منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( عبيد بن الأبرص ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1560)

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:06 PM

من شعراء العصر الجاهلي ( عبيد بن الأبرص )
 
أبلغ جذاماً ولخماً
( عبيدة بن الابرص )


أبْلِغْ جُذاماً وَلَخماً إن عرَضْتَ بهم،
وَالقَوْمُ يَنْفَعُهُمْ عِلمٌ إذا عَلِمُوا
بِأنّكُمْ في كِتَابِ اللَّهِ إخْوَتُنَا،
إذا تُقُسِّمَتِ الأرْحَامُ وَالنَّسَمُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:07 PM

أتوعد أسرتي؟
( عبيدة بن الابرص )


أتُوعِدُ أُسْرَتي وتَرَكْتَ حُجْراً
يُرِيغُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ الغُرَابُ
أبَوْا دِينَ المُلُوكِ فَهُمْ لَقَاحٌ،
إذا نُدِبُوا إلى حَرْبٍ أجَابُوا
فَلَوْ أدْرَكْتَ عِلْبَاءَ بْنَ قَيْسٍ
قَنِعْتَ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإيَابِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:07 PM

أجساد كأجساد
( عبيدة بن الابرص )


يا حَارِ مَا رَاحَ مِنْ قَوْمٍ وَلا ابتَكرُوا
إلاّ وَلِلْمَوْتِ في آثارِهِمْ حَادِي
يا حارِ ما طَلَعَتْ شَمسٌ وَلا غَرَبَتْ
إلاّ تَقَرَّبَ آجَالٌ لِمِيعَادِ
هَلْ نَحْنُ إلاّ كأرْواحٍ تَمُرُّ بِهَا
تَحْتَ التّرَابِ وَأجسادٍ كأجْسَادِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:08 PM

أرواح كأرواح!
( عبيدة بن الابرص )


يا صَاحِ مَهْلاً أقِلّ العَذْلَ يا صَاحِ،
وَلا تَكُونَنّ لي بِاللائِمِ اللاّحِي
حَلَفْتُ بِاللَّهِ، إنّ اللَّهَ ذُو نِعَمٍ
لمَنْ يَشَاء وَذُو عَفْوٍ وَتَصْفَاحِ
مَا الطَّرْفُ مِنّي إلى ما لَستُ أمْلِكُهُ
مِمّا بَدا لي بِباغي اللّحظِ طَمّاحِ
وَلا أُجالِسُ صُبّاحاً أُحَادِثُهُ
حَدِيثَ لَغْوٍ فَما جِدّي بِصُبّاحِ
إذا اتّكَوْا فَأدَارَتْها أكُفُّهُمُ
صِرْفاً تُدَارُ بِأكْوَاسٍ وَأقدَاحِ
إني لأخشَى الجَهُولَ الشَّكْسَ شيمتُه
وَأتقي ذا التُّقَى وَالحِلْمِ بِالرّاحِ
وَلا يُفَارِقُني ما عِشْتُ ذو حَقَبٍ
نَهْدُ القَذَالِ جَوَادٌ غَيرُ مِلْوَاحِ
أوْ مُهْرَةٌ مِنْ عِتَاقِ الخيْلِ سابحَةٌ
كَأنّهَا سَحْقُ بُرْدٍ بَينَ أرْمَاحِ
وَمَهْمَةٍ مُقْفِرِ الأعْلامِ مُنْجَرِدٍ
نَائي المَنَاهِلِ جَدْبِ القاعِ مِنزَاحِ
أجَزْتُهُ بِعَلَنْدَاةٍ مُذَكَّرَةٍ
كالعَيْرِ مَوّارَةِ الضَّبْعَينِ مِمْرَاحِ
وَقَدْ تَبَطّنْتُ مِثْلَ الرِّئْمِ آنِسَةً
رُؤْدَ الشّبَابِ كَعَاباً ذاتَ أوْضَاحِ
تُدْفي الضّجيعَ إذا يَشْتُو وَتُخْصِرُهُ
في الصّيفِ حينَ يَطيبُ البَرْدُ للصّاحي
تَخَالُ رِيقَ ثَنَاياها إذا ابتَسَمَتْ
كَمِزْجِ شُهْدٍ بِأُتْرُجٍّ وَتُفّاحِ
كَأنّ سُنّتَهَا في كُلّ دَاجِيَةٍ،
حِينَ الظّلامُ بَهِيمٌ، ضَوْءُ مِصْباحِ
إنّي وَجَدَكَ لَوْ أصْلَحْتُ ما بِيَدي
لم يَحمَدِ النّاسُ بَعدَ المَوْتِ إصْلاحي
أشْرِي التِّلادَ بِحَمْدِ الجارِ أبْذُلُهُ
حَتى أصِيرَ رَمِيماً تَحْتَ ألْوَاحِ
بَعْدَ الظَّلالِ إذا وُسِّدْتُ حَثحَثَةً
في قَعْرِ مُظلِمَةِ الأرْجاء مِكْلاحِ
أوْ صِرْتُ ذا بُومَةٍ في رَأسِ رَابِيَةٍ،
أوْ في قَرَارٍ مِنَ الأرْضِينَ قِرْوَاحِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:09 PM

أقفر من أهلـه ملحوب
( عبيدة بن الابرص )


أقْفَرَ مِنْ أهْلِهِ مَلْحُوبُ
فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَّنُوبُ
فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلِبَاتٌ
فَذاتٌ فِرْقَيْنِ فَالقَلِيبُ
فَعَرْدَةٌ فَقَفَا حِبّرٍ،
لَيْسَ بِهَا مِنْهُمُ عَرِيبُ
إنْ بُدِّلَتْ أهْلُهَا وُحُوشاً،
وَغَيّرَتْ حَالَها الخُطُوبُ
أرْضٌ تَوَارَثُهَا شَعُوبُ،
وَكُلُّ مَنْ حَلّهَا مَحْرُوبُ
إمّا قَتِيلاً وَإمّا هَالِكاً،
وَالشّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ
عَيْنَاكَ دَمْعُهُمَا سَرُوبُ،
كَأنَّ شَأنَيْهِمَا شَعِيبُ
وَاهِيَةٌ أوْ معينٌ مُمْعِنٌ
أوْ هَضْبَةٌ دُونَهَا لُهُوبُ
أوْ فَلَجٌ ما بِبَطْنِ وَادٍ
لِلْمَاء ممِنْ بَيْنِهِ سُكُوبُ
أوْ جَدْوَلٌ في ظِلالِ نَخْلٍ
لِلْمَاء مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبِ
تَصْبُو فَأنّى لَكَ التّصَابِي،
أنّى وَقَدْ رَاعَكَ المَشِيبُ
إنْ تَكُ حَالَتْ وَحْوِّلَ أهْلُها
فَلا بَدِيءٌ وَلاَ عَجِيبُ
أو يَكُ أقْفَرَ مِنْهَا جَوُّهَا
وَعَادَها المَحْلُ وَالجُدُوبُ
فَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَخْلُوسٌ،
وَكُلُّ ذِي أمَلٍ مَكْذُوبُ
وَكُلُّ ذِي إبِلٍ مَوْرُوثٌ،
وَكُلُّ ذي سَلَبٍ مَسْلُوبُ
وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ،
وَغَائِبُ المَوْتِ لا يَؤُوبُ
أعَاقِرٌ مِثْلُ ذَاتِ رِحْمٍ،
أمْ غَانِمٌ مِثْلُ مَنْ يَجيبُ
أفْلِحْ بِما شِئْتَ فَقَدْ يُبلَغُ بالـ
ضّعْفِ وَقَدْ يُخدَعُ الأرِيبُ
لا يَعِظُ النّاسُ مَنْ لَم يَعِظِ الـ
ـدّهْرُ وَلا يَنْفَعُ التَّلْبِيبُ
إلاّ سَجِيّاتِ مَا القُلُوبِ،
وَكَمْ يَصِيرَنّ شَانِئاً حَبِيبُ
سَاعِدْ بِأرْضٍ إذا كنتَ بِهَا،
وَلا تَقُلْ إنّني غَرِيبُ
قَدْ يُوصَلُ النّازِحُ النّائي وَقَدْ
يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ القَرِيبُ
مَنْ يَسَلِ النّاسَ يَحْرِمُوهُ،
وَسَائِلُ اللَّهِ لا يَخِيبُ
وَالمَرْءُ مَا عَاشَ في تَكْذِيبٍ،
طُولُ الحَيَاةِ لَهُ تَعْذِيبُ
بَلْ رُبّ مَاءٍ وَرَدْتُ آجِنٍ
سَبِيلُهُ خَائِفٌ جَدِيبُ
رِيشُ الحَمَامِ على أرْجَائِهِ
لِلْقَلْبِ مِنْ خَوْفِهِ وَجِيبُ
قَطَعْتُهُ غُدْوَةً مُشِيحاً
وَصَاحِبِي بَادِنٌ خَبُوبُ
عَيْرَانَةٌ مُؤجَدٌ فَقَارُهَا
كأنّ حَارِكَهَا كَثيبُ
أخْلَفَ مَا بَازِلاً سَدِيسُهَا
لا حِقّةٌ هِيْ وَلا نَيُوبُ
كَأنّهَا مِنْ حَمِيرِ غَابٍ
جَوْنٌ بِصَفْحَتِهِ نُدُوبُ
أوْ شَبَبٌ يَحْفِرُ الرُّخَامَى
تَلُفّهُ شَمْألٌ هَبُوبُ
فَذَاكَ عَصْرٌ وَقَدْ أرَاني
تَحْمِلُني نَهْدَةٌ سُرْحُوبُ
مُضَبَّرٌ خَلْقُهَا تَضْبِيراً،
يَنْشَقّ عَنْ وَجْهِها السّبِيبُ
زَيْتِيّةٌ نَاعِمٌ عُرُوقُهَا،
وَلَيّنٌ أسْرُهَا رَطِيبُ
كَأنّهَا لِقْوَةٌ طَلُوبُ
تُخْزَنُ في وَكْرِهَا القُلُوبُ
بَاتَتْ على إرَمٍ عَذُوباً،
كَأنّهَا شَيْخَةٌ رَقُوبُ
فَأصْبَحَتْ في غَدَاةِ قِرّةٍ
يَسْقُطُ عَنْ رِيشِهَا الضّرِيبُ
فَأبْصَرَتْ ثَعْلَباً مِنْ سَاعَةٍ،
وَدُونَهُ سَبْسَبٌ جَدِيبُ
فَنَفَضَتْ رِيشَهَا وَانْتَفَضَتْ،
وَهيَ مِنْ نَهْضَةٍ قَرِيبُ
يَدِبّ مِنْ حِسّهَا دَبِيباً،
وَالعَينُ حِمْلاقُهَا مَقْلُوبُ
فَنَهَضَتْ نَحْوَهُ حَثِيثَةً،
وَحَرَدَتْ حَرْدَةً تَسِيبُ
فاشْتَالَ وَارْتاعَ مِنْ حَسيسِها،
وَفِعْلَهُ يَفْعَلُ المَذْؤوبُ
فَأدْرَكَتْهُ فَطَرّحَتْهُ،
وَالصّيْدُ مِنْ تَحتِها مَكْرُوبُ
فَجَدَلَتْهُ فَطَرّحَتْهُ،
فَكَدّحَتْ وَجْهَهُ الجَبُوبُ
يَضْغُو وَمِخْلَبُهَا في دَفّهِ،
لا بُدّ حَيْزُومُهُ مَنْقُوبُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:10 PM

أقفر من مية!
( عبيدة بن الابرص )


أقْفَرَ مِنْ مَيَّةَ الدّوَافِعَ مِنْ
خَبْتٍ فَلُبْنَى فَيْحانَ فالرِّجَلُ
فَالقُطَبِيّاتُ فَالدَّكادِكُ فَالْـ
ـهَيْجُ فَأعْلى هَبِيرِهِ السَّهَلُ
فَالجُمُدُ الحافِظُ الطَّرِيقَ مِنَ الـ
ـزَّيْغِ فَصَحْنُ الشّقِيقِ فَالأمُلُ
فَالطَّلْبُ فَالحَدُّ مِنْ تَبَالَةَ لا
عَهْدَ لَهُ بِالأنِيسِ مَا فَعَلُوا
كَأنّ ما أبْقَتِ الرّوَامِسُ مِنْـ
ـهُ وَالسِّنُونَ الذّوَاهِبُ الأُوَلُ
فَرْعُ قَضِيمٍ غَلا صَوَانِعُهُ
في يَمَنِيّ العِيَابِ أوْ خِلَلُ
يا نَاقَةً مَا كَسَوْتُهَا الرَّحْلَ وَالـ
أنْسَاعَ رَهْباً كَأنّهَا جَمَلُ
تَخْتَرِقُ البِيدَ وَالفَيَافَي إذْ
لاحَ سُهَيْلٌ كَأنّهُ قَبَلُ
وَيْلُ امّهَا صَاحِباً يُصَاحِبُها
مُعْتَسِفُ الأرْضِ مُقْفِرٌ جَهِلُ
أوْرَدَهَا شَرْبَةً بِهلِينَةَ لَمْ
تُحْمِضْ عَلَيها مِن دونِها رِجَلُ
بَارَكَ في مَائِهَا الإلَهُ فَمَا
يَبِصُّ مِنْهُ كَأنّهُ عَسَلُ
مِنْ مَاء حَجْنَاءَ في مُمَنَّعَةٍ
أحْرَزَهَا في تَنُوفَةٍ جَبَلُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:11 PM

ألين إذا لان الغريم
( عبيدة بن الابرص )


ألِينُ إذا لانَ الغَرِيمُ، وَألْتَوِي
إذا اشتَدّ حتى يُدرِكَ الدَّينَ قاتِلي
وَأمْطُلُهُ العَصْرَينِ حتى يَمَلّني،
وَيَرْضَى بِبَعْضِ الدَّينِ في غيرِ نائلِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:11 PM

أنبئت أن بني جديلة أو عبوا
( عبيدة بن الابرص )


أُنْبِئْتُ أنَّ بَني جَدِيلَةَ أوْعَبُوا
نُفَراءَ مِنْ سَلْمَى لَنا وتَكَتّبُوا
وَلَقَدْ جَرَى لَهُمُ فَلَمْ يَتَعَيّفُوا
تَيْسٌ قَعِيدٌ كَالولِيّةِ أعْضَبُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:12 PM

إن الحوادث يجيء بها الغد
( عبيدة بن الابرص )


إنّ الحَوَادِثَ قَدْ يَجىء بهَا الغَدُ،
وَالصّبْحُ وَالإمْسَاءُ مِنْهَا مَوْعِدُ
وَالنّاسُ يَلْحَوْنَ الأمِيرَ إذا غَوَى
خَطْبَ الصّوَابِ وَلا يُلامُ المُرْشَدُ
وَالمَرْءُ مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بِغِرّةٍ،
وَعَدا العَداءُ وَلا تُوَدَّعُ مَهْدَدُ
أُدْمَانَةٌ تَرِدُ البَرِيرَ بِغِيلِهَا
تَقْرو مَسَارِبَ أيْكَةٍ وَتَرَدَّدُ
وَخَلا عَلَيْهَا مَا يُفَزِّعُ وِرْدَها
إلاّ الحَمَامُ دَعَا بِهِ وَالـهُدْهُدُ
فَدَعَا هَديلاً سَاقُ حُرٍّ ضَحْوَةً
فَدَنَا الـهَدِيلُ لَه يَصبُّ وَيَصْعَدُ
زَعَمَ الأحِبّةُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،
وَبِذَاكَ خَبّرَنَا الغُدافُ الأسْوَدُ
فَاقْطَعْ لُبَانَتَهُمْ بِذاتِ بُرَايَةٍ
أُجُدٍ إذا وَنَتِ الرّكَابُ تَزَيَّدُ
وَكَأنّ أقْتَادي تَضَمّنَ نِسْعَهَا
مِنْ وَحْشِ أوْرَالٍ هَبِيطٌ مُفْرَدُ
بَاتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةٌ رَجَبِيّةٌ
نَصْباً تَسُحُّ المَاءَ أوْ هِيَ أسْوَدُ
يَنْفِي بِأطْرَافِ الألاء شَفِيفَهَا
فَغَدَا وَكُلُّ خَصِيلِ عُضْوٍ يُرْعَدُ
كالكَوْكَبِ الدِّرّيء يَشرَقُ مَتْنُهُ
خَرِصاً خَمِيصاً صُلْبُهُ يَتَأوّدُ
في رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرّبِيعُ قَرَارَهَا
مَوْلِيّةٍ لَمْ يَسْتَطِعْها الرُّوَّدُ
وَبَدَا لِكَوْكَبِهَا صَعِيدٌ مِثْلَ ما
رِيحَ العَبِيرُ عَلى المَلابِ الأصْفَدُ
وَإذا سَرَيْتَ سَرَتْ أَمُوناً رَسْلَةً
وَإذا تُكَلِّفُهَا الـهَوَاجِرَ تُصْخِدُ
وَإلى شَرَاحِيلَ الـهُمامِ بِنَصْرِهِ
نَصْرَ الأشاء سَرِيُّهُ مُسْتَرْغَدُ
مَنْ سَيْبُهُ سَحُّ الفُرَاتِ وَحَمْلُهُ
يَزِنُ الجِبَالَ، وَنَيْلُهُ لا يَنْفَدُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:13 PM

العيش ضلال
( عبيدة بن الابرص )


أمِن منزِلٍ عافٍ، وَمن رَسْمِ أطلالِ،
بَكَيْتَ وَهَل يَبكي منَ الشّوْق أمثالي
دِيارُهُمُ إذْ هُمْ جَميعٌ فأصْبَحَتْ
بَسابِسَ إلاّ الوَحشَ في البَلدِ الخالي
قَلِيلاً بِها الأصْوَاتُ إلاّ عَوَازِفاً،
عِرَاراً زِمَاراً مِنْ غَيَاهِيبَ آجَالِ
فإنْ تَكُ غَبَراءُ الحُبَيْبَةِ أصْبَحَتْ
خَلَتْ منهُمُ وَاستَبدَلَتْ غيرَ أبدالِ
بِما قَدْ أرَى الحَيَّ الجميعَ بِغِبْطَةٍ
بِهَا وَاللّيَالي لا تَدومُ على حَالِ
أبَعْدَ بَني عَمْرٍو وَرَهطي وَإخْوَتي،
أُرَجّي لَيَانَ العَيشِ والعيشُ ضَلالُ
فَلَسْتُ وَإنْ أضْحَوْا مَضَوْا ليتبيلـهمْ
بِناسِيهِمُ طُولَ الحَيَاةِ وَلا سَالي
ألا تَقِفَانِ اليَوْمَ قَبْلَ تَفَرُّقٍ
وَنَأيٍ بَعِيدٍ وَاختِلافٍ وَأشغالِ
إلى ظُعُنٍ يَسْلُكْنَ بَيْنَ تَبَالَةٍ،
وَبَينَ أعالي الخَلّ لاحِقَةِ التّالي
فَلَمّا رَأيْتُ الحادِيينِ تَكَمّشَا
نَدِمتُ على أنْ يَذهَبا ناعمَيْ بَالِ
رَفَعْنَ عَلَيهِنَّ السّياطَ فَقَلّصَتْ
بِنا كُلُّ فَتْلاءِ الذِّرَاعَينِ شِمْلالِ
خَلُوجٍ برِجْلَيْها كأنّ فُرُوجَهَا
فَيَافي سُهُوبٍ حيثُ تَختَبُّ في الآلِ
فَألْحَقَنَا بِالقَوْدِ كُلُّ دِفَقَةٍ
مُصَدَّرَةٍ بالرَّحْلِ وَجْنَاءَ مِرْقال
فمِلْنَا وَنَازَعْنَا الحَديثَ أوَانِساً
عَلَيْهِنّ جَيْشَانِيّةٌ ذاتُ أغْيَالِ
وَمِلْنَ إلَيْنَا بالسّوَالِفِ وَالحُلَى،
وَبالقَوْلِ فيما يَشتَهي المَرِحُ الخَالي
كَأنّ الصَّبَا جاءتْ بِرِيحِ لَطِيمَةٍ
مِنَ المِسْكِ لا تُسطاعُ بالثّمن الغالي
وَرِيحِ خُزَامَى في مَذانِبِ رَوْضَةٍ
جَلا دِمْنَها سارٍ منَ المُزْنِ هَطّالُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:14 PM

الـهموم كال وناجز
( عبيدة بن الابرص )


وَإذا تُبَاشِرُكَ الـهُمُو
مُ فَإنّهَا كَالٍ وَنَاجِزْ
وَلَقَدْ تُزَانُ بِكَ المَجَا
لِسُ لا أغَرُّ وَلا عُلاكِزْ
كَالـهُنْدُوَانِيّ المُهَنَّـ
ـدِ هَزّهُ القِرْنُ المُنَاجِزْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:14 PM

المنايا راصدة
( عبيدة بن الابرص )


أُوَصّي بَنِيَّ وَأعْمَامَهُمْ
بأنّ المَنَايا لَهُمْ رَاصِدَه
لـهَا مُدّةٌ فَنُفُوسُ العِبَادِ
إلَيها وَإنْ جَهَدوا قاصِدَه
فَوَاللـه إنْ عِشْتُ ما سرّني؛
وَإنْ مِتُّ ما كانتِ العائِدَه

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:15 PM

بكاء على بني أسد
( عبيدة بن الابرص )


يَا عَينِ فَابْكي مَا بَني
أسَدٍ فَهُمْ أهْلُ النَّدَامَهْ
أهْلَ القِبَابِ الحُمْرِ وَالـ
ـنَّعَمِ المؤبَّلِ وَالمُدَامَهْ
وَذَوِي الجِيَادِ الجُرْدِ وَالْـ
ـأسَلِ المُثَقَّفَةِ المُقَامَهْ
حِلاًّ، أبَيْتَ اللّعْنَ، حِـ
ـلاًّ إنّ فِيمَا قُلْتَ آمَهْ
في كُلّ وَادٍ بَينَ يَثْـ
ـرِبَ فَالقُصُورِ إلى اليَمَامَهْ
تَطْرِيبُ عَانٍ، أوْ صِيَا
حُ مُحَرَّقٍ، أوْ صَوْتُ هَامَهْ
وَمَنَعْتَهُمْ نَجْداً، فَقَدْ
حَلّوا عَلى وَجَلٍ تِهَامَهْ
بَرِمَتْ بَنُو أسَدٍ، كَمَا
بَرِمتْ بِبَيْضَتِها الحَمَامَهْ
جَعَلَتْ لَها عُودَينِ مِنْ
نَشَمٍ وَآخَرَ مِنْ ثُمَامَهْ
إمّا تَرَكْتَ تَرَكْتَ عَفْـ
ـواً، أوْ قَتَلْتَ فَلا مَلامَهْ
أنْتَ المَلِيكُ عَلَيْهِمُ،
وَهُمُ العَبِيدُ إلى القِيَامَهْ
ذَلّوا لِسَوْطِكَ مِثْلَ مَا
ذَلّ الأُشَيْقِرُ ذو الحِزَامَهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:15 PM

بين عبيد وامرىء القيس
( عبيدة بن الابرص )


مَا حَيّةٌ مَيْتَةٌ أحْيَتْ بِمَيّتِها
دَرْداءُ ما أنْبَتَتْ سِنّاً وَأضْرَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ الشَّعِيرَةُ تُسقَى في سَنابِلِها
فأخرَجَتْ بَعدَ طولِ المُكثِ أكداسَا
فقال عبيد: ما السّودُ وَالبِيضُ وَالأسماءُ وَاحدَةٌ
لا يَسْتَطيعُ لـهُنّ النّاسُ تَمْسَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ السّحابُ إذا الرّحمَنُ أرْسلَهَا
رَوّى بها مِنْ مُحُولِ الأرْضِ أيباسَا
فقال عبيد: ما مُرْتَجاتٌ عَلى هَوْلٍ مَرَاكِبُها
يَقطَعنَ طولَ المَدَى سَيراً وَأمَرَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُها
شَبّهْتُها في سَوَادِ اللّيْلِ أقْبَاسَا
فقال عبيد: ما القاطِعاتُ لأرْضٍ لا أنِيسَ بهَا
تأتي سِرَاعاً وَمَا يَرْجِعْنَ أنْكَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ الرّيَاحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُهَا
كَفَى بِأذْيَالِها للتُّرْبِ كَنّاسَا
فقال عبيد: ما الفَاجِعاتُ جِهَاراً في عَلانِيَةٍ
أشَدُّ مِنْ فَيْلَقٍ مَمْلُوءةٍ بَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ المَنَايا فَما يُبْقِينَ مِنْ أحَدٍ
يَكفِتنَ حَمقَى وَما يُبقِينَ أكْياسَا
فقال عبيد: ما السّابِقاتُ سِرَاعَ الطّيرِ في مَهَلٍ
لا تَسْتَكِينُ وَلَوْ ألْجَمتَها فَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ الجِيَادُ علَيها القوْمُ قد سَبَحوا
كانوا لَهُنّ غَداةَ الرّوْعِ أحْلاسَا
فقال عبيد: ما القاطِعاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ
قَبْلَ الصباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ الأمانيُّ يَتْرُكْنَ الفَتى مَلِكاً
دونَ السّماء وَلمْ تَرْفَعْ بِهِ رَاسَا
فقال عبيد: ما الحاكِمُونَ بِلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ
وَلا لِسانٍ فَصِيحٍ يُعجِبُ النّاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ المَوَازِينُ وَالرّحْمَنُ أنْزَلَهَا
رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقْيَاسَا

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:16 PM

تبصر خليلي
( عبيدة بن الابرص )


تَبَصَّرْ خَليلي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائنٍ
سَلَكْنَ غُمَيراً دُونَهُنّ غُموضُ
وَفَوْقَ الجِمَالِ النّاعِجاتِ كَوَاعِبٌ
مَخامِيصُ أبْكَارٌ أوَانِسُ بِيضُ
وَبَيْتِ عَذَارَى يَرْتَمينَ بِخِدْرِهِ
دَخَلْتُ وَفِيهِ عانِسٌ وَمَرِيض
فَأقْرَضْتُهَا وُدّي لأُجْزَاهُ إنّمَا
تَدُقُّ أيَادي الصّالحِينَ قُرُوضُ
وَحَنّت قَلُوصِي بَعد وَهنٍ وَهاجَها
مَعَ الشّوْقِ يَوْماً بالحِجازِ وَمِيض
فَقُلْتُ لـها لا تَضْجَرِي إنّ مَنْزِلاً
نَأتْني بِهِ هِنْدٌ إليّ بَغِيضُ
دَنَا مِنْكِ تَجْوَابُ الفَلاةِ فَقَلْصِي
بِما قَد طَبَاكِ رِعْيَةٌ وَخُفُوضُ
إذا جاوَزَتْ مِنْهَا بِلاداً تَنَاوَلَتْ
مَهَامِهَ بِيداً بَيْنَهُنّ عَرِيضُ
وَقَدْ ماجَتِ الأنْساعُ وَاستأخَرتْ بِها
مَعَ الغَرْزِ أحْنَاءٌ لَهُنّ دُحُوضُ
وَكُنّ كأسْرَابِ القَطا هاجَ وِرْدَها
مَعَ الصّبْحِ في يَوْمِ الحَرُورِ رَمِيضُ
وَفِتْيَانِ صِدْقٍ قَد ثَنَيْتُ عَلَيْهِمُ
رِدائي وَفي شَمسِ النّهارِ دُحُوضُ
ألَسْتُ أشُقُّ القَوْلَ يَقذِفُ غَرْبُهُ
قَصَائِدَ مِنْهَا آبِنٌ وَهَضِيضُ
أُغِصُّ إذاً شَغْبَ الألَدّ بِرِيقِه،
فَيَنْطِقُ بَعْدي وَالكَلامُ خَفِيضُ
وَكم مِن أخي خَصْمٍ تَركتُ وَما بهِ،
إذا قُلتُ في أيّ الكَلامِ، نُحُوضُ
فَوَليْتُ ذا مَجْدٍ وَأُعْطِيتُ مِسحلاً
حُسَاماً بِهِ شَغْبُ الألَدِّ نُهُوضُ
قَطَعْتُ بِهِ مِنكَ الحَوَامِل فانبرَتْ
فَما بكَ مِنْ بَعدِ الـهِجاء نُهوضُ
صَقَعْتُكَ بالغُرّ الأوَابِدِ صَقْعَةً
خَضَعْتَ لـها فالقَلبُ مِنكَ جَرِيضُ
صَلِيتُمْ بِلَيْثٍ مَا يُرَامُ عَرِينُهُ
أبي أشْبُلٍ بَعدَ العِرَاكِ عَضُوضِ
إذا ما بَدَا ظَلّتْ لـهُ الأُسدُ عُكَّفاً
فَهُنّ حِذارَ المَوتِ مِنْهُ رُبُوضُ
ترَى بَينَ مَوْقُوصٍ تَغَطمَطَ في الرّدى
وَذِي رَغْبَةٍ يَرْجو الحياةَ نَحيضِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:16 PM

تذكرت أهلي الصالحين
( عبيدة بن الابرص )


تَذكَّرْتُ أهْلي الصَّالحينَ بِمَلْحُوبِ،
فَقَلْبي عَلَيْهِمْ هالِكٌ جِدَّ مَغْلُوبِ
تَذَكرْتُ أهلَ الخيرِ والبَاعِ والنّدى،
وأهْلَ عِتَاقِ الجُرْدِ والبِرِّ والطِّيبِ
تَذَكّرْتُهُمْ ما إن تَجِفُّ مَدامِعي،
كأنْ جَدْولٌ يسقي مَزَارِعَ مخرُوبِ
وبَيْتٍ يَفُوحُ المِسْكُ مِنْ حُجُراتِه
تَسَدَّيْتُهُ مِن بَينِ سِرٍّ ومخْطُوبِ
وَمُسمِعَةٍ قَد أصْحَلَ الشُّرْبُ صَوْتَها
تَأوَّى إلى أوْتَارِ أجْوَفَ مَحْنُوبِ
شَهِدْتُ بِفِتْيَانٍ كِرامٍ عَلَيْهِمُ
حِبَاء لِمَنْ يَنْتابُهُم غَيرُ محجُوبِ
وخِرْقٍ مِنَ الفِتْيانِ أكْرَمَ مَصْدِقاً
منَ السيفِ قد آخَيْتُ لَيس بمذرُوبِ
فَأصْبَحَ مِنّي كُلُّ ذلِكَ قد مَضى
فَأيُّ فَتًى في النّاسِ لَيس بمكذوبِ
وَقَد أغْتَدي في القَوْمِ تَحتي شِمِلّةٌ
بطِرْفٍ من السِّيدانِ أجْرَدَ مَنسوبِ
كُمَيْتٍ كَشاةِ الرَّمْلِ صافٍ أديمُهُ
مُفِجِّ الحَوَامي جُرْشُعٍ غيرِ مخشوبِ
وَخَيْلٍ كأسْرابِ القَطَا قَدْ وَزَعْتُها
بخَيْفَانَةٍ تَنْمي بِساقٍ وَعُرْقُوبِ
وَخَرْقٍ تَصِيحُ الـهامُ فِيهِ معَ الصَّدى
مَخُوفٍ إذا ما جَنّهُ اللّيلُ مَرْهُوبِ
قَطَعْتُ بِصَهْبَاءٍ السَّرَاةِ شِمِلةٍ
تَزِلُّ الوَلايا عَنْ جَوَانِبِ مَكرُوبِ
لـهَا قَمَعٌ تَذْرِي بِهِ الكُورَ تامِكٌ
إلى حارِكٍ تأوي إلى الصُّلْبِ مَنصُوبِ
إذا حَرَّكَتْها السّاقُ قُلتَ نَعامَةٌ؛
وَإنْ زُجِرَتْ يَوْماً فلَيْسَتْ برُعبوبِ
تَرَى المَرْءَ يَصْبُو للحَياةِ وَطُولِها،
وَفي طُولِ عَيشِ المَرْء أبرَحُ تَعذيبِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:17 PM

تعفت رسوم من سليمى
( عبيدة بن الابرص )


تَعَفَّتْ رُسُومٌ مِن سُلَيمَى دَكادِكا
خَلاءً تُعَفّيها الرّيَاحُ سَوَاهِكَا
تَبَدَّلنَ بَعدي من سُلَيْمى وَأهْلِها
نَعَاماً تَرَاعَاها وَأُدْماً تَرَائِكَا
وَقَفْتُ بِهَا أبْكي بُكَاءَ حَمَامَةٍ
أرَاكِيّةٍ تَدْعُو حَمَاماً أوَارِكَا
إذا ذَكَرَتْ يوْماً من الدّهرِ شَجوَها
على فَرْعِ ساقٍ أذرَتِ الدّمعَ سافِكَا
سَرَاةَ الضُّحى حَتّى إذا ما عَمَايَتي
تجَلَّتْ كسَوْتُ الرَّحلَ وَجناءَ تامِكَا
كأنّ قُتُودي فَوْقَ جأبٍ مُطَرَّدٍ
رَأى عانَةً تَهْوِي فَوَلّى مُوَاشِكَا
وَنَحْنُ قَتَلْنَا الأجدَلَينِ وَمالِكاً
أعَزَّهُما فَقْداً عَلَيْكَ وَهَالِكَا
وَنَحْنُ جَعَلْنَا الرُّمحَ قِرْناً لنَحرِهِ،
فَقَطَّهُ كأنّمَا كانَ وَارِكَا
وَنَحْنُ قَتَلْنَا مُرَّةَ الخَيرِ مِنْكُمُ
وَقُرْصاً، وَقُرْصٌ كان مِمّا أُولئِكَا
وَنَحْنُ صَبَحْنا عامراً، يَوْمَ أقبَلوا،
سُيُوفاً عَلَيْهِنّ النِّجَادُ بَوَاتِكَا
عَطَفنا لـهم عَطفَ الضَّرُوسِ فأدبرُوا
شِلالاً، وَقَد بَلْ النّجيعُ السَّنابِكَا
وَيَوْمَ الرِّبابِ قَد قَتَلْنَا هُمامَها،
وَحُجْراً قَتَلْنَاهُ وَعَمْراً كذلِكَا
وَنَحْنُ قَتَلْنا جَندَلاً في جُموعِهِ؛
وَنَحْنُ قَتَلْنَا شَيْخَهُ قبل ذَلِكَا
وَأنتَ امْرُؤ ألـهَاكَ دَفٌّ وَقَيْنَةٌ،
فتُصْبحُ مَخْمُوراً وَتُمسِي كذَلِكَا
عَنِ الوِتْرِ حتى أحْرَزَ الوِتْرَ أهْلُهُ،
وَأنْتَ تُبَكّي إثْرَهُ مُتِهَالِكَا
فَلا أنْتَ بالأوْتارِ أدْرَكْتَ أهْلَها،
وَلم تَكُ إذْ لم تَنْتَصِرْ مُتَمَاسِكَا
وَرَكْضُكَ لَوْلاهُ لَقيتَ الذي لَقوا،
فَذاكَ الذي أنْجاكَ مِمّا هُنَالِكَا
ظَلِلْتَ تُغَنّي إنْ أصَبْتَ وَلِيدَةً،
كَأنّ مَعَدّاً أصْبَحَتْ في حِبالِكَا

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:18 PM

خيرني في يوم بؤسه
( عبيدة بن الابرص )


وَخَيّرَني ذو البُؤسِ في يوْم بُؤسهِ،
خِصَالاً أرَى في كُلّها الموْتَ قد برَقْ
كَما خُيّرَتْ عادٌ منَ الدّهرِ مَرّةً
سَحائِبَ ما فِيها لذي خِيرَةٍ أنَقْ
سَحائِبَ رِيحٍ لمْ تُوكَّلْ بِبَلْدَةٍ،
فَتَتْرُكَها إلاّ كَمَا لَيْلَةٍ الطَّلَقْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:18 PM

خيل كالسعالي
( عبيدة بن الابرص )


يا خَليليّ أرْبَعَا وَاسْتَخْبِرَا الْـ
ـمَنْزِلَ الدّارِسَ مِنْ أهلِ الحَلالِ
مِثْلَ سَحْقِ البُرْدِ عَفّى بَعْدَكَ الـ
ـقَطْرُ مَغْنَاهُ وَتَأوِيبُ الشَّمَالِ
وَلَقَدْ يَغْنَى بِهِ أصْحابُكَ الْـ
ـمُمْسِكُو مِنْكَ بِأسْبَابِ الوِصَالِ
ثُمَّ أكْدى وُدُّهُمْ أنْ أزْمَعُوا الْـ
ـبَيْنَ وَالأيّامُ حَالٌ بَعْدَ حَالِ
فَاسْلُ عَنْهُمْ بِأمُونٍ كَالوَأى الْـ
ـجَأبِ ذي العَانَة أوْ تَيْسِ الرّمالِ
نَحْنُ قُدْنَا مِنْ أهَاضِيبِ المَلا الْـ
ـخَيْلَ في الأرْسَانِ أمْثَالَ السَّعالي
شُزَّباً يَغْشَيْنَ مِنْ مَجْهُولَةِ الْـ
ـأرْضِ وَعْثاً مِنْ سُهُولٍ وَجِبالِ
فانْتَجَعْنَا الحَارِثَ الأعْرَجَ في
جَحْفَلٍ كاللّيْلِ خَطّارِ العَوَالي
يَوْمَ غَادَرْنَا عَدِيّاً بالقَنَا الْـ
ـذُّبَّلِ السُّمْرِ صَرِيعاً في المَجَالِ
ثُمّ عُجْناهُنّ خُوصاً كالقَطَا الْـ
ـقَارِبِ المَنْهَلَ ممِنْ أيْنَ الكَلالِ
نَحْوَ قُرْصٍ يَوْمَ جالَتْ حَوْلَهُ الْـ
ـخَيْل قُبّاً عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالِ
كَمْ رَئِيسٍ يَقْدُمُ الألْفَ على الْـ
ـأجْوَدِ السّابحِ ذي العَقْبِ الطُّوَالِ
قَدْ أبَاحَتْ جَمعَهُ أسْيَافُنَا الْـ
ـبِيضُ، وَالسُّمْرُ وَمِنْ حَيٍّ حِلالِ
وَلَنَا دَارٌ وَرِثْنَا عِزَّهَا الْـ
ـأقْدَمَ القُدْمُوسَ عَن عَمٍّ وَخَالِ
مَنْزِلٌ دَمنَهُ آبَاؤنَا الْـ
ـمُورِثُونَا المَجْدَ في أُولى اللّيالِ
مَا لَنَا فِيهَا حُصُونٌ غَيرُ مَا الْـ
ـمُقْرَبَاتِ الجُرْدِ تَرْدِي بِالرّجالِ
في رَوَابي عُدْمُلِيٍّ شامِخِ الْـ
ـأنْفِ فِيهِ إرْثُ مَجْدٍ وَجَمالِ
فَاتّبَعْنَا ذَاتَ أُولانَا الأُولَى الْ
ـمُوقِدِي الحَرْبِ وَمُوفي بالحِبالِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:19 PM

دار هند
( عبيدة بن الابرص )


يا دارَ هِنْدٍ عَفَاها كُلُّ هَطّالِ
بِالجَوّ مِثْلَ سَحِيقِ اليُمْنَةِ البَالي
جَرَتْ علَيها رِياحُ الصّيفِ فاطّرَدتْ،
وَالرّيحُ فِيها تُعَفّيها بِأذْيَالِ
حَبَسْتُ فيها صِحابي كَيْ أُسائِلَها،
وَالدّمْعُ قَد بَلَّ منّي جَيبَ سِرْبالي
شَوْقاً إلى الحَيّ، أيّامَ الجَميعُ بِهَا
وَكَيفَ يَطْرَبُ أوْ يَشْتَاقُ أمْثَالي
وَقَدْ عَلا لِمّتي شَيْبٌ فَوَدّعَني
مِنْها الغَوَاني وَداعَ الصّارِمِ القَالي
وَقَدْ أُسَلّي هُمُومي حينَ تَحضُرُني
بِجَسْرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ شِمْلالِ
زَيَافَةٍ بِقُتُودِ الرَّحْلِ نَاجِيَةٍ،
تَفْرِي الـهَجِيرَ بِتَبْغيلٍ وَإرْقَالِ
مَقْذوفَةٍ بِلَكيكِ اللّحْمِ عن عُرُضٍ
كَمُفْرَدٍ وَحَدٍ بِالجَوّ ذَيّالِ
هَذا، وَرُبَّتَ حَرْبٍ قد سَمَوْتُ لـهَا
حَتى شَبَبْتُ لـها ناراً بإشْعَالِ
تَحْتي مُضَبَّرَةٌ جَرْداءُ عِجْلِزَةٌ،
كالسّهْمِ أرْسَلَهُ مِن كَفّهِ الغالي
وَكَبْشِ مَلْمُومَةٍ بادٍ نَوَاجِذُهُ،
شَهْبَاءَ ذاتِ سَرَابيلٍ وَأبْطَالِ
أوْجَرْتُ جُفْرَتَهُ خُرْصاً فَمالَ بِهِ
كما انثَنَى مُخضَدٌ من ناعمِ الضَّالِ
وَلَهْوَةٍ كَرُضَابِ المِسْكِ طالَ بِهَا
في دَنّها كَرُّ حَوْلٍ بَعدَ أحْوَالِ
بَاكَرْتُها قَبْلَ ما بَدا الصّبَاحُ لَنَا
في بَيْتِ مُنهمِرِ الكَفّينِ مِفْضَالِ
وَعَبْلَةٍ كَمَهَاةِ الجوّ نَاعِمَةٍ
كأنّ رِيقَتَهَا شِيبَتْ بِسَلْسَالِ
قَدْ بِتُّ أُلْعِبُها وَهْناً وَتُلْعِبُني،
ثمّ انصَرَفْتُ وَهِيْ مِنّي على بالِ
بَانَ الشّبَابُ فآلى لا يُلِمُّ بِنَا،
وَاحْتَلَّ بي من مُلِمّ الشّيبِ مِحلالُ
وَالشَّيْبُ شَينٌ لمَنْ يحتَلُّ ساحَتَهُ،
للَّهِ دَرُّ سَوَادِ اللِّمّةِ الخالي

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:19 PM

در در الشباب!
( عبيدة بن الابرص )


لَيْسَ رَسْمٌ على الدَّفِينِ بِبَالي،
فَلِوَى ذَرْوَةٍ فَجَنْبَيْ أُثَالِ
فَالمَرَوْرَاةُ فَالصّحِيفَةُ قَفْرٌ،
كلُّ وَادٍ وَرَوْضَةٍ مِحْلالِ
دَارُ حَيٍّ أصَابَهُمْ سَالِفُ الدّهْـ
ـرِ فأضْحَتْ دِيارُهمْ كَالخِلالِ
مُقْفِرَاتٍ إلاّ رَمَاداً غَبِيّاً
وَبَقَايَا مِنْ دِمْنَةِ الأطْلالِ
وأوَارِيَّ قَدْ عَفَوْنَ وَنُؤياً
وَرُسُوماً عُرِّينَ مُذْ أحْوَالِ
بُدِّلَتْ مِنْهُمُ الدّيَارُ نَعَاماً
خَاضِبَاتٍ يُزْجِينَ خَيْطَ الرِّئَالِ
وَظِبَاءً كأنّهُنّ أبَارِيـ
ـقُ لُجَينٍ، تَحْنُو على الأطْفالِ
تِلْكَ عِرْسِي تَرُومُ قِدْماً زِيَالي
ألِبَينٍ تُرِيدُ أمْ لِدَلالِ
إنْ يَكُنْ طِبُّكِ الدّلالَ فَلَوْ في
سَالِفِ الدّهْرِ وَاللّيَالي الحَوَالي
أنْتِ بَيْضَاءُ كَالمَهَاةِ، وَإذْ آ
تِيكِ نَشْوَانَ مُرْخِياً أذْيَالي
فَاتْرُكي مَطَّ حاجِبَيْكِ وَعِيشي
مَعَنَا بِالرّجَاء وَالتّأمَالِ
أوْ يَكُنْ طِبُّكِ الزِّيَلَ فإنَّ الـ
ـبَيْنَ أنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمَالِ
زَعَمَتْ أنّني كَبِرْتُ وَأنّي
قَلّ مالي وَضَنّ عَنّي المَوَالي
وَصَحَا بَاطِلي وَأصْبَحْتُ كَهْلاً
لا يُؤاتي أمْثَالَهَا أمْثَالي
إنْ رَأتْني تَغَيّرَ اللّوْنُ مِنّي،
وَعَلاَ الشّيْبُ مَفْرِقِي وَقَذَالي
فَبِمَا أدْخُلُ الخِبَاء عَلى مَهْـ
ـضُومَةِ الكَشْحِ طَفْلَةٍ كالغَزَالِ
فَتَعاطَيْتُ جِيدَهَا ثُمّ مَالَتْ
مَيَلانَ الكَثِيبِ بَينَ الرّمَالِ
ثمّ قَالَتْ فِدًى لنَفْسِكَ نَفْسِي،
وَفِدَاءٌ لِمَالِ أهْلِكَ مَالي
فَارْفُضِي العاذِلينَ وَاقْنَيْ حَيَاءً
لا يَكُونُوا عَلَيكِ حَظَّ مِثَالي
وَبِحَظٍّ مِمّا نَعِيشُ فَلا تَذْ
هَبْ بِكِ التُّرَّهاتُ في الأهْوَالِ
مِنْهُمُ مُمْسِكٌ وَمِنْهُمْ عَدِيمٌ
وَبَخِيلٌ عَلَيْكِ في بُخّالِ
وَاتْرُكي صِرْمَةً على آلِ زَيْدٍ
بِالقُطَيْباتِ كُنَّ أوْ أَوْرَالِ
لَمْ تَكُنْ غَزْوَةَ الجِيَادِ وَلَمْ يُنْـ
ـقَبْ بِآثَارِهَا صُدُورُ النِّعَالِ
دَرَّ دَرُّ الشّبَابِ وَالشَّعَرِ الأسْـ
ـوَدِ وَالرَّاتِكَاتِ تَحْتَ الرّحَالِ
وَالعَنَاجِيجِ كَالقِدَاحِ مِنَ الشَّو
حَطِ يَحْمِلْنَ شِكّةَ الأبْطَالِ
وَلَقَدْ أذْعَرُ السُّرُوبَ بِطِرْفٍ
مِثْلِ شَاةِ الإرَانِ غَيرِ مُذَالِ
غَيرِ أقْنَى وَلا أصَكَّ وَلَكِنْ
مِرْجَمٌ ذُو كَرِيهَةٍ وَنِقَالِ
يَسْبِقُ الألْفَ بالمُدَجَّجِ ذي القَوْ
نَسِ حَتّى يَؤوبَ كَالتّمْثَالِ
فَهْوَ كَالمِنْزَعِ المَرِيشِ مِنَ الشَّوْ
حَطِ مَالَتْ بهِ شِمَالُ الُمغَالي
يَعْقِرُ الظّبْيَ وَالظّلِيمَ وَيُلْوِي
بِلَبُونِ المِعْزَابَةِ المِعْزَالِ
وَلَقَدْ أقْدُمُ الخميسَ على الجرْ
داء ذاتِ الجِرَاء وَالتَّنْقالِ
فَتَقِيني بِنَحْرِهَا وَأقِيهَا
بِقَضِيبٍ مِنَ القَنَا غَيرِ بَالي
وَلَقَدْ أقْطَعُ السَّبَاسِبَ وَالشُّهْـ
ـبَ عَلى الصَّيْعَرِيّةِ الشِّمْلالِ
ثُمّ أبْرِي نِحَاضَهَا فَتَرَاهَا
ضَامِراً بَعْدَ بُدْنِهَا كالـهِلالِ
عَنْتَرِيسٍ كَأنّهَا ذُو وُشُومٍ
أحْرَجَتْهُ بِالجَوّ إحْدَى اللّيَالي

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:20 PM

سقى الرباب
( عبيدة بن الابرص )


سَقَى الرَّبَابَ مُجَلْجِلُ الْـ
ـأكْنَافِ لَمّاحٌ بُرُوقُهْ
جَوْنٌ تُكَرْكِرُهُ الصَّبَا
وَهْناً وَتَمْرِيهِ خَرِيقُهْ
مَرْيَ العَسِيفِ عِشَارَهُ،
حَتّى إذا دَرّتْ عُرُوقُهْ
وَدَنَا يُضِيءُ صُبَابُهُ
غَاباً يُضَرِّمُهُ حَرِيقُهْ
حَتّى إذَا مَا ذَرْعُهُ
بِالمَاء ضَاقَ فَما يُطِيقُهْ
هَبَّتْ لَهُ مِنْ خَلْفِهِ
رِيحٌ يَمَانِيَّةٌ تَسُوقُهْ
حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الجَنُو
بُ فَشَجَّ وَاهِيَةً خُرُوقُهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:20 PM

سقينا امرأ القيس
( عبيدة بن الابرص )


سَقَيْنا امْرَأَ القَيْسِ بْنَ حُجْرِ بْنِ حارِثٍ،
كُؤوسَ الشَّجَا حَتَى تَعَوّدَ بالقَهْرِ
وَألْهَاهُ شُرْبٌ ناعِمٌ وَقُرَاقِرٌ،
وَأعْيَاهُ ثَأرٌ كانَ يَطْلُبُ في حُجْرِ
وَذَاكَ لَعَمْرِي كانَ أسْهَلَ مَشْرَعاً
عَلَيْهِ مِنَ البِيضِ الصّوَارِمِ وَالسُّمْرِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:21 PM

سل الشعراء
( عبيدة بن الابرص )


أرِقْتُ لِضَوْءِ بَرْقٍ في نَشَاصِ
تَلألأ في مُمَلأةٍ غِصَاصِ
لَوَاقِحَ دُلَّحٍ بِالماء سُحْمٍ
تَثُجُّ المَاءَ مِنْ خَلَلِ الخَصَاصِ
سَحَابٍ ذاتِ أسْحَمَ مُكْفَهِرٍّ
تُوَحّي الأرْضَ قَطْراً ذا افْتِحاصِ
تَألّفَ فَاسْتَوَى طَبَقاً دِكَاكاً
مُحِيلاً دُونَ مَثْعَبِهِ نَوَاصِ
كَلَيْلٍ مُظْلِمِ الحَجَرَاتِ دَاجٍ
بَهِيمٍ أوْ كَبَحْرٍ ذِي بَوَاصِ
كَأنّ تَبَسُّمَ الأنْوَاء فِيهِ
إذا ما انْكَلّ عَنْ لَهِقٍ هُصَاصِ
وَلاحَ بِهَا تَبَسُّمُ وَاضِحَاتٍ
يَزِينُ صَفائِحَ الحُورِ القِلاصِ
سَلِ الشّعَرَاءَ هَل سَبَحوا كَسَبْحي
بُحُورَ الشِّعْرِ أوْ غاصُوا مَغاصِي
لِساني بِالقَرِيضِ وَبِالقَوَافي
وَبِالأشْعَارِ أمْهَرُ في الغَوَاصِ
مِنَ الحُوتِ الذي في لُجّ بَحْرٍ
يُجِيدُ السَّبْحَ في اللُّجَجِ القِماصِ
إذَا مَا بَاصَ لاحَ بِصَفْحَتَيْهِ
وَبَيَّضَ في المَكَرّ وَفي المَحَاصِ
تُلاوِصُ في المَدَاصِ مُلاوِصَاتٌ
لَهُ مَلْصَى دَوَاجِنَ بالمِلاصِ
بَنَاتُ المَاء لَيْسَ لَها حَيَاةٌ
إذا أخْرَجْتَهُنّ مِنَ المَدَاصِ
إذا قَبَضَتْ عَلَيْهِ الكَفُّ حِيناً
تَنَاعَصَ تَحْتَهَا أيَّ انْتِعَاصِ
وَبَاصَ وَلاصَ مِنْ مَلَصٍ مَلاصٍ،
وَحُوتُ البَحْرِ أسَودُ أوْ مِلاص
كَلَوْنِ المَاء أسْوَدُ ذُو قُشُورٍ
نُسِجْنَ تَلاحُمَ السَّرْدِ الدِّلاصِ
لَعَمْرُكَ إنّني لأُعِفُّ نَفْسِي،
وَأسْتُرُ بالتّكَرّمِ مِنْ خَصَاصِ
وَأُكْرِمُ وَالدي وَأصُونُ عِرْضِي،
وَأكْرَهُ أنْ أُعَدّ مِنَ الحِرَاصِ
إذا مَا كُنْتَ لَحّاساً بَخِيلاً
سَؤولاً لِلْمُطَاعِ وَذَا عِقَاصِ
لِزَادِ المَرْء آبَصَ مِنْ عُقَابٍ،
وَعِنْدَ البَابِ أثْقَلَ مِنْ رَصَاصِ
بَكَى البَوّابُ مِنْكَ وَقالَ: هَلْ لي
وَهَلْ لِلْبَابِ مِنْ ذَا مِنْ خَلاصِ
فَيُوشِكُ أنْ يَرَاكَ لَهُ عَدُوّاً
عَدَاوَةَ مَنْ يُلاطِمُ أوْ يُنَاصِي
إذَا مَا كَانَ عِرْضِي عِنْدَ بَطْني،
فَأيْنَ مِنَ أنْ أُسَبّ بِهِ مَنَاصِي
فَإنْ خَفّتْ لِجُوعِ البَطْنِ رِجْلي،
فَدَقّ اللَّهُ رِجْلي بِالمُعَاصِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:21 PM

صبر النفس
( عبيدة بن الابرص )


صَبِّرِ النَّفْسَ عِنْدَ كُلّ مُلِمٍّ،
إنّ في الصّبرِ حِيلَةَ المُحْتَالِ
لا تَضِيقَنّ في الأُمُورِ فَقَدْ تُكْـ
ـشَفُ غَمّاؤهَا بِغَيرِ احْتِيَالِ
رُبّمَا تَجْزَعُ النّفُوسُ مِنَ الأمْـ
ـرِ لَهُ فُرْجَةٌ كَحَلّ العِقَالِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:22 PM

طاف الخيال
( عبيدة بن الابرص )


طافَ الخَيالُ عَلَيْنَا لَيْلَةَ الوَادي
لآلِ أسْمَاءَ لَمْ يُلْمِمْ لِمِيعَادِ
أنّى اهتَدَيْتَ لرَكْبٍ طالَ سَيرُهُمُ
في سَبْسَبٍ بَينَ دَكْداكٍ وَأعْقادِ
يُكَلِّفُونَ سُرَاهَا كُلَّ يَعْمَلَةٍ
مِثْلَ المَهَاةِ إذا ما احتَثّها الحادي
أبْلِغْ أبا كَرِبٍ عَنّي وَأُسْرَتَهُ
قَوْلاً سَيَذهَبُ غَوْراً بَعدَ إنْجادِ
يا عَمْرُو ما راحَ مِن قَوْمٍ وَلا ابتكرُوا
إلاّ وَللمَوْتِ في آثارِهِمْ حَادِي
فَإنْ رَأيْتَ بِوَادٍ حَيّةً ذَكَراً،
فامضِ وَدَعْني أُمارِس حيّةَ الوَادِي
لأعْرِفَنّكَ بَعدَ المَوْتِ تَنْدُبُني،
وَفي حَياتيَ ما زَوّدْتَني زَادِي
إنّ أمامَكَ يَوْماً أنْتَ مُدْرِكُهُ
لا حاضِرٌ مُفْلِتٌ مِنْهُ وَلا بَادِي
فَانْظُرْ إلى فَيْء مُلْكٍ أنتَ تارِكُهُ!
هَلْ تُرْسَيَنّ أوَاخيهِ بِأوْتَادِ
إذْ هِبْ إلَيْكَ فَإنّي مِنْ بَني أسَدٍ
أهْلِ القِبَابِ وَأهْلِ الجُرْدِ وَالنّادي
قَدْ أتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَراً أنامِلُهُ،
كَأنّ أثْوَابَهُ مُجّتْ بِفِرْصَادِ
أوْجَرْتُهُ، وَنَواصِي الخَيلِ شاحِبَةٌ،
سَمْرَاءَ عامِلُها مِن خَلْفِهِ بَادِي

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:23 PM

فقالت لي كبرت!
( عبيدة بن الابرص )


تَغَيَّرَتِ الدِّيَارُ بِذِي الدَّفِينِ،
فَأوْدِيَةِ اللِّوَى فَرِمَالِ لِينِ
فَحَرْجَيْ ذِرْوَةٍ فَقَفا ذَيَالٍ،
يُعَفّي آيَهُ سَلَفُ السّنِينِ
تَبَصّرْ صَاحِبي أتَرَى حُمُولاً
تُسَاقُ كَأنّهَا عَوْمُ السَّفِينِ
جَعَلْنَ الفَجَّ مِنْ رَكَكٍ شِمالاً،
وَنَكّبْنَ الطَّوِيَّ عَنِ اليَمِينِ
ألا عَتَبَتْ عَليَّ اليَوْمَ عِرْسِي،
وَقَدْ هَبّتْ بِلَيْلٍ تَشْتَكِيني
فقالَتْ لي: كَبِرْتَ! فقلتُ: حَقّاً،
لَقَدْ أخْلَفْتُ حِيناً بَعدَ حِينِ
تُرِيني آيَةَ الإعْرَاضِ مِنْهَا،
وَفَظّتْ في المَقَالَةِ بَعْدَ لِينِ
وَمَطّتْ حَاجِبيْهَا أنْ رَأتْني
كَبِرْتُ وَأنْ قدِ ابيَضَّتْ قُرُوني
فقُلتُ لـها: رُوَيْدَكِ بَعضَ عَتْبي،
فإنّي لا أرَى أنْ تَزْدَهِيني
وَعِيشي بالّذِي يُغْنِيكِ، حَتى
إذا مَا شِئْتِ أنْ تَنْأي فَبِيني
فإنْ يَكُ فاتَني، أسَفاً، شَبَابي،
وَأضْحَى الرّأسُ مِنّي كاللَّجِينِ
وَكَانَ اللّهْوُ حَالَفَني زمَاناً،
فَأضْحَى اليَوْمَ مُنْقَطِعَ القَرِينِ
فَقَدْ ألِجُ الخِبَاءَ عَلى العَذَارَى،
كَأنّ عُيُونَهُنّ عُيُونُ عِينِ
يَمِلْنَ عَليّ بِالأقْرَابِ طَوْراً
وَبِالأجْيَادِ كَالرَّيْطِ المَصُونِ
وَأسْمَرَ قَدْ نَصَبْتُ لِذي سَنَاءٍ
يَرَى مِنّي مُحَافظة اليقِين
إذا مَا عَادَهُ مِنْهَا نِسَاءٌ
صَفَحْنَ الدّمْعَ مِنْ بَعْدِ الرَّنِينِ
وَخَرْقٍ قَدْ ذَعَرْتُ الجُونَ فيهِ
عَلى أدْمَاءَ كَالعَيرِ الشَّنُونِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:23 PM

فنيت وأفناني الزمان
( عبيدة بن الابرص )


وَهل رَامَ عن عَهدي وُدَيْكٌ مكانَهُ
إلى حيثُ يُفضِي سَيلُ ذاتِ المَساجدِ
فَنِيتُ وَأفْنَاني الزّمانُ وَأصْبَحَتْ
لِدَاتي بَنُو نَعْشٍ وَزُهْرُ الفَرَاقِدِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:24 PM

كل يفنى إلا الإلـه
( عبيدة بن الابرص )


وَلَتَأتِيَنْ بَعْدِي قُرُونٌ جَمّةٌ،
تَرْعَى مَخَارِمَ أيْكَةٍ وَلَدُودَا
فالشّمْسُ طالعَةٌ وَلَيلٌ كاسِفٌ،
وَالنَّجْمُ تَجْرِي أنْحُساً وَسُعُودَا
حَتّى يُقالَ لِمَنْ تَعَرَّقَ دَهْرَهُ:
يا ذا الزَّمَانَةِ هَلْ رَأيتَ عَبِيدَا؟
مائَتَيْ زَمَانٍ كامِلٍ وَنَصِيّةً
عِشْرِينَ عِشْتُ مُعَمَّراً مَحمُودَا
أدْرَكْتُ أوّلَ مُلْكِ نَصْرٍ ناشِئاً،
وَبِنَاءَ سِنْدَادٍ وَكانَ أُبِيدَا
وَطَلَبْتُ ذا القَرْنَيْنِ حَتّى فَاتَني
رَكْضاً وَكِدْتُ بِأنْ أرعى داؤودَا
مَا تَبْتَغي مِنْ بَعْدِ هذا عِيشَةً،
إلاّ الخُلُودَ وَلَنْ تَنَالَ خُلُودَا
وَلَيَفْنَيَنْ هَذَا وَذَاكَ كِلاهُمَا،
إلاّ الإلَهَ وَوَجْهَهُ المَعْبُودَا

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:24 PM

للمرء أيام تعد
( عبيدة بن الابرص )


لِمَنْ دِمْنَةٌ أقْوَتْ بِحَرّةِ ضَرْغَدِ
تَلُوحُ كَعُنْوَانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ
لِسَعْدَةَ إذْ كانَتْ تُثِيبُ بِوُدّها،
وَإذ هِيَ لا تَلْقَاكَ إلاّ بِأسْعُدِ
وَإذْ هيَ حَوْرَاءُ المَدامِعِ طَفْلَةٌ
كَمِثْلِ مَهَاةٍ حُرّةٍ أُمِّ فَرْقَدِ
تُرَاعي بهِ نَبْتَ الخَمائِلِ بالضُّحَى،
وَتَأوِي بِهِ إلى أرَاكٍ وَغَرْقَدِ
وَتَجْعَلُهُ في سِرْبِها نُصْبَ عَيْنِها،
وَتَثني عَلَيهِ الجِيدَ في كلّ مَرْقَدِ
فقَد أوْرَثَتْ في القَلبِ سُقماً يَعودُهُ
عِياداً كَسُمّ الحَيّةِ المُتَرَدِّدِ
غَداةَ بَدَتْ مِنْ سِتْرِها، وَكأنّما
تُحَفُّ ثَنَايَاها بِحالِكِ إثْمِدِ
وَتَبْسِمُ عَنْ عَذْبِ اللِّثَاتِ كأنّهُ
أقاحي الرُّبَى أضْحى وظاهِرُهُ نَدِ
فإنّي إلى سُعْدَى وَإنْ طالَ نَأيُهَا
إلى نَيْلِها ما عِشْتُ كالحائمِ الصَّدِي
إذا كنتَ لم تَعبأ بِرَأيٍ وَلَمْ تُطِعْ
لِنُصْحٍ وَلاَ تُصْغي إلى قَوْلِ مُرْشِدِ
فَلا تَتّقي ذَمَّ العَشِيرَةِ كُلّهَا،
وَتَدْفَعُ عَنْهَا باللّسانِ وَبِاليَدِ
وَتَصْفَحُ عن ذي جَهلِهَا وَتَحُوطُها،
وَتَقْمَعُ عَنْهَا نَخْوَةَ المُتَهَدِّدِ
وَتَنْزِلُ مِنْهَا بِالمَكانِ الذي بِهِ
يُرى الفَضْلُ في الدّنيا على المُتَحَمِّدِ
فلَستَ، وَإن عَلّلتَ نَفْسَكَ بالمُنى،
بِذِي سُودَدٍ بعادٍ وَلا كَرْبِ سَيّدِ
لَعَمرُكَ ما يَخشَى الخليطُ تَفَحُّشِي
عَلَيْهِ وَلا أنْأى عَلى المُتَوَدِّدِ
وَلا أبْتَغي وُدَّ امرِىءٍ قَلّ خَيْرُهُ،
وَلا أنَا عَنْ وَصْلِ الصّديقِ بأصْيَدِ
وَإني لأُطْفي الحَرْبَ بَعدَ شُبُوبِها
وَقَدْ أُوقِدَتْ للغَيّ في كلّ مَوْقِدِ
فأوْقَدْتُها لِلظّالِمِ المُصْطَلي بِهَا،
إذا لَمْ يَزَعْهُ رَأيُهُ عَنْ تَرَدُّدِ
وَأغْفِرُ لِلْمَوْلى هَنَاةً تُرِيبُني،
فَأظْلِمُهُ ما لَمْ يَنَلْني بمَحقدِي
وَمَنْ رَامَ ظُلْمي مِنْهُمُ فَكَأنّما
تَوَقَّصَ حِيناً مِن شَوَاهِقِ صِنْدِدِ
وَإنّي لَذو رَأيٍ يُعاشُ بفَضْلِهِ،
وَما أنَا مِنْ عِلْمِ الأمُورِ بمُبْتَدِي
إذا أنْتَ حَمّلْتَ الخَؤونَ أمَانَةً،
فإنّكَ قَدْ أسْنَدْتَها شَرَّ مُسْنَدِ
وَجَدْتُ خَؤونَ القَوْم كالعُرّ يُتّقى،
وَما خِلْتُ غَمَّ الجارِ إلاّ بمَعْهَدِي
وَلا تُظهِرَنْ حُبّ امرِىءٍ قبل خُبرِه،
وَبَعْدَ بَلاءِ المَرْء فَاذْمُمْ أوِ احمَدِ
وَلا تَتْبَعَنّ رَأيَ مَنْ لَمْ تَقُصّهُ،
وَلكنْ بِرَأيِ المَرْء ذي اللُّبّ فاقتَدِ
وَلا تَزْهَدَنْ في وَصْلِ أهْلِ قَرَابَةٍ
لِذُخْرٍ وَفي وَصْلِ الأباعِدِ فازْهَدِ
وَإنْ أنتَ في مَجدٍ أصَبْتَ غَنِيمَةً،
فَعُدْ لِلّذي صَادَفتَ من ذاك وَازْدَدِ
تَزَوَّدْ مِنَ الدّنْيا مَتَاعاً فَإنّهُ
على كلّ حالٍ خَيرُ زَادِ المُزَوِّدِ
تَمَنَّى مُرَيءُ القَيسِ مَوْتي، وَإن أمتْ
فَتِلْكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بأوْحَدِ
لَعَلّ الذي يَرْجُو رَدَايَ وَمِيتَتي
سَفاهاً وَجُبْناً أن يكونَ هوَ الرَّدي
فما عَيشُ مَن يَرْجو هلاكي بضَائرِي،
وَلا موْتُ مَن قد ماتَ قبلي بمُخْلِدِي
وَلِلْمَرء أيّامٌ تُعَدُّ وَقَدْ رَعَتْ
حِبَالُ المَنَايا للفَتى كلَّ مَرْصَدِ
مَنِيّتُهُ تَجْرِي لوَقْتٍ، وَقَصْرُهُ
مُلاقاتُها يَوْماً على غَيرِ مَوْعِدِ
فَمَنْ لمْ يَمُتْ في اليَوْمِ لا بُدّ أنّهُ
سَيَعْلَقُهُ حَبْلُ المَنِيّةِ في غَدِ
فَقُل للّذي يَبغي خِلافَ الذي مضَى:
تَهَيّأ لأُخْرَى مِثْلِها فكأنْ قَدِ
فَإنّا وَمَنْ قَدْ بَادَ مِنّا فكَالّذِي
يَرُوحُ وكالقاضِي البَتاتِ لِيَغْتَدِي

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:25 PM

لمن الدار أقفرت بالجناب
( عبيدة بن الابرص )


لِمَنِ الدّارُ أقْفَرَتْ بِالجَنَابِ
غَيْرَ نُؤْيٍ وَدِمْنَةٍ كَالكِتَابِ
غَيّرَتْهَا الصَّبَا وَنَفْحُ جَنُوبٍ
وَشَمَالٍ تَذْرُو دُقَاقَ التّرَابِ
فَتَرَاوَحْنَهَا وَكُلُّ مُلثٍّ
دَائِمِ الرّعْدِ مُرْجَحِنِّ السّحابِ
أوْحَشَتْ بَعْدَ ضُمَّرٍ كَالسَّعَالي
مِنْ بَنَاتِ الوَجِيهِ أوْ حَلاَبِ
وَمُرَاحٍ وَمُسْرَحٍ وَحُلُولٍ
وَرَعَابِيبَ كَالدُّمَى وَقِبَابِ
وَكُهُولٍ ذَوِي نَدًى وَحُلُومٍ
وَشَبَابٍ أنْجَادِ غُلْبِ الرِّقَابِ
هَيّجَ الشّوْقَ لي مَعَارِفُ مِنْهَا
حِينَ حَلّ المَشِيبُ دارَ الشّبَابِ
أوْطَنَتْهَا عُفْرُ الظّبَاء وَكَانَتْ
قَبْلُ أوْطَانَ بُدَّنٍ أتْرَابِ
خُرَّدٍ بَيْنَهُنّ خَوْدٌ سَبَتْني
بِدَلالٍ وَهَيّجَتْ أطْرَابي
صَعْدَةٌ مَا عَلا الحَقِيبَةَ مِنْهَا
وَكَثِيبٌ مَا كانَ تَحْتَ الحِقَابِ
إنّنَا إنّمَا خُلِقْنَا رُؤوساً،
مَنْ يُسَوّي الرّؤوسَ بِالأذْنَابِ؟
لا نَقِي بِالاْحسَابِ مالاً وَلَكِنْ
نَجْعَلُ المَالَ جُنّةَ الأحْسَابِ
وَنَصُدُّ الأعْداءَ عَنّا بضَرْبٍ
ذِي خِذَامٍ وَطَعْنِنَا بِالحِرَابِ
وَإذَا الخَيْلُ شَمْرَتْ في سَنَا الحَرْ
بِ وَصَارَ الغُبارُ فَوْقَ الذُّؤابِ
وَاسْتَجَارَتْ بِنَا الخُيُولُ عِجَالاً،
مُثْقَلاتِ المُتُونِ وَالأصْلابِ
مُصْغِيَاتِ الخُدُودِ شُعْثَ النَوَاصي
في شَماطِيطِ غَارَةٍ أسْرَابِ
مُسْرِعَاتٍ كَأنّهُنّ ضِرَاءٌ
سَمِعَتْ صَوْتَ هَاتِفٍ كَلاّبِ
لاحِقَاتِ البُطُونِ يَصْهِلْنَ فَخْراً
قَدْ حَوَيْنَ النِّهَابَ بَعْدَ النِّهَابِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:26 PM

لمن الديار؟
( عبيدة بن الابرص )


لِمَنِ الدّيارُ بِصَاحَةٍ فَحَرُوسِ
دَرَسَتْ مِنَ الإقْفارِ أيَّ دُرُوسِ
إلاّ أوَارِيّاً كَأنّ رُسُومَهَا
في مُهْرَقٍ خَلَقِ الدّوَاةِ لَبِيسِ
دَارٌ لِفَاطِمَةَ الربيعَ بِغَمْرَةٍ
فَقَفَا شَرَافِ فَهَضْبِ ذاتِ رُؤوسِ
أزْمانَ غَفْلَتِها وَإنْ لَمْ تَجْدُهَا
نَكْساً وَشَرُّ الدّاءِ داءُ نُكُوسِ
وَسَبَتْكَ نَاعِمَةٌ صَفِيُّ نَوَاعِمٍ
بِيضٍ غَرَائِرَ كالظّبَاء العِيسِ
خَوْدٌ مُبَتَّلَةُ العِظَامِ كَأنّهَا
بَرْدِيّةٌ نَبَتَتْ خِلالَ غُرُوسِ
أفَلا تُنَاسِي حُبَّهَا بِجُلالَةٍ
وَجْنَاءَ كالأجُمِ المَطِينِ وَلُوسِ
رَفَعَ المَرَادُ مِنَ الرّبِيعِ سَنَامَهَا
فَنَوَتْ وَأرْدَفَ نَابَها لسَدِيسِ
فكَأنّمَا تَحْنُو إذا مَا أُرْسِلَتْ
عُودَ العِضَاهِ وَدِقَّهُ بِفُؤوسِ
أفْنَيْتُ بَهْجَتَهَا وَنِيَّ سَنَامِهَا
بِالرَّحْلِ بَعْدَ مَخِيلَةٍ وَشَرِيسِ
وَأمِيرِ خَيْلٍ قَدْ عَصَيْتُ بِنَهْدَةٍ
جَرْدَاءَ خاظِيَةِ السَّرَاةِ جَلُوسِ
خُلِقَتْ على عُسُبٍ وَتمّ ذَكاؤهَا،
وَاحْتَالَ فيها الصَّنْعُ غيرَ نَحِيسِ
وَإذا جُهِدْنَ وَقَلّ مَصُّ نِطَافِهَا،
وَصَلَقْنَ في دَيْمُومَةٍ إمْلِيسِ
تَنْفي الأوَاثِمَ عَنْ سَوَاء سَبِيلِهَا
شَرَكَ الأحِزّةِ وَهيَ غيرُ شَموسِ
أمّا إذا اسْتَقْبَلْتَهَا فَكَأنّهَا
ذَبُلَتْ مِنَ الـهِنْدِيّ غَيرَ يَبُوسِ
أمّا إذا اسْتَدْبَرْتَهَا فَكَأنّهَا
قارُورَةٌ صَفْرَاءُ ذاتُ كَبِيسِ
وَإذَا اقْتَنَصْنا لا يَجِفُّ خِضَابُهَا
وَكَأنّ بِرْكتَهَا مَدَاكُ عَرُوسِ
وَإذَا دَفَعْنَا لِلْحِرَاجِ، فَنَهْبُها
أدْنَى سَوَامِ الجامِلِ المَحْلُوسِ
هاتِيكَ تَحْمِلُني وَأبْيَضَ صَارِماً
وَمُحَرَّباً في مَارِنٍ مَخْمُوسِ
في أُسْرَةٍ يَوْمَ الحِفَاظِ مَصَالِتٍ
كَالأُسْدِ لا يُنْمَى لَها بِفَرِيسِ
وَبَنُو خُزَيْمَةَ يَعْلَمُونَ بِأنّنَا
مِنْ خَيْرِهِمْ في غِبْطَةٍ وَبَئيسِ
نُبْكي عَدُوَّهُمُ وَيَنْطَحُ كَبْشُنَا
لَهُمُ وَلَيسَ النَّطْحُ بالمَوْمُوسِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:26 PM

لمن جمال مزمومة
( عبيدة بن الابرص )


لمَنْ جِمالٌ قُبَيلَ الصُّبحِ مَزْمومهْ،
مُيَمِّمَاتٌ بِلاداً غَيرَ مَعْلُومَهْ
عَالَينَ رَقَماً وَأنْماطاً مُظاهَرَةً
وَكِلّةً بعَتيقِ العَقْلِ مَقْرُومَهْ
لِلْعَبْقَرِيّ عَلَيْهَا إذْ غَدَوْا صَبَحٌ،
كأنّها مِنْ نَجيعِ الجوْفِ مَدمومَهْ
كأنّ أظْعانَهُ نَخْلٌ مُوَسَّقَةٌ
سُودٌ ذوائِبُها بالحَملِ مَكْمومَهْ
فِيهِنَّ هِنْدُ التي هَامَ الفُؤادُ بِهَا
بَيْضَاءُ آنِسَةٌ بالحُسنِ مَوْسومَهْ
وَإنّهَا كَمَهَاةِ الجَوّ نَاعِمَةٌ
تُدْني النّصِيفَ بكَفٍّ غيرِ مَوْشومَهْ
كأنّ رِيقَتَها بَعدَ الكرَى اغتَبَقَتْ
صَهْباءَ صَافِيَةً بالمِسْكِ مَخْتُومَهْ
مِمّا يُغالي بِهَا البَيّاعُ، عَتّقَهَا
ذو شارِبٍ أصْهَبٌ يُغلى بها السِّيمَهْ
يا مَنْ لبَرْقٍ أبِيتُ اللّيْلَ أرْقُبُهُ
في مُكْفَهِرٍّ وَفِي سَوْداءَ مَرْكُومَهْ
فَبَرْقُهَا حَرِقٌ وَماؤهَا دَفِقٌ،
وَتَحْتَهَا رَيّقٌ وَفَوْقَهَا دِيمَهْ
فَذَلِكَ المَاءُ لَوْ أنّي شَرِبْتُ بِهِ،
إذاً شَفَى كَبِداً شَكَّاءَ مَكْلُومَهْ
هَذا وَداوِيّةٍ يعْمَى الـهُداةُ بِهَا،
ناءٍ مَسَافَتُها كالبُرْدِ دَيْمُومَهْ
جَاوَزْتُهَا بِعَلَنْدَاةٍ مُذَكَّرَةٍ
عَيرَنَةٍ كَعَلاةِ القَينِ مَلْمُومَهْ
أرْمي بِها عُرُضَ الدَّوّيّ ضَامِزَةً،
في ساعَةٍ تَبْعَثُ الحِرْباءَ مَسْمُومَهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:27 PM

ليس لك من ليس معك
( عبيدة بن الابرص )


وَاعْلَمَنْ عِلْماً يَقِيناً أنّهُ
لَيسَ يُرْجى لَك مَن ليسَ مَعَكْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:27 PM

لِمَنِ الدّيارُ بِبُرْقَةِ الرَّوْحَانِ؟
( عبيدة بن الابرص )


لِمَنِ الدّيارُ بِبُرْقَةِ الرَّوْحَانِ؟
دَرَسَتْ وَغَيّرَها صُرُوفُ زَمَانِ!
فَوَقَفْتُ فِيها نَاقَتي لِسُؤالِهَا،
فَصَرَفْتُ وَالعَيْنَانِ تَبْتَدِرَانِ
سَجْماً كَأنّ شُنَانَةً رَجَبِيّةً
سَبَقَتْ إليّ بِمَائِهَا العَيْنَانِ
أيّامَ قَوْمي خَيرُ قَوْمٍ سُوقَةٍ،
لِمُعَصِّبٍ وَلِبَائِسٍ وَلِعَاني
وَلِنِعْمَ أيْسَارُ الجَزُورِ إذا زَهَتْ
رِيحُ الشّتَاء، وَمَألَفُ الجِيرَانِ
أمّا إذا كَانَ الطِّعَانُ فإنّهُمْ
قَدْ يَخْضِبُونَ عَوَاليَ المُرّانِ
أمّا إذَا كَانَ الضِّرَابُ فإنّهُمْ
أُسْدٌ لَدَى أشْبَالِهِنّ حَوَاني
أمّا إذا دُعِيَتْ نَزَالِ، فإنّهُمْ
يَحْبُونَ لِلرُّكَبَاتِ في الأبْدانِ
فَخَلَدْتُ بَعدَهُمُ وَلَسْتُ بخَالِدٍ،
فَالدّهْرُ ذُو غِيرٍ وَذُو ألْوَانِ
اللَّهُ يَعْلَمُ مَا جَهِلْتُ بِعَقْبِهِمْ
وَتَذَكُّرِي مَا فَاتَ أيَّ أوَانِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:28 PM

ما رعدت
( عبيدة بن الابرص )


مَا رَعَدَتْ رَعْدَةً وَلا بَرَقَتْ
لَكِنّهَا أُنْشِئَتْ لَنَا خَلِقَهْ
المَاءُ يَجْرِي عَلى نِظَامٍ لَهُ،
لَوْ يَجِدُ المَاءُ مَخْرَقاً خَرَقَهْ
بِتْنَا وَبَاتَتْ عَلى نَمَارِقِهَا،
حَتّى بَدَا الصّبحُ، عَينُها أرِقَهْ
أنْ قِيلَ إنّ الرّحيلَ بَعْدَ غَدٍ،
وَالدّارُ بَعْدَ الجَميعِ مُفْتَرِقَهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:29 PM

مها رماح
( عبيدة بن الابرص )


وَقَدْ باتَتْ عَلَيْهِ مَهَا رُمَاحٍ،
حَوَاسِر مَا تَنَامُ وَلا تُنِيمُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:30 PM

نأتك سليمى
( عبيدة بن الابرص )


نَأتْكَ سُلَيْمَى فَالفُؤادُ قَرِيحُ،
وَلَيْسَ لحَاجَاتِ الفُؤادِ مُرِيحُ
إذا ذُقتَ فَاهَا قُلتَ: طَعْمُ مُدامَةٍ
مُشَعْشَعَةٍ تُرْخي الإزَارَ قَدِيحُ
بِمَاء سَحَابٍ في أبَارِيقِ فِضّةٍ
لَهَا ثَمَنٌ في البَايِعِينَ رَبِيحُ
تَأمّلْ خَليلي هَل تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ
يَمَانِيَةٍ قَدْ تَغْتَدِي وَتَرُوحُ
كَعَوْمِ السّفِينِ في غَوَارِبِ لُجّةٍ
تُكَفئُهَا في مَاء دِجْلَةَ رِيحُ
جَوَانِبُهَا تَغْشَى المَتَالِفَ أشرَفَتْ
عَلَيْهِنّ صُهْبٌ مِن يَهُودَ جُنُوحُ
وَقَدْ أغْتَدي قَبْلَ الغَطاطِ وَصَاحبي
أمِينُ الشَّظَا رِخْوُ اللَّبَانِ سَبُوحُ
إذا حَرّكَتْهُ السّاقُ قُلْتَ مُجَنَّبٌ
غَضِيضٌ غَذَتْهُ عَهْدَةٌ وَسُرُوحُ
مَرَاتِعُهُ القِيعَانُ فَرْدٌ كأنّهُ،
إذا مَا تُمَاشِيهِ الظّبَاءُ، نَطِيحُ
فَهَاجَ لَهُ حَيٌّ غَدَاةً فَأوْسَدُوا
كِلاباً فَكُلُّ الضّارِيَاتِ يُشِيحُ
إذا خَافَ مِنْهُنّ اللّحَاقَ نَمَتْ بهِ
قَوَائِمُ حَمْشَاتُ الأسافِلِ رُوحُ
وَقَد أتْرُكُ القِرْنَ الكَمِيّ بصَدْرِهِ
مُشَلْشِلَةٌ فَوْقَ النّطَاقِ تَفُوحُ
دَفُوعٌ لأطْرَافِ الأنَامِلِ ثَرَةٌ
لـهَا بَعْدَ إشْرَافِ العَبيطِ نَشِيحُ
إذا جَاء سِرْبٌ مِنْ ظِبَاءٍ يَعُدْنَهُ
تَبَادَرْنَ شَتّى كُلُّهُنّ تَنُوحُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:31 PM

نحن الأولى
( عبيدة بن الابرص )


يَا ذَا المُخَوِّفَنا بِقَتْـ
ـلِ أبِيهِ إذْلالاً وَحَيْنَا
أزْعَمْتَ أنّكَ قَدْ قَتَلْـ
ـتَ سَرَاتَنَا كَذِباً وَمَيْنَا
هَلاّ عَلى حُجْرِ بنِ أُ
مِّ قَطَامٍ تَبْكي لا عَلَيْنَا
إنّا إذا عَضّ الثِّقَا
فُ بِرَأسِ صَعْدَتِنَا لَوَيْنا
نَحْمي حَقِيقَتَنَا، وَبَعْـ
ـضُ القَوْمِ يَسْقُطُ بَينَ بَيْنَا
هَلا سَألْتَ جُمُوعَ كِنْـ
ـدَةَ يَوْمَ وَلَّوْا أيْنَ أيْنَا
أيّامَ نَضْرِبُ هَامَهُمْ
بِبَوَاتِرٍ حَتّى انْحَنَيْنَا
وَجُمُوعَ غَسّانَ المُلُو
كَ أتَيْنَهُمْ وَقَدِ انْطَوْيْنا
لُحُقاً أيَاطِلُهُنَّ قَدْ
عَالَجْنَ أسْفَاراً وَأيْنَا
وَلَقَدْ صَلَقْنَا هَوَازِناً
بِنَوَاهِلٍ حَتّى ارْتَوَيْنَا
نُعْلِيهِمُ تَحْتَ الضَّبَا
بِ المَشْرَفيَّ إذَا اعْتَزَيْنَا
نَحْنُ الأُولى جَمِّعْ جُمُو
عاً ثُمَّ وَجِّهْهُمْ إلَيْنَا
وَاعْلَمْ بِأنّ جِيَادَنَا
آلَيْنَ لا يَقْضِينَ دَيْنَا
وَلَقَدْ أبَحْنَا مَا حَمَيْـ
ـتَ، وَلا مُبِيحَ لِما حَمَيْنَا
هَذَا وَلَوْ قَدَرَتْ عَلَيْـ
ـكَ رِمَاحُ قَوْمي مَا انْتَهَيْنَا
حَتى تَنُوشَكَ نَوْشَةً،
عادَاتِهِنّ إذا انْتَوَيْنَا
نُغْلي السِّبَاءَ بِكُلّ عَا
تِقَةٍ شَمُولٍ مَا صَحَوْنَا
وَنُهِينُ في لَذّاتِهَا
عُظْمَ التِّلادِ إذا انْتَشَيْنَا
لا يَبْلُغُ البَاني، وَلَوْ
رَفَعَ الدّعائم، مَا بَنَيْنَا
كَمْ مِنْ رَئِيسٍ قَدْ قَتَلْـ
ـنَاهُ، وَضَيْمٍ قَدْ أبَيْنَا
وَلَرُبّ سَيْدِ مَعْشَرٍ
ضَخْمِ الدَّسِيعَةِ قَدْ رَمَيْنَا
عِقْبَانُهُ بِظِلالِ عِقْـ
ـبَانٍ تَيَمَّمُ مَا نَوَيْنَا
حَتّى تَرَكْنَا شِلْوَهُ
جَزَرَ السِّبَاعِ وَقَدْ مَضَيْنَا
وَأوَانِسٍ مِثْلِ الدُّمَى
حُورِ العُيُونِ قَدِ اسْتَبَيْنَا
إنّا، لَعَمْرُكَ، لا يُضَا
مُ حَلِيفُنَا أبَداً لَدَيْنَا

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:32 PM

هبت تلوم
( عبيدة بن الابرص )


هَبّتْ تَلُومُ وَلَيْسَتْ ساعةَ اللاّحي
هَلاّ انْتَظَرْتِ بهَذا اللّوْم إصْباحي
قاتَلَها اللَّهُ تَلْحَاني وَقَدْ عَلِمَتْ
أنّ لِنَفْسِيَ إفْسادي وَإصْلاحي
كَانَ الشّبَابُ يُلَهّينَا وَيُعْجِبُنا،
فَمَا وَهَبْنَا وَلا بِعْنَا بِأرْبَاحِ
إن أشرَبِ الخَمْرَ أوْ أُرْزَأ لـهَا ثَمَناً،
فَلا مَحَالَة يَوْماً أنّني صَاحي
وَلا مَحَالَةَ مِنْ قَبرٍ بِمَحْنِيَةٍ
وَكَفَنٍ كَسَرَاة الثّوْرِ وَضّاحِ
يا مَنْ لِبَرْقٍ أبِيتُ اللّيلَ أرْقُبُهُ
مِن عارِضٍ كَبَيَاضِ الصّبحِ لَمّاحِ
دانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الأرْضِ هَيْدَبُهُ
يَكادُ يَدْفَعُهُ مَنْ قامَ بِالرّاحِ
فَمَنْ بِنَجْوَتِهِ كَمَنْ بِمَحْفِلِهِ
وَالمُستَكِنُّ كَمَنْ يَمْشِي بِقرْوَاحِ
كَأنّ رَيّقَهُ لَمَا عَلا شَطِباً
أقْرَابُ أبْلَقَ يَنْفي الخيْلَ رَمّاحِ
فَالتَجّ أعْلاهُ ثمّ ارْتَجَ أسْفَلُهُ
وَضَاقَ ذَرْعاً بِحَمْلِ المَاء مُنصَاحِ
كَأنّمَا بَينَ أعْلاهُ وَأسْفَلِهِ
رَيْطٌ مُنَشَّرَةٌ أوْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ
كَأنّ فِيهِ عِشَاراً جِلَّةً شُرُفاً
شُعْثاً لَهَامِيمَ قَدْ هَمّتْ بإرْشاحِ
بُحّاً حَنَاجِرُهَا هُدْلاً مَشَافِرُها
تُسِيمُ أوْلادَها في قَرْقَرٍ ضَاحي
هَبّتْ جَنُوبٌ بِأُولاهُ وَمَالَ بِهِ
أعْجَازُ مُزْنٍ يَسُحُّ المَاءَ دَلاَّحِ
فَأصْبَحَ الرّوْضُ وَالقِيعانُ مُمْرِعَةً
مِنْ بَينِ مُرْتَفَقٍ فِيهِ وَمُنْطَاحِ


الساعة الآن 10:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team