُّمَا ولا أخذِلُ الموْلى، وإن كان خاذِلاً ولا أشتمُ ابنَ العمّ، إن كانَ مُفحَما ولا زادَني عنهُ غِنائي تَباعُداً وإن كان ذا نقصٍ من المالِ، مُصرِمَا ولَيْلٍ بَهيمٍ قد تَسَرْبَلتُ هَوْلَهُ إذا الليلُ، بالنِّكسِ الضّعيفِ، تجَهّمَا ولن يَكسِبَ الصّعلوكُ حمداً ولا غنًى إذا هوَ لم يرْكبْ، من الأمرِ، مُعظَمَا يرى الخَمصَ تعذيباً، وإنْ يلقَ شَبعةً يَبِتْ قلبُهُ، من قِلّةِ الـهمّ، مُبهَمَا لحى اللَّهُ صُعلوكاً، مُناهُ وهَمُّهُ من العيشِ، أن يَلقى لَبوساً ومَطعمَا يَنامُ الضّحى، حتى إذا ليلُهُ استوَى تَنَبّهَ مَثْلُوجَ الفؤادِ، مُوَرَّمَا مُقيماً معَ المُثْرِينَ، ليسَ ببارِحٍ إذا كان جدوى من طعامٍ ومَجثِمَا وللَّهِ صُعْلوكٌ يُساوِرُ هَمَّهُ ويمضِي، على الأحداثِ والدهرِ، مُقدِما فتى طَلِباتٍ، لا يرَى الخَمصَ تَرْحةً ولا شَبعَةً، إنْ نالَها، عَدّ مَغنَما إذا ما رأى يوْماً مكارِمَ أعرَضَتْ تَيَمّمَ كُبراهُنّ، ثُمّتَ صَمّمَا ترَى رُمْحَهُ، ونَبْلَهُ، ومِجَنّهُ وذا شُطَبٍ، عَضْبَ الضّريبة، مِخْدَما وأحْناءَ سَرْجٍ فاتِرٍ، ولِجَامَهُ عَتادَ فَتًى هَيْجاً، وطِرْفاً مُسَوَّمَا |
حافظ الود ( حاتم الطائي ) أبلِغِ الحارِثَ بنَ عَمْرٍو بأنّي حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للصّوابِ ومُجيبٌ دُعاءَهُ، إنْ دَعاني عَجِلاً، واحِداً، وذا أصْحابِ إنّما بَيْنَنا وبَيْنَكَ، فاعْلَمْ سَيرُ تِسْعٍ، للعاجِل المُنْتابِ فثَلاثٌ مِنَ السَّراةِ إلى الحُلْبُطِ للخَيْلِ، جاهِداً، والرّكابِ وثَلاثٌ يُرِدْنَ تَيْماءَ رَهْواً وثَلاثٌ يُغْرَرْنَ بالإعْجابِ فإذا ما مَرَرْتَ في مُسْبَطِرٍّ فاجمحِ الخيلَ مثلَ جَمحِ الكِعابِ بَينما ذاكَ أصْبحتْ، وهيَ عضْدي مِنْ سُبيٍّ مَجْمُوعَةٍ، ونِهابِ ليتَ شِعْري، متى أرى قُبّةً ذاتَ قِلاعٍ للحارِثِ الحَرّابِ بيَفاعٍ، وذاكَ مِنها مَحَلٌّ فوْقَ مَلْكٍ، بَدين بالأحْسابِ أيّها المُوعِدي، فإنّ لَبُوني بينَ حَقْلٍ، وبَينَ هَضْبٍ ذُبابِ حَيثُ لا أرْهَبُ الخُزاةَ، وحَوْلي ثُعَلِيّونَ، كاللّيوثِ الغِضابِ |
زوّجوها وعنست ( حاتم الطائي ) أرَى أجَأً، مِنْ وَراءِ الشّقيقِ والصَّهْوِ، زُوّجَها عامِرُ وقد زَوّجوها، وقد عَنَسَتْ وقد أيْقَنُوا أنّها عاقِرُ فإنْ يَكُ أمْرٌ بأعْجازِها فإنّي، على صَدْرِها، حاجِرُ |
شر الصعاليك ( حاتم الطائي ) ومَرْقَبَةٍ دونَ السّماءِ عَلَوْتُها أُقَلّبُ طَرْفي في فَضاءِ سَباسِبِ وما أنا بالماشي إلى بَيْتِ جارَتي طَرُوقاً، أُحَيّيها كآخَرَ جانِبِ ولوْ شَهِدَتْنا بالمُزاحِ لأيْقَنَتْ على ضُرّنا، أنّا كِرامُ الضّرائِبِ عَشِيّةَ قالَ ابنُ الذّئيمَةِ، عارِقٌ: إخالُ رئيسَ القوْمِ ليسَ بآئِبِ وما أنا بالسّاعي بفَضْلِ زِمامِها لِتَشرَبَ ما في الحَوْضِ قبل الرّكائبِ فما أنا بالطّاوي حَقيبَةَ رَحْلِها لأرْكَبَها خِفّاً، وأترُكَ صاحبي إذا كُنتَ رَبّاً للقَلُوصِ، فلا تَدَعْ رَفيقَكَ يَمشِي خَلفَها، غيرَ راكِبِ أنِخْها، فأرْدِفْهُ، فإنْ حملَتكُما فذاكَ، وإنْ كانَ العِقابُ فعاقِبِ ولستُ، إذا ما أحدَثَ الدّهرُ نكبَةً بأخضَعَ وَلاّجٍ بُيُوتَ الأقارِبِ إذا أوْطَنَ القَوْمُ البُيوتَ وجَدْتَهُمْ عُماةً عنِ الأخبارِ، خُرْقَ المكاسِبِ وشَرُّ الصّعاليكِ، الذي هُمُّ نَفْسِهِ حَديثُ الغَواني واتّباعُ المآرِبِ |
صبر على وقعات الدهر ( حاتم الطائي ) ألا إنّني قد هاجَني، الليلةَ، الذِّكَرْ وما ذاكَ منْ حُبّ النساءِ ولا الأشَرْ ولكِنّني، ممّا أصابَ عَشيرتي وقَوْمي بأقرانٍ، حَوالَيهمِ الصُّبَرْ لَياليَ نُمْسِي بَينَ جَوٍّ ومِسْطَحٍ نَشاوَى، لنا من كلّ سائمَةٍ جَزَرْ فيا لَيتَ خيرَ الناسِ، حيّاً ومَيّتاً يقولُ لَنا خَيراً، ويُمضِي الذي ائتمَرْ فإنْ كانَ شَرٌّ، فالعَزاءُ، فإنّنا على وَقَعاتِ الدّهرِ، من قبلِها، صُبُرْ سقى اللَّهُ، رَبُّ الناسِ، سَحّاً وديمَةً جَنُوبَ السَّراةِ من مَآبٍ إلى زُعَرْ بلادَ امرىءٍ، لا يَعرِفُ الذّمُّ بيتَهُ لـهُ المَشرَبُ الصّافي، وليسَ لـه الكدَرْ تذكّرْتُ من وَهمِ بن عمرٍو جلادةً وجُرْأةَ مَعداهُ، إذا نازِحٌ بَكَرْ فأبْشِرْ، وقَرَّ العينَ منكَ، فإنّني أجيءُ كَريماً، لا ضَعيفاً ولا حَصِرْ |
ظل عفاتي مكرمين ( حاتم الطائي ) صَحا القلبُ من سلمى، وعن أُمّ عامرِ وكنتُ أُراني عنهُما غيرَ صابِرِ ووَشّتْ وُشاةٌ بَينَنا، وتَقاذَفَتْ نوَى غُرْبةٍ، من بعدِ طولِ التّجاوُرِ وفتيانِ صِدْقٍ ضَمَّهمْ دَلَجُ السُّرَى على مُسْهَماتٍ، كالقِداحِ، ضَوامرِ فلمّا أتَوْني قلتُ: خيرُ مُعَرَّسٍ ولم أطّرِحْ حاجاتِهِمْ بمَعاذِرِ وقُمتُ بمَوْشيّ المُتونِ، كأنّهُ شِهابُ غَضاً، في كَفّ ساعٍ مبادرِ ليَشقى بهِ عُرْقوبُ كَوْماءَ جَبْلَةٍ عَقيلَةِ أُدْمٍ، كالـهِضابِ، بَهازِرِ فظَلّ عُفاتي مُكْرَمينَ، وطابخي فَريقانِ منهُمْ: بينَ شاوٍ وقادِرِ شآمِيَةٌ، لم يُتّخَذْ لَهُ حاسِرُ الطّبيخِ، ولا ذَمُّ الخَليطِ المُجاوِرِ يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ، كأنّهُ رُؤوسُ القطا الكُدرِ، الدّقاقِ الحناجرِ كأنّ ضُلوعَ الجَنْبِ في فَوَرانِها إذا استَحْمَشَتْ، أيدي نساءٍ حواسرِ إذا استُنزِلتْ كانتْ هَدايا وطُعمةً ولم تُخْتَزَنْ دونَ العيونِ النّواظِرِ كأنّ رِياحَ اللّحمِ، حينَ تغَطمَطتْ رِياحُ عَبيرٍ بينَ أيدي العَواطِرِ ألا لَيتَ أنّ الموْتَ كانَ حِمامُهُ لَياليَ حَلّ الحَيُّ أكنافَ حابِرِ لَياليَ يَدْعوني الـهوَى، فأُجيبُهُ حَثيثاً، ولا أُرْعي إلى قَوْلِ زاجِرِ ودَوّيَّةٍ قَفْرٍ، تَعاوَى سِباعُها عُواءَ اليَتامى مِنْ حِذارِ التّراتِرِ قَطَعتُ بمِرْداةٍ، كأنّ نُسُوعَها تُشَدّ على قَرْمٍ، عَلَندى، مَخاطِرِ |
عَمُرو بن أوْسٍ ( حاتم الطائي ) عَمُرو بنُ أوْسٍ، إذا أشياعُهُ غَضِبوا فأحرزوهُ، بلا غُرْمٍ ولا عارِ إنّ بَني عَبْدِ وُدٍّ كُلّما وَقَعَتْ إحْدَى الـهَناتِ، أتَوْها غيرَ أغْمارِ |
فأحسن فلا عار ( حاتم الطائي ) أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا فَما إنْ تَبينُ، لِصْبْحٍ، عَمودا أبِيتُ كَئيباً أُراعي النّجومَ وأُوجِعُ، منْ ساعدَيّ، الحديدا أُرَجّي فَواضِلَ ذي بَهْجَةٍ مِنَ النّاسِ، يجمَعُ حزْماً وجُودا نَمَتْهُ إمامَةُ والحارِثانِ حتى تَمَهّلَ سَبْقاً جَديدا كَسَبْقِ الجَوادِ غَداةَ الرّهانِ أرْبَى على السّنّ شأواً مَديدا فاجْمَعْ، فِداءٌ لكَ الوالدانِ لِما كنتَ فينا، بخَيرٍ، مُريدا فتَجْمَعُ نُعْمَى على حاتِمٍ وتُحضِرُها، من مَعَدٍّ، شُهودا أمِ الـهُلْكُ أدنى، فما إنْ عَلِمتُ عليّ جُناحاً، فأخشَى الوَعيدا فأحْسِنْ فلا عارَ فيما صَنَعْتَ تُحيي جُدوداً، وتَبري جُدودا |
فتيان صِدْقٍ ( حاتم الطائي ) وفِتيانِ صِدْقٍ، لا ضَغائنَ بَيْنَهمْ إذا أرْمَلُوا لم يُولَعُوا بالتّلاوُمِ سَرَيْتُ بهمْ، حتى تَكِلّ مَطِيُّهُمْ وحتى تَراهُمْ فَوْقَ أغْبَرَ طاسِمِ وإنّي أذِينٌ أنْ يَقُولوا: مُزايِلٌ بأيٍّ، يقولُ القوْمُ، أصْحابُ حاتمِ فإمّا تُصيبُ النّفسُ أكبرَ هَمّها وإمّا أُبَشّرْكُمْ بأشْعَثَ غانِمِ |
قدوري منصوبة ( حاتم الطائي ) قُدُوري، بصَحراءَ، مَنصُوبةٌ وما يَنْبَحُ الكَلْبُ أضْيافِيَهْ وإنْ لم أجِدْ لِنَزيلي قِرًى قَطَعْتُ لـهُ بعضَ أطرافِيَهْ |
كذلك قصدي ( حاتم الطائي ) كذلكَ فَصْدي إنْ سألْتُ مَطِيّتي دَمَ الجوْفِ، إذْ كلُّ الفِصادِ وَخيمُ |
كل أرضك سائل ( حاتم الطائي ) أتاني مِنَ الدّيّانِ، أمسِ، رِسالةٌ وغَدْراً بحَيٍّ ما يقولُ مُواسِلُ هُمَا سألاني ما فعلتُ، وإنّني كذلِكَ، عَمّا أحْدَثا، أنا سائِلُ فقلتُ: ألا كَيفَ الزّمانُ علَيكُما؟ فقالا: بخَيرٍ، كلُّ أرْضِكَ سائِلُ |
كل زاد فانٍ ( حاتم الطائي ) ولا أُزَرّفُ ضَيْفي، إنْ تَأوّبَني ولا أُداني لَهُ ما لَيسَ بالدّاني لَهُ المُؤاساةُ عِندي، إنْ تَأوّبَني وكلُّ زادٍ، وإنْ أبْقَيْتُهُ، فاني |
لا أرسو ولا أتمعّد ( حاتم الطائي ) إلَهُهُمُ رَبّي ورَبّي إلَهُهُمْ فأقْسَمْتُ لا أرْسو وَلا أتَمَعّدُ |
لا امشي الى سرجارة ( حاتم الطائي ) لا امشي الى سرجارة هلِ الدّهرُ إلاّ اليومُ، أوْ أمسِ، أوْ غدُ كذاكَ الزّمانُ، بَينَنا، يَتَرَدّدُ يَرُدّ عَلَيْنا لَيْلَةً بَعدَ يَوْمِها فلا نَحنُ ما نَبقى، ولا الدّهرُ يَنفدُ لنا أجَلٌ، إمّا تَناهَى إمامُهُ فَنَحْنُ عَلى آثارِهِ نَتَوَرّدُ بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي، فَما أنا مُدّعٍ سِواهُمْ، إلى قوْمٍ، وما أنا مُسنَدُ بدَرْئِهِمِ أغشَى دُروءَ مَعاشِرٍ ويَحْنِفُ عَنّي الأبْلَجُ المُتَعَمِّدُ فمَهْلاً! فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتي فلا يأمُرَني، بالدّنيّةِ، أسْوَدُ على جُبُنٍ، إذ كنتُ، واشتدّ جانبي أُسامُ التي أعْيَيْتُ، إذْ أنا أمْرَدُ فهَلْ ترَكتْ قَبلي حُضُورَ مَكانِها وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟ ومُعتَسِفٍ بالرّمحِ، دونَ صِحابِهِ تَعَسّفْتُهُ بالسّيفِ، والقَوْمُ شُهّد فَخَرّ على حُرّ الجبينِ، وَذادَهُ إلى الموْتِ، مَطرُورُ الوَقيعةِ، مِذوَدُ فما رُمتُهُ، حتى أزَحتُ عَوِيصَهُ وحتى عَلاهُ حالِكُ اللّونِ، أسوَدُ فأقسَمْتُ، لا أمشي إلى سرّ جارَةٍ مَدَى الدّهرِ، ما دامَ الحَمامُ يُغرّدُ ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ ألا كلّ مالٍ، خالَطَ الغَدْرُ، أنكَدُ إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِهِ فإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مالي مُعَبَّدُ يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً ويُعْطَى، إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ إذا ما البَخيلُ الخَبّ أخْمَدَ نارَهُ أقولُ لمَنْ يَصْلى بناريَ أوقِدوا توَسّعْ قليلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا ومُوقِدُها الباري أعَفّ وأحْمَدُ كذاكَ أُمورُ النّاسِ راضٍ دَنِيّةً وسامٍ إلى فَرْعِ العُلا، مُتَوَرِّدُ فمِنْهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّتُّ حَوْلَهُ ومنهُمْ لَئيمٌ دائمُ الطّرْفِ، أقوَدُ وَداعٍ دَعاني دَعوَةً، فأجَبْتُهُ |
لا تستري قدْري ( حاتم الطائي ) لا تَسْتُري قِدْري، إذا ما طبَختُها عليّ، إذا ما تَطْبُخينَ، حَرامُ ولكِنْ بهَذاكَ اليَفاعِ، فأوْقِدي بجَزْلٍ، إذا أوْقَدْتِ، لا بضِرامِ |
لا نطرق الجاراتِ ( حاتم الطائي ) لا نَطرُقُ الجاراتِ، من بعدِ هَجعَةٍ منَ اللّيلِ، إلاّ بالـهَديّةِ تُحْمَلُ ولا يُلْطَمُ ابنُ العَمّ، وَسطَ بيوتِنا ولا نتَصَبّى عِرْسَهُ، حين يَغْفُلُ |
لكل كريم عادة ( حاتم الطائي ) وقائِلَةٍ أهْلَكْتَ بالجودِ، مالَنا ونَفَسكَ، حتى ضَرّ نَفسَكَ جودُها فقلتُ دَعيني، إنّما تِلكَ عادَتي لكُلّ كَريمٍ عادَةٌ يَسْتَعيدُها |
لم تغدُرْ بقائمهِ يَدي ( حاتم الطائي ) أبْلِغْ بَني لأمٍ بأنّ خُيُولَهُمْ عَقْرَى، وأنّ مِجادَهمْ لم يَمْجُدِ ها إنّما مُطِرَتْ سَماؤكُمُ دَماً ورفعتَ رأسَكَ مثلَ رأسِ الأصْيَدِ ليَكُونَ جيراني أُكالاً بينَكُمْ بُخْلاً لِكِنْدِيٍّ، وسَبْيٍ مُزْنِدِ وابنِ النُّجُودِ، وإنْ غَدا مُتَلاطِماً وابنِ العَذَوَّرِ ذي العِجانِ الأزْبَدِ أبْلِغْ بَني ثُعَلٍ بأنّي لم أكُنْ أبداً، لأفعَلَها، طِوالَ المُسْنَدِ لا جِئْتُهُمْ فَلاًّ، وأتْرُكَ صُحْبَتي نَهْباً، ولم تَغْدُرْ بقائِمِهِ يَدِي |
ما أنا من خلاّنك ( حاتم الطائي ) حَننتُ إلى الأجبالِ، أجبالِ طيّءٍ وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا فقُلتُ لـها: إنّ الطّريقَ أمامَنا وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا فَيا راكِبَيْ عُلْيا جَديلَةَ، إنّما تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ أراهُ، وقد أعطى الظُّلامةَ، أوجَرَا وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَةَ عفزَرا وما زِلتُ أسعى بينَ نابٍ ودارَةٍ بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا حِصانَينِ سَيّالَينِ جَوْناً وأشقَرَا لَشِعْبٌ مِنَ الرّيّانِ أمْلِكُ بابَهُ أُنادي بهِ آلَ الكَبيرِ وجَعْفَرَا أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا تُنادي إلى جاراتِها: إنّ حاتِماً أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا تَغَيّرْتُ، إنّي غَيرُ آتٍ لِرِيبَةٍ ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا فلا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ إذا الخَيلُ جالَتْ في قَناً قد تكَسّرَا فلا هيَ ما تَرْعى جَميعاً عِشارُها ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها تَخَفْني وتُضْمِرْ بَيْنَها أنْ تُجَزَّرَا وإنّي ليَغشَى أبْعَدُ الحيّ جَفْنَتي إذا وَرَقُ الطّلْحِ الطّوالِ تَحَسّرَا فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي إذا ما المَطيّ، بالفَلاةِ، تَضَوّرَا وإنّي لَوَهّابٌ قُطوعي وناقَتي إذا ما انتَشَيتُ، والكُميتَ المُصَدِّرَا وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى أخا الحرْبِ إلاّ ساهِمَ الوَجْهِ، أغبرَا أخو الحربِ، إن عضّتْ به الحرْبُ عضّها وإنْ شمّرَتْ عن ساقِها الحرْبُ شمّرَا وإنّي، إذا ما الموْتُ لم يَكُ دونَهُ قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَةَ تَلْقَهُ مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا فإلاّ يُعادونا جَهَاراًنُلاقِهِمْ لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملةٌ وَجدتُ تَوالي الوَصْلِ عنديَ أبْترَا |
مالي دون عرضي ( حاتم الطائي ) أرَسْماً جديداً، من نَوَارَ، تعَرّفُ تُسائِلُهُ، إذْ ليسَ بالدّارِ مَوْقِفُ تَبَغّ ابنَ عَمِّ الصِّدقِ، حيثُ لقِيتَهُ فإنّ ابنَ عَمّ السَّوءِ، إنْ سَرَّ يُخلفُ إذا ماتَ مِنّا سَيّدٌ قامَ بَعْدَهُ نَظيرٌ لـهُ، يُغني غِناهُ ويُخْلِفُ وإني لأَقْري الضَّيفَ، قبلَ سؤالِهِ وأطعَنُ قِدْماً، والأسِنّةُ تَرْعُفُ وإني لأخزَى أنْ تُرَى بيَ بِطْنَةٌ وجاراتُ بَيتي طاوياتٌ، ونُحّفُ وإني لأُغشِي أبعَدَ الحيّ جَفْنَتي إذا حَرّكَ الأطنابَ نَكْباءُ حَرْجَفُ وإنّيَ أرْمي بالعَداوَةِ أهْلَها وإنّيَ بالأعداءِ لا أتَنَكّفُ وإنّي لأُعْطي سائلي، ولَرُبّما أُكلَّفُ ما لا أستَطيعُ، فأكلَفُ وإنّي لمَذْمومٌ، إذا قيلَ حاتِمٌ نَبَا نَبْوَةً، إنّ الكَريمَ يُعَنَّفُ سآبى، وتَأبَى بي أُصُولٌ كريمَةٌ وآباءُ صِدْقٍ، بالمَوَدّةِ، شُرِّفوا وأجعَلُ مالي دونَ عِرْضيَ، إنّني كذلِكُمُ مِمّا أُفيدُ وأُتْلِفُ وأغْفِرُ، إنْ زَلّتْ بمَوْلايَ نَعْلَةٌ ولا خيرَ في الموْلى، إذا كان يُقرِفُ سأنْصُرُهُ، إنْ كانَ للحَقّ تابِعاً وإنْ جارَ لم يَكْثُرْ عليّ التّعَطّفُ وإنْ ظَلَموهُ قُمْتُ بالسّيفِ دونَهُ لأنْصُرَهُ، إنّ الضّعيفَ يُؤنَّفُ وإنّي، وإنْ طالَ الثّواءُ، لَمَيّتٌ ويَعْطِمُني، ماوِيَّ، بيتٌ مُسقَّفُ وإنّي لَمَجْزِيٌّ بِما أنا كاسِبٌ وكلٌّ امرِىءٍ رَهْنٌ بما هوَ مُتْلِفُ |
مخافة ان يقال لئيم ( حاتم الطائي ) أما والذي لا يَعْلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ ويُحيي العِظامَ البِيضَ، وَهيَ رَميمُ لقد كنتُ أطوي البطنَ، والزّادُ يُشتهَى مَخافَةَ، يوْماً، أنْ يُقالَ لَئيمُ وما كانَ بي ما كانَ، والليلُ مِلبَسٌ رِواقٌ لـه، فوْقَ الإكامِ، بَهيمُ ألُفّ بحِلسِي الزّادَ، من دونِ صُحبتي وقد آبَ نَجمٌ، واسْتَقَلّ نُجُومُ |
الساعة الآن 11:06 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.