منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   قلوب بشوشة ♥♥♥♥ وراء الشاشة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12300)

نزهة الفلاح 10-30-2013 06:52 PM

قلوب بشوشة ♥♥♥♥ وراء الشاشة
 
قلوب بشوشةوراء الشاشة



الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا



http://www.palsharing.com/i/00032/7geovo1nv101.jpg
الحلقة الأولى:
تقدمت سهى إلى غرفتها ودفعت الباب بقوة تعبيرا منها عن غضب عارم من أمها التي تعتبرها بطلة النكد اليومي في حياتها....بعد مباراة حامية الوطيس بينهما
الأم تحتج عن قلة مساعدة ابنتها لها في المطبخ، وتسلية إخوتها الصغار لاسيما وأنها ابنتها الكبرى ذات الستة عشر ربيعا.....وسهى تعتبر هذا ظلما وعدوانا....
أوووووف أخيرا قليل من الهدوء....هكذا قالت سهى وهي تستلقي على أريكة في غرفتها الجميلة التي تقضي فيها معظم وقتها بعيدا عن الضوضاء ونكد الأسرة.....
وضعت السماعات في أذنيها فغرقت في عالمها الحالم بحب ورومانسية ..... ومطربها المفضل.....

مضى غير قليل من الوقت، طرقت أمها الباب مخبرة أن العشاء جاهز وصوتها تتخلله نبرة زعل، ولكن الصوت العالي الذي يخترق أذنيها اتضح أنه حجبها عن العالم الخارجي.....
لم تتنبه من سباتها اليقظ إلا بعد رنة رسالة نصية من صديقتها المقربة تخبرها فيها بأنها " أونلاين" ومعها الخبر اليقين، فهبت إلى جهاز الحاسوب بسرعة وقلبها يكاد ينفلت من بين أضلعها.....

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

فاطمة جلال 10-30-2013 07:00 PM

وأنا في انتظار ال يتبع

ومساء الوطن أديبتنا القديرة


نزهة الفلاح 10-30-2013 07:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال (المشاركة 161754)
وأنا في انتظار ال يتبع

ومساء الوطن أديبتنا القديرة

إن شاء الله تعالى
مساء الخيرات والرضا من رب السماء أستاذتي الفاضلة
بورك فيك

ياسر علي 10-30-2013 07:30 PM



أهلا و سهلا بالمبدعة نزهة الفلاح

حرف طروب يرسم البشاشة في القلوب

نتابع معك مسيرة سهى


نزهة الفلاح 10-30-2013 07:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 161762)

أهلا و سهلا بالمبدعة نزهة الفلاح

حرف طروب يرسم البشاشة في القلوب

نتابع معك مسيرة سهى

أهلا ومرحبا بك أخي الكريم
اللهم يسر يارب
ولو أن أسلوبي البسيط لا يليق بالهامات السامقة هنا
أرجو أن يكون مضمونا يستحق
بارك الله فيك

أمل محمد 10-30-2013 07:58 PM

مرحبًا بكِ عزيزتي ~ نزهة

ومرحبًا بإشراقة حرفك

سـ أكون بالقرب للمتابعة بإذن الله

تحيّاتي وتقديري وباقة ياسمين ~

ريما ريماوي 10-30-2013 08:57 PM

نزهة الفلاح المبدعة الساخرة عندنا ...

يا مرحبا، يا مرحبا، أشرقت الأنوار،

يسرني الترحيب بك، آملة أن تقضي

وقتا ممتعا، كما نحن سنمضيه معك..

متابعة لك بشغف، وأهلا وسهلا بك..

محبتي وتقديري.

نزهة الفلاح 10-31-2013 07:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل محمد (المشاركة 161770)
مرحبًا بكِ عزيزتي ~ نزهة

ومرحبًا بإشراقة حرفك

سـ أكون بالقرب للمتابعة بإذن الله

تحيّاتي وتقديري وباقة ياسمين ~

مرحبا بك أستاذتي أمل
اللهم يسر يارب
وردي وأطيب دعواتي من الله لك بالسعادة والهناء

نزهة الفلاح 10-31-2013 07:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريماوي (المشاركة 161796)
نزهة الفلاح المبدعة الساخرة عندنا ...

يا مرحبا، يا مرحبا، أشرقت الأنوار،

يسرني الترحيب بك، آملة أن تقضي

وقتا ممتعا، كما نحن سنمضيه معك..

متابعة لك بشغف، وأهلا وسهلا بك..

محبتي وتقديري.

أهلا يا ريما والله فرحت لما شفت اسمك
أهلا بك ومرحباـ أين أنا منك أستاذتي قلمك فعلا مميز، أتم الله عليك نعمه
اللهم يسر يارب
الله يسعدك ويرضى عنك

نزهة الفلاح 10-31-2013 07:21 PM

قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثانية:
في الحلقة الماضية: هبت سهى إلى جهاز الحاسوب بسرعة وقلبها يكاد ينفلت من بين أضلعها.....إنها تنتظر خبرا مهما جدا بالنسبة لها.....
في هذه الحلقة بإذن الله:
فتحت سهى نافذة الدردشة ونبضات قلبها تتسابق، فوجدت صديقتها ندى تنتظرها......
أهلا ندى كيف الحال؟
ندى: بخير وأنت؟
سهى: كالزيت بالفرنسية .....
ندى: اهدئي فقد أتيتك بالخبر اليقين.....
سهى: خيرا؟
ندى: لقد أرسلت ابن عمي فكلمه في "النت" واستدرجه في الكلام فعلم أنه شاب يسكن في حي الزهور واسمه فادي وشغله الشاغل هو إيقاع البنات في الشات وابتزازهن بالصور بعد أن تثق فيه الفتاة و"تحبه" فتريه كل جسمها تدريجيا بالكاميرا، ثم يجد ما يبتزها به ليكسب المال....
سهى تندب وجهها: يا ويلي ماذا فعلت بنفسي....
وما الحل؟
ندى: هو لا يريد سوى المال، واستطاع ابن عمي أن يساومه بعد جهد جهيد ......
سهى: كم يطلب؟
ندى: مئة دولار.....وإن وافقت بعد أسبوع يسلمك الصور وتسلميه المال.....
سهى وقد أسقط في يدها: يا ويلي ومن أين لي بهذا المبلغ؟؟؟؟
ندى باهتمام: لا أعلم حقيقة، لنفكر لعلنا نجد حلا ......
استمرت الدردشة بين سهى وندى إلى ساعة متأخرة من الليل.....انتهت باقتراح طرق كل الأبواب الممكنة وتحديد أسماء بعض من يمكنهم المساعدة لتوفير المبلغ وإنقاذ سمعة سهى وأهلها من الانهيار.....
ذهبت سهى إلى الثانوية صباحا وقد أمضت الليل في دموع وآهات وتخيل سيناريوهات واجترار ذكريات أحلى الكلمات على ال"شات"، معقولة يتحول كل هذا إلى كابوس؟ لاااااااااااااا قالتها باكية وهي على وشك الوصول إلى الصف.....
وبعد لحظات أفاقت من سهوها على صوت أحدهم يناديها.....سهى.... سهى ..... إنه هشام ابن عم ندى....
خفضت رأسها خجلا منه بعد أن عرف الموضوع وافتضح أمرها معه رغما عنها..... سألها وهو مبتسم عن حالها فأخبرته أنها بخير.
وشرع في نصحها بعدم الثقة بسرعة وأن الناس أشرار وال" نت" يعج بالأقنعة والذئاب .... وهي تستمع إليه بضجر وكأنها تسمع درس دين.... الدين الذي تعتبره مهزلة ولا تصرح برأيها لأحد فقط لكي لا تهاجم ممن حولها
انتهى الدرس أخيرا وهي تكاد أن تصرخ في وجهه لكنه استشف ذلك ففاجأها بما جعلها فعلا تتجمد في مكانها......
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 10-31-2013 07:22 PM

قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثالثة:
في الحلقة الماضية: تجمدت سهى في مكانها بعد دردشة خفيفة مع هشام..... نتيجة أمر غير متوقع.....
في هذه الحلقة بإذن الله:
جحظت عينا سها وهي تنظر إلى هشام وهو يريها صورها وقرصا مضغوطا بيده أخبرها أنه يضم كل الصور وفيديوهات المحادثات مع فادي......
اختلطت المشاعر داخلها، أتخجل من هشام وقد رآها في وضع مخجل؟ أم تفرح لأنها أخيرا حصلت عليها؟
وما الثمن؟؟؟؟؟؟؟؟
توقع هشام ما يدور بخلدها فبادرها قائلا والابتسامة لا تفارقه، كيف لا وهي سحر يفتح القلوب ولو بعد حين....
لا تخافي لقد دفعت المبلغ لفادي وهاهي الصور والقرص وليس عليك شيء سوى أن تكوني حذرة في المستقبل.....
ارتج قلب سهى للمفاجأة وكادت تفقد توازنها.....لكنها استجمعت قواها وشكرته والسعادة تملك عليها كيانها .....ثم قالت:
والثمن؟؟؟؟؟؟
قال بلا مبالاة مصطنعة: لا شيء......
بعد لحظات، وصل أستاذ الرياضيات فسلمت على هشام بعد شكره ثانية والامتنان له ثم انطلقت نحو الصف......
أما هشام فقد انطلق إلى صفه أيضا فهو في الثانوية العامة ولابد له أن يركز لأن هذه السنة فاصلة في مستقبله الدراسي والمهني.....
عادت سهى بعد سويعات إلى بيتها وهي في قمة الراحة النفسية، دخلت البيت فلم تأبه بأمها التي تطعم أخاها الصغير......لأنها محلقة في عالمها الداخلي......
اجتمعت الأسرة على طاولة الطعام، الأب في العمل والأم منهمكة في إطعام الصغار، فهذا لا يروقه الأكل كثيرا وهذه توسخ ملابسها عند الأكل والرضيع يصرخ من الجوع...... وسهى منقطعة الاتصال.....خارج التغطية ولا تريد أن تأكل فقط تود الاستمتاع بالموسيقى وبهذا النصر المظفر.....
تذكرت هشام الشهم وموقفه النبيل، وجدت نفسها تفكر فيه، كيف ولم ومتى وأين؟ لا تعلم المهم أنه شاب شهم لم تقابل مثله في حياتها، أنقذها من ورطة كادت أن تدمر سمعتها وصورتها أمام الناس.....
اشتاقت لأغاني زمان.....فدخلت النت وحملت أغنية واسترخت وسرحت بخيالها في الفارس الهمام الذي يأتي على حصان أبيض ..... رغم أنها اكتشفت منذ فترة قصيرة فارسا كانت تحسبه هماما لكنه كان خسيس الطبع لئيما......
عجبا !!! طيبة قلبها وعطشها للحب والرومانسية محوا كل شيء في لحظة !!!
لم يطل تجوالها في عالم الأحلام حتى سمعت صوت استقبال رسالة في الدردشة....أوووه لقد نسيته مفتوحا......
اتسعت عيناها فلم تتوقع أبدا أن يكلمها......
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-02-2013 05:04 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الرابعة:
في الحلقة الماضية: سمعت سهى صوت استقبال رسالة في الدردشة.... لقد نسيته مفتوحا......
اتسعت عيناها فلم تتوقع أبدا أن يكلمها......
في هذه الحلقة بإذن الله:
هاي يا جميل ......
رقص قلب سهى فرحا.....إنه هو....نعم هو ذلك الشاب الوسيم جدا جدا جدا...... تراه نادرا " أونلاين" قليل الكلام، صوره في صفحته توحي أنه شخص مهم.... سمت جميل.... وقفة راقية ..... ردود على التعليقات مؤدبة..... بنات كالرز حوله.... يااااااااااااااااااااااي كيف يكلمني لالالالا وأيضا يقول لي جميل !!!!! تطلعت إلى المرآة كأنه يراها.... ثم ردت بأصابع مرتجفة.....
هاي خالد .... ميرسي
خالد: كيف حالك؟
سهى: بخير
خالد: أرجو أن يعجبك شعري الجديد على هذا الرابط
سهى: أكيد سيعجبني طالما أنك كاتب.....
خالد مرسلا ابتسامة ود: مشكورة يا عسل
بااااي
سهى: العفو أنا رهن إشارتك في أي وقت....
باي باي
قطبت جبينها حزنا، وتنهدت، لقد ذهب.....ثم فتحت الصفحة بسرعة....
شعر غزل ينعي فيه معذبته
وقد قالوا: الرجل يبكي المرأة التي تُبكيه لا المرأة التي تَبكيه
أعجبت بالشعر وعلقت بقلب ومعها كلمة رووووووووووووووعة يا فنان .... هنيئا لها
واسترخت على الكرسي تفكر: لم كلمني طالما أن لديه حبيبة ؟ امممم تعبت من التحليل....
ثم نظرت إلى الساعة.... إنها الخامسة مساء..... اقترب موعد المسلسل المفضل لديها.... تذكرت أن البطلة اليوم سيحسم مصيرها إما حياة أو موت " بعد الشر عنها المسكينة " ..... قامت مسرعة إلى غرفة الجلوس وإذا بها تجد أمها قد سبقتها لانتظار بدايته.....وطفلها ينام بقربها أما الطفلين الآخرين فلازالوا في مدرستهم....
الشيء الوحيد الذي يجمعهما في غرفة واحدة هو المسلسلات.....
دخلت الغرفة وكأن ليس بها أحد، وأمها أيضا معلقة عينيها في التلفاز وبيدها الجوال تنظر إليه بترقب بين الفينة والأخرى.... لذا لم تحس بوجودها لوجود من هو أهم منها ومن الجميع...... صندوق العجب على رأي المغاربة
هاهي البطلة تنزف دما وحبيبها يحاول إنقاذها...إنهم حاولوا قتلها لإبعادها عن حبيبها
حبيبها الذي كابد المشاق والأهوال في الطريق إلى قلبها
وهي الفتاة الطاغية الأنوثة التي سحرته من أول نظرة وهي في معمل الملابس وهو سيد المعمل.... قصة طوييييييييييييييييييييلة عرييييييييضة الهدف منها زواج البطل والبطلة !!! يستميتان لأجل حبهما فالكون كله ضدهما إلا متابعي المسلسل.....
رقت الأم وابنتها لحال البطلة، أخفت الأم دمعة تسللت من مقلتها أما سهى فقد تركت المجال لدموع تغسل حزنا عميقا لا تستطيع تحديد هويته.
أخيرا انتهت الحلقة وأنهت معها الاجتماع الطارئ
وبينما هي ذاهبة إلى غرفتها، وصل والدها وهو يشتاط غضبا .....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-02-2013 05:05 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الخامسة:
في الحلقة الماضية: قامت سهى لتذهب إلى غرفتها، فإذا بوالدها قد وصل وهو غاضب جدا......
في هذه الحلقة بإذن الله:
وصل الأب الحاضر باسمه الغائب بدوره ومسؤوليته، ولج باب البيت ووجهه يكاد ينفجر من الغضب......وبدون مقدمات وقبل أن تقوم الأم من مكانها لاستقباله وأداء واجبها اليومي تجاهه بدء بتحضير الطعام.....
طبع صفعة على خد سهى قفز لها قلب الأم وأفاق الصغير صارخا من الفزع لصرخة أخته الكبرى وبكائها......
لم ينبس الأب ببنت شفة قبل أن يصب غضبه ثم قال بحزم وورقة في يده: فاتورة هاتف بخمسمائة دولار، من تكلمين أيتها الفاجرة؟ وشد شعرها بعنف
ارتعدت فرائص سهى، بم تجيب؟ هل تقول له أنها كانت تكلم فادي بالساعات كل ليلة بعد أن ينام الجميع؟ أم تكذب وتنكر وتدعي أنها مظلومة؟ لكن الفاتورة فيها الرقم وتفاصيل المكالمات؟
ماذا أفعل؟ ماااااااااااااااااذا؟
طرقت الفكرة قلبها فتصنعت المرض، عقدت حاجبيها، وضعت يدها على بطنها وصرخت ..... أحس بألم شديد في بطني....آآآآآآآآآآآآآآآآآه
فزعت الأم، هبت إلى ابنتها بعد أن كانت متجمدة في مكانها تخشى التدخل لكي لا تصفع هي أيضا.....لاسيما وأن زوجها عند الغضب لا يرحم...
حمل الأب ابنته إلى غرفتها......سقاها شراب زعتر ساخن جهزته الأم بسرعة، وقلبها يعتصر ألما على ابنتها.....
جلس يفكر، أيتصل بالدكتور؟ أم أن صورته كأستاذ جامعي محترم ستهتز؟ ماذا لو شكت له؟ ماذا لو عرف أن ابنتي الكبرى تتكلم بالساعات بالهاتف؟ لابد أن ذئبا يستدرجها، ماذا لو عرف؟ سيعلم أني لم أربها جيدا.....لالالا صورتي ستهتز ولن أعرضها لموقف كهذا......
خرج من الغرفة فتبعته الزوجة، حاملة طفلها الذي سكت رغما عنه وتجمدت الدموع في عينيه بعد أن صرخ والده في وجهه: شششششششششششش اسكت !!!!
هذه الزوجة التي أتى بها من بلدته، صغيرة السن لا تعرف سوى بعض الحروف التي تعلمتها في مسجد القرية في الصغر، ليربيها على يديه وتكون المطيعة الخاضعة تربي أبناءه تغسل ثوبه تنظف بيته وتطيع أوامره بيتها حياتها وزوجها جنتها..... كأنها لم تخلق سوى ليحيا هو....
مر الوقت بطيئا ولازالت سهى تراوغ بادعاء المرض.....
بعد ساعة، اتصلت بها ندى – صديقتها المقربة- تستفسر عن سبب غيابها عن النت
فأخبرتها سهى بالتفاصيل وطلبت مشورتها، فقالت لها ندى، أسأل هشام وأجيبك فهو "حلال المشاكل" ....
انتهى الاتصال ...... وبعد أقل من نصف ساعة ادعت خلالها النوم.... رن ثانية، لقد كان هشام.....
رفرف قلب سهى فرحا وداخله شعور غريب مزيج بين الراحة والإعجاب
إنه هرمون " الدوبامين" طرق أبواب الأوعية الدموية فانساب في يسر
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-02-2013 05:06 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة السادسة:
في الحلقة الماضية: هرمون " الدوبامين" طرق أبواب الأوعية الدموية فانساب في يسر

في هذه الحلقة بإذن الله:
ردت سهى على هشام وقلبها يرتجف فرحا...
ألو هشام....كيف الحال؟
هشام: بخير وأنت؟
سهى: بخير
هشام: أخبرتني ندى أنك في ورطة...
سهى: نعم فعلا، وما الحل؟
هشام: سهل جدا، سأوافيك بالحل غدا... ولكن بشرط
سهى بلهفة: وماهو شرطك؟
هشام: لن أقوله ألان لكن أنا موقن أنك تستطيعين تحقيقه...
هدى دون تفكير وخوفا من عقاب والدها الذي ينتظرها: اتفقنا...
انتهى الاتصال وعادت إلى المرض المصطنع....
أطلت والدتها بعد أن أنهت مهامها، فوجدتها " نائمة"، أغلقت الباب وذهبت إلى صغيرها....
وفي اليوم التالي، زارتها صديقتها وجارتها منار، وهي زميلتها في الصف أيضا، لما تغيبت عن الفصل وعرفت من أخيها الصغير أنها مريضة...
تأففت سهى لما رأتها وكرهت الموقف لولا أنها خجلت منها....
كيف لا وهي الفتاة المعقدة نتيجة وزنها الزائد وشعرها الخشن، أضحوكة بين شباب الثانوية ولم يفكر أحد يوما أن يصبح لها عشيقا أو صاحبا....
فهمت منار مغزى نظرة سهى، فأنهت زيارتها بسرعة وعادت إلى بيتهم... وقلبها يعتصر...
جلست سهى وهي تنتظر اتصال هشام على أحر من الجمر...
حان وقت المسلسل اليومي والحب الخالد الذي " لن يموت" والبطلين اللذان لازالا في محاربة الأشرار....
لكن كيف تذهب لغرفة الجلوس وهي تدعي المرض؟
ولأنها تعلم أن أمها من رابع المستحيلات أن تأتي إليها أثناء المسلسل، قامت لترى الحلقة على النت، رغم أن للتلفاز حلاوة خاصة ومختلفة، إلا أن اليوم استثناء...
جن الليل ومعه السكون والوقت الذي تجد فيه صفا مصفوفا من الأسماء في الدردشة والرواج الشاتي والكيبوردي يحرك القلوب والأبصار ف"لايك" هنا وتعليق هنا وسياسة هناك وطبخ هنا ونكت هناك ودين هنا ....
اتصل هشام أخيرا على الجوال، حملته بسرعة...
هشام: ألو سهى
سهى: أهلا عزيزي كيف حالك؟
هشام وقد عرف أنه في الطريق الصحيح: بخير وأنت؟
سهى: بخير طالما أنت بخير
هشام: لقد وجدت لك حلا سحريا، رغم أنه صعب نسبيا لكنه حل دائم وليس وقتي
سهى: راااااائع، وماهو؟
هشام: أرجو ألا تنصدمي، لكن لم أجد حلا آخر...
سهى: لن أنصدم هيا قل...
هشام: والدك حسابه باسم كذا؟
سهى: لا أعلم لكن غالبا...
هشام: إميله كذا؟
سهى: نعم هو ذاك....
هشام: أنا حقا آسف جدا لم ستسمعين، لكن لا مفر، استعدي للمفاجأة
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

[/tabletext]
فاطمة جلال 11-02-2013 02:43 PM

[tabletext="width:70%;"]

الأديبة نزهه الفلاح
متابعة لسلسة من الأحداث وكانني أراها امام ناظري
رغم بساطة السرد الا ان هذا سر الجمال الكامن خلف الأحداث التي وبكل صدق
بت انتظرها
وفي انتظار ما سوف يكون مصير سهى
وما الذي يخططه هشام


في انتظارك

مودتي

ياسر علي 11-02-2013 05:42 PM



نستمتع بالأحداث و تلاحقها ، نتابع الشخصيات في حركيتها ، و نلمس الأفكار و تسلسلها .

دام ألقك .


نزهة الفلاح 11-03-2013 05:54 AM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال (المشاركة 162180)
[tabletext="width:70%;"]

الأديبة نزهه الفلاح
متابعة لسلسة من الأحداث وكانني أراها امام ناظري
رغم بساطة السرد الا ان هذا سر الجمال الكامن خلف الأحداث التي وبكل صدق
بت انتظرها
وفي انتظار ما سوف يكون مصير سهى
وما الذي يخططه هشام


في انتظارك

مودتي
بادئ ذي بدء اعتذر على تأخر ردي فأرجو أن تلتمسوا لي العذر بارك الله فيكم
أستاذتي العزيزة فاطمة يسعدني كثيرا أن تتابعي ما يخطه قلمي على تواضع كلماته وبساطة سرده
اللهم يسر يارب
بارك الله فيك ورضي عنك وأسعدك

نزهة الفلاح 11-03-2013 05:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 162198)


نستمتع بالأحداث و تلاحقها ، نتابع الشخصيات في حركيتها ، و نلمس الأفكار و تسلسلها .

دام ألقك .


الحمدلله على فضل الله تعالى
أدام الله علينا جميعا نعمه أخي الكريم وأكرمك

نزهة الفلاح 11-03-2013 06:00 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة السابعة:


في الحلقة الماضية: وجد هشام حلا حاسما لمشكلة سهى مع والدها وكانت المفاجأة
في هذه الحلقة بإذن الله:

اعتدلت سهى منتظرة مفاجأة هشام وحله السحري
فقال متصنعا الأسف: فكرت كثيرا في حل حاسم وما وجدت إلا زلة تنسي والدك تفاصيل الفاتورة وما وراءها....
سهى بنفاذ صبر: نعم وماهي؟
ادخلي " أونلاين" لأرسل لك شيئا....
أنهت الاتصال وضغطت على زر فتح الدردشة وما إن ظهر له اسمها حتى أرسل لها ملفا فقبلته...
فتحته بسرعة ويداها ترتجفان، إنه لغم قاتل لتمثال الأب داخلها...
ملف يضم ملف word نسخ فيه هشام حوارات دردشة الوالد "المحترم" مع نساء مختلفات، وملفا آخر يضم بعض روابط المواقع الإباحية التي يرتادها...
دنجوان من العيار الثقيل....فهذه يغرقها بكلمات حب وعاطفة، وهذه يزني معها، وهذه يناقشها في السياسة، وهذه يفضفض لها عن حياته وزوجته التي لا تعني له سوى خادمة ومربية لأولاده وأمة ملك يمينه....هذه الأخيرة التي توصلت بدورها إلى هذا الاستنتاج فعاشت في عالمها الخاص الذي صنعته بيدها...
شخصية لا تحرم نفسها من شيء، عالمها الخارجي، رجل محترم، أستاذ جامعي وقور متفوق في تخصصه، محبوب لدى طلابه يحقق طموحاته وأهدافه، كثيرون يعتبرونه قدوة ويتمنون أن يصيرون مثله....لا يهمه في الحياة شيء أكثر من صورته الخارجية، وأي قرار يتخذه يحسب ألف حساب لصورته ورأي الناس...
وعالمها الداخلي، متحرر، منطلق، خياله فسيح شاسع المسافات عميق التطلعات عالي الطلبات...لذا فهو يلبي طلبات هذا العالم بإخلاص وأمانة في خفاء ولو بالخيانة، المهم المتعة مجانية ولا تتطلب سوى حاسوب محمول وكاميرا وحساب به المئات من البنات المحرومات من الحب والحنان والكلام المعسل عوض الكلام المزيت بالأوامر والنكد...
خارج البيت تجده نعم الجار والصديق والأستاذ والرفيق، وداخل البيت أب مستبد يعرف كل شيء، يعتبر أن كل واجبه تجاه أسرته، توفير المال لهم والتواجد بسلطة حاضرة غائبة ليحسبوا حسابه ولا يفعلوا مالا يروقه....
تراجعت سهى إلى الوراء وقد التهمت عيناها الكلمات، وهي لا تصدق حجم القذارة التي ينطوي عليها أباها المحترم.... بكت بحرقة، كيف ترفع رأسها في وجه هذا الوالد المريض الذي لا يراعي شيئا سوى شهواته ورغباته الآثمة...
خشي هشام أن تفعل شيئا يفسد خطته، فقال لها:
سهى عزيزتي أين أنت؟
سهى بأصابع مبللة بدموع حارة: أنا هنا
هشام متصنعا القلق: هل أنت بخير عزيزتي؟ أرجوك لا تشعريني بالذنب
سهى: وما ذنبك أنت؟ بالعكس أشكرك كثيرا أن أريتني الحقيقة الخفية...
هشام وهو يتقن دور الصديق الوفي والحبيب المستقبلي: ما يهمني فقط أن تكوني دائما بخير حبيبتي أأأأ أقصد عزيزتي...
سهى وقد طرقت قلبها كلمة حبيبتي وكأنها ماء بارد في صحراء شديدة الحرارة
أنا بخير يا هشام لا تقلق...
فجأة فتح أحدهم الباب، أطفأت شاشة الحاسوب بسرعة، وقامت متجهة نحو السرير، لكنه كان أسرع منها وماهي إلا ثواني حتى وقف ينظر إليها بشذر، لقد حان وقت الحساب....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-03-2013 06:00 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثامنة:

في الحلقة الماضية: فتح الأب الباب، أطفأت سهى شاشة الحاسوب بسرعة، هربا من المواجهة لكنه كان أسرع منها ....
في هذه الحلقة بإذن الله:
دخل الأب الغرفة ونيته إنهاء المشكلة مع ابنته...
نظر إليها بغضب ممزوج بعتاب وحيرة، وقال بحزم: آن الأوان يا سهى لتخبريني عن سر تضخم فاتورة الهاتف ....
تراجعت سهى إلى الوراء وعيناها ينطقان رعبا، لأنها تعلم جيدا أن الحوار مع والدها يبدأ بهدوء ثم ينتهي بضرب مبرح...
اقترب منها وقال مطمئنا لها: لا تخافي، أخبريني ولن أضربك...
بلعت سهى لسانها، ماذا تقول، مئة صفعة عن الفاتورة أفضل ألف مرة من نتيجة معرفة الحقيقة، وانطلقت التساؤلات داخلها: هل أصارحه بفضائحه؟ هل أذله كما يذلني ويذيقني الضرب والإهانة عند أبسط خطأ؟
كلا، يجب ألا أتسرع، سأسأل هشام لاحقا وهو يدبر الأمر...
بعد لحظات نفذ صبر الأب، ماذا يفعل يا ترى؟ هذه البنت العنيدة لا تود النطق، فكر وقرر، لا حل إلا الضرب حتى تنطق بالحقيقة، أخذ حزامه وقال بصوت جهوري: آاااااااا لا تودين النطق، هذا سينطقك شئت أم أبيت....
وكما قيل قديما: العصا تعيد مائة ناقة إلى طريق القافلة...
ثلاث ضربات كانت كفيلة بأن تسقط سهى أرضا مغشيا عليها... فغر الأب فاه لا يفهم شيئا، أول مرة تضعف أمام ضرباته القاسية، ترى هل تمثل؟ أم هي حقيقة؟ ولكن كيف وهو كان يتعرض لضربات أقوى وأكثر من أبيه رحمه الله ولا يغشى عليه؟
أمسك يدها، فإذا ضربات قلبها متباطئة، ويدها ثقيلة مسترخية بشكل يصعب معه التمثيل....
بحث عن عطر في غرفتها فوجده بالقرب من سريرها، شمته لكن لم تفق، قام بسرعة، أحس بالخطر، فكر وقد أسقط في يده، حملها وذهب بها المستشفى...حبه لابنته أنساه صورته أو المشاكل التي يمكن أن يجرها هذا الأمر، فمهما كان هي ابنته وفلذة كبده...ورغم كل شيء، فهو يحب أولاده ويوفر لهم كل طلباتهم واحتياجاتهم المادية...
رأته أمها، فزعت، سألته ولم يجبها، لا تستطيع مرافقته، لن تترك الصغار وحدهم، تنوم طفلها في توتر وقلق وحسرة...
أما هشام فلم يفهم شيئا، سهى لا تجيب...
استبدت به الحيرة، ماذا جرى يا ترى؟ ترى ما أخبار خطته، هل تسير على ما يرام؟
اتصل بها على الجوال، لا مجيب، اتصل ببنت عمه ندى، فاتصلت بها هي أيضا على الجوال، لكن لا مجيب....
اتصلت بالهاتف الثابت، فهبت والدتها الحائرة ظنا منها أنه زوجها يطمئنها على حال ابنتها، أخبرت ندى بأن صديقتها نائمة، فهي تعلم جيدا أن زوجها يكره بشدة أن تتسرب أسرار البيت...
وصل الأب وابنته إلى المستشفى، وبعد الكشف خرج الطبيب مقطب الجبين...
بادره الأب بالسؤال: ما بها يا دكتور...
قال الطبيب: قبل أن أجيبك، أهي ابنتك؟
قال الأب: نعم
الطبيب: ومن ضربها بهذه الوحشية؟ علامات السوط شقت طرقا حمراء على جلدها..
طأطأ الأب رأسه ولم يجد جوابا وسكت هروبا وخجلا.
هز الطبيب رأسه وقال: فهمت، المهم ابنتك تعاني من سوء التغذية وفقر الدم، وحالة اكتئاب ليست بالهينة، وجسمها ضعيف لهذا السبب، لهذا لم تصمد أمام ضرباتك...
الأب بحزن: وما الحل؟
الطبيب: لن تستطيع الخروج اليوم، تلزمها بعض الراحة وسيراها الطبيب النفسي، وعندما تعود إلى البيت، لابد من تغذية سليمة ومتوازنة وقسط واف من الراحة...
شكر الأب الطبيب وجلس يفكر...
أما الأم فقد أكلتها الحيرة، وترددت كثيرا للاتصال به، لكنها اتصلت أخيرا ولو أهينت لا مشكلة، المهم ابنتها....
رد بضجر وأخبرها أنه في المستشفى وأن لا تقلق فالأمر بسيط، زاد قلقها من نبرة صوتها فنهرها وأنهى الاتصال...
وبعد هنيهة سمع أحدهم يناديه: دكتور عماد... دكتور عماد...
فأدار رأسه نحو الصوت....واتسعت عيناه...ماالذي جاء به إلى هنا
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-03-2013 06:02 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة التاسعة:

في الحلقة الماضية: سمع الأب أحدهم يناديه: دكتور عماد... دكتور عماد...
فأدار رأسه نحو الصوت....واتسعت عيناه...ماالذي جاء به إلى هنا
في هذه الحلقة بإذن الله:
اندهش الدكتور عماد عند رؤيته للدكتور نبيل، وقال في قرارة نفسه بخوف ودهشة: ما الذي جاء به إلى هنا...
سلم بابتسامة صفراء شاحبة على جاره، الدكتور نبيل طبيب نفسي ... وهو والد منار زميلة سهى في الصف....
سأله هذا الأخير مبادرا: أهلا يا دكتور، كيف حالك وحال الأسرة؟ اشتقنا لك يا رجل
الدكتور عماد: بخير، في هذه الدنيا، وأنت؟
الدكتور نبيل: الحمد لله بخير...خيرا؟ هل جئت لزيارة أحدهم؟
الدكتور عماد متأتأ: أأأأ ابنتي سهى تعبت فجأة البارحة...
الدكتور نبيل: لا إله إلا الله، شفاها الله وعافاها...
الدكتور عماد: إن شاء الله
لاحظ الدكتور نبيل على جاره الضيق فهم بالاستئذان لكن الدكتور عماد قاطعه على استحياء وقال: وأنت ماذا تفعل هنا؟
الدكتور نبيل: أعمل هنا بعد انتهائي من عملي في العيادة...
الدكتور عماد متصنعا البراءة والسذاجة ربما: آآآآه جيد جدا بالتوفيق...
استأذن الدكتور نبيل وذهب إلى عمله....أما الدكتور عماد فقد أطلق العنان للحسابات، ترى هل نبيل من سيتابع سهى؟ ترى هل ستحكي له شيئا؟ ترى ماذا فهم من لقائي معه؟ ترى كيف سيفهم ارتباكي؟ ..... عااالم معقد من الحسابات والشبكات والتحليلات.... وهدر للأوقات
وبعد أن أدرك أنه لا داعي لوجوده، انطلق إلى بيته ورأسه يكاد ينشق من الصداع....
نامت سهى تحت تأثير المسكن، وبدأت تهلس بجمل متقطعة:
أبي الخائن... أمي جاهلة.... لم خدعتني .... هشام عزيزي أنقذني...
دخل الدكتور نبيل في هذه اللحظات فسمع هذه الكلمات، لم يفهم قصدها تماما لكنه استشف أن هناك مشكلة حقيقية في بيتهم، لاسيما وأن زميله أخبره بمتابعة الحالة وأنها فتاة ضربها والدها بشدة فأغمي عليها...
لطالما كان يشك في سلوك الدكتور عماد، ويستشف أن مظهره مخالف تماما لجوهره وأنه إنسان يعيش في سكيزوفرينيا اجتماعية ونفسية شديدة، أي نعم ليس الفصام الصريح والمعروف كمرض نفسي ولكنه فصام من نوع خاص ناتج عن أسباب عديدة يجهلها تماما، لأنه لا يعرف شيئا عن حياته قبل زواجه.... لاسيما وأن الدكتور عماد جار محدود التواصل جدا، لا يجمعه به سوى صلاة التراويح في رمضان ولقاءات عابرة في بقالة الإقامة السكنية التي تجمعهم....
كل هذا وهشام يجوب غرفته ذهابا وإيابا، لا يفهم ماذا يحدث، كيف تنام سهى فجأة؟ كيف لا تجيب على رسائلي؟ أكيد أنها بدأت تحبني وهذا رائع جدا، بهذا سأتمكن من تحقيق هدفي وأثأر لأختي.... ثم ضرب الكرسي برجله غاضبا.... وقال بأسف وحقد وغل: أختي...
أما ندى فكانت غارقة في عالمها الجديد، ابن الحي المجاور الذي أشعرها اليوم بأنها ملكة، شاب وسيم في العشرين من عمره، منذ أسبوع وهو يبحث عن الفرصة ليكلمها ويستميت ليجد لها طريقا....
اليوم وصل أخيرا إليها، أخيرا تكلم معها وصرح لها بحبه وعشقه وأنها أول فتاة تأسره وتملك عليه قلبه " العذري".....
سرحت وهي تتذكر اللقاء الأسطوري بتفاصيله، ونامت على صورته الجميلة في خيالها السائر في طريق التوسع....
.................................................. .
فتح الدكتور عماد باب البيت فسمع صوت بكاء زوجته وهي تشكو لأحدهم على الجوال....فلما سمعت صوت الباب قالت بسرعة وهمس: مع السلامة لقد وصل زوجي الكئيب....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-05-2013 12:12 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة العاشرة:

في الحلقة الماضية: فتح الدكتور عماد باب البيت فسمع صوت بكاء زوجته وهي تشكو لأحدهم على الجوال....فلما سمعت صوت الباب قالت بسرعة وهمس: مع السلامة لقد وصل زوجي الكئيب....

في هذه الحلقة بإذن الله:

ارتجت مشاعر الدكتور عماد غضبا حينما سمع عبارة زوجته " لقد وصل زوجي الكئيب" واشتد فضوله لمعرفة من تكلم زوجته، كل شيء يقبله إلا الخيانة...

لكن ليس وقت هذا الأمر، الآن وقت المتعة والدلع...فصفعتين كفيلتين بجعل زوجته تخبره بالحقيقة...

مسحت الزوجة دموعها بسرعة واستقبلت زوجها وهي متلهفة لمعرفة أخبار ابنتها وأين تركها وتفاصيل ما حدث...

فانهالت عليه بالتساؤلات وأخيرا أجابها بكلام محدد ومختصر

سهى في المستشفى، هي بخير...

ثم أشار بيده لتتوقف عن الكلام، إشارة تعرف منها أنه مرهق ويحتاج للراحة...

اتكأ الزوج "المرهق" في صالة الجلوس يقلب القنوات ويتثاءب وكأن هرمونات النوم اكتسحت جسمه....بعد لحظات تصنع ' المسكين' النوم أمام التلفزيون كعادته...

فلما رأته الزوجة كذلك خلدت إلى النوم بعد يوم مرهق مع أطفالها وهم سهى الذي زاد الطين بلة....

وما إن اطمأن أن كل شيء على ما يرام، فتح حاسوبه المحمول لبدء مغامراته الليلة التي تقطر عفنا وخطيئة....

كل شيء جائز باسم الحب، وكل شيء مباح باسم الظروف والفتن وعدم القدرة على التحكم...

انتهى الزوج الدنجوان بعد ساعات من مغامراته اليومية، وهو بين نشوة وتأنيب ضمير وإحساس بالتبعية وعبادة الهوى... تجاهل قبضات قلبه ووخزات نفسه اللوامة وارتاح للنشوة تعتري قلبه رغم كل شيء وخلد إلى النوم بدوره....هاربا من الرقابة الداخلية

.........................................

أفاقت سهى من المسكن فصرخت رعبا وقد رأت حلما مفزعا وكأن والدها يضطهدها ويضربها بقسوة....

هب الدكتور والممرضة إليها فلما دخلا الغرفة وجدا صدمة في انتظارهما

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-05-2013 12:13 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الحادية عشرة:

في الحلقة الماضية: أفاقت سهى من المسكن فصرخت رعبا وقد رأت حلما مفزعا وكأن والدها يضطهدها ويضربها بقسوة....

هب الدكتور والممرضة إليها فلما دخلا الغرفة وجدا صدمة في انتظارهما

في هذه الحلقة بإذن الله:

دخل الطبيب إلى الغرفة وتبعته الممرضة فاندهش لما رأى...

فقد استخدمت سهى ' موضة الانتحار الشائعة' لتنهي حياتها... قطعت عروق يدها بأداة طبية حادة كانت بالقرب منها، من شدة هيجانها ورعبها وأيضا كرهها لأبيها والمتولد عما عرفته عنه...

ثم قاما بما يلزم لإسعافها....

أما والدها فقد كان نائما في العسل، في أحلامه المخضبة بشرف الكثير من الرجال الذين لا يعرفهم....

تدهورت حالة سهى الصحية ونزفت دما كثيرا، لا سيما وأنها مصابة بفقر الدم فاضطروا للاتصال بوالدها ونقلوا لها الدم اللازم والحمدلله أن فصيلة دمها متوفرة...

هب الأب إلى المستشفى وقد أشرقت الشمس وكأنها تخبر الإنسان أن الأمل في الله لا ينقطع رغم أن المعنيين بالأمر لا يذكرون وجوده ولا يعترفون به إلا في صلاة ظاهرية أمام الناس أو تسبيح رياء عابر بين الأهل والأصدقاء....

فوجد ابنته في غرفة العناية الفائقة....

أما أمها فلا تفهم شيئا وقلبها يتحسر على ابنتها....

مرت الساعات بطيئة والدكتور عماد في قلق بالغ على ابنته... فجأة تذكر أن السبب في هذه المشاكل هو ذلك الذئب اللعين الذي استدرج ابنته... تمنى لو وجده أمامه ليشبعه ضربا...على أساس أنه هو حمل وديع ' لا بيهش ولا بينش على رأي المصريين'

حاول الاتصال به مرارا يوم اكتشافه الأمر لكن الجوال مغلق...

تحسر على عدم معرفته.... لكنه طمأن نفسه أنه أكيد سينتقم منه بعد أن تخبره ابنته بالتفاصيل...

ثم استرخى يفكر في وضعه الحالي وحال ابنته ...

.................................................

أما هشام فقد ذهب إلى الثانوية وباله مشغول جدا، ليست لديه أية معطيات ليبقي على خطته أو يعدلها.... يشتاط غضبا وابنة عمه ندى لا تجد طريقا لصديقته المقربة... وفي نفس الوقت تعيش 'حلاوة' علاقة " مفتوحة" لأول مرة بعد أن فقدت الأمل في أنها مثل البنات، لأن "محدش عبرها " قبل صديقها الحالي....

ولأنها في قمة السعادة وهرمون الدومابين في أعلى نسبه، كانت وديعة لطيفة ظريفة مع الجميع على غير عادتها، تضحك للأطفال وتبتسم لوالديها وتحضن أمها... توزع الحب على الجميع دونما حساب حتى أنها غيرت بعض عاداتها بين يوم وليلة، بدأت تهتم بشكلها أكثر، وتنظر للمرآة طوييييلا، وترتاد منتديات الموضة والجمال لتفوز بآخر أخبار المكياج والتسريحات والأزياء...

ولم تنس أن تجد لنفسها اسم دلع جميل، 'نودي' وتغني في أي وقت وأي مكان....

إيييي بركاتك يا دوبامين

حتى أنها دخلت المطبخ لغسل الأواني لأول مرة بدون صراخ أو شكوى ولكن بسعادة وطيران فوق السحاب وتخيل عشها الهادئ مع فارسها النبيل الذي طبع صورته في خيالها بغزله ورقته العجيبة....

وبينما هي فوق سحاب الأحلام إذ نزلت على قفاها ضربة قوية أسقطت مطربها المفضل على الأرض وهو يغني ' جننتني بهواك' ....

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-05-2013 12:47 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثانية عشرة:

في الحلقة الماضية: بينما كانت ندى تغسل الأواني، إذ نزلت على قفاها ضربة قوية أسقطت مطربها المفضل على الأرض وهو يغني ' جننتني بهواك'

في هذه الحلقة بإذن الله:

سقطت سماعات الأذن على الأرض ونغمات الأغنية المفضلة لدى ندى، صرخت هذه الأخيرة من ألم الضربة والتفتت وقد تحول الدوبامين* إلى الأدرينالين**....

فإذا به هو أخوها الأكبر جواد، ينظر إليها بغضب وحنق...

أمسك بخصلات شعرها فجرها وقال بغضب: من هو ذلك الشاب الذي تقفين معه في الحي المجاور؟؟؟

ندى وقد صدمت: شاب؟ لا أعلم عما تتحدث

جواد وهو يجر شعرها أكثر وهي تصرخ من الألم: ستقولين الحقيقة أم أدفنك هنا؟

سمعت الأم صراخ ابنتها فهبت إلى المطبخ وقالت بصوت عال: ماذا هناك، اتركها ماذا تفعل؟ ....

جواد وقد أحكم قبضته وينتظر قول أخته حقيقة الأمر: اتركيني يا أمي، أرجوك لا تتدخلي، دائما تدافعين عنها وتدللينها... هاهي انحرفت وستجلب لنا العار والخزي....

خلصتها أمها من يديه وقالت بتحد: لا حق لك في ضربها، ما دام والداها على قيد الحياة فما دخلك؟

ضرب جواد الكرسي برجله غاضبا وخرج وهو يتوعد ندى بأن يعلمها الأدب وأنه سيضرب ذلك الشاب ويبعده عن طريقها...

ارتمت ندى في حضن أمها وهي تبكي وتنتحب وتشتكي وتدعي الظلم والافتراء من أخيها... وتدعو الله في نفسها أن يحفظ حبيبها وأن يمر هذا المشكل بخير...وقلبها يرتجف من وقع الأدرينالين والخوف مما هو آت...

.............................. ............................

مر الوقت بطيئا وقد خاط الدكتور عماد بهو المستشفى ذهابا وإيابا... وباله مشغول بابنته التي تدهورت حالتها النفسية أكثر، وهو لا يعلم سبب ذلك، لا يعلم أن تمثال الأب كسر داخلها... ولا يعلم أن تعامله وتسلطه وخنوع والدتها وعوامل عدة قد أفرزت شخصية مهزوزة لا تؤمن بالله، تكره الدين، تحقد على الناس، المغريات همها والمتعة هدفها....

جلس الأب المغيب عن واقع أسرته أخيرا واتصل بإدارة الجامعة يعتذر عن محاضرة اليوم نظرا لمرض ابنته....

وبينما هو كذلك... رن هاتفه برقم مجهول...

* هرمون من بين أدواره الإحساس بالسعادة والمتعة.

** الهرمون المسؤول عن ردة الفعل أثناء الانفعال.

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح


ياسر علي 11-05-2013 01:08 AM




سرعة و حركية تساعد على التشويق ، ألف ليلة وليلة بألف حكاية وحكاية .

خيال خصب و فكر وهاج

تثبيت للنص و نجمات خمس

مع التحية والسلام






نزهة الفلاح 11-06-2013 03:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 162517)



سرعة و حركية تساعد على التشويق ، ألف ليلة وليلة بألف حكاية وحكاية .

خيال خصب و فكر وهاج

تثبيت للنص و نجمات خمس

مع التحية والسلام






حياك الرحمن أستاذي الفاضل ياسر علي
فضل من الله ونعمة
اللهم يسر يارب
جزاك الله كل خير على التثبيت والتقييم
بورك فيك

نزهة الفلاح 11-06-2013 03:19 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثالثة عشرة:


في الحلقة الماضية: جلس الأب المغيب عن واقع أسرته أخيرا واتصل بإدارة الجامعة يعتذر عن محاضرة اليوم نظرا لمرض ابنته....

وبينما هو كذلك... رن هاتفه برقم مجهول...

في هذه الحلقة بإذن الله:

رن جوال الدكتور عماد فإذا به رقم مجهول، فكر ألا يرد فمزاجه لا يتسع لكثير كلام، لكنه رد أخيرا خشية أن يكون اتصالا مهما...

الدكتور عماد: السلام عليكم...

المتصل: تحية الإسلام لا تليق بك..

قطب الدكتور عماد جبينه... وقال: نعم؟؟؟؟

أكمل المتصل بسخرية: وعليكم السلام يا شيخ... آآآآأقصد يا دكتور... كيف حالك؟

الدكتور عماد وقد اضطرب قلبه: من معي؟

المتصل: أنا قدرك، أنا من عريت ابنتك وكشفت حرمتك وأرهقت جيبك..

فطن الدكتور عماد أنه الشاب الذي تتصل به سهى فقال بحزم: أهلا أهلا بذئب الجوال، لو كنت رجلا لواجهتني يا وقح...

المتصل بسخرية أكبر: رجلا؟؟؟ هههههههههههه انظروا من يتكلم عن الرجولة... أنت آخر من يتكلم عن الرجولة... أنت مجرد ذكر... مثلك مثل الحمار..

عماد وقد ضاق ذرعا: إن كنت أنا ذكرا فأنت لا ترقى لمجرد كلب مسعور...

استمرت الشتائم بين عماد والمتصل وما إن وصلت إلى ذروتها حتى قطع المتصل المكالمة عمدا وهو في قمة النشوة ليترك عماد في قمة الغليان المشاعري...

مما دفع هذا الأخير أن يتصل بصديق له في شركة الاتصالات ليكشف له الرقم... فطلب منه مهلة للتواصل مع الفريق التقني...

فجلس وقلبه يرتج رجا.... وابنته ساكنة في الغرفة مخدرة الجسم والفكر...

اتصل بزوجته وأمرها أن تجهز الغداء... وذهب عند الدكتور المشرف على حالة سهى يطمئن متى تخرج... فأخبره أنه لا يعلم بعد... لأن حالتها الصحية لم تتضح تماما بعد....

انصرف إلى البيت ليرتاح... وبينما هو في السيارة تذكر قولة زوجته لأحدهم في الهاتف: لقد وصل زوجي الكئيب..

فقرر أن يحسم أمره اليوم ويعرف ماذا يجري ومن يخونه ويهينه وراء ظهره...

دخل البيت فوجد زوجته في انتظاره... وقد جهزت الغداء كما أمر... والبيت نظيف والأطفال هادئون...والصغير نائم...

فقالت له بترقب: أهلا يا ' سي عماد' كيف تركت سهى؟

عماد وقد رسم 111 على جبهته: إنها بخير لا تقلقي...

ثم استطرد: اتركي كل شيء واتبعيني إلى الغرفة، أريدك في أمر هام...

ارتعدت فرائصها... وارتجف قلبها.. وانشغل بالها، ترى ماذا هناك؟ خير اللهم اجعله خير...فهي تعلم جيدا أن وراء هذا الأمر إهانة وذل...

تبعته إلى غرفة النوم، وأقفلت الباب ... ثم انفجر في وجهها:

أنا كئيب أيتها الغبية الجاهلة ؟ من الكلب الذي تكلميه في الهاتف وتصفيني له بالكئيب؟؟؟

ثم صفعها صفعة طار لها قرطها الأيمن...

فانفجرت بالبكاء... نتيجة تراكم الألم والقلق وكذا الظلم والتسلط ومرارة الإهانة...

فنهرها قائلا: لا تبكي فدموع التماسيح لا تقنعني... أجيبي وإلا أقسم بالله سأريك وجها لم تريه قط...

توقفت الزوجة عن البكاء قسرا وقالت بتأتأة: عما تتحدث؟ من تقصد....

وما إن هم أن يدير خدها الأيسر بصفعة أخرى، حتى رن هاتفها...

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-06-2013 03:19 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الرابعة عشرة:


في الحلقة الماضية: صفع الدكتور عماد زوجته صفعة طار لها قرطها الأيمن...

وما إن هم أن يدير خدها الأيسر بصفعة أخرى، حتى رن هاتفها...

في هذه الحلقة بإذن الله:

رن هاتف زوجة الدكتور عماد فهب إليه ظنا منه أنه الرجل المجهول الذي ينتهك حرمته... وما إن رأى الرقم حتى تراجع، إنها حماته... أعطى الجوال لزوجته بعصبية... وجلس ينتظر نهاية الاتصال لبدء جولة أخرى من الاستجواب والتحقيق...

انتهى الاتصال أخيرا ونار الشك تعبث بسنواته الماضية من زواجه...

أخذ الجوال من يدها بعنف... وفتش عن الأرقام المتصلة هذه الأيام.... وركز على توقيت عودته من المستشفى يومها... فإذا بها حماته... و آخر رقم هو رقم امرأة مسماة ' سندس'....

اتصل برقمها...وقال في نفسه: أعلم هذه الخدع، رقم رجل باسم امرأة... اتصل فإذا به صوت امرأة يرد عليه... قطع الاتصال... خرج من الغرفة وجوارحه تصطك من الشك... لابد أن يعيد حساباته... لابد أن يتأكد من إخلاص زوجته...

لبس معطفه... وخرج لا يلوي على شيء...

أما الزوجة فانهارت باكية شاكية إلى الله حالها... وما إن أفاقت من بكائها... حتى وجدت طفليها واقفين ينظران إليها ويبكيان في صمت... فضمتهما إليها... وضحكت رغما عنها في وجهيهما... وأقنعتهما أنها تبكي لأن أسنانها توجعها... ثم جهزت لهما الغداء وهي تحترق في صمت...

.............................. .........................

اتصلت ندى بصديقها و'حبيبها' وأخبرته أن أخاها قد رآهما... وأنها لن تقابله لمدة بسيطة حتى يطمئن أخوها جواد لها....ويكف عن مضايقتها...

واكتفت بالمكالمات الليلية بعد نوم الجميع فوق سطح البيت وفي حضور النجوم والقمر... وبتبادل القلوب والغزل في نافذة الدردشة... مع روميو الشاشة والسبب في البشاشة....

أما هشام فأقفل عليه غرفته، لا يطل منها إلا للأكل وبعض النشاطات الضرورية.... فقد اقتربت امتحانات الشطر الأول... والكل في بيتهم يقدر ذلك...

.............................. ..................

مرت أيام على سهى وهي بين نوم بالمهدئات أو صراخ اكتئاب وكره للحياة...

رسم السواد هالة تحت عينيها... وبات الجلد يجاور العظم...

وفي ليلة ساكنة من ليالي المصحة المليئة بالأوجاع والآلام والآمال... دخل الدكتور نبيل عليها الغرفة مبتسما... ينظر هل يبدأ عمله النفسي والتوجيهي أم ليس بعد...

وبينما هما كذلك... إذ دخل الغرفة شخص لم يكن في الحسبان....

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-06-2013 03:20 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الخامسة عشرة:
في الحلقة الماضية: دخل الدكتور نبيل عليها الغرفة مبتسما... ينظر هل يبدأ عمله النفسي والتوجيهي أم ليس بعد...
وبينما هما كذلك... إذ دخل الغرفة شخص لم يكن في الحسبان....
في هذه الحلقة بإذن الله:
دخلت أم سهى الغرفة تحمل طفلها الرضيع على ظهرها، وعيناها تنطقان وجلا وخوفا...
تتلفت وراءها كأن أحدهم يلاحقها... حضنت سهى بلهفة وشوق الأم لفلذة كبدها... لكن سهى كانت ردة فعلها الصمت...
اختلطت المشاعر في قلب سهى، هل تحب أمها؟ أم تشفق عليها؟ هل اشتاقت لها حقا أم هو فقط عتاب عابر لأنها لم تزرها قبل اللحظة... هل تشفق عليها من زوج خائن وذئب بكل المقاييس، أم تلتمس له العذر؟ زوجة أمية، لا تعتني بجمالها، سمينة، كل همها الطبخ وتربية الأولاد وأداء فروض الطاعة والولاء لدكتور جامعي أنيق ووسيم ومثقف ولسانه يقطر بشهد الكلمات والنساء تتهافتن عليه...
جلست الأم الحزينة على كرسي قريب... بعد أن اطمأنت على ابنتها... فرحب بها الدكتور نبيل واستأذن....
أمسكت الأم بيد ابنتها، ومسحت على شعرها بحنان، وانهالت عليها بالتساؤلات: ماذا جرى لك يا قرة عيني؟ هل تأكلين جيدا؟ ما هذا يا ابنتي لقد بت شبحا يمشي على الأرض، احكي لأمك...
انزعجت سهى من كثرة أسئلة والدتها، وضاقت ذرعا بهذه الزيارة الغريبة، كيف بأمي وهي ' حاجبة*' أن تخرج من بيتها، واضح أنها خرجت دون علم أبي...
لم تمر إلا دقائق معدودة، فقامت الأم مسرعة وودعت ابنتها... مما أكد تخمين هذه الأخيرة..
هرولت الزوجة إلى الخارج وكانت ' سندس' بانتظارها، ومعها الدكتور نبيل، سندس هي زوجة الدكتور نبيل وأم منار زميلة سهى في الصف، لجأت إليها 'هبة' زوجة الدكتور عماد خفية بعد أن أرهقها ظلم زوجها من ضرب وإهانة وذل...
ودعت سندس زوجها، وانطلقت المرأتان بسرعة مخافة أن يكتشف الدكتور عماد ' جريمة خروج زوجته واطمئنانها على ابنتها'
وما إن وصلتا باب المستشفى الخارجي، حتى أغمي على هبة مما رأت...
*حاجبة: هناك بعض الناس من قديم الزمان ولازالوا إلى الآن ولكن نادرون جدا، يحجبون زوجاتهم في البيت، لا يحق لهن الخروج، يأتين من بيوت أهاليهن فلا يخرجون بتاتا وأبدا إلا إلى قبورهن...
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-06-2013 03:21 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة السادسة عشرة:


في الحلقة الماضية: ودعت سندس زوجها، وانطلقت المرأتان بسرعة مخافة أن يكتشف الدكتور عماد ' جريمة خروج زوجته واطمئنانها على ابنتها'

وما إن وصلتا باب المستشفى الخارجي، حتى أغمي على هبة مما رأت...

في هذه الحلقة بإذن الله:

وصلت هبة برفقة سندس إلى باب المستشفى، وفجأة رأت بواب الإقامة السكنية التي يسكنان فيها وهو ينظر إليهما...

فأحست بحرارة تقتحم أوصالها، وقلبها يخفق بشدة فقالت لسندس: يا ويلي لقد رآني وهو رجل لا يكتم سرا، ماذا يفعل هنا، انكشف أمري، يارب استرني...

ثم ترنحت فأمسكت بها سندس، وأغمي عليها...

احتارت سندس ماذا تفعل فأجلستها على حافة السلالم أمام البوابة ثم اتصلت بزوجها... أما البواب فقد توجس خيفة واختفى عن الأنظار...

وصل الدكتور نبيل ومعه ممرض ... حملوا هبة إلى الداخل...

وقاس ضغط الدم فوجده منخفضا.. فطلب منها تحاليل لفقر الدم والضغط الدموي وأشياء أخرى...بعد استفاقتها من إغماءة قصيرة...

رافق الدكتور نبيل المرأتان إلى سيارة زوجته... وعاد إلى عمله بعد انصرافهما...

فتحت هبة باب الشقة في حذر.... وتسللت بهدوء... إلا أن طفلها أفاق من نومه وكأنه يحس بنبضات قلبها المتسارعة فبكى لشعوره بالجوع....

هدأت قليلا لما تأكدت من غياب زوجها...

كشفت نقابها ووضعت طفلها في سريره... واطمأنت على طفليها النائمين كما تركتهما... وجهزت وجبة لطفلها... جلست تطعمه وهي شاردة الذهن... تنتظر زوجها وقد جهزت طعام العشاء قبل ذهابها إلى المستشفى...

.............................. ...........................

جلس الدكتور نبيل غير بعيد من سهى وهو مهيأ نفسيا لأداء عمله بتفان وإتقان... وسهى شاردة الذهن تفكر فيما إذا انكشف أمر أمها، هل سيطلقها والدها....وماذا بعد ذلك...

فاجأها الدكتور نبيل بسؤال وهو مبتسم: هل أنت بخير؟

فالتفتت إليه وقالت بغير اهتمام: نعم... بخير

بدأ يمهد للحديث وبدأ بالدردشة عن الموضة والجمال وكل ما يهم الفتيات، يمدحها ويشجعها ويطمئنها أنها محنة وستمر....

وبعد ساعة من الكلام في مواضيع مختلفة... فجأة قام الدكتور نبيل من مكانه منصدما... مما تفوهت به سهى.... لأول مرة في حياته يقابل أحدا بهذه الجرأة ...

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-06-2013 03:38 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة السابعة عشرة:


في الحلقة الماضية: قام الدكتور نبيل من مكانه منصدما... مما تفوهت به سهى.... لأول مرة في حياته يقابل أحدا بهذه الجرأة ...

في هذه الحلقة بإذن الله:

دردش الدكتور نبيل لساعة كاملة مع سهى، تمهيدا لسبر أغوار نفسها وكسر جليد الحذر والحيطة منها بينهما....

فبدأ ينجح في ذلك بتدرج وذكاء، ونظرا لأنه رأى حين مراقبتها عن بعد الأيام الماضية ليستشف بعض طباعها من خلال حركاتها وتعاملها... دخل في الكلام عن الدين والله ورحمته والأخلاق والقيم... فبدأت تناقشه بهدوء وتؤكد أن الدين لا يصلح للحياة وأنه مجال ' أكل عليه الدهر وشرب' وفجأة قالت له: أقول لك شيئا ولكن لا تخبر أحدا؟

فابتسم وقال: طبعا فكلامنا هنا لا يطلع عليه أحد سوى الله وأعدك أن يبقى هنا...

نظرت إليه ولم تستسغ وسط الجملة، ثم قالت بقوة: أناااااا أكره الله....

فوجئ الدكتور وسألها: لماذا؟

فقالت: نار وجهنم وعذاب وعقاب وقبر...

متع الدنيا كثيرة وتقولون أنه هو من خلقها، فكيف لا نتمتع بها؟





قطب الدكتور نبيل جبينه وقال: من أخبرك بهذا؟

فقالت سهى بثقة: قرأت كثيرا من المقالات على النت ورأيت الكثير من الشيوخ يتكلمون عن هذا...

لا تنظر إلي هكذا كأني صغيرة، لست صغيرة فقد اطلعت على ديانات كثيرة منها البوذية والبهائية والنصرانية واليهودية وحتى الهندوسية... وقررت أن أكون بلا دين فلا إله يستحق ...

أنهى الدكتور نبيل الجلسة بذكاء وطلب منها أن يتكلما في وقت لاحق لترتاح فكثرة الكلام ليست في مصلحتها...

وقام من مكانه وانصرف....

مضت ساعة فوصل والدها ليطمئن عليها...

دخل فسلم عليها وجلس في كرسي قرب السرير، ينظر إليها ويتأمل في شرود، لم تفك شفرة أفكاره... لكنها استشفت أنه مهموم...

سألته في فضول: ما بك يا أبي...

فانتبه وأجابها باقتضاب: لا شيء فقط مرهق قليلا... ثم غير الموضوع وقال بمرح:

انظري لقد جلبت لك المكسرات التي تحبينها....

ثم قام وقبل جبينها واستأذن ليذهب ليرتاح وطمأنها أن شفاءها اقترب وستعود إلى البيت...

لم تخبره أن أمها كانت هنا...

خرج ودخلت الممرضة لتعطيها دواء منوم لأنها تصرخ كثيرا في الليل من أحلام مزعجة .....

.............................. .................

أخيرا وصل الدكتور عماد إلى البيت بعد أن أضنى انتظاره زوجته... وطبعا هو مرتاح من السؤال الآلي من الزوجات: أين كنت؟ ومع من؟ ولم تأخرت؟

ثم رآها فلم يلق السلام المعهود بشكل آلي ورتيب...

وما إن دخل غرفة الجلوس ونظرة غريبة تقفز من عينيه الزائغتين... جعلت الزوجة تشك بقوة أنه عرف بخروجها...

رن جرس هاتفه وانسحبت إلى المطبخ بسرعة....

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

ياسر علي 11-07-2013 12:36 AM



و يستمر التشويق
بكل صراحة رواية متميزة .

تستحقين كل الشكر .


نزهة الفلاح 11-07-2013 03:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 162723)


و يستمر التشويق
بكل صراحة رواية متميزة .

تستحقين كل الشكر .


الحمدلله على فضل الله والشكر لله أن وفقني لها سبحانه بعد دراسة ميدانية، يارب يسر
بارك الله فيك أستاذي الفاضل على المتابعة ورضي عنك

نزهة الفلاح 11-07-2013 03:55 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة التاسعة عشرة:


في الحلقة الماضية: وجدت سهى صدمة حين استيقاظها من النوم صباحا....

في هذه الحلقة بإذن الله:

استيقظت سهى من النوم، فوجدت أمها جالسة على كرسي قريب... وملامحها قد تغيرت إثر مكياج رسمه زوجها بيده الفنانة في الضرب...وبقربها حقيبة متوسطة الحجم... وعيناها تذرفان دمعا في صمت وألم...

أفزع سهى شكل أمها الجديد... فقالت بسرعة وصوت عال: ما بك؟

خفضت الأم رأسها خجلا، وقالت لا شيء... وقعت في عتبة الباب...

سهى وقد عرفت أن هذه الخريطة الجديدة من نسج أيادي والدها المصون...

فقالت لها وقد قامت بسرعة فجلست حتى كاد الخيط المؤدي إلى كيس مصل مغذ لها أن ينقطع...

ألم يرك وأنت خارجة؟ ماذا تفعلين يا أمي لم جئت وعرضت نفسك لضربات ذلك الرجل؟

نظرت إليها أمها بتوجس وقالت: ذلك الرجل؟

فقالت سهى وقد استطردت: أقصد أبي...

فقالت أمها بنفس التوجس: ولم وصفته بذلك الرجل؟

فقالت سهى وهي تحاول تجنب نظرات والدتها وفضح ما بداخلها: لأنه يضربك وهذا ليس من حقه...

استمر الحوار بين سهى وأمها وكل واحدة منهما تحاول إخفاء ما في جعبتها...

و دخل الدكتور المشرف على حالة سهى ومعه ممرضة، فغطت الأم وجهها كأنها منتقبة...

ألقى التحية وسأل عن الأحوال وطلب من أم سهى أن تخرج من الغرفة ريثما ينهيا عملهما...

فخرجت المرأة وجرت حقيبتها وهي تفكر في سيناريو أحداث الليلة الماضية...والذي انتهى بكارثة لا تعرف ماذا تفعل إزاءها...

جلست في كرسي في الخارج، بجانب امرأة مسنة ترافقها ابنتها.. فألقت السلام وجلست وهي في عالمها الخاص... مرت لحظات صمت قطعته المرأة المسنة بالسؤال: شفى الله مريضكم وعافاه...

فردت هبة بأدب: آمين وجميع مرضى المسلمين...

فكانت هذه الجملة هي بداية التعارف بين الثلاثة واندماج وشكوى، وإذا التقى المرء شخصا لا يعرفه شكا وأفرغ ما في جعبته دون أدنى خوف من كشف سره، وكما يقولون الشاكي كالعربة المتنقلة كلما ملئت فرغت...

مرت ربع ساعة، خرج الطبيب برفقة الممرضة، فاستأذنت هبة لترى ابنتها، دخلت وهي مترددة، هل تصارح ابنتها أم تذهب دون أن تنبس ببنت شفة؟

حسمت أمرها وقررت أن تفجر رمانة أمرها حتى لو تناثرت وأثرت على جوانب أخرى...

ولما دخلت وجدت هذه الأخيرة نائمة، فاحتارت هل تذهب ثم تعود أم ماذا تفعل؟

وبعد تردد عادت إلى مكانها خارج الغرفة، وبدأت الانتظار...

وانشغلت ثانية بالحديث والشكوى مع رفيقات الكرسي المؤقتتين...

.............................. ....

تناول الدكتور عماد فطوره بشهية وهو يدندن ثم قام بهدوء ونادى زوجة البواب لتعتني بأطفاله إلى أن يعود... وما إن فتح باب الشقة حتى وجد ما سيقلب كيانه

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-07-2013 03:56 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة العشرون:

في الحلقة الماضية: تناول الدكتور عماد فطوره بشهية وهو يدندن وقام بهدوء ونادى زوجة البواب لتعتني مع أطفاله إلى أن يعود... وما إن فتح باب الشقة حتى وجد ما سيقلب كيانه

في هذه الحلقة بإذن الله:

فتح الدكتور عماد باب الشقة فوجد ظرفا منتفخا متوسط الحجم على الأرض، فانحنى وأخذه وهو مستغرب ومتوجس..فتحه بسرعة فإذا بها صور كثيرة لابنته وهي عارية، وقرص مضغوط لا يعلم ما الكارثة التي تتخلله...وأظرف صغيرة محكمة الإقفال...مطبوعة عليها قلوب باهتة ورائحتها مميزة..


كاد أن يغمى عليه من شدة الصدمة، اشمئز مما رأى لأول مرة في حياته وعلى غير عادته في سهراته العفنة بالأفلام الإباحية..

عاد من حيث أتى وأقفل الباب، دخل غرفته ليرى كل ما في الظرف...

لم يأبه لطفله وهو يحبو ويضحك عند رؤية أبيه... أقفل الباب بإحكام وتهيأ للكوارث القادمة...

رن جرس الهاتف الخاص بالبيت... فلم يأبه له لانشغاله...

ردت زوجة البواب فإذا هي ندى صديقة سهى، وقد فرحت كثيرا... أخيرا رد عليها أحدهم، سألت عن سهى، فأخبرتها زوجة البواب أنها غير موجودة ولا تعلم إلى أين ذهبت..

قطعت الاتصال وقلقت وبدأت الاحتمالات، تراها مريضة؟ لو أنها مريضة لأخبرنا مدير الثانوية حين سألناه، لديها مشكلة ما؟ ترى هل عرف والدها بقصة فادي فحبسها في البيت...

يا إلهي ماذا هناك...

فكرت بالاتصال بهشام، لكنها أدركت أنه لن يفعل شيئا لأنها أقرب لسهى منه...

فقررت نسيان الأمر مؤقتا من باب: لا شيء يطول غموضه...

واتصلت بحبيبها الذي تضحي برصيد جوالات البيت كله لأجله..

قالت ندى: ألو

فقال: ألو صغيرتي اشتقت لك...

وما إن انتهى من جملته الأخيرة حتى سبه أحدهم فتحول في ثوان معدودة إلى شخص آخر يعزف بلسانه أقذع الشتائم والكلام الفاحش...

ثم بدأ الضرب والصراخ وهي لا تفهم شيئا، فتوترت وبدأت تصرخ: وسام., وسام...

ولا حياة لمن تنادي...

غيرت ملابسها وخرجت بسرعة تبحث عن حبيبها وأمها تناديها... لكنها في عالم آخر، عالم الحب والبذل والتضحية !!!

.............................. ........

جلس عماد على السرير وفتح حاسوبه المحمول... ليكتشف ما بالقرص المضغوط لكن يداه ترتعشان، إنها ابنته ولست أي امرأة يلهث وراءها...

وضع الحاسوب جانبا والصور قلبها لكي لا يرى ما يصيبه بالغثيان ثانية...تكفي المشاعر المختلطة التي ترج داخله..
فتح الظرف الأول...


وإذ هي الضربة القاضية التي لم يحسب حسابها أبدا...


يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-07-2013 03:57 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الواحدة والعشرون:

في الحلقة الماضية: وضع الدكتور عماد الحاسوب جانبا والصور قلبها لكي لا يرى ما يصيبه بالغثيان ثانية... وفتح الظرف الأول...


وإذ هي الضربة القاضية التي لم يحسب حسابها أبدا...

في هذه الحلقة بإذن الله:

فتح الدكتور عماد الظرف الصغير الأول... وقد زكمت أنفه رائحة عطر تمثل له شيئا لم يستطع تحديد هويته... لكن ما إن فتح الظرف حتى عاد إلى الوراء خمس سنوات...


شرع في قراءة الرسالة وقد عادت مشاعره إلى الحدث... الذي نسيه بين ركام الأحداث المتتالية حلوها ومرها.. لكن من يمسه الأمر لا ينسى بسهولة...

حبيبتي هيام...

اسمك علمني الحب و أنا المتيم بك يا أرق نسمات الهواء..

مذ رأيتك في المدرج وجفون عيني تشاجرت وأعلنت العصيان...

حبيبتي... ولو وجدت أبلغ منها ما بخلت بها عليك.. لم الجفاء وتجاهل نظراتي الولهانة...

أرجوك يا ملهمتي ارفقي بحالي وقدري إحساسي ....

.............................. ....

عمادك المعذب

أكمل الدكتور عماد الرسالة مستغربا، ما علاقة فضيحة ابنته بعلاقته بهيام؟

ارتعش قلبه خوفا، قلب الصور بعجالة فجحظت عيناه، إنها صوره وهو عار...

أحس أن تفكيره ارتبك ولم يعد يفهم شيئا...

فتح القرص المضغوط بسرعة فوجد فيه ملفات مصنفة ومعنونة:

ملف سهى

ملف عماد

ملف هناء

بحلق ولازال سؤال واحد مسيطر بشدة: ما علاقة سهى بهناء وبي أنا؟ من القذر المستفيد من هذا؟

فتح ملف عماد أولا فإذا بها قنابل شات وفيديوهات مصورة لسهراته الدنيئة...

مر إلى ملف سهى فإذا بها فيديوهات مصورة وملفات وورد عرف أنها حوارات دردشة قذرة مع شاب اسمه فادي ...

وأخيرا مر إلى ملف هناء...

وما إن هم بفتحه حتى رن هاتفه برقم مجهول، توقع أن يكون صاحب الظرف...

وقد كان....

عماد: ألو

المتصل: ألو دنجوان..

عماد ممتعضا: من أنت؟

المتصل: قلت لك أنا قدرك ولن أتركك حتى تدفع الثمن...

عماد: ثمن ماذا؟ أنا لا أعرفك

المتصل: ألم يوحي لك الظرف بشيء؟

عماد: قلت من أنت؟

المتصل: قلت اخرج من غموضك المصطنع وحدثني ذكرا لرجل...

صمت عماد محاولا استفزاز المتصل....

المتصل: صمتك لن يستفزني فروحك بين يدي...

صابر الدكتور عماد على الصمت رغم ألمه فهو يجيد الصمت والتلذذ بالعذاب...

المتصل: افحص الملف جيدا واختر إما الدفع أو الحبس...

حينها نطق الدكتور عماد بعصبية: دفع؟ دفع ماذا؟

المتصل: عشرون ألف دولار – وهي قليلة- مقابل طي هذا الملف الذي علمني الكثير...

عماد:آآ

أنهى المتصل المكالمة فجأة...

عاد الدكتور إلى حاسوبه والظرف الدسم جدا.. وانغمس في المشكلة لعله يجد طرف الخيط....

.............................. ...........

وصلت ندى لحي وسام الوسيم وهي تلهث من الجري والخوف...

لم تجده في الركن المعتاد من مدخل الحارة... سألت البقال فقال لها أنه تشاجر مع جارهم وقد ضربه هذا الأخير بسكين في ذراعه، فنقلوه إلى المستشفى...

صرخت وضربت بيدها على صدرها: يا ويلي....

ثم جرت كالمجنونة نحو المستشفى العام باحثة عن الحبيب المضروب....

.............................. .....................

طال الانتظار بهبة وغلبها الجوع والعطش والأهم الحنين لأطفالها الصغار، دخلت الغرفة وقد استيقظت سهى أخيرا بعد أربع ساعات من الحديث الحزين عن مشاكلها وآلامها، بكت خلاله مرات، عند تذكر ظلم زوجها وذله واحتقاره..

ودعتها بحرارة وأخبرتها بخبر جعل سهى تصرخ وتبكي وتفجر الرمانة المكنونة....

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-07-2013 03:57 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثانية والعشرون:

في الحلقة الماضية: ودعت هبة ابنتها بحرارة وأخبرتها بخبر جعل سهى تصرخ وتبكي وتفجر الرمانة المكنونة....




في هذه الحلقة بإذن الله:

امتزجت دموع هبة بشعور مرير بالظلم عند وداع ابنتها، وقررت أن تخبرها بما يجري، لأنها لا تدري هل ستراها بعد اليوم أم لا....


قالت والدموع قد علت وجهها: لقد طلقني والدك وطردني من البيت.... حرمني من إخوتك، واتهمني بالخيانة ...

وهمت أن تقول لها أنه سيجري تحاليل الحمض النووي له وللأبناء، إن كانوا أطفاله فالحضانة من حقه لأنها امرأة جاهلة أمية وإن كانوا أولادها رماهم لها فهم من شاكلتها دون نفقة أو تبعات!! لكنها تراجعت لفظاعة التهمة ومراعاة لمشاعر ابنتها...

صرخت سهى من أثر الصدمة وقد اختلطت مشاعرها التي لا تكاد تتوضح في هذه الأيام...:

هكذا أفضل يا أمي، أنت الرابحة صدقيني...

هو الخائن فلا تهتمي له...ارتحت أخيرا من الذل والهوان..

إلى المزبلة...

استوقفتها قائلة باستغراب: عمن تتكلمين يا سهى؟

قالت سهى بسخرية: والدي العزيز يا أمي...

فحكت كل شيء لأمها مما زاد الطين بلة... وزاد خنجر الظلم سما..

قامت هبة بعد الخبر الصاعقة وقبلت رأس ابنتها وانصرفت....والصمت جوابها...

لم تهتم سهى للأمر ظنا منها أنها سحابة صيف وستمر وأنه سيبحث في براءة أمها فيعيدها إلى البيت خادمة وطائعة....ونفضت أي سيناريوهات خاصة بالموضوع عن رأسها... وشغلت نفسها بفارسها هشام الذي اشتاقت له كثيرا...

خرجت هبة من المستشفى متجهة نحو محطة القطار لتعود من حيث أتت قبل ثمانية عشرة سنة...

وقفت لتستقل سيارة أجرة لكنها تذكرت أن ليس لديها المال، خرجت من سنين زواجها ببعض الملابس رماها في بهو البيت ثم ضربها وكيل لها الشتائم وهددها وروعها ...

جلست على حافة السلالم عملا بالمثل " من تاه فليمسك بالأرضية " ووضعت يدها على خدها تفكر في مصيرها...

تذكرت نصيحة جارتها فردوس زوجة الدكتور نبيل بأن تستغفر الله كثيرا ويقينا سيفرج همها...

لم تلقي بالا للنصيحة حينها، لكنها حين وجدت أمامها الحيرة والفراغ أطلقت لسانها بالاستغفار وأسندت رأسها على حائط قصير بالقرب ...وما إن مرت لحظات حتى نامت من الإرهاق وكثرة البكاء...

مر وقت ليس بالقليل... أفاقت بعده على صوت لا تعرف صاحبه...

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-08-2013 12:35 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثالثة والعشرون:

في الحلقة الماضية: مر وقت ليس بالقليل... أفاقت بعده هبة على صوت لا تعرف صاحبه...

في هذه الحلقة بإذن الله:

أفاقت هبة على صوت شاب يناديها باسمها: سيدة هبة... سيدة هبة...

نظرت إليه مستغربة وقالت بصوت مرهق: من أنت سيدي؟

قال لها مبتسما: لا تخافي يا سيدة هبة، أنا جاركم عبد الرزاق، أسكن في العمارة رقم أربعة وشقتي تقابل شقتكم من الخلف...

فقالت باستفهام: أهلا بك سيدي وماذا تريد؟

فنادى زوجته من السيارة، وقدمها لها لتطمئن أنه لا يريد بها سوء..

وطلب منها أن تذهب معهم إلى البيت لتفهم قصدهم، فهم يعلمون أنها طردت وأنها تضرب وتهان ويراقبونها عن بعد...

أوجست منهم خيفة، لكنها حدثت نفسها أن لا شيء لديها تخسره، فهي خسرت كل شيء، ودعت الله أن ييسر أمورها...

.............................. ...............

غاص الدكتور عماد في مشكلته باحثا عن اللغز المحير..

كيف وصل إلى أسراري وأسرار ابنتي؟ كيف عرف قصة هناء بعد أن طويت صفحتها منذ أكثر من أربع سنوات..

تذكر سهى كطرف مهم في المشكلة، وبدأ يحدث نفسه:

ولكن كيف سيواجهها؟ ألا يمكن أن تكون على دراية بما يفعل....

لكن لابد أن أعرف حقيقة الأمر، لابد أن أكشف هذا الذئب الخسيس واللص الزنديق...

قام وذهب إلى سهى في المستشفى، محاولا تهدئة نفسه لكي لا يعاملها بعنف أو تهور....وفي نفس الوقت يهيئ نفسه لإنكار أي شبهة عرفتها عنه...

وصل إلى غرفة سهى بعد ربع ساعة...

دخل الغرفة فوجد ضيفين يزوران سهى وهي سعيدة وضاحكة....

تراجع إلى الوراء وخرج ....

وماهي إلا دقائق حتى أتاه الخبر اليقين...

.............................. ...............

وصلت ندى إلى بوابة المستعجلات في المستشفى العام... فذهلت بما رأت وصفعت صفعة قلبت حياتها رأسا على عقب...

يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-08-2013 12:41 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الرابعة والعشرون:

في الحلقة الماضية: تراجع الدكتور عماد إلى الوراء وخرج ....


وماهي إلا دقائق حتى أتاه الخبر اليقين...

.............................. ...............

وصلت ندى إلى بوابة المستعجلات في المستشفى العام... فذهلت بما رأت وصفعت صفعة قلبت حياتها رأسا على عقب...



في هذه الحلقة بإذن الله:

جلس الدكتور عماد خارج غرفة ابنته في المستشفى الخاص... في كراسي الانتظار... وهو على أحر من الجمر، متسائلا من الضيفين اللذان يزوران سهى...


لم يطل تفكيره حتى خرج أحدهما يناديه...

جمد في مكانه عند رؤيتها، إنها هناء الضحية القديمة الجديدة...

قالت بابتسامة عودة بعض ماء الوجه بعد ذل وعذاب وخزي...أهلا يا دكتوووووووور اشتقنا لكلماتك ورسائلك وإبداعاتك...

سكت الدكتور عماد من الصدمة

فاستطردت: وقعت يا ظالم يا ذئبا تبرأ منه الصادقين والأوفياء...

لم يستوعب بعد الصدمة، حتى خرج الضيف الآخر... فرن على جوال الدكتور وقال بسخرية: أظن هذا الرقم ليس غريبا عليك؟

تمعن الدكتور في الرقم وكيف ينساه وقد ألفته عيناه وأسهره ليال يفكر في صاحبه، لاسيما بعد اتصال صديقه الذي يعمل في شركة الاتصالات والذي أخبره أنه رقم من شركة أخرى لا يستطيع تحديد هوية صاحبه ...

حينها انقض الدكتور عماد على عنقه وكيل له الشتائم، إنه الشاب 'فادي' الذي غوى ابنته وأوهمها بالحب فعرى حرمته وطعنه في شرفه...

ضحك هشام بعمق وقال: لم تكتمل الصورة بعد... ابنتك لا تعرف أن هذا رقم أخي سمير الذي سهل لي الطريق وأوهمها أن اسمه فادي وأنه يحبها، إنها خطة متكاملة يا دكتور، كلفتني سنوات من التخطيط وتعلم اختراق الأجهزة والسيطرة عليها وربط علاقات في الجامعة لتتبع خطواتك ...

ابنتك تحبني بجنون كهشام ابن عم صديقتها... وأخي قام بدوره بدقة... والنتيجة المبهرة ملف دسم بفضائحك وعفنك...

وإن كنت تظن أن قصة أختي ماتت بعد أن برأتك المحكمة من تهمة الاغتصاب، اغتصاب باسم الحب، اغتصاب شرف فتاة في ريعان شبابها وانتهاك حرمة أسرة بأكملها، ذاقت الويلات لينسى الناس العار الذي لحق بها...

لن أنسى يوم رافقت والدتي وأنا فتى تبرأت من براءة الطفولة بسببك، لنتوسل إليك أن تتزوجها ثم تطلقها تجنبا للفضيحة، فتجبرت وتغطرست وقلت لنا بالحرف: ههههههه زواج؟ أنا رجل متزوج من امرأة طاهرة ولي أطفال رائعون فهل أنا أحمق لألطخ بالوحل اسمي وأسرتي؟

كل هذا وعماد يمسك بقميص هشام ويسمع تفاصيل أذهلته..

والآن وبدون كثير كلام، إما مبلغ تعويضي عن بعض ماء الوجه أو فضيحة مجلجلة لا تتصور مداها ولا أثرها...

آآآآآخ نسيت، سهى تعرف كل شيء...

أمسك بيد أخته هناء وذهب وهو يختم كلامه: فكر جيدا.... سأتصل بك بعد حين...

أسقط في يد الدكتور عماد، عاد من حيث أتى، لقد استحى من ابنته...ورج كيانه وغلى فؤاده من الضربات المتتالية.

.............................. ..........

وصلت ندى إلى المستعجلات ' قسم الحالات العاجلة' فوجدت جمعا غفيرا من الناس ينتظر أمام الباب، ورائحة الدماء تزكم الأنوف، هناك شاب مضروب بسكين في ظهره تبعته أسرته وأصدقاؤه إلى هناك للاطمئنان عليه، وامرأة عجوز فتح ابنها بطنها بسكين لأنه مخدر بأقراص الهلوسة...وجيبه فارغ...

نسيت ندى سبب مجيئها مؤقتا وسط الصراخ والبكاء والعويل والشجار القائم بين حراس الباب وأهل أحد الشباب، وأخته التي تبكي بحرقة وتقول بحسرة : أخييي أخيييي أريد أن أراه، هذا حراااام، ألا تحسوا بنا....

يارب الصبر يارب الصبر... مات أخي مات أخي

ركزت ندى مع الفتاة وتعاطفت معها، لم تشعر حتى حضنتها وبكت معها، لمواساتها، أحست كأنه أخاها... وما إن أفاقت من موجة الحزن... حتى رأت صديق حبيبها يبكي ويقبل رأس امرأة عجوز.. تركت كل شيء، جرت نحوه... قالت دونما تردد: أين وسام؟؟؟

نظر إليها بحزن وقال: رحل وسام دون عودة...

صرخت ندى: وسااااااااااااااام، همت بالسقوط أرضا فحملها صديق وسام رحمه الله وأجلسها بجانب أخت وسام المنهارة أيضا على إسفلت قريب...

.............................. .....................

ذهبت هبة مع الجار الغريب وزوجته، وصلوا إلى البيت.... فأكرماها وأخبراها أنهما كانا دائما يراقبنها من بعيد، ويدعوان الله أن يفرج عنها، ولا يستطيعان التدخل خوفا من زوجها، طلبا منها أن تمكث معهما لفترة لعل الله يحدث أمرا، وهذه فرصة تطمئن فيها على أطفالها من النوافذ المطلة على شقة والدهم، وتكن قريبة منهم....

فرحت هبة كثيرا لهذا العرض المغري، وتحرك حس داخلها رباه فيها الإعلام الذي كان مربيها ومعلمها في بيت زوجها، بين أربعة جدران.... حس يقول أن لا شيء بدون مقابل، هناك سر خفي لا تعلمه...

لكنها وافقت رغم كل شيء، وبينما كانت تطل خلسة على أطفالها.. إذ سمعت صرخة مدوية لم تحدد مصدرها بعد...

ملحوظة: هذا ليس فيلما هنديا ولكنه حقيقة مرة والمستشفى مليئة بالأحداث التي توقظ الفطرة من تبلدها...

الحلقة القادمة هي الأخيرة بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-08-2013 12:42 AM

قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الخامسة والعشرون والأخيرة:

في الحلقة الماضية: بينما كانت هبة تطل خلسة على أطفالها.. إذ سمعت صرخة مدوية لم تحدد مصدرها بعد...



في هذه الحلقة بإذن الله:

صرخت زوجة البواب وهي تولول: دكتور عماد ماااااات دكتور عماد مااااات...


هرولت هبة وجيرانها إلى الشقة وإذ بالطفل الصغير يبكي والأطفال الصغار ينظرون بحيرة، لا يفهمون ما يجري...

دخلت هبة فحضنتها زوجة البواب وهي تبكي وتقول: آآآآآآآآآآ مات الدكتور مات مات مات


مات الطيب الحنون السخي ماااات

هدأتها هبة محاولة فهم ما جرى فقالت وأنفاسها تتسارع:

كنت أنظف البيت والأطفال يلعبون، فجأة رن جرس الهاتف وأخبرني أحدهم أن الدكتور انقلبت به السيارة فنقله الناس إلى المستشفى لكنه مات فور وصولهم إلى هناك... وقالوا لي لابد أن يأتي أهله لأخذه من المشرحة...

ربتت هبة بحزن على كتفها وأوصتها أن تعتني بالأولاد إلى حين عودتها....

وانطلقت مع الجار وزوجته إلى المستشفى...

ولما وصلوا إلى المشرحة وجدوا ثلاث شباب هناك في ذهول وأحدهم يبكي بحرقة...

سألهم الجار ما بهم، فأخبره أحدهم أنهم كانوا في طريقهم إلى سهرة في ضواحي المدينة، فرأوا سيارة الدكتور وقد انحرفت على الطريق وانقلبت مرات ثم اصطدمت بشجرة بقرب فيلا في طور البناء...

هرعوا لإنقاذه، فإذا به يهلس بكلام فاحش وأسماء نساء فأمسك أحدهم بسبابته ليلقنه الشهادة لكنه كان يتألم ويسألهم عن امرأة اسمها هناء، ثم يقول سامحيني يا هناء سامحيني لم أقصد ...

فلما يئسوا من نطقه الشهادة وكثر الهلس، حملوه إلى المستشفى بسرعة... مستميتين لينطق الشهادة في السيارة، لكن لسانه ينضح بما في قلبه وهم لا يعلمون أنه يغرف من قذارة لا تتخيل في بركة عفنة ملئت في سنوات طويلة...

ومات عند محاولة إتقاذه في المستشفى....

ثم بكى الجميع وقد داخلت قلوبهم الكثير من المعاني وتيقظت فطرتهم للكثير من الحقائق لا يحس بها إلا من وعاها حقا.....

انتهت هبة بمساعدة ومرافقة الجار وزوجته من الإجراءات وغسل الدكتور عماد بصعوبة ووجهه مكفهر رغم موته، وجه ضاق به الرجل المكلف بغسله ذرعا ودعا الله أن يتخلص من أمانته بسرعة، صلوا عليه صلاة العشاء في مسجد الحي وشيع جنازته بعض المصلين وجاره والدكتور نبيل ثم انتهت مسيرة عماد وعادت النفس إلى ربها وووري جثمانه التراب وترك هبة مع أولادها وعاشوا عيشا كريما بمعاش جيد...

.............................. ............

أفاقت ندى من الصدمة وعلامة استفهام تلاحقها: كيف مات وهو مضروب في ذراعه؟ وهو في ريعان شبابه... قامت بسرعة نحو صديقه الذي أتى به إلى المستشفى هو وبعض أبناء الحي، فأخبرها أن وسام يعاني من مرض الربو، وأنه تشاجر مع بائع المخدرات الذي يزود الحي بالجرعات اليومية، بسبب عدم قدرته على الدفع لكن البائع رفض وبعد مشادة كلامية ضرب هذا الأخير وسام وهرب، فحمله أصدقاؤه إلى المستعجلات، لكنه اختنق هناك بسبب أزمة ربو، ولفظ أنفاسه الأخيرة...

بكت ندى وقد اختلطت مشاعرها وتيقظت أمور داخلها لم تحسب لها حساب...

عادت إلى بيتهم ولأول مرة لم تقاوم احتضان الأرض في سجدة طويييييلة بثت فيها شكواها وحزنها وألمها وقامت منها إنسانا آخر...يبحث عن الطريق السليم

.............................. ......................

فرحت سهى أيما فرح بزيارة هشام وما إن ذهب حتى زقزقت عصافير قلبها لاهتمامه بالبحث عنها ومعرفة أحوالها، إنه حقا يحبها، يااااه شعور لا يوصف....

مرت الممرضة لإعطائها الدواء والعشاء في الخامسة مساء... ومعها خبر وفاة والدها...

سمعت الخبر فضحكت حتى ظهرت نواجذها...

تخلصت أخيرا من كابوس حياتها والقيد المطبق على حريتها، الآن فقط قررت أن تحب الحياة وتفعل ما تشاء وقتما تشاء...ولكن الحياة علمتها بمرور السنوات أن الحرية ليست أن نفعل ما نشاء وقتما نشاء بدون قيد أو شرط...

تعرضت لحادثة سير في العشرين من عمرها شلت رجليها، حينها فقط وقفت لإعادة حساباتها مع الحياة والإله الذي أنكرت وجوده وقناعات دمرت أحلامها....

.............................. ...

أما هشام فلازال طامعا في مبلغ جيد يرفعهم من الفقر قليلا.... ولازال قلبه يعج بأماني ما بعد العشرة آلاف دولار...إلى أن صدم و' طلع نقبه على شونة' ثم التفت لدراسته لتحقيق أهدافه...

وتستمر الحياة ويبقى الزمن خير معلم ومؤدب وتبقى الجنان حلم أي إنسان...

تمت بفضل الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح


الساعة الآن 10:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team