منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ذَاتْ - نَشْرٌ أوّلٌ لِمَنَابِر .. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13502)

جليلة ماجد 05-16-2014 04:55 PM

ذَاتْ - نَشْرٌ أوّلٌ لِمَنَابِر ..
 
[ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة

جليلة ماجِد



لِمن دَلَفَ هُنا ... يتوقّع أن يجد شيئاً مختلِفاً ...
لا شيء هُنا سوى تعرية لــ ذاتــ / ـــي ...
:
قَبل الميلاد :
:
[youtube]https://www.youtube.com/watch?v=Kek4cKcb6eY[/youtube]
:
:
- مُمَزّقٌ هو ... بحّارٌ فقير .. لا يَملك إلا مركب صغير .. به يغيب عنها لأشهر كثيرة كي يجلب الزرق المميت ..كم رأى مِن أصحابه مِمَن يركب هذه السفينة و لا يرجع أبداً... بل يخلّده البحر ... حكّ جبهته و تنهّد ..إيــــــه يا بحر !! إلى متى هذا العذاب ؟؟ ترك زوجته الحامِل مع أبنائه و بناته الخمس شعر بالضيق الشديد .. ليت لو كان بيده .. لأسكن هذه الجميلة قصراً .. و ترك العبيد يخدمونها ليل نهار ... نظر إلى كفه الخشنة و قال : ربي ... كريم ... الآن يفكّر ... نعم بدأ كل شيء يتغير في بلاده للأفضل .. فبعد الإتحاد* .. تحسنت الأحوال قليلاً حتى أنه افتتح دكاناً صغيراً بناصِيةِ الشارع .. ليتفاخر أولاده بها ... هذه الرحلة الأخيرة له .. فقد وجد عملاً مناسِباً بمؤسسة حكومية .. فهو يعرف أن [ يفكّ الخط ] و هذه نعمة يُحسَد عليها ...
:
:
بدأت الشوارِع تزحَف في قريته الصغيرة .. و بدأت الكهرباء تغزو البيوت الاسمنتيّة البدائية .. جميرا يا قُبْلة السماء للأرض .. يا مِلح الكون كلّه .. يا رِئةً سماويّة ذات أجراسِ ..!
يلمع الشاطئ الذهبي أمام عينه فتغزوه فرحه و يؤلمه بطنه الممتلئ بفراشات البهجة .. أخيراً عاد البحّار لسّتّ الحسن ... أخيراً سيشمّ ريح أولاده و يحضن الراحة و السرور .. يفّكّر بعمق في أولاده و خاصّة الأخيرة .. ذات اليد التي لا تنمو و الذي اكتسى وجهها بحسنٍ نادر الوجود و تقاطيعٍ ملائكيّة لا تُخطئها عين ....
- تعال .. أذاهبٌ أنتَ إلى جميرا ؟ صرخ الوالِد بسائق الأجرة .
يهز السائق رأسه بمعنى ... أي نعم ... و يردفه في سيارة زرقاء قديمة ، تتوالى عليه الذكريات كشريط سينمائي قديم ... كيف كانوا قبل تبِعات الحرب العالميّة الثانيّة ، كيف امتلكوا الذهب و العبيد و المال ... و كيف اختفى كلّ هذا بطرفة عين ، يتذكّر كيف عانوا الجوع و الفقر و اليتم مرّةً واحدة .. و كيف التهم البحر أحبتهم الواحِد تلو الثاني .. فالمصائب لا تأتي فرادى .. أبداً ...!
- وصلنا بابا ..صرخ السائق ، أنقده ماله و وقف أمام الباب تملكه رجفة .. يسمع صوت أولاده خلف الباب و صراخ الغالية عليهم ، ابتسم و فتح الباب قائلا : السلام عليكم ..!
- هلا بنور البيت ..! صرخت الغالية .. توافد الأطفال كطوفان حبّ جارف و أخذوا يبكون بِنَفَسٍ واحد و هو يحضن هذا و يُقبل ذاك و يثني على هذه و يمسحُ رأس تِلك ، و هي تبتسم مِن بعيد ، و تضع يدها على بَطْنِها المنتفِخ تهدأ مِن روع ساكِنه الذي لا ينفك يعلن – هو أيضاً – فرحته بحضور والده ، و كأنها ليلة عيد... تمتمت
- عيد لا ينتهي أبداً يا غالية ...!
كان الحب بينهما واضحاً و مثاراً للحسد فليت كل البيوت هما ..و هُما فقط ... يتناجيان معاً كعاشقين أبداً .. يكتب فيها قصائد و يلحنها و يغنيها على روحها صباح مساء .. و هي تفيض ولعاً به ، تغرق حباً في كلّ يوم يزيده دلالها الفطري ...
:
:
-أينَ أنتِ يا غالية ؟؟
-هنا يا نور البيت ...
-دعي الطعام و اجلسي أسامرك ..
-ما الأمر ؟؟
-علاوة .. سأحصل على علاوة و سيتحسن حالنا سأقترِض من البنك و أبني لك منزلاً فاخراً كما حلمتِ به ..
-( تضع يدها في يده ) حقاً ...
-إن شاء الله ...
-الكرم كرمك يا رب ....! آه ...!
-ما بالك ؟؟
-لا تخف فلا زِلتُ في الشهر السادس و هذا ليس مخاضاً بالتأكيد ..
-لكنكِ تنزِفين ...
-ماذا ؟؟؟
-سأجلب الطبيبة ..
يركُضُ بين الطرقات حتى وصل لدارها ، ملهوفاً يطرق الباب ، تأتيه الدكتورة الطيّبة .. يشرح لها الأمر .. فتركض حتى تصل للمنزِل .. تجد الغالية و قد رمت تحتها مُضغة صغيرة ... تلفها في خِرقة و تعطيها الوالِد :
-زوجتك قد ولدت يا سيدي ... بنت ..! إذهب بها إلى المستشفى رُبما لا زالت حيّة ..!
و كانتْ هذه اللحظات الأصعب ... فهذه هي أنا ...!
[OVERLINE]
·قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971 م
[/OVERLINE]

ايوب صابر 05-16-2014 11:49 PM

اسلوب سردي اكثر من رائع ، اهتمام بالتفاصيل، ووصف جميل للغاية، اما الحوار فجعل النص حيويا ينبض بالحياة ، ورغم ان هذه مجرد البداية لكني وجدت فيها من الدراما والتشويق ما يجعلني اتابع حلقاتها بشغف. في النص أيضاً الكثير من المحسنات الجمالية مثل الحركة والتشخيص، ولا شك ان الحديث عن البحر ومصاعب مهنة البحار ومخاطرها والحديث عن الفقر والبؤس أغنى النص لانه اشتمل على صراع من اجل البقاء وضد البحر ومخاطره ونحن نعرف مدى روعة النصوص التي جعلت البحر جزءا من المشهد الذي تجري فيه الاحداث .



يا لجمال هذا الوصف :
بدأت الشوارِع تزحَف في قريته الصغيرة .. و بدأت الكهرباء تغزو البيوت الاسمنتيّة البدائية .. جميرا يا قُبْلة السماء للأرض .. يا مِلح الكون كلّه .. يا رِئةً سماويّة ذات أجراسِ ..!


يلمع الشاطئ الذهبي أمام عينه فتغزوه فرحه و يؤلمه بطنه الممتلئ بفراشات البهجة .. أخيراً عاد البحّار لسّتّ الحسن ... أخيراً سيشمّ ريح أولاده و يحضن الراحة و السرور .. يفّكّر بعمق في أولاده و خاصّة الأخيرة .. ذات اليد التي لا تنمو و الذي اكتسى وجهها بحسنٍ نادر الوجود و تقاطيعٍ ملائكيّة لا تُخطئها عين ....




ليس سهلا ان نعري ذاتنا ولا شك ان ذلك يتطلب شجاعة استثنائية ومهارة .

هي سيرة ذاتية صحيح ويبدو انها ستكون غنية بالاحداث الدرامية المشوقة لكني اتصور بانها ستكون ايضا بمثابة حكاية للانقلاب الدرامي الذي حدث في المجتمعات الخليجية الذي كان يعتمد على الصيد والتجارة مع بلاد جنوب شرق اسيا لتأتي فورة النفط ويتغير كل شيء .

- سؤال يعني انت اسباعيه ؟! وانك كنت بين الحياة والموت عند لحظة الولادة ؟
- وكم كان ترتيبك بين الأبناء جميعا ؟
- وتقولين كانوا يعيشون اليتم ...من هم الذين كانوا يعيشون اليتم ؟

*

جليلة ماجد 05-17-2014 12:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 176213)
اسلوب سردي اكثر من رائع ، اهتمام بالتفاصيل، ووصف جميل للغاية، اما الحوار فجعل النص حيويا ينبض بالحياة ، ورغم ان هذه مجرد البداية لكني وجدت فيها من الدراما والتشويق ما يجعلني اتابع حلقاتها بشغف. في النص أيضاً الكثير من المحسنات الجمالية مثل الحركة والتشخيص، ولا شك ان الحديث عن البحر ومصاعب مهنة البحار ومخاطرها والحديث عن الفقر والبؤس أغنى النص لانه اشتمل على صراع من اجل البقاء وضد البحر ومخاطره ونحن نعرف مدى روعة النصوص التي جعلت البحر جزاء من المشهد الذي تجري فيه الاحداث .

يا لجمال هذا الوصف :
بدأت الشوارِع تزحَف في قريته الصغيرة .. و بدأت الكهرباء تغزو البيوت الاسمنتيّة البدائية .. جميرا يا قُبْلة السماء للأرض .. يا مِلح الكون كلّه .. يا رِئةً سماويّة ذات أجراسِ ..!
يلمع الشاطئ الذهبي أمام عينه فتغزوه فرحه و يؤلمه بطنه الممتلئ بفراشات البهجة .. أخيراً عاد البحّار لسّتّ الحسن ... أخيراً سيشمّ ريح أولاده و يحضن الراحة و السرور .. يفّكّر بعمق في أولاده و خاصّة الأخيرة .. ذات اليد التي لا تنمو و الذي اكتسى وجهها بحسنٍ نادر الوجود و تقاطيعٍ ملائكيّة لا تُخطئها عين ....

ليس سهلا ان نعري ذاتنا ولا شك ان ذلك يتطلب شجاعة استثنائية ومهارة .

هي سيرة ذاتية صحيح ويبدو انها ستكون غنية بالاحداث الدرامية المشوقة لكني اتصور بانها ستكون ايضا بمثابة حكاية للانقلاب الدرامي الذي حدث في المجتمعات الخليجية الذي كان يعتمد على الصيد والتجارة مع بلاد جنوب شرق اسيا لتأتي فورة النفط ويتغير كل شيء .

- سؤال يعني انت اسباعيه ؟! وانك كنت بين الحياة والموت عند لحظة الولادة ؟
- وكم كان ترتيبك بين الأبناء جميعا ؟
- وتقولين كانوا يعيشون اليتم ...من هم الذين كانوا يعيشون اليتم ؟

*

مرورك هُنا يعني لي الكثير أستاذ أيوب .... أشكر روحك إذ تقرأ حرفي ... لك عين صقر ..و سرعة بديهة عُقاب .. نعم سيحصل الانقلاب بشكل أسرع مما نتوقع ..

- أنا ولدتُ في الشهر السادس بعد دخول الوالدة الشهر السادس بـ 4 أيام تماماً

- أنا الأخيرة الصغرى و المدللة - الاعتراف بالحق فضيلة - .:d

- نعم أبي و أمي عانوا اليتم منذ الصغر و أثر هذا في علاقتهما فكل واحد منهما متمسك بالآخر - ربي يحفظهما لي ..

- يسعدني وجودك .. و أسئلتك ... طاب يومك ...

[/TABLETEXT]
احمد سليم العيسى 05-17-2014 03:52 PM

[TABLETEXT="width:90%;background-color:silver;"]


http://www.youtube.com/watch?v=Kek4c...layer_embedded


[marq="6;right;1;scroll"]
ذَاتْ - نَشْرٌ أوّلٌ لِمَنَابِر ..
[/marq]

http://s.alriyadh.com/2012/02/04/img/557596012716.jpg

لِمن دَلَفَ هُنا ... يتوقّع أن يجد شيئاً مختلِفاً ...
لا شيء هُنا سوى تعرية لــ ذاتــ / ـــي ...
:



قَبل الميلاد :
:
:

- مُمَزّقٌ هو ... بحّارٌ فقير .. لا يَملك إلا مركب صغير .. به يغيب عنها لأشهر كثيرة كي يجلب الزرق المميت ..كم رأى مِن أصحابه مِمَن يركب هذه السفينة و لا يرجع أبداً... بل يخلّده البحر ... حكّ جبهته و تنهّد ..إيــــــه يا بحر !! إلى متى هذا العذاب ؟؟ ترك زوجته الحامِل مع أبنائه و بناته الخمس شعر بالضيق الشديد .. ليت لو كان بيده .. لأسكن هذه الجميلة قصراً .. و ترك العبيد يخدمونها ليل نهار ... نظر إلى كفه الخشنة و قال : ربي ... كريم ... الآن يفكّر ... نعم بدأ كل شيء يتغير في بلاده للأفضل .. فبعد الإتحاد* .. تحسنت الأحوال قليلاً حتى أنه افتتح دكاناً صغيراً بناصِيةِ الشارع .. ليتفاخر أولاده بها ... هذه الرحلة الأخيرة له .. فقد وجد عملاً مناسِباً بمؤسسة حكومية .. فهو يعرف أن [ يفكّ الخط ] و هذه نعمة يُحسَد عليها …

:

http://www.imuae.com/vb/imgcache2/37161.gif

:

بدأت الشوارِع تزحَف في قريته الصغيرة .. و بدأت الكهرباء تغزو البيوت الاسمنتيّة البدائية .. جميرا يا قُبْلة السماء للأرض .. يا مِلح الكون كلّه .. يا رِئةً سماويّة ذات أجراسِ ..!
يلمع الشاطئ الذهبي أمام عينه فتغزوه فرحه و يؤلمه بطنه الممتلئ بفراشات البهجة .. أخيراً عاد البحّار لسّتّ الحسن ... أخيراً سيشمّ ريح أولاده و يحضن الراحة و السرور .. يفّكّر بعمق في أولاده و خاصّة الأخيرة .. ذات اليد التي لا تنمو و الذي اكتسى وجهها بحسنٍ نادر الوجود و تقاطيعٍ ملائكيّة لا تُخطئها عين ....
- تعال .. أذاهبٌ أنتَ إلى جميرا ؟ صرخ الوالِد بسائق الأجرة .
يهز السائق رأسه بمعنى ... أي نعم ... و يردفه في سيارة زرقاء قديمة ، تتوالى عليه الذكريات كشريط سينمائي قديم ... كيف كانوا قبل تبِعات الحرب العالميّة الثانيّة ، كيف امتلكوا الذهب و العبيد و المال ... و كيف اختفى كلّ هذا بطرفة عين ، يتذكّر كيف عانوا الجوع و الفقر و اليتم مرّةً واحدة .. و كيف التهم البحر أحبتهم الواحِد تلو الثاني .. فالمصائب لا تأتي فرادى .. أبداً ...!
- وصلنا بابا ..صرخ السائق ، أنقده ماله و وقف أمام الباب تملكه رجفة .. يسمع صوت أولاده خلف الباب و صراخ الغالية عليهم ، ابتسم و فتح الباب قائلا : السلام عليكم ..!
- هلا بنور البيت ..! صرخت الغالية .. توافد الأطفال كطوفان حبّ جارف و أخذوا يبكون بِنَفَسٍ واحد و هو يحضن هذا و يُقبل ذاك و يثني على هذه و يمسحُ رأس تِلك ، و هي تبتسم مِن بعيد ، و تضع يدها على بَطْنِها المنتفِخ تهدأ مِن روع ساكِنه الذي لا ينفك يعلن – هو أيضاً – فرحته بحضور والده ، و كأنها ليلة عيد... تمتمت
- عيد لا ينتهي أبداً يا غالية ...!
كان الحب بينهما واضحاً و مثاراً للحسد فليت كل البيوت هما ..و هُما فقط ... يتناجيان معاً كعاشقين أبداً .. يكتب فيها قصائد و يلحنها و يغنيها على روحها صباح مساء .. و هي تفيض ولعاً به ، تغرق حباً في كلّ يوم يزيده دلالها الفطري ...
:
:

-أينَ أنتِ يا غالية ؟؟
-هنا يا نور البيت ...
-دعي الطعام و اجلسي أسامرك ..
-ما الأمر ؟؟
-علاوة .. سأحصل على علاوة و سيتحسن حالنا سأقترِض من البنك و أبني لك منزلاً فاخراً كما حلمتِ به ..
-( تضع يدها في يده ) حقاً ...
-إن شاء الله ...
-الكرم كرمك يا رب ....! آه ...!
-ما بالك ؟؟
-لا تخف فلا زِلتُ في الشهر السادس و هذا ليس مخاضاً بالتأكيد ..
-لكنكِ تنزِفين ...
-ماذا ؟؟؟
-سأجلب الطبيبة ..
يركُضُ بين الطرقات حتى وصل لدارها ، ملهوفاً يطرق الباب ، تأتيه الدكتورة الطيّبة .. يشرح لها الأمر .. فتركض حتى تصل للمنزِل .. تجد الغالية و قد رمت تحتها مُضغة صغيرة ... تلفها في خِرقة و تعطيها الوالِد :
-زوجتك قد ولدت يا سيدي ... بنت ..! إذهب بها إلى المستشفى رُبما لا زالت حيّة ..!
و كانتْ هذه اللحظات الأصعب ... فهذه هي أنا …!



[marq="6;down;1;scroll"][ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة 

جليلة ماجِد 



[/marq]

http://hnauae.com/wp-content/uploads...اريخ-دبي-2.jpg

قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971 م

http://www.karom.net/up/uploads/13230330641.gif


ياسر علي 05-17-2014 05:55 PM

أسلوب شيق وممتع

مقدمات ربيع أدبي أزهرت شتلاته فأثمرت جليلة

كل التقدير والاحترام يا أستاذة

سأكون بالقرب

[/TABLETEXT]
احمد سليم العيسى 05-17-2014 11:40 PM

[TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"]



http://forums.graaam.com/up/uploaded...1230739578.jpg

[marq="6;up;1;scroll"]الاستاذة / جليلة ماجد
[/marq]



لِمن دَلَفَ هُنا ... يتوقّع أن يجد شيئاً مختلِفاً ...
لا شيء هُنا سوى تعرية لــ ذاتــ / ـــي ...

وهل يوجد شيئا مختلفا أكثر من تعرية الذات
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من أن المُعَرّي كاتبة وأديبة مبدعة كـ جليلة ماجد
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذا الأسلوب الأدبي/ القصصي/ الشعري الفاخر والمميز
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذا السرد المختلف عن غيره
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذا التسلسل المـنفرد الشيق والمثير
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذا، نعم يوجد عندما تعالج السيرة الذاتية بقلم ماتع كقلمك
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذة البداية واللتي أوفاها حقها
الأستاذ الأديب القدير والمميز شيخ أدباء منابر وعقيدهم أيوب صابر
كانت تراودني كتابة سيرتي الذاتية هنا في منابر ولكن مشكلتي كانت كيف سأكتبها وبأي طريقة
هنا بصفحتك أدركت كيف ُتكتب السيرة الذاتية،
سيرة بدأت بالإثارة والتشويق واسلوب ادبي سلس وممتع
فيه من الصور اللتي من جمالها تصلح لمفردات شعرية
أتابع كتلميذ لعلي أتعلم كيف أكتب سيرة بهكذا اسلوب راقي
مهما قلنا فيه لن نفية حقه ولكن كبداية أكتفي بما أتحفنا به أستاذنا درة منابر أيوب صابر
نتابع بصمت لنتمتع ونتعلم منك أستاذتنا الفاضلة والمميزة
كنت أعلم عندما قرأتك أول مرة أن وراء هذا الحرف الفاخر الراقي
تكمن شخصية مختلفة وخاصة جدا وما جذبني ليس هذا فقط
بل هذا البركان الإنساني المرهف ذو التوتر العالي المستتر خلف حروفك كلها
أكانت خواطر،أفكار، تعليقات أو وجهات نظر ،هناك نهر عارم عرمرم منبعة سري
لا يردة غيرك، نهر يحمل قوارب ابداعك إلينا فنقف على ضفافه
ونصفق لك من القلب، لأنه وببساطة قلم كقلمك يستاهل كل هذا وأكثر
قيمة وقامة أنت فينا هنا في منابر الأدب
استمري فكلنا اذان صاغيه، ننتظر الحبكة لأنها ستكون أجمل وأجمل
أما النهاية فنعرفها مسبقا ، ستكون مفتوحة فالمستقبل
يحمل لهذا القلم الكثير من التقدم والنجاح
دمت بكل خير


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...GvkQYYEPuovJJG

أبو ظبي عام 1970



فاتحة الخير 05-17-2014 11:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله


ليس هناك أصعب من كتابة السير الذاتية
ليس هناك أصعب من تعرية الذات
ليس هناك أصعب من نشر أسرار أمام الجميع بحلوها ومرها
وتقولين أيتها الجليلة أننا لن نجد شيئا مختلفا
بل هنا يكمن الاختلاف وقمة الجرأة
كل الشكر لك أن اقتسمت معنا بعض أسرار

أنا ايضا سأكون في الجوار يعني تفتحي النافذة تجدينني الوح لك

حسام الدين بهي الدين ريشو 05-18-2014 07:26 AM

وانا ايضا
مع الاساتذة الافاضل الذين أثنوا
على القصة
وأكدوا متابعتهم
سأكون متابعا معهم
هذا الفيض الانساني كقصة طويلة
أو رواية
واستاذتنا الكاتبة
لا يختلف على مقدرتها الابداعية أحد
كونى بخير ان شاء الله
ولنسعد بفصول قصتك
مع تقديري

جليلة ماجد 05-19-2014 07:58 AM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سليم العيسى (المشاركة 176231)
[tabletext="width:90%;background-color:silver;"]


http://www.youtube.com/watch?v=kek4c...layer_embedded


[marq="6;right;1;scroll"]
ذَاتْ - نَشْرٌ أوّلٌ لِمَنَابِر ..
[/marq]

http://s.alriyadh.com/2012/02/04/img/557596012716.jpg

لِمن دَلَفَ هُنا ... يتوقّع أن يجد شيئاً مختلِفاً ...
لا شيء هُنا سوى تعرية لــ ذاتــ / ـــي ...
:



قَبل الميلاد :
:
:

- مُمَزّقٌ هو ... بحّارٌ فقير .. لا يَملك إلا مركب صغير .. به يغيب عنها لأشهر كثيرة كي يجلب الزرق المميت ..كم رأى مِن أصحابه مِمَن يركب هذه السفينة و لا يرجع أبداً... بل يخلّده البحر ... حكّ جبهته و تنهّد ..إيــــــه يا بحر !! إلى متى هذا العذاب ؟؟ ترك زوجته الحامِل مع أبنائه و بناته الخمس شعر بالضيق الشديد .. ليت لو كان بيده .. لأسكن هذه الجميلة قصراً .. و ترك العبيد يخدمونها ليل نهار ... نظر إلى كفه الخشنة و قال : ربي ... كريم ... الآن يفكّر ... نعم بدأ كل شيء يتغير في بلاده للأفضل .. فبعد الإتحاد* .. تحسنت الأحوال قليلاً حتى أنه افتتح دكاناً صغيراً بناصِيةِ الشارع .. ليتفاخر أولاده بها ... هذه الرحلة الأخيرة له .. فقد وجد عملاً مناسِباً بمؤسسة حكومية .. فهو يعرف أن [ يفكّ الخط ] و هذه نعمة يُحسَد عليها …

:

http://www.imuae.com/vb/imgcache2/37161.gif

:

بدأت الشوارِع تزحَف في قريته الصغيرة .. و بدأت الكهرباء تغزو البيوت الاسمنتيّة البدائية .. جميرا يا قُبْلة السماء للأرض .. يا مِلح الكون كلّه .. يا رِئةً سماويّة ذات أجراسِ ..!
يلمع الشاطئ الذهبي أمام عينه فتغزوه فرحه و يؤلمه بطنه الممتلئ بفراشات البهجة .. أخيراً عاد البحّار لسّتّ الحسن ... أخيراً سيشمّ ريح أولاده و يحضن الراحة و السرور .. يفّكّر بعمق في أولاده و خاصّة الأخيرة .. ذات اليد التي لا تنمو و الذي اكتسى وجهها بحسنٍ نادر الوجود و تقاطيعٍ ملائكيّة لا تُخطئها عين ....
- تعال .. أذاهبٌ أنتَ إلى جميرا ؟ صرخ الوالِد بسائق الأجرة .
يهز السائق رأسه بمعنى ... أي نعم ... و يردفه في سيارة زرقاء قديمة ، تتوالى عليه الذكريات كشريط سينمائي قديم ... كيف كانوا قبل تبِعات الحرب العالميّة الثانيّة ، كيف امتلكوا الذهب و العبيد و المال ... و كيف اختفى كلّ هذا بطرفة عين ، يتذكّر كيف عانوا الجوع و الفقر و اليتم مرّةً واحدة .. و كيف التهم البحر أحبتهم الواحِد تلو الثاني .. فالمصائب لا تأتي فرادى .. أبداً ...!
- وصلنا بابا ..صرخ السائق ، أنقده ماله و وقف أمام الباب تملكه رجفة .. يسمع صوت أولاده خلف الباب و صراخ الغالية عليهم ، ابتسم و فتح الباب قائلا : السلام عليكم ..!
- هلا بنور البيت ..! صرخت الغالية .. توافد الأطفال كطوفان حبّ جارف و أخذوا يبكون بِنَفَسٍ واحد و هو يحضن هذا و يُقبل ذاك و يثني على هذه و يمسحُ رأس تِلك ، و هي تبتسم مِن بعيد ، و تضع يدها على بَطْنِها المنتفِخ تهدأ مِن روع ساكِنه الذي لا ينفك يعلن – هو أيضاً – فرحته بحضور والده ، و كأنها ليلة عيد... تمتمت
- عيد لا ينتهي أبداً يا غالية ...!
كان الحب بينهما واضحاً و مثاراً للحسد فليت كل البيوت هما ..و هُما فقط ... يتناجيان معاً كعاشقين أبداً .. يكتب فيها قصائد و يلحنها و يغنيها على روحها صباح مساء .. و هي تفيض ولعاً به ، تغرق حباً في كلّ يوم يزيده دلالها الفطري ...
:
:

-أينَ أنتِ يا غالية ؟؟
-هنا يا نور البيت ...
-دعي الطعام و اجلسي أسامرك ..
-ما الأمر ؟؟
-علاوة .. سأحصل على علاوة و سيتحسن حالنا سأقترِض من البنك و أبني لك منزلاً فاخراً كما حلمتِ به ..
-( تضع يدها في يده ) حقاً ...
-إن شاء الله ...
-الكرم كرمك يا رب ....! آه ...!
-ما بالك ؟؟
-لا تخف فلا زِلتُ في الشهر السادس و هذا ليس مخاضاً بالتأكيد ..
-لكنكِ تنزِفين ...
-ماذا ؟؟؟
-سأجلب الطبيبة ..
يركُضُ بين الطرقات حتى وصل لدارها ، ملهوفاً يطرق الباب ، تأتيه الدكتورة الطيّبة .. يشرح لها الأمر .. فتركض حتى تصل للمنزِل .. تجد الغالية و قد رمت تحتها مُضغة صغيرة ... تلفها في خِرقة و تعطيها الوالِد :
-زوجتك قد ولدت يا سيدي ... بنت ..! إذهب بها إلى المستشفى رُبما لا زالت حيّة ..!
و كانتْ هذه اللحظات الأصعب ... فهذه هي أنا …!



[marq="6;down;1;scroll"][ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة 

جليلة ماجِد 



[/marq]

http://hnauae.com/wp-content/uploads...اريخ-دبي-2.jpg

قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971 م

http://www.karom.net/up/uploads/13230330641.gif


شكراً ...أ. أحمد ... رائع الروح و الذوق ... دُمت بهكذا جمال

جليلة ماجد 05-19-2014 07:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 176238)
أسلوب شيق وممتع

مقدمات ربيع أدبي أزهرت شتلاته فأثمرت جليلة

كل التقدير والاحترام يا أستاذة

سأكون بالقرب

سأنتظرك أ. ياسر ...

أشكر حدائقك إذ تزهر هُنا ....

جليلة ماجد 05-20-2014 02:33 PM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سليم العيسى (المشاركة 176261)
[tabletext="width:70%;background-color:black;"]



http://forums.graaam.com/up/uploaded...1230739578.jpg

[marq="6;up;1;scroll"]الاستاذة / جليلة ماجد
[/marq]



لِمن دَلَفَ هُنا ... يتوقّع أن يجد شيئاً مختلِفاً ...
لا شيء هُنا سوى تعرية لــ ذاتــ / ـــي ...

وهل يوجد شيئا مختلفا أكثر من تعرية الذات
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من أن المُعَرّي كاتبة وأديبة مبدعة كـ جليلة ماجد
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذا الأسلوب الأدبي/ القصصي/ الشعري الفاخر والمميز
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذا السرد المختلف عن غيره
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذا التسلسل المـنفرد الشيق والمثير
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذا، نعم يوجد عندما تعالج السيرة الذاتية بقلم ماتع كقلمك
هل يوجد شيئا مختلفا أكثر من هذة البداية واللتي أوفاها حقها
الأستاذ الأديب القدير والمميز شيخ أدباء منابر وعقيدهم أيوب صابر
كانت تراودني كتابة سيرتي الذاتية هنا في منابر ولكن مشكلتي كانت كيف سأكتبها وبأي طريقة
هنا بصفحتك أدركت كيف ُتكتب السيرة الذاتية،
سيرة بدأت بالإثارة والتشويق واسلوب ادبي سلس وممتع
فيه من الصور اللتي من جمالها تصلح لمفردات شعرية
أتابع كتلميذ لعلي أتعلم كيف أكتب سيرة بهكذا اسلوب راقي
مهما قلنا فيه لن نفية حقه ولكن كبداية أكتفي بما أتحفنا به أستاذنا درة منابر أيوب صابر
نتابع بصمت لنتمتع ونتعلم منك أستاذتنا الفاضلة والمميزة
كنت أعلم عندما قرأتك أول مرة أن وراء هذا الحرف الفاخر الراقي
تكمن شخصية مختلفة وخاصة جدا وما جذبني ليس هذا فقط
بل هذا البركان الإنساني المرهف ذو التوتر العالي المستتر خلف حروفك كلها
أكانت خواطر،أفكار، تعليقات أو وجهات نظر ،هناك نهر عارم عرمرم منبعة سري
لا يردة غيرك، نهر يحمل قوارب ابداعك إلينا فنقف على ضفافه
ونصفق لك من القلب، لأنه وببساطة قلم كقلمك يستاهل كل هذا وأكثر
قيمة وقامة أنت فينا هنا في منابر الأدب
استمري فكلنا اذان صاغيه، ننتظر الحبكة لأنها ستكون أجمل وأجمل
أما النهاية فنعرفها مسبقا ، ستكون مفتوحة فالمستقبل
يحمل لهذا القلم الكثير من التقدم والنجاح
دمت بكل خير


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...gvkqyyepuovjjg

أبو ظبي عام 1970




ياه يا أحمد .. هذا كثير .. فقلمي لا زال يحبو ...!

أشكرك من القلب ...!

ودي ... تقديري ...

جليلة ماجد 05-20-2014 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتحة الخير (المشاركة 176262)
السلام عليكم ورحمة الله


ليس هناك أصعب من كتابة السير الذاتية
ليس هناك أصعب من تعرية الذات
ليس هناك أصعب من نشر أسرار أمام الجميع بحلوها ومرها
وتقولين أيتها الجليلة أننا لن نجد شيئا مختلفا
بل هنا يكمن الاختلاف وقمة الجرأة
كل الشكر لك أن اقتسمت معنا بعض أسرار

أنا ايضا سأكون في الجوار يعني تفتحي النافذة تجدينني الوح لك


أتصدقين يا فاتحة ... فكّرتُ كثيراً قبل أن أكتبها ...

فلّما رأيت أنني لا أستطيعُ التقدم .. حتى أفكك تلك العقد التي أزمت روحي ...

هُنا كان القرار ... واضحاً و حاسِماً ..و صعباً للغاية ...

لا أصعب من أن أروي طفولتي ..مراهقتي .. عالمي الصغير

لكنه حلي الوحيد ..!

و أنا ألوّح لك يا جميلة ... شدي على روحي ... فأنا أحتاجُك ...

حبي ... تقديري ...

جليلة ماجد 05-20-2014 02:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين بهي الدين ريشو (المشاركة 176271)
وانا ايضا
مع الاساتذة الافاضل الذين أثنوا
على القصة
وأكدوا متابعتهم
سأكون متابعا معهم
هذا الفيض الانساني كقصة طويلة
أو رواية
واستاذتنا الكاتبة
لا يختلف على مقدرتها الابداعية أحد
كونى بخير ان شاء الله
ولنسعد بفصول قصتك
مع تقديري


و التقدير موصول أيها الجميل ...

شكراً على حروفك الراقية ...

ودي ... تقديري ...

محمد فتحي المقداد 05-20-2014 03:07 PM

الجليلة الماجدة
ميلادك ميلاد اتحاد
نص جميل بامتياز يشهر الخياة الصعبة التي
كانت سائدة ما بين البر و البحر في بلاد يتنتزع
أهلها لقمة العيش بالقوة من فم القسوة في الطبيعة
وها هي جليلة بين الأمس واليوم ..
ليت الجميع يذكر هذا..
و ليت الجميع لا يتنكرون للماضي..
فأصبح هذا من حكاوي الماضي البعيد
أجيال جديدة نشأت في ظل الرفاه و الرخاء
تحياتي

جليلة ماجد 05-20-2014 03:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي المقداد (المشاركة 176357)
الجليلة الماجدة
ميلادك ميلاد اتحاد
نص جميل بامتياز يشهر الخياة الصعبة التي
كانت سائدة ما بين البر و البحر في بلاد يتنتزع
أهلها لقمة العيش بالقوة من فم القسوة في الطبيعة
وها هي جليلة بين الأمس واليوم ..
ليت الجميع يذكر هذا..
و ليت الجميع لا يتنكرون للماضي..
فأصبح هذا من حكاوي الماضي البعيد
أجيال جديدة نشأت في ظل الرفاه و الرخاء
تحياتي

من يتنكر لأصله ..ليس إنساناً ..

بل هو فقّاعة سرعان ما تنفجر تحت رحى الحياة ...

لم نولد بملعقة من ذهب في فمنا .. عانينا قليلاً و هنا كان الجمال

الجمال و الامتنان على ما نعيشه اليوم ...

فنحن فِعلاً أسعد شعب ..

أ. محمد ...

لوجودك فراديس ...

صافي الود

ايوب صابر 05-21-2014 02:43 PM

اشكرك استاذ احمد العيسى على الثناء وسرني إجماع سكان منابر على روعة النص وارى باننا سنكون جميعا بانتظار الجزء الثاني لنرى ان كانت الأستاذة جليلة ستكون قادرة على الاحتفاظ بنفس المستوى من الروعة والاسلوب الوصفي الجميل والمشوق . *

جليلة ماجد 05-24-2014 03:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 176396)
اشكرك استاذ احمد العيسى على الثناء وسرني إجماع سكان منابر على روعة النص وارى باننا سنكون جميعا بانتظار الجزء الثاني لنرى ان كانت الأستاذة جليلة ستكون قادرة على الاحتفاظ بنفس المستوى من الروعة والاسلوب الوصفي الجميل والمشوق . *

ممتنّة أنا لك أ. أيوب و أرجو أن ينال استحسانكم الجزء الثاني ....مع قافلة من الورد


جليلة ماجد 05-24-2014 03:25 PM

روحٌ في زُجاجة ....!
 
رُوحٌ في زُجاجة :
-و كلّه بأمر الله يا سيدي ..!
-و نعمَ بالله يا دكتور .. هل مِن الطبيعي أن تكون بهذا الصغر ؟؟ و عيونها ؟ و جسدها ؟؟
-نعم .. نعم طبيعي ، فجسدها شفاف لأنها لم تكمل التسعة ، و عيونها مطموسة و هذا طبيعي و حجمها جيّد أعتقِد ستكون ضئيلة الحجم ..لا تخف سنُغذيها من أنفها حتى تبلغ التسعة .. و كلّه بأمرِ الله فهو صاحِب المشيئة الأعْظم ..
-و نِعم به الكريم الحليم الوهاب العظيم ..
نظر إليها مرّة أخرى ... مخلوق غير كامِل التكاوين ، الأنابيب تحيطها كألف ثعبان شفّاف .. صدرها يعلو و يهبط بسرعة جنونيّة و كأنها تختنِق ، تنتفِض كل حينٍ كأنها مصدومة .. لخروجها في هذا الوقت المبكّر ..
خَرج مِن المُستشفى يحملُ هموماً تَخَرّ لَهَا الجِبال ، يفكّر : ربي ما ظلمتُ أحد لماذا يحدُث هذا لأولادي ... فكّر في [ جميلة ] صغيرته ذات اليد القصيرة و في هذه التي لَم يُسميها للآن ... كيف سيتعامل مع أسئلة زوجته عن هذه الصغيرة ؟؟ كيف سيشرح لها و هي ذات القلب الطيّب و التصرفات الفِطريّة البسيطة ؟؟
:
:
وَلَج المنزل .. وجد هدوءاً غير عادي الأطفال متجمعين عِند أمهم ينظرون إليها و هي نائمة طردهم و مشّط شعرها بأصابعه فاستيقظت :
-هلا بنور البيت !
-هلا الغالية .. ما أخبارك ؟؟
-الحمدلله .. حسّن الله عزاءك في الطفلة ...!
-إنها حيّة ..! و في زجاجة ...!
-هاه ؟؟ كيف ؟؟
شرح لها الأمر كاملاً بتفاصيله الدقيقة .. ابتسمت و تنهّدت .. و هي تتمتم :
-ستموت .. فقدنا أولاداً كانوا رمزاً للصحة .. فكيف ستبقى هذه ..
-لا تقولي هذا .. إن أراد الله أمراً فإنما يقولُ له كُن فيكون ...
- و نعم بالله لكنه المنطِق ...!
-و هُناك معجزات و ربما كانت هذه إحداها .. سأسميها نجاة
-لا ... لا أسمح لك سأسميها أنا
-
-
-
-.... [ جليلة ] ..!
بعد شهرين فقدت الغالية الأمل في قدوم الصغيرة و عادت لتمارس دورها الريادي كأم حنون و زوجة مُحبّة ، أما الوالِد كان يتردد على المستشفى بشكل يوميّ يطمئن على الصغيرة و يلاحظ كيف أنها مُحارِبة فكل من حولها يموت و تبقى هي تصارِع الحياة ... كلّما دخل المستشفى الحكومي يركُض إلى غرفة الخُدّج و يرى أسرةً قد اختفت و صغيرته تقاوم الموت بأنبوب في أنفها ... بدأت تحرك جسدها و تفتح عيونها و تبكي بصوت ضئيل كمواء قِطـة ولِيدة .. و كلّ يوم يخبر إخوتها عَنها .. يملؤهم الحماس لدرجة تسميتها بـ بسبوسة و سؤالهم عنها الدائم يجعل الأب يضحك و يفرح .. أما الغالية فكانتْ تهزّ رأسها : اهتموا بـ [جميلة ] دعوا الميّتة في قبرها الزجاجيّ ...
و كان الأب ينفّس عن بركان غضبه في خروجه إلى الشارِع و مشيه الحثيث إلى البحر ... يدع البحر يحمله إلى مساحاتٍ من الهدوء لا يصلْ إليها إنسٌ و لا جان ... مع صوتِ النوارِس و السمك المجفف على الشاطئ .. يغسِل روحه ..و يعود بهدوءٍ إلى المنزل ليُمْطِر حنانه وابلاً من عِناقٍ و قُبُلات للصغار .. .. يتمنى لو كان لديه المال لعالج [ جميلة ] و سافر بالصغيرة لكنه لا يملك ما يسد رمق هذه الأفواه .. فكيف بعلاجهم .. نظر إلى السماء ... ربي أنت أعلمُ بالحال ... ارحمنا !
:
:
قَدْ حان موعِد خروجِها أعدّ العُدة لاستِقبال [ بسبوسة ] طار إلى المستشفى على جناحِ الحُب ... وضّح له الطبيب كيفية التعامل مع هذه الـ خديجة ...
-يجب أن ترتدي القفازات قبل لمسها منعاً لوصول الجراثيم هذا عدا الكمامات لجميع من يتعامَلْ معها و هذا الحليب الخاص بها ملعقتين في زجاجة كلّما جاعت ، هذه حفاظاتُها و .....
نظر الأب إلى الصغيرة ... لا ملامِح واضحة .. لازالت شفّافة و حجمها صغير جداً كأنها لُعبة و عِندما تبكي لا يُسمع لَها صَوْتاً ، عيونها لا زالت مقفلة و يجب التعامُل معها كشيء قابلٍ للكسر ... كَم هذا صعب عليه ...!
-هل فهِمت يا سيدي ؟؟ - قال الطبيب
-نعم ... نعم ... فهِمت ...!
-و في كل شهر هاتها مرّة سنجري تحاليلاً على نموها و نطمئن على مقدرتها العقلية ...
-حاضر ... حاضِر ...
-جعلها الله مِن عباده الصالحين ...
-آمين ... شكراُ دكتور ...!
-على الرحبِ و السعة ...!
وضعها في حجره و ساقَ إلى المنزل ... دخل المنزل ضاحكاً :
-لقد جلبتُ بسبوسة ..!
-هذه منحوسة و ليستْ بسبوسة – ردّت [ جميلة ]
-تعالي حبيبتي انظري إليها ...!
-هذه مسخ لا أريد ..
-لقد جلبتْ لكِ حلوى .. انظري
-أنا أحبّ بسبوسة ..!

[/TABLETEXT]
احمد سليم العيسى 05-25-2014 12:27 AM

[TABLETEXT="width:90%;background-color:rgb(255, 127, 80);"]


[marq="4;up;1;scroll"]رُوحٌ[/marq] [marq="3;down;1;scroll"]في [/marq][marq="3;up;1;scroll"]زُجاجة[/marq]

http://www.decorablog.com/wp-content...errarios-3.jpg



[marq="6;down;1;scroll"]رُوحٌ في زُجاجة
[/marq]


-و كلّه بأمر الله يا سيدي ..!
-و نعمَ بالله يا دكتور .. هل مِن الطبيعي أن تكون بهذا الصغر ؟؟ و عيونها ؟ و جسدها ؟؟
-نعم .. نعم طبيعي ، فجسدها شفاف لأنها لم تكمل التسعة ، و عيونها مطموسة و هذا طبيعي و حجمها جيّد أعتقِد ستكون ضئيلة الحجم ..لا تخف سنُغذيها من أنفها حتى تبلغ التسعة .. و كلّه بأمرِ الله فهو صاحِب المشيئة الأعْظم ..
-و نِعم به الكريم الحليم الوهاب العظيم ..
نظر إليها مرّة أخرى ... مخلوق غير كامِل التكاوين ، الأنابيب تحيطها كألف ثعبان شفّاف .. صدرها يعلو و يهبط بسرعة جنونيّة و كأنها تختنِق ، تنتفِض كل حينٍ كأنها مصدومة .. لخروجها في هذا الوقت المبكّر ..
خَرج مِن المُستشفى يحملُ هموماً تَخَرّ لَهَا الجِبال ، يفكّر : ربي ما ظلمتُ أحد لماذا يحدُث هذا لأولادي ... فكّر في [ جميلة ] صغيرته ذات اليد القصيرة و في هذه التي لَم يُسميها للآن ... كيف سيتعامل مع أسئلة زوجته عن هذه الصغيرة ؟؟ كيف سيشرح لها و هي ذات القلب الطيّب و التصرفات الفِطريّة البسيطة ؟؟
:
:

وَلَج المنزل .. وجد هدوءاً غير عادي الأطفال متجمعين عِند أمهم ينظرون إليها و هي نائمة طردهم و مشّط شعرها بأصابعه فاستيقظت :
-هلا بنور البيت !
-هلا الغالية .. ما أخبارك ؟؟
-الحمدلله .. حسّن الله عزاءك في الطفلة ...!
-إنها حيّة ..! و في زجاجة ...!
-هاه ؟؟ كيف ؟؟
شرح لها الأمر كاملاً بتفاصيله الدقيقة .. ابتسمت و تنهّدت .. و هي تتمتم :
-ستموت .. فقدنا أولاداً كانوا رمزاً للصحة .. فكيف ستبقى هذه ..
-لا تقولي هذا .. إن أراد الله أمراً فإنما يقولُ له كُن فيكون ...
- و نعم بالله لكنه المنطِق ...!
-و هُناك معجزات و ربما كانت هذه إحداها .. سأسميها نجاة
-لا ... لا أسمح لك سأسميها أنا
-
-
-
-....
[ جليلة ] ..!


http://im32.gulfup.com/mHmKw.jpg


بعد شهرين فقدت الغالية الأمل في قدوم الصغيرة و عادت لتمارس دورها الريادي كأم حنون و زوجة مُحبّة ، أما الوالِد كان يتردد على المستشفى بشكل يوميّ يطمئن على الصغيرة و يلاحظ كيف أنها مُحارِبة فكل من حولها يموت و تبقى هي تصارِع الحياة ... كلّما دخل المستشفى الحكومي يركُض إلى غرفة الخُدّج و يرى أسرةً قد اختفت و صغيرته تقاوم الموت بأنبوب في أنفها ... بدأت تحرك جسدها و تفتح عيونها و تبكي بصوت ضئيل كمواء قِطـة ولِيدة .. و كلّ يوم يخبر إخوتها عَنها .. يملؤهم الحماس لدرجة تسميتها بـ بسبوسة و سؤالهم عنها الدائم يجعل الأب يضحك و يفرح .. أما الغالية فكانتْ تهزّ رأسها : اهتموا بـ [جميلة ] دعوا الميّتة في قبرها الزجاجيّ ...
و كان الأب ينفّس عن بركان غضبه في خروجه إلى الشارِع و مشيه الحثيث إلى البحر ... يدع البحر يحمله إلى مساحاتٍ من الهدوء لا يصلْ إليها إنسٌ و لا جان ... مع صوتِ النوارِس و السمك المجفف على الشاطئ .. يغسِل روحه ..و يعود بهدوءٍ إلى المنزل ليُمْطِر حنانه وابلاً من عِناقٍ و قُبُلات للصغار .. .. يتمنى لو كان لديه المال لعالج [ جميلة ] و سافر بالصغيرة لكنه لا يملك ما يسد رمق هذه الأفواه .. فكيف بعلاجهم .. نظر إلى السماء ... ربي أنت أعلمُ بالحال ... ارحمنا !

http://m6nsh.com/bb//HLIC/50c79bf5b2...9417a656ff.gif
:
:
قَدْ حان موعِد خروجِها أعدّ العُدة لاستِقبال [ بسبوسة ] طار إلى المستشفى على جناحِ الحُب ... وضّح له الطبيب كيفية التعامل مع هذه الـ خديجة ...
-يجب أن ترتدي القفازات قبل لمسها منعاً لوصول الجراثيم هذا عدا الكمامات لجميع من يتعامَلْ معها و هذا الحليب الخاص بها ملعقتين في زجاجة كلّما جاعت ، هذه حفاظاتُها و .....
نظر الأب إلى الصغيرة ... لا ملامِح واضحة .. لازالت شفّافة و حجمها صغير جداً كأنها لُعبة و عِندما تبكي لا يُسمع لَها صَوْتاً ، عيونها لا زالت مقفلة و يجب التعامُل معها كشيء قابلٍ للكسر ... كَم هذا صعب عليه ...!
-هل فهِمت يا سيدي ؟؟ - قال الطبيب
-نعم ... نعم ... فهِمت ...!
-و في كل شهر هاتها مرّة سنجري تحاليلاً على نموها و نطمئن على مقدرتها العقلية ...
-حاضر ... حاضِر ...
-جعلها الله مِن عباده الصالحين ...
-آمين ... شكراُ دكتور ...!
-على الرحبِ و السعة ...!
وضعها في حجره و ساقَ إلى المنزل ... دخل المنزل ضاحكاً :
-لقد جلبتُ بسبوسة ..!

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...51655901_n.jpg

-هذه منحوسة و ليستْ بسبوسة – ردّت [ جميلة ]
-تعالي حبيبتي انظري إليها ...!
-هذه مسخ لا أريد ..
-لقد جلبتْ لكِ حلوى .. انظري
-أنا أحبّ بسبوسة ..!



http://forums.imageslove.net/pictures/I4izt.gif


[ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة



[marq="6;right;1;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]





فاتحة الخير 05-25-2014 12:00 PM

السلام عليكم ورحمة الله


الحمد لله أن خرجت من الزجاجة ورجعت للبيت ههههههههههههه
ما احلى أن نراك تكبرين اماما اعيننا
لا تخافي، سنكون حريصين عليك مثل عائلتك واكثر
لذلك دخلت بعد أن وضعت القفازات والكمامة ههههههههه


أصلحك الله أيتها الجليلة، شكرا لك على هذه السيرة التي أجدها بحق رائعة
سأكون دائما في الجوار أخيتي

ايوب صابر 05-25-2014 01:08 PM

ارى بأن الاستاذة جليلة نجحت بامتياز في حشد عناصر جمال مماثلة لتلك التي حشدتها في الجزء الاول، وتمكنت من الحفاظ على نفس سردي جميل للغاية في هذا الجزء الثاني وقد اصبحنا على موعد حتما مع رواية من نمط السيرة الذاتية غاية في الجمال والروعة، وفيها ما يكفي من التشويق والادهاش والعناصر الدرامية المحركة للمشاعر والوجدان، والتي لها فعل المغناطيس في جذب المتلقي ودفعه لمتابعة القراءة والتعرف على تطورات الاحداث ومتابعتها وانتظار القادم، واجد ان الاستاذة جليلة نجحت في رسم الشخوص بصورة مناسبة جدا وتمكنت من وصفهم بما يكفي لتتشكل صورة كل واحد من الشخوص في ذهن المتلقي،،

ولا شك ان جهد الاستاذ احمد العيسى في اضافة لمسة فنية وصور معبرة زادت من سحرية النص الذي اراه ينتمى الى نمط الواقعية السحرية...وكأن حكاية جليلة واحدة من حكايات الف ليلة وليلة..

كيف لا ونحن نتابع قصة طفلة ولدت ولم تكمل شهرها السابع، وكان امر ان تظل على قيد الحياة شيء من المستحيل، بينما تلقف الموت من حولها من الاطفال الخدج لتكافح هي وتصارع الموت وتعيش في انبوب زجاجي باقي فترة الحمل وتنتصر على الموت لتصبح هذه الجليلة التي تروى لنا قصتها...

علما بأن قصة كل من الاخت ذات اليد القصيرة والاب المكافح والمحب لزوجتة وابناؤه والمناضل من اجل الحصول على لقمة العيش وصراعه مع البحر الذي نجده يهرب اليه في لحظات التأزم والضيق في احيان اخرى، وقصة الام المكافحة والتي يبدو انها عانت الكثير حيث فقدت عددا من الابناء رغم اكتمال فترة حملهم وتوقعت موت جليله التي ولدت مبكرا جدا ، كل هذه القصص لا تقل روعة وادرامية وسحرية عن قصة جليلة نفسها...

ساكون في انتظار الجزء التالي يا استاذة جليلة فلا تجعلينا ننتظر طويلا...

جليلة ماجد 05-30-2014 11:25 AM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سليم العيسى (المشاركة 176583)
[tabletext="width:90%;background-color:rgb(255, 127, 80);"]


[marq="4;up;1;scroll"]رُوحٌ[/marq] [marq="3;down;1;scroll"]في [/marq][marq="3;up;1;scroll"]زُجاجة[/marq]

http://www.decorablog.com/wp-content...errarios-3.jpg



[marq="6;down;1;scroll"]رُوحٌ في زُجاجة
[/marq]


-و كلّه بأمر الله يا سيدي ..!
-و نعمَ بالله يا دكتور .. هل مِن الطبيعي أن تكون بهذا الصغر ؟؟ و عيونها ؟ و جسدها ؟؟
-نعم .. نعم طبيعي ، فجسدها شفاف لأنها لم تكمل التسعة ، و عيونها مطموسة و هذا طبيعي و حجمها جيّد أعتقِد ستكون ضئيلة الحجم ..لا تخف سنُغذيها من أنفها حتى تبلغ التسعة .. و كلّه بأمرِ الله فهو صاحِب المشيئة الأعْظم ..
-و نِعم به الكريم الحليم الوهاب العظيم ..
نظر إليها مرّة أخرى ... مخلوق غير كامِل التكاوين ، الأنابيب تحيطها كألف ثعبان شفّاف .. صدرها يعلو و يهبط بسرعة جنونيّة و كأنها تختنِق ، تنتفِض كل حينٍ كأنها مصدومة .. لخروجها في هذا الوقت المبكّر ..
خَرج مِن المُستشفى يحملُ هموماً تَخَرّ لَهَا الجِبال ، يفكّر : ربي ما ظلمتُ أحد لماذا يحدُث هذا لأولادي ... فكّر في [ جميلة ] صغيرته ذات اليد القصيرة و في هذه التي لَم يُسميها للآن ... كيف سيتعامل مع أسئلة زوجته عن هذه الصغيرة ؟؟ كيف سيشرح لها و هي ذات القلب الطيّب و التصرفات الفِطريّة البسيطة ؟؟
:
:

وَلَج المنزل .. وجد هدوءاً غير عادي الأطفال متجمعين عِند أمهم ينظرون إليها و هي نائمة طردهم و مشّط شعرها بأصابعه فاستيقظت :
-هلا بنور البيت !
-هلا الغالية .. ما أخبارك ؟؟
-الحمدلله .. حسّن الله عزاءك في الطفلة ...!
-إنها حيّة ..! و في زجاجة ...!
-هاه ؟؟ كيف ؟؟
شرح لها الأمر كاملاً بتفاصيله الدقيقة .. ابتسمت و تنهّدت .. و هي تتمتم :
-ستموت .. فقدنا أولاداً كانوا رمزاً للصحة .. فكيف ستبقى هذه ..
-لا تقولي هذا .. إن أراد الله أمراً فإنما يقولُ له كُن فيكون ...
- و نعم بالله لكنه المنطِق ...!
-و هُناك معجزات و ربما كانت هذه إحداها .. سأسميها نجاة
-لا ... لا أسمح لك سأسميها أنا
-
-
-
-....
[ جليلة ] ..!


http://im32.gulfup.com/mhmkw.jpg


بعد شهرين فقدت الغالية الأمل في قدوم الصغيرة و عادت لتمارس دورها الريادي كأم حنون و زوجة مُحبّة ، أما الوالِد كان يتردد على المستشفى بشكل يوميّ يطمئن على الصغيرة و يلاحظ كيف أنها مُحارِبة فكل من حولها يموت و تبقى هي تصارِع الحياة ... كلّما دخل المستشفى الحكومي يركُض إلى غرفة الخُدّج و يرى أسرةً قد اختفت و صغيرته تقاوم الموت بأنبوب في أنفها ... بدأت تحرك جسدها و تفتح عيونها و تبكي بصوت ضئيل كمواء قِطـة ولِيدة .. و كلّ يوم يخبر إخوتها عَنها .. يملؤهم الحماس لدرجة تسميتها بـ بسبوسة و سؤالهم عنها الدائم يجعل الأب يضحك و يفرح .. أما الغالية فكانتْ تهزّ رأسها : اهتموا بـ [جميلة ] دعوا الميّتة في قبرها الزجاجيّ ...
و كان الأب ينفّس عن بركان غضبه في خروجه إلى الشارِع و مشيه الحثيث إلى البحر ... يدع البحر يحمله إلى مساحاتٍ من الهدوء لا يصلْ إليها إنسٌ و لا جان ... مع صوتِ النوارِس و السمك المجفف على الشاطئ .. يغسِل روحه ..و يعود بهدوءٍ إلى المنزل ليُمْطِر حنانه وابلاً من عِناقٍ و قُبُلات للصغار .. .. يتمنى لو كان لديه المال لعالج [ جميلة ] و سافر بالصغيرة لكنه لا يملك ما يسد رمق هذه الأفواه .. فكيف بعلاجهم .. نظر إلى السماء ... ربي أنت أعلمُ بالحال ... ارحمنا !

http://m6nsh.com/bb//hlic/50c79bf5b2...9417a656ff.gif
:
:
قَدْ حان موعِد خروجِها أعدّ العُدة لاستِقبال [ بسبوسة ] طار إلى المستشفى على جناحِ الحُب ... وضّح له الطبيب كيفية التعامل مع هذه الـ خديجة ...
-يجب أن ترتدي القفازات قبل لمسها منعاً لوصول الجراثيم هذا عدا الكمامات لجميع من يتعامَلْ معها و هذا الحليب الخاص بها ملعقتين في زجاجة كلّما جاعت ، هذه حفاظاتُها و .....
نظر الأب إلى الصغيرة ... لا ملامِح واضحة .. لازالت شفّافة و حجمها صغير جداً كأنها لُعبة و عِندما تبكي لا يُسمع لَها صَوْتاً ، عيونها لا زالت مقفلة و يجب التعامُل معها كشيء قابلٍ للكسر ... كَم هذا صعب عليه ...!
-هل فهِمت يا سيدي ؟؟ - قال الطبيب
-نعم ... نعم ... فهِمت ...!
-و في كل شهر هاتها مرّة سنجري تحاليلاً على نموها و نطمئن على مقدرتها العقلية ...
-حاضر ... حاضِر ...
-جعلها الله مِن عباده الصالحين ...
-آمين ... شكراُ دكتور ...!
-على الرحبِ و السعة ...!
وضعها في حجره و ساقَ إلى المنزل ... دخل المنزل ضاحكاً :
-لقد جلبتُ بسبوسة ..!

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...51655901_n.jpg

-هذه منحوسة و ليستْ بسبوسة – ردّت [ جميلة ]
-تعالي حبيبتي انظري إليها ...!
-هذه مسخ لا أريد ..
-لقد جلبتْ لكِ حلوى .. انظري
-أنا أحبّ بسبوسة ..!



http://forums.imageslove.net/pictures/i4izt.gif


[ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة



[marq="6;right;1;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]





أشكرك يا أ. أحمد ... أعتذِر عن نسياني اتفاقنا بأنك ستعلمني و ربي هذه أكبر عيوبي ...

دام إبداعك كأنت ... شكراً لكل هذا النقاء ...

جليلة ماجد 05-30-2014 11:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتحة الخير (المشاركة 176607)
السلام عليكم ورحمة الله


الحمد لله أن خرجت من الزجاجة ورجعت للبيت ههههههههههههه
ما احلى أن نراك تكبرين اماما اعيننا
لا تخافي، سنكون حريصين عليك مثل عائلتك واكثر
لذلك دخلت بعد أن وضعت القفازات والكمامة ههههههههه


أصلحك الله أيتها الجليلة، شكرا لك على هذه السيرة التي أجدها بحق رائعة
سأكون دائما في الجوار أخيتي


أشكركِ يا جمال الروح و الحرف ... تعريشة حُب لقلبكِ الأطهر ... وجودُك اكسجين مختلِف ...

حبي ... ودي ...

جليلة ماجد 05-30-2014 11:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 176613)
ارى بأن الاستاذة جليلة نجحت بامتياز في حشد عناصر جمال مماثلة لتلك التي حشدتها في الجزء الاول، وتمكنت من الحفاظ على نفس سردي جميل للغاية في هذا الجزء الثاني وقد اصبحنا على موعد حتما مع رواية من نمط السيرة الذاتية غاية في الجمال والروعة، وفيها ما يكفي من التشويق والادهاش والعناصر الدرامية المحركة للمشاعر والوجدان، والتي لها فعل المغناطيس في جذب المتلقي ودفعه لمتابعة القراءة والتعرف على تطورات الاحداث ومتابعتها وانتظار القادم، واجد ان الاستاذة جليلة نجحت في رسم الشخوص بصورة مناسبة جدا وتمكنت من وصفهم بما يكفي لتتشكل صورة كل واحد من الشخوص في ذهن المتلقي،،

ولا شك ان جهد الاستاذ احمد العيسى في اضافة لمسة فنية وصور معبرة زادت من سحرية النص الذي اراه ينتمى الى نمط الواقعية السحرية...وكأن حكاية جليلة واحدة من حكايات الف ليلة وليلة..

كيف لا ونحن نتابع قصة طفلة ولدت ولم تكمل شهرها السابع، وكان امر ان تظل على قيد الحياة شيء من المستحيل، بينما تلقف الموت من حولها من الاطفال الخدج لتكافح هي وتصارع الموت وتعيش في انبوب زجاجي باقي فترة الحمل وتنتصر على الموت لتصبح هذه الجليلة التي تروى لنا قصتها...

علما بأن قصة كل من الاخت ذات اليد القصيرة والاب المكافح والمحب لزوجتة وابناؤه والمناضل من اجل الحصول على لقمة العيش وصراعه مع البحر الذي نجده يهرب اليه في لحظات التأزم والضيق في احيان اخرى، وقصة الام المكافحة والتي يبدو انها عانت الكثير حيث فقدت عددا من الابناء رغم اكتمال فترة حملهم وتوقعت موت جليله التي ولدت مبكرا جدا ، كل هذه القصص لا تقل روعة وادرامية وسحرية عن قصة جليلة نفسها...

ساكون في انتظار الجزء التالي يا استاذة جليلة فلا تجعلينا ننتظر طويلا...

أخجلت روحي يا أ. أيوب ... أنحني لهكذا إطراء ... أشكرك من القلب ... ممتنة و أكثر ...

و لن تنتظِر أستاذي الفاضِل ... مع جزيل شكري و تقديري ...

جليلة ماجد 05-30-2014 06:13 PM

و ... جميلة ؟؟
:
تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] ....
-أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ...
-[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...!
-و [ جميلة ] ؟؟
-ما بالها ؟؟
-أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت
-قولي هذا الشيء لنفسِك ..
-المقصود ؟؟
-لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...!
-أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...!
-أحبك يا غالية فاهدئي ...!
-[ تبكي ]
-[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..!
-أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار ....
-لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب ..
تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام ..
:
:
تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع ..و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ...
اقتربت مِن أختِها الباكية ...
-لماذا تبكين [ جميلة ] ؟
-اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..!
-..........
-أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ...
-هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..!
-غبيّة .. أكرهك ..!
-أنا أحبّك ..
-ابتعدي عني ...
اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت ..
-[ جميلة ] لا تحبني يا بابا...
-تتخيلين .. أختك تحبك بجنون ..
-تقول عني غبيّة
-[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة ..
نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال :
-لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...!
:
و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة
بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...!

ريم بدر الدين 06-01-2014 03:00 AM

الرائعة جليلة
أتابع هذا العزف المنفرد بشغف
تحيتي لك

ياسر علي 06-01-2014 02:22 PM

الأستاذة جليلة

ما أجمل الطفولة و ما أروع صفاءها وشغبها فلا تكبري بسرعة يا جليلة .

دمت متألقة

ايوب صابر 06-01-2014 02:52 PM

يمكنني القول بان الجزء الثالث لا يقل روعة عن الجزئين الاول والثاني وانا مثل الاستاذ ياسر أزعجني القفز الى سن الخامسة والسابعة .
لا اتصور ان هناك مشكلة فنية في ذلك القفز ولا اعتقد انه يوثر على سحرية النص وعبقريته لكن يمكن استثمار سنوات الطفولة اي المرحلة التي تم القفز عنها لإضافة مزيد من السحرية على النص وحيث ان الذاكرة قد تكون فارغة من احداث ذات قيمة فنية اتصور انه يمكن اللجو الى تكنيك يجعل المتحدث هنا الاب او الام فلا بد ان في جعبتهم الكثير ليقال اضافة الى ما قيل ويتم من خلال هذا التكنيك الحديث اكثر عن مصاعب الحياة مثلا وقصة صراع الاب من اجل الحصول على لقمة العيش وجعله يروي بعض تجاربه مع البحر على سبيل المثال .
المهم على اي اضافة على النص تغطي المرحلة المذكوره ان لا تخل في متانة البناء السردي وان تحافظ على نفس المستوى من السحرية والروعة والادهاش ان لم يكن ان عليها ان تقدم اضافة في جعل النص اكثر سحرية وتشويق وان لا تكون مجرد حشو يخلو من المضمون ....واتصور ان افضل مكان يمكن الحصول منه على حكايات من هذا النمط هو البحر لان سحرية البحر لا يضاهيها سحرية وحكايا البحر لا تنضب أبدا
*

جليلة ماجد 06-01-2014 03:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 177042)
الرائعة جليلة
أتابع هذا العزف المنفرد بشغف
تحيتي لك

:


أشكرك يا كل الياسمين ...

و التحايا موصولة لربّة الجمال ...

جليلة ماجد 06-01-2014 04:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 177069)
الأستاذة جليلة

ما أجمل الطفولة و ما أروع صفاءها وشغبها فلا تكبري بسرعة يا جليلة .

دمت متألقة

:

لم أكن أريد يا ياسر ...

لكنها سنة الحياة ..

الطفولة ألذ قطعة حلوى تذوقتها يوماً ...

دام ألقك يا بهيّ الحرف

جليلة ماجد 06-01-2014 04:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 177074)
يمكنني القول بان الجزء الثالث لا يقل روعة عن الجزئين الاول والثاني وانا مثل الاستاذ ياسر أزعجني القفز الى سن الخامسة والسابعة .
لا اتصور ان هناك مشكلة فنية في ذلك القفز ولا اعتقد انه يوثر على سحرية النص وعبقريته لكن يمكن استثمار سنوات الطفولة اي المرحلة التي تم القفز عنها لإضافة مزيد من السحرية على النص وحيث ان الذاكرة قد تكون فارغة من احداث ذات قيمة فنية اتصور انه يمكن اللجو الى تكنيك يجعل المتحدث هنا الاب او الام فلا بد ان في جعبتهم الكثير ليقال اضافة الى ما قيل ويتم من خلال هذا التكنيك الحديث اكثر عن مصاعب الحياة مثلا وقصة صراع الاب من اجل الحصول على لقمة العيش وجعله يروي بعض تجاربه مع البحر على سبيل المثال .
المهم على اي اضافة على النص تغطي المرحلة المذكوره ان لا تخل في متانة البناء السردي وان تحافظ على نفس المستوى من السحرية والروعة والادهاش ان لم يكن ان عليها ان تقدم اضافة في جعل النص اكثر سحرية وتشويق وان لا تكون مجرد حشو يخلو من المضمون ....واتصور ان افضل مكان يمكن الحصول منه على حكايات من هذا النمط هو البحر لان سحرية البحر لا يضاهيها سحرية وحكايا البحر لا تنضب أبدا
*

إيــــــه يا أ. أيوب ...

فكّرتُ كثيراً قبلَ أن أقفز ...

هناك منمنمات أريدها أن تبقى لي ...

لَم أنس شيئاً فذاكرتي صندوق حديدي..

أريد ذاك المنزل المتهدم المكسو بالتراب المحتّل بالحمام في كل مكان ..

و تلك النخلة المتداعية في وسط المنزل التي كان أبي يرعاها كبنت سابعة

و ذاك الدجاج الذي يركض بين أرجلنا بجنون ...

أريد تلك الغرفة الصغيرة التي نتكدس فيها نحن الستة نائمين فيها بهدوء على الأرض ..

أريد تلك الرائحة... تلك الكولونيا القديمة التي كانت أمي تعطر بها الغرف ..

أريد أن أن أجتاز الشارعين و أصل للبحر و أسرق بعض السمك المجفف ضاحكة ..

ليعاقبني أبي بهدوئه و أمي بلسانها و صراخها ...

أريد أن أتحدث عن صديقي [ جوزيف ] الأجنبي الذي افتتن بي و لاحقني كظلي ...

لن أكمل ... فهذه الذكريات لي وحدي .. مع احترامي الشديد لوجهة نظرك ....

فالحياة أكثر تعقيداً من أي حكاية تُروى

و لو دققت على كلّ ما حولي كُنت سأغرق ....

و جئتُ هُنا بحثاً عن طوق نجاة ...!

احترامي .. تقديري

ايوب صابر 06-01-2014 04:53 PM

أفهمك تماماً واقدر مدى صعوبة الحديث عن تلك االتفاصيل الحميمة وربما ان ذلك هو السبب بعينه الذي دفعني لأقترح تغطية تلك الفترة الزمنية بصورة غير مباشرة وذلك بجعل المتحدث شخص اخر قريب حيث يمكنك من خلال حكايته نقل صورة للمشهد الذي كان ونقل حالة من حالات الصراع او اكثر ولا بد ان ذلك سيضيف شيئا من السحرية على المشهد خاصة ان تلك الحكاية ستوفر مجال للمقارنة بين ما كانت عليه الحياه وكيف اصبحت بعد فورة النفط وتغير نمط الحياة .... ولكن يظل الخيار لك

جليلة ماجد 06-01-2014 05:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 177098)
أفهمك تماماً واقدر مدى صعوبة الحديث عن تلك االتفاصيل الحميمة وربما ان ذلك هو السبب بعينه الذي دفعني لأقترح تغطية تلك الفترة الزمنية بصورة غير مباشرة وذلك بجعل المتحدث شخص اخر قريب حيث يمكنك من خلال حكايته نقل صورة للمشهد الذي كان ونقل حالة من حالات الصراع او اكثر ولا بد ان ذلك سيضيف شيئا من السحرية على المشهد خاصة ان تلك الحكاية ستوفر مجال للمقارنة بين ما كانت عليه الحياه وكيف اصبحت بعد فورة النفط وتغير نمط الحياة .... ولكن يظل الخيار لك


ممتنّة لجمال روحك أ. أيوب ...

[/TABLETEXT]
احمد سليم العيسى 06-05-2014 07:49 PM

[TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"]





[marq="6;up;1;scroll"]و ... جميلة ؟؟
[/marq]



تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال
جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد
انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] ....
-أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ...
-[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...!
-و [ جميلة ] ؟؟
-ما بالها ؟؟
-أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت
-قولي هذا الشيء لنفسِك ..
-المقصود ؟؟
-لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...!
-أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...!
-أحبك يا غالية فاهدئي ...!
-[ تبكي ]
-[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..!
-أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار ....
-لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب ..
تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام ..
:
:
تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع .. و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء
غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ...
اقتربت مِن أختِها الباكية ...
-لماذا تبكين [ جميلة ] ؟


http://www.b4bh.com/up//uploads/imag...9d15a2f990.jpg

-اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..!
-..........
-أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ...
-هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..!
-غبيّة .. أكرهك ..!
-أنا أحبّك ..
-ابتعدي عني ...
اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت ..
-[ جميلة ] لا تحبني يا بابا...
-تتخيلين .. أختك تحبك بجنون ..
-تقول عني غبيّة
-[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة ..
نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال :
-لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...!
:
و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة
بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...!



[ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة


[marq="4;down;3;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]


http://www.roro44.com/wp-content/upl...Fountain_5.jpg


جليلة ماجد 06-06-2014 02:15 PM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سليم العيسى (المشاركة 177314)
[tabletext="width:90%;background-color:black;"]





[marq="6;up;1;scroll"]و ... جميلة ؟؟
[/marq]



تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال
جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد
انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] ....
-أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ...
-[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...!
-و [ جميلة ] ؟؟
-ما بالها ؟؟
-أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت
-قولي هذا الشيء لنفسِك ..
-المقصود ؟؟
-لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...!
-أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...!
-أحبك يا غالية فاهدئي ...!
-[ تبكي ]
-[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..!
-أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار ....
-لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب ..
تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام ..
:
:
تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع .. و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء
غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ...
اقتربت مِن أختِها الباكية ...
-لماذا تبكين [ جميلة ] ؟


http://www.b4bh.com/up//uploads/imag...9d15a2f990.jpg

-اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..!
-..........
-أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ...
-هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..!
-غبيّة .. أكرهك ..!
-أنا أحبّك ..
-ابتعدي عني ...
اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت ..
-[ جميلة ] لا تحبني يا بابا...
-تتخيلين .. أختك تحبك بجنون ..
-تقول عني غبيّة
-[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة ..
نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال :
-لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...!
:
و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة
بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...!



[ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة


[marq="4;down;3;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]


http://www.roro44.com/wp-content/upl...fountain_5.jpg

هل تكفي [ شكراً ] يا أ. أحمد ؟؟

غمرتني بلطفك و الله ..

خجلة أنا مِنكَ و ربي ...

ممتنّة ..و أكثر

[/tabletext]
جليلة ماجد 06-06-2014 02:36 PM

قصرٌ مِن جليد ::
 
[tabletext="width:70%;"]

قصرٌ رُخاميّ مُذّهب ..غُرَفٌ واسِعةٌ مُزخْرَفة .. سُلّمٌ طويل يفْصِلُ الطابق العلويّ عن الطابق السُفليّ فتح الابن البكر الباب و صرخ فرحاً ... يا الله !! ياللجمال !! فرد جناحيه و طار و هو يضحك .. سنلعبُ هُنا كثيراً يا أبي .. أليس كذلك ؟؟
:
هزّ الوالد رأسه جذِلا و هو يرى أبناءه يَعُّبُّون الفرحة عَبّاً .. يكادون منها اختناقاً ...
و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ....
:
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- غُرفة جلوس ...!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- جهاز تكييف ..!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- سرير ...!!
- كُفّي يا [ جليلة ] دعي أباكِ يرينا البيت ..( تصْرُخ فيها الغالية )
- دعيها يا غالية فبراءتها قاتِلة ...!
:
ذاتِ سنواتٍ ثمان ببراءة بنت الست تركض و تقفز و تصرخ و تضحك للصدى
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- مزرعة لتلعبي فيها
- يا سلاااااااااام ( تصرخ بصوت مرتفع )
- تعالي أريك غرفتك ..
- حسناً ... حسناً ...
- ماذا تتوقعين أن يكون لونها ؟؟
- وردي !!
- شبيكِ لبيكِ .. بابا يحقق أمانيكِ ...!
- أغمضي عينيكِ ...
- ياااااه ... أبي ... غرفة جميلة ..! شكراً ..( ارتمت بين ذراعيه)
- تستحقين أكثر يا معجزتي الصغيرة ..
سجّاد ناعم وردي يغلل الغرفة بلون حالِمٍ جميل .. ستائر عليها رسومات لتيجان حائط مدهون بلون وردي فاتِح ، و ملصقات لأميرات ديزني متناثرات هُنا و هُناك ...
:
- لمَ سريرين يا أبي ...
- معكِ أختكِ [ جميلة] ..
- هاه ؟؟ لكن ...
- [ جميلة ] تحبّك يا [ جليلة ]
- إنّها لا تفعل يا أبي .. تنظرُ إليّ شذراً طوال الوقت .. و تسميني غبيّة ..
- لذلك وضعتكما في ذاتِ الغرفة ربما تتوصلان لحل مع علاقتكما الغريبة
- ( اغرورقت عيناها بالدموع ) ... أبي ؟؟
- لا أريد أن أسمع أكثر عن هذا الموضوع .. لو سمحتِ ..لأجلي ..
- حاضر أبي
- ارفعي رأسك يا صغيرة أنيري البدر بابتسامتكِ هيا ...!
- ( تبتسمُ بارتجافةٍ في طرف شفتها السفلى )
- هذه ابنتي الحلوة ..!
:
جلستْ على طرف السرير تفكّر .. جلبت الخادِمة حقيبتها و شرعت ترتب ملابسها في خزانةٍ كبيرة .. سَرَحت في الملابِس .. نعم [ جميلة] تكرهها و تنتظِر خطأها في أي شيء كي تهوّل الأمر و توصله للغالية انتظاراً لِعقاب مؤلِم لها .. تنهّدت و رفعت بصرها
:
- هذا سريري .. ذاك سريرك يا غبيّة ..
- حسناً .. كما تريدين ...
- لا تجلسي عليه .. لا أحب أن يتسخ ..
- لستُ قذرة ..
- اصمتي .. أف منكِ لا أدري لِم وضعنا أبي في غرفة واحدة ..
- اسأليه ..
- أنا ؟؟ لا .. أبي لا يحبني بل يحبّك أنتِ يا .... يا بسبوسة ( باستهزاء)
- و أنا أحبه ..( تبدأ دموعها بالانهمار )
- كُفّي يا غبية ارتدي ملابس النوم و نامي ...
- سأفعل ما يحلو لي ..
- اذهبي إلى أبيك دعيه يهدهدك كما يفعل دائماً ..
- أنا كبيرة و عاقِلة و سأخرج ..
:
تهدج صوتها ... تدافعت الدموع إلى مقائيها شلالاً من نار .. جسدها مشتعِل و التنهيدات تهزّها .. نزلت من الطابِق العلوي مروراً بالصالة إلى خارِج المنزل
اختارت نخلة قصيّة و بكت تحتها حتى تورمت أهدابُها .. سمِعت صراخ الوالِد يناديها مِن بعيد فخرجت مِن مخبئها ..
:
- أنا هُنا بابا ...
- أوه ... لا تفعلي هذا يا حبيبتي ...[ و ضمّها إلى صدره ][ أمسَك جديلتها الطويلة و هو يقول] : انظري قد اتسخ شعرك ..
- أنا آسِفة بابا
- اششششش اهدئي ...
و قبل أن تشعر غطّت في نومٍ عميق ...
:
- صباحٌ جميلٌ
- صباح الخير أبي [ و هي تقبّل رأسه ]
- تعالي اجلسي و تناولي الفطور
- أريد الحليب فقط
- أين [ جميلة ] ؟
- آتيّة ...
- و كيف ليلتكما ...
- أمممم... جيدة ..!
- طيّب الحمدلله [ جميلة ] .. يا [ جميلة ]...
- نعم يا أبي
- تعالي و كُلي شيئاً يا ابنتي السائق ينتظر ...
- حسناً ...
:
تقف و تتجه إلى الباب .. تفتحه و تتنفّس بعمق و تنظُر جيداً إلى هذا القصر الكبير ... مزرعة بألوانٍ خلابة سرقها الربيع و أسكنها هُنا و رحل ... أرجوحة .. لعبة حِبال .. و الكثير مِن العصافير ..
- صباح الخير شمس الدين ..!
- هلا لولو هل أشغل السيارة ؟؟
- لا ..لا ... سأنظر إلى الحديقة
- يهزّ رأسه أن نعم .. افعلي ما يطيب لكِ ..
تجلِس على الدرج تتأمّل و لا تلاحِظ أن هْناكَ مَن يراقِبها مِن بعيد و يحصي تحركاتها ... و يبتسِم بخُبثٍ لا تملكه هذه الطاهِرة الصغيرة .

ايوب صابر 06-06-2014 04:06 PM

مرحباً استاذة جليلة
مزيد من الروعة والحوار يجعل النص حيا لكن هذه العبارة هي التي اشعلت نار التشويق والادهاش وجعلتني انتظر القادم على احر من الجمر

*" و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ...."

بهذه العقدة الجديدة لا يجد المتلقي مفرا من ان يقف على رؤوس اصابعه منتظرا بشوق تطور الحبكة وكيف ان القصر والذي تمت انسنته هنا كيف سينوح على ساكنيه؟؟!!

فاتحة الخير 06-07-2014 03:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليلة ماجد (المشاركة 176956)
و ... جميلة ؟؟
:
تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] ....
-أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ...
-[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...!
-و [ جميلة ] ؟؟
-ما بالها ؟؟
-أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت
-قولي هذا الشيء لنفسِك ..
-المقصود ؟؟
-لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...!
-أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...!
-أحبك يا غالية فاهدئي ...!
-[ تبكي ]
-[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..!
-أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار ....
-لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب ..
تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام ..
:
:
تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع ..و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ...
اقتربت مِن أختِها الباكية ...
-لماذا تبكين [ جميلة ] ؟
-اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..!
-..........
-أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ...
-هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..!
-غبيّة .. أكرهك ..!
-أنا أحبّك ..
-ابتعدي عني ...
اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت ..
-[ جميلة ] لا تحبني يا بابا...
-تتخيلين .. أختك تحبك بجنون ..
-تقول عني غبيّة
-[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة ..
نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال :
-لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...!
:
و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة
بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...!

عزيزتي جليلة، أرى أمامي الآن امرأة رائعة الجمال، فطبعا لن يحدث تغيير كبير بين جليلة الصغيرة وجليلة الآن، وأرى أيضا طيبتك فمن اغترف حب الوالدين لن يكون إلا إنسانا سويا طيبا
كما أنني لا أعارض أن تقفزي على السنين بل كم أتمنى أن تأخذي طائرة نفاثة وتنزلي لسن المراهقة، هنا ( الشغل سيحلو ههههههههه) بعد أن تبدأ الأنثى تتحرك داخلك... ويبدأ القلب يعرف خفقانا آخر غير ما اعتاد عليه، وظهور الحب الأول يااااااااااااااااه يالا بسرعة اقفزي ههههههههههه واتركي محطات الطفولة البريئة وحدثينا عن جليلة المراهقة والشابة ههههههههههههه

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليلة ماجد (المشاركة 177361)
[tabletext="width:70%;"]

قصرٌ رُخاميّ مُذّهب ..غُرَفٌ واسِعةٌ مُزخْرَفة .. سُلّمٌ طويل يفْصِلُ الطابق العلويّ عن الطابق السُفليّ فتح الابن البكر الباب و صرخ فرحاً ... يا الله !! ياللجمال !! فرد جناحيه و طار و هو يضحك .. سنلعبُ هُنا كثيراً يا أبي .. أليس كذلك ؟؟
:
هزّ الوالد رأسه جذِلا و هو يرى أبناءه يَعُّبُّون الفرحة عَبّاً .. يكادون منها اختناقاً ...
و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ....
:
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- غُرفة جلوس ...!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- جهاز تكييف ..!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- سرير ...!!
- كُفّي يا [ جليلة ] دعي أباكِ يرينا البيت ..( تصْرُخ فيها الغالية )
- دعيها يا غالية فبراءتها قاتِلة ...!
:
ذاتِ سنواتٍ ثمان ببراءة بنت الست تركض و تقفز و تصرخ و تضحك للصدى
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- مزرعة لتلعبي فيها
- يا سلاااااااااام ( تصرخ بصوت مرتفع )
- تعالي أريك غرفتك ..
- حسناً ... حسناً ...
- ماذا تتوقعين أن يكون لونها ؟؟
- وردي !!
- شبيكِ لبيكِ .. بابا يحقق أمانيكِ ...!
- أغمضي عينيكِ ...
- ياااااه ... أبي ... غرفة جميلة ..! شكراً ..( ارتمت بين ذراعيه)
- تستحقين أكثر يا معجزتي الصغيرة ..
سجّاد ناعم وردي يغلل الغرفة بلون حالِمٍ جميل .. ستائر عليها رسومات لتيجان حائط مدهون بلون وردي فاتِح ، و ملصقات لأميرات ديزني متناثرات هُنا و هُناك ...
:
- لمَ سريرين يا أبي ...
- معكِ أختكِ [ جميلة] ..
- هاه ؟؟ لكن ...
- [ جميلة ] تحبّك يا [ جليلة ]
- إنّها لا تفعل يا أبي .. تنظرُ إليّ شذراً طوال الوقت .. و تسميني غبيّة ..
- لذلك وضعتكما في ذاتِ الغرفة ربما تتوصلان لحل مع علاقتكما الغريبة
- ( اغرورقت عيناها بالدموع ) ... أبي ؟؟
- لا أريد أن أسمع أكثر عن هذا الموضوع .. لو سمحتِ ..لأجلي ..
- حاضر أبي
- ارفعي رأسك يا صغيرة أنيري البدر بابتسامتكِ هيا ...!
- ( تبتسمُ بارتجافةٍ في طرف شفتها السفلى )
- هذه ابنتي الحلوة ..!
:
جلستْ على طرف السرير تفكّر .. جلبت الخادِمة حقيبتها و شرعت ترتب ملابسها في خزانةٍ كبيرة .. سَرَحت في الملابِس .. نعم [ جميلة] تكرهها و تنتظِر خطأها في أي شيء كي تهوّل الأمر و توصله للغالية انتظاراً لِعقاب مؤلِم لها .. تنهّدت و رفعت بصرها
:
- هذا سريري .. ذاك سريرك يا غبيّة ..
- حسناً .. كما تريدين ...
- لا تجلسي عليه .. لا أحب أن يتسخ ..
- لستُ قذرة ..
- اصمتي .. أف منكِ لا أدري لِم وضعنا أبي في غرفة واحدة ..
- اسأليه ..
- أنا ؟؟ لا .. أبي لا يحبني بل يحبّك أنتِ يا .... يا بسبوسة ( باستهزاء)
- و أنا أحبه ..( تبدأ دموعها بالانهمار )
- كُفّي يا غبية ارتدي ملابس النوم و نامي ...
- سأفعل ما يحلو لي ..
- اذهبي إلى أبيك دعيه يهدهدك كما يفعل دائماً ..
- أنا كبيرة و عاقِلة و سأخرج ..
:
تهدج صوتها ... تدافعت الدموع إلى مقائيها شلالاً من نار .. جسدها مشتعِل و التنهيدات تهزّها .. نزلت من الطابِق العلوي مروراً بالصالة إلى خارِج المنزل
اختارت نخلة قصيّة و بكت تحتها حتى تورمت أهدابُها .. سمِعت صراخ الوالِد يناديها مِن بعيد فخرجت مِن مخبئها ..
:
- أنا هُنا بابا ...
- أوه ... لا تفعلي هذا يا حبيبتي ...[ و ضمّها إلى صدره ][ أمسَك جديلتها الطويلة و هو يقول] : انظري قد اتسخ شعرك ..
- أنا آسِفة بابا
- اششششش اهدئي ...
و قبل أن تشعر غطّت في نومٍ عميق ...
:
- صباحٌ جميلٌ
- صباح الخير أبي [ و هي تقبّل رأسه ]
- تعالي اجلسي و تناولي الفطور
- أريد الحليب فقط
- أين [ جميلة ] ؟
- آتيّة ...
- و كيف ليلتكما ...
- أمممم... جيدة ..!
- طيّب الحمدلله [ جميلة ] .. يا [ جميلة ]...
- نعم يا أبي
- تعالي و كُلي شيئاً يا ابنتي السائق ينتظر ...
- حسناً ...
:
تقف و تتجه إلى الباب .. تفتحه و تتنفّس بعمق و تنظُر جيداً إلى هذا القصر الكبير ... مزرعة بألوانٍ خلابة سرقها الربيع و أسكنها هُنا و رحل ... أرجوحة .. لعبة حِبال .. و الكثير مِن العصافير ..
- صباح الخير شمس الدين ..!
- هلا لولو هل أشغل السيارة ؟؟
- لا ..لا ... سأنظر إلى الحديقة
- يهزّ رأسه أن نعم .. افعلي ما يطيب لكِ ..
تجلِس على الدرج تتأمّل و لا تلاحِظ أن هْناكَ مَن يراقِبها مِن بعيد و يحصي تحركاتها ... و يبتسِم بخُبثٍ لا تملكه هذه الطاهِرة الصغيرة .
أهلا بي أيتها الجليلة في قصركم المنيف ( ربنا يجعله عامر) عندك حق فالقصر يحوي كل مواصفات الجمال، من اتساع الحجم وكثرة الغرف وزخرفة وحديقة غناء، لكن أتعرفين، أنا من بين الناس الذين لا يحبون العيش في الأماكن الكبيرة، لأنها بصراحة تفرق بين العائلة، فالبيت الصغير، يضفي على العائلة ( اللمة) التي تصبغ الأسرة بالمحبة والوئام والانصهار في جسم واحد وكذا الارتباط الوجداني، لكن البيت الكبير يولد البعد وانفصال العائلة عن بعضها.


شيء واحد أريد أن أسألك عنه، هل ما ذكرته من أحداث وجزئيات صغيرة وجدت فعلا أم أنها ضرورة لتوليد حوار و بناء دراما وتشويق.
لأنه صعب أن يبقى العقل البشري محتفظا بجزئيات من عمر 5 سنين وأنت هنا جعلتنا نعيش معك لحظة بلحظة وكأنك للتو عشت تلك المواقف،فالتحاورالذي بينك وبين الأب وبينك وبين جميلة وبين الأب وجميلة وبين الأب والغالية جعلته وكأنه ما زال ساخنا وكأنه يدور بينهم في هذه اللحظات.
وإذا كان هذا الحوار هو لشد القارئ ولتوليد دراما وإضفاء حركة وديناميكية على المشاهد، أليس هذا له تأثير سلبي على الشكل العام للسيرة الذاتية التي يجب أن تكون واقعية؟
وهناك شيء آخر لديك إخوة وأخوات أخريات فلم لم تضعيهم معك في الصورة؟
أعتذر منك، فهذا استفسار فقط

جليلة ماجد 06-07-2014 05:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 177363)
مرحباً استاذة جليلة
مزيد من الروعة والحوار يجعل النص حيا لكن هذه العبارة هي التي اشعلت نار التشويق والادهاش وجعلتني انتظر القادم على احر من الجمر

*" و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ...."

بهذه العقدة الجديدة لا يجد المتلقي مفرا من ان يقف على رؤوس اصابعه منتظرا بشوق تطور الحبكة وكيف ان القصر والذي تمت انسنته هنا كيف سينوح على ساكنيه؟؟!!


أهلاً أ. أيوب ...

و اللهِ القادم ما يخيفني بصراحة ...

و أتردد قبلَ أن أبوح به .... فليعينني المولى ..

لكن عليي أن أفعل ذلك ..علني أتحرر ...

ودي الصافي لجميل متابعتِك ...

جليلة ماجد 06-07-2014 05:52 PM

اقتباس:

عزيزتي جليلة، أرى أمامي الآن امرأة رائعة الجمال، فطبعا لن يحدث تغيير كبير بين جليلة الصغيرة وجليلة الآن، وأرى أيضا طيبتك فمن اغترف حب الوالدين لن يكون إلا إنسانا سويا طيبا
كما أنني لا أعارض أن تقفزي على السنين بل كم أتمنى أن تأخذي طائرة نفاثة وتنزلي لسن المراهقة، هنا ( الشغل سيحلو ههههههههه) بعد أن تبدأ الأنثى تتحرك داخلك... ويبدأ القلب يعرف خفقانا آخر غير ما اعتاد عليه، وظهور الحب الأول يااااااااااااااااه يالا بسرعة اقفزي ههههههههههه واتركي محطات الطفولة البريئة وحدثينا عن جليلة المراهقة والشابة ههههههههههههه





أهلا يا فاتحة ... أشكرك على جميل مدحِك .. لا عدِمتُ روحك أبداً ... مراهقتي كانت صعبة و بعيدة عن الحب كل البعد ... أمممم لا تستعجلي سوف يأتي دورها قريباً جداً ... الشابة ربما !


اقتباس:

أهلا بي أيتها الجليلة في قصركم المنيف ( ربنا يجعله عامر) عندك حق فالقصر يحوي كل مواصفات الجمال، من اتساع الحجم وكثرة الغرف وزخرفة وحديقة غناء، لكن أتعرفين، أنا من بين الناس الذين لا يحبون العيش في الأماكن الكبيرة، لأنها بصراحة تفرق بين العائلة، فالبيت الصغير، يضفي على العائلة ( اللمة) التي تصبغ الأسرة بالمحبة والوئام والانصهار في جسم واحد وكذا الارتباط الوجداني، لكن البيت الكبير يولد البعد وانفصال العائلة عن بعضها.


معكِ كل الحق يا جميلة لذلك سميت هذا الفصل [ قصر من جليد] فهذا القصر الذي أسكن باعدنا عن بعضنا لم نعد ننام معاً أو نأكل معاً أو نلتقي حتى ... و هذا صعب ..جداً .. كان ذاك المنزل البسيط أكثر سعادة مع كلّ الفقر المحيط به كنّا قلباً واحداً

اقتباس:

شيء واحد أريد أن أسألك عنه، هل ما ذكرته من أحداث وجزئيات صغيرة وجدت فعلا أم أنها ضرورة لتوليد حوار و بناء دراما وتشويق.
لأنه صعب أن يبقى العقل البشري محتفظا بجزئيات من عمر 5 سنين وأنت هنا جعلتنا نعيش معك لحظة بلحظة وكأنك للتو عشت تلك المواقف،فالتحاورالذي بينك وبين الأب وبينك وبين جميلة وبين الأب وجميلة وبين الأب والغالية جعلته وكأنه ما زال ساخنا وكأنه يدور بينهم في هذه اللحظات.
وإذا كان هذا الحوار هو لشد القارئ ولتوليد دراما وإضفاء حركة وديناميكية على المشاهد، أليس هذا له تأثير سلبي على الشكل العام للسيرة الذاتية التي يجب أن تكون واقعية؟
وهناك شيء آخر لديك إخوة وأخوات أخريات فلم لم تضعيهم معك في الصورة؟
أعتذر منك، فهذا استفسار فقط



يا أجمل روح لا يضايقني أن تسأليني فبساطنا أحمدي !
هذه الحكاوي يحكيها أبي لي باستمرار يسردها على مسامعي كلّ حين يريني الصور القديمة و يذكرني بما مضى و يردد دائماً حادثة ولادتي و يهز رأسه عِندما يراني الآن امرأة أمامه ..
أكبر صدمة مرت على أبي مدى كوني عاقلة ... مدى كوني هادئة .. هذا ما يجعله يحاكيني دائماً
كأنني روح أخرى له ... لي أخوين كبيرين خالد و أحمد و أختين أكبر مني و من جميلة عايدة و عالية
الأخوين أكبر مني بـ 12 أو 13 سنة و الأختين بـ 9 أو 7 سنوات ... أكثر وقت طفولتي و مراهقتي مع جميلة لذلك أكرر ذكرها كثيراً ربي يحفظهم لي أجمعين ....

لوجودِكِ جمال و نقاء ... عودي دائماً ...


الساعة الآن 08:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team