منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الاسلامي ( جـــريــــر ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1605)

ناريمان الشريف 09-29-2010 03:11 PM

من شعراء العصر الاسلامي ( جـــريــــر )
 
أبا العوفِ إنَّ الشولَ ينقعُ رسلها
( جرير )


أبا العوفِ إنَّ الشولَ ينقعُ رسلها
وَلَكنْ دَمُ الثّأر النُّمَيريّ أنْقَعُ
تبكي على سلمى إذا الحيُّ أصعدوا
و تتركُ ريانَ القتيلَ المضيعا
إذا صُبّ ما في القَعْب فاعلَمْ بأنّهُ
دمُ الشيخِ فاشربْ منْ دمِ الشيخِ أو دعا

ناريمان الشريف 09-29-2010 03:11 PM

أبلغْ أبا هرمزٍ عنيَّ مغلغلة ً
( جرير )


أبلغْ أبا هرمزٍ عنيَّ مغلغلة ً
و ابنيْ حدية َ صعروراً وفرناسِ
ما كنتَ أولَ ضاغٍ صكهُ حجرٌ
ألوتْ بهِ منجنيقٌ ذاتُ أمراسِ
أبعتَ بيتكَ إذْ عضتكَ مجحفة ٌ
منَ السنينَ عوانٌ ذاتُ أضراسِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 03:12 PM

أبلغْ رياحاً مردها وكهولها
( جرير )


أبلغْ رياحاً مردها وكهولها
عنيَّ وعممْ فيهمْ وتخصصِ
إنّي أهاب، وَما أُرَاني فَاعِلاً،
رهطَ ابنْ وقاصٍ ورهطَ الأخوصِ
لولا الذي عهدتْ إليَّ سراتهمْ
لجهدتُ جهدَ بديهة ِ ابنِ الأخوصِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 03:14 PM

أبني أسيدة َ قدْ وجدتُ لمازنٍ
( جرير )


أبني أسيدة َ قدْ وجدتُ لمازنٍ
قِدَماً، وَلَيسَ لَكُمْ قَدِيمٌ يعْلَمُ
فدعوا التكرمَ والفخارَ بمازنٍ
إنَّ اللئيمَ بغيرهِ لا يكرمُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 03:15 PM

أبَتْ عَيْنَاكَ بِالحَسَنِ الرُّقَادَا،
( جرير )


أبَتْ عَيْنَاكَ بِالحَسَنِ الرُّقَادَا،
و أنكرتَ الأصادقَ والبلادا
لعمركَ إنَّ نفعَ سعادَ عني
لمَصْرُوفٌ وَنَفَعْي عَنْ سُعَادَا
فلا دية ُ سقيتِ وَديتِ أهلي
وَلا قَوَداٍ بِقَتْلي مُسْتَفَادَا
ألما صاحبي نزرْ سعادا
لِقُرْبِ مَزَرِها، وَذَرَا البِعَادَا
فتوشكُ أنْ تشطَّ بنا قذوفٌ
تكلُ نياطها القلصَ الجيادا
اليكَ شماتة َ الأعداءِ أشكو
و هجراً كانَ أولهُ بعادا
فَكَيْفَ إذا نَأتْ وَنَأيْتُ عَنْها
أُعَزّي النّفْسَ أوْ أزَعُ الفُؤادَا
أتيحَ لكَ الظعائنُ منْ مرادٍ
و ما خطبٌ أتاحَ لنا مرادا
اليكَ رحلتُ يا عمرَ بنَ ليلى
على ثقة ٍ أزوركَ واعتمادا
تعودْ صالح الأعمالِ إني
رَأيْتُ المَرْء يَلْزَمُ مَا اسْتَعَادَا
أقُولُ إذا أتَيْنَ عَلى قَرَوْرى ،
و آلُ البيدِ يطردُ اطرادا
عليكمْ ذا الندى عمرَ بنَ ليلى
جوادا سابقاً ورثَ الجيادا
إلى الفارقِ ينتسبُ ابنُ ليلى
و مروانَ الذي رفعَ العمادا
تَزَوّدْ مِثْلَ زَادِ أبِيكَ فِينَا،
فنعمَ الزادُ زادُ أبيكَ زادا
فَما كَعبُ بنُ مامة َ وَابنُ سُعدى
بأجْوَدَ مِنْكَ يا عُمَرَ الجَوَادَا
هنيئاً للمدينة ِ إذ أهلتْ
بأهلِ الملكِ أبدأ ثمَّ عادا
يعُودُ الحِلمُ مِنكَ على قُرَيْشٍ
وَتَفْرِجُ عَنْهُمُ الكُرَبَ الشّدَادَا
و قدْ لينتَ وحشهمُ برفقٍ
وَتُعيي النّاسَ وَحشُك أن تُصَادَا
و تبني المجدَ يا عمرَ بنَ ليلى
وتَكفي المُمْحِلَ السّنَة َ الجَمَادَا
وَتَدْعُو الله مُجْتَهِداً لِيرْضَى ،
و تذكرُ في رعيتكَ المعادا
و نعمُ أخو الحروبِ إذا تردى
على الزغفِ المضاعفة ِ النجادا
و أنتَ ابنُ الخضارمِ منْ قريشٍ
همُ حضروا النبوة َ والجهادا
وَقَادُوا المُؤمِنِينَ، وَلَمْ تُعَوَّدْ
غَدَاة َ الرُوْعِ خَيْلُهُمُ القِيَادَا
إذا فاضلت مدكَ منْ قريشٍ
بُحُورٌ غَمّ زَاخِرُهَا الثِّمَادَا
و إنْ تندبْ خؤولة َ آل سعدٍ
تُلاقي الغُرَّ فيي السّلَفِ الجِعَادَا
لهم يومَ الكلابِ ويومَ قيسٍ
هَرَاقَ عَلى مُسَلَّحَة َ المَزَادَا

ناريمان الشريف 09-29-2010 03:16 PM

أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ
( جرير )


أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ
إني أخافُ عليكمُ أنْ أغضبا
أبَني حَنيفَة َ إنّني إنْ أهْجُكُمْ
أدعِ اليمامة َ لا توارى أرنبا

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:12 PM

أتبيتُ ليلكَ يا بنَ أتأة َ نائماً
( جرير )


أتبيتُ ليلكَ يا بنَ أتأة َ نائماً
و بنو أمامة َ عنكَ غيرُ نيامِ
وَتَرَى القِتَالَ مَعَ الكِرَامِ مُحَرماً،
و ترى الزناءَ عليكَ غيرَ حرامِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:13 PM

أتجعلُ يا بنَ القينِ أولادَ دارمٍ
( جرير )


أتجعلُ يا بنَ القينِ أولادَ دارمٍ
كشيبانَ شلتْ منْ يديكَ الأصابعِ
وَأينَ مَحَلُّ المَجْدِ إلاّ عَلَيْهمْ؛
و أينَ الندى إلاَّ لهمْ والدسائعِ
فَما رَحَلَتْ شَيْبَانُ إلاّ رَأيْتَهَا
إمَاماً وَإلاّ سَائرُ النّاسُ تَابِعُ
لهمُ يومُ ذي قارٍ أناخوا فضاربوا
كتائبَ كسرى حينَ طارَ الوشائعِ
و ما راحَ فيها يشكريٌّ لا غذا
لذُهْلٍ وَتَيْمِ الله رَأسٌ مُشَايِعٌ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:15 PM

أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح
( جرير )


أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح
عشية َ همَّ صحبكَ بالرواحِ
يقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌ،
أهذا الشيبُ يمنعني مراحي
يكفني فؤادي من هواهُ
ظَعائِنَ يَجْتَزِعْنَ عَلى رُماحِ
ظَعائَنَ لمْ يَدِنّ مَعَ النّصَارى َ
وَلا يَدْرِينَ ما سَمْكُ القَراح
فبعضُ الماءِ ماء ربابِ مزنٍ
وبَعْضُ الماءِ مِنْ سَبَخٍ مِلاح
سيَكْفِيكَ العَوازلَ أرْحَبِيٌّ
هجانُ اللونِ كالفردِ الليلح
يعز على الطريق بمنكبيهِ
كما ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداح
تعزتْ أمُّ حزرة َ ثمَّ قالتْ
رَأيتُ الوَارِدِينَ ذَوي امْتِناحِ
تُعَلّلُ، وَهْيَ ساغِبَة ٌ، بَنِيها
بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
سَأمْتاحُ البُحُورَ، فجَنّبِيني
أذاة َ اللّوْمِ وانْتظِرِي امْتِياحي
ثِقي بالله لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ،
و منِ عندِ الخليفة ِ بالنجاحِ
أعثني يا فداكَ أبي وأمي
بسيبٍ منكَ إنكَ ذو ارتباح
فَإنّي قدْ رَأيتُ عَليّ حَقّاً
زِيَارَتِيَ الخَليفَة َ وامْتِداحي
سأشكرُ أنْ رددتَ عليَّ ريشي
وَأثْبَتَّ القَوادِمَ في جَنَاحي
ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا
و أندى العالمينَ بطونَ راحِ
وقَوْمٍ قَدْ سَمِوْتَ لهمْ فَدَانُوا
بدهمٍ في مللة ٍ رداحِ
أبحتَ حمى تهامة َ بعدَ نجدٍ
و ما شيءٌ حميتَ بمستباحِ
لكمْ شم الجبالِ منَ الرواسي
و أعظمُ سيلِ معتلجِ البطاحِ
دَعَوْتَ المُلْحِدينَ أبَا خُبَيْبٍ
جماحاً هلْ شفيتَ منَ الجماحِ
فقَدْ وَجَدُوا الخَليفَة َ هِبْرِزِيّاً
ألَفّ العِيصِ لَيس من النّواحي
فما شجراتُ عيصكَ في قريشٍ
بِعَشّاتِ الفُرُوعِ وَلا ضَواحي
رأى الناسُ البصيرة َ فاستقاموا
و بينتِ المراضِ منَ الصحاحِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:16 PM

أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ
( جرير )


أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ
وذَلكَ إنْ عَجبتَ هوى ً عَجيبُ
نأى الحيُّ الذينَ يهيجُ منهمْ
على ما كانَ منْ فزعٍ ركوبُ
تَبَاعَدُ مِنْ جَوارِي أُمّ قَيْسٍ
و لوْ قدمتُّ ظلَّ لها نجيبُ
وَأيَّ فَتى ً عَلِمْتِ إذا حَلَلْتُمْ
بأجرازٍ معللها جديبُ
فإنْ يَنْأَ المَحَلُّ فَقَدْ أراكُمْ
وبَالأجْوَافِ مَنزِلُكُمْ قَرِيبُ
لَعَلّ الله يُرجِعُكُمْ إلَيْنَا
وَيُفْني مالَكُمْ سَنَة ٌ وذِيبُ
رأيتكَ يا حكيمُ علاكَ شيبٌ
وَلكنْ ما لحِلْمِكَ لا يَثُوبُ
و عمرٌ وقد كرهتُ عتابَ عمروٍ
و قد كثرَ المعاتبُ والذنوبُ
تمنى أنْ أموتَ وأينَ مثلي
لقومكَ حينَ تشعبني شعوبُ
لقد صدعت صخرة َ منْ رماكم
و قد يرمى بي الحجرُ الصليبُ
وَقَدْ قَطَعَ الحَديدَ فلا تَمارَوْا
فِرِنْدٌ لا يُفَلّ وَلا يَذُوبُ
نَسيتُمُ ويْلَ غَيرِكُمْ بَلائي،
لَياليَ لاتَدُرّ لَكُمْ حَلُوبُ
فانَّ الحيَّ قدْ غضبوا عليكمْ
كما أنا منْ ورائهم غضوبُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:17 PM

أتَذْكُرُهُمْ، وَحاجَتُكَ ادّكَارُ،
( جرير )


أتَذْكُرُهُمْ، وَحاجَتُكَ ادّكَارُ،
وَقَلْبُكَ، في الظّعائِنِ، مُستَعَارُ
عسفنَ على الأماعزِ منْ حيٍّ
و في الأظعانِ عنْ طلحَ أزورار
و قدْ أبكاكَ حينَ علاكَ شيبٌ
بِتُوضِحَ، أوْ بِنَاظِرَة َ، الدّيَارُ
فَتَحْيَا مَرّة ً، وَتَمُوتُ أُخْرَى ،
و تمحوها البوارحُ والقطار
فدارَ الحيَّ لستِ كما عهدنا
و أنتِ إذا الأحبة ُ فيكِ دارُ
و كنتُ إذا سمعتُ لذاتِ بوٍّ
حَنيناً، كَادَ قَلْبي يسْتَطَارُ
أتَنْفَعُكَ الحَيَاة ُ، وَأُمُّ عَمْرٍو
قَرِيبٌ لا تَزُورُ، وَلا تُزَارُ
وقَد لَحِقَ الفَرَزْدَقُ بالنّصَارَى
ليَنصُرَهُمْ وَلَيسَ بِهِ انْتِصَارُ
وَيَسْجُدُ للصّلِيبِ مَعَ النّصَارَى ،
و أفلجَ سهمنا فلنا الخيارُ
تخاطرُ منْ وراءِ حمايَ قيسٌ
و خندفُ عزَّ ما حمى الذمار
أقينٌ يا تميمُ يعيبُ قيساً
يطيرُ على َ لهازمهِ الشرار
أخَاكُمْ يا تَمِيمُ، وَمَنْ يُحامي،
وَأُمُّ الحَرْبِ مُجْلِبَة ٌ نَوَارُ
و يعلمُ منْ يحاربُ أنَّ قيساً
صَنَادِيدٌ، لَهَا للُّجَجُ الغِمَارُ
و قيسٌ يا فرزدقُ لو أجاروا
بني العوامِ ما افتضحَ الجوارُ
إذاً لحمى فوارسُ غيرُ ميلٍ
إذا ما امتدَّ في الرهجِ الغبارُ
و كروا كلَّ مقربة ٍ سبوحٍ
وطِرْفٍ في حَوالِبِهِ اضْطِمَارُ
غدرتمْ بالزبيرِ وما وفيتمْ
فداديناً يبيتُ لها خوارُ
فَمَا رَضِيَتْ بِذِمّتِكُمْ قُرَيْشٌ؛
و ما بعدَ الزبيرِ بهِ اغترارُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:17 PM

أتَزُورُ أُمَّ مُحَمّدٍ، أمْ تَهْجُرُ
( جرير )


أتَزُورُ أُمَّ مُحَمّدٍ، أمْ تَهْجُرُ
أمْ عادَ قلبكَ بعضُ ما تتذكرُ
إنّ الفَوَادِرَ لَوْ سَمِعْنَ كَلامَها،
ظلتْ وعولُ عمايتينْ تحدر
لا تَنسَ حِلمكَ، إنّ مالَكَ مَعْهُمُ
قدرٌ ولست بسابقٍ ما يقدرُ
سَرَتِ الهُمِومُ مَعَ النّجُومِ فكَلّفتْ
حاجاً يكلفهُ السمامُ الضمرُ
هنَّ الغياثُ إذا تهولتِ السرى
وَإذا توقّدَ في النِّجَادِ الحَزْوَرُ
أجهضنَ معجلة ً لستة ِ أشهرٍ
مثلَ الفراخِ جلودهنَّ تمورَّ
قالَ البعيثُ أنا ابنُ بيبة َ دعوة ً
كَذَبَ البَعيثُ، وَأنْفُهُ يَتَقَشّرُ
أنْتَ البَعيثُ تَبِينُ فِيهِ عُبُودَة ٌ،
و أبوكَ عبدُ بني زرارة َ بغثرَ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:21 PM

أتَعْرِفُ أمْ أنْكَرْتَ أطْلالَ دِمنَة ٍ
( جرير )


أتَعْرِفُ أمْ أنْكَرْتَ أطْلالَ دِمنَة ٍ
بأثبيتَ فالجونينِ بالٍ حديدها
ليالي هندٌ حاجة ٌ لا تريحنا
بِبُخْلٍ وَلا جُودٍ فَيَنْفَعَ جُودُهَا
لَعَمرِي لَقَدْ أشفَقُتَ من شرّ نَظرَة ٍ
تَقُودُ الهوى َ من رَامَة ٍ وَيَقُودُهَا
و لو صرمتْ حبلى أمامة ُ تبتغي
زِيادَة َ حُبٍّ لم أجِدْ مَا أزِيدُهَا
إذا مُتُّ فانْعَيْني لأضيافِ لِيْلَة ٍ،
تنزلَ منْ صلبِ السماءِ جليدها
مَتى تَرَ وَجهَ التّغْلِبي تَقُلْ لَهُ
أتَى وَجْهُ هَذا سَوْأة ً أوْ يُرِيدُهَا
و تغلبُ لا منْ ذاتِ فرعِ بنجوة ٍ
وَلا ذاتِ أصْلٍ يَشرَبُ الماءَ عودُهَا
أبا مالِكٍ ذا الفَلْسِ إنَّ عَداوَتي
تُقَطّعُ أنْفَاسَ الرّجَالِ صَعُودُهَا
جَبَبْتَ جَبَا عَبدٍ فأصبْحْتَ مُورِداً
غَرَائِبَ يَلْقى َ ضَيعَة ً مَن يَذودُهَا
لقدْ صبحتكمْ خيلُ قيسٍ كأنها
سراحينُ دجنٍ ينفضُ الطلَّ سيدها
هُمُ الحامِلونَ الخَيل حتى تَقحّمتْ
قرَابيسُها وَازْدادَ مَوْجاً لُبُودُهَا
لَقَدْ شَدّ بالخَيْلِ الهُذَيلُ عَلَيكُمُ
عنانينِ يمضي الخيلَ ثمَّ يعيدها

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:22 PM

أتَنسَى يَوْمَ حَوْمَلَ وَالدَّخولِ،
( جرير )


أتَنسَى يَوْمَ حَوْمَلَ وَالدَّخولِ،
و موقفنا على َ الطللِ المحيلِ
و قالتْ قدْ نحلتَ وشبتَ بعدي
بحَقّ الشّيْبِ بَعدَكِ وَالنّحُولِ
كانَّ الراحَ شعشعَ في زجاجٍ
بمَاء المُزْنِ في رَصَفٍ ظَلِيلِ
يقولُ لكِ الخليلُ أبا فراسٍ
لحَى الله الفَرَزْدَقَ مِنْ خَليلِ
خَرَجتَ من العرَاقِ وَأنتَ رِجسٌ
تَلَبَّسُ في الظّلالِ ثِيابَ غُولِ
وَمَا يَخْفَى عَلَيكَ شَرَابُ حَدٍّ
و لا ورهاءُ غائبة ُ الحليل
إذا دخلَ المدينة َ فارجموهَ
وَلا تُدْنُوهُ مِنْ جَدَثِ الرّسولِ
لَقَدْ عَلِمَ الفَرَزْدَقُ أنّ تَيْماً
على شربٍ إذا نهلوا وبيلِ
لَنَا السَّلَفُ المُقَدَّمُ يا ابنَ تَيْمٍ
إذا ما ضاقَ مطلعُ السبيلِ
وَأفْخَرُ بِالقَماقِمِ مِنْ تَمِيمٍ،
وَتَفْخَرُ بالخَبيِثِ، وَبالقَليلِ
فلَنْ تَسطيعَ يا ابنَ دَعيّ تَيْمٍ،
على دَحضٍ، مُزَاحَمَة َ القُيُولِ
كَأنّ التّيْمَ، وَسْطَ بَني تَميمٍ،
خصيٌّ بينَ أحصنة ٍ فحولِ
أعبدَ التيمِ إنَّ تميمٍ
تَلَبَّسَ فِيهِمُ أجَمي وَغِيلي
وَإنّي قَدْ رَمَيتُكَ مِنْ تَمِيمٍ
بعبءٍ لا تقومُ لهُ ثقيلِ
فَرَغْتُ مِنَ القُيُونِ وَعَضَّ تَيماً
فِرِنْدُ الوَقْعِ لَيسَ بذي فُلُولِ
وَقُلْتُ نَصَاحَة ً لِبَني عَدِيٍّ:
ثِيابَكُمُ وَنَضْحُ دَمِ القَتِيلِ
اعبتَ فوارساً رجعوا بتيمٍ
و ركضهمُ مبادرة َ الأصيلِ
فردَّ المردفاتِ بناتِ تيمٍ
ليْربُوعٍ فَوَارِسُ غَيرُ مِيلِ
تَدارَكْنَا عُيَيْنَة َ وَابنَ شَمْخٍ،
وَقَدْ مَرّا بهِنّ عَلى حَقِيلِ
رَأوْا قُعْسَ الظّهُورِ بَناتِ تَيْمٍ
تكشفُ عنْ علاهبة ٍ رعولِ
لقد خاقتْ بحوري أصلَ تيمٍ
فَقَد غَرِقُوا بمُنتَطِحِ السّيولِ
قَرَنْتَ أبَا اللّئَامِ، أباكَ تَيْماً،
بأدفي في مناكبهِ صؤولِ
بزيدِ مناة َ يحطمُ كلَّ عظمٍ
بوازلهُ وزدنَ على البزولٍ
عَلا تَيْماً فَدَقّ رِقابَ تَيْمٍ،
ثقيلُ الوطءِ ذو جرزٍ نبيلِ
لَقِيتَ لَنَا حَوَاميَ رَاسِيَاتٍ،
و جولاً يرتمي بكَ بعدجولِ
كَأنّ التّيْمَ إذْ فَخَرَتْ بسَعدٍ
إماءُ الحيَّ تفخرُ بالحمولِ
ترى التميَّ يزحفُ كالقرنبيَ
إلى تَيْمِيّة ٍ، كَعَصَا المَلِيلِ
إذا كَشَرَتْ إلَيْهِ يَقُولُ: بَلوَى
بلا حَسَنٍ كَشَرْتِ وَلا جَميلِ
تَشِينُ الزّعْفَرَانَ عَرُوسُ تَيْمٍ
وَتَمْشِي مِشيَة َ الجُعَلِ الزَّحولِ
يَقُولُ المُجتَلونَ: عَرُوسُ تَيمٍ
شوى أمَّ الحبينِ ورأسُ فيلِ
و لوْ غسلتْ بساقيتيْ دجيلَ
لقالَتْ: ما اكتَفَيتُ من الغَسولِ
إذا ما استَبْعَرَتْ كَلَحَتْ إلَيْهِ
بقحفٍ في عنية ِ مستبيلِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:23 PM

أتَنْسى َ دارَتَيْ هَضَبَاتِ غَوْلٍ،
( جرير )


أتَنْسى َ دارَتَيْ هَضَبَاتِ غَوْلٍ،
و إذ وادي ضرية َ خيرُ وادي
و عاذلة ٍ تلومُ فقلتُ مهلاً
فَلا جَوُرِي عَلَيكَ وَلا اقتصَادِي
فليتَ العاذلاتِ يدعنَ لومي
وَلَيْتَ الهَمّ قَدْ تَرَكَ اعتِيادي
نرى شرباً لهُ شرعٌ عذابٌ
فنمنعُ والقلوبُ لهُ صوادي
قَلِيلٌ مَا يَنَالُكَ مِنْ سُلَيْمى َ
عَلى طُولِ التّقَارُبِ وَالبِعَاد
خصيتُ مجاشعاً وشددتَ وطيء
عَلى أعْنَاقِ تَغْلِبَ وَاعتِمَادِي
و ما رامَ الأخطيلُ منْ صفاتي
وَقَدْ صَدّعتُ صَخرَة َ مَن أُرَادي
أتحكمُ للقيونِ كذبتَ إنا
ورثنا المجدَ قبلِ تراثِ عادِ
وَيَرْبُوعٌ فَوَارِسُ غَيْرُ مِيلٍ،
إذا وَقَفَ الجَبَانُ عَنِ الطّرَادِ
فما شهدَ القيونُ غداة َ رعنا
بَني ذُهْلٍ وَحَيَّ بَني مَصَادِ
وَقَدْ رُعْنَا فَوَارِسَ آلِ بِشْرٍ،
بذاتِ الشيحِ منْ طرقِ الأيادِ
عنا فينا الهذيلُ فما عطفتمْ
بحامٍ يومَ ذاكَ ولا مفادِ
يُمَارِسُ غُلَّ أسْمَرَ سَمْهَرِيٍّ
قصيرَ الخطوِ مختضعَ القيادِ
وَمَا رَهْطُ الأخَيطِلِ إذْ دَعاهم
بغرٍّ بالعشى ولا جعادَ
ينَامُ التّغلبيّ، وَمَا يُصَلّي،
وَيُضْحي غَيرَ مُرْتَفِعِ الوِسَادِ
أُنَاسٌ يَنْبُتُونَ بِشَرّ بَذْرِ،
وَبَذْرُ السُوء يُوجَدُ في الحَصَادِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:23 PM

أتَنْفي قُرُوماً مِنْ مَعَدٍّ لغَيْرِهِمْ؟
( جرير )


أتَنْفي قُرُوماً مِنْ مَعَدٍّ لغَيْرِهِمْ؟
كَذَبْتَ وَلمْ تَصْدُقْ معدُّ مَصِيرُهَا
قُضَاعَة ُ لَمْ يَبْغُوا أباً عَنْ أبِيهِمْ
مَعَدٍّ، وَقُدّتْ مِن مَعَدّ سيورُهَا
قُضَاعَة ُ رُكْنٌ مِنْ مَعَدّ، وأُمُّهمْ
لحِمْيَرَ، وَالأنْسابُ يَنمى َ خَبيرُهَا
فلا خَيرَ في تَرْكِ النّبُوّة ِ وَالهُدَى ،
و لا خيرَ في دعوى يكذبُ زورها
و آبَ إلى الأقيانِ ألأمُ وافدٍ
إذا خُلّ عَنْ ظَهرِ النّجيبَة ِ كورُهَا

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:24 PM

أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
( جرير )


أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
و لا تهوى بذي العشرِ الزيالا
قفا عوجا على َ دمنٍ برهبي
فحيوا رسمهنَّ وانْ أحالا
وَشَبّهْتُ الحُدوجِ غَداة َ قَوٍّ،
سَفِينَ الهِنْدِ رَوّحَ مِنْ أَوَالا
جَعَلنَ القَصْدَ عَن شَطِبٍ يميناً،
و عن أجمادِ ذي بقرٍ شمالا
جمعنْ لنا مواعدَ معجباتٍ
و بخلاً دونَ سؤلكَ واعتلالا
أوَانِيسُ لم يَعِشْنَ بعَيشِ سَوْءٍ
يجددنَ المواعدَ والمطالا
فَقَد أفنَينَ عُمرَكَ، كلَّ يَوْمٍ،
بِوَعْدٍ ما جَزَينَ بِهِ قِبالا
و لة يهوينَ ذاكَ سقينَ عذباً
على العلاتِ آونة ً زلالا
و لكنَّ الحماة َ حموكَ عنهُ
فَما تُسْقَى على ظمَإٍ بِلالا
ألا تَجْزِينَ وُدّي في لَيَالٍ،
وَأيّامٍ، وَصَلْتُ بِهِ طِوَالا
أحبُّ الظاعنينَ غداة َ قوٍّ
و لا اهوى المقيمَ بهِ الحلالا
لَقد ذرَفَتْ دُموعُكَ يَوْمَ رَدّوا
لِبَينِ الحَيّ فاحتَمَلُوا الجِمالا
و في الأظعانِ مثلُ مهى رماحٍ
نصبنَ لهُ المصايدَ والحبالا
فَمَا أشّوَينَ حِينَ رَمَينَ قَلْبي
سِهَاماً لَمْ يَرِشْنَ لهَا نِبَالا
ووَلَكِنْ بالعُيُونِ وَكُلّ خَدٍّ،
تَخَالُ بهِ، لبَهجَتِهِ، صِقالا
لَعَمْرُكَ ما يَزِيدُكَ قُرْبُ هِنْدٍ،
إذا مَا زُرْتَهَا، إلاّ خَبَالا
و قد قالَ الوشاة ُ فأفزعونا
ببَعْضِ القَوْلِ نَكْرَهُ أنْ يُقالا
رأيتكَ يا أخيطلُ إذْ جرينا
و جربتِ الفراسة ُ كنتَ فالا
و قدْ نخسَ الفرزدقُ بعدَ جهدٍ
فألقَى القَوْسَ إذْ سَئمَ النّضَالا
وَنَحنُ الأفضَلونَ، فأيَّ يَوْمَ،
تقولُ التغلبيُّ رجا الفضالا
ألمْ ترَ أنَّ عزَّ بني تميمٍ
بناهُ اللهُ يومَ بنيَ الجبالا
بَني لَهُمُ رَوَاسيَ شَامِخَاتٍ،
و عاليَ اللهِ ذروتهُ فطالا
بَنَى لي كُلُّ أزْهَرَ خِنْدِفِيٌّ،
يُبَارِي، في سُرَادِقِهِ، الشَّمالا
تنصفهُ البرية ُ وهوَ سامٍ
و يمسي العالمونَ لهُ عيالا
تواضعتِ القرومُ لخندفيّ
اذا شئنا تخمط ثمَّ صالا
وَيَسْعَى التْغلِبيُّ، إذا اجتَبْينَا،
بحزيتهِ وينتظرُ الهلالا
لَقيتُمْ، بالجَزِيرَة ِ، خَيْلَ قَيْسٍ
فقلتمْ مارَ سرجسَ لا قتالا
فلا خيلٌ لكمْ صبرتْ لخيلٍ
و لا أغنتْ رجالكمُ رجالا
و أسلتمْ شعيثَ بني مليلٍ
أصابَ السيفُ عاتقهُ فمالا
شَرِبْتَ الخَمْرَ بَعدَ أبي غُوَيْث
فَلا نَعِمَتْ لَكَ النَّشَوَاتُ بَالا
تسوفُ التغلبية ُ وهيَ سكرى
قَفَا الخِنْزِيرِ، تَحْسِبُهُ غَزَالا
تظلُّ الخمرُ تخلجُ أخدعيها
وَتَشكو في قَوَائِمِهَا امْذِلالا
أتحسبُ فلسَ أمكَ كانَ مجدا
و جدكمُ عنْ النقدِ الجفالا
تَنَاوَلْ مَا وَجدْتَ أباكَ يَبْني،
فأما الخندفيَّ فلنْ تنالا
ألَيْسَ أبو الأخَيْطِلِ تَغْلِبيّاً؟
فبئسَ التغلبيُّ أباً وخالا
إذا ما كانَ خالكَ تغلبياً
فبادلْ إنْ وجدتَ لهُ بدالا
وَيَرْبُوعٌ تَحُلّ ذرَى الرّوَابي،
و تبني فوقها عمداً طوالا
وَقد عَلق الأخَيطلُ حَبلَ سَوْءٍ،
فأبرحَ يومهنَّ بهِ وطالاً
ألمْ ترَ يا اخيطلُ حربَ قيسٍ
تَمرّ إذا ابتَغٍيْتَ لهَا العِلالا
إذا لمْ تصحُ نشوتكمْ فذوقوا
سيوفَ الهندْ والأسلَ النهالا

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:25 PM

أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ،
( جرير )


أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ،
وَقد لاحَ من شَيبٍ عِذارٌ وَمِسحَلُ
ألاَ ليتَ أنَّ الظاعنينَ بذي الغضا
أقاموا وبعضَ الآخرينَ تحملوا
فَيَوْماً يُجارِينَ الهوَى ، غيرَ ما صِباً؛
و يوماً ترى َ منهنَّ غولاً تغولُ
ألا أيّها الوَادي الذي بَانَ أهْلُهُ،
فساكنُ مغناهمْ حمامٌ ودخل
فمنْ راقبَ الجوزاءَ أوْ باتَ ليلهُ
طويلاً فليلي بالمجازة ِ أطول
بَكَى دَوْبَلٌ، لا يَرْفأُ الله دَمَعَهُ،
ألا إنّمَا يَبكي منَ الذّلّ دَوْبَلُ
جزعتَ ابنَ ذاتِ الفلسِ لما تداركتْ
منَ الحربِ أنيابٌ عليكَ وكلكل
فإنّكَ وَالجَحَافَ يَوْمَ تَحُضّهُ
أرَدْتَ بذاكِ المُكْثَ وَالوِرْدُ أعجلُ
سرى نحوكمْ ليلٌ كأنَّ نجومهُ
قَناديلُ، فيهِنّ الذُّبَالُ المُفَتَّلُ
فما انشقَّ ضوءُ الصبحِ حتى َّ تعرفوا
كراديسَ يهديهنَّ وردٌ مجلَّ
فقدْ قذفتْ منْ حربِ قيسِ نساؤكمْ
بأوْلادِها، مِنْها تَمَامٌ وَمُعْجَلُ
وَمَقْتُولَة ٌ صَبراً تَرَى عِندَ رِجلِها
بَقِيراً وَأُخْرَى ذاتُ بَعْلٍ تُولْوِلُ
وَقَدْ قَتَلَ الجَحّافُ أوْلادَ نِسْوَة ٍ،
يَسُوقُ ابنُ خَلاّسٍ بهنّ وَعَزْهَلُ
تقولُ لكَ الثكلى المصابُ حليلها
أبا مالِكٍ مَا في الظّعائِنِ مَغْزَلُ
حَضَضْتُ على القَوْمِ الذينَ تَرَكتَهم
تَعُلّ الرُّدَيْنِيّاتُ فيهِمْ وَتَنْهَلُ
عقابُ المنايا تستديرُ عليهمُ
و شعثُ النواصي لجمهنَّ تصلصل
بدجلة َ إنْ كروا فقيسٌ وراءهمْ
صفوفاً وإنْ رامو المخاضة َ أو حلوا
و ما زالتِ القتلى تمورُ دماؤها
بدجلة َ حتى ماءُ دجلة َ أشكلَ
فالاَّ تعلق منْ قريشٍ بذمة ٍ
فليسَ على أسْيافِ قَيسٍ مُعَوَّلُ
لَنا الفَضْلُ في الدّنيا وَأنْفُكَ رَاغمٌ،
و نحنُ لكمْ يومَ القيامة ِ أفضل
و قدْ شققتْ يومَ الرحوبِ سيوفنا
عواتقَ لمْ يثبتْ عليهنََّ محملُ
أجارَ بَنُو مَرْوَانَ مِنْهُمْ دِماءكُمْ،
فمنْ منْ بني مروانَ أعلاَ وأفضلُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:25 PM

أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا،
( جرير )


أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا،
وَمَنّيْتِ المَوَاعِدَ وَالكِذابَا
ألَمْ تَتَبَيّني كَلَفي وَوَجدي،
غَداة َ يَرُدّ أهلُكُمُ الرّكَابَا
أهذا الودُّ زادكِ كلَّ يومٍ
مُباعَدَة ً لإلْفِكَ وَاجتْنَابَا
لَقَدْ طَربَ الحَمامُ فَهاجَ شَوْقاً
لقلبٍ ما يزالُ بكمْ مصابا
و نرههبُ أنْ نزوركمُ عيوناً
مصانعة ً لأهلك وارتقابا
فَمَا بالَيْتِ لَيْلَتَنا بِنَجْدٍ،
سأجْعَلُ نَقْدَ أُمّكَ غَيرَ دَينٍ
لذِكْرِكِ حينَ فَوّزَتِ المَطَايَا
على شَرَكٍ تَخالُ بهِ سِبَابَا
ألا يا قلبِ مالكَ إذ تصابى
و هذا الشيبُ قد غلبَ الشبابا
كَمَا طَرَدَ النّهارُ سَوَادَ لَيْلٍ
فأزمعْ حينَ حلَّ بهِ الذهابا
سأحْفَظُ ما زَعَمْتِ لَنَا وَأرْعَى
إيابَ الودَّ إنَّ لهُ إيابا
و ليلٍ قدْ أبيتُ بهِ طويلٍ
لحبكَ ما جزيتْ به ثوابا
أخالِدَ كانَ أهْلكِ لي صَديقاً
فَقَدْ أمْسَوْا لحُبّكُمُ حِرابَا
بِنَفْسِي مَنْ أزُورُ فَلا أراهُ،
وَيَضرِبُ دونَهُ الخَدَمُ الحِجابَا
أخالِدَ لَوْ سألْتِ عَلِمْتِ أنّي
لقيتُ بحبكِ العجبَ العجابا
ستَطلُعُ من ذُرَى شَعَبَى َ قَوَافٍ،
على َ الكنديَّ تلتهبُ النهابا
أعبداً حلَّ في شعبيّ غريباً
ألؤماً لا أبالكَ واغترابا
و يوماً في فزارة َ مستجيراً
وَيَوْماً نَشِداً حَليفاً كِلابَا
ضإذا جَهِلَ اللّئيمُ، وَلمْ يُقَدِّرْ
لبَعضِ الأمْرِ أوْشَكَ أنْ يُصابَا
فَما فارَقْتَ كِندَة َ عَنْ تَرَاضٍ
و ما وبرتَ في شعبي ارتغابا
ضَرَبْتَ بحَفّتَيْ صَنْعاءَ لَمّا
أحَادَ أبُوكَ بالجَنَدِ العِصَابَا
و كنتَ ولمْ يصيبكَ ذبابُ حربي
ستلتمي منَ معرتها ذبابا
ألَمْ تُخْبَرْ بمَسرَحيَ القَوَافي،
فلا عياً بهنَّ ولا اجتلابا
وَأُنْسيكَ العِتابَ فَلا عِتابَا
عويتَ كما عوى لي من شقاهُ
فَذاقُوا النّارَ واشتَركوا العَذابَا
عويتَ عواءَ جفنة َ منْ بعيدٍ
فحسبكَ أنْ تصيبَ كما أصابا
إذا مَرّ الحَجيجُ على قُنَيْعٍ،
دبيتَ الليلَ تسترقُ العيابا
فَقَدْ حَمَلَتْ ثَمانِيَة ٍ وَوَفّتْ
أقَامَ الحَدّ وَاتّبَعَ الكِتَابَا
تلاقى طالَ رغمَ أبيكَ قيساً
وَأهْلُ المُوسِمِينَ لَنا غِضَابَا
أعناباً تجاورُ حينَ أجنتْ
نخيلُ أجا وأعنزهُ الربابا
فما خفيتْ هضيبة ُ حينَ جرتْ
و لا إطعامُ سخلتها الكلابا
يُقَطِّعُ بالمَعابِلِ حالِبَيْهَا،
و قدْ بلتْ مشيمتها الثيابا
بتَاسِعِها، وَتَحْسِبُها كَعَابَا

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:26 PM

أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ،
( جرير )


أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ،
أبِيني لَنا، إنّ التّحيّة َ عَنْ عُفْرِ
لَقَدْ طَرَقَتْ عَينيّ في الدّارِ دِمنَة ٌ
تعاورها الأزمانُ والريحُ بالقطرِ
فقلتُ لأدنى صاحبيَّ وإنني
لأكتُمُ وَجْداً في الجَوَانحِ كالجَمْرِ:
لَعَمْرُكُمَا لا تَعْجَلا! إنّ مَوْقِفاً
على َ الدارِ فيهِ القتلُ أو راحة ُ الدهرِ
فعاجا وما في الدارِ عينٌ نحسها
سوَى الرُّبدِ وَالظِّلمان ترْعى معَ العُفْرِ
فَلِلّهِ مَاذا هَيّجَتْ مِنْ صَبابة ٍ
على هَالِكٍ يَهْذي بهِندٍ وَما يَدرِي
طَوَى حَزناً في القَلْبِ حتى كأنّمَا
بهِ نفثُ سحرٍ أو أشدُّ منَ السحرِ
أخالِدَ! كانَ الصّرْمُ بَيني وَبَينَكُم
دلالاً فقدْ أجرى البعادُ إلى الهجرْ
جزيتَ ألا تجزينَ وجداً يشفنني
و إني لا أنساكِ إلاَّ على ذكرِ
خليليَّ ماذا تأمراني بحاجة ٍ
وَلَوْلا الحَياءُ قَدْ أشَادَ بهَا صَدرِي
أقِيما، فإنّ اليَوْمَ يوْمٌ جرَتْ لَنَا
أيامِنُ طَيرٍ لا نُحُوسٍ وَلا عُسْرِ
فانْ بخلتْ هندٌ عليكَ فعلها
وَإنْ هيَ جادَتْ كانَ صَدعاً على وَقرِ
مِنَ البِيضِ أطْرَافاً كأنّ بَنانَهَا
مَنابِتُ ثَدّاءٍ مِنَ الأجرَعِ المثرِي
لَقَدْ طالَ لَوْمُ العاذِلِينَ وَشَفّني
تناءٍ طويلٌ واختلافٌ منَ النجرِ
أثعلبَ أولى حلفة ً ما ذكرتكمْ
بِسُوءٍ وَلَكِنّي عَتَبْتُ على بَكْرِ
فلا توبسوا بيني وبينكمُ الثرى
فانَّ الذي بيني وبينكمُ مثرى
عِظامٌ المَقارِي في السّنينَ وَجارُكُمْ
يبيتُ منَ اللاتي تخافُ لدى وكرِ
أثعلبَ إني لمْ أزلْ مذْ عرفتكمْ
أرَى لَكُمُ سِتراً فَلا تهتكُوا سِترِي
فلَوْلا ذُوو الأحْلامِ عَمرُو بنُ عامرٍ
رَمَيْتُ بَني بَكْرٍ بقاصِمَة ِ الظّهْرِ
همُ يمنعونَ السرحَ لا يمنعونهُ
منَ الجيشِ أنْ يَزْدادَ نَفراً على نَفرِ
جَزَى الله يَرْبُوعاً منَ السِّيدِ قرْضَها
بني السيدِ آويناكمُ قدْ علمتمُ
إلَيْنَا وَقَدْ لَجّ الظّعَائِنُ في نَفْرِ
مَنَنّا عَلَيْكُمْ لوْ شكَرْتُمْ بَلاءنا
و قدْ حملتكمْ حربُ ذهلٍ على قتر
بني السيدِ لا يمحي ترمزُ مدركٍ
نُدُوبَ القَوَافي في جلودِكمُ الخُضرِ
بِأيّ بَلاءٍ تَحْمَدُونَ مُجاشِعاً
غَبَاغِبَ أثوَارٍ تُلَظّى عَلى جَسْرِ
ألاَ تعرفونَ النافشينَ لحاهمُ
إذا بطنوا والفاخرينَ بلا فخرِ
أنا البدرُ يعشى طرفَ عينيكَ ضوؤه
وَمَن يَجعَلِ القرْدِ المُسَرْوَل كالبَدرِ
حمتني ليربوعٍ جبالٌ حصينة ٌ
وَيَزْخَرُ دُوني قُمقُمَانٌ من البَحرِ
فَضَلَّ ضَلالَ العادِلِينَ مُجاشِعاً،
ثلوطَ الروايا بالحماة ِ عنِ الثغرِ
فما شهدتْ يومَ الغبيطِ مجاشعٌ
و لا نقلانَ الخيلِ منْ قلتي يسر
و لا شهدتنا يومَ جيشِ محرقٍ
طهية ُ فرسانُ الوقيدية ِ الشقر
و لا شهدتْ يومْ النقاخيلُ هاجرٍ
و لا السيدُ إذْ ينحطنَ في الأسلِ الحمر
وَنَحنُ سَلَبنا الجُوْنَ وَابنَيْ مُحَرِّقٍ
وَعَمْراً وَقَتَلْنَا مُلُوكَ بَني نَصْرِ
إذا نحنُ جردنا عليهمْ سيوفنا
أقمنا بها درءَ الجبابرة ِ الصعرِ
إذا مَا رَجَا رُوحُ الفَرَزْدَقِ رَاحَة ً
تَغَمّدَهُ آذِيُّ ذي حَدَبٍ غَمْرِ
فطاشتْ يدُ القينْ الدعي وغمهُ
ذُرَى وَاسِقَاتٍ يَرْتَمِينَ منَ البحرِ
لَعَلّكَ تَرْجُو أنْ تَنَفَّس بَعْدَما
غممتَ كما غمَّ المعذبُ في القبر
فما أحصنتهُ بالسعودِ لمالكٍ
وَلا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لَيْلَة َ القَدْرِ
فلا تحسبنَّ الحربَ لما تشنعتْ
مفايشة ً إنَّ الفياشَ بكمْ مزرى
أبعدَ بني بدرٍ وأسلابِ جاركم
رضيتمْ واحتبيتمْ على وترِ
وَنُبّئْتُ جَوّاباً وَسَكْناً يُسُبّني،
و عمروَ بنَ عفري لا سلامَ على عمرو

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:27 PM

أربتْ بعينكَ الدموعُ السوافحُ
( جرير )


أربتْ بعينكَ الدموعُ السوافحُ
فلا العهدُ منسيٌّ ولا الربعِ بارحُ
مَحى َ طَلَلاً بَيْنَ المُنِيفَة ِ فَالنّقَا
صَباً رَاحَة ٌ أوْ ذو حَبِيّينِ رَائِحُ
بها كلُّ ذيالِ الأصيلِ كأنهُ
بدارة ِ رهبي ذو سوارين رامحِ
ألا تَذكُرُ الأزْمانَ إذْ تَتْبَعُ الصِّبَا
وإذْ أنْتَ صَبٌّ وَالهوَى بكَ جامِحُ
و إذ أعينٌ مرضى لهنَّ رمية ٌ
فَقَد أُقصِدَتْ تلكَ القلوبُ الصّحائح
منعتِ شفاءَ النفسِ ممنْ تركتهِ
بهِ كالجوى مما تجنُّ الجوانحُ
تركتِ بنا لوحاً ولو شئتِ جادنا
بُعَيْدَ الكَرَى ثلْجٌ بكَرْمانَ ناصِحُ
رأيتُ مثيلَ البرقِ تحسبُ أنهُ
قَريبٌ وَأدْنَى صَوْبِهِ منكَ نازِح
إذا حدثتَ لمْ تلفِ مكنونَ سرها
لمنْ قالَ إني بالوديعة ِ بائحُ
فتلكَ التي ليستْ بذاتِ دمامة ٍ
ولمْ يَعْرُها من منصبِ الحَيّ قادِحُ
تَعَجَّبُ أنْ نَاصى َ بيَ الشيْبُ وارْتقى َ
إلى الرأسِ حتى ابيضّض مني السائح
فقَدْ جَعَلَ المَفرُوكَ لا نامَ ليْلُهُ
يحبُّ حديثي والغيورُ المشايج
وما ثَغَبٌ باتَتْ تُصَفّقُهُ الصَّبَا،
بِصَرّاءِ نِهْيٍ أتأقَتْهُ الرّوَايحُ
بأطْيَبَ منْ فيها، ولا طَعمُ قَرْقَفٍ
برمانَ لم ينظرْ بها الشرقَ صابح
قفافا ستخيرا الله أنْ تشحط النوى
غداة َ جرى ظبيٌ بحوملَِ بارحُ
نَظَرْتُ بشِجعى نظرة ً فِعلَ ذي هَوى ً
و أجالُ شجعي دونها والأباطحِ
لأبصرَ حيثُ استوقدَ الحيُّ بالمللا
و بطنُ الملا منْ جوفِ يبرينَ نازحُ
إذا ما أردنا حاجة ً حالَ دونها
كِلابُ العدى منهُنّ عاوٍ ونابِحُ
ومِنْ آل ذي بَهْدى َ طلبنَاكَ رَغبة
ليمتاحَ بحراً منْ بحوركَ مايحِ
إذا قُلتُ: قَدْ كلَّ المَطيُّ، تحامَلَتْ
على الجَهْدِ عِيدِ يّاتهُنَّ الشّرامِحُ
بأعرافِ موماة ِ كأنَّ سرابها
على حدبِ البيدِ الأصناءُ الضحاضح
قطَعنَ بنَا عَرْضَ السّماوَة هَزَّة ً
كمَا هَزَّ أمْراساً بِلِينَة َ مَاتِحُ
جَرَيْتَ فَلا يَجْري أمامَكَ سابِقٌ
و برزَ صلتٌ منْ جبينكَ واضحُ
مدحناكَ يا عبدَ العزيزِ وطالماَ
مُدِحتَ فلمْ يبلُغْ فَعالكَ مادِحُ
تُفَدِّيكَ بالآباءِ في كلِّ مَوطِنٍ،
شَبابُ قُرَيْشٍ والكهولُ الجحاجِحُ
أتَغلِبُ ما حُكمُ الأخَيطلِ إذ قَضى َ
بِعدْلٍ وَلا بَيْعُ الأخَيْطَلِ رَابحُ
مَتى تَلْقَ حُوّاطي يَحوطونَ عازِباً
عريضَ الحمى تأوى اليهِ المسالح
أتَعْدِلُ مَن يَدْعو بقَيْسٍ وخِندفٍ
لعمركَ ميزانٌ بوزنكَ راجح
يميلُ حصى نجدٍ عليكَ ولو ترى
بغَوْرِيّ نَجْدٍ غَرّقَتْكَ الأباطِحُ
فلو مالَ ميلٌ منْ تميمِ عليكمْ
لأمكَ صلدامٌ منَ العزَذ قادح
و قلتَ لنا ما قلت نشوانَ فاصضبر
لحزَّ القوافي لمْ يقلهنَّ مازح
فكمْ منْ خبيثِ الريحِ منْ رهطدْ وبلٍ
بدجلة َ لا تبكي عليهِ النوايح
ترديتَ في زوراءَ يرمي ممن هوى
رؤوسَ الحوامي جولها المتطاوحِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:27 PM

أرقَ العيونُ فنومهنَّ غرارُ
( جرير )


أرقَ العيونُ فنومهنَّ غرارُ
إذ لا يساعفُ منَ هواكَ مزارُ
هلْ تبصرُ النقوينِ دونَ مخفقٍ
أمْ هلْ بدتَ لكَ بالجنينة ِ نارُ
طَرَقَتْ جُعادَة ُ وَاليَمامَة ُ دونَها
رَكْباً، تُرَجَّمُ دونَها الأخْبَار
لوْ زرتنا لرأيتَ حولَ رحالنا
مثلَ الحنيَّ أملها الأسفارُ
نَزَعَ النّجائِبَ سَموَة ٌ من شَدْقَمٍ،
وَالأرْحَبِيُّ، وَجَدُّهَا النَّطّار
وَالعِيسُ يَهْجُمُهَا الهَجِيرُ كَأنّمَا
يَغْشى َ المَغَابِنَ وَالذّفَارِيَ قَار
أني تحنُّ إلى الموقرَّ بعدَ ما
فَنيَ العَرَائِكُ، وَالقَصَائِدُ رَار
و العيسُ تسحجها الرحال اليكمُ
حتى تعرقَ نفيها الأكوارُ
أمستْ زيارتنا عليمَ بعيدة ً
فَسَقى بِلادَكِ دِيَمة ٌ مِدرَار
تُرْوِي الأجَارِعَ وَالأعَازِلَ كُلَّهَا،
و النعفَ حيثُ تقابلَ الأحجار
هلْ حلتِ الوداءُ بعدَ محلنا
أوْ أبْكُرُ البَكَرَاتِ أوْ تِعْشَارُ
أوْ شُبْرُمَانُ يَهِيجُ مِنْكَ صَبَابَة ً،
لَمّا تَبَدّلَ سَاكِنٌ وَدِيَارُ
و عرفتُ منصبَ الخيامِ على بلى
و عرفتُ حيثُ تربطُ الأمهارُ
علقتها إنسية ً وحشية ً
عصماءَ لوْ خضعَ الحديثُ نوار
فَتَرَى مَشارِبَ حَوْلَها حَرَمُ الحِمى
و الشربُ يمنعُ والقلوبُ حرار
قد رابني ولمثلُ ذاكَ يربيني
للغَانِيَاتِ تَجَهّمٌ وَنِفَارُ
وَلَقَدْ رَأيْتُكَ وَالقَنَاة ُ قَوِيمَة ٌ،
إذْ لمْ يَشِبْ لَكَ مِسحَلٌ وَعِذَارُ
وَالدّهْرُ بَدّلَ شَيْبَة ً وَتَحَنّياً؛
وَالدّهْرُ ذُو غِيَرٍ، لَهُ أطْوَارُ
ذهبَ الصبا ونسينَ إذْ أيامنا
بالجهلتينِ وبالرغامِ قصارُ
مطلَ اليدونُ فلا يزالُ مطالبٌ
يرجو القضاءَ وما وعدنَ ضمارُ
يا كعبُ قدْ ملأَ القبورَ مهابة ً
مَلِكٌ تَقَطَّعُ دُونَهُ الأبْصَارُ
هلْ مثلُ حاجتنا اليكمْ حاجة ٌ
أوْ مِثْلُ جَارِي بِالمُوَقَّرِ جَارُ
حِلْماً وَمَكْرُمَة ً وَسَيْباً وَاسِعاً،
وَرَوَافِدٌ حُلِبَتْ إلَيْكَ غِزَارُ
بَدْرٌ عَلا فَأنَارَ، لَيْسَ بآفِلٍ،
نُورُ البَرِيّة ِ مَا لَهُ اسْتِسْرَارُ
لَمّا مَلَكْتَ عَصَا الخِلافَة ِ بَيّنَتْ،
للطّالِبِينَ، شَمَائِلٌ وَنِجَارُ
ساسَ الخِلافَة َ حِينَ قامَ بحَقّهَا،
و حمى الذمارَ فما يضاعُ ذمارُ
وَيَزِيدُ قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أنّهُ
غَمْرُ البُحُورِ إلى العُلَى ، سَوّارُ
و عروقُ نبعتكمْ لها طيبُ الثرى
وَالفَرْعُ لاجَعْدٌ وَلا خَوّارُ
إنّ الخَليفَة َ لليَتَامى َ عِصْمَة ٌ،
وَأبُو العِيَالِ يَشُفّهُ الإقْتَارُ
صَلّى القَبائلُ مِنْ قُرَيشٍ كُلُّهُمْ،
بالموسمينْ عليكَ والأنصارُ
تَرْضى َ قُضَاعَة ُ ما قضَيتَ وَسَلّمتْ،
لرضى ً بحكمكَ حميرٌ ونزارُ
قيسٌ يرونكَ ما حييتَ لهمْ حياً
وَلآلِ خِندِفَ مُلْكُكَ اسِتِبْشارُ
و لقدْ جريتَ فما أمامكَ سابقٌ
و على َ الجوالبِ كبوة ٌ وغبار
آلُ المهلبِ فرطوا في دينهم
وَطَغَوْا كَمَا فَعَلَتْ ثَمُودُ فبارُوا
إنّ الخِلافَة َ يا ابنَ دَحْمَة َ دُونَها
لُجَجٌ تَضِيقُ بها الصّدورُ غِمَارُ
هلْ تذكرونَ إذا الحساسُ طعامكْ
وَإذِ الصَّغاوَة ُ أرْضُكُمْ وَصحَارُ
رَقَصَتْ نِسَاءُ بَني المُهَلّبِ عَنْوَة ً
رَقْصَ الرّئَالِ وَمَا لَهُنّ خِمَارُ
لَمّا أتَوْكَ مُصَفَّدِينَ أذِلّة ً،
شفى النفوسُ وأدركَ الأوتارُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:28 PM

أرَسْمَ الحَيّ إذ نَزَلُوا الإيَادَا،
( جرير )


أرَسْمَ الحَيّ إذ نَزَلُوا الإيَادَا،
تَجُرّ الرّامِسَاتُ بِهِ، فَبَادَا
لَقَد طَلَبتْ قُيُونُ بَني عِقالٍ
أغرَّ يجيءُ منْ مائة ٍ جوادا
أضَلّ الله خَلْفَ بَني عِقَالٍ،
ضلالَ يهودَ لا ترجوُ معادا
غدرتمْ بالزبيرِ وما وفيتمْ
وَفَاء الأزْدِ إذ مَنَعُوا زِيَادَا
فأصْبَحَ جارُهُمْ حَيّاً عَزِيزاً،
و جارُ مجاشعٍ أضحى رمادا
و لو عاقدتَ حبلَ أبي سعيدٍ
لذبَّ الخيلَ ما حملَ النجادا
فَلَيْتَكَ في شَنُوءة َ جَارَ عَمْرٍو
و جاورتَ اليحامدَ أو هدادا
وَلَوْ تَدعُو بِطَاحِيَة َ بنِ سُودٍ
و زهرانَ الأعنة َ أوْ إيادا
وَفي الحُدّانِ مَكْرُمَة ً وَعِزّاً،
وَفي النَّدَبِ المَآثِرَ وَالعِمَادَا
و في معنٍ وإخوتهم تلاقى
رباطَ الخيلِ والأسلَ الحدادا
وَلَوْ تَدْعُو الجَهاضِمَ أوْ جُدَيْدَا
وجدتَ حبالَ ذمتهمْ شدادا
و كندة ُ لو نزلتَ بهمْ دخيلاً
لزادهمُ معَ الحسبِ اشتدادا
و لو يدعو الكرامَ بني حباقٍ
للاقى دونَ ذمتهمْ ذيادا
و لوْ يدعو بني عوذِ بن سودٍ
دعا الوافينَ بالذممَ الجعادا
و لو طرقَ الزبيرُ بني عليٍّ
لَقَالُوا قَدْ أمِنْتَ فلَنْ تُكادَا
و لو يدعو المعاولَ ما اجتووهُ
إذا الدّاعي غَداة َ الرّوْعِ نَادى َ
و جارٌ منْ سليمة َ كانَ أوفى
وَأرْفَعَ مَنْ قُيُونِكُمُ عِمادَا
وجدنا الأزد أكرمكم جواراً
و أوراكمْ إذا قدحوا زنادا
و لو فرجتَ قصَّ مجاشعيٍّ
لِتَنْظُرَ مَا وَجَدْتَ لَهُ فُؤادَا
وَلَوْ وَازَنْتَ لُؤمَ مُجَاشِعِيٍّ
بلؤمِ الخلقِ أضعفَ ثمَّ زادا

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:28 PM

أزاداً سوى يحيى تريدُ وصاحباً
( جرير )


أزاداً سوى يحيى تريدُ وصاحباً
ألاَ إنَّ يحيى نعمَ زادُ المسافرِ
فما تأمنُ الوجناءُ وقعة َ سيفهِ
إذا أنْفَضُوا أوْ خَفّ ما في الغَرَائرِ
وَمَا مِنْ فَتى ً حَيٍّ بِيَحيْى َ أبِيعُهُ
بلا فاجرِ الدنيا ولا غيرِ فاجرِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:29 PM

أسَرَى الخالِدَة َ الخَيالُ، وَلا أرَى
( جرير )


أسَرَى الخالِدَة َ الخَيالُ، وَلا أرَى
طَلَلاً أحَبّ مِنَ الخَيالِ الطّارِقِ
إنَّ البلية َ منْ يملُّ حديثهُ
فانشحْ فؤادكَ منْ حديثِ الوامقِ
أهوَاكِ فَوْقَ هَوَى النّفُوسِ وَلم يزَلْ
مُذْ بِنْتِ قَلبيَ كالجَناحِ الخافِقِ
طَرباً إلَيْكَ وَلم تُبالي حَاجَتي،
ليسَ المكذبُ كالخليلِ الصادقِ
هلْ رامَ بعدَ محلنا روضُ القطا
فرويتانِ إلى غديرِ الخانقِ
ما يقحمونَ على َّ منْ متمردٍ
إلاَّ سبقت فنعمَ قومُ السابقِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:29 PM

أصَاحِ ألَيسَ اليَوْمَ مُنتَظري صَحبي
( جرير )


أصَاحِ ألَيسَ اليَوْمَ مُنتَظري صَحبي
نُحَيّي دِيارَا الحَيّ مِنْ دارَة ِ الجَأبِ
و ماذا عليهمْ أنْ يعو جوا بدمنة ٍ
عفتْ بينَ عوصاءَ الأميلحِ والنقبِ
ذكرتكَ والعيسُ العتاقُ كأنها
ببرقة ِ أحجارٍ قياسٌ منَ القضبِ
فإنْ تَمْنَعي مني الشّفاءَ فقدْ أرَى
مشارعَ للظمآنِ صافية َ الشرب
كأُمّ الطَّلا تَعتادُ، وَهْيَ غَريرَة ٌ،
بأجمدَ رهبي عاقدَ الجيدِ كالقلبِ
إذا أنا فارقتُ العذابَ وبردها
سقيتُ ملاحاً لا يعيبُ بها قلبي
وَأنّا لَنَقْري حينَ يُحْمَدُ بالقِرَى
و لمْ يبقَ نقيٌ في سلامي ولا صلبِ
إذا الأفُقُ الغَرْبيّ أمْسَى كأنّهُ
سلا فرسِ شقراءَ مكتئبَ العصبِ
و نعرفُ حقَّ النازلينَ ولمْ تزلْ
فوارسنا يحمونَ قاصية َ السربِ
على مقرباتِ هنَّ معقلُ منْ جنا
و سمُّ العدى والمنجياتِ من الكربِ
ألا رُبّ جَبّارٍ وَطِئْنَ جَبينَهُ
صَريعاً وَنَهْبٍ قد حَوَينَ إلى نَهبِ
بطخفة َ ضاربنا الملوكَ وخيلنا
عَشيّة َ بِسْطامٍ جَرَينَ على نَحْبِ
نشرفُ عادياً منَ المجدِ لمْ تزلْ
عَلالِيُّه تُبْنَى على باذِخٍ صَعْبِ
فما لمتُ قومي في البناء الذي بنوا
وَما كانَ عَنهُمْ في ذِياديَ من عتبِ
إذا قرعَ الصاقورُ متنَ صفاتنا
نبا عن دروءٍ منْ حزابيها الحدبِ
تعذرتَ يا خنزيرَ تغلبَ بعدما
علقتَ بحبلى ْ ذي معاسرة ٍ شغبِ
و إذا أنا جازيتُ القرينَ تمرستْ
حِبَالي وَرَخّى مِنْ عَلابِيّهِ جَذْبي
أتخبرُ منْ لاقيتَ أنكَ لمَ تصبْ
عِثاراً وَقد لا قَيتَ نَكبْاً على نكْبِ
ألمْ تَرَ قَيساً قَيسَ عَيْلانَ دَمّرُوا
خنازيرَ بينَ الشرعبية ِ والدربِ
عرفتمْ لهمْ عينَ البحورِ عليكمُ
وَساحة َ نجدٍ والطّوالَ من الهَضْبِ
و قد أوردتْ قيسٌ عليكَ وخندفٌ
فوارسَ هدمنَ الحياضَ التي تجبى
مصاعيبَ أمثالَ الهذيلِ رماحهمْ
بها من دماءِ القوْمِ خَضْبٌ على خَضْبِ
ستعلم ما يغنى الصليبُ إذا غدتْ
كتائبُ قيسٍ كالمهنأة ِ الجربِ
لَعَلّكَ خِنزِيرَ الكُناسَة ِ فاخِرٌ
إذا مضرٌ منها تسامى بنو الحربِ
لئنْ وضعتْ قيسٌ وخندفُ بينها
عصَا الحرْبِ ما أوْجفتَ فيها معَ الركبِ
وَلَوْ كنْتَ مَوْلى العِزّ أزْمانَ راهطٍ
شَغَبْتَ ولكنْ لا يَدَيْ لك بالشّغْبِ
تَعَرّضتَ مِن دونِ الفَرَزْدقِ مُحلِباً
فما كنتَ مَنصُوراً وَلا عاليَ الكَعبِ
تَصَلّيْتَ بالنّارِ التي يَصْطَلي بها،
فأرْداكَ فيها وافتَدى َ بكَ من حرْبي
قفيرة ُ حزبٌ للنصارى وجعثنٌ
وَأمسى َ الكِرامُ الغالبُونَ وِهم حزْبي

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:30 PM

أصْبَحَ حَبْلُ وَصْلِكُمُ رِمَامَا،
( جرير )


أصْبَحَ حَبْلُ وَصْلِكُمُ رِمَامَا،
وَمَا عَهْدٌ كَعَهْدِكِ، يا أُمَامَا
إذا سَفَرَتْ، فَمَسْفَرُهَا جَمِيلٌ،
و يرضى العينَ مرجعها اللثاما
ترى صديانَ مشرعة ً شفاءً
فجامَ وليسَ واردها وحاما
أمنيتِ المنى وخلبتِ حتى َّ
تَرَكْتِ ضَمِيرَ قَلْبي مُسْتَهَامَا
سقى الأدمى بمسبلة ِ الغوادي
وَسُلْمَانِينَ مُرْتَجِزاً رُكَامَا
سَمِعْتُ حَمَامَة ً طَرِبَتْ بِنَجْدٍ،
فما هجتَ العشية َّ يا حماما
مُطَوَّقَة ً، تَرَنَّمُ فَوْقَ غُصْنٍ،
إذا ما قلتُ مالَ بها استقاما
سقى اللهُ البشامَ وكلَّ أرضٍ
مِنَ الغَوْرَيْنِ أنْبَتَتِ البَشَامَا
كَأنّكَ لَمْ تَسِرْ بِجَنُوبِ قَوٍّ،
و لمْ تعرفْ بناظرة َ الخياما
عرفتُ منازلاً بجمادِ قوٍّ
فَأسْبَلْتُ الدّمُوعَ بِهَا سِجَامَا
وَلا أنْسَى ضَرِيّة َ وَالرِّجَامَا
وَقَدْ تَرَكَ الوَقُودُ بِهِنّ شَامَا
وقفتُ على َ الديارِ فذكرتني
عهوداً منْ جعادة َ أوْ قطاما
أظاعنة ٌ جعادة ُ لمْ تودعْ
أحبُّ الظاعنينَ ومنْ أقاما
فقلتُ لصحبتي وهمُ عجالٌ
بِذي بَقَرٍ: ألا عُوجُوا السّلامَا
صِلُوا كَنَفي الغَدَاة َ وَشَيّعُوني،
فانَّ عليكمُ منيَّ زماما
فَقَالوا: مَا تَعُوجُ بِنَا لِشَيء،
إذا لمْ تلقهمْ إلاَّ لماما
مِنَ الأُدَمَى أتَيْنَكَ مُنْعَلاتٍ
يُقَطِّعْنَ السّرَائِحَ، وَالخِدامَا
فليتَ العيسَ قدْ قطعتْ بركبٍ
و عالاً أوْ قطعنَ بنا صواما
كأنَّ حداتنا الزجلينَ هاجوا
بخبتٍ أو سماوتهِ نعاما
تخاطرُ بالأدلة أمُّ وحشٍ
إذا جَازُوا تَسُومُهُمُ الظِّلامَا
مخفقة ً تشابهُ حينَ يجري
حبابُ الماءِ وارتدتِ القتاما
تَرَى رَكْبَ الفَلاة ِ، إذا عَلَوْهَا،
على َ عجلٍ وسيرهمُ اقتحاما
إذا نَشَزَ المَخَارِمَ في ضُحَاها،
حَسِبْتَ رِعَانَهَا حُصُناً قِيَامَا
أبِيتُ اللّيْلَ أرْقُبُ كُلَّ نَجْمٍ،
مُكَابَدَة ً لِهَمّيَ وَاحْتِمَامَا
مشيتَ على َ العصا وحنونَ ظهري
و ودعتُ المواركَ والزماما
و كيفَ ولا أشدُّ حبالَ رحلٍ
أرُومُ إلى زِيارَتِكِ المَرَامَا
منَ العيديَّ في نسبِ المهاري
تُطِيرُ عَلى أخِشّتِهَا اللُّغَامَا
وَتَعْرِفُ عِتْقَهُنّ عَلى نُحُولٍ،
وَقَدْت لَحِقَتْ ثَمَائِلَهَا انْضِمَامَا
كَأنّ عَلى مَنَاخِرِهِنّ قُطْناً،
يطيرُ ويعتممنَ بهِ اعتماما
أمِيرُ المُؤمِنِينَ قَضَى بِعَدْلٍ،
أحَلَّ الحِلّ، وَاجْتَنَبَ الحَرَامَا
أتمَّ اللهُ نعتمهُ عليكمْ
وَزَادَ الله مُلْكَكُمُ تَمَامَا
و باركَ في مسيركم مسيراً
و باركَ في مقامكمُ مقاما
بِحَقّ المُسْتَجِيرِ يَخَافُ رَوْعاً،
إذا أمْسَى بِحَبْلِكَ أنْ يَنَامَا
فيا ربَّ البرية ِ أعطِ شكراً
وَعَافِيَة ً، وَأْبْقِ لَنَا هِشَامَا
و ثقنا بالنجاحِ إذا بلغنا
إمَامَ العَدْلِ وَالمَلِكَ الهُمَامَا
عطاءُ اللهِ ملككَ النصارى
وَمَنْ صَلّى لقِبْلَتِهِ، وصَامَا
تعافي السامعينَ إذا أطاعوا
و لكنَّ العصاة َ لقوا غراما
و كانَ أبوكَ قدْ علمتْ معدٌّ
يُفَرِّجُ عَنْهُمُ الكُرَبَ العِظَامَا
و قدْ وجدوكَ أكرمهمْ جدوداً
إذا نُسِبُوا، وَأثْبَتَهُمْ مَقَامَا
و تحرزُ حينَ تضربُ بالمعلى
منَ الحسبِ الكواهلَ والسناما
إلى المهديَّ نفزعُ إنْ فزعنا
وَنَسْتَسقي، بِغُرّتِهِ، الغَمَامَا
و ما جعلَ الكواكبَ أو سهيلاً
كَضَوْء البَدْرِ يَجْتَابُ الظّلامَا
و حبلُ اللهِ تعصمكمْ قواهُ
فلا تحشى لعروتهِ انفصاما
وَيَحْسَرُ مَنْ تَرَكْتَ فلَم تُكَلِّمْ،
وَيغْبَطُ مَنْ تُرَاجِعُهُ الكَلامَا
رضينا بالخليفة ِ حينَ كنا
لهُ تبعاً وكانَ لنا إماما
تباشرتِ البلادُ لكمْ بحكمٍ
أقامَ لنا الفرائضَ واستقاما
و ريشي منكمُ وهوايَ فيكمْ
وَإنْ كَانَتْ زِيَارَتُكُمْ لِمَامَا
و قيتَ الحتفَ منْ عرضِ المنايا
و لقيتَ التحية َ والسلاما
لَقَدْ عَلِمَ البَرِيّة ِ، مِنْ قُرَيْشٍ
و منْ قيسٍ مضاربهُ الكراما
نمماكَ الحارثانِ وعبدُ شمسٍ
إلى العَلْيَا، فَعِزُّكَ لَنْ يُرَامَا
سيوفُ الخالدينَ صدعنَ بيضاً
عَلى الأعْداء في لَجِبٍ وَهَامَا
وَسَيْفُ بَني المُغِيَرة ِ لَمْ يُقَصِّرْ؛
سيوفُ اللهِ دوختِ الأناما
رَأيْتُ المَنْجَنِيقَ، إذَا أصَابَتْ
بِنَاءَ الكُفْرِ، هَدّمَتِ الرُّخَامَا

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:31 PM

أصْبَحَ زُوّارُ الجُنَيْدِ وَجُنْدُهُ
( جرير )


أصْبَحَ زُوّارُ الجُنَيْدِ وَجُنْدُهُ
يحيّونَ صَلتَ الوَجهِ جَزْلاً مَوَاهبُه
بحَقِّ امرىء ٍ يَجري فيُحْسبُ سابِقاً
بنو هرمٍ وابنا سنانٍ حلائبهْ
و تلقى جنيداً يحملُ الخيلَ معلماً
على عارضِ مثلُ الجبال كتائبهْ
فيَ غمراتِ لا تزالُ عواملاً
إلى َ بابِ ملكٍ خيلهُ وبحائبهْ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:32 PM

أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا
( جرير )


أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا
وَباتُوا على طِيّاتهِمْ فتَصَدّعُوا
إذا ذُكِرَتْ شَعْثَاءُ طَارَ فُؤادُهُ
لطيرِ الهوى وارفضتْ العينُ تدمعَ
تَمَنّى هَوَاهَا مِنْ تَعَلُّلِ بَاطِلٍ،
و تعرضُ حاجاتُ المحبَّ فتمنع
وَلَوْ أنّهَا شَاءتْ لَقَدْ بَذَلَتْ لَهُ
شراباً بهِ يروى الغليلُ وينقعُ
و شعثٍ على خوصٍ دقاقٍ كأنها
قِسِيٌّ مِنَ الشِّرْيانِ تُبَرَى وَتُرْقَعُ
إذا رفعوا طيَّ الخباءِ رأيتهُ
كَضَارِبِ طَيْرٍ في الحِبالَة ِ يَلْمَعُ
ترى القومَ فيهِ ممسكينَ بجانبٍ
وَللرّيحِ مِنْهُ جَانِبٌ يَتَزَعْزَعُ
ألا يا لقومٍ لا تهدكمْ مجاشعٌ
فَأصْلَبُ مِنها خَيْزُرَانٌ وَخِرْوَعُ
فَهُمْ ضَيّعوا الجارَ الكَرِيمَ، وَلا أرَى
كَحُرْمَة ِ ذاكَ الجارِ جَاراً يُضَيَّعُ
تقولُ قريشٌ بعدَ عدرِ مجاشعٍ
لحَى الله جِيرَانَ الزّبَيرِ وَرَجّعُوا
فلوْ أنَّ يربوعاً دعى إذْ دعاهمُ
لآبَ جَمِيعاً رَحْلُهُ المُتَمَزِّعُ
فَأدُّوا حَوَارِيَّ الرّسُولِ وَرَحْلَهُ
إلى أهْلِهِ ثمّ افخَرُوا بَعدُ أوْ دَعُوا
ألمْ تَرَ بَيْتَ اللّؤمِ بَينَ مُجَاشِعٍ
مقيماً إلى أنْ يمضيَ الدهرُ أجمعُ
علونا كما تعلو النجومُ عليهمُ
وَقَصّرَ حَتى ما لكَفّيْهِ مَدْفَعُ
فانْ تسألوا حيَّ نزارٍ تنبئوا
إذا الحربُ شالتْ منْ يضروُّ وينفعُ
وَإنَا لَنَكفي الخُورَ لَوْ يَشكُرُونَنا
ثَنَايَا المَنَايَا، وَالقَنَا يَتَزَعزَعُ
نحلُّ على َ الثغرِ المخوفِ وأنتمُ
سَرَابٌ عَلى قِيقَاءة ٍ يَتَرَبَعُ
وَتَفِيكَ عَمرٌو عَنْ حِماها وَعامرٌ
فما لكَ إلاَّ عندَ كيركَ مطبعُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:32 PM

أعوذُ باللهِ العزيزِ الغفارْ
( جرير )


أعوذُ باللهِ العزيزِ الغفارْ
و بالامامِ العدلِ غيرِ الجبارْ
مِنْ ظُلْمِ حِمّانَ وَتخرِيبِ الدّارْ
فاسألْ بني صحبٍ ورهطِ الجرار
و السلميينَ العظامِ الأخطارْ
وَالقُرَشييّنَ ذَوِي السَّيحِ الجارْ
هلْ كانَ قبلَ حفرنا منْ محفارْ
أو كانَ منْ وردٍ بهِ أو إصدارْ
حَفَرْتُها وَهيَ كِناسُ البَقّارْ،
مقفرة ُ الجوفِ أشدَّ الاقفار
يمشي بها كلُّ موشى بربار
موشمُ الأكرعِ فيها جار
يهزُّ روقية ِ كهزَّ الأسوارْ
تكسرُ المنقارَ بعدَ المنقارْ
بعددمِ الكفَّ ونزعِ الأظفارْ
يَصْهَلنَ في الجُبّ صَهيلَ الأمهارْ
في الجبلِ الأصمَّ غيرِ الخوارْ
فَسَائِلِ الجِيرَانَ عَن جارِ الدّارْ
فالجَارُ قَدْ يَعلَمُ أخبْارَ الجَارْ،
و احكمْ على تبينٍ واستبصارْ
يا لَيْتَنَا وَنَمِرَ بْنَ أنْمَارْ،
و الهوبرَ بنَ الهنبرَ بنِ اليهبارْ
عندَ مُصَلّى البَيتِ دُونَ الأستارْ،
مَقام إبْرَاهيمَ حَيثُ الأحْجَارْ
و يرفعُ السترَ بنو عبدٍ الدارْ
ثمَّ حفنا بالعزيزِ الغفارْ
فلقى الكاذبَ فوارُ النارِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:33 PM

أغَرّتْنَا أُمَامَة ُ، فَافْتَحَلْنَا
( جرير )


أغَرّتْنَا أُمَامَة ُ، فَافْتَحَلْنَا
أُمَامَة َ، إذْ تُنُجّبَتِ الفُحُولُ
إذا ما كانَ فحلكَ فحلَ سوءٍ
خلجتَ الفحلَ أوْ لؤمَ الفصيل

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:34 PM

أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ
( جرير )


أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ
وَلَجَّتْ في مُباعَدَة ٍ غَضُوبُ
أكلَّ الدهرْ يؤيسُ منْ رجالكم
عدوٌّ عندَ بابكِ أو رقيبُ
و كيفَ ولا عداتكِ ناجزاتٌ
و لا مرجوُّ نائلكمْ قريبُ
فَلا يُنْسى َ سَلامُكُمُ عَلَيْنَا
و لا كفٌّ أشرتِ بها خضيبُ
مع الهجرانِ قطعَ كلَّ وصل
هوى متباعدٌ ونوى شعوبُ
لقد بعثَ المهاجرَ أهلُ عدلٍ
بعهدٍ تطمنُّ بهِ القلوبُ
تَنَجّبَكَ الخَليفَة ُ غَيَر شَكٍّ
فساس الأمرَ منتجبٌ نجيبُ
يُنَكَّلُ بالمُهاجِرِ كُلُّ رعاص،
وَيُدْعى َ في هَواكَ فيَستَجيبُ
فحكمكَ يا مهاجرُ حكمُ عدلٍ
و لو كرهَ المنافقُ والمريبُ
إذا مَرِضتْ قُلوبُهُمُ شَفاهُمْ
نطاسيٌّ بدائهمْ طبيبُ
يقولُ لنا علانية ً فترضى
وَفي النّجوَى أخُو ثِقَة ٍ أرِيبُ
يُقَصَّرُ دونَ باعِكَ كُلُّ باعٍ
و يحصر دونَ خطبتكَ الخطيبُ
و ندعو أن تصاحبَ كلَّ مجرٍ
و ندعو بالايابِ إذا تؤوبُ
كَأنّ البَدْرَ تَحْمِلُهُ المَهَارَى
غَوارِبُهُنّ وَالصّفحاتُ شِيبُ
يخالجنَ الأزمة َ لا قلاصٌ
و لا شهبٌ مشافرهنَّ نيبُ
لَقَدْ جاوَزْتَ مكْرُمَة ً وَعِزّاً،
فلا مقصى المحل ولا غريبُ
تبينَ حينَ تجتمعُ النواصي
علينا منْ كرامتكمْ نصيبُ
أبَيْتُ فَلا أُحبّ لكُمْ عَدُوّاً،
وَلا أنَا في عدُوّكُمُ حَبيبُ
بَنُو البَزَرَى فَوارِسُ غيرُ مِيلٍ،
إذا ما الحربُ ثارَ لها عكوبُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:35 PM

أقبلنَ منَ جنبيْ فتاخٍ وإضمْ
( جرير )


أقبلنَ منَ جنبيْ فتاخٍ وإضمْ
عَلى قِلاصٍ مِثْلِ خِيطانِ السَّلَمْ
قَدْ طُوِيَتْ بُطُونُها طَيَّ الأدَمْ،
بعدَ انفضاجِ البدنِ واللحمِ الزيمَ
إذا قطعنَ علماً بدا علمْ
فَهُنّ، بَحثاً، كَمُضِلاتِ الخَدَمْ
حتى تناهينَ إلى َ بابِ الحكمْ
خَليفَة ِ الحَجّاجِ، غَيْرِ المُتّهَمْ
في ضِئْضِىء المَجْدِ وَبؤبؤ الكَرَمْ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:36 PM

أقولُ لأصحابي أربعوا منْ مطيكمْ
( جرير )


أقولُ لأصحابي أربعوا منْ مطيكمْ
فَيَوْمٌ لَنَا، بالقَرْيَتَينِ، ظَلِيلُ
أُحِبّ مِنَ الفِتْيَانِ مِثلَ مُحَرِّقٍ،
و شيبانَ إنَّ الكاملين قليلُ
فإنْ يَشْهَدَا يَوْمَ الحَفيظَة ِ يَطعُنا،
وَإنْ يَكُ سُؤلٌ فالعَطَاء جَزِيلُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:37 PM

أقَمْنَا وَرَبّتْنَا الدّيَارُ، وَلا أرَى
( جرير )


أقَمْنَا وَرَبّتْنَا الدّيَارُ، وَلا أرَى
كَمَرْبَعِنَا بَينَ الحَنِيَّينِ مَرْبَعَا
ألاَ حبَّ بالوادي الذي ربما نرى
به مِنْ جَميعِ الحَيّ مَرْأًى وَمَسمَعَا
ألا لا تَلُومَا القَلْبِ أنْ يَتَخَشّعَا،
فقدْ هاجتِ الأحزانُ قلباً مفزعاً
وَجودَا لهِنْدٍ بِالكَرَامَة ِ مِنْكُمَا،
وَمَا شِئْتُمَا أنْ تَمْنَعَا بَعدُ فامنَعَا
وَمَا حَفَلَتْ هِنْدٌ تَعَرُّضَ حاجَتي
وَلا نَوْمَ عَيْنيّ الغِشاشَ المُرَوَّعَا
بِعَيْني مِنْ جَارٍ عَلى غُرْبَة ِ النّوَى
أرَادَ بِسُلْمَانِينَ بَيْناً فَوَدّعَا
لَعلّكَ في شَكٍّ مِنَ البَينِ بَعدَمَا
رأيتَ الحمامَ الورقَ في الدارِ وقعا
كأنّ غَماماً في الخُدورِ التي غَدَتْ
دنا ثمَّ هزتهُ الصبا فترفعا
فليتَ ركابَ الحيَّ يومَ تحملوا
بحَوْمَانَة ِ الدَّرّاجِ أصْبَحْنَ ظُلَّعَا
بني مالكٍ إنَّ الفرزدقَ لمْ يزل
فَلُوَّ المِخازِي من لَدُنْ أنْ تَيَفَّعَا
رميتُ ابنِ ذي الكيرين حتى تركتهُ
قَعُودَ القَوَافي ذا عُلُوبٍ مُوَقَّعا
وفقأتُ عيني غالبٍ عندَ كيرهِ
وَأقلَعتُ عن أنفِ الفَرَزْدَقِ أجْدَعَا
مددتُ لهُ الغاياتِ حتى نخستهُ
جَرِيحَ الذُّنَابَى فانيَ السّنّ مُقْطَعَا
ضَغَا قِرْدُكمْ لمّا اختَطَفتُ فؤادَهُ،
وَلابنِ وَثِيلٍ كانَ خَدُّكَ أضْرَعَا
وَمَا غَرّ أوْلادُ القُيُونِ مُجاشِعاً
بذي صولة ٍ يحمى العرينَ الممنعا
وَيَا لَيتَ شِعرِي ما تَقُولُ مُجاشِعٌ
و لمْ تتركْ كفاكَ في الفوسِ منزعا
وَأيّة ُ أحْلامٍ رَدَدْنَ مُجاشِعاً،
يعلونَ ذيفاناً منَ السمَّ منقعا
ألا رُبّمَا بَاتَ الفَرَزْدَقُ قَائِماً
على َ حرَّ نارٍ تتركُ الوجهَ أسفعا
و كانَ المخازي طالما نزلتْ بهِ
فيصبحُ منها قاصرَ الطرفِ أخضعا
و إنَّ ذيادَ الليلِ لا تستطيعهُ
و لا الصبحُ حتى يستنيرَ فيسطعا
تَرَكْتُ لكَ القَيْنَينِ قِيْنيْ مُجاشعٍ
وَلا يأخُذانِ النّصْفَ شَتى وَلا مَعَا
و قدْ وجداني حينَ مدتْ حبالنا
أشَدَّ مُحاماة ً، وَأبْعَدَ مَنْزَعَا
و إني أخو الحربِ التي يصطلى بها
إذا حَمَلَتْهُ فَوْقَ حالٍ تَشَنَّعَا
و أدركتُ منْ قد كانَ قبلي ولمْ أدعْ
لمنْ كانَ بعدي في القصائدِ مصنعا
تفجعَ بسطامٌ وخبرهُ الصدى
وَمَا يَمْنَعُ الأصْداءَ ألاّ تَفَجَّعَا
سيتركُ زيقٌٌ صهر آلِ مجاشعٍ
وَيَمْنَعُ زِيقٌ مَا أرَادَ لِيَمْنَعَا
أتَعْدِلُ مَسْعُوداً وَقَيْساً وَخَالِداً
بأقيانِ ليلى لا ترى لكَ مقنعا
و لما غررتمْ منْ أناسٍ كريمة ٍ
لؤمتمْ وضقتمْ بالكرائمِ أذرعا
فلوْ لمْ تلاقوا قومَ حدراءَ قومها
لو سدها كيرُ القيونِ المرقعا
رأى القينُ أختانَ الشناءة ِ قد جنوا
منَ الحربِ جرباءَ المساعرِ سلفعا
وَإنّكَ لَوْ رَاجَعْتَ شَيبانَ بَعْدَهَا
لأبتَ بمصاومِ الخياشمِ أجدعا
إذا فوزتْ عنْ نهرَ بينَ تقادفت
بحدراءَ دارٌ لا تريدُ لتجمعا
و اضحتْ ركابُ القينِ منْ خيبة ِ السرى
و نقلِ حديد القينِ حسرى وظلعا
وَحَدْرَاءُ لَوْ لمْ يُنْجِها الله بُرّزَتْ
إلى شَرّ ذي حَرْثٍ دَمَالاً وَمَزْرَعَا
و قدْ كانَ نجساً طهرتْ منْ جماعهِ
و آبَ إلى شرَّ المضاجعِ مضجعا
حُمَيْدَة ُ كانَتْ للفَرَزُدَقِ جارَة ً
يُنَادِمُ حَوْطاً عِنْدَهَا وَالمُقَطَّعَا
سأذكرُ ما لمْ تذكروا عندَ منقرٍ
وَأثْني بِعَارٍ مِنْ حُمَيدَة َ أشْنَعَا
تُلاقي لِيرْبُوعٍ إيَادَ أرُومَة ٍ،
دَعاكُمْ حَوَاريُّ الرّسُولِ فكُنْتُمُ
عَضَارِيطَ يا خُشبَ الخِلافِ المُصرَّعَا
أغَرّكَ جَارٌ ضَلّ قَائِمُ سَيْفِهِ،
فلا رجعَ الكفينِ إلاَّ مكنعا
و آبَ ابنُ ذيالٍ جميعاً وأنتمُ
تعدونَ غنماً رحلهُ المتمزعا
فلا تدعُ جاراً منْ عقالٍ ترى لهُ
ضواغطَ يلثقنَ الازارَ وأضرعا
فَلا قَيْن شَرٌّ مِنْ أبي القَينِ مَنزِلاً
وَلا لُؤمَ إلاّ دونَ لؤمِكِ، صَعصَعَا
تعدونَ عقرْ النيب أفضلَ سعيكمْ
بنى ضوطري هلاَّ الكميَّ المقنعا
وَتَبكي على ما فاتَ قَبْلَكَ دارِماً،
وَإنْ تَبكِ لا تَترُكْ بعَينِكَ مَدمَعَا
لعَمْرُكَ ما كانَتْ حُمَاة ُ مُجاشعٍ
كراماً ولا حكامُ ضبة َ مقنعا
أتَعْدِلُ يَرْبوعاً خَنَاثَى مُجاشِعٍ
إذا هُزّ بِالأيْدي القَنَا، فَتَزَعْزَعَا
وَجَدتَ ليَرْبوعٍ، إذا ما عجَمتَهُم،
مَنَابِتَ نَبْعٍ لمْ يُخالِطْنَ خِرْوَعَا
هُمُ القَوْمُ لَوْ باتَ الزّبَيرُ إلَيْهمُ
لما باتَ مفلولاً ولاَ متطلعا
وَقَدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ سُيوفَنَا
عَجَمنَ حديدَ البَيضِ حتى تصَدّعَا
ألا رُبّ جَبّارٍ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ،
سقيناهُ كأسَ الموتِ حتى تضلعا
نقودُ جياداً لمْ تقدها مجاشعٌ
تكُونُ مِنَ الأعْداء مَرْأًى ومَسمعَا
تَدارِكْنَ بِسطاماً فأُنْزِلَ في الوَغَى
عِنَاقاً وَمَالَ السّرْجُ حتى تَقَعْقَعَا
دَعا هانىء ٌ بَكْراً وَقَد عَضّ هانِئاً
عرى الكبلِ فينا الصيفَ والمتربعا
وَنَحنُ خَضَبْنَا لابنِ كَبْشَة َ تاجَهُ
وَلاقَى امْرَأً في ضَمّة ِ الخيلِ مصْقَعَا
و قابوسَ أعضضنا الحديدَ ابنَ منذرٍ
و حسانَ إذْ لا يدفعُ الدلَّ مدفعا
و قدْ جعلتْ يوماً بطخفة َ خيلنا
مَجَرّاً لذي التّاجِ الهُمامَ وَمَصرَعَا
و قدْ جربَ الهرماسُ أنَّ سيوفنا
عضضنَ برأسِ الكبشِ حتى َّ تصدعا
و نحنُ تداركنا بحيراً وقدْ حوى
نهابَ العنابينِ الخميسُ ليربعا
فعاينَ بالمروتِ أمنعَ معشرٍ
صَرِيخَ رِياحٍ، وَاللّوَاءَ المُزَعْزَعَا
فوارسَ لا يدعونَ يالَ مجاشعٍ
إذا كانَ يَوْماً ذا كوَاكبَ أشْنَعَا
و منا الذي أبلى صدى َّ بنَ مالكٍ
و نفرَ طيراً عنْ جعادة َ وقعا
فَدَعْ عَنْكَ لَوْماً في جُعادَة َ، إنّمَا
وصلناهُ إذْ لاقى َ ابنَ بيبة َ أقطعا
ضربنا عميدَ الصمتينِ فأعولتْ
دعائمَ عرشِ الحيَّ أنْ يتضعضعا
وَلَوْ شَهِدَتْ يَوْمَ الوَقيطَينِ خَيلُنا
لما قاظتِ الأسرى القطاطَ ولعلعا
ربعنا وأردفنا الملوكَ فظللوا
وِطَابَ الأحَاليبِ الثُّمَامَ المُنَزَّعَا
فتلكَ مساعٍ لم تنلها شجاشعٌ
سبقتَ فلا تجزعْ منَ الموتِ مجزعا

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:41 PM

أقِلّي اللّوْمَ عاذلَ وَالعِتابَا
( جرير )


أقِلّي اللّوْمَ عاذلَ وَالعِتابَا
وقولي، إنْ أصَبتُ، لقَد أصَابَا
أجِدَّكَ ما تَذَكَّرُ أهْلَ نَجْدٍ
و حيا طالَ ما انتظروا الايابا
بَلى فارْفَضّ دَمْعُكَ غَيرَ نَزْرٍ،
كما عينتَ بالسربِ الطبابا
و هاجَ البرقُ ليلة َ أذرعاتٍ
هوى ما تستطيعُ لهُ طلابا
فقلتُ بحاجة ٍ وطويتُ يكادُ منهُ
ضَمِيرُ القَلْبِ يَلتَهِبُ التِهابَا
سألْنَاها الشّفَاءَ فَما شَفَتْنَا؛
و منتنا المواعدَ والخلابا
لشتانَ المجاورَ ديرَ أروى
وَمَنْ سَكَنَ السّليلَة َ وَالجِنابَا
أسِيلَة ُ مَعْقِدِ السِّمْطَينِ مِنها
فقلْتُ بحاجِة ٍ وَطَوَيْتُ أُخْرَى
وَلا تَمْشِي اللّئَامُ لَهَا بسِرٍّ،
و لا تهدى لجارتها السبابا
وَفي فَرْعَيْ خُزَيمَة َ، أنْ أُعَابَا
شعابَ الحبّ إنَّ لهُ شعابا
فهَاجَ عَليّ بيْنَهُمَا اكْتِئابَا
تبينَ في وجوههم اكتئابا
إذا لاقَى بَنُو وَقْبَانَ غَمّاً،
شددتُ على أنوفهمِ العصابا
تَنَحّ، فَإنّ بَحْري خِنْدِفيٌّ،
وَأحْرَزْنَا الصّنائَعَ والنِّهَابَا
لنا تحتَ المحاملِ سابغاتٌ
أعُزُّكَ بالحِجازِ، وَإنْ تَسَهّلْ
وَذي تَاجٍ لَهُ خَرَزاتُ مُلْكٍ،
سَلَبْنَاهُ السُّرادِقَ وَالحِجَابَا
ألا قبحَ الالهُ بني عقال
وَزَادَهُمُ بغَدْرِهِمُ ارْتِيابَا
أجِيرانَ الزّبَيرِ بَرِئْتُ مِنْكُمْ
فَلا وَأبِيكَ ما لاقَيتُ حَيّاً
لقدْ عزَّ القيونُ دماً كريماً
و رحلاً ضاعَ فانتهبَ انتهابا
وَقَدْ قَعِسَتْ ظُهُورُهُمُ بخَيْلٍ
تجاذبهمْ أعتها جذابا
علامَ تقاعسونَ وقدْ دعاكمْ
أهانكمُ الذي وضعَ الكتابا
تعَشّوا مِنْ خَزيرِهِمُ فَنَامُوا
و لمْ تهجعْ قرائبهُ انتخاباً
أتَنْسَوْنَ الزّبَيرَ وَرَهْطَ عَوْفٍ،
و جعثنَ بعدَ أعينَ والربابا
ألمْ ترَ أنَّ جعثنَ وسط سعدٍ
تسمى َّ بعدَ فضتها الرحابا
وَأعْظَمنَا بغَائِرَة ٍ هِضَابَا
كأنَّ على مشافرهِ جبابا
وَخُورُ مُجاشِعٍ تَرَكُوا لَقِيطاً
وَقالوا: حِنْوَ عَينِكَ وَالغُرَابَا
وَأضْبُعُ ذي مَعارِكَ قَدْ علِمْتمْ
لَقِينَ بجَنْبِهِ العَجبَ العُجَابَا
وَلا وَأبيكَ ما لهُم عُقُولٌ؛
و لا وجدتْ مكاسرهم صلابا
وَلَيْلَة َ رَحْرَحانَ تَرَكْتَ شِيباً
و شعثاً في بيوتكم سغابا
رَضِعتُمْ، ثمّ سالَ على لِحاكُمْ،
ثعالة َ حيثُ لمْ تجدوا شرابا
تَرَكْتُمْ بالوَقيطِ عُضارِطاتٍ،
تُرَدِّفُ عِندَ رِحْلَتِها الرّكابَا
لَقَدْ خَزِيَ الفَرَزْدَقُ في مَعَدٍّ
فأمسَى جَهدُ نُصرَتِهِ اغْتِيابَا
وَلاقَى القَينُ والنَّخَباتُ غَمّاً
تَرَى لوُكُوفِ عَبرَتِهِ انصِبَابَا
فما هبتُ الفرزدقَ قد علمتمْ
وَما حَقُّ ابنِ بَرْوَعَ أنْ يُهابَا
أعَدّ الله للشّعَراءِ مِنّي
صواعقَ يخضعونَ لها الرقابا
قرنتُ العبدَ عبد بني نميرٍ
بدَعوى َ يالَ خِندِفَ أنْ يُجَابَا
أتَاني عَنْ عَرادَة َ قَوْلُ سُوءٍ
فلا وأبي عرادة َ ما أصابا
لَبِئْسَ الكَسْبُ تكسِبُهُ نُمَيرٌ
إذا استأنوكَ وانتظروا الايابا
أتلتمسُ السبابَ بنو نميرٍ
فقدْ وأبيهمْ لاقوا سبابا
أنا البازي المدلُّ على نميرٍ
أتحتُ منَ السماء لها انصبابا
إذا عَلِقَتْ مَخالِبُهُ بقِرْنٍ،
أصابَ القلبَ أو هتكَ الحجابا
ترَى الطّيرَ العِتاقَ تَظَلّ مِنْهُ
جَوَانحَ للكَلاكِلِ أنْ تُصَابَا
فَلا صَلّى الإلَهُ عَلى نُمَيرٍ،
و لا سقيتْ قبورهمُ السحابا
وَخَضْراءِ المَغابِنِ مِنْ نُمَيرٍ،
يَشينُ سَوادُ مَحجِرِها النّقابَا
إذا قامَتْ لغَيرِ صَلاة ِ وِتْرٍ،
بُعَيْدَ النّوْمِ، أنْبَحَتِ الكِلابَا
و قدْ جلتْ نساءُ بني نميرٍ
و ما عرفتْ أناملها الخضابا
إِذا حَلّتْ نساءُ بَني نُمَيرٍ
على تِبراكَ خَبّثتِ التّرَابَا
و لوْ وزنتْ حلومُ بني نميرٍ
على الميزانِ ما وزنتْ ذبابا
فصبراً ياتيوسَ بني نميرٍ
فإنَّ الحربَ موقدة ٌ شهابا
لَعَمْرُ أبي نِسَاءِ بَني نُمَيرٍ،
لَسَاءَ لَها بمَقْصَبَتي سِبَابَا
سَتَهْدمُ حائِطَيْ قَرْماءَ مِنّي
قوافٍ لا أريدُ بها عتابا
دخلنَ قصورَ يثربَ معلماتٍ
و لمْ يتركنَ منْ صنعاءَ بابا
تطولكمُ حبالُ بنيب تميمٍ
وَيَحمْي زَأرُها أجَماً وَغَابَا
ألمْ نعتقْ بني نميرِ
فلا شكراً جزينْ ولا ثوابا
إذا غَضِبَتْ عَلَيكَ بَنُو تَميمٍ
و قد فارت أباجلهُ وشابا
أعدُّ لهُ مواسمَ حامياتٍ
فَيَشْفي حَرُّ شُعْلَتِها الجِرابَا
فغض الطرفَ إنكَ من نميرٍ
فلا كعبا بلغتَ ولا كلابا
أتَعْدِلُ دِمْنَة ً خَبُثَتْ وَقَلتْ
إلى فَرْعَينِ قَد كَثُرا وَطَابَا
و حقَّ لمن تكنفهُ نميرٌ
وَضَبّة ُ، لا أبَا لكَ، أنْ يُعابَا
فَلَوْلا الغُرّ مِنْ سَلَفَيْ كِلابٍ
و كعبٍ لاغصبتكم اغتصابا
فإنّكُمُ قَطِينُ بَني سُلَيْمٍ،
تُرَى بُرْقُ العَبَاءِ لكُمْ ثِيابَا
إذاً لَنَفَيْتُ عَبدَ بَني نُمَيرٍ،
وَعَلّي أنْ أزيدَهُمُ ارتِيابَا
فَيَا عَجَبي! أتُوعِدُني نُميرٌ
بِراعي الإبْلِ يَحْتَرِشُ الضِّبابَا
لَعَلّكَ يا عُبَيدُ حَسِبْتَ حَرْبي
تقلدكَ الأصرة َ والغلابا
إذا نهضَ الكرامُ إلى المعالي
نهضتَ بعلبة ٍ وأثرتَ نابا
تحنُّ لهُ العفاسُ إذا أفاقتْ
وتَعْرِفُهُ الفِصَالُ إذا أهَابَا
فَأْوْلِعْ بالعِفاسِ بَني نُميَرٍ،
كَمَا أوْلَعْتَ بالَّدبَرِ الغُرَابَا
و بئسَ القرضُ عند قيسٍ
تهيجهمُ وتمتدحُ الوطابا
وَتَدْعُو خَمْشَ أمّكَ أنْ تَرانَا
نُجُوماً لا تَرُومُ لهَا طِلابَا
فلَنْ تَسطيعَ حَنظَلَتي وَسُعدى َ
وَلا عَمْرَى بَلَغتَ وَلا الرِّبَابَا
قرومٌ تحملُ الأعباءَ عنكمْ
إذا ما الأمْرُ في الحَدَثَانِ نَابَا
هُمُ مَلَكوا المُلوكَ بذاتِ كَهفٍ
و همْ منعوا منَ اليمنِ الكلابا
فَلا تَجزَعْ فإنّ بَني نُميرٍ
كأقْوَامٍ نَفَحْتَ لَهُمْ ذِنَابَا
شَياطِينُ البِلادِ يَخَفْنَ زَأرِي،
وَحَيّة ُ أرْيَحَاءَ ليَ اسْتَجَابَا
تَرَكْتُ مُجاشِعاً وَبَني نُمَيرٍ،
كدارِ السوءِ أسرعتِ الخرابا
ألَمْ تَرَني وَسَمْتُ بَني نُمَيرٍ
وَزِدْتُ على أُنوفِهِمُ العِلابَا
اليك اليكَ عبدَ بني نميرٍ
وَلَمّا تَقْتَدِحْ مِنّي شِهَابَا

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:42 PM

أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ
( جرير )


أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ
كَأنّ خَبَالي بَعْدَ بُرْءٍ مُرَاجعي
قفا نعرفِ الربعينِ بينَ مليحة ٍ
و برقة ِ سلمانينَ ذاتِ الأجارعِ
سقى الغيثُ سلمانينَ والبرقَ العلا
إلى كُلّ وادٍ منْ مُلَيْحَة َ دافعِ
أرَجَّعتَ منْ عِرفَانِ رَبْعٍ كَأنّهُ
بَقيّة ُ وَشْمٍ في مُتُونِ الأشاجعِ
متى أنتَ مهتاجٌ بحلمكَ بعدما
وَصَلْتَ به حَبْلَ القَرين المُنازِعِ
إذا ما رَجا الظّمْآنُ وِرْدُ شَريعَة ٍ
ضربنَ حبالَ الموتِ دونَ الشرائعِ
إذا قلنَ ليستْ للرجال أمانة ٌ
و فيناً فلمْ ننقضْ عهود الودائعِ
سقينَ البشامَ المسكَ ثمَّ رشفنهُ
رشيفَ الغريرياتِ ماءَ الوقائعِ
لَقَدْ هاجَ هذا الشّوْقُ عَيناً مَريضَة ً،
و نوحُ الحمامِ الصادحاتِ السواجِ
فذَكّرنَ ذا الإعوَالِ وَالشّوْقِ ذِكرَه
فهيجنَ ما بينْ الحشا والأضالعِ
ألمْ تكُ قد خبّرْتَ إن شَطّتِ النّوَى
بأنكَ يوماً غدها غيرُ جازعِ
فلَمّا استَقَلّوا كدتَ تَهْلِكُ حسرَة ً
وَرَاعَتْكَ إحدَى المُفْظِعات الرّوَائعِ
سَمَتْ بيَ منْ شَيْبانَ أُمٌّ نَزيعَة ٌ
كذلكَ ضربُ المنجياتِ النزائعِ
فلما سقيتُ السمَّ خنزيرَ تغلبٍ
أبَا مالكٍ جَدّعتُ قَينَ الصّعاصعِ
رَمَيْتُ ذَوي الأضْغَان حتى تَناذَرُوا
حمايَ وألقى قوسهُ كلُّ نازعِ
فَإنّي بِكَيّ النّاظرَيْنِ كلَيْهمَا
طبيبٌ وأشفى منْ نسا المنظالعِ
إذا ما استَضَافَتْني الهُمومُ قَرَيْتُهَا
زِمَاعي وَليْلَ الذّاملات الهَوَابِع
حَرَاجيجَ يُعْلَفْنَ الذَّميلَ كَأنّها
مَعَاطِفُ نَبْعٍ أوْ حَنيُّ الشّرَاجعِ
إذا بَلّغَ الله الخَليفَة َ لَمْ تُبَلْ
سقاطَ الرزايا منْ حسيرٍ وظالعِ
سَمَوْنَا إلى بَحْرِ البحُورِ وَلمْ نَسِرْ
إلى ثَمَدٍ مِنْ مُعْرِضِ العَينِ قاطعِ
تَؤمّ عِظامَ الجَمّ، عادِيَة َ الجَبَا،
على الطّرُقِ المُستَوْرَداتِ المَهايعِ
فَلَمّا التَقَى وَفْدَا مَعَدٍّ عَرَضْتَهُم
بسِجْلَينِ مِنْ آذيّكَ المُتَدافِعِ
و أنتَ ابنُ أعياصِ في متمنعٍ
مقايسة ً طالتْ مدادَ المذارعِ
فلما تسربلتَ الخلافة َ أقبلتْ
عليكَ بأبوابِ الأمورِ الجوامعِ
تبحجَ هذا الملكُ في مسقرهِ
فَلَيْسَ إلى قَوْمٍ سِوَاكُمْ بِراجعِ
و ضاربتمُ حتى شفيتمْ منَ العمى
قُلُوباً وَحتى جازَ نَقْشُ الطّوَابِعِ
فَقَدْ سَرّني أنْ لا يَزَالَ يَزِيدُكُمْ
يسيرُ بأمرِ الأمة ِ المتتابعِ
أتَتْكَ قُرَيْشٌ لاجِئِينَ وَغَيرُهُمْ
إلى كُلّ دِفءٍ من جنَاحِكَ وَاسعِ
وَيَرْجُو أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَسَيْبَهُ
مَرَاضيعُ مثلُ الرّيشِ سُفْعُ المُدامعِ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:42 PM

ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ
( جرير )


ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ
أفقْ ربما ينأى هواكَ ويسعفُ
ظَلِلتَ وَقد خبّرْتَ أن لَستَ جازِعاً
لرَبْعٍ بِسَلْمَانِينَ عَيْنُكَ تَذْرِفُ
و تزعمُ أنَّ البينَ لا يشعفُ الفتى
بَلى ! مثلَ بيني يَوْمَ لُبنانَ يَشعَفُ
وَطالَ حِذارِي غُرْبَة َ البَينِ وَالنّوَى
و أحدوثة ٌ منْ كاشحٍ يتقوفُ
و لة ْ علمتْ علمي أمامة ُ كذبتْ
مَقَالَة َ مَنْ يَنْعى عَليّ، وَيعْنُفُ
بأهلي أهلُ الدارِ إذْ يسكونها
و جادكِ منْ دارٍ ربيعٌ وصيف
سَمعتُ الحَمام الوُرْقَ في رَوْنَق الضّحى
بذي السّدرِ مِن وَادي المَرَاضَينِ تهتفُ
نظرتُ ورائي نظرة ً قادها الهوى
وَألْحي المَهارَى يَوْمَ عُسفانَ ترْجُفُ
تَرَى العِرْمِسَ الوَجناءَ يَدمى أظَلُّها،
و تحذي نعالاً والمناسمُ رعفَّ
مددنا لذاتِ البغي حتى َّ تقطعتْ
أزابيها والشدقميُّ المعلفَّ
ضَرَحْنَ حصَى المَعزَاء حتى عُيُونُها
مُهججة ٌ أبْصَارُهُنّ، وَذُرَّفُ
كأنَّ ديارا بينَ أسنمة ِ النقا
و بينَ هذاليلِ النحيزة ِ مصحفَ
فلستُ بناسٍ ما تغنتْ حمامة ٌ
وَلا ما ثوَى بينَ الجَناحَينِ زَفْزَفُ
دِياراً مِنَ الحيّ الذيِنَ نُحِبّهُمْ
فَما للمَخازِي عَن قُفَيرَة َ مَصرَفُ
هُمُ الحيّ يرْبُوعٌ تعادى جِيادُهُمْ
على الثّغْرِ وَالكافُونَ ما يُتخوَّفُ
عليهم منَ الماذي كلُّ مفاضة ٍ
دلاصٍ لهاذيلٌ حصينٌ ورفرفَ
وَلا يَسْتوِي عَقْرُ الكَزُومِ بَصوْأرٍ،
وَذو التّاجِ تحْتَ الرّاية ِ المُتسَيِّفُ
و مولى تميمٍ حينَ يأوى إليهمِ
و إنْ كانَ فيهمْ ثروة ُ العزَّ منصفُ
بني مالكٍ جاءَ القيونُ بمقرفٍ
إلى َ سابقٍ يجري ولا يتكلفُ
و ما شهدتْ يومَ الايادِ مجاشعٌ
و ذا نجبٍ يومَ الأسنهة ِ ترعفُ
فوارسنا الحواطُ السرحُ دونهمْ
لَقدْ مُدّ للقينِ الرّهانُ فرَدّهُ،
عنِ المَجدِ، عِرْقٌ من قُفَيرَة َ مُقرِفُ
لحى الله مَنْ ينْبُو الحُسامُ بكفّهِ
و منْ يلجُ الماخورَ في الحجلِ يرسفُ
ترَفّقْتَ بالكِيرَينِ قينِ مُجاشِعٍ،
و أنتَ بهزَّ المشرفية ِ أعنفُ
و تنكرُ هزَّ المشرفيَّ يمينهُ
وَيعْرِفُ كفّيْهِ الإناءُ المُكتَّفُ
وَلوْ كُنتَ مِنّا يا ابنَ شِعرَة َ ما نبا
بكفيكَ مصقولُ الحديدة ِ مرهفُ
عرفتمْ لنا العزَّ السوابقَ قبلكمْ
وكانَ لقيْنَيكَ السُّكَيتُ المُخَلَّفُ
أنَا ابنُ سَعدٍ وَعَمروٍ وَمَالِكٍ،
و دفكَ منْ نفاخة ِ الكيرِ أجنفُ
ألمَ ترَ أنَّ اللهَ أخزى مجاشعاً
إذا ضَمّ أفْوَاجَ الحَجيجِ المُعرَّفُ
وَيوْمَ مِنى ً نادتْ قُرَيشٌ بغدرِهمْ،
وَيوْمَ الهدايا في المشاعرِ عُكَّفُ
و يبغضُ سترُ البيتِ آلَ مجاشعٍ
و حجابهُ والعابدُ المتطوفُ
و كانَ حديثَ الركبِ غدرُ مجاشعٍ
إذا انحدَروا مِنْ نَخلتَينِ وَأوجَفُوا
و إنَّ الحواريَّ الذي غرَّ حبلكمْ
لَهُ البَدْرُ كابٍ وَالكَوَاكِبُ كُسَّفُ
و لو في بني سعدٍ نزلتَ لما عصتْ
عَوَانِدُ في جَوْفِ الحَوَارِيّ نُزَّفُ
نسوراً رأتْ أوصالهُ فهي عكفُ
فلستَ بوافٍ بالزبيرْ ورحلهِ
وَلا أنْتَ بالسِّيدانِ بالحَقّ تُنْصِفُ
بنو منقرٍ جروا فتاة َ مجاشعٍ
و شدَّ ابنُ ذيالٍ وخيلكَ وقفُ
فَبَاتَتْ تُنَادي غَالِباً، وَكَأنّهَا
على َ الرضفِ منْ جمرِ الكوانينِ ترضفُ
وَإنّي لَتَبْتَزُّ المُلُوكَ فَوَارِسِي،
و همْ كلفوها الرملَ رمل معبرٍ
تقُولُ: أهذا مَشْيُ حُرْدٍ تَلَقُّفُ
و إني لبتزُّ الملوكَ فوارسي
إذا غَرّهمْ ذو المِرْجلِ المُتَجَخِّفُ
ألَمْ تَرَ تَيْمٌ كَيفَ يَرْمي مُجاشِعاً
شَديدُ حِبَالِ المِنْجَنيقَينِ مِقذَفُ
عَجبتُ لصِهرٍ ساقَكُمْ آلَ دِرهَمٍ،
إلى صِهْرِ أقْوَامِ يُلامُ وَيُصْلَفُ
لئيمانِ هذي يدعيها ابنُ درهمٍ
و هذا ابنُ قينٍ جلدهُ يتوسفَ
وَحَالَفْتُمُ للّؤمِ، يا آلَ درْهَمٍ،
حلافَ النصارى دينَ منْ يتحنف
أتمدحُ سعداً حينَ أخزتْ مجاشعاً
عَقِيرَة ُ سَعْدٍ وَالخِباءُ مُكَشَّفُ
نفاكَ حجيجُ البيتِ عنْ كلَّ مشعرٍ
كما ردُّ ذو النميتينِ المزيفَّ
وَما زِلْتَ مَوْقُوفاً على بابِ سَوْءة ٍ
و أنتَ بدارِ المخزياتِ موقفُ
ألؤما وَ إقراراً على كلَّ سوءة ٍ
فما للخازي عنْ قفيرة َ مصرف
ألمَ ترَ أنَّ النبعَ يصلبُ عودهُ
وَلا يَستَوي، وَالخِرْوعُ المُتَقَصِّفُ
وَما يَحْمَدُ الأضْياف رِفْدَ مُجاشعٍ
إذا رَوّحَتْ حَنّانَة ُ الرّيحِ حَرْجَفُ
إذا الشولُ راحتْ والقريعُ أمامها
و هنَّ ئيلاتُ العرائكِ شسف
و قائلة ٍ ما للفرزدٌ لا يرى
عَلى السّنّ يَستَغني، وَلا يَتَعَفّفُ
يَقُولُونَ: كَلاّ لَيسَ للقَينِ غالبٌ،
بلى إنَّ ضربَ القينِ بالقينُ يعرفُ
أخو اللؤمِ ما دامَ الغضا حولَ عجلزٍ
وَمَا دامَ يُسقَى في رَمادانَ أحقَفُ
إذا ذقتَ مني طعمَ حربٍ مريرة ٍ
عطفتُ عليكَ الحربَ والحربُ تعطفُ
تَرُوغُ، وَقد أخزَوْكَ في كّل مَوْطنٍ،
كما راغَ قردُ الحرة ِ المتخذفُ
أتعْدِلْ كَفهاً لا تُرَامُ حُصُونُهُ
بهارِ المراقي جولهُ يتقصف
تحوطُ تميمٌ منْ يحوطُ حماهمُ
وَيَحْمي تَميماً مَنْ لَهُ ذاكَ يُعرَفُ
أنا ابنُ أبي سعدٍ وعمروٍ ومالكٍ
أنا ابنُ صميمٍ لاَ وشيظٍ تحلفوا
إذا خطرتْ عمروٌ وورائي وأصبحتْ
قرومُ بني بدرٍ تسامى وتصرف
و لمْ أنسَ منْ سعدٍ بقصوانَ مشهداً
وَبالأُدَمَى ما دامَتِ العَينُ تَطرِفُ
و سعدٌ اذا صاحَ العدوُّ بسرحهمْ
أبَوْا أنْ يُهَدَّوْا للصّيَاحِ فأزْحَفُوا
دِيارُبَني سَعْدٍ، وَلا سَعدَ بَعدَهم،
عفتْ غيرَ أنقاءٍ بيبرين تعزف
إذا نَزَلَتْ أسْلافِ سَعْدٍ بِلادَها،
وَأثقالُ سَعدٍ، ظَلّتِ الأرْضُ تَرْجُفُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:43 PM

ألا إنّمَا شَنٌّ حِمارٌ وَأعنُزٌ،
( جرير )


ألا إنّمَا شَنٌّ حِمارٌ وَأعنُزٌ،
و أبياتُ سوءٍ ما لهنَّ ستورُ
أتَمْنَعُ مُخْضَرَّ السّحابِ عَجائِزٌ
لهنَّ بأطنابِ البيوتِ هريرُ

ناريمان الشريف 09-29-2010 07:44 PM

ألا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدّ بُكُورُها،
( جرير )


ألا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدّ بُكُورُها،
وَشَقّ العَصَا بَعْدَ اجتماعٍ أمِيرُهَا
إذا نحنُ قلنا قدْ تباينت النوى
ترقرقَ سلمى عبرة ً أوْ تميزها
لها قصبٌ ريانُ قدْ شجيتْ بهِ
خَلاخيلُ سَلمَى المُصْمَتاتُ وسورُها
غذا نحنُ لمْ نملكْ لسلمى زيارة ً
نَفِسْنا جَدا سَلمى على مَن يَزُورُهَا
فهلْ تبلغني الحاجَ مضبورة ُ القرى
بطيءٌ بمورِ الناعجاتِ فتورها
نجاة ٌ يصلُّ المروُ تحتَ أظلها
بلاحِقَة ِ الأظْلالِ حامٍ هَجِيرُهَا
ألَ ليتَ شعري عنْ سليطٍ ألمْ تجدْ
سليطٌ سوَى غسّانَ جاراً يُجيرها
لقد ضَمّنُوا الأحسابَ صاحب سوأة ٍ
يُناجي بها نَفْساً لَئيماً ضَمِيرُهَا
ستعلمُ ما يغنى حكيمٌ ومنقعٌ
إذا الحربُ لم يرجعْ بصلحٍ سفيرها
ألاَ ساءَ ما تبلى سليطٌ إذا ربتْ
جَوَاشِنُها وازْدادَ عَرْضاً ظُهورُهَا
عَضَارِيطُ يَشوُونَ الفَرَاسِنَ بالضّحى
إذا ما السّرَايا حَث رَكضاً مُغيرُهَا
فَما في سَليطٍ فارِسٌ ذو حَفيظَة ٍ،
و معقلها يومَ الهياجِ جعورها
أضِجّوا الرّوَايَا بالمَزَادِ، فإنّكُمْ
ستكفونَ كرا لخيلْ تدمى نحورها
عجبتُ منَ الداعي جحيشاً وصائداً
وَعَيساءُ يَسْعى َ بالعِلابِ نَفِيرُهَا
أساعية ٌ عيساءُ والضانُ حفلٌ
فَما حاوَلَتْ عَيساءُ أمْ ما عَذيرُهَا
إذا ما تعاظَمتُمْ جُعُوراً فَشَرِّفُوا
جحيشاً إذا آبتْ منَ الصيفِ عيرها
أناساً يخالونَ العباءة َ فيهمُ
قطيفة َ مرعزي يقلبُ نيرها
إذا قيلَ أنْ تركبوا ذاتَ ناطحٍ
منَ الحربِ يلوى بالرداءِ نذيرها
وَمَا بِكُمُ صَبْرٌ عَلى مَشْرَفِيّة ٍ
تَعَضّ فِرَاخَ الهَامِ، أوْ تَسطِيرُهَا
تمَنّيتُمُ أنْ تَسْلُبُوا القاعَ أهْلَهُ،
كَذاكَ المُنى غَرّتْ جُحيشاً غُرُورُها
وَقَد كانَ في بَقعاءَ رِيٌّ لشائِكُمْ
وَتَلْعَة َ، وَالجَوْباءُ يَجرِي غَديرُهَا
تَناهَوْا وَلا تَسْتَوْرِدوا مَشْرَفِيّة ً
تَطِيرُ شُؤونَ الهَامِ مِنْها ذكورُهَا
كَأنّ السّلِيطِيّينَ أنْقَاضُ كَمأَة ٍ
لأوّلِ جَانٍ، بالعَصَا يَستَثيرُهَا
غضبتمْ عليها أوْ تغنيتمُ بها
أنِ اخضَرّ من بطنِ التّلاعِ غَميرُهَا
فلوْ كانَ حلمٌ نافعٌ في مقلدٍ
لمَا وَغِرَتْ من غَيرِ جُرْمٍ صُدُورُهَا
بنو الخطفى والخيلُ أيامَ سوقة ٍ
جلَوْا عنكُمُ الظّلماءَ وَانشَقّ نورُهَا
و في بئرِ حصنٍ أدركنها حفيظة ٌ
و قدْ ردَّ فيها مرتين حفيرها
فَجِئْنَا وَقَد عادَتْ مَرَاعاً وَبَرّكَتْ
عَلَيها مَخاضٌ لم تَجِدْ مَن يُثيرُهَا
لَئِنْ ضَلّ يَوْماً بالمُجَشَّرِ رَأيُهُ،
وَكانَ لِعَوفٍ حاسِداً لا يَضِيرُهَا
فَأوْلى وَأوْلى أنْ أُصِيبَ مُقَلَّداً
بغاشية َ العدوى سريعٍ نشورها
لقَدْ جُرّدَتْ يوْمَ الحِدابِ نساؤهمْ
فساءتْ مَجالِيها، وَقَلّتْ مُهُورُهَا


الساعة الآن 07:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team