منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   لطائف المعارف ! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12608)

عبده فايز الزبيدي 12-12-2013 09:34 AM

لطائف المعارف !
 
بسم الله الرحمن الرحيم
1. جاء في صحيح البخاري من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
( من تَعَارَّ من الليلِ فقال : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، وهوَ على كلِّ شيٍء قديرٌ ، الحمدُ للهِ ، وسبحانَ اللهِ ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ، ثم قال : اللهمَّ اغفرْ لي ، أو دعا ، استُجِيبَ لهُ ، فإن توضَّأَ وصلَّى قُبِلَتْ صلاتُهُ .)

جاء في شرح ابن حجر العسقلاني رحمه على هذا الحديث:
( قوله : ( باب فضل من تعار من الليل فصلى ) تعار بمهملة وراء مشددة . قال في المحكم : تعار الظليم معارة : صاح ، والتعار أيضا السهر ، والتمطي ، والتقلب على الفراش ليلا مع كلام . وقال ثعلب : اختلف في : تعار ، فقيل : انتبه ، وقيل : تكلم ، وقيل : علم ، وقيل : تمطى وأن . انتهى . وقال الأكثر : التعار اليقظة مع [ ص: 49 ] صوت ، وقال ابن التين : ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ ، لأنه قال : " من تعار ، فقال : " فعطف القول على التعار . انتهى . ويحتمل أن تكون الفاء تفسيرية لما صوت به المستيقظ ، لأنه قد يصوت بغير ذكر ، فخص الفضل المذكور بمن صوت بما ذكر من ذكر الله تعالى ، وهذا هو السر في اختيار لفظ تعار دون استيقظ أو انتبه ، وإنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر واستأنس به ، وغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته ، فأكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته وقبول صلاته . ..)
إلي أن قال:
( ... قوله : ( فإن توضأ قبلت ) أي إن صلى . وفي رواية أبي ذر وأبي الوقت : " فإن توضأ وصلى " ، وكذا عند الإسماعيلي وزاد في أوله : " فإن هو عزم فقام وتوضأ وصلى " ، وكذا في رواية علي بن المديني . [ ص: 50 ] قال ابن بطال : وعد الله على لسان نبيه أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد ربه ، والإذعان له بالملك ، والاعتراف بنعمه ، يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به بتسبيحه ، والخضوع له بالتكبير ، والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه ، أنه إذا دعاه أجابه ، وإذا صلى قبلت صلاته ، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به ، ويخلص نيته لربه سبحانه وتعالى .

قوله : ( قبلت صلاته ) قال ابن المنير في الحاشية : وجه ترجمة البخاري بفضل الصلاة ، وليس في الحديث إلا القبول ، وهو من لوازم الصحة ، سواء كانت فاضلة أم مفضولة ، لأن القبول في هذا الموطن أرجى منه في غيره ، ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة ، فلأجل قرب الرجاء فيه من اليقين تميز على غيره وثبت له الفضل . انتهى . والذي يظهر أن المراد بالقبول هنا قدر زائد على الصحة ، ومن ثم ، قال الداودي ما محصله : من قبل الله له حسنة لم يعذبه فيما قاله الداودي نظر ، وظاهر النصوص يخالفه ، ولا يلزم من قبول بعض الأعمال عدم التعذيب على أعمال أخرى من السيئات مات العبد مصرا عليها ، فتنبه ، والله أعلم . لأنه يعلم عواقب الأمور ، فلا يقبل شيئا ثم يحبطه ، وإذا أمن الإحباط أمن التعذيب ، ولهذا قال الحسن : وددت أني أعلم أن الله قبل لي سجدة واحدة .

( فائدة ) : قال أبو عبد الله الفربري الراوي عن البخاري : أجريت هذا الذكر على لساني عند انتباهي ، ثم نمت فأتاني آت ، فقرأ : وهدوا إلى الطيب من القول الآية . )

عبدالحكيم مصلح 12-12-2013 09:43 AM

بورك فيك أخي الكريم وجزاك المولى كل خير ،

تحيتي وأحترامي ،

عبده فايز الزبيدي 12-12-2013 09:56 AM

2. سمعت الشيخ صالح بن عواد المغامسي يقول في إذاعة القرآن :
( إنَّ من إجلالك للهِ أن تُـجلَّ من غلبَ على ظنك أنَّ الله يجلّه)
و شرح ماكان أوجز :
إن من إجلال الله أن تسعى في مرضات الله من صلاة و صيام و صدقة و حج و نسك ما بين فرض و نافلة ‘ فإن وجدت من نفسك تقاعساً عن النوافل كصيام الأيام البيض من كل شهر بسبب العمل أو بر الوالدين أو ما شابه فلا أقل من أن تعين الصائيمن المتنفلين بجلب إفطارهم و السعي على ما يعينهم، و من باب إجلال الله أن تحب من ترى عليه مخائل الصلاح و تسعى بقوله بين الناس إن كان من أهل العلم و الدعوة.
قلت و هذا المعنى جاء في جملة من الأحاديث النبوية منها:
(إنَّ من إجلالِ اللهِ تعالى إكرامَ ذي الشيبةِ المسلمِ وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيه والجَافي عنه ، وإكرامَ ذي السلطانِ المُقسطِ) حديث حسن.

عبده فايز الزبيدي 12-13-2013 06:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم مصلح (المشاركة 167199)
بورك فيك أخي الكريم وجزاك المولى كل خير ،

تحيتي وأحترامي ،

و فيك بارك!
و مرورك كبير شرف ،
وفقك الله!

عبده فايز الزبيدي 12-13-2013 06:55 PM

3. جاء في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، الوارد في صحيح ابن ماجه رحمه الله:
( يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدَقةٌ، ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ: أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها فقالَ لَهُ صِلةُ: ما تُغني عنهم: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ ردَّها علَيهِ ثلاثًا، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثَّالثةِ، فقالَ: يا صِلةُ، تُنجيهِم منَ النَّار ثلاثًا) قال عنه الألباني : صحيح.

شرح الحديث عند أهل العلم:
( ... لقد فهم بعضهم من قول حذيفة رضي الله عنه لصلة بن زفر: (تنجيهم من النار) أن تارك العمل الظاهر كلية من غير عذر مؤمن ناقص الإيمان، وإن عاش حياته كلها لا يسجد لله سجدة، ولا يركع لله ركعة، ولا يؤدي زكاة، ولا صوماً، ولا حجا، ولا أي عمل من أعمال الجوارح، طالما وأنه يقول: (لا إله إلا الله)!!
إنه لمن العجب العجاب أن يصدر ذلك ممن يتصدر لتدريس العقيدة والتوحيد، ويربي الشباب على منهج السلف – زعم - فنتج عن قوله التفلت من التكاليف الشرعية، وعدم أخذ الكتاب بقوة وجدية. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فهذا الحديث لا يصلح دليلاً لمن استشهد به على نجاة تارك العمل الظاهر كلية، ولو فهم هذا المستشهد الحديث وتأمله، وراجع كلام أهل العلم فيه لاتضح له ذلك جلياً.
فإن الحديث في حالة خاصة يعذر صاحبها إذا ترك العمل الظاهر؛ ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات، حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيراً مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر؛ ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام، فأنكر شيئاً من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول.
ولهذا جاء في الحديث: ((يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولا زكاة ولا صوماً ولا حجا، إلا الشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون لا إله إلا الله، وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجا. فقال: ولا صوم ينجيهم من النار)). ا هـ .
وقال رحمه الله أيضاً: (وأكثر هؤلاء ليس عندهم من آثار الرسالة وميراث النبوة ما يعرفون به الهدى، وكثير منهم لم يبلغهم ذلك. وفي أوقات الفترات وأمكنة الفترات يثاب الرجل على ما معه من الإيمان القليل، ويغفر الله فيه لمن لم تقم الحجة عليه ما لا يغفر به لمن قامت الحجة عليه، كما في الحديث المعروف: ((يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة، ولا صياماً، ولا حجاً، ولا عمرة، إلا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقولون: أدركنا آباءنا وهم يقولون: "لا إله إلا الله")). فقيل لحذيفة بن اليمان: ما تغني عنهم (لا إله إلا الله)؟ فقال: "تنجيهم من النار"). ا هـ .
وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
(القسم الخامس: ما ورد مقيداً بحال يعذر فيها بترك الصلاة، كالحديث الذي رواه ابن ماجه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب...)) الحديث. وفيه: ((وتبقى طوائف الناس)).
فإن هؤلاء الذين أنجتهم الكلمة من النار كانوا معذورين بترك شرائع الإسلام، لأنهم لا يدرون عنها، فما قاموا به هو غاية ما يقدرون عليه، وحالهم تشبه من ماتوا قبل فرض الشرائع، أو قبل أن يتمكنوا من فعلها، كمن مات عقيب شهادته قبل أن يتمكن من فعل الشرائع، أو أسلم قبل العلم بالشرائع) *
___________
*http://www.dorar.net/enc/aqadia/3278

عبده فايز الزبيدي 12-13-2013 07:09 PM

4. سمعت الدكتور الشيخ محمد بن عبدالرحمن العريفي_ حفظه الله _ يقول :
( استكثروا ما استطعتم من صحبة الأخيار فلعلك تدخل الجنة بأحدهم ، فإن أهل الجنة إذا أخذوا منازلهم منها يجتمعون فيتذاكرون ما كانوا عليه في دنياهم ، فيقول أحدهم: أين صديقنا فلان بن فلان ؟ فيقولون له: إنه في النار.
فيقول : يارب! إنه لا تطيب لي الجنة حتى تخرج عبدك فلان بن فلان ، فيخرجه الله بفضله و منه و كرمه، فيقول أهل النار: من شفع له؟
أ ملك مقرب؟ فيقال لهم : لا ، فيقولون: أشهيد من أهل بيته؟ فيقال لهم: لا ، فيقولون: فمن إذاً؟
فيقال لهم: أخرجته شفاعة فلان صديقه في الجنة،فحينها يقول أهل النار:
( و ما أضلنا إلا المجرمون. فما لنا من شافعين. و لا صديق حميم) )
الشعراء (99-102)
قلتُ:
لقد أجاد الشيخ في تفسير الآيات فقد جاء في تفسير القرطبي:
(ولا صديق حميم أي صديق مشفق ; وكان علي رضي الله عنه يقول : عليكم بالإخوان فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة ; ألا تسمع إلى قول أهل النار : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ...)ا.هـ

و قد جاء في كتاب الله أن أهل الجنة يتذاكرون أمور الدنيا و ما كانوا عليه قال الله تعالى عنهم:
(فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ( 50 ) قال قائل منهم إني كان لي قرين ( 51 ) يقول أئنك لمن المصدقين ( 52 ) أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ( 53 ) قال هل أنتم مطلعون ( 54 ) فاطلع فرآه في سواء الجحيم ( 55 ) قال تالله إن كدت لتردين ( 56 ) ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ( 57 ) أفما نحن بميتين ( 58 ) إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ( 59 ) ) الصافات.
و قوله تعالى:
(
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)) الطور.

نادية العتيبي 12-14-2013 01:31 AM

جزاك الله خير الجزاء

آية أحمد 12-15-2013 04:48 PM

أخي الفاضل عبده الزبيدي

باركك الله وبارك في علمك الذي تنثره بيننا شذرات من نور

تحيتي واحترامي...

فاطمة جلال 12-15-2013 05:05 PM

القدير عبده فايز الزبيدي
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
ومتابعين لك ان شاء الله

تقديري

عبده فايز الزبيدي 12-15-2013 08:30 PM

نادية العتيبي، آية أحمد ، فاطمة جلال!
أسعد الله أيامكم و لياليكم بالخير و السعادة في عافية!،
و شكرا لطيب الكلام و كبير التشريف.
أخوكم

عبده فايز الزبيدي 12-15-2013 08:37 PM

5. جاء عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله كان يقول:
(اللهم إني أعوذ بك من الهَمِّ و الحَزَن، و العجْز و الكسل، و البخل و الجُبْن، و ضَلع الدين، و غَلبة الرجال) رواه البخاري و مسلم و غيرهما.

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في تفسيره القيم:
(( ومن ذلك قوله اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال ))
رواه البخاري ومسلم والنسائي.

فاستعاذ من ثمانية أشياء كل اثنين منها قرينان:
فالهَمُّ والحَزَن قرينان :
وهما من آلام الروح ومعذباتها والفرق بينهما:أن الهم توقع الشر في المستقبل والحزن التألم على حصول المكروه في الماضي أو فوات المحبوب وكلاهما تألم وعذاب يرد على الروح فإن تعلق بالماضي سمي حزنا وإن تعلق بالمستقبل سمي همًّا.

والعجز والكَسَل:
قرينان وهما من أسباب الألم لأنهما يستلزمان فوات المحبوب فالعجز يستلزم عدم القدرة ،والكسل يستلزم عدم إرادته فتتألم الروح لفواته بحسب تعلقها به والتذاذها بإدراكه لو حصل.

والجُبْن والبُخْل :
قرينان لأنهما عدم النفع بالمال والبدن وهما من أسباب الألم لأن الجبان تفوته محبوبات ومفرحات وملذوذات عظيمة لا تنال إلا بالبذل والشجاعة والبخل يحول بينه دونها أيضا فهذان الخلقان من أعظم أسباب الآلام.

وضَلع الدين وقَهْر الرِّجال:
قرينان وهما مؤلمان للنفس معذبان لها أحدهما قهر بحق وهو ضلع الدين والثاني قهر بباطل وهو غلبة الرجال وأيضا فضلع الدين قهر بسبب من العبد في الغالب وغلبة الرجال قهر بغير اختياره.

عبده فايز الزبيدي 12-15-2013 08:57 PM

6.جاء من حديث أبي أمامة الباهلي :
( اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ الذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ ؛ في ثلاثِ سُوَرٍ من القُرآنِ : في ( البَقرةِ ) و ( آلِ عِمْرانَ ) ، و ( طه )) صححه الألباني.
قلت:
إذا نظرنا في هذه السور المباركات نجد ما يلي:
ففي سورة البقرة :
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم .....الآية)
و في فاتحة سورة آل عمران:
( الم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2))
و في سورة طه:
( و عنت الوجوه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلما)

و ذكر العلماء عدة أوجه لكن ما يؤيد هذا الرأي:
1. أن اسم الله (القيوم) لم يرد إلا في هذه السور الثلاث و جاء مقروناً بـ (الحي).
2. وروده في فاتحة آية الكرسي و هي أعظم آيات القرآن الكريم فقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي بن كعب رضي الله عنه:
( يا أبا المنذِرُ ! أتدري أيَّ آيةٍ من كتاب اللهِ معك أعظمُ ؟ قال قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : يا أبا المنذِرُ ! أتدري أيَّ آيةٍ من كتاب اللهِ معك أعظمُ ؟ قال قلتُ : اللهُ لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ . قال : فضرب في صدري وقال : واللهِ ! لِيَهْنِك العلمُ أبا المنذِرِ)

و هناك رأي يقول أن اسم الله الأعظم يوجد في هذا الدعاء المبارك:
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لك الْمَنَّانُ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ)

و يؤيده هذه الأحاديث الصحيحة:
1
- كنتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم جالسًا ، ورجلٌ قائمٌ يصلِّي ، فلمَّا ركع وسجد وتشهَّد ، دعا ، فقال في دعائهِ : اللهمَّ إني أسالُك بأنَّ لك الحمدُ ، لا إله إلَّا أنتَ ، وحدَك لا شريكَ لك ، المنانُ ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ ، يا حيُّ يا قيومُ ، إني أسالكَ الجنةَ ، وأعوذُ بك من النارِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم لأصحابهِ : تدرونَ بما دعا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ قال : والذي نفسي بيدهِ ، لقد دعا اللهَ باسمهِ العظيمِ وفي روايةٍ الأعظمِ الذي إذا دعِيَ به ، أجاب ، وإذا سُئِلَ به أعطَى الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: أصل صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 3/1017
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط مسلم.
2 - سمع رجلًا آخرَ يقول في تشهُّدِه : اللهم إني أسألُكَ بأنَّ لك الحمدُ لا إلهَ إلا أنتَ ، وحدَكَ لا شريك لكَ ، المنَّانُ ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ ، يا حيُّ يا قيومُ ، إني أسألك الجنةَ ، وأعوذ بك من النارِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه : تدرون بم دعَا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : والذي نفسي بيدِه لقد دعا اللهَ باسمِه العظيمِ ( وفي روايةٍ : الأعظمِ ) الذي إذا دُعِيَ به أجابَ ، وإذا سُئِلَ به أَعْطَى . الراوي: [أنس بن مالك] المحدث: الألباني - المصدر: التوسل - الصفحة أو الرقم: 31
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
3. اللهم ! إني أسألُك بأن لك الحمدُ ، لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريكَ لك ، المنانُ يا بديعَ السماواتِ والأرضِ ! يا ذا الجلالِ والإكرامِ ! يا حيُّ يا قيومُ ! إني أسألُك الجنةَ ، وأعوذُ بك من النارِ فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه : تدرون بما دعا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : والذي نفسي بيدِه لقد دعا اللهَ باسمِه العظيمِ ( وفي روايةٍ : الأعظمِ ) الذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سُئل به أعطى.
الراوي: [أنس بن مالك] المحدث: الألباني - المصدر: صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 186
خلاصة حكم المحدث: البخاري في الأدب المفرد بأسانيد صحيحة

4.أنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ وإذا سئلَ بِهِ أعطى الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1495
خلاصة حكم المحدث: صحيح
5.كنتُ جالِسًا مع النبِيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - في المسجدِ ، ورَجُلٌ يُصلِّي ، فقال : اللَّهُمَّ ! إني أسْألُكَ بأنَّ لك الحمدُ ، لا إله إلا أنتَ الحنَّانُ المنَّانُ ، بديعُ السماواتِ والأرضِ ، يا ذا الجلاَلِ والإكْرامِ ! يا حَيُّ يا قَيُّومُ ! أسْألُكَ ، فقال النبِيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - : دعا اللهَ باسْمِهِ الأعْظَمِ ؛ الذي إذا دُعِيَ به أجابَ ، وإذا سُئِلَ به أَعْطَى الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2230
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

عبده فايز الزبيدي 12-16-2013 11:03 PM

سمعت رجلا من أهل العلم يقول كلاماً ثمينا نسيت لفظه و هأنا أورد معناه بلفظي :
( إنما خلقت الدنيا لنا ، و لم نخلق لها)
قلتُ :
أي أن الأصل أن نستعمل الدنيا و زهرتها للفوز برضا الله و جنته، و لقد صدق القائل و كأنه ينظر إلي قوله تعالى:
(
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)البقرة - الآية 29

عبده فايز الزبيدي 12-19-2013 08:42 AM

من كلام شيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله:
( الحق ما قام الدليلُ عليه ، لا ما يفعله النَّاس) مجموع الفتاوى.
قلتُ :
هذا هو منهج أهل السلف أهل السنة و الجماعة يستدلون ثم يعتقدون،
لا كما حال أهل الأهواء و البدع الذين يعتقدون ثم يستدلون ، و إذا أعوزهم الدليل
حكموا الأراء و التأويلات الباطلة في النصوص المحكمة؛ فضلوا عن سواء السبيل.

عبده فايز الزبيدي 12-26-2013 11:43 AM

ما الفرق بين الغيب و الوحي و الاكتشاف العلمي؟

الوحي جزء من الغيب ، فالله يوحي لأنبيائه و رسوله ببعض المغيبات و الشرائع و الأحكام يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
( وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ) طه-13
و الأنبياء و الرسل وظيفتهم الكبرى هي تبليغ هذا الوحي :
( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ) الأنبياء -45
بعد تنفيذه في أنفسهم:
(
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) يونس -109
و قد امتثلت الرسل هذا الأمر:
(
وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف-203

أما الغيب فهو كل ما غاب عنك في الأرض و السماء و لا يعلمه إلا الله وحده، يقول الحق سبحانه:
(
مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) آل عمران -179

و لم يدع علم الغيب إلا كذاب ، فهذه الملائكة تقول عن عدم إدراكهم الغيب :
(
قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)البقرة-32

و هذا سيد الخلق أجمعين يقول:
(
قل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف-188

و قد حسم الله هذه المسألة بقوله الصريح:

( قل لا يعلم من في السموات و الأرض الغيب إلا الله و ما يشعرون أيان يبعثون) النمل-65

فمن زعم أنه يعلم الغيب أو قال أن فلانا من الناس يعلم الغيب فهو يرد صريح القرآن و العياذ بالله!


أما المكتشفات العلمية فهي من الغيب الموجود المدرك بإحدى الطريقتين المعتبرتين _ كما قال عنها الشيخ الجليل عدنان العرعور_ و هما:
العلم و التجريب.
وسأشرح هاتين الطريقتين لاحقاً إن شاء الله تعالى!

عبده فايز الزبيدي 01-01-2014 08:22 AM

أوجد الله في الكون سنناً تضبطه و تسهل على الناس حياتهم و من هذا القوانين الفيزيائية و الكيمائية ،
و بالعلم و التجريب يمكن للإنسان ان يكتشف ما هو موجود حوله من ذخائر الكون و عجائبه و السبيل لهذا:
1. العلم:
فبمعرفة العالم فنون مجاله و تمكنه من التقدير الدقيق يمكنه أن يتنبأ بوجود شيء و إن لم يشاهده و من هذا قصة اكتشاف الكوكب نبتون و مع توسطه بين أورانوس و بلوتو فقد كشف عنه بعدهما لصغر حجمه و لكن أحد العلماء توقعه حسابياً. و من هذا لو سألت مراقب أبراج بأحد المطارات متى ستصل رحلة رقم كذا القادمة من الصين إلي مكة المكرمة فسيقول لك بعد ساعة مثلا ، فمن أين له هذا؟ من معرفته لساعة إقلاعها من الصين مع معرفته لسرعتها و المسافة المقطوعة ........ و هكذا!
2. التجريب:
و هو دراسة الأثر الذي يتركه متغير على آخر مما يولد الخبرة لدى المُجرب ، مثال ذلك
ما يفعله المهتمون باكتشاف العقاقير فهم في حالة تجريب دائم لإيجاد ما يخفف معاناة الناس مع الأمراض .

ملحوظة:
الأوساط العلمية تشير إلي اكتشاف عشرة كواكب ليومنا هذا ، و القرآن يقول في سورة يوسف:
( إذ قال يوسف لأبيه يا أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين)
فسنقول جزماً هناك كوكب ما زال ينتظر إماطة اللثام عنه!

عبده فايز الزبيدي 01-03-2014 03:25 PM

قال الله جلَّ شأنه:
( و إذا سلك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)
من لطائف هذه الأية :
-أن الله تولى الإجابة عن السؤال بنفسه.
_ تقدمت إجابة الدعوة فيها على المسألة ، و بلغ من فهم السلف رحمهم الله لدلالات الآيات قول أحدهم:
( لا أهتم بإجابة الدعاء و إنما أهتم للدعاء نفسه) فقد وثق السلف من إجابة الله لهم و إنما همهم التوفيق للدعاء الصالح المقبول.


عبده فايز الزبيدي 01-05-2014 09:04 PM

جاء في الأثر :
( البلاء موكل بالمنطق)
و من هذا يجب على الإنسان أن ينتبه لما يتلفظ و خاصة في الدعاء فلا يدعو على نفسه و ماله و ولده إلا بخير جاء في حديث رواه الإمام أنس بن مالك :
(أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عادَ رجلًا قد صارَ مثلَ الفَرخِ فقالَ ما كنتَ تدعو؟ أو ما كنتَ تسألُ ربَّكَ العافيةَ؟ قالَ: كنتُ أقولُ اللَّهمَّ ما كنتَ معاقبي بِهِ في الآخرةِ، فعجِّلْهُ لي في الدُّنيا فقالَ: سبحانَ اللَّهِ إنَّكَ لن تطيقَهُ أو لا تستطيعُهُ، أفلا كنتَ تقولُ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النَّارِ فقالَها الرَّجلُ: فبرَأَ) رواه البزار.
و هذا الحديث من تفسير السنة للقرآن:
( و من الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا و ماله في الآخرة من خلاق .و منهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النَّار)البقرة 200-201
فدعاء أهل التوحيد و البصيرة هو: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
و دعاء الهمل من الناس :
( ربنا آتنا في الدنيا) فقط
روت حبيبة بنت سهل الساعدية :
(أنَّهم قالوا لأنَسِ بنِ مالكٍ : ادعُ اللهَ لنا فقال : اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ قالوا : زِدْنا فأعادها قالوا : زِدْنا فأعادها فقالوا : زِدْنا فقال : ما تُريدونَ ؟ سأَلْتُ لكم خيرَ الدُّنيا والآخرةِ قال أنَسٌ : وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكثِرُ أنْ يدعوَ بها : ( اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ )) رواه ابن حبان في صحيحه.
و كان النبي صلى الله عليه و سلم يعلم أصحابه الجوامع من الكلام في الدعاء ، جاء في أصل الصلاة للإمام الألباني بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها:
( أنَّ أبا بكرٍ دخل على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فأراد أنْ يكلِّمَه وعائشةُ تصلِّي فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : عليكِ بالكواملِ أو كلمةً أخرَى ، وفي روايةٍ : عليكِ من الدعاءِ بالكواملِ الجوامعِ ، فلمَّا انصرفتْ عائشةُ سألتْه عن ذلك فقال لها : قولي : اللهمَّ إني أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلهِ وآجلهِ ما علمتُ منه وما لم أعلمْ وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّهِ عاجلهِ وآجلهِ ما علمتُ منه وما لم أعلمْ ، وأسألكَ – وفي روايةٍ : اللهمَّ إني أسألكَ – الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأسألكَ – وفي روايةٍ : اللهمَّ إني أسألكَ – من الخيرِ ما سألك عبدُك ورسولُك محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلم وأعوذُ بك من شرِّ ما استعاذكَ منه عبدُك ورسولُك محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلم ، وأسألكَ ما قضيتَ لي من أمرٍ أنْ تجعلَ عاقبتَه لي رشدًا)

عبده فايز الزبيدي 01-05-2014 09:05 PM

سمعت الشيخ أبا إسحاق الحويني المصري يقول على قناة الرحمة في حضور الشيخ الداعية محمد حسان المصري حفظهما الله :
(على المُربي أن يستقر ، و على المعلم أن يتجول)
ثم شرح عباراته:
إذا جال الداعية بين المناطق يبلَّغ السنة فهو معلم ،فربما أعلم المئات أو الآلاف بجملة من الخطب و المحاضرات علما من علوم الدين ، أما المربي كي يربي جيلا عليه أن يلزم مكاناً واحداً يلقن تلاميذه العلوم الدينية ثم يتعهدهم بالنصح و التوجيه.

عبده فايز الزبيدي 01-07-2014 08:41 PM

يقول الله تبارك و تعالى:
(و السماء ذات الرجع)
بخصوص المطر فقد قال المصطفى صلى الله عليه و سلم :
روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله:
( ما من عامٍ بأكثرَ مطرًا من عامٍ ، و لكنَّ اللهَ يُصَرِّفُه بين خلْقِه [ حيث يشاءُ ] ثم قرأ : وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا الآية .)
فدل هذا على أن نسبة المطر لا تتغيَّر في عام عن سابقه ولاحقه و لكن الله يصرفه بين عباده كيفما يشاء .

السؤال: لماذا لم يقل الله و السماء ذات المطر ؟
جاء في مقالة لباحث يمني :
( ....قول الدكتور زغلول النجار: "ومع تسليمنا بصحة هذا الاستنتاج يبقى السؤال المنطقي: إذا كان المقصود بالتعبير (رجع السماء) هو المطر فقط، فلماذا فضل القرآن الكريم لفظة الرجع على لفظة المطر؟، ولماذا لم يأت القسم القرآني بهذا التعبير: (والسماء ذات المطر) بدلاً من: ﴿وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ﴾؟. واضح الأمر أن لفظة (الرجع) في هذه الآية الكريمة لها من الدلالات ما يفوق مجرد نزول المطر - على أهميته القصوى لاستمرارية الحياة على الأرض- مما جعل هذه الصفة من صفات السماء محلاًّ لِقَسَم الخالق سبحانه وتعالى -وهو الغنيّ عن القسم- تعظيمًا لشأنها وتفخيمًا. فما هو المقصود (بالرجع) في هذه الآية الكريمة؟.
يبدو -والله تعالى أعلم- أن من معاني (الرجع) هنا: الارتداد، أي أن من الصفات البارزة في سمائنا أنها ذات رجع أي ذات ارتداد، بمعنى أن كثيراً مما يرتفع إليها من الأرض ترده إلى الأرض ثانية، وأن كثيراً مما يهبط عليها من أجزائها العليا يرتد ثانية منها إلى المصدر الذي هبط عليها منه، فالرجع صفة أساس من صفات السماء، أودعها فيها خالق الكون ومبدعه، فلولاها ما استقامت على الأرض حياة، ومن هنا كان القسم القرآني بها تعظيماً لشأنها، وتنبيهاً لنا للحكمة من إيجادها وتحقيقها....)
ثم قال:
( ...وقد كشف العلم اليوم عن عدد من صور الرجع في السماء، ومنها:
1- الرجع الاهتزازي للهواء (الأصوات وصداها).
2- الرجع المائي (المطر).
3- الرجع الحراري إلى الأرض وعنها إلى الفضاء بواسطة السحب.

4- رجع الغازات والأبخرة والغبار المرتفع من سطح الأرض.

5- الرجع الخارجي للأشعة فوق البنفسجية بواسطة طبقة الأوزون.

6- رجع الموجات الراديوية بواسطة النطاق المتأين.

7- رجع الأشعة الكونية بواسطة كل من أحزمة الإشعاع والنطاق المغناطيسي للأرض.
...

وجه الإعجاز:
وصف الله تعالى السماء بوصف من الأوصاف البارزة والهامة، فقال تعالى: ﴿وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: 11]، ولم يفهم المفسرون من هذا الوصف إلا أحد معاني الرجع، وهو إرجاع المياه التي تم تبخيرها من على سطح الأرض في صورة أمطار تهطل على مناطق متفرقة.
ولكن اللفظ القرآني لم يقل: ذات المطر، بل قال: (ذات الرجع)، ويفهم منه أن السماء تقوم بإرجاع أمور أخرى غير المطر، وفي العقود المتأخرة من القرن العشرين كشف العلم عن صور أخرى لرجع السماء، وعلى ذلك فإن وصف السماء بأنها (ذات الرجع) في القرآن الكريم من قبل ألف وأربعمائة من السنين يجمع كل هذه الصور التي نعرفها اليوم، وربما العديد من الصور التي لم نعرفها بعد، وكل هذا في كلمة واحدة وهي (الرجع)، وهذه الكلمة الجامعة هي شهادة صدق بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، وأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي تلقى هذا الوحي الحق هو خاتم أنبياء الله ورسله، وأنه صلى الله عليه وسلم كان موصولاً بالوحي ومعلّماً من قبل خالق السماوات والأرض؛ وصدق الله العظيم الذي وصف خاتم أنبيائه ورسله بقوله الحق: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [النجم: 3-5]...) *
و هنا فيديو للداعية Zaker Naik زاكر نايك يتحدث فيه حول هذا المعنى الكريم للآية الشريفة:
http://www.youtube.com/watch?v=CUX2vy4v-tc

_______________
* عادل الصعدي: الإعجاز العلمي في قوله تبارك وتعالى:﴿وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ﴾.
http://www.jameataleman.org/main/art...rticle_no=1721


محمد جاد الزغبي 01-07-2014 10:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 167394)
3. جاء في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، الوارد في صحيح ابن ماجه رحمه الله:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 167394)
( يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدَقةٌ، ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ: أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها فقالَ لَهُ صِلةُ: ما تُغني عنهم: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ ردَّها علَيهِ ثلاثًا، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثَّالثةِ، فقالَ: يا صِلةُ، تُنجيهِم منَ النَّار ثلاثًا) قال عنه الألباني : صحيح.

شرح الحديث عند أهل العلم:
( ... لقد فهم بعضهم من قول حذيفة رضي الله عنه لصلة بن زفر: (تنجيهم من النار) أن تارك العمل الظاهر كلية من غير عذر مؤمن ناقص الإيمان، وإن عاش حياته كلها لا يسجد لله سجدة، ولا يركع لله ركعة، ولا يؤدي زكاة، ولا صوماً، ولا حجا، ولا أي عمل من أعمال الجوارح، طالما وأنه يقول: (لا إله إلا الله)!!
إنه لمن العجب العجاب أن يصدر ذلك ممن يتصدر لتدريس العقيدة والتوحيد، ويربي الشباب على منهج السلف – زعم - فنتج عن قوله التفلت من التكاليف الشرعية، وعدم أخذ الكتاب بقوة وجدية. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فهذا الحديث لا يصلح دليلاً لمن استشهد به على نجاة تارك العمل الظاهر كلية، ولو فهم هذا المستشهد الحديث وتأمله، وراجع كلام أهل العلم فيه لاتضح له ذلك جلياً.
فإن الحديث في حالة خاصة يعذر صاحبها إذا ترك العمل الظاهر؛ ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات، حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيراً مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر؛ ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام، فأنكر شيئاً من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول.
ولهذا جاء في الحديث: ((يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولا زكاة ولا صوماً ولا حجا، إلا الشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون لا إله إلا الله، وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجا. فقال: ولا صوم ينجيهم من النار)). ا هـ .
وقال رحمه الله أيضاً: (وأكثر هؤلاء ليس عندهم من آثار الرسالة وميراث النبوة ما يعرفون به الهدى، وكثير منهم لم يبلغهم ذلك. وفي أوقات الفترات وأمكنة الفترات يثاب الرجل على ما معه من الإيمان القليل، ويغفر الله فيه لمن لم تقم الحجة عليه ما لا يغفر به لمن قامت الحجة عليه، كما في الحديث المعروف: ((يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة، ولا صياماً، ولا حجاً، ولا عمرة، إلا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقولون: أدركنا آباءنا وهم يقولون: "لا إله إلا الله")). فقيل لحذيفة بن اليمان: ما تغني عنهم (لا إله إلا الله)؟ فقال: "تنجيهم من النار"). ا هـ .
وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
(القسم الخامس: ما ورد مقيداً بحال يعذر فيها بترك الصلاة، كالحديث الذي رواه ابن ماجه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب...)) الحديث. وفيه: ((وتبقى طوائف الناس)).
فإن هؤلاء الذين أنجتهم الكلمة من النار كانوا معذورين بترك شرائع الإسلام، لأنهم لا يدرون عنها، فما قاموا به هو غاية ما يقدرون عليه، وحالهم تشبه من ماتوا قبل فرض الشرائع، أو قبل أن يتمكنوا من فعلها، كمن مات عقيب شهادته قبل أن يتمكن من فعل الشرائع، أو أسلم قبل العلم بالشرائع) *
___________
*http://www.dorar.net/enc/aqadia/3278



بارك الله فيكم أخى الكريم الزبيدى
وهذا واحد من أخطر الأحاديث التى وقفت عندها ..
جزاك الله خيرا

عبده فايز الزبيدي 01-16-2014 12:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جاد الزغبي (المشاركة 170282)

بارك الله فيكم أخى الكريم الزبيدى
وهذا واحد من أخطر الأحاديث التى وقفت عندها ..
جزاك الله خيرا

آمين !
و بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
محبكم.

عبده فايز الزبيدي 01-16-2014 12:17 AM

قال قوم هود لنبيهم صلى الله عليه و سلم كما حكاه القرآن عنهم :
( قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَ ما نَحْنُ بِتارِكي‏ آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَ ما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنينَ)هود-53
فهل كانت لسيدنا هود معجزة؟
نعم ؛ لأن الله يقول جلَّ شأنه :
({ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ }(الحديد: الآية25)
و لقول الصادق المصدوق صلوات ربي و سلامه عليه:
(
ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أتيت وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة.) ( متفق عليه)
و يفسر الشيخ محمد بن عبدالرحمن العريفي راداً على حجة قوم هود بقوله:
لم يرسل الله رسولا إلا ببينة (معجزة) من جنس اهتمام قومه فمعجزة سيدنا موسى بن عمران عليه السلام ناسبت براعة الفراعين في السحر ، و معجزة عيسى بن مريم عليه السلام ناسبت براعة قومه في الطب ، و معجزة سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم ناسبت فصاحة العرب ، و لكن الله لم يذكر جنس المعجزة التي أيدَّ بها كل رسله و أنبيائه فمع ذكره لمعجزات بعض الأنبياء كسليمان و صالح و موسى و عيسى يهم السلام ، فإنه لم يذكر معجزات طائفة أخرى منهم كأيوب و يوسف و شعيب و هود.

كما أشار الشيخ الدكتور العريفي للطيفة هامة فقال:
فعلى الداعية أن يستفيد من مناسبة المعجزة المؤيٍّدة للنبي عند قومه و أنها من جنس براعتهم ، فإذا قام داعية في أناس لا يعرفون ما العربية و لا يهتمون للكلام و إنشائه و لا تهزهم الفصاحة و جريانه و لا البلاغة و سحرها ، و كلَّ عنايتهم بالعلم المادي و التجربة ثم يحتج عليهم بصدق رسالة نبينا بافحامه للعرب الأوائل بل عليه أن يبين لهم ما اشتمل عليه القرآن من إشارات علمية سبقت العصر الحديث من:
كون السماء ترجع كل شيء يخرج من الأرض من بخار الماء و الحرارة و إشارات الإتصالات (و السماء ذات الرجع)
و أطوار خلق الإنسان ( و قد خلقناكم أطوارا) ثم يشرح لهم ما اشتملت عليه بعض آيات القرآن من خلق الإنسان من طين ثم من نطفة ثم من علقة مخلقة و غير مخلَّقة .......... و هكذا ينجح الداعي إلي الله .

عبده فايز الزبيدي 01-19-2014 09:52 PM

سمعت الشيخ الدكتور محمد بن حسان المصري على قناة ( الرحمة) المصرية المباركة يقول في شرحه
لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من سمَّعَ سمَّعَ اللهُ به ومن يرائي يرائي الله به "
قال حفظه الله:
ما تفعله في الخلوات يظهره الله في الجًلوات، أي لا تظنن أن ما تفعله خفية من خير أو شر لن يطلع الله الناس عليه ، ثم ذكر قصة مفاداها أن العبد الصالح محمد بن المنكدر كان في بداية حياته مرابياً فخرج ذات يوم فإذا صبية يلعبون فحين أبصروه قالوا : افسحوا الطريق للمرابي محمد بن المنكدر!
فرجع إلي بيته و خلى بنفسه ثم قال: هتكت ستري حتى عرف أمري الصبية في السكك، ثم تاب من ساعته،
و صدق في توبته ، ثمّ مرَّ بعد حين على نفس الشارع فإذا الصبية يتنادون:
افسحوا للعابد محمد بن المنكدر!

قلت:
و هذا المعنى يدركه كل عاقل و من هذا قول الجاهلي زهير بن أبي سُلمى:
و مهما تكن عند أمرئٍ من خليقة= و إنْ خالها تخفى على الناس تُعلَمِ
و يقول الشاعر الزاهد أبو العتاهية رحمه الله:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل = خلوت و لكن قل عليَّ رقيبُ

ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعةً = وَلا أنَ مَا تخفَيه عنه يغيب


عبده فايز الزبيدي 01-19-2014 10:17 PM

جاء الإسلام بهداية عظيمة و منها أنه أقرَّ مكارم الأخلاق و حذر من مساوئها و من سيئات أخلاق الجاهليين ،
خُلق ( الطَّيْرة) ، فما الطيرة وكيف عالجها الإسلام؟
(هي عادة جاهلية قديمة ملخصها أن المشرك إذا أراد السفر بكّر إلى أوكار الطير فهيَّجها، فإن ذهبت عن يمينه تيامن واستبشر ومضى في سفره، وإن ذهبت عن شماله تشائم، ورده ذلك عن إمضاء أمره، ثم أُطلِق اللفظ على كل أمر يتوهم أنه سبب في لحاق الشر والضر فأصبح مرادفاً للتشاؤم، كالتشاؤم برؤية الأعمى، أو النعل المقلوب، وكالتشاؤم بسماع رقم سبعة، أو بيوم الأربعاء، أو الجمعة، وغير ذلك من الخرافات التي لا تليق بالمسلم ...) *


و علاجها في حديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
( قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل، ولا ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك)حديث صحيح **

________________________
*http://articles.islamweb.net/media/i...ang=A&id=20203
** http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D...A3%D9%86%D8%AA

عبده فايز الزبيدي 05-31-2014 10:28 PM

كتب محمد شملول صاحب كتاب (إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة ) :
من روائع سورة الكهف
ادغام كلمتين في كلمة واحدة وهما (أن لن ) لتصبحا (ألّن )-- وفك كلمتين من بعضهما وهما ( ما لهذا الكتاب ) لتصبحا ( ما ل هذا الكتاب ) كل ذلك لتأكيد و توضيح المعنى
---قال تعالى ( لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭ‌ۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدً۬ا (٤٨) سورة الكهف
الاصل هو ( ان لن ) ادغمت لتكون (ألّن ) و الادغام يختصر الكلمتين الى كلمة واحدة وبذلك يسرع من وقع الحدث ويجعل الامر مجسوما ---فيرد على المجرمين الذين ظنوا ان لن يحعل الله لهم موعدا يحاسبون فيه بان هذا الامر لاريب فيه وانه مجسوم محسوم ولا مردّ له-- و من العجيب ان الكلمتين ( أن لن ) تقرءان حسب احكام التلاوة ادغاما كلّيّا بدون غنّة-- فيأتي هنا الادغام مضاعفا ادغام كتابة و ادغام نلاوة للجسم و التأكيد
--- قال تعالى ( وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَـٰوَيۡلَتَنَا ما لِ هَـٰذَا ٱلۡڪِتَـٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً۬ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَٮٰهَا‌ۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرً۬ا‌ۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدً۬ا (٤٩) سورة الكهف
هنا ياتي عكس الحالة الاولى -- وهو فصل حرف ( ل ) من كلمة ( هذا ) لان اصلها ( لهذا ) والفصل يوسّع و يمدّد و يمهّل من قراءتهم للكتاب فيرون انه لا يغادر صفيرة ولا كبيرة الا احصاها --- وبذلك ياتي رسم الكلمة القرءانية ليعطي صورة رائعة و صادقة للمعنى
سبحان الله لهذا القرءان العظيم المعجز كتابة و تلاوة


عبده فايز الزبيدي 06-08-2014 03:03 PM

قال الشيخ محمد بن علي الشنقيطي:
(أتعجب كيف تهجر عبادة الطواف بالبيت العتيق و هي العبادة التي اختص الله بها أمة الإسلام فلا مثيل لها في سائر الشرائع السماوية من قبل ، و البيت الحرام جعله الله للموحدين في الأرض كما جعل البيت المعمور لأهل السماء ،ثم قال حاثا أهل مكة :
ألا لا يمرن بأحدكم يوم حتى يتطوف بالبيت العتيق مرتين فإن لم يستطع فمرة ، ففي هذا البيت العتيق حجر إسماعيل و هو من الكعبة قصرت عنه نفقة أهل مكة في الجاهلية فأخرجوه من بناء الكعبة ، و هذا من فضل الله علينا أمة الإسلام فما كل واحد عنده من الرياسة و الجاهة؛ ليصلي داخل الكعبة ، فجعل الله لنا حجر إسماعيل يدخله الغني و الفقير و الأمير و السوقة، و من دخله في جوف الليل ثم صلى ركعتين و دعا الله بصدق لا يشرك معه غيره إلا استجاب الله له.
ثم ذكر حادثة مفادها:
أن رجلاً ركبه دين فأثقله فذهب إلي بيت الله الحرام و أخذ يطوف و يصلي و يدعو الله
ليله كله يسأل الله أن يقضي عنه دينه، إذ اقترب منه رجل فقال : تعال! فأخذه حتى أخرجه من البيت المعظم و ناوله ظرفا به مالا هو سداد دينه و مثله مرتين، فسأله الطائف: من أنت؟ ، فقال له: لا تسأل!) أ.هـ

ملحوظة
قلت: والله ! لو لم أسمعها منه على إذاعة القرآن الكريم السعودية لما ذكرتها.


ناريمان الشريف 06-19-2014 11:41 AM

جهد مبارك .. أخي الكريم
أعجبني هذين البيتين ..
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل = خلوت و لكن قل عليَّ رقيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعةً = وَلا أنَ مَا تخفَيه عنه يغيب

اللهم إنا نسألك خشيتك في السر والعلن يا رب العالمين

عبده فايز الزبيدي 09-03-2014 12:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 177925)
جهد مبارك .. أخي الكريم
أعجبني هذين البيتين ..
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل = خلوت و لكن قل عليَّ رقيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعةً = وَلا أنَ مَا تخفَيه عنه يغيب

اللهم إنا نسألك خشيتك في السر والعلن يا رب العالمين

اللهم آمين !
و بارك الله فيك و في جهدك و علمك!

عبده فايز الزبيدي 09-03-2014 12:26 PM

قال أحد الفضلاء عن قول الله تعالى عن نبيه موسى _ عليه و على نبينا الصلاة و السلام _ ، في دعائه :
(و اجعل لي وزيرا من أهلي)سورة طه

من يقرأ هذه الآية و يقف على دقة و توفيق سيدنا موسى حين سأل ربه أن يجعل له معاوناً من أهله في حمل أشرف مهمة و هي الرسالة و دعوة الناس إلى التوحيد يستخلص أمرين:
1. طلب المعاون من ذوي القربى فيه إشراك لهم في الخير و الصلاح.
2. كون المعاون من أهلك فهذا أبعد لك عن منة البعيد و تضجره من خدمتك.
فعلينا أن نسأل الله أن يجعل لنا من أهلنا من يعيننا على الخير.


الساعة الآن 04:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team