![]() |
بَينونَةٌ صُغْرَى
.
. بينونة صغرى شعر/ عمر أبو غريبة فتقتَ جرحي فهلاّ كنتَ ترتقُهُ وانفكّ بوحي فهلاّ عُدتَ توثِقُهُ وكنتُ أقسمتُ خنقَ البوحِ في كبدي فخـنتَ عهدي بأشعارٍ تمزّقـهُ كم هـدّني جِنُّهُ حبساً بـقمقمِهِ وأنت تـرصدني بـغْتاً وتطلقهُ وكم حسبتُ حنايا القلبِ قد بردتْ ونفخةٌ من هوىً تسري فتحرقُهُ أيقظتَ فـيَّ شجونَ الفكرِ هاجسةً بعقْبِ غـفـوتِه عادت تؤرقهُ حططتُ عن كاهلي أوزارَه ورعاً وجـئتَه بـقديـمِ الوزرِ تـوبقهُ ومُحرِماً من ثيابِ الشِّعرِ منسلِخاً فجـدَّ ثوبٌ لـه هيهات يُخلِقهُ رميتُ بالجمراتِ الصُّم عبقرَه كأنما الرجمُ يحيـيه ويَـخلُقهُ أطلّ من كُوّةِ الأفكارِ يحفزها ويبعث الحلمَ فينيقاً يـحلِّقهُ يسري دماً بشراييني فيفجُرُها ضاقت عليه وأعياها تدفّـقُـهُ يحيي اليباب بقاعِ النفسِ هامدةً ويسكبُ الماءَ بالأوهامِ يمذقُـهُ كأنما هو ذا الدجالُ يفتنني بجـنةٍ وأرى قلبي يصدقهُ وفاغرٍ من سياطِ الجوعِ ثَمَّ فمـاً وهو الذي من جبالِ الخبزِ يرزقهُ يحيي أبيـدَ خيالٍ رُمَّ ميـتُهُ بساحرِ النفخِ فـي رَوعي ويُنطقهُ يرفُّ قلبي تبـيعاً ساقه دجلٌ يسبي ولمّا يزلْ عـقلي يحقّقهُ حتى إذا حطَّ فوق الأرضِ أجنحةً بان السرابُ لصديانٍ فيصعقـهُ وتلك حيتُـه من سـعيِها انـقلبتْ حـبلاً تـلفُّ العُرى عنقي وتخنقهُ وذلك الخبزُ في أيديه ذاب كـما يذوب طَلٌّ إذا مـا الشمسُ ترمقهُ وانماثَ ما زيَّن الدجالُ من كلِمٍ وباطلُ الليلِ فجـرُ الحقِّ يزهقهُ وكلُّ عَذبٍ سقاني منه في علَلٍ فـجٌّ يعافُ فـمي منه فيبصقهُ قد هـّني ناهجاً في كلِّ مـعمعةٍ بمسعفٍ خلفَـه بالسلوِ يلحقـهُ أكلما خاطراً شاقتك قـافـيةٌ ركضتَ في إثرِها بالجُنحِ تخفقهُ ما لي وللشعرِ قد طّلّقتُه ردَحاً وفات عِـدّتَه قـاضٍ يوثّـقهُ هجرتُ من أمدٍ هذا الطريقَ وها أنت العشيةَ بـالأهواءِ تطرقهُ وكنتُ أجمع في دَنٍّ صُبابتَـهُ كسرتُ دَنّـي وجئتَ الآن تلصقهُ هَرقتُ خمرتَه الصهباءَ عن شفتي وها هو الآنَ يـغري بي تذوقهُ يا شعرُ لو كان للألحانِ مستمعٌ لكنما الـنايُ لا يـشجي ترقرقُهُ سما رويـبضةٌ والدهرُ أسعدهُ وشاعرُ الـقومِ أشقـاه تفيهقهُ لو كان يحن سقطَ اللغوِ من هذَرٍ لكنه حـائكٌ سحراً يـنمّـقهُ فاكسرْ يراعَك ليس الدهرُ مكترثاً وكاسـدٌ عنده أنى تسوِّقُـهُ |
لو كان يحسـن سقـطَ اللغـوِ مـن هـذَرٍ
لــــكـــــنـــــه حـــــــائـــــــكٌ ســـــــحـــــــراً يـــنـــمّــــقــــهُ فـاكـسـرْ يـراعَــك لـيــس الـدهــرُ مـكـتـرثـاً وكــــــاســـــــدٌ عــــــنـــــــده أنـــــــــــــى تــــســـــوِّقُـــــهُ. أخي عمر جمال حرفك ادهشني في هذا الدرس الدسم والمفيد أدام الله عليك ابداعك الراقي في سماء المنابر |
الأخ الفاضل عمر أبو غريبة الموقر
إن كان بينونة صغرى سنتركه نمزق الأوراق نحرقه أبدعت لك كل الود |
من دون أقتباس أو تحديد..
الألق هنا كالوريد ممتد من أول حرف لآخر حرف بهذه الخريدة الراقيه أرى أنّ مكانها على رأس المنبر.. تثبت.. وكن على ثقة ياعمر بأني قد توقعت بأنك بعد هذه الغيبة وأن كانت بسيطه ستأتينا بما يتحفنا.. لك من قلب أخيك تحية علاء الأديب |
اقتباس:
إذا لن يكسر اليراع ولن تكسد بضاعة شعرك وهذه حروفك الشاعر عمر أبو غريبة صح قلبك وطابت اوقاتك |
فـاكـسـرْ يـراعَــك لـيــس الـدهــرُ مـكـتـرثـاً
وكــــــاســـــــدٌ عــــــنـــــــده أنـــــــــــــى تــــســـــوِّقُـــــهُ. هل أدركتك شؤم حرفة الأدب؟ شكرا لك و لجميل الشعر. |
اقتباس:
صدقني اكتشفت انها قصيدة مشؤومة محبتي |
اقتباس:
محبتي |
اقتباس:
محبتي |
اقتباس:
مودتي |
اقتباس:
محبتي |
معانقة حارة ولي عودة أبو غريبة أيها الشاعر الطفران كلنا في الهم عرب مودتي |
السلام عليك الأخ الشاعر الكبير عمر أبو غريبة قصيدة ماتعة البهاء ... ماذا أقول وقد تأخر عناقي لها ... سأعتذر من جمالها .. وأنت تعذرني ..أليس كذلك ؟ لن أقتبس شيئاً ... سأقول لك حقيقة الشعر وحال القصيدة كما أظنها عند الكبار أمثالك (ليس كبار السن يا صديقي) العصمة بيدها .... المهر هي التي تحدده من أرواحنا أو غربتنا أو أعصابنا لا أدري أنا ؟؟!! لا بينونة صغرى ولا كبرى قلت لك بيدها كل شيء ... حتى وصالها لا ينبغي إلا لها حكمها ظالمٌ يا صديقي .... محبتي لك أيها الشاعر تقديري واحترامي |
وتلك حيتُـه من سـعيِها انـقلبتْ
حـبلاً تـلفُّ العُرى عنقي وتخنقهُ وذلك الخبزُ في أيديه ذاب كـما يذوب طَلٌّ إذا مـا الشمسُ ترمقهُ وانماثَ ما زيَّن الدجالُ من كلِمٍ وباطلُ الليلِ فجـرُ الحقِّ يزهقهُ - لا شك انها قصيدة بليغة عميقة توظف الكثير من الموروث الثقافي بهدف ايصال الفكرة التي تتمحور حول عبقر الشعر وسلطته على الشاعر كما في الابيات اعلاه فالحبل والخبز والدجال توقظ في الذهن موروث ثقافي مهول..ثم ينهي الشاعر قصيدته موضحا ما يلقاه الشعر والشاعر من اهمال او عدم اهتمام على الرغم من الجهود التسويقيه التي يقوم بها الشاعر...انا طبعا ضد فكرة مقاومة عبقر الشعر او رجمه او كبته مهما تم اهماله من قبل الاخرين فالعملية الابداعية عميلة تصنع الحياة وكل قصيدة تشكل لبنة في بناء الحضارة خاصة اذا كان شعرا جميلا خالدا كما هذه القصيدة. لا بد من عودة عندما يتوفر الوقت نتحدث فيها بعمق عن عناصر الجمال في القصيدة وابعاد الابداع فيها |
الساعة الآن 03:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.