|
مسافر زاده الأحزان
أنا الحزين الآن. أعتصر ضلوعي انكسارا, فيتقاطر قلبي بكاء صامتا مكتوما. أقلّب وجهي عكس عقارب الساعة ومعها فلا أحصل له على ملامح.. وإن تمثّلت فهي غصّة وبقية تنهيدة أطلقتها روحي. |
أنا الحزين. بعض حلم كان... صرخة ألم في قلب الساعات. يكبر حزني, يتعاظم حتى يصير غيمة تحجب شمسا تغيب. عاصفة تقتلع شجرة الصبار الوحيدة الصامدة في صحرائي نفسي الممتدّة. |
أنـــــا... مصلوب على خشبة الإنكسار.. ضيّعت كل شيء, وأضعت حتى خطواتي, ونسيت تاريخ ميلادي... مزّقت جميع دفاتري واغتلت عصفور الفرح النائم في صدري... عشّشت فيه نسور الحزن. |
أنـــا.. قلب ضمىء... وعلى هذا القلب تركن بعض حجارة وأمنية مكتومة. وعصفور فزع. |
داخل هذا الصدر تُطوى مسافات, ويسيل حبر قاتم, وتتمزّق كثير من الأوراق... بين هذه الضلوع تجمدت كثير من الأحلام ... وذبلت وردة قدمت يوما من وراء السنون. |
وإني أتيه في ساعاتي المشوشة.. تشدّني خطاي, تكبّلني, تجرّني إلى بقايا ذاكرة مشروخة سال منها كثير من فرح الطفولة وحلم ظلّ يراودني, ولم يبق غير هذا الحزن الذي أرسمه الآن على جنبات هذه النفس المثقلة بجراح الأمس, بخناجر اليوم, وببقية مني. |
كل شيء حولي يتساقط كأوراق الخريف, كالسنين المتتالية.. كل الألوان تتبدّل, تمّحي, تخبو, تتشابك.. يطفو في صدري اللون الأسود. كل شيء حولي غامض كالموت, صعب كالولادة, متوحّش كالحزن... كوحدتي هذه. |
قلمي لا يقو على كل هذا الحزن..
إنه يزعزعني في كياني.. لا أحتمله وحدي.. لا يقدر هذا الصدر على حمله, لا يستطيع هذا القلب أن يجترّه لوحده... يخنقني هذا الألم .. |
ويطول صمتك,ويطول انتظاري..
تصبح ساعاتي فوضى, ويشدني ألف سؤال وسؤال.. ولأني أحبك: أذكرك..وأنتظر. وحين أتعب أخضّب وسادتي بالحزن وأسافر في عينيك. أستجمع أياما كانت.. |
وأحبك. لأنك: سرّي..تفجّري.. تقطّري..تحجّري.. تبلوري..تمرّدي.. تجدّدي.. تجمّدي.. تصعّدي.. تمدّدي تألّمي..تكلّمي.. تعلّمي..تقدّمي.. لأنك السرّ الذي يسكنني. |
تجرحني ساعاتي الواقفة على صدري.. أنينها يتهاوى داخل روحي.. إنها تتسلق ضلوعي.. تمتطي حزني .. |
واليوم ... أخرجك منّي نقطة استفهام على صفحة كساها السواد.. |
| الساعة الآن 07:19 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.