من روائــع الامــام علــي ( شعراً )
أبا طالب عصمة المستجير ( علي بن أبي طالب ) أبا طالب عصمة المستجير وغيث المحول ونور الظلم لَقَدْ هَدَّ فَقْدُكَ أهل الحِفاظِ فصل عليك وليُّ النّعم ولقاكَ ربُّك رضوانه فَقَدْ كُنْتَ للمُصْطفَى خَيْرَ عَمْ |
أبى الله إلا أن صفين دارنا ( علي بن أبي طالب ) أبى الله إلا أن صفين دارنا وَدَارُكُمُ مَا لاحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ إلى أَنْ تَمُوتُواأَوْ نَمُوتَ وَمَا لَنا و ما لكم من حومة الحرب مهرب |
أتصبر للبلوى عزاء وحسبة ( علي بن أبي طالب ) أتصبر للبلوى عزاء وحسبة فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهائِمِ! خُلقنا رجالاً للتجلد والأسى وتلك الغواني للبُكا والمآتم |
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ ( علي بن أبي طالب ) أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ يزيد على الأيام فضل موده وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ |
أرى علل الدنيا عليَّ كثيرة ٌ ( علي بن أبي طالب ) أرى علل الدنيا عليَّ كثيرة ٌ وصاحبها حتى الممات عليلُ وَللحَقّ أحْياناً، لَعَمري، مَرارَة ٌ، وكل الذي دون الممات قليل |
أعينيَّ جواداً بارك الله فيكما ( علي بن أبي طالب ) أعينيَّ جواداً بارك الله فيكما عَلى هَالِكَيْنِ لاَ يُرَى لَهُمَا مِثْلا على سيّد البطحاء وابن رئيسها وسيدة النسوان أول من صلى مهذبة ٌ قد طيّب الله خيمها مُبَارَكَة ٌ واللُه سَاقَ لَهَا الفَضْلا لقد نصرا في الله دين محمدٍ على من بغى في الدين قد رعيا إلا |
أفاطم هاكِ السيف غير ذميم ( علي بن أبي طالب ) أفاطم هاكِ السيف غير ذميم فلست برعديد ولا بلئيم أفاطم قد ابليت في نصر أحمدٍ وَمَرْضَاة رَبٍّ بالعِبَادِ رَحِيْمِ أُرِيْدُ ثَوَابَ اللَّهِ لا شَيْءَ غَيْرُهُ ورضوانه في جنة ٍ ونعيم وَكُنْتُ امْرَأً أَسْمُو إِذا الحَرْبُ شَمَّرَتْ وَقَامَتْ عَلَى سَاقٍ بِغَيْرِ مُلِيْمِ أَنَمْتُ ابْنَ عَبْدِ الدَّارِ حَتَّى ضَرَبْتُهُ بِذِي رَوْنَقٍ يَفْري العِظامَ صَمِيْمِ فغادرته بالقاع فارفض جمعه وأشفيت منهم صدر كل حليم وَسَيْفِيَ يَكْفِي كالشِّهابِ أَهُزُّهُ أَجُزُّ بِهِ مِنْ عائِقٍ وصَمِيْمِ |
ألا صاحب الذنب لا تقنطن ( علي بن أبي طالب ) ألا صاحب الذنب لا تقنطن فَإِنَّ الإِلَهَ رَؤوفٌ رؤوفُ ولا ترحلنَّ بلا عدة ٍ فإِنَّ الطَّريقَ مخوفٌ مخوفُ |
ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني ( علي بن أبي طالب ) ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني وأَرَّقَنِي لَمَّا اسْتَهَلَّ مُنَادِيا فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا رَأَيْتُ الَّذِي أَتى أغير رسول الله أصبحت ناعيا فوالله لا أنساك أحمد ما مشت بِيَ العَيْشُ في أَرْضٍ وَجَاوَزْتُ وَادِيا وكنت متى أهبط من الأرض تلعة أجد أثراً منه جديداً وعافيا جواد شظى الخيل عنه كأنما يرين به ليثاً عليهنَّ ضاريا من الأسد قد أحمى العرين مهابة تَفادَى سِباعُ الأَرْضِ مِنْهُ تفاديا شَدِيْدٌ جَرِيْءُ النَّفْسِ نَهْدٌ مُصَدَّرٌ هُوَ المَوْتُ مَعْدُوٌّ عَلَيْهِ وَعَادِيا أَتَتْكَ رَسُولَ اللَّهِ خَيْلٌ مُغِيَرة ٌ تُثِيْرُ غُبارا كالضَّبابَة ِ كابيا إليك رسول الله صف مقدم إذا كان ضرب الهام نفقاً تفانيا |
ألم ترأن الفقريرجى له الغنى ( علي بن أبي طالب ) ألم ترأن الفقريرجى له الغنى وأن الغنى يخشى عليه من الفقر |
ألم ترَ أن الله أبلى رسوله ( علي بن أبي طالب ) ألم ترَ أن الله أبلى رسوله بلاء عزيز ذي اقتدارٍ وذي فضل بما أنزل الكفار دار مذلة ٍ فَذَاقُوا هَوَانا مِنْ إِسَارٍ ومِنْ قَتْلِ وأمسى رسول الله قد عزَّ نصره وكان رَسُولُ اللِه أُرْسِلَ بالعَدْلِ فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ مِنَ اللَّهِ مُنْزَلٍ مُبَيَّنَة ٌ آياتُهُ لِذَوِي العَقْلِ فَآمَنَ أَقْوَامٌ بذاك وأَيقنوا وَأَمْسَوا بِحَمْدِ اللِه مُجَتَمِعي الشَّمْلِ وأنكر أقوامٌ فزاغت قلوبهم فَزَادَهُمُ ذو العَرْشِ خَبْلاً على خَبْلِ وَأَمْكَنَ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ رَسُولَهُ وقوما غِضَابا فِعْلُهُمْ أَحْسَنُ الفِعْلِ بأيديهم بيضٌ خفاف قواطعٌ وَقَدْ حَادَثُوها بِالجَلاَءِ وَبالصَّقْلِ فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ ناشىء ٍ ذِي حَمِيَّة ٍ صَريعا وَمِنْ ذِي نَجْدَة ٍ مِنْهُمُ كَهْلِ تَبِيْتُ عُيُونُ النَّائِحات عَلَيْهِمُ تحود بأسباب الرشاش وبالويل نوائح تنعى عتبة الغيِّ وابنه وشيبة تنعاه وتنعي أبا جهل وذا الذَّحْلِ تَنْعَى وَابْنَ جَذْعَانَ مِنْهُمُ مسلبة حرى مبينة الثكل ثوَى مِنْهُمُ في بِئْرِ بَدْرٍ عِصَابَة ٌ ذَوُو نَجَدَاتٍ في الحُرُوْبِ وفي المَحْلِ دعا الغيَّ منهم من دعا فأجابه وللغَيِّ أَسْبَابٌ مُقَطَّعَة ُ الوَصْلِ فأضحوا لدى دار الجحيم بمنزلٍ عَنِ البَغْيِ والعُدْوَانِ في أَشْغَلِ الشُّغْلِ |
ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة ٌ ( علي بن أبي طالب ) ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة ٌ يكرّان من سبت جديد إلى سبت فقل لجديد الثوب لا بد من بلى ً و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت |
أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ ( علي بن أبي طالب ) أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي وعند الله تجتمعُ الخصومُ ستعلمُ في الحساب إذا التقينا غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ ستنقطع اللذاذة عن أناس من الدنيا وتنقطع الهمومُ لأمرٍ ما تصرّفت الليالي لأمرٍ ما تحركت النجوم |
أمن بعدِ تكفين النبي ودفنه ( علي بن أبي طالب ) أمن بعدِ تكفين النبي ودفنه نَعِيْشُ بآلاءِ وَنَجْنَحُ للسَّلْوَى رزئنا رسولَ الله حقاً فلن نرى بذلك عديلاً ما حيينا من الردى وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْنِ مِنْ دُوْنِ أَهْلِهِ لَهُ مَعْقِلٌ حِرْزٌ حَرْيِزٌ مِنَ العِدَى صباحا مَسَاءً رَاْحَ فينَا أَوِ اغْتَدَى لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمَة ٌ بَعْدَ فَقْدِكُم نهاراً وقد زادت على ظلمة الدجى فيا خير من ضمِّ الجوانحَ والحشا وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرى كَأَنَّ أُمُوْرَ النَّاسِ بَعْدَكَ ضُمِّنَتْ سفينة موج حين في البحر قد سما وَضَاْقَ فَضَاءُ الأَرْضِ عَنَّا بِرَحْبِهِ لفقدِ رسول الله اذ قيل قد مضى فقد نزلت بالمسلمين مصيبة ٌ كَصَدْعِ الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا فَلَنْ يَسْتَقِلَّ النَّاسُ ما حَلَّ فيهمُ وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّذي مِنْهُمُ وَهَى و في كل وقتٍ للصلاة ِ يهيجها بِلالٌ وَيَدْعُو باِسْمِهِ كُلَّما دَعَا ويطلب ُ أقوامٌ مواريث هالكٍ و فينا مواريثُ النبوة ِ والهدى |
أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب ( علي بن أبي طالب ) أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب وَهَاشِمُ المُطْعِمُ فِي الْعَامِ السَغَبْ أَوْفِي بِمِيْعَادِي وَأَحْمِي عَنْ حَسَبْ |
أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ ( علي بن أبي طالب ) أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ خذلت نبياً خير من وطئ الحصى فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ و لحقت أبا جهل فأصبحت تابعاً لَهُ وَكَذَاكَ الرَّأْسُ يَتْبَعُهُ الذَّنَبْ فَأَصْبَحَ ذَاكَ الأَمْرُ عَارا يُهيلُهُ عَلَيْكَ حَجِيجُ الْبَيْتِ فِي مَوْسِمِ العَرَبْ و لو كان من بعض الأعادي محمد لَحَامَيْتَ عَنْهُ بِالرِّمَاحِ وَبِالقُضُبْ و لم يسلموه أويضرعْ حولهُ رجال بلاءٍ بالحروب ذوو حسب |
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ ( علي بن أبي طالب ) أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ و احفظ وصية والد متحنن يغذوك بالآداب كيلا تعطب أبنيَّ إن الرزق مكفول به فعليكَ بالاجمال فيما تطلب لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا و تقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ كفلَ الاله برزق كل بريّة ٍ و المال عارية ٌ تجيء وتذهب والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ سبباً إلى الانسان حين يسبب و من السيول إلى مقر قرارها والطير لِلأَوْكارِ حينَ تَصَوَّبُ أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ فَمَنِ الَّذِي بِعِظاتِهِ يَتأَدَّبُ إِقْرَأْ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ إن المقرب هنده المتقرب واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصا وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْرَبُ وإذا مَرَرْتَ بِآيَة ٍ وَعْظِيَّة ٍ تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِه لا تجعلني في الذين تعذب إِنِّي أبوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيْئَتِي هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَكَ مَهْرَبُ وإذا مَرَرْتَ بآيَة ٍ في ذِكْرِها وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِبُ فاسأل إلهك بالإنابة مخلصاً دار الخلود سؤال من يتقرب واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِلَّ بأَرضِهَا وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِنٍ لا تُخْرَبُ وتنال عَيْشا لا انقِطَاعَ لوَقْتِهِ وَتَنَالَ مُلْكَ كَرَامَة ٍ لاَ تُسْلَبُ بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَبُ وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لهُ و تجنب الأمر الذي يتجنب واخفض جناحك للصديق وكن له كَأَبٍ على أولاده يَتَحَدَّبُ وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسَّبُ وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ و دع الكذوب فليس ممن يصحب و احفظ صديقك في المواطن كلها وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ وَاقْلِ الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ يعطيك ما فوق المنى بلسانه وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يروغ الثَّعْلَبُ وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ في النائبات عليك ممن يخطب يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ و إذا نبا دهرٌ جفوا وتغيبوا و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ |
أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى ( علي بن أبي طالب ) أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى وأسداً جياعاً تظمأ الدهر ما تروي وَأَشْرَافَ قَوْمٍ ما يَنالُونَ قُوتَهم وَقَوما لِئاما تَأْكُلُ المَنَّ والسَّلْوَى قَضَاءٌ لِخَلاَّقِ الخَلاَئِقِ سابقٌ وليس على رد القضا أحدٌ يقوى |
أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ ( علي بن أبي طالب ) أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ ولا تنظري يا عين بالسرقات فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة ً فأصبح منها القلب في حسرات |
أَلاَ باعَدَ اللُه أَهْلَ النِّفاقِ ( علي بن أبي طالب ) أَلاَ باعَدَ اللُه أَهْلَ النِّفاقِ وَأَهْلَ الأَرَاجِيْفِ وَالبَاطِلِ يقولون لي قد قلاك الرسول فخلاك في الحالف لخاذل وَمَا ذَاكَ إِلاّ لأنَّ النَّبِيَّ جفاك وما كان بالفاعل فسرت وسيفي على عاتقي إلى الراحم الحاكم الفاصل فلمّا رآني هَفا قَلْبُهُ وقالَ مقال الأخ السائل أممن أبنََّّ لي فأنبأته بِإِرْجافِ ذي الحَسَدِ الداغِلِ فقال أخي أنت من دونهم كَهَارون موسى ولم يَأْتَلِ |
أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ ( علي بن أبي طالب ) أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما فقد أيسرت في الزمن الطويل ولا تَيْأَسْ فإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ لَعَلَّ اللَه يُغنِي مِنْ قليلِ ولا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ غير خَيْرٍ فَإِنَّ اللَه أُوْلَى بالجميل وأن العسر يتبعه يسارٌ وقول الله أصدق كل قيل فَلَو أَنَّ العُقُولَ تجرُّ رزقا لكان الرِّزْقُ عِنْدَ ذَوي العُقول وكم مِنْ مُؤْمِنٍ قَدْ جَاعَ يَوْما سيروي من رحيق سلسبيل |
أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ ( علي بن أبي طالب ) أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا بنو الحرب لم تقعد بهم امهاتهم و آباؤهم آباء ُ صدقٍ فأنجبوا |
أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي ( علي بن أبي طالب ) أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي معه ربيت وسبطاه هما ولدي جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند صَدَّقْتُهُ وَجَميعُ النَّاسِ في ظُلَمٍ مِنَ الضَّلاَلَة ِ والإشْرَاكِ والنَّكَدِ ألْحَمْدُ للِه فَرْدا لاَ شَرِيْكَ لَهُ البَرُّ بالعَبْدِ وَالْبَاقي بلا أَمَد |
أَنا الصَّقْرُ الذي حُدِّثْتَ عَنْهُ ( علي بن أبي طالب ) أَنا الصَّقْرُ الذي حُدِّثْتَ عَنْهُ عتاق الطير تنجدل انجدالا وقاسيت الحروب أنا ابن سبع فلما شبتُ أفنيت الرجالا فَلَمْ تَدَعِ السُّيوفُ لنا عدوًّا ولم يدع السخاء لديّ مالا |
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ ( علي بن أبي طالب ) أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ بعفوك من عقابك استجير أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ فَإِنْ عَذَّبْتني فالذَّنْبُ ذَنْبي وإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ به جَدِيْرُ |
أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ ( علي بن أبي طالب ) أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ إنما الناس لأم ولأب هل تراهم خلقوا من فضة أم حديد أم نحاس أم ذهب بل تراهم خلقوا من طينة هَلْ سِوَى لَحْمٍ وعَظْمٍ وَعَصَبْ؟ إنما الفخر لعقلٍ ثابتٍ وَحَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَأَدَبْ |
أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة ٍ ( علي بن أبي طالب ) أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة ٍ وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ وَمَا عَنْ عَمًى أُغُضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهْوَ بَصِيْرُ وَأَسْكُتُ عَنْ أَشْيَاءَ لو شِئْتُ قُلْتُها وليس علينا في المقال أمير أُصَبِّرُ نَفْسِي بِاجْتِهَادِي وَطَاقَتِي وإِني بِأَخْلاَقِ الجَمِيْعِ خَبِيْرُ |
أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها ( علي بن أبي طالب ) أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها فإنها للحزنِ مخلوقة همومها ما تنقضي ساعة عَنْ مَلِكِ فيها وعن سُوقَهْ |
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ ( علي بن أبي طالب ) إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ أتاك النجاحُ بها يركضُ |
إذا أظمأتك أكفُّ الرجال ( علي بن أبي طالب ) إذا أظمأتك أكفُّ الرجال كَفَتْك القَناعَة ُ شَبْعا وَرِيّا فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَرَى وهامة همّته في الثريا أبياً لنائل ذي ثروة ٍ تَراهُ لِمَا في يَدَيْهِ أَبيّا فَإِنَّ إِراقَة َ ماءِ الحَياة ِ دون إراقة ماء المحيا |
إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ ( علي بن أبي طالب ) إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ |
إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها ( علي بن أبي طالب ) إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها على الناس طراً إنها تتقلب فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَبُ |
إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً ( علي بن أبي طالب ) إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا منادمة الإنسان تحسن مرة و ان اكثروا أدمانها أفسدوا الحبا |
إذا قربت ساعة يالها ( علي بن أبي طالب ) إذا قربت ساعة يالها وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَها تَسِيرُ الجبالُ على سُرْعَة ٍ كَمَرِّ السِّحَابِ تَرَى حَالَها وَتَنْفَطِرُ الأَرْضُ مِنْ نَفْحة ٍ هنالك تخرج أثقالها وَلا بُدَّ مِنْ سائلٍ قائِلٍ من الناس يومئذ مالها تحدث أخبارها ربها وَرَبُّكَ لا شَكَّ أَوْحَى لها وَيَصْدُرُ كُلٌّ إلى مَوْقِفٍ يُقيمُ الكُهولَ وأَطْفَالَها ترى النفس ما عملت محضراً ولو ذَرَّة ً كان مِثْقَالَها يحاسبها ملك قادر فإِمّا عَلَيها وإمّا لها ترى الناس سكرى بلا خمرة ولكن ترى العين ماها لها |
إذا كنت في نعمة فارعها ( علي بن أبي طالب ) إذا كنت في نعمة فارعها فإنَّ المعاصي تزيل النَّعَم فإن تعط نفسك آمالها فعند مناها يحلُّ الندم فأين القرون ومن حولهم تفانوا جميعاًوربي الحكم محامد دنياك مذمومة ٌ فلا تكسب الحمد إلا بذم |
إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى ( علي بن أبي طالب ) إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى و كادت تذوب لهنَّ المهجْ و حلَّ البلاء وبان العزاء فعند التناهي يكونُ الفرجْ |
إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا ( علي بن أبي طالب ) إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا فليس يحله إلا القضاءِ فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ وأرض لله واسعة فضاءِ تَبَلَّغْ باليَسِيْرِ فَكُلُّ شَيْىء ٍ من الدنيا يكون له انتهاء |
إلبس أخاك على عيوبه ( علي بن أبي طالب ) إلبس أخاك على عيوبه و استر وغط على ذنوبه واصبر على ظلم السفيه وللزَّمانِ عَلَى خُطُوبهْ ودع الجواب تفضلاً و كلِ الظلومَ إلى حسيبه |
إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي ( علي بن أبي طالب ) إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي مُقِرٌّ بالّذي قَدْ كانَ مِنّي وَمَا لي حَيلَة ٌ، إلاّ رَجائي، بعفوك إن عفوت وحسن ظني فكَمْ من زَلّة ٍ لي في البَرايَا، عضضت أناملي وقرعت سني يظنُّ الناس بي خيراً وإني لشر الخلق إن لم تعفو عني وبين يدي محتبس طويل إذا فَكّرْتُ في نَدَمي عَلَيها، أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً وأفني العمر منها بالتمني فلو أني صدقتُ الزهد فيها قلبت لها ظهر المجن |
إن المكارم أخلاق مطهرة ( علي بن أبي طالب ) إن المكارم أخلاق مطهرة فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها والجود خامِسُها والفضل سادِيها والبر سابعها والصبر ثامنها والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها والنفس تعلم أني لا أصادقها ولست أرشد إلا حين أعصيها |
الساعة الآن 09:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.