منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   شيخ العاشقين وسلطانهم (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1333)

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:24 AM

شيخ العاشقين وسلطانهم
 


( ابن الفارض )
شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى وحدة الوجود.

اسمه ونسبه :
++++++++

اسمه أبو حفص عمر بن أبي الحسن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل
المصري المولد والدار والوفاة
يقال إنه في الأصل ينتمي لقبيلة بني سعد بشبه الجزيرة العربية
لقبه شرف الدين بن الفارض
ولد في الرابع من ذي القعدة سنة 557 من الهجرة الموافق 15 تشرين الأول/أكتوبر 1162، وتوفي سنة 632 للهجرة 1234 .

سمي بإبن الفارض واشتهر به لأن والده كان يثبت فروض النساء على الرجال بين يدي الحكام فلقب بالفارض ويستدل من الاسم والمهنة أن الوالد كان رجل فضل وعلم يتصدر مجالس الحكم والعلم.

يقال إن منصب قاضي القضاة عرض على الأب فرفض واعتزل وانقطع للعبادة في قاعة بالمسجد الأزهر حتى توفاه الله.

نشأته :
+++++

قال ابن عماد الحنبلي عن نشأة ابن الفارض بأنه
" نشأ في كنف أبيه في عفاف وصيانة وعبادة
بل زهد وقناعة وورع، وأسدل عليه لباسه وقناعه"
اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر
وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد.

سلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم بواد يعرف بوادي المستضعفين يختلف إليه المتجردون.

حبب لابن الفارض التردد على ذلك الواد والاختلاء بنفسه فيه فزهد وتجرد ثم انقطع عنه ولزم أباه
فلما توفي والده عاد للتجرد والسياحة الروحية او سلوك طريق الحقيقة فلم يفتح عليه بشيء كما يقول مؤرخو الصوفية.

من مصر إلى مكة :
++++++++++

وحسب هؤلاء فإن مسيرة التصوف في حياته تبدلت حين قيض له رجل من الأتقياء
أشار عليه أن يذهب لمكة فقصدها وأقام فيها نحو 15 عاما أكثر فيها من العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.
وهناك بين المناسك المقدسة نضجت شاعريته وكملت مواهبه الروحية، كما يقول مؤرخوه.

عاد إلى مصر وكانت تحت حكم الأيوبيين وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.

صفاته :
+++++
وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.

تتلمذ على الشيخ أبي الحسن علي البقال صاحب الفتح الالهي والعلم اللدني
كان مهيباً سخياً معتدل القامة، له وجه جميل يمتاز بحمرة ظاهرة، وله نور ظاهر في وجهه.

إذا حضر مجلساً ظهر على المجلس سكون وسكينة، يتردد عليه في مجلسه جماعة من المشايخ والعلماء
وعدد من الفقراء وأكابر الدولة وسائر الناس، وهم في غاية الأدب والتواضع معه
وإذا مشى في المدينة تزاحم عليه الناس يلتمسون منه البركة والدعاء ويقصدون تقبيل يده
فلا يمكن أحداً من ذلك بل يصافحه.

وكانت ثيابه حسنة ورائحتها طيبة
وكان ينفق على من كان يرد عليه من الفقراء والمساكين
ولقد بعث إليه الملك الكامل أن يجهز له ضريحاً عند قبة الامام الشافعي
فلم يأذن له بذلك فطلب منه أن يجهز له مكاناً يكون مزاراً له بعد موته فرفض.
يرتاد كثير من المحبين عرباً وعجم ضريح ومسجد عمر بن الفارض الواقع تحت سفح جبل المقطم في منطقة "الأباجية"
حيث دفن بعد موته عند مجرى السيل بجوار قبر معلمه أبي الحسن البقال كما أوصى قبل موته.

ديوان وأشعار منسوبة له :
++++++++++++++

في إطار دراسته المستفيضة لشعر ابن الفارض اكتشف القس الإيطالي الدكتور جوزيبى سكاتولين
أن كل الروايات لنص الديوان المنسوب لابن الفارض ترجع إلى ما نشر على يد حفيد الشاعر
بعد وفاة جده بقرن تقريباً
غير أن ترجمة الحفيد لجده وروايته لأشعاره لم تعد فى ميزان الدراسات الحديثة موضعاً للثقة
فقد حوّل سيرة جده إلى سرد لخوارق وكرامات لا تصدق محاولا إضفاء هالة من التقديس على جده
أما روايته لأشعاره فقد زاد فيها الكثير من أشعاره هو وأشعار أصحابه.

وكان المستشرق الإنجليزى جون آرثر آربرى أول من التفت إلى هذا وأشار إلى وجود رواية أخرى للديوان مختلفة عن رواية حفيد ابن الفارض
حيث عثر فى دبلن على مخطوطة للديوان أقدم من رواية حفيد ابن الفارض.

وفي مدينة قونية التركية زار سكاتولين مكتبة للمخطوطات
وبينما كان يتصفح مخطوطات لابن عربي وقعت عيناه على أشعار ابن الفارض
ويقول إنه اكتشف أن ديوان سلطان العاضقين ابن الفارض وقد سجن داخل كتاب ابن عربي
وبعد قليل من التحقق وجد أن هذه أقدم مخطوطة لديوان ابن الفارض فى العالم.

منذ تلك اللحظة بدا سكاتولين رحلة معرفية وبحثية امتدت خمسة عشر عاماً مع ابن الفارض لإعادة تحقيق ديوانه فقيض لذلك الراهب الإيطالى أن يحرر شعر ابن الفارض دلالياً من نظرية ابن عربى وأن يحرر ديوانه فيزيائيا من كتاب لابن عربى.

بعد عثور الدكتور سكاتولين على مخطوطة قونية وهى الأقدم على الإطلاق ثم على أخرى في لندن
وثالثة فى برلين تأكد للباحث الإيطالي بما لا يدع مجالا للشك
أن الجزء الثانى من الديوان منحول على ابن الفارض
وأن عدد القصائد التى يضمها الديوان هى خمس عشرة قصيدة فقط.
وكان سكاتولين قد درس التائية الكبري لابن الفارض وجعلها موضوعاً لرسالته للدكتوراه
التى أراد أن يحرر فيها أشعار ابن الفارض من المفاهيم والعبارات الغريبة عليها متبعا فى ذلك مبدأ شرح النص بالنص نفسه
ومعتمداً على المنهج الدلالى فى استنباط مدلولات الألفاظ وفض معانى الاستعارات.

وبناء على دراسته قسم سكاتولين المراحل الأساسية لتجربة ابن الفارض الصوفية
كما تقدمها تجربته الشعرية فهى تبدأ بالفرق أى حالة التميز عن المحبوب ثم الاتحاد أى الوحدة مع المحبوب
ثم الجمع أى حالة الاندماج بين ذات الشاعر وكل الموجودات.

...... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:25 AM

أبَرْقٌ، بدا من جانِبِ الغَورِ، لامعُ،
( ابن الفارض )


أبَرْقٌ، بدا من جانِبِ الغَورِ، لامعُ،
أم ارتَفَعتْ، عن وجه ليلى ، البراقِعُ
أنارُ الغضا ضاءتْ وسلمى بذي الغضا
أمِ ابتسمتْ عمَّا حكتهُ المدامعُ
أنشرُ خزامي فاحَ أمْ عرفُ حاجرٍ
بأمّ القُرى ، أم عِطْرُ عَزّة َ ضائِعُ
ألا ليتَ شعري هلْ سليمي مقيمة ٌ
بِوادي الحِمى ، حَيثُ المُتيَّمُ والِعُ
وهلْ لعلعَ الرَّعدُ الهتونُ بلعلعٍ
وهلْ جادَها صَوبٌ من المُزنِ هامِعُ
وهلْ أردنْ ماءَ العذيبِ وحاجرٍ
جِهاراً، وسِرُّ اللّيلِ، بالصّبحِ، شائِعُ
وهل قاعَة ُ الوَعْساءمخْضَرّة َ الرّبى ؛
وهلْ، ما مَضَى فيها من العيش، راجعُ
وهلْ، برُبى نجْدٍ، فَتوضِحَ، مُسنِدٌ
أُهَيلَ النّقا عمّا حَوَتْهُ الأضالِعُ
وهلْ بلوى سلعٍ يسلْ عنْ متيَّمٍ
بكاظمة ٍ ماذا بهِ الشَّوقُ صانعُ
وهلْ عذباتُ الرَّندِ يقطفُ نورها
وهلْ سلماتٌ بالحجازِ أيانعُ
وهلْ أثلاثُ الجزعِ مثمرة ٌ وهلْ
عُيونُ عَوادي الدّهرِعنها هَواجِعُ
وهل قاصِراتِ الطّرفِ عِينٌ، بعالجٍ،
على عهديَ المعهودِ أمْ هوِ ضائعُ
وهلْ ظبياتَ الرَّقمتينِ بعيدنا
أقمنا بها أمْ دونَ ذلكَ مانعُ
وهَل فَتَياتٌ بالغُويرِ يُرينَني
مرابعَ نعمٍ نعمَ تلكَ المرابعُ
وهلْ ظلُّ ذاكَ الضَّالِ شرقيَّ ضارجٍ
ظليلٌ، فقَدْ رَوّتْهُ منّي المَدامعُ
وهلْ عامرٌ منْ بعد ناشعبُ عامرٍ
وهل هوَ، يوماً، للمُحبّينَ جامِعُ
وهلْ أمَّ بيتَ اللهِ يا أمَّ مالكٍ
عريبٌ لهمْ عندي جميعاً صنائعُ
وهلْ نَزَلَ الرَّكبُ العِراقي، مُعَرِّفاً،
وهلْ شرعتْ نحوَ الخيامِ شرائعُ
وهلْ رقصتْ بالمأزمينِ قلائصٌ
وهلْ للقبابِ البيضِ فيها تدافعُ
وهلْ لي بجمعِ الشَّملِ في جمع مسعدٌ
وهلْ لليالي الخيفِ بالعمرِ بائعُ
وهلْ سلَّمتْ سلمى على الحجرِ الَّذي
بهِ العهدُ والتفَّتْ عليهِ الأصابعُ
وهلْ رضعتْ منْ ثديِ زمزمَ رضعة ً
فلا حُرّمتْ، يوماً عليها، المَراضِعُ
لعلّ أُصَيحابي، بِمكّة ، يُبْرِدُوا،
بذِكْرِ سُلَيْمَى ، ما تُجِنّ الأضالعُ
وعلَّ الُّلييلاتِ الَّتي قدْ تصرَّمتْ
تعودُ لنا يوماً فيظفرَ طامعُ
ويَفْرَحَ محْزُونٌ، ويَحيَا مُتَيَّمٌ،
ويأنسَ مشتاقٌ ويلتذْ سامعُ



.... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:27 AM

أرى البُعدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي



أرى البُعدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي،
وإنْ قَرّبَ الأخطارَ من جَسِدي البالي
فيا حَبّذا الأسقامُ، في جَنْبِ طاعَتي
أوامِرَ أشواقي، وعِصْيانِ عُذّالي
ويا ما أَلَذّ الذّلّ في عِزّ وَصْلِكُمْ،
وإن عَزّ، ما أحلى تَقَطُّعَ أوصالي
نأيتمْ فحالي بعدكمُ ظلَّ عاطلاً
وما هوَ مِمّا ساء، بل سَرّكُم حالي
بَليتُ بِهِ لَمّا بُليتُ صَبابَة ً
أبلَّتْ فلي منها صبابة ُ إبلالِ
نصبتُ على عيني بتغميضِ جفنها
لزَورَة ِ زُورِ الطّيفِ، حِيلة َ مُحتالِ
فما أسعَفَتْ بالغُمضِ، لكِن تعَسّفتْ
عليَّ بدمعٍ دائمِ الصَّوبِ هطَّالِ
فيا مهجتي ذوبي على فقدِ بهجتي
لِتَرْحالِ آمالي، ومَقْدَمِ أوْجالي
وضِنّي بدَمْعٍ، قد غَنيتُ بِفَيضِ ما
جرى منْ دمي إذْ طلَّ ما بينَ أطلالِ
ومَن لي بأن يَرْضَى الحَبيبُ، وإن علا الـ
ـنّحيبُ، فإبْلالي بَلائي وبَلْبالي
فما كَلَفي في حُبّهِ كُلفَة ً لَهُ،
وإنْ جَلّ ما ألْقَى من القيلِ والقالِ
بقيتُ بهِ لمَّا فنيتُ بحبِّهِ
بِثَرْوَة ِ إيثاري، وكَثْرَة ِ إقْلالي
رعى اللهُ مغنى ً لمْ أزلْ في ربوعهِ
معنًّي وقلْ إنْ شئتَ يا ناعمَ البالِ
وحَيّا مُحَيّا عاذِلِ ليَ لم يَزَلْ
يُكَرِّرُ مِن ذِكْرَى أحاديثِ ذي الخالِ
رَوَى سُنّة ً عندي، فأرْوى من الصّدى ،
وأهدى الهُدى ، فاعجبْ وقد رام إضلالي
فأحببتُ لومَ اللؤمِ فيهِ لوْ أنَّني
منحتُ المنى كانتْ علامة َ عذَّالي
جهلتُ بأنْ قلتُ اقترحْ يامعذِّبي
عليّ، فأجْلى لي، وقال:اسْلُ سلْسالي
وهَيهاتِ أن أسلو، وفي كُلّ شَعْرَة ٍ،
لحتفي غرامُ مقبلُ أيَّ إقبالِ
وقالَ ليَ الَّلاحي مرارة ُ قصدهِ
تحَلّى بها:دَعْ حُبّهُ.قُلتُ:أحلى لي
بذلتُ لهُ روحي لراحة ِ قربهِ
وغيرُ عَجيبِ بَذْليَ الغالِ في الغالي
فجادَ، ولكن بالبُعادِ، لِشِقْوَتي،
فيا خيبة َ المسعى وضيعة َ آمالي
وحانَ لهُ حيي على حينِ غرَّة ٍ
ولمْ أدرِ أن الآلَ يذهبُ بالآلِ
تحكَّمَ في جسمي النُّحولُ فلوْ أتى
لقبضي رسولٌ ضلَّ في موضعٍ خالِ
فلوْ هُمّ باقي السّقمِ بي لاستَعانَ، في
تلافي بما حالتْ لهُ منْ ضنى حالي
ولم يَبْقَ مِنّي ما يُناجي تَوَهّمي،
سِوى عِزّ ذلّ في مهانَة ِ إجْلالِ





..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:28 AM

أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء،



أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء،
سحراً فأحيا ميِّتَ الأحياءِ
أهدى لَنا أرواحَ نَجْدِ عَرْفُهُ،
فالجوُّ منهُ معتبرُ الأرجاءِ
ورَوى أحاديثُ الأحِبّة ِ، مُسنداً،
عنْ إذخرٍ بأذاخرٍ وسخاءِ
فسكرتُ منْ ريَّاحواشي بردهِ
وسَرَتْ حُمَيّا البُرءِ في أدوائي
يا راكِبَ الوَجْناءِ، بُلُغتَ المنى ،
عُجْ بالحِمى ، إنْ جُزتَ بالجَرعاءِ
متيمِّماً تلعاتِ وادي ضارجٍ
مُتَيامِناً عَن قاعَة َ الوَعساءِ
وإذا وَصَلْتَ أُثَيْلَ سَلْعٍ، فالنّقا،
فالرَّقمتينِ فلعلعٍِ فشظاءِ
وكذا عنْ العلمينِ منْ شرقيِّهِ
ملْ عادلاً للحلّة ِ الفيحاءِ
واقرِ السَّلامَ عريبَ ذيَّاكَ الَّلوى
مِن مُغرَمٍ، دَنِفٍ، كَئيبٍ، ناءِ
صبٍّ متى قفلَ الحجيجُ تصاعدتْ
زفَراتُهٌ بتَنَفُّسِ الصّعَداءِ
كَلَمَ السّهادُ جُفونَهُ، فتَبادَرَتْ
عَبراتُهُ، مَمْزوجَة ً بِدِماءِ
يا ساكني البَطحاء، هل مِن عَودَة ٍ
أحيا بها يا ساكني البطحاءِ
إنْ ينقضي صبري فليسَ بمنقضٍ
وجدي القَديمُ بكُمْ، ولابُرحائي
ولَئِنْ جَفا الوَسميُّ ماحِلَ تُرْبِكُم،
فمدامعي تربي على الأنواءِ
واحسْرَتي، ضاعَ الزَّمانُ ولم أفُزْ
منكمْ أهيلَ مودَّتي بلقاءِ
ومتى يؤمِّلُ راحة ً منْ عمرهُ
يومانِ يومُ قلى ً ويومُ تناءِ
وحياتكمْ يا أهلَ مكَّة َ وهيَ لي
قسمٌ لقدْ كلفتْ بكمْ أحشائي
حبَّيكمُ في النَّاسِ أضحى مذهبي
وهواكُمُ ديني وعَقْدُ وَلائي
يا لائِمي في حُبّ مَنْ أجلِهِ
قد جَدّ بي وَجدي، وعَزّ عَزائي
هَلاّ نَهاكَ نُهاكَ عن لَوْمِ امرِىء ٍ،
لمْ يلفَ غيرَ منعَّمٍ بشقاءِ
لو تَدْرِ فيمَ عَذَلْتني لَعَذَرْتَني،
خفض عليكَ وخلِّني وبلائي
فلنازلي سرحِ المربعِ فالشَّبيـ
ـكة ِ فالثَّنيَّة ِ منْ شعابِ كداءِ
ولحاضِري البَيتِ الحَرامِ، وعامِري
تِلكَ الخيامِ، وزائري الحَثْماءِ
ولِفِتيَة ِ الحَرَمِ المَريعِ، وجِيرَة ِ الـ
ـحَيّ المَنيعِ، تَلَفُّتي وعَنائي
فهمُ همُ صدُّوا دنو أوصلوا جفوا
غدروا وافوا هجروار ثولضنائي
وهُمُ عِياذي، حيثُ لم تُغنِ الرُّقى ،
وهمْ ملاذي إنْ غدتْ أعدائي
وهُمُ بِقلْبي، إنْ تناءَتْ دارُهُمْ
عنِّي وسخطي في الهوى ورضائي
وعلى محلِّي بينَ ظهرانيهمِ
بالأخشَبينِ، أطوفُ حَولَ حِمائي
وعلى اعتِناقي للرّفاقِ، مُسَلِّماً،
عِنْدَ استِلامِ الرّكنِ، بالإيماءِ
وتذكُّري أجيادَ وردي في الضُّحى
وتهجُّدي في الَّليلة ِ الَّليلاءِ
وعلى مُقامي بالمَقامِ، أقامَ في
جِسمي السّقامُ، ولاتَ حينَ شِفاءِ
عَمْري، ولو قُلِبَتْ بِطاحُ مَسيلِهِ
قلباً لقلبي الرِّيُّ بالحصباءِ
أسْعِد أُخَيَّ، وغنّني بحَديثِ مَنْ
حلَّ الأباطعَ إنْ رعيتَ إخائي
وأَعِدْهُ عِنْدَ مَسامِعي، فالرّوحُ، إن
بَعُدَ المَدى ، تَرتاحُ للأنْباءِ
وإذا أذى أَلمٍ ألَمَّ بِمُهجَتي،
فَشذا أُعَيشابِ الحِجازِ دَوائي
أأزادُ عنْ عذبِ الورودِ بأرضهِ
وأُحادُ عنْهُ، وفي نَقاهُ بَقائي
ورُبوعُهُ أربي، أجَل، ورَبيعُهُ
طربي وصارفُ أزمة ِ اللّأواءِ
وجِبالُهُ لَي مَرْبَعٌ، ورِمالُهُ
ليَ مرتعٌ وظلالهُ أفيائي
وتُرابُهُ نَدّي الذّكيُّ، وماؤهُ
وردى الرَّويُّ وفي ثراهُ ثرائي
وشعابهُ ليَ جنَّة ٌ وقبابهُ
ليَ جنَّة ٌ وعلى صفاهُ صفائي
حيَّا الحيا تلكَ المنازلَ والرُّبى
وسقى الوليُّ مواطنَ الآلاءِ
وسقى المشاعرِ والمحصَّبِ منْ منى
سَحّاً، وجادَ مَواقِفَ الأنضاءِ
ورَعى الإلَهُ بها أصَيحابي، الأُلى
سامرتهمْ بجامعِ الأهواءِ
ورَعى لَيالي الخَيْفِ، ماكانتْ سِوى
حُلُمٍ مَضى ، مَعَ يَقظَة ِ الإغْفاءِ
واهاً على ذاكَ الزَّمانِ وما حوى
طيبُ المكانِ بغفلة ِ الرُّقباءِ
أيّامَ أرْتَعُ في ميادينِ المُنى ،
جَذِلاً، وأرْفُلُ في ذُيولِ حِباءِ
ما أعجبَ الأيَّامَ توجبُ للفتى
مِنَحاً، وتَمْحَنُهُ بِسلبِ عَطاءِ
يا هلَّ لماضي عيشنا منْ عودة ٍ
يوماً وأسمحُ يعدهُ ببقائي
هيهاتِ، خابَ السّعيُ وانفصَمتْ عُرى
حبلِ المنى وانحلَّ عقدُ رجائي
وكفى غراماً أنْ أبيتَ متيَّماً
شَوقي أماميَ، والقضاءُ ورائي




..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:30 AM

أصبحتُ وشاني معربٌ عنْ شاني



أصبحتُ وشاني معربٌ عنْ شاني
حيَّ الأشواقِ ميِّتَ السِّلوانِ
يامنْ نسخَ الوعدَ بهجرٍ ونأى
فرِّحْ أملي بوعدِ زورٍ ثانِ


...يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:31 AM

العاذلُ كالعاذرِ عندي يا قومْ



العاذلُ كالعاذرِ عندي يا قومْ
أهدَى ليَ مَن أهْواهُ في طَيفِ اللّومْ
لاأعْتَبَهَ، إنْ لم يَزُرْ في حُلُمي،
فالسّمعُ يَرى ما لا يُرى طَيفُ النّومْ



.....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:32 AM

أنتمْ فروضي ونفلي



أنتمْ فروضي ونفلي
أنتمْ حديثي وشغلي
يا قِبْلَتي في صَلاتي،
إذا وَقَفْتُ أُصَلّي
جَمالُكُمْ نَصْبُ عَيني
إليهِ وجَّهتُ كلِّي
وسِرّكُمْ في ضَميري،
والقَلْبُ طُورُ التّجَلّي
آنَسْتُ في الحَيّ ناراً
ليلاً فبشَّرتُ أهلي
قلتُ امكثوا فلعلِّي
أَجِدْ هُدايَ لَعَلّي
دَنَوْتُ مِنْها فكانَتْ
نارُ المُكَلَّمِ قَبلي
نُودِيتُ مِنها جِهاراً:
رَدّوا لَياليَ وَصلي
حتّى إذا ما تَدانَى الـ
ـميقاتُ في جمعِ شملي
صارتْ جباليَ دكَّاً
منْ هيبة ِ المتجلِّي
ولاحَ سِرٌّ خَفيٌّ
يَدْريهِ مَن كانَ مِثْلي
فالمَوتُ فيهِ حياتي،
وفي حَياتي قَتلي




...... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:33 AM

أهوى رشأَ رشيِّقِ القدِّ حلي



أهوى رشأَ رشيِّقِ القدِّ حلي
قد حَكّمَهُ الغَرامُ والوَجدُ عَلَيّ
إنْ قُلتُ:خُذِ الرّوحَ!يقُلْ لي:عَجباً!
ألرُّوحِ لنا فهاتِ من عندكَ شي




..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:34 AM

أهوى رشأَ كلِّ الأسى لي بعثا



أهوى رشأَ كلِّ الأسى لي بعثا
مذْ عاينهُ تصبُّري مالبنا
ناديتُ وقدْ فكَّرتُ في خلقتهِ
سُبحانَكَ ما خَلَقْتَ هذا عَبَثَا



...... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:35 AM

أهوى رشأَ هواهُ للقلبِ غذا



أهوى رشأَ هواهُ للقلبِ غذا
ما أحسَنَ فِعلَهُ، ولو كانَ أذَى !
لمْ أنسَ وقدْ قلتُ لهُ الوصلُ متى
مولاي إذا متُّ أساً قال إذا



..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:46 AM

أهوى قمراً لهُ المعاني رقُّ



أهوى قمراً لهُ المعاني رقُّ
منْ صبحِ جبينهِ أضاءَ الشَّرقُ
تدري، باللّهِ، ما يَقولُ البَرْقُ:
ما بينَ ثناياهُ وبينيَ فرقُ




..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:47 AM

أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا،



أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا،
أمْ، في رُبَى نجدٍ، أرى مِصباحَا؟
أمْ تِلكَ ليلى العامرِيّة ُ أسْفَرَتْ
ليلاً فصيرتِ المساءَ صباحاً
ياراكبَ الوَجْناءِ، وُقّيتَ الرّدى ،
إنْ جُبتَ حَزْناً، أو طوَيتَ بِطاحا
وسَلَكتَ نَعمانَ الأراكِ، فعُجْ إلى
وادٍ، هُناكَ، عَهِدْتُهُ فَيّاحا
فبأيمنِ العلمينِ منْ شرقيِّهِ
عَرّجْ، وأُمَّ أرينَهُ الفَوّاحا
وإذا وَصَلتَ إلى ثَنِيّاتِ اللّوَى ،
فانشدْ فؤاداً بالأبيطحِ طاحا
واقرِ السَّلامَ أهيلهُ عنى وقلْ
غادرتهُ لجناتكمْ ملتاحا
يا ساكنِي نَجدٍ، أما مِن رَحمَة ٍ
لأسيرِ إلفٍ لا يريدُ سراحاً
هَلاّ بَعَثْتُمْ، لِلمَشُوقِ، تحيّة ً
في طيّ صافيَة ِ الرّياحِ، رَواحا
يحيا بها منْ كانَ يحسبُ هجركمْ
مزحاً ويعتقدُ المزاحَ مزاحا
يا عاذلَ المشتاقِ جهلا بالَّذي
يلقى مليّاً لا بلغتَ نجاحاً
أتعبتَ نفسكَ في نصيحة ِ منْ يرى
أنْ لا يرى الإقبالَ والإفلاحا
أقصِرْ، عدِمتُكَ، واطّرحْ من أثخنتْ
أحشاءَهُ، النُّجُلُ العُيونُ، جِراحا
كنتَ الصَّديقُ قبيلَ نصحكَ مغرماً
أرأيتَ صبًّا يألفُ النُّصَّاحا
إنْ رمتَ إصلاحي فإنِّي لمْ أردْ
لِفَسادِ قَلبي في الهَوَى ، إصْلاحا
ماذا يريدُ العاذلونَ بعذلِ منْ
لَبِسَ الخَلاعَة َ، واستراحَ وراحا
يا أهلَ ودِّي هلْ لراحي وصلكمْ
طَمَعٌ، فَينعَمَ بالهُ استِرْواحا
مذْ غبتمُ عنْ ناظري ليَ أنَّة ٌ
ملأتْ نواحيَ أرضِ مصرَ نواحاً
وإذا ذَكَرْتُكُم أميلُ، كأنّني،
مِن طِيبِ ذِكْرِكُمُ، سُقيتُ الرّاحا
وإذا دُعيتُ إلى تناسي عَهدِكُمْ،
ألفيتُ أحشائي بذاكَ شحاحاً
سقياً لأيَّامٍ مضتْ معْ جيرة ٍ
كانتْ ليالينا بهمْ أفراحا
حيثُ الحمى وطني وسكَّانُ الغضا
سَكَني، وَوِردي الماءَ فيهِ مُباحا
وأُهَيلُهُ أربي، وظِلُّ نخيلِهِ
طربي ورملة ُ وادييهِ مراحاً
واهاً على ذاكَ الزَّمانِ وطيبهِ
أيَّامَ كنتُ منَ الُّلغوبِ مراحاً
قسماً بمكَّة َ والمقامِ ومنْ أتى الْـ
بيتَ الحرامَ ملبِّياً سيَّاحاً
مارَ تَّحتْ ريحُ الصِّبا شيحَ الرُّبى
إلاّ وأهْدَتْ منكُمُ أرواحا



.....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:50 AM

أيُّ شئٍ حلوٍ إذا قلبوهُ



أيُّ شئٍ حلوٍ إذا قلبوهُ
بعدَ تصحيفِ بعضهِ كانَ خلواً
كادَ إنْ زيدَ فيهِ منْ ليلِ صبٍّ
ثُلُثاهُ يُرَى ، مِنَ الصّبحِ، أضوَا
ولهُ اسمٌ حروفهُ مبتداها
مُبْتَدا أصْلِهِ، الذي كانَ مأوَى



..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:51 AM

أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَلَذّ لي



أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَلَذّ لي
خضوعي لديكمْ في الهوى وتذللي
وأشتاقُ للمغنى الَّذي أنتمْ بهِ
ولولاكُمُ ما شاقَني ذِكْرُ مَنْزِلِ
فلِلّهِ، كَم من لَيلَة ٍ قد قَطَعتُها
بِلَذّة ِ عيشٍ، والرّقيبُ بِمَعزلِ
ونقلي مدامي والحبيبُ منادمي
وأقداحُ أفْراحِ المَحَبّة ِ تَنجَلي
ونلتُ مُرادي، فوقَ ما كنتُ راجياً،
فواطَرَبا، لو تَمّ هذا ودامَ لي
لَحاني عَذولي، ليسَ يَعرِفُ ما الهوَى
وأينَ الشجيّ المُستَهامُ مِن الخَلي
فدعني ومنْ أهوى فقدْ ماتَ حاسدي
وغابَ رقيبي عندَ قربِ مواصلي



...... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:52 AM

إحفَظْ فُؤادَكَ، إن مَرَرْتَ بحاجِرِ،



إحفَظْ فُؤادَكَ، إن مَرَرْتَ بحاجِرِ،
فظباؤهُ منها الظُّبي بمحاجرِ
فالقَلْبُ فيهِ واجِبٌ مِن جائِزٍ،
إنْ ينجُ كان مخاطراً بالخاطرِ
وعلى الكَثَيبِ الفَردِ حَيٌّ دونَهُ الْـ
آسادُ صَرْعى ، مِن عُيونِ جآذِرِ
أحببْ بأسمرَ صينَ فيهِ بأبيضٍ
أجفانُهُ منّي مكانَ سرائري
ومُمْنّعٍ، ماإن لنا مِن وَصلِهِ،
إلا توهُّمُ زورِ طيفٍ زائرِ
للماءِ عدتُ ظمى كأصدى واردٍ
مُنِعَ الفُراتَ، وكُنتُ أروَى صادِرِ
خيرَ الأُصَيحابِ، الّذي هُوَ آمِري
بالغيّ فيهِ وعنْ رشادي زاجري
لوْ قيلَ لي ماذا تحبُّ وما الَّذي
تَهواهُ مِنهُ لَقُلْتٌ:ما هُوَآمِري
ولقدْ أقولُ لِلائمي، في حُبِّهِ،
لمّا رأهُ، بُعيدَ وَصلي، هاجِرِي:
عنِّي إليكَ فلي حشاً لمْ يثنها
هجرُ الحديثِ ولا حديثُ الهاجرِ
لكنْ وَجَدْتكَ، مِن طريقٍ، نافِعي،
وبلذعِ عذلي لوْ أطعتكَ ضائري
أحسنتَ لي منْ حيثُ لا تدري وإنْ
كنتَ المسئَ فأنتَ أعدلُ جائرِ
يدني الحبيبَ وإنْ تناءتْ دارهُ
طيفُ الملامِ لطرفِ سمعي السَّاهرِ
فكأنّ عذْلَكَ عيسُ مَن أحبَبْتُهُ،
قَدِمَتْ عليَّ وكانَ سمعي ناظِري
أتعبتَ نفسكَ واسترحتَ بذكرهِ
حتّى حسِبْتُكَ في، الصبابَة ِ، عاذِريِ
فاعجَبْ لِهاجٍ، مادِحٍ عُذّالَهُ،
في حبِّهِ بلسانِ شاكٍ شاكرِ
يا سائراً بالقلبِ غدراً كيفَ لمْ
تُتْبِعَهُ ما غادَرْتَهُ مِن سائرِي؟
بعضي يغارُ عليكَ منْ بعضي ويحْـ
ـسُدُ باطِني، إذْ أنتَ فيهِ ظاهِري
ويَودُّ طَرفي، إن ُّذكِرْتَ بِمَجلِسٍ،
لوْ عادَ سمعاً مصغياً لمسامري
متعوِّداً إنجازهُ متوعِّداً
أبَداً، ويَمْطُلُني بِوَعدٍ نادِرِ
ولبُعْدِهِ اسوَدّ الضّحى عندي، كم ابْـ
يضَّتْ لقربٍ منهُ كان دياجري


.....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:53 AM


إسمُ الذي تَيّمَني حُبُّهُ،



إسمُ الذي تَيّمَني حُبُّهُ،
تصْحيفُ طيرٍ، وهْو مَقلوبُ
ليسَ منَ العجمِ ولكنَّهُ
إلى اسمِهِ في العُرْبِ مَنسوبُ
حرُوفُهُ، إنْ حُسِبَتْ، مِثلُها،
لِحاسِبِ الجُمّلِ، أيوبُ



..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:54 AM

إن جزْتَ بحيٍّ لي على الأبْرَقِ حَيْ،



إن جزْتَ بحيٍّ لي على الأبْرَقِ حَيْ،
وابلغْ خبري فإنَّني أحسبُ حيْ
قلْ ماتَ معنَّاكمْ غراماً وجوى ً
في الحُبّ، وما اعتاضَ عن الرّوح بشَي




..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 11:55 AM


اسمُ الذّي أهواهُ تَصْحِيفُهُ،



اسمُ الذّي أهواهُ تَصْحِيفُهُ،
وكلُّ شطرٍ منهُ مقلوبُ
يوجدُ في تلكَ إذنْ قسمة ٌ
ضِئزى ، عِياناً، وهوَ مكتُوبُ



....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:07 PM

إنْ جزْتَ بحَيٍّ ساكِنينَ العَلَمَا،



إنْ جزْتَ بحَيٍّ ساكِنينَ العَلَمَا،
مِن أجْلِهِمْ حالي كما قد عُلِمَا
قلْ عبدكمْ ذابَ اشتياقاً لكمْ
حتى لوْ ماتَ مِنْ ضَنًى ما عَلِمَا




....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:08 PM

إنْ متُّ وزارَ تربتي منْ أهوى



إنْ متُّ وزارَ تربتي منْ أهوى
لَبَيْتُ مُناجِياً بغَيرِ النّجوى
في السِّرِّ أقولُ يا ترى ما صنعتْ
ألحاظُكَ بي وليسَ هذا شكوَى




....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:09 PM

بالشِّعبِ كذا عنْ يمنة ِ الحيِّ قفْ



بالشِّعبِ كذا عنْ يمنة ِ الحيِّ قفْ
واذكرْ جملاً منْ شرحِ حالي وصفِ
إنْ همْ رحموا كانَ وإلاَّ حسبي
منهمُ وكفى بأنَّ فيهمْ تلفي



..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:12 PM

هذه من أجمل ما قرأت لابن الفارض !!
إقرأ واستمتع


تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذا كا



تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذا كا
وتَحكّمْ، فالحُسْنُ قد أعطاكَا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاضٍ
فعلّي الجمالُ قدْ ولاّكا
وتلافي إنْ كانَ فيهِ ائتلافي
بِكَ، عَجّلْ بِهِ، جُعِلْتُ فِداكا!
وبما شئتَ في هواكَ اختبرني
فاختياري ماكانَ فيهِ رضاكا
فعلى كلِّ حالة ٍ أنتَ مي
بي أولى إذْ لمْ أكنْ لولاكا
وكفّاني عِزّاً، بِحُبّكَ، ذُلّي،
وخُضوعي، ولستُ مِن أكْفاكا
وإذا ما إليكَ، بالوَصلِ، عزّتْ
نِسْبتي، عِزّة ً، وَصحّ وَلاكا
فاتهامي بالحبِّ حسبي وأنّي
بينَ قومي أعدُّ منْ قتلاكا
لكَ في الحيِّ هالكٌ بكَ حيٌّ
في سَبيلِ الهَوى اسْتَلَذّ الهَلاكا
عَبْدٌ رِقٍّ، مارَقّ يَوْماً لعَتْقٍ،
لوْ تَخَلّيْتَ عَنْهُ ما خَلاّكا
بِجمالٍ حَجَبْتَهُ بِجلالٍ
هامَ واستعذبَ العذابَ هناكا
وإذا ما أمْنُ الرّجا مِنْهُ أدْنَا
كَ فعنهُ خوفُ الحجي أقصاكا
فبإقدامِ رغبة ٍ حينَ يغشا
كَ، بإحْجامِ رَهبَة ٍ يخْشاكا
ذابَ قلبي فأذنْ لهُ يتمنَّا
كَ وفيهِ بقيَّة ٌ برجاكا
أومُرِ الغُمْضَ أنْ يَمُرّ بِجَفني
فكأنِّي بهِ مطيعاً عصاكا
فَعسَى ، في المَنام، يَعْرِضُ لي الوَهْـ
ـمُ فيوحي سرّاً إليَّ سراكا
وإذا لمْ تنعشْ بروحِ التَّمنِّي
رمقي واقتضى فناني بقاكا
وَحَمَتْ سُنّة ُ الهَوَى سِنَة ِ الغُمْـ
ضِ جفوني وحرَّمتْ لقياكا
أبقِ لي مقلة ً لعلِّي يوماً
قبلَ موتي أرى بها منْ رآكا
أينَ منِّي مارمتُ هيهاتَ بلْ أيْـ
ـنَ لَعيْني، بالجَفنِ، لثمُ ثَرَاكا
فَبَشيرِي لَوْ جاءَ مِنْكَ بعَطْفٍ،
ووُجودي في قَبْضَتي قلْتُ: هاكا
قد كَفى ما جَرى دَماً من جُفونٍ
بِك، قَرْحَى ، فهَل جَرى ما كَفاكا
فأجِرْ من قِلاكَ، فيك، مُعَنًّى ،
قبلَ أنْ يعرفَ الهوى يهواكا
هبكَ أنَّ الَّلاحي نهاهُ بجهلٍ
عَنكَ، قل لي:عن وَصَلِهِ من نَهاكا
وإلى عِشْقِكِ الجَمالُ دَعاهُ،
فإلى هجرهِ ترى منْ دعاكا
أتُرى من أفتاكَ بالصّدّ عَنّي،
ولِغَيرِي، بالوُدّ، مَن أفتاكا
بانكساري بذلَّتي بخضوعي
بافتقاري بفاقتي بغناكا
لاتَكِلْني إلى قُوى جَلَدٍ خا
نَ فإني أصبحتُ منْ ضعفاكا
كُنتَ تَجفو، وكانَ لي بعضُ صَبرٍ،
أحسنَ اللهُ في اصطباري عزاكا
كم صُدوداً، عَسَاكَ تَرْحمُ شكْوا
يَ ولوْ باستماعِ قولي عساكا
شَنّعَ المُرْجِفُونَ عنكَ بهَجرِي
وأشاعوا أني سلوتُ هواكا
ما بأحشائِهِمْ عَشِقْتُ، فأسْلُو
عنكَ يوماً دعْ يهجروا حاشاكا
كيفَ أسلو ومقلتي كلَّمالا
حَ بُرَيْقٌ، تَلَفّتَتْ لِلِقَاكا
إنْ تنسَّمتَ تحتَ ضوءِ لئامِ
أوْ تنسَّمتُ الرِّيحَ منْ أنباكا
صبتُ نفساً إذْ لاحَ صبحُ ثنايا
كِ لعيني وفاحَ طيبُ شذاكا
كُلُّ مَن في حِماكَ يَهوَاكَ، لكِن
أنا وحدي بِكُلّ من في حِماكا
فيكَ مَعْنُى حَلاكَ في عَينِ عَقْلي،
أُلفِهِ، نحوَ باطِني، ألقاكا
فقتَ أهلَ الجمالِ حسناً وحسنى
فبِهِمْ فاقة ٌ إلى مَعناكا
يحشرُ العاشقونَ تحتَ لوائي
وجميعُ المِلاحِ تحتَ لِواكا
ما ثنائي عنكَ الضّني فبماذا
يا مليحَ الدَّلالِ عنِّي ثناكا
لكَ قُرْبٌ مِنّي ببُعدِكَ عنّي
وحنوٌّ وجدتهُ في جفاكا
علّمَ الشَّوقُ مقلتي سهرَ الَّليْـ
ـلِ، فصارَتْ، مِنْ غَيرِ نوْم، تراكا
حبّذا ليلَة ٌ بها صِدْتُ إسْرا
كَ وكانَ السُّهادُلي أشراكا
نابَ بدرُ التَّمامِ طيفَ محيَّا
كَ لطرفي بيقظتي إذْ حكاكا
فَتراءيتَ في سِواكَ لِعَينٍ
بكَ قَرّتْ، وما رأيتُ سِواكا
وكذاكَ الخَليلُ قَلّبَ قَبْلي
طرفهُ حينَ راقبَ الأفلاكا
فالدّياجي لنا بكَ الآنَ غُرٌّ،
حيثُ أهديثَ لي هدى ً منْ ثناكا
ومَتى غِبْتَ ظاهِراً عن عياني،
ألفهِ نحوَ باطني ألفاكا
أهلُ بدرِ ركبٌ سريتَ بليلٍ
فيهِ، بل سارَ في نَهارِضياكا
واقتِباسُ الأنوارِ مِن ظاهري
غيرُ عجيبٍ، وباطِني مأواكا
يعبقُ المسكُ حيثما ذكرَ اسمي
منذُ ناديتني أقبِّلُ فاكا
ويَضوعُ العَبيرُ في كُلّ نادٍ، و
وهوَ ذكرٌ معبِّرٌ عنْ شذاكا
قالَ لي حسنُ كلِّ شئٍ تجلّى
بي تَمَلّى !فقُلتُ:قَصدي وراكا
لي حبيبٌ أراكَ فيهِ معنًّي
غُرّ غَيري، وفيهِ، مَعنًى ، أراكا
إنْ تولَّى على النفوسِ تولّى
أو تَجَلّى يَستَعبِدُ النُّسّاكا
فيهِ عُوّضتُ عن هُدايَ ضَلالاً،
ورَشادي غَيّاً، وسِتري انهِتاكا
وحّدَ القَلبُ حُبَّهُ، فالتِفاتي
لكَ شِرْكٌ، ولا أرى الإشراكا
يا أخا العذلِ في منِ الحسنُ مثلي
هامَ وجداً بهِ عدمتُ أخاكا
لو رأيتَ الذي سَبانيَ فيهِ
مِن جَمالٍ، ولن تَراهُ، سَباكا
ومتى لاحَ لي اغتَفَرْتُ سُهادي،
ولِعَينَيّ قُلْتُ:هذا بِذاكا




......يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:13 PM

جُلَّقٌ جنَّة ُ منْ تاهَ وباهى



جُلَّقٌ جنَّة ُ منْ تاهَ وباهى
ورُباها مُنيَتي، لولا وَباها
قيلَ لي صفْ بردى كوثرها
قُلْتُ:غَالٍ بَرَداها بِرَداها
وطني مصرٌ وفيها وطري
ولِعَيني مثشْتَهاها مُشْتَهاها
ولنَفسي غَيرَها، إن سَكَنَتْ
يا خَليلَيّ! سَلاها ما سَلاها



..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:14 PM



حديثُهُ، أوحَديثٌ عَنهُ يُطرِبُني



حديثُهُ، أوحَديثٌ عَنهُ يُطرِبُني
هذا إذا غابَ أوْ هذا إذا حضرا
كلاهُما حَسَنٌ عندي أُسَرّ بهِ
لكنَّ أحلاهما ما وافق النَّظرا



.... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:15 PM

خبِّروني عنْ اسمِ شئٍ شهيٍّ



خبِّروني عنْ اسمِ شئٍ شهيٍّ
إسْمُهُ ظَلّ، في الفَواكِهِ، سائِرْ
نصفهُ طائرٌ وإنْ صحَّفوا ما
غادروا منْ حروفهِ فهوَ طائرْ




.... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:18 PM

خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي،



خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي،
إنَّما أنتَ سائقٌ بفؤادي
ما تَرَى العيْسَ بينَ سَوْقٍ وشَوْقٍ
لِربيعِ الرُّبوعِ، غَرْثَى ، صَوادي
لمْ تُبقِّي لها المهامِهُ جسماً
غيرَ جِلْدٍ على عِظامٍ بَوادِ
وتَحفَّتْ أخْفافُها، فَهِيَ تَمْشي،
من وَجَاها في مِثلِ جمرِ الرَّمادِ
وبَراها الوَنى ، فَحّلَّ بُراها،
خَلّها تَرْتَوي ثِمادَ الوِهادِ
شفَّها الوَجدُ إن عدِمتَ رِوَاهَا
فاسقِها الوَخدَ من جِفارِ المَهَادِ
واستبقِهَا واستبقِهَا فهيَ ممَّا
تَتَرامى بِهِ إلى خيرِ وادِ
عَمْرَكَ اللَّهَ، إنْ مَرَرّتَ بوادي
يَنْبُعٍ، فالدّهنْا، فَبَدْرٍ، غادي
وسَلَكْتَ النّقا، فَأودانَ ودّا
ن، إلى رابِغِ الرَّوِيِّ الثّمادِ
وقَطَعْتَ الحِرارَ، عَمداً، لِخيما
تِ قُدَيْدٍ مواطِنِ الأمجادِ
وتَدانَيتَ مِن خُليصٍ، فَعَسْفا
نِ فمرِّ الَّظهرانِ مُلقَى البوادي
ووَرَدتَ الجَمومُ، فالقَصرَ، فالدّكْـ
ـناء، طُرّاً مَناهِلَ الورِادِ
وأتيتَ التَّنعيمَ فالزَّاهرَ الزَّا
هرَ نوراً إلى ذُرَى الأطوَادِ
وعبرتَ الحجونَ واجتزْتَ فاخترْ
تَ، ازْدياراً، مشاهدَ الأوتادِ
وبلغتَ الخيامَ فابلِغْ سلامي
عنْ حفاظٍ عُريبَ ذاكَ النَّادي
وتَلَطّفْ، واذْكُرْ لَهُمْ بَعْضَ ما بي
من غرامٍ ما إنْ لهُ منْ نفادِ
يا أخلايَ هلْ يعودُ التَّداني
منكُمُ بالحمَى بعودِ رُفادِي
ما أمَرَ الفِراقِ، يا جِيرَة َ الحـ
يِّ، وأحلَى التّلاقِ بَعْدَ انْفِرادِ
كيفَ يلتذُّ بالحياة ِ معنًّى
بَينَ أحْشائِهِ كَوَرْيِ الزِّنادِ
عُمْرُهُ واصْطِبارُهُ في انْتِقاصٍ،
وجَواهُ ووَجْدُهُ في ازْديادِ
في قُرَى مِصْرَ جِسْمُهُ، والأُصَيحا
بُ شآما والقلبُ في أجيادِ
إن تعُدْ وَقفة ٌ فُويقَ الصُّحيرا
تِ رَواحاً، سَعِدْتُ بعْدَ بعادي
يا رَعى اللَّهُ يَومَنا بالمُصَلَّى ،
حيثُ نُدعى إلى سبيلِ الرَّشادِ
وِقبابُ الرِّكابِ بينَ الغليميـ
نِ، سِراعاً، لِلْمأزِمَينِ، غوَادي
وسقَى جمعنَا بجمعٍ مُلثاً
مَنْ تَمنّى مالاً وَحُسْنَ مَآلٍ،
فَمُنائي مِنًى ، وأقصَى مُرادي
يا أُهيلَ الحجازِ إن حكمَ الدَّهـ
ـرُ ببَينٍ، قَضَاءَ حَتْمٍ إرَادي
فغرامِي القديمُ فيكمْ غرامي
وَوِدادي، كَما عَهِدْتُمْ، وِدادي
قدْ سكنتمْ منَ الفؤادِ سُويداً
هُ، وَمِنْ مُقلَتي سَوَاءَ السّوَادِ
يا سميري روِّحْ بمكَّة رُوحي
شادِياً، إنْ رَغِبتَ في إسْعادي
فذُراها سِربي وَطيبى ثراهَا
وسبيلُ المسيلِ وِردي وزادي
كانَ فيها أُنسِي ومعراجُ قُدسي
وَمَقامي المَقامُ، والفَتحَ بادِ
نقلتني عنها الحظوظُ فجذًتْ
واردَاتي ولم تُدمْ أورادي
آهِ لَوْ يَسْمَحُ الزَّمانُ بعَوْدٍ،
فَعَسَى أنْ تَعُودَ لي أعْيَادي
قَسَماً بالحَطيمِ، والرّكْنِ، والأسْـ
ـتَارِ، والمَرْوَتَينِ، مَسْعَى العِبادِ
وظلالِ الجنابِ والحِجرِ والمِيـ
زابِ والمستجابِ للقصَّادِ
ما شَمِمْتُ البَشامَ إلاّ وأهْدى ،
لفؤادي تحيَّة ً من سعادِ



..... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:19 PM

خليلي إنْ جئتما منزلي



خليلي إنْ جئتما منزلي
ولمْ تَجِداهُ فَسيحاً، فَسيحَا
وإنْ رُمْتُما مَنطِقِاً مِنْ فَمي
ولم تَسمَعاهُ فَصيحاً، فَصيحَا




....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:23 PM

روحي لكَ يا زائرُ في الَّليلِ فدى



روحي لكَ يا زائرُ في الَّليلِ فدى
يا مؤنسَ وحشتي إذا الَّليلُ هدى
إنْ كانَ فراقنا معَ الصُّبحِ بدا
لا أسفَرَ، بعدَ ذاكَ، صُبحٌ، أبَدَا




....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:24 PM

روحي للقاكَ يا مناها اشتاقتْ



روحي للقاكَ يا مناها اشتاقتْ
والأرضُ عليّ، كاحتِيالي، ضاقَتْ
والنَّفسُ لقدْ ذابتْ غراماً وجوى ً
في جَنبِ رِضاكَ، في الهَوَى ، ما لاقتْ



.... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:25 PM

زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً



زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
وارحمْ حشى ً بلظي هواكَ تسعَّراً
وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة ً
فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي:لن تَرَى
يا قلبُ!أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة ، فَمُتْ بِهِ
صَبّاً، فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي، ومَن
بَعْدي، ومَن أضحى لأشجاني يَرَى ؛
عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا،
وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى
ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا
سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتها
فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً
فدهشتُ بينَ جمالهِ وجلالهِ
وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً
فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ،
تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة ً،
ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً


.... يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:29 PM

سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي



سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي
وكأسي محيَّا منْ عنِ الحسن جلَّتِ
فأوهمْتُ صَحبي أنّ شُرْبَ شَرَابهِم،
بهِ سرَّ سرِّي في انتشائي بنظرة ِ
وبالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحي ومنْ
شمائلها لا منْ شموليَ نشوتي
ففي حانِ سكري، حانَ شُكري لفتية ٍ،
بهمْ تمَّ لي كتمُ الهوى مع شهرتي
ولمَّا انقضى صحوي تقاضيتُ وصلها
ولمْ يغْشَني، في بسْطِها، قبضُ خَشيتي
وأبْثَثْتُها ما بي، ولم يكُ حاضِري
رقيبٌ لها حاظٍ بخلوة ِ جلوتي
وقُلْتُ، وحالي بالصّبابَة ِ شاهدٌ،
ووجدي بها ماحيَّ والفقدُ مثبتي
هَبي، قبلَ يُفني الحُبُّ مِنّي بقِيّة ً
أراكَ بها، لي نظرَة َ المتَلَفّتِ
ومِنّي على سَمعي بلَنْ، إن منَعتِ أن
أراكِ فمنْ قبلي لغيريَ لذَّتِ
فعندي لسكري فاقة ُ لإفاقة ٍ
لها كبدي لولا الهوى لمْ تفتّتِ
ولوْ أنَّ ما بي بالجبال وكانَ طو
رُسينا بها قبلَ التَّجلِّي لدكَّتِ
هوى عبرة ٌ نمَّتْ بهِ وجوى ً نمتْ
به حرقٌ أدواؤها بي أودتِ
فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوْحي، كأدْمَعي؛
وإيقادُ نيرانِ الخليلِ كلوعتي
ولولا زفيري أغرقتني أدمعي
ولولا دموعي أحرقتني زفرتي
وحزني ما يعقوبُ بثَّ أقلَّهُ
وكُلُّ بِلى أيوبَ بعْضُ بَلِيّتي
وآخرُ مالاقى الألى عشقوا إلي الرَّ
ـرّدى ، بعْضُ ما لاقيتُ، أوّلَ محْنَتي
وفي ساعة ٍ، أو دونَ ذلكَ، مَن تلا
لآلامِ أسقامٍ، بجِسمي، أضرّتِ
لأَذكَرَهُ كَرْبي أَذى عيشِ أزْمَة ٍ
بمُنْقَطِعي ركْبٍ، إذا العيسُ زُمّتِ
وقدْ برَّحَ التَّبريحُ بي وأبادني
ومَدْحُ صِفاتي بي يُوَفّقُ مادِحي
فنادمتُ في سكري النحولَ مراقبي
بجملة ِ أسراري وتفصيلِ سيرتي
ظهرتُ لهُ وصفاً وذاتي بحيثُ لا
يراها لبلوى منْ جوى الحبِّ أبلتِ
فأبدتْ ولمْ ينطقْ لساني لسمعهِ
هواجِسُ نفسي سِرَّ ما عنهُ أخْفَتِ
وظَلّتْ لِفِكْري، أُذْنُهُ خَلَداً بها
يَدُورُ بهِ، عن رُؤْيَة ِ العينِ أغنَتِ
أحَبّنيَ اللاّحي، وغارَ، فلامَني،
مُجيباًإلَيها، عن إنابَة ِ مُخْبِتِ
كأنَّ الكرامَ الكاتبينَ تنزَّلوا
على قَلْبِهِ وحْياً، بِما في صحيفَتي
وما كانَ يدري ما أجنُّ وماالَّذي
حَشايَ منَ السِّرّ المَصونِ، أَكَنَّت
وكشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سرَّ ما
بهِ كانَ مستوراً لهُ منْ سريرتي
فكنتُ بسرِّي عنهُ في خفية ٍ وقدْ
خفتهُ لوهنٍ منْ نحولي أنَّتي
لَقيلَ كنَى ، أو مسّهُ طَيْفُ جِنّة ِ
له والهوى يأتي بكلِّ غريبة ِ
وأفْرَطَ بي ضُرَّ، تلاشَتْ لَمْسّهِ
أحاديثُ نَفسٍ، بالمدامِعِ نُمّتِ
فَلو هَمّ مَكروهُ الرّدى بي لما دَرى
مكاني ومنْ إخفاءِ حبِّكِ خفيتي
وما بينَ شوقٍ واشتياقٍ فنبتُ في
تَوَلٍّ بِحَظْرٍ، أو تَجَلٍّ بِحَضْرة ِ
فلوْ لفنائي منْء فنائكِ ردَّ لي
فُؤاديَ، لم يَرْغَبْ إلى دارِ غُرْبَة ِ
وعنوان شاني ما أبثُّك بعضهُ
وما تَحْتَهُ، إظْهارُهُ فوقَ قُدْرَتي
واُمْسِكُ، عَجْزاً، عن أُمورٍ كثيرة ٍ،
بِنُطقيَ لن تُحصى ، ولو قُلتُ قَلّتِ
شفائي أشفى بل قَضى الوَجْدُ أن قَضى ،
وبردُ غليلي واجدٌ حرَّ غلَّتي
وباليَ أبلى منْ ثيابِ تجلُّدي
بهِ الذاتُ، في الأعدامِ، نِيطَتْ بلَذة
فلوْ كشفَ العوَّادُ بي وتحقَّقوا
منَ اللوحِ مامسَّني الصَّبابة ُ أبقتِ
لما شاهدتْ منِّي بصائرهمْ سوى
فلا حَّي، إلاّ مِنْ حَياتي حَياتُهُ،
ومنذُعفا رسمي وهِمْتُ، وَهَمْتُ في
وجودي فلم تظفر بكوني فكرتي
وبعدُ فحالي فيكِ قامتْ بنفسها
وبيِّنتي في سبقِ روحي بنيَّتي
ولمْ أحكِ في حبَّيكِ حالي تبرُّماً
بها لاضطِرابٍ، بل لتَنفِيسِ كُربَتي
ويَحسُنُ إظهارُ التّجلّدِ للعِدى ،
ويقبحُ غيرُ العجزِ عندَ الأحبَّة ِ
ويَمنَعُني شكوَايَ حُسْنُ تَصبّري،
ولو أشكُ للأعداء ما بي لأشكَت
وعُقبى اصطِباري، في هَواكِ، حمِيدَة ٌ
عليكِ ولكنْ عنكِ غيرُ حميدة ِ
وما حَلّ بي من مِحنَة ٍ، فهومِنحَة ٌ،
وقد سَلِمَتْ، من حَلّ عَقدٍ، عزيمتي
وكَلّ أذًى في الحبّ مِنكِ، إذا بَدا،
جعلتُ لهُ شكري مكانَ شكيَّتي
نَعَمْ وتَباريحُ الصّبابَة ِ، إنْ عَدَتْ
على َّ منَ النعماءِ في الحبِّ عدَّتِ
ومنكِ شقائي بلْ بلائي منة ٌ
وفيكِ لباسُ البؤسِ أسبَغُ نِعمَة ِ
أرانِيَ ما أولِيتُهُ خيرَ قِنْيَة ٍ،
قديمُ وَلائي فيكِ من شرّ فِتْيَة ِ
فلاحٍ وواشٍ:ذاك يُهدي لِعِزّة ٍ
ضلالاً وذابي ظلَّ يهذي لغرَّة ِ
أُخالِفُ ذا، في لومِهِ، عن تقًى ، كما
أخالِفُ ذا، في لؤمِهِ، عن تَقيّة



.... يتبع ما تبقى من هذه القصيدة الرائعة ( سقتني ... )

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:31 PM

و ما ردّ وجهي عن سبيلِكِ هولُ ما
لقيتُ، ولاضرّاءُ، في ذاكَ، مسّتِ
ولا حلمَ لي في حمل ما فيكِ نالني
يُؤدّي لحَمدي، أولَمَدحِ موَدّتي
قضى حسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمالَ ما
قصصتُ وأقصى بعدَ ما بعدَ قصَّى
وما هوَ إلاَّ أنْ ظهرتِ لناظري
بأكملِ أوصافٍ على الحسنِ أربتِ
فحلَّيتِ لي البلوى فخلَّيتِ بينها
وبيني فكانتْ منكِ أجمل حلية ِ
ومَن يتَحَرّشْ بالجمالِ إلى الرّدى ،
رأى نفْسَه، من أنفَس العيش، رُدّتِ
ونفسٌ ترى في الحبِّ أنْ لا ترى عناً
ولا بالولا نفسٌ صفا العيش ودَّتِ
وأينَ الصّفا هيْهاتِ من عَيشِ عاشِقٍ،
وجنَّة ُ عدنٍ بالمكارهِ حفَّتِ
ولي نفسُ حرٍّ لو بذلتِ لها على
تَسَلّيكِ، ما فوْقَ المُنى ما تسلّتِ
ولو أُبْعِدَتْ بالصّدّ والهجْرِ والقِلى
وقَطْعِ الرّجا، عن خُلّتي، ما تَخَلّتِ
وعن مذهَبي، في الحُبّ، ماليَ مذهَبٌ
وإنْ مِلْتُ يوماً عنهُ فارَقتُ ملّتي
ولوْ خطرتْ لي في سواكِ إرادة ٌ
على خاطري سهواً قضيتُ بردَّتي
لكِ الحكمُ في أمري فما شئتِ فاصنعي
فلمْ تكُ إلاّ فيكِ لا عنكِ رغبتي
ومُحْكَمِ عهدٍ، لم يُخامِرْهُ بيننا
تَخَيّلُ نَسْخٍ، وهوَ خيرُ أليّة
وأخذكِ ميثاقَ الولا حيثُ لمْ أبنْ
بمظهرِ لبسِ النَّفسِ في فئ طينتي
وسابِقِ عهدٍ لم يَحُلْ مُذْ عَهِدْتُهُ
ولاحِقِ عَقدٍ، جَلّعن حَلّ فترَة
ومَطْلِعِ أنوارٍ بطلعتِكِ، التّي
لبهجتها كلُّ البدورِ استسرَّتِ
ووصفِ كمالٍ فيكِ أحسنُ صورة ٍ
وأقوَمُها، في الخَلقِ، منهُ استمدّتِ
ونعتِ جلالٍ منكِ يعذبُ دونهُ
عذابي، وتحلو، عِندَهُ ليَ قتْلَتي
وسِرِّ جَمالٍ، عنكِ كُلّ مَلاحَة ٍ
بهِ ظهرتْ في العالمينَ وتمَّتِ
وحُسْنٍ بهِ تُسبى النُّهَى دَلّني على
هوى ً حسنتْ فيهِ لعزِّك ذلَّتي
ومعنًى ، ورَاءَ الحُسنِ، فيكِ شهِدتُهُ،
بهِ دَقّ عن إدراكِ عَينِ بَصيرَتي
لأنتِ مُنى قلبي، وغايَة ُ بُغْيَتي،
وأقصى مُرادي، واختياري، وخِيرَتي
خلعتُ عذاري واعتذاري لابسَ الـ
خلاعة ِ مسروراً بخلعي وخلعتي
وخلعُ عذاري فيكِ فرضى وإنْ أبى اقـ
ترابيَ قومي والخلاعة ُ سنَّتي


...يتبع نفس القصيدة

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:32 PM

وليسوا بقومي مااسْتعابوا تَهتُّكي،
فأبدوا قلى ً واستحسنوا فيكِ جفوتي
وأهليَ في دينِ الهوى أهلهُ وقدْ
رضُوا ليَ عاري، واستطابوا فضيحتي
فمن شاء فليغضب سواك ولا أذى ً
إذا رضيتْ عنَّي كرامُ عشيرتي
وإنْ فتنَ النِّساكِ بعض محاسن
لديكِ، فكُلٌّ منكِ موْضِعُ فِتنَتي
وما احترتُ، حتى اخترتُ حُبّيكِ مَذهباً،
فوحيرتي إنْ لمْ تكنْ فيكِ خيرتي
فقالتْ هوى غيري قصدتَ ودونهُ اقْـ
ـتَصَدتَ، عميّاً، عن سواء مَحجّتي
وغرّكَ، حتى قُلتَ ما قُلتَ، لابِساً
بهِ شَينِ مَينٍ لبسُ نفسٍ تمنَّتِ
وفي أنفَسِ الأوطارِ أمْسَيْتَ طامعاً
بنفسٍ تعدَّت طَورَهَا فتعدّتِ
وكيفَ بحبى وهوَ أحسنُ خلة ٍ
تفوزُ بدعوى وهيَ أقبَح خلَّة ِ
وأينَ السُّهَى مِن أكْمَهٍ عن مُرادِهِ
سَها، عَمَهاً، لكنْ أمانيكَ غرّت
فقمتَ مقاماً حُطَّ قدرُكَ دونَهُ
على قدمٍ عن حظِّها ما تخطَّتِ
ورُمتَ مراماً، دونَهُ كم تطاوَلت،
بِأعناقِها قومٌ إليهِ فجذَّت
أتيتُ بيوتاً لم تُنَلْ من ظهورهَا
لَدَيّ، فَدَعْني من سَرَابٍ بِقيعة
وبينَ يدِي نجواكَ قدَّمتَ زخرفاً
ترومُ بهِ عِزّاً، مرامِيهِ عَزّتِ
وجئتَ بِوَجهٍ أبيضٍ، غيرَ مُسقِطٍ
لجاهِكَ في داريكَ حاطِبَ صفوتي
ولو كنتَ بي من نقطة ِ الباءِ خفضة ً
رُفعتَ إلى مالَمْ تنلهُ بحيلة ِ
بحيثُ ترى أن لا ترى ما عَدَدتهُ
وأنَّ الّذي أعددتَهُ غيرُ عُدَّة ِ
ونَهْجُ سبيلي واضِحٌ لمنِ اهتدَى ،
ولكنَّها الأهواءُ عَمَّتْ فأعمَتِ
وقد آنَ أن أبْدي هواكَ، ومن به
ضَناكَ، بما ينَفي ادّعاكَ محبّتي
حليفُ غرامٍ أنتَ لكنْ بنفسهِ
وإبقاكَ وصفاً منكَ بعضُ أدلَّتي
فلمْ تهوَني مالمْ تكنْ فيَّ فانياً
ولمْ تَفْنَ ما لا تُجْتَلى فيكَ صورَتي
فدَعْ عنكَ دعوى الحبّ، وادعُ لِغَيرِهِ
فؤادَكَ، وادفَعْ عنكَ غَيّكَ بالتي
وجانبْ جَنابَ الوصلِ هيهاتَ لمْ يكنْ
وهاأنتَ حيٌّ إن تكُنْ صادقاً مُتِ
هوَ الحُبّ، إن لم تَقضِ لم تَقضِ مأرَباً
منَ الحُبّ، فاخترْذاك، أو خَلّ خُلّتي
ودُونَكَ بحْراً خُضْتُهُ، وقَفَ الأُلى
إليكِ، ومَن لي أن تكونَ بقبضَتي
وما أنا بالشَّاني الوفاة َ على الهوَى
وشأني الوفَا تأتي سِواهُ سجيَّتي
وماذا عسى عنِّي يُقالُ سِوى قضَى
فُلانٌ، هوًى ، مَن لي بِذا، وهْو بُغيَتي
أجَلْ أجَلي أرضى انقِضاهُ صبَابَة ً،
ولا وصْلَ، إن صَحّتْ، لحبّك، نسبتي
وإنْ لمْ أفُزْ حَقاً إليكِ بِنِسبَة ٍ
لعزَّتها حسبي افتخاراً بتهمة ِ
ودونَ اتّهامي إنْ قَضَيْتُ أسًى فما
أسأتُ بنفسٍ بالشهادة ِ سُرَّتِ
ولي منكِ كافٍ إن هَدَرْتِ دمي، ولم
أُعدَّ شهيداً علمُ داعي منيَّتي
ولم تَسْوَ روحي في وِصالِكِ بَذلَها
لدَى لِبَونٍ بينَ صونٍ وبذلة ِ
وإني، إلى التّهديدِ بالموتِ، راكنٌ،
ومَن هولِهِ أركانُ غيري هُدَّت
ولم تعسِفي بالقتلِ نفسِي بل لها
بهِ تُسعفي إن أنتِ أتلفت مُهجتي


.... لا زال بقية منها

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:33 PM

فإنْ صحَّ هذا القالُ منكِ رفعتِني
وأعليتِ مقداري وأغليتِ قيمتي
وها أنا مستدعٍ قضاكِ وما بهِ
رضاكِ ولا أختارُ تأخيرَ مدَّتي
وعِيدُكِ لي وعدٌ، وإنجازُهُ مُنى
ولي بغيرِ البعدِ إن يُرمَ يثبتِ
وقد صِرتُ أرجو ما يُخافُ، فأسعِدي
به روح ميت للحياة استعدت
وبي مَن بها نافسْتُ بالرّوحِ سالِكاً
سبيلَ الأُلى قَبلي أبَوا غيرَ شِرْعتي
بِكُلّ قَبِيلٍ كَم قَتِيلٍ بها قَضَى
أسى لم يفز يوماً إليها بنظرة ِ
وكمْ في الورى مثلي أماتتْ صبابة ً
ولوْ نَظَرَتْ عَطْفاً إليهِ لأحْيَتِ
إذا ماأحَلّتْ، في هواها، دَمي، فَفي
ذُرى العِزّ والعَلْياءِ قَدري أحَلّتِ
لعمري وإن أتلفتُ عمري بحبِّها
ربحتُ وإن أبلت حَشاي أبلّتِ
ذللتُ لها في الحيِّ حتى وجدتُني
وأدنى منالٍ عندهمْ فوقَ همَّتي
وأخْمَلَني وَهناً خُضُوعي لهمْ، فلَمْ
يَرَوني هَواناً بي مَحَلاًّ لخِدمتي
ومِنْ دَرَجاتِ العِزّ أمْسَيْتُ مُخلِداً
إلى ردكاتِ الذُّلِّ من بعدِ نخوَتي
فلا بابَ لي يُغشى ولا جاهَ يُرتجى
ولاجَارَ لي يُحْمى لِفَقْدِ حَمِيّتي
كأنْ لمْ أكن فيهم خطيراً ولم أزلْ
لديهم حقيراً في رخاءِ وشدَّة ِ
فلو قيلَ من تهوى وصرَّحتُ باسمِها
ولوعَزّ فيها الذّلُّ ما لَذّ لي الهوى ،
على حَسَبِ الأفعالِ، في كُلّ مُدّتي
فَحالي بِها حالٍ بِعَقلِ مُدَلَّة ٍ،
وصِحّة ِ مَجْهودٍ وعِزِّ مَذَلّة ِ
أسرَّت تمنِّى حبِّها النَّفسُ حيثُ لا
رقيبَ حجاً سرّاً لسرِّي وخصَّتِ
فأشفقتُ من سيرِ الحديثِ بسائري
فتعرِبُ عن سرى عبارَة عبرتِي



... يتبع ما تبقى من قصيدة ( سقتني .... )

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:35 PM


يُغالِطُ بَعضي عنهُ بعضي، صِيانَة ً،
ومَيني، في إخفائهِ، صِدقُ لَهْجَتي
ولمَّا أبتْ إظهارهُ لجوانحِي
بَديهَة ُ فِكري، صُنْتُهُ عن رويّتي
وبالغتُ في كتمانهِ فنسيتُهُ
وأُنسيتُ كَتمي ما إليهِ أسَرّتِ
فإن أجنِ مِن غرْسِ المُنى ثَمَرَ العَنا،
فِلَّلهِ نفسٌ في مُناها تمنَّتِ
وأحلى أماني الحُبّ، للنفسِ، ما قَضَت
عَنَاها بهِ منْ أذكَرَتْها وأنستِ
أقامَتْ لَها مِي عليّ مُراقِباً،
خوَاطِرَ قلبي، بالهوَى ، إنْ ألَمّتِ
فإن طرقتْ سرّاً من الوهمِ خاطري
بِلا حاظِرٍ، أطرَقْتُ إجلالَ هيبَة ِ
ويطرَفُ طرفي إن هممتُ بنظرة ِ
وإن بُسِطتْ كفِّي إلى البَسطِ كفَّتِ
ففي كلِّ عضوٍ في إقدامُ رغبة ٍ
ومن هيبة ِ الاعظامِ إحجامُ رهبة ِ
لِفِيّ وسَمعي فيّ آثارُ زِحْمَة ٍ
عليها بَدَتْ عِندي كإيثارِ رحمة ِ
لساني إنْ أبدَى إذا ماتلا اسمها
له وصفُه سمعي وما صمَّ يصمُتِ
وأذني إن أهدى لساني ذكرَها
لقلبي ولم يستعبدِ الصَّمتَ صُمّتِ
أغارُ عليها أن أهيمَ بِحُبّها،
وأعرِفُ مِقداري، فأُنكرُ غيرَتي
فتُختَلَسُ الرّوحُ ارتياحاً لها، وما
أبرِّئُ نفسي من توهُّمِ مُنية ِ
يراها على بعدٍ عن العينِ مسمعي
بطيفِ ملامٍ زائرٍ حين يقطتي
فَيَغْبِطُ طَرفي مِسمَعي عندَذِكرها،
وتَحْسِدُ، ما أفنَتْهُ مِنّي، بقيّتي
أممتُ أمامي في الحقيقة ِ فالورَى
ورائي، وكانتْ حَيثُ وجّهتُ وجهتي

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:38 PM

يراها أمامي في صلاتي ناظري
ويشهدُني قلبي أمامَ أئمَّتي
ولا غروَ إن صلَّى الإمامُ إليَّ إنْ
ثوَتْ في فُؤادي وهي قِبلة ُ قبلتي
وكلُّ الجهاتِ السِّتِّ نحوي توجَّهت
بما تمَّ من نُسكٍ وحجٍّ وعمرة ِ
لها صلواتي بالمقامِ أُقيمها
وأشهَدُ فيها أنّها ليَ صَلّتِ
كِلانَا مُصَلٍّ واحِدٌ، ساجِدٌ إلى
حقيقَتِهِ، بالجمعِ، في كلّ سجدَة ِ
وما كان لي صَلّى سِواي، ولم تكن
صلاتي لغيري في أدا كلِّ ركعة ِ
إلى كم أُواخي السِّتْرَ ها قد هتَكتُهُ،
وحلُّ أُواخي الحُجبِ في عقدِ بيعتي
مُُنِحْتُ ولاهاً يومَ لا يومَ قبلَ أنْ
بَدَتْ عند أخذِ العهْدِ، في أوّليّتي
فِنلتُ ولاهاً لابسمعِ وناظرٍ
ولا باكتسابٍ واجتلابِ جبلَّة ِ
وهِمْتُ بها في عالمِ الأمرِ حيثُ لا
ظهورٌ وكانت نَشوتي قبلَ نشأتي
فأفنى الهوى ما لم يكُنْ ثَمّ باقياً،
هُنا، من صِفاتٍ بينَنا فأضمحلّتِ
فألفيتُ ما ألقَيتُ عنّيَ صادراً
إليَّ ومنِّي وارداً بمزيدَتي
وشاهدتُ نفسي بالصِّفاتِ الّتي بها
تحجَّبتِ عنِّي في شُهودي وحِجبَتي
وإني التي أحبَبْتُها، لامَحالة ً،
وكانت لها نفسي عليَّ مُحيلَتي
فهامَتْ بها من حيثُ لم تدرِ، وهيَ في
شُهودي، بنفس الأمرِ غير جَهولَة ِ
وقدْ آن لي تفصيلُ ما قلتُ مُجملاً
وإجمالُ ما فصَّلتُ بسطاً لبسطَتي
أفادَ اتخاذي حُبَّها، لاتّحادنا،
نوادرُ عن عادِ المحبِّينَ شذَّتِ
يَشي لي بَي الواشي إليها، ولائمي
عليها، بها يُبدي، لديها، نَصيحَتي
فأوسِعُهَا شكراً وماأسلفَتْ قِلَى ً
وتمَنحُنِي بِرّاً لصدقِ المحبَّة ِ
تقرَّبتُ بالنَّفسِ احتساباً لها ولمْ
أَكنْ راجِياً عنها ثواباً، فأدنَتِ
وقدَّمتُ مالي في مآليَ عاجلاً
وما إنْ عساها أنْ تكونَ مُنِيلتَي
وخلَّفتُ خلفي رؤيتي ذاكَ مخلصاً
ولستُ براضٍ أن تكونَ مطيَّتي
غَنِيتُ، فألقَيتُ افتِقاريِ وثَرْوَتي
فأثنيتَ لي إلقاءُ فقري والغَنَى
فضيلة َ قصدي فاطَّرحتُ فضيلَتي
فلاحَ فلاحي في اطّراحي، فأصبحتْ
ثوابي لا شيئاً سِواهَا مُثيبَتي
وظِلْتُ بها، لا بي، إليها أدُلّ من
بهِ ضلَّ عن سُبلِ الهدى وهي دلَّتِ
فَخَلِّ لها، خُلّي، مُرادَكَ، مُعْطِياً
قِيادَك من نفسٍ بها مطمئنَّة ِ
وأمسِ خَليّاً من حُظوظِكَ، واسمُ عن
حضيضِكَ، واثبُتْ، بعد ذلكَ تنبُتِ
أشمِّر عن ساقِ اجتهادٍ بنهضة ِ
وكن صارِماً كالوقتِ، فالمَقْتُ في عسى ،
وإيَّاك علاَّ فهيَ أخطرُ علَّة ِ
وفي عِلمِهِ، عن حاضِريهِ مزِيَّة ٌ،
نشاطاً ولا تُخلد لعجزٍ مفوِّتِ
وسِرزمناً، وانهض كسيراً، فَحَظّك الـ
وما ظَفِرَتْ، بالوُدّ، روحٌ مُراحة ٌ،
وَأقدِمْ، وقَدّمْ ما قَعدتَ لهُ معَ الـ
ـخوالِفِ، وَاخرُجْ عن قيود التّلفّتِ
وجُذّ بسيفِ العزمِ سوفَ فإن تجدْ
نفساً فالنَّفسُ إن جُدتَ جَدَّتِ

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:39 PM

وأقبِلْ إليها، وانحُها مُفلِساُ، فقدْ
وصَيتَ لِنُصحي، إن قبِلتَ نصحيتي
فلم يَدنُ منها موسِرٌ باجتِهادِهِ،
وعنها بهِ لم ينأَ مؤثرُ عسرَة ِ
بذاكَ جرى شرطُ الهوى بين أهلهِ
وطائفة ٌ، بالعَهْدِ، أوفَتْ فوَفَّت
متى عصفَتْ ريحُ الولا فصفتْ أخا
غَناء، ولو بالفَقرِ هَبّتْ لَرَبّت
وأغنى يمينٍ باليسارِ جزاؤها
مُدى القطعِ ما للوصلِ في الحبِّ مُدَّتِ
وأخلِص لها واخْلصْ بها عن رُعونة ِ افـ
تقارِكَ من أعمالِ برٍّ تزكَّتِ
وعادِ دواعي القيلِ والقالِ، وانجُ من
عوادي دعاوٍصدقُها قصدُ سُمعة ِ
فألسُنُ مَن يُدْعى بألسَنِ عارِفِ،
وقد عُبِرَتْ كل العِباراتِ، كَلّتِ
وما عنه لم تُفضَحِ، فإنّكَ أهلُهُ،
وأنتَ غريبٌ عنه، إن قلتَ، فاصْمتِ
سَمِعْتَ سِواها، وهيَ في الحُسْنِ أبْدَتِ
غدا عبْدَه من ظَنَّه خَيرَ مُسكِتِ
فكُنْ بصراً وانظر وسمعاً وعهْ وكنْ
لساناً وقُل فالجمعُ أهدَى طريقة ِ
ولاتتّبِعْ منْ سَوّلَتْ نفسُهُ لَهُ،
فصارَتْ لهُ أمَّارة ً واستمرَّتِ
ودَعْ ما عداهَا واعدُ نفسكَ فهي منْ
عِدَاها وعذ منها بأحصَنِ جُنَّة ِ
فنَفْسيَ كانَتْ، قبلُ، لَوّامَة ً متى
أُطعّها عصَتْ، أوْ أعصِ عنها مُطيعَتي
فأوردتُها ماالموتُ أيسرُ بعضِهِ
وأتْعَبْتُها، كَيما تَكون مُريحتي
فعادتْ، ومهما حُمّلَتْهُ تحَمّلَتْـ
ـهُ مِنّي، وإنْ خَفَفْتُ عنهاتأذَّي
وكلفْتهُا، لاْبلْ كَفلْتُ قيامها
بتكليفيها حتى كلْفتُ بِكْلفتي
وأذهبتُ في تهذيبها كلَّ لذَّة ٍ
بإبعادِها عن عادِها، فاطمأنّتِ
ولم يبقَ هولٌ دونهَا ما ركبتُهُ
وأشهَدُ نفسي فيهِ غيرَ زَكيّة ِ
وكلُّ مقامٍ عن سلوكٍ قطعتُهُ
عُبودِيّة ً حَقّقْتُها، بعُبودة ِ
وصرتُ بِها صَبّاً، فلمّا تركْتُ ما
أُريدُ، أرادَتْني لها وأحبّتِ



.....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:40 PM

فَصِرْتُ حبيباً، بل مُحِبّاً لِنفْسِهِ،
وليسَ كقَولٍ مَرّ، نفسي حبيبتي
خَرَجْتُ بها عنّي إليها، فلم أعُدْ
إليَّ ومثلي لا يقولُ برجعة ِ
وأفْرَدْتُ نفسي عن خُروجي، تكرّماً،
فلمْ أرضهَا من بعدِ ذاكَ لصحبَتي
وغَيّبْتُ عن إفرادِ نفسي، بحيثُ لا
يُزاحمُني إبداءُ وصفٍ بحضرَتي
وهاأنا أُبدي، في اتّحاديَ، مَبدَئي،
وأُنهي انتهائي في تواضُعِ رِفعَتي
جَلَتْ، في تَجَلّيها، الوُجودَ لِناظري،
ففي كلِّ مرئيٍ أراها برؤية ِ
وأُشهِدْتُ غَيبي، إذ بَدتْ، فوجدتُني،
هُنالكَ إيّاها بجلوة ِ خلوتي
وطاحَ وُجودي في شُهودي، وبِنْتُ عن
وُجودِ شُهودي، ماحياً، غيرَمُثبِتِ
وعانقتُ ما شاهدتُ في محوِ شاهدي
بمَشهدِهِ للصّحْوِ، من بَعْد سَكرَتي
لِيجمَعَ شَملي كُلُّ جارِحة ٍ بها،
وذاتي بذاتي إذ تحَلت تجلَّتِ
فَوصْفيَ، إذ لم تُدْعَ باثنَينِ، وَصْفُها،
وهيئتُهَا إذ واحدٌ نحنُ هيئتي
فإن دُعِيَتْ كنتُ المُجيبَ وإن أكنْ
منادًى أجابت منْ دعاني ولبَّتِ
وإن نَطَقَتْ كنْتُ المُناجي، كذاك إن
قصَصتُ حديثاً إنَّما هي قصَّتِ
فقدْ رُفعتْ تاءُ المخاطَبِ بيننا
وفي رفعِهَا عن فُرقة ِ الفرقِ رفعتي
فإن لم يُجوِّزْ رؤية َ اثنين واحداً
حِجَاكَ ولم يثبت لبُعدِ تثبُّتُ
وأُعرِبُ عنها، مُغرِباً، حيثُ لاتَ حيـ
ـنَ لَبْسٍ، بتَبْيانَيْ سَماعٍ ورؤيَة ِ
وأثْبِتُ بالبُرْهانِ قوليَ، ضارباً
مثالَ محقٍّ والحقيقة ُ عُمدَتي
بمتبوعة ٍ يُنبيكَ في الصَّرعِ غيرُها
على فمِها في مسِّها حيثُ جُنَّتِ
ومن لُغَة ٍ تبدو بغيْرِ لِسانِها،
عليهِ براهينُ الأدلَّة صحتِ
وقى العلمِ حقاً أن مبدي غريبِ ما
فلو واحِداً أمسَيتَ أصبحْتَ واجِداً،
مُناَزلة ً ما قلتهُ عن حقيقة ِ



....يتبع

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:41 PM

ولكنْ على الشِّركِ الخفيُّ عَكَفْتِ لو
عرفتَ بنفسِ عن هدى الحقِّ ضلَّتِ
وفي حُبّهِ مَن عزَّ توحيدُ حِبِّهِ،
فبالشّركِ يَصلى مِنهُ نارَ قَطيعَة
وما شانَ هذا الشّأنَ مِنْكَ سِوى السَّوى
ودعْواهُ، حقّاً، عنكَ إنْ تُمْحَ تثبُت
كذا كنتُ حيناً قبلَ أن يُكشَفَ الغِطَا
مِنَ اللَّبسِ، لا أنفكُّ عن ثَنَوِيَّة
أروحُ بفقدٍ بالشهودِ مؤلِّفي
وأغدوا بوجدٍ بالوجودِ مشتِّتى
يُفرِّقني لي التزاماً بمحضَري
ويجمعُني سلى اصطلاماً بِغَيْبَتي
أخالُ حضيضي الصّحو، والسُّكرَ معرَجي
إليها ومحوِي مُنتهى قابَ سِدرتي
فلمّا جلَوْتُ الغَينَ عنّي اجتَلَيْتُني
مفيقاً ومني العينُ بالعينِ قرَّتِ
ومِن فاقتي، سُكراً، غَنيتُ إفاقة ً،
لدى فَرقي الثَّاني فَجمعي كَوَحدَتي
فجاهِدْ تُشاهدْ فيكَ منكَ وراءَ ما
وصَفْتُ، سُكوناً عن وُجودِ سَكينة ِ
فمِن بعدَ ما جاهدتُ شاهدتُ مشهدي
وبي موْقفي، لابلْ إليّ تَوَجّهي،
كذاكَ صَلاتي لي، ومِنّيَ كَعْبتي
فلا تَكُ مفتوناً بِحُسْنِكَ، مُعْجباً
بنفسِك موقوفاً على لبس غرَّة ِ
وفارِقْ ضَلالَ الفَرْقِ، فالجمْعُ مُنتِجٌ
هُدى فِرْقَة ٍ، بالاتّحادِ تَحَدّتِ
وصرِّحْ باطلاقِ الجمالِ ولا تقلْ
بِتَقْييدهِ، مَيلاً لزُخْرُفِ زينَة
فكُلُّ مَليحٍ حُسنهُ مِنْ جمالها
مُعارٌ لهُ، بل حُسنُ كلّ مَليحة ِ
بها قيسُ لبنى هامَ بلْ كلُّ عاشقٍ
كمجنونِ ليلى أو كُثيِّرِ عَزَّة ِ
فكُلٌّ صَبا منهُمْ إلى وَصْفِ لَبْسِها،
بصورة ِ حُسنِ، لاحَ في حُسنِ صورة ِ
وما ذاكَ إلاّ أنْ بدَتْ بِمظاهِرٍ،
فظنُّوا سِواهَا وهيَ فيها تجلَّتِ
بدَتْ باحتِجابٍ، واخْتَفَتْ بمظاهِرٍ
على صِبَغِ التّلوينِ في كُلِّ بَرزَة ِ
ففي النّشأة ِ الأولى تَرَاءَتْ لآدَمٍ
بمظهرِ حوا قبلِ حُكمِ الأمومة ِ
فهامَ بها، كَيما يكونَ بهِ أباً،
ويَظْهَرَ بالزّوجينِ حُكْمُ البُنُوّة ِ
وكان ابتدا حُبِّ المظاهِرِ بعضَها
لِبعْضٍ، ولا ضِدٌّ يُصَدّ بِبِغْضَة ِ
وما برحَتْ تبدو وتخفَى لِعلَّة ٍ
على حسبِ الأوقاتِ في كلِّ حقبة ِ
وتَظْهَرُ لِلْعُشّاقِ في كُلِّ مظْهَرٍ،
مِنَ اللّبسِ، في أشْكال حُسْنٍ بدِيعَة ِ

ناريمان الشريف 09-17-2010 12:42 PM

ففي مرَّة ٍ لُبنى وأُخرى بُثينة ً
وآوِنَة ً تُدعَى بعزَّة َ عزَّتِ
ولسنَ سِوَاها لا ولا كُنَّ غيرهَا
وما إنْ لها، في حُسْنِها، مِنْ شَريكَة ِ
كَذاكَ بِحُكْمِ الإتّحادِ بِحُسْنِها،
كما لي بَدَتْ، في غَيْرِها وَتَزَيّتِ
بدوتُ لها في كلِّ صبّ متيَّمٍ
بأيِّ بديعٍ حُسْنُهُ وبِأيّة ِ
وَلَيْسوا، بِغَيري في الهوَى ، لتَقَدّمٍ
عليَّ لسبقٍ في اللَّيالي القديمة ِ
وما القَومُ غَيري في هَواها، وإِنّما
ظهرتُ لهم للَّبس في كلِّ هيئة ِ
ففي مرَّة ٍ قيساً وأخرى كُثيراً
وآونة ً أندو جميلَ بُثينة ِ
تَجَلّيْتُ فيهِمْ ظاهِراً، واحْتَجَبْتُ با
طِناً بهِمِ، فاعْجَبْ لِكَشْف بِسُتْرة ِ
وهُنَّ وهم لا وهنَ وهمٍ مظاهرٌ
لنا، بِتَجَلّينا بِحُبٍ ونَضْرَة ِ
فكُلُّ فتى حُبٍّ أنا هُوَ، وهيَ حِبـ
بُّ كلِّ فتى والكلُّ أسماءُ لُبسة ِ
أسامٍ بهاكنتُ المسمَّى حقيقة ً
وكنتُ ليَ البادي بِنَفْسٍ تَخْفّتِ
ومازلتُ إيَّاها وإيَّايَ لم تزلْ
ولافرقَ بل ذاتي لذاتي أحبَّتِ
وليسَ معي، في المُلكِ شيءٌ سِوايَ،
معيَّة ُ لم تخطُرْ على ألمعيَّة ِ
وهذِي يدي لا أنّ نفسي تخوَّفتْ
سواي، ولا غيري لخيري ترجت
ولا ذُلَّ إخمالٍ لِذِكري تَوَقّعَتْ،
ولا عِزّ إقبالٍ لشكري توخّتِ
ولكن لصدِّ الضّدِّ عن طعنه على
عُلا أولياءِ المنجدينَ بنجدتي
رجعتُ لأعمالِ العبادة ِ عادة َ
وأعدَدْتُ أحوالَ الإرادة ِ عُدّتي
وعُدتُ بنسكي بعد هتكي وعُدتُ منْ
خلاعة ِ بسطي لانقباضٍ بعفّة ِ
وصُمتُ نهاري رغبة ً في مثوبة ٍ
واَحْيَيْتُ ليلي، رَهبْة ً مِن عُقوبَة
وعمّرْتُ أوقاتي بِوردٍ لِوارِدٍ،
وصَمتٍ لسمتٍ واعتكافٍ لحرمة ِ
وبنتُ عَنِ الأوطانِ هجرانَ قاطعٍ
مُواصلة َ الإخوانِ واخترت عُزلتي
ودققتُ فكري في الحلالِ تورُّعاً
وراعيتُ، في إصلاحِ قُوتيَ، قُوّتي
وأنْفَقْتُ مِن يُسْرِ القَناعة ِ، راضِياً
من العيشِ في الدُّنيا بأيسَرِ بُلغة ِ


الساعة الآن 09:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team