منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   سكتةٌ ..وإيقاع جديد (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=14817)

زياد القنطار 10-07-2014 10:49 PM

سكتةٌ ..وإيقاع جديد
 
سكتةٌ ..وإيقاع جديد

لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة. أتدثرُ خرقي البالية معلناً هزيمتَهُ بهزيمةِ برودتهِ, وأفجِّرُ بصمتهِ الحياة بكسرةِ رغيفٍ أتلذذ بمداعبتها. يُطرِبني أنينُ جُزئها المكسور تحت وطأة أصابعي. تئنُ , وأكسرُ, ويستقيمُ اللحنُ وأطربُ. يقترب رغيفي من محاكاة لوحتي المتكررهُ, ويعجٍّل جوعي اكتمالها. وتبدأ أسناني عزفها المنفرد بما تبقى منها, لحن وداعٍ على مذبحِ الجوع..!

عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...

الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا.

أرقام فوق رأسك على جدار غصَّ بمثلها حتى تخاله صنع منها...!!؟ الحساب لا يخضع لقواعده، وكل حسبة معطلة إلى أن تغادر ذلك الباب، علم الفلك في إجازة مفتوحة، فالشمس لن تلامس عتبات صباحك، ولن يحتضنها المساء, فكلاهما في العدِّ سواء..!!!!

خارجاً بدأ العزف السمفوني ..أبواب تفتح وتغلق وتجرَّد من سلاسلها. ما تبقى في رئتي من هواء أدفعه في حنجرتي استعداداً لانخراطي في جوقة الغناء الأوبرالي, وهنا لايهم نوعية الصوت وعربه ونقاوته، أنت مشارك شئت أم أبيت. مساحات صوتك, قراره, وجوابه, يتحكم بهما الزمن الفاصل بين جلدة سوط وأخرى..!!

أردفت كومة العظام فوق قدميَّ تجاسرت بخوفي, وبوقفتي كما كل يوم خلف ذلك الباب. أستعد للقاء أدرك كامل تفاصيله!!!!

نشز اللحن وتجاوزني (المايسترو) وسكتة أوقفت العزف والصوت, وبدأ لحن ما ألفته...!! إيقاع الباب...وقع الخطى..وسلاسل ترسل نغمة أقل ما أعرف عنها أنها ليست نغمتي ..احتضنها الصدى ولم تلامس أذني.

بصوته الذي نُزع منه الرعب هذه المره ..ناداني ...!! يا سعيد...أجبت بأدبي الذي تعودت وبنفس نغمتي والمقام... حاضر... قالها بغصة لا أظنها إلا حسداً تجمع في لهاته...إفراج...

لملمت دفاتري وما سلّم الفأر من كتبي. وبدمعتين احتضنت إحداهما خوفي القادم, وأخرى تقاسمتها زوايا المكان، وفرحي المأسور, وبما أن الخير والشر تباع أفرجت عن ذلك المعطف الذي سجنته بحقيبتي طوال تلك السنين...لففت به ما تبقى من جسدي وأطلقت عنان قدميَّ أو أطلق عنانهما فكلا الأمرين سواء, فاختبار الإرادة ما زال يتلمس خطاه الأولى.

أدرت ظهري لكل ما سوف يصبح خلفه ماض. أحث الخطى، أنشد توافقية توازنها في هذا الفضاء المنزوع الأبواب, وعند ذلك الباب الذي لطالما توافدت صوره إلى مخيلتي, ولم تستطع أن تقارب صورة تحصينه, أطبق براحة كفه على ما تبقى من كتفي, وإذا بعيني قبالة عينيِّه.

تذكَّرت المرة الأولى عندما حاولت مجرد محاولة النظر إليهما....أرعبني ما احتضنتهما من عنف وقسوة, فأشحت طرفي مرغماً ليكون أول مشاهد مسرحية عقابي في بواكير رحلتي..العجيب أن الأمر مختلف في لحظتي هذه..!!!؟؟
القسوة والعنف اختبأا خلف قلق تاه في تلك العينين, حاولا جاهدين أن يفرا من بريق ومض في عينيَّ لم تعهداه من قبل!؟؟

احتضنني وخلته الوداع..!! همس في أذني...مبروك عليك سجنك الكبير.!!؟؟ خلَّصت عظامي من بين يديه, وعلى تلك الشفتين ارتسمت ابتسامة خبيثه أردفها بقهقهة فجرت صمت المكان..!!

بجبروته الذي أيقنت أنه يستجمع فتاته أحاط بجسدي وقذفه خارجاً. سمعت سكتة الباب خلفي...إذاناً ببدء إيقاع من نوع جديد ...

جليلة ماجد 10-08-2014 04:54 PM

هي الحياة ... سجن و سجان ...

سينفونيات آن لها أن تتوب . .

و نشاز يصم اﻵذان ...

مهما كانت الابواب و الاقفال ف الحقيقة نسبية دائما

أ. زياد

لا حرية لجسد من طين في هذه الدنيا ...

فدروبه مليئة بالثقوب التي -ﻻ ينفك- يسقط فيها

و لا يتعلم!

نص فاخر بلغته و تصاويره ... بورك اليراع

صافي الود

حسام الدين بهي الدين ريشو 10-08-2014 06:27 PM

لقد
صار العالم أكثر فظاظة
وسوءا
وغدرا
مما يتحمله قلب فنان
أو شاعر
أو حتى انسان
على درجة الانسانية

استاذ / زياد القنطار
هنا
تكاملت كل عناصر القصة
وهي تعبر عن لحظة الحدث
وان كانت ومضتها الخاتمة
أحسست معها بالباب
وهو يغلق !!
تحياتى أيها القدير
وكن بألف خير

زياد القنطار 10-09-2014 02:54 AM

نعم سيدتي الحقائق نسبية ,وستبقى الخطى عابرة للدروب رغم ثقوبها الحكمة في النهوض وسطوع حقيقته
الأستاذة جليلة ماجد ,خالص التحايا وكل التقدير لمرورك ولثناء جاد حرفك به .جزيل الشكر

زياد القنطار 10-09-2014 03:13 AM

الاستاذ حسام الدين بهي الدين ريشو .
لو تبادلت وإياك الأدوار ,لأثارت في خاطري سكتة الباب ذات التساؤل .إنما اعتقدت أو في حالة الخلاص تلك ,وفي مخاض ولادتها أن الإيقاع الجديد قد يفتخ الأبواب لما بعد سكتة الباب .
أثمن عاليا ملاحظتك وأثمن هذا المرور المشبع بالإحاسس الذي ينزفه حرفك أين مرّ...خالص تقديري

مها مطر مطر 10-09-2014 08:35 AM

ســـوف أبكــي
من صميــم فــــؤآدي
على أيــــآمٍ مضـــت

وانثـــــــر الزهور

في بسآتيـــــــن المحبة

لأقطف من البسمة الأمــــل... سلمت يداك يا أخوي

ايوب صابر 10-09-2014 09:13 AM

هذه المعزوفة تنتمي الي أدب السجون حيث يسكن الوحي.

واضح ان النص وصف لأحداث يوم من ايام سجين لكنها كتبت باسلوب يجعل المتلقي يحتار في أبعادها ونمطها الفني . فهي اقرب الي المعزوفة الموسيقية ، او الخاطرة الفلسفية التي يعبر فيها القاص باسلوب التداعي الحر عن مشاعر بطل القصة ضمن بيئة السجن حيث يصبح للأشياء معنى اخر وطعم اخر وقيمة مختلفة حتى ان صوت انكسار كسرة خبز تصبح اقرب الى معزوفة موسيقية .

هناك في غرفة السجن حيث العزلة والوحدة والالم تعصف بالقلب والعقل يصبح لشعاع نور يعبر من ثقب الباب طعم اخر ولصوت عصفور يحلق في الجوار معنى اخر للحرية ويصبح الدماغ قادر على توليد نص بأبعاد لها قدسية من نوع ما .

نحتاج الى التعمق في تحليل هذا النص فادب السجون يأتي في المرتبة الثانية بعد أدب الأيتام من حيث الروعة والعمق والتأثير والاسلوب. *

ياسر علي 10-09-2014 01:22 PM

سكتة و إيقاع
قرأت النص القوية بلاغته ، فاللغة هنا نوتات موسيقية تشكل في الأخير معزوفة تقاسيمها مشبعة بالألحان التأملية ، هذا النص لايعتمد على الحبكة و تطور الحدث لكن يقدم وصفا لحالة بتعابير مشبعة بالشعرية ، فالنص قريب من تجسيد لانفعالات البطل الموغلة في صخب الصمت و الحيرة و الرفض ، فالصراع في النص داخلي في الغالب مما يؤشر أنه نهل من الخاطرة الحظ الأوفر .
بطل النص شخصية كتومة صامتة ، فهو يوظف العين والأذن بقوة ، ويترك الباقي لقلمه ، فلسانه يكاد يكون في إجازة رغم الكم الهائل من التفاعل و التجاوب مع كل الحركات والسكنات ، سماه السجان سعيدا سخرية وهو يعلم أنه لن يستطيع الاندماج مع مجتمعه بعد ما عايشه في السجن من مذلة و قهر و تفكك روابطه بالحياة واهتزاز ثقته بالغير ، و ربما الكاتب من اقترح هذا الاسم المناقض تماما لهوية البطل الغارقة في نوع من السلبية . يكاد يحضرني أن البطل معتقل رأي .
لست أدري عندما وصلت إلى المعطف في النص كيف جاءني أن هذه هي اللفظة المناسبة للعنوان . رغم أن سكتة ، و إيقاع جديد ، عنوان موفق جدا .

الأستاذ الفاضل والأديب الرائع زياد القنطار
كل التقدير والاحترام .

زياد القنطار 10-10-2014 03:37 AM

الأخت مها مطر مطر .
للقادم إشراقة فرح تحتضن الابتسام ,ولصباه وشوشة الآمال ,ونبقى مابقينا على قيد أمنية .
لمرورك خالص التقدير والاحترام

زياد القنطار 10-10-2014 05:14 AM

الأستاذ أيوب صابر .
على أهبة شوق , أترقب أن تفتح أبواب النقد على مصراعيها على نصي .وتضعه تحت الضوء ..أنتظر بشغف الاستجابة لدعوتك ولوقفة ثانية أرتجي منها الإفادة .....خالص التقدير والمودة

ياسر علي 10-10-2014 02:12 PM

تحية طيبة

قرأت في النص اختبأا في البداية ثم وجدتها مكتوبة اختبئا ثم عدت لأجدها مكتوبة اختبأا

فإذا كانت اختبأا صحيحة الكتابة من خلال القاعدة الإملائية لأنها مفتوحة و ما قبلها مفتوح فهل الكتابة الثانية صحيحة وربما استطاعت الأخت ريما ريماوي الإجابة عن هذا السؤال لمعرفتها بالإملاء .

كما رصدت في النص كلمة الخطا بألف ممدودة ، ونحن اعتدنا كتابتها بألف مقصورة ، فأي الكتابتين أجدر بالخلود .

رأيت أيضا أن الكلمات المنتهية بتاء مربوطة عندما تكون في آخر الكلام ، يتم تعويض التاء بالهاء ، فإذا كان ذلك سليما نطقا فهل يمكن قبوله رسما .

هذه مجرد ملاحظات ليستفيد الجميع وشكرا لمن قدم الإفادة . و شكرا للأستاذ زياد القنطار .

زياد القنطار 10-10-2014 03:25 PM

الأستاذ ياسر علي.
في فعل اختبأ يجمع على اختبأوا وفي المثنى تلحق به ألف التثنية مع الحفاظ على قاعدة الهمزه المتطرفة .فيكتب اختبأا ..أما في جمع خطوة فهو خطأ املائي بيّن أشكر لك الاشارة إليه ، فجمع خطوة ...خطوات ..والكثير منها يجمع على ،،خطى،، بالألف المقصورة وليس كما وردت بالنص ..أما التاء المربوطة على ما اعلم وليس اليقين فهي تكتب منقوطة وتلفظ هاء عند نهاية الجملة والوقوف على ساكن .....أشكر لك هذه الوقفة التي أسعدني مافيها من نقد بناء أتوق إليه دائماً لتلمس جادة السبيل ....ألف شكر وانتظر مزيداً من الأفاضل المختصين ،،مع المودة للجميع.

زياد القنطار 10-10-2014 03:54 PM

الأستاذ الكريم ياسر علي.
بالعودة لمداخلتك التي أكرمت بها نصي ، أجدد ماقلته سابقاً .لاشيء يثير الغبطة ويبعث السرور في نفس كاتب النص أكثر من مفردة نقدية تغوص في تفاصيله ، وأكرر أن الأدب والحراك الفكري الذي لاتقتص أثره مفردة نقدية يبقى تائهاً ،ويصيبه العقم فلا ترتجى منه ذرية ،وإن كبر الرجاء فهي ذرية ما أعجل عقوقها .

أثمن دائماً لك هذه الوقفة العارفة ،وإحمل جميلها في إنارة ساطعة للنص تذهب ظلمة زواياه ، فكل الشكر والتقدير لوقتك الذي تجود به ،ولحرف أقدر وأكبر فيه عمقه ...مع خالص مودتي.

ايوب صابر 10-11-2014 03:23 PM

مرحباً استاذ زياد

طبعا لا بد من عودة لقراءة متعمقة لكن اولا وحتى تتوفر الفرصة لذللك دعنا نطرح هذا السؤال الذي اكد عليه الاستاذ ياسر بعد ان كنت قد طرحته في مداخلتي:

- هل النص قصة متكاملة من حيث البناء وتوفر عناصر السرد القصصي ام هو اقرب الى الخاطرة ؟
- وهل صحيح ان النص تنقصه الحبكة ؟ ام ان الحبكة والاحداث تناسب الموقف حيث يعالج النص حياة سجين يقبع في غرفته ينتظر الافراج وهو موقف تخلو منه الاحداث ولذلك يكون صوت كسرة الخبز بتلك الأهمية ؟ *

ايوب صابر 10-12-2014 01:23 AM

هل في النص حبكة ام هو اقرب الي الخاطرة ؟

منذ بداية النص نسمع صوت البطل يتحدث عن حاله والذي يبدو انه سجين لان المكان الوحيد ربما الذي تتشابه فيه الايام كما يقول بطل النص هو السجن . ونجده يصف وضع تلك الغرفة والجو المحيط به والذي يغلب عليه الصمت والبرودة . يتدثر بطل النص بخرقه الباليه تجنبا للبرد، ويداعب كسرة الخبز ليكسر الصمت المخيم على المكان ليشعر بانه حي ونجده يداعب كسرة الخبز تلك ويتلذذ بتلك الحركة في غياب اي حركة او نشاط اخر، ويطرب للصوت المنبعث عن عملية الكسر في جو الصمت القاتل ذلك، وعندما يتناول جزء من كسرة الخبز تلك يستمع لصوت حركة اسنانه وكانها معزوفة موسيقية في ظل ذلك الصمت القاتل.
ثم يخبرنا البطل بانه كان قد تعرض للتعذيب بعد ان شارك في عملية احتجاج كادت ان تتحول الي تمرد مطلق وهو يصف لنا قسوة ذلك التعذيب الذي انساه كل الأنغام الا نغمة الالم والحزن التي تعزف بين جدران السجن .

ويخبرنا البطل بان الزمن في سجنه لم يكن له معنى لان الايام كانت متشابهه الى حد بدت مدة السجن وكانها يوم واحد. ويعود البطل ليخبرنا المزيد عن ظروف سجنه الصعبة حيث كانت تسود العتمة ولا تزور الشمس المكان صباحا او مساء.
ثم يخبرنا البطل بانه خارج غرفته وقد انتقل الى الساحة المخصصة لتجمع السجناء وشارك مرغما في طقوس الانشاد التي يطلبها السجان على ما يبدو، ويشارك فيها الجميع بغض النظر عن جودة الصوت وغنائيته.

وهناك وجد رجل احد السجانين فوق قدمه ويخبرنا انه كان في تلك اللحظة يستعد للقاء يعرف هو تفاصيله دون ان يصرح بها لنا.
وفجأة يسمع البطل صوت مختلف هذه المرة، ونعرف انه صوت السجان ، فهو لم يكن مرعبا هذه المرة وعلى غير العادة، ثم نعرف ان سبب الاختلاف في نبرة صوت السجان هو ان السجين الذي نتعرف على اسمه لاول مره هنا قد حصل على الإفراج كما ابلغه السجان والذي ناداه باسمه " سعيد" .

وعلى اثر ذلك قام سعيد السجين بلملمة دفاتره وما بقي له من كتبه التي سلمت من قضم الفار الذي يبدو انها كان يسكن السجن الى جواره، وتحرك خارج السجن وقد سقطت من عينيه دموع الخوف من المستقبل.

ثم نجد السجين سعيد يخرج من حقيبته معطفه لاول مرة منذ ان دخل السجن وذلك استعداد للخروج ، فيقوم البطل بلف ما تبقى من جسده الذي نحل بفعل السجن وهم بالانطلاق الى خارج السجن وفي نيته ان يدير ظهره لكل تلك التجربة المريرة .
لكن السجان اطبق على ما تبقى من جسد سعيد والتقت عيناهما وكان التقائهما مختلف هذه المرة فهو اقل اثارة للخوف، ثم نجد السجان يحتضن السجين... وظن سعيد انه احتضان الوداع ، لكنه وجد السجان يهمس في أذنه كلمات لا بد انها احدثت زلزالا في سعيد حيث قال السجان "مبروك عليك سجنك الكبير" وهو يقصد طبعا حياته خارج السجن .

ثم يخلص سعيد نفسه من بين يدي ذلك السجان الذي ارتسمت على محياه ابتسامة خبيثة، ساخرة، ثم يدفع بسعيد خارج باب السجن، ليكون صوت إقفال الباب اخر صوت يسمعه سعيد في محيط ذلك السجن...و ليبدأ حياته خارج السجن من تلك اللحظة بإيقاع جديد . وهنا تكون النهاية المفتوحة.

لا شك اذا ان النص يشتمل على حبكة متكاملة وهي مكونة من سلسلة من الاحداث التي تساند بعضها بعضا ، وتصف حياة سجين على وشك الإفراج.


ياسر علي 10-12-2014 03:11 AM

الظاهر أن العديد من الأحداث التي أشار إليها الأستاذ أيوب استنباطية و ليست صريحة ، فهي تأويل و اقتناص دلالات من جمل بلاغية اعتمدت المجاز و الاستعارة ، فيها بعض تلميح لا يصل إلى درجة الإخبار بشيء محدد . كالخروج لأداء النشيد الوطني مثلا أو وجود قدم البطل تحت وطأة السجان ، أو ذهاب البطل إلى الساحة .

فالنص يبدأ بلحظة تأمل في زنزانة السجين الانفرادية يستحضر فيها بعض المواقف المرتبطة أساسا بتبرير حالة الانهيار التي تعتريه ، ليفاجأ بخبر الإفراج عنه و من ثم تفاصيل مغادرته للسجن .

لو تأملنا المساحة المخصصة للحظة التأمل تلك فهي حوالي 16 سطرا فيما المساحة الخاصة للأحداث النص الفعلية لم تتجاوز 12 سطرا . لذلك فوصف الحالة الشعورية للبطل استهلكت مجمل النص .

الحبكة تحتاج إلى حدث رئيسي وأحداث متشعبة مساندة تسير في نسق تصاعدي قصد تأزيم الموقف و من ثم يبدأ الإنفراج كحل للعقدة كما تحتاج بالإضافة إلى الشخصية الرئيسية شخصية ثانوية على الأقل فاعلة في النص أكثر من كونها فقط تنقل خبر الإفراج و تزف تنبيها للبطل .
كما أن الحبكة تحتاج دوما إلى شخصية نشيطة تبحث عن حل للعقدة وليس فقط شخصية تعيش الانتظارية .

فالنص يعتمد جمالية اللغة للتعبير عن قسوة السجن و أثره على لحظة السراح . فالبعد الجمالي للغة و طغيان الجانب الوجداني الانفعالي على الحدث نحا بالنص جهة الخاطرة .

وعندما سيتم تناول النص بالتفصيل فقرة فقرة ربما اتضحت الفكرة أكثر . و عندما نتناول بقية دعائم القصة ربما اتضح جنس النص .

شكرا للأستاذ زياد القنطار

محمد الشرادي 10-12-2014 11:43 PM

أهلا اخي زياد
ما أضيع الإنسان في هذا التيه الوجودي.تعددت قيوده، و كثرت وجوه اغترابه . و تنسالت السجون حوله. سجون يقيمها الطغاة لمنع الإنسان من أن يكون إنسانا و لا يمكنه ان يكون كذلك إلا بالحرية. سجون أخرى مرتبطة به.: الذات سجن أو أصبحت كذلك لأنها لم تعد قادرة على التعبير عن نفسها كما تريد. و لذلك بات الإنسان لا يغادر سجنا إلا و سقط في سجن أقسى. من سجن ضيق إلى سجن مترامي الأطراف.
هذا النص جمع بين القصة و القصيدة بلغته الباذخة و أساليبه السلسة فاستحق عن جدارة اسم الأقصودة.
دام الألق لقلمك المبدع.

زياد القنطار 10-13-2014 01:31 AM

الشكر الجزيل للأستاذين الكريمين ..أيوب صابر و ياسر علي ,
وقفة مميزة وقراءة مفصلة ومفردة نقدية تطرب من كليكما ...أسعدني بالحقيقة ما وصل إليه الأستاذ أيوب صابر من استخلاص لحقيقة الحبكة بالنص وهذا التشريح للنص ,أنا أقول أن الأستاذ أيوب قد غاص في جوهر بناء النص في جهد أحمل جميله .وبالرغم من غبطتي بهذه النتيجه ,إلا أنني وانتصاراً لمفردة النقد في هذا المكان أجدني مع الأستاذ ياسر علي بما ورد في مداخلته النقدية ..
لايساعني إلا الشكر والامتنان لما أوردتما هاهنا ..مع خالص احترامي وتقديري ,وبانتظار حقيقة تصنيف هذا النص لتعم الفائدة الجميع ..مودتي لكما.

زياد القنطار 10-14-2014 01:18 AM

مرحباً بالأستاذ محمد الشرادي .
الأن حيث اكتملت زينة النص حيث مررت به ووقفت عليه .
لماح هذا الحرف حيث اعتصرت سلاف النص ,نعم هي سجوننا المترامية على أرصفة معابرنا عند نهاية كل سورٍ لأحدها يطالعنا باب لآخر ,لنعيش دوامة أسرنا المستبد .
نوهت بالأقصودة ,كمعيار تصنيف وهذا أمرٌ آخر يضاف إلى تموضع النص ,وإلى الحالة الأقرب بين القصة والخاطرة ومصطلح الأقصودة الذي أوردته , وتبقى إجابات الأسئلة معلقة ومازلت أنتظر الاستماع إلى إجابة فصل .منك ومن الفاضلين أيوب صابر وياسر علي ..
لك من المودة شبيه جمال حرفك ...خالص التقدير .

ياسر علي 10-14-2014 11:47 PM

سكتة و إيقاع جديد

سكتة تحيل على الصمت والاستراحة بمعنى وقفة أو لحظة فراغ أو فاصل بين حدثين أو مشهدين entr'acte بلغة السينما أو المسرح كما تحيل على علوم الطب فنتحدث عن نوبة من خلالها يحدث توقف عمل القلب أو الدماغ .
لكن لو رجعنا إلى السكتة الموسيقية التي عليها بنى الكاتب العنوان فلكل علامة موسيقية سكتة تماثلها فهي تكمل اللحن أو تدخل في تركيبه .
اللحن يبنى على إيقاع واحد أو إيقاعات متعددة ، والإيقاع هو خوارزمية تعبر عن تكرار معين فالإيقاع موجود في كل شيء يتكرر بنظام وفق قاعدة إيقاعية ، فلا يمكن الحديث عن الإيقاع بمعزل عن رتابة التكرار ، حتى في لغة الفن فالنمنة تكون وفق إيقاع معين .

هذا العنوان عندما قلت أنه موفق جدا رغم أنني أفضل المعطف لأنه تعبير عن لف الذات في سجن معين ، فالاستغناء عنه داخل السجن له زمزية معينة و ارتداؤه عند الإفراج يعني بالضرورة العودة إلى الإيقاع الأول أو المربع الأول أو استئناف الإيقاع الماضي مع وجود الفارق ، وهو عجز البطل عن أداء الدور الماضي بنفس الحماس . فسكتة و إيقاع جديد عنوان شاعري و نحن بصدد محورة النص جهة الموسيقى كتعبير عن الحياة بصفة عامة في بعدها الجمالي ، فالموسيقى تعبير جمالي عن الحياة وفي الوقت ذاته تحمل و تستوعب جميع تناقضاتها ، فنتحدث عن الموسيقى الهادئة والعاطفية والحزينة والصاخبة ، فهي تستطيع أن تتقمص كل أنواع الحيوات التي يعيشها الفرد .

يتبع

زياد القنطار 10-15-2014 01:51 PM

أوقاتك سعيدة أستاذ ياسر .
جميل ورائع منك هذا التفصيل لعنوان النص الذي أسعدني ما أوردت به ،وأسعدتني،أكثر حرفة النقد الواضحة في مفردتك .
الحقيقة ، نعم كان استخدام السكته هو الدلالة على الفصل بين زمنين ، ماض بسطوته ومستقبل بضبابيته ، والحقيقه أنك لفت نظري للمعطف وكانت لفته جميلة ،بحسن توظيفك لإسقاطه .....كل الود والتقدير لهذا الجهد المميز

ايوب صابر 10-16-2014 02:40 PM

مرة اخرى : هل النص اقرب الي الخاطرة ام القصة؟

اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر والذي يخلص الى ان النص نحا جهة الخاطرة :

"الظاهر أن العديد من الأحداث التي أشار إليها الأستاذ أيوب استنباطية و ليست صريحة ، فهي تأويل و اقتناص دلالات من جمل بلاغية اعتمدت المجاز و الاستعارة ، فيها بعض تلميح لا يصل إلى درجة الإخبار بشيء محدد . كالخروج لأداء النشيد الوطني مثلا أو وجود قدم البطل تحت وطأة السجان ، أو ذهاب البطل إلى الساحة" .

- صحيح ان بعض جوانب الحبكة مثل الانشاد بغض النظر ان كان نشيد وطني او شيء اخر تم استنباطها ، لكن ذلك الاستنباط لم يات من الفراغ بل تم الاعتماد على التلميحات الموجودة في النص والتي لا تترك مجال للتاويل بان ذلك ما جرى حتى ولو لم يتم التصريح بشكل كلي وتفصيلي لما جرى فعلا. فالمر واضح ولا يحتاج لكثير من الجهد او العناء لوسائل المتلقي مناخ وبيئة النص وما جرى من احداث تتناسب مع بيئة النص وهي غرفة في داخل سجن انفرادي ، وهذا التبسيط في الاحداث عمل لصالح النص ولو انه جاء عكس ذلك ، اي ان الاحداث جاءت كثيفة مضخمة او بمعنى اخرى مفتعلة لفقد النص مصداقيته ومنطقيته.

اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر " فالنص يبدأ بلحظة تأمل في زنزانة السجين الانفرادية يستحضر فيها بعض المواقف المرتبطة أساسا بتبرير حالة الانهيار التي تعتريه ، ليفاجأ بخبر الإفراج عنه و من ثم تفاصيل مغادرته للسجن" .

- النص يبدأ بوصف المشهد الذي وجد بطل النص نفسه فيه ومن خلال هذا الوصف نعرف انه في السجن ، لان الايام في ذلك المكان تتشابه كما يقول، وفيه يسود الصمت وتعشش فيه البرودة الي حد يجد بطل النص فيه انه بحاجة الى ان يتدثر بخرقه البالية وهذا مؤشر اخر على جو النص:
اقتباس من النص " لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة. أتدثرُ خرقي البالية " .
- ثم يلجا الراوي الى تكنيك الاسترجاع الفلاشباك ليخبرنا عن الذي جرى له عند وصوله ذلك المكان( السجن) حيث تم تعذيبه لكسر ارادته المتمردة بعط حادث احتجاج جرى في السجن كاد يصل حد التمرد، الى ان أدى التعذيب لفقده القدرة على سماع الألحان عدا لحن الالم والحزن وفي ذلك كناية عن قسوة بيئة السجن وهنا يخبرنا عن نزله الجديد وهو ما يشير الى وجوده في السجن
:
اقتباس من النص " عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...".

- في الفقرة التالية نجد تأكيد على وجوده في السجن ومزيد من الوصف للبيئة التي اصبح يعيش فيها بطل النص حيث يبطئ الزمن دورانه الى حد تبدو حركة عقارب الساعة جامدة في مكانها، وعلم الحساب معطل والشمس تغيب وكلها مؤشرات على بيئة السجن:
اقتباس من النص" الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا. أرقام فوق رأسك على جدار غصَّ بمثلها حتى تخاله صنع منها...!!؟ الحساب لا يخضع لقواعده، وكل حسبة معطلة إلى أن تغادر ذلك الباب، علم الفلك في إجازة مفتوحة، فالشمس لن تلامس عتبات صباحك، ولن يحتضنها المساء, فكلاهما في العدِّ سواء..!!!!"

اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر " لو تأملنا المساحة المخصصة للحظة التأمل تلك فهي حوالي 16 سطرا فيما المساحة الخاصة للأحداث النص الفعلية لم تتجاوز 12 سطرا . لذلك فوصف الحالة الشعورية للبطل استهلكت مجمل النص .

- اذا يتضح بان مدخل النص مكون من وصف للمشهد واسترجاع لما جرى وليس تامل لحالة باطنية او شعورية ، والذي جرى يشكل الحدث المهم والذي أدى الى المشهد الذي وجد البطل نفسه فيه ، ومن الطبيعي ان تكون الاحداث في مكان محصور ومنعزل في أدنى حد لها وفي نفس الوقت يصبح لأدنى حركة او صوت قيمة فوق عادية مثل صوت أسنان بطل النص عند الاكل. كما ان وصف المشهد في مثل هذه الحالة يصبح له اهمية حيث يساهم الوصف في وضع المتلقي في جو النص

اقتباس " الحبكة تحتاج إلى حدث رئيسي وأحداث متشعبة مساندة تسير في نسق تصاعدي قصد تأزيم الموقف و من ثم يبدأ الإنفراج كحل للعقدة كما تحتاج بالإضافة إلى الشخصية الرئيسية شخصية ثانوية على الأقل فاعلة في النص أكثر من كونها فقط تنقل خبر الإفراج و تزف تنبيها للبطل" .
- الحبكة حدث له بداية ونهاية وعنصري الزمان والمكان أساسية في تشكله وكل هذه العناصر موجودة هنا حتى وان كان التعبير عنها جاء منمقا جميلا واستخدم القاص فيه لغة شعرية واسهب في وصف المشهد حتى ظن المتلقي ان الحبكة غائبة . طبعا يبدأ النص بأزمة كبيرة لبطل النص وما تلبث الامور ان تبدا بالانفراج وتحل العقدة تماماً بعد خروجه من السجن . واتصور ان شخصية السجان لها صفات الشخصية الثانوية النقيضة لشخصية البطل antagonist وهي تلعب دورا مها اكثر من نقل خبر الإفراج حيث يقوم بعملية تعذيب نفسي وجسدي لبطل النص ومن ذلك الدوس على قدمه وأخباره بانه ينتقل من سجن صغير الي سجن كبير .

اقتباس" كما أن الحبكة تحتاج دوما إلى شخصية نشيطة تبحث عن حل للعقدة وليس فقط شخصية تعيش الانتظارية" .
- اي نشاط يمكن ان نتوقعه من سجين، وهل له الا الانتظار ؟ وعليه قلة نشاط البطل يحسب لصالح النص لانه يعزز منطقية الحدث . ولا شك ان العقدة حلت هنا بخروج بطل النص من السجن. .

اقتباس " فالنص يعتمد جمالية اللغة للتعبير عن قسوة السجن و أثره على لحظة السراح . فالبعد الجمالي للغة و طغيان الجانب الوجداني الانفعالي على الحدث نحا بالنص جهة الخاطرة . "
- نعم النص غني بلغته الشاعرية لكن تلك اللغة عبرت عن حدث وهو دخول بطل النص الي السجن وتعرضه للتعذيب ثم خروجه منه ليكون الخروج بداية جديدة لها لحن مختلف .

ياسر علي 10-17-2014 04:16 AM

أهلا بالأستاذ أيوب


لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة.

استهل البطل نصه بالزمان ليس ليوضح لنا زمن النص أو يعطي انطلاقة الساعة الصفر لحدث معين بل ليحاور الزمان و مغزاه في السجن ، فإذا كان التعاقب يعني صبحا و وزوالا وظهرا وعصرا وغيرها و ما توحي به كل لحظة و ما تمارسه من تحفيز على الذات فيكون لحن اليوم متكاملا في إيقاعاته لينسج لنا حياة عادية ، فالكاتب ركز على الإيقاع الرتيب للزمان فهو يستقبل اليوم ليودعه دون الإحساس بفعالية الزمان كبعد رابع له سلطان على الممارسات . كأنه يقودنا في رحلة تأملية ليؤسس لرؤية جديدة في محاورته تلك لكأنه يتساءل ما المبتغى من اختلاف المدد الزمنية في الأحكام و الإعتقالات ، مادام السجن هو نوع إقبار للذات و النفس وفصلها عن إيقاعات الحياة .
هو هو ذات الصمت و ذات البرودة . لاحظ هنا تركيز الكاتب على الصمت رغم أنه يستمع كل يوم إلى الأبواب و السلاسل و أصوات الحراس و رغم أنه يتعرض للتعذيب والاستنطاقات و غيرها ، لكن البطل في بوحه ركز على الصمت لأنه هو الصامت ليس بلسانه ، فربما هو يتأفف ويتأوه و يستجيب لأسئلة الاستنطاق ، لكن الصمت هنا يتقمص دلالة غياب التجديد فهو صمت الرتابة ، حتى البرودة فهي تجنح نحو برودة المشاعر أكثر مما تعبر عن انخفاض درجة الحرارة .

ياسر علي 10-17-2014 04:16 AM

أتدثرُ خرقي البالية معلناً هزيمتَهُ بهزيمةِ برودتهِ, وأفجِّرُ بصمتهِ الحياة بكسرةِ رغيفٍ أتلذذ بمداعبتها. يُطرِبني أنينُ جُزئها المكسور تحت وطأة أصابعي. تئنُ , وأكسرُ, ويستقيمُ اللحنُ وأطربُ. يقترب رغيفي من محاكاة لوحتي المتكررهُ, ويعجٍّل جوعي اكتمالها. وتبدأ أسناني عزفها المنفرد بما تبقى منها, لحن وداعٍ على مذبحِ الجوع..!


لاحظ هنا محاولة البطل التعايش مع رتابة الإيقاع ـ السكتة ـ فهو يتدثر خرقه البالية في محاولة لكبح تأثير الرتابة و تقليص حجم أضرارها و هو يتمنى إيقاظ همته و إنعاش حب الحياة في دواخله ، رغم أن ظاهر هذه الصورة يحاول من خلاله الكاتب ربط الخرق البالية بالبرودة كظاهر للصورة الشعرية ، لكن الانزياح الحاصل هنا يوضحه المغزى فهو يتمني تفجير الحياة الدافئة في دواخله ، فالخرق البالية يقصد بها إحياء طباعه القديمة ، ربما قراءة نص أو كتابة مقطع شعري أو غيرها كإصرار على البقاء قيد الحياة . فالصورة الشعرية المتجلية هنا هي موازنة الرتابة بمعنى البرودة ، بدفء الحياة الطبيعية التي كان يعيشها ، وكذا موازنة الصمت بمحاولة كسر إيقاعه بالتلذذ بصوت قضم كسرة الخبز . نزل بالجملة الأولى ، وصعد في الثانية ليخلق توازن الفقرة ، للحفاظ على الإيقاع الحي للنص وعدم اسقاطه في الخط التنازلي الذي قد يفقد النص توازنه كبنية أو كبنيان .
أما الجملة الثالثة فجاءت لتوضح لنا النتيجة ، بعد هبوط وصعود فالكاتب يظهر نتيجة هذا الصراع على لسان البطل و استعمل مفردات غاية في الأهمية على غرار ، يطربني أنين جزئها الكسور ، تئن أكسر ، يستقيم اللحن يقترب رغيفي من محاكاة لوحتي المتكررة ، ـ وقبلها أتلذذ بمداعبتها . فاللذة هنا تحمل كل حمولة الرغبة والميول انطلاقا من غريزتي البناء والهدم و صراعهما ، أداعبها تحمل كل معاني اللذة الجنسية ، تبدأ أسناني في العزف ، لكأن البطل رجع إلى طفولته الأولى في المرحلة الفموية ، يطربني أنينها تعبير عن قمة السادية ، و الغريب أن تلك السادية المفرطة وظفت في غير محلها لذلك فهي لن تؤدي إلى الإفراغ و من ثم التوازن ، بل هي مجرد سادية دونكيخوتية ، فهي مازوشية صريحة . فالكاتب على لسان البطل استعمل أحداثا تبدو بسيطة لكنه أشبعها بالرمزية .
وفي هذا المقطع وظف الكاتب اللغة الشعرية بكثافة و أنهاها بعلامة تعجب وانفعال .

ياسر علي 10-18-2014 12:09 AM

عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...


انطلاقا من العنوان و تكرار المفردات الموسيقية في النص ، يتضح أن الموسيقى تعبير عن الحياة في النص بمفهوما الشامل ، فموسقوا أذني هو عبارة عن إكراه البطل للتعاطي بإجابية مع رتم السجن بمعنى دفعه إلى نسيان مقومات الحياة و حقوقه الأساسية ، والخضوع الكامل لمنطق السجن ، أي أن يتآلف مع السجن و يفقد صفة الفاعلية ويتحول إلى بيدق في رقعة الدومينو هذه ، و يشارك في إيقاع السجن و ينسى ذاتيته و أسباب وجودها ، ومادام البطل أبقى على أقوالهم فقط و لم يستطع التمرد عليها و كشف عيوبها فهو اعتراف ضمني بأنهم نجحوا إلى حد ما في جعله يعزف على إيقاع الوتر الحزين أو النغمة الحزينة و المؤلمة .

لو تأملنا هذا المقطع فهو تفسير وتبرير للحالة التي يوجد عليها ، لكأنه يقول كنت سأمارس مقاومتي لكن السجن أقوى مني ، لذلك أكتفي بتغيير إيقاع الرتابة بالمتاح القليل واليسير .

الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا.

هذه الجملة تكرار لجملة البداية ، لكأنها البيت الذي يبني عليه الشاعر بنيان قصيدته ، فهي تلك اللازمة التي تساعد على توسيع الفكرة أو الانتقال من فكرة إلى أخرى ، فهو رجوع إلى الزمن ليس مرة أخرى للاعتراف به ككيان بل لإزالته بالمرة ، فالتاريخ عنده توقف منذ دخوله إلى السجن و هنا تأكيد بأن فترة السجن سكتة كبرى ذات إيقاع رتيب لا تستحق التأريخ .

ياسر علي 10-18-2014 12:09 AM

أرقام فوق رأسك على جدار غصَّ بمثلها حتى تخاله صنع منها...!!؟ الحساب لا يخضع لقواعده، وكل حسبة معطلة إلى أن تغادر ذلك الباب، علم الفلك في إجازة مفتوحة، فالشمس لن تلامس عتبات صباحك، ولن يحتضنها المساء, فكلاهما في العدِّ سواء..!!!!

هذا المقطع أيضا عبارة عن حجج لتقوية الفكرة الأساس أن السجن مكان خال من أية حياة ، فإذا كانت جدرانه غاصة بالأرقام و لغة الأرقام فيه ظاهرة ، كعدد النزلاء وإحصاؤهم كل يوم ، و أرقام الزنازن ، رقم السجين في سجل الإعتقال و غيرها من الأرقام ، فإن هذا الصرح المبني على الأرقام لا يمتلك روحها و حقيقتها ، فعلم الرياضيات خاضع للمنطق السليم و السجن مكان لا يخضع لأي منطق ، أيضا ينتقل البطل ليذكرنا أن الدورة الفكلية تعطل مفعولها ، فالبرودة دائمة وإن تغيرت الفصول ، والظلام سائد وإن أشرقت الشمس .

ياسر علي 10-18-2014 05:48 PM

خارجاً بدأ العزف السمفوني ..أبواب تفتح وتغلق وتجرَّد من سلاسلها. ما تبقى في رئتي من هواء أدفعه في حنجرتي استعداداً لانخراطي في جوقة الغناء الأوبرالي, وهنا لايهم نوعية الصوت وعربه ونقاوته، أنت مشارك شئت أم أبيت. مساحات صوتك, قراره, وجوابه, يتحكم بهما الزمن الفاصل بين جلدة سوط وأخرى..!!

يعود الكاتب إلى التعذيب الذي سبق أن تناوله في مقطع سابق ، بعد أن ذكر بانخراطه طواعية أو لا إراديا في طقوس السجن ومنطقه ، فالموسيقى دائما يقصد بها الحياة التي أكره على التعايش معها رغم أنه فقد التأثر والتأثير ، و أضحى شخصا بلامشاعر و بلا هدف . و أضاف أن التعذيب يكون بسبب أو بغيره . قد يبدو المقطع على أنه يقدم وصفا لخارج السجن و فيه بعض سرد يكاد يوحي أن هناك أحداث بصدد أن يتناولها الكاتب ، لكنه اكتفى بتقديم ما قد أشار إليه في المقاطع السابقة .

أردفت كومة العظام فوق قدميَّ تجاسرت بخوفي, وبوقفتي كما كل يوم خلف ذلك الباب. أستعد للقاء أدرك كامل تفاصيله!!!!

هذه الجملة تكاد تكون بداية فعلية للنص ، فالبطل يتحدث عن وقوفه بجسمه الضئيل متحديا جبروت الخوف وهو مستعد لتخطي عتبة الباب رغم أنه يعرف بالتمام تفاصيل ما ينتظره وهنا رجوع مرة أخرى إلى التكرار والرتابة والإيقاع السابق ، صعود في بداية الجملة ثم هبوط في نهايتها وهذا حاصر آفاق السرد و أضعف الحبكة.
نشز اللحن وتجاوزني (المايسترو) وسكتة أوقفت العزف والصوت, وبدأ لحن ما ألفته...!! إيقاع الباب...وقع الخطا...وسلاسل ترسل نغمة أقل ما أعرف عنها أنها ليست نغمتي ..احتضنها الصدى ولم تلامس أذني.
هذا الجزء فيه مرة أخرى رجوع إلى الوراء ، و لم يستطع أن يقدم إضافة ، وهذا الأسلوب مباح في القصيدة ، لكن يثقل النص السردي .

كان يينتظر أن يفتح باب زنزانته ليخرج لكن السجان تركه ومن ثم عاد ليستمع إلى صوت الخطى و السلاسل و الأبواب .

هذه المقدمة الطويلة نسبيا قياسا مع طول النص ، هي ما نحت بالنص اتجاه الخاطرة.

وشكرا للأستاذ أيوب والكاتب زياد القنطار .

زياد القنطار 10-20-2014 01:44 AM

هنا لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان .للأستاذين الكبيرين أيوب صابر وياسر علي ,على هذه الإضاءة التي طوقني جميلها .وعلى هذه الوقفة التي أكرم بها نصي ...
وهنا أنوه أن مفردة النقد التي جالت على هذا النص .كانت من الأهمية بحيث وصلت إلى قصيه ..

الأستاذ ياسر علي بنى مفردته النقدية على قراءة للنص كانت مختلفة عن القراءة التي اعتمدها الأستاذ أإيوب صابر .

وكلاهما بنى التقيم النقدي على أساس القراءة التي وقف بها على النص وكلاهما أصاب من حيث قرأ, كان النص أقرب إلى الخاطرة في رأي الأستاذ ياسر المبني على قراءته, وكان قصة قصيره برأي الأستاذ أيوب صابر توافرت لها أركان القصة ...

والحقيقة الماثلة أمامنا هاهنا ليس النص, وإنما حقيقة النقد الأدبي الذي يميز هذا المكان البعيد عن المفردة المنفرة, والهادمة, والذي يحضر به مفردة وافية محفزه موجهة تعي السبل وإنارة مسالكها ...

أنا عاجز عن الشكر ,,وتقبلا مني خالص احترامي وتقديري .

ايوب صابر 10-22-2014 02:11 PM

في ضوء الحوار الذي جرى ان كان النص اقرب الىالخاطرة ام هو قصة قصيرة فيه كافة عناصر القص ، دعونا نسأل هذا السؤال:

- هل ينتمي النص الى المدرسة الواقعية؟ ام هو نص خيالي؟ او ينتمي الى نمط التداعي الحر؟


صفاء الأحمد 12-12-2014 11:54 AM

أ.زياد القنطار
نص فاخر من النوع المشبع بالتأملات الساحرة
أكثر ما لفت انتباهتي قدرة زياد القنطار على ختم كل فقرة بجملة تختصر كل ما قيل قبلها كقوله ( لحن وداع على مذبح الجوع ) هذه بحد ذاتها رواية مثلا ..
و قوله ( حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام ) لله درك ما أقدرك على استنطاق جوف الكلم ،

أما عن اسم بطل الحكاية ( سعيد ) ربما هذا الاسم يجبّ كل اعتقاد بأن لكل امرىء من اسمه نصيب ، راقني هذا الاسم بتناقضه العجيب مع حالة البطل .

و الخاتمة كانت بحرية ما ، حرية لوثها نشاز قهقهة ما .

الرائع زياد القنطار ، نص ترفع له القبعات ..
شكرا .

زياد القنطار 12-17-2014 04:53 AM

الأستاذة صفاء الشويات .
تفرحني مصافحة حرفك هاهنا , وتسعدني وقفتك التي أقدر .وأحمل جميل هذا الثناء الذي فاضت به سطورك على النص ويشحذ بي الهمة ويحملني مسؤولية كبيرة أرجو أن أستطيعها ...
لمثل وقفتك ومرورك ترفع القبعة , وتقبلي مني دائماً خالص الاحترام والتقدير

محمد أبو الفضل سحبان 12-25-2014 10:35 PM

تحية لقلم سطر فأفصح وصور فأبدع....السكتة فاصل صامت بين الجمل الموسيقية التي حيكت ببراعة وجعلتنا نعيش على إيقاع أنغام حزينة لكنها تبعث في نفس اليائس خيوط أمل قريب ...قذفه للخارج نشاز وخروج عن المقام الموسيقي الطبيعي لكنه بالنهاية خروج وهو أهون من البقاء خلف القضبان وإن لم يكن نهاية لحكاية السجن والسجان.....أملنا أن يكون الايقاع الجديد مرفوقا بأزمنة قوية تلد فينا الحق والحرية وبألحان تصارع مسلسل الأحزان وتمنحنا فرصة للعيش بأمان.....
تحية تقدير ومحبة لقلم قريب منا
أبو الفضل

زياد القنطار 12-29-2014 01:29 PM

أخي محمد.
أسعدني الحضور .بقدر سعادتي بقراءتك الساهمة .وأشاركك الدعاء بأن نعيش أحلامنا بعيداً عن صور القضبان المصادرة لها.
أثمن هذه الوقفة ,وأشكر لك الحضور البهي ...مع خالص المودة والتقدير

[/tabletext]
فاطمة جلال 01-17-2015 12:18 AM

[tabletext="width:70%;"]

سكتة وايقاع وحروف متلاحقة بأنفاس تختنق بصمت تحاول جاهدة ان تجد رئه ثالثة تزفر
من خلالها وجع سنوات طويلة
فكانت الزفرات تخرج كإيقاع موسيقي تعزفه الشعبيات الهوائية المتيبسه من صدى الأيام
خلف بوابات وزنزانة القهر, وكسرات الخبز وبقايا ملح وزيت
اليوم هتفت النفس ستفتح ألأبواب على مصراعيها ويكون للحلم ليل أخر
اليوم سيكون لقاؤنا تاريخي بسجان قد أغلق أبواب السجن ولكنه
لم يغلق منافذ الروح المشرعة على حنين
ينمو كبذرة جنين في أعماق روحي
لا بوابات القهر تمنعني أن أتنفس أن أكتب وأن .....وأن

لو يعلمون كيف يتراقص قلبي فرحا ل أطلقوا عليه رصاصة الموت
لويعلمون ان ذاكرتي حبلى بكل لحظات عشتها وأنني دونتها هناك
لكانوا أطلقوا أيضا رصاصة فجرت دماغي ليسرقوا كل حروفي
هنيئا لهم
فلقد تركت بصمات على جدار زنزانتي لتذكرهم بتاريخهم الأسود


الوقت يداهمني
لي عودة ان شاء الله

مع التقدير

[/tabletext]
فاطمة جلال 01-17-2015 04:37 PM

[tabletext="width:70%;"]

سلام الله عليكم
ها أنا أعود من جديد بالأمس تحدث عن ما دار في النفس عند أخر يوم خلف القضبان
وهذا النوع من القص الذي تناوله الكاتب قريب جدا من رسائل السجون وهذا يحسب لصالح الكاتب
بتفرده بنفسه والحوار والذي كنت أتمنى ان يطول بعض الوقت إلا أن المونولوج الداخلي الذي تحدثت به نفس الكاتب
رسمت لنا العديد من الصور وما حدث خلف هذه القضبان صور لنا مشاهد غريبة وأحدث ايقاع باللحن بصوت الأبواب
التي تفتح ووقع الخطى والسلاسل وكلها لها تأثير كبير في نفس الكاتب الذي يقبع خلف القضبان مدة لم نعلمها بعد ...
هل ذكر الكاتب المدة لا ...بالطبع عندما أفرج عن معطفه الذي سجنه منذ سنين هذا يعني أنه قد مكثت سنوات وسنوات
عندما نادى السجان قال له إفراج
وهنا يبدأ عنصر الحركة في لملمة دفاتره والإفراج عن معطف
وأسأل ما هي حكاية المعطف المأسور معه لم سجنه ولم يفرج عنه الا عندما أبلغ في الإفراج
ما العبرة من اختباء المعطف رغم حاجته إليه ؟؟؟
أترك السؤال للكاتب للإجابة
المعطف في العالم الخارجي لن يفيده كما في العالم الداخلي
وربما أجد من المعطف دلالة ليست مادية ولا أعرف بماذا يوحي للكاتب
ويبقى الحرف مفتوحا للقارئ لما يحمل النص من جمال وفكر ثاقب
وأبعاد لعلي لم أدركها بعد
دمت أديبنا زياد بكل الود





زياد القنطار 01-19-2015 10:38 PM

أهلاً بالأستاذة فاطمة .
يأسرني ويدهشني هذا النشاط المنقطع النظير ,وهذا التواجد المميز عبر متصفحات المنتدى ولا أملك كلمة شكر وافية تليق بك وبهذا الحرف .
ماوقفت عليه من أدب السجون ,إنما يرتبط بواقع السجن بسطوته وسطوة السجان .ويلفتني فيه حقيقة أنه إبن واقعه يرصد معاناة من وقع عليهم الحيف والظلم .وفي حماقة الأمنيات عندما أعود لهذا النص تكون الأمنية أن قدّر عيش هذه التجربة ,لأنني بكل عودة أجد أن هناك الكثير من الزوايا المظلمة التي لايمكن أن يسلط الضوء عليها إلا من عاش هذه التجربة بكل تفاصيلها .وفي سكتة وإيقاع جديد أردت أن أقدم هذا العمل بصيغة مختلفة بحيث يكون نفض غبار أيام السجن أقل وطأة على عيون وروح القارئ من خلال تحميله على بعض المصطلحات الموسيقية ,كتقدمة لولادة لإيقاع جديد للحياة يبدأ عند سكتة الباب الأخيرة .
والحقيقة كان يمكن للمعطف أن يذهب بعض صقيع أيام السجن ,ولكن تراءى لي أن أيام مابعد السجن قد يكون صقيعها أكثر ضراوة وشراسة من أيام السجن ,وباعثه هو وضع نفسي للسجين قد يحاصره خارج سجنه ويجد روحة عارية بواقع يعود إليه ظاناً أنه مازل على حاله قبل أن يغادره .وكثر هم من قبعوا في السجون فترات طويلة ,ليجدوا أن ماضحوا من أجله وأودعهم خلف قضبان السجن أصبح من حكايا الماضي ..فأردت لصاحبنا أن أبقي على معطفه علّه يتقي به بعض صقيع أيامه القادمة ...
مني دائماً خالص الاحترام والتقدير

ايوب صابر 08-27-2016 12:51 AM

اين انت يا استاذ زياد ؟ وما جديدك ؟

زياد القنطار 09-09-2016 08:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 214237)
اين انت يا استاذ زياد ؟ وما جديدك ؟

اعتقد إن حدسك دفعك للسؤال، حيث أنني أعيد قراءة اللقاء والحوارية التي قامت بها الأستاذة ناريمان الشريف معكم.أكملتها في المرة الأولى وعدت لإنه بقي، في نفسي، شئ منها وها أنا بين سطورها أقلبها،،،،،،،
ودعني أسألك ماجدبدكم في منابر....؟؟؟؟
لك خالص المحبة والتقدير

ايوب صابر 09-09-2016 09:33 PM

أنا صراحة أفتقدك وافتقد قدراتك النقدية فلك حضور كبير اتمنى لو يستمر بشكل دائم .
بخصوص ما كتبت من سيرة بودي ان اسمع رايكم رغم انني بصدد اضافة فصل عن الطفولة المبكرة وهي خطوة غير مسبوقة لان لا احد يتذكر فترة التكوين ولكن بحثي في موضوع اثر الاحداث في صناعة الشخصية يجعلني غير قادر على تجاهل تلك الفترة خاصة انها شهدت واحدة من اهم الزلازل التي عصفت بي وهي تجربة اليتم . ولذلك لجأت الي تخيل ما جرى في تلك الفترة وقد اعاقني هذا الموضوع كثيرا واخرتي عن استكمال المرحلة الثانية والتي تغطي فترة المدرسة وحتى الاحتلال حتى يكتمل الجزء الثاني والذي انوي اصداره على شكل رواية من نمط السيرة لتكون واحده من ثلاثية تغطي كامل السيرة .

هل انت مستعد لتبدأ كتابة سيرتك ؟ نستطيع ان نعمل معكم لقاء على شاكلة ما عملنا مع الاخ ياسر لتشجيعك على البوح واستفزاز الذكريات ؟
بالنسبة للنشاط في منابر نحن في خضم حوار ساخن حول قضيتين هما الزمن وهل هو موجود ام لا والحب وهل هو وهم ام حقيقة ادعوك لطرح وجهة نظرك حول الموضوعين والمشاركة في الحوار ، كما بدات اليوم محاولة لتقديم قراءة لقصيدة لشاعر يمني بعنوان اليتيم...

وعلى جبهة الدراسات الاخرى الامور هادئة قليلا بعد ان كدت انتهي من وضع قائمة باهم سمات لأدب الأيتام اعتمادا على ابداعات مجموعة الأيتام ضمن قائمة افضل مئة رواية عربية والذي انوي تحويلها الي مقال حول الموضوع بعنوان سمات أدب الأيتام ،

حبذا لو نجد طريقة نحفز فيها مزيدا من الدراسات خاصة المقارنة منها اي في مجال الادب المقارن

ابق في الجوار يا استاذ زياد

العنود العلي 08-31-2019 03:07 AM

رد: سكتةٌ ..وإيقاع جديد
 
هنا كان للدروب تنهيدة خرساء
لم تسمعها الأرصفة البعيدة
وكان الجمال يدندن بتراتيل الإبداع
شكرآ لهذا النص الفاخر أستاذ زياد
وتقبل مني فائف التقدير


الساعة الآن 09:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team