|
من شعراء العصر العباسي ( أبو نواس )
آذَنَكَ النّاقُوسُ بالفَجْرِ، ( أبو نواس ) آذَنَكَ النّاقُوسُ بالفَجْرِ، و غرّد الرّاهِبُ في العُمْرِ و حنّ مخمورٌ إلى خمْرَة ٍ ، و جاءَكَ الغَيْثُ على قَدْرِ واطّرَدَتْ عيناكَ في رَوْضَة ٍ، تضْحكُ عن خُضرٍ وعن صُفرِ فعاطِ نَدْمانَكَ من خمْرَة ٍ، مِزَاجُها منْ مُعْرَقِ القَطْرِ على خُزَامَاها ، وحَوْذانِها ومشْكِلٍ من حُللِ الزَّهْرِ في مسْرَحٍ تَرْتَعُ أكْنافَهُ شوادنٌ من بقَرٍ زُهْرِ يا حَبّذا الصُّبْحَة ُ في العُمرِ ، وحبّذا نَيسانُ من شَهْرِ يا عاقِدَ الزُّنّارِ في الخَصْرِ ، بحُرْمَة ِ الحانَة ِ والفُهْرِ لا تسْقِني ، إن كنْتَ بي عالماً ، إلاّ التي أضْمرْتُ في صَدري هاتِ التي تعرِفُ وَجْدي بها ، وَاكْنَ بما شِئْتَ عن الخمْرِ ! |
آلفُ ما صِدْتُ منَ القنيصِ ( أبو نواس ) آلفُ ما صِدْتُ منَ القنيصِ بكلّ بازٍ واسعِ القمِيصِ ذي بُرنسٍ مذهَّبٍ رصيصِ ، وهامَة ٍ ومِنسَرٍ حصيصِ وجؤجؤ عوّلَ باليصِ ، مدبَّجٍ ، معيَّنِ الفُصوصِ على الكراكي نهمٍ حريصِ ، آنَسَ عشرينَ بذات العيصِ فانسلّ عن سكاره الممحوصِ ، وانقضّ يهوي، وهو كالوبيصِ دانَى جناحَيْهِ إلى نصيصِ ، فاعْتامَ منها كلَّ ذي خميصِ فقدَّهُ بمخلبٍ قبوصِ ، فكمْ ذبحْنَا ثَمّ من موقوص وكم لنا في البيتِ من مقصوصِ معدَّة ٍ للشّيّ والمُصُوصِ |
آنَسْتُ نَفسي بالتّوَحّد ( أبو نواس ) آنَسْتُ نَفسي بالتّوَحّـ ــدِ ، لا أريدُ به بديلا مُوفٍ على شَرَفِ الْمَنيّـ ـة ِ، مُضْمرٌ حَزَناً دخيلا لكِنّ واردَة َ الحِما مِ موائلاً عندي مُثُولُ يا جيرَة ً ذَهَبَتْ عَلَـ ــيّ ، عَلَوا بها عَرْضاً وطولا أمْسَى الْحَبيبُ، ولا أطيـ ـقُ إلى زِيارَتِهِ سَبيلا ألقَتْ مراقَبَة العُيو ن لتَجتَني قالاً وقيلا إنْ دامَ ذا كانَ البَقا ءُ، ولا بقيتُ لهُ، قليلا! |
أأشرَسُ، إنْ يكنْ ما قيل حقّاً، ( أبو نواس ) أأشرَسُ، إنْ يكنْ ما قيل حقّاً، وأحْرِ به فقد ظفِرَتْ يَداكَا أبحْتَ من ابنِ اختكَ غيرَ حِلٍّ ، وقلْتَ عهدْتُ أشْياخي كذاكا فما نلْتَ ابْنَ اخْتِكَ قطّ، حتى بدأتَ بأمّه منْ قبْلِ ذاكَا |
أبا العَبّاسِ ماظَنّي بِشُكْري ، ( أبو نواس ) أبا العَبّاسِ ماظَنّي بِشُكْري ، إذا ما كنتَ تَعْفُو بالذّميمِ وإنّي، والذي حاوَلْتَ منّي، لَمُعْوَجٌّ دَفَعْتَ إلى مُقيمِ وكنتَ أباً سِوى أنْ لم تَلِدْني ، رَحيماً، أوْ أبَرّ منَ الرّحيمِ حَلَفْتُ بِرَبّي يَس وطه ، وأمِّ الآيِ، والذّكْرِ الْحَكيمِ لَئِنْ أصْبَحتُ ذا جُرْمٍ عَظيمٍ لقد أصْبحتَ ذا عَفوٍ كَريمِ ولِي حُرَمٌ ، فلا تَمْنْتَطَّ عَنْها ، فَتَدْفَعَ حَقَّها دَفْعَ الغَريمِ تَغَافَلُ لي كأنّكَ واسِطِيٌّ ، وبيتُكَ بَينَ زَمزَمَ والحطيمِ |
أبا مُنذِرٍ مابالُ أنْسابِ مَذْحِجٍ ( أبو نواس ) أبا مُنذِرٍ مابالُ أنْسابِ مَذْحِجٍ مُرَجَّمَة ً دوني ، وأنتَ صَديقي فإنْ تأتِني يأتِكْ ثَنائي ومدْحتي، وإنْ تأبَ لا يُسدَدْ عليّ طَريقي |
أبصرْتُ في بَغدادَ رُومِيَّهْ، ( أبو نواس ) أبصرْتُ في بَغدادَ رُومِيَّهْ، تَقصُرُ عَنها كلّ أمْنِيّهْ قَصرِيّة ُ الطّرْفِ ، شآميّة ُ الـ ـــخَلوَة ِ ، في نَكْهَة ِ زَنجِيّهْ صُغديّة ُ السّاقينِ، تُرْكيّة ُ الـ ـسّاعِدِ، في قدّ طُخَارِيّهْ حِيرِيّة ُ الحسنِ، كِيانِيّة ُ الـ ـأرْدافِ، في ألْيَة عاجيّهْ دَفْقَ الحياة ِ بمهجة البيداء صِنوُ الوجود عراقة " ومَهابة " |
أتأذَنُ لي، فدَيْتُكَ، بالسّلامِ ( أبو نواس ) أتأذَنُ لي، فدَيْتُكَ، بالسّلامِ عَلَيكَ، وفي القَليلِ من الكَلامِ أتَغْدو للحَديثِ إلى فَقيهٍ، وتَنْظُرُ في الْحَلالِ وفي الْحَرامِ فهَلْ حَدّثْتَ عَنْ قَتْلي بشيءٍ إلى الفُقَهاءِ ، يا بَدْرَ التّمامِ ؟ |
أتحْسبُني باكَرْتُ بعدك لذّة ً، ( أبو نواس ) أتحْسبُني باكَرْتُ بعدك لذّة ً، أبا الفضل ، أو رَفّعتُ عن عاتقٍ خِدرا أو انتفَعتْ عيْني بغابرِ نظرة ٍ، أوْ أثْبَتُّ في كأسٍ لأشْرَبها ثَغْرَا جفاني إذن يوْماً إلى اللّيلِ سيّدي، وأضْحَتْ يميني من مواعيده صِفرَا ولكنني استشعرْتُ ثوْبَ استكانَة ٍ، فبتُّ، وكفّ الموتِ تحْفِرُ لي قبرَا وحُقّ لمن أصْفيْتُهُ الودّ كُلّهُ ، وأثْبَتُّ في عالي المحلّ له ذكرَا بأنْ لا يرَى إلاّ لأمرِكَ طَاعَة ً، و أن يكسُو اللّذّاتِ إذ عِفْتَها هُجرَا |
أتشْتُمُ خيرَ ذي حكَم بن سعدٍ ، ( أبو نواس ) أتشْتُمُ خيرَ ذي حكَم بن سعدٍ ، لقد لاقيْتَ داهِيَة ً نَآدا سببْتُ ابْنَ الحديجِ ، فسبّ ظلّي ، لَعمر أبيكَ لا اسْتَوْفى وزادا و لوْ في غيرِ مصْرَ سببتَ ظلّي لقلتُ : ابْن الخبيثة ِ كنْ رَمادا |
أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ، ( أبو نواس ) أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ، وميْسُورُ ما يُرْجَى لديْكِ عسِيرُ و إن كنتِ لا خِلماً ولا أنتِ زوْجة ٌ فلا برحَتْ دوني عليكِ ستُورُ وجاوَرْتُ قوْماً لا تزاوُرَ بينهمْ ، ولا وَصْلَ إلاّ أن يكونَ نُشُورُ فما أنا بالمشْغُوفِ شَرْبَة َ لازِبٍ ، ولا كلّ سلطانٍ عليّ قَديرُ وإنّي لِطَرْفِ العينِ بالعينِ زَاجِرٌ، فقد كدْتُ لا يخْفى عليّ ضميرُ كما نظرتْ ، والريحُ ساكنة ٌ لها ، عُقابٌ بأرساغِ اليديْن نَدُورُ طوتْ ليلتين القُوتَ عن ذي ضَرُورَة ٍ أُزَيْغِبَ لم ينْبُتْ عليهِ شَكِيرُ فأوْفَتْ على عَلْياءَ حينَ بَدَالَها من الشمْسِ قَرْنٌ، والضّرِيبُ يمورُ يقلّبُ طَرْفاً في حِجاجَيْ مَغارَة ٍ ، من الرأس ، لم يدْخُلْ عليه ذَرُورُ تقولُ التي عن بيتها خفّ مرْكبي : عزيزٌ علينا أن نَرَاكَ تَسيرُ أما دونَ مصْرٍ للغنَى مُتَطَلّبٌ؟ بلى إنّ أسْبابض الغِنَى بكثيرُ فقلتُ لها: واستعجلَتْها بَوَادِرٌ ، جرتْ ، فجرى في جرْيهِنّ عبيرُ : ذريني أكَثّرْ حاسديكِ برِحْلَة ٍ، إلى بلَدٍ فيه الخصيبُ أميرُ إذا لم تَزُرْ أرْضَ الخصِيبِ ركابُنا، فأيّ فتى ً ، بعدَ الخصيبِ ، تَزُورُ فتًى يشْتري حسْنَ الثناءِ بمالِهِ، ويعْلَمُ أنّ الدّائِرَاتِ تَدُورُ فما جازَهُ جُودُ ، ولا حَلّ دونَه، ولكنْ يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ فلمْ تَرَ عيني سُؤدَداً مثلَ سُؤدَدٍ، يحِلّ أبو نَصْرٍ به، ويَسِيرُ سموتَ لأهلِ الجوْرِ في حال أمنِهمْ ، فأضحو وكلٌّ في الوثاق أسِيرُ إذا قام غَنّتْهُ على السّاقِ حِلية ٌ، لها خُطوة ٌ عند القيام قصيرُ فمنْ يكُ أمْسَى جاهِلاً بمقالتي ، فإنّ ألأمِيرَ المُؤمنينَ خَبِيرُ ومازلتَ توليهِ النصيحة َ يافِعاً إلى أن بدا في العارضَينِ قتيرُ إذا غالَهُ أمرٌ ، فإمّا كفَيْتَهُ ، وإمّا عليه بالكِفاءِ تُشِيرُ إليكَ رمَتْ بالقَوْمِ هُوجٌ كأنّما جماجمها ، فوق الحِجاجِ ، قبورُ رحلْنَ بنا من عَقْرقُوفَ، وقد بدا من الصّبْحِ مفتوقُ الأديمِ شهيرُ فما نجدَتْ بالماءِ حتى رأيتُهَا معَ الشّمسِ في عينيْ أباغَ تغُورُ وغُمّرْنض من ماءِ النُّقَيْبِ بشَرْبَة ٍ، وقد حانَ من ديك الصّباحِ زميرُ ووافَينَ إشْرَاقاً كنائسَ تدْمُرٍ ، وهنّ إلى رَعْنِ المُدخِّنِ صُورُ يُؤمّمْنَ أهْلَ الغُوطَتَينِ كأنّمَا لها، عند أهلِ الغوطتينِ، ثُؤورُ وأصْبحنَ بالجوْلان يرْضَخن صَخرَها، ولم يَبْقَ من أجْراحِهِنّ شُطورُ وقاسَيْنَ لَيْلاً دونَ بَيْسانَ لم يكَدْ سنَا صُبْحِهِ ، للناظرينَ ، يُنِيرُ وأصْبحنَ قد فوّزْنَ من نهرِ فُطرُسٍ، وهُنّ عنِ البيْتِ المقدّسِ زُورُ طوالبَ بالرّكْبانِ غزة َ هاشمٍ، وفي الفَرَمَا ، من حاجِهِنّ ، شُقُورُ ولَمّا أتَتْ فُسْطاطَ مصْرٍ أجارَهَا على رَكبِها، أن لا تزالَ، مجيرُ من القوْمِ بسّامٌ كأنّ جبينَهُ سنَا الفجْرِ يسْري ضوؤه ويُنيرُ زَها بالخصِيبِ السيْفُ والرّمحُ في الوَغَى ، وفي السّلْمِ يزْهُو مِنْبرٌ وسَرِيرُ جوادٌ إذا الأيْدي كفَفْنَ عن النّدى ، ومن دونِ عَوْراتِ النساءِ غَيُورُ لَهُ سَلَفٌ في الأعجَمين كأنّهمْ إذا اسْتُؤذِنوا يوْمَ السّلامِ بدُورُ وإني جديرُ ، إذ بلغْتُكَ بالمُنى ، وأنْتَ بما أمّلْتُ منكَ جديرُ فإنْ تُولِني منك الجَمِيلَ ، فأهْلُهُ ، وإلاّ فإنّي عاذرٌ وشَكُورُ |
أجَبْتُ إلى الصّبابَة ِ مَنْ دَعاني ، ( أبو نواس ) أجَبْتُ إلى الصّبابَة ِ مَنْ دَعاني ، وخالَفْتُ الذي عنها نَهاني ولم يُرَ في الهوَى مثْلي وَفيٌّ، إذا اللاحي على حبٍّ لَحاني أطَعْتُ لشِقْوَتي قَلْباً غَويّاً إلى اللّذّاتِ ، مَخْلوعَ العِنَانِ يصارِمُ كلّ من يَهْوَى وِصالي، ويُؤْثِرُ بالمَحَبَّة ِ مَنْ جَفاني ولَيسَ يُحبّ حيثُ يُلمّ إلاّ ظباءَ الإنْسِ، أوْ حُورَ الجنانِ يُكَلّفُني هوَى مَنْ لا يُبالي يُعَرّضُني لفِتْنَة ِ كلّ أمْرٍ، ويَحْمِلُني على مثلِ السّنانِ! |
أحبُّ الغلامَ إذا كَرّها، ( أبو نواس ) أحبُّ الغلامَ إذا كَرّها، وأبْصَرْتُهُ أشْعَثاً أمْرَهَا وقد حذِرَ الناسُ سكّينَهُ، فكُلّهُمُ يَتّقي شَرّهَا وإني رأيتُ سرَاويلهُ، لها تكّة أشتهي جرّها |
أحسنُ مِنْ وَقفَة ٍ على طَلَلِ، ( أبو نواس ) أحسنُ مِنْ وَقفَة ٍ على طَلَلِ، كأسُ عُقارٍ، تجري على ثَمِلِ يُديرُها أحْوَرٌ، بهِ هَيَفٌ، معتَدِلُ الْخَلقِ، راجحُ الكفَلِ على شَبابٍ ما فيهمُ خَرِقٌ ، ولا سَفيهٌ ، ولا أخو زَلَلِ إذا استَدارَتْ بكَفّهِ ، وبَدَتْ رأيتَ فيها كَهَيئَة ِ الشُّعَلِ تَحكي لنَا الجُلَّنارَ وَجْنَتُهُ ، إذا عَلاها تَوَرّدُ الْخَجَلِ فإنْ تَرُمْ عِندَهُ مُداعَبَة ً ، قالَ لكَ : احذَرْ مِنْ ذلك العملِ فحين منهُ خَشيتُ جَلْوَتَهُ ، أكثرَ في جُودِهِ منَ القُبَلِ وما لِمَنْ رامَ منهُ جَلْوَتَهُ، وصرتُ منْ حُبّهِ على وَجَلِ دَعوتُ إبليسَ ثمّ قلتُ لهُ: قد أعْجَزَتْني مَذاهبُ الحِيَلِ حبْلي ، وحبلُ الذي كَلِفتُ بهِ ، على تَدانيهِ، غَيرُ مُتّصِلِ فردَّهُ الشّيخُ عنْ صُعوبتِهِ ، وصارَ قَوّادَنا ولم يَزَلِ |
أحمدُ الله ( أبو نواس ) أحمدُ الله الذي أسْ ـكَنَني دارَ الهوانِ وجَفاني كلُّ مَنْ أمّـ ـلْتُهُ حَتّى لِساني لا يُدِلّنّ على الإخْـ ـوانِ بَعْدي مَنْ رآني مَنْ أجادَ الظّنّ بالنّا سِ دهاهُ ما دهاني كانَ لي إلْفٌ أُرَجّيـ هِ لريْبِ الحَدَثانِ روحُهُ روحي ، ولكن يَحتَوينَا جَسَدَانِ همُّهُ هَمّي، وهَمّي هَمُّهُ في كلّ شَانِ ليس يعصيني ، ولا أعْـ -صيهِ، ما قالَ كفاني فَجفاني حينَ باهَيْـ تُ به ريبَ الزَّمانِ ترَكَ التّصريحَ بالْهَجْـ -رِ ، فقَرْطَسْتُ المعاني إنّ في التّعريضِ للعا قِلِ تَفسيرَ البَيانِ |
أحَبُّ إليّ مِنْ وَخْدِ الْمَطايا ( أبو نواس ) أحَبُّ إليّ مِنْ وَخْدِ الْمَطايا بموماة ٍ يَتيهُ بها الظليمُ ومِنْ نَعتِ الدّيارِ، وَوَصْفِ رَبعٍ تَلوحُ بهِ على القِدَمِ الرّسُومِ رياضٌ بالشّقائقِ مُونِقاتٌ ، تَكَنّفَ نَبْتَها نَورٌ عَميمُ كأنّ يها الأقاحي ، حينَ تَضْحى علَيها الشّمسُ طالعة ً، نجُومُ ومجْلِسِ فِتيَة ٍ طابوا، وطابَتْ مجالِسهُمْ، وطابَ بها النّعيمُ تُدارُ عليهمُ فيها عُقارُ، مُعَتَّقة ٌ بها يَصْبو الحَليمُ كؤوسٌ كالكواكبِ دائراتٌ، مطالِعُها على الفَلَكِ الأديمُ يُحثّ بها كخُوطِ البانِ سَاقٍ، لهُ مِنْ قلبيَ الْحَظُّ الْجَسيمُ لطَرْفي منْهُ ميعادٌ بطَرْفٍ، وفي قَلبي بلَحْظَتِهِ كُلُومُ |
أحَقّاً منكَ أنّكَ لنْ تراني ، ( أبو نواس ) أحَقّاً منكَ أنّكَ لنْ تراني ، على حالٍ وأنّي لنْ أراكا وأنّكَ غائبٌ في قعْرِ لحْدٍ ، وما قد كنتُ تعْلوهُ عَلاكَا فلا ضَحكَتْ، وقد غُيّبْتَ، سنّي، ولا رقأتْ مدامع من سلاكَا |
أحْس الهوى صِرْفاً معَ الحاسي ، ( أبو نواس ) أحْس الهوى صِرْفاً معَ الحاسي ، وسَلِّ عنْكَ الهمّ بالكاسِ واتخذِ الفتْكَ إماماً ، ولا تَبْنِ بِنيَّ إلاّ بآسَاسِ يا شُؤمَ قلْبٍ لم يزَلْ شؤمُهُ في اللّوْحِ مكْتوباً على رَاسي عَذّبني رَبّي بمَنْ قلبُهُ، في البعْد ، مثلُ الحجَرِ القاسي أحْوَرَ فتّانٍ قطوفِ الخُطى ، أغيدَ مثْلِ الغُصْنِ ميّاسِ أبيتُ ليْلي ونَهاري مَعاً، مُعلَّقاً مِنهُ بوسْواسِ بَانَ ، وإن لمْ يكُ لي نائلٌ منْهُ ، لأرْجوهُ عَلى يَاسِ |
أحْسَنُ من منزلٍ بِذي قارِ ( أبو نواس ) أحْسَنُ من منزلٍ بِذي قارِ منْزِلُ خَمّارَة ٍ بالأنْبَارِ وشمُّ رَيحانَة ٍ، ونَرْجسَة ٍ أحسنُ من أينُقٍ بأكْوارِ و عشْرَة ٌ للقِيانِ، في دَعَة ٍ مَع رَشَإٍ عاقِدٍ لزُنّارِ ألذّ من مَهْمَة ٍ أكِدّ بهِ ، ومن سَرَابٍ أجوبُ، غَرّارِ ونقْرُ عودٍ ، إذا ترجّعُهُ بنانُ رَوْدِ الشبابِ، مِعطارِ أحسن عندي من أُمّ ناجية ٍ، وأُمّ عمروٍ، وأُمّ عمّارِ |
أحْيِ لي، يا صَاحِ، رُوحي ( أبو نواس ) أحْيِ لي، يا صَاحِ، رُوحي بغَبُوقٍ ، وصَبُوحِ واسقِني حتى تراني رادِعاً رَدْعَ الجَموحِ قهوة ً، صَهباءَ، بِكراً غُرستْ أزْمانُ نوحِ تَطْرُدُ الهَمّ ، وبرْتا حُ لها قلبُ الشحِيحِ تلكَ، لا أعْدَمَنِيها اللّـ ـهُ، أنْسِي، عدْلُ روحي يجْنَحُ القَلْبُ إليْها في الهوى أيَّ جُنوحِ عطَفَتْ نفسي عليها بهوى غيرِ نَزُوحِ ... |
أخلائي أذُمّكُمُ :إليكُم ، ( أبو نواس ) أخلائي أذُمّكُمُ :إليكُم ، وكنتُ بمدْحِكُمْ قَمِناً خَليقَا فَلا وَأبيكُمُ ما الفَضْلُ دَأبي ، إذا ما لم أجِدْ منكُمْ صَديقَا إذا استَبْطَأتُكُمْ عَنّفْتُمُوني وقلتُمْ إنّ فيهِ لذاكَ ضِيقَا فأُقسِمُ لَو تَكُونونَ الأسارَى ، وكنتُ أنا الْمُخَلّى والطّليقا إذنْ لجَهِدْتُ فوقَ الجُهدِ حتى أُطيقَ خَلاصَكُمْ أوْ لا أُطيقَا فَلا وَاللهِ أذخَرُكُمْ هِجاءً، وشَتماً ما بقيتُ، ولا عُقُوقَا |
أخي قد مضَى مِنْ لَيْلِنا الثُّلُثانِ، ( أبو نواس ) أخي قد مضَى مِنْ لَيْلِنا الثُّلُثانِ، ونَحنُ لنَجمِ الصّبحِ مُنتَظرانِ فصَوّبْ من الإبريقِ في الكأسِ شرْبة ً، يُعَلّ بها قَلْبانِ مُخْتَلِفانِ تَوَثّبُ عندَ الْمَزْجِ في صَحْنِ كأسِهِ توثُّبَ صَعبِ الرّأسِ يوْمَ رِهانِ تُنادي بهَمّي تارَة ً ، وبهَمّهِ : ألا خَلّيَا قَلْبَيْهِما يَرمَانِ ولا تُعْفِني مِنها، وإنْ قُلتُ إنّني فَتى ً لَيسَ لي بالخَندَريسِ يَدانِ وذي كَفَلٍ رابي الْمَجَسّ، إذا مشَى تَزِلّ بهِ مِنْ ثِقْلِهِ القَدَمانِ أخَذْتُ بهَذينِ الأمانَ منَ الأذّى ، ولا خَيرَ في عَيشٍ بغَيرِ أمَانِ |
أدرْهَا علينَا مزّة ً بابليّة ً، ( أبو نواس ) أدرْهَا علينَا مزّة ً بابليّة ً، تخيّرَهَا الجاني على عهْدِ قيصرَا عقأرٌ أبوها الماءُ ، والكرمُ أُمُّها، وفي كأسها تحكي المُلاءَ المزَعفَرا فما الطيْشُ إلاّ أن ترانيَ صاحياً، و ما العيشُ إلاّ أن ألَذّ ، فأسكرَا |
أديرا عليّ الكأسَ ينْقَشِعُ الغَمُّ ، ( أبو نواس ) أديرا عليّ الكأسَ ينْقَشِعُ الغَمُّ ، ولا تَحْبِسا كأسي ، ففي حَبْسها إثْمُ ولا تسقياني بنتَ عشْرٍ ، فإنّها كما عُصِرَتْ لم يَنسَ فرْقتَها الكَرْمُ ولكن عجوزاً ، بنتَ كسْرى ، قديمَة ً معَتَّقَة ً قد دَبَّ في طيِّها الحِلْمُ إذا ذاقها شُرَّابُها بَجِلوا لها بألْسُنِهمْ شُكْراً ، فهم عرَبٌ ، عُجْمٌ وكأسانِ قد دارَا عليّ، مُؤمَّرٌ ومنتَخَبٌ، هذا فَصيلٌ، وذا قَرْمُ كأنّي ، وقد عَلَّقْتُ كفّيَّ منهما ، وما فيهما من حَرْبة ٍ ، للفتى سِلْمُ مُؤلّفُ شاهينٍ بيُسرَى بَنانِهِ، وفي كَفّهِ اليُمْنَى لشاهينِهِ طُعْمُ يُديرُهُما دَعْجاءُ رَوْضٌ ، وأدْعَجٌ ، أخٌ وأخْتُهُ في القوْمِ ، واسْمُهما اسْمُ يقالُ له مَعْنٌ ، فإمّا نَكَسْتَهُ ، لتَدْعُو اختَهُ يَوْماً، فمَنكوسه نُعمُ |
أدِرْها على النّدْمانِ نوحِيّة َ العهْدِ، ( أبو نواس ) أدِرْها على النّدْمانِ نوحِيّة َ العهْدِ، وهاتِ لعلّي أن أسكّن من وجْدي لُبابُ مُدامٍ أُغْفِلَتْ بمُسكِنة ٍ من الأرْض ، أو كانتْ حبيسا على عَمدِ تحيّرَتِ الأوْهامُ دون صِفاتِها، وجلّتْ صفات عن شبيهٍ ، وعن نِدِّ أتت دونَها الأيامُ ، إلاّ بَقِيّة ً، تدِقُّ للُطْفٍ أن تُضافَ إلى حدّ أشمساً أعرْتَ الكأسَ أم هيَ لمعة ٌ من البرْقِ ، أم أقرلْتَ بالكوكب السعدِ؟ فقال: مُدامٌ خِلْطُ ماءِ سَحابَة ٍ قرينة ُ أم الدهر ؛ تِرْبَينِ في المهْدِ مددْتُ لها الأجْفانَ من خوْفِ نورها على بَصَرٍ قد كاد حين بدتْ يُودي ألا أدْنِهَا تَنْأ الْهُمُومُ لقُرْبِها، فتَنْقُلَها من دار قُرْبٍ إلى بُعدِ فنَاوَلني فوق الْمُنى من يمينِهِ مريضَ جفونِ العينِ، معْتدلَ القدّ مطيّة ُ فُسّاقٍ، وقِبْلة ُ ماجنٍ أليفٌ سَماعٍ لا نَزُورٍ، ولا مُكْدي |
أدِرْهَا عليْنا قبْلَ أنْ نَتَفَرّقَا، ( أبو نواس ) أدِرْهَا عليْنا قبْلَ أنْ نَتَفَرّقَا، وهاتِ اسْقِني منها سُلافاً مُروَّقَا فقد همّ وجهُ الصّبْحُ أن يُضْتك الدجى وهَمّ قميصُ الليلِ أنْ يتمزّقَا |
أراحَ الله من بَصَري، ( أبو نواس ) أراحَ الله من بَصَري، كما قد سامَني نَظري يُكَلّفُني تَوَلّعُهُ بمرْدانٍ ذَوي خَطَرِ فَوَاحُزْناهُ من عَيْنٍ بنَظْرَتِها جَنَتْ ضَرَري فإنْ عاتَبْتُها فيهِ أحالَتْني على القَدَرِ فَتَخْصِمُني ، فأسْكُتُ لا أُحِيرُ القوْلَ كالْحَجَرِ فيا مَنْ لم يكنْ للحُـ ــبِّ فيه ميْلُ ذي وَطَرِ ولم يَذُقِ الهَوَى نَوْعَيْ ـنِ مثل الشّهدِ والصّبِرِ تلومُ!؟ فوَالّذي نَجّا كَ من شوقي ومن ذِكَري لَوَ انّكَ ذُقْتَ أحْياناً مخالاة ً مِنَ الفِكَرِ و قَدْ فَتَحَ الهوَى بِيدَيْـ ـكَ ألْوَاناً من العِبَرِ وأنْتَ عليْكَ مغْضوبٌ ، وقلْبُكَ غَيْرُ مُصْطَبِرِ إذن لَعَلِمتَ أنّ الحُـ ـــبّ يأخُذُ أخْذَ مقْتدِرِ فإنّي مضْمِرٌ أمراً أنا منْهُ على خَطَرِ فوَا أسَفَا تلاعَبَ بي جُنونُ الحبّ في صِغَري فأهْرَمَني، بلا كبرٍ، وبثّ الشّيْبَ في شَعَري فقُوقوا للّذي أهوى ، وكيفَ تكلُّمُ القمرِ فُدِيتَ! إلى متى ذا الشخْـ ـصُ منك يضجّ في البشر؟ |
أرى الْخَمرَ تُرْبي في العُقولِ فتَنتَضي ( أبو نواس ) أرى الْخَمرَ تُرْبي في العُقولِ فتَنتَضي كَوامِنَ أخْلاقٍ تُثِيرُ الدّواهِيَا تزيدُ سَفيهَ القَوْمِ فضْلَ سَفاهَة ٍ، وتترُكُ أخلاقَ الكَريمِ كمَا هِيَا وَجَدْتُ أقلّ النّاس عقلاً، إذا انتشَى ، أقَلَّهُمُ عَقلاً، إذا كانَ صاحِيَا |
أرَبْعَ البلى ! إنّ الخشوعَ لَبَاد ( أبو نواس ) أرَبْعَ البلى ! إنّ الخشوعَ لَبَاد عليكَ، وإنّي لم أخُنْكَ وِدَادي رهينة أرْوَاحٍ، وصَوْبِ غوادي و لا أدْرَأُ الضّرّاءَ عنْكَ بحِيلة ٍ فما أنا منها قَائلٌ لسُعادِ و إن كنتَ مهجورَ الفِنا فَبما رمتْ يدُ الدّهْرِ عن قوْسِ المنونِ فؤادي و إن كنتَ قد بدّلْتَ بؤسي بنعمة ٍ ، فقد بُدّلَتْ عيْني قذى ً برقُادِ من الرَيح ما قامتْ، وإن هيَ أعصَفتْ نهوُزٌ برأسٍ كالعَلاة ِ وهادي فكم حطَمَتْ من جَنْدلٍ بمفازَة ٍ، وخاضَتْ كتيّارِ الفُراتِ بوَادِ وما ذاكَ في جنبِ الأميرِ وزَوْرِهِ، ليعْدلَ من عنْسي مدَبّ قُرادِ رأيتُ لفضل في السماحة ِ هِمّة ً ، أطالتْ لعمري غيظَ كلّ جوادِ فتى ً لا تلوك الخمرُ شحمَة َ مالهِ، و لكن أيادٍ عُوّدٌ وبوادِ ترى الناس أفواجاً إلى بابِ دارهِ ، كأنّهم رَجْلاً دَبى ً وجَرادِ فيومٌ لإلحاق الفقير بِذي الغِنى ، ويومُ رقابٍ بوكِرَتْ لحَصَادِ أظلّتْ عطاياهُ نِزاراً، وأشرفَتْ على حِمْيَرٍ في دارِها ومُرَادِ وكنّا، إذا ما الحائنُ الْجَدِّ غَرهُ سَنى برق غاوٍ ، أو ضجيجُ رِعادِ تردّى له الفضلُ بن يحيَ بن خالدٍ بماضي الظُّبى يزهاه طولُ نجادِ أمامَ خميسٍ أُرْجُوانٍ كأنّهُ فما هوَ إلاّ الدّهْرُ يأتي بصرْفِهِ ، على كلّ مَنْ يَشْقَى بهِ ويُعادي سلامٌ على الدنْيا ، إذا ما فُقِدْتُمُ ، بني برْمَكٍ من رائحينَ وغادِ بفضلِ بن يحيَ أشرَقتْ سُبُلُ الهدى و أمّنَ ربّي خوْفَ كلّ بلادِ فدونكها يا فضلُ مني كريمة ً، ثنَتْ لك عطفاً بعد عِزّ قيادِ خليليَّة ٌ في وزنها قُطُربيّة ٌ ، نظائرُهَا عند الملوكِ عَتادي وما ضَرّهَا أن لا تُعَدّ لِجرولٍ، ولا الْمُزَني كعبٍ، ولا لزِيادِ |
أرَى الإخوانَ في هَجرٍ أقامُوا، ( أبو نواس ) أرَى الإخوانَ في هَجرٍ أقامُوا، وخانَ الخِلّ ، وافْتُقِدَ الذّمامُ ووَدَّعَني الصّبَا ، وعَريتُ منه ، كما من غِمْدِهِ خرَجَ الحُسام فصرْتُ ملازِماً لذِنابِ عَيشٍ، تَضَمّنَهُ اعْوِجاجٌ، وانهِدامُ |
أرَى للكأسِ حقّاً لا أراهُ ( أبو نواس ) أرَى للكأسِ حقّاً لا أراهُ لِغَيرِ الكأسِ، إلاّ للنّديمِ هيَ القُطبُ الذي دارَتْ علَيهِ رَحَى اللّذّاتِ في الزّمنِ القَديمِ |
أرْسَلَ مَنْ أهْوَى رَسولاً له ( أبو نواس ) أرْسَلَ مَنْ أهْوَى رَسولاً له إليّ ، والنسوبُ محبوبُ فقلتُ: أهلاً بكَ من مرْسَلٍ ومِنْ حبيبٍ زانَه الطيبُ جَمَّشْته في كلمة ٍ ، فانْثنى وقال: هذا منكَ تَجْريبُ مثْلُكَ لا يعشَقُ مثلي، وقدْ هامتْ به بيضاءُ رُعْبوبُ و جاءتِ الرّسْلُ بأنْ آتنا، فجِئْتُها والقلْبُ مرْعوبُ قالتْ : تعَشّقتَ رسولي ، لقد بدت لنا منكَ الأعاجيبُ ! |
أزورُ محمّداً ، فإذا التَقَيْنَا ( أبو نواس ) أزورُ محمّداً ، فإذا التَقَيْنَا تكلّمتِ الضّمائِرُ في الصّدورِ فأرْجِعُ لم ألُمْهُ، ولم يلمْني، وقدْ رَضِيَ الضّميرُ عن الضّميرِ أُمورٌ ليْسَ يعرِفُها سِوَانَا، يُحيّرُ لُطفُها بَصَرَ البصيرِ |
أسألُ القادمينَ منْ حَكَمانِ : ( أبو نواس ) أسألُ القادمينَ منْ حَكَمانِ : كيْفَ خلّفتُم أبا عثمانِ؟ وأبَا مَيّة َ المهذَّبَ والمأمُو لَ والْمُرْتَجَى لِريْبِ الزّمانِ فيقولونَ لي : جِنانُ كما سَرّ كَ عن حالها فسَلْ عن جِنانِ ما لهمْ لا يُبارِكُ الله فيهِمْ، كيْفَ لم يُغنِ عندهم كتماني ! |
أسَاقِيَتي كأساً أمَرَّ من الصّبِرْ ، ( أبو نواس ) أسَاقِيَتي كأساً أمَرَّ من الصّبِرْ ، ومُحوِجَتي من صَفْوِ عيْشٍ إلى كَدَر وكنْتُ عزيزاً قبلَ أنْ أعرِفَ الهَوَى ، فألْبَسَني ثوْبَ المذَلّة ِ والصَّغَرْ |
أسِيرُ الهمّ، نائي الصّبرِ، عانِ، ( أبو نواس ) أسِيرُ الهمّ، نائي الصّبرِ، عانِ، تُحدّثُ عن جَواهُالمقْلَتانِ نَفَى عن عيْنه التَهْجادَ بدْرٌ، تألّقَ في المحاسنِ عصْنَ بانِ ومنْتَسِبٍ إلى آبَاءِ صِدْقٍ، خطبْتُ له معتَّقة َ الدّنَانِ فلمّا صبّها في صَحْنِ كأسٍ ، حكَتْ للْعَينِ لَوْنَ البهْرَمانِ كأنّ الكأسَ تسْحَبُ ذيْلَ دُرٍّ ، كستْها الخمرُ حُلّة َ زَعْفَرَانِ بمُسْمِعَة ٍ، إذا غَنّتْ بصوْتٍ، أجابتْها المثالثُ والمثاني إذا ما نلْتُ من عيْشي رَخَاءً، وصِرْتُ من النّوائبِ في أمانِ ركبتُ غَوايتي ، وتركتُ رُشدي ، وكفُّ الْجَهْلِ، مُطْلِقَة ٌ عِناني ألا ما للمشيبِ، وما لرأسي، حَمى عنّي العُيونِ وما حَماني |
أشابَ رأسي قبلَ أترابي ( أبو نواس ) أشابَ رأسي قبلَ أترابي حبّي لمن حُبّييهِ أزرَ بي علِقتُ من حَينِ ، ومن شِقْوتي ، أخَا مُزَاحٍ يَتَمَرَّى بي لابس سِيما قائلٍ صادقٍ، مَخْبُورُهُ مَخْبورُ كَذّابِ تخبرُني عن قلْبِهِ كُتْبُهُ: إنّ به أعظمَ ممّا بي حتى كأنّي واجدٌ حِسّهُ ، أو مسَّهُ من دون أطْرابي |
أشْتَهي السّاقينِ ، لكِنّ قلبي ( أبو نواس ) أشْتَهي السّاقينِ ، لكِنّ قلبي مُستَهامٌ بأصْغَرِ السّاقِيينِ ليسَ باللاّبسِ القَميص ، ولكنْ ذي القَباءِ المُعَقرَبِ الصَّدْغينِ الذي بالجَمالِ زَيّنَهُ اللّـ ـهُ، وحُسنِ الْجَبينِ والحاجِبَينِ يُتَلاهَى ، إذا استَحَثّ لشُرْبٍ، في سكونٍ، ويمسَحُ العارِضَينِ خَرْسَنوهُ ، وما دَرَى ما خُراسا نُ بلُبسِ القِباءِ وكالمِئزَرَينِ هُمْ يَجُورونَ في المُزاحِ عَلَيْهِ وهوَ يَحْكي بعَدْلِهِ العُمَرَينِ |
أصبحتُ محتاجاً إلى ضربي ، ( أبو نواس ) أصبحتُ محتاجاً إلى ضربي ، إذ أطلبُ الرزقَ إلى كلبِ إلى امرئ يطعنُ في دينه ، يُورِقُ منه خشبُ الصَّلْبِ |
أصْبحْتُ معْتَدّاً عليّ بنعمة ٍ ( أبو نواس ) أصْبحْتُ غير مُدافَعٍ موْلاكا، والحظُّ لي في أن أكونَ كذاكَا لله درّي أيّ رهْنِ منِيّة ٍ بالأمسِ كنتُ ، وهالكٍ لولاكَا أصبحتَ معتدّاً علي بنعمة ٍ ، ما كان يُنعِمُها عليّ سواكَا |
الساعة الآن 11:39 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.