منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( بشار بن برد ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1636)

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:09 PM

من شعراء العصر العباسي ( بشار بن برد )
 
"خشاب" هل لمحبٍّ عندكم فرجُ
( بشار بن برد )


"خشاب" هل لمحبٍّ عندكم فرجُ
أو لا فإني بحبل الموت معتلج
لَوْ كَان مَا بِي بِخَلْقِ اللَّه كُلِّهِمُ
لاَ يَخْلُصُونَ إِلَى أَحْبَابِهِمْ دَرَجُوا
لِلْهَجْرِ نَارٌ عَلَى قَلْبِي وَفِي كَبِدي
إِذَا نَأيْتِ، وَرُؤْيَا وَجْهِكِ الثَّلَجُ
كأن حبك فوقي حين أكتمه
وَتَحْتَ رِجْلَيَّ لُجٌّ فَوْقَهُ لُجُجُ
قَدْ بُحْتُ بِالْحبِّ ضَيْقاً عَنْ جَلاَلَتِهِ
وَأنْتِ كالصَّاعِ تُطْوَى تَحْتَهُ السُّرُجُ
خشاب جودي جهاراً أو مسارقة ً
فَقَدْ بُليتُ وَمَرَّتْ بِالْمُنَى حِجَجُ
حَتَّى مَتَى أَنْتِ يَا خُشَّابَ جَالِسَة ً
لا تُخْرُجِينَ لَنَا يَوْماً وَلاَ تَلِجُ
لَوْ كُنْتِ تَلْقِينَ مَا نَلْقَى قَسَمْتِ لَنَا
يوماً نعيش به منكم ونبتهج
لاَ خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِنْ كُنَّا كَذَا أبَداً
لاَ نَلْتَقِي وَسَبِيلُ الْمُلْتَقَى نَهَجُ
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ
وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ
وقد نهاك أناس لا صفا لهم
عيش ولا عدموا خصماً ولا فلجوا
قالوا: حرام تلاقينا فقد كذبوا
مَا فِي الْتِزَامٍ وَلاَ فِي قُبْلَة ٍ حَرَجُ
أمَا شَعَرْتِ، فَدَتْكِ النَّفْسُ جَارِيَة ً
أنْ لَيْسَ لِي دُونَ مَا مَنَّيْتِنِي فَرَجُ
إِنِّي أبَشِّرُ نَفْسِي كُلَّمَا اخْتَلَجَتْ
عَيْنِي، أقُولُ: بِنَيْلٍ مِنْكَ تَخْتَلِجُ
وَقَدْ تَمَنَّيْتُ أنْ ألْقَاكِ خَالِيَة ً
يوماً وأني وفيما قلت لي عوج
أشْكُو إلَى اللّه شَوْقاً لا يُفَرِّطُنِي
وَشُرَّعاً فِي سَوَادِ الْقَلْبِ تَخْتَلِجُ
يَا رَبِّ لا صَبْرَ لِي عَنْ قُرْبِ جَارِيَة
تنأى دلالاً وفيها إن دنت غنج
غَرَّاءَ حَوْرَاءَ مِنْ طِيبٍ إِذَا نَكَهَتْ
للبيت والدار من أنفاسها أرج
كَأنَّهَا قَمَرٌ رَابٍ رَوَادِفُهُ
عذبُ الثنايا بدا في عينه دعجُ

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:09 PM

آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ
( بشار بن برد )


آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ
مِنْ حبِيبٍ أصاب عيْني بِسكْبِ
لَقِيَتْنِي يوْم الثّلاَثاء تَمْشِي
بالتصابي وبالعناء لقلبي
كان لي «بابُ مِقْسَمٍ» باب غيٍّ
وافقتْ صحْبهُ وما ثاب صحْبِي
ساقطت منطقاً إليَّ رخيماً
فسبتني به وقد كنت أسبي
لم يوهن من المقال لساني
لجوابٍ مجيبه غير حرب
قُلْت: هلْ بَعْدَ ذا تلاَقٍ فَقالتْ
كَيف تُلْفَى صَحيحة ٌ بيْن جُرْبِ
ما تولَّتْ حتَّى اسْتدار بِيَ الْحُـ
كما دارت الرحا فوق قطب
عَادَ حُبِّي بتلْك غَضًّا جديداً
ربَّ ما قدْ لَقيتُ منْهُنَّ حسْبي
صُورة ُ الشَّمْسِ في قِناع فتاة ٍ
عرضت لي فليس لبي بلبِّ
لاَ تكُنْ لي الْحياة ُ إِنْ لمْ تَكُنْ لي
شَرْبَة ٌ منْ رُضَابِهَا غيْرَ غَصْب
خلقت وحدها فلست براءٍ
مثْلَهَا صَاحِ لا تَصَابَى وتُصْبِي
أيها الناصح الرسولُ إليها
قُلْ لها عَنْ مُتَيَّمِ الْقَلْب صَبِّ
حَدثيني فأنت قُرَّة ُ عَيْني
هل تحبِّينني فهل نلت حبِّي
أبْهمتْ دُونَك الْفجَاجُ فَلاَ ألْـ
قى سبيلاً إليك في غير تربِ
مَا عَلَى النَّوْم لَوْ تَعَرَّضْت فيه
فَبَلَوْنَاكِ في سِخَابٍ وإِتْب
أنا منْ حُبِّك الضَّعيفُ الذي لاَ
أسْتَطيعُ السُّلُوَّ عَنْكِ بِطِبِّ
ولو أن الهوى تزحزح عني
شيعتني فيا فدا كل حنبِ
فاذكريني - ذكرت في ظلة ِ العر
ش بخيرٍ - تفرجي بعض كربي
مَا دَعَاني هَوَاكِ مُنْذُ افْتَرَقْنَا
باشْتيَاقٍ إِلاَّ نَهَضْتُ أُلَبِّي
أشتهي قربك المؤمَّلَ واللـ
ـه قريباً فهل تشهيت فربي
سَوْفَ أُصْفي لَكِ الْمَوَدَّة َ منِّي
ثم أعفيكِ أن تراعي بذنبِ
فَصِلِينِي وصَالَ مثْلي وَدُومي
لاَ تَكُوني ذُوَّاقَة ً كلَّ ضَرْب
ليت شعري جددتِ يومَ التقينا
أمْ تَصُدِّينَ مَنْ لَقِيتِ بِلِعْب
قدْ شَكَكَنَا فيمَا عَهِدْتِ إِلَيْنَا
وظمئنا فوجهينا لشربِ
ليتني قد حييتُ حتى أراهُ
فِي مُحِبٍّ لكُمْ وفَوْقَ الْمُحِبِّ
يتغنى إذا خلا باسمكِ الحقِّ
ويكنيك في العدى "أمَّ وهبِ"
وَيُفَدِّي سِوَاكِ في مَجْلِسِ الْقَوْ
م ويعنيكِ بالتَّفدي وربِّي

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:10 PM

آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ
( بشار بن برد )


آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ
إنما الليل عناء للوصب
أرقب الليل كأني واجدٌ
راحة ً في الصبح من جهد التعب
وَلَقَدْ أعْلَمُ أنِّي مُصْبحٌ
مثلما أمسيتُ إن لم تحتسب
فأرتني ثم شطت شطة ً
تَرَكَتْ قَلْبي إِلَيْهَا يَضْطَربْ
ما أقل الصبر عنها بعدما
كثرت فينا أحاديث العرب
قَرَّ عيْناً بحَبيبٍ نَظْرَة ً
لاَ يُقرُّ الْعَيْنَ إِلاَّ مَا تُحِبْ
وَكَلَتْ بِي جَارَتِي أسْهُودَة ً
شر ما وكل بالجار الجنب
ونصيحين ألما باكرً
بطبيبٍ وطبيبي المجتنب
سألاني وصف ما ألقى ولا
أسْتَطِيعُ الْوَصْفَ، إِنِّي مُكْتَئِبْ
غَيْرَ أَنِّي قُلْتُ فِي قَوْلِهِمَا
قَوْلَة ً أخْفَيْتُهَا كَالْمُنْتَيِبْ
بينا من قربه لي حاجة ً
ثم لا يقربُ والدار صقب
يَا خَلِيلَيَّ ألِمَّا بِي بِهَا
نظرة ً ثم سلاني عن وصب
شغلت نفسي عن وصف الهوى
بِاشْتِيَاقِي أنْ أرَاهَا وَطَرَبْ
فَاتْرُكَا لَوْمِي فَإِنِّي عَاشِقٌ
كَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ مَا كَتَبْ
ولقد قلت لقلبي خالياً
حين لم يلق هواها ودأب
أيها الناصبُ في تطلابها
بَعْدَ هَذَا مَا تُبَالِي مَا نَصَبْ
لاَ يُرِيدُ الرُّشْدَ إِلاَّ نَاصِحٌ
وَيَلي قَتْلَكَ إِلاَّ مَنْ تَعِبْ
كِلْ لِمَنْ يُقْصِيكَ مِثْلاً صَاعَهُ
وَإِذَا قَارَبَ وُدًّا فَاقْتَرِبْ
والق من قد ذاقَ فيما لم يذق
لاَ يُدَاوِي السٌّقْمَ إِلاَّ مَنْ يَطِبْ
قَتَلَتْنِي فَأبَى قَلْبِي وَقَدْ
آنَ مَا كَلَّفَنِي حَتَّى أحَبْ
فهي عجزاء إذا ما أدبرت
وَإِذَا مَا أقْبَلَتْ فِيهَا قَبَبْ
لَمْ تَرَ الْعَيْنُ لعينٍ فِتْنَة ً
مِثْلَهَا بَيْنَ جُمَادَى وَرَجبْ
تيمتني بقوام خرعبٍ
وبدل عجبٍ يا للعجب!
صُورَة ُ الشَّمْسِ جَلَتْ عَنْ وَجْهِهَا
بَعْدَ عَيْنَي جؤْذَرٍ فِي الْمُنْتَقَبْ
حُلْوَة ُ الْمَنْظَرِ رَيَّا رَخْصَة ٌ
بَعَثَ الْحُسْنَ عَلَيْهَا أنْ تُسَبْ
تَأمَنُ الدَّهْرَ وَلاَ تَرْجُو لَنَا
فرجاً مما بنا ذاك الكذب
كَمْ رَأيْنَا مِثْلَهَا فِي مَأمَنٍ
قلب الدهر عليه فانقلب
لا يغرنك يومٌ من غدٍ
صَاحِ إِنَّ الدَّهْر يُغْفِي وَيَهُبْ
صَادِ ذَا ضِغْنٍ إِلَى غِرَّتِهِ
وإذا درت لبون فاحتلب
ليس بالصافي وإن صفيته
عيش من يصبحُ نهباً للرتب
ما أبو العباس في أثباتهِ
لعب الدهر به تلك اللعب
أقْبَلَتْ أيَّامُهُ حَتَّى إِذَا
جاءهُ الموت تولى فذهب

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:11 PM

أ"حبى " فيم خليتُ
( بشار بن برد )


أ"حبى " فيم خليتُ
وَفِيمَ الْحَبْلُ مَبْتُوتُ
أأدللت بما عندي
من الشوق فأقصيت
أتاني بقض ما ألقيت
نِ هَارُوتٌ وَمَارُوتُ
فَمَا أمْسَيْتُ حَتَّى صَرَّخَ
الْحَيُّ وَسُجِّيتُ
لقد كنت على العينيـ
ن والرأس فنحيت
أحبى لو دنت من قلـ
بك الرحمة أدنيتُ
إِذَا بَاعَدْتِ أُضْنِيتُ
وَإِنْ قَرَّبْتِ عُوفِيتُ
وَعَزَّانِي أَبْو عَمْرو
وقدماً عنك عزيت
فَلَمْ أسْمَعْ مِنَ الشَّوْقِ
على سمعي فنوديتُ
أمات الشوق أوصالي
وَبَعَضُ الشَّوْقِ تَمْويتُ
وأن الدمع منهلٌ
وأن القلب مرفوت
وَلاَ أصْبِرُ إِنْ شِيتُ
ألاَ يَا لَيْتَنِي مِنْكِ
الذي أعطيت أعطيتُ
وَأعْتَبْتُكِ مِنْ سَوْمِي
كما أعتب من سوت
كَأنِّي يَوْمَ لاَقَيْتُـ
ك خلف العين مبهوت
كأني ذاك من حبك
أوْ أخْرَسُ سِكّيتُ
إِذَا أَزْمَعتُ أنْ أَنْظُرَ
الحاجة أنسيت
لقد رحت وما أدري:
أسْحْرٌ ذَاكِ أمْ لِيتُ؟
أحبى ليس لي صبرٌ
وَإِنْ رَخَّصْتِ لِي جِيتُ
ولا والله ما يصبر
في البرية الحوتُ
دعاني لك جنيٌّ
مِنَ الْجِنَّانِ عِفْرِيتُ
بِوَجْهٍ زَاهِرِ الْحُسْنِ
زهاه الجيد والليث
كأن الروح والريحا
جرى في ماء خديك
وفي الأنياب تنبيتُ
كأن القول من فيك
لنا در وياقوتُ
إذا أدبرت مات النا
س إن قيل لهم: موتوا
أعَادي فِيكِ يَا حُبَّى
وَقَبْلَ الْيَوْمِ عُودِيتُ
فَلَمْ أَجْزَعْ وَإنْ كُنْتُ
جَزْوعاً حِينَ خُوفِيتُ

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:12 PM

أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج
( بشار بن برد )


أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج
وأن الذي بيني وبينك ينهج
إلى الله أشكو أن بالقلب كربة ً
من الشوق لا تبلى ولا تتفرجُ
أقول لأصحابي: دعوني وهينة ً
لبحر الهوى لا شك أني ملجج
لخشابة َ السلوان والعطر والجنا
ولي حرقٌ تحت الهوى تتوهج
تقطَّعُ نفْسِي حسْرة ً بعْد حسرْة ٍ
إذا قيل: تغدو من غدٍ لا تعرجُ
ومن نكد الأيام سيقت لعانسٍ
من اللؤم لا يندى ولا يتبلجُ
وَلَمْ أعْطَ فِيهَا حِيلَة ً غَيْرَ أنَّنِي
أحِنُّ إِلّى مَا فَاتَ مِنْهَا وَأنْشِجُ
دَعَوْتُ بِوَيْلٍ يَوْمَ رَاحَ عَتَادُهَا
وأودعني الزفزاف ليلة أدلجوا
وقد زادني وجداً عليها وما درت
مَجَامِرُ فِي أيْدِي الْجَوَارِي تَأجَّجُ
بعمن منصور المغيري جمالهُ
وقلبي له هذا من الحلم أعوج
وما خرجت فيهن حتى عذلنها
قِيَاماً وَحَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَخْرُجُ
فقامت عليها نظرة ٌ واستكانة ٌ
تَسَاقَطُ كالنشوى حَيَاءً وَتَنْهَجُ
وَمَا كَانَ مِنِّي الدَّمْعُ حَتَّى تَوَجَّهَتْ
مَع الصُّبْحِ يَقْفُوهَا الْفَنِيدُ الْمُسَرَّجُ
فيا عبراً من بينها قبل نيلها
وَمِنْ سَفَطٍ فِيهِ الْقَوَارِيرُ تَحْرَجُ
خَرَجْنَ بِهِ فِي حَجْرِ أخْرَى كَأنَّهُ
بنيُّ ليالٍ في المعاوز يدرج
وَقَرَّبْنَ مَمْهُودَ السَّراة ِ كَأنَّمَا
غدا في ديايورد الكسا يترجرجُ
كَنَجْمِ الدُّجَى إِذْ لاَحَ، لا، بَلْ كَأنَّهُ
سنا نار نشوانٍ تشبُّ وتبلجُ
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا بَكَتْ مِنْ دُنُوِّهِ
وقلنا لها: قومي اركبي الصبح أبلج
وَفَدَّيْنَهَا كَيْمَا تَخِفَّ فَاعْرَضَتْ
تَجَشَّمُ مِمَّا سُمْنَهَا وَتَغَنَّجُ
وَمَا زِلْنَ حَتَّى أَشْرَفَتْ لِعُيُونِهِمْ
وغنى المغني واليراع المفلج
ولما جلاها الشمع سبح ناظرٌ
وكبر رفافٌ وساروا فأرهجوا
وَمَا صَدَقَتْ رُؤْيَايَ يَحْفُفْنَ مَرْكَباً
وفي المركب المحفوف بدرُ متوجُ
ويا كبدا قد أنضج الشوق نصفها
ونصفٌ على نار الصبابة ينضج
إذا ركبت منا بليلٍ فقل لها:
علَيْكِ سَلاَمٌ مَاتَ مَنْ يَتَزَوَّجُ
بَكَيْتُ وَمَا فِي الْعَيْنِ مِنِّي خَلِيفَة ٌ
وَلَكِنَّ أحْزَاناً عَلَيَّ تَوَلَّجُ
ولو مت كان الموت خيراً من الشقا
وما للفتى مما قضى الله مخرجُ

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:12 PM

أ«عَاتِكَ» بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج
( بشار بن برد )


أ«عَاتِكَ» بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج
وَلَيْسَ مِنَ أقْوَالِ الْخَلِيفَة ِ أعْوَجُ
لَهُ حِينَ يَنْأى مُذْكرٌ مِنْ سَمَاحَة ٍ
يَعُودُ بِهِ طَلْقاً وَلاَ يَتَلَجْلَجُ
أ«عَاتِكَ» ظُنِّي بِالْخَلِيفَة ِ هِمَّة ً
وَقُولِي: كَرِيمٌ مَاجِدٌ يَتَحَرَّجُ
يفيء إلى حلمٍ ويصدق نجدة ً
وتنساب منه الحية المتمعج
وفي القوم ميلاعٌ وليس بنافعٍ
يضج كما ضج القعود المحدج
لَبِسْتُ الْغِنَى طَوْراً وأحْوَجْت تَارَة ً
ومن ذا من الأحرار لا يتحوج
وَلَمَّا رَأيْتُ النَّاسَ تَهْوِي قُلُوبُهُمْ
إِلَى مَلِكٍ يُجْبَى إِلَيْهِ الشَّمَرَّجُ
عرضت إلى وجه الحبيب وراعني
غزال عليه زعفران مضرج
وَنَازَعَنِي شَوْقِي إِلَى مِلِك قَدْى
وداع إلى "المهدي" لا يتلجلج
فوالله ما أدري :أأجلس قانعاً
إلى المصر أم ألقى الإمام فأفلج
وإني لميلاعٌ مراراً وربما
تَصَدَّعَ عَنِّي الْمَجْلِسُ الْمُتَوَشِّجُ
أقول وقد دفت إلي عصابة ٌ
مِنَ الْقَوْم مِنْهَا حَاسِرٌ وَمُدَجَّجُ
أ"واقدُ" ذب القوم عني بزجرة ٍ
وهات نصيحاً لا يطيب الملهوج
ولا تبك من خيس بباب خليفة ٍ
يذل عليه القسوري الخمرنج
يطيعك في التقوى ويعطيك في الندى
وَلاَ تَلْقَهُ إِلاَّ وَلِلْجُودِ أمْعَجُ
أرقت إلى بطن الخرين ورغبتي
إِلَى مَلِكٍ يَجْلُو الدَّجَى حِينَ يَخْرُجُ
مِنَ الصِّيدِ مَكْتُوبٌ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ:
جواد قريشٍ هاشمي متوج
يصب دماء الراغبين عن الهدى
كما صب ماء الظبية المترجرج
ولا بد أني راحلٌ للقائه
فَقَدْ بشَّرَتْ بِالنُّجْحِ عَيْنٌ تَخَلَّجُ
لَقَدْ سَرَّنِي فَأل جَرَى مِنْ مُوَفَّقٍ
وتأويل ما قال الغراب المشحج
فَهَيَّجْتُ مِرْقَالَ الْعَشِيِّ شِمِلَّة ً
تزفُّ كما زف الهجف السفنج
تلوح لغامات النجاء بوجهها
كما لاح بيت العنكبوت المنسج
تعز عن الحوراء إن مقامنا
عَلَيْهَا وَتَرْكَ الْمُلْكِ رَأيٌ مُزَلَّجُ
سَألْقَى أمِيرَ الْمؤْمِنِينَ لِحَاجَتِي
وَإِنْ عُطَّ فِي حَجْرِ الْفَتَاة ِ الْخَدَلَّجُ
فَتَى الدِّينِ قَوَّاماً بِهِ وَفَتَى النَّدَى
وَنِعْمَ لِزَازُ الْحَرْبِ حِينَ تَبَرَّجُ
لقد زين الإسلام ملك محمدٍ
وَفِي الْحَرْبِ لِلأعْدَاء نَارٌ تَأجُّجُ
إِمَامَ الْهُدَى أمْسَكْتَ بَعْدَ كَرَامَتِي
وقد كنت تعطيني ووجهك أبلج
إمَامَ الْهُدَى صَغْوِي إِلَيْكَ وَحَاجَتِي
ولي حشمٌ أصغى إليك وأحوج
فلو كان حرماني يزيدك نعمة ً
ثلجْتُ بِهِ، إِنِّي بِمَا نِلْتَ أثْلَجُ
لَعَمْري لَقَدْ أشْمَتَّ بِي غَيْرَ نَائِم
فَنَامَ وَهَمِّي سَاهِرٌ يَتَوَهَّجُ
أخاف انقطاع الدر بعد ابتزازه
وتبليغ من يسدي الحديث وينسج
وقدْ تُبْتُ فاقْبلْ توْبتي يابْن هاشِم
فإن الذي بيني وبينك مدمج
وما لك لا ترجى وأنت خليفة ٌ
تحج كما حج الدوار المدلج
وإن سر حسادي فسيبك واسعُ
على الناس لا يسطيعه المتفجفج
فدونك فامسكها أو اعط فإنها
زواريق من كفيك للناس تخرج
فُضُولُ فَتًى أسْخَى يَداً فِي سَبِيلِهَا
ففاضت عباباً أو حواريَّ ينسج
ستحمد ما يأتي إذا بلغ المدى
وضمَّكَ فِي الْفِرْدوْسِ ظِلٌّ وسجْسجُ
صنيع امرئٍ أعطاه رب محبة ً
وللخير صناع وللبر منهج
تجيء مواعيد الكرام سوية ً
وتنضى مواعيد اللئام فتخدج
ولي حاجة ٌ لا تدريها بحجة ٍ
إِلَى ملِكٍ يجْلُو الدُّجى حِين يخْرُجُ

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:13 PM

أأحزنك الألى ظعنوا فساروا
( بشار بن برد )


أأحزنك الألى ظعنوا فساروا
أجل فالنوم بعدهم غرارُ
إِذَا لاَحَ الصِّوَارُ ذَكَرْتُ نُعْمَى
وأذكرها إذا نفح الصوار
كَأنَّكَ لَمْ تَزُرْ غُرَّ الثَّنَايَا
وَلَمْ تَجْمَعْ هَوَاكَ بِهِنَّ دَارُ
عَلَى أَزْمَانَ أَنْتَ بِهنَّ بَلٌّ
وإذ أسماء آنسة ٌ نوار
ينفس غمه نظرٌ إليها
ويقتل داخل الشوق الجوار
لَيَالِيَ إِذْ فِرَاقُ بَنِي سَلُولٍ
لديه وعنده حدثٌ كبارُ
يروعه السراربكل أمرٍ
مَخَافَة َ أَنْ يَكُونَ بِهِ السِّرَارُ
كأنَّ فُؤَادَهُ يَنْزَى حِذَاراً
حذار البين لو نفع الحذار
تنادوا في الغزالة حين راحوا
بجد البين حين دنا الغيار
كَأنَّ حُمُولَهُمْ لَقَحَات وَادٍ
من الجبار طاب بها الثمار
فَبِتُّ مُوَكَّلاً بِهِمُ وَبَاتُوا
على جداء سيرهم السمار
كأن جفونه سملت بشوكٍ
فَلَيْسَ لِوَسْنَة ٍ فيهَا قَرَارُ
أَقُولُ وَلَيْلَتِي تَزْدَادُ طُولاً
أما لليل بعدهم نهارُ
جفت عيني عن التغميض حتى
كأن جفونها عنها قصارُ
وَذِي شُرَفٍ تَحِنُّ الرِّيحُ فيه
حَنينَ النَّابِ ضَلَّ لَهَا حُوَارُ
دخلت مسارقاً رصد الأعادي
على ست ومدخلنا خطارُ
فلما جئت قلن نعمت بالاً
خَلاَ شَجَنٌ وَغُيِّبَ مَنْ يَغَارُ
فَحَدَّثْتُ الظِّبَاءَ مُؤَزَّرَاتٍ
ألا لله ما منع الإزارُ
ومحترق الوديقة يوم نحسٍ
من الجرزاء ظل له أوارُ
نَحَرْتُ هَجِيرهُ بِمُقَيَّلاَتٍ
كَأنَّ حَميمَ قُصَّتهنَّ قَارُ
كَأَنَّ قُلُوبَهُنَّ بِكُلِّ شَخْصٍ
منفرة وليس بها نفارُ
خَوَاضِعُ في الْبُرَى أَفْنَى ذُرَاهَا
رواحُ عشية ٍ ثم ابتكارُ
صَبَرْنَ عَلَى السَّمْوم وكُلِّ خَرْقٍ
به جبلٌ وليس به أمارُ
كأنَّ عُيُونَهُنَّ قُلاَتُ قُفٍّ
مخلفة ُ الأطايط أو نقارُ
وأحمق فاحشٍ يجري حثيثاً
وقد زخرت غواربه الغزارُ
أمنت مضرة الفحشاء إني
أَرَى قَبَساً تُشَبُّ ولاَ تُضَارُ
لقد علم القبائلُ غير فخرٍ
عَلَى أَحَدْ وإِنْ كَانَ افْتِخَارُ
بِأنَّا الْعَاصِمُونَ إِذَا اشْتَجَرْنَا
وَأَنَّا الْحَازِمُونَ إِذَا اسْتَشَارُوا
ضمنا بيعة الخلفاء فينا
فنحن لها من الخلفاء جارُ
بِحَيٍّ منْ بَني عَجْلاَنَ شُوسٍ
يسير الموتُ حيثُ يقالُ ساروا
إِذَا زَخَرَتْ لَنَا مُضَرٌ وسَارَتْ
رَبِيعَة ُ ثُمَّتَ اجْتَمَعَتْ نِزَارُ
أَقَامَ الْغَابِرُونَ عَلَى هَوَانَا
وَإِنْ رَغِمَتْ أَنُوفُهُمُ وسَارُوا
تَبَغَّ جِوَارَنَا إِن خِفْتَ أَزًّا
نجيرُ الخائفين ولا نجارُ
لَنَا بَطْحَاءُ مَكَّة َ وَالْمُصَلَّى
وما حاز المحصبُ والجمارُ
وساقية ُ الحجيج إذا توافوا
ومُبْتَدَرُ الْمَوَاقِفِ والنِّفَارُ
وَميرَاثُ النَّبِيِّ وصاحِبَيْهِ
تلاداً لا يباعُ ولا يعار
وألواح السرير ومن تنمى
على ألواحه تلك الخيارُ
كأنَّ النَّاسَ حينَ نَغيبُ عَنْهُمْ
نباتُ الأرض أخلفها القطارُ
ألم يبلغ أبا العباس أنا
وَتَرْنَاهُ ولَيْسَ بهِ کتّئَارُ
غداة تصبرت كلبٌ علينا
وليسَ لَهَا عَلَى الْمَوْت اصْطِبَارُ
لنا يوم البقاع على دمشقٍ
وعين الجر صولتنا نجارُ
على اليومين ظل على يمانٍ
وكَلْبٍ مِنْ أَسِنَّتِنَا الْحِجَارُ
وقد راحت تروحنا المنايا
لِمَخْذُولٍ وأَحْرَزَهُ الْفرَارُ
وأهوينا العصا بحمار قيسٍ
لإسماعيل فاتسم الحمارُ
وقد طافت بأضبع آل كلبٍ
كتائبنا فصار بحيث صاروا
وأَيُّ عَدُوِّنا نَأتيه إِلاَّ
تهم بحربه لا نستطارُ
وعطلنا بجيلة َ من يزيدٍ
وكان حليهم لا يستعارُ
وَدَمَّرْنَا ابْنَ بَاكيهِ النَّصَارِي
فأصْبَحَ لا يَزُورُ ولا يُزَارُ
وأودى بعدهم بابني مصادٍ
فوارسُ دينُ قومهم المغارُ
وَحِمْصاً حينَ بَدَّلَ أَهْلُ حِمْصٍ
ونَالُوا الْغَدْرُ نَالَهُمُ الْبَوَارُ
قَتَلْنَا السَّكْسَكيَّ بِلاَ قَتيلٍ
وَهَلْ مِنْ مَقْتَلِ الْكَلْبِ اعْتِذَارُ
وقد عركت بتدمر خيلُ قيسٍ
فَكَانَ لتَدْمُرٍ فيهَا دَمَارُ
وأسرة ُ ثابتٍ وجموعُ كلبٍ
سَرَى بِحمَامِهِمْ منَّا اعْتِكَارُ
فَرَاحَ فَرِيقُهُمْ وَغَدَا فَرِيقٌ
على خصاء ليس لها عدارُ
رَأوْنَا وَالْحِمَامَ مَعاً فَأجْلَوْا
كَمَا أَجْلَتْ عَنِ الأُسْدِ الْوِبَارُ
تجرنا في المحامد والمعالي
ونحنُ كذاك في الهيجا تجارُ
إِذَا دَارَتْ عَلَى قَوْمٍ رَحَانَا
تنادوا بالجلاء أو استداروا
بِكَلْبٍ كَلَّة ٌ عَنْ حَدِّ قَيْسٍ
وَبالْيَمَنيّ أَيْنَ جَرَى عِثَارُ
وَمَا نَلْقَاهُمُ إِلاَّ صَدرْنَا
بِرِيٍّ منْهُمُ وَهُمُ حِرَارُ
وأيام الكويفة ِ قد تركنا
نصيرهم وليس به انتصار
إذا ما أقبلوا بسواد جمعٍ
نَفَخْنَا في سَوَادِهِمُ فَطَارُوا
طَرَائِدَ خَيْلِنَا حَتَّى كَفَفْنَا
هَوَاديَهَا وَلَيْسَ بِهَا ازْوِرَارُ
أَصَبْنَ مُكَبَّراً وَطَحَنَّ زيْداً
وَأَحْرَزَ من تحاطان الإزَارُ
وأقبلنا المسبح في شريدٍ
بخايفة ٍ حذائنها ابتدارُ
فَلَمَّا بَايَعُوا وَتَنَصَّفُونَا
وعاد الأمرُ فينا والإمارُ
رَفَعْنَا السَّيْفَ عَنْ كَلْبِ بنِ كَلْبٍ
وَعَنْ قَحْطَانَ إِنَّهُمُ صَغَارُ
فرجنا ساطع الغمرات عنا
وَعَنْ مَرْوَانَ فَانْفَرَجَ الْغُبَارُ
بطعنٍ يهلكُ المسبارُ فيه
وَتَضْرَابٍ يَطيرُ لَهُ الشَّرَارُ
بِكُلِّ مُثَقَّفٍ وَبِكُلِّ عَضْبٍ
من القلعي خالطه اخضرارُ
كأنهم غداة شرعن فيهم
هدايا العنز هاج بها القدارُ
فَمَا ظَنَّ الْغَدَاة َ بِحَرْبِ قَيْسٍ
لوعرتها على الناس استعاروا
لَنَا نَارٌ بِشَرْقِيِّ الْمَعَالِي
مضرمة ٌ وبالغربي نارُ
نبيتُ في الجماعة سرح كلبٍ
وَنْحْصُدُهُمْ إِذَا حَدَثَ انْتِشَارُ
كأنك قد رأيت نساء كلبٍ
تُبَاعُ وَمَا لِوَاحِدَة ٍ صِدَارُ

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:14 PM

أأرقتَ بعدَ رقادكَ الأوَّابِ
( بشار بن برد )


أأرقتَ بعدَ رقادكَ الأوَّابِ
بَهَوَاكَ أمْ بِخَيَالِهِ الْمُنْتَابِ
نَعَقَ الْغُرَابُ فَخَنَّقَتْنِي عَبْرَة ٌ
وبكيتُ من جزعٍ على الأحبابِ
يَا رُبَّ قَائِلَة ٍ ـ وغُيِّبَ عِلْمُهَا ـ:
ماذا يهيجكَ من نعيقِ غرابِ
كاتمتها أمري وما شعرتْ بهِ
وَكَذَاكَ قَدْ كَاتَمْتُهُ أصْحَابِي
ودواءُ عيني - قد علمتُ - وداؤها
رَيَّا الْبَنَانِ كَدُمْيَة ِ الْمِحْرَابِ
في نأيها وصبٌ عليَّ مبرِّحٌ
ودُنُوُّها شافٍ مِن الأَوصابِ
تمْشِي إِذَا خَرَجَتْ إِلَى جاراتها
مشيَ الحبابِ معرضاً لحبابِ
خَوْدٌ إِذَا انْتَقَبَتْ سَبَتْك بِنَظْرة ٍ
وأغرَّ أبلجَ غيرَ ذاتِ نقابِ
تعْتلُّ إِنْ شَهِدَ الأَمِيرُ بِقُرْبِهِ
وإذا نأى وجلتْ من الحجَّابِ
وعتابِ يومٍ لو أجبتك طائعاً
قَصُرَ الْوِصالُ بِهِ وطالَ عِتَابِي
لكنْ رأيتُ من السُّكوتِ يديهة ً
فشَددْتُ وصْلَكُمُ بِترْكِ جَوَابِي
إِنِّي علَى خُلْفِ الْمَواعِدِ مِنْكُمُ
صابٍ إِليْك ولسْتُ بالْمُتَصَابِي

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:15 PM

أبا الحشفانِ آتيك
( بشار بن برد )


أبا الحشفانِ آتيك
وإِنْ جَدَّ بِكَ الأَمْرُ
سَيَلْقَى دُبْرَكَ الصلْتُ
ويلقى قُبلكَ الصَّقرُ
عليه الدُّرُّ والياقو
تُ قَدْ فَصَّلَهُ الشَّذْرُ
إِذَا جَارَاكَ لُوطيٌّ
فأنت المسهبُ الكبرُ
لَقَدْ شَاعَ لِحَمَّادٍ
بدَاءٍ فِي اسْتِهِ ذِكْرُ
أما ينهاك يا حما
د ذكر الموت والقبرُ
أَلاَ بَلْ مَا تَرَى حَشْراً
ومَا الزِّنْدِيقُ والْحَشْرُ
أَعِنْدِي تَطْلُبُ النّيكَ
ونيكَ الرَّجُلِ النُّكْرُ
وما قُبلكَ مشقوقٌ
ولاَ في اسْتِكَ لِي أَجْرُ
فدعني واكتسب صبراً
فَنِعْمَ الشِّيمَة ُ الصَّبْرُ
وإلاَّ فاحشُها جمراً
سيشفي ما بك الجمرُ
فقد أخطأك الجدي
فكل خصييك يا وبرُ
رَجَوتَ الْخَمْرَ في بَيْتِي
وما تعرفني الخمرُ

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:15 PM

أبا حامدٍ إنْ كنتَ تزني فَأبْعِدِ
( بشار بن برد )


أبا حامدٍ إنْ كنتَ تزني فَأبْعِدِ
وبك حراً ولت به أم عجرد
حرا كان للعزاب سهلاً ولم يكن
أبيا على ذي الزوجة المتودد
أصيب زناة القوم لما توجهت
به أمُّ حماد إلى مَضْجَع الرَّدِي
لقد كان للأَدْنَى وللجار والْعِدا
وللقاصد المُعْتَلِّ والمتردَّدِ

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:17 PM

أبا عمرٍ ما في طلابيك حاجة ٌ
( بشار بن برد )


أبا عمرٍ ما في طلابيك حاجة ٌ
وَلاَ في الذي منَّيْتَنا ثُمَّ أضْجَر
وعدت فلم تصدق وقلت غداً غداً
كما وُعد الكمون شُرْباً مُؤخر

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:18 PM

أبا مالِكٍ طال النَّهارُ، وطُولُهُ
( بشار بن برد )


أبا مالِكٍ طال النَّهارُ، وطُولُهُ
إذا ما الهوى بالنفس داءٌ يصيبها
أرى حاجتِي عِنْد الأَمِيرِ مرِيضة ً
فهلاَّ تُداوِيها وأنْت طبِيبُها

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:19 PM

أبا مسلم ما غيَّرَ اللَّه نعمة
( بشار بن برد )


أبا مسلم ما غيَّرَ اللَّه نعمة
على عبده حتى يغيرها العبد
أفي دولة المهديّ حَاولْتَ غَدْرَة ً
ألا إن أهل الغدر آباؤك الكردُ

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:19 PM

أباهل إني حين لاح قتيري
( بشار بن برد )


أباهل إني حين لاح قتيري
وما أنا بالفاني ولا بصغير
أباهل قد غيبت عنكم لتشكروا
وَمَا كُلُّ مَوْلَى بِنعْمَة ٍ بِشَكُورِ
بني مسلم لم أبغها في سراتكم
فَبِيتُوا سُكُوتاً وَانْعَمُوا بِسُرُورِ
وَلَكِنَّنِي فَغَّرْتُهَا لابْن كَشْكَشِ
طلوعاً للقاط النوى بصرير
أَحِينَ مَلَكْتُ الأَرْضَ شَرْقاً وَمَغْرِباً
وأَسْمَعْتُ جِنَّ الْخَافِقَيْنِ زَئِيرِي
تعبث بي زيد الغوي تبيعها
لَقَدْ وَثِقَتْ منْ جَمرَتي بفُتُور
أنا النصب المحجوج كل عشية ٍ
أَمِيرٌ وَمَا أُعْطِيتُ عَهْدَ أَمِير
تَرَكْتُ عَلَى ابْنِ الْكَسْكَرِيِّ غَضَاضَة ً
وَسَيَّرْتُهُ بالشِّعْر شَرَّ مَسِيرِ
وغادرت يحيى والفعيل ابن سالمٍ
على مضضٍ حين استمر مريري
وقد عن لي الخنثى فقل لبعوضة َ
سَقَطْتِ وَلَمْ أشْعُرْ وَطِرْتِ فَطِيرِي
وعندي مزيدٌ لامرئٍ عق أمهُ
وَشَرَّعَ في شَتْمي بِغيْر نَصيرِ
دَع الْفَخْرَ بالْغُرِّ الْحِسَانِ وُجُوهُهَا
وَكُنْ كَخُلَيْق مَاتَ غَيْرَ فَخُورِ
وقَدْ صَهِلَتْنِي منْ خبيثِ فِعَالكُمْ
بَرَاذِينُ مَا يَقْضِمْنَ غَيْرَ أيُور
فقلتُ معاذ الله لستُ بفاعلٍ
نهاني أميرُ المؤمنين أميري

ناريمان الشريف 09-30-2010 08:22 PM

أباهلَ إنِّي للحروب عواد
( بشار بن برد )


أباهلَ إنِّي للحروب عواد
وإِنَّ رِدائِي مُنْصُلٌ وِنجَادُ
أباهل هزوا لي فتى ً غير مدخلٍ
فإِنَّ سَمَاء الباهِلِيِّ جَمَاد
إذا ما رآني الباهلي ابن كشكشٍ
تَقنَّعَ أوْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ بِلادُ
وإني لشغَّارٌ مراراً وربَّما
سهلتُ وعندي للخليلِ وداد
وهبْت لأَير الضَّالِمِيِّ أسْتَ شَاعِر
وقُدْت ابْن نِهْيَا والأَسُودُ تُقَادُ
فأصبحت لا أخشى عداوة مجلب
يَدُ اللّه دُوني واللِّسانُ حَصَادُ
أنا ابن ملوك الأعجمين تقطَّعت
عليَّ ولِي في العامِرِين عِمادُ
خطبْتُ وما أَهْدى لِيَ اللُّؤْمُ بِنْتَهُ
وشِبْتُ ومايحْمي حِمَايَ نِجَادُ
وحسْبُك أَنِّي منذ سِتين حِجَّة ً
أكيد عفاريت العدى وأكادُ
إِذَا الْخطْبُ لَمْ يُقْبِلْ عليَّ بِوجْهِه
فَتَكْتُ ولمْ يُضْرَبْ عليَّ سِدَاد
وما زِلْتُ في رَأْدِ الشَّبابِ الَّذِي مضى
وفي الشَّيْبِ يُرْجَى نائلِي ويُرَادُ
أجودُ العفاة الزَّائرين وربَّما
طلبت أمير المؤمنين أجاد
ومِنْ عجبٍ يعْدو عليَّ ابْن كَشْكشٍ
بِغُرْمول كِنْدِيرٍ عليْهِ سُهَادُ
أبا كَشْكَشٍ لمّا عَرفْتَ قصائِدِي
شَحَذْتَ لها في راحتَيْكَ زِناد
وأنت ابن لقاط النوى قد عرفته
وجدك زنجي أبوه رماد
لقدْ كان عبْداً لِلْقشيْرِيِّ حِقْبَة ً
وبئس الفتى عولى اليدين رقادُ
يقول له الكعبي في جنباته
عِلاجُكَ يابْنَ الفاعِلِينَ جِهَادُ
فلا تشتر الزنجيَّ إنك مفلح
بأحمر فالزنجي عنك عتاد
أَبا كَشْكَش وافَقْتَ زَيْداً لِفِعْلِهِ
وأنت لأُخرى والدخيس عياد
فأصبحت ترجو أن تسود عليهم
وهيهات ظن ابن الخليق فناد
لعمْرِي لقدْ أَخْطأتَ رَأيَكَ فِيهِمُ
وما كُلّ ما تَهْوَى أصَابَ مُرَاد
فَدَعْ عَنْك تشْبِيه الرُّقادِ فإنَّما
حَلَمْتَ ولا يُجْدِي عليْك رُقَاد
طوى الملك أولادَ الزِّنا عن مُخَنَّثٍ
لِداء اسْتِهِ مخطومَه وحسادُ
وما دافعُوهُ رغبة ً عن سَقامِهِ
ولكن أولاد الزناء خلادُ
أَبا كَشْكَشٍ لاتَدْعُ فِينا قَرَابَة ً
عرفت وعرفان القبيح رشاد
عليك بأولاد الزنا أنت منهم
وما لك في أهل الزكاء وسادُ
لِساداتِ أَوْلاد الزِّناءِ مزِيّة ٌ
عليك فلا تجْمعْ وفيك فُؤَاد
وما كل أولاد الزنا يستطيعهُ
من آباء أولاد الزناء جواد
أباهل فيكم عصبة ٌ مستفادة ٌ
لِئام القِرَى فُطْسُ الأُنوف جِعَادُ
أباهل ردوا أعبد الحي إنهم
جِعاد ومِنْ مالِ الكِرام تِلاد
لقَدْ شَانَ أوْلاَدَ الزِّناء سوَادهُ
وإن كان في بدر السماء سواد
بني كشكش غطوا أساتي نسوة ٍ
تزيدُ من طعنٍ وسوف تزاد
بناتٌ وزوجاتٌ وأختٌ وخالة ٌ
بها منِ شِعافٍ بالطَّعان كِباد
لقد نفدت أشرافنا بعد عذرة ٍ
وما لِعيونِ ابْنِ الخُلَيقِ نَفَاد
ومُشْفِقة ٍ مِنِّي على فرخ كَشْكَش
فقلْتُ لها بقياً عليْهِ فَسَاد
وما في هلاكِ ابْن الخُلَيْقِ لِرَهْطِهِ
فسادٌ ولكِنْ في البقاءِ فَسَاد
دَعَاني وما أَصْبحْتُ صوْت ابنِ كشْكشٍ
لأنكح أختيه وفيَّ بعاد
فقلْتُ له عِنْدِي مِن الطَّعن أَرْبع
صِلابٌ وماعِنْدِي لهُنَّ كِرادُ
عليك بطاووس الحبوش لأيره
مناعم زهر منهما ووعاد
نَزا بِك زِنْجِيٌّ وأمُّك سَلْفَعٌ
من البرص لا تصطادهم وتصادُ
فجِئْتَ كَبَغْلِ السوء بين عرِينة ٍ
وبين حمارٍ حطَّ عنه مزادُ
إذا صهلت أمَّاتُهُ حنَّ أيرهُ
لهنَّ فكانت مَحْجة ٌ وسِفادُ

ساره الودعاني 10-01-2010 01:25 PM


لم يطل ليلي ولكن لم انم

ونفى عني الكرى طيف الم

واذا قلت لها جودي لنا

خرجت بالصمت عن لا ونعم..


بشار بن برد الأعمى البصير..

يعجبني شعره

سلمت يديكِ وذوقكِ ياغالية..


ناريمان الشريف 11-09-2010 07:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الودعاني (المشاركة 29708)
لم يطل ليلي ولكن لم انم

ونفى عني الكرى طيف الم

واذا قلت لها جودي لنا

خرجت بالصمت عن لا ونعم..


بشار بن برد الأعمى البصير..

يعجبني شعره

سلمت يديكِ وذوقكِ ياغالية..


يسعدني تواجدك هنا يالغالية
سلمت حبيبتي


..... ناريمان

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:05 PM

أبكاكَ بدرُ السَّماء أن لاحا
( بشار بن برد )



أبكاكَ بدرُ السَّماء أن لاحا

....مر بعد موتهِ قاحا

على حبيبٍ يبيتُ ملتدماً

يبكيكَ نوحُ الحمام إن ناحا

ذكَّركَ البدْرُ وجْهها فتلاَ:

للَّه وجْهُ الْحبِيبِ مِصْباحا

كأن في قرقرٍ تضمَّنها

سفرجلاً طيِّباً وتفَّاحا

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:06 PM

أبَا خالِدٍ مازلْتَ سَبَّاحَ غَمْرَة ٍ
( بشار بن برد )



أبَا خالِدٍ مازلْتَ سَبَّاحَ غَمْرَة ٍ

صَغِيراً فَلَمَّا شِبْتَ خَيَّمْتَ بِالشَّاطِي

وكنت جواداً سابقاً ثم لم تزل

تؤخر حتى جئت تخطو مع الخاطي

فأنْتَ بِما تَزْدادُ من طول رِفْعة ٍ

وتنْقُصُ من جَدٍّ لذاك بإِفْراطِ

كسنور عبد الله بيعَ بدرهم

صغيراً فلما شَبَّ بيع بِقِيرَاط

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:07 PM

أبَا كَرِبٍ كِلْنِي لِهَمِّ الْمُجَاهِدِ
( بشار بن برد )



أبَا كَرِبٍ كِلْنِي لِهَمِّ الْمُجَاهِدِ

وَلا تَسْتَزِدْنِي لَيْسَ حُبِّي بِزَائِدِ

دعاني إلى أمِّ الوليد شبابها

وَحُسْنٌ فَإِنِّي مِثْلَهَا غَيْرُ وَاجِدِ

سَأصرِمُ وَصْلاً مِنْ عُلَيَّة َ إِنَّهَا

صرومٌ كما أوهى كذوبُ المواعدِ

فأتبع ظلَّ الباهليَّة إذ غدت

عليَّ بأهواءِ المحبِّ المباعدِ

إِذَا شِئْتُ رَاعَتْنِي وَإِنْ كُنْتُ لاَهِياً

بذات خليل أو بعذراءَ ناهدِ

لَعُوبٍ بِألْبَابِ الرِّجَالِ كَأنَّهَا

إِذَا سَفَرَتْ بَدْرٌ بَدَا فِي الْمَجَاسِدِ

تشكَّى الضَّنى حتَّى تُعاد وما بها

سِوى فَتْرة ِ العَيْنَيْن سُقْمٌ لِعَائِدِ

كَأنَّ الثُّريَّا يوْم راحتْ عَشيَّة ً

على نحرها منظومة ً في القلائدِ

عَقِيلَة ُ أتْرَابٍ يُقوِّمْنَ حوْلها

إِذَا رُحْنَ أمْثَالَ الْغُصُونِ المَوَائِدِ

لقيتُ بها سعد السعود وإنما

لقيت بأخرى ناحساتِ المواردِ

فتلك الَّتي نُصحي لها ومودَّتي

ونَصْرِي وَمَالِي طَارِفٌ بعْد تالِد

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:07 PM


أبَى طَلَلٌ بِالجِزْعِ أَنْ يتكلما
( بشار بن برد )



أبَى طَلَلٌ بِالجِزْعِ أَنْ يتكلما

وماذا عليه لو أجاب متيَّما

وبالفرع آثارٌ بقين وباللوى

ملاعبُ لا يُعرفن إلا توهُّما

إذا ما غضبنا غضبة ٍ مضرية ً

هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أوْ تُمطِر

إذا ما أعرنا سيداً من قبيلة ٍ

ذُرَى مِنْبَرٍ صَلَّى علَينا وسَلَّما

وإنا لقومٌ ما تزالُ جيادنا

تساورُ ملكاً أو تناهبُ مغنما

خلقنا سماءً فوقنا بنجومها

سيوفا ونقعا يقبض الطرفَ أقتما

ومحبس يوم جرَّت الحربُ ضنكهُ

دنا ظلُّه واحمرّ حتى تحمَّما

تفوَّقتُ أخلاقَ الصِّبا وتقدَّمت

هموميَ حتَّى لم أجد متقدَّما

فهذا أوان استحيت النفسُ وارعوى

لِدَاتي وراجعتُ الذي كان أَقْوَمَا

ويومٍ كتنُّور الإماء سجرنه

وأوقدنَ فيه الجزل حتَّى تضرَّما

رميت بنفسي في أجيج سَمُومِه

وبالعيس حتى بضَّ منخرُها دمَا

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:08 PM

أتوب إليك من السيئات
( بشار بن برد )


أتوب إليك من السيآ

ت وأستغفر الله من فعلتي

تَنَاوَلْتُ ما لم أُرد نيله

على جهل أمري وفي سكرتي

وواللّه واللّه ما جئتُه

لعمْدٍ وما كان من همتي

وإِلا فمُتُّ إِذنْ ضائعاً

وعذبني الله في ميتتي

فمن نال خيرا على قبلة

فلا بارك الله في قبلتي

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:09 PM

أتَفخَرُ بَعْدَ ... بَنِي قُشَيْرٍ
( بشار بن برد )



أتَفخَرُ بَعْدَ ... بَنِي قُشَيْرٍ

وَأنْتَ مُخَنَّثٌ فِيكَ اعْوِجَاجُ

تُعَادِي فِي الصَّبَاحِ عَمُودَ فَرْوٍ

كَمَا تَعْدُو عَلَى الْقَدَرِ الدَّجَاجُ

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:10 PM

أثني عليك ولي حال تكذبني
( بشار بن برد )



أثني عليك ولي حال تكذبني

فيما أقول فأستحيي من الناس

حتى إذا قيل ما أعطاك من صفد

طأطأتُ من سوء حال عندها راسي

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:11 PM

أجارتنا ما بالْهوان خفاءُ
( بشار بن برد )



أجارتنا ما بالْهوان خفاءُ

ولا دُون شخْصي يوْم رُحْتُ عطاءُ

أَحِنُّ لِمَا أَلْقَى وإِنْ جئْتُ زائراً

دُفعتُ كأنِّي والعدوّ سواءُ

ومَنَّيْتِنَا جُودا وفيكِ تثاقل

وشَتَّانَ أَهلُ الجُودِ والْبُخَلاءَ

على وجهِ معروفِ الكريمِ بشاشة ٌ

ولَيْسَ لِمَعْرُوفِ الْبَخِيلِ بَهَاء

كأنَّ الذي يأتيكَ منْ راحتيهما

عروسٌ عليها الدُّرُّ والنُّفساء

وقد لمتُ نفسي في الرباب فسامحتْ

مرَارا ولكن في الفؤاد عِصاء

تحمَّلَ والي «أمِّ بكر» من اللوى

وفارق من يهوى وبُتَّ رجاء

فأصبحت مخلوعاً وأصبح ...

بأيدي الأعادي، والبلاء بلاء

خفيت لعينٍ من " ضنينة َ" ساعفتْ

وما كان منِّي للحبيب خَفَاء

وآخر عهد لي بها يوم أقبلت

تهادى عليها قرقر ورداء

عشية قامت بالوصيد تعرضا

وقام نساء دونها وإماء

من البِيضِ مِعْلاقُ القُلوبِ كأنَّما

جرى بالرُّقى في عينها لَكَ ماء

إِذا أسفرت طاب النعيم بوجهها

وشبه لي أن المضيق فضاء

مريضة ُ مابيْن الجوانح بالصِّبا

وفيها دواءٌ للْقُلُوبِ وداء

فقلتُ لقبٍ جاثمٍ في ضميره

ودائعُ حبٍّ ما لهنَّ دواءُ:

تعزَّ عن الحوراء إنَّ عداتها

وقدْ نزلتْ «بالزَّابِيَيْنِ» لفاءُ

يمُوتُ الهوى حَتَّى كأنْ لَمْ يَكُنْ هوًى

وليس لما استبقيتُ منكَ بقاء

وكيْف تُرجِّي أُمَّ بكْرٍ بعيدة ً

وقدْ كنت تُجفى والبيوتُ رئاء

أبي شادنٌ " بالزَّابيينِ" لقاءنا

وأكْثرُ حاجات المُحبِّ لقاء

فأصْبحْتُ أرْضَى أنْ أعلَّلَ بالمُنى

وما كان لي لوْلاَ النَّوالُ حَزاء

فيا كبداً فيها من الشوق قرحة ٌ

وليْس لها ممَّا تُحبُّ شِفاء

خَلا هَمُّ منْ لا يَتْبعُ اللَّهْوَ والصِّبَا

وما لهُموم العاشقين خلاء

تَمَنَّيْت أنْ تَلْقَى الرَّباب ورُبَّما

تَمَنَّى الفَتَى أمراً وفيه شَقَاء

لَعَمْرُ أَبِيها ما جَزَتْنَا بِنائلٍ

وما كان منْها بالوفاءِ وَفاءُ

وخيرُ خليليك الَّذي في لقائه

رواحٌ وفيه حين شطَّ غناءُ

وما القُرْبُ إِلاَّ لْلمقرِّب نفْسَهُ

ولو ولدتهُ جرهمٌ وصلاءُ

ولا خيرَ في ودِّ امرئ متصنِّعٍ

بما ليْس فيه، والْوِدادُ صفاء

سَأعْتِبُ خُلاَّني وأعْذِرُ صاحبي

بما غلبتهُ النَّفسُ والغلواءُ

وما ليَ لا أعفُو وإِنْ كان ساءَني

ونفْسي بمَا تَجْنِي يَدَايَ تُسَاء

عتابُ الفتى في كلِّ يومٍ بليَّة ٌ

وتقويمُ أضغانِ النِّساء عناء

صبرتُ على الجلَّى ولستُ بصابرٍ

علَى مجْلسٍ فيه عليَّ زِرَاء

وإِنِّي لأَستَبْقِي بِحِلْمي مودَّتِي

وعندي لذي الدَّاء الملحِّ دواءُ

قطعْتُ مِراءَ الْقوْمِ يوْم مهايلٍ

بقوْلي وما بعْد الْبَيَان مِرَاءُ

وقدْ عَلِمَتْ عَلْيَا رَبيعَة َ أنَّني

إذا السَّيفُ أكدى كانَ فيَّ مضاءُ

تركتُ ابنَ نهيا بعدَ طولِ هديرهِ

مصيخاً كأنَّ الأرضَ منهُ خلاءُ

وما راحَ مثلي في العقاب ولا غدا

لمستكبرٍ في ناظريه عداءُ

تزلُّ القوافي عنْ لساني كأنَّها

حُماتُ الأَفَاعي ريقُهُنَّ قَضَاء

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:12 PM

أجَارَتَنَا أخْطَأتِ حَظَّك فاخْرُجِي
( بشار بن برد )



أجَارَتَنَا أخْطَأتِ حَظَّك فاخْرُجِي

وَلاَ تَدْخُلِي بَيْنِي وَبَيْنَ المشَمْرَجِ

أخي لاَمَنِي أوْ لُمْتُهُ ثُمَّ نَرْعَوِي

إِلَى ثَابِتٍ مِنْ حِلْمِنَا غَيْرِ مُخْدَجِ

نعود إذا اعوج سبيل بأهلها

حِفَاظاً وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا بِأَعْوَجِ

فَأبْقِي عَلَى وُدٍّ كَرَهْطِكِ عِنْدَنا

وَلاَ تَذْهَبِي فِي التِّيه يَابْنَة َ مَغْنَجِ

أنَا الشَّاعِرُ الْمُشْهُورُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ

أحُلُّ بِمِثْلِ السَّيْفِ غَيْرَ مُلَجْلَج

تركت ابن نهيا ضحكة ً لابن سالم

وأضحكت حماداً من است المعفجِ

وإني لنهاض اليدين إلى العلى

قروعٌ لأبواب الهمام المتوج

أهُونُ إِذَا عَزَّ الْخَلِيطُ، وَرُبَّمَا

أمَتُّ بِرَأسِ الْحَيَّة ِ الْمُتَمَعِّجِ

وَمَا زَالَ لِي جَدٌّ يَقِينِي مِنَ الرَّدَى

ويسمو على رغم العدو المزلج

وَمَا ذَاكَ مِنْ حَوْلٍ وَلَكِنْ كَرَامَة ٌ

مِنَ اللّه يَرْعَانِي بِهَا كُلَّ مَنْهَجِ

يرى لي ذوو الأحساب فيهم جلالة ً

وَلَيْسَ خَلِيلِي بِالدَّنِيِّ الْمُلَهْوِجِ

وَعَيْرِ أنَاس قَدْ كَوَيْتُ عِجَانَهُ

إِذا ما كَوَيْتُ الْعَيْرَ يَوْماً فأنْضِج

وَإِنِّي وَمَدْحِي هَيْثَماً أبْتَغِي النَّدَى

لكالمبتغي المعروف في است ابن دعلجِ

وَلَيْلَة ِ خُرْطُوم وَصَلْتُ نَعيمَهَا

بِحَوْرَاءَ تَسْتَحْيِي إِذَا لَمْ تَحَرَّج

لُبَاخِيَّة ِ الأَرْدَافِ لَمْ تَرْعَ ثِلَّة ً

بفيءٍ ولم تركب بعيراً بهودج

وبيضاء يندى خدها وجبينها

من المسك فوق المجمر المتأجج

فَبَاتَتْ مِزَاجَ الْكَأسِ حَتَّى تَبَيَّنَتْ

تباشير منشق عن الصبح أبلج

فَلَمَّا دَنَا وَجْهُ الْوَدَاعِ تَفَجَّعَتْ

عَلَى لَيْلَة ٍ طَابَتْ وسَرٍّ مُوَلَّج

وقالت لتربيها ابكيا وترقرقت

مدامع عينيها تخاف وترتجي

فَيا حُسْنَهَا إِذْ نَلْتَقِي بِمَهَايِلٍ

مُحِبَّيْنِ فِي بَحْرٍ مِنَ الْحْبِّ نَلْتَجِي

لَيَالِيَ قَالَتْ: أنْتَ غَاد ضُحَى غَدٍ

ونبقى على شوقٍ إليك وننشج

هُنَاكَ الْتَقَيْنَا تَحْتَ عَيْن مَطيرَة ٍ

وَرَيَّانُ مُلْقًى كَالْحِمَارِ الْمُوَدَّجِ

فبت ببدر يملأ العين نوره

هضيم الحشا في الزعفران مضرج

إذا أحرقتني الكأس داويت حرها

بِمَثلُوجَة ٍ فِي نَظْمِ دُرِّ مُفَلَّجِ

وكيف بسلمى أحرم النأي وجهها

عَلَيَّ وَإِنْ طَافَتْ بِنَا لَمْ تُعَرِّجِ

وقد زوجت عثمان دراً غريرة ً

فيا ليتني عثمان إذ لم تزوجِ

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:15 PM

أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي
( بشار بن برد )



أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي

أتَانِي مَنَ الْمَوْتِ الْمُطِلِّ نَصِيبِي

بنيي على قلبي وعيني كأنَّهُ

ثَوَى رَهْنَ أحْجَارٍ وجَارَ قَلِيبِ

كَأني غَرِيبٌ بَعْدَ مَوْتِ «مُحْمَّدٍ»

ومَا الْمَوْتُ فِينَا بَعْدَهُ بغَرِيبِ

صبرت على خير الفتوِّ رزئتهُ

ولولا اتقاء الله طال نحيبي

لعمري لقد دافعت موت "محمَّد"

لَوَ انَّ الْمَنَايَا تَرْعَوِي لِطَبِيبِ

وما جزعي من زائلٍ : عمَّ فجعهُ

ومن ورد آباري وقصد شعيبي

فَأصْبَحْتُ أبْدِي لِلْعُيُونِ تَجَلُّداً

ويا لك من قلبٍ عليه كئيبِ

يُذَكِّرُنِي نَوْحُ الْحَمَام فِرَاقَهُ

وإرنان أبكار النساء وثيبِ

ولي كل يوم عبرة ٌ لا أفيضها

لأحظى بصبرٍ أو بحطِّ ذنوبِ

إلى الله أشكو حاجة ً قد تقادمت

على حدثٍ في القلب غير مريبِ

دعتهُ المنايا فاستجاب لصوتها

فللهِ من داعٍ دعا ومجيبِ

أظَلُّ لأَحْدَاثِ الْمَنُونِ مُرَوَّعاً

كأنَّ فُؤَادِي فِي جَنَاحِ طَلُوب

عَجِبْتُ لإِسْرَاعِ الْمَنِيَّة ِ نَحَوَهُ

ومَا كانَ لَوْ مُلِّيتُهُ بِعَجِيبِ

رزئتُ بنيي حين أروق عودهُ

وألْقَى عَلَيَّ الْهَمَّ كلُّ قَرِيبِ

وَقَدْ كُنْتُ أرْجُو أنْ يَكُونَ «مُحَمَّدٌ»

لنا كافياً من فارسٍ وخطيبِ

وكَانَ كَرَيْحَانِ الْعَروُسِ بَقَاؤُهُ

ذَوَى بَعْدَ إِشْرَاقِ الْغُصُونِ وَطِيبِ

أغرُّ طويل الساعدين سميذعٌ

كَسَيْفِ الْمُحَامِي هُزَّ غَيْرَ كَذُوبِ

غَدَا سَلَفٌ مِنَّا وَهَجَّرَ رَائِحٌ

على أثرِ الغادينَ قودَ جنيبِ

وما نحنُ إلا كالخليط الذي مضى

فرائس دهرٍ مخطئٍ ومصيب

نؤمِّلُ عيشاً في حياة ٍ ذميمة ٍ

أضَرَّتْ بأبْدَانٍ لَنَا وَقُلُوبِ

ومَا خَيْرُ عَيْشٍ لاَ يَزَالُ مُفجَّعاً

بموت نعيمٍ أو فراق حبيب

إِذَا شِئْتُ رَاعَتْنِي مُقِيماً وظَاعِناً

مصارعُ شبَّانٍ لدي وشيبِ

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:16 PM

أحبُّ الخاتم الأحمر
( بشار بن برد )



أحبُّ الخاتم الأحمر

من حبِّ مواليّه

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:16 PM

أحبُّ بأن أكونَ على بيانِ
( بشار بن برد )



أحبُّ بأن أكونَ على بيانِ

وأخشى أن أموت من البيَانِ

فقَدْ أصبَحْتُ لاَ فَرحاً بدُنْيا

ولا مستنكراً دَارَ الهَوانِ

يقلِّبُني الهَوى ظهْراً لبَطْنٍ

فما أخفى على أحد يراني

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:17 PM

أحلَّت لهُ أمُّ المنايا بَنَاتِها
( بشار بن برد )



أحلَّت لهُ أمُّ المنايا بَنَاتِها

بأسيافنا إنا ردى من نحاربه

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:18 PM


أخداش أنت ابن الثلاثة
( بشار بن برد )



أخداش أنت ابن الثلا

ثَة لَيْسَ فَوْقَهُمُو ثَلاَثَهْ

ليزيد بن مخلدٍ

ثُمَّ الْمُهَلَّبِ ذِي النَّبَاثَهْ

بِهُمُو تَفَرَّعْتَ الْعُلَى

ونزلت من بلد دماثه

النَّازِلينَ عَلَى الْمنِيَّة ِ

سيوف لهم حثاثه

قوم أحلوك الذرى

وبنوا بناءك في الدماثه

فالضامنين لجارهم

وَلِكُلِّ مُنْتَجِعٍ غِيَاثهْ

ركب لعيدان الملو

كِ، عنِ الْمَكَارِمِ غَيْرُ رَاثَهْ

ذهبوا وحزت تراثهم

وَالْمَرْءُ مُصْطَنِعٌ تُرَاثَهْ

فاحْرُثْ حِرَاثة وَالِد

كان السماح له حراثه

ودع الملاَثَة َ إِنَّهُ

داء على النجح الملاثه

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:22 PM

أخوك الذي لا تملكُ الحس نفسه
( بشار بن برد )



أخوك الذي لا تملكُ الحس نفسه

وتَرْفَضّ عند المُحْفِظَات الكَتائفُ

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:23 PM

أخوك الذي لا ينقض الدهر عهدهُ
( بشار بن برد )



أخوك الذي لا ينقض الدهر عهدهُ

ولا عندَ صرفِ الدهرِ يزوَرُّ جانبُه

فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه

ولا تك في كل الأمور تجانبه

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:24 PM

أخي أنت النصيح فلا تلمني
( بشار بن برد )



أخي أنت النصيح فلا تلمني

فما دوني من النصحاء نابُ

ولكِنْ غِبْتُ فِي بلدٍ بَعِيد

وبعْدَ الْجهْدِ ما كان الإِيابُ

فلما جئت روعني غريمٌ

يحاول ما كرهتُ ولا يهابُ

أخافُ غُدُوَّهُ يَمْشِي بِصك

كحرِّ النَّارِ ليْس لهُ انْقِلاَب

فرُغْتُ وأنْت مِنْ همِّي وبالي

وما كل الرواغ له عقاب

فلاَ تعْجِلْ بِلوْمِ أخٍ تمطَّى

عليه الخوف والزمن العجاب

وكُنْتَ تزُورُنِي دهْراً طويلاً

ولا ستر عليَّ ولا حجابُ

فهذِي خِبْئتِي ودخِيلٌ أمْرِي

كما أحْببْتَ لَيْسَ له مَعَاب

سِوى شوْقٍ أظلَّ أظلُّ مِنْهُ

على طربٍ وأضعفه الكتاب

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:25 PM

أخَالِدُ لَمْ أخبِطْ إِلَيكَ بِنِعْمَة ٍ
( بشار بن برد )



أخَالِدُ لَمْ أخبِطْ إِلَيكَ بِنِعْمَة ٍ

سَوَى أنّنِي عَافٍ وأنْتَ جَوَادُ

فإن تعطني أفرغ إليك محامدي

وَإِنْ تَأبَ لا يُضْرَبْ عَلَيْكَ سِدَادُ

رِكَابِي عَلَى حَرْفٍ وَقَلْبِي مُشَيَّعٌ

وغير بلاد الباخلين بلا د

إِذَا أنْكَرَتْنِي بَلْدَة ٌ أوْ أنْكَرْتُهُا

نهضت مع البازي علي سواد

أخَالِدُ بَيْنَ الأَجْرِ والْحَمْدِ حَاجَتِي

فأيهما تأتي فأنت عمادُ

وما خاب بين الأجر والحمد عاملٌ

لَهُ مِنْهُمَا عِنْدَ الْعَوَاقِبِ زَادُ

أخَالِدُ نَاهِزْهَا فَإنّ سَمَاعَهَا

جَمِيلٌ ومَأتَاهَا تُقًى وَسَدَادُ

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:26 PM

أديسم يا ابن الذئب من نسل زارع
( بشار بن برد )



أديسم يا ابن الذئب من نسل زارع

أروي هجائي سادراً غير مقصرِ

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:26 PM

أذكرت نفسي عشية الأحدِ
( بشار بن برد )



أذكرت نفسي عشية الأحدِ

مِنْ زَائرٍ صَادَنِي ولم يَصِدِ

أحور عبى لنا حبائله

بالْحسْنِ لا بالرُّقَى ولا الْعُقَدِ

فبت أبكي من حب جارية

لم تَجْزِنِي نَائِلاً ولم تكَدِ

إِلاَّ حَدِيثاً كَالْخَمْرِ لَذَّتُهُ

تكونُ سُكْراً في الروحِ والْجَسَدِ

ما ساق لي حبها وأتعبني

وَهْناً ولكِنْ خُلِقْتُ مِن كَبَدِ

إِنْ أَتْرُك الْقَصْدَ مِنْ تَذَكُّرِهَا

يوماً فما حبها بمقتصد

طَابَتْ لَنَا مَجْلِساً عَلَى عَجَل

ثم انقضى يومنا فلم يعدِ

كَأنَّمَا كَان حُلْمَ نَائمَة ٍ

سَرَتْ بما لَمْ تَنَلْ ولم تَكَدِ

للّه عَجْزَاءُ كُلَّمَا انْصَرَفَتْ

خلت عليه أجل من أحد

ضيفٌ إذا ما انتظرت جيئتهُ

يوماً فواقاً أقام كالوتد

أقُولُ إِذْ وَدَّعَتْ وَوَدَّعَنِي

نَوْمِي ولا صبْرَ لي عَلَى السُّهُدِ

يا رب إني عشقت رؤيتها

عشق المصلين جنة الخلد

عَجْزَاءُ مِنْ نِسْوة ٍ مُنَعَّمَة ٍ

هِيفٍ ثِقَالٍ أرْدَافُهَا خُرُدِ

رَأتْ لَها صُورَة ً تَرُوقُ بها

قَأقْبَلَتْ فَرْدَة ً لِمُنْفَرِدِ

تزيده فتنة ً تطعمه

بِوَعْدِهَا في غَدٍ وبَعْدَ غَد

كأنَّها تَبْتَغِي إِسَاءَتَه

بِالْقُرْبِ مِنْ فَعْلِهَا وبِالْبُعُد

من بَزَّ صَفْرَاءَ في مَجَاسِدِهَا

واللّه يَوْماً يَقْعُدْ عَنِ الرّشَدِ

مأدومة ٌ بالعبير تضحك عن

مثل وشاح الجمان أو برد

مُؤَشَّرٍ طَيِّب الْمَذَاقَة ِ كَالرَّا

ح بطعم التفاح منجرد

يا ليت لي مشرباً بريقتها

أشْفِي بِهِ غلَّة ً عَلَى كَبِدِي

صَفْرَاءُ ماتَحْكُمِين في رَجُل

يفري من الشوق جهد مجتهد

قد مات غماً وشفهُ كمدٌ

عَلَيْكِ فارْثِي لهُ مِنْ الكَمَدِ

ناريمان الشريف 11-09-2010 08:27 PM

أراني قد تصابيت
( بشار بن برد )



أراني قد تصابيت

وقد كنت تناهيت

تولى سقمي حتى

إِذَا قُلتُ تعلّيْتُ

دَهَانِي نُكُسُ الْحُبِّ

بما قد كنت سديت

فَلَمْ أبْقِ عَلَى النَّفْسِ

وَلَوْ أسْطِيعُ أبْقَيْتُ

أنَاجِي كُلَّمَا أصْبَحْتُ

جدواها وأمسيت

وفيمَ أنَا مِنْ عَبْدَ

ة َ لَوْلاَ مَا تَرَجَّيْتُ

تَأَنَّى نَظَرِي فِيهَا

مليا وتأنيتُ

فَلَمَّا لَمْ أنَلْ حَظّاً

بِمَا رُحْتُ وَغَادَيْتُ

تَفَرَّدْتُ بِمَا أبْدَيْتُ

مِنْ حَقِّي وَأخْفَيْتُ

كَذِي الْوَحْدَة ِ نَحَّانِي

هواها فتنحيت

عَدَتْ عَبْدَة ُ فِي الْهَجْرِ

وَفِي الْحُبِّ تَعَدّيْتُ

وعزم لا يواتيني

عَزاءً لَوْ تَعَزَّيْتُ

وَلَكِنْ غَلَبَ الْحُبُّ

عَزَائِي فَتَمَادَيْتُ

تعاطيت هوى عبد

ة َ يَأبَى مَا تَعَاطَيْتُ

هوى بالمنظر الأبعد

إلا ما تمنيتُ

ومن أغرب من حاولـ

فِي الأَمْرِ وَقَاسَيْتُ

خليل رأيه النأي

ورأيي لو تدنيت

ألا يَا لَيْتَنِي أدْرِي

وَمِنْ شَرِّ الْمُنَى «لَيْتُ»

أتوفي بالذي قالت

كَمَا قُلْتُ فَأوْفَيْتُ

فَقَدْ أشْفَى بِي الْحُبُّ

عَلَى الحَتْفِ فَأشْفَيْتُ

ولو قد يئست نفسي

من البذل لأوديت

وَقَوْمٌ زَعَمُوا أنِّي

مِنَ الشَّكِّ تَخَلَيْتُ

فأقسمت لهم ألا

ولكني تجافيت

ولو يتركني الحب

لقد صمت وصليت

كِلاَ الْمَيْتِ وَإِيَّانَا

كما لاقى ولاقيت

فما صاحبي الحي

ولكن صاحبي الميت

كَأنْ قَدْ فِقْتُ مِنْ وَجْدٍ

بِهَا يَوْماً فَقَضَّيْتُ

ولو يشهدني ذو ثـ

قتي بعد لأوصيتُ

وحي من بني عمرو

رآني قد تصديتُ

فَقَالُوا لِي ألاَ تَجْلِسُ

إِذْ زُرْتَ فَحَيَّيْتُ

وَمِنْ عُجْبٍ بِعَبَّادَ

ة قد أعجبني البيت

يَكُنْ مَا لاَ يُرَائِينِي

إِذَا الْوسْوَاس نَاجَيْتُ

وإني كلما شئتُ

بِمَنْ أهْوَى تَعَلَّيْتُ

فَحَدَّثْتُهُمْ أَنِّي

عَلَى الرَّجْعَة ِ آلَيْتُ

وَلاَ أَجْلِسُ فِي الْمَجْلِسِ

س إلا ما تمسيتُ

أعَبَّادَة ُ لَوْ تَنْسَا

ك نفسي لتناسيت

وَلَوْ كَانَ التَّرَاخِي عَنْكِ

ك يلهيني تراخيت

تحليت بهجراني

وبالحب تحليتُ

وما زلت بنا حتى

بَكَتْ عَيْنِي وَأبْكَيْتُ

أثيبيني بما أتعـ

بت نفسي وتعنيت

فقد آثرك القلب

عَلَى مَنْ كُنْتُ آخَيْتُ

فمن حاربت حاربتُ

ومن صافيت صافيتُ

هند طاهر 11-10-2010 01:16 AM

مجهود رائع لقلم بارع في الاختيار

دمت ودام قلمك

ناريمان الشريف 11-10-2010 08:34 PM

أشكر لك مشاركتك اللطيفة غاليتي هند

من القلب تحية



.....ناريمان


الساعة الآن 08:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team