![]() |
دراسات !
السجود وآثاره النفسية (دراسة قرآنية):
http://taseel.com/display/pub/defaul...3560&ct=3&ax=3 د. محمد عبد اللطيف رجب عبد العاطي أستاذ مشارك بكلية الشريعة والقانون – جامعة الإمارات نشر مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والإنسانية المجلد 3 العدد2 ــــــــــــــــــــــــــ تسببت جملة سمعها الباحث الكريم من مفكر أمريكي في استثارته لكتابة هذا البحث غيرة على دينه, وتقول الجملة التي صدرت من مفكر غير مسلم يعمل في مجال حقوق الإنسان أن سجود المسلمين في صلواتهم قد ساهم في سيطرة روح الخنوع والهوان والمذلة وخور العزيمة والانهيار في مواجهة الشدائد على المجتمعات الإسلامية، فقرر دراسة آيات السجود في القرآن الكريم وتتبع آثاره النفسية التي تدحض كلام هذا الرجل, وشجعه وقوى عزيمته خلو المكتبة الإسلامية من مثل بحثه هذا بصورة مستقلة أو محددة. ففي المقدمة المعهودة بين فيها سبب اختياره للموضوع وخطته فيه وقسم بحثه بعد المقدمة إلى مبحثين: المبحث الأول: تناول فيه تعريف السجود اللغوي والاصطلاحي وكون السجود على سبعة أعضاء ويتطلب الاطمئنان كما أمر نبينا صلى الله عليه وسلم المسيئ صلاته: "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا" ويتطلب السجود الجسماني سجودا بالقلب بالخضوع التام لله. ثم تحدث عن مكانة السجود فهو دليل اختصاص الله بالعبودية فقال سبحانه "فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا" وقال "وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً" وربطه سبحانه بالاقتراب منه فقال "كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ". وبين سبحانه أن السجود لا يختص بالبشر فقط بل بجميع المخلوقات تسجد لربها طائعة مختارة أو راغمة مجبرة فقال "وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ" وفصل الساجدين لله وبين أنه لا يشذ عنها إلا قسم من البشر فقال سبحانه "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ". ثم التفت الباحث إلى نوعي السجود وهما سجود الطوع للمختارين وسجود الكره لباقي المخلوقات لحديث النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: "أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "إن هذه تجرى حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال له : ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعه ، ثم تجرى حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال له ارتفعي، ارجعي من حيث جئت .." أما سجود الطوع وهو ما يسجده العبد المختار لله سبحانه سجود عبادة وسجود تلاوة وسجود توبة وشكر وسجود تحية وتكريم وسجود إذعان وتعظيم, ثم فصل بالآيات هذه الأنواع جميعا. المبحث الثاني: الآثار النفسية للسجود وهذا المبحث هو صلب البحث وهو الرد الذي قام به الباحث على الادعاء الذي ادعي على السجود عند المسلمين. فبدأه بان كل الناس بما فيهم المؤمنون في معاناة وكبد ومشقة ويجد من الشدائد في هذه الحياة الدنيا الكثير, ومنها الشعور بالوحدة والإحساس بالدونية في مواجهة استعلاء الباطل وأهله، وممارستهم لكافة صنوف الاضطهاد والتعذيب ضد المؤمنين فتضيق صدورهم ويستثقلون التبعة الملقاة على عاتقهم فيقع التقصير في القيام بأعبائها وفي الجانب المقابل ربما يصيب الغرور والكبر من يقوى منهم على هذا القيام ويحقق الله تعالى له النصر على الباطل وأهله وهما جانبا البلاء على المؤمن. ولهذا يأتي السجود ليحقق للمسلم تلك الغايات النفسية التي تضبط حركته وتعيده إلى ربه سبحانه: أولا: نفى الشعور بالوحدة. ثانيا: علاج الإحساس بالدونية وبضغط المعصية. ثالثا: دفع نزعة الغرور والكبر. رابعا: إزالة ضيق الصدر. خامسا: تقوية العزيمة للقيام بالأعباء الجسيمة. سادسا: ترسيخ الاستهانة بالشدة والبلاء. واستدل الباحث الكريم على كل جانب من هذه الجوانب باستدلالات قرآنية واستشهد بكلمات أصحاب التفاسير في عرض مبسط وجميل وشجي تكاد تشعر بان كلمات القران تنطق معلنة أن المؤمن في سجوده يحقق كل هذه الغايات, وأنه لولا نعمة الله علينا بالسجود لماتت أفئدتنا حسرة وألما مما يصيبها. وكان مما ذكره الباحث من اللطائف الحسية التي لا تغني أبدا عن الإشعاعات الروحية للسجود أنه ذكر أن أحد المتخصصين في العلوم البيولوجية تيقن أن الإنسان يعيش وسط مجالات كهرومغناطيسية يتعرض بسببها لجرعات زائد ة من الإشعاع تسبب تشويشًا في لغة الخلايا، فيصاب بما يعرف بأمراض العصر المتمثلة في الأمراض النفسية، وقال أن السجود لله يساعد في تفريغ هذه الشحنات الزائدة عن طريق وصل الجبهة بالأرض، حيث تنتقل الشحنات الموجبة من جسم الإنسان إلى الأرض السالبة الشحنة، وتسهل عملية تفريغ هذه الشحنات عند السجود علي أعضاء السجود السبعة، وأفضل الأوضاع لإتمام ذلك هو الاتجاه نحو البيت الحرام؛ لأن مكة هي مركز اليابسة في العالم، الأمر. الذي يخلص الإنسان من همومه ليشعر بعدها بالراحة النفسية. ثم جعل في الخاتمة أهم نتائج البحث وتوصياته التي لخص يها ما جاء في بحثه فقال في النتائج: - للسجود مكانة جليلة وفضل عظيم في الإسلام فهو غاية التواضع والعبودية لله بوضع أعز أعضاء الإنسان في التراب. - السجود في القرآن الكريم ضربان : سجود الكره وسجود الطوع - الإنسان يقاسى في هذه الدنيا فنون الشدائد من وقت نفخ الروح إلى نزعه وذكر بعض التوصيات ومنها: - على المسئولين وصناع القرار في المجتمع الإسلامي أن يهتموا بتهيئة أماكن للصلاة في كل المؤسسات كي يحصل الناس فيها ثمرات الصلاة والسجود لله تعالى. - ينبغي للأطباء النفسانيين المسلمين أن ينتبهوا إلي حث مرضاهم على الصلاة وكثرة السجود لله بمختلف أصنافه وسيجدون النتائج التي تثلج صدورهم وتوفر أوقاتهم وتحفظ على المرضى أموالهم وتجنبهم الآثار المترتبة على كثرة تناول العقاقير الطبية. جزى الله الباحث الكريم على غيرته على دينه وعلى اللفتة الكريمة التي التفتها في القرآن الكريم وعلى طريقته في التفاعل مع الكلمة المسيئة التي سمعها فكتب ردا عليها بصورة بحثية علمية وواقعية وعملية. لتحميل الدراسة انقر هنا: http://taseel.com/UploadedData/upload/Image/pdf.jpg |
التوسل المشروع والممنوع:
http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=3486&mot=1 عبد العزيز بن عبد الله الجهني وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ــــــــــــــــــــــــــــــــ رغم كونه كتيبا صغير الحجم, إلا أنه عظيم الفائدة والمنفعة في عصرنا هذا, الذي كثرت فيه البدع والأمور المستحدثة, التي ليس لها سند من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, بل هي من عادات وأعمال الجاهلية الأولى, التي جاء الإسلام للتخلص منها ومن آثارها. في النقطة الأولى بين الباحث ما كان عليه العرب من شرك وجاهلية في هذا الجانب, فالمستقرئ لسيرته صلى الله عليه وسلم يعلم أنه بعث في قوم كانوا يغالون في حب الصالحين من الموتى غلوا أخرجهم من دين أبيهم إبراهيم (عليه السلام), الذي دعاهم لعبادة الله وحده, ونبذ المغالاة في التوسل بالموتى الذي أوصلهم إلى الشرك بالله تعالى. فاللات مثلا –الذي كان يدعى من دون الله في الطائف– ما هو إلا رجل كان يخدم الحجيج, فلما مات أقام الناس على قبره ضريحا, ثم ما لبثوا أن توسلوا به وطافوا بقبره وسألوه قضاء الحاجات, ليتحول التوسل إلى شرك بالله –والعياذ بالله-. لقد كان كفار قريش يظنون أن الله يستجيب لهؤلاء الموتى فيقضي حاجات المستغيثين بهم, وكأن الله تعالى كالبشر يحتاج لوزير أو مساعد!! لقد ذكر القرآن الكريم أن الموتى لا يسمون دعاء من دعاهم, ولو قدر فرضا أنهم سمعوا لا يستجيبون لهم, بل يوم القيامة يكفرون بفعلهم هذا. وفي نقطة الشفاعة بين الباحث أنها نوعان: الأولى مثبتة وهي خالصة وخاصة بالأنبياء والصديقيين والأولياء والصالحين ولا تطلب إلا من الله تعالى, بينما الثانية منفية وهي التي تطلب من غير الله تعالى, كمن يطلبها ممن لا يملكها كالموتى أو الغائبين أو الجن. وفي النقطة الثالثة ربط الباحث بين حال العرب في الجاهلية وبين من يتوسل اليوم بالموتى من المسلمين, متسائلا: ما الفرق بينهما؟؟ مبينا أنه لا فرق بينهما في الحقيقة والواقع من عدة وجوه. وفي النقطة الرابعة بين الباحث كيف طبق الصحابة الكرام التوسل المشروع عمليا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم, كطلب عمر رضي الله عنه من العباس أن يستسقي لهم من الله تعالى, فجعل العباس يدعو الله تعالى والصحابة يؤمنون, ومن المعلوم أن طلب الدعاء من الحي جائز. كما بين الباحث أن شد الرحال إلى قبر نبي أو ولي لا يجوز, لأنه وسيلة تفضي للشرك وللوسائل أحكام الغايات, وذكر الحديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) البخاري ومسلم عن أبي هريرة. وعن التوسل المشروع ذكر الباحث التوسل بذات الله تعالى كقولك (يا الله) أو بأحد أسمائه الحسنى كقولك: (يا رحمان) أو صفاته كقولك: ( اللهم برحمتك أستغيث) أو بدعاء الرجل الصالح الحي الموجود, أو بالعمل الصالح كقصة أصحاب الغار. أما سؤالك الله بجاه النبي أو الولي فهو بدعة مفضية إلى الشرك, وهي محرمة وإن كانت لا تصل إلى حد الشرك. وفي نقطة (لا نقتدي إلا برسول الله) ذكر الباحث أنه صلى الله عليه وسلم لم يدع غير الله في كل حياته, كما أنه كان إذا ألمت به ملمة أو نزلت به نازلة قال لبلال: (يا بلال أرحنا بها) أي بالصلاة. كما بين الباحث أن دعاء غير الله تعالى يحبط الأعمال الصالحة, قال تعالى {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك} الزمر/65, كما بين الباحث بعض وسائل الشرك كالصلاة في المساجد التي فيها قبور, كما نبه لبعض الشبهات التي قد يثيرها المبطلون, كقولهم: لم لا نستعين بالأولياء والله تعالى يقول: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} يونس/62, والجواب عن هذه الشبهة بإكمال الآية بعدها {الذين آمنوا وكانوا يتقون}, والتقي لا يتوسل بغير الله تعالى. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجزي الباحث خير الجزاءعلى هذه المعلومات القيمة, وأن يبعد المسلمين عن كل أنواع البدع والمخالفات العقائدية, والتي قد يوصل بعضها إلى الشرك كما هو الأمر في التوسل بغير الله تعالى. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. لتحميل الدراسة انقر هنا: http://taseel.com/UploadedData/upload/Image/pdf.jpg |
آراء الصوفية في أركان الإيمان:
http://taseel.com/display/pub/defaul...?id=8436&mot=1 سعـد بن ناصر الشثـري ــــــــــــــــــــــ اعتمدت الصوفية كطائفة في نظر البعض وكفرقة كما يجدر تصنيفها على فكرة الناس عنها أنها قائمة على الزهد والتوكل وأعمال القلوب في ضوء الكتاب والسنة, وهكذا كان شان أوائلهم ممن كانوا على الكتاب والسنة قبل أن ينحرف أواخرهم بانغماسهم في عقائد مخالفة للإسلام وأخذهم عنهم، والمساهمة في تعكير صفو العقيدة الإسلامية بعقائد باطلة تخرج معتقدها عن ملة الإسلام. ولهذا من الأهمية بمكان أن يدرس الباحثون العقائد الصوفية بتتبع آرائهم وأقوالهم في أركان الإيمان الستة التي لا يفترض أن يختلف عليها أو فيها احد من المسلمين. واهتم الباحث بتتبع أقوال الصوفية من حيث كتبهم المعتمدة في أركان الإيمان وقسم بحثه إلى أقسام أو مباحث ستة بنفس أركان الإيمان. وأركان الإيمان السنة في معتقد المسلمين أهل السنة والجماعة موضحة وثابتة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين المسمى بحديث جبريل لما جاء يسأله عن الإيمان، فقال ــ عليه الصلاة والسلام ــ: (أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه). المبحث الأول: آراء الصوفية وأقوالهم في الركن الأول " الإيمان بالله " يقسم أهل السنة الإيمان بالله إلى ثلاثة أقسام: 1- الإيمان بأفعال الله: وهو توحيد الربوبية. 2- الإيمان بما يجب على العبد من حق الله تعالى من إفراده بالعبادة: وهو توحيد الألوهية. 3- الإيمان بأسماء الله وصفاته كما يليق بجلاله، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" غير أن الصوفية خالفوا هذا التوحيد الصحيح وجاءوا بتصورات جديدة من عند أنفسهم للتوحيد؛ ففي الرسالة القشيرية يقول الشبلي وهو المنعوت بتاج الصوفية: (من أجابك عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، ومن أشار إليك فهو ثنوي، ومن أومأ إليك فهو عابد وثن، ومن نطق به فهو غافل، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن توهم أنه واصل فليس بحاصل) وينكر شيخ الإسلام على أصحاب هذا القول نكيرا شديدا فيقول: (قول المتصوّفة: أنه لا تصح العبارة عن التوحيد؛ كفر بإجماع المسلمين، فإن الله قد عبّر عن توحيده، ورسوله عبّر عن توحيده، والقرآن مملوء من ذكر التوحيد، بل إنما أرسل الله الرسل وأنزل الكتب بالتوحيد). ويعتقد المتصوفة أن لبعض العباد – وهم أولياؤهم - تصرفا في تسيير الكون فيما يختص الله به من الأفعال – حاش لله -، وجعلوا أوليائهم أنداداً لله يساوونه في الخلق والإيجاد والرزق فينفعون ويضرّون وزعموا بأن بأيديهم الأرزاق والأولاد وغير ذلك. فمن خرافاتهم ما يقوله يوسف النبهاني في كتابه جامع كرامات الأولياء: (ومنهم الشيخ عبد الله أحد أصحاب سيدي عمر النبيتي، كتب لي بأنه رآني بحضرة رسول الله، وهو يقول للإمام علي بن أبي طالب؛ ألبس عبد الوهاب الشعراني طاقيتي هذه وقل له يتصرّف في الكون فما دونه مانع). ولهذا فالتوحيد الحقيقي الذي يجب أن يصل إليه الصوفي ليس إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له بل يعتبرون هذا التوحيد خاصا بالعوام فقط، أما الخاصة وخاصة الخاصة فتوحيدهم هو القول بوحدة الوجود وهو ليس قمة التوحيد بل قمة الإلحاد. المبحث الثاني: آراء الصوفية وأقوالهم الركن الثاني "الإيمان بالملائكة " يعتقد الصوفيون بأن الملائكة صوفية مثلهم وأنهم يتراقصون حول العرش, فيقول الصيادي عن الملائكة: (وهم قيام متواجدون والهون، يتنقلون بين العرش إلى الكرسي، ومن الكرسي إلى العرش، حالهم شبيه بحال السكارى لما بهم من شدة التوله) ويتجرئون على وضع أحاديث تؤيد زعمهم الخبيث الضال فيقولون: "أن آدم بكى لما أهبط إلى الأرض، فأوحى الله إليه: يا آدم مم بكاؤك ومم جزعك؟ قال: يارب لست أبكي شوقاً إلى جنتك ولا خوفاً من نارك، وإنما بكائي شوقاً إلى الملائكة الصوفية المتواجدون حول العرش سبعين ألفاً، جرد مرد، يرقصون ويتواجدون حول العرش", كما يعتقدون أن الملائكة تتنزل عليهم ويعتقدون في أوليائهم أنهم أعلى مقاما عند الله من الملائكة, وأن مهمة الملائكة الأولى هي خدمة الطريقة وخدمة أهل الطريقة. المبحث الثالث: آراء الصوفية وأقوالهم في الركن الثالث "الإيمان بالكتب" يعتقد الصوفية في القرآن أن له ظاهرا يسمى علم الشريعة وأن له باطنا يسمى علم الحقيقة وهو العلم الفاضل الذي لا يعلمه إلا خاصة الأولياء فيؤولون القرآن على غير ظاهره، ويفسرونه تفسيرا إشاريا بما يخالف مقتضى دلالته العربية. ولا يفهمون معاني القرآن من تفسير القرآن بالقرآن ثم تفسيره بالسنة الصحيحة ثم بأقوال الصحابة والتابعين كما يفهمه أهل السنة المسمون عندهم بأهل الظاهر, بل يفسرونه على هواهم بما يسمى بالذوق والكشف. ويعتقدون في أنفسهم أنهم يكتبون كتبهم بوحي إلهي كما قال ابن عربي عن فتوحاته المكية: (فوالله ما كتبت فيه حرفاً إلا عن إملاء إلهي وإلقاء رباني، أو نفث روحاني في روع كياني) المبحث الرابع: آراء الصوفية وأقوالهم في الركن الرابع "الإيمان بالرسل" فرق أهل السنة بين مصطلحي النبي والرسول بفروقات عدة كان اشهرها وأفضلها ما قاله شيخ الإسلام فقال: (والنبي هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأه الله به، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه؛ فهو رسول، وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله، ولم يُرْسَل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة إلى مخالف؛ فهو نبي، وليس برسول". ونؤمن بأنهم جميعا عليهم الصلاة والسلام بشر خلقوا من آدم ككل البشر لكنهم يوحي إليهم كما وصفهم بهذا ربنا سبحانه . لكن الصوفية يقولون في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قولا مغاليا بشدة, فسموه بالحقيقة المحمدية وانه خلق من نور وانه اصل هذا العالم وسر وجوده, فيقول عبد العزيز الدباغ: (اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسماوات وأرضين وجنان وحجب وما فوقها وما تحتها إذا جمعت كلها وجدت بعضها من نور محمد، وأن مجموع نوره لو وضع على العرش لذاب، ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش لتهافتت، ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك النور عليها لتهافتت وتساقطت). أما التيجاني فيقول: (لما خلق النور المحمدي جمع في هذا النور المحمدي جميع أرواح الأنبياء والأولياء جمعاً أحدياً قبل التفصيل في الوجود العيني، وذلك في مرتبة العقل الأولي), وبالغوا كثيرا واشتطوا فقالوا كما صور البوصيري في بردته أن علم اللوح المحفوظ وعلم القلم جزء من علم الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الدنيا والآخرة من جوده. المبحث الخامس: آراء الصوفية وأقوالهم في الركن الخامس " الإيمان باليوم الآخر" يسمى الصوفية تعبدهم لله تعبدا بالحب دون طلب الجنة ولا الخوف من النار ويسمون من يعبد الله راغبا في جنته أو خائفا من ناره بالتاجر أو من يعبده بالعوض, فيرفعون أنفسهم فوق مقام الصحابة والأنبياء والملائكة إذ كان طلب النبي وصحابته أن يرزقهم الله الجنة وان يعيذهم من النار وعلم النبي صحابته ذلك وامرهم بالإكثار من الدعاء لله بذلك, واخبر النبي صحابته أن الملائكة تخشي ان تقذف في النار, فجعل الصوفية أنفسهم فوق كل هذه المنازل. المبحث السادس: آراء الصوفية وأقوالهم في الركن السادس الإيمان بالقضاء والقدر وقع المتصوفة في عقيدة القضاء والقدر في انحراف خطير حيث احتج كثير منهم بالقضاء والقدر، فجوزوا فعل كل شيء مقدور عليه وعبادة كل شيء وذلك لاعتقادهم بأن كل شيء،قدره الله وقضاه فقد أحبه، وكل ما يقع في هذا الكون بقضاء الله وقدره،ومادام كذلك فلا يوجد منكر في هذا الكون بل كل شيء يقع في هذا الكون فهو محبوب لله مرضي له. فاحتج ابن عربي بالقدر في تجويز عبادة العجل بناء على معتقد الصوفية بأن كل ما قضاه الله وقدره فهو يحبه ولذا لا يجوز إنكاره. وينقل شيخ الإسلام شيئاً من معتقدهم فيقول: (قال شيخ مشهور منهم كان بالشام: لو قتلت سبعين نبياً ما كنت مخطئاً فإنه ليس في مشهودهم لله محبوب مرضي مراد إلا ما يقع، فما وقع فالله يحبه ويرضاه، وما لم يقع فالله لا يحبه ولا يرضاه، الواقع هو تبع القدر لمشيئة الله وقدرته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فهم من غلب كانوا معه، لأن من غلب كان القدر معه) جزى الله الباحث خير الجزاء على هذا العمل الكريم والذي بذل فيه جهدا في جمع مادته من مصادرهم وكتبهم وهو ما تحتاجه الأمة الإسلامية بشدة لبيان معتقد هؤلاء القوم في يسر وبساطة, وقد أحسن الباحث إذ اختصر هذا البحث جدا فجعله مبسطا قد الإمكان وهذا مما يحسن لدفعه لعوام الصوفية لمطالعته ومقارنته بما في أيديهم, لكن الأمر يحتاج إلى كتابة أوسع لخدمة الباحثين ولايجاد مادة غزيرة تعين كل من ابتلى بمناقشة أو بمناظرة صوفية, فجزاه الله كل خير. لتحميل هذه الدراسة انقر هنا: http://taseel.com/UploadedData/upload/Image/pdf.jpg http://taseel.com/UploadedData/upload/Image/pdf.jpg |
مسائل الاعتقاد بين أخبار التواتر والآحاد:
http://taseel.com/display/pub/defaul...?id=7343&mot=1 م . د . مشعان محي علون أ . م . د . أسماء عبد القادر عبد الله ـــــــــــــــــــــ بعد بيان أهمية العقيدة الإسلامية ومكانتها بين العلوم الشرعية, وعرض طريقة السلف في بحث هذه المسائل بالاعتماد على النقل أولا ممثلا بالكتاب والسنة, ومن ثم العقل إن لزم الأمر, نوه الباحثان إلى ظهور جماعة تدعي أنها من المسلمين, وتسمي نفسها "القرآنيون" تدعو إلى الاعتماد على آيات القرآن الكريم في الاستدلال وهجر السنة النبوية, بحجة أن القرآن يكفي لجميع المسائل الدينية. وقد أراد الباحثان بهذه الدراسة القيام بدور في الرد على هذه الجماعة, من خلال بحث حول مسائل الاعتقاد بين أخبار التواتر والآحاد, مقسمين الدراسة إلى ثلاثة مباحث رئيسية: الخبر الآحاد والمتواتر, وحجية خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد, وأمثلة للأحاديث الواردة في مسائل الاعتقاد في الإلهيات والنبوات والسمعيات. في المبحث الأول تناول الباحثان تعريف خبر الآحاد والمتواتر لغة واصطلاحا, أما خبر الآحاد فهو الذي لم تبلغ نقلته في الكثرة مبلغ المتواتر, سواء كان المخبر واحدا أو اثنين أو أكثر من الأعداد التي لا تشعر بدخول الخبر حيز التواتر, وقد قسموه إلى مشهور وعزيز وغريب أو فرد. أما الخبر المتواتر فهو الذي ينقله جمع عن جمع عن جمع يتعذر تواطؤهم على الكذب والخطأ والنسيان, وهو يفيد العلم الضروري. بعد ذلك تناول الباحثان تعريف خبر الآحاد والمتواتر عند الأصوليين والمتكلمين, مشيرين إلى أن معنى خبر الآحاد عند الأصوليين والمتكلمين لا يختلف عن مفهومه لدى غيرهم من علماء المسلمين, وهو عندهم يفيد العلم النظري. أما المتواتر فهو الثابت على ألسنة قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب, وهو ما تتوفر فيه شروط في المخبرين كالعلم بما أخبروا به والكثرة التي تحيل التواطؤ على الكذب, وشروط في السامعين كأن يكون من أهل العلم وأن يكون منفكا عن اعتقاد ما يخالف الخبر لشبهة دليل أو تقليد إمام. وحول مسألة اشتراط عدد معين في الخبر المتواتر, ذكر الباحثان بعض الأقوال, كأن يكونوا أربعة أو خمسة أو عشرة أو اثنا عشر أو عشرون أو أربعون أو سبعون أو ثلاثمئة وبضعة عشر, إلا أن إمام الحرمين ضعف الأقوال السابقة وأنه لا ضابط لها, والجمهور على أنه ليس للعدد حصر, وإنما الضابط حصول العلم بصدق مضمونه. في المبحث الثاني تناول الباحثان حجية خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد, وقبل الخوض في هذه المسألة تناولا تقسيم خبر الآحاد عند المتكلمين إلى متواتر ومشهور وآحاد, متناولين تعريف الحديث المشهور لغة واصطلاحا, وأنه ما رواه اثنان فأكثر ولم يبلغ حد التواتر عند جمهور المحدثين, جاعلين من درجة المشهور فوق درجة الآحاد. وبعد تناول الحديث العزيز والغريب وبيان حكمهما, تناول الباحثان حجية خبر الآحاد بكلام لابن القيم رحمه الله يقول فيه: "تقسيم الدين إلى ما يثبت بخبر الواحد وما لا يثبت به تقسيم غير مطرد, ولا منعكس, ولا عليه دليل صحيح". بعد ذلك استعرض الباحثان الأدلة التي تثبت عمل الصحابة الكرام بخبر الواحد, كما استعرضا استدلال الشافعي وداود بن حزم الظاهري وغيرهما, ليصلا إلى قول ابن القيم بأن خبر الواحد يفيد العلم قطعا, مقيدا ذلك بمواضع أهمها: 1- ما قام الدليل القطعي على صدقه وهو خبر الله تعالى وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. 2- خبر الواحد بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم, كخبر تميم الداري لما أخبره بقصة الدجال. وقد استشهد ابن القيم على ثبوت العلم بخبر الواحد بفعل الصحابة الكرام, حيث لم يكذبوا صحابيا نقل لهم حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يقولوا لأحدهم يوما: إنما خبرك خبر آحاد, ومن هذه الأخبار أحاديث عن الصفات ورؤية الله تعالى ونداءه يوم القيامة وغير ذلك من أمور الاعتقاد ...فهل نقول بأن الصحابة كانوا يبنون اعتقادهم على مجرد الظن بدون علم؟!! وبعد استعرض الباحثان لآراء أئمة علم الكلام والفقه والحديث وأصول الفقه حول حجية خبر الواحد في مسائل الاعتقاد, رجحا إفادة خبر الواحد للعلم والعمل معا إذا اجتمعت فيه شروطه المعتبرة عند أهل الحديث, خاصة وأن أكثر السنة المروية هي من قبيل الآحاد, وهي – السنة – مستمسك العقيدة وجامعة الأحكام وحاوية الأخلاق, ومعلوم أن تقسيم الحديث إلى مشهور وعزيز وغريب ليس له اعتبار في الحكم على الحديث بالصحة أو الضعف, ما دامت شروط صحة الحديث متوفرة, فالتواتر ليس شرطا للعمل بالرواية, وإنما الصحة هي الشرط, ولذلك فهو يوجب العمل. كما ناقش الباحثان رد بعض العلماء بالأخذ بخبر الواحد في مسائل الاعتقاد, باعتباره يفيد الظن, ومسائل العقيدة يجب أن تكون أدلتها يقينية حسب قولهم, معتبرين أن في المسألة خلط ولبس للمصطلحات الواردة, فالظن الذي يفيده خبر الآحاد, ليس هو التوهم أو الشك, بل هو الراجح وليس المرجوح, كما أن الظن كلمة تستعمل في هذا وفي غيره, كاليقين وترجيح أحد الاحتمالين على الآخر والتهمة, مستشهدين بطائفة من أقوال العلماء على ذلك, ومؤكدين في النهاية ترجيح الأخذ بخبر الواحد المستجمع لشروط الصحة في مسائل الاعتقاد. في المبحث الثالث: استعرض الباحثان أمثلة للأحاديث – الآحاد - الواردة في مسائل الاعتقاد, في كل من الإلهيات والنبوات والسمعيات: 1- في الإلهيات: استعرض الباحثان حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته), وقد اختلف العلماء في الضمير في "صورته", فمنهم من أعاده على الأخ المضروب, أو لآدم عليه السلام وهو ضعيف كما قال النووي, أو يعود الضمير إلى الله تعالى, ويكون المراد إضافة تشريف واختصاص كقوله تعالى {ناقة الله} كما ذكر النووي في شرحه للحديث. 2- النبوات: حديث: (عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه , فقال : ما لكم ؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ , ولا نشرب إلا من بين يديك , فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا) وقد علق الباقلاني على أن الحديث وإن كان آحاد ولم يبلغ حد التواتر, إلا أنه لم ينكر أحد هذه الأخبار, وهذه دلالة ظاهرة وحجة قاهرة على صحة نقل هذه الأعلام وصدق رواتها وإن قصروا عن حد أهل التواتر, والذي عليه جمهور المتكلمين إثبات هذه المعجزة وعدم إنكارها. 3- السمعيات: استشهد الباحثان بحديث عذاب القبر ونعيمه الوارد في مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري, وبحديث البخاري بسنده عن البراء بن عازب في نفس الموضوع, وبأنه لا سبيل لإنكار ما ورد في مجموع هذه الروايات, فإنها وإن كانت أخبار آحاد, إلا أن المعنى تواتر فيها جميعا, وهي مما لا يمكن للعقل أن يحكم عليه أو أن يتدخل فيه. وبذكر أهم نتائج الموضوع ختم الباحثان دراستهما, فجزاهما الله خيرا على هذا الجهد والبذل, ونفع بهذا البحث عامة المسلمين. آمين. لتحميل هذه الدراسة انقر هنا: http://taseel.com/UploadedData/upload/Image/pdf.jpg |
تحفة الأبرار في أذكار طرفي النهار إعداد : كاملة الكواري تقريظ الشيخ عائض القرني: http://alkuwarih.com/node/40 ______________________________ مقدمة الشيخ عائض القرني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العزيز الغفار الذي شرح بالأذكار، صدور الأبرار ، وجعل الذكر روضة للأخيار ، يتفيوا ظلالها أناء الليل وأطراف النهار ، والصلاة والسلام على أشرف من ذكر وأكرم من شكر ، وأنبل من صبر ما طلعت شمس وبدا قمر ، وعلى آله وصحبه أهل السير والأثر والعبر . وبعد : فقد كاد علماء السنة والجماعة ، أن يجمعو على أن الذكر أفضل طاعة ، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا شبه إجماع وبعض الحفاظ جمع فوائد الذكر فأوصلها لمئة فائدة أو تزيد وقد أفتانا إمام الموقعين عن رب العالمين فقال صالى الله عليه وسلم : ( سبق المفردون ، الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) وراه مسلم . وقد اتحفتنا مرة أخرى طالبة العلم النافع صاحبة التحقيق والتوثيق الأخت كاملة الكواري بهذا البحث في أذكار الصباح والمساء والبحث يقدم نفسه وهو على صغر حجمه جم الفوائد ، فيه فرائد وشوارد ، والقلم الذي كتب هذا هو ذاك القلم الذي دبَج لنا المجلى شرح كتاب القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى الذي لا يتركك إذا قرأته حتى تكون على حسنه وإبداعه من الشاهد ين . وإذا كنت في شك مما أمليته عليك فسأل تلك الصفحات تجد الخبر اليقين . ويكفي أن هذا البحث وذاك يسقى بماء واحد من الدقة العلمية والتأصيل الصحيح والفهم البارع فزاد الله المؤلفة علماً نافعاً وعملاً صالحا لتواصل العطاء والإفادة . كتبه : أبو عبد الله عائض بن عبد الله القرني الرياض 25/ 4/ 1420هـ |
مقدمة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل ذكره عدة للمتقين ، وجنة واقية للمؤمنين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بين للعباد فضائل الأذكار ، وما فيها من المنافع الكبار ، وكان به العمل في جميع الأعصار ، وبعد ،، فقد كتب أئمة المسلمين مؤلفات في الأذكار التي وردت عن الرسول -صلي الله عليه وسلم- وأفردوا لأذكار الصباح والمساء مؤلفات أيضاً لعظم نفعها وضرورة المداومة عليها لحفظ الإنسان من الأعداء والأمراض والهوام إضافة إلى الثواب العظيم . وقد اخترت أذكار الصباح والمساء من كتاب النووي وابن تيمية وابن القيم وابن الجزري وسلكت في كتابتها المنهج الآتي : (1)رتبت الأذكار حسب عددها ، فجعلت أولاً : ما يقال مرة واحدة ، وثانياً : ما يقال ثلاث ، وثالثاً : ما يقال أربع ، ورابعاً : ما يقال : سبع ، وخامساً : ما يقال عشر ، وسادساً : في فضل التهليل والتسبيح ، وسابعاً : في فضل جوامع الأذكار . (2)ابتدأت في كل فقرة بالأحاديث التي في الصحيحين أو أحدهما ، ثم بالأحاديث التي صححها أو حسنها الأئمة ، ثم بالأحاديث التي فيها ضعف أو سكت عنها أبو داود ، مع العزو إليهم في كل ذلك . (3)سقت الأحاديث كاملة مع بيان فضلها ليعلم القارئ ذلك ، وجعلت متون هذه الأحاديث باللون الأحمر لأنها هي المقصودة . (4)ذكرت الروايات المختلفة لبعض الأحاديث ليستفيد القارئ ويعلم سبب الاختلاف الوارد في أذكار الصباح . (5)رجعت إلى أصول كتب السنة ومصادرها في ألفاظ الأحاديث ولم أكتف بما في كتب الأذكار التي أخذت منها . (6)ذكرت الأحاديث التي سكت عنها أبو داود لأنها يصلح أن تكون من قبيل الحسن وخاصة إذا وافقه المنذري كما ذكر في خطبة الترغيب ، ولهذا قال العراقي في ألفيته : قال : ومن مظنة للحسن **** جمع أبي داود ، أي في السنن فإنه قال : ذكرت فيه **** ما صح أو قارب أو يحكيه وما به وهن شديد قلته **** وحيث لا ، فصالح خرجته فما به ولم يصحح وسكت **** عليه عنده له الحسن ثبت وقال النووي في الأذكار ص36: واعلم أن سنن أبي داود من أكبر ما أنقل منه ، وقد روينا عنه أنه قال : ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، وما كان فيه ضعف شديد بينته ، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح ، وبعضها أصح من بعض . هذا كلام أبى داود ، وفيه فائدة حسنة يحتاج إليها صاحب هذا الكتاب وغيره ، وهي أن ما رواه أبو داود في سننه ولم يذكر ضعفه فهو عنده صحيح أو حسن ، وكلاهما يحتج به في الأحكام ، فكيف بالفضائل . فإذا تقرر هذا فمتى رأيت هنا حديثاً من رواية أبى داود وليس فيه تضعيف فاعلم أنه لم يضعفه ، والله أعلم . (7)قد يكون في بعض الأحاديث ضعف ، وهذا لا مانع منه لأنه في باب فضائل الأعمال التي يرجو المؤمن فيها الثواب لسعة فضل الله وعظيم رحمته ، وهو صنيع بعض الأئمة كالنووي وابن تيمية في الكلم الطيب فقد ذكر حديث أبي الدرداء الذي رواه ابن السني وهو ضعيف ، وكذلك ابن القيم كما في الوابل الصيب وزاد المعاد . ويؤيد ذلك ما قاله شيخ الإسلام في الفتاوى ( 18/65) : قول أحمد بن حنبل : إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد ؛ وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ؛ وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال : ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به ؛ فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي ، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملاً من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله ، كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم ؛ ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره ، بل هو أصل الدين المشروع . وإنما مرادهم بذلك : أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه الله بنص أو إجماع ، كتلاوة القرآن ؛ والتسبيح ، والدعاء ؛ والصدقة ؛ والعتق ؛ والإحسان إلى الناس ؛ وكراهة الكذب والخيانة ؛ ونحو ذلك ، فإذا روى حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها : فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روى فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به ، بمعنى : أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب ، كرجل يعلم أن التجارة تربح ، لكن بلغه أنها تربح ربحاً كثيراً ، فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره ، ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالاسرائيليات ؛ والمنامات وكلمات السلف والعلماء ؛ ووقائع العلماء ونحو ذلك ، مما لا يجوز بمجرده اثبات حكم شرعي ؛ لا استحباب ولا غيره ، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب ؛ والترجية والتخويف . فما علم حسنه أو قبحه بأدلة الشرع فإن ذلك ينفع ولا يضر ، وسواء كان في نفس الأمر حقاً أو باطلاً ، فما علم أنه باطل موضوع لم يجز الالتفات إليه ؛ فإن الكذب لا يفيد شيئاً ، وإذا ثبت أنه صحيح أثبتت به الأحكام ، وإذا احتمل الأمرين روى لامكان صدقه ولعدم المضرة في كذبه ، وأحمد إنما قال : إذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ، ومعناه : أنا نروي في ذلك بالأسانيد وإن لم يكن محدثوها من الثقات الذين يحتج بهم وكذلك قول من قال : يعمل بها في فضائل الأعمال ، إنما العمل بها العمل بما فيها من الأعمال الصالحة ، مثل التلاوة والذكر ، والاجتناب لما كره من الأعمال السيئة ا0هـ . وقال النووي في الأذكار ص27 : قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم : يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً ، وأما الأحكام : كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق ، وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون في احتياط في شيء من ذلك ، كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة ، فإن المستحب أن يتنزه عنه ، ولكن لا يجب ا0هـ وبهذا نعلم انه لم يختلف شيخ الإسلام مع النووي في جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل بل في استحبابه كما هو ظاهر . |
أنواع الذكر وقبل أن أشرع في المقصود أود أن أذكر بعض الفوائد وهي : (1) الذكر له معنيان : أحدهما : الذكر الذي هو ضد الغفلة وهو الذكر القلبي الثاني : الذكر الذي هو ضد السكوت وهو الذكر اللساني . فالذكر بالقلب : هو التفكر في عظمة الله وجلاله وآياته ولا مدخل للسان فيه ، أو فيه مدخل غير معتد به بحيث يأتي به همساً بحيث لا يسمع به نفسه بناء على القول المشهور أن الذكر باللسان هو ما أسمع نفسه كما سيأتي . واختلفوا هل يؤجر على ذلك أم لا ؟ والتحقيق هو : أ-لا يحصل له شيء رتب الشارع على القول به حتى يتلفظ به ويسمع نفسه . ب-إذا لم يرتب الشارع على القول به شيئاً فإنه لا يثاب من حيث اللفظ بل يثاب من حيث المعنى واشتغال النفس به . والملائكة تكتب الذكر القلبي بإطلاع الله لهم خلافاً لمن قال انهم لا يكتبون لأنه لا يطلع عليه غير الله تعالى . ويكون الذكر كذلك باللسان : بأن يحركه بحيث يتلفظ به ويسمع نفسه ، ولا يعتبر ذاكراً باللسان إلا بالتلفظ به مع السماع ، فإن لم يسمع نفسه كان ذاكراً بالقلب كما سبق ، وعليه لا يحرم على الجنب تحريك لسانه بالقرآن وهمسه بحيث لا يسمع نفسه لأنها ليست بقراءة ،ولا تصح صلاة من لم يسمع نفسه كذلك على المعتمد ، والسماع المعتد به يكون بسماع الصوت مع الحروف ، اما لو سمع الصوت من غير الحروف فلا اعتبار به . والأفضل أن يجمع بين الذكر القلبي واللساني ثم اللساني وهو الذي رتب الشارع على القول به في أذكار اليوم والليلة وغيرهما ففيه امتثال لأمر الشارع ، ثم الذكر بالقلب . |
الجمع بين الذكر القلبي واللساني والجمع بين الذكر القلبي واللساني يكون : بحضور القلب بحيث يتدبر ما يذكر ويعقل معناه ولهذا استحبوا مد الذاكر قول : لا إله إلا الله لما فيه من التدبر . قال ابن الجزري في الحصن الحصين فإن جهل شيئاً أي مما يتعلق بلغته أو إعرابه تبين معناه ولا يحرص على تحصيل الكثرة بالعجلة ا 0 هـ أي فإنه يؤدي إلى أداء الذكر مع الغفلة وهو خلاف المطلوب لأن القصد من الذكر هو الحضور مع المحبوب وفيه تنبيه على أن قليل الذكر مع الحضور خير من الكثير منه مع الجهل والفتور . (2) يجوز مع الكراهة الذكر للمحدث والجنب والحائض والنفساء في غير قراءة القرآن إلا إذا لم يقصده كآية الركوب ونحوها . (3) ينبغي المحافظة على وظيفة الذكر سواء كان في الليل أو النهار ، أو عقيب الصلاة ، فإن فاته تداركها ولا يهملها لأنه إذا اعتاد الملازمة لم يعرضها للتفويت ، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها . (4) قد ثبت في هذه الأذكار وغيرها كما في التي بعد الصلاة أعداد مخصوصة فهل يزاد عليها أو ينقص ؟ فيه تفصيل: أ-إن كان بنقص فإنه يضر ولا يتحقق الفضل المذكور في الحديث . ب-إن كان بزيادة ، فلأهل العلم فيه ثلاثة أقوال : الأول : ان الزيادة لا تضر ونص عليه الحنابلة في المطالب (1/469) وإليه ذهب العيني في شرح البخاري ( 6/131) و شرح الكلم الطيب ص99 ، وهو ظاهر كلام الحافظ العراقي لأنه أتى بالمقدار الذي رتب الثواب على الإتيان به فحصل له الثواب بذلك ، فإذا زاد عليه من جنسه كيف تكون الزيادة مزيلة لذلك الثواب بعد حصوله . واستدل العيني بما صح في حديث التهليل انه لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه . وقد مشى أكثر الشراح على هذا القول منهم القسطلاني في شرح البخاري (2/572) ، والشرقاوي في شرح مختصر الزبيدي (1/281) ،، والباجي في المنتقى (1/354) ، والزرقاني على المؤطأ (2/29) والكاندهلوي في أوجز المسالك (4/155) وصديق حسن خان في عون الباري (2/267) ، والنووي في شرح مسلم (17/17) ، ونقله السيوطي في الديباج (6/53)، ونص على ذلك أيضاً الأبي والسنوسي في شرح مسلم (7/123،124) الثاني : ان الزيادة تضر ولا يترتب عليه الفضل وهذا اختيار بعض العلماء لم يسمهم الحافظ في الفتح ، ومال إليه السيوطي في التوشيح (2/803) وهو ظاهر اختيار الشوكاني كما في تحفة الذاكرين ص77 للحديث المروي : من استغفر الله للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعاً وعشرين أو خمساً وعشرين مرة أحد العددين كان من الذين يستجاب دعاؤهم ويرزق بهم أهل الأرض . أخرجه الطبراني في الكبير وهو في حديث أبي الدرداء ، قال الهيثمي : فيه عثمان بن عاتكة ، وثقه غير واحد ، وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات ، والتنصيص على هذين العددين لحكمة اختص بعلمها رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فينبغي الاقتصار على أحدهما من دون زيادة ولا نقصان . قال الحافظ : وقد بالغ القرافي في القواعد فقال : من البدع المكروهة الزيادة في المندوبات المحدودة شرعاً ، لأن شأن العظماء إذا حدوا شيئاً أن يوقف عنده ويعد الخارج عنه مسيئاً للأدب ا0هـ . قال في أوجز المسالك : ومثله بعض العلماء بالدواء إذا زيد فيه أوقية مثلا لتخلف الانتفاع ، وقال ابن عابدين: لو زاد على العدد قيل يكره لأنه سوء أدب وأيد بكونه كدواء زيد على قانونه أو مفتاح زيد على أسنانه ، وقيل : لا بل يحصل له الثواب المخصوص مع الزيادة ، بل قيل لا يحل اعتقاده الكراهية لقوله تعالى " ما جاء بالحسنة فله عشر أمثلها " والأوجه إن زاد لاستدراكه على الشارع فهو ممنوع ، انتهى الثالث: التفصيل وفيه رأيان أيضاً : الأول : اختاره الحافظ في الفتح (2/384) وهو ان العبرة بالنية ، فإن نوى عند الانتهاء إليه امتثال الأمر الوارد ثم أتى بالزيادة فهو جائز ، وإن زاد بغير نية بأن يكون الثواب رتب على عشرة مثلاً فرتبه هو على مائة فيتجه المنع ولا يترتب عليه الأثر . الثاني : ان زاد لنحو شك كان معذوراً ، وإن زاد لتعبد فلا ، لأنه مستدرك على الشارع وهو ممتنع ، وهذا اختيار ابن حجر الهيتمي كما حكاه ابن علان في الفتوحات (3/49) ، وكما سبق من كلام ابن عابدين . |
وقت الصباح (5) اختلفوا في أوقات الصباح والمساء : أولاً : وقت الصباح : يبدأ بعد طلوع الفجر ، واختلفوا في نهايته على ثلاثة أقوال : أ-وينتهي بغروب الشمس وهذا قول ابن الجزري كما حكاه الشوكاني في تحفة الذاكرين ص89 . ب-ينتهي بطلوع الشمس وهذا ظاهر كلام شيخ الإسلام في الكلم الطيب كما في شرحه للعيني ص119 وبه صرح ابن القيم في الوابل الصيب ص193 . جـ- فيه تفصيل : -يبدأ الوقت المختار من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وما بقى وقتها فحكم الصباح منسحب عليه . قال ابن حجر : الظاهر انه لو قال أثناء النهار لا تحصل تلك الفائدة ، لكن عظيم بركة الذكر يقتضي الحصول . |
وقت المساء ثانياً : وقت المساء : اختلفوا على ثلاثة أقوال : أ-يبدأ بعد العصر وينتهي بالغروب وهذا قول شيخ الإسلام وابن القيم . ب-يبدأ من الغروب إلى طلوع الفجر وهو قول ابن الجزري . وذهب السندي في شرح سنن ابن ماجه (1/284) والمباركفوري في شرح المشكاة (8/111) إلى أن المساء يبدأ بعد الغروب ، ولم يذكرا انتهاءه . جـ- يبدأ بعد العصر وينتهي بالغروب وما بقى وقتها فحكم المساء منسحب عليه . قال : ابن حجر : الظاهر أنه لو قالها في أثناء الليل لا تحصل الفائدة لكن عظيم بركة الذكر يقتضي الحصول . انظر شرح ابن علان على الأذكار (3/74) وبذلك نعلم أنه يجوز الذكر في الصباح بعد طلوع الفجر وان قبل الصلاة ، ويجوز بعد دخول وقت العصر وإن قبل الصلاة إلا أن الأكمل أن يكون بعد الفريضة . (6) كل ما هو مذكور يصلح أن يقال في الصباح والمساء ، لكن حديث زيد بن ثابت وهو ( لبيك الله لبيك ) قد ورد في الصباح . وحديث أعوذ بكلمات الله التامات ورد في المساء ، وذكر ابن الجزري عدة الحصن الحصين ص26 انه يقولها صباحاً مرة لحديث الطبراني . (7) يقال لفظ الصباح في الصباح ، ولفظ المساء في المساء ، وكذلك الضمائر تكون في الصباح بالتذكير ، وفي المساء بالتأنيث . (8) يستحب له أن يبدأ بالحمد قبل الدعاء وقد اخترنا دعاء الحسن البصري . |
دعاء الحسن البصري كما نقله ابن القيم دعاء الحسن البصري كما نقله ابن القيم : الحمد لله اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا ، وهديتنا وعلمتنا ، وأنقذتنا وفرجت عنا ، لك الحمد بالإيمان ، ولك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بالقرآن ، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة ، كبت عدونا ، وبسطت رزقنا ،وأظهرت أمننا ، وجمعت فرقتنا ، وأحسنت معافاتنا ، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا ، فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً ، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث ، أو سر أو علانية ، أو خاصة أو عامة ، أو حي أو ميت ، أو شاهد أو غائب ، لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . |
أذكار الصباح والمساء
أولاً : ما يقال مرة واحدة : 1-عن شداد بن أوس ، رضي الله عنه ، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال :" سيد الاستغفار اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة " خرجه البخاري وغيره 2-عن عبدالله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : كان النبي ، -صلي الله عليه وسلم- إذا أمسى قال " أمسينا وأمسى الملك لله ، والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها ، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر " وإذا أصبح قال ذلك أيضاً " أصبحنا وأصبح الملك لله " رواه مسلم وغيره 3- عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- ، أنه كان يعلم أصحابه يقول : " إذا أصبح أحدكم فليقل اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت ، وإليك النشور وإذا أمسى فليقل اللهم بك أمسينا ، وبك أصبحنا ، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير " وقد وردت ألفاظ مختلفة لهذا الحديث ، وما أثبتناه هو لفظ البخاري في الأدب المفرد واختاره شيخ الإسلام في الكلم الطيب ، و ابن القيم في الوابل الصيب وهو المناسب من الروايات لأمرين : أ- أن النشور مأخوذ من نشر اذا عاش بعد الموت ولذا ناسب أن يقال في الصباح : وإليك النشور ، فإنه يقع في القيام من النوم وهو كالموت . وناسب أن يقال في المساء : وإليه المصير لأنه يصير إلى النوم . ب - أن النهار محل الكسب فيناسبه الانتشار ، والليل محل السكون فيناسبه المصير . والحديث رواه أبو داود والنسائي بلفظ : النشور في المساء والصباح واختار هذه الرواية الإمام النووي في أذكاره . ورواه البغوي بلفظ المصيرفي المساء والصباح . ورواه ابن حبان بلفظ المصير في الصباح ولم يرو المساء . ورواه الترمذي بلفظ المصير في الصباح والنشور في المساء . والحديث صححه ابن حبان ، والحافظ ابن حجر ، والألباني ، وقال الترمذي : حسن صحيح . 4- عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن أبا بكر الصديق ، رضي الله عنه قال : يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال : قل " اللهم عالم الغيب والشهادة ، فاطر السموات والأرض ، رَبَّ كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه " وفـي روايـة " وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم. قال إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك " قال الترمذي . حديث حسن صحيح . وانظر السلسلة الصحيحة رقم 2763 وقوله -صلي الله عليه وسلم- " وشركه " روى على وجهين : أظهرهما وأشهرهما بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك : أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى ، والثاني شركه بفتح الشن والراء : حبائله ومصايده ، وأحدها شركة بفتح الشين والراء وآخره هاء . 5- عن عبدالله بن عمر ، رضي الله عنهما ، أنه قال : لم يكن رسول الله ، -صلي الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح :" اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" قال وكيع : يعني الخسف خرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وقال الحاكم : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي تنبيه : الجمع بين العفو والعافية هو رواية ابن ماجه واختلفت نسخ أبي داود فالذي حققه الحوت موافق لرواية ابن ماجه بخلاف أكـثر النسـخ فإنه بالعافيـة دون العفو وهو الذي في نسخة المنذري والسهارنفوري ونسخة دار ابن حزم ، أما الذي في عون المعبود فقد جمع بينهما ، ورواية العافية فقط هي التي عند البخاري في الأدب المفرد ، والبيهقي في الدعوات ، أما الحاكم في المستدرك فلم يذكر العفو ولا العافية في الدنيا والآخرة بل ذكر العفو والعافية في الدين والدنيا …………..الخ . 6- عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزي ، عن أبيه ، قال : كان النبي -صلي الله عليه وسلم- إذا أصبح قال : أصبحنا على فطرة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ، ودين نبينا محمد –-صلي الله عليه وسلم- - ، وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً ، وما كان من المشركين . رواه الدارمي وأحمد وزاد : إذا أمسى ، والبيهقي في الدعوات ، وصححه النووي والألباني ، وقال في المجمع : رجالها رجال الصحيح . وزيادة ( وما كان من المشركين ) هي في مسند أحمد والبيهقي في الدعوات . 7-عن عبدالله بن غنام ، رضي الله عنه ، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ، قال : " من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته " خرجه أبو داود والبيهقي في الدعوات وابن حبان في صحيحه واللفظ لهما أما رواية أبي داود فمن غير ( أو بأحد من خلقك ) ، وحسنه ابن حجر كما في فتوحات ابن علان 8-عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لفاطمة رضي الله عنها " ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ؟ تقولين إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين " رواه البزار ، والحاكم وصححه ، وقال في المجمع : رجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة . 9- عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه : ان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال " إذا أصبح أحدكم فليقل : أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين ، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه ، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك " رواه أبو داود وسكت عنه ، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد . وفي المساء يقول : أسألك خير هذه الليلة فتحها ونصرها ونورها وبركتها وهداها ، وأعوذ بك من شر ما فيها وشر ما بعدها . 10- عن أم سلمة رضي الله عنها " أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يقول إذا صلى الصبح حيث يسلم: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً " رواه ابن ماجه وابن السني والطبراني في الصغير وأحمد في المسند ، وابويعلى والنسائي في الكبرى . قال البوصيري : رجال إسناده ثقات خلا موسى مولى أم سلمة فإنه لم يسمع . وفي المجمع قال : رجاله ثقات ونقل محقق المعجم الصغير عن الهيثمي أنه قال : إسناده جيد ، وكذا قال الألباني في تمام المنة ص233 ، وحسنه الحافظ كما في فتوحات ابن علان . 11- عن زيد بن ثابت أن النبي -صلي الله عليه وسلم- علمه وأمره أن يتعاهد أهله في كل صباح : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك وسعديك ، والخير في يديك ومنك وإليك ، اللهم ما قلت من قول ، أو حلفت من حَلِفِ ، أو نذرت من نذر ، فمشيئتك بين يدي ذلك كله ، ما شئت كان وما لم تشأ لا يكون لا حول ولا قوة إلا بك ، إنك على كل شيء قدير ، اللهم ما صليتُ من صلاة فعلى من صليتَ ، وما لعنتُ من لعن فعلى من لعنتَ ، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفنى مسلماً وألحقني بالصالحين ، اللهم إني أسألك الرضا بعد القضا ، وبرد العيش بعد الموت ، ولذة النظر إلى وجهك ، وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو ذنباً لا تغفره ، اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، ذا الجلال والإكرام ، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيداً أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، لك الملك ، ولك الحمد ، وأنت على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك ، وأشهد أن وعدك حق ، ولقاءك حق ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وأنك تبعث من في القبور ، وأنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطية ، وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنوبي كلها ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " رواه أحمد في مسنده ، والطبراني في الكبير ، وقال في المجمع : وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا ، ورواه الحاكم وصححه ،وقال الذهبي : أين له الصحة ؟ ا0هـ وبطريقيه يرقى إلى الحسن . والفقرة الأولى من الحديث رواها أبو داود وفيها ( كان في استثناء يومه ذلك ) أي ان قائل هذه الكلمات في الاستثناء عن زلات لسانه يومه ذلك يعني يعفى عنه . 12-عن عبدالله بن عمر ؛ أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- حدثهم " أن عبداً من عباد الله قال " يا رب ! لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك . فعضلت بالملكين ، فلم يدريا كيف يكتبانها ، فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربنا ! إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها . قال الله عز وجل ، وهو أعلم بما قال عبده : ماذا قال عبدي ؟ قالا : يا رب ، إنه قال : يا رب ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله ، عز وجل ، لهما : اكتباها كما قال عبدي ، حتى يلقاني فأجزيه بها " رواه أحمد وابن ماجه وفي الزوائد : في إسناده قدامة بن إبراهيم ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وصدقه بن بشير ، لم أر من جرحه ولا من وثقه ، وباقي رجال الإسناد ثقات . وقال المنذري : إسناده متصل ورواته ثقات إلا انه لا يحضرني الآن في صدقة بن بشير مولى العمربين جرح ولا عدالة . وعضلت بالملكين أي اشتدت عليهما واستغلق عليهما معناهما . 13-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " دخل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة ؟ قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك ؟قلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " قال : ففعلت ذلك فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى عني ديني . رواه أبو داود وسكت عنه ، وقال المنذري : في إسناده غسان بن عوف وقد ضعف . 14-عن بعض بنات النبي -صلي الله عليه وسلم- ان النبي -صلي الله عليه وسلم- كان يعلمها فيقول :" قولي حين تصبحين " سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ؛ أعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي ، ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح " رواه أبو داود وسكت عنه ، ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة ، والبغوي في المصابيح . 15 –عن ابن عباس ، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أنه قال : " من قال حين يصبح {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ،وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون} { يخرج الحي من الميت ،ويخرج الميت من الحي ، ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون } أدرك ما فاته في يومه ذلك ، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته رواه أبو داود وسكت عنه ، ورواه ابن السني والبيهقي في الدعوات ، والطبراني في الكبير وابن عدى في الكامل والعقيلي في الضعفاء ، وضعفه البخاري وابن حجر وقال : لعل أبا داود سكت عن تضعيفه لأنه من الفضائل ، وقال المنذري : في اسناده محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني عن أبيه وكلاهما لا يحتج به . قال في المجمع : فيه ضعفاء وثقوا . 16- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- " من قرأ حم المؤمن ، إلى إليه المصير ، وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسى ، ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح " رواه الترمذي وقال : حديث غريب ، ورواه الدرامي بلفظ : لم ير شيئاً يكرهه حتى يمسي وحتى يصبح ، ورواه البغوي وابن السني وضعفه الألباني . 17- روى ابن السني عن طلق بن حبيب قال : جاء رجل إلى أبى الدرداء فقال : يا أبا الدرداء قد احترق بيتك ، فقال : ما احترق لم يكن الله عز وجل ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ، من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح " اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم " ورواه من طريق آخر عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- لم يقل عن أبي الدرداء ، وفيه : أنه تكرر مجىء الرجل إليه يقول : أدرك دارك فقد احترقت وهو يقول : ما احترقت لأني سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم- يقول " من قال حين يصبح هذه الكلمات – وذكر هذه الكلمات – لم يصبه في نفسه ولا أهله ولا ماله شيء يكرهه ، وقد قلتها اليوم ، ثم قال : انهضوا بنا ، فقام وقاموا معه ، فانتهوا إلى داره وقد احترق ما حولها ولم يصبها شيء . والحديث ذكره ابن تيمية في الكلم الطيب وابن القيم في زاد المعاد بصيغة التمريض . 18- وروى أن رجلاً شكا إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أنه يصيبه الآفات ، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم- : " قل إذا أصبحت بسم الله على نفسي وأهلي ومالي ، فإنه لا يذهب لك شيء " فقالهن الرجل فذهبت عنه الآفات . رواه ابن السني وضعفه النووي وذكره ابن القيم في زاد المعاد بالتمريض . |
ثانياً : ما يقال ثلاث مرات 1- عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتنى البارحة ؟ قال : أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلقلم تضرك " رواه مسلم ، والترمذي وحسنه ولفظه " من قال : حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حمة تلك الليلة " قال سهيل : وكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة ، فلدغت جارية منهم فلم تجد لها ألماً ، و رواه ابن حبان بنحوه و " الحمة " بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم . 2-قال عبدالله بن خبيب : خرجنا في ليلة ممطرة وظلمة شديدة نطلب النبي : -صلي الله عليه وسلم- ليصلي لنا فأدركناه فقال : " قل " فلم أقل شيئاً . ثم قال : "قل" فلم أقل شيئاً . ثم قال "قل " فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : " قل هو الله أحد والمعوذتين " حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء " خرجه أبو داود والنسائي والترمذي وقال : حديث حسن صحيح . وحسنه الحافظ ابن حجر كما في فتوحات ابن علان . وقوله ( يكفيك من كل شيء ) له معنيان : 1-يغنيك من كل أنواع الذكر والثناء في الصباح والمساء . 2-أو يكفيك قراءة هذه السور دفع الطوارق في الليل والنهار ، وحوادثهما من الآفات والبلايا والدواهي ونحوها . وعلى هذا التفسير إن جعلنا ( من ) لابتداء الغاية فالمعنى يكون تدفع عنك من أول مراتب السوء إلى آخرها ، وإن جعلنا (من) تبعيضية فالمعنى : يكفيك بعض كل نوع من أنواع السوء . 3-عن أبان بن عثمان قال : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- : " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء " وكان أبان قد أصابه طرف فالج ، فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان : ما تنظر ؟ أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله على قدره . رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث صحيح ، والنسائي وابن حبان والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد ورواية أبي داود : لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح وحتى يمسي . 4-عن عبدالرحمن بن أبي بكرة ، أنه قال لأبيه : يا أبت ، إني أسمعك تدعو كل غداة : " اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري ، لا إله إلا أنت " تعيدها ثلاثاً حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً . 5-وتقول : " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت " تعيدها ثلاثاً حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً . فقال : نعم يا بني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول بهن وأنا أحب أن أستن بسنته . رواه أحمد وأبو داود ، والنسائي ، والبخاري في الأدب المفرد ، والبيهقي في الدعوات ، وابن حبان في صحيحه ، وحسنه الحافظ ابن حجر كما في فتوحات ابن علان . 6-عن أبي سلام أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل فقالوا : هذا خدم النبي -صلي الله عليه وسلم- ، فقام إليه فقال : حدثني بحديث سمعته من رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لم يتداوله بينك وبينه الرجال قال : سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول :" من قال إذا أصبح وإذا أمسى : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولاً ، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه " رواه أبو داود . وعن ثوبان ، قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- : " من قال حين يمسي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ، كان حقاً على الله أن يرضيه " رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب. عن أبى سلام ، خادم النبي -صلي الله عليه وسلم- ، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- ؛ قال " ما من مسلم ، أو إنسان أو عبد يقول ، حين يمسي وحين يصبح : رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة " . في الزوائد : إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، و الحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وحسنه الحافظ ابن حجر . وورد عند البيهقي في الدعوات انه يقولها ثلاث مرات . وقد ورد مرة بلفظ نبياً ومرة بلفظ رسولاَ ، ونص النووي على انه يستحب ان يجمع بينهما ، ولو اقتصر على أحدهما كان عاملاً بالحديث . 7-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- " من قال إذا أصبح : اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر ، فأتم علِىَّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة ثلاث مرات إذا أصبح وإذا أمسى كان حقاً على الله تعالى أن يتم عليه نعمته " رواه ابن السني وفي سنده ضعيف ، وذكره ابن القيم في زاد المعاد . |
ثالثاً : ما يقال أربع مرات أو أقل :
1- عن أنس أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال : " من قال حين يصبح : اللهم أصبحنا نشهدك ، ونشهد حملة عرشك ، وملائكتك ، وجميع خلقك ، بأنك الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك ، وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب في تلك الليلة من ذنب " رواه الترمذي وقال حديث غريب ورواه النسائي ، وأبو داود وسكت عنه هو والمنذري وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- : " من قال حين يصبح : اللهم إني أشهدك ، وأشهد حملة عرشك ، وملائكتك وجميع خلقك ، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، أعتق الله ربعه ذلك اليوم من النار فإن قاله أربع مرات أعتقه الله ذلك اليوم من النار " رواه النسائي وأبو داود ، وجود إسناده النووي ، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد . رابعاً : ما يقال سبع مرات : عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال " من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه صادقاً كان بها أو كاذباً " رواه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري ، وهو موقوف على أبي الدرداء ومثله لا يقال من قبيل الرأي والاجتهاد فله حكم المرفوع ، وقد رفعه ابن السني من غير زيادة ( صادقاً أو كاذباً ) بل بزيادة ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة . ولعل المراد من الصادق من يقولهما وهو متصف بمدلولهما من التوكل ، وبالكاذب من وقف عند الأسباب فلم يخلص التوكل . خامساً : ما يقال عشر مرات : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- :" من صلى علي حين يصبح عشراً ، وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة " رواه الطبراني وحسنه الألباني سادساً : في فضل التهليل والتسبيح : - إذا قيل مرة واحدة : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- " من قال ، حين يصبح ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل ، وحط عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا أمسى ، فمثل ذلك حتى يصبح " رواه ابن ماجه ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، وأبو داود في سننه . - وإذا قيل عشر مرات : عن عمرو ابن ميمون ، قال : من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، عشر مرار ، كان كمن اعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ، رواه مسلم . وعن أبي ذر ؛ أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال : " من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجليه قبل أن يتكلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات ، كتبت له عشر حسنات ، ومحى عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه ، وحرس من الشيطان ، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله " رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح غريب ، وورد عند النسائي والبيهقي في الدعوات ومصنف عبد الرزاق بألفاظ مختلفة . قال الطيبي فيه استعاره ما أحسن موقعها فإن الداعي إذا دعا بكلمة التوحيد فقد أدخل نفسه حرماً آمناً فلا يستقيم للذنب أن يحل ويهتك حرمة الله فإذا خرج عن حرم التوحيد أدركه الشرك لا محالة ، والمعنى لا ينبغي لذنب أي ذنب أن يدرك القائل ويحيط به ويستأصله سوى الشرك . - وإذا قيل مائة مرة : عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال : " من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه " رواه البخاري ومسلم . قال النووي في شرح مسلم (17/17) : وظاهر اطلاق الحديث انه يحصل الأجر المذكور سواء قاله متوالية أو متفرقة في مجالس ، أو بعضها أول النهار وبعضها أخره لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار يكون حرزاً له في جميع نهاره . |
فضل التهليل والتسبيح فضل التسبيح : سبحان الله وبحمده : - إذا قيل مرة واحدة : عن جابر ، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال : " من قال : سبحان الله وبحمده ، غرست له به نخلة في الجنة " رواه ابن حبان في صحيحه . - إذا قيل مائة مرة : عن ابي هريرة ؛ أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال : " من قال : سبحان الله وبحمده مئة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر " رواه البخاري ، ومسلم وغيرهما . وفي رواية لمسلم : من قال حين يصبح وحين يمسي لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه . فضل سبحان الله العظيم وبحمده : - إذا قيل مرة : عن جابر ، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- ، قال :" من قال : سبحان الله العظيم وبحمده ، غرست له نخلة في الجنة " رواه الترمذي وقال : حسن صحيح غريب ، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي - إذا قيل مائة مرة : عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ، -صلي الله عليه وسلم- :" من قال حين يصبح : سبحان الله العظيم وبحمده مئة مرة ، وإذا أمسى كذلك ، لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى " رواه ابن حبان في صحيحه ، وأبو داود في سننه . |
جوامع الأذكار جوامع الأذكار : 1-عن جويرية رضى الله عنها : أن النبي -صلي الله عليه وسلم- خرج من عندها ، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : " ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ " قالت : نعم قال النبي -صلي الله عليه وسلم- :" لقد قلت بعدك أربع كلمات – ثلاث مرات – لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته " رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي . وفي رواية لمسلم : " سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته " زاد النسائي في آخره : " والحمد لله كذلك " . ولفظ الترمذي : أن النبي -صلي الله عليه وسلم- مر عليها وهي في المسجد ، ثم مر بها وهي في المسجد قريب نصف النهار ، فقال :" مازلت على حالك ؟" فقالت : نعم . فقال :" أعلمك كلمات تقولينها : سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ، ثلاث مرات ، سبحان الله رضا نفسه ، سبحان الله رضا نفسه، ثلاث مرات ، وذكر زنة عرشه ، ومداد كلماته ، ثلاثاً ثلاثاً " وقال : حديث حسن صحيح . 2-عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ، عن أبيها رضي الله عنه انه دخل مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- على امرأة ، وبين يديها نوي – أو حصي – تسبح به ، فقال : " أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا ، أو أفضل ؟" فقال :" سبحان الله عدد ما خلق في السماء ، سبحان الله عدد ما خلق في الأرض ، سبحان الله عدد ما بين ذلك ، سبحان الله عدد ما هو خالق ، والله أكبر ، مثل ذلك ، والحمد لله، مثل ذلك ، ولا إله إلا الله ، مثل ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، مثل ذلك " رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال ، حديث حسن غريب من حديث سعد ، والنسائي ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد . 3-عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : رآني النبي -صلي الله عليه وسلم- ، وأنا أحرك شفتي ، فقال لي : " بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة ؟ " فقلت : أذكر الله يا رسول الله فقال : " ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار ؟ " قلت : بلى يا رسول الله . قال : " تقول : سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض [ والسماء ] سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء . الحمد لله عدد ما خلق ، والحمد لله ملء ما خلق ، والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصي كتابه ،والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء " . رواه أحمد ، وابن أبي الدنيا واللفظ له ، والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن حبان في صحيحهما باختصار ، والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين . |
أدعية نافعة ذكرها الإمام بن القيم - أدعية نافعة ذكرها الإمام ابن القيم : -أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . -أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير ، يا رحمن . -أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون . -اللهم أني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته ، اللهم إنك تكشف المأثم والمغرم ، اللهم إنه لا يهزم جندك ، ولا يخلف وعدك ، سبحانك وبحمدك . -أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره ، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، إن ربي على صراط مستقيم . تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شيء ، واعتصمت بربي ورب كل شيء ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوق ، حسبي الرازق من المرزوق ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله مرمى ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . إعداد كاملة الكواري قطر كافة الحقوق محفوظة |
الساعة الآن 10:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.