![]() |
كتاب ~ أسعد ُ امرأة ٍ في العالم ~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب // أسعد امرأة في العالم // لـ فضيلة الشيخ الدكتور : عائض بن عبد الله القرني وقد قدّمت تعريفـًا مختصرًا عن سيرته في كتاب ( مفتاح النجاح ) وكتاب ( محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه ) وهـُنا أستعرض معكم فصول هذا الكتاب .. |
الإهــــــداء إلى كلِّ فتاةٍ سلكت طريق الحقِّ ، وحملت رسالة الصدقِ ، إلى كلِّ مربيةٍ جاهدت بكلمتها ، وحافظت على قِيَمِها ، وزكت نفسها . إلى كلِّ أمٍ ربَّت أبناءها على التقوى ، وأنشأتهم على السُّنّة ، وحببت إليهم الفضيلة . إلى كلِّ مهمومةٍ حزينةٍ : اسعدي وافرحي بقرب الفرجِ ، ورعاية الله ، وعظيمِ الأجرِ ، وتكفيرِ السيئات . |
المقــــــدمة فهذا كتابُ يناشدُ المرأة أن تسعدَ بدينها ، وتفرحَ بفضل الله عليها ، وتستبشرَ بما عندها من نعم ، إنه بسمةُ أملٍ ، ونسيمُ رجاءٍ ، وإشراقةُ بشرى ، لكلِّ مَنْ ضاق صدرُها ، وكثُرَ همُّها ، وزاد غمُّها ، يناديها بانتظار الفرج ، وترقُّبِ اليُسْرَ بعد العُسْرَ ، ويخاطبُ عقلها الزكيَّ ، وقلبها الطاهر ، وروحها الصافيةَ ، ليقول لها : اصبري واحتسبي ، لا تيأسي ، لا تقنطي ، تفاءلي ، فإن الله معكِ ، والله حسبُكِ ، والله كافيكِ ، والله حافظُكِ ووليُّكِ . أختاه : اقرئي هذا الكتاب ، ففيه الآيةُ المحكمةُ ، والحديثُ الصادقُ ، والقولُ الفصلُ ، والقصةُ الموحية ُ ، والبيتُ المؤثِّرُ ، والفكرةُ الصائبةُ ، والتجربةُ الراشدةُ ، اقرئي هذا السجلَّ ليطاردَ فيكِ فلولَ الأحزانِ ، وأشباح الهمومِ ، وكوابيسَ الخوف والقلق ، طالعي هذا الديوان ليساعدكِ على تنظيفِ الذاكرةِ من ركامِ الأوهامِ ، وأكوامِ الوساوسِ ، ويدلَّكِ على رياضِ الأنسِ ، وبستانِ السعادةِ ، وديارِ الإيمانِ ، وحدائقِ الأفراحِ ، وجنَّاتِ السرورِ ، عسى الله أن يُسْعِدكِ في الدارينِ بمَنِّةِ وكرمهِ إنه جواد كريم . وقد جعلتُه كنزاً يحوي حُليّاً زاهياً تتجملين به ، فيه من بريقِ الحُسْنِ ، ولمعانِ الجمالِ ، وسناءِ الحقِّ ، ما يفوقُ وميضَ الذَّهَبِ ، وإغراءَ الفِضَّةِ ، وسمَّيْتُ فصولَهُ بأسماءِ الحُلِيِّ ، من سبائكَ ، وعقودٍ ، وفرائدَ ، ومرجانٍ ، وجمانٍ ، وجواهر ، وخواتم ، وألماسٍ ، وزبرجَد ، وياقوت ، ودُرَرٍ ، ولآليء ، وزمرُّد ، وعسْجَد . فإذا كان هذا الكتابُ عندكِ فلا عليكِ من كلِّ زخرفٍ دنيويِّ ، وزينةٍ جوفاء ، ومظاهرَ زائفةٍ ، وموضاتٍ تافهةٍ ، فتحلي بهذه الحلية ، والبسِيها في مهرجان الحياةِ ، وتزيَّني بها في عرسِ الدنيا ، وفي أعياد السرور ، ومواسم الأفراح ، وليالي البهجة ، لتكوني – إن شاء الله – ( أسعد امرأةٍ في العالم ) : أسعد امرأة في العالم المقـــــدمة يا أسعد الناس في دينٍ وفي أدبِ إن سبيل سعادتكِ يكمن في صفاء معرفتِك ونقاءٍ ثقافتِك ، وهذا لا يحصلُ بالقصص الرومانسيةِ الخياليةِ التي تَجُرُّ القارئَ إلى الخروجِ من واقعه والذهاب بعيداً عن عالمه ، وقد تجدين فيها أحلاماً ورديةً ، وخمرةَ أوهامٍ مسكرة ، ولكنَّ ثمارها إحباطٌ وانفصامٌ في الشخصية ، وكآبةٌ قاتلةٌ ، بل ما هو أخطر من ذلك ؛ كقصص ( أجاثا كريستي ) التي تعلِّم الخداعَ والجريمةَ والنهبَ والسلبَ ، وقد طالعتُ سلسلة ( روائع القصص العالمي ) وهي مترجمات منتقاة من القصص الخلاَّبة، والحائزة على جائزة نوبل ، فألفيتُها مشوبةً بكثيرٍ من الأغلاط الكبرى والحماقات . ولا شك أن في بعض روائع القصص العالمي رواياتٍ جيدة ، من حيث رقيُّ الفنِّ القصصي والعمل الروائي ؛ كرواية ( الشيخ والبحر ) لآرنست همنغواي ، وأشباهها من القصص التي جانبت الفحش والرذيلة ، وسَلِمتْ من غوائلِ الانحطاط الأخلاقي والإسفاف الأدبي .بل بالتسابيح كالبشرى مرتلة في سجدةٍ ، في دعاءٍ ، في مراقبةٍ في ومضةٍ من سناء الغارِ جاد بها فأنتِ أسعد كلِّ العالمين بما بلا جُمانٍ ولا عِقْدٍ ولا ذهبِ كالغيثِ كالفجرِ كالإشراقِ كالسحبِ في فكرةٍ بين نور اللوح والكتبِ رسولُ ربِّكِ للرومان والعربِ في قلبكِ الطاهرِ المعمورِ بالقُرَبِ فحُقَّ على كلِّ راشدةٍ أن تطالع التراث القصصي الراشد : مثل كتب الطنطاوي والكيلاني والمنفلوطي والرافعي وأمثالهم ، ممن لديه طهرٌ ، وعنده ضميرٌ حيٌّ ، ويحمل رسالة واعيةً ، وإنما ذَكرْتُ هذا ؛ لأنني حَرِصتُ على نقاءٍ كتابي من لوثةِ الأجنبي ، وسمِّ المنحرفِ ، وغثاءِ التافهين ، فكم من ضحيّةٍ لمقالةٍ ، وكم من قتيلٍ لروايةٍ ، والله الحافظ . وعلى كلِّ حال ، فلا أَجَلَّ ولا أحسنَ من قصص الله في كتابه ، ورسوله r في سنته ، والتاريخ المجيد للأبرار من الخلفاء والعلماء والصالحين، فسيري على بركةِ الله ، فأنتِ السعيدةُ بما عندكِ من دين وهدى، وبما لديكِ من عقيدةٍ وميراث . د / عائض القرني |
فصوص ~
// // أهلا ً بك ِ أهلاً بك .. مصـلِّيةً صــائمةً قانتـةً خاشـعة . أهلاً بك .. متحجبـةً محتشـمةً وقـورةً رزينـة . أهلاً بك .. متعلمـةً مطلعـةً واعيـة راشــدة . أهلاً بك .. وفيَّـةً أمنيــةً صـادقةً متصـدقة . أهلاً بك .. صـابرةً محتسـبةً تائبــةً منيـبــة . أهلاً بك .. ذاكـرةً شـاكرةً داعيـةً واعيــة . أهلاً بك .. تابعـةً لآسـية ومـريم وخديجــة . أهـلاً بك .. مربيـةً للأبطـال، ومصنعاً للرجـال . أهلاً بك .. راعيـة للقـيم، حافظـةً للمُثــل . أهـلاً بك .. غيورةً على المحارمِ، بعيدةً عن المحرماتِِ . |
نــعــَــم
نعم .. لبسمتك الجميلة التي تبعثُ الحبَّ وترسلُ المودة للآخرين . نعم .. لكلمتكِ الطيبة التي تبني الصداقات الشرعية وتذهب الأحقاد . نعم .. لصدقةٍ مُتقبَّلةٍ تُسعد مسكيناً ، وتُفرح فقيراً ، وتُشبع جائعاً . نعم .. لجلسةٍ مع القرآن تلاوةً وتدبراً وعملاً وتوبةً واستغفاراً . نعم .. لكثرة الذكر والاستغفار ، وإدمان الدعاء ، وتصحيح التوبة . نعم .. لتربية أبنائكِ على الدين ، وتعليمهم السنة ، وإرشادهم لما ينفعهم . نعم .. للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ، وهو طريق الصيانة والحفظ . نعم .. لصحبة الخيرِّات ممن يَخَفْنَ الله ، ويحببْن الدين ، ويحترمْن القيم . نعم .. لبرِّ الوالدين ، وصلة الرَّحِم ، وإكرام الجار ، وكفالةِ الأيتام . نعم .. للقراءة النافعة ، والمطالعة المفيدة ، مع الكتاب الممتع الراشد . |
لا .. !!
لا .. لصرف عمركِ في التوافه من حبِّ للانتقام ومجادلةٍ لا خير فيها . لا .. لتقديم المالِ وجمعه على صحتكِ وسعادتكِ ونومكِ وراحتكِ . لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس . لا .. للانهماك في ملاذِّ النفس ، وإعطائها كلَّ ما تطلب وتشتهي . لا .. لضياعِ الأوقات مع الفارغين ، وإنفاقِ الساعات في اللهو . لا .. لإهمالِ الجسمِ والبيت من النظافة ، والروائح الزكية ، والنظام . لا .. للمشروباتِ المحرَّمةِ ، والدخان والشيشة ، وكلِّ خبيث . لا .. لتذكُّرِ مصيبةٍ مرَّت ، أو كارثةٍ سبقت ، أو خطأ حصل . لا .. لنسيانِ الآخرة والعمل لها ، والغفلةِ عن تلك المشاهد . لا .. لإهدارِ المالِ في المحرَّماتِ ، والإسرافِ في المباحاتِ، والتقصيرِ في الطاعات . |
الورد ~
الوردة الأولى : تذكري أن ربك يغفر لمن يستغفر ، ويتوب على من تاب ، ويقبل من عاد . الوردة الثانية : ارحمي الضعفاء تسعدي ، وأعطي المحتاجين تُشافَيْ ، ولا تحملي البغضاء تُعافَيْ . الوردة الثالثة : تفاءلي فالله معك ، والملائكة يستغفرون لك ، والجنة تنتظرك . الوردة الرابعة : امسحي دموعك بحسن الظن بربك ، واطردي همومك بتذكُّر نعم الله عليك . الوردة الخامسة : لا تظني بأن الدنيا كَمُلت لأحدٍ ، فليس على ظهر الأرض مَنْ حصل له كلُّ مطلوبٍ ، وسلِم من أيِّ كدر . الوردة السادسة : كوني كالنخلةِ عاليةَ الهمَّة ، بعيدة عن الأذى ، إذا رُمِيت بالحجارة ألقتْ رطبها . الوردة السابعة : هل سمعتِ أنَّ الحزنَ يُعيدُ ما فات ، وأن الهمَّ يُصْلِح الخطأ ، فلماذا الحزن والهم ؟! الوردة الثامنة : لا تنتظري المحن والفتنَ ، بل انتظري الأمن والسلامَ والعافية إن شاء الله . الوردة التاسعة : أطفئي نار الحقد من صدرك بعفوٍ عام عن كلِّ من أساء لكِ من الناس . الوردة العاشرة : الغسلُ والوضوءُ والطيبُ والسواكُ والنظامُ أدويةٌ ناجحةٌ لكلِّ كدرٍ وضيق . |
الزهر ~
الزهرة الأولى : كوني كالنحلة ؛ تقع على الزهور الفواحة والأغصان الرطبة . الزهرة الثانية : ليس عندك وقتٌ لاكتشافِ عيوب الناس ، وجمعِ أخطائهم . الزهرة الثالثة : إذا كان الله معكِ فمن تخافين ؟ وإذا كان الله ضدك فمن ترجين ؟! الزهرة الرابعة : نارُ الحسدِ تأكل الجسد ، وكثرةُ الغيرةِ نارٌ مستطيرة . الزهرة الخامسة : إذا لم تستعدِّي اليوم ، فليس الغد ملكاً لك . الزهرة السادسة : انسحبي بسلام من مجالس اللهو والجدل . الزهرة السابعة : كوني بأخلاقكِ أجملَ من البستان . الزهرة الثامنة : ابذلي المعروف فإنكِ أسعدُ الناس به . الزهرة التاسعة :دعي الخَلْقَ للخالق ، والحاسد للموت ، والعدوَّ للنسيان . الزهرة العاشرة : لذةُ الحرامِ بعدها ندمٌ وحسرةٌ وعِقابٌ . |
السبائك
ومضة : لا حول ولا قوة إلا بالله السبيكة الأولى : امرأة تحدَّت الجبروت ما مضى فات والمؤمَّلُ غيب ٌ ولك الساعة التي أنت فيها انظري إلى نصوص الشريعة كتاباً وسنة ، فإن الله u قد أثنى على المرأة الصالحة ، ومدح المرأة المؤمنة ، قال سبحانه وتعالى : ]وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[ ، فتأملي كيف جعل هذه المرأة (آسية رضي الله عنها ) مثلاً حياً للمؤمنين والمؤمنات ، وكيف جعلها رمزاً وعلماً ظاهراً لكل من أراد أن يهتدي وأن يستنَّ بسنة الله في الحياة ، وما أعقل هذه المرأة وما أرشدها ؛ حيث إنها طلبت جوار الرب الكريم ، فقدمت الجار قبل الدار ، وخرجت من طاعة المجرم الطاغية الكافر فرعون ورفضت العيش في قصره ومع خدمه وحشمه ومع زُخرفه ، وطلبت داراً أبقى وأحسن وأجمل في جوار رب العالمين ، في جناتٍ ونهر ، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر ، إنها امرأة عظيمة ؛ حيث إنَّ همتها وصدقها أوصلاها إلى أن جاهرت زوجها الطاغية بكلمة الحق والإيمان ، فعُذبت في ذات الله ، وانتهى بها المطاف إلى جوار رب العالمين ، لكن الله u جعلها قدوةً وأسوةً لكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ إلى قيام الساعة ، وامتدحها في كتابه ، وسجَّلَ اسمها ، وأثنى على عملها ، وذمَّ زوجها المنحرف عن منهج الله في الأرض . إشراقة : تفاءلي ولو كنتِ في عين العاصفة . |
ومضة : إنَّ مع العُسْرِ يُسْراً السبيكة الثانية :عندكِ ثروةٌ هائلةٌ من النِّعَم لطائفُ اللهِ وإن طال المدى كلمحةِ الطرْفِ إذا الطرفُ سجى وأهدت بنتُ وهْبٍ للبرايا يداً بيضاءَ طوَّقتِ الرِّقابا إشراقة : غداً يُزهِرُ الريحان ، وتذهب الأحزان ، ويحلُّ السلوان . |
ومضة : سيجعل اللهُ بعد عُسْرِ يُسْراً السبيكة الثالثة :عندكِ ثروةٌ هائلةٌ من النِّعَم أتيأس أن ترى فرجاً فأين اللهُ والقدرُ ؟! إشراقة : ذهبُكِ دينُكِ ، وحُلِيُّكِ أخلاقُكِ ، ومالُكِ أدَبُكِ . |
ومضة : حسُبنا اللهُ ونِعْم الوكيل السبيكة الرابعة :لا تستوي مؤمنةٌ وكافرةٌ فما يدوم سرورٌ ما سررت به ولا يردُّ عليك الغائب الحزَنُ إشراقة : كلُّ الناسِ سوف يعيشون ؛ صاحبُ القصرِ ، وصاحبُ الكوخ ... ولكن من السعيد ؟ . |
ومضة : الله ..... الله ربي لا أشرك به شيئاً السبيكة الخامسة :الكسلُ صديقُ الفشلِ أعزُّ مكانٍ في الدُّنا سرجُ سابحٍ وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ وعليك بالاعتناء بمظهرك، من جمالٍ في الهيئة ، ومن طيبٍ داخل البيت ، ومن ترتيبٍ في مجلسك ، ومن حسن خُلُقٍ تلقين به زوجك ، وأبناءك ، وإخوانك ، وأقرباءك ، وصديقاتك ، ومن بسمةٍ راضيةٍ ، ومن انشراحٍ في الصدر . وأحذرك من المعاصي فإنها سبب الحزن ، خاصةً المعاصي التي تكثر عند النساء ؛ من النظر المحرم ، أو التبرج ، أو الخلوة بالأجنبي ، أو اللعن والشتم والغيبة ، أو كفران حقِّ الزوج وعدم الاعتراف بجميلة ، فإن هذه ذنوبٌ تكثر عند النساء إلا من رحم الله ، فاحذري من غضب الباري – جل في علاه - ، واتقي الله u فإن تقواه كفيلةٌ بإسعادك وإرضاء ضميرك : إشراقة : إذا أقبلَتْ الهمومُ ، وتكاثرتْ الغمومُ ، فقولي : (( لا إله إلا الله )) . |
ومضة : فصبرٌ جميلٌ السبيكة السادسة :أنتِ بما عندكِ فوق ملايين النساء سيكفيكِ – عمَّن أغلق الباب دونه وظنَّ به الأقوام – خبزٌ مقمّرُ إشراقة : دعي الظالم لمحكمة الآخرة حيث لا حاكم إلا الله . |
ومضة : من ساعةِ إلى ساعةٍ فرج السبيكة السابعة :ابني لكِ قصراً في الجنة أطعْتُ مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعتُ لكنتُ حُرَّا إشراقة : المرضُ رسالةٌ فيها بشرى ، والعافيةُ حُلَّةٌ لها ثمن . |
ومضة : من ساعةِ إلى ساعةٍ فرج السبيكة الثامنة :لا تمزقي قلبك بيديكِ إن كان عندك يا زمانُ بقيّةٌ مما يُهان به الكرامُ فهاتِها ! واعلمي أن الله u عنده مفاتح الغيب ، وهو الذي يفرِّج الهمِّ والغمَّ فألحِّي عليه بالدعاء ، وكرِّري هذا الدعاء دائماً وأبداً : (( اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من البخل والجبن ، وأعوذ بك من غَلَبة الدين وقهر الرجال )) ، فإذا كررتِ هذا الحديث كثيراً ، وتأملتِ معانيه ، فرَّج الله عنكِ كَرْبَكِ وهمَّكِ وغمَّكِ بإذن الله . إشراقة : اغرسي في الثانية تسبيحةً ، وفي الدقيقة فكرةً ، وفي الساعة عملاً . |
ومضة : أمَّن يجيبُ المضطرَّ إذا دعاه السبيكة التاسعة :أنتِ تتعاملين مع ربِّ كريمٍ جواد لعلَّ الليالي بعد شحْطٍ من النوى ستجمعنا في ظلِّ تلك المآلفِ اجعلي قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعون رضي الله عنها ، ومريم عليها السلام ، وخديجة وعائشة وأسماء وفاطمة رضي الله عنهن جميعاً ، فهؤلاء وأمثالهن مختارات طيبات ، مؤمنات قانتات ، صائمات قائمات ، رضي الله عنهن وأرضاهن ، فكوني على ذاك المنهج ، وطالعي سيرهن الرائدة تجدي الخير والبرد والسكينة . إشراقة : امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوانِ الرحمن وسُكْنى الجنان . |
ومضة : أليس الصبحُ بقريبٍ ؟ السبيكة العاشرة :أنتِ الرابحةُ على كلِّ حالٍ قل للذي بصروف الدهرِ عيرنا هل عاند الدهرَ إلا مَنْ له خَطَرُ ؟! إشراقة : الصلاةُ كفيلةٌ بشرحِ الصدرِ وطردِ الهمِّ . |
العقود ~
ومضة : فخذُ ما آتيتُك وكنْ من الشاكرين العقد الأول :عدِّدي مواهبَ الله عليكِ وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الصَّبْرِ ما الله صانعُ اجلسي جلسة مصارحة مع نفسك ، واستخدمي الأرقام والإحصائيات : كم عندك من الأشياء والأموال والنعم والمسرات والمبهجات ؛ جمالٌ ومالٌ وعيالٌ وظلالٌ وسكنٌ ووطنٌ ومِنَن ، ضياءٌ وهواءٌ وماءٌ وغذاءٌ ودواءٌ ، فافرحي ، واسعدي ، واستأنسي . إشراقة : اشتري بالريالِ دعاء الفقراءِ وحبَّ المساكين . |
ومضة : ارضَيْ بما قسم الله لكِ تكوني أغنى الناس العقد الثاني : قليلٌ يسعدكِ ولا كثيرٌ يشقيكِ وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ طُويَت ، أتاح لها لسانَ حسودِ إشراقة : الله يحبُّ التوابين ؛ لأنهم رجعوا إليه وشكوا الحال عليه . |
ومضة : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن العقد الثالث : انظري إلى السَّحابِ ولا تنظري إلى التراب لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورت ما كان يُرف طيبُ عَرْفِ العودِ إشراقة : تركُ المعصيةِ جهادٌ ، والمداومةُ عليها عنادٌ . |
ومضة : وبشِّر الذين آمنوا العقد الرابع : كوخٌ بإيمانٍ ولا قصرٌ مع طغيانٍ إني وإن لُمْتُ حاسديَّ فما أُنكر أني عقوبةٌ لَهُمُ إشراقة : كيف يرتاحُ مَنْ آذى مسلماً أو ظلم عبداً ؟! . |
ومضة : وتوكَّلْ على الحيِّ الذي لا يموت العقد الخامس : وزِّعي الأوقات على الواجبات عسى الهم الذي أمسيتُ فيه يكون وراءه فرجٌ قريبُ إشراقة : احذري دعاء المظلومِ ودموع المحروم . |
ومضة : لكيلا تأسَوْا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم العقد السادس : سعادتُنا غيرُ سعادتهم سيُعافى المريضُ بعد سُقامٍ ويعودُ الغريبُ بعد غيابِ إشراقة : القلبُ السليمُ لا شرك فيه ولا غشَّ ولا حقدَ ولا حسدَ . |
ومضة : ربِّ اشرحْ لي صدري العقد السابع : اركبي سفينة النجاةِ يا إله الكونِ قد أسلمتُ لك ربِّ فارحم ضعفنا ما أرحمك إشراقة : المرأة العاقلةُ تحوِّلُ الصحراء إلى حديقة غنَّاء . |
ومضة : وإنَّ الفرجَ مع الكرب العقد الثامن : مفتاحُ السعادة سجدةٌ ولستُ أرى السعادة جمع مالٍ ولكنَّ التقيَّ هو السعيدُ إشراقة : الجدلُ العقيمُ والنقاشُ التافِهُ يُذهبُ الصفاء والبهاءَ . |
ومضة : ألم نشرحْ لك صدرك العقد التاسع : عجوزٌ تصنعُ الرموز أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ إشراقة : خذي من النسيم رقتَه ، ومن المسك رائحته ، ومن الجبل ثباته . |
ومضة : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون العقد العاشر : حتى تكوني أبهى إنسانةٍ في الكون وكلُّ الحادثاتِ وإن تناهتْ فموصولٌ بها فرجٌ قريبُ إشراقة : في كلِّ مكانٍ تجدين ظلاماً في حياتكِ ما عليكِ إلا أن تنيري المصباح في نفسِكِ! . |
العسجد ~
ومضة : إذا أصبحتِ فلا تنتظري المساء العسجدة الأولى : يا سامية المقام رُبَّ أمـــــرٍ تتقيــــه جـــرَّ أمـــراً ترتجيــه إشراقة : لا تيأسي من نفسكِ ، فالتحولُ بطيئٌ ، وستصادفكِ عقباتٌ تخمد الهمة ، فلا تدعيها تتغلب عليك . |
ومضة : ادعوني أستجب لكم العسجدة الثانية : اقبلي النعمة ووظِّفيها كم نعمةٍ لا يُستقلَّ بشكرها لله ، في طيِّ المكاره كامنة إشراقة : إن التحول من الخطأ إلى الصواب مغامرةٌ طويلةٌ ولكنها جميلة ! |
ومضة :لا تقنطوا من رحمة الله العسجدة الثالثة : مع الاستغفار الرزقُ المدرار أجارتنا إن الأماني كواذبٌ وأكثر أسباب النجاح مع اليأسِ إشراقة : إذا استسلمتِ لليأس فإنك لن تتعلمي شيئاً ، ولن تظفري بالسعادة . |
ومضة : إنه لا ييأس من روح الله إلا القومُ الكافرون العسجدة الرابعة : الدعاء يرفع البلاء قد يُنْعِم الله بالبلوى وإن عظُمت ويبتلي الله بعض القومٍ بالنعمِ فيا أختاه إذا مرضتِ ففري إلى الله ، وأكثري من الاستغفار والدعاء والتوبة ، وأبشري بما يسرك ، فإن الله يستجيب الدعاء ، ويكشف الكرب ، ويُذهب السوء : ]أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [ إشراقة : افحصي ماضيكِ وحاضركِ ، فالحياة مكونةٌ من تجارب متتابعة يجب أن يخرج المرءُ منها منتصراً . |
ومضة : وكان بالمؤمنين رحيما العسجدة الخامسة : احذري اليأس والإحباط والحادثات وإن أصابك بؤسُها فهو الذي أنباك كيف نعيمُها إشراقة : لا تجعلي من متاعبكِ وهمومكِ موضوعاً للحديث ؛ لأنكِ بذلك تخلقين حاجزاًَ بينك وبين السعادة . |
ومضة : إن ربك واسع المغفرة العسجدة السادسة : بيتُكِ مملكةُ العزِّ والحبِّ قل هو الرحمنُ آمنَّا به واتبعنا هادياً من يثربِ إشراقة : لا تُفضي بمتاعبكِ إلا لأولئكِ الذين يساعدونكِ بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة . |
ومضة : عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير العسجدة السابعة : ليس عندكِ وقتٌ للثرثرة ! البدر يضحك والنجوم تصفّقُ فعلام تقتلنا الهمومُ وتخنقُ ؟! إشراقة : على الأم التي يسقط ولدها من مكانٍ عالٍ أن لا تضيِّع الوقت في النحيب والصراخ ، بل عليها أن تسعى حالاً لتضميد جراحه . |
ومضة : اعلمي أن ما أصابكِ لم يكن ليخطئكِ العسجدة الثامنة : كوني مشرقة النفسِ يحيِّكِ الكون أتحسبُ أن البؤس للمرء دائمٌ ولو دام شيءٌ عدَّه الناسُ في العجبْ إشراقة : أفضلُ الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئاً ، ولكنهم يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم أناسٍ يُعطُون وكأنهم يصفعون ! . |
ومضة : ومن يتق الله يجعل له مخرجا العسجدة التاسعة : ما تمت السعادةُ لأحد وما كمُلَ الخيرُ لإنسان اطردي الهمَّ بذكر الصَّمدِ واهجري ليل الهوى وابتعدي إشراقة : لا تقبلي بوجود مناطق مظلمة في حياتك ، فالنور موجودٌ وليس عليكِ إلا أن تديري الزرَّ ليتألق ! . |
ومضة : ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا العسجدة العاشرة : ادخلي بستان المعرفة أيها الشامت المعيِّر بالدهرِ أأنت المبَّرأُ الموفورُ ؟ إشراقة : أشدُّ الصعابِ تهون بابتسامةِ إنسانٍ واثق . |
اللآليء ~
ومضة : لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا اللؤلؤة الأولى : تذكري الدموع المسفوحة والقلوب المجروحة ألم تر أن الليل لما تكاملت غياهبُه جاء الصباحُ بنوره قال أحد الأدباء : إن كنتِ تعلمين أنكِ أخذت على الدهر عهداً أن يكون لكِ كما تريدين في جميع شؤونك وأطوارك وألا يعطيك إلا ما تحبين وتشتهين ، فجدير بكِ أن تطلقي لنفسك في سبيل الحزن عنانها كلما فاتك مأرب واستعصى عليك مطلب ، وأن كنتِ تعلمين أخلاق الأيام في أخذها وردها ، وعطائها ومنعها ، وأنها لا تنام عن منحة تمنحها حتى تكرَّ عليها راجعة فتستردها ، وأن هذه سنتها وتلك خلتها في جميع أبناء آدم ، سواء في ذلك ساكن القصور وساكن الأكواخ ، ومن يطأ بنعله هام الجوزاء ومن ينام على بساط الغبراء ، فخفضي من حزنك ، وكفكفي من دمعك ، فما أنت بأول إنسانة أصابها سهم الزمان ، وما مصابك بأول بدعة طريفة في جريدة المصائب والأحزان . إشراقة : انقطعي عن تأمل الذنب ، وتأملي الصفة الحسنة التي ستضعينها مكانه . |
ومضة : بالبلاء يُستخرج الدعاء اللؤلؤة الثانية : هؤلاء ليسوا في سعادة ! اشتدي أزمةُ تنفرجـــي قد آذن ليلُـك بالبلجِ إشراقة : إن السعادة موجودةُ فيكِ ، ولهذا يجب أن توجِّهي جهودك إلى نفسكِ |
الساعة الآن 03:18 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.