منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الكفر فساد أخلاقي ينتج فساداً عقدياً (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12345)

أحمد الورّاق 11-07-2013 10:46 AM

الكفر فساد أخلاقي ينتج فساداً عقدياً
 
الكفر قضية أخلاقية, فالكفر فساد أخلاقي وليس فقط فساداً فكرياً؛ لأن الدين أخلاق أصلاً, فالكفر ليس حكايته معتقد بل أخلاق وسلوكيات سيئة, فالكفار الذين وصفهم الله في القرآن كفروا فضل الله عليهم أولاً، وأيضاً كفروا فضل الناس عليهم, فينافقون ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ويقولون أننا مصلحين، وهم بخلاء وكذابون وتحرِّكهم المصالح ويدَّعون الأخلاق ويمنعون الماعون ويعتدون ويقتلون ومختالون فخورون متكبرون..إلخ, ولا ينطبق الحكم إلا باكتمال الصفات على أي شيء. حتى الخلل العقدي عند الكافر أساسه أخلاقي لأنه مبني على جحود وعدم شكر, وهذا عدم أخلاق ونسبة للفضل إلى من ليس له الفضل.



والأخلاق يحسها الجميع ويعرفها, وهذا الدين بني على المعروف الذي لا يلتبس على أحد وهو الخلق الفاضل, والكفر بني على المنكر الذي ينكره كل أحد وهو فساد الأخلاق, والدين أخلاق مع الخالق و المخلوقين والمخلوقات, ولا يكتمل خلق الإنسان حتى تكتمل هذه الحلقات الخلُقية الثلاث –مع الخالق, مع المخلوقين, مع المخلوقات- وإلا فعنده نقص أخلاقي مهما بلغ مستوى خلقه مع الناس أو مع البيئة والحيوانات أو تعظيمه لله بينما هو سيء مع المخلوقين والمخلوقات, وهكذا. لأن الخير واحد ولا يجتمع الخير مع الشر إلا في حالة اللبس.


القرآن ما ذكر الكافرين والمشركين إلا وذكر معهم سوء أخلاق, أي لم يذكر سوء أخلاقهم مع الخالق إلا وذكر سوء أخلاقهم مع المخلوقين, و الكتاب من عنوانه, وكذلك عندما تكلم عن الأمم السابقة المكذبة بالأنبياء من تطفيف أو قطع طريق أو عمل الفاحشة والشذوذ الجنسي أو الظلم ..إلخ. سوء الأخلاق واحد, ولا يمكن أن يكون إنسان حسن الأخلاق مع الله وسيء الأخلاق مع الناس أو العكس.

وإذا كان الإنسان حسن الخلق مع الناس فعلاً دون نفاق فليس من المستحيل أن يغير ويعدل تعامله مع ربه إذا تذكر وفهم, وحينها يكون بحاجة إلى تبيين وتوضيح أكثر يزيل عنه الأفكار والشبهات السيئة. إذا وُجِد ملحد متواضع و طيب ويحب الخير فغالبا ستكون شبهته أن الله غير أخلاقي والدين غير أخلاقي, ولابد أنك ستجده غير سعيد بإلحاده, وإذا أزيلت هذه الشبهة عنه يكون الباب مفتوحاً أمامه ليحب الله ويؤمن به بإذن الله.

((كتبه الورّاق))

عبده فايز الزبيدي 11-07-2013 11:25 AM

أستاذ أحمد الوراق
إطلالة جميلة و موضوع شيق فشكرا لك.
حصر الدين في الخلق هذا يحتاج إلي دليل_بارك الله فيك_ فقد ثبت في القرآن و السنة من اتصف بخلال و أخلاق غير محبوبة و لكنه من سادات الناس في الإسلام.
فلقد وجد من أوائل المسلمين من فرَّ يوم الزحف و من أفشى أسرارا حربية و من زنى و من سرق و من قذف المحصنات .... و مع هذا لم ينعتهم القرآن لا بالكفر و لا النفاق.
و لا يخفى على كريم اطلاعكم أن هناك أخلاق جبلية كالبخل و الجبن و حدة الطبع ،و .......... و هي أخلاق ذميمة
فهل يخرج بها المسلم من الديانة لأنها ولد بها، و هل يدخل الدين الكريم و الشجاع لأنه اتصف بالصفات الحميدة دون أن يسلك سبيل المؤمنين؟

أحمد الورّاق 11-11-2013 10:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 162768)
أستاذ أحمد الوراق
إطلالة جميلة و موضوع شيق فشكرا لك.
حصر الدين في الخلق هذا يحتاج إلي دليل_بارك الله فيك_ فقد ثبت في القرآن و السنة من اتصف بخلال و أخلاق غير محبوبة و لكنه من سادات الناس في الإسلام.
فلقد وجد من أوائل المسلمين من فرَّ يوم الزحف و من أفشى أسرارا حربية و من زنى و من سرق و من قذف المحصنات .... و مع هذا لم ينعتهم القرآن لا بالكفر و لا النفاق.
و لا يخفى على كريم اطلاعكم أن هناك أخلاق جبلية كالبخل و الجبن و حدة الطبع ،و .......... و هي أخلاق ذميمة
فهل يخرج بها المسلم من الديانة لأنها ولد بها، و هل يدخل الدين الكريم و الشجاع لأنه اتصف بالصفات الحميدة دون أن يسلك سبيل المؤمنين؟


أهلاً بك.. وشكراً لمشاركتك أخي الكريم..

ليست القضية قضية يدخل إلى الدين أو يخرج منه، فالدين ليس مبنى أحد يدخل وآخر يخرج، وليس الدين هوية وطنية أو قومية، وليست الحكاية أنه من وقع في سوء الخلق صار كافراً، فسوء الخلق من الذنوب، والذنوب ليس كلها لا تخرج عن الإسلام، ولا يوجد أحد كامل.

أنا أتكلم عن مفهوم كلمة الدين فأخبرني عن مفهومها في الكتاب والسنة، وقدم لي الأصل والدليل، ولا تقل أنه أفعال وأقوال معلومة في أوقات معلومة، فهذه تحتاج إلى تصنيف فصنفها.

وانظر ماذا قال القرآن عن الأمم السابقة فمنهم المطففين ومنهم الشاذين وقاطعي الطريق...الخ، وفي الحديث (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) وفي حديث آخر (سئل النبي صلى الله عليه وسلم: هل يسرق المؤمن؟ قال نعم، هل يزني المؤمن؟ قال نعم، هل يكذب المؤمن؟ قال لا) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بعثت لأتمم مكام الأخلاق) كل هذه نصوص، والله يقول: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} أي من لم يكن مع الصادقين فهو ليس مؤمناً، والصدق أبو الأخلاق، لكن قد يقع من المؤمن هفوات تدخل في قوله تعالى {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، قد يكذب في السلوك ويندم لكن لا يكذب في النية والهدف العام وإلا كان منافقاً.

الأخلاق أساسية ولهدف عام، وهناك أخلاق إجرائية ، فالمؤمن لا يكون مؤمناً إلا أن يكون صادقاً بأهدافه العليا ومحباً للخير والفضيلة، لكنه قد يخطئ وقد ينسى وهذا من الأخلاق الإجرائية، قال تعالى {يوم تبلى السرائر} .

ثم إن صفات المؤمنين المذكورة في القرآن أخلاقية مع الخالق والمخلوقين، أنت تنظر إلى الأخلاق مع المخلوقين فقط، بينما الأخلاق تكون مع الخالق أيضاً، حينها تفهم أن الدين كله أخلاق، قال تعالى { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ ...} الخشوع أخلاق مع الله، التصدق هنا أخلاق مع الناس، وهكذا في بقية الأعمال الصالحة. وما أكثر آيات {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فالصالحات لا شك في أخلاقيتها، لا يوجد عمل صالح غير أخلاقي، وإذا كنت تدعي ذلك حينها يكون كلامك صحيحاً.

ثم لا يوجد أناس مولودون جبلة بسوء أخلاقهم ، أنت تتكلم بلا دليل، قال تعالى {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً} وقال: {من يعمل سوءاً يجز به} وقال: {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن} إذا قلت أن سوء الأخلاق جبلة خرجت إلى الجبرية، والجبرية تنافي الامتحان، والله خلقنا ليمتحننا ولا يمتحننا بشئ لا نستطيعه، تستطيع أن تكون بخيلاً وتستطيع أن تكون كريماً، لا يوجد شيء اسمه أخلاق جبلية قال رسول الله: (أنا زعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) وهذا يفيد أن الخلق يمكن تحسينه لمن شاء أن يستقيم، ولو لم تكن الاستقامة ممكنة لما خيرنا الله فيها وجعلها تحت مشيئتنا.

هل ذكر القرآن الكافرين بدون أن يذكر فساد أخلاقهم مع الناس ومع الله؟ ألم يصفهم في حقه بالمكذبين؟ {وجحدوا بها...} فهل الجحود من الأخلاق الحسنة؟ ألم يصفهم بعدم الشكر؟ أليس عدم الشكر من الأخلاق السيئة؟ ألم يصفهم بالفجرة؟ وهل الفجور من الأخلاق الحسنة؟ ألم يصفهم بالتكبر والخيلاء؟ وهل هي من الأخلاق الحسنة؟ ألم يصفهم بالشرك؟ وهل يشرَك مع الله شيء من خلقه إلا ظلم؟ أليس الظلم من سوء الأخلاق؟ أليس ادعاء الغيب بلا علم من التكبر وسوء الأخلاق؟ هذه أخلاقهم مع الله جعلتهم كافرين وانظر أخلاقهم مع الناس: يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ويأكلون التراث أكلاً لماً ويمنعون الماعون ويعتدون ويظلمون ويطغون ويعيثون في الأرض فسادا ويمنعون الخير...الخ، أليست هذه أخلاق سيئة مع الناس؟

ثم أليس عكس سوء الأخلاق مع الله والناس يعني الشاكرين والمطيعين والموحدين والمتصدقين على الناس والعادلين مع الناس والذين يمشون على الأرض هوناً ولا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً..؟

انتهى الإشكال.. هذا هو دينك دين أخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات، فحتى البيئة داخلة في الدين؛ لأن اله نهى عن الإفساد بالأرض وأمر بالإصلاح.
هذه أدلتي من القرآن وما أكثرها، فأين أدلتك على أن الإسلام ليس دين أخلاق؟ ولا تنس إذا قلت أن الإسلام ليس دين أخلاق ينصرف الذهن إلى ضده، فهل يرضيك وصف الدين بهذا ويجعلك معجباً بدينك؟ طبعاً لا، إذن أرجو أن تغير فهمك عن الإسلام إلى المفهوم الذي ينز به القرآن ويطفح به وليس إلى كلامي، وهذا هو الأحسن والأجمل ولأجله صرنا مسلمين لا لأجل الفخر ولا التسلط على الناس.

ثم إن المسألة ليست مسألة مصطلحات، فمصطلح "أخلاق" لم يتكرس إلا حديثاً كصفة جامعة للسلوك، المهم هو المفهوم والمضمون. كلمة خلق مثل كلمة جبلة أو صفة أو عادة أو طبع، فتستطيع أن تقول جبلة حسنة وجبلة سيئة ، وتستطيع أن تقول عادة حسنة وعادة سيئة أو طبع حسن وطبع سيئ..

ورسول الله نموذج للمسلم قال عنه ربه {وإنك لعلى خلق عظيم} وهي تجمع كل أفعال الرسول وصفاته بما فيه صلاته وصفاته وتعامله مع الله والناس...الخ.
نتيجة تطبيق الإسلام الحقيقي هي الخلق العظيم ، لهذا قال تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف} المعروف:حسن الأخلاق، {وتنهون عن المنكر} المنكر: سوء الأخلاق.

وشكراً لك ..

عبده فايز الزبيدي 11-12-2013 11:45 AM

أشكرك على كريم المداخلة.
و لكنك تنحى منحى الخوارج في إخراج الناس من الدين بسبب ما تسميه سوء الخلق.
و الإسلام هوية و ملة و كيان بنص القرآن_ لا كما زعمت هداك الله_ فالله يقول:
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).
و حتى لا يطول الكلام فيما لا فائدة فيه عندي لك جملة أسئلة:
ألم يقل الله تبارك و تعالى :
( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ( 102 ) التوبة
و السيئة خطيئة أو فساد أخلاقي كما زعمت ، فهل أخرج الله هؤلاء القوم من الإسلام أو من نطاق رحمته؟
ألم يقل الحق جلَّ في علاه في شأن من تخلف عن رسول الله في موطن من مواطن الإسلام و هي غزوة تبوك حين رغب بعض الصحابة بأنفسهم عن نفسه و تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(

لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
فهل صاروا كفارا لأنهم ارتكبوا هذه الخطيئة الأخلاقية؟


و أخيرا: إذا كان الإسلام _ كما تدعي _ هو الخلق الحسن حصراً ،و نقيضه _ أي الكفر_ سوء الخلق، فلماذا شرع الله الحدود
لماذا أوجد حد الزنا و حد السرقة و حد القتل؟أليست فعلة الزنا جريمة و السرقة جريمة و.....، و ما سمعنا أن الله و رسوله جعل الزاني المسلم كافرا أو السارق مرتدا، فمن أين لك ما أدعيت؟

و لله درَّ الإمام ابن عقيل فيما أورده عنه ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
( إنما أهلك الإسلام طائفتان : الباطنية و الظاهرية)
ثم علق ابن الجوزي :
فالباطنية يقولون أن للدليل معنى غير ما تؤديه اللغة و تفهمه الناس لا يعرفه إلا هم، و الظاهرية أخذت كل نص على ظاهره فغلط الفريقان و الحق منزل بين المنزلتين.

قلت: ما رأيك لو جاء أحد على مثل فهمك و قال :
إن الدين هو النصيحة و من لم ينصح الناس فهو كافر لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( الدين النصيحة)، هل ستسلم له؟


و شكرا

خالد العاطفي 11-12-2013 12:12 PM

نقاش رائع جدا ,
وما فهمته انا ولعل فهمي قاصرا ان الكاتب
اراد ان يقول ان الاسلام دين اخلاق في الاصل
فكل تعاملاته واحوالة خلق ولقد كان محمد عليه
الصلاة والسلام خلقه القران ,هذا حسن ,
اما من ساء خلقه وهو مسلم فهذا وارد فالله قد خلق البشر
واودع فيهم الصفات ولكنه في نفس الوقت , حث على
تزكية النفس واصلاحها وجعل منزلة عظيمة لاحسنهم
اخلاقا , ويبقى المسلم يجاهد نفسه باصلاحها ويزكيها
بكل عمل واخلاق فاضلة هو الاصل في المسلم حتى يلقى ربه
مسلم وان ساء خلقه , وغير المسلم ان حسن خلقه ام لا
فهي دنيا يصيبها , وعلمة ومقره عند الله اعلم بحالة
والله اعلم

أحمد الورّاق 11-12-2013 08:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 163490)
أشكرك على كريم المداخلة.
و لكنك تنحى منحى الخوارج في إخراج الناس من الدين بسبب ما تسميه سوء الخلق.
و الإسلام هوية و ملة و كيان بنص القرآن_ لا كما زعمت هداك الله_ فالله يقول:
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).
و حتى لا يطول الكلام فيما لا فائدة فيه عندي لك جملة أسئلة:
ألم يقل الله تبارك و تعالى :
( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ( 102 ) التوبة
و السيئة خطيئة أو فساد أخلاقي كما زعمت ، فهل أخرج الله هؤلاء القوم من الإسلام أو من نطاق رحمته؟
ألم يقل الحق جلَّ في علاه في شأن من تخلف عن رسول الله في موطن من مواطن الإسلام و هي غزوة تبوك حين رغب بعض الصحابة بأنفسهم عن نفسه و تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(

لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
فهل صاروا كفارا لأنهم ارتكبوا هذه الخطيئة الأخلاقية؟


و أخيرا: إذا كان الإسلام _ كما تدعي _ هو الخلق الحسن حصراً ،و نقيضه _ أي الكفر_ سوء الخلق، فلماذا شرع الله الحدود
لماذا أوجد حد الزنا و حد السرقة و حد القتل؟أليست فعلة الزنا جريمة و السرقة جريمة و.....، و ما سمعنا أن الله و رسوله جعل الزاني المسلم كافرا أو السارق مرتدا، فمن أين لك ما أدعيت؟




أين ادعائي؟؟
كيف فهمت هذا أنت؟ هذا هو السؤال مع أني وضحت لك في الرد السابق وقلت :
اقتباس:

((وليست الحكاية أنه من وقع في سوء الخلق صار كافراً، فسوء الخلق من الذنوب ))
ألم يكن هذا كافياً لتفهم أنني لست من الخوارج؟ لا ينبغي الاستعجال في التصنيف، فإذا قلت أن الدين أخلاق فكيف تفهم من هذا أن من يخطئ في الأخلاق يكفر؟ تقولني ما لم أقل!! هل يجوز هذا سامحك الله؟! أنت خرجت إلى موضوع آخر.

السؤال: هل الدين أخلاق أم لا؟ وليس ما حكم من وقع في سوء الأخلاق، فهذه قضية أخرى، وأنت خلطت بين قضيتيتن، فلم ترد على القضية الأولى المطروحة وأسهبت في الثانية التي لم تطرح، أنا طالبتك بأن تثبت أن الدين ليس أخلاق مع الخالق والمخلوقين، وأنت تركت هذا وقفزت إلى حكم من وقع في سوء الأخلاق، حتى تصل إلى التصنيف الذي تريد من الخوارج.

الحوار هداك الله هو أن تقف عند الفكرة نفسها ولا تقفز إلى الأمام ولا إلى الخلف ولا اليمين ولا اليسار، وقل أن فكرتي خطأ والدليل كذا، أو أنها صحيحة.

أنا ضد فكرة تكفير المسلم أصلاً؛ لأن الله هو من يكفر وليس نحن، فهو الأدرى بذنوب عباده وهو الذي يبلو السرائر، والإيمان والكفر في السرائر، قال تعالى {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإذا كان للزنا حدود والسرقة فهذا لا يعني أن الدين ليس أخلاقاً، بل هذه الحدود لحماية الأخلاق، فالزنا فساد أخلاقي بلا شك والسرقة لا جدال فيها.

كلمة "أخلاق" ترى أنها غريبة على الإسلام ، والمشكلة الأخرى تسميتك للإسلام بأنه "هوية" ، ولو كان الإسلام هوية لما وجد الحساب والعقاب، فكل مسلم يمتلك الهوية، فهويتك الوطنية لا تجعلك تحاسب هل أنت من هذا البلد أم لا، والجميع سواسية في الهوية، والآيات والأحاديث كثيرة عمن يكبون على وجوههم في النار وعمن يعذبون في قبورهم مع أنهم يتمتعون بالهوية، فتسمية الإسلام ملة لا يعني أنه هوية؛ لأن هذه الملة هي ملة الحنيفية، والحنيفية هي الميل عن الباطل إلى الحق، وهذا لا يسمى هوية وإنما يسمى اختياراً وعبادة لله، وليس كل من دخل في الملة مال عن الباطل إلى الحق في كل شيء، وإلا لكان الأمر سهلاً ولدخل حتى المنافق في الجنة لأن هويته الإسلام! لكن الله توعدهم بالدرك الأسفل من النار مع أنهم يتمتعون بالهوية!

الهوية يتساوى فيها الجميع ولا تفاوت فيها، بينما في الإسلام تفاوت وللإيمان درجات، وتطالبني بالنص على إثبات "أخلاق" ولا تطالب نفسك بالنص على إثبات كلمة "هوية" ! لأني أنا أنا وأنت أنت!

انظر إلى قوله تعالى: {لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} فهؤلاء دخلوا في الهوية بموجب وجهة نظرك لكنهم لم يدخلوا في دين الله حسب الأية ، الهوية تقدم للبشر أما الدين فهو لله، هناك فرق بين الهوية وبين الدين، والله ليس محتاجاً إلى الهوية لأنه يعرف السرائر، وأنا ذكرت لك ثلاثة فروق إلى الآن، والله لا يعبد بالهوية بل كل الحياة لله ، وانتبه أيضاً فلست أكفر من يؤمن بالهوية ، فالله أدرى بذنوب عباده وأدرى بسرائرهم .


اقتباس:

و أخيرا: إذا كان الإسلام _ كما تدعي _ هو الخلق الحسن حصراً ،و نقيضه _ أي الكفر_ سوء الخلق، فلماذا شرع الله الحدود
لماذا أوجد حد الزنا و حد السرقة و حد القتل؟أليست فعلة الزنا جريمة و السرقة جريمة و.....، و ما سمعنا أن الله و رسوله جعل الزاني المسلم كافرا أو السارق مرتدا، فمن أين لك ما أدعيت؟
وأين ما ادعيت؟ إن كنت تقصد الحديث فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي قال (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) إذا كنت تعترض على هذا فاعترض على الرسول. أنا لم أتكلم عن التكفير أصلاً وأنت أقحمتني بالموضوع، لتخرج بالتصنيف الذي تريد، والله أمرنا بالتثبت قبل الاستعجال قال تعالى {فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة} والله هو من أمر بالتبين ولست أنا، حتى لا تقول أني أنا أدعي ذلك أيضاً ، ولا أقول أن الذي لا يتثبت كافر، أرجو أن تنتبه.

اقتباس:

و لله درَّ الإمام ابن عقيل فيما أورده عنه ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
( إنما أهلك الإسلام طائفتان : الباطنية و الظاهرية)
ثم علق ابن الجوزي :
فالباطنية يقولون أن للدليل معنى غير ما تؤديه اللغة و تفهمه الناس لا يعرفه إلا هم، و الظاهرية أخذت كل نص على ظاهره فغلط الفريقان و الحق منزل بين المنزلتين.
معنى هذا الكلام فتح الباب للانتقائية، فمرة تأخذ في الظاهر ومرة تأخذ الباطن، والسؤال: من هذا الذي يختار ويتصرف كما يشاء وبلا منهج ثابت؟ فمرة يؤول ومرة يأخذ الظاهر، بينما الصراط المستقيم منهاج واضح ومستقيم، ووضوح المنهج من وضوح الرؤية، والمنهج الذي مرة يأخذ بالظاهر ومرة بالتأويل والباطن ليس منهجاً واضحاً.

اقتباس:

قلت: ما رأيك لو جاء أحد على مثل فهمك و قال :
إن الدين هو النصيحة و من لم ينصح الناس فهو كافر لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( الدين النصيحة)، هل ستسلم له؟


و شكرا

النصيحة المقصودة في الحديث هي الإخلاص، بدليل باقي الحديث ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" ) فالنصيحة لله يعني الإخلاص له، وبالطبع أنها لا تعني أنك تنصح الله أو كتاب الله! وفي الآية {ونصحت لكم} ولم يقل (ونصحتكم) ، وقوله تعالى على لسان نبيه هود {وأنا لكم ناصح أمين} (الأعراف 68) أي مخلص، بدليل {أمين}.

وشكراً..


أحمد الورّاق 11-12-2013 08:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد العاطفي (المشاركة 163495)
نقاش رائع جدا ,
وما فهمته انا ولعل فهمي قاصرا ان الكاتب
اراد ان يقول ان الاسلام دين اخلاق في الاصل
فكل تعاملاته واحوالة خلق ولقد كان محمد عليه
الصلاة والسلام خلقه القران ,هذا حسن ,
اما من ساء خلقه وهو مسلم فهذا وارد فالله قد خلق البشر
واودع فيهم الصفات ولكنه في نفس الوقت , حث على
تزكية النفس واصلاحها وجعل منزلة عظيمة لاحسنهم
اخلاقا , ويبقى المسلم يجاهد نفسه باصلاحها ويزكيها
بكل عمل واخلاق فاضلة هو الاصل في المسلم حتى يلقى ربه
مسلم وان ساء خلقه , وغير المسلم ان حسن خلقه ام لا
فهي دنيا يصيبها , وعلمة ومقره عند الله اعلم بحالة
والله اعلم

شكراً على المداخلة..
لكن المشكلة في فصل الإسلام عن الأخلاق، الإسلام نفسه أخلاق وليس هوية وإلا لكان المنافق بالجنة لأنه يتمتع بالهوية.

من أخلاق المسلم عبد الله ومن أخلاقه صلى وتزكى.. لا إسلام بلا أخلاق ولا أخلاق بلا إسلام، الأخلاق ليست شيئاً ثانوياً في الإسلام بل هي الأساس، حتى العقيدة والتوحيد والفقه هي أخلاق، وأي شيء يفصل عن الأخلاق فهو إهانة له وليس تكريماً، فليس صحيحاً القول أن للإسلام عقيدة وله أخلاق، فتكون الأخلاق كأنها شيئاً آخر لا علاقة لها بالعقيدة، لو قلت لشخص عادي أنه لا شأن له في الأخلاق لغضب عليك! وكل شيء يصنف أنه أخلاقي أو غير أخلاقي، فصنّف أنت الإسلام بأيهما يكون؟

أن تسلم لله هذا عمل أخلاق مع الله ، أن تخلص للناس هذا عمل أخلاق مع الناس، وعليه لا يمكن أن يكون أحد كافراً وبنفس الوقت أخلاقي في كفره، لأن مفهوم كلمة دين هو أخلاق، هذا ما قصدته..

وشكراً للجميع..

عبده فايز الزبيدي 11-13-2013 06:41 PM

حياك الله !
حين قلت لك:
منطقك هو منطق الخوارج لم أقل عليك غير ما أفادنا به لسان بنانك ، ألست بالقائل
(فالكفار الذين وصفهم الله في القرآن كفروا فضل الله عليهم أولاً، وأيضاً كفروا فضل الناس عليهم, فينافقون ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ويقولون أننا مصلحين، وهم بخلاء وكذابون وتحرِّكهم المصالح ويدَّعون الأخلاق ويمنعون الماعون ويعتدون ويقتلون ومختالون فخورون متكبرون..إلخ, ولا ينطبق الحكم إلا باكتمال الصفات على أي شيء. حتى الخلل العقدي عند الكافر أساسه أخلاقي لأنه مبني على جحود وعدم شكر, وهذا عدم أخلاق ونسبة للفضل إلى من ليس له الفضل. )
و هذا هو معتقد الخوارج نصاً ،و لم يبق منهم سوى الإباضية بدولة عُمان و بعض الأقليات بالجزائرو ليبيا.
فمعتقدكم الخارجي (الإباضي) يكفر العصاة من المسلمين تحت مُسمى ( كفر النعمة)
و كل ما فعلتَه _ أخي الكريم_ هو صياغة هذا المعتقد بالكفر الأخلاقي و شرحتـَه بأن كافرَ الفضل من قِبل الله و الفضل من قبل الناس كافر، و هو منطوق أسلافك.
و المؤمنُ بمثل ما تروجُ له _هنا_ يقسم الناس إلي صنفين لا ثالث لهم: مؤمن و كافر.
فالمؤمن هو كامل الصفات و الأخلاق، و الكافر هو ناقص الأخلاق و معدومها و بناءً على هذا الفهم الخاطئ لنصوص القرآن أدرجتم مرتكب الكبيرة من أهل القبلتين في عداد الكفار.


و اما تفسيرك النصيحة من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الدين النصيحة)بالإخلاص برهان آخر على كونك من الخوارج الآخذين بظاهر النص .
و إلا فالكلمة لها معنى لغوي و آخر اصطلاحي شرعي، و ما فهمه أهل السلف من ذلك الحديث من أن النصيحة ما يلي:
( وفي الحديث: إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم؛ قال ابن الأَثير: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له، فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها...) أي لا تفهم النصيحة كما تفهمها الإخلاص.
و بقية الحديث يفهم على ما فهمه السلف:
(
النصيحة لكتاب الله الإيمان بأنه كلام الله حقيقة نزل به جبريل على رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يشبهه شيء من كلام البشر ، وتعظيمه وتلاوته حق التلاوة والذب عنه والتصديق بأخباره والوقوف مع أحكامه وتحليل حلاله وتحريم حرامه و الإيمان بمتشابهه والعمل بمحكمه وتدبر معانيه والإعتبار بمواعظه وتعلمه وتعليمه ونشر فضائله وأسراره وحكمه والاشتغال بتفسيره وفق مراد الله ومراد رسوله ورد عنه إنتحال المبطلين وتحريف المبتدعين وغلو الغالين.

النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان به وتصديق أخباره وطاعة أوامره واجتناب نواهيه وتعزيره وتوقيره وتعظيمه حيا وميتا والذب عن سنته ونشر أحاديثه في الورى والرد على كل من أساء إليه وآذاه ، واتباعه في كل كبير وصغير وتقديم محبته على محبة النفس والولد والناس أجمعين وعدم الخروج على شريعته واعتقاد أنه سيد الخلق وخاتم الأنبياء ، وعدم إطرائه والغلو في محبته ورفعه فوق منزلته التي أنزله الله تعالى ، قال تعالى ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وقال ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )

النصيحة لولاة المسلمين السمع والطاعة لهم ومعاونتهم على الحق وتذكيرهم به وإعلامهم بما غفلوا عنه أو لم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتأليف قلوب المسلمين على طاعتهم والدعاء لهم في ظهر الغيب والصبر على أذاهم وجورهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين) رواه أحمد.
لنصيحة لولاة المسلمين السمع والطاعة لهم ومعاونتهم على الحق وتذكيرهم به وإعلامهم بما غفلوا عنه أو لم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتأليف قلوب المسلمين على طاعتهم والدعاء لهم في ظهر الغيب والصبر على أذاهم وجورهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين) رواه أحمد...)*

و قد ورد في شعر الإمام الشافعي نضَّر الله وجهه في شأن النصيحة:

“تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعطَ طاعة)
فهل أخطأ الشافعي في فهم النصيحة _حاشاه_ أم أنكم معاشر الخوارج تلوون أعناق النصوص لتوافق هواكم.
و شكراً.
_______
* من مقالة لـ
خالد بن سعود البليهد-عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

أحمد الورّاق 11-16-2013 07:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 163711)
حياك الله !
حين قلت لك:
منطقك هو منطق الخوارج لم أقل عليك غير ما أفادنا به لسان بنانك ، ألست بالقائل
(فالكفار الذين وصفهم الله في القرآن كفروا فضل الله عليهم أولاً، وأيضاً كفروا فضل الناس عليهم, فينافقون ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ويقولون أننا مصلحين، وهم بخلاء وكذابون وتحرِّكهم المصالح ويدَّعون الأخلاق ويمنعون الماعون ويعتدون ويقتلون ومختالون فخورون متكبرون..إلخ, ولا ينطبق الحكم إلا باكتمال الصفات على أي شيء. حتى الخلل العقدي عند الكافر أساسه أخلاقي لأنه مبني على جحود وعدم شكر, وهذا عدم أخلاق ونسبة للفضل إلى من ليس له الفضل. )
و هذا هو معتقد الخوارج نصاً ،و لم يبق منهم سوى الإباضية بدولة عُمان و بعض الأقليات بالجزائرو ليبيا.
فمعتقدكم الخارجي (الإباضي) يكفر العصاة من المسلمين تحت مُسمى ( كفر النعمة)




هل أنت عندك معتقد غير القرآن؟ أخبرنا به، هل تؤمن بالوحي أو لا تؤمن؟ فهل معتقدك لا يعير للقرآن أي وزن؟؟ أنا لم آت بكلام من عندي ولا من عند خوارج ولا دواخل، فهذا كلام الله ، الذي قال { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} هذا الكلام من الذي قاله؟ وما قيمة القرآن عندك؟ هل هو كلامي أو كلام الله؟ هو يقول كفرت بأنعم الله وأنت تنعى على من يقول أن الكفر كفر بنعمة الله! فهل عندك قرآن آخر غير الذي نعرف؟ وتجعل من يتبعه من الخوارج؟

إذا كان اتباع كلام الله من الخوارج فهذا شرف لي ولكل مؤمن، والرسول خير من يتبع القرآن، إذن هو خارجي! خَرِّج كل المسلمين وابقَ أنت في الداخل على عقيدتك الغامضة التي لا يعرف ما هو مرجعها ما دام ليس هو القرآن..

أنا أعطيك أدلة من القرآن وكأنها لا تعنيك والقرآن لا يعنيك، فما الذي يعنيك؟ مع أني حقيقة لم أطلع على مذهب الخوارج أصلاً إلا نتفاً عرضية ولا أعلم إن كان لهم كتب أم لا..
أقول لك قال الله ولا تأبه ولا تعلق!! فما هو مذهبك أنت هذا الذي لا يعير القرآن وزناً؟ الله يشهد بكفرهم نعمته إذن هل القرآن خارجي أيضاً كتبته الخوارج؟! لأنه وافق الخوارج في هذه النقطة كما تقول؟ الله قال {فكفرت بأنعم الله} وأنا قلت كما في الاقتباس الذي اخترته أنت:
اقتباس:

فالكفار الذين وصفهم الله في القرآن كفروا فضل الله عليهم أولاً..
وهذا كلام خارجي من وجهة نظرك! والقائل هو رب العالمين..

وهذه الصفات التي ذكرتها أنا كلها مذكوره في القرآن وليس من عندي ولا من عند الخوارج، فهل القرآن إمام الخوارج وهل تربأ أنت عن كلام الله؟ الله وصفهم بأنهم يمنعون الماعون وليس أنا، ووصفهم بالكبر والتعالي على الناس والظلم. إذا عندك اعتراض فاعترض على القرآن مباشرة وكن صريحاً وعبّر عن رأيك حتى لو كان ضد القرآن..

لكن هذه الصفات لوحدها لا تكفّر، القرآن عقب بهذه الصفات على كفرهم ورفضهم لعبادة الله ولم يأت بها لوحدها، افهم القرآن ولا تفهمني ما دام أني غامض بالنسبة لك، ولم يقل القرآن أنهم كفروا واستحقوا النار فقط لهذه الصفات الأخلاقية كما ينسب إلى الخوارج، ، بل ربط صفاتهم السيئة لكفرهم بالله واتخاذهم آلهة غيره.

المسلم إذا كان بخيلاً لا يعني أنه كفر، هل تجيد القراءة أم لا؟؟
مرتكب الكبيرة لا يكفر من وجهة نظري أنا، فهل هذا الكلام واضح أم غير واضح؟؟ أم يحتاج إلى قسم؟!!

ثم إن في اعتقاد الخوارج أن مرتكب الكبيرة في النار مخالفة للقرآن، فالقرآن لم يقل أن شارب الخمر ولا الزاني مخلد في النار، بل قال عن القاتل الذي قتل نفساً بغير نفس أو حق أنه خالد في نار جهنم، وتاريخ الخوارج مليئ بالقتل، بل إن غلاتهم أباحوا قتل الأطفال كما ينسب إلى أبي حمزة الخارجي في خطبته بأن أطفالهم منهم!

وأيضاً هذا الحكم المنسوب للخوارج غير منطقي أساساً، فغير منطقي أن من فعل الكبيرة صار في عداد الكافرين ولا داعي أن يصلي ولا يشهد ألا إله إلا الله! وأساس هذا الحكم سياسي لأن يزيد بن معاوية الذي ألزم الناس ببيعته اشتهر بشرب الخمر، والخمر كبيرة، فكانت وليجة لهم للخروج على ملك بني أمية العضوض الوراثي.

وكل إنسان معرض ليقع في الذنوب والكبائر، لكن الله يتوب على من تاب، قال تعالى {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم} والكمال لله، قال تعالى {قل يا عباد الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً} ولسنا نحن من يحاسب الناس على ذنوبهم وكبائرهم فندخل من نشاء في النار ومن نشاء في الجنة، لكن السياسة إذا دخلت في الدين غيّرته وبدّلته، فعقوق الوالدين مثلاً من الكبائر فكيف يقطع بحدوث العقوق وهو أمر نسبي؟ إذن من يكفر مرتكب الكبيرة عليه أن ينظر نفسه فقد يكون واقعاً في شيء منها! هذا غير الاختلاف في تحديد الكبائر، فالظلم من الكبائر ومن يستطيع أن يبرئ نفسه من الظلم تماماً؟!

هذا حكم متطرف دفعت له السياسة؛ لأن الخوارج لم يكونوا من قريش وكانوا يطمحون للحكم؛ لذلك قال الخوارج يتولى الإمامة أفضل المسلمين، ولهذا اتجهوا للتشدد في العبادات ليكونوا هم الحزب الأفضل، فكانوا صوامين في النهار قوامين في الليل، لكنهم سفكوا الدماء مع الأسف دون أن يصلوا للحكم الذي يطمحون إليه..

اقتباس:

و كل ما فعلتَه _ أخي الكريم_ هو صياغة هذا المعتقد بالكفر الأخلاقي و شرحتـَه بأن كافرَ الفضل من قِبل الله و الفضل من قبل الناس كافر، و هو منطوق أسلافك.

هذا منطوق القرآن الذي أهنته دون أن تدري. تعصبك المذهبي أعماك عن كلام ربك حتى خلطت بين كلامه وكلام البشر، وانتقدت كلاماً جاء من مضمون القرآن فانتقدت القرآن بشكل غير مباشر، وأذكرك بالقرآن ولا يعنيك الأمر، فلم ترد ولا على آية لتثبت أن استشهادي خطأ، تماماً كأن القرآن لا يعنيك! أو لأن الخوارج استشهدوا به صار لا يهمك! ونظرت إليه كحمال وجوه لا قيمة له ولا مرجعية! فعقدتك من الخوارج لا تجعلك تنسى كلام ربك.
ثم إن مذهب الخوارج مذهب منقرض تقريباً، إلا ما يقال عن الإباضية والذين يوصفون بأنهم أخف مذاهب الخوارج حسب ما سمعت، وأنهم أبعد عن التطرف بالنسبة لطوائف الخوارج الأخرى المشهورة بغلوها كالأزارقة والصفرية والتي انقرضت من أيام العباسيين وليس لها أتباع في هذا الزمان.
واتهامك لي هذا يثير الضحك ولا يدل على أي تورع في رمي التهم على الناس ولا في مخالفة القرآن وتهميشه سواءً في أوامره بالتثبت أو في نصوصه التي تتجاوزها وكأنها على هامش صراعك مع الخوارج رغم كثرة الآيات التي ذكرتها لك..
أنت تصف من الخارج كما يفعل أي إنسان غير متثبت، فأنت بالنسبة لأحكامك أنت الخارجي لأنك تنظر إلى الأمور من الخارج ولا تغوص في داخلها!
لو كان عندك علم لرددت على كلامي جملة جملة، لكن هذا لا يعنيك قدر ما يهمك التصنيف ، فالعلم مبني على التثبت والتفصيل يا رعاك الله، وإذا كان العلم لا يعنيك فلماذا تقحم نفسك في مجال يحتاج إلى التفصيل والتدقيق والرد كلمة كلمة؟ فأشغلت نفسك بالتصنيف ولم تشتغلها بالفهم ولا بالحجة ولا برد الآية بالآية، هذا دليل على مذهبيتك المتعصبة وتبعية بلا علم ولا بصيرة أنت واقع فيها.
أنا ناصح لك ألا تهجر كلام ربك ولا تهمشه، فالتهميش هجر. والدنيا ليست رأس مال المؤمن حتى يخوضها في صراعات مذهبية وسياسية حتى يقضيها، قال تعالى {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} فلا تنشغل بمن ضل عن الطريق بل انشغل بمن استقام على الطريق، نصيحة لوجه الله اضربها في وجهي واستمر في عنادك إن شئت! أو تأملها فهي في صالحك ولا تتكبر على الناصحين..

اقتباس:

و المؤمنُ بمثل ما تروجُ له _هنا_ يقسم الناس إلي صنفين لا ثالث لهم: مؤمن و كافر.
فالمؤمن هو كامل الصفات و الأخلاق، و الكافر هو ناقص الأخلاق و معدومها و بناءً على هذا الفهم الخاطئ لنصوص القرآن أدرجتم مرتكب الكبيرة من أهل القبلتين في عداد الكفار.


هذا فهم باطل وقعت فيه، فهذه مشكلتك فما أفعل لك؟ لا أستطيع أن أجعلك تفهم كلامي وأنت لا تحب أن تفهم إلا حسب ما يحلو لك، والفهم لا يزرع في أحد لا يريد، تقولني ما لم أقل وتستمر في إطلاق الأحكام، ولا أقول إلا سامحك الله وأعادك إلى رشدك.
ثم لا أدري عمن تدافع بالضبط؟؟ هل تدافع عن سيئ الأخلاق أم ماذا؟ ومن قال أن سيئ الأخلاق كافر مخلد في النار؟ استبدل كلمة "أخلاق" بكلمة "ذنوب" على الطريقة التي تفهمها وأصدر أحكامك في مرتكبيها، فهل ستدافع عن أهل الذنوب أم ماذا؟ ولا تحب أن يوصفوا بسوء الأخلاق، لماذا؟ هنا السؤال.
أنا وصفتهم بسوء الأخلاق وتوقفت ولم أقل أنهم كفرة، وأتيت أنت وأكملت من عندك ظلماً وبهتاناً، أنت لم تفهم موضوعي كله وربما لم تقرأه، وكل ما يشغلك هو التصنيف وتحاول الفهم من خلاله، وهذه الطريقة خطأ، فليس كل الناس لديك في غرف في ذهنك حتى تصنفهم، فلست أعلم من الناس ولا أعلى منهم. ونصيحة لأجلك لا تحاول تصنيفي فأنت لا تستطيع، اليوم جعلتني من الخوارج وغداً لا أدري ماذا ستصنفني حسب الغرف الموجودة في ذهنك..
أنت رد على الكلام هل هو خطأ أو صواب، ولا تنشغل بتصنيف الناس حتى لا يصنفوك تصنيفاً لا يعجبك. ما دمت عجزت على الرد فكيف لم تعجز عن التصنيف وسارعت به؟ فالتصنيف مرحلة حكم، والحكم لا يأتي إلا بعد الفهم والتحليل والتركيب والتطبيق...الخ، بينما أنت لم تستطع تحليل كلامي ولا فهمه، وتركت ما لم تفهم وقفزت إلى ما تفهم وهو الخوارج.
ثم لماذا تخاطبني بالجمع وأنا شخص واحد؟ وحتى أريحك فلست تابعاً لأي مذهب لأن الإسلام ضد المذهبية أصلاً ولا يحتاجها.

اقتباس:

و اما تفسيرك النصيحة من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الدين النصيحة)بالإخلاص برهان آخر على كونك من الخوارج الآخذين بظاهر النص .
و إلا فالكلمة لها معنى لغوي و آخر اصطلاحي شرعي، و ما فهمه أهل السلف من ذلك الحديث من أن النصيحة ما يلي:
( وفي الحديث: إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم؛ قال ابن الأَثير: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له، فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها...) أي لا تفهم النصيحة كما تفهمها الإخلاص.
و بقية الحديث يفهم على ما فهمه السلف:
(
النصيحة لكتاب الله الإيمان بأنه كلام الله حقيقة نزل به جبريل على رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يشبهه شيء من كلام البشر ، وتعظيمه وتلاوته حق التلاوة والذب عنه والتصديق بأخباره والوقوف مع أحكامه وتحليل حلاله وتحريم حرامه و الإيمان بمتشابهه والعمل بمحكمه وتدبر معانيه والإعتبار بمواعظه وتعلمه وتعليمه ونشر فضائله وأسراره وحكمه والاشتغال بتفسيره وفق مراد الله ومراد رسوله ورد عنه إنتحال المبطلين وتحريف المبتدعين وغلو الغالين.

النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان به وتصديق أخباره وطاعة أوامره واجتناب نواهيه وتعزيره وتوقيره وتعظيمه حيا وميتا والذب عن سنته ونشر أحاديثه في الورى والرد على كل من أساء إليه وآذاه ، واتباعه في كل كبير وصغير وتقديم محبته على محبة النفس والولد والناس أجمعين وعدم الخروج على شريعته واعتقاد أنه سيد الخلق وخاتم الأنبياء ، وعدم إطرائه والغلو في محبته ورفعه فوق منزلته التي أنزله الله تعالى ، قال تعالى ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وقال ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )

هذا نصح للرسول بمعنى إخلاص، أن تدافع عنه وتدرس كلامه وتعتقد بمحبته..الخ، فهذا أقرب إلى مفهوم الإخلاص وليس إلى المناصحة، وهذا يؤيد كلامي، ومثله كلامه عن النصيحة لله وكتابه، عندما قال: الذود عنه وتلاوته وتدارسه وتفسيره ...الخ ، فلا يفعل هذا الأمور إلا مخلص ، فأين الناصح والمنصوح هنا؟ فكلمة "نصيحة" التي تفهمها تحتاج إلى ناصح ومنصوح.
أنت تريد أن تخطئني بأي شكل وهذا الإصرار جعلك تكشف أخطاءك أنت وتتحجج بفهم السلف، فما هو فهم السلف لمعنى النصيحة؟ هل هي إرادة الخير للمنصوح؟ إذن كيف تنصح كتاب الله وماذا تقول له؟؟! الحق أبلج يا أخي لا يحتاج إلى تأويلات، فتترك الكلام المفهوم وتأت بكلام غير مفهوم..!
ثم ماذا بينك وبين الإخلاص؟ لماذا تكرهه؟؟ هل يضر الدين أنه الإخلاص، مع أنه من تعريف الإسلام أنه إخلاص لله بالطاعات.
هل الذي يفهم الكلام المباشر كما قيل تصفه بأنه من الخوارج؟ فهل كلام الله ورسوله طلاسم تحتاج إلى سحرة مهرة؟ ثم ماهو هذا التأويل الذي قدمته؟ إنه كلام لا يفهم وغير منطقي، فكل شيء غير منطقي لا يفهم ، تقول لا ليس الإخلاص هو النصيحة ثم تقدم وصفاً للنصيحة لكتاب الله ينطبق على الإخلاص، ولا ينطبق على النصح الشفوي لأحد، وتصر على أن كلامي خطأ ، المهم أن أكون خطأ وهذا ما يهمك ، حسناً انا الخطأ وأنت الصح الكامل انبسط يا عم.
ثم الذي أعلمه أن المذهب الظاهري هو من اشتهر بأخذ ظاهر النص، وهو من مذاهب أهل السنة، لهذا سموا بالظاهريين.



اقتباس:

و قد ورد في شعر الإمام الشافعي نضَّر الله وجهه في شأن النصيحة:

“تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعطَ طاعة)
فهل أخطأ الشافعي في فهم النصيحة _حاشاه_ أم أنكم معاشر الخوارج تلوون أعناق النصوص لتوافق هواكم.
و شكراً.

كلمة النصيحة لها معنيان وليس واحداً، فالذي قصده الشافعي ليس الذي قصده الحديث، والمعنى الثاني فرع عن الأصلي، فمن شدة نصحي لك أنصحك، وهذا ما أفعله معك..
وشكراً..


عبده فايز الزبيدي 11-24-2013 12:48 PM

أنت متناقض و غير واضح!
قلت لك أيها المتفذلك!
إن من يكفر الناس تحت مسمى كفر النعمة أو كفر الفضل أو كفر الأخلاق هو خارجي، وليس من أهل السنة.
ألست القائل بمنطق الخوارج:
( ولا ينطبق الحكم إلا باكتمال الصفات على أي شيء)
ألست أنت القائل يا إباضي:
(هذا الدين بني على المعروف الذي لا يلتبس على أحد وهو الخلق الفاضل)
و سؤال واحد لا بعده إن أجبت عرفت أنك على بينة من أمرك: هل كفر النعمة أو كفر الفضل أو ما موهت له من الفساد الأخلاقي و جعلته كفرا عقدياً قال به أحد من أهل السنة و الجماعة كالإمام مالك و الإمام أبي حنيفة و الإمام أحمد و الإمام الشافعي؟
يا ليتك تفيدنا بصراحة و اقتضاب.
و سأناقش معك الفرق بين المعتقد و الخلق على ضوء الكتاب و قول أهل السنة .

و أترك لك هذا الحديث لعلك تتمعنه و تفهمه فتترك التعصب لمذهبك:
( إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه ، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ ، وفسادٌ كبيرٌ ، قالوا :يا رسولَ اللهِ ، وإن كان فيه ؟ ! قال : إذا جاءَكم مَن تَرْضَوْن دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه – ثلاثَ مراتٍ.) حسنه الإمام الألباني

أحمد الورّاق 11-25-2013 11:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 165022)
أنت متناقض و غير واضح!
قلت لك أيها المتفذلك!
إن من يكفر الناس تحت مسمى كفر النعمة أو كفر الفضل أو كفر الأخلاق هو خارجي، وليس من أهل السنة.
ألست القائل بمنطق الخوارج:
( ولا ينطبق الحكم إلا باكتمال الصفات على أي شيء)
ألست أنت القائل يا إباضي:
(هذا الدين بني على المعروف الذي لا يلتبس على أحد وهو الخلق الفاضل)

هل أنا فعلت هذا؟ اقتبس الموضع وإلا فانت متعجل، أين موضع التكفير في كلامي؟ لا يوجد.
وطبعاً أي حكم لا ينطبق إلا باكتمال شروطه فالصلاة مثلاً لا تتم إلا باكتمال شروطها، وعلى ذلك فقس، أين المشكلة هنا؟ هذه بديهية عقلية يعرفها الجميع، فهل الجميع خوارج عندك لأنهم يطالبون باكتمال الشروط أو الصفات؟! وإذا لم تطالب باكتمال الشروط فبماذا تطالب؟ هل تطالب بنقص الشروط في أي حكم؟
وهذه الكلمة التي لم تعجبك وسببت لك النرفزة أن يكون الإسلام مبنياً على المعروف هذا كلام الله هو الذي قال {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} وليس أنا ، والعبادة والعقيدة من ضمن المعروف أم أنها منكر؟

الله قسم الأمور إلى معروف وإلى منكر وإلى حق وباطل وإلى نور وظلمات وهدى وضلال وليس أنا ، طبق مبدأك فسيكون القرآن من الخوارج أو كتاب الخوارج، والرسول قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، أي أن الدين كله إكمال الأخلاق، هذا كلام من؟ كلام رسول الله، إذن الرسول من الخوارج! طبق مبدأك فسيكون من الخوارج، لأنه جعل سبب بعثته بدين الإسلام إكمال الأخلاق وإتمام مكارمها، فهل عندك لا يدخل الجنة أحد يقول أن الإسلام دين أخلاق، الرسول قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فهل تقبله في الإسلام السني الصحيح؟

وعند العلماء والفقهاء الأربعة وغيرهم كل شيء له شروط حتى الكفر له شروط والوضوء له شروط لابد أن تكتمل، فهل هم من الخوارج لأنهم يطالبون بتطبيق الشروط؟؟

لا تحكُم قبل أن تُحكِم، كل من قال أن الإسلام دين الخير والفضيلة وقال أن كل شيء يحتاج إلى شروطه صار من الخوارج وصار يكفر شكر النعمة، حتى لو لم يكفّر أحداً فتجعله أنت يكفر رغماً عنه وتقدم خدمات التكفير لمن لا يريدها، أعد النظر وتواضع لله وليس لي، والحق أحق أن يتبع، فالله يكتب كل شيء نقول ونفعل حتى لو لم نكن من الخوارج.. اتق الله ولا تقوّل الناس ما لم يقولوا بظن سيء وتعجل مذموم ذمه الله وليس أنا، فالله ذم الظن السيء وذم التعجل والافتراء على الناس في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه والذي سيكون حجة لك أو عليك كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه أوامر ربك وليست أوامري فانظر هل أنت وقعت فيها أم لا؟

وإذا كان الرسول قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وقال (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكِحوه) فالأولى فيها حصر وتعميم بإنما، والثانية داخلة فيها، لأن دينه وأخلاقه مما بعث لأجله الرسول وهو مكارم الأخلاق، هذا غير أن التفصيل للبيان، فقد يكون شخص حسن الأخلاق مع الناس لكنه غير حسن الأخلاق مع الله ولا يعطيه حقه ولا يتقيه لهذا قال (دينه وخلقه)، وقد يكون العكس فيكون حريصاً على الصلاة والعبادة لكن سيئ الخلق مع الناس..

لأنه حتى التعبد لله لا يكفي للتزويج إذا كانت أخلاقه سيئة مع الناس، ولا أدري لماذا تكره كلمة أخلاق؟! وتسبب لك الحساسية والتعجل بقذف التهم؟ الأخلاق جميلة قال صلى الله عليه وسلم (ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة يا عائشة) والرسول خلقه القرآن ولم يكن فض القلب ولا قاسياً متعجلاً يقطع بالظن وهو قدوتنا وهكذا يجب أن نكون.
والله يقول {ليس لهم في الآخرة من خلاق} والخلاق من الأخلاق.

تريد الفصل بين الأخلاق وبين العقيدة لماذا؟ وماذا نستفيد من هذا الفصل؟ وماذا يستفيد الدين؟ ورسوله بعث لإتمام مكارم الأخلاق وكان خلقه القرآن، أي أن القرآن أخلاق والرسول متبع للقرآن، وإذا لم يكن في العقيدة أخلاق فماذا سيكون فيها؟ هل سوء أخلاق؟ هل ترضى ذلك؟ لأن كل الأمور إما أخلاقية أو غير أخلاقية إما خير أو شر إما نور أو ضلال، فلا تتعجل وتأمل حتى لا تسيئ للإسلام من حيث أردت أن تنفعه، فانا أحب الإسلام كما تحبه، فلست وحدك من يحب الدين،،

اهدأ وتروى وتثبت، سوف تجد أنني لم أقل منكراً بل معروفاً ، الله يقول {وما قدروا االله حق قدره} {وقليل من عبادي الشكور} إذا كانت العبادة مفصولة عن الأخلاق فلماذا سماها بالشكر؟ الشكر من الأخلاق، أما حكاية التكفير فهذا شيء اختلقته وافتريته من عندك أنت ولم يدر في بالي أن أكفر من أخطأ في الأخلاق ولا يليق أن يكون، ومن هو الكامل؟ سواء في خلقه أو عبادته، والله هو من يحاسب الناس، أنت تمشي بالظن، والظن لا يغني من الحق شيئاً، مثلك مثل من سمع شخصاً يمدح موسى عليه السلام فقال: أن اليهود يمدحون موسى أيضاً إذن هو يهودي أو على عقيدة اليهود لأن اليهود تماماً يمدحونه!!

أنت ارتبطت بكلام الخوارج أكثر من ارتباطك بكلامي مع أني لم أعرف هذا عنهم إلا منك! وتريد أن ترد على الخوارج أكثر من ردك علي وبإمكانك أن تناظرهم في مواقعهم، ولست إباضياً ولا أعرف معنى كلمة إباضي حتى، ما دمت متحسساً من الخوارج لهذه الدرجة وتعرف عنهم تفصيلات دقيقة ليتك تبصرنا أكثر ببقية عقائدهم حتى نتأكد من التطابق من عدمه ولا تنتقي فقط ما يناسب ظنونك.
ثم واضح أنك سلفي وتنعى على الخوارج أنهم يكفرون فهل أنت لا تكفر أحداً أبداً؟

اقتباس:

و سؤال واحد لا بعده إن أجبت عرفت أنك على بينة من أمرك: هل كفر النعمة أو كفر الفضل أو ما موهت له من الفساد الأخلاقي و جعلته كفرا عقدياً قال به أحد من أهل السنة و الجماعة كالإمام مالك و الإمام أبي حنيفة و الإمام أحمد و الإمام الشافعي؟
يا ليتك تفيدنا بصراحة و اقتضاب.
و سأناقش معك الفرق بين المعتقد و الخلق على ضوء الكتاب و قول أهل السنة .

و أترك لك هذا الحديث لعلك تتمعنه و تفهمه فتترك التعصب لمذهبك:
( إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه ، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ ، وفسادٌ كبيرٌ ، قالوا :يا رسولَ اللهِ ، وإن كان فيه ؟ ! قال : إذا جاءَكم مَن تَرْضَوْن دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه – ثلاثَ مراتٍ.) حسنه الإمام الألباني
والله لا أدري هل قالوا أم لم يقولوا؟ وليس موضوعي أصلاً وأنت أقحمتني فيه إقحاماً وقولتني ما لم أقل! وهل خلصت أنني قلته وانتهى الأمر؟ تعرفني أكثر من نفسي؟ هذا شيء يثير العجب!! أقول لك بأني لا أكفر ثم تقول بأني أكفر! أمر عجيب غريب! ثم من أنا حتى أكفر؟ أنا فقط قلت أن الإسلام دين الفضائل وصرت من الخوارج وحل علي السباب والشتام والتهم! فهل يعجبك أن أقول أن الإسلام دين الرذائل حتى لا أكون من الخوارج وحتى لا تشتمني؟! كلامي واضح وكلامك غير واضح، فحدد موقفك فهل الإسلام دين أخلاق أم لا؟ هل شكر الله أخلاق أم لا؟ حتى نفهم فكرتك عن الإسلام ما هو، إذا لم يكن أخلاق فما هو الإسلام؟ تقول عبادة، فالله سمى عبادته شكراً والشكر من الأخلاق من الله وإعطائه قدره أو بعض قدره، وعمل الصالحات من الأخلاق قال تعالى {اعملوا آل داوود شكراً}.

وشكراً لك على كل حال. وجزاك الله خير الجزاء..

عبده فايز الزبيدي 11-28-2013 01:51 PM

سأجيبك عن تساؤلك بعبارة أوضح من الشمس و في اقتضاب لا كما تفعل في صراخك و لفك و دورانك:
الإسلام دين الله هو العقيدة (التوحيد) ،و الشريعة (الأحكام و العبادات) و الأخلاق .
فكما ترى فالخلق جزء من الدين و الحديث الذي أوردته لك _ و لم تجب عنه بشيء سوى اللف و الدوران_ و نصه :
( إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه ، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ ، وفسادٌ كبيرٌ ، قالوا :يا رسولَ اللهِ ، وإن كان فيه ؟ ! قال : إذا جاءَكم مَن تَرْضَوْن دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه – ثلاثَ مراتٍ.) حسنه الإمام الألباني
و هذا الحديث من باب عطف الخاص على العام من مثل قوله صلى الله عليه و سلم:
(لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن أربعِ خِصالٍ : عن عُمرِه فيما أفناه ، وعن شبابِه فيما أبلاه ....) صحيح.
أوليس العمر عاما و الشباب خاصا منه ،فهو كسابقه من باب العطف الذي ذكرتُ لك.

و سألتزم معك الإيجاز و من هذا إني أحب أن تجيب بعبارة موجزة _فضلا لا أمرا_ في :
- ما تقول في رجلٍ من أهل القبلة لا يشرك بالله شيئا و لكنه شاربٌ للخمر و مات على هذه الكبيرة
هل هو من أهل الجنة خالدا مخلدا فيها أم من أهل النار خالدا مخلدا فيها؟
- ذكرتَ في كلامك القرآن الحكيم و لي عندك سؤال:
هل القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله لفظا و معنىً ؟
- ما تقول في رجل يقول :
إن أهل الجنة سيرون الله عياناً بياناً و سيجلسون عنده على منابر من نور؟
و شكرا.

أحمد الورّاق 12-01-2013 01:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 165380)
سأجيبك عن تساؤلك بعبارة أوضح من الشمس و في اقتضاب لا كما تفعل في صراخك و لفك و دورانك:
الإسلام دين الله هو العقيدة (التوحيد) ،و الشريعة (الأحكام و العبادات) و الأخلاق .
فكما ترى فالخلق جزء من الدين و الحديث الذي أوردته لك _ و لم تجب عنه بشيء سوى اللف و الدوران_ و نصه :
( إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه ، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ ، وفسادٌ كبيرٌ ، قالوا :يا رسولَ اللهِ ، وإن كان فيه ؟ ! قال : إذا جاءَكم مَن تَرْضَوْن دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه – ثلاثَ مراتٍ.) حسنه الإمام الألباني
و هذا الحديث من باب عطف الخاص على العام من مثل قوله صلى الله عليه و سلم:
(لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن أربعِ خِصالٍ : عن عُمرِه فيما أفناه ، وعن شبابِه فيما أبلاه ....) صحيح.
أوليس العمر عاما و الشباب خاصا منه ،فهو كسابقه من باب العطف الذي ذكرتُ لك.

ها أنت ذا تعترف بالفصل الحاد بين الأخلاق من جهة والعقيدة والشريعة من جهة ، وليس عندك دليل إلا هذا الحديث الذي تؤوله على عطف الخاص على العام، ولم تجب: هل شريعة الإسلام أخلاقية أو غير أخلاقية؟
أنت من يلف ويدور، فتترك الجواب عن أسئلة واضحة وتذهب لطرح أسئلة حتى تتأكد من عقيدتي هل أنا خارجي أم لا!! وكأني شغلك الشاغل! أما وصف الإسلام بعدم الأخلاقية لايهمك، بل المهم عندك هوأن أكون من الخوارج، وتأتيني بأسئلة ستفرح لو قلت فيها : نعم أن مرتكب الكبيرة لن يدخل الجنة!

كبر عقلك وابتعد عن الشخصنة وركز على الموضوع، انا سألتك: "هل الإسلام دين أخلاق أم لا؟" ولم تجب حتى الآن ، وإذا لم يكن دين الإسلام أخلاقاً فسيكون دين ماذا؟ قل بصراحة ولا تلف وتدور.. أم أن الأخلاق جزء منه فقط؟ وهذا هو الواضح في تعريفك، لماذا تكره أن يوصف الإسلام بالأخلاق؟ هذا هو السؤال، ما قيمة دين لا يقوم على أخلاق؟ فضد الأخلاق هو الشر، إذا قلت عن الإسلام أنه ليس دين الأخلاق فكأنك تقول أنه دين الشر..

أستطيع أن أقول لن أجيبك على أسئلتك الأخيرة حتى تجيب على سؤالي الذي تجاوزته، ولكن هذه إجاباتي لأسئلتك:


اقتباس:

و سألتزم معك الإيجاز و من هذا إني أحب أن تجيب بعبارة موجزة _فضلا لا أمرا_ في :
- ما تقول في رجلٍ من أهل القبلة لا يشرك بالله شيئا و لكنه شاربٌ للخمر و مات على هذه الكبيرة
هل هو من أهل الجنة خالدا مخلدا فيها أم من أهل النار خالدا مخلدا فيها؟
كيف يتسنى لك طرح مثل هذا السؤال؟ وكيف يتسنى لي أن أجيبه؟؟ من أنا ومن أنت؟ هل صرنا نتدخل في حساب الله في خلقه؟! وكيف لنا أن نجرؤ ونقول هو مخلد في النار أو نقول أنه مخلد في الجنة؟ لم يبق لنا أن نخبر ماذا سيأكل وماذا سيشرب!
شؤون الله لله ، وهو أدرى {وكفى بربك بذنوب عباده خبيراً بصيراً} إذن الذي يهمنا وينفعنا أن نعرف أن شرب الخمر كبيرة حرمها الله، أما إصدار الأحكام على خلق الله فلا يفيدنا في شيء، وليس فيه تعبد لله، وأنت تعرف أن هذا السؤال مثار أصلاً للصراع على السلطة بين الخوارج وبني أمية.

الله يقول {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} ويقول {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته} وقال { لله الأمر من قبل ومن بعد يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} وقال : {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}، فهل تقول أن من يقتل مؤمناً مخلد في النار كما قال الله؟ أم أن لك رأي آخر مختلف عن القرآن؟ أم تقول أنها منسوخة رغم كل هذا الوعيد والتهديد الذي تحمله؟! القرآن أخبرنا عن القاتل ولم يخبرنا عن شارب الخمر وما مصيره وهل هو مخلد في النار أو في الجنة، ونحن متبعون لكلام الله، والمؤمن عليه اتباع ما أنزل إليه من ربه دون أن يؤول أو ينسخ ما يشاء ويبقي ما يشاء، كل ما أنزل من ربنا علينا اتباعه ، قال تعالى {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم} ولم يقل (اتبعوه كله إلا ما نسخ منه) ، فعموم القرآن واجب الاتباع دون أن يحذف منه شيء بأي علة أو حجة..

لاحظ أن الله سبحانه يقول {يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} فالمسألة ليس فيها قانون مادام أن الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، والتدخل في شؤون الله ليس من الأدب مع الله، وأنت ترى في الأحاديث من عذبوا وأخذوا بذنب نحتقره، بينما هناك من جاء لم يعمل من الخير قط وغفر له، فعلى أي أساس أنت تقول مخلد في الجنة؟ وعلى أي أساس يقول الخوارج أنه مخلد في النار؟؟ كلاكما خطأ، ثم هل كل من قال لا إله إلا الله من أهل القبلة تشهد له بدخول الجنة؟ ألا تصف بعضهم بأنهم أهل بدع وضلالات وأنهم ليسوا من الفرقة الناجية؟ فعكس الناجية هي الهالكة، والهلاك في جهنم..

أمر الحساب موكول إلى الله، حتى الشفعاء لا تنفع شفاعتهم إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً، حكاية تكفير الناس أو إدخالهم الجنة لا أظن أنها وكلت إلينا كبشر، وإذا استشهد أحد بقوله تعالى { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} فهؤلاء أخبر الله عن شركهم وكفرهم حتى أنه أمر نبيه بقتالهم، وقال تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}..
فالكافرون هم كفار قريش ومن هو مثلهم في كل شيء، فهم الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا بالبعث ولا بملائكته ولا كتبه ولا رسله وهم الذين يفتنون المؤمنين والمؤمنات ويطغون في الأرض ويفسدون ويعتدون ويمنعون الماعون...الخ من صفاتهم التي حددها القرآن.

أليس القرآن مرجعنا؟ ما فائدته إذن إذا كان مهجوراً؟



اقتباس:

- ذكرتَ في كلامك القرآن الحكيم و لي عندك سؤال:
هل القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله لفظا و معنىً ؟
إذن هو كلام من؟ هل عندك شك؟ لماذا أسئلتك تلف وتدور حول مصداقية القرآن؟ أريد أن أفهم موقفك من القرآن؟ فأنا عرفت موقفك من الأحاديث وتعظيم مدونيها لكني لم أعرف موقفك من القرآن.. هل القرآن يسند عليه أم لا؟ ويعتد بأوامره ونواهيه أم لا؟ أم أنه حمال وجوه ومليئ بالمتشابه والناسخ والمنسوخ والقراءات الضعيفة ويقرأ للتعبد فقط؟ وعلى هذا يكون الحديث الصحيح أفضل لك من القرآن لأنه ليس حمال وجوه وليس متشابهاً وليس فيه ضعف، خصوصاً وأنك تبدو ممن يقضي بالسنة على القرآن، وهذا معناه أنه جاءه الباطل من بين يديه ومن خلفه وإلا لم يقض عليه!
قال تعالى {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين }وقال {وما هو بقول شيطان رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم} والاستقامة تكون باتباع كتاب الله وما والاه دون انتقاء ولا تهميش..
كل من أبعد عن القرآن هلك وليس كلامي بل كلام ربك في كتابه العزيز..


اقتباس:

- ما تقول في رجل يقول :
إن أهل الجنة سيرون الله عياناً بياناً و سيجلسون عنده على منابر من نور؟
و شكرا.
قال تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} وهذا الحديث يقول في مثل معنى الآية، وماذا عساني أن أقول بعد أن قال الله ورسوله؟ والله كريم ووجهه كريم وعلى كل شيء قدير..
ومما يؤيد هذا أيضاً قوله تعالى:{إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}
***

هل ما زلت تراني من الخوارج؟ ماذا بقي أيضاً؟ ليست دائماً أفكارك عن الناس صحيحة، فلا تثق كثيراً بتخريجك وتقييمك فهذا من الظن ، قال تعالى {إن الظن لا يغني من الحق شيئاً} وقال {إن بعض الظن إثم}. وهذا التحقيق في كوني خارجي من عدمه لا يعفيك من الإجابة عن الأسئلة التي طرحتها أنا عليك، فلففت عنها ودرت إلي، على طريقة اللف والدوران، فعد إليها وأجب مثلما أجبت أنا عن أسئلتك، فليس عدلاً أن تستمر في توجيه الأسئلة لي دون أن تجيب عن سؤال مني، ما دام أن العلم كله عندك والدين بين يديك فلماذا لا تجيب؟! حتى أستفيد أنا وغيري، فهل كل من سألك تحقق في مذهبه أو تجيب على سؤاله ولا تكتم العلم؟

وجزاك الله خير الجزاء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عبده فايز الزبيدي 12-02-2013 10:06 AM

سأجيبك بكلام موجز و واضح:
سألتني عند الإسلام هل هو دين الأخلاق؟
فالجواب نعم. فالأخلاق الحميدة جزء لا يتجزأ من الدين فالله يقول عن نبيه صلى الله عليه و سلم :
(و إنك لعلى خلق عظيم) و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوا: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
و لكن الخلق جزء من الدين فقد نجد المؤمن البخيل و المؤمنة الجبانة و المؤمن الزاني و المؤمنة المغتابة
فالدين لا يحصره في الخلق الفاضل إلا الأباضية (و هم من الخوارج) فهناك صوم و حج و صدقة و قصاص و حدود و قبل كل هذا توحيد لا يقبل الله الأعمال و الأخلاق إلا به.

__________________
و لكنك لم تجب عن أسئلتي إلا باللف و الدوران كعادتك:
أما أنا فأقول أن المؤمن المذنب هو تحت المشيئة إن شاء أخذه الله بذنبه فيدخله النار و إن شاء غفر له
و لكنه في نهاية الأمر هو من أهل الجنة و في تفسير قوله تعالى ( و من يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها .... الآية) قال البغوي رحمه الله:
( والذي عليه الأكثرون ، وهو مذهب أهل السنة : أن قاتل المسلم عمدا توبته مقبولة لقوله تعالى : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ( طه - 82 ) وقال : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( النساء - 48 ) وما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما فهو تشديد ومبالغة في الزجر عن القتل ، كما روي عن سفيان بن عيينة أنه قال : إن لم يقتل يقال له : لا توبة لك ، وإن قتل ثم جاء يقال : لك توبة . ويروى مثله عن ابن عباس رضي الله عنهما .

وليس في الآية متعلق لمن يقول بالتخليد في النار بارتكاب الكبائر ، لأن الآية نزلت في قاتل وهو كافر ، وهو مقيس بن صبابة...)

و هنا أحب أن أذكرك بقولة الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما في الخوارج من أمثالك:
( أتوا إلي آيات نزلت في الكفار فأنزلوها على المسلمين)
إذن الموحد المذنب لا يخلد في النار أبدا هذا مذهب أهل السنة.
____________________________________
لم تجب بشيء عند سؤال حول القرآن و لكني سأجيبك:
مذهب أهل السنة في القرآن هو:
القرآن هو كلام الله لفظاً و معنى
____________

عبده فايز الزبيدي 12-02-2013 10:17 AM

سأجيبك بكلام موجز و واضح:
سألتني عند الإسلام هل هو دين الأخلاق؟
فالجواب نعم. فالأخلاق الحميدة جزء لا يتجزأ من الدين فالله يقول عن نبيه صلى الله عليه و سلم :
(و إنك لعلى خلق عظيم) و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوا: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
و لكن الخلق جزء من الدين فقد نجد المؤمن البخيل و المؤمنة الجبانة و المؤمن الزاني و المؤمنة المغتابة
فالدين لا يحصره في الخلق الفاضل إلا الأباضية (و هم من الخوارج) فهناك صوم و حج و صدقة و قصاص و حدود و قبل كل هذا توحيد لا يقبل الله الأعمال و الأخلاق إلا به.

__________________
و لكنك لم تجب عن أسئلتي إلا باللف و الدوران كعادتك:
أما أنا فأقول حول المسائل أعلاه:
إن المؤمن المذنب هو تحت المشيئة إن شاء أخذه الله بذنبه فيدخله النار و إن شاء غفر له
و لكنه في نهاية الأمر هو من أهل الجنة و في تفسير قوله تعالى ( و من يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها .... الآية) قال البغوي رحمه الله:
( والذي عليه الأكثرون ، وهو مذهب أهل السنة : أن قاتل المسلم عمدا توبته مقبولة لقوله تعالى : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ( طه - 82 ) وقال : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( النساء - 48 ) وما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما فهو تشديد ومبالغة في الزجر عن القتل ، كما روي عن سفيان بن عيينة أنه قال : إن لم يقتل يقال له : لا توبة لك ، وإن قتل ثم جاء يقال : لك توبة . ويروى مثله عن ابن عباس رضي الله عنهما .

وليس في الآية متعلق لمن يقول بالتخليد في النار بارتكاب الكبائر ، لأن الآية نزلت في قاتل وهو كافر ، وهو مقيس بن صبابة...)

و هنا أحب أن أذكرك بقولة الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما في الخوارج من أمثالك:
( أتوا إلي آيات نزلت في الكفار فأنزلوها على المسلمين)
إذن الموحد المذنب لا يخلد في النار أبدا هذا مذهب أهل السنة.
و لا يخلد في جهنم إلا الكفار لقوله تعالى:
(
إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162)) البقرة. ____________________________________
لم تجب بشيء عند سؤال حول القرآن و لكني سأجيبك:
مذهب أهل السنة في القرآن أورده الطحاوي رحمه الله بقوله:
(
وإِنَّ القرآنَ كَلامُ الله، منْهُ بَدَا بلاَ كَيْفِيَّة قَوْلاً، وأنْزلَه على رَسُولِهِ وَحْياً، وَصَدَّقهُ المؤمنون على ذلك حَقًّا)، فالقرآن هو كلام الله لفظاً و معنى ، و هو الوحي الأول و السنة النبوية المطهرة على صاحبها الصلاة و السلام الوحي الثاني لقوله تبارك و تعالى عن نبيه ( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
____________
رؤوية الله:
نعم المؤمنون يرون الله عياناً بياناً .
_________________

هل تقدر أن تجيب كما أجبتك عن المسائل الثلاث أعلاه:
- ما مصير مرتكب الكبيرة من المؤمنين ، و هل يخلد في النار؟
- هل القرآن كلام الله لفظاً و معنى؟
- هل يرى أهل الجنة ربهم و يجلسون إليه على منابر من نور؟

_________
إذا كان عندك أسئلة ضعها كم أضعها أنا واضحة و سأجيبك بمشيئة الله من كتب أهل السنة و الجماعة.

نادية العتيبي 12-02-2013 11:59 PM

متابعة للنقاش المثير

كل الشكر

عبده فايز الزبيدي 12-05-2013 09:47 PM

أختي نادية!
أشكرك على كريم تفاعلك معي و مع الأخ أحمد، و نسأل الله أن يوفقنا إلى الإيمان بما ورد عنه جلَّ شأنه على مراده ،و الإيمان بما جاء عن نبيه على مراد نبيه صلى الله عليه و سلم!


__________________
و زيادة في توضيح ما أعتقده من أن الدين أعمال و أخلاق سأوضح هذه العبارة في اقتضاب كعادتي إن شاء الله:
فالله يقول في سورة الصف: ( يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)
و نبيه صلوات ربي و سلامه عليه يقول فيما رواه عنه جابر بن عبدالله رضي الله عنهما :
( كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا استفتحَ الصَّلاةَ كبَّرَ ثمَّ قالَ إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لهُ وبذلكَ أُمِرتُ وأنا منَ المسلمين اللَّهمَّ اهدِني لأحسنِ الأعمالِ وأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلَّا أنتَ وقني سيِّئَ الأعمالِ وسيِّئَ الأخلاقِ لا يقي سيِّئَها إلَّا أنتَ) رواه النسائي و صححه الألباني.
فمن الآية و الحديث نجد أن الدين هوالأعمال حيث تشمل الأقوال و الأفعال لقوله تبارك و تعالى:
(لِمَ تقولون ما تفعلون)
و النبي صلى الله عليه و سلم جمع الله على لسانه تعريف الدين في قوله:
( اللَّهمَّ اهدِني لأحسنِ الأعمالِ وأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلَّا أنتَ وقني سيِّئَ الأعمالِ وسيِّئَ الأخلاقِ)
و من هذا فالدين عمل و خلق أي (الدين = قول + فعل + خلق) ، و كلّ عمل قولا و فع
لا يوافق هداية الله فهو من دين الإسلام ،و كل خُلق يساير هذا التوفيق فهو دين صحيح
و ما خالف فهو بدعة و رَدّ.



أحمد الورّاق 12-17-2013 05:44 PM

اقتباس:

سأجيبك بكلام موجز و واضح:
سألتني عند الإسلام هل هو دين الأخلاق؟
فالجواب نعم.
اذن لماذا عارضت كلامي ؟ أنا اقول ان الدين هو الاخلاق ، مع الخالق والمخلوقين و المخلوقات ، وأنت تقول : الإسلام دين الإخلاق ، اذن نفس الشيء . فلماذا الخلاف اذن ؟ ألست من القائلين أن الإسلام عقيدة وشريعة واخلاق ؟ اذن كيف الان تقول ان الاسلام دين الاخلاق ؟ و لم تقل ان الاسلام دين الشريعة والعقيدة والاخلاق ، فقسمته الى ثلاثة ؟ وهل العقيدة والشريعة لا شأن لهما بالأخلاق ؟ ام أنهما أخلاقيتان ؟

اذا قلت : أخلاقيتان ، صار الدين هو الاخلاق . ما دام ان الدين هو هذه الثلاث .. أنا قلت هذا فسميتني خوارج ! أنت الان تقول مثلي فاصبحت خوارج بتطبيق وجهة نظرك بأن كل من تكلم بالاخلاق خوارج .. !

واذا كان الاسلام دين الاخلاق ، فعلينا ان نبحث عن الاخلاق في كل مجال فيه ، لان الاسلام دين الاخلاق ، ولا يُفهم اي جزء من الدين حتى يربط بالاخلاق ، لأن الإسلام دين الاخلاق . حينها لا نحتاج لكلمة : إقبل دون ان تفهم الحكمة ولا الغاية ، لأن الإسلام دين الاخلاق ، وغايته تحقيق الاخلاق وإتمامها كما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام : انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ..

اقتباس:

فالأخلاق الحميدة جزء لا يتجزأ من الدين
أنت تقع في تناقض الآن ، قبل قليل تقول : الاسلام دين الاخلاق ، والآن تقول : الأخلاق جزء من الاسلام ! اذن بقية الاجزاء هل هي اخلاقية ام لا اخلاقية ؟ ارجو التوضيح ..

اقتباس:

فالله يقول عن نبيه صلى الله عليه و سلم :
(و إنك لعلى خلق عظيم) و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوا: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
و لكن الخلق جزء من الدين فقد نجد المؤمن البخيل و المؤمنة الجبانة و المؤمن الزاني و المؤمنة المغتابة
نحن نتكلم عن الدين لا عن المتديّن ! كل انسان لديه ذنوب ! لا يوجد انسان كامل ! وهل بموجب كلامك يصبح البخل من الدين لأنه يوجد مؤمنة بخيلة ؟ بموجب هذا التفكير كثيرٌ من المؤمنين عندهم أنواع من المعاصي والذنوب ، اذن انت نقلت ذنوبهم الى الدين وجعلتها جزءا لا يتجزأ من الدين لأن بعض المتدينين فعلوها ! فصار عندك المتدين هو مشرّع الدين وليس الله ! اذا فعل شيئا صار من الدين ! إن خيرا او شرا !

هذا تأليه للمخلوقين وجعلهم مصدرا للتشريع ، بإسم أنهم مؤمنين .. الدين هو دين الله ، فالله نهى عن البخل وعن الظلم ، وتوعد الظالمين والكاذبين . نعم قد يقع في البغي او الظلم مؤمن ويتوب ان شاء الله ، و حسابه على الله ، لكن لا نقول ان الظلم والبغي من الدين ! حاشا و كلا ، الدين براء من الظلم والبغي أو الكذب الخ .. و الا لما كان دينا ،

الذي يجمع المتناقضات ليس دينا ، وانا اتكلم عن الدين وليس عن المتدين الذي حسابه على الله ، لا علي ولا عليك ، كما قال تعالى (عليكم انفسكم) ..

اقتباس:

فالدين لا يحصره في الخلق الفاضل إلا الأباضية (و هم من الخوارج) فهناك صوم و حج و صدقة و قصاص و حدود و قبل كل هذا توحيد لا يقبل الله الأعمال و الأخلاق إلا به.
لا شأن لي ولا للدين بتصنيفاتك و حوصَرَتك !! أنت بنفسك قلت ان الإسلام دين الأخلاق ، فهل انت من الخوارج لانك حصرت الدين بالاخلاق ؟ نريد ان نفهم ، بعيدا عن التصنيفات والتعصبات المذهبية ، فهّمنا أن في الإسلام شيئا ليس أخلاقيا ! ما هو ؟ و دعنا من التصنيفات والصراعات المذهبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع وسببت العداوة والبغضاء بين المسلمين ..

اذا كان بحثنا : من يتصف بهذه الصفة من المذاهب ، حينها هناك باب وجواب ، الان نريد ان نفهم الاسلام نفسه ، فهّمنا الإسلام ولا تفهّمنا المذاهب .. انا اتحدث عن الاسلام وانت تتحدث عن الخوارج !

و كل ما ذكرتَ وغيره أخلاق ، حتى التوحيد هو ابو الاخلاق واشرفها ، لأنه أخلاق مع من لم تره .. فالله سمى الشرك ظلما ، والظلم سوء أخلاق .. وما الصلاة الا اخلاق ، اول كلمة فيها (الحمد لله رب العالمين) شكر ، والشكر اخلاق . هذا غير طلب الرحمة بك وبأهلك وبالمسلمين ، وهذا اخلاق مع المخلوقين ، اذ تدعو لهم بظهر الغيب ، و هكذا الصيام تدريب على الصبر ، و الصبر ابو الاخلاق ، واحساس بجوع المحتاجين يدفع للرحمة والصدقة . و اعراض عن ملذات الدنيا لله ، و هو أهل التقوى واهل الشكر ، و الشكر من الاخلاق ، قال تعالى (سنجزي الشاكرين) .

اقتباس:

و لكنك لم تجب عن أسئلتي إلا باللف و الدوران كعادتك:
سألتني هل انا من الخوارج ، قلت لك : لا ، قلت : بل أنت من الخوارج رغما عنك وبالذات من الاباضية !! أهذه أسئلتك ؟! و هل كلمة "لا" تعني لفا و دورانا عندك ؟! اذا كانت كتابتها فيها لفا و دورانا فلست انا من وضع قواعد الإملاء ..

اقتباس:

أما أنا فأقول حول المسائل أعلاه:
إن المؤمن المذنب هو تحت المشيئة إن شاء أخذه الله بذنبه فيدخله النار و إن شاء غفر له
و لكنه في نهاية الأمر هو من أهل الجنة
ما دامت حددت أنه من اهل الجنة ، اذن صار تحت علمك وليس تحت مشيئة الله ! أنت جعلت مشيئة الله مؤقتة ، اما علمك فدائم ! لأنك حتّمت أنه سيخلد في الجنة واستبعدت المشيئة ! بينما مشيئة الله هي ان يدخله النار مؤقتا ، ولكنك حتّمت عليه ان يُدخله الله الجنة ! والله لا يُحتّم عليه احد ولا يتدخل في حسابه أحد .. وهو أدرى بذنوب عباده وما يستحقون ، وليس أنا ولا انت .. وهو أعلم بسرائرهم التي لا يعلمها لا انا ولا انت ، اذن لا يجوز التدخل في حساب الله ، وهو بنفسه تكفل بحسابهم ولم يكله الى احد ، ولا يشفع عنده احد الا لمن ارتضى ..

اذا كان الخوارج تدخلوا في المشيئة فأنت ايضا تدخلت في المشيئة ، هم قالوا أنه مخلد في النار ، و انت قلت انه مخلد في الجنة ، بعد تعذيب مؤقت قد يُتَجَاوز أيضا ..

اقتباس:

و في تفسير قوله تعالى ( و من يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها .... الآية) قال البغوي رحمه الله:
( والذي عليه الأكثرون ، وهو مذهب أهل السنة : أن قاتل المسلم عمدا توبته مقبولة لقوله تعالى : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ( طه - 82 ) وقال : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( النساء - 48 )
اذن نفس كلامك طبّقه على القاتل اذا استبعدنا موضوع التوبة ، لانه حتى المشرك اذا تاب عن شركه يغفر الله له ايضا ، ستقول : ان لم يتب فهو مخلد في النار ، حتى لو ان القاتل مؤمنا ، لأنك تدخلت في الحساب اصلا .. والله يقول (ليس عليك من حسابهم من شيء).

اقتباس:

وما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما فهو تشديد ومبالغة في الزجر عن القتل ، كما روي عن سفيان بن عيينة أنه قال : إن لم يقتل يقال له : لا توبة لك ، وإن قتل ثم جاء يقال : لك توبة . ويروى مثله عن ابن عباس رضي الله عنهما .
هذا أمر لا يُخفَّى ..

ونحن بعلمنا القاصر نعلم اعمال عن الشخص ولا نعلم بقيتها ، ولا يعلمها كلها الا الله . اذن الحكم بالنار والجنة خاص بمن يعلم بنواياهم واعمالهم في الخفاء والعلن ، و هناك احاديث كثيرة عمن قاموا باعمال لم يرهم احد ، مع انهم من اهل الموبقات او اهل الصلاح ، و دخلوا الجنة او دخلوا النار بموجبها ، كقصة المراة التي حبست هرة ، و قصة الرجل الذي سقى كلبا فكفر الله عنه سيئاته وادخله الجنة ، و الرجل الذي اختصمت فيه ملائكة العذاب والرحمة و قد قتل 99 نفسا ، اذن يجب ان نضع علم الله بالسرائر في الحسبان قبل ان نحكم بأحد بالجنة والنار ..

تذكر قصة الخضر مع موسى ، اي شخص يرى الخضر وهو يقتل الغلام فسيقول : هذا قاتل مخلد في النار بلا شك ، مع انه رجل صالح .. اذن الله ادرى بذنوب عباده و حسناتهم وسرائرهم لأنه سوف يبلو السرائر ، حينها يكون لنا حق ان نحكم .. و يقول الله على لسان رسوله ( وما ادري ما يفعل بي ولا بكم) ، بينما أنت تدري ماذا سيُفعل بالجميع !

ونقول أن من يفعل كذا فقد وعده الله بالجنة أو توعده بالنار ، نحن نقول عن الفعل ولا نقول عن الفاعل ، لأنه ليس لنا تكفير المعيّن .. تماما مثل القانون ، ينص على عقوبة ان من فعل كذا هي كذا ، لكن القاضي يعلم حيثيات اكثر عن القضية ، فما بالك بقاضي السماء الذي يعلم السر وأخفى .. لأن الفعل يحاط به ولكن الفاعل لا يحاط به ، فله افعال اخرى لا نعرفها ..

اعتبار قتل الانفس البريئة احدى الكبائر ، كشرب الخمر وعدم الاستبراء من البول والمشي بالنميمة الخ ، هو إنقاص للوعيد الذي نزل بخصوصها هي بالذات ، خصوصا ان بعض الكبائر لم تذكر في القرآن ، فهناك عدة ايات تحذّر من القتل ، مثل الايات السابقة وفي مواضع مختلفة ، وهي الكبيرة التي رُتّب عليها خلود في النار . لكن الحكم على القاتل نفسه انه خالد في النار فهذا خاص بربه .. اما ان تحكم على القاتل بأنه من اهل الجنة مع انه قتل الناس والاطفال وعذبهم ، وتبشره بالجنة بعد عذاب مؤقت او قد لا يُعذب ابدا ! بينما الله توعده بالنار .. هذا تهاون في هذا الموضوع الذي لم يتهاون به القرآن وغلّظت الاحاديث فيه كثيرا ، وهو موضوع القتل عمدا .. كما قال رسول الله (لئن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من ان يراق دم امرئ مسلم) .. لانه من احياها فكأنما احيا الناس جميعا ، ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا .. و قال (والذي نفسي بيده لقتل مؤمن اعظم عند الله من زوال الدنيا) .. و قال (كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الرجل يقتل المؤمن متعمدا أو الرجل يموت كافرا) .. وقال : (ليس من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا ولم يتند بدم حرام الا دخل من اي ابواب الجنة شاء) .. فالدم له حرمة خاصة إذا كنا نتبع القرآن و نتبع الرسول ، فهذا كلام الله وكلام رسوله ..

اذن لا يقاس قاتل النفس البريئة بشارب الخمر او الزاني مثلا ، الله لم يقل عن شارب الخمر أن جزاؤه جهنم خالدا فيها ، بل قالها عن القاتل عمدا .. فالله رتب القتل الظلم بعد الشرك ، قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [الفرقان : 68]) وقول الرسول : (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) .. لكن لم يقل عن بقية الكبائر انها كفر .. وقال (لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) ، وقال (اول ما يقضى بين الناس في الدماء) . اذن تسمية القتل بإحدى الكبائر هو تلطيف لها ! لأنها أفضع عند الله منها كلها ، وعند خلقه ..

هل من قتل مائة نفس مثل من شرب مائة كأس ؟ أنت جعلت كبيرةً كـَ بيرة !

اقتباس:

وليس في الآية متعلق لمن يقول بالتخليد في النار بارتكاب الكبائر ، لأن الآية نزلت في قاتل وهو كافر ، وهو مقيس بن صبابة...)
يقول تعالى :

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء : 92] وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء : 93]

نص الآية الثانية يفيد العموم (من يقتل مؤمنا متعمدا) ، والآية التي قبلها توضح هذا العموم حين قال (ما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا إلا خطأ) .. و آية (ومن يقتل نفسا بغير نفس) ايضا تفيد العموم ، اذن هي ليست خاصة بالكافر القاتل ، هذا غير الاحاديث مثل (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) وقوله ( اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) . ها هي الايات والاحاديث واضحة طافحة ، وأنت من اهل الإتّباع لقول الله رسوله ، وها هو قول الله ورسوله .. إتبعها كما جاءت بدون تحريف ولا تأويل .

وقال سبحانه : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) ، ومن تفيد العموم . أي : كل منْ .. مسلم او غير مسلم ..

هذا هو القرآن ، ولا تجوز تعضيته وتقطيعه الى اوصال .. و لا يجوز حرف النص عن مؤدّاه بحجة اسباب النزول ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . سيما و أن الايات والاحاديث كثيرة في هذا الخصوص ، و بعضها يعضد بعضا في فظاعة هذا العمل ، وتوعده بالخلود في النار ، و أنه افضع عند الله من هدم الكعبة ، وأنه اول ما يقضى فيه في الحساب ، دون سائر الكبائر . و هذا الذي تقول به يجعل القاتل و ضحيته يجتمعون اخيرا في الجنة ! بينما الرسول يقول ( اذا تقابل مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار).

ومع ذلك فأنا لا أحكم بكفر القاتل المعيّن ، مثلما تروي عن الخوارج . لأن الله يعلم ما لا نعلم ، والحساب موكل به . و قول أحد أن فلان في النار فهذا يعني حساب ، و الحساب عند الله . نحن نعلم ان الله توعد القاتل عدوا و ظلما بالخلود في النار بموجب كتابه و سنة نبيه ، سواء كان مسلما ام كافرا ، لكن ليس لنا الحكم على المعيّن .

اقتباس:

و هنا أحب أن أذكرك بقولة الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما في الخوارج من أمثالك:
( أتوا إلي آيات نزلت في الكفار فأنزلوها على المسلمين)
إذن الموحد المذنب لا يخلد في النار أبدا هذا مذهب أهل السنة.
و لا يخلد في جهنم إلا الكفار لقوله تعالى:
( إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162)) البقرة.
الله يقول : أن القاتل يخلد ابدا ، و أنت تقول : لا يخلد أبدا !! فأيكما نسمع ؟

و ما قيمة من يقول : لا إله الا الله وهو يعمل عمل الكافرين ؟ وأشد اعمال الكافرين قتل المؤمنين ؟ بموجب كلامك : المنافق لا يخلد في النار ! لأنه قال لا اله الا الله ! تقول ان الكافر لا يدخل الجنة ، والرسول يقول أن قتال المسلم كفر ! هو طبعا لا يقصد الكافرين لانهم كافرين من قبل ان يقاتـِلـُوا ، اذن يقصد المسلم ، فما موقفك من الحديث ؟ هل ترفضه ؟ الحديث كفر القاتل وليس انا ، و قوله (كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الرجل يقتل المؤمن متعمدا أو الرجل يموت كافرا) ، وأنت تقول ان الله قد يغفر للقاتل ، والحديث يقول أنه لا يغفر له ، وهو في صحيح النسائي .. فهل ترد هذا الحديث ايضا او تهمشه ؟

وقال ايضا (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) ! هل تنتقي من القرآن ؟ أو تقبله كله ؟ أو تنسخ إحداهما بالأخرى ؟

اقتباس:

لم تجب بشيء عند سؤال حول القرآن و لكني سأجيبك:
مذهب أهل السنة في القرآن أورده الطحاوي رحمه الله بقوله:
( وإِنَّ القرآنَ كَلامُ الله، منْهُ بَدَا بلاَ كَيْفِيَّة قَوْلاً، وأنْزلَه على رَسُولِهِ وَحْياً، وَصَدَّقهُ المؤمنون على ذلك حَقًّا)، فالقرآن هو كلام الله لفظاً و معنى ، و هو الوحي الأول و السنة النبوية المطهرة على صاحبها الصلاة و السلام الوحي الثاني لقوله تبارك و تعالى عن نبيه ( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
اكمل الآية : (علمه شديد القوى ، ذو مرة فاستوى) بربك هل المقصود القرآن أم الاحاديث في هذه الآية ؟ إنها تتحدث عن نزول جبريل بالقرآن ، و هو الوحي .. لا يجوز الاجتزاء ما لم يتم المعنى .. الاية تتحدث عن إنزال القرآن .. والسياق كله يتحدث عن القرآن .. أردتُ أن تجيبَ أنت ، لا أن تأتي بنقولات عن موضوع آخر ..

اقتباس:

رؤوية الله:
نعم المؤمنون يرون الله عياناً بياناً .
الله يقول (الى ربها ناظرة) ، فهل بعد كلام الله كلام ؟ نعرفها من القرآن ، لسنا بحاجة الى ما عندك ..

اقتباس:

هل تقدر أن تجيب كما أجبتك عن المسائل الثلاث أعلاه:
- ما مصير مرتكب الكبيرة من المؤمنين ، و هل يخلد في النار؟
- هل القرآن كلام الله لفظاً و معنى؟
- هل يرى أهل الجنة ربهم و يجلسون إليه على منابر من نور؟
اجبتك عن الاولى ، والبقية أجيبك بـ نعم ، فهل تعرف القراءة ؟ هل ما زلتُ من الخوارج و على مذهبهم ؟ أنا عندك من الخوارج حتى لو رفضت كل ما جاءوا به !! وهكذا تكبُّرك فعلَ بك هذا الفعل .. و جعلَ احكامك تعسّفية ..

تواضع لله وعد الى الحق ، انت امام شخص يرفض كل افكار الخوارج التي سقتها ، ومع ذلك تصر على تسميته بالخارجي والاباضي ، وكأنك لا تعرف الا هذه الكلمة ! فكّر ولو قليلا .. حتى لا تكون معاندا بلا إلمام ولا إحاطة .. اذن كيف اكون لستُ من الخوارج ما دام ان رفضي لافكارهم لم ينفعني ؟ هل أكون أنت حتى تقبلني ؟

اقتباس:

إذا كان عندك أسئلة ضعها كم أضعها أنا واضحة و سأجيبك بمشيئة الله من كتب أهل السنة و الجماعة.
لا ، لا أريد نقولات أقرؤها واذا هي بعيدة عن الموضوع ، اجب انت عن فهمك لهذه النقولات وغيرها .. مثلما أجيب أنا من فهمي ، ولم انقل لك الا اية او حديث .. انا اتكلم عن الاسلام وانت تتكلم عن المذاهب ! وتحجّني بها ! وهي كلها بدعة ظهرت بعد موت الرسول بقرون ، الإسلام هو قال الله قال رسوله ، وليس قال المذهب الفلاني ، فالمذهب بشر ، يخطئون ويصيبون ، أما كلام الله وما والاه فهو الدين والحجة ، وليس فهم البشر هو الحجّة .. وإلا لبعث الله لنا مذهبا ولم ينزل قرآنا ولا رسولا .. وشكرا لك وجزاك الله خير الجزاء ..

عبده فايز الزبيدي 12-17-2013 08:04 PM

يا وراق هداك الله!
لي رجاء بسيط :
إذا رددت فلا تكثر الكلام لأن أنفع الكلام ما قلَّ ودلَّ!

عبده فايز الزبيدي 12-17-2013 08:10 PM

أخي الكريم:
تدعي _هداك الله_ أن الإسلام هو أخلاق و أنا قلت لك إن الأخلاق جزء من الدين، و ذهبت تستدل بما لا يعقل و من هذا قولك :
(ما الصلاة الا اخلاق ، اول كلمة فيها (الحمد لله رب العالمين) شكر ، والشكر اخلاق..)
فإذا قبلنا أن الدعاء و الذكر الوارد فيها أخلاق تنزلاً لا قبولاً ، فهل حركة الركوع و حركة السجود و التسليم و ما فيهم من نزول و صعود و التفات هي كذلك أخلاق؟فإن قلت نعم فعدد لنا الأخلاق التي تتخلق بها الأصابع و الأيدي و الأرجل؟
__________________
ثم :
سألتك عن القرآن هل اللفظ الذي بين دفتي الكتاب هو لفظ الله، أم لا؟
لا أريد منك غير كلمتين: نعم ، أو لا .
سألتك: هل يرى أهل الجنة ربهم عياناً بياناً كما يرى الواحد منا القمر لية النصف؟
قلها صريحة: نعم أو لا.
سألتك: هل العصاة من أهل القبلة مخلدون في النار؟
أيضا: نعم أو لا.
______________________
رجاء!
-كلما سألتك عن رؤية الله في الآخرة استدللت بقوله تبارك و تعالى:
(وجوه يومئذ ناضرة ،إلي ربها ناظرة)
فهل لجنابكم أن تفسر لي قول الحق ( إلي ربها ناظرة ) بأوضح و أوجز عبارة!

ثم أطرح أسئلتك باختصار كما أفعل أنا هنا!
وشكرا

أحمد الورّاق 12-20-2013 09:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 168026)
أخي الكريم:
تدعي _هداك الله_ أن الإسلام هو أخلاق و أنا قلت لك إن الأخلاق جزء من الدين، و ذهبت تستدل بما لا يعقل و من هذا قولك :
(ما الصلاة الا اخلاق ، اول كلمة فيها (الحمد لله رب العالمين) شكر ، والشكر اخلاق..)
فإذا قبلنا أن الدعاء و الذكر الوارد فيها أخلاق تنزلاً لا قبولاً ، فهل حركة الركوع و حركة السجود و التسليم و ما فيهم من نزول و صعود و التفات هي كذلك أخلاق؟فإن قلت نعم فعدد لنا الأخلاق التي تتخلق بها الأصابع و الأيدي و الأرجل؟
__________________
ثم :
سألتك عن القرآن هل اللفظ الذي بين دفتي الكتاب هو لفظ الله، أم لا؟
لا أريد منك غير كلمتين: نعم ، أو لا .
سألتك: هل يرى أهل الجنة ربهم عياناً بياناً كما يرى الواحد منا القمر لية النصف؟
قلها صريحة: نعم أو لا.
سألتك: هل العصاة من أهل القبلة مخلدون في النار؟
أيضا: نعم أو لا.
______________________
رجاء!
-كلما سألتك عن رؤية الله في الآخرة استدللت بقوله تبارك و تعالى:
(وجوه يومئذ ناضرة ،إلي ربها ناظرة)
فهل لجنابكم أن تفسر لي قول الحق ( إلي ربها ناظرة ) بأوضح و أوجز عبارة!

ثم أطرح أسئلتك باختصار كما أفعل أنا هنا!
وشكرا

جواب السؤال الاول : نعم
جواب السؤال الثاني : نعم
جواب السؤال الثالث : الله اعلم ..

ما يتعلق بالاخلاق في الاصابع والايدي والارجل والالتفات كما تقول، هو اخلاق واحترام ، اليست الامم تركع تعظيما لبشر ؟ وتسجد كذلك ؟ اليس عدم الالتفات من الاحترام ؟ اليس الاحترام من الاخلاق مع الله ؟ اليس الجلوس عبارة عن جثي على الركب امام الله طلبا لرحمته ؟ هل نفهمك دينك ؟

ومن أنا حتى اقوم بهذه المهمة ؟ انت تمارس السجود والركوع كل هذا العمر ولا تدري لماذا ؟ لانها وردت فقط ؟ أليس المطلوب ان نعبد الله على بصيرة ؟ بصيرة بما نفعل وما نقول ؟

انت تفعل هذه الحركات ولا تدري ان القصد منها احترام الله وتعظيمه ، اذن انت لا تعظـّم الله بها ، لانك لا تعرف فائدتها والمغزى منها ، هذه مشكلة العبادة بلا بصيرة .. والله امرنا أمراً بالبصيرة . البصيرة هي جواب "لماذا" ..

اذن الدين كله اخلاق ، مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. بينما انت تفصل الاخلاق عن الدين وهذه علمانية ، تجعل الاخلاق جزءا مستحبا في الدين .

ولم تجبني : هل بقية الدين اخلاقي ام لا اخلاقي ؟

ان اجبت بنعم فقد ناقضت نفسك ، وان اجبت بلا فهي مصيبة كبرى ..

الم اقل لك تبصّر بالدين لتستطيع الرد ؟ واعبد الله على بصيرة ؟ حتى تكون نعم العبد ؟ وهذا ما اتمناه لي ولك ولكل مسلم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عبده فايز الزبيدي 12-24-2013 11:49 AM

الحمدلله على جميل قولك في مسألة الرؤية و مسألة القرآن
و شكرا لك ؛فقد أسعدتني بهاتين الموافقتين مني و منك حولهما!
لكن السؤال حول المسألة الثالثة :
لماذا لست متأكداً من أن عصاة أهل التوحيد من أهل الإسلام لا يخلدون في النار؟ هات الأدلة_ فضلا لا أمراً_ على هذا المعتقد!
____________
و حول سؤالك _هداني و هداك الله _ هل بقية الدين أخلاقي ام لا أخلاقي؟
فالجواب:إن الدين كما يفهمه أهل السلف _ أي عامة أهل السنة و الجماعة _ جملة من العقيدة و الأحكام(التشريعات) و الأخلاق
و حتى تقترب الصورة في ذهن من يريد الحق أضرب لك مثالا:
اشترط أهل الفقه لقبول العمل التعبدي من قول أو فعل أو اعتقاد شرطين:
- الإخلاص : و هو تنقية العمل من شوائب الرياء و الشرك و حظوظ الحظوة الذاتية و الاجتماعية ...الخ
- المتابعة (الصواب) : و تعني كل عمل و لو صلحت نية صاحبه و لم يأت موافقا للصفة الشرعية فهو رد ( كل بدعة ضلالة)
و بعبارة موجزة من لا يملك العلم الشرعي فهو لا شك سيأتي بالدواهي في الجانب العملي و إن كان هذا الجاهل من ذوي الأخلاق الفاضلة،
و من هذا نقول لك : أين دور الأخلاق في المتابعة مع تسليمنا لكم من صلاح أخلاق المتعبد؟

أحمد الورّاق 12-29-2013 08:38 PM

اقتباس:

الحمدلله على جميل قولك في مسألة الرؤية و مسألة القرآن
و شكرا لك ؛فقد أسعدتني بهاتين الموافقتين مني و منك حولهما!
لكن السؤال حول المسألة الثالثة :
لماذا لست متأكداً من أن عصاة أهل التوحيد من أهل الإسلام لا يخلدون في النار؟ هات الأدلة_ فضلا لا أمراً_ على هذا المعتقد!
سبق ان وضحنا الادلة ، عليك ان تبذل مجهودا في التركيز في القراءة ، لأنه من الصعب ان تعالج كل القضايا بنعم او لا . لا بد من شرح ، واذا شرحت لك تقول "توهتنا و حيرتنا وتلف وتدور ! نريد اجابة بنعم او لا !"

انت لم تتعلم ما تعلمته على طريقة نعم او لا .. فالرجاء منك لطفا لا امرا ان تعير ما يـُكتب لك شيئا من الاهتمام ، لا ان تصفه بلف و دوران وتعرض عنه ، لأن في هذا خيلاء واحتقار نهاك عنه دينك ، و لستُ مضطرا للمارسة اللف والدوران معك ، و ليس لك اي سلطة علي حتى اضطر لذلك ..


اقتباس:

و حول سؤالك _هداني و هداك الله _ هل بقية الدين أخلاقي ام لا أخلاقي؟
فالجواب:إن الدين كما يفهمه أهل السلف _ أي عامة أهل السنة و الجماعة _ جملة من العقيدة و الأحكام(التشريعات) و الأخلاق
و حتى تقترب الصورة في ذهن من يريد الحق أضرب لك مثالا:
اشترط أهل الفقه لقبول العمل التعبدي من قول أو فعل أو اعتقاد شرطين:
- الإخلاص : و هو تنقية العمل من شوائب الرياء و الشرك و حظوظ الحظوة الذاتية و الاجتماعية ...الخ
- المتابعة (الصواب) : و تعني كل عمل و لو صلحت نية صاحبه و لم يأت موافقا للصفة الشرعية فهو رد ( كل بدعة ضلالة)
و بعبارة موجزة من لا يملك العلم الشرعي فهو لا شك سيأتي بالدواهي في الجانب العملي و إن كان هذا الجاهل من ذوي الأخلاق الفاضلة،
و من هذا نقول لك : أين دور الأخلاق في المتابعة مع تسليمنا لكم من صلاح أخلاق المتعبد؟
ها انت ذا تمارس اللف و الدران فعلا لا تهمة ..

من حقي ان اقول لك : اجب بنعم او لا ، كما قلت لي ! ام ان على رأسك ريشة و لك وضعك الخاص ؟ اذا كنا سواء في الحوار فأجب كما اجبتك بنعم او لا : هل بقية الاسلام من عقائد و عبادات ، اخلاقية ام غير اخلاقية ؟ فقط . اجب بنعم او لا . كما اجبتك بنعم او لا .. اليس هذا عدلا ؟ ام انك لا تُسأل عما تفعل وهم يُسألون ؟!

اتق الله ولا تقع في التكبر وبطر الحق .. لأن الله لا يحب المستكبرين ..

دع التكبر و عد الى الحوار السابق تجد هناك جوابي ان كنت صادقا وتريد ان تعرف ، ورد عليه ، بما انك لا تحب التطويل فلست بحاجة لاعيد نفس الكلام ..

وجزاك الله خيرا ..

عبده فايز الزبيدي 12-30-2013 10:08 AM

أخي الكريم/ أحمد الوراق!
سألتني بارك الله فيك :
( هل بقية الاسلام من عقائد و عبادات ، اخلاقية ام غير اخلاقية ؟ فقط . اجب بنعم او لا !)
إن كنت تقصد أن العبادة هي ذاتها الأخلاق فجوابي بـ : (لا) صراحة.
و التفسير عندي:
أن الدين هو شرائع (عقائد و عبادات) و معاملات ( و منها الأخلاق والعادات)، و بالتالي سيسأل المرء لِم شرع الله الشرائع؟
و الجواب : شرع الله الشرائع لتهذيب الأخلاق و هذا هو مفهوم منطوق القرآن و السنة.
أي أن الأخلاق جزء من كل الدين بل هي مفتقرة إلي غيرها و ليست قائمة بنفسها إلا في مسألة الجبلة و التي يتساوى فيها المسلم و الكافر.

و سأبين ما أجملت أعلاه بقولي:
أما ما جَبَل الله عليه بعض الناس من حسن الخلق فقد جاء في الحديث الصحيح من حديث الشج بن قيس رضي الله عنه:
( جاء الأشجُّ يَمشي حتَّى أخذَ بيدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقبَّلها فقال لهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : أمَّا إنَّ فيك لخُلُقَيْنِ يُحبُّهُما اللهُ و رسولُه قال جَبْلًا جُبِلْتُ عليهِ أو خُلِقَا معي قال : لا ، بل جَبْلًا جُبِلْتَ عليهِ)
و من هذا ثناء رسول الله صلى الله عليه و سلم على حاتم الطائي من حديث علي بن أبي طالب و جاء فيه:
( ... لمَّا أتَى بسبايا طيِّئٍ وقفت جاريةٌ في السَّبْيِ , فقالت : يا محمَّدُ إن رأيتَ أن تُخلِّيَ عنِّي ولا تُشمِتْ بي أحياءَ العربِ , فإنِّي بنتُ سيِّدِ قومي , وإنَّ أبي كان يَحمي الذِّمارَ , ويفُكُّ العانيَ , ويُشبِعُ الجائعَ , ويُطعِمُ الطَّاعمَ , ويُفشي السَّلامَ , ولم يرُدَّ طالبَ حاجةٍ قطُّ , أنا ابنةُ حاتمٍ الطَّائيِّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا , لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه , خلُّوا عنها فإنَّ أباها كان يحبُّ مكارمَ الأخلاقِ ,..) و الحديث في اسناده ضعف كما قال عنه الإمام الألباني، ولكن يستدل به هنا.

فلو كانت الأخلاق هي الأصل لفاز حاتم ، و إنما حاتم تخلق بمكارم أخلاق قومه و ظهر عليهم بظهورها في تعاملاته و الإسلام جاء بعباداته و شرائعه ليهذب الأخلاق الفجة و يقيم الطبائع المعوجة ، و يثني على ما استقام من الناس خلقاً كما قال عليه الصلاة و السلام:
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

أخي الكريم! لو تأملنا كتاب الله لوجدنا أن الله يبدأ بالشريعة ( عقيدة و عبادة) ثم بالمعاملة ( خلقا و عادة) فلنقرأ قوله جلَّ في علاه:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.

أحمد الورّاق 01-01-2014 08:22 PM

اقتباس:

أخي الكريم/ أحمد الوراق!
سألتني بارك الله فيك :
( هل بقية الاسلام من عقائد و عبادات ، اخلاقية ام غير اخلاقية ؟ فقط . اجب بنعم او لا !)
إن كنت تقصد أن العبادة هي ذاتها الأخلاق فجوابي بـ : (لا) صراحة.
و التفسير عندي:
أن الدين هو شرائع (عقائد و عبادات) و معاملات ( و منها الأخلاق والعادات)، و بالتالي سيسأل المرء لِم شرع الله الشرائع؟
و الجواب : شرع الله الشرائع لتهذيب الأخلاق و هذا هو مفهوم منطوق القرآن و السنة.
أي أن الأخلاق جزء من كل الدين بل هي مفتقرة إلي غيرها و ليست قائمة بنفسها إلا في مسألة الجبلة و التي يتساوى فيها المسلم و الكافر.
تقول أن الشريعة جاءت لتهذيب الاخلاق ، و أن الاخلاق جزء من كل الدين ، و إذا قلنا الإسلام دين الأخلاق قلت : لا ! لماذا تقدّم رجلا وتؤخر الأخرى خوفا من كلمة "أخلاق" ؟ ما الخطر فيها ؟ ما المشكلة ؟ هل فيها شر أم خير ؟ ألا تحب الأخلاق ؟ أليس الإسلام دين الخير ؟ وهل لا تحب ان يوصف دينك بأنه اخلاقي ؟

إن فصل العقيدة عن الاخلاق لهو مشكلة سببت عدم الإهتمام عند البعض بالسلوك الاخلاقي ، على اعتبار ان الله يُدخل الجنة على العقيدة والشريعة ، أما الأخلاق فيراها شيئا هامشيا من فضائل الأعمال ، من شاء فعلها ومن شاء تركها . تكثيف هذه الفكرة مع الاسف جعلنا نرى أشخاصا كانت أخلاقهم افضل قبل أن يزداد إلتزامهم بالدين ، مع أن المفترض هو العكس ..

قلت : "الشريعة جاءت لتهذيب الأخلاق" ، اذن تجاسر و قل : الشريعة أخلاقية ! ما دام ان هدفها تهذيب الأخلاق .. لا بد من تطابق الوصف مع الصورة ، أنت تصف الإسلام بصفات ، و تقدّم صورة مختلفة عن الوصف !

أرجو أن تـُجمِع أمرك .. وتجيب بنعم أو لا .. كما كنت تطالبني : هل تصف الشريعة والعقيدة بأنهما أخلاقيتان أم غير اخلاقيتان ؟

أي شيء يهذب الأخلاق ، الا يكون أخلاقيا ؟ لا يمكن تصوّر شخص مثلا يهذب الأخلاق وهو غير اخلاقي أثناء قيامه بهذا الدور على الاقل .

اقتباس:

و سأبين ما أجملت أعلاه بقولي:
أما ما جَبَل الله عليه بعض الناس من حسن الخلق
ها هو الان يتبين موقفك من الاخلاق ، و هي كموهبة حسن الخط وجمال الصوت الخ .. ! جبلّة !

مفهوم الأخلاق أوسع مما تتصور ، بحيث أن كل شيء من الممكن ان يوصف بالأخلاقي أو بغير الأخلاقي ، أليس حب الخير أخلاق ؟ اليس الإيمان اخلاق مع الله ؟ الله إذن يقيم الحساب على الاخلاق مع الخالق و المخلوقين ، وانت قلت أن الشريعة جاءت لتهذيب الأخلاق ، اذن الاخلاق هي هدف الإسلام كما قال النبي (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) ، ثم تقول أن الأخلاق جبلة ! فكيف تـُهذّب وهي جبلّة ؟! الم يقل رسول الله عليه الصلاة والسلام (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن حسّن خلقه) ، أي يمكن تحسينها ، بينما أنت تراها جبلة و موهبة ! و الجبلـّة لا يُلام تاركها ، ولا فضل لفاعلها ، لأنها جبلّة !! وهذا مفهوم جبري يقول به الملاحدة ، و أربأ بك عنهم ..

الله وصف الكفار بسوء الأخلاق ، من الكفر ، و الكفر سوء أخلاق لأنه جحود لمعلوم و نوع من الكذب ، وهو كذب الجحود ، وصفهم بالبخل والمادية والانانية والرياء والطمع ، بموجب كلامك : اذن لماذا يلومهم الله وهو من جبلهم على سوء الأخلاق ؟! ورسول الله يقول ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) ، والكبر اول ذنب عصي به الله وهو اساس سوء الاخلاق كله ، فهل الكبر جبلّة ؟ كيف تكون الاخلاق شيئا هامشيا والله لم يتوعد الا سيء الاخلاق ، كقوله (اليس في جهنم مثوى للمتكبرين) ؟ فلماذا تكون الاخلاق على الهامش وهي الأساس في ديننا ؟ و لمصلحة من هذا التهميش ؟

كل الديانات المحرفة والوضعية تهمها العقيدة اكثر من الاخلاق ، و نحن جميعا ننتقد افكار وعقائد اليهودية و نصفها بأنها غير اخلاقية ، مع أن اليهودي لا يؤمن كيهودي حتى يعتنق هذه الافكار ، و هي أهم حتى من سلوكه ! يجب أن نأخذ الأولويات من القرآن ، و هذه هي عقيدتنا كمسلمين .

الدين ينفع و يُصلح إذا نـُظر إليه كأخلاق ، بكامله ، أما إذا نظر إليه كأفكار متقطعة وغير مترابطة ومنع البحث عن الهدف منها ، فإنه في كثير من الأحيان يضر بالأخلاق ، و يشرعن لسوء الأخلاق ! و يجعل انتقاد سوء الخلق إنحرافا عن الدين ! و هذا ما نجده في اليهودية والهندوسية أو المسيحية ، ولا نريد لمثل هذا ان يكون في الإسلام ، فرسول الله امرنا بمخالفة اليهود والنصارى ، ليس في لباسهم او احتفالاتهم فقط ، فهناك ما هو أهم في المخالفة .. فلو اعتقدت ان المسيح هو نبي الله لكفرت عند المسيحيين ! ولا ينفعك عملك الطيب ! ولو اعتقدت ان غيره ممكن أن يفيدك أو يخلـّصك لكفرت عندهم ..

اقتباس:

فقد جاء في الحديث الصحيح من حديث الشج بن قيس رضي الله عنه:
( جاء الأشجُّ يَمشي حتَّى أخذَ بيدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقبَّلها فقال لهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : أمَّا إنَّ فيك لخُلُقَيْنِ يُحبُّهُما اللهُ و رسولُه قال جَبْلًا جُبِلْتُ عليهِ أو خُلِقَا معي قال : لا ، بل جَبْلًا جُبِلْتَ عليهِ)
الجبل و الخلق لفظان لمعنى واحد ! وكل الانفس فيها جبلّة الخير ، قال تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) ، لكن (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) .

اقتباس:

و من هذا ثناء رسول الله صلى الله عليه و سلم على حاتم الطائي من حديث علي بن أبي طالب و جاء فيه:
( ... لمَّا أتَى بسبايا طيِّئٍ وقفت جاريةٌ في السَّبْيِ , فقالت : يا محمَّدُ إن رأيتَ أن تُخلِّيَ عنِّي ولا تُشمِتْ بي أحياءَ العربِ , فإنِّي بنتُ سيِّدِ قومي , وإنَّ أبي كان يَحمي الذِّمارَ , ويفُكُّ العانيَ , ويُشبِعُ الجائعَ , ويُطعِمُ الطَّاعمَ , ويُفشي السَّلامَ , ولم يرُدَّ طالبَ حاجةٍ قطُّ , أنا ابنةُ حاتمٍ الطَّائيِّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا , لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه , خلُّوا عنها فإنَّ أباها كان يحبُّ مكارمَ الأخلاقِ ,..) و الحديث في اسناده ضعف كما قال عنه الإمام الألباني، ولكن يستدل به هنا.
لاحظ أن الرسول جعل من صفات المؤمنين حسن الخلق ، و ليس جبلته .. و حاتم نفسه مثل غيره يحب المال ، لكنه غلّب حب الذكر الحسن على حب المال ، كما عبّر هو عن فلسفته في ذلك ، فقال يخاطب زوجته :

أماوي ان المال غاد و رائح .. ويبقى من المال الاحاديث والذكر ..
أماوي اني لا اقول لطالب .. اتاني أن قد حل في مالي النزر ..

و كما قالت الخنساء في مدح اخيها صخر :

يبيت الندى يا ام عمرو ضجيعه .. اذا أ ُثقلت بالباخلين المضاجع ..

المسألة قرار واختيار ، إما ان تختار المال أو الرجال .. والإنسان نفسه يمر بمراحل بحياته إما ان يزداد بخلا او يزداد كرما ، إما ان يزداد حلمه وعقله ، او يزداد طيشه و تعجرفه ، وقد يكون كريما في شبابه بخيلا في شيخوخته أو العكس ، مما يدل على ان الاخلاق ليست غريزة ثابتة ، فالله لا يحاسبنا بالغرائز .. وإلا لكان ظلما ، وما الله بظلام للعبيد .


اقتباس:

فلو كانت الأخلاق هي الأصل لفاز حاتم ، و إنما حاتم تخلق بمكارم أخلاق قومه و ظهر عليهم بظهورها في تعاملاته و الإسلام جاء بعباداته و شرائعه ليهذب الأخلاق الفجة و يقيم الطبائع المعوجة ، و يثني على ما استقام من الناس خلقاً كما قال عليه الصلاة و السلام:
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
هذا يعني أن الإسلام جاء لأجل الاخلاق ، لكن الذي نقص حاتم هو الاخلاق مع الخالق ، و أن كرمه كان من اقوى دوافعه حب الثناء والمدح ، وهذا بحد ذاته ليس من حسن الخلق ، و حاتم اعترف بهذا عندما طلب الاحاديث والذكر .. لم يقل مثل عباد الله المؤمنين الحقيقيين (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) ، والاخلاق ليست فقط الكرم ، ولم يقل الرسول أن حاتما في النار ..

اقتباس:

أخي الكريم! لو تأملنا كتاب الله لوجدنا أن الله يبدأ بالشريعة ( عقيدة و عبادة) ثم بالمعاملة ( خلقا و عادة) فلنقرأ قوله جلَّ في علاه:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.
اذا كان التقديم في العطف هو المهم عندك ، فقد قدمت الآية الحفاظ على الامانة قبل الحفاظ على الصلاة .. و قدّم الخشوع في الصلاة قبل المحافظة عليها ، و الصلاة ذكرت في الاول والآخر من الايات التي ذكرت ..

و الصلاة بحد ذاتها اخلاق مع الخالق و المخلوقين ، بما فيها من دعاء لغيرك و الصلاة على النبي محمد ..

الايمان نفسه حسن أخلاق و صدق مع الله ومع النفس .. و تضحية بهوى النفس ، لأن الذين لم يؤمنوا تبعوا هوى النفس والشيطان ، وثقلت عليهم التضحية ، والتضحية أخلاق ..

اينما تذهب في القرآن أخلاق أخلاق ، بينما أنت تضعها في هامش الهامش في الدين ! اذ تضعها فرعا من المعاملات ! في الدرجة الرابعة من الدين و آخر درجة ! عقيدة ثم شريعة ثم معاملات في ذيلها الأخلاق !! ولا تضعها في سياق الإلزام ، لأنك تصفها بالجبلة ، والجبلة لا توجد عند الجميع .. هذا اذا كان هناك حساب على الجبلة أصلا ، لأنه لا يمكن أن يُحاسب احد على الجبلة ..

الله وصف الذين لم يؤمنوا به بصفات لا اخلاقية : المكذبين ، الخراصون ، الفجرة ، المسكتبرين ، الكافرين ، الماكرين .. إلخ . ألا يكفيك هذا ؟

وهذه الاحاديث عن الاخلاق وليست عن الشريعة ولا العقيدة ، بينما انت ترى ان الاخلاق شيء هامشي ، وهذا مخالفة للكتاب والسنة يا رعاك الله ..

عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((ما مِن شيءٍ أثقلَ في ميزان المؤمنِ يومَ القيامة مِن حُسن الخُلق، وإنَّ الله ليُبغض الفاحشَ البذيء))


{ أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً }

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((أنا زَعيمٌ ببيت في رَبَضِ الجنَّة لِمَن تَرَك المراء، وإن كان محقًّا، وببيت في وَسَطِ الجنة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّة لِمَن حَسُن خلقُه))

وعن عبدالله بن عمرو، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مجلس: ((ألا أخبركم بأحبكم إليَّ، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟)) - ثلاث مرات يقولها - قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((أحسنكم أخلاقًا))

"الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد, والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل."

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله قال:((إن من أحبكم إلي ، و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، و إن أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ، و المتشدقون ، و المتفيهقون ))، قالوا : قد علمنا " الثرثارون و المتشدقون " فما " المتفيهقون ؟ " قال : ((المتكبرون))

"إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً , وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً ."

"من لايرحم الناس لايرحمه الله"

"اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا عاهدتم و أدوا إذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم و غضوا أبصاركم وكفّوا أيديكم ."

" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ."

( لن يدخل الجنة إلا رحيم ، الراحمون يرحمهم الرحمن ، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )

( عذبت إمرأة هرة فأدخلتها النار ، حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تستقي رزقها حتى ماتت / فأدخلت فيها النار )

عبده فايز الزبيدي 01-03-2014 03:20 PM

الله يهديك !
لا تكثر الكلام ، فإذا طال الكلام ملَّ المتابع!
و لي عودة إن شاء الله!

عبده فايز الزبيدي 01-03-2014 07:41 PM

1. يا أخي لا تقولني ما لم أقله في قولك:
(بينما انت ترى ان الاخلاق شيء هامشي ، وهذا مخالفة للكتاب والسنة يا رعاك الله ..)
بل هذا ظلم مبين ، فنحن أهل السنة نقول بما يقوله القرآن و السنة من أن الأخلاق الحميدة مطلب جاءت الشرائع لغرسها في الناس لكنكم الخوارج و انتصارا لمذهبكم القائل :
بأن كفر النعمة يخلد صاحبه في النار لا تقبلون الحق.
2. يا أخي الكريم _هداك الله _ ذهب بك تعصبك مبلغاً جعلك ترد كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم:
حين قلت ما نصه: ( ...
ولم يقل الرسول أن حاتما في النار ..) في حين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
(
يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا ,لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه...)
و مفهوم المنطوق أن حاتما الطائي ليس من المسلمين و لذا لم يترحم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ضابط هذه المسألة أن كل كافر في النار و لو كان أباً لنبي أو رسول هذا الحديث:
(
أن أعرابيًا أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ أين أبي ؟ قال : في النارِِ . قال : فأين أبوكَ ؟ قال : حيثما مررت بقبرِ كافرٍ فبشِّرْه بالنارِ ، فأسلم الأعرابيُّ فقال : لقد كلفني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعناءٍ ، ما مررت بقبرِ كافرٍ إلا بشرته بالنارِ.)
فقوله صلى الله عليه و سلم :
(لو كان أباك مسلما) يعني أن حاتما مع حسن أخلاقه مات كافرا فلا تجوز عليه الرحمة و طلبها له من المسلمين.
3. ذكرت لك قديما قوله صلوات ربي و سلامه عليه:
( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه)
و الرسول يقول صلوات ربي و سلامه عليه :
( أكثر ما يدخل الناس الجنة : تقوى الله و حسن الخلق)
فدل على أن الأخلاق الحسنة جزء من الدين لا الدين كله، ولو تأملت القرآن لوجدت هذه العقيدة واضحة كالشمس:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.
ففي الآيات أعلاه نجد أن الله بدأ بالعقيدة :
(قد أفلح المؤمنون ) فالمؤمنون هم أصحاب الإيمان و الإيمان هو الإسلام أي عقيدة.
(الذين هم في صلاتهم خاشعون) و الصلاة عبادة ظاهرة بل من شعائر الدين العالية و الخشوع هو عبادة القلب كما أن الركوع و السجود هما عبادة الجوارح............. و الذين هم للزكاة فاعلون) و أداء الزكاة عبادة فعلية ظاهرة
و بعد أن أصلَّ العبادات ذهب إلي المعاملات فتحدث عن العفة و الحصانة و الأمانة في قوله:
(
الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8))

الخلاصة: الدين عقيدة وعبادة و معالة حسنة (أخلاق حميدة)

عبده فايز الزبيدي 01-03-2014 08:10 PM

نعود لصلب الحديث:
أهل السنة و الجماعة يقولون بأن أهل الكبائر من أهل الإسلام يدخلون الجنة و إن عذبهم الله بذنوبهم إلا أنهم لا يخلدون في النار، فهل تقول بهذا القول و إن كنت لا تراه ؛فدليلك هداك الله!

أحمد الورّاق 01-05-2014 09:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 170083)
الله يهديك !
لا تكثر الكلام ، فإذا طال الكلام ملَّ المتابع!
و لي عودة إن شاء الله!

بخصوص التطويل فقد قلت لك أجب بنعم أو لا وأجبتني بنقول ومراوغات مع أن نعم أو لا أكثر اختصاراً، فلماذا تأمر غيرك بما لا تأمر به نفسك؟ فهل لك مكانة خاصة أم ماذا؟ لماذا لا يسعك ما يسع غيرك؟ أليس الله يأمرك بالعدل؟ وأنت تقول أنك متبع للقرآن كما تقول؟

ثم ليس من الأخلاق أن تحدد للناس كيف يتكلمون مادمت أنت من دخل في حوار معهم ولم يلزمك أحد، أنا لن أستطيع أن أكون أنت حتى أعجبك، لكني ملتزم بأدب الحوار ولم أذهب إلى الشخصنة وقذف التهم كما تفعل، وما أطلت إلا احتراماً لك حتى أوصل الفكرة بوضوح لو تعلم، ولو كنت أحتقرك لرميت كلمة ومشيت!!

من يشرح لك ويجهد نفسه بالتفصيل لكي تفهم فاعرف أنه يحترمك، ألم تحترم أستاذاً بالمدرسة كان يبذل مجهوداً ليوضح لك؟ حتى هذه البديهية لا تعرفها؟ وقاك الله من العجلة وسرعة الأحكام.
كل من يبحث عن الحق لا يعجبه الإيجاز المخل بل يريد الشرح والتفصيل، أما من يريد أن يملي كلامه ويمشي فالكتابة بحد ذاتها تتعبه، فانظر من أي النوعين أنت ، هل أنت ممن يبحث عن الحقيقة أو ممن يريد أن يلزم بما يراه على استعجال أنه حقيقة.

أحمد الورّاق 01-05-2014 09:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي (المشاركة 170091)
1. يا أخي لا تقولني ما لم أقله في قولك:
(بينما انت ترى ان الاخلاق شيء هامشي ، وهذا مخالفة للكتاب والسنة يا رعاك الله ..)
بل هذا ظلم مبين ، فنحن أهل السنة نقول بما يقوله القرآن و السنة من أن الأخلاق الحميدة مطلب جاءت الشرائع لغرسها في الناس لكنكم الخوارج و انتصارا لمذهبكم القائل :
بأن كفر النعمة يخلد صاحبه في النار لا تقبلون الحق.
2. يا أخي الكريم _هداك الله _ ذهب بك تعصبك مبلغاً جعلك ترد كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم:
حين قلت ما نصه: ( ...
ولم يقل الرسول أن حاتما في النار ..) في حين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
(
يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا ,لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه...)
و مفهوم المنطوق أن حاتما الطائي ليس من المسلمين و لذا لم يترحم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ضابط هذه المسألة أن كل كافر في النار و لو كان أباً لنبي أو رسول هذا الحديث:
(
أن أعرابيًا أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ أين أبي ؟ قال : في النارِِ . قال : فأين أبوكَ ؟ قال : حيثما مررت بقبرِ كافرٍ فبشِّرْه بالنارِ ، فأسلم الأعرابيُّ فقال : لقد كلفني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعناءٍ ، ما مررت بقبرِ كافرٍ إلا بشرته بالنارِ.)
فقوله صلى الله عليه و سلم :
(لو كان أباك مسلما) يعني أن حاتما مع حسن أخلاقه مات كافرا فلا تجوز عليه الرحمة و طلبها له من المسلمين.

هل الله مدح شيئاً في الكافرين في القرآن في نفس الوقت الذي يصفهم فيه في الكفر؟ ابحث عن هذا، لماذا الله لا يمدحهم والرسول يمدحهم؟؟!
إذا كان كافراً فكيف يعجب به الرسول؟ إذن هل الإعجاب بالكفار سنة حسب تفكيرك؟ إذن هل يسمح لي أن أعجب بكافرين؟ ستقول لا أنت تخالف السنة! وسأقول لك أنك متناقض ، وستقول لا بل أنت خارجي ونستمر بهذه الدوامة!
وكلما رأيت ما يغضبك مني ستقول أني خارجي وإذا رضيت لا تقول كذلك ، هذا من الفجور في الخصومة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس من أدب الحوار الذهاب للاتهامات خارج الموضوع، لأن هذا من الفجور وأنت فجرت هنا أكثر من مرة، لأنك تنسبني إلى مذهب لا أنتسب إليه وتصر على ذلك، وتكذبني وأنا صاحب الشأن وكأنك أدرى مني بعقيديتي وبقلبي! أليس هذا من الكبر أن تعلم ما في نفوس الناس ولا يُعلم ما في نفسك؟! اتق الله من الكبر فرسول الله قال أنه لا يدخل الجنة من بقلبه ذرة من هذا الداء العضال!
بل تهرب عن ذلك كلما أحرجتك الأسئلة ، أنت لم تجب على أسئلتي لأنك لا تستطيع ولهذا تجعلني خارجياً! نعم أنا خارج سيطرتك، لأنك لا تلتزم بالكتاب ولا بالسنة وإلا لقدمت لك من الأحاديث الكثير التي تشير أن الأساس في الدين الأخلاق وأن أكثر ما يدخل الجنة هي الأخلاق، ولكنك تريد إبقاء الأخلاق بعيدة عن الساحة، فالسؤال لماذا تنحية الأخلاق وتهميشها مع أن القرآن والسنة لم يهمشاها بل جعلاها في الصدارة؟؟ أجب عن هذا ودعك من عقيدتي فهي لا تقدم ولا تؤخر أياً كانت، نريد النظر في هذا الموضوع الذي دخلت فيه ولا تتهم عقائد الناس وتزكي نفسك فالله أعلم بمن اتقى.

وإذا كان حاتم كافراً من وجهة نظرك.. فهو كفر بماذا؟ هل جاءه نبي حتى يكفر أو يؤمن؟ ما ذنبه أن يموت قبل البعثة؟ والله يقول {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً}، أجب عن هذا السؤال دون أن تقول أنني من الخوارج لأننا عرفنها.

أبو جهل كفر بعد أن بُلّغ وجاءه رسول من الله ، فمن هو الرسول الذي جاء لحاتم وأمثاله وكفروا به وناصبوه العداء من أهل الفترة؟ هذه النظرة التعميمية بالكفر تخدم ماذا؟ القرآن لم يعمم بالكفر بل خصصه وذكر الكفار بأعيانهم وأفعالهم أفراداً أو جماعات، فهل أنت على منهج القرآن أم ماذا؟ القرآن يخصص دائماً بالتكفير {لقد كفر الذين قالوا...} {وقال الذين كفروا من أهل الكتاب...} وغيرها من الآيات، فالكفر في القرآن مبني على التخصيص بينما عندك مبني على التعميم وأن الأصل في الناس الكفر، والكفر يعني الجحود والإصرار بعد علم مع العداوة والشر، وإذا كان الخوارج يكفرون مرتكب الكبيرة فأنت تكفر كل البشر السابقين واللاحقين من أرسل إليه ومن لم يرسل إلا من تستثنيهم، فأيكما أقسى من الآخر؟! فحسب منطقك أن الطفل والمجنون كافر لأنه لم ينطق بالشهادتين بعد! وحتى الشهادتين ليست دائماً تنجي من الكفر.


اقتباس:

3. ذكرت لك قديما قوله صلوات ربي و سلامه عليه:
( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه)
و الرسول يقول صلوات ربي و سلامه عليه :
( أكثر ما يدخل الناس الجنة : تقوى الله و حسن الخلق)
فدل على أن الأخلاق الحسنة جزء من الدين لا الدين كله، ولو تأملت القرآن لوجدت هذه العقيدة واضحة كالشمس:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.
ففي الآيات أعلاه نجد أن الله بدأ بالعقيدة :
(قد أفلح المؤمنون ) فالمؤمنون هم أصحاب الإيمان و الإيمان هو الإسلام أي عقيدة.
(الذين هم في صلاتهم خاشعون) و الصلاة عبادة ظاهرة بل من شعائر الدين العالية و الخشوع هو عبادة القلب كما أن الركوع و السجود هما عبادة الجوارح............. و الذين هم للزكاة فاعلون) و أداء الزكاة عبادة فعلية ظاهرة
و بعد أن أصلَّ العبادات ذهب إلي المعاملات فتحدث عن العفة و الحصانة و الأمانة في قوله:
(
الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8))

الخلاصة: الدين عقيدة وعبادة و معالة حسنة (أخلاق حميدة)



لمذا فصلت بين الصلاة والأمانة؟ أليست الصلاة حق لله والأمانة حق للناس؟ لماذا فصلت بينهما؟ أليس أداء الحق أخلاق؟ لماذا ترى أن الأخلاق للناس بينما الله لا يستحق الأخلاق؟ هل عدنا لتعظيم الإنسان؟ إذا لم يكن الدين أخلاقاً فما يكون؟ أجب باختصارك المعهود، وقل أن الدين يكون كذا، وسمِّه باسمٍ نفهمه.

هذه نظرة بسيطة وسطحية للدين لما ميزت العقيدة عن الأخلاق؟ فحدد لنا ما هي العقيدة هل هي أخلاقية أم لا؟ دون الدخول في تفصيلات العقيدة فهذا موضوع آخر، وأثبت لنا أنها غير أخلاقية حتى لا تدرج مع الأخلاق وتكون شيئاً آخر، فالأخلاق لها صور كثيرة وليست صورة واحدة، فأداء الأمانة مثلاً يختلف عن التواضع لأن أداء الأمانة يشترط وجود شيء يؤمن عليه فقل أن أداء الأمانة من الشريعة أيضاً لأنه يوجد شيء مادي..

السطح لا يحمي من العمق، وسطح الماء لا يعني أنه هو الماء، لا يمكن الفهم بموجب النظرة السطحية لشيء، فهذا يمكن أن يحفظ لكن لا يفهم، ففهِّمنا العلاقة بين العقيدة والشريعة والأخلاق، فبموجب نظرتك السطحية لن تقدم ربطاً وستقول أن كل منها على حدة، إذن لماذا جمعت؟! ستقول أن الله جمعها فقط ولا ندري بحكمته ، وأقول لك أن الله أمرك أن تعبده على بصيرة فأين البصيرة هنا؟ لا توجد ، وبالتالي لا علم بلا بصيرة، ولا بصيرة مع الحفظ الأصم وهذه مخالفة لأمر الله ، لا يهمك أن تقع فيه لكن أنا يهمني ذلك لأنني أريد أن أعبد الله على بصيرة وأعرف العلاقة بين العقيدة والشريعة والأخلاق بينما أنت لا يهمك، يهمك الحفظ وأنا يهمني الفهم وبيننا فرق ولا نلتقي، القرآن يرجح رأيي لأنه يأمر بالعبادة على بصيرة وليس في القرآن ما يرجح رأيك، القرآن ذكر بالعطف مجموعة من الأخلاق، ولم يسمها أخلاقاً وحسب، فهل العطف بينها أخرجها من نطاق كلمة أخلاق وجعل كل واحد منها مغاير للآخر تماماً؟!

هل تريد من الناس أن يتبعوا ديناً ولا يعرفون ما هو؟! ما دام ليس أخلاقاً فماذا سيكون؟ عدنا إلى نفس الكلام السابق ، أنا شرحت لك بالتفصيل عن هذه النقاط وتركتها وعدت تقول نفس كلامك وكأني لم أقل شيئاً! إذن ما فائدة النقاش؟!
نحن نتناقش لكي نفهم لا لكي يلزم أحدنا الآخر، وإذا كنت تحسب تكرارك سيجعلني ألتزم بكلامك فأنت مخطئ كثيراً.

ذكرُ بعض الأخلاقيات وذكر بعض العبادات -في الآيات التي استشهدت بها من سورة المؤمنين- لا يعني المغايرة، إذا نظرت بعمق ستجد أن العبادات هي أخلاق أيضاُ، حسناً أثبت أن الصلاة ليست من الأخلاق وأن الحج ليس من الأخلاق وأن الإيمان ليس من الأخلاق حتى يكون كلامك صحيحاً، افعل هذا ولا تتهرب، من قال شيئاً فعليه إثباته، أنا أثبت أنها أخلاقية وأنت عليك أن تثبت أنها غير أخلاقية حتى نخرجها من الأخلاق كما تحب، وحتى يكون للبحث فائدة لا أن تكرر نفس كلامك السابق الذي قتلناه رداً، اجعل الحوار يمشي للأمام، خطئني وأثبت خطأي ولا تستعمل نفس الأسلحة السابقة ، فاستخدم وسائل جديدة تثبت فيها أنني خطأ.

اقتباس:


نعود لصلب الحديث:
أهل السنة و الجماعة يقولون بأن أهل الكبائر من أهل الإسلام يدخلون الجنة و إن عذبهم الله بذنوبهم إلا أنهم لا يخلدون في النار، فهل تقول بهذا القول و إن كنت لا تراه ؛فدليلك هداك الله!

أنت هكذا من يحب الإطالة، فقد ذكرت لك أدلتي سابقاً ولم ترد عليها، ارجع وحاول الرد إن كنت تستطيع غير الاتهامات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

ياسر علي 01-06-2014 01:03 AM



السلام على الأستاذين الكريمين أحمد الوراق و عبده فايز الزبيدي . و على كل المساهمين في هذا الموضوع .
حقيقة كلنا نستفيد من هذا الموضوع و نطلب من الله أن يجزيكم خير الجزاء و يوفقكما على قول الحق و يبعدكما عن السيئات من القول والفعل .
قد تكون معرفتي الدينية والعلمية لا تخول لي الدخول في الموضوع ومناقشة أفكاره و آرائكم .
لكن يبقي الدين عقيدة قبل كل شيء ، و بعدها تأتي العبادات و بعدها تأتي الأخلاق . فأعتقد أن العبادة ما هي إلا اعتراف بالعقيدة ، و الأخلاق تتويج واعتراف بالعقيدة وبعد ذلك بالعبادة .

قد يكون الجواب الذي يبحث عنه الأستاذ الوراق هل الدين أخلاقي أم لا ؟ بالطبع فالدين أخلاقي . لكن هذا لا يستلزم أن الدين يساوي الأخلاق وإلا قلنا أن الدين جميل فهو جمال ، و الدين حسن فهو الحسن ....
أحيانا المصطلح له ميزته وله مكانته التي لا يستطيع الخروج منها .
فعندما نقول الدين الإسلامي و نقول الأخلاق الإسلامية ، فالفرق واضح بين المصطلحين و لا يمكن هكذا المزج بينهما أو اختزال أحدهما في الآخر .


كل التقدير والاحترام .



أحمد الورّاق 01-11-2014 09:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 170208)


السلام على الأستاذين الكريمين أحمد الوراق و عبده فايز الزبيدي . و على كل المساهمين في هذا الموضوع .
حقيقة كلنا نستفيد من هذا الموضوع و نطلب من الله أن يجزيكم خير الجزاء و يوفقكما على قول الحق و يبعدكما عن السيئات من القول والفعل .
قد تكون معرفتي الدينية والعلمية لا تخول لي الدخول في الموضوع ومناقشة أفكاره و آرائكم .
لكن يبقي الدين عقيدة قبل كل شيء ، و بعدها تأتي العبادات و بعدها تأتي الأخلاق . فأعتقد أن العبادة ما هي إلا اعتراف بالعقيدة ، و الأخلاق تتويج واعتراف بالعقيدة وبعد ذلك بالعبادة .

قد يكون الجواب الذي يبحث عنه الأستاذ الوراق هل الدين أخلاقي أم لا ؟ بالطبع فالدين أخلاقي . لكن هذا لا يستلزم أن الدين يساوي الأخلاق وإلا قلنا أن الدين جميل فهو جمال ، و الدين حسن فهو الحسن ....
أحيانا المصطلح له ميزته وله مكانته التي لا يستطيع الخروج منها .
فعندما نقول الدين الإسلامي و نقول الأخلاق الإسلامية ، فالفرق واضح بين المصطلحين و لا يمكن هكذا المزج بينهما أو اختزال أحدهما في الآخر .


كل التقدير والاحترام .



وعليكم السلام ورحمة الله ..

تعليقاً على ما تفضلت به أتساءل: هل توجد أخلاق إسلامية وأخلاق غير إسلامية؟! الله سماها المعروف لأن المعروف معروف عند الجميع وسمى المنكر وهو ما أنكره الجميع. ونعم الإسلام حسن والإسلام جمال والإسلام أخلاق، وهذا لا يعني أنه محو للإسلام وعقيدته، نعم في الإسلام عقيدة وفي الإسلام شريعة وفي الإسلام معاملات وكلها الثلاثة أخلاقية مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات، فما الذي يعيب هذا الكلام ولماذا لا تقول مثله؟

الإسلام باقة من الأخلاق تأخذ تسمياتها بحسب موقعها وموضوعها كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) ووضحت للأخ الزبيدي أن الكفار مارسوا سوء أخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات وهذه صفاتهم في القرآن كلها من نوع المنكر أي سوء الأخلاق، فدع اليتيم ألا تسميه سوء أخلاق؟ ومنع الماعون، والتكبر، وكفر الحق بعد علمه، والظلم، وأكل أموال الناس بالباطل، والتطفيف، والإفساد في الأرض، وإتيان الرجال شهوة (ولا أقول "اللواط" كما يسميه الكثيرون؛ حتى لا ينسب هذا الفعل الخبيث إلى نبي الله الشريف لوط عليه السلام ) .

وكيف تقول أن الإسلام أخلاقي وبنفس الوقت ليس أخلاق؟! هذا تناقض. أرجو أن تخرج من التفكير المألوف وتفكر في الأمر ملياً، فليس كل مألوف صحيح دائماً، نحن نحارب عادات ألفناها واكتشفنا أنها خاطئة، وإذا لم تكن العقيدة أخلاقية فماذا تكون؟ حدد تصنيفها ، ولا تقل أن العقيدة عقيدة والجدار جدار والباب باب، لأنك هكذا تجمد العقيدة وكأنها كتلة خرسانية، والتجميد إماتة للدين وليس إحياء له، وكلمة أخلاق أوسع من النظرة المألوفة كالتبسم وإعطاء سواك ونحو ذلك.

قبل أن نتكلم عن شيء يجب أن نعرف ما هو ونعرف أبعاده وما الرقعة التي يغطيها، كيف تفصل بين العقيدة والشريعة والأخلاق؟ أليس من العقيدة عبادة الله وحده دون شركاء؟ هيا أخرج الأخلاق من هذه النقطة! فإذا عبدت الله وحده فيعني أنك أعطيت صاحب الحق حقه وهذا من الأخلاق، وإذا شكرت الله على نعمه أنت قمت بأخلاق الشكر للمتفضل وهذا من الأخلاق شئت أم أبيت، والله سمى عباده بالشاكرين والشكر أخلاق، ومن العقيدة تحريم الذبح لغير الله، وهذا داخل في إعطاء الله حقه ، وهكذا، فالعقيدة الصحيحة هي أخلاق.

والأخلاق ما هي؟ إنها الحق، فإذا كان العلم التجريبي حق فيما يتعلق بالمادة فالأخلاق حق فيما يتعلق بعلاقة الناس بعضهم ببعض أو علاقتهم بخالقهم، وكل شيء يشمله حكم حق وباطل وليس في مجالات محددة قال تعالى {فماذا بعد الحق إلا الضلال} ولا يوجد شيء ثالث وقال تعالى {يخرجكم من الظلمات إلى النور} .

وكلمة أخلاق وخلق من أصل لغوي واحد -فيما يظهر لي- وهو الفَطْر، فأساس الأخلاق فطري موجود عند الجميع {ونفس ما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} ، ولهذا سميت أخلاق لأن مفردها خلق وخليقة، وحتى كلمة (خُلُق) ليست مفرد وإنما اسم جنس جمعي مثل كلمة (عالَم)، فجذر الكلمة هو (خ ل ق) مما يعني أن الأخلاق أصيلة ومخلوقة في الإنسان، ومردافتها كلمة (طبع) من الطبيعة ، والخلق والفطرة بمعنى واحد. فالله خالق السماوات والأرض وهو فاطر السماوات والأرض.
وخلق وأخلاق، مثل رماح وأرماح وكعاب وأكعاب وشِعاب وأشعاب وسوار وأسوار،

وفي لسان العرب: "الخُلق هو الدين والطبع والسجية، وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة والخلْق لصورته الظاهرة" .
وقال الطغرائي:
وإن بليت بشخص لا خلاق له *** فكن كأنك لم تسمع ولم يقل
وطبعاً هنا لا يقصد بالخلاق النصيب.


إذن حصر الأخلاق في مجالات محددة تضييق لنطاق الأخلاق وإبعادها عن دورها إلى مجرد آداب عامة وإيتيكيت يفعلها الصادق والمنافق، وإذا كانت الأخلاق حق فماذا بعد الحق إلا الباطل، أما إن كانت الأخلاق باطلاً فوضح لنا ذلك.

ولهذا قال تعالى {فذكر} والتذكير يكون لشيء موجود ونسي وهي الفطرة السليمة، لهذا لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم وليس لهم أخلاق في الآخرة كما قال تعالى {ما لهم في الآخرة من خلاق}.

لاحظ أن الأخلاق تدخل في كل شيء بالحياة، فالعمل يحتاج أخلاق والدراسة تحتاج أخلاق والجيران يحتاجون أخلاق والنقاش يحتاج أخلاق والأفكار تحتاج أخلاق، وبالتالي الدين والعقيدة تحتاج أخلاقاً، إذن كيف تحصر الأخلاق في آخر زاوية في الإسلام وهي داخلة في كل الحياة؟؟ وتوضيح الأخلاق في العبادات والعقيدة أمر سهل جداً ويستطيعه الجميع، ولا أظن الزكاة مثلاً تحتاج معرفة أن هدفها أخلاقي، ولا حتى الصوم ولا الصلاة ...الخ ، كل الأشياء ينسحب عليها حكم أخلاقي أو غير أخلاقي دون أن يزول تصنيفها ، فأنت تستطيع أن تعمل تاجراً بهدف أخلاقي دون أن يمسح منك مسمى تاجر! وبالتالي عقيدة الإسلام أخلاقية دون أن يمسح مسمى عقيدة، فهل التاجر الأخلاقي صار بلا تجارة وصار مجرد إنسان ودود بشوش يمشي في السوق ويوزع الابتسامات؟!!

وما جاء الأنبياء إلا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمعروف أساسه أخلاق، إذن الإسلام دين الأخلاق له عقيدة أخلاقية وشريعة أخلاقية ومعاملات أخلاقية يقوم المسلم بها ويسقط بها، وانتهى الإشكال..

العقيدة تنتمي إلى الأخلاق وليست الأخلاق تنتمي إلى العقيدة، لاحظ أنك تقول العقيدة أخلاقية مثل أن تقول الماء سائل، فكلمة سائل أوسع من الماء لأن هناك سوائل أخرى.

وشكراً لك ولكل من ساهم في الموضوع..

ياسر علي 01-12-2014 12:18 AM



أستاذي الفاضل

ورد في أكثر من موضع في مداخلاتكم أن الدين كله أخلاق . و أن الدين هو الأخلاق .
وهذه الفكرة يصعب تقبلها ، ليس لأن فكرنا خضع لقولبة معينة و لا يستطيع تجاوزها ليصل إلى عمق الأشياء ، بل لأن جوهر الدين أعمق من مصطلح الأخلاق .
فالدين عبادة وهذا هو عمق الدين الذي ترسخه العقيدة ، فالله ما خلق الجن والإنس إلا للعبادة . و هذا أمر واضح صريح .
و لكي تعبد الله تأتي العقيدة متقدمة على كل ما سواها و بعدها العبادات ثم الأخلاق .

فحتى تعميم الأخلاق هكذا وجب تصحيحه و ذكر الأخلاق الحسنة و بالضبط الأخلاق الإسلامية ، فلا أعتقد أن كل تلك الأخلاق التي آمنت بها الأمم السابقة رغم حسنها في نظرها تبقى دائما حسنة ، فالله حرم الخمر على أقوام دون غيرها وكذلك الخنزير .
بل أكثر من ذلك فمصطلح الأخلاق يحيلنا إلى حمولة فلسفية كبيرة فالأخلاق مرتبطة بالخيرية و المنفعة و الواجب .
وعندما نقول الخير فهو مصطلح شاسع أيضا فالغاية عند البعض تبرر الوسيلة ، وهناك تيارات تؤمن بأن الأفعال كلها خيرية وأن تلك الخيرية مختلفة النسبة لا غير .
لذلك نجد أن حتى في المدارس تم تغيير مصطلح الأخلاق بالآداب الإسلامية ، وذلك لتفادي الإشكال الفلسفي الذي تثيره الأخلاق .
لذلك تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن مكارم الأخلاق ، و الله تعالى عن الخلق العظيم .

و أعتذر إن كان ردي سريعا .






أحمد الورّاق 01-13-2014 04:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 170472)


أستاذي الفاضل

ورد في أكثر من موضع في مداخلاتكم أن الدين كله أخلاق . و أن الدين هو الأخلاق .
وهذه الفكرة يصعب تقبلها ، ليس لأن فكرنا خضع لقولبة معينة و لا يستطيع تجاوزها ليصل إلى عمق الأشياء ، بل لأن جوهر الدين أعمق من مصطلح الأخلاق .
فالدين عبادة وهذا هو عمق الدين الذي ترسخه العقيدة ، فالله ما خلق الجن والإنس إلا للعبادة . و هذا أمر واضح صريح .
و لكي تعبد الله تأتي العقيدة متقدمة على كل ما سواها و بعدها العبادات ثم الأخلاق .

فحتى تعميم الأخلاق هكذا وجب تصحيحه و ذكر الأخلاق الحسنة و بالضبط الأخلاق الإسلامية ، فلا أعتقد أن كل تلك الأخلاق التي آمنت بها الأمم السابقة رغم حسنها في نظرها تبقى دائما حسنة ، فالله حرم الخمر على أقوام دون غيرها وكذلك الخنزير .
بل أكثر من ذلك فمصطلح الأخلاق يحيلنا إلى حمولة فلسفية كبيرة فالأخلاق مرتبطة بالخيرية و المنفعة و الواجب .
وعندما نقول الخير فهو مصطلح شاسع أيضا فالغاية عند البعض تبرر الوسيلة ، وهناك تيارات تؤمن بأن الأفعال كلها خيرية وأن تلك الخيرية مختلفة النسبة لا غير .
لذلك نجد أن حتى في المدارس تم تغيير مصطلح الأخلاق بالآداب الإسلامية ، وذلك لتفادي الإشكال الفلسفي الذي تثيره الأخلاق .
لذلك تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن مكارم الأخلاق ، و الله تعالى عن الخلق العظيم .

و أعتذر إن كان ردي سريعا .


أهلاً بك..

أنت الآن وسعت المشكلة ولم تضيقها فافترضت وجود مشكلة بين الإسلام وبين الأخلاق وهذا موضوع آخر وأخطر، وقلت أن العبادة لله أكبر من الأخلاق، هل تستطيع توضيح هذا؟ بينما أنا أستطيع توضيح أن العبادة أخلاق، بل قمة الأخلاق، أنت تريد أن تحيلنا إلى شيء ومجهول بنفس الوقت اسمه العقيدة التي جاءت لوحدها ولا تنتمي لشيء ولا تفهم ولا ترتبط بشيء ، فلا تمت علينا ديننا يا أخي، فهذا اسمه تجميد وتصنيم وفقدان بصيرة تجعل المؤمن يعظم شيئاً وهو لا يدري لماذا، بينما هو آمن أصلاً حباً في الله الخير، فكيف تكون العقيدة لا شأن لها بالخير وهو آمن بسبب الخير أصلاً.

لماذا أقول هذا؟ لأن الإنسان لا يفهم إلا من خلال الأخلاق، عندما نجد مجتمعاً يعظم شخصية معينة سوف نسألهم لماذا استحق كل هذا؟! ما هي الأعمال العظيمة والفاضلة التي فعلها لكي تعظموه؟ إذا قالوا لنا إنه أعظم من الأعمال الفاضلة وما الأعمال الفاضلة إلا شيء بين الناس العاديين! فسنقول فعلى أي أساس عظمتموه؟؟ حينها نكون لا نفهم وسيقولون لنا افعل مثل الناس وكف عن التفلسف! هذا يشبه ما تفعله أنت مع العقيدة، فلا تريد أن تحدد لنا ماهيتها وانتماءها ولا تريدنا أن نفهمها فكيف نفهم أنها عظيمة؟ هل إذا وصفت أنت أو غيرك شيئاً بأنه عظيم أصبح عظيماً؟! كيف لنا أن نعرف هذه العظمة ونحن يقال لنا لا تسأل عن المقاصد ! بينما المقاصد هي التي تجعلنا نقول عن الشيء عظيم أو غير عظيم، أمامك شخص مات من الجوع، هل تقول عنه عظيم؟ لن تقول، إلا إن عرفت أنه آثر بطعامه غيره أو لأجل قضية عظيمة، إذن الموت من الجوع بحد ذاته ليس عظمة، ولكن الغاية منه هي التي كشفت عظمته.

وكيف ندعو غير المسلمين بعقيدة وشريعة جامدتين لا تعرف لماذا ولا ما أبعادها الأخلاقية؟ هذا لا يمكن، بل إن الدعاة يحاولون أن يبينوا الغايات الجميلة والنبيلة للإسلام، لكن إذا جاء أحد يسأل يقال له لا تسأل!!

يا أخي نحن عرفنا الله بالخير والمنطق والحق ولم نره بعيوننا ، والخير والمنطق شيء واحد ، فكيف تكون عقيدته منفصلة عن الخير؟ وقل أيضاً أنها منفصلة عن المنطق وأنها أكبر منه!

ثم ألست تعرف الله بالفطرة؟؟ فما هي الفطرة أليست حب الخير والأخلاق؟؟ هذا الطرح غير قادر عن الدفاع عن نفسه، أن تمسك الأخلاق وترميها جانباً وتقول أن الشريعة والعقيدة مقدمة عليها وأكبر منها ولا تفهمان أبداً لا بأخلاق ولا بغيرها بل تفعل فقط! ويقوم الإسلام بالعقيدة حتى لو أهملت الأخلاق بينما لا يقوم بالأخلاق لو أهملت العقيدة! هذا الفصل بين الأخلاق والعقيدة مشكلة كبيرة، وما رأينا القرآن إلا يمدح الخير ويدعو إليه وما ذم أحداً إلا بالشر وسوء الأخلاق. ولم تذكر كلمة عقيدة في القرآن، وذكر الخير والخلق كثيراً، فكيف يكون الجديد الطارئ بعد عدة قرون على الإسلام أهم من نصوص القرآن؟

بينما المهاجرون للحبشة قالوا للنجاشي: إن محمداً لم يدع خيراً إلا وأمرنا به ولا شراً إلا ونهانا عنه.

مع أني لا أعترض على كلمة عقيدة، لأن كل دين يحتاج إلى عقيدة وشريعة وتعامل في إطار الأخلاق، لأن الدين أصلاً هو أخلاق، وترك الدين هو ترك الأخلاق.
ولا قيمة لشيء إلا على معيار أخلاقي، كيف نقيمه إلا بمعيار الخير والشر؟ أنت تحب الرسول، لماذا؟ أليس لأنه صادق ولأنه تحمل في سبيل الله ولأنه حرص على الأمة وضحى بنفسه لأجلها...الخ، أليست هذه كلمات أخلاقية؟

المشكلة هي عندما تمسك شيئاً عاما وتضعه في زاوية فهذا ما سبب الارتباك، وهذا ما يسمى بالتهميش، إذا كنت مديراً ووضعوك في مكان الفراشين فهذا اسمه تهميش، أليست حكاية الإيمان والكفر مبنية على موضوع الخير والشر؟ أليس الدين كله خير، فالأخلاق هي خير، فكل خلق أساسه خير وليس كل صور الأخلاق كاملة خير؛ لأن بعض الصور فيها مبالغات تضر بخير آخر، مثل الذي يذبح ابنه أو يسرق من جاره ليكرم ضيفه، الدافع أخلاقي لكن السلوك غير أخلاقي ، والأخلاق خير، لكنه أخرج هذا الخير بطريقة شر فكان شراً، أنت مثل من ينظر لموضوع الماء وهو داخل في كل شيء ويحتاجه كل جسم ومادة، ثم يقول إن الماء موجود في البرك والمستنقعات فقط! فهذا اسمه تهميش.

حسناً ، هل تقول الإسلام خير بعقيدته وسلوكه؟؟ إذا قلت ذلك اتفقنا ، أم أن عقيدته فوق الخير؟ اذكر لي شيء فوق الخير.

ومسألة أن الله لم يحرم الخمر أو الخنزير على بعض الأمم، فمن يثبت ذلك؟ هل كتبهم المحرفة؟! وهل ذكر القرآن أنه أحل الخمر لهم؟ الله يأمر بالطيبات وينهى عن الخبائث سواء لنا أو لغيرنا من الأمم، والخنزير نفسه حيوان مكروه ومقزز في سلوكه وما يأكله من قاذورات حتى عند من يأكلونه فهم يعيرون من يكرهونه بالخنزير! هنا التحريم مراعاة للذوق مثله مثل تحريم الدم مع أن الدم غني بالبروتين، والميتة أيضاً لماذا حرمت؟ خصوصاً الموقوذة والمتردية كشاة صحيحة وسقطت من الجبل ونزف دمها وماتت أمامك فلماذا حرم أكلها؟ كل هذا لمراعاة الذوق، والذوق من الأخلاق، ستقول لأن السبب لأنه لم يذكر عليها اسم الله، وأقول لك لا، حتى لو رأيت خروفان يتناطحان وسميت الله على أيهما يموت الأول فلم يكن حلالاً، لأن الدم مذكور عليه اسم الله ومع ذلك فهو حرام،

لا تجمد علينا عقيدتنا بحيث لا نفهم مقاصدها بارك الله فيك، وما البكرة إلا استكمال وعدم توقف، فما جاء الإسلام إلا ليفتح لنا طريق الخير وآفاقه، بل كل خير جديد لم يأت به نص نحن مطالبون فيه ، وهكذا يكون الدين إيجابي ومعروف الغاية لأنه رحمة للعالمية والرحمة أخلاق يا سيدي وهو مما وضعته في الهامش، فالدين كله جاء لمغزى أخلاقي، وهذا كلام ربنا وليس كلامي أنا، وما دمت تقول أنك لا تتبع نمطية عقلية بالتوارث إذن أثبت لي بالحجة والمنطق والدليل خلو العقيدة من الأخلاق حتى نعرف أن الأخلاق هي في تبسمك في وجه أخيك وآداب المسجد فقط ولا شأن للعقيدة ولا الشريعة في الأخلاق..

الله أمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر ، أنت تريد أن تحدد المعروف وكأنه غير معروف عندنا، المعروف هو الخير والمنكر هو الشر، والله ذكرها على انفتاحها ولم يقل المعروف الذي أعرفكم به ولا بالمنكر الذي أنكره لكم بل قال المعروف الذي تعرفونه والمنكر الذي تنكرونه، أي بفطرة البشر كلهم.

كل شعوب الأرض إذا استثنينا أهل المصلحة ينكرون الفواحش والتعري والزنا ويقيمون الزواج والأسرة على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، ويحترمون المرأة المحتشمة التي لا تغري الرجال، هذه الأوامر ليست غريبة على الفطرة السليمة، ومثلها الإيمان بالله الواحد ليس غريباً على الفطرة ووجوب شكره وعبادته ليس غريباً على الفطرة، وتقديمه على ما سواه ليس غريباً على الفطرة؛ لأنه أهل لذلك فلماذا الطلسمة والتلغيز؟؟ ولماذا تجعل الإسلام في صراع مع الأخلاق وهو جاء لأجلها أصلاً؟ (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) تستطيع أن تضرب أمثلة لتوضح وجهة نظرك وتوضح الغريب المجهول والذي يتصادم مع الأخلاق العالمية الذي جاء به الإسلام والذي يؤخذ كعقيدة دون فهم، هذا الطرح الذي أتبناه تستطيع أن تقنع به غير المسلم وتقول له إذا كان عندك خير أفضل من هذا فاذكره لنا، بينما نحن نستطيع نقد عقائدهم من الناحية الأخلاقية..

فنقول للهندوسي :لماذا دينكم قائم على الطبقية والتفريق بين خلق الله وجعل الطبقة الدنيا نجسة تنجس الطبقة العليا إذا رأتها أو أكلت معها مع أن كلكم هندوس؟!! فهذا عمل غير أخلاقي، فيسقط بيده، بينما في الإسلام الناس سواسية..

ونستطيع القول للمسيحي: لماذا ربكم يصلب ويقتل لأجل أن تتمتعوا بالذنوب وهو يغفرها؟! فهذا غير أخلاقي، فالمفترض أن تفدونه أنتم وليس هو يفديكم! ولماذا تمجدون الصليب الذي صلب به ربكم؟!! فالمفترض أن تخفوه وترجموه لا أن تضعوه على صدوركم..

ونقول لليهودي: لماذا الله (يهوه) لكم وحدكم؟ وبقية البشر عبيد لكم؟ ولماذا أنبياؤكم بهذه الصورة السيئة وبهذا الفسق والفجور كما تصمهم التوراة المزورة؟ ولماذا أنتم أبناء الله دون بقية الناس؟! فهذا غرور وتكبر غير أخلاقي في عقيدتكم..

ونقول للملحد: لماذا حياتك بلا هدف بينما تريد من كل شيء أن يكون له هدف؟! ولماذا ترجع الأخلاق للمصلحة والكسب؟ هذا يعني أن حياتك بلا أخلاق بل بكسب ، فأنت ضد الأخلاق..
...وهكذا.

لكن إذا كانت عقيدتنا ضد الأخلاق فكيف سنفهمها؟؟ وكل شيء يفهم بمعيار الأخلاق والمنطق.

ومن المعروف أن الناس كلهم يستهجنون السكر والمخدرات، ويتأسفون لمن ابتلي بها، وكلهم يتقززون من مرأى الدم فما بالك بشربه أو أكل الجيف الميتة؟ الإسلام جاء بالمعروف ولم يأت بألغاز، هذا غير تحريم السرقة والميسر والقتل والظلم، وكل شعوب الأرض تجمع على بطلانها، نظرتك المغلقة للعقيدة تجعلها غير معروفة، وغير المعروف من الصعب التعريف به لغير المسلم أو للمسلم المنحرف، بينما الإسلام جاء بالمعروف وهذا يجعلك تخالف نظرة القرآن.

وبهذا تهتز فكرة أنه لا حسن إلا ما حسنه الشرع ولا قبيح إلا ما قبحه الشرع؛ لأن النصوص لا يمكن أن تحيط بكل صور الخير والشر وصور الحسن والقبيح، فكل يوم تظهر مواقف جديدة تحتاج إلى تقييم جديد، قال تعالى {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} فهذا مقياس عام للخير المفتوح، وفكرة أنه لا حسن إلا ما حسنه الشرع تجعل الخير محدوداً ومغلقاً، القرآن حث على اليتيم فهل يعني هذا ألا نهتم بالمعاق لأنه لم يذكر؟!

إذن الإسلام فتح لنا باب تعاطي الخير ما ذكر وما لم يذكر ، قال تعالى {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ولم يحدد ما هي الصالحات، ونهى عن كل فساد، ولا يمكن تحديد مفهوم الفساد بمفهوم محدد، حتى الإضرار بالبيئة من الفساد في الأرض، إذن ديننا يأمرنا أن نقف مع حماة البيئة والحيوان وحقوق الإنسان حتى لو كانت منظمات أجنبية لأن فيها خير.

إن جعل الشريعة تحيط بكل صور الحق والباطل فيه تعسف وتضييق وتجميد وإحالة على مجهول تتنافى مع الخيرية المطلقة التي أمر بها الدين، وتتنافى مع البصيرة العقلية التي أمر بها الدين، قال صلى الله عليه وسلم: (حضرت مجلساً عند ابن جدعان لو دعيت إليه في الإسلام لحضرته) وابن جدعان كان من المشركين، لكن ذلك المؤتمر كان يخدم حقوق الإنسان.

كل ما جاء به الدين الحقيقي كله معروف ، وكلمة معروف أهم ما فيها الغاية والمقصد، وكلمة معروف أي معروف غايته ومرغوبة، ولا يعرف شيء من الغايات إلا بمعرفة خيريته وإلا فهو منكر أي تنكره الفطرة ولا تعرفه، أنت تريدنا أن نقول أن الخمر حرام وبس! ولا نعرف الغاية من التحريم ولا المقصد من ذلك، مثله مثل لحم الخنزير والدم وهكذا، وأن الإسلام أمرنا بالصلاة ولا ندري ما غايتها وليس لنا الحق في السؤال عن المقاصد في الشريعة! فهل هذه الغاية التي تريد؟ وهل تصنع هكذا أمة واعية متفهمة أو تصنع دوغمائية مستعبدة؟ أليس القرآن لقوم يعقلون ولأولي الألباب ، أليس أولوا الأباب أهل الفهم؟ بينما أنت تحارب الفهم تجعل الدين طلاسم لا تفهم ولما ذا جاءت، هل الله يتعبدنا بما لا نعرفه أم أنه سماه المعروف الذي نعرفه ؟؟ هل تقوم حجة على أحد وهو يعمل شيئاً لا يعرفه،

لهذا أرجو منك إعادة النظر فأنت إنسان مرن العقل فيما يظهر لي، وتحب الإيمان والإسلام، فمالذي يمنعك من تفهم هذا الكلام أو ترد عليه بـرد يدحضه ويكون مقنعاُ ومستنداً على الآيات والأحاديث الصحيحة دون انتقاء.

وشكراً لأدبك في الحوار ..
وجزاك الله خيراً كلما بحثت عن الحق..

ياسر علي 01-13-2014 09:06 PM

الأستاذ أحمد الوراق

لكي لا يضيع الشمال في النقاش

سالتني عن العقيدة و سأوضح العقيدة الإسلامية موثقة بعد هذا التفسير الخاص ، فالعقيدة هي معلم حياة الفرد ، فهي تلك التوابث التي يرجع و يستند عليها كحقائق تابثة ، وعليها يبني كل سلوكياته . فالعقيدة ليست هنا مجرد افتراض لكي نبحث البرهنة عليه ، إنها معطى تابث لا يقبل التأويل . فكل العلوم لها توابث من خلالها تبني علاقات و قوانين . فلو تصورنا أن شخصا انحرفت عقيدته عن الإيمان بالله و اتخذ قيمة من القيم معلما لحياته ، وعليها يبني كل تصواته كمثال " العدالة الاجتماعية ، الحب ... " و أضحت تلك القيمة مصدر إلهام لفلسفة في الحياة فمتى فشل في الوصول إلى تلك القيمة و تطبيقها في المجتمع ، رجع على أعقابه وانسلخ عن ذلك المعتقد ، إما بالنقد الذاتي و التحول إلى النسبية ، أو بالبحث عن بديل آخر ، فيكون تائها بين القيم أيها تصلح لتبني فلسفة قابلة للتطبيق ، و يقبل عليها الناس بسهولة و يسر .
هنا قوة العقيدة الإسلامية ، فهي المعلم الوحيد الذي يمكن البناء عليه دون أن يتملكك الملل ، لأنك تؤمن و تعتقد أن الفاعل هو الله و ليس أنت ، وأن كل ما تراه ماهو إلا توفيق من الله ، فحتى عندما تسعى إلى تحقيق فريضة الاستخلاف في الأرض و تفشل ، فعقيدتك تهيئك أن اجتهادك لم يذهب سدى ، و أن الله لا يضيع أجر العاملين .
عقيدتنا أخي الكريم هي العبودية لله ، ولا أعتقد أن العبودية تحتاج إلى شرح كبير ما دام القرآن نزل في زمن فيه عبيد . فعندما يعتقد البعض اليوم أن العبودية لا أخلاقية فنحن لا نزال نفتخر بأننا عباد لله الواحد الأحد ، و أن عبوديتنا مصدر و قوة حريتنا و سيادتنا ، فمن أقر بعبوديته لله ، تحرر من كل أنواع العبودية للطاغوت .
أخي الكريم ، قلت سابقا أن الأخلاق مفهوم فلسفي تتنازعها التعاريف و تظل الأخلاق في تطور ، فالقوانين هي أخلاق تتحولت إلى قواعد قانونية ، والأخلاق من سمتها التطور و تخضع للنسبية ، بينما العقيدة الإسلامية تابثة لا تتغير أبدا ، و حتى التشريع الإسلامي قليلة قطعياته ، و منطقة العفو واسعة فسيحة تركت للاجتهاد ، ليميز كل جيل أخلاقياته و يحولها إلى قواعد قانونية لا تصطدم مع مع ماهو قطعي و لا تصطدم مع ما نهى عنه الشرع ، أما المباح فمن الممكن تعطيله مرحليا متى وجدت أسباب لذلك . أما العقيدة أستاذي الكريم فلا يمكن أبدا مساومتها ، فالإيمان بالله ليس فيه منطقة عفو فهو تابث ، إما إيمان بالله أو كفربه .
القطعيات في التشريع هي إبراز و ترسيخ العبودية لله ، وهي امتحان على القدرة على جعل الفرد ينجح في امتحان العبودية و الإيمان .
جميل ما تفضلتم به حول أساليب الدعوة و إظهار أخلاقية الدين الإسلامي انطلاقا من إبراز محاسن الأخلاق الإسلامية و إعمال العقل ، سعيا إلى إظهار قوة الدين الإسلامي ، لعل المخاطب يجنح إلى تحقيق العبودية لله ، وليس فقط سعيا لجعله إنسانا متخلقا بالفضائل . فالصدقات تعطى للمؤلفة قلوبهم و ذلك ترغيبا لهم و جعل عقولهم تتفتح على حقيقة أن الإسلام لا يبتغي الحياة الدنيا وحدها بل أن الأبقى والأجدر بالتعب أكثر هو الآخرة . و لعل شخصا مؤمنا بأخلاقيات العصر كان اعتبر ذلك نوعا من الاستقطاب بطرق لا أخلاقية ، لكن هنا الأمر أجل إنه سعي لتأليف القلوب و جعلها تؤمن بخالقها و تحقيق العبودية لله و هي وحدها المعلم الصريح الذي تستوي حياة الأفراد والأمة به لأنه متى تحقق التصديق واليقين والإيمان بالله ، تجلى ذلك في الإمتثال لكل أنواع العبادات و الأخلاق الإسلامية .

يتبع

عبده فايز الزبيدي 01-13-2014 09:49 PM

يا أستاذ ياسر بن علي الأخ أحمد الوراق يحيد !
و الحيدة في علم المناظرة هو التفلت من القضايا التي تحرجه إلي ما يمكنه أن يطول الحديث فيما لا خلاف فيه أو ما يوافق هواه.
و سأعيد الحوار إلي الجادة :
الأخ أحمد حسب مذهبه الإباضي :
يرى أن كفر النعمة يخلد صاحبه في النار و هم ييتفقون _ اي الإباضية_ مع المعتزلة في تخليد العصاة في جهنم.
و قد صرح بهذا الأمر في المشاركة رقم (1)
و هأنا أعيد السؤال عليه :
ما مصير أهل الكبائر من أهل الإسلام ، هلترى رأي أهل السنة فيهم و أنهم تحت المشيئة إن شاء عذب و إن شاء غفر و لكنهم لا يخلدون في النار ؟
و أتمنى عليك الإيجاز بارك الله فيك!

ياسر علي 01-13-2014 10:28 PM


أقتبس من ردك هذا النص .
أنت تحب الرسول، لماذا؟ أليس لأنه صادق ولأنه تحمل في سبيل الله ولأنه حرص على الأمة وضحى بنفسه لأجلها...الخ، أليست هذه كلمات أخلاقية؟

أحب الرسول صلى الله عليه و سلم عقيدة يا أخي قبل ما تفضلتم به و هنا نختلف ، فأنا أومن به ، لأنه رسول . وحبي له لايقارن مع كل أنواع الحب فهو يفوقها حتما إلا حب الله ، فهو أكبر لأنه أصل العقيدة . وهذا لا يعني أنني لا أحب أخلاقه الكريمة . و إلا لكان كل الزعماء الذين ضحوا في سبيل أقوامهم واتصفوا بالصفات النبيلة يستحقون حبا بقدر محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم .

ولعلك تتذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الموضوع .

كما أقتبس من مداخلتكم :
و مسألة أن الله لم يحرم الخمر أو الخنزير على بعض الأمم، فمن يثبت ذلك؟
لمن يفوتني علما أترك إيراد الأدلة و أكتفي بقول الله تعالى :
" كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة . قل فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين . " ألآية 93 من سورة آل عمران
و لكم أستاذي الاطلاع على سبب نزولها وتفسيرها .

و لعلك في تفسير تحريم الميتة أخلاقيا لأنها مقززة تقصير كبير يا أخي الكريم ، فالمعلوم أن ميتة البحر حلال أكلها كما طهارة مائه رغم طعمه المر .

و سأتناول بعد هذا التوضيح مفهوم العقيدة كما يقدمه من يفوتني علما من كتيب صغير الحجم للدكتور يوسف القرضاوي عنوانه حقيقة التوحيد .

يتبع




ياسر علي 01-14-2014 03:14 PM


الإيمان بالله أصل العقائد كلها


إن الإيمان بالله ـ أي الذات الغيبية العلوية القاهرة الجديرة الجديرة بالطاعة و العبادة ـ هي روح الدين ، أي دين ، و كذلك هو روح الإسلام ، وأصل عقائده كلها ، كما بينها كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
فهذا القرآن الكريم حين يتحدث عن أركان الإيمان ومتعلقاته يجعل الإيمان بالله أولها وأصلها كما في قوله تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ، كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله " البقرة 285 و قوله تعالى : " ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب والنبيئين " البقرة 177 و قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا " سورة النساء 136
و الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول في حديث جبريل : " الإيمان : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر خيره و شره "
فالإيمان بالله هو الأصل و كل أركان العقيدة الأخرى مضافة إليه وتابعة له ، فأنت بعد أن تؤمن بالله جل شأنه ، تؤمن بالتالي بملائكته و كتبه و رسله و حسابه و قضائه و قدره . فالإيمان بها كلها فرع عن الإيمان بالله ومبني عليه . ولايتصور الإيمان بالرسول إلا بعد الإيمان بالمرسل ، ولا بالجزاء والحساب إلا بعد الإيمان بالمجازي والمحاسب .

و الإيمان بالله يتضمن : الإيمان بوجوده بالضرورة ، والإيمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، التي يتجلى فيها اتصافه بكل كمال يليق به و تزهه عن كل عن كل نقص .

تركيز الإسلام على التوحيد

فإذا كان الإيمان بوجود الله موجودا في الأديان الأخرى و يوجد في الفطرة و تدل عليه العلوم و أصبح حقيقة مطلقة لا ينكرها إلا جاحد فإن الإسلام ركز أكثر على التوحيد و هي لب عقائد الإسلام و روح الوجود الإسلامي ، الإيمان بإله واحد فوق هذا الكون ، له الخلق والأمر ، وإليه المصير ، هورب كل شيء ، ومدبر كل أمر ، هو وحده الجدير بأن يعبد و لا يجحد ، وأن يشكر ولا يكفر ، وأن يطاع ولا يعصى . قال الله تعالى : " ذلكم الله ربكم ، لا إله إلا هو ، خالق كل شيء فاعبدوه ، وهو على كل شيء وكيل . لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير ." سورة الأنعام 102 103 .

التوحيد المأمور به

إنته توحيد اعتقادي عملي و توحيد عملي سلوكي . و بعبارة أخرى هما توحيدان لا يغني أحدهما عن الآخر ، توحيد في المعرفة والاثبات و الاعتقاد ، وتوحيد في الطلب والقصد و الإرادة .
فالأول هو إيمان بأنه تعالى واحد متفرد في ذاته وصفاته وأفعاله ، لا شريك له و لا شبيه له ، ولا شبيه له ، ولا ولد ولا والد له . ويسمى أيضا توحيد الربوبية
و توحيد القصد والعمل هو إفراد الله عز وجل بالعبودية الكاملة و الطاعة المطلقة ، والذل له و الإنابة إليه والتوكل عليه و الخشية منه والرجاء فيه .. و يسمى أيضا توحيد الألوهية

توحيد الربوبية : قال تعالى " وإن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولنّ الله" العنكبوت 61 كما قال تعالى : " لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ـ سيقولون لله ، قل أفلا تذكرون ـ قل من رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ـ سيقولون الله ، قل أفلا تتقون ـ قل من بيده ملكوت كل شيء و هو يجير ولا يجارعليه إن كنتم تعلمون ـ سيقولون الله قل فأنى تسحرون " سورة المؤمنون الأيات من 84 إلى 89

فهذه الآيات توضح الربوبية لله وحده و نلاحظ هنا أن المشركين يقرون بالربوبية لله لكن ينقصهم توحيد الألوهية .

توحيد الألوهية : " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير " سورة الحج الآية 62 كما قال تعلى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء الآية 25 وقال سبحانه " إني لكم نذير مبين ـ أن لا تعبدوا إلا الله " سورة هود الآيتان 25 26


وتلك أهم معالم العقيدة التي سألتني عنها و هي تتلخص في : لا إله إلا الله .


و شكرا

أحمد الورّاق 01-16-2014 12:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 170563)
الأستاذ أحمد الوراق

لكي لا يضيع الشمال في النقاش

سالتني عن العقيدة و سأوضح العقيدة الإسلامية موثقة بعد هذا التفسير الخاص ، فالعقيدة هي معلم حياة الفرد ، فهي تلك التوابث التي يرجع و يستند عليها كحقائق تابثة ، وعليها يبني كل سلوكياته . فالعقيدة ليست هنا مجرد افتراض لكي نبحث البرهنة عليه ، إنها معطى تابث لا يقبل التأويل . فكل العلوم لها توابث من خلالها تبني علاقات و قوانين . فلو تصورنا أن شخصا انحرفت عقيدته عن الإيمان بالله و اتخذ قيمة من القيم معلما لحياته ، وعليها يبني كل تصواته كمثال " العدالة الاجتماعية ، الحب ... " و أضحت تلك القيمة مصدر إلهام لفلسفة في الحياة فمتى فشل في الوصول إلى تلك القيمة و تطبيقها في المجتمع ، رجع على أعقابه وانسلخ عن ذلك المعتقد ، إما بالنقد الذاتي و التحول إلى النسبية ، أو بالبحث عن بديل آخر ، فيكون تائها بين القيم أيها تصلح لتبني فلسفة قابلة للتطبيق ، و يقبل عليها الناس بسهولة و يسر .

التركيز على العقيدة دون بقية الدين نوع من العلمانية ، فالدين كله عقيدة وحتى الفقه عقيدة ، والدين يجب أن يؤخذ كله، أليس في العقيدة أن تعتقد أنه لا يجوز الذبح لغير الله، كذلك في الفقه تعتقد أن الوضوء شرط لصحة الصلاة، وكذلك الأخلاق عقيدة عندما تعتقد بوجوب الصبر على أذية الجيران وأن الله سيكافئك عليه، فالدين كله أخلاق والدين كله عقيدة، لكنها عقيدة أخلاقية، وهذا معنى كلمة دين ، أي: أدين لله بكذا، والاعتراف بالدين هو اعتراف أخلاقي.

وكل الديانات والمذاهب تهتم بالعقيدة أكثر من الجوانب الأخرى مع الأسف؛ لأن العقيدة هي التي تعطي لكل حزب تميزه عن الديانات والمذاهب الأخرى وتجعل منهم كتلة سياسية واجتماعية تصارع غيرها على الدنيا، حتى العلمانية والليبرالية عقيدة، فالعقيدة بهذا المفهوم هي الأيديولوجية. فاختصار المسلمين في عقيدتهم يحولهم إلى أيديولوجية، مثل اختصار العالم الغربي بتنوعه في عدة نقاط فكرية يحوله إلى أيديولوجية غربية تؤمن بالديموقراطية والحرية وإبعاد الدين عن الحياة وتفسير كل شيء بطريقة مادية... الخ من معتقداتهم. والشيوعيون كذلك لا يجمعهم شيء إلا العقيدة.

لا يوجد مجتمعات أو مذاهب مع الأسف تبرز تميزها بالفضيلة والأخلاق وتبني معتقداتها على أساسها، فالكل يتميز ويفتخر بعقائده وأيديولوجياته لا بأفعاله وأخلاقياته إلا الإسلام الصحيح {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} ولم يقل: تتميزون بعقائد معينة، بل إن عقائدهم هي عملهم القائم على الأمر بالمعروف ورفض المنكر، أنت تبني تفضيلك للعقيدة على بقية الدين على أساس من منطق الأمور، وهو أن الفكرة أساس العمل فإذا صلحت الفكرة صلح العمل، ثم جئت فيما بعد وقطعت بين الفكرة والعمل وأبقيت الفكرة، وصار العمل في الآخر والفكرة في أعلى القائمة، مع أنه منطقياً لا قيمة للفكرة بلا عمل.

ثم ما فائدة هذه التقسيمات في الدين ووضع بعضه أعلى القائمة ووضع الآخر أسفل القائمة؟؟!
وهكذا تكون العقيدة (أو الأيديولوجية) مثل القبيلة التي تفرح بمن ينضم إليها وتعطيه اسمها مع أنها تعرف من أي القبائل هو ولكن من باب التكثير.

القرآن يحث على العمل الصالح وليس فقط الأفكار الصالحة، إذن كل المذاهب تهتم بالأفكار بالدرجة الأولى والعمل بالدرجة الثانية، وليس نحن فقط من يهتم بالعقيدة، انظر إلى المسيحية مثلاً، فأهم شيء عندها هي العقيدة واعتقاد أن يسوع هو مخلصك الوحيد، وبالتالي افعل ما تشاء! مع ترغيب بالسلوك الحسن من باب حبذا.

وكذلك اليهودية فالمهم عندهم أن تعتقد بالشعب المختار وبأرض الميعاد وتفرق بين أبناء الله وبين "الجوييم" وتخلص لشعب الله ولا تغش ولا تعمل الربا معهم بينما يحرم عليك أن تخلص لغير شعب الله حتى لو تدله على الطريق الصحيح فأنت آثم! هكذا عقيدة التلمود، ومع ذلك تجد الحاخام والعلماني جنباً إلى جنب لأنهم تجمعهم العقيدة وحدها، وهكذا حتى المذاهب داخل الإسلام تهتم بالعقيدة، وتفسق وتبدع من ينتسب للمذهب الآخر حتى لو كانوا سواء في العمل وكلهم يصلي وكلهم يحج وكلهم يتصدق.

إذن العقائد هي العلامة الفارقة في المذاهب والديانات، وهي أهم نقطة يركزون عليها، وهي قلب المذهب، بينما الله قرن الاعتقاد بالعمل، قال تعالى {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ولم يقل آمنوا فقط ولم يقل عملوا الصالحات فقط. إذن كلاهما بدرجة واحدة: العقيدة والعمل ، بينما أنت تركز على أن العقيدة هي أساس كل شيء وفوق كل شيء، وتجعل العمل درجة ثانية والأخلاق درجة ثالثة..

لا يجوز تعضية الدين والقرآن وتقطعيه إلى أوصال بعضها رأس وبعضها ذنب، فالدين يؤخذ كله أو يترك كله، على الأقل من باب النية، وإلا فكل إنسان ضعيف ومعرض للخطر.

وعادة كل أصحاب مذهب يأخذون النقاط الفارقة مع المذاهب الأخرى ويركزون عليها ويسمونها عقيدة، مع أن الدين كله عقيدة.. وهذا ينتج التفرق والتناحر، المفروض أن يكون التركيز مع المشترك مع الآخرين قبل المختلف، كما قال تعالى {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}.

وقد ذم القرآن الذين يقولون ما لا يفعلون والذين يقولون آمنا بأفواههم ما لم تؤمن به قلوبهم، لا تستطيع أن تميز المنافق لا من خلال العقيدة ولا من خلال الشريعة لكن تستطيع تمييزه من خلال الأخلاق، مما يعني أن لب الدين هو الأخلاق والعمل الصالح، هناك من يعصي الله ويكذب ويظلم ...الخ ولا تجد أي مستمسك على عقيدته! لو كانت العقيدة كافية لوحدها لصلح هذا الإنسان، صلاح عقيدته أصبح لا فائدة له أبداً في سلوكه، ووجود مثل هذه الحالات سببها التركيز على العقيدة وبعض العبادات، ولو كان التركيز على كل الإسلام لما ظهرت مثل هذه الحالات، وأي منافق يفرح في التركيز على العقيدة وبعبادات محددة لأن الأمر سهلٌ عليه.

ونحن نرى التفرق داخل الإسلام من خلال المذاهب، والمفترض أنه على قدر ما يأتي شخص من الدين تكون درجة قربه منك أكثر من غيره، لأنك توالي في الله وتعادي فيه، هذا المنطق ، أما أن تكون كل أعماله لا قيمة لها حتى لو كانت صالحة ولله؛ لأني أخلتلف معه في فهمي لآية أو حديث.. فبهذا الأسلوب يحل الشر في الأمة بدلاً من الخير، والله يقول {أشداء على الكفار رحماء بينهم} بينما هكذا تكون الشدة على المسلمين وليس على الكفار. فالواجب أن يعطى حق المختلف من الإسلام، فهذا حقه، ما دام أن الإسلام عبارة عن نقاط فالكل يرصد له نقاطه، الله فضل النصارى على اليهود والمشركين مع أن عندهم عقائد خاطئة وأي خطأ! يقولون أن الله ثالث ثلاثة! فما بالنا بالمسلمين المختلفين معنا بالفهم للدين الذين يقولون لنا ربنا الله ورسولنا محمد؟!

المشكلة إذا كانت العقيدة هي الدين وحدها، حينها يكون كل عمل لا قيمة له مهما كان يحبه الله ويحث عليه في كتابه وتحث عليه سنة نبيه، مع أن كل عمل فيه عقيدة.

إذن ما المقصود بالعقيدة؟ هي نقاط محددة ولا عبرة ببقية النقاط، وهذا ليس إنصافاً بالحسبة ما دام الدين كله عبارة عن عقائد تتبعها أفعال، وبهذه الحسبة يصبح الملحد في أقصى نقطة عن المسلم، لأن الهندوسي والمجوسي على الأقل يؤمنون بإله للكون فتحسب لهم نقطة تقارب، وأهل الكتاب يؤمنون بالأنبياء إلا محمد ، إذن هم أكثر قرباً من الهندوس..وهكذا، الأخلاق وعدم الاستكبار عند المسيحي أفضل من اليهودي ، فهذه تحسب نقطة. فما بالك إذن بمذاهب داخل الإسلام وتؤمن بأن محمداً رسول الله فهكذا تكون أكثر قرباً، لكننا نرى مع الأسف أنه يحدث العكس، فمنذ عصر التمذهب والحروب أكثر بين المسلمين وضحاياها ممن يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، أكثر من كونها مع أعداء المسلمين ، وهذا سببه خطأ في المفاهيم والمعتقدات وإلا لما ظهرت هذه النتيجة، قال تعالى {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً} ، إنها حروب العقيدة التي بلي بها المسلمون وأذهبت ريحهم. وها نحن نرى الحروب بين الطوائف الإسلامية بينما المحتل الصهيوني يتفرج ويعد الضحايا من المسلمين.

الله تعالى يقول: {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} وهذا ما حدث، والتمذهب هو تشيع، وهذه عقوبة التفرق والبعد عن حبل الله وكتابه، وقد حلت في هذه الأمة. وهكذا لم تكن أمة واحدة بل أمم متناحرة مع أن ربهم واحد ونبيهم واحد.


اقتباس:

هنا قوة العقيدة الإسلامية ، فهي المعلم الوحيد الذي يمكن البناء عليه دون أن يتملكك الملل ، لأنك تؤمن و تعتقد أن الفاعل هو الله و ليس أنت ، وأن كل ما تراه ماهو إلا توفيق من الله ، فحتى عندما تسعى إلى تحقيق فريضة الاستخلاف في الأرض و تفشل ، فعقيدتك تهيئك أن اجتهادك لم يذهب سدى ، و أن الله لا يضيع أجر العاملين .

عقيدتنا أخي الكريم هي العبودية لله ، ولا أعتقد أن العبودية تحتاج إلى شرح كبير ما دام القرآن نزل في زمن فيه عبيد . فعندما يعتقد البعض اليوم أن العبودية لا أخلاقية فنحن لا نزال نفتخر بأننا عباد لله الواحد الأحد، و أن عبوديتنا مصدر و قوة حريتنا و سيادتنا ، فمن أقر بعبوديته لله ، تحرر من كل أنواع العبودية للطاغوت .
أخي الكريم ، قلت سابقا أن الأخلاق مفهوم فلسفي تتنازعها التعاريف و تظل الأخلاق في تطور ، فالقوانين هي أخلاق تتحولت إلى قواعد قانونية ، والأخلاق من سمتها التطور و تخضع للنسبية ، بينما العقيدة الإسلامية تابثة لا تتغير أبدا ، و حتى التشريع الإسلامي قليلة قطعياته ، و منطقة العفو واسعة فسيحة تركت للاجتهاد ، ليميز كل جيل أخلاقياته و يحولها إلى قواعد قانونية لا تصطدم مع مع ماهو قطعي و لا تصطدم مع ما نهى عنه الشرع ، أما المباح فمن الممكن تعطيله مرحليا متى وجدت أسباب لذلك . أما العقيدة أستاذي الكريم فلا يمكن أبدا مساومتها ، فالإيمان بالله ليس فيه منطقة عفو فهو تابث ، إما إيمان بالله أو كفربه .
القطعيات في التشريع هي إبراز و ترسيخ العبودية لله ، وهي امتحان على القدرة على جعل الفرد ينجح في امتحان العبودية و الإيمان .
جميل ما تفضلتم به حول أساليب الدعوة و إظهار أخلاقية الدين الإسلامي انطلاقا من إبراز محاسن الأخلاق الإسلامية و إعمال العقل ،

كيف تقول عن شيء أنه جميل وأنت ترفضه؟! أنت ترفض أن تكون العقيدة أخلاقية ، وبنفس الوقت يعجبك في الدعوة أن تبين محاسن العقيدة الإسلامية وأخلاقياتها، وما المحاسن إلا أخلاق! نريد أن نفهم لا نريد أن ننتقي ونتناقض، فلا فهم مع التناقض، وبالتالي لا بصيرة، والله أمرنا بالبصيرة في ديننا.

وكلامك أن الأخلاق نسبية وتتطور.. فهذا نفس كلام الماديين والملحدين حول هذا الموضوع، وهكذا عقيدتهم، وبإمكانك الرجوع إلى الويكيبيديا لترى تنظيرهم في هذا الموضوع، وفلسفة جيمس ونظرية التطور تدور حول هذا الموضوع بالذات وهو نسبية الأخلاق وتطورها.

وبموجب كلامك يكون ثناء الله على نبيه بالخُلًق العظيم قليل القيمة؛ لأنه استعمل شيئاً نسبياً وهو الخُلُق! وبالتالي أيضاً فأخلاق الأمم والأنبياء السابقين متخلفة ولم تتطور! ونحن لأننا جئنا بعدهم نكون أفضل أخلاقاً حتى من الرسل والأنبياء! هل هذا صحيح بناءً على نظرية تطور الأخلاق؟! فنظرتك للأخلاق أنها تتطور مع الزمن ، يعني تطور للأفضل. أليس هذا من تبعات هذا الاعتقاد؟!

العقيدة هي كل ما تعتقده ولا تقفز إلى الإيمان بالله فقط، فنحن المسلمون متفقون على الإيمان بالله جميعاً وأن كل شيء بأمره.
لا أظن أن العقيدة السليمة تلتقي مع الكافرين وتشابههم في أي وجهة نظر، بل العقيدة السليمة جاءت لتدحض كل أفكارهم وتقدم البديل السليم.


اقتباس:

سعيا إلى إظهار قوة الدين الإسلامي ، لعل المخاطب يجنح إلى تحقيق العبودية لله ، وليس فقط سعيا لجعله إنسانا متخلقا بالفضائل . فالصدقات تعطى للمؤلفة قلوبهم و ذلك ترغيبا لهم و جعل عقولهم تتفتح على حقيقة أن الإسلام لا يبتغي الحياة الدنيا وحدها بل أن الأبقى والأجدر بالتعب أكثر هو الآخرة . ولعل شخصا مؤمنا بأخلاقيات العصر كان اعتبر ذلك نوعا من الاستقطاب بطرق لا أخلاقية، لكن هنا الأمر أجل إنه سعي لتأليف القلوب و جعلها تؤمن بخالقها و تحقيق العبودية لله و هي وحدها المعلم الصريح الذي تستوي حياة الأفراد والأمة به لأنه متى تحقق التصديق واليقين والإيمان بالله ، تجلى ذلك في الإمتثال لكل أنواع العبادات و الأخلاق الإسلامية .

كأنك تلمح أن الأخلاق مطاطة وأن فيها وجهة نظر، حتى الزكاة للمؤلفة قلوبهم فيها وجهة نظر أخرى معتبرة تخالف وجهة نظر الإسلام وتشكك فيها (أقصد وجهة النظر الأخرى).

وجهة النظر هذه لا قيمة لها عندي لأنها غير واقعية ولا منطقية، إن دفع الزكاة لغير المسلمين الذين علاقتهم طيبة مع المسلمين ولم يعتدوا عليهم هو دليل على إنسانية الإسلام وأنه رحمة لهم وليس فقط للمسلمين، وهذا من الأمر بالمعروف والكرم الأخلاقي، بدليل أن دفع الزكاة ليس على شرط أن يسلموا ويغيروا عقيدتهم، لكنه على شرط الأخلاق، فلا يقال إذا لم يسلموا لن ندفع لهم الزكاة، فإذا كان كذلك كان رشوة! لكنها غير مشروطة، إذن هي عطاء مقابل أخلاق وسلام وتعاون على الخير تنقطع بانقطاعه، فهم قدموا لنا مواقف طيبة كان بالإمكان أن نقدم مثلها، ولكن نقدم لفقرائهم مـا يسد حاجتهم أو لساداتهم ليساعدوهم، وهذا دليل على عالمية الإسلام. لاحظ أن زكاة المسلمين تدفع لمخالفين في العقيدة التي تقول أنها الأهم من كل شيء، لكنهم غير مخالفين في الأخلاق، بينما المنافق الذي يصرح بعقيدته بأعلى صوته هو في الدرك الأسفل من النار! وكلاهما بأمر الله وكتابه.

اقتباس:

أقتبس من ردك هذا النص .
أنت تحب الرسول، لماذا؟ أليس لأنه صادق ولأنه تحمل في سبيل الله ولأنه حرص على الأمة وضحى بنفسه لأجلها...الخ، أليست هذه كلمات أخلاقية؟

أحب الرسول صلى الله عليه و سلم عقيدة يا أخي قبل ما تفضلتم به و هنا نختلف ، فأنا أومن به ، لأنه رسول . وحبي له لايقارن مع كل أنواع الحب فهو يفوقها حتما إلا حب الله ، فهو أكبر لأنه أصل العقيدة . وهذا لا يعني أنني لا أحب أخلاقه الكريمة . و إلا لكان كل الزعماء الذين ضحوا في سبيل أقوامهم واتصفوا بالصفات النبيلة يستحقون حبا بقدر محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم .

ولعلك تتذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الموضوع .
طيب.. على أي أساس اخترت هذه العقيدة؟؟ أليس لفضائلها؟ أو بالوراثة وشهادة الآخرين حولها؟!
أنا أتكلم عن إيمانك أنت وليس عن إيمان الآخرين. فعندما شهدت أن هذا هو رسول الله كان على أي أساس؟ هل هو بالعقل فقط؟ هل يأتي إيمان بالعقل فقط ولا دور للإحساس ولا للفطرة؟ طبعاً لا يكون، لأن العقل مربوط بالحواس. والأديان كثيرة فلماذا اخترت الإسلام بالذات؟ هل أنت اخترته أم هو اختارك؟

و هل أهداف الرسول مثل أهداف الزعماء؟! وهل ترى أن الرسول زعيم سياسي؟ هذا ما ينظر إليه الماديون والشيوعيون, بينما الله سماه عبد الله ورسوله ولم يقل ملك المسلمين ولا زعيم العرب والقرشيين, ولم يدعه بولي أمر حتى.

ومن كان ذا أخلاق من الزعماء فلماذا ترفضه؟ فكل فاضل يستحق الاحترام على فضيلته والنقد على رذيلته من كل دين وملة, مثلما أثنى الله سبحانه على فئات من النصارى وأثنى رسول الله على حاتم الطائي.

فكرتك هذه تفصلنا عن العالم وعن بقية المسلمين وتفصل خيط التفاهم معهم، وتفصلنا عن فطرتنا التي تقوم من خلال الأخلاق والفضائل, وتجعلنا ننظر لغير مذهبنا ولغير ديننا نظرة واحدة، لأنهم يختلفون معنا في العقيدة, بينما غاندي يختلف عن نتنياهو, والأميرة ديانا نختلف عن مارغريت تاتشر, بمنظار العقيدة فقط كلهم سواء ولا قيمة لأي تفاضل حتى في من وقف معنا أو من لم يقف معنا, إذن يجب أن يكون لكل مجال منظار, فللعقيدة منظار وللخير والأخلاق منظار، حتى لا يختل العدل, والنتائج تُجمَع, وعلى أساسها يكون الولاء والبراء, حتى نكون عادلين غير متطرفين في نظرتنا وأحكامنا.

الاكتفاء بميزان العقيدة فقط في تقييم الناس يفتقر للعدل، ومن عقيدتنا العدل لأن الله تعالى قال: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} مع من نحب ومن لا نحب, مع من يماثلنا في أفكارنا ومع من يختلف لا بد من العدل, والعدل يعني الميزان، وكل شيء في كفة الميزان يُحسَب. مثل تلك النظرة تسبب ازدواجية في الشخص ولا أقول انفصاماً في الشخصية, حيث تجبرك على كره أحد لا تحس بكرهه وعلى محبة أحد طبعك ينفر منه لبشاعة أخلاقه, لمجرد أنه يشترك معك في الأفكار العامة, التي تُحصَر كلمة العقيدة عليها, مع أن العقيدة تشمل السلوك أيضاً.

لا أريد التقليل من شأن العقيدة بل على العكس أريد توسيعها لتشمل كل الدين بما فيه التعامل والسلوك, أليس من العقيدة أن تطيع الله؟ الله أمر بحسن الخلق, إذن حسن الخلق عقيدة!

إذا قلت لغير المسلمين أو المختلفين أن لنا عقيدة فقط أما الأخلاق فهي متطورة ومتغيرة ولا شأن لنا بها, هكذا نكون مؤدلجين وسيقولون لنا: لكم أفكاركم التي تعودتم عليها من أهلكم ولنا أفكارنا التي تعودنا عليها من أهلنا!! إذن مالذي سيرجح؟ وما الذي يحبه الجميع إلا ما يُجمع الجميع عليه أنه الخير والفضيلة والمعروف والأخلاق, وأنا أقصد بالأخلاق: حب الخير, دون التقيد بمظهر معين, وهذا لا يتطور ولا يتغير.

وأنت تجعل الرسول فوق أن تحبه لأخلاقه، كيف فهمت هذا المستوى؟ وهل هو موجود؟! والسؤال نفسه كيف أحببت الله وعبدته؟ هل بدافع عقيدة أم بدافع أخلاقي أم بهما معا؟ أنت تقول أنك تحب الرسول أكبر من كل الحب، الحب يبنى على ماذا؟ أليس على الخير والفضيلة؟! أم أنها كلمة نقولها وانتهى الأمر؟! تذكر الأشخاص الذين أحببتهم على ماذا أحببتهم؟ طبعاً لصبرهم و أخلاقهم وتضحياتهم ومواقفهم الطيبة، وإلا على ماذا يكون الحب؟ هل يكون على الشكل؟ لا يمكن، حتى في حالة العشق لا يمكن، فكم من جميلة مكروهة، وكم من متواضعة الجمال معظمة في الفؤاد!

ما زلنا نريد أن نفهم ، كلمات التلقين لا تُفهمنا، أنا أعرفها مثلما تعرفها، فأنت لم تأت بجديد، فالكل يعرف هذا الكلام عن العقيدة وتقسيم الإسلام إلى القطع الثلاثة، وإنما نريد أن تكون العقيدة على بصيرة وليس على الطاولة أمام الجميع وحسب، فالبصيرة شرط للعقيدة السليمة قال تعالى {على بصيرة أنا ومن اتبعن} فمن يتبع الرسل سيعبد الله على بصيرة ويبحث عنها, ومن يخالفهم سيخالفهم ولن يهتم بها معتمداً على بصيرة الآخرين، حتى أتباع الأنبياء يكونون على بصيرة وليس بالتقليد فقط.

ثم تحقيق العبودية لله كما أشرت إليها أكثر من مرة كيف يكون؟ هل يكون بالفصل بين العقيدة والشريعة والأخلاق؟؟ هذا الفصل يجعل ما لله لله وما لقيصر لقيصر! بينما العبودية لا تعني العبادة فقط، بل تعني العبادة والحياة والممات كله لله، وكل ما أوتيته لله ولكن لا تنس نصيبك من الدنيا. العبودية هي أن تسلم كل شيء لله كما يفعل العبد مع سيده.

إذا كنت تحب الرسول لأجل العقيدة، فكل المسلمين أو من ترضى عقيدتهم مثله في العقيدة فلماذا لا تحبهم بنفس الحب؟!

اقتباس:

كما أقتبس من مداخلتكم :
و مسألة أن الله لم يحرم الخمر أو الخنزير على بعض الأمم، فمن يثبت ذلك؟
لمن يفوتني علما أترك إيراد الأدلة و أكتفي بقول الله تعالى :
" كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة . قل فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين . " ألآية 93 من سورة آل عمران
و لكم أستاذي الاطلاع على سبب نزولها وتفسيرها .
هل تقصد أن الله كان يحلل الخبائث لبني إسرائيل؟ الله لا يحلل الخبائث, هل تعتقد أنه يجوز عليه أن يحلل الخبائث؟! أم أن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً؟

الآية في سياق ما حُرّم على بني إسرائيل، قال تعالى: {وَمِنَ الْبَقَرِ‌ وَالْغَنَمِ حَرَّ‌مْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُ‌هُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ} لاحظ أن هذا التحريم عقابي, مثل أن تمنع المصروف عن ولدك والمصروف حلال, فهذا ما كان إلا من باب الامتحان العقابي لهم، مثلما حرم عليهم الصيد في السبت، ليس لخبث الصيد، لكن ليبلوهم في هذه المسألة، ولكثرة أسئلتهم جاءهم ما يسوؤهم, مثلما صعّب عليهم وصف البقرة لما تمادوا في السؤال عنها، بينما في الأصل طُلب منهم أن يذبحوا أي بقرة, لكن لماديتهم صُعّبت عليهم بعض الماديات.

أما أن يشرع الله الخبائث فهذا شيء أبرأ بعقيدتي عنه وأنت اعتقد ما تشاء. أنت تقول أن الخمر أم الخبائث وتقول أن الله كان يحلها على لسان أنبيائه! هذا تناقض! لو سألتك عن الخمر لقلت أعوذ بالله منها ومن شرها وخبثها, ثم تجيز أن يحلها الله و يشربها أنبياؤه, كما في التوراة المحرفة حين سكر نوح وخرج عرياناً ورآه ابنه حام الأسود ولم يغطه فلما صحا قال أنت وأبناؤك عبيد عند أخويك! ومن هنا كان اليهود يسحبون الرقيق من أفريقيا على سفن الاستعمار إلى أوروبا و أمريكا بعشرات الملايين بموجب هذه الوصية من التوراة المحرفة, التي يعتقد بها المسيحيون أيضاً لأنهم يرون أن التوراة كتابهم المقدس مع الإنجيل, أما العبيد الذين كانوا عند المسلمين فلم يكونوا سوداً إلا ما قل وكانوا نتائج حرب وليس سرقة.

ألم يقل الله عن الخمر أنها رجس من عمل الشيطان؟ كيف يحل الله عمل الشيطان لعباده الصالحين وأنبيائه؟ وتقبل هذا على ربك؟!
وبقية الآية التي استشهدت بها {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} فما يدريك أن إسرائيل حرّم على نفسه الخمر والخنزير؟ و في اليهودية تجدهم يحرمون الخنزير حتى الآن.

اقتباس:

و لعلك في تفسير تحريم الميتة أخلاقيا لأنها مقززة تقصير كبير يا أخي الكريم ، فالمعلوم أن ميتة البحر حلال أكلها كما طهارة مائه رغم طعمه المر
ها نحن عدنا للذوق البشري والفطرة! لا يوجد أحد في العالم يتقزز من صيد البحر لأنها تموت أول ما تخرج من الماء للهواء! أما لو آتيك بسمكة ميتة في البحر نفسه فلن تأكلها لأنها قد تكون متسممة أو مريضة. ميتة البحر هي التي خرجت حية وتموت وليست التي تكون ميتة في البحر! فالسمكة لا تذبح عند كل الشعوب!


اقتباس:

و سأتناول بعد هذا التوضيح مفهوم العقيدة كما يقدمه من يفوتني علما من كتيب صغير الحجم للدكتور يوسف القرضاوي عنوانه حقيقة التوحيد .

يتبع

الإيمان بالله أصل العقائد كلها


إن الإيمان بالله ـ أي الذات الغيبية العلوية القاهرة الجديرة الجديرة بالطاعة و العبادة ـ هي روح الدين ، أي دين ، و كذلك هو روح الإسلام ، وأصل عقائده كلها ، كما بينها كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
فهذا القرآن الكريم حين يتحدث عن أركان الإيمان ومتعلقاته يجعل الإيمان بالله أولها وأصلها كما في قوله تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ، كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله " البقرة 285 و قوله تعالى : " ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب والنبيئين " البقرة 177 و قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا " سورة النساء 136
و الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول في حديث جبريل : " الإيمان : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر خيره و شره "
فالإيمان بالله هو الأصل و كل أركان العقيدة الأخرى مضافة إليه وتابعة له ، فأنت بعد أن تؤمن بالله جل شأنه ، تؤمن بالتالي بملائكته و كتبه و رسله و حسابه و قضائه و قدره . فالإيمان بها كلها فرع عن الإيمان بالله ومبني عليه . ولايتصور الإيمان بالرسول إلا بعد الإيمان بالمرسل ، ولا بالجزاء والحساب إلا بعد الإيمان بالمجازي والمحاسب .

و الإيمان بالله يتضمن : الإيمان بوجوده بالضرورة ، والإيمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، التي يتجلى فيها اتصافه بكل كمال يليق به و تزهه عن كل عن كل نقص .

تركيز الإسلام على التوحيد

فإذا كان الإيمان بوجود الله موجودا في الأديان الأخرى و يوجد في الفطرة و تدل عليه العلوم و أصبح حقيقة مطلقة لا ينكرها إلا جاحد فإن الإسلام ركز أكثر على التوحيد و هي لب عقائد الإسلام و روح الوجود الإسلامي ، الإيمان بإله واحد فوق هذا الكون ، له الخلق والأمر ، وإليه المصير ، هورب كل شيء ، ومدبر كل أمر ، هو وحده الجدير بأن يعبد و لا يجحد ، وأن يشكر ولا يكفر ، وأن يطاع ولا يعصى . قال الله تعالى : " ذلكم الله ربكم ، لا إله إلا هو ، خالق كل شيء فاعبدوه ، وهو على كل شيء وكيل . لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير ." سورة الأنعام 102 103 .

التوحيد المأمور به

إنته توحيد اعتقادي عملي و توحيد عملي سلوكي . و بعبارة أخرى هما توحيدان لا يغني أحدهما عن الآخر ، توحيد في المعرفة والاثبات و الاعتقاد ، وتوحيد في الطلب والقصد و الإرادة .
فالأول هو إيمان بأنه تعالى واحد متفرد في ذاته وصفاته وأفعاله ، لا شريك له و لا شبيه له ، ولا شبيه له ، ولا ولد ولا والد له . ويسمى أيضا توحيد الربوبية
و توحيد القصد والعمل هو إفراد الله عز وجل بالعبودية الكاملة و الطاعة المطلقة ، والذل له و الإنابة إليه والتوكل عليه و الخشية منه والرجاء فيه .. و يسمى أيضا توحيد الألوهية

توحيد الربوبية : قال تعالى " وإن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولنّ الله" العنكبوت 61 كما قال تعالى : " لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ـ سيقولون لله ، قل أفلا تذكرون ـ قل من رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ـ سيقولون الله ، قل أفلا تتقون ـ قل من بيده ملكوت كل شيء و هو يجير ولا يجارعليه إن كنتم تعلمون ـ سيقولون الله قل فأنى تسحرون " سورة المؤمنون الأيات من 84 إلى 89

فهذه الآيات توضح الربوبية لله وحده و نلاحظ هنا أن المشركين يقرون بالربوبية لله لكن ينقصهم توحيد الألوهية .

توحيد الألوهية : " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير " سورة الحج الآية 62 كما قال تعلى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء الآية 25 وقال سبحانه " إني لكم نذير مبين ـ أن لا تعبدوا إلا الله " سورة هود الآيتان 25 26


وتلك أهم معالم العقيدة التي سألتني عنها و هي تتلخص في : لا إله إلا الله .
و شكرا

هل هذه كل العقيدة؟ هذا شيء سهل! ومنطق الأشياء يجعل أن الإيمان بالله هو الأساس, فلا يُعقل أن تؤمن بكتبه ولا تؤمن به! أو تطيع رسوله ولا تؤمن بوجوده! أو تصلي لإله ترى أنه غير موجود! فالفصل بين الألوهية والربوبية مُقترَح وليس في القرآن ما يشير إليه, لأن كلمة رب وإله شيء واحد واستُعمِلت نفس الاستعمال إذا تتبعت ورودها في القرآن, قال تعالى على لسان يوسف: {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} جاءت كلمة إله مع كلمة أرباب.

أما المشركون فهم يشركون مع الله غيره, وهذا السؤال في الآية استنكاري لهم, فكيف تقولون أن الله هو الخالق الرازق وتشركون معه غيره؟! وهذا استنكار لكذبهم يقولون الله لكنهم يرون أن آلهتهم تنفع وتضر وترزق, وإلا لما عبدوها! فهم يكذبون، ليس فقط الله وحده يرزق عندهم، بل هم يشركون مع الله, ألا ترى أن الأنبياء يجادولنهم بأن آلهتهم لا تضر ولا تنفع؟ فهم يكفرون بتوحيد الربوبية إذا سمينا الربوبية بأنه الخلق والرزق والنفع والضر, قال تعالى{ فَمَا كَانَ لِشُرَ‌كَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّـهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَ‌كَائِهِمْ} والشريك بمنزلة المشارَك في كل شيء, خذها من القرآن. فإذا كان الله يرزق فإنهم يرزقون وإذا كان يوفق فهم يوفقون, ما فائدة عبادتهم؟! حتى لو اعترفوا أن الله هو الخالق الأساسي لكنهم يصرفون شيء من صفات الربوبية إلى آلهتهم كإنزال المطر والنصر والربح والتوفيق والعافية ...إلخ, مثلما هو في تعدد الآلهة عند اليونان, فـ"زيوس" خالق الكون لكن بقية الآلهة هي التي تؤثر في حياة الناس, كأثينا ومنيرفا و ديانا آلهة الصيد وأفروديت آلهة الخصب, مثلما كانت الديانات البشرية, أي توزيع لخصائص الربوبية على آلهة متعددة, ولو كانوا يقرون أنها لا تضر ولا تنفع لما عبدوها، والرزق ومنعه من الضرر و النفع.

إذن هذا الفصل بين توحيد ألوهية وتوحيد ربوبية ليس له مبرر؛ لأن الله وصفهم بالإشراك، والإشراك يعني في الصفات وفي المستحقات, فهم مشركون في كل شيء, يصرفون الاعتقاد ويصرفون العبادة ويشركون مع الله فيهما, ولأنهم يعتقدون أن الآلهة تضر وتنفع وترزق عبدوها رغم اعترافهم بأن الله هو الخالق الأول جريا على الديانات الوثنية المنتشرة في الشرق الأوسط والقريبة من جزيرة العرب.

والقرآن يثبت أنهم كانوا يعبدون الأصنام, إذن ليست مشكلتهم توحيد الألوهية فقط حتى الربوبية, ووصفهم القرآن أنهم يتخذونها آلهة وأرباباً، إذن هم يشركون في الألوهية والربوبية بشهادة القرآن، ولا أحد أدق من القرآن، وبالتالي لا فائدة من هذا الفصل بين توحيد ألوهية وربوبية, لو كانوا يشركون بتوحيد ألوهية فقط لما ورد في القرآن أنهم يتخذون أصنامهم أرباباً ولقال أنهم يتخذونها آلهة فقط، والأفضل هو السير مع التعبير القرآني بأنهم أشركوا بالله بكل ما لله مع أنهم يقرون أن الله هو الذي خلق السماوات والأرض, ومرة أخرى يقولون {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}, وهذا اعتراف منهم بأنهم يعبدون ما ادعوا أنه يقربهم إلى الله زلفى وليسوا يتقربون بهم فقط بل يعبدونهم معترفين بذلك، وهم يحبون آلهتهم أكثر من الله {تلك إذن قسمة ضيزى} وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ويكون لهم الذكر وله الأنثى؛ لأن آلهتهم ترمز إلى وحدتهم السياسية والقبلية أما الله فهو للجميع. وكان السائد في ذلك الوقت أن كل قبيلة وأمة لها آلهة قومية حتى اليهود الذين يدعون التوحيد يسمون الله بـ (يهوه) إله شعب إسرائيل، أي أنه إله خاص لهم، وربما أنهم أخذوا اسم (يهوه) من (يغوث) وهو آلهة عند الكلدانيين.

وكان المشركون أيضاً يذبحون لأصنامهم ويتعبدون لها ويرجعون إليها مايصيبهم من قحط أو مرض ويقولون غضبت الآلهة، فكيف نقول أنهم يقرون بالرزق كله والخلق والتدبير كله لله؟! أليس إبرهيم عليه السلام يجادلهم بأن أصنامكم لا تضر ولا تنفع؟ ويقولون له ما نراك إلا أًاعتراك بعض آلهتنا بسوء؟ إذن هم يعتقدون أنها تضر وتنفع, والضرر والنفع من الربوبية. لو أقروا أن الله وحده هو الخالق والرازق والنافع الضار لكانت عبادتهم لغيره جنونا, ألا ترى أنهم لا يؤمنون بالبعث؟
ويرفضون رسول الله حباً في آلهتهم التي ترمز إلى تعصبهم القبلي؟ مع أنهم يعلمون أنه رسول الله, وقالوا أنترك ما كان يعبد آباؤنا؟ أصنامهم اعتبروها هوية لهم وتراث، وآباؤهم هم مجدهم.

القرآن والأنبياء يرددون كلمة "عبادة" و"عبودية" ولم يتكلموا عن "توحيد" إلا بعد العبودية, فلماذا صار التوحيد مقدماً؟ التركيز على كلمة توحيد كان أجدر منه أن يكون على كلمة عبادة وتسليم لله وعدم الشرك بكل صوره.
لما تركز على كلمة توحيد صار أهم شيء ألا تعتقد أن معه أحداً وليس أهم شيء أن تعبده! وما زلنا في نطاق الأفكار.

فصارت المسألة مسألة عقيدة فقط, كأن أهم علاقة بالله أن نوحده, مع أن هذا جزء وليس الكل، لاحظ قوله تعالى: {اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً}, فكلمة العبادة مقدمة على لا تشركوا به شيئاً، أي أن العبادة مقدمة على التوحيد, ولم يقل لا تشركوا به شيئاً ثم اعبدوه! والعبادة تعني التسليم كما سلم إبراهيم وإسماعيل، والتسليم من العبادة ومنه الإسلام، والإسلام من فرع العبادة وليس من فرع التوحيد.

التوراة تركز على التوحيد ولا تركز على التسليم والعبودية مع أن كلمة إسلام تعني تسليم, {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّـهِ}. التوحيد هو شرط للعبادة, إذن العبادة هي الأساس والتوحيد شرط, وما فائدة توحيد بدون تسليم؟ وأي اعتراف بدون تكاليف أمر سهل، ومن يعترف ويبتعد عن التكاليف مثل من لا يعترف، الإسلام إذن كله مهم ، وما فائدة أن يعترف أحد بحقك ولا يدفعه لك؟! الاعتراف والتسليم لا ينفع أحدهما إلا بالآخر.

حتى لغوياً ليست كلمة رب بمعنى من يخلق ويرزق ولا يُعبَد، وأن كلمة إله تعني من يعبد ، والقرآن نزل بلسان عربي مبين..

وشكراً لك ..
وجزى الله خيراً كل باحث عن الحق، وأتمنى أن نكون منهم إن شاء الله..

ياسر علي 01-17-2014 03:27 AM

فالدين كله عقيدة وحتى الفقه عقيدة ، والدين يجب أن يؤخذ كله، أليس في العقيدة أن تعتقد أنه لا يجوز الذبح لغير الله، كذلك في الفقه تعتقد أن الوضوء شرط لصحة الصلاة،

الآن تعبر الدين كله عقيدة ، و في و نصك الأول يعتبر الدين كله أخلاق ، و في جزئية تعبر الدين كله عبادات .

فلماذا لا تريد أن تعبر الدين عقيدة و عبادة و أخلاق . فأين المشكل يا أخي ، ثم مرارا قولتني أنني لا أعير قيمة للأخلاق الإسلامية ، كم تريد من حديث و من آية عن الأخلاق الإسلامية ، عن الصبر والأمانة و غض البصر و كل الآداب الإسلامية . لا تقولني ما لا أقول . أما مصطلح الأخلاق هكذا فهو تتنازعه التعاريف يا أخي الكريم ، شئت أم أبيت .


التركيز على العقيدة دون بقية الدين نوع من العلمانية

مشكلتنا مع التصنيف لن تنتهي أبدا ، نحن نحب التفييء و لا نؤمن أبدا بالإستقلالية الفكرية ، اعلم أخي الكريم أن لا حساسية لي مع كل التوجهات فكرية كانت أو دينية ، و في الوقت ذاته أعتز بإسلاميتي .


وكلامك أن الأخلاق نسبية وتتطور......

يا أخي الكريم ، أليس الرق مباحا في وقت ما ، هل لايزال أخلاقيا في نظرك ؟
ألم يتزوج أبناء آدم أخواتهم ؟ واليوم يعتبر من المحرمات .
أليس التعدد مشرعا ثم قننه الإسلام وكان قاعدة عامة و أصبح اليوم استثناء .
ألا تشرع البرلمانات القوانتين كل يوم في تطور مهول هل تستند لغايات غير أخلاقية كلها ؟
لماذا ترهبك كلمة التطور والنسبية ، هل لأنك تحب تعميم المصطلحات ، فتعتبر كل شيء يتطور ، ألم أقل لك أن العقيدة لا تتغير أبدا . فلأنك تريد تعميم الأخلاق تحب تعميم نظرية التطور أم أنك تحب إلغاء التطور كمصطلح ، فهل يحرجك التطور .


ثم ما فائدة هذه التقسيمات في الدين ووضع بعضه أعلى القائمة ووضع الآخر أسفل القائمة؟؟!
وهكذا تكون العقيدة (أو الأيديولوجية) مثل القبيلة التي تفرح بمن ينضم إليها وتعطيه اسمها مع أنها تعرف من أي القبائل هو ولكن من باب التكثير.


يا أخي الكريم ، لست أجزئ بل قلت أن أصل الدين هو العقيدة و الدين عقيدة وعبادات وأخلاق . و أنت تريد اختزاله في الأخلاق . متى كان الإيمان بالله إيديولوجيا ؟


الاكتفاء بميزان العقيدة فقط في تقييم الناس يفتقر للعدل

هنا تراجعت عن اعتبارالدين كله عقيدة ، فأنا لا أزال عند موقفي أن الأصل في الدين العقيدة ، و الدين عقيدة و عبادات وأخلاق .

وأنت تجعل الرسول فوق أن تحبه لأخلاقه، كيف فهمت هذا المستوى؟ وهل هو موجود؟! والسؤال نفسه كيف أحببت الله وعبدته؟ هل بدافع عقيدة أم بدافع أخلاقي أم بهما معا؟ أنت تقول أنك تحب الرسول أكبر من كل الحب، الحب يبنى على ماذا؟ أليس على الخير والفضيلة؟! أم أنها كلمة نقولها وانتهى الأمر؟! تذكر الأشخاص الذين أحببتهم على ماذا أحببتهم؟ طبعاً لصبرهم و أخلاقهم وتضحياتهم ومواقفهم الطيبة، وإلا على ماذا يكون الحب؟ هل يكون على الشكل؟ لا يمكن، حتى في حالة العشق لا يمكن، فكم من جميلة مكروهة، وكم من متواضعة الجمال معظمة في الفؤاد!


هل تعتبر سيدي حب الرسول اختياريا في الإسلام ، يا أخي الكريم حب الرسول عقيدة لا يكتمل الإيمان إلا به ، هل اتخذ الله خليلا إلا سيدنا إبراهيم عليه السلام و رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف تريدني أن لا أحب من أحبه الله ، أليس هذا عقيدة . أنا لم أقل أنني أكره من تخلق بالأخلاق الفاضلة يا أخي فلا تقولني ما لا أقوله ، ولكن لن أضع شخصا مهما بلغ من الفضيلة في درجة مسلم . و ما أدراك بنبي الله . و هل يصلح هنا معيار الأخلاق ؟


ها نحن عدنا للذوق البشري والفطرة! لا يوجد أحد في العالم يتقزز من صيد البحر لأنها تموت أول ما تخرج من الماء للهواء! أما لو آتيك بسمكة ميتة في البحر نفسه فلن تأكلها لأنها قد تكون متسممة أو مريضة. ميتة البحر هي التي خرجت حية وتموت وليست التي تكون ميتة في البحر! فالسمكة لا تذبح عند كل الشعوب!


ليس كل ما توافق عليه الناس متلائما مع الدين يا أخي الكريم ، ما يضيرك أن تمتثل لأوامر كتاب الله كما أنزلها و سنة المصطفى كما سنها ، لماذا تحاول أن تبحث عن أخلاقيتها من عدم أخلاقيتها .
قلت الحيوان الميت مقزز ، قلت لك إن كان مقززا فنحن نتناول ميتة البحر . لماذا لا تقول ، تلك حرمها كتاب الله و ميتة البحر أحلتها سنة المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى ألأنك تفضل تفسيرها أخلاقيا فتتعالى على عقيدتك أن تؤمن بما جاء به كتاب الله و ما سنه رسوله .

هذا المنطق يجعل من الدين أعرافا لا أكثر . هناك تشريعات سماوية قطعية ، وهناك أخلاق إسلامية ظاهرة ، وهناك منطقة عفو كبيرة فلا اجتهاد مع النصوص بارك الله فيك .



هل تقصد أن الله كان يحلل الخبائث لبني إسرائيل؟ الله لا يحلل الخبائث, هل تعتقد أنه يجوز عليه أن يحلل الخبائث؟! أم أن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً؟

الله أعلم و من أنا حتى أتطاول على الله ، فهذا الموضوع لا يهم كثيرا ، ما دام الخمر والخنزير في ديننا من المحرامات . المهم أنه يوجد في القرآن أن الطعام كان حلا لبني اسرائيل كله قبل نزول التوراة . أما الخمر فحتى في الإسلام حرم تدريجيا ، فهل يعني أن أوائل من تناولوه و ماتوا قبل التحريم ارتكبوا جرما أخلاقيا . وإن كانت عندك إفادة في الموضوع فتفضل بها و علمنا مما علمك الله .



هل هذه كل العقيدة؟ هذا شيء سهل! ومنطق الأشياء يجعل أن الإيمان بالله هو الأساس

يا أخي الكريم لو كان سهلا كما قلت لما أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبلغ رسالة ربه . فإخلاص العبادة لله وحده واجهها المشركون بالسيف . و مات في سبيلها كبار الصحابة رضوان الله عليهم ، وإلى اليوم لا يزال الكثيرون يحاربونها .

أما التعريف فقد ذكرت مصدره و هو منهاج أهل السنة و الجماعة .


وشكرا


الساعة الآن 03:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team