![]() |
|
ثمرات من تدبر القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الأمين
سأختار لكم في هذا الباب بعون الله تدَّبرات في آيات قرآنية مقتبسة من بطون الكتب وأقوال العلماء , عسى ربي يجعلها مخلصة لوجهه الكريم ويرزقنا فهما ً لكتابه وتدبرا ً لآياته وعملا ً بمحكم تنزيله . |
رد: تأملات في القرآن
إن ّ علما ً لا يبعدك اليوم عن المعاصي , ولا يحملك على الطاعة , لن يبعدك غدا ً عن نار
جهنم , وإذا لم تعمل اليوم , ولم تتدارك أياماتك الماضية فستقول غدا ً يوم القيامة : ( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ) السجدة (12) فسيقال لك : يا أحمق أنت قد جئت من هناك ! ! ( الإمام الغزالي : أيها الولد ) |
رد: تأملات في القرآن
كان الصيام في الأمم السابقة بدليل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة (183)
وكذلك الاعتكاف والقيام : ( وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) البقرة (125) وفي هذا تحفيز لهذه الأمة بأن لا تقصّر عمن كان قبلها من الأمم في تلك العبادات . |
رد: تأملات في القرآن
تأمل كم في آية الصوم من ترغيب فيه , بدأها بالنداء المحبّب : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) , وبين أنه فريضة لا مندوحة في تركه : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ )
وأنه ليس خاصّا ً بنا بل هو للأمم كلِّها : ( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) , وبين ثمرته : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) وقَّلله : ( أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ) . |
( فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ) طه (117) أسند الشَّقاء إلى آدم دون حواء لوجهين : - أن في ضمن شقاء الرجل شقاء أهله , كما أن في سعادته سعادتهم ؛ لأنه القيّم عليهم . - من الشقاء التعب في طلب القوت , وذلك على الرجل دون المرأة ؛ لأن الرجل هو الساعي على زوجته |
الشقاق بين أهل الكتاب والمسلمين أمر ٌ قدري , فلا يمكن أن يتفقوا , وبذلك تبطل
دعوة أهل الضلال الداعين إلى توحيد الأديان ؛ لقوله تعالى : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ ) البقرة (137) فلما لم يؤمنوا صاروا معنا في شقاق , وهذا الشقاق لا بد أن يؤدي إلى عداوة ٍ وبغضاء وبالتالي إلى مدافعة , وهذا ما هو حاصل |
- كثيرا ً ما يستعجل الإمام أو يغفل المأموم عن تدبُّر سورة الفاتحة , خاصة مع تكررها في مثل التراويح , طلبا ً لتدبُّر ما بعدها من تلاوة وربما لتدبُّر قنوت مع أن ّ الفاتحة أولى السور بالتدبُّر , لأنّها أعظم سورة , والله تعالى يقول : ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) الحجر (87) والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم . |
- ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الفاتحة (2) يؤخذ من سورة الفاتحة إيجاز المقدمة مع بلاغتها ؛ لئلّا تمل ُّ نفوس السامعين بطول انتظار المقصود , وهذا سنة للخطباء ألا ّ يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة . |
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الفاتحة (2)
الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام , وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد الحمد ( رَبِّ الْعَالَمِينَ : تعني الربوبية ) فإذا كان الله هو من ربّى العبد وجب عليه أن يحبَّه , وإذا كان هو القادر على ذلك وجب تعظيمه . |
- مبنى الفاتحة على العبودية , فإن العبودية إمّا محبة , أو رجاء , أو خوف
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) محبة , ( الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) رجاء , و ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ... ) خوف , وهذه هي أصول العبادة . |
( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) تأمَّل كيف تضمنت هذه الآية : - إثبات المعاد - جزاء العباد بأعمالهم - حسنها وسيئها - - تفرَّد الرب تعالى بالحكم بين الخلائق - كون حكمه تعالى بالعدل |
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) الغاية , و ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الوسيلة , فلن تستطيع أن تعبد الله إلا بالله , فالبداية من الله ؛ والنهاية إلى الله , فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ( كتاب العبودية لابن تيمية ) |
( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) من أدب الدعاء أن يكون ذلك بعد الثناء ,
وفي قوله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) ) ثناء . وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) . ( تفسير ابن كثير ) |
( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) , فيها إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق , وأنه وإن كان غريبا ً بين العابثين من البشر فإن طريقه مليء بالصالحين , الذين حازوا على أعلى نعمة وهي الصراط المستقيم , فليأنس بذلك . |
قال رجل لزهير بن نعيم : ممن أنت يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : ممن أنعم الله
عليه بالإسلام ؛ قال : إنما أريد النسب , قال : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ) المؤمنون (101) ( حلية الأولياء ) |
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب , فإنما هو استدراج ) ؛ ثم تلا :
( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) ) . الأنعام |
الدنيا والشيطان عدوان خارجان عنك ... والنفس عدو بين جنبيك .. ومن سنة الجهاد :
( قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ ) التوبة (123) ابن القيم , الفوائد , ص 370 |
من عجائب الجزاء في الدنيا :
- أنه لما امتدت أيدي الظلم من إخوة يوسف : ( وشَرَوْه ُبِثَمن ٍ بَخْس ٍ ) امتدت أكفهم بين يديه بالطلب , يقولون : ( وتَصَدَّق ْ عَلَيْنَا ) ولما بغت عليه امرأة العزيز بدعواها : ( مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا ) أنطقها الحق بقولها : ( أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ) ومن ترك معصية لله رأى ثمرة ذلك وكذا إذا فعل الطاعة . ( ابن الجوزي , صيد الخاطر , ص 34 ) |
( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ) يوسف (5)
يعقوب عليه السلام عرف تأويل الرؤيا , ولم يبال بذلك , فإن الرجل يود ُّ أن يكون ولده خيرا ً منه , والأخ لا يود ُّ ذلك لأخيه . أحكام القرآن لابن العربي ( 5 \47 ) |
هل أنت من أهل الخروج إلى البراري والمنتزهات ؟
تأمل .. طبيعة البشر تستريح وتسعد بالخروج من المألوف : ( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ) , ولكن يجب تتقي المخاطر التي فيها : ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) يوسف (12) |
تأمل الفرق بين تربية الروح وبين تربية الجسد , في قصة نبي الله يوسف مع امرأة العزيز ! |
( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف (40) تأمل دلالة إداة الحصر , وتعقيب ذلك بأن الحكم عبادة , ووصفه بالدين القيم ؛ لتدرك أي منكر عظيم , وجريمة كبرى يرتكبها من لم يحكم بما أنزل الله ؟ ! |
قال القاضي أبو يعلى : وفي قصة يوسف - يعني قوله تعالى : ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) يوسف (55) دلالة على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بالفضل عند من لا يعرفه . شرح منظومة الآداب ص 64 |
معالجة الأمور العظيمة وحل المشكلات العويصة يحتاج إلى رفق وأناة وبُعد نَظَر : ( اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا ) يوسف 87 و ( ولا يُشعِرَن َّ بكم أحدا ً ) الكهف 19 |
من أعجب ما يفعله الحاسدون أن يكونوا سببا ً في تتويج من أرادوا القضاء عليه , تدبر : ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ) يوسف (91) |
( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) يوسف (100) ما أعظم وفاء يوسف عليه السلام مع أبويه , فحين مكنّه الله , رفعهما على سرير ملكه , وأظهر لهما التقدير والاحترام ! إنها رسالة واضحة لكل من آتاه الله مكانة ً وعلما ًوغنى ً أن يرد َّ الجميل لوالديه , وأن يرفعهما حسا ً ومعنى ً . |
لو أن شخصا ً نظر إلى ماضيه فوجده مثقلا ً بالآلام - كما وقع ليوسف عليه السلام - لضاقت به الأرض , إلا أن يوسف الصديق بقي متألق اليقين وراء جدران السجن , يذكِّر بالله من جهلوه , ويبصَّر بفضله من جحدوه , وذلك شأن أولي الفضل من الناس لا يفقدون صفاء دينهم إن فقدوا صفاء دنياهم , ولا يهونون أمام أنفسهم لنكبة حلّت بهم . خلق المسلم , لمحمد الغزالي رحمه الله ص 123 |
القرآن الكريم وشهر رمضان
---------------------------------- * الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .. - فالقران الكريم يحب رمضان ، ورمضان يحب القران الكريم ، فهما صديقان حبيبان . قال تعالى : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ البقرة : من الآية 185. - نزل القران الكريم كله إلى سماء الدنيا من اللوح المحفوظ في رمضان ، وتشرف هذا الشهر بنزول هذا الكتاب فيه ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتدارس القران الكريم مع جبريل عليه السلام في رمضان ، يسمعه ويتدبره ويتلوه ويتأمل عبره ، ويعيش أنداءه ، ويسرح طرف القلب في خمائله ، ويطلق كف الحب في كنوزه. * إن الصائم القارئ يؤلف في صيامه بين رمضان وبين القرآن الكريم ، فيعيش هذا الشهر مع هذا الكتاب العظيم الذي قال الله فيه : ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ صّ : 29 . ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ محمد : 24 . ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ﴾ النساء : 82 . - القران الكريم في رمضان له طعم ومذاق ، وله إيحاءات خاصة ودلالات من نوع آخر. - القرآن الكريم في رمضان مخضل الإنداء معطر النسمات شذي الأنفاس . - القران الكريم في رمضان يعيد ذكرى نزوله ، وأيام تدارسه ، وأوقات اهتمام السلف به . * صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( اقرؤوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) رواه البخاري . وقال عليه الصلاة والسلام : ( اقرءوا الزهراوين ، سورة البقرة وآل عمران ، فانهما تأتيان كغمامتين أو غيابتين ، أو كفران من طير صواف تظلان صاحبهما يوم القيامة ) رواه مسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي قرأ القرآن وهو يتعتع فيه له أجران ) متفق عليه . سـمـعـتك يــا قــران والـلـيل غـافـل سريت تهز القلب سبحان من أسرى فـتـحنا بــك الـدنـيا فـاشرق صـبحها وطـفـنا ربـوع الـكون نـملؤها أجـرا * أسلافنا إذا قدم رمضان فتحوا المصاحف وحلوا وارتحلوا مع القران الكريم . - ثبت عن الإمام مالك أنه كان في رمضان لا يتشاغل إلا بالقرآن الكريم ، وكان يعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس ، ويقول شهر القرآن الكريم . - بيوت سلفنا كان لها في رمضان خاصة دوي كدوي النحل ، تشع نورا وتملأ سعادة ، كانوا يرتلون القرآن ترتيلا ، يقفون عند عجائبه ويبكون عن عظاته ، ويفرحون ببشارته ويأتمرون بأمره وينتهون بنهيه . * صح أن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ علي . قلت : يا رسول الله ، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال : نعم . فقرأت سورة النساء ، حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . قال : حسبك الآن . فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ) رواه البخاري . - إنه المحب سمع كلام حبيبه فبكى : إذا اشتبكت دموع في خدود تـبين مـن بـكى مـمن تباكى فـأما مـن بكى فيذوب وجدا لان بـه مـن الـتقوى حـراكا * صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه استمع لأبي موسى رضي الله عنه ثم قال له : ( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة ! لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود . فقال أبو موسى : لو علمت يا رسول الله أنك تستمع لي لحبرته لك تحبيرا ) متفق عليه . - والمعنى لجملت صوتي أكثر وأكثر ، فجعلت القران الكريم به أكثر تأثيرا وروعة وجمالا . * كان عمر رضي الله عنه إذا اجتمع الصحابة قال : يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيندفع أبو موسى يقرأ بصوته الجميل وهم يبكون : وإنـــي لـيـبـكيني سـمـاع iiكـلامـه فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا وتـــــلا ذكــــره فــحــن حـنـيـنـه وشــوق قـلـوب الـعارفين تـجددا * لما فسدت أمزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين ، ظهرت التربية معوجة ، والفطرة معكوسة ، والإفهام سقيمة . - لما استبدل القران الكريم بغيره حل الفساد ، وكثر البلاء ، واضطربت المفاهيم ، وفشلت العزائم . - القران الكريم مهمته هداية الناس إلى طريق الله المستقيم . - القران الكريم نور وشفاء لما في الصدور وعلم وثقافة ومعرفة وبرهان . - القران الكريم حياة وروح وإنقاذ وسعادة وأجر ومثوبة . - القران الكريم تعاليم ربانية ، ودستور الهي ، وحكمة خالدة . * فهل لنا أن نعيش مع القران الكريم في رمضان وغير رمضان ، وهل لنا أن نعرف عظمة القران الكريم فنملأ حياتنا سعادة بالقران الكريم ، ونورا بالقران الكريم ، وإشراقا مع القران الكريم ، هل لنا أن نفعل ذلك ؟ وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . منقول 26 / 8 / 2010 |
بسم الله الرحمن الرحيم وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا صدق الله العلي العظيم سورة الشعراء (الآية 80) المشرف عبد السلام حمزة بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك رمضان كريم |
[ الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم ]
----------------------------------------------- الأدلة الواردة في القرآن الكريم التي تدل حفظه من الضياع أو الزيادة والنقصان هي : 1- قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/ 9. يقول الإمام الطبري رحمه الله : " ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله : ( لَهُ ) من ذكر الذكر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . عن قتادة : ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلا ، أو ينقص منه حقا . وقيل : الهاء في قوله ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ، بمعنى : وإنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه " انتهى باختصار . " جامع البيان " (17/68) والمعنى الأول هو الصحيح المناسب للسياق ، فقد جاء في الآيات التي قبل هذه الآية قوله تعالى : ( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ) الحجر/6-8 . فالذكر المقصود بالآيات هو الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك هو القرآن الكريم . ولذلك قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " المعنى الأول أَوْلى ، وهو ظاهر السياق " انتهى . " تفسير القرآن العظيم " (4/527) 2- يقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت/41- 42. يقول الإمام الطبري رحمه الله : " قوله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ) يقول تعالى ذكره : وإن هذا الذكر لكتاب عزيز بإعزاز الله إياه، وحفظه من كل من أراد له تبديلا أو تحريفا أو تغييرا ، من إنسي وجني وشيطان مارد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل : ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) معناه : لا يستطيع ذو باطل تغييره بكيده ، وتبديل شيء من معانيه عما هو به ، وذلك هو الإتيان من بين يديه ، ولا إلحاق ما ليس منه فيه ، وذلك إتيانه من خلفه . عن قتادة : الباطل : إبليس ، لا يستطيع أن ينقص منه حقا ، ولا يزيد فيه باطلا " انتهى باختصار وتصرف. " جامع البيان " (21/479) 3- ويقول الله عز وجل : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) الكهف/ 27. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله : " يقول تعالى آمرًا رسوله عليه الصلاة والسلام بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى الناس: ( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) أي : لا مغير لها ، ولا محرِّف ، ولا مؤوّل " انتهى . " تفسير القرآن العظيم " (5/151) ويقول العلامة السعدي رحمه الله : " أي : اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفهمها ، وتصديق أخباره ، وامتثال أوامره ونواهيه ، فإنه الكتاب الجليل ، الذي لا مبدل لكلماته ، أي : لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها ، وبلوغها من الحسن فوق كل غاية ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) فلتمامها استحال عليها التغيير والتبديل ، فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه ، وفي هذا تعظيم للقرآن ، وفي ضمنه الترغيب على الإقبال عليه " انتهى . " تيسير الكريم الرحمن " (ص/479) 4- ويقول سبحانه وتعالى : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ) العنكبوت/48-49 . دلت الآية الثانية على أن القرآن الكريم محفوظ في صدور العلماء ، وهو خبر من الله عز وجل ، وخبر الله لا يمكن أن يتخلف في زمان ولا في مكان . 5- ويقول جل وعلا : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) الحاقة/ 44 _ 47 . وإذا كان هذا الوعيد في حق سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف هو حال من يسعى في تحريف كتاب الله والتقول على الله فيه ما لم يقله ، وبهذا القياس يمكن الاستدلال بهذه الآية على أنه لا يستطيع بشر أن يزيد أو ينقص من كتاب الله شيئا ، فالعقوبة العاجلة له بالمرصاد . عن نافع ، قال : خطب الحجاج ، فقال : إن ابن الزبير يبدل كلام الله تعالى . قال : فقال ابن عمر رضي الله عنهما : كذب الحجاج ؛ إن ابن الزبير لا يبدل كلام الله تعالى ولا يستطيع ذلك . رواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/596) بسند صحيح . 6- وقد وصف الله عز وجل هذا القرآن بعلو جانبه ، ورفعة منزلته ، وعظيم مكانته ، وهذه الأوصاف كلها أوصاف حق وصدق ، يمكن الاستدلال بها على حفظ القرآن من التغيير والتبديل ، لأن تحقق هذه الأوصاف لا يكتمل إلا بحفظ القرآن وبقائه . يقول الله عز وجل : ( حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الزخرف/1-3. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله : " قوله تعالى : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) بين شرفه في الملأ الأعلى ، ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض ، فقال تعالى : ( وإنه ) أي : القرآن ( فِي أُمِّ الْكِتَابِ ) أي : اللوح المحفوظ ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، ( لدينا ) أي : عندنا ، قاله قتادة وغيره ، ( لعلي ) أي : ذو مكانة عظيمة وشرف وفضل ، قاله قتادة ( حكيم ) أي : محكم بريء من اللبس والزيغ . وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله ، كما قال تعالى : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77-80. وقال تعالى : ( كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ ) عبس/11-16" انتهى . " تفسير القرآن العظيم " (7/218) 8- وقوله عز وجل : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) البقرة/2. ينفي عن القرآن الكريم كل ريب وشك ، والتغييروالتحريف من أعظم الريب المنفي الذي يستحق النفي . 9- عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ : ( أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا : .... إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ... ) رواه مسلم (رقم/2865) يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله : " فلو غسلت المصاحف لما انغسل من الصدور ، ولما ذهب من الوجود ، ويشهد لذلك قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9" انتهى . " المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم " (7/163) ويقول الإمام النووي رحمه الله : " قوله تعالى : ( لا يغسله الماء ) معناه : محفوظ في الصدور ، لا يتطرق إليه الذهاب ، بل يبقى على مر الأزمان " انتهى . " شرح مسلم " (17/198) وننبه هنا إلى أن هذه الأدلة إنما هي أدلة من القرآن الكريم على تكفل الله بحفظه . إن معظم هذه الأدلة إنما تصدق في القرآن الكريم إذا استحضرنا أنه كتاب منزل إلى الناس كافة ، وأنه يحوي تشريعا صالحا لكل زمان ومكان ، بخلاف الكتب التي أنزلت على الأنبياء من قبل . والله أعلم . منقول 5 / 9 / 2010 |
أختي الكريمة رقية , دائما ً تغمرينا بكرم أخلاقك كتب الله لك الشفاء من كل داء , ورزقك من حيث لا تحتسبين , وأدام عليك فضله وأغناك عمن سواه وهداك لما فيه رضاه , وستر عليك بستره الجميل . آمين |
أخي الكريم حميد , شيخ الشباب , ما شاء الله عليك ربي يعطيك العافية والعلم النافع وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته وتلاوة كتابه آناء الليل وأطراف النهار |
( لو تدبر إنسان القرآن كان فيه ما يرد على كل مبتدع وبدعته ) الإمام أحمد |
اختبر حفظك ! إن حفظ القرآن أو بعضه مهم ؛ لكنه لا يمثل بمفرده حقيقة ما نحن فيه , بل هو أحد خطوات السير فيه ! إن الحفظ المطلوب هو حفظ الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يتلقون القرآن خمس آيات أو عشرا ً , فيدخلون في مكابدة حقائقها الإيمانية , فلا ينتقلون إلى غيرها إلا بعد نجاحهم في ابتلاءاتها ! ومن ثم يصير حفظ القرآن بهذا المسلك مشروع حياة ! وليس مجرد هدف لسنة أو سنتين أو لبضع سنوات . |
عرض للعلامة الشنقيطي إشكال في فهم آية , فقال - رحمه الله - : ( وقد مكثت زمنا ً طويلا ً أفكر في حل هذا الإشكال حتى هداني الله إليه ذات يوم ففهمته من القرآن العظيم ) . |
( إنما آيات القرآن خزائن , فإذا دخلت خزانة فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها ) سفيان بن عيينة |
( ربما تعحبون من اعتراف رجل أوربي مثلي بهذه الطريقة : فقد درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية , والأنظمة المحكمة , والبلاغة الرائعة التي لم أجد مثلها قط في حياتي , جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات , هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد - صلى الله عليه وسلم - عن ربه . ) المستشرق الألماني : د . شومبس |
مقياس آخر للحب :
قال ابن مسعود رضي الله عنه : لا يسأل عبد عن نفسه إلا القرآن , فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله . تفسير ابن كثير . |
لو أن المسلمين استقاموا على تدبر القرآن والاهتداء به في كل زمان لما فسدت أخلاقهم وآدابهم , ولما زال ملكهم وسلطانهم , ولما صاروا عالة على معايشهم وأسبابها على سواهم . محمد رشيد رضا , تفسير المنار . |
سورة البقرة قوله تعالى في وصف المنافقين : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا.. ) المريض يجد طعم الطعام على خلاف ماهو عليه , فيرى الحامض حلوا ً , والحلو مرَّا ً , وكذلك هؤلاء المنافقون يرون الحق َّ باطلا ً , والباطل حقا ً . ( ابن هبيرة - ذيل طبقات الحنابلة ) |
الساعة الآن 01:22 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.