منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   وَحدة الوجود ! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11205)

عبده فايز الزبيدي 05-22-2013 11:09 AM

وَحدة الوجود !
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد و إياك نستعين ، و صلِّ اللهم و سلم على سيد الأولين و الآخرين و خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي و على آله و صحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فعقيدة وَحدة الوجود هي أخبث عقائد الشيطان و أهله و أضرُّها على الإسلام و أهله و أكيدهم للدين باسم الدين ، يدين بها طائفة من المتمسحين بالشرع الحنيف تُسمى بالصوفية.

عبده فايز الزبيدي 05-22-2013 11:11 AM

سأعتمد بشكل رئيس في بيان (وحدة الوجود) على كتاب (عقيدة الصوفية و حدة الوجود الخفية) للدكتور / أحمد بن عبد العزيز القصير، أثابه الله الجنة ؛ حيث لم يقع بين يدي حتى الساعة أوفى منه في جلاء حقيقة هذه العقيدة ، و إن وجدتُ من نفسي ما يستحق الذكر فسأقدمه بقولي: (قلتُ)، أو من مصدرٍ آخر فسأنبه عليه ، أي ما تراه هنا هو تلخيص كتاب (عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية) مع ملاحظة تقديمي و تأخيري لمواضيع الكتاب حسب ما يقتضيه التلخيص ، والله ولي التوفيق .

عبده فايز الزبيدي 05-22-2013 11:13 AM

أسماء أخرى لوحدة الوجود:
لقد استخدم الصوفية أسماء و مصطلحات كثيرة للدلالة على وحدة الوجود ، و منها ما يلي:
1-التوحيد: إفراد الحق بالوجود في الأزل و الأبد .
2- الفردانية: و هي انفراد الحق بالوجود بانطباق بحر الأحدية على الكلِّ بحيث لم يبقَ وجودٌ لغيره.
3-المشاهدة: رؤية الحق في الأشياء.
4-الشهود: رؤية الحق بالخلق.
5-الفناء: و هو زوال الرسوم [أي:الأكوان] جميعاً بالكلية ، في عين الذات الأحدية ، مع ارتفاع الاثنينية.
6- الحقيقة: و هي شهود الحق في تجليات المظاهر.
7- التحقيق: و هو شهود الحق في صور أسمائه التي هي الأكوان.
8-الجمع: و هو إشارة إلي حقٍّ بلا خلق.
9- جمع الجمع: شهود الخلق قائماً بالحق.
10- الإحسان: و هو شهود الله تعالى ، و الحضور معه في كل شيء ، و مشاهدة تجلّـيهِ في كلِّ شيء.

ثمَّ إن الصوفية كما قالوا بـ(وحدة الوجود) ، قالوا _ أيضاً _ بـ (وحدة الموجود) *؛ لكونهم يرون أنَّ الوجود هُوَ الموجود ، سواءً بسواء.
يقول ابن عربي : (فهو من حيثُ الوجود عينُ الموجودات).
و يقول الغزالي: ( فالموجود وجهه فقط).
و يقول على وفا : ( هو تعالى ذاتُ كلُّ موجود ، و كلُّ موجود صفته) .
و يقول أيضاً : ( الوجود _ بالحقيقة _ هو الموجود ، و الموجود ليس إلاَّ هو الوجود ).
و يقول ابن عجيبة: ( انفراد الحق بالوجود ، و ليس مع الله موجود) .
و يقول أحمد المستغانمي : ( فالله سبحانه و تعالى يجب في حقه الوجود ، و الوجود هو عين الموجود).
_____________
* قلتُ: و هذا رد على ما قاله شيخ الأزهر السابق عبدالحليم محمود : (... إن موضوع (وحدة الموجود) من الموضوعات التي استخدمها أعداء الصوفية في تأليب الجماهير المؤمنة...) و ما أورده المؤلف من أقوال أئمة التصوف في مسألة (وحدة الموجود) لا يقبل الرد بحال.

عبده فايز الزبيدي 05-22-2013 11:15 AM

. إنكارهم ثنائية الوجود:
إنَّ مما يعلم بضرورة العقل و بديهته أنَّ الوجود ينقسم إلي قسمين: وجود واجب ، و وجود ممكن ،و لكن الصوفية ينكرون ثنائية الوجود هذه ، و يعتقدون أن الوجود واحد يقول النابلسي:
ليس الوجود كما يقال اثنان **** حقٌّ و خلقٌ ، إذ هُما شيئانِ
هذا المقالُ عليه قبْحُ عقيدةٍ **** عند المحقِّقِ ظاهر البُطْلانِ
و يقول أيضاً : الوجود عندهم [أي عند الصوفية] حقيقة واحدة ).

2. اعتقادهم عدم الكائنات:
يدَّعي الصوفية أنَّ الله تعالى هو الذي له الوجود وحده ، أمَّا الكائنات و المخلوقات فهي معدومة أزَلاً و أبداً ، و يرون أن عقول المحجوبين (غير الصوفية) تتوهم و تتخيل أن المخلوقات موجودة.
يقول الجيلي:
ليس الوجود سوى خيال عندَ مَنْ **** يدري الخيالَ بقدره المتعاظم
و يقولُ شيخُ الصوفية الأكبر ابن عربي: (الكونُ خيال)
و يقولُ داود القيصري : (الخلقُ موهومٌ ، لذلك يُسمى خلقاً ، فإنَّ الخلقَ في اللغة : الإفك) .
3. اعتقادهم أنَّ الكائنات هي الله:
لا يعني الصوفية بهذه الأقوال إنكار الأشياء المحسوسة ، و جحد الكائنات المشهودة ، كالبحار ، و الجبال ، و الأشجار ، و نحو ذلك ، و إنَّما مقصودهم إنكار كونها خلقاً ، لاعتقادهم أنَّ الكائنات _ كلّها _ هي الله تعالى.
يقول القاشاني : ( كلّ خلقٍ تراهُ العيونُ فهو عين الحقِّ ، و لكنَّ الخيال َ المحجوب سمَّاه خلقاً ، لكونه مستوراً بصورة خلقية) .
و يقول النابلسي: ( و ما هما [ أي : الخالق ة المخلوق ] اثنان ، بل عينٌ واحدة ) .

4 . محاولتهم الجمع بين الكثرة والوحدة:
يرى الصوفية أن هذا التعدد لا يتنافى مع الوحدة ، لأنه عندهم تعدد نسبي اعتباري ، لا تعدد حقيقي.
يقول محمد الحفناوي: ( عند السادة الصوفية [ أي : للوجود ] مفهومان: عام ، و هو الأفراد الإضافية ، خاص ، و هو حقيقة واحدة مطلقة ، موجودة وجوداً حقيقياً واجبياً ، و أمَّا العام فأمر اعتباري لا وجود له إلاَّ تخيلاً ، و هو مظهر لحقيقة الوجود الحقّ الواحد ، و اختلاف أفراد هذا الوجود العام بحسب استعدادها ؛ فلا يوجب تغيراً و لا تكثراً في تلك الحقيقة ).

5. اعتقادهم تجلي الله في صور المخلوقات:
يعتقد الصوفية أنَّ الله تعالى يظهر و يتجلى في صور المخلوقات المختلفة ، فهو _ عندهم_ الظاهر في جميع المظاهر ، لا على معنى أنه يتحد ، أو يحل في مخلوق ، بل هم يرون ( أن الله ما يتجلى إلاَّ على نفسه ، و لكن تُسمى اللطيفة الإلهية عبداً باعتبار أنها عوض عن العبد ، و إلاَّ فلا عبد و لا رب ، إذ بانتفاء اسم المربوب انتفى اسم الرَّب ، فما ثَمَّ إلاَّ الله وحده) .
أمَّا عن سبب ظهور الله في صور الكائنات _ عند أهل الوحدة_ فهو أن الله كان وجوداً مطلقاً ، ليس له اسم و لا صفة ، ثُمَّ أراد أن يرى نفسه في مرآة هذا الوجود ، و أن تظهر أسماؤه و صفاته ، فظهر في صور الكائنات المعدومة العين ، الثابتة في علمه تعالى.
و إذا قال الصوفية: نحن لا نرى الأكوان ، فإنَّما يعنون أنهم لا يرونها خَلْقاً ، و لكنهم يرونها حقَّاً .
و هذا ما كشفه لنا الصوفي المعاصر أحمد المستغانمي بقوله: ( العارف يرى واحداً في وجود اثنين ، أي : يرى الوجود من حيث ظاهره نقطة من طين ، و من حيث باطنه خليفة رب العالمين ، إن لم نقل هو هو ، و المعنى : أنه يرى الرحمن في صورة إنسان )
و ادّعاء الصوفية رؤيتهم لله تعالى في الدنيا على الدوام ، و أنهم لم يُحجبوا عنه طرفة عين ، حقيقته اعتقادهم أنهم يرون الله في الأكوان ، بل يرونه في الأكوان .
يقول شيخهم الأكبر ابن عربي : ( العارف من يرى الحقَّ في كلِّ شيء ، بل يراه عين كل شيء ) .


6. اعتقادهم أنَّ كلّ شيء هو الله:
و بناءً على عقيدة الوحدة فإن القوم يعتقدون أن الله تعالى هو كلّ ما يُرى ، بل و ما لا يُرى أيضاً .
يقوا ابن سبعين: الله فقط ، هو الكلّ بالمطابقة .
يقول الصوفي المعاصر علي اليَشْرُطي : ( الوجود هو الكتاب ، و الأنبياء سُوره ، و أكابر المسلمين و الكفار آياته ، و عامة الخلق كلامه ، و الوجود الناقص حروفه ، و المجموع هو الله ) .

7. ادعاؤهم بأنّ الكائنات الدنسة هي الله :
يقولُ ابن سبعين:اختلط في الإحاطة الزَّوج مع الفردِ، و اتحد النجو معَ الورد.
و الإحاطة هي من الاصطلاحات التي يستخدمها ابن سبعين حين يشير إلي وحدة الوجود.
و يقول الشُّشْتري متغزلاً في الذات الإلهية:
محبوبي قدْ عَمَّ الوجود
و قد ظهَرَ في بيضٍ و سُود
و في النَّصارى مع اليهود
و في الخنازير مع القرود .
و الشُشتري هذا من المشايخ المُعَظَّمين عند الصُّوفية ، يصفونه بأنَّه (الإمام الكبير ، و الصُّوفي الشهير) .
و يقول شيخ الجامع الأزهر في وقته مصطفى العروسي : (الخبير اللطيف الظاهر في كلِّ المراتب ، الخسيس منها و الشريف).

8. ادعاؤهم أن الله هو الموجودات و المعدومات و الممتنعات :
يقول ابن عربي: ( العلي بنفسه: هو الذي يكونُ له الكمال الذي يستغرق جميع الأمور الوجودية و النِّسب العدمية ، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت ٌ منها ، و سواء كانت محمودة عُرفاً و عقلاً و شرعاً ، أو مذمومة عُرفاً و عقلاً و شرعاً ، و ليس ذلك إلاَّ لمسمى (( الله )) خاصة)
و يقول النابلسي عن الله تعالى : ( قَرُبَ و بَعُدَ ، و دنا و علا ، و جمَعَ بين المثلين ، و الضَّدين ِ ، و الخِلافين ، و النَّقِيضين).


عبده فايز الزبيدي 05-23-2013 10:26 PM

الحلول و الاتحاد :
عقيدتان نشأتا في بعض الأديان الوثنية ، و الفلسفات القديمة ، و ظهرتا بين النصارى(1) الذين حرّفوا دين المسيح عليه السلام ، حيث ادعوا حلول الله أو اتحاده به ، كما ظهرتا في العالم الإسلامي عند بعض غُلاة الطوائف ، و بخاصة الفرق المُظهرة للتشيع ، الذين زعموا حلول الله تعالى ، أو اتحاده بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أو ببعض ذريته.
فالحلول عند من يعتقده : هو نزول الذات الإلهية في الذات البشرية .
و الاتحاد عند من يعتقده : هو اختلاط و امتزاج الخالق بالمخلوق.

موقف الصوفية من الحلول و الاتحاد:
لقد نُسب القول بالحلول و الاتحاد إلي بعض الصوفية و الواقع أني لا أعرف طريقة من طرق التصوف ، و لا داعيةً من دعاته يؤمن حقيقة بالحلول أو الاتحاد لأن هاتين العقيدتين تخالفان أصلاً مُهماً عند الصوفية و هو (الوَحدة) ، فإن الحلول يستلزم حالاً و محلاً ، و الاتحاد يستلزم شيئين يحصُل اتحادهما ، و هذه اثنينية ، و هي منفية عندهم ‘ فإذا كان الوجود واحداً فلا حلول و لا اتحاد.
قال ابن عربي: (واحذر من من الاتحاد في هذا الموضع ؛فإن الاتحاد لا يصح )
و قال أبو حامد الغزالي: ( العارف الكامل كالمتحد بمذكوره، لستُ أقول: متحداً بالذات ، فلا تغفل و تغلط ، و تُسيء الظن)

و الصوفية يرون أن القول بالحلول و الاتحاد شرك أو كفر (2)، أمَّا أنه شرك : فلأن مَن اعتقَدَهما قد جعل الله موجوداً آخر ، و أمَّا كفر : فلأنه قد أنكر وَحدة الوجود ، و جَحَدها.
قال أحمد الفاروقي السرهندي: ( الحلو و الاتحاد كفر)
و قال الحلاج:
و الشرك إثبات غيرٍ **** و الشرك لا شكَّ جحد

- و ليس هذا لصحة في طريق الصوفية ، و لا لاستقامة في عقيدتهم ، و إنَّما لأن الصوفية يعتقدون ما هو أسوأ من الحلول و الاتحاد ، و هو وَحدة الوجود.


_______________________

(1) ذكر الدكتور سفر الحوالي في موقعه في مقالة(الخرقة عند الصوفية) من كتابه(نظرات في كتاب المختار لمحمد علوي مالكي) ما نصه: ( ننتقل الآن إلى قضيَّة مهمَّة عند الصوفية وهي قضية أنَّ أعلى سند عند الصوفية ينتهي إلى علي رضي الله عنه، يقولون: إنَّ علياً أخذ الخِرقة مِن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!! فهذه الخرقة يتناقلونها يداً عن يدٍ إلى علي رضيَ الله عنه، ويتعلق الصوفية بـعلي رضي الله عنه تعلُّقاً شديداً يشبه تعلُّقَ الرافضة . وبهذا تظهر لنا الصلة الوثيقة بين دين الشيعة الذي أسَّسه عبد الله بن سبأ وبين التصوف، فتأليه البشر، أو الحلول والاتحاد -الذي ادَّعاه عبد الله بن سبأ موجودٌ لدى الطائفتين جميعاً، وأصله -كما نعلم- مِن اليهود؛ لأنَّ عبد الله بن سبأ يهوديٌّ؛ فأصلُ هذا الحلول مِن اليهود، واليهودي بولس شاؤل هو الذي أوجد هذا الحلول في دين النَّصارى، وقال: إن الله -جلَّ وتعالى عن ذلك- حلَّ في عيسي عليه السلام، فهو مبدأ يهودي أدخله اليهود في هذه الأديان. ..) أ.هـ
(2) مع كلِّ هذا التأكيد على كفران الصوفية بعقيدتي: الحلول ، و الاتحاد ، إلا أن بعض أئمتهم ورد في كلامه ما يدل على اتيانهم ما ينهون عنه كقول الحلاج:
أنا من أهوى و من أهو أنا **** نحن روحانِ حللنا بدنا .
و ابن الفارض يقول:
و هامت به روحي بحيث تمازجا أتْــَّ ــحادا ، و لا جُرم تخلَّله جِرمُ
-و يقول أحد شعراء وحدة الوجود المعاصرين و لا أسميه؛ لعلَّ الله يهديه:
لو كان لي أمْرُ الوجودِ عِنايَةً**** لأَمَرْتُهُ بالحُبِّ أنْ يَتَزَوّدا
وَلَعَلَّ أجْمَلَ ما يكونُ عِبادَةً **** قَلْبٌ .. تَوَحّدَ بالجَمالِ فَوَحّدا

ايوب صابر 05-29-2013 01:29 PM

لا شك ان ما تقوم به من عمل هنا يحتاج الى جهد كبير انت مشكور عليه استاذ عبده فايز الزبيدي لكن دعنا نحاول ان نخلق حورا حول الموضوع او بعض جوانبه. وسؤالي هو :

- ان كان، وكما يقول الاستاذ احمد ابراهيم في مداخلته الاخيرة حول اصل الانسان هنا في هذا المنبر ، وبناء على ما يقوله العلم بأن اصل الاشياء كلها واحد وكل شيء مشكل من طاقة بمستويات مختلفة فلماذا نستبعد نظرية وحدة الوجود اذا؟

عبده فايز الزبيدي 05-29-2013 09:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 147467)
لا شك ان ما تقوم به من عمل هنا يحتاج الى جهد كبير انت مشكور عليه استاذ عبده فايز الزبيدي لكن دعنا نحاول ان نخلق حورا حول الموضوع او بعض جوانبه. وسؤالي هو :


- ان كان، وكما يقول الاستاذ احمد ابراهيم في مداخلته الاخيرة حول اصل الانسان هنا في هذا المنبر ، وبناء على ما يقوله العلم بأن اصل الاشياء كلها واحد وكل شيء مشكل من طاقة بمستويات مختلفة فلماذا نستبعد نظرية وحدة الوجود اذا؟

يا أخي الحبيب/ د. أيوب صابر
الأستاذ / أحمد إبراهيم ، و من هم على مثل فكره ، يقولون بوحدة الوجود ،من أن الله هو الموجود حقَّا و ما سواه وهم ....... فالشجرة و البقرة و الشمس و القط و الكلب و الإنسان و البحر هي مظاهر التجلي للوجود الساري(اوجود الواجب) فما ثم إلا الله. و هذا كفر صريح و زندقة بشعة.
و يلزمهم من قولهم بالأحدية، نفي الاثنينية.
فكيف يقولون عن هذه الآية الكريمة: (ثم سوَّاهُ و نفخ فيه من روحه )
في معرض الحديث القرآني عن خلق آدم، فهل يستوي في عقل عاقل أن النافخ هو عين المنفوخ فيه ؟

عبده فايز الزبيدي 05-29-2013 09:44 PM

وَحدة الشهود:
الشهود في اللغة: حضور الشيء ، معَ إدراكه : إمَّا بالبصر و إمَّا بالبصيرة.
الوَحدة هي الإنفراد.

موقف الصوفية من وحدة الشهود:
قَسَّم كثيرٌ من العلماء و الباحثين الوحدة قسمين:
1. وحدة الشهود: و يعنون بها تلك الحالة النفسية التي تحصل لبعض العُبَّاد، حينما يذهلون عن العالم ، و لا يشعرون به ، وع اعتقاد أنه موجود وجوداً حقيقياً غير الله (1)
2. وحدة الوجود: و هي اعتقاد أن وجود العالم عين وجود الله.
و أرى أنَّ هذا التقسيم غير واردٍ على الصوفية، لأن الصوفية لا يعتقدون وحدة الشهود بهذا المعنى ، لتضمنها الاعتقاد بوجودين: وجود واجب قديم ، و وجود ممكن حادث ،بل يرون أن هذا الاعتقاد إنَّما هو للمحجوبين العوام ، أو على أحسن الأحوال للمبتدئين في سلوك طريق التصوف ، الذين لم يعفوا بعد الحقيقة.
ولكن الصوفية قد استخدموا مصطلح (وحدة الشهود) في الدَّلالة على معتقدهم في الوجود، فحيثما ورد هذا المصطلح في كلام القوم فإنَّما يعنون به: استشعار الصوفي وحدة الوجود، و شهوده الدائم للوجود الإلهي في مظاهر الكون.
يقول ابن البنا السرقسطي في منظومته (المباحث الأصلية ):
ثُمَّ امتحى (2)في غاية الشّهود **** فأطْلَقَ القولَ : أنا معبود .
و يقول محمد السمنودي: ( المشاهدة : هي رؤية الحقّ في كلِّ ذرة من ذرات الوجود ).
و قد أشار أحد الصوفية المعاصرين (3)إلي التلازم بين وحدة الشهود و وحدة الوجود ، فقال: ( إذا قال الصوفي: لا أرى شيئاً غيرَ الله ، فهو في حال وَحدةِ شهود ، و إذا قال: لا أرى شيئاً إلا و أرى الله فيه ، فهو في حالة وجود).
و يقول مؤسس الطريقة الشاذلية أبو الحسن الشاذلي: ( أبَى المحققون أن يشهدوا غير الله تعالى لِما حققهم به من شهود القيومية و إحاطة الديمومة).
و قد علَّـقَ على هذه الجُملة شيخ الأزهر السابق عبدالحليم محمود بقوله : ( هذه الكلمة الحق، التي هي تفسير لما يقوله الصوفية في وحدة الوجود).

و بهذا يتضح أن الصوفية لا يقصدون بوحدة الشهود إلا وحدة الوجود، و يؤكد هذا أمور ثلاثة:
1. أن الصوفية كلهم مطبقون على التصريح بوحدة الشهود.
2. أن أهل وحدة الشهود ، المدافعين عنها ، الداعين لها ، هم أهل وحدة الوجود.
3. أن الصوفية مجمعون على التصريح بوحدة الشهود، و مع ذلك فهم يؤكدون أن هناك سرَّا لم يكشف ، و لا يجوز التصريح به (4) ، و لا شك أن هذا المعتقد المستور هو غير وحدة الوجود بتامعنى المشهور منها ، فليس هذا المستور إلا الاعتقاد بوحدة الوجود.

_________________________
قلتُ :
1. و هذا لا يقبله الصوفيون لأنه عين الاثنينية و هم ينفونها.
2. المَحو نقيض الصحو ،وهو من مصطلحات الصوفية التي ابتدعوها تقيـَّة ،و يعني المحوالفناء أي :فناء وجود الصوفي في وجود الله ، و الصحو هو البقاء و المشاهدة .
3. هو نهاد خياطة :كاتب سوري معاصر له إسهاماته في نشر المذهب الصوفي و الدفاع عنه.
4. و لهذا السبب ترى الصوفية قديماً و حديثاً يكفرون الحلاج تقية ؛ لأنه كشف هذا السر و فضح المعتقد ، و بعضهم يعتذر له لأنه لم يطق كتمان السر ، و ممن كفر الحلاج الصوفي المعاصر محمد سعيد رمضان البوطي لذات السبب.

عبده فايز الزبيدي 05-29-2013 09:47 PM

مصادر وحدة الوجود*


وحدة الوجود في الهندوسية(1):

الهندوسية_و تسمى البراهمية_ دين وثني ، نشأ في الهند في القرن العشرين قبل الهجرة ...

و يزعم الهندوس من أنهم يؤمنون بإله عظيم هو رب العالمين ، لكنهم وصفوا هذا الإله بما يدل على أنه _عندهم _ الوجود المطلق ، و الوجود الواحد ، و أنَّ ما سواه مظاهر له.

جاء في (الأوبانيشاد) _ و هو من كتبهم المقدسة_ أن الإله هو:

_ الظاهر عن كلِّ شيء ظاهر.

_ وهو الروح المحيطة بكل هذا العالم.

_وهو أصل كل ما هو موجود.

_و الكل سوف يرجع إليه .

_و جميع البشر يتنفسون و يعيشون بداخله.

و من أهم الكتب الهندوسية المقرِّرة لوحدة الوجود كتاب (الفيدا نتا) ، فقد تضمّن هذا الكتاب عبارات كثيرة تُصرِّح أن الله والعالم شيءٌ واحد.

و من ذلك قولهم: ( هذا الكون كلّه ليس إلاّ ظهوراً للوجود الحقيقي الأساسي ،و إن الشمسَ و القمر ، و جميع جهات العالم ، و جميع أرواح الموجودات أجزاء لذلك الوجود المحيط المطلق ، إن الحياة كلها أشكال لتلك القوّة الوحيدة الأصليّة ، و إن الجبال و البحار و الأنهار تُفجّر من ذلك الروح المحيط، الذي يستقر في سائر الأشياء)

و تظهر عقيدة وحدة الوجود في هذا الكتاب _ أيضاً – من خلال عناوين أبوابه ، فقد قُسِّم الكتاب إلي أربعة أبواب ، و هي :

الباب الأول: عبادة الإله .

الباب الثاني: وحدة الوجود.

الباب الثالث: طريقة حصول النجاة .

الباب الرابع: الاتحاد بالروح العليا.

و قد ضرب كهان الهندوس عدَّة أمثلة محاولة منهم تقريب فكرة الوحدة من الأذهان ، ومنها:
-الملح الذائب في الماء: هو موجود مع أننا لا نشاهده بأبصارنا ، و كذلك _ بزعمهم_ الإله سارٍ في الكون ، مع أننا لا نشاهده .
- الأنهار تنساب نحو المحيط لتمتزجَ به ، تاركة أسماءها و أشكالها ، و كذلك _ عندهم _ الهندوسي الكامل يمتزجُ بالإله بعد فنائه عن نفسه...
و الهندوسي الحقيقي- عندهم هو الذي يعمل للاندماج و الفناء في الذات الشاملة ، و ليس هو من يعمل بالنشاطات الاجتماعية أو الاقتصادية ، فالمثل الأعلى هنا الانعزال ، إنه بلوغ مرتبة الكاهن المتسوّل الساكن في الغابة ، الذي رفض المجتمع ، وانعكف على ذاته ، ليظفر بوحدة الوجود.


وحدة الوجود في الطَّاوية(2):
الطاوية دين وثني ، نشأ في الصين ، في القرن العاشر قبل الهجرة ، على يد فيلسوف صيني اسمه ( لي به)، ثمَّ سمَّاه أتباعه )لاو تزي) أي: الشخص الكبير المُجرِّب.
و هذه النحلة نسبتها إلي الكلمة الصينية (الطاو) التي تعني: الطريق الصحيح ،و من كلام أصحاب هذه النحلة عن حقيقة (الطاو) يتبين لنا أنهم كانوا من المؤمنين بوحدة الوجود.
يقول الطاويون:
- الطاو:الوجود و الأساس ؛ذلك الأمر الذي لا يمكن بيانه و توضيحه.
- يستحيل أن يحيط به الإنسان ؛ لأنه يظهر في أجساد و أشكاال كثيرة جدا.
- هو أصل كل موجود ، و ليس له أصل.
- هو فراغ هائل عميق يحوي كل ما هو موجود,
- و من أدعية هؤلاء و مناجاتهم لطاو:
يا طاو، يا عظيم ، يا فيَّاض ، يا موجود في كل الوجود.
و يعتقد الطاويون أن دينهم هو الطريق الذي يجب أن يسلكه الناس ؛ لكي يظفروا بالاتصال التام ، أو الوحدة التامة بينهم و بين الطاو ، أو القانون الأعظم ، أو الوجود.
و الطريق إلي هذه الغاية _ عندهم _ يقوم على مراحل متعددة:
تبدأ – هذه المراحل _ بمرحلة يخلو فيها الفرد إلي نفسه ، و يقطع كلَّ صلة بينه و بين الأشياء المحسوسة ، و يترك الأعمال و لو كانت نافعة ، و يقتصر على التأمّل .
و تتلو تلك مرحلة ثانية ، تقوم على الامتناع عن كلِّ ما من شأنه الحيلولة بين الروح و الوصول إلي الحقائق المجرّدة،
و في هذه المرحلة يتجرد ذهن الإنسان عن الماديات ، حتى يصير روحاً ..و بعد ذلك تأتي مرحة الإشراق ، حيث يدرك لفرد الحقائق المجردة إداركاً مباشراً لا واسطة فيه.
و أخيرا تأتي المرحلة النهائية: و هي مرحلة الاندماج التام بين الفرد و الطاو ، أو الكل، أو الإله ، بحيث تفنى ذات الفرد في الروح الكلية.
______________
* قلتٌ: هذا مبحث هام شرعه المؤلف ليؤكد على وثنية التصوف، و أن حالها حال تلك الديانات الباطلة ، و أن معينهم في الأصل واحد و هو إبليس حيث أن الناس على سماطين ، سماط لا يعبد إلا الله وحده و الآخر لا يعبد إلا الشيطان و التصوف خير شاهد على عبادة الشيطان .
1. الهندوسية أو البراهمية يوجزها صبري المقدسي في مقالته دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات ، في الحوار المتمدن العدد: 4081 ، بتأريخ: 2013 / 5 / 3 ::
(... عبارة عن معتقدات وعادات وسلوك يلتزم بها أتباعها كطريق روحي يهدف الى إكتشاف الذات من خلال التأمل في الله والتقشف في الصوم، وكل أنواع التجرّد الذاتي لغرض السيطرة على الجسّد ورغباته العديدة. والغاية التي يتمناها كل هندوسي أولا وأخيرا هي الاتحاد بالله (براهما) ولكن هذا لن يحصل وفقا لمعتقداتهم إلا إذا تخلصت النفس من شرورها ونزاعاتها وشهواتها ورغباتها وهي ما يسمونها بمرحلة الإشراق والانطلاق نحو الأسمى، بإعتبار أن الروح تعود من حيث صدرت، فهي جزء من الله وتعود إليه لتتحد به ...).
2. الطاوية هي فلسفة وثنية تؤمن بوحدة الوجود و من قرأ كتاب الطاو(التاو)إنجيل التاوية ،وجد مشابهة كبيرة بين هذه الديانة الفلسفية و الصوفية فمثلا:
_ تعريف التاوية للهيولي الأول أو المسبب الأول صاحب الوجود الواجب هو عين تعريف المتصوفة قديما و حديثا فانظر:
(... اعلم آن الطاو،
معني مجرد ، لا شكل متجسد،
لكنه قيمة لاتتناهي.
دلالته تعزب علي الأفهام.،
بيد أنه أصل الوجود ومجمع أسراره،
هو انثلام حدٌ النصل،
وحل أطراف الخيط المعقود.
هو صفاء لوامع السنا في شوارق النور،
وكدر العواصف في خضم رياح ورمال.
فهو المعني المجرد،
تحت ستر أسرار.
تخاله غيبا معدوما، وهو عين الوجود.
لست أعرف منشأة او مصدر وجوده، فربما،
هو أسبق وأقدم عهدا من الآلهة).

_ ومن مصطلحات و مجاهدت المتصوفة التجريد و التجرد و هي كذلك في التاوية حيث يقول:
(جرد نفسك من رغائبها تعاين تجلياته
الأسرار والتجليات أمران سيان في المنشأ
ولكنهما لا يستويان بالاسم عند صدورهما
استواؤهما أدعوه ظلمة وخفاء
ظلمات وراءها ظلمات
بوابة كل الأسرار ).

_و التطلع للباطن ببصيرة القلب من تعاليمهم كما هي في الصوفيىة:
(أن ترى الخافي ، هذا ما يدعى بصيرة
أن تجنح إلى اللين ، هذا ما يدعى قوة
استخدم الضوء الداخلي
تنج من الرزايا).
_أخيرا لا يشك عاقل أن التصوف جاءت به الأوائل من المتصوفة من هذه الديانات الضالة لدرجة أن عقيدة الصوفي في اليوم الآخر هي نفس عقيدة التاو حذو النعل بالنعل : فالطاو يرى أن الموت هو الوصول إلي الحالة الأثيرية و الصوفيون يرون أن الموت والقيامة حيث اليوم الآخر هما حالة البقاء حيث وحدة الوجود، يقول الصوفي دواود القيصري: ( ... القيامة الكبرى : هي الفناء في الذات ، وذلك بطلوع شمس الذات الأحدية ، من مغرب المظاهر الخلقية ...) ، و يقول عبدالمنعم الحنفي وهو صوفي معاصر : (القيامة الكبرى :هي ظهور الحقيقة الإلهية)، و الحكيم التاو يلبس ملابس خشنة ،و كذلك يزعم المتصوفون أن سبب تسميتهم لكون المتصوفة الأول اشتهروا بلابس الصوف...... فما الصوفية سوى أسلمة التاوية وتعريبها .

ايوب صابر 06-02-2013 12:17 PM

الاستاذ عبده

تقول " أخيرا لا يشك عاقل أن التصوف جاءت به الأوائل من المتصوفة من هذه الديانات الضالة لدرجة أن عقيدة الصوفي في اليوم الآخر هي نفس عقيدة التاو حذو النعل بالنعل : فالطاو يرى أن الموت هو الوصول إلي الحالة الأثيرية و الصوفيون يرون أن الموت والقيامة حيث اليوم الآخر هما حالة البقاء حيث وحدة الوجود، يقول الصوفي دواود القيصري: ( ... القيامة الكبرى : هي الفناء في الذات ، وذلك بطلوع شمس الذات الأحدية ، من مغرب المظاهر الخلقية ...) ، و يقول عبدالمنعم الحنفي وهو صوفي معاصر : (القيامة الكبرى :هي ظهور الحقيقة الإلهية)، و الحكيم التاو يلبس ملابس خشنة ،و كذلك يزعم المتصوفون أن سبب تسميتهم لكون المتصوفة الأول اشتهروا بلابس الصوف...... فما الصوفية سوى أسلمة التاوية وتعريبها ".

- انا معك واضافة الى ما قلته يجد قاريء التاريخ بأن اصول الفكر الصوفي كانت قبل المسيحية وبرز ظهورها مع الفلاطونية الجديدة فلسفة افلوطين، وتكرست بعد المسيحية ويقوم الفكر الصوفي المسيحي على المباديء اللاهوتية المتطرفة التي ادت الى دخول الغرب فيما يعرف بالعصور الوسطى عصور الظلام...وهو فكر يتنافى مع العقل...وكأن الذي يؤمن بالحلول يعتبر نفسه اعلى مرتبة من مرتبة الرسل والانبياء...حيث يكون اتصاله مباشر دون واسطه الوحي او الرسل..وهذا حتما هذيان من نوع ما.

والصحيح لو اننا تمكنا من تحليل الانسان المتصوف تحليل نفسي معمق لوجدنا انه انسان يعاني من حالة اغتراب وهذيان من نوع ما فرضتها حالة نفسية تسببت فيها مآسي حادة خاصة في فترة الطفولة.

والازمة تظل ازمة عقل...فالصوفي يرى انه على حق حيث يجد منظومة فكرية متكاملة تبرر له معتقداته وتزن له تصوراته، حتى وان بدت للاخر غير الصوفي بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق.

عبده فايز الزبيدي 06-30-2013 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 147689)
الاستاذ عبده

تقول " أخيرا لا يشك عاقل أن التصوف جاءت به الأوائل من المتصوفة من هذه الديانات الضالة لدرجة أن عقيدة الصوفي في اليوم الآخر هي نفس عقيدة التاو حذو النعل بالنعل : فالطاو يرى أن الموت هو الوصول إلي الحالة الأثيرية و الصوفيون يرون أن الموت والقيامة حيث اليوم الآخر هما حالة البقاء حيث وحدة الوجود، يقول الصوفي دواود القيصري: ( ... القيامة الكبرى : هي الفناء في الذات ، وذلك بطلوع شمس الذات الأحدية ، من مغرب المظاهر الخلقية ...) ، و يقول عبدالمنعم الحنفي وهو صوفي معاصر : (القيامة الكبرى :هي ظهور الحقيقة الإلهية)، و الحكيم التاو يلبس ملابس خشنة ،و كذلك يزعم المتصوفون أن سبب تسميتهم لكون المتصوفة الأول اشتهروا بلابس الصوف...... فما الصوفية سوى أسلمة التاوية وتعريبها ".

- انا معك واضافة الى ما قلته يجد قاريء التاريخ بأن اصول الفكر الصوفي كانت قبل المسيحية وبرز ظهورها مع الفلاطونية الجديدة فلسفة افلوطين، وتكرست بعد المسيحية ويقوم الفكر الصوفي المسيحي على المباديء اللاهوتية المتطرفة التي ادت الى دخول الغرب فيما يعرف بالعصور الوسطى عصور الظلام...وهو فكر يتنافى مع العقل...وكأن الذي يؤمن بالحلول يعتبر نفسه اعلى مرتبة من مرتبة الرسل والانبياء...حيث يكون اتصاله مباشر دون واسطه الوحي او الرسل..وهذا حتما هذيان من نوع ما.

والصحيح لو اننا تمكنا من تحليل الانسان المتصوف تحليل نفسي معمق لوجدنا انه انسان يعاني من حالة اغتراب وهذيان من نوع ما فرضتها حالة نفسية تسببت فيها مآسي حادة خاصة في فترة الطفولة.

والازمة تظل ازمة عقل...فالصوفي يرى انه على حق حيث يجد منظومة فكرية متكاملة تبرر له معتقداته وتزن له تصوراته، حتى وان بدت للاخر غير الصوفي بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق.

من حق مفكر مثلك و عالم بعلم النفس أن يدرس الحالة الصوفية أو المزاج الطرقي بمعاييره و يحللها في مختبره........ و لكن ما يثير الاستغراب هو حالة الغموض الجمعي الذي يحيط بالتصوف،ففي كتابتهم يعمدون إلي التبطين في المعاني فظاهر النص شريعة للعوام، و باطنه حقيقة للخواص ،كما أنهم يحرمون مشاركة علومهم مع سواهم و يعاقبون في الظاهر بالبرآة من شارك، كفعلهم بالحلاج ؛لا لكفره عندهم ،و إنما لبوحه بالسر.
و أريد رأيك:
كل تجربة إنسانية _خاصةً_ المتعلقة بالروح تحب أن ترى ثمارها في كثرة معتنقيها ،إلا التصوف و أصحابه، فهم يهربون به إلي الخلاوي و التكايا و الزوايا، فلماذا هذا الوضع المحير للمثقف ؟

عبده فايز الزبيدي 07-08-2013 04:27 AM

وَحْدة الوجود في الفلسفة اليونانية:
اليونانيون أمَّة وثنية ، نشأ فيهم الشرك ، و تأليه مظاهر الطبيعة ،و راجت بينهم الخرافات و الأساطير، و قد ظهر فيهم فلاسفة بحثوا في أمور العقيدة بعقولهم و أهوائهم (1)،المُجَرَّدة عن نور الوحي الإلهي ،فَضَلَّوا في مسائل العقيدة بعامة ، ولكن أعظم ضلال لهم إنما كان في مسائل الإيمان بالله و أسمائه و صفاته و أفعاله ،حتَّى أعتقد بعضهم وَحدة الوجود.
و تتجلى هذه العقيدة عند اليونان في ثلاث فرق:
1.الأيونيون .
2. الإيليون.
3.الأفلاطيون.
__________
أولاً: الأيونيون:
هم الفلاسفة اليونان الأوائل ، الذين ظهروا في إقليم أيونيا اليوناني. فمن هؤلاء ( طالس)، الذي يرى أن الماء هو الجوهر الأصلي، و المبدأ الأوَّل الذي تتكوَّن منه الأشياء، و هذا الماء له قوة و حياة دائمة،و بالتالي فإن العالم كلّه سوف تنبثُّ فيه الحياة.
ثمَّ جاء بعدَه ( انكسيمندر) فرأى كذلك أن هناك مبدأً أولاً واحداً يرجعُ إليه هذا الكون ، ولكنه قال:إنه مادة لا نهائية و لا معينة، هي مزيج من الأضداد جميعاً.
أمَّا تلميذه ( انكسيمانس )، فزعم أن المادة الأولى هي الهواء المنتشر في جميع أنحاء الوجود ، و الموجودات تحدث بالتكاثف و التخلْخل، فتخلخل الهواء مثلاً يحدث النار، و تكاثفه يحدث التراب.
ثمَّ جاء (هرقليطس) فاعتقد أنَّ النار هي المبداُ الأوَّل الذي تصدر عنه الأشياء ، و ترجع إليه ، و ليست هي النار التي ندركها بحواسنا ، بل نار إلهية لطيفة للغاية ، إنها نار أثيرية حيَّة عاقلة ، تتصف بأنها أزليّة أبديّة ، هذه النَّار _عنده_ هي حياة العالم ، و العقل الكلي فيه ، و هي الإله.
_
(1) قلتُ: كل الضلالات جاءت من بحث العقيدة من جهة العقل دون النقل، و الحق أن العقل ما خلقه الله إلا لفهم النقل ، و لا حجة للعقل مع النقل فالله يقول عن نفسه (ذاته العلية) (قل هو الله أحد...) و يقول في مسألة الخلق و الخالق (الله خالق كلّ شيء)، و يقول عن العبادات(فما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا)، و يقول عن أصل الإنسان (إن مثل عيسى عندالله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)، و من طلب عقيدة أو عبادة دون وحي فهو زنديق.

خالد العاطفي 07-08-2013 06:06 AM

جهد رائع وجبار استاذي الكريم , لكنني احب ان اضع معلومة
قد لا يجهلها الجميع , ان الصوفيه ليسوا سواء في الاعتقاد
حتى لا نعمم أخطاء الاعتقاد على الكل ,

ايوب صابر 07-08-2013 09:37 AM

الاستاذ عبد فايز الزبيدي
تسالني " كل تجربة إنسانية _خاصةً_ المتعلقة بالروح تحب أن ترى ثمارها في كثرة معتنقيها ،إلا التصوف و أصحابه، فهم يهربون به إلي الخلاوي و التكايا و الزوايا، فلماذا هذا الوضع المحير للمثقف ؟

رغم انني لست خبيرا في التحليل النفسي وربما لا يجوز لي ان افتي في هذا الموضوع فكلامي اجتهاد لا يقوم على اساس علمي وليس الا من واقع معرفتي المحدودة في علم النفس ...
لكنني ارى بان التصوف حالة نفسية وهي تجربة ذاتية واراها اقرب شيء الى ما يعرف في علم النفس بالذهان العقلي...والهوس.
ولو اننا حللنا الحالة النفسية لاصحاب المدارس الصوفية ( وليس الاتباع ) لوجدنا ان طفولتهم كانت شديدة المأسوية... وتبين لي في دراسة هنا بأن نسبة عالية من اصحاب اهم المدارس الصوفية كانوا ايتام....وهذا تحديدا يشرح سبب وقوعهم في هذا النوع من الاضطراب النفسي التخيلي الذهاني مثل ايمانهم بالحلول.
فالانسان الذي يحكمه المنطق العقلي المتزن (نسبيا) لا يمكن ان يتصور بأن الحلول ممكن من الناحية العملية لكن الذُهاني يتصور ان اي شيء ممكن ويتصور اشياء لا يمكن ان تخطر على بال الانسان العادي.

اما الهروب الى الخلاوي والتكايا والزوايا فهو مؤشر على وجود مثل تلك الحالة النفسية المرضية علما بأن اللجوء الى الدين يخفف من المظاهر المرضية لهذه الحالة.
وربما يسعى الصوفي الى تكريسها حيث يصبح الشخص المصاب بمثل هذه الحالة الذهانية مشغوفا بشحذ روحه والاستشراف وما الي ذلك ...ولا شك ان طقوس الاعتكاف والعزلة والخلوة تفعل فعلها في النفس والعقل اذا ما مورست باستمرار ، وربما يتمكن الصوفي من تنشيط قدراته الدماغية الاستشرافية كما يحصل مع ممارسي اليوغا مثلا، فيظن انه قد حصل على مدد سماوي ويظن اتباعه المنبهرين به بأنه اصبح نورانيا او اكثر من ذلك.

ولا شك ان من يصاب بمثل هذه الحالة قد يمتلك قدرات خارقة واستثنائية ليس لها تفسير علمي.. وتقع ضمن اختصاص ما يعرف بالبراسيكولوجي..

طبعا تختلف درجة الذهانية من شخص الى آخر ولكنها في الغالب ذهان عند كل مؤسس لمدرسة صوفية اما بخصوص الاتباع فالموضوع محتلف.

تحصل التبعية نتيجة لانبهار الشخص العادي بقدرات الشيخ الصوفي الذي غالبا ما نجده يمتلك وكنتيجة ليتمة ومآسي طفولتة شخصية كرزمية مؤثرة قد تصل الى حد السحر عند البعض وتتكرس وتتضخم هذه القوة كنتيجة لممارسة الطقوس الصوفية التي تعمل على شحذ القدرة العقلية، و لرياضة اليوغا تأثير مشابهه ...لكن وسائلها تختلف ولذلك قد تختلف نتائجها...

والمعروف ان العقل يمتلك قوة لا حدود لها، وعندما يشاهد الانسان العادي مظاهر هذه القوة العقلية عند البعض ينبهر بها ويصبح اسيرا لها ومن اتباعها.

والمعروف ان هناك اشخاص من غير الصوفيين امتلكوا مثل هذه القوة فوق العادية على التأثير وتمكنوا من ابهار عدد ليس قليل من الناس اصبحوا لهم اتباعا وساقوهم الى الموت الجماعي برضاهم وكأنه تم تنويمهم مغناطيسيا وقد عرفت هذه الظاهرة ب cult ...وذلك على شاكلة ما حصل مع اتباع جم جونز مؤسس معبد الشعوب. ويمكن للمطلع على سيرتة ادناه ان يجد بأنه شخص امتلك قدرات هائلة سحرية وانه كان ضحية ظروف قاسية في الطفولة خاصة انفصال والديه ربما في سن المراهقة على ما يبدو...كونه اتخذ قدوة له اشخاص تيتموا في سن المراهقة كما هو مذكور ادناه وهم ستالين وهتلر وغاتدي...

جيمس "جيم" وارن جونز ( 13 مايو 1931 - 18 نوفمبر 1978) كان مؤسس وزعيم معبد الشعوب ، إشتهر بعملية الإنتحار الجماعي في 18 نوفمبر 1978 والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 900 عضـو من المعبد فـي جونز تاون, غويانا ، من بينهم قتل أكثر من 200 طفل جميعهم من جراء التسمم بمادة السيانيد , بالإضافة إلى قتل خمس أشخاص آخرين بالقـرب من مدرج هبوط للطائــرات .
ولد جونز في إنديانا وقام بإنشاء معبده هناك في عقد عام 1950. انتقل في وقت لاحقاً إلى ولاية كاليفورنيا ، واكتسبت سمعة سيئة مع هذه الخطوة من مقر المعبد في سان فرانسيسكو في منتصف عقد 1970 , الحادث الذي وقع في صفوف غويانا بين أكبر عمليات الانتحار الجماعي في التاريخ ، على الرغم من أنه ينطوي على الأرجح انتحاري القسري و القتل ، وكان أكبر خسارة واحدة في الأرواح بين المدنيين الأمريكية في كارثة غير طبيعية حتى أحداث 11 سبتمبر 2001 . وكان من بين القتلى ليو رايان ، الذي لا يزال هو فقط عضو الكونجرس اغتيل في أداء واجبهم في تاريخ الولايات المتحدة.

حيـاتــه

ولد جيم جونز في مقاطعة راندولف، إنديانا وهي منطقـة ريفية بالقرب من حدود ولاية أوهايو , من أب يُدعـى جيمس ثورمان جونز (31 مايو 1887 - 29 مايو، 1951)، وهو أحد المحاربين القدامى في الحرب العالمية الأولى) ، وأمّه تُدعى ليناتا بوتنام جونز (16 أبريل ، 1902 - 11 ديسمبر 1977) كانت من أصول إيرلنديةويلزية , التي أعتقدت أنها ولدت المسيح , قامَ جونز بالمطالبة بنسبــه شيروكي عن طريق والدته بالرغم من أن هذا الأمر لم يكُن مسموحًا به , جرّاء الصعوبات الاقتصادية خلال فترة الكساد العظيم في الثلاثينات إضطرت عائلة جونز للإنتقال إلى لين، انديانا سنة 1934 .قــآم جيم جــونز ومعه أستاذ يدرّس مادة الصحـآفة بالإقرار أن والد جونز كان ينتمي لـحركة كو كلوكس كلان والتي كانت تنبذ الـسّود.

في مقــابلــة تلفزيونيــة تابعة للبرنامج الوثـائقي جـونز تاون: حياة وموت معبد الشعوب ، قام أصدقاء الطفـولة لجونز بـالإعتراف بأن جونز كان بالفعل « طفلاً غريب الأطوار » مهووســًا بالدين والمــوت وادّعوا أنه في منـآسبات كثيرة كان يُقيم جنائز لحيوانات صغيرة وبأنهُ قام بطعن قطّ بطريقـة جدُّ وحشيــة.
جونز كان قارئ نهم في مرحلة طفولة حيث قراء بعناية لكل من جوزيف ستالين ، كارل ماركس ، المهاتما غاندي و أدولف هتلر ، مشيرا الى كل من نقاط القوة والضعف فيها.

وبعد انفصل الآباء جونز عن بعضهما ، انتقل مع والدته إلى ريتشموند، إنديانا . و تخرج من مدرسة ريتشموند الثانوية في وقت مبكر ومع مرتبة الشرف في ديسمبر عام 1948.
في عام 1949 تــزوج جونز من الممرضة مارسيلين بالدوين وإنتقل إلى بلومنجتون, انديانا . حضرَ جونز محاضرة للرئيس إليانور روزفلــت في جامعة إنديانا، وقد تمحورت محاضرة روزفلت حول محنة الأمريكيين من أصل إفريقي والتي تأثر بها جونز كثيرًا. كــآنت أحاديث جونز المتعاطفـة مع الحزب الشيوعي تثير غيظ والدة زوجته مارسلين. وفي عام 1951، إنتقل جونز إلى إنديانابوليس ، حيثُ شارك في المدارس الليلية والتابعة لجامعة بتلر ، وقد حصل على شهادتـه في التعليم الثانوي من هناك عام 1961.

======
كما قلت انا لست طبيب نفسي ولست محلل نفسي مرخص ولكن لي اجتهاداتي في الموضوع والتي اقمتها من واقع دراستي للشخصية الانسانية ونظريتي في تفسير الطاقة الابداعية، والتي تمثل طرح جديد ثوري وغير مسبوق في فهم آليات عمل الدماغ وتقدم تفسير للكثير من الظواهر والسمات الشخصية.

عبده فايز الزبيدي 07-08-2013 07:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد العاطفي (المشاركة 150987)
جهد رائع وجبار استاذي الكريم , لكنني احب ان اضع معلومة
قد لا يجهلها الجميع , ان الصوفيه ليسوا سواء في الاعتقاد
حتى لا نعمم أخطاء الاعتقاد على الكل ,

أخي الحبيب الأستاذ خالد العاطفي
أهلاً و سهلاً بك و بقلمك
و إن لسعيد بمشاركتك الكريمة ، ولكن و حسبي علمي المتواضع أنه لا فرق بين المتصوفة اليوم في المعتقد فالكل سواء، و سأعرض عليك الدين الصوفي بإيجاز شديد كما أورده عبدالرحمن عبدالخالق في كتابه ( الفكر الصوفي):
(...
1- عقيدتهم في الله:
يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها الحلول كما هو مذهب الحلاج، ومنها وحدة الوجود حيث لا انفصال بين الخالق والمخلوق وهذه هي العقيدة الأخيرة التي انتشرت منذ القرن الثالث وإلى يومنا هذا وأطبق عليها أخيراً كل رجال التصوف وأعلام هذه العقيدة كابن عربي وابن سبعين، والتلمساني، وعبدالكريم الجيلي، وعبدالغني النابلسي، وعامة رجال الطرق الصوفية المحدثين.
2- وفي الرسول صلى الله عليه وسلم:
يعتقد الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً عقائد شتى فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: (خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله) ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وأنه هو أول موجود وهو المستوي على عرش الله وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده.
3- وفي الأولياء:
يعتقد الصوفية في الأولياء عقائد شتى فمنهم من يفضل الولي على النبي وعامتهم يجعل الولي مساوياً لله في كل صفاته فهو يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويتصرف في الكون ولهم تقسيمات للولاية فهناك الغوث المتحكم في كل شيء في العالم، والأقطاب الأربعة الذين يمسكون الأركان الأربعة في العالم بأمر الغوث، والأبدال السبعة الذين يتحكم كل واحد منهم في قارة من القارات السبع بأمر الغوث والنجباء كل واحد منهم يتصرف في ناحية تتحكم في مصائر الخلق ولهم ديوان يجتمعون فيه في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير، وباختصار؛ الأولياء عالم خرافي كامل.
هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى وعمل الصالحات والعبودية الكاملة لله والفقر إليه وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره قال تعالى لرسوله {قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً} (الجن:21).
4- وفي الجنة والنار:
وأما الجنة فإن الصوفية جميعاً يعتقدون أن طلبها منقصة عظيمة وأنه لا يجوز للولي أن يسعى إليها ولا أن يطلبها ومن طلبها فهو ناقص، وإنما الطلب عندهم والرغبة في الفناء المزعوم في الله، والإطلاع على الغيب والتصريف في الكون.. هذه جنة الصوفي المزعومة.
وأما النار فإن الصوفية يعتقدون أيضاً أن الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل لأن الخوف منها طبع العبيد وليس الأحرار بل منهم من تبجح أنه لو بصق على النار لأطفأها، كما قال البسطامي. وأما من يعتقد بوحدة الوجود منهم فإنه يعتقد أن النار بالنسبة لمن يدخلها تكون عذوبة ونعيماً لا يقل عن نعيم من يدخل الجنة. وهذه عقيدة ابن عربي كما ذكر ذلك في الفصوص.
5- وفي إبليس وفرعون:
وأما إبليس فيعتقد عامة الصوفية أنه أكمل العباد وأفضل الخلق توحيداً لأنه لم يسجد إلا لله بزعمهم وأن الله قد غفر له ذنوبه وأدخله الجنة، وكذلك فرعون عندهم أفضل الموحدين لأنه قال {أنا ربكم الأعلى} فعرف الحقيقة لأن كل موجود هو الله ثم هو في زعمهم من آمن ودخل الجنة.
وأما الشعائر الصوفية:
1- ففي العبادات:
يعتقد الصوفية أن الصلاة والصوم والحج والزكاة هي عبادات العوام وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة، أو خاصة الخاصة ولذلك فإن لهم عبادات مخصوصة.
وقد شرع كل قوم منهم شرائع خاصة بهم كالذكر المخصوص بهيئات مخصوصة، والخلوة والأطعمة المخصوصة، والملابس المخصوصة والحلقات الخاصة.
وإذا كانت العبادات في الإسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فإن العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله للتلقي عنه مباشرة حسب زعمهم، والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول والتخلق بأخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على أسرار الخلق، وينظر في كل الملكوت، ويتصرف في الكون.
ولا يهم في التصوف أن تخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة المحمدية الإسلامية. فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر كل ذلك لا يهم لأن للولي شريعته تلقاها من الله مباشرة فلا يهم أن يوافق ما شرعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأن لكل واحد شريعته فشريعة محمد للعوام وشريعة الصوفي للخواص.
2- وفي الحلال والحرام:
وكذلك الشأن في الحلال والحرام فأهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندهم لأن لكل عين واحدة.. ولذلك كان منهم الزناة واللوطية، ومن يأتون الحمير جهاراً نهاراً. ومنهم من اعتقد أن الله قد أسقط عنه التكاليف وأحل له كل ما حرم على غيره.
3- وفي الحكم والسلطان والسياسة:
وأما في الحكم والسلطان والسياسة فإن المنهج الصوفي هو عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم أقام العباد فيما أراد.
4- وفي التربية:
ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس، ويلغونها وذلك بإدخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس، ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم بالزرق إلى علوم التصوف شيئاً فشيئاً ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج...)

ايوب صابر 07-09-2013 11:25 AM

اقتباس من مداخلة الاستاذ خالد العاطفيي " احب ان اضع معلومة قد لا يجهلها الجميع , ان الصوفيه ليسوا سواء في الاعتقاد حتى لا نعمم أخطاء الاعتقاد على الكل".

- الاستاذ خالد يكون الاختلاف في الطقوس والممارسات وان كنت ترى بأن هناك اختلافات جذرية في الاعتقاد سيكون من الجميل التعرف عليها. فهل لك ان تذكر لنا امثلة على الاقل.
- وهل الاختلاف الذي تتحدث عنه اساسي يشبة مثلا الاختلاف بين الكاثوليك والبروتسستانت او اللوثريين وغيرهم من الكنائس.
- ام ان الاختلاف على شاكلة الخلاف بين المذاهب الاربعة السنية وهو شكلي ونابع من الاجتهاد في التفسير وليس في الاعتقاد.

خالد العاطفي 07-09-2013 04:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 151063)
اقتباس من مداخلة الاستاذ خالد العاطفيي " احب ان اضع معلومة قد لا يجهلها الجميع , ان الصوفيه ليسوا سواء في الاعتقاد حتى لا نعمم أخطاء الاعتقاد على الكل".

- الاستاذ خالد يكون الاختلاف في الطقوس والممارسات وان كنت ترى بأن هناك اختلافات جذرية في الاعتقاد سيكون من الجميل التعرف عليها. فهل لك ان تذكر لنا امثلة على الاقل.
- وهل الاختلاف الذي تتحدث عنه اساسي يشبة مثلا الاختلاف بين الكاثوليك والبروتسستانت او اللوثريين وغيرهم من الكنائس.
- ام ان الاختلاف على شاكلة الخلاف بين المذاهب الاربعة السنية وهو شكلي ونابع من الاجتهاد في التفسير وليس في الاعتقاد.

حقيقة ليس لدي علم واسع عن كل الصوفية الا بعض ما قرات ,وهذا لا يؤهلني للرد على
استفساراتك ولكن قد يكون هذا الرابط مفيد , وقول العلماء عنهم ايضا حتى لا نبخس احد منهم
حقه فالتصوف في معناه ليس حرام الا ما ادخل فيه من المغالاة والبدع ولا ننسى الدكتور محمد
عبده يماني وكتبة الشهيرة فقد كان كما اعلم صوفيا ولكن ليست الصوفية المذمومة كما ننكرها نحن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181862
شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (14/176)

عبده فايز الزبيدي 07-09-2013 08:02 PM

أخي الكريم خالد العاطفي، لو راجعتَ كلامي!
فالصوفية مرت كما يقول أهل العلم بثلاث مراحل:
1. مرحلة الزهاد :و الحق أن هذا من التفضل للنقاش و إلا فلا علاقة بزهاد الأمة بالتصوف و أهله.
2.مرحلة التصوف الفلسفي: و هو المتن الذي ركبه زنادقة الأمة و لبسوا بحالهم و مقالهم الباطني على
العوام ،من أشهرهم: الحلاج و ابن عربي و السهروردي و ذي النون المصري و المرسي و ابن عطاء.
3. التصوفي الطرقي: و هذه المرحلة التي نعاصرها اليوم.
و هذا مدلول كلام ابن تيمية.

أما الشيخ محمد بن عبده يماني:
فابن يماني وزير سابق له شهرته و هو من بيت ثراء وجاه،وهو متصوف حتى قيل حين سئل أصوفي أنت؟ قال:أتمنى أن أكون صوفياً حقَّاً.و كان يدعولبدعة الاحتفال بالمولد النبي و المولد النبي بدعة جاء بها الروافض على زمن حكم العبيدين لمصر،
و ابن يماني مثقف و كاتب فحسب و ليس بعالم شرعي فكلامه لا يلزم إلا نفسه أمام ربه.

ايوب صابر 07-14-2013 01:07 AM

استاذ عبده

بدنا ترجع اتصلح المداخله السابقة اذا سمحت

عبده فايز الزبيدي 07-17-2013 12:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 151443)
استاذ عبده

بدنا ترجع اتصلح المداخله السابقة اذا سمحت

بارك الله فيك!


الساعة الآن 04:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team