![]() |
سندويشات قلبية **** كل يوم فكرة هنية
سندويشات قلبية **** كل يوم فكرة هنية سلام الله عليكم جميعا الحلقة الأولى: القرآن نلاحظ جميعا عند اقتراب شهر رمضان الكريم تشتعل الحماسة بين المسلمين لختم القرآن عدة مرات خلال الشهر، من منطلق بركة الشهر وتضاعف الأجر فيه من الله تعالى... كل هذا جميل ومحفز ، لكن تعالوا نجب على سؤال جوهري ، ما أثر هذا في حياتنا الدنيا والآخرة؟ وهل نحن مطالبون بالإكثار من الختمات؟ أم أن الأولى والأوجب أن نقرأ بتدبر وتمعن ونعمل بما قرأنا؟ هذه ليست دعوة لعدم ختم القرآن، ولكنها دعوة للحياة بالقرآن تلاوة وتدبرا وعملا واستمتاعا بكلام الله حقا وليس التسارع للختم لمجرد الختم وجهة نظر ولكم واسع النظر بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبيةكل يوم فكرة هنية
الحلقة الثانية: تدبر القرآن: مفاتيح وتوفيق تحدثنا عن تدبر القرآن وضرورته في حياتنا، وحين نسمع التدبر فإنا نتساءل: كيف يكون التدبر؟ وكيف نصل إليه؟ لا شك أن التدبر له حلاوة خاصة لا يدركها إلا من جربها، لكن الفتح والتوفيق اللذان ينتجان نور البصيرة التي يقتحم الآية فتخرج كنوزها هو من الله وحده، إنما التدبر سبب والنتيجة من مسبب السبب سبحانه مجرد التفكير في التدبر ثم المحاولة عند التلاوة، يفتح الله به القلب لاستقبال الجمال والإبداع والاستغفار أيضا من أهم مفاتيح أقفال القلب لتتحرر من قيود الجهل والنمطية فتنظر إلى الآية فتجدها متجددة في ذهنك، نشيطة في قلبك، تحمسك للعمل بها وتفرش لك طريق العلم وعمق الفكر اللذان يؤديان بالضرورة إلى السعادة والهناء بمعرفة رب السماء رزقنا الله وإياكم نور البصيرة وحلاوة الإيمان والثبات على الصراط حتى الممات إنه سميع مجيب بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبيةكل يوم فكرة هنية الحلقة الثالثة: خشوعي قبل صلاتي كثيرا ما نسمع عن الخشوع في الصلاة، وكثير منا يسعى إليه ويحاول الوصول إليه، لكن تعالوا معا نتعلم الخشوع ببساطة وعمق... ما الذي يدعونا إلى الخشوع؟ أليس الإدراك الحسي والمعرفي لله؟ فكيف نستشعر عظمته سبحانه في الصلاة ونحن لم نطهر قلوبنا قبل الصلاة؟ حين نكون مصابين بتبلد الفطرة، يقسو القلب فتظهر لنا كل الأحداث حولنا عادية جدا ولا مميز فيها، رغم أنها قمة في الإبداع... لا نتنبه إلا حينما نفقد إحداها ولو لساعات، مثلا شروق الشمس إبداع لكننا نعتبره عادي جدا لتكراره كمثل رجل اشترى بيتا مميزا ففرح به ثم بعد أيام فقد نشوة السعادة بالتواجد داخله والتأمل في كل ركن فيه.. هكذا نحن بني الإنسان، ننسى بسرعة ونتأقلم بسرعة ونترك ما بأيدينا ونلهث وراء المفقود... كيف نخشع؟ ولم نخشع؟ في حلقة الغد بعون الله بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية*** كل يوم فكرة هنية الحلقة الرابعة: صلاتي بخشوعي أحلى كيف نخشع؟ ولم نخشع؟ هكذا انتهت الحلقة السابقة، بإشكالية لطالما زارت فكر الكثيرين منا ... لم نخشع؟ أو بمعنى آخر، ما الداعي للخشوع؟ أرى أن الخشوع هو الناتج الطبيعي للتدبر، والتدبر الدائم في القرآن وفي الكون يجدد القلب ويطرد النمطية والتبلد... يجعل الكون متجدد في فكرك، كل يوم تراه بشكل آخر، تحس بنفحات الإبداع الرباني، وبتدبر القرآن يتحرك القلب ويعقل ما حوله، فتتشكل العقيدة في سلسلة أفكار، تتجمع لتفرز مفاهيم، وهذه المفاهيم تتخمر بدورها لتشكل قناعات... فتتحرك الجوارح لتنفيذ هذه القناعات... وأمانة الاستخلاف في الأرض ليست بالسهلة ولا اليسيرة، تحتاج منا قوة قلب ونور بصيرة وثبات على صراط الله المستقيم، وهذا الأخير لن نثبت عليه إلا إذا كانت قناعاتنا مؤسسة على أساس متين، وتتغذى يوميا من منبع لا ينفذ... ولننظر لقول الله عز وجل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سورة المزمل: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَإِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) فالقول الثقيل ' الوحي' يتطلب من الرسول قوة وثباتا، يستمدها من الله عن طريق قيام الليل وترتيل القرآن، وشتان بين الترتيل والتلاوة، فالترتيل تنظيم وتنسيق وفهم واستيعاب.. لذلك نحتاج حقا أن نخشع في صلاتنا، لنستمد القوة من الله لحمل الأمانة، فالذي يتغذى جيدا ويعتني بصحته ليس كمن يأكل أي شيء ويهمل صحته، وصحة القلب في تيقظ الفطرة وتناغم الجوارح في أداء دورها إرضاء لله وعبودية له .... ومن ثم نتساءل: كيف نخشع؟ في الحلقة القادمة بعون الله بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية *** كل يوم فكرة هنية
الحلقة الخامسة: جنة الله في أرضه – ندخلها بالخشوع كيف نخشع؟ تساؤل منطقي ويتبعه بالضرورة تساؤل آخر لا يقل أهمية: ماذا نجني من الخشوع وماهي آثاره؟ أما عن الكيفية، فهي سهلة يسيرة، التدرج أهم ركن فيها، والاستمرارية عمودها، والتركيز لبها... ببساطة شديدة: الخشوع وسيلة للسعادة والهدف هو: الحياة ( وشتان بين العيش والحياة) في هناء وسعادة في الدنيا والآخرة أول مفتاح رئيسي وضروري له هو : الإكثار من الاستغفار على مدار اليوم ( وسأتطرق في حلقة عن الاستغفار بطريقة أحسبها جديدة ونافعة بعون الله) ثاني مفتاح: التركيز عشر دقائق في اليوم على التأمل في المحيط وكذلك أن نتأمل في أنفسنا، كيف خلقنا؟ كم النعم التي نحيا فيها، ننظر إلى الشمس مثلا، نفهم آليات عمل بعض الأشياء في الكون، كالكبد مثلا، الشمس، البحرـ كيف تصفي الكلي جسمنا على مدار اليوم، هناك كم هائل من الأمور لو جربناها سنذهل، فمثلا لو أننا أقفلنا آذاننا لسمعنا ضجيجا داخليا وكم مهول من الخلايا والعروق والأعضاء يعملون بالليل والنهار ليحافظوا على حياتنا،.. من أراد رقة القلب حقيقة فليذهب إلى المستشفى، عالم آخر يجعل الإنسان يدرك حقا أنه بدون ربه ليس شيئا هذه أهم مفاتيح الخشوع، تؤدي إلى رقة في القلب تجبرك على التركيز في الصلاة والاستمتاع بكل لحظة بين يدي هذا الخالق العظيم الذي أتقن كل شيء صنعا... الصلاة حينها تصبح وقتا ممتعا جدا بين يدي الله لا تود الخروج منها.. وما أثر الخشوع؟ في الحلقة القادمة بعون الله تعالى رزقني الله وإياكم السعادة في الدارين وأنعم علينا جميعا بنور البصيرة وسلامة الصدر والحكمة في القول والسداد في الفعل ملحوظة: عذرا أطلت في موضوع التدبر والخشوع نظرا لأثره العظيم في حياتنا وسعادتنا جميعا بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية *** كل يوم فكرة هنية الحلقة السادسة: في خشوعي سعادتي ما أثر الخشوع؟ سؤال انتهت به الحلقة السابقة وهو لا شك يهم كل من تهمه السعادة فالخشوع يؤدي بالضرورة إلى راحة عجيبة وحب غير عادي لله تعالى، تحيا بالله وفي الله ولله الخشوع أيضا سبب مهم للتغيير نحو الأفضل دائما... مع الخشوع تحس بفتح رباني متواصل، وخشية جميلة في قلبك لله وعند الشدائد طمأنينة وراحة بال وعند الرخاء شكر وحمد نشوة تداعب قلبك وتيسير في كل أمورك بفضل الله...وعند الإقبال على معصية، تحس بقوة عجيبة في القلب والله أكبر عندك من كل شيء، لا تطق معصيته وتعشق طاعته وتسعى في كل حين لرضاه... ما أكثر آثار الخشوع وأروعها على الإطلاق، حلاوة الإيمان التي نسمع عنها منذ الصغر، لكن ليس المجرب كالسامع ولا المستمتع كالقارئ فهي حقا جنة الله في أرضه...وداعا للمشاكل، الأحزان، الآلام، ومرحبا للسعادة من أوسع الأبواب... رزقني الله وإياكم حلاوة إيمان لا تنضب ومتعنا جميعا بلذة النظر إلى وجهه الكريم إلى الأبد في أعالي الجنان في حلقة الغد الدعاء بنظرة عميقة بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة السابعة: بدعائي تحلو حياتي كل منا تتوق نفسه وتحلم ويتمنى قلبه ويرجو من الله الكثير تقيا كان أو مذنبا ... وكل إنسان أيا كانت ديانته يرجو من الإله الذي يعبد الخير وتحقيق الأمنيات حتى لو كان يحسب أن إلهه هرة... والدعاء محرك عجيب للقلب، يحركه الهدف، فحين ندعو الله بما نرجو فإننا نلح ونبكي ونتضرع لأجل ما نتمنى لكن هل الدعاء المراد منه فقط ما نريد؟ وكيف نستمتع بالدعاء؟ وكيف يجب الله دعاءنا دونما عناء ؟ لم ندعو الله؟ ماهو الدعاء؟ نتائجه في حياتنا وآثاره؟ أسئلة تحيرنا في مرات كثيرة سأحاول الإجابة عنها بدقة في حلقتين قادمتين بعون الله وأسأل الله أن يتقبل منا جميعا اجتهادنا لفهم دينه الرائع وسبر أغوار شريعته الكاملة المتكاملة بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة الثامنة: دعائي قمة حريتي تحدثنا في الحلقة السابقة عن الدعاء وطرحت إشكالية تحيرنا في كثير من الأحيان... يقول أحدنا: أرجو فأدعو فلا يستجاب لي؟ الدعاء هو رغبة إلى الله وتعلق به سبحانه، رجاء يزدحم به القلب فيطلقه اللسان ليعبر عما تريد النفس... وهذه العبادة الجميلة نأخذ فقط جانب الرجاء فيها ونبكي كالطفل على أمه لنأخذ ما نريد، فإن أخذنا نسينا وقطعنا التواصل... لو كنا ندعو الله رجاء وطمعا وأيضا تحقيقا للعبودية الحقة والحرية التامة، باللجوء إليه وحده لا لغيره لحققنا العزة لنا وإجابة دعائنا وقوة قلبنا وخشوع جوارحنا... حاجتك إليه عزة وليست ذلا، لا يمن عليك ولا يتكبر عليك بعطائه... سبحانك ربي، الملجأ الوحيد والأمثل، إن بحنا بأسرارنا بين يديك فأنت أعلم بها منا، فتسترها ولا تكشفها، إن بكينا بين يديك ارتحنا عكس بكائنا على البشر يرهقنا ويهد أجسامنا... وسبحان الله الدعاء والخشوع معادلة متبادلة، فالدعاء يؤدي إلى الخشوع والخشوع يؤدي إلى الدعاء والاستمتاع به... الدعاء ---- الخشوع في الحلقة القادمة بعون الله وصفة سحرية للاستمتاع بالدعاء وإجابة الدعاء بإذنه ومشيئته... ونتائجه الرائعة وآثاره المبهرة في حياتنا... بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة التاسعة: بدعائي أرتقي عند ربي الدعاء العبادة الرائعة، دندنا في الحلقة السابقة حولها وحاولنا سبر أغوارها واكتشاف كنوزها واليوم، ونحن على مشارف العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، نحتاج حقا أن نستمتع بالدعاء ونلمس آثاره في حياتنا...والمهم بالنسبة لأي إنسان أن تستجاب دعوته دون عناء... فهيا معا نكتشف أسرار هذه العبادة الرائعة.. ولنتساءل أولا: لم لا نستمتع بالدعاء؟ هناك معوقات تمنع قلوبنا من التفاعل ، أهمها التركيز على الأمنية لا على المعبود، والاستعجال بالطلب لا تفويض الأمر لصاحب الأمر والأعلم به وبالأصلح في الوقت المناسب وبالكيفية الأنسب والأكثر راحة للداعي...وبالتالي من البديهي أن نسرع بالدعاء دونما روح وأن نستبعد الإجابة ممن وعدنا بها، فلم نحسن الظن به ولم نوقن في إجابته، ولنتأمل معا مقطعا صغيرا من باب التأمل والتدبر وكذا فهم الأمر على حقيقته... الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(268) سورة البقرة كم وعدنا الله في القرآن بإجابة دعائنا وحثنا عليه، لم نصدقه وصدقنا من يعدنا الفقر، رغم أننا لا نرى الله ولا نرى الشيطان... ودلائل ألوهية الله واضحة جلية وكثيرة ولا تحصى ووسوسة الشيطان خفية وضعيفة... إننا ماديون حقا ولا نصدق إلا المحسوس، وطالما أننا لم نحقق أقو ى شرط لإجابة الدعاء فلا نلم إلا أنفسنا، اليقين في الله والثقة به وحسن الظن به، أليس من التناقض أن ندعو من لا نثق به؟ تجنبا للإطالة يتبع بإذن الله بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة العاشرة: دعائي نقلة نوعية في حياتي في الحلقة السابقة تحدثنا عن بعض أسرار الدعاء واليوم بعون الله وتوفيقه سنتحدث عن كيفية الاستمتاع به ونتائجه الرائعة في حياتنا كلها... وسر عجيب في إجابة الدعاء من رب الأرض والسماء ... وقبل أن نتطرق للاستمتاع، لنتساءل: ماهي المتعة؟ التلذذ والنشوة... مما يؤدي إلى السعادة اللحظية أو المستمرة حسب المتعة وعمقها وأهميتها ... ولا شك أن كل واحد منا يسعى إلى المتعة... وقد أشرنا* سابقا إلى أن النظرة للمتعة هي التي تحدد تحرك القلب نحوها أو عدم تحركه... ولكي نصل إلى الهدف المرحلي " المتعة" والذي يجر إلى أمور أخرى وكنوز لا تحصى... أذكرها بعون الله في حلقة ' حب الله ' وحلقات أخرى...لابد لنا أن نجد طريقة لفتح الباب إلى هذه الخيرات... ولكي لا أطيل عليكم... الوصفة بسيطة ولكن لها شرطان أساسيان: الاستمرارية والتركيز.... فأما التركيز فإنه يأتي رويدا رويدا وأما الاستمرارية فهي رهينة بازدحام الجسم بالمشاعر السلبية والحاجة الماسة إلى الراحة والسكينة... والوصفة هي: أن تحسن الوضوء وتصلي ركعتين خفيفتين ثم تجلس مستقبلا القبلة وتحمد الله تعالى وتصلي على الحبيب صلى الله عليه وسلم ثم تشرع في الكلام ولا تدعو ولكنك تشكو إلى الله فقط رغم أنه أعلم منك بما بك، بعد لحظات أو دقائق حسب الشخص ستفاجأ بتساقط الدموع... والقلب لم يحضر بعد فتخشع رويدا رويدا وتتصاعد المشاعر وأنت تشكو وتشكو وتشكو ثم تعلو الدموع الوجه ويتوجع القلب بتذكر الآلام، حينها فقط ادع الله بقييييين تام واجتهد واستمر وأقسم بالله هناك ستجد حلاوة لن أصفها لأنها لا توصف ولكنها تذاق... ثم تهدأ رويدا رويدا ثم ترتاااح حينها صل على المصطفى صلى الله عليه وسلم واخرج من لقائك بربك بقلب مرتاح قد أفرغ أوجاعه بين يدي العليم السميع الرحيم القدير... ومع الأيام سترى تحولات في حياتك بملازمتك للوصفة وللاستغفار ثم تصل إلى حياة في سعادة... لا تنال بين يوم وليلة ولكنها تستحق أن تجد السير نحوها... وتقطف النتائج يوما بيوم ودقيقة بدقيقة وتحقق التوازن النفسي والفتح الرباني في كل أمورك والقبول في الأرض والتيسير والسعادة التي تلهث وراءها ستراها تحلق حولك ومعك في كل حين... *لما أتحدث بالجمع فإني أقصدنا جميعا ' أنتم وأنا' كنوع من التشارك في الأفكار وتبادلها... بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة الحادية عشرة: ما بين ' كما تدين تدان' و' لا تزر وازرة وزر أخرى' شاعت في السنوات الأخيرة فلسفة غريبة تعبر عن صورة ذهنية مشوهة عن الله، أو لعلها عدم تفكر في الفلسفة ذاتها... حين نرى مثلا شابا يزني... ونتتبع حياته ثم نجد بعد عمر طويل أن ابنه مثله، والأمثلة كثيرة من حياتنا اليومية... فنقول بتلقائية، كما تدين تدان، الله عادل، ... بينما لو فكرنا مليا لوجدنا هذه الفلسفة تؤدي بنا بالضرورة إلى استنتاج أن الله ظالم... كيف يذنب شخص ويعاقب شخص آخر؟؟؟ في الحلقة القادمة نسبر أغوار هذا الأمر ونحلل هذه المفارقة العجيبة لعل الله يفتح من عنده بفهم عميق لجزء جميل من ديننا الرائع بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة الثانية عشرة: إما أننا ظلمناه أو هو ظالمنا طرحنا في الحلقة السابقة تساؤلا عن علاقة: كما تدين تدان ولا تزر وازرة وزر أخرى، وتساءلنا كيف أن شخصا يذنب فيعاقب ابنه مثلا، وقلنا أن هذا الأمر يؤدي بالضرورة إلى استنتاج أن الله ظالم، وحاشاه سبحانه وتعالى أن يكون ظالما... وتعالوا نتأمل معا هذه الآية: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) سورة البقرة فكيف يأمرنا الله تعالى بالعدل حتى إن ظلمنا أو اعتدي علينا، وهو يعاقب شخصا لم يذنب؟ ولكي نصحح هذا المفهوم عندنا، لنضرب مثالا حيا، فبالمثال يتضح المقال... حين نرى ابنا بارا بوالديه إلى أبعد الحدود... وتمر الأيام ونرى أبناءه بارين به إلى أبعد الحدود، فهذا من باب ' وما جزاء الإحسان إلا الإحسان' ولقد جوزي بما فعل... جميل، والعكس صحيح... إذا كان عاقا بوالديه عقه أولاده.. وهنا السؤال، لا تزر وازرة وزر أخرى، ماذا فعل أبناؤه ليكونوا عاقين؟ كيف ننتظر من رجل عق والديه ( أي أن لديه أزمة فهم وقناعات نتجت عنها سلوكيات خاطئة لا ترضي الله ) أن يربي أولاده بطريقة سليمة، وأن يبني جيلا سويا متوازنا يبره ولا يعقه؟ كيف نتوقع من ابن يرى أباه يعق جده فيبره؟؟؟؟ ماذا نتوقع ممن ظلم نفسه وظلم أهله بأنه لم يتبع سواء السبيل ولم يؤد الأمانة، أن يحصد مالم يزرع؟ أريتم زارعا زرع طماطما فحصد أناناسا؟؟؟ ^_^ في الحلقة القادمة بعون الله أتطرق للب المسألة كل عام وأنتم بخير ورضا من الله بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة الثالثة عشرة: ما دمت مسؤولا فهذا ليس ظلما في الحلقة الماضية والتي قبلها تطرقنا للمفارقة بين " كما تدين تدان" و" لا تزر وازرة وزر أخرى" وكيف أننا نتهم الله بالظلم ضمنيا لو فهمنا أن الأب مثلا يذنب وابنه يعاقب... ولب المسألة من وجهة نظري أن كل واحد فينا مسؤول عما يفعل، إن اهتدى فلنفسه وإن ضل فعليها... فكيف نكون مستخلفين في الأرض ومهمتنا عبادة الله كما يريد لا كما نريد، ونكن مسؤولين عن أفعال الآخرين؟؟ الدين كما علمنا الله تعالى من خلال كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو منهج حياة كامل متكامل، وحين نقول كما تدين تدان فلابد أن نعلم أنه من المستحيل أن تزر وازرة وزر أخرى، فتربية الأهل لها دور والمجتمع له دور وأن نقول الإنسان ابن بيئته فهذا خطأ فادح ننفي به كل القدرات التي أودعها الله فينا لقهر كل المؤثرات الخارجية، ومنها النفس اللوامة والفطرة التي جبلنا فيها على معرفة الشر والخير والفكر وفوق كل هذا منهجا ربانيا لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه.... أسأل الله تعالى أن يرينا جميعا الحق وينير بصائرنا ويسهل طريقنا إلى جنانه... بقلم: نزهة الفلاح |
|
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة الخامسة عشرة: لماذا يعاملوني هكذا؟ تكلمنا في الحلقة السابقة عن إشكالية التعامل بطيبة وردة فعل الآخر التي تكون أحيانا مخالفة للتوقعات، فمن يعامل بطيبة ينتظر التعامل بالمثل، ولنؤصل المسألة معا لأن هذا موضوع مهم ويمس حياتنا يوميا، وأعتذر حقا على تأخري في طرح الحلقة لتفكيري في منهجية مبسطة لتناوله بعمق ويكون ذا جدوى بإذن الله... لماذا حين نتعامل بطيبة، يعاملنا بعض الناس باستعلاء وغرور واحتقار ويصفوننا بالضعف؟ حين نشتكي لأحد الأصدقاء المقربين، في أغلب الأحيان يوصينا بتغيير المعاملة والتجاااااااااااهل، والطريف في الأمر أن هذه الطريقة تنجح أحيانا، ولكن تعالوا نتساءل أولا: لم نتعامل مع الآخر؟ إن كان لأجله، فهو بشر خطاء يخطئ بالليل والنهار سهوا أو عمدا، فكيف أنتظر منه ألا يخطئ؟ وإن كان لأجل لله فهذا أمر آخر تماما... ثانيا: هل مطلوب أن أصدق رأي صديق حتى وإن كان صدوقا وأفتى بما يرى حسب تجاربه وقناعته، أم أصدق الله المنزه عن الخطأ والعليم بمن خلق؟ لنتأمل معا هذه الآيات من كلام الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) يعني بالضرورة ولا شك، ستكون علاقة رائعة ولو بعد عداوة... مهما طال تمرد الآخر، مهما تطاول، مهما نفش ريشه... ولنتأمل هنا جزئية أخرى... وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) سورة فصلت ما أروع الصبر عن قرار وبإرادتك، لتحظى بنصيب عظيم من العظيم سبحانه... وتعالوا نفكر لو أننا اخترنا التجاهل والصمت ... والمعاملة بالمثل... السيناريو المعهود، انتظار وترقب رغم التجاهل، اضطراب مشاعر، عدم رضا داخلي عن النفس للتطبع بطبع آخر، وفي حالة نتائج مرضية، الفرح والسرور ولكن ممزوجة بانتقام دفين.... ما الذي يفعله هذا فينا؟ نكمل لاحقا بعون الله تجنبا للإطالة بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة السادسة عشرة: تفسيري يحدد مصيري تحدثنا في الحلقة السابقة عن أن التجاهل المقصود يجلب معه سيناريو معهود، يضغط على المشاعر ويعلي الترقب والانتظار وكما يقول المصريون، وقوع البلا ولا انتظاره... والمشاعر السلبية إذا لم نصرفها بطريقة صحيحة، فسحت المجال لنفسها وتنفست أمراضا وعلل عضوية.... ومن ذا الذي سيعوضني على صحتي لو ضاعت... وأهم سر في ردة الفعل بشكل عام أو في حالتنا هذه الحيرة في التعامل مع الآخر – من النوع الذي ينفش ريشه- هو تفسير فعله أنه يمس كرامتنا ويهيننا، بينما لو وضعنا نفسنا مكانه لوجدنا أنفسنا، نحتاج لإعادة النظر والتماس العذر حتى لو تحليلنا صحيحا، فإذا مر أحدهم في الشارع وشتمني مثلا؟ يجب أن أهدأ لأن شتمه لا معنى له ودليل أنه غاضب هو ولديه خلل نفسي لحظي هو وليس أنا، فلم أفسر أنه أهانني؟ نأتي لجزئية كظم الغيظ وأمر الله تعالى لنا به: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) سورة آل عمران وتعالوا نضرب مثلا بالبركان، فكما نعلم أن للماء الآت من تحت الأرض فوهة علوية يتفجر منها... ولو فرضنا أننا ردمنا هذه الفوهة بالتراب والحجر وأغلقناها وأحكمنا غلقها بحيث لا يخرج الماء، ماذا سيحدث؟ طبعا سيبحث الماء عن مخرج وستعم الرطوبة المكان ويتشقق الجدار الحامل للمنبع الرئيسي الذي أغلقناه... وإذا قسنا على المشاعر فإن كظم الغيظ فضيلة وإحسان من صاحبه ولكنه لابد أن يخرج في شيء آخر صحي ومفيد، كالرياضة والوضوء والاستحمام والدعاء والبكاء بين يدي الله والاستغفار ولا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وإن لم يخرج فهو ويل على صاحبه.. هذا جزء من كيفية تحقيق التوازن النفسي عند الدفع بالتي هي أحسن: تغيير التفسير وتفريغ المشاعر بطريقة سليمة في الحلقة القادمة بإذن الله التعامل السوي مع نافشي الريش ^_^ بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة السابعة عشرة: أحترمك ولو نفشت ريشك تحدثنا في الحلقة السابقة عن مفهوم كظم الغيظ وأثر طنش تنتعش على العلاقات، وعلى المشاعر أيضا... وفي هذه الحلقة بعون الله سنتفق على طريقة متوازنة للتعامل مع من نصنفهم أنهم نافشي ريشهم أو هم فعلا كذلك.. وقبل الشروع في الحلول، أؤكد أن هناك فرق شاسع واستراتيجية مختلفة تماما في التعامل بين العلاقات التي ترضي الله والتي لا ترضي الله أو بمعنى آخر المشروعة وغير المشروعة وسأتطرق للمشروعة فقط أما الأخرى فلا تعنيني وأنا منها براء أمام الله تعالى... اتفقنا أن الصمت والتجاهل ليس حلا، واتفقنا أن هناك قول بشري بالتجاهل والصمت وتوجيه رباني الدفع بالتي هي أحسن، وطبعا هنا سنثق بالله ويبقى رأي البشر خطأ كالبشر أنفسهم يخطئون... أهم جزء في المسألة: لا تؤول فعل الآخر والتمس العذر اجعل تعاملك لله ولا تهتم للإنسان فقلبه بين يدي الله وهو كفيل بجعله لك كما تريد كن هادئا، في نفس الوقت لا تقبل الظلم وتصرف تجاهه بهدوء لا ببرود وشتان بين الهدوء والبرود...سأتطرق للفرق بينهما في الحلقة القادمة بعون الله... يقودنا هذا الكلام للحديث عن الغضب كيف ولم وماهو والخطوات العملية لتصبح هادئا هانئا بعون الله وذلك في الحلقة القادمة إن شاء الرحمن بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة الثامنة عشرة: اهدأ تنعم بحياتك في الحلقة السابقة لخصنا خطوات الدفع بالتي هي أحسن واتفقنا أن ننتقل إلى الكلام عن الغضب والفرق بين الهدوء والبرود وللحديث عن الغضب يراودنا سؤال مرتبط مباشرة : لماذا نغضب؟ نغضب لما لا يعجبنا قول أو فعل أمامنا، أو خالف هوانا أو قناعاتنا، أو إن ظلمنا،... وتعالوا نضع فرضية أننا غضبنا وكسرنا وشتمنا وفرغنا كل المشاعر التي استفزها هرمون الأدرينالين داخلنا، فهل غيرنا شيئا؟ أم أننا زدنا الطين بلة ونؤذي صحتنا ونعطي عنا صورة سيئة تؤكد أننا غير متوازنين نفسيا أما لو كنا هادئين والهدوء هنا هو الحلم وحيادية المشاعر – ولا يتأتى هذا إلا ببناء قناعة أن غليان المشاعر يضر ولا ينفع- ونتصرف بحكمة تجاه المشكل فسنربح ولا نخسر، أما البرود فهو تبلد المشاعر وعدم العمل على حل المشكلة والرضا بالظلم وتجاهل الواقع... في الحلقة القادمة بعون الله سنتحدث عن سر عجيب ومفتاح رهيب لكل شيء في الحياة باستفاضة وإسهاب,,,, بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة التاسعة عشرة: سر السعادة بين يديك في الحلقة السابقة تحدثنا عن الغضب وعن الفرق بين الهدوء والبرود وكيف نكن أكثر هدوء، واتفقنا أننا اليوم سنتطرق لسر رائع للسعادة وبه نختم بعون الله تعالى هذه السلسلة، في هذه الحلقة والحلقة القادمة بإذن الله سنتحدث عن سر رائع من الأسرار الإلهية في الكون، ولكننا نغفل عنه للأسف، هذا السر يجلب القوة بكل أنواعها، الصحة، المال، السعادة، راحة البال، تيسير الأمور، الرزق بكل أنواعه.... ولنتفق معا على قاعدة وهي أننا نحن مسؤولون عن كل ما يصيبنا... يقول العلي القدير: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ (79) سورة النساء ويقول أيضا: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) سورة الأعراف وهذا معناه أن الداء هو الذنوب والدواء هو التوبة والاستغفار، ولكن ما علاقة هذا بحياتنا وما علاقة المعاصي بالسعادة، مقاربة لا يراها العقل منطقية، وربما أوصلنا التحليل أن الله إن أطعناه سعدنا وإن لم نطعه تعسنا... وبمنطق جلي هذا ظلم – ولأن الله حاشاه أن يكون ظالما- هناك حلقة مفقودة لابد أن تكتمل لندرك حق اليقين وقبلها علم اليقين أن الاستغفار هو مفتاح كل الأقفال، رحمة من الله ذي الجلال...وأن حكمة الجزاء والعقاب نحن المسؤولون عنها وأن الله عادل في حكمه وليس بظلام للعبيد... كيف ولم؟ في الحلقة الأخيرة بعون الله عسى أن يكون ختامه مسكا بقلم: نزهة الفلاح |
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية الحلقة العشرون والأخيرة: سبحانك ربي ما خلقت هذا باطلا في الحلقة السابقة تحدثنا عن مفتاح سحري لكل أبواب الرزق والسعادة في الدارين... وقلنا أن هناك حلقة مفقودة بين علاقة الذنوب بشقاء الإنسان وسعادته وكيف أننا إن أطعنا الله نجونا وإن عصيناه هلكنا، أليس هذا بظلم... وتعالوا نفترض معا أن الله تعالى لا يعاقب ولا يجازي.... والحياة تسير هكذا، من ذا الذي يقتص من الظالمين وينصف المظلومين؟ هل البشر سيكون عادلا حقا أم أنه سينحاز إلى فريق ما؟ إذا لم نتق الله ونخشاه ونقدره، ورأينا مثلا عجوزا تمشي في الشارع، من سينهانا عن إهانتها أو سرقة مالها مثلا؟ أليس هو من خلقنا وأنزل الرحمة بين الخلق؟ وتقواه تحفظنا وتحفظ غيرنا وتحفظ البشرية من الخراب والدمار.. القانون الوضعي البشري القاصر دائما فيه نقص وتعديلات واكتشافات ودراسات ولن يصل أبدا إلى التشريع الرباني الكامل المتكامل.. تعالوا نفترض أن الله يجازي فقط ولا يعاقب... طبعا سنرتكب كل المنكرات التي هي تضرنا أولا فهو لم يحرمها عبثا، حرمها لأنه يحافظ على منظومة كاملة، على كون خلقه، على إنس وجن وحيوان ونبات وجماد ، على طبيعة لو حافظنا عليها بما يرضي الله لعشنا فيها بهناء... ولو خربناها لضعنا فيها ... وتخيلوا معي لو أنه يعاقب أيضا ولا يجازي؟ هو أكيد سيكون ظالما لأنه يعاقب فقط كما يفعل الكثير من البشر إن أخطأ أحدنا نهر وضرب وغضب وإن أحسن أحدنا مر مرور الكرام... وأنزل لنا العقيدة أولا لنعرفه ونطبق التشريع على بصيرة في كل حياتنا، فننعم ونسعد أو نشقى ونتعب... ترى هل لو قال لك أحدهم وأنت تقود سيارتك، احذر فإن السياقة بشكل سيئ سترديك قتيلا أو جريحا... هل ستحترمه أم أنك ستقول هذا رجل مخبول؟ فكيف يكون الله ظالما وقد أنزل لنا منهجا : عقيدة لسلامة القناعات، وبالتالي تطبيق التشريعات على بصيرة والحياة بالضرورة في سعادة وهناء ... وأما الفتن فهي ابتلاءات للتنقية والاستغفار صابون للتطهير الفوري الذي كلما تعمق طهر وأسعد وارتقى به المرء... تخيلوا معي رجلا لا يؤدي المناسك التي هي جزء من ثلاثية العبادة، هل سيكون ذا خلق؟ ممكن أمام الناس ولكن بينه وبين أهله ليس بالشكل الكافي، وبينه وبين نفسه، الخلوات لا قيمة لأحد عنده فيها، وهذا موضوع أعمق بكثير وفيه تفصيل عن مفهوم العبادة العميق الذي يخرجنا من الرق إلى الحرية الكاملة بالعبودية لله وحده لا شريك له.... أسأل الله تعالى جل في علاه أن يكون ما خط قلمي خالصا لوجه الله ونافعا لي ولكم ولكل إنسان على وجه البسيطة... أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) سورة الحشر تمت بفضل الله والحمدلله ربنا على أفضالك ونعمك التي لا تعد ولا تحصى بقلم: نزهة الفلاح |
الساعة الآن 07:10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.