منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=754)

حميد درويش عطية 08-21-2010 04:13 PM

[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
 
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
إننا نعتقد اعتقادا راسخا بأننا فى حال سفر ، ومن الممكن فى كل لحظة أن يأتي ملك الموت لنقلنا إلى عالم البرزخ .. إذ أن من مات قامت قيامته ، وقبره إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. فهل نحن في كل لحظة مستعدون لمثل هذا الرحيل الذي لا بد منه ؟ .. وهل تزودنا بما فيه ِ الكفاية لهذا السفر الطويل .... و هذا السفر البعيد .. البعيد .. البعيد
للقاء الحق سبحانه .... ؟
أعزائي
هنا أحاول تقديم بعضا ً من هذا الزاد علنا ننتفعُ منه ُ في سفرنا .. و البابُ مفتوح ٌ أمام الجميع لتقديم ما لديهم من الزاد النافع نتقوى به ِ غي سفرنا الحتمي المقبلين َ عليه _ شئنا أم أبينا _
و لا تبخلوا أخوتي بتقديم ملاحظاتكم و نصائحكم و إرشاداتكم .. و مساهماتكم
للإستمرار في تقديم هذا الزاد ..
تقبلوا شكري و تحياتي و تقديري

حميد أبو ماجد

21 / 8 / 2010
-------------------------------------
أول الزاد القيم :
كيف نجمع بين آية { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } والاستعانة بالغير؟..

إن المصلي يقرأ في كل صلاة في سورة الحمد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟ ..
وكما هو معلوم هناك فرق بين {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وبين نعبدك ونستعينك .. إذا قلنا: ( نعبدك ) فإن هذا لا ينافي أن نعبد غير الله عز وجل ، ولكن عندما نقول :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } أي نعبدك حصرا ..
{ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي نستعين بك حصرا .
من حيث العبادة ، كلنا نعبد الله - عز وجل - حقيقة وحصرا ، ولكن المشكلة في الشق الثاني .. طبعا الشرك الخفي له مجاله ، ولكن الكلام هنا عن الاستعانة ؛ أي يا رب نستعين بك، ولا نستعين بأحد سواك .. فإذن كيف نجمع بين هذه المقولة ، وبين استعانة بعضنا ببعض في الحياة الدنيا ؟..
نحن نستعين بذوي الاختصاص :
بالطبيب والمهندس ، ونجعل بعضنا وسطاء في قضاء الحوائج ..
كيف نجمع بين { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وبين الاستعانة بالغير كما هي سنة الحياة ؟..
إن القضية جدا بسيطة : أي أستعين بأخي المؤمن على أنه سبب من الأسباب ، وعلى أنه أداة بيد الله عز وجل { وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } .. ولو شاء الله لقلب فؤاده على خلاف ما هو يريد .. فرعون كان يقتل الأطفال ، ولكن عندما وقع موسى بيده تحول من عدو قاس إلى إنسان لين ، وجعله ابنا له .. عندما عاد موسى ليدعوا ربه ويبطل ألهوهية فرعون , منّ ّعليه بأنه رباه وليدا فـ{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } ..
فإذن ، إن معنى ذلك أن القلب بيد الله عز وجل ( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ، يصرفها كيف يشاء ).
وبالتالي فإنه عندما يذهب الإنسان للأسباب الظاهرية عليه أن يذهب إلى أن هذا السبب بيد الله - عز وجل - ولو شاء لأزال سببيته ..
ولهذا عندما تقضى حاجة المؤمن كعملية موفقة على يد جراح ماهر فإن أول خطوة عليه القيام بها هي أن يشكر الله - عز وجل - على هذه النعمة ، فيقول :
يا رب لك الحمد، ولك الشكر ، أن سخرت لي فلانا ..
فمن شكر الله على النعم سيسخر له رب العالمين أسبابا أخرى من باب :
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }.

حميد درويش عطية 08-22-2010 11:12 AM

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
إن الإنسان قد يكون في أعلى درجات الرفاهية، ولكن قلبه يعتصر حزنا وألما ..
حيث أنه ليس هناك أي تلازم بين أن يكون الإنسان في سعة من الرزق ، وبين حزن قلبه أو فرحه ..
فإذن ، لا يعتقدن أحد أن الرفاهية المادية ستشفع له في هذا المجال ..
وكما هو متعارف: فإن الفقراء من أصفى الناس باطنا، وبعض التجار المترفين من أشد الناس عذابا !..
إن الحزن ليس حالة واحدة ، بل حالات متعددة:
أولا : الحزن المقدس :
إن النبي الأكرم (صلى الله عليه و سلم ) كان من أكثر الناس حزنا ، يقول القرآن الكريم :
{ طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } ..
كان يحمل حزنا عظيما ، ولكن هذا الحزن كان مقدسا ؛ لأنه حزن على الناس وعلى الأمة ، فقد كان (صلى الله عليه و سلم ) عندما يؤذيه قومه ، يقول : ( اللهم ! .. اغفر لقومي ؛ فإنهم لا يعلمون ) .
إذن ، عندما يرى المؤمن أن حزنه نابع من تقصيره في العبودية :
حيث أنه من الصباح إلى المساء لم يوفق لطاعة معتبرة ، أو عزم على ترك معصية ، وفي ساعة الامتحان وقع في تلك المعصية ..
أو لا هذه ولا تلك ؛ أي لم يرتكب معصية ، ولكنه يعيش حالة الغفلة والبعد عن الله عز وجل ؛ فإن هذا الحزن مقدس ..
لأن ذكر الله - عز وجل - بالنسبة للمؤمن الذي وصل إلى درجة عالية ، هو بمثابة الهواء الذي يستنشقه .. إذن ، هذا الحزن مقدس ..
وعلى المؤمن أن يدعو ويقول :
يا رب ، زدني حزنا !.. فهذا الحزن بمثابة المنبه ، يجعل المؤمن يتنبه إلى أن هناك شيئا ما ، أورثه هذا الحزن .

ثانيا : الحزن غير المقدس ..
وهو حزن شيطاني ، إذ أن الإنسان يحزّن نفسه دون سبب .. هو وضعه جيد ، في نعمة ظاهرية وباطنية ؛ ولكنه قلقل من المجهول ، ويعيش في خوف من المستقبل ..
حيث أن الله - عز وجل - منذ أن خلق آدم (عليه السلام ) إلى يومنا هذا ، ما أعطى ضمانا لأحد أن يعيش إلى آخر عمره على نحو ما هو يريد ..
فالحياة فيها تقلبات ..
و بالتالي إن الحزن الذي منشؤه الدنيا والحرص عليها ، غير مقدس .
ثالثا : الحزن الذي لا يعلم سببه ..
وهناك حزن لا يعلم هل هو مقدس أو غير مقدس .. لا هو من معصية ، ولا من غفلة ، ولا هو من ابتعاد ، ولا من دنيا .. سببه مجهول ، فما هو الحل ؟ ..
على الإنسان أن يستقرئ باطنه ، ويرى الأسباب التي أورثته هذه الحزن ..
ومن الأسباب التي لا نقيم لها وزنا ، إدخال الحزن على الآخرين .. إن رأيت حزنا في قلبك ، ابحث عن القلوب المحيطة بك ، لعلك كنت سببا في شعور إنسان بالألم والأذى ؛ فعجّل رب العالمين لك العقوبة في الدنيا ، أن جعل في قلبك هذا الحزن ، ليخفف عنك العذاب يوم القيامة .
كان أحدهم مبتلى بمولى قاسي القلب ، شوهد جالسا مع كلب يأكل معه .. وعندما سئل عن السبب ، قال :
لعل بإدخالي السرور على هذا الحيوان ، أرجو أن يدخل اللين على قلب المولى فيخلصني من شره ..
إذا كان إدخال السرور على كلب نجس العين ، يوجب الفرج للمؤمن .. فكيف بإدخال السرور على قلب مؤمن بالله ؟ .. وكيف إذا كان بقلب تقي ؟ ..

22 / 8 / 2010

عبدالسلام حمزة 08-22-2010 02:39 PM

أستاذنا الفاضل حميد

جزاك الله خيرا ً أخي , الأستعانة المقصود فيها بسورة الفاتحة وبالعقيدة , هي الأستعانة بالله في الأمور التي لا يستطيع عليها إلا الله , كالرزق , والنصر , والطاعة لله سبحانه وتعالى

أما الأستعانة بأمر يستطيعه المخلوق , فلا حرج عليه شرعا ً بل نحن مأمورون بأخذ الأسباب ؟

ملاحظة وهمسة لأستاذي العزيز حميد , إن بكتابة ( صلى الله عليه وسلم ) عشر حسنات لك ولمن يقرأها , وطالما هي موجودة على الشبكة , أما ( ص) فهي لا شيء .

وأنت تاجر حريف , تحرص على الحسنات مثلي .

تحياتي أستاذي الفاضل .

عبدالسلام حمزة 08-22-2010 02:40 PM

جزاك الله خيرا ً أستاذ حميد

وجعل مجهودك في ميزان حسناتك يوم القيامة

سلامي لك

حميد درويش عطية 08-22-2010 05:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 11082)
أستاذنا الفاضل حميد

جزاك الله خيرا ً أخي , الأستعانة المقصود فيها بسورة الفاتحة وبالعقيدة , هي الأستعانة بالله في الأمور التي لا يستطيع عليها إلا الله , كالرزق , والنصر , والطاعة لله سبحانه وتعالى

أما الأستعانة بأمر يستطيعه المخلوق , فلا حرج عليه شرعا ً بل نحن مأمورون بأخذ الأسباب ؟

ملاحظة وهمسة لأستاذي العزيز حميد , إن بكتابة ( صلى الله عليه وسلم ) عشر حسنات لك ولمن يقرأها , وطالما هي موجودة على الشبكة , أما ( ص) فهي لا شيء .

وأنت تاجر حريف , تحرص على الحسنات مثلي .

تحياتي أستاذي الفاضل .

أنا شاكرٌ لك عزيزي الأستاذ عبد السلام
هذهِ الملاحظات و التصويبات القيمة
من أجل الوصول إلى إعلى مراتب المنفعة
و إن ما ذهبت َ أنتَ إليه في معنى الإستعانة
هو عين ما قصدتهُ أنا :
[ أستعين بأخي المؤمن على أنه سبب من الأسباب ، وعلى أنه أداة بيد الله عز وجل ]
جزاك َ اللهُ تعالى خيرا ً
و وفقنا جميعا ً
تقبل سلامي

22 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-22-2010 05:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 11083)
جزاك الله خيرا ً أستاذ حميد

وجعل مجهودك في ميزان حسناتك يوم القيامة

سلامي لك

لنا جميعا ً
آمين يا رب العالمين

22 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-23-2010 11:56 AM

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد :
كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين ؟..

إن هناك حيرة عند المسلمين ، حيث يقولون : لا ندري ما هو التكليف في هذه الحالة حيث يقول تعالى : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } .. فالله - عز وجل - أوكل أمور المؤمن إلى نفسه لا أن يذل نفسه .. ليس له الحق أن يجعل نفسه في مواضع الذل والوهن ، وهذه قضية بديهية واضحة في الشريعة .

ولكن من ناحية أخرى أمرنا بالصفح عن زلل الغير ، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم : { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } ، { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } .. وعن علي (عليه السلام ) قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ‏( ‏ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين ‏؟..‏ قال ‏:‏ قلت : يا رسول الله ، نعم .‏.‏ قال ‏:‏ تعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ) ..
فكيف نجمع بين العزة الإيمانية ، وبين الصفح عن زلل الغير ؟..
وهذه من المشاكل الأخلاقية .


إن القضية تختلف باختلاف الموارد، فالعزة الإيمانية أو إثبات الشخصية الإيمانية لها موراد، وكذلك العفو له موارد ..
والقوانين غير منضبطة في هذا المجال ، ولكن إجمالا :
إذا كان العفو عن الظالم يوجب له مزيدا من الظلم ، نعم في هذا المورد يجب أن يأخذ موقفا حاسما ؛ ولكن من باب دفع الظلم ، وعدم تمادي الغير في الباطل.

أما إذا كانت القضية بالعكس ؛ أي أن عفوي عمن ظلمني يوجب احترام الطرف المقابل ؛ فإنه يجب العفو ..
فهذه قاعدة معروفة ، عندما تغضب المرأة على الرجل ، ويسكت ويحسن إليها بسكوته ؛ فإنه يدخل إلى قلب المرأة بهذه الحركة .. هو أراد أن يملكها بالعنف وغيره ، ولكنه احتواها بتصرفه هذا ..

وعليه ، فإن المؤمن في هذا المجال ينظر إلى الأمر ، ويدرسه دراسة ودية ..
هناك قاعدة في القرآن الكريم تقول : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ، وهناك قاعدة أخرى تقول : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } .. نحن عندما نتخاصم مع أحد ، فإن الحل عندنا هو المحاكم ، ولكن القرآن يقول : { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } .. وبالنسبة إلى الزوجين المتخاصمين يقول : { إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } .

فإذن ، إن القاعدة العامة هي :
رحماء بينهم ، وإذا أراد الإنسان أن يخرج من الرحمة ؛ لا بد له من سبيل !..
23 / 8 /
2010

حميد درويش عطية 08-24-2010 06:30 PM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد :
-----------------------
التعامل مع الغير من خلال الصورة الذهنية :
إن هناك فكرة مصيرية ومؤثرة في حياتنا ، وهي أن تعاملنا مع الغير يكون من خلال الصورة الذهنية للآخرين ..
نحن لا نعلم بواطن الأشخاص ، ولا نعلم ما في النفوس ..
لكل منا ريشة يرسم بها صورة الأشخاص في ذهنه .. هنا تتدخل عوامل الشر ، وتأخذ دورا مهما في الرسمة ..
يحاول الشيطان أن يوسوس للإنسان ، ويلقنه أن هذه الصورة هي الصورة الصحيحة ..
مثلا : إنسان يتعامل مع مؤمن تقي ورع ، ولكن الشيطان يجسده له على أنه شخص فاسق ..
إنسان له زوجة صالحة إجمالا ، ولكن في ذهنه أنها سيئة ، وهكذا بالعكس ..
فإذن ، إن كلمة يوسوس فعل مضارع ؛ تعني أن هذه العملية مستمرة .

من موجبات رسم الصورة القبيحة :

- سوء الظن :
كأن يرى الإنسان من أحدهم فعلا ؛ يقبل التفسير الصالح ، ويقبل التفسير الطالح ..
مثلا : يرى مؤمنا مع امرأة ، ولا يعلم : هل هذه أجنبية ، أم زوجة لهذا الشخص !.. إذن هناك احتمالان :
احتمال أنه عقد عليها ، واحتمال أنها علاقة غير شرعية .. فلماذا يرجح جانب السوء على جانب الخير ؟!..

-الاستماع إلى شياطين الإنس : هناك قوم لا يريدون إلا الشر للآخرين ، وإذا رأوا حسنة حسدوا صاحبها ؛ فهؤلاء أيضا لهم دور الوسوسة ..
ولهذا في سورة الناس رب العالمين يقول : { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .. هؤلاء دورهم دور الشياطين تماما في أنهم يوسوسون في الصدور .

كيف نبطل هذا الكيد ؟..
أولا : الاستعانة بالله عز وجل ..
قبل أن تفكر في شخص ، وقبل أن تفكر في أمر، وقبل أن تفكر في قرار؛ قل : يا رب !.. سددني ، خذ بيدي ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبد ا!.. وخاصة في القرارات المصيرية ، إذا أردت أن تقوم بعمل هام جدا ، صلّ ركعتين ، وقل :
يا رب خر لي ، واختر لي في عملي هذا !..
وصورة الاستخارة هذه ، هي التي يتفق عليها جميع المسلمين ، حيث أن هناك استخارة بالمصحف ، واستخارة بالسبحة ، وهناك استخارة بمعنى أن يلقي في القلب وفي الروع ما فيه الصلاح .

ثانيا : الحمل على الأحسن ..
وكذلك من موجبات كيد الشياطين ، والنفس الأمارة بالسوء ، ومن يوسوس من الناس :
هناك قاعدة إسلامية تقول : ( إحمل فعل أخيك على أحسنه ) ، وتقول : ( إحمل فعل أخيك على سبعين محملا ) ..
أي حاول أن تبرر لأخيك ما يقوم به ، حتى أنهم قالو ا: لو شممت رائحة الخمر من فم أخيك ، قل : لعله تمضمض به ولم يشربه .. إلى هذه الدرجة ، يريد الإسلام منا أن نعيش حالة الحصانة في أنفسنا .


24 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-25-2010 06:27 PM

[FONT="Arial Black"][SIZE="5"][COLOR="blue"]بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
------------------------
المنامات :
[SIZE="4"][B][U]إن من الأمور التي تواجهنا ، مسألة المنامات ..
وبعض هذه المنامات تغير طبيعة الإنسان ، فتورث له حزنا بلا سبب ، أو سرورا بلا سبب ..
فما هو الموقف الشرعي تجاه ذلك ؟..
إن المنامات موزعة بين العناصر التالية :
- إما منام حق ..
وهذا المنام لا يتوقف على كون الرائي مؤمنا ، ففي سورة يوسف هناك منامات صحيحة مفسرة ؛ منها منام يوسف ، ومنها منام فرعون الذي رأى البقرات .. إذن هناك منامات تفسر ..
والمنام من آيات الله عزوجل ، فالإنسان عندما ينام ، تصعد روحه ..
وفي هذه الحالة من الصعود ، يرى بعض الصور الخاصة.
- وإما أضغاث أحلام ..
هناك منامات لا يمكن أن تفسر بشيء ، ليس لها قيمة ..
عن ابن عباس قال : إن الرؤيا منها حق ، ومنها أضغاث أحلام ؛ يعني بها الكاذبة ..
والأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا .
- وإما منامات شيطانية ..
إن الشيطان يوسوس للإنسان في اليقظة وفي المنام ..
فالشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه ؛ لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى :
{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .
وعليه ، ماذا نعمل تجاه ظاهرة المنامات ؟..
ما دام الأمر لا يورث القطع واليقين ، لا بد من عدم الاعتناء بهذه الظاهرة .. إن وجدنا مفسرا ومعبرا صادقا ، يمكن الرجوع إل

حميد درويش عطية 08-26-2010 07:43 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
------------------------
الخواطر ( طائر النفس )
-----------------------

إن هناك عنوانا يتردد في الكتب الأخلاقية ، وهو :
كيف يتعامل المؤمن مع مسألة الخواطر ، أو ما يسمى بـ( طائر النفس ) ؟..
إن الإنسان من الممكن أن يضبط سلوكه وجوارحه ؛ لأن الأعضاء تأتمر بأوامر الإنسان الإرادية ..
ولكن المشكلة في هذا البعد اللاإرادي ، لأن الإنسان الذي يفكر تفكيرا سودويا ، أو شهويا ، أو غضبيا ؛ تنعكس آثار هذه الأفكار على بدنه وكأنه واقع ا..
فإذن ، إن المسألة مهمة من ناحيتين لأنه ا:
أولا : غير إرادية ..
والتعبير عن الخواطر بطائر النفس ، تعبير جيد ؛ لأن الإنسان كلما أراد أن يضبط هذه الخواطر لا يستطيع ، مثل الإنسان الذي يملك طائرا ، وهذا الطائر تحت يده ، ويتصرف به كيف يشاء ..
ولكن بمجرد أن يطير ويحلق في السماء ؛ فإن صاحبه يفقد السيطرة عليه ..
وكذلك فإن مسألة ضبط الخواطر صعبة جدا ، ولكن ليست مستحيلة ؛ لأنه يوجد هناك أناس يسيطرون على خيالهم .
ثانيا : تنعكس على سلوك الإنسان ..
إن هذه الخواطر ، تنعكس على وضع الإنسان ، وإن كانت في الخيال .
إن الإنسان بإمكانه أن يتخلص من هذه الخواطر ، أو يضبطها من خلال اتباع بعض الخطوات ، ومنها :
أولا : لا يوسع من دائرة خياله ..
إن الإنسان الذي يسمع كثيرا ، ويتكلم كثيرا ، وينظر كثيرا ؛ فإن جهازه الباطني جهاز مشوش ..
والعلماء يشبهون الذهن البشري بحوض الماء: تارة لا ترسبات في هذا الحوض، وتارة هناك ترسبات ولكنها راكدة في القاع.. والإنسان بعض الأوقات بسوء اختياره، يأخذ عصا ويحرك هذا الحوض.. وبالتالي، فإنه يتسبب في أن يعيش التكدر الباطني.
يقول الإمام علي ( عليه السلام ) : ( وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ) ؛ أي أن هذه الأذن لا يدخل فيها إلا ما كان نافعا ، وكذلك بالنسبة إلى النظر ..
ومن هنا هذا المعنى : إذا أردت أن تقيّم إنسانا تقييما أوليا ، أنظر إلى مشيه !..
إن كان يديم النظر إلى الأرض ، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا ، وكذلك الذي لا يتكلم كثيرا ؛ فإنه يرجى منه الخير وقد ورد :
( وإذا رأيتم الرجل صموتاً وقوراً، فاقتربوا منه؛ فإنه يلقي الحكمة ) .
فإذن ، إن الخطوة الأولى ، هي عدم إعطاء المجال لطائر النفس أن ينتشر ، وبعبارة أخرى :
إذا أردت أن يكون الطائر معك ، فلا تنثر أمامه الحبوب والبذور ؛ لأنك عندما تنثر الحبوب في أرض واسعة ، فإنه من الطبيعي أن يطير ليقتات من تلك الحبوب .
ثانيا : التدرج في المحاولة ..
إن الإنسان لا يستطيع ضبط خواطره في كل ساعات نهاره وليله ، لأن السيطرة على الخواطر تحتاج إلى مجاهدة كبيرة ..
لذا فلنبدأ بالتدريج لمدة دقائق ، فنحاول ذلك أولا في الصلاة ؛ لأن الصلاة دقائق .. الذي يريد أن يضبط خواطره ، فليمتحن نفسه في صلاته .. وبالتالي ، فإنه يضرب هدفين بسهم واحد :
الهدف الأول :
أنه أوجب له الإقبال في الصلاة ..
والهدف الثاني :
أنه دخل دورة تدريبية في ضبط فكره في الصلاة .. إن نجح في ذلك ، يعديه إلى ما قبل الصلاة من الأذان والإقامة ، وإن نجح في ذلك أيضا يعديه إلى المقدمات عند الوضوء ، ثم يعديه إلى ما بعد الصلاة إلى التعقيبات وغيرها ..
وإذا به يعيش أجواء مركزة لمدة ساعة ، من قبل الصلاة وأثناء الصلاة وبعدها ..
إن الإنسان الذي يعيش التركيز ، هو على طريق الفوز في هذا المجال .

26 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-27-2010 05:49 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
إدمان السجود
....................
إن هناك حركة من المناسب أن يتنبه لها المؤمن ، سواء كان في المسجد أو كان في المنزل ..
فمن يقدم على هذه الخطوة ، يصبح مدمنا عليها ، مثلما يدمن الإنسان الذي يتناول تلك الحشيشة التي تنبت في الأرض ، وتفرز مادة حمضية ..
فإن تناولها لمرة واحدة ، لا يستطيع تركها ..
فهل رب العالمين الذي جعل خاصية الإدمان في حشيشة صغيرة ، لا يمكن أن يجعل الإدمان الإيجابي :
أي الإدمان الروحي ، والإدمان التكاملي ، في حركة من الحركات ؟..
إن السجدة بالنسبة للأولياء والصالحين ، ليست مجرد دقائق وسويعات ، بل لعلهم كانوا يمضون بعض لياليهم في السجود ..
حيث أن من أفضل موجبات الاطمئنان ، هو الذكر في حال السجود ..
وهو مقتضى قول النبي (صلى اللهُ عليهِ و أله ) :
( أقرب ما يكون العبد من ربه ، وهو ساجد ) ..
فالسجود هو أشرف حركة بدنية ، وذلك لأسباب منها:
أولا : لأن الإنسان يكون منبطحا على الأرض .. فالواقف شامخ بأنفه ، والراكع نصف التكبر خلق منه ..
أما عندما يسجد فإنه يتكور ، ولعل أصغر حجم ٍ لبني آدمَ يكونُ أثناءَ السجود ..
ثانيا : إن رأس الإنسان عادة ما يرمز إلى العظمة ، والتكبر ، والكبرياء ، والعلو ، وهو في البدن يمثل القيادة ..
فيلاحظ أن هذا الرأس في السجود ، يتطأطأ أمام رب العالمين سجوداً .. وكذلك فإن أشرف بقعة في الرأس -وهو الموضع الذي يحاذي المخ ، وهو مكان التفكير - ألا وهي الجبهة - وهذه الجبهة المحاذية لأشرف بقعة في الجسم على الإطلاق ، وهو المخ المفكر- يلاحظ بأنها تلتصق بأرخص بقعة في الوجود ، ألا وهو التراب ..
يجعل الرأس وهو أشرف بقعة في الجسم ، والجبين وهو أشرف بقعة في الرأس ، يضع هذه القطعة على أرخص بقعة في الأرض .
فإذن ، إن الحركة هي بنفسها تواضعية .. بعض الناس يصلي صلاة الليل ، وعندما ينتهي يسجد وينام في سجوده ، فيكون جسمه في الأرض ، وروحه في السماء ..
هذا العبد يباهي الله - تعالى - به الملائكة ، لأنه لم يلزمه بشيء ، بل هو ألزم نفسه ..
عن رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آله ) :
( يا أبا ذر !.. إنّ ربك - عزَّ وجلَّ - يباهي الملائكة بثلاثة نفر ـ إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ ورجل قام من الليل فصلّى وحده ، فسجد ونام وهو ساجد ، فيقول الله تعالى :
اُنظروا إلى عبدي !.. روحه عندي وجسده في طاعتي ) .
إن تذوق السجدة من ألذ لذائذ العيش عند أهلها .. وعليه ، فإن السجود عملية مبارك ة..
ولكن ماذا نقول في السجود ؟..
إن أفضل ذكر هو الذكر اليونسي ، الذي لم يفارق الأولياء والصالحين طوال التاريخ :
{ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ..
هذا الذكر عجيب ، جامع لمعانٍ عظيمة ، منها :
أولا : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ } ، هو سيد الأذكار ..
لم يقل : ( لا إله إلا الله ) ؛ لأن الإنسان عندما يكون قريبا من المخاطب ، يخاطبه مباشرة ، يقول : يا رب ، أنا أخاطبك أنت مباشرة .
ثانيا : { سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ تنزيه ..
أي أن ما حصل ، لم يكن جزافا!.. بل أنا الذي ظلمت نفسي ، فأوقعت نفسي ببطن الحوت .. وأنا الذي ظلمت نفسي ، فأوقعت نفسي في الكآبة المزمنة .. وأنا الذي ظلمت نفسي ، فكتبت عاقبتي ..
وعليه ، فإن هذا الذكر فيه اعتراف جميل !..

إن القرآن الكريم لم يذكر أن يونس ( عليهِ السلام ) قال هذا الذكر مائة مرة ، لعله ذكره مرة واحدة ، ولكن بحالة يونسية .. فهنيئا لمن ذكر الذكر اليونسي بحالة يونسية ، ولو مرة واحدة في عمره ؛ عندها يرى الأعاجيب !..

منقول

27 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-28-2010 11:29 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

[ عنوان الزاد ] :
-----------------------------
( الذكر الدائم )
....................
إن من صفات المؤمن ،أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل ..
فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ، ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان .
كيف يذكر الإنسان ربه ؟..
هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء ..
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة ..
ولهذا فإن إيمان السفينة إيمان معروف ، فالمؤمن وغير المؤمن عندما يكون الطوفان ، يذكر الله عز وجل ، يقول تعالى في كتابه الكريم :
{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } ..
فإذن ، إن المصيبة تذكّر ، ولكن مادامت قائمة .. ولهذا فإن المسجون يكون في محرابه وعلى سجادته يصلي، فإذا أطلق سراحه ينسى كل شيء .
ثانيا: النعمة..
إن النعمة هي أيضا تذكر ، حيث يكون الإنسان في غفلة ، فيأتيه خبر مفرح مثلا : جاءه صبي ، أو مال ، أو فرج .. فيذكر الله - عز وجل - وهذا أمر جيد !..
ثالثا : الاستفتاح بالتسمية ..
إن الإنسان ليس دائما في مصيبة ، وليس دائما في نعمة .. لذا علينا أن نجعل الأعمال لله - عز وجل - دائما، مثلا :
عندما يريد أن يذهب الرجل إلى المنزل ، فإن أول خطوة يقوم بها ، هي ركوب السيارة .. فبإمكانه أن يقرأ هذه الآية :
{ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } .. هذه الآية البعض يقرأها في الطائرة ، ولكن أيضا يمكن أن يقرأ هذا الدعاء عند الركوب في السيارة ..
وعندما يدخل المنزل ، فليقل : بسم الله أدخل هذا البيت .. وهناك دعاء عند الخروج من المنزل : ورد أن الإنسان إذا خرج من منزله ، قال حين يريد أن يخرج : " الله أكبر ، الله أكبر ثلاثا " بالله أخرج ، وبالله أدخل، وعلى الله أتوكل " ثلاث مرات " اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير ، واختم لي بخير، وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيته ا، إن ربي على صراط مستقيم " لم يزل في ضمان الله - عز وجل - حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه ..
وعندما يريد أن يتناول الطعام ، يبدأ بالبسملة ، وينتهي بالحمد ..
وعندما يتوضأ كذلك يبدأ بالبسملة .. وقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، عن الله عز وجل : ( كل أمرٍ ذي بال ، لم يُذكر فيه بسم الله ؛ فهو أبتر ) ..
فإذن ، إن كل الأمور الهامة ، هي من موجبات ذكر الله كثيرا .
إن من آثار ذكر الله عز وجل ، غير إخراج العمل عن كونه أبتر ، أنه يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي ..
مثلا : عندما يركب الإنسان الطائر ة، ويقول: بسم الله أفتتح سفري هذا ، سوف لن يعصي الله ..
فالذي يلتفت إلى مضمون التسمية ، قهريا لا شعوريا ، لا يمكن أن يكون هذا العمل الذي باركه ببسم الله ، مقدمة لحرام يرتكبه .
ما معنى بسم الله ؟..
في اللغة العربية : كل جار ومجرور ، لا بد أن يكون متعلقا بشيء .. مثلا : إذا قلنا : في الدار .. فإن هذه الجملة ناقصة ، ولا بد أن تقدر تقديرا بـ: مررت أو دخلت ..
وهنا { بسم الله } جار ومجرور ، و{ الرحمن الرحيم } صفة للفظ الجلالة .. فالجملة ناقصة جدا ، ولابد أن نقدر ، والتقدير المعروف :
أني أفتتح عملي هذا ببسم الله الرحمن الرحيم .

منقول

28 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-29-2010 10:16 AM

[بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
( تشتت الفكر )
------------------ ---
ن المصلين يشتكون من تشتت الفكر في الصلاة ، ولعل الخواص من الناس ، مبتلون بهذه المسألة ..
وهناك شيء عجيب !..
أن الإنسان قادر على ضبط فكره في غير الصلاة ، كأن يقرأ دعاء طويلا وهو مقبل ، فإذا وقف للصلاة بين يدي الله - عز وجل - يذهب فكره يمينا وشمالا ..
فما هو تفسير هذه الظاهرة ؟..
والأعجب من ذلك ليالي القدر، حيث أن المؤمنين من أذان المغرب إلى طلوع الفجر ، يتقلبون من إحياء إلى إحياء ، ولكن مجرد أن يدخل موعد صلاة الفجر، ويقف الإنسان ليصلي ركعتين ، يصعب عليه الالتفات ولا يضبطهما .
أسباب تشتت الفكر :
أولا :
إن الله - عز وجل - لا يُدخل في دائرته الخاصة ، إلا من ارتضاه ..
فالصلاة لقاء مع رب العالمين ، وليلة القدر اجتماع في ساحة السلطان ..
في الليالي العبادية الإنسان يدخل في قاعة السلطان العامة ، أما الصلاة فهي معراج المؤمن ؛ أي اللقاء الخاص ..
ولهذا القرآن الكريم يقول : { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } ، ومنها صلاة الفجر التي هي ركعتان ، ولكنها كبيرة على النفس ؛ إلا على الخاشعين ..
وأما غير الخاشع - وهو أغلبنا - فهي كبيرة عليه ..
كأن الله - عز وجل - لا يسمح لكل أحد أن يقبل في صلاته إقبالا خاصا.
ثانيا :
إن الشياطين تكثف جهودها على بني آدم حسب حجم العمل ؛ كلما كان حجم العمل كبيرا ويعتد به ، كلما كانت الجهود كبيرة ..
مثلا : إنسان يريد أن يقرأ القرآن الكريم ، يأتيه الأمر : استعذ { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } هناك أمر بالاستعاذة ..
والصلاة فيها قرآن ، وفيها ركوع ، وفيها سجود ، وفيها قنوت ، وفيها دعاء ..
فالصلاة معجون متكامل ، والذي نفهمه أن المصلي لا يصل إلى الصلاة الخاشعة ، إلا بشق الأنفس ..
عن النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ و آله ) :
( فإذا أحرم العبد بالصلاة ، جاءه الشيطان فيقول له : اذكر كذا ، اذكر كذا !.. حتى يضل الرجل ، فلا يدري كم صلى) !..
فإذن ، إن هناك جوا شيطانيا يحيط بالقلب ..
ولهذا أمرنا بالاستعاذة قبل قراءة الحمد في الصلاة ، والمؤمن قبل أن يكبر يستغيث بالله أن يعينه ..
ومن أفضل ما يقرأ قبل الصلاة الواجبة : { وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } .. وكذلك : ( اللهم ... اجعلني من الذاكرين و لا تجعلني من الغافلين ) ..
فالاستنجاد بالله وأوليائه قبل الصلاة ، من موجبات الإقبال فيها .

منقول

29 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-30-2010 07:46 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
تعويض التقصير

------------------

إن الإنسان - بعض الأوقات - يخجل من صلاته ، إلى درجة أنه يقف بين يدي الله مستغفرا من صلاته ..
مع العلم أن بعض الصلوات ليس فقط لا ترفع درجة ، وإنما قد توجب له إيلاما ، كما ورد في الروايات:
( بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ ، فَقَامَ ـ الرجلُ ـ يُصَلِّي ، فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ .. فَقَالَ (صلى الله عليه وآله) :
" نَقَرَ كَنَقْرِ الْغُرَابِ ، لَئِنْ مَاتَ هَذَا وَهَكَذَا صَلَاتُهُ ، لَيَمُوتَنَّ عَلَى غَيْرِ دِينِي ) ..
هو كان يصلي في مسجد النبي ، ولكن كيفية صلاته توجب التشبيه بنقر الغراب ..
ما العمل ، فنحن صلاتنا - إلا من عصمه الله - فيها كل شيء ، إلا ذكر الله !!! ..
إن هناك حلين كي يعوض هذا التقصير :
أولا :
التعقيب .. لعل هذا التعقيب اليومي من أجمل صور التعقيب :
( إلهي !.. هذه صلاتي صليتها ، لا لحاجة منك إليها ، ولا رغبة منك فيها ؛ إلا تعظيما وطاعة وإجابة لك إلى ما أمرتني .. إلهي !.. إن كان فيها خلل ، أو نقص من ركوعها أو سجودها ، فلا تؤاخذني ، وتفضل على بالقبول والغفران ، برحمتك يا أرحم الراحمين ) ؛ أي أنا يا رب لا أطمع في القبول ، ولكن لا تؤدبني بصلاتي هذه .
ثانيا :
السجود .. نعم الفرصة كي يعوض المصلي الركعات الثلاث أو الأربع ، تكون في اللحظات الأخيرة من مفارقة الصلاة ؛ أي في السجدة الأخيرة .. وبالتالي ، تتم المصالحة عند المغارة ، فإذا بلحظات من المصالحة أذهبت الضغائن ..
إذن ، اغتنموا السجدة الأخيرة في الصلاة الواجبة .. فإذا أدركت الإنسان الرقة ، فليطيل في سجدته الأخيرة أكثر من الركعات الثلاث والأربع ..
عندئذ تحقق الغرض ، فهو لعدة دقائق في سجدته الأخيرة يناجي ربه مستغفرا ..
فلعل الله يقول لملائكته :
عبدي هذ ا، عوض تقصيره في صلاته .. فالإنسان المشرف على النهاية معنوياته عالية ..
فليكن السجود بعد الصلاة الواجبة أيضا ، سجود اعتذار بين يدي الله .. إذ أنه بالإمكان من خلال هذه السجدة أن ينفخ الروح والحياة في الصلاة الميتة .....
منقول

30 / 8 / 2010

ناريمان الشريف 08-31-2010 01:52 AM

أبدعت أخي حميد في نقل هذا الزاد
زاد مبارك ..
قرأت بعضاً منه .. وأعدك سأعود لأقرأ ما تبقى
بوركت وسلمت يداك



..... ناريمان

حميد درويش عطية 08-31-2010 07:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 15042)
أبدعت أخي حميد في نقل هذا الزاد
زاد مبارك ..
قرأت بعضاً منه .. وأعدك سأعود لأقرأ ما تبقى
بوركت وسلمت يداك



..... ناريمان

أختي ناريمان
طريقُ الآخرة ِ .. طريقٌ طويلٌ .. و طويل
و هو جِدُ بعيد
و مهما تزودنا بزاد التقوى
لا يكفينا لقطع ِ هذا الطريق
فلنُكثِر من هذا الزاد
بكل ما أوتينا من قدرة ٍ بإذن ِالله ِ سبحانه
فإنه ُ هو الغفورُ الرحيم
باركَ اللهُ تعالى فيك أختي
و جزاكِ خيراً
و لنستمر بالتزود ِ من زادِ التقوى
و اللهُ هو المعين
تقبلي شكري
حميد

31 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-31-2010 07:23 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
مقدمات الصلاة :
.....................
فهم من بعض المستحبات أن الإنسان الذي يريد أن يدخل ببحر الصلاة بقوة وبإقبال ، لا بد وأن يعتني بالمقدمات السابقة للصلاة ..
فالإنسان الذي يقف للصلاة بدون توجه ؛ من الطبيعي أن لا تفتح له الأبواب ..
إن لقاء الشخصيات المهمة في العالم هذه الأيام ، يحتاج إلى اجتياز عدة مراحل كي يلتقي بتلك الشخصية .. فكيف بلقاء جبار السموات والأرض ؟..
إن من تلك المقدمات التي توجب فتح الأبواب :
المقدمة الأولى :
الإتيان إلى المساجد قبل الأذان ، ولو بفترة قصيرة .. وهذه الحركة هي علامة الشوق ..
مثلا : إنسان يدعوك لبيته ، فتذهب مبكرا .. فهذا الذهاب المبكر ، دليل على أن هناك شوقا في البين .
المقدمة الثانية :
الإتيان ببعض المستحبات .. هناك فرق بين الواجب والمستحب :
فالإنسان يقوم بالواجب ؛ خوفا من غضب الله ، أو طمعا في جنته .. ولكن الذي يأتي بالمستحب ، لا يأتيه بداعي الخوف ..
فالمستحب هو الفعل الذي إذا قام به العبد أثيب ، وإذا ما قام به لا يعاقب ..
إذن ، ليس فيه خوف ، نعم فيه طمع .. وعليه ، فإن التقرب بالمستحبات ، من الممكن أن تكون من هذه الزاوية ، أقوى من التقرب بالواجبات .
المقدمة الثالثة :
الإتيان بركعتين بعنوان : تحية المسجد ..
قد يقول قائل : كيف نحيي المسجد ، وهل هو موجود حي ؟..
هناك عدة أجوبة ، منها :
أولا :
إننا نحيّي الملائكة الموكلة في المساجد .. فكما أن للأشجار المثمرة ملائكة ، وللأنهار والبحار والمحيطات ملائكة .. فإن بيت الله - عز وجل - أولى بهذه الملائكة ..
قال رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ وسلم ) : ( إذا كان يوم الجمعة ، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة ، يكتبون الأول فالأول .. فإذا جلس الإمام ، طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر ) .
ثانيا :
ما المانع أن نحيّي المسجد ، قال تعالى في كتابه الكريم :
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } ..
هنالك معنى من معاني التعقل نحن لا نفقهها .. هناك روح نحن لا نلامس هذه الأرواح :
فالكعبة لها روح ، ولهذا عندما نقف أمام الكعبة نقول :
( الحمدُ لله الذي عظمك وشرفك وكرمك ، وجعلك مثابةً للناس وأمناً مباركاً ، وهدىً للعالمين ) .
فإذن ، ركعتان قبل الصلاة الواجبة ، من الممكن أن تكون من موجبات انفتاح أبواب السماء .


31 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 09-02-2010 10:23 AM

هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
--------------------------------------
قال النبي محمد ( صلى الله عليهَِ و آله ِ و سلم ) :
قال موسى : إلهي !.. أريد قربك ، قال : قربي لمن استيقظ ليلة القدر .
قال : إلهي !.. أريد رحمتك ، قال : رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر .
قال : إلهي !.. أريد الجواز على الصراط ، قال : ذلك لمن تصدّق بصدقةٍ في ليلة القدر
قال : إلهي !.. أريد من أشجار الجنة وثمارها ، قال : ذلك لمن سبّح تسبيحةً في ليلة القدر .
قال : إلهي !.. أريد النجاة من النار ، قال : ذلك لمن استغفر في ليلة القدر .
قال : إلهي !.. أريد رضاك ، قال : رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر .

2 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-02-2010 10:56 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
العدالة الجوانحية
.........................

إن المؤمن بين وقت وآخر يتفقد قلبه ، حيث أن هناك معاصي تصدر من الجوارح :
معاصي النظر ، النظر إلى الأجنبية ..
ومعاصي السمع ، الغيبة ..
ومعاصي اللسان ، الفحش في القول ..
فالمؤمن بعد فترة من المجاهدة ، - ولا أعتقد أنها مجاهدة مرهقة جدا - يصل إلى مرحلة العدالة الجوانحية ، بحيث يصح الإئتمام خلفه ..
ولطالما قلنا لإخواننا المؤمنين : لا تفوتوا على أنفسكم ثواب صلاة الجماعة في المنزل .. حيث هناك الزوجة والأولاد ، والبعض له أحفاد يجتمعون عنده في الأسبوع مرة ، فلماذا لا يلتفت إلى هذه النقطة ؟..
إن ضبط الجوارح ليس بالصعب جدا ، ولكن المشكلة الأرقى - ونحن غير مكلفين بها شرعا - هي السيطرة على المعاصي الجوانحية ..
فالجوارح تحت السيطرة :
لك جفنان ، تغمضهما عند النظر إلى أجنبية ..
عندك شفتان ، تطبقهما عند الغيبة ..
لك أذنان ، صحيح لا تغلقان ؛ ولكن بإمكانك السماع لا الاستماع ..
فإذن ، البصر واللسان والسمع ، بإمكان الإنسان أن يحترز بها عن المحرمات .
ولكن المهم هو معاقبة الجوانح ، على تلك الحركات السلبية التي في أعماق القلب ..
هذه الحركات غير محرمة ، من يقول : بأن الإنسان إذا تخيل الحرام أو الباطل ، بأنه يعاقب ؟..
ولكن هناك عبارة عن روح الله ( عليه ِ السلام ) ، بأنها كالدخان الذي يسود المكان ، فيزيل بهاءه ..
إن من هذه الأدخنة التي تسود القلب، احتقار الآخرين ..
على الإنسان أن لا يحتقر أحدا ..
بل كل ما رأى أحدا يقول : هذا خير مني ..
قد يقول قائل : هذه مبالغة !.. الأمر ليس فيه مبالغة ، عندما أقول : فلان خير مني .. لا باعتبار حاضره ، وإنما باعتبار خواتيم عمله ..
فلماذا أجعل خاتمتي خيرا من خاتمة فلان ، مادامت الخواتيم مبهمة ؟!..

2 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-03-2010 10:45 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
( التعامل مع الدنيا )
.........................
إن تعامل الناس بالنسبة إلى الدنيا، على نوعين :
هناك قسم توطدوا بالدنيا ، ورضوا بالمتاع العاجل .. وبتعبير القرآن :
{ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } ..
وهناك قوم انقطعوا إلى الآخرة ، وأهملوا الدنيا ؛ أي لا يشتغلون للدنيا ، فهم غير فعالين فيها، ويغلب عليهم الذكر اللفظي مثلا ، ولا يبالون لا بمجتمعهم ولا بأسرهم ..
وهذه أيضا حالة مرفوضة.
إن الكلمة الفصل في هذا المجال لأمير المؤمنين علي ( عليهِ السلام ) :
( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) ..
إنه تعبير رائع جدا !.. فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات ، لتثبيت دعائم الحياة المادية .. والمؤمن من اهتماماته في الدنيا ، أن يجمع مالا وفيرا ، ليوقف بها أمرا ماديا ، يكون له زادا في عرصات القيامة ..
( إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له ) .. من هم أصحاب الصدقات الجارية ؟.. هم أصحاب المال ؛ فالمؤمن الفقير : رأس ماله الدعاء ، والصبر .. أما المؤمن الغني : هو الذي بإمكانه أن يبني ما يكون له صدقة جارية ، وأن يتكفل الأيتام .
فإذن ، إن الدنيا مزرعة الآخرة ..
في عالم الزراعة : كلما اتسعت رقعة المزرعة ، كلما زاد المحصول .. وكلما زاد المحصول ، زادت الزكاة الواجبة لذلك المال .. وبالتالي ، فإن الدنيا إذا أصبحت في يد أمثال سليمان ، تصبح نعم العون على الآخرة !..
إن الإمام علي ( عليهِ السلام ) يقول : ( واعمل لآخرتك ، كأنك تموت غداً ) ..
إن المؤمن قد لا يخشع في صلاة الصبح ، وقد لا يخشع في صلاة الظهر ؛ لأنه يكون في قمة الانشغال اليومي .. أما في خصوص صلاة العشاء ، فإن لها حالة خاصة .. وذلك لأن الإنسان عندما يصلي صلاة العشاء ، يصلي صلاة المودع ، فهي آخر فريضة لهذا اليوم ، وبعدها سوف ينام ، والله - تعالى - يقول في كتابه الكريم :
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } ؛ فالموت والنوم أخوان قريبان ..
من أين للإنسان الضمان أن الله يرجع له الروح بعد النوم ؟.. ولهذا عندما يستيقظ من النوم ، يخر ساجدا لله ويقول : ( الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني ، وإليه النشور ) ..
فالعبارة حقيقية !..
إن بعض الحجاج - مع الأسف - يحجون حجة ، هم لا يرضون بها ، على أمل الحج السنة المقبلة !..
من قال أنه سيوفق لذلك ؟.. لذا عليه أن يحج حجة مودع ، وفي ليلة القدر كذلك عليه أن يقوم بأعمال مودع .. ومعنى قول الإمام علي ( عليهِ السلام ) : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) بعبارة أخرى : ( ليس الزهد ألا تملك شيئًا ، ولكن الزهد ألا يملكك شيء ) ..
مثلا :
هناك فقير له عصا وله سبحة ، ولكن قلبه متعلق بهما ؛ فهذا الإنسان عابد للدنيا ..
وهناك إنسان آخر عنده مصانع كثيرة ، ولكن قلبه غير متعلق بها ؛ فهذا الإنسان زاهد بالدنيا .

3 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-04-2010 11:31 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
( أبواب الرحمة الإلهية )
............................
إن هنالك بعض الأمكنة ، وبعض الأزمنة ، وبعض الحالات ؛ يفتح الله فيها أبواب الرحمة الإلهية ..
ومن هذه الأمكنة المساجد ، التي هي بيوت الله - عز وجل - في الأرض ..
فالمساجد كلها متساوية في الشرف والفضيلة ، من مسجد القرية إلى المسجد الحرام ..
نعم هناك تفاضل لا شك في ذلك !..
ومن حيث الأزمنة ، هناك مثلا : ليلة الجمعة ، وليلة النصف من شعبان ، وليالي القدر الخ..
في هذه الليالي ، يهب الله - عز وجل - عباده ما يشاء من الفضل .

أما الحالات التي تتجلى فيها الرحمة الإلهية، فمنها :

- نزول المطر :
فالمؤمن بمجرد أن ينزل المطر، يرفع يديه إلى السماء بالدعاء ..
وقد وصفه الله تعالى في القرآن الكريم بالماء الطهور :
{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا } ..
حتى أن البعض يشرب ماء المطر بنية الاستشفاء ، ويقول : أن هذا قريب عهد بربه ، لم يلمس هذا الماء أي إنسان ..
روي عن الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال :
« تفتّح أبواب السماء عند نزول الغيث ، وعند الزحف ، وعند الأَذان ، وعند قراءة القرآن ، ومع زوال الشمس ، وعند طلوع الفجر » .

- عند هبوب الرياح :
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } ؛ أي نحن الذين جعلنا الرياح تنتقل من مكان إلى مكان ..

- عند الزوال :
يقول تعالى : { حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ } ؛ أي الظهيرة ..
عند صلاة الظهر تفتح أبواب السماء ، ولهذا أمرنا بالحفاظ على جميع الصلوات وخاصة صلاة الظهر ..

- عند التقاء الصفين ..
ومن حالات استجابة الدعاء عند التقاء الصفين ؛ أي صفي المسلمين والكفار للقتال ، قال أمير المؤمنين علي( عليه السلام ) :
« اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن : عند قراءة القرآن ، وعند الأذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة ، وعند دعوة المظلوم ؛ فإنّها ليس لها حجاب دون العرش » .

- السحر ..
إن المطر له موسم، والرياح لها مواسم ..
ولكن أبواب السماء تفتح بدءاً من ساعات السحر ، حتى طلوع الشمس ..
أيضا هذا الوقت من الأوقات التي تنغمر فيه الرحمة الإلهية ، خصوصا بالنسبة إلى الرزق .. نحن مشكلتنا أننا جعلنا الأرزاق تساوي المال، والحال أن المال آخر الأرزاق : أول الرزق الإيمان والاطمئنان النفسي ، وبعد الإيمان الزوجة الصالحة ، وبعد الزوجة الذرية الطيبة .. وبعدها الدابة السريعة ، والدار الوسيعة ، والمال الوفير؛ وهي في أسفل القائمة ..
وذلك لأن رب العالمين يعطي الإنسان الأهم فالأهم !..
فالمؤمن الذي يصبح ويمسي لا يخاف شيئا ، ولا يحزن على شيء .. هذا الإنسان قمة في الراحة النفسية .

سر هذه الخصوصية لهذه الحالات :
أولا :
إن هذه الحالات تستقطب الرحمة .
ثانيا :
إن الله - عز وجل - يريد أن يرحم ، ولكن يجعل لرحمته علامة ، وليست الحالات هي التي أوجبت الرحمة .. هو أراد أن يرحم في مثل هذه الساعة منذ الأزل ، ولكن ليلفت نظرنا قال :
إذا نزل عليكم المطر ، وهبت الرياح ، و...الخ ؛ سأرحمكم ..
فاغتنموا الفرصة !..

فإذن ، على كل التقديرين ، المؤمن صياد الفرص ، يغتنم كل الأزمنة وكل الأمكنة وكل الحالات .. ويلجأ إلى الله تعالى ؛ كي يفتح له الأبواب المغلقة .
منقول

4 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-05-2010 07:30 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
---------------------------------
( المؤثرات السلبية الغيبية )
.................................

إن طبيعة الجنس البشري أنه يتأثر بالأوهام ، إلى درجة أنه يتعامل مع الموهوم تعامله مع المتيقن ..
مثال ذلك :
لو طلب من إنسان أن ينام ليلة مع ميت ، فإن معظم الناس يستوحش من ذلك ، رغم يقينه أن هذا الميت كالخشبة ..
فالإنسان يخاف من الحي ، لا من الميت .
قديما كانت تعد الجراثيم من عالم الغيب - بمعنى من المعاني - لأنها لا ترى ، وذلك قبل اكتشاف المجهر ، أما الآن وبعد اكتشافه ، فإننا نرى أدق الأشياء ..
وهذه الأيام هنالك ما يسمى : بالعين والسحر والشعوذة والعمل ..
فما هو الموقف الشرعي تجاه هذه الأمور؟..
إن بعض الناس طبيعتهم هكذا !.. ولعل البعض يتظاهر بالأكاديمية وأنه إنسان علمي وموضوعي فينفي كل شيء ما وراء المادة .. وطبعا هذا من الجهل بكل وضوح !..
لأننا نعيش في بيئة مليئة بالأمواج المغناطيسية والكهربائية والصويتة الخ...
وكل ما حولنا هو أشد تأثيرا في حياتنا من الشهود ..
وعليه ، فإن الإنسان الذي لا يعتقد بأصل المادة ، هذا إنسان غير موضوعي .
إن الإنسان لا ينفي أصل الموضوع فهناك سورة في القرآن الكريم باسم ( الجن ) { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا } ..
وبالنسبة إلى السحر أيضا يقول القرآن الكريم : { وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } ..
قديما كان هذا السحر موجودا ، كانوا يعقدون العقد على الحبل ، وتنفث فيه الساحرة ..
وهناك معنى آخر للنفاثات : أي أن الإنسان إذا عقد عزمه على شيء يأتي إنسان يحبط من عزمه أي ينفث في عقده ..
وورد أيضا في القرآن الكريم :
{ مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } .
فإذن ، إن هناك حقيقة قائمة ، ولكن ليس معنى ذلك أن كل ما يراه الإنسان من عوامل غريبة ، ينسبه إلى السحر وما شابه ذلك..
وعليه ، فإن هناك نكبات وبلاء ، ولكن ليس معنى ذلك أنه كلما رأينا بلية ، نفسر ذلك على أنه من عمل السحر والجن وما شابه ذلك ..
والحل هو :
أولاً : أن لا ننتقل من عالم الشهود إلى عالم ما وراء الطبيعة إلا بدليل قاطع ، وأنى لنا بدليل قاطع !..
ثانياً : دفع الصدقة .. فالوقاية خير من العلاج ..
هناك ما يسمى اليوم بالتطعيم ضد الأوبئة والأخطار ، لمن يخاف من المفاجآت المستقبلية ..
وكذلك الذي يخاف من مفاجآت القضاء والقدر ، عليه أن يدفع صدقة ، وقد يكون أثر هذا العمل أكثر من بعض الأحراز لأن فيه تضحية ، { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } .
فإذن ، يستحب للإنسان أن يدفع صدقة يومية ............

منقول

5 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-06-2010 05:20 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
---------------------------------
( روافد الشر غير المرئية )
.......................

إن الشر بعض الأوقات يأتي من مصدر مادي معلوم ، كإنسان عدو مثلا ..
وأحيانا يأتي من عالم غير مرئي من : الجن ، والشياطين ، والحسد ، وغير ذلك من الأمور ..
ولكن المؤمن يحاول دائما أن يتناول الشق المادي ، ولا يحيل الأمر إلى الجانب الغيبي ، وذلك لأمرين :
أولا :
الغيب لا يرى ..
فلو اعتقد إنسان أن جنا قد مسه ، كيف يصارع ويواجه هذا الجن الذي لا يرى ؟..
فلو كان المهاجم عدوا ، لاستطاع أن يشتكي عليه أو يواجهه ..
ولو كان جراثيم ، لاستخدم مضادا حيويا للقضاء عليه ..
أما الجن الذي لا يرى ، كيف يقضي عليه ؟..
وهنا وبسبب هذه الأوهام ، يذهب لكل نصاب ومشعوذ .
ثانيا :
الغيب لا يقطع به ..
فالإنسان عندما يرى عدوا أمامه ، يقول :
هذا عدو أمامي ، ولكنه لا يقطع أن الذي وراء الكواليس ، هي هذه الأمور الغيبية ..
فإذن ، إن المؤمن سياسته سياسة القرآن الكريم :
لا يتبع الظن ، ولكن يمشي وراء اليقين { إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } ..
ولكن مع ذلك نحن قوم واقعيون ، نتبع القرآن والسنة ..
فالقرآن ذكر الجن في آيات متفرقة ، منها : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } ..
وقد صنّف القرآن الكريم الجن إلى صالحين وغير صالحين { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا } ، وكذلك ذكر شر الجن : { مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ..
فإذن ، إن هناك شرا يصلنا من الجن ، وهناك شرا من الناس ..
فما هو الحل الجامع لهذا الأمر ؟..
الحل هو أن نوكل الأمر اليقيني والاحتمالي إلى خالق الشرور ..
فالإنسان عندما يصاب بمرض ، يحتمل الطبيب أن الجرثومة الفلانية هي السبب وراء ذلك المرض ؛ فيعطيه مضادا حيويا يقضي على الجرثومة المحتملة غير المقطوع به ..
وكذلك المؤمن ، فإنه يراجع ربه ويقول :
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } ..
وهنا نكتة قرآنية لطيفة : فـ{ أَعُوذُ } فعل مستمر ؛ لأن العدو عداوته مستمرة ، { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } ..
أحيانا الطائرات المعادية تهجم مرة في السنة ، أما إذا كان الهجوم يوميا ؛ فلا بد أن يكون الدفاع يوميا .. وعليه ، فبما أن الشيطان يوسوس دائما ، فإن على الإنسان اللجوء إلى الاستعاذة المستمرة ، للتصدي لهذا العدو :
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
إن هنالك بشارة لجميع المؤمنين ، وهي أن الشياطين والجن ، لا تصل إلى أعضاء بدن الإنسان ..
فالشياطين والجن لو كان لهم سلطة على الأبدان ، لذكر ذلك القرآن الكريم ، إنما شغلهم الوسوسة فقط .. ومن هنا الشيطان يوم القيامة يدافع عن نفسه دفاعا بليغا :
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ..
أي أنا عملي كان مجرد دعوة ، ولم يكن هناك إلزام وإكراه ..
ومن منا يدعي أن الشيطان دفعه إلى المعصية دفعا ؟!..
فإذن ، إن الأمر سهل ما دامت القضية وسوسة ، فالذي يلتفت إلى منافذ قلبه ، ينجو من هذا الشر .
منقول
6 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-07-2010 07:58 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( سجدة الشكر )
---------------------------------------

إن البعض يظن أن سجدة الشكر خاصة بالصلاة الواجبة ، والحال أن سجدة الشكر - كما هو معلوم من اسمها - يؤتى بها بعد حصول نعمة من الله سبحانه ، أو دفع نقمة منه ، وتكون في كل وقت ..
مثلا :
إنسان جالس في المنزل ، فيتذكر نعمة من نعم الله ، فيخر لله ساجدا ..
هذه حركة مشكورة من العبد ..
والبعض في المستشفى عندما يقال له : فلان برأ من مرضه ، فيخر لله ساجدا ..
هناك ثلاث جمل شرطية وردت في القرآن الكريم ، ورب العالمين أصدق الصادقين { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ } :
الأولى :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } .. طبعا هناك فرق بين ذكر العبد لربه ، فهذا الإنسان المسكين يذكره لقلقة لسان .. وبين ذكر الله - عز وجل - لعبده ، لأنه إذا ذكره ؛ قلب كيانه !..
الثانية :
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } .. اللام لام التأكيد ، والنون نون التوكيد الثقيلة ..
فهو إما أن يُعطى من جنس النعمة المشكورة ، أو من جنس آخر .. مثلا :
إنسان أعطي ولدا ، فشكر الله : فإما أن يعطى ولدا آخر صالحا ، أو يعطى من جنس آخر ، كالمال الوفير مثلا .. فالعبارة مفتوحة ، ورب العالمين لا مانع لعطائه .
الثالثة :
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } .. فرب العالمين كما نقرأ في المناجاة : ( وليس من صفاتك يا سيدي ، أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية ) !..
فإذن ، إن سجدة الشكر يمكن استعمالها في كل الحالات ، والأفضل أن تؤدى على نحو سجدتين .. ويُستحبّ فيها تعفير الجبينين بين السجدتين ، وكذا تعفير الخدّين .. ويستحب فيها أن يفترش ذراعيه ، ويلصق صدره وبطنه بالأرض .
لطالما الإنسان أراد أن يسجد لله شكرا ، وإذ بهذا الشكر يجره إلى المناجاة مع رب العالمين ..
بعض العلماء يقول : ليس هناك مانع أبدا ، أن تبكي على مشكلة من مصائب الدنيا ، وبمجرد أن تدمع عيناك ، ويرق قلبك ؛ تحوّل الحالة إلى رب العالمين ..
إن من موارد سجود الشكر ، أن يُوفق الإنسان للإصلاح بين متنازعين ..
يا لها من فضيلة عند الله عز وجل !.. لأن الإنسان عندما يتخاصم مع أحد، يتجاوز الحدود الشرعية :
غيبة ، وبهتانا ، وفحشا ..
فهو عندما يصلح بين مؤمنين ، أو بين مؤمن ومؤمنة ؛ يكون قد منع عنهما هذا الحرام الكبير .

منقول
7 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-08-2010 05:26 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( النية )
-------------------------------------


إن الصلاة تتكون من واجبات ركنية ، وواجبات غير ركنية ..
والواجبات الركنية هي التي تبطل الصلاة بنقصانها عمداً وسهواً ..
ومن هذه الواجبات النية، التي هي حركة في القلب ..
فالتكبير ، والقيام ، والركوع ، والسجود ؛ أعمال خارجية ..
أما النية ؛ فإنها عملية في القلب ، وهي قوام الصلاة ..
يقولون :
بأن النية بالنسبة إلى العمل ، كالروح إلى الجسد : مهما كان الجسد قويا ، فهو ميت لا قيمة له ..
وأعمالنا كذلك .
أثر النية في الخلود ..
إن طاعات الإنسان في الحياة الدنيا ، تكون لسنوات محدودة ؛ فكيف يعطى الأبدية في الجنة ؟..
والأعجب من ذلك ، إذا كان هناك مسلم ارتد عن الإسلام ، ثم مات بعد الارتداد بثوانٍ قليلة ؛ هذا جزاؤه جهنم خالدا فيها ؛ لأنه أشرك بالله - عز وجل - { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } .. هذا الشرك كان لثوان فقط، ولكن الجزاء هو الخلود في جهنم ..
وكذلك بالنسبة إلى الطاعة :
إذا كان هناك إنسان كافر وأسلم ، ثم مات بعد ثوان ؛ فإن هذا الإنسان يدخل الجنة خالدا فيها ..
والذي أوجب لهذا الخلود في النار ، ولهذا الخلود في الجنة ؛ هي النية ..
أي يا رب ، لو أبقيتني إلى أبد الآبدين ، لكنت لك مطيعا وبك مؤمنا ، أو العكس ..
هذا تأثير النية.
الرياء المبطل للعمل ..
إن من شرائط الصلاة النية الصحيحة ؛ أي أن لا يكون الإنسان مرائيا في عمله ..
إن البعض يصلي جماعة ، فتأتيه خاطرة : أن الناس ينظرون إليه بارتياح ، ونظرتهم هذه توجب له زيادة في المعاش .. أو أن شابا يذهب إلى المسجد ، فيكون ذلك مدعاة لتزويجه .. هل هذه الخواطر مبطلة أو غير مبطلة ؟..
إن هناك فرقا بين الخواطر ، وبين ما استقر في صفحة النفس ..
فالرياء المبطل ، هو الرياء المستقر ، وليس الذي يرد على نحو الخاطرة ..
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } ..
قال تعالى : { إِذَا مَسَّهُمْ } ؛ أي اتصال سطحي .. { طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ } ؛ لم يقل : شيء استقر من الشيطان ..
هل من موجبات عدم الإخلاص ، أن يعبد الإنسان ربه طمعا في الجنة ، أو خوفا من النار ؟..
إن عبادتنا هي إما عبادة العبيد الخائفين ، أو عبادة التجار .. فهل هذا يخل بالإخلاص ، أم لا ؟.. فقهيا : لا ، الصلاة صحيحة .. أما عرفياً وأخلاقياً ؛ فإن هذا بعيد عن الإخلاص ..
أين نحن وعبادة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) الذي كان يقول :
( إلهي !.. ما عبدتك خوفاً من عقابك ، ولا طمعاً في ثوابك .. ولكن وجدتك أهلاً للعبادة؛ فعبدتك ) ؛ هذه هي عبادة الأحرار ..
والإنسان المؤمن يحاول أن يترقى في عبادته ، ليصل إلى هذه الدرجة .
إننا عندما نتوضأ في الصيف بالماء البارد ، أحدنا يتوضأ وهو يعلم أنه ضمنا سوف ينتعش وتسري البرودة إلى بدنه .. هو لا ينوي ذلك ، ولكن البرودة تأتيه قصرا .. وكذلك في قربك لله - عز وجل - لا تنوي الحور ولا القصور، بل قل : يا رب !.. أحاول أن أعبدك عبادة الأحرار .. إن استطعت ذلك ، فإنه - عز وجل - يعطيك ما لا يخطر على بال بشر ..
عندما يدخل الإنسان الجنة ، فإنه يرى من الجمال الإلهي ما تندهش منه العقول ، يقال له : اذهب إلى القصور وإلى الحور ؛ ولكن قلبه لا يطيق فراق هذه الحالة ، لأنه يرى أن ما هو فيه من الانشغال بهذا الجمال الإلهي ، لا يقاس بالجمال المادي ..
ومن هنا قيل :

{ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ
} !..


8 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-09-2010 10:05 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( الإسراف والتبذير )
-------------------------------------

إن هنالك مالا مسرفا فيه، ومالا مبذرا به ..
فالإنسان تارة يسرف : بمعنى أن أصل العملية صحيح ، حيث أن له الحق في أن يشتري طعاما مثلا ، ولكن يشتري زيادة عن حاجته ..
وتارة يبذر: أي أنه يشتري ما لا يحتاج إليه ، ويجعل ماله في غير موضعه ؛ فهؤلاء عبر عنهم القرآن الكريم بأنهم أخوان الشياطين ، حيث قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ } ..
إذا كان صرف المال الفاني في غير محله يعد تبذيرا ، ويجعل الإنسان من أخوان الشياطين ؛ فكيف بما هو أرقى من المال ، عندما يصرف في غير محله ، ألا وهو العمر والوقت ؟!..

إن القسم الجاد في حياتنا، يكاد ينحصر في الحضور إلى المسجد ، والوقوف للصلاة بين يدي الله عز وجل .. وإلا فإن الأعمار في تلف مستمر ، { إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } ..
بعض الناس يمضي يومياً ثلاث أو أربع ساعات في سيارته ، والبعض الآخر قد يمضي ساعات من الانتظار في طوابير الشراء ، وهناك من هو مبتلى بالأرق ؛ لا هو مستيقظ فيعمل شيئا ، ولا نائم فيرتاح بدنه ..
فهذه الحالات تكون قصراً دون اختيار من الإنسان ..
ولكن أحيانا الإنسان بسوء اختياره ، يمضي ساعات من عمره في النظر إلى التلفاز ، دون أن يستفيد من ذلك شيئا لدنياه أو لآخرته .
فإذن ، ماذا نعمل في معظم ساعات العمر ، التي هي عبارة عن هذه الساعات التالفة ؟..

إن هناك عدة أبواب للاستثمار ، منها :
- القراءة .. قراءة القرآن الكريم ، وقراءة كل ما ينفع الإنسان لدنياه وآخرته ..
إن المؤمن في أيام حياته ، لا بد أن يقرأ الألفاظ المشكلة في القرآن الكريم ، على الأقل في المصحف الذي بهامشه تفسير بسيط ..
لو أن إنسانا هوى فتاة أجنبية ، وأرسلت له رسالة ؛ ألا يبحث في القاموس كي يعلم ما الذي تقوله هذه المحبوبة ؟!.. فكيف إذن بإنسان يدعي أنه يحب رب العالمين ، ولا يعلم ماذا يقول ؟!..
من تلك الألفاظ : { تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى } ، { وَفَاكِهَةً وَأَبًّا } ..
بعض الكلمات نرددها في اليوم كذا مرة ، ولا نعرف معناه ا.. مثلا : في الصلوات اليومية ، نردد هذه الجملة : ( سمع الله لمن حمده ) !.. لماذا سمع لمن ، وليس سمع من ؟.. وما معنى الصلاة على محمد وآل محمد ؟.. وكذلك ما معنى : { اللَّهُ الصَّمَدُ } ، { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } ..
في المعوذتين كلمات لا يعرفها معظم الناس { وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } ، { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ؟.. { مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ } .. ما معنى : النفاثات ، والعقد ، وغاسق ، والوقب ، والخناس ؟..
لو جعل الإنسان في مكتبه القرآن المفسر البسيط، وقرأ كل يوم من كل صفحة آية ، من الممكن أن يختم القرآن في سنة ، من حيث المعنى .
- الذكر .. إن الذكر قسمان : ذكر لفظي وذكر قلبي ..
لا بأس للمؤمن أن يتخذ وردا بين وقت وآخر؛ ويلتزم به .. كل أربعين يوما يختار وردا معينا ، ويلتزم به خلال ذهابه وإيابه ..
ومن أفضل الأذكار سورة التوحيد ، ولو اتخذ المؤمن في شهر رمضان من هذه السورة وردا ، لأصبح ثريا ..
حيث أن كل ثلاث سور بمثابة ختمة، وفي شهر رمضان كل آية بحكم ختمة ..
انظر إلى العدد التصاعدي من الأجر لمن كان له قلب !..


9 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-10-2010 01:48 PM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ [
[ عنوان الزاد
] :

( الذكر اليونسي )
-------------------------------------
إن للمؤمن وردا يلتزم به في ساعات فراغه ، ومن أفضل الأذكار الذكر القرآني ..
هنالك ذكر في القرآن الكريم ، الله - عز وجل - جعل النجاة معلقة عليه ، وقد وعدنا أن يرتب الآثار على هذا الذكر ، كما رتبه على ذلك النبي ( عليه السلام ) .. وهو ما يسمى بالذكر اليونسي ، وهو من الأذكار المأثورة في حياة الأولياء والصالحين .
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } :
أولاً :
كلمة { نَادَى } تختلف عن كلمة " ذكر " .. حيث أن النداء فيه نوع من أنواع الالتجاء ، ولعله يصاحب - في بعض الحالات - رفع الصوت ..
فهو إنسان في ظلمات ثلاث :
بطن الحوت ، وظلمات البحار ، وظلمة الليل : { ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } ..
فإذن ، هناك التجاء ، إذ يكفيه أنه هرب من القوم .
ثانياً :
كلمة { إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ أي هناك حالة من حالات الندامة ، بما لا ينافي العصمة .
إن الآية لم تذكر عدد المرات التي دعا بها يونس بهذا الدعاء ، فلا يستبعد أن تكون مرة واحدة فقط ..
فهو لم يقل : ثلاثمائة أو أربعمائة مرة ..
إذن النداء كان نداء بليغا ، وكان له ثلاث شعب ، والذي يلتفت إلى هذه الشعب يكون قد وصل إلى مغزى الذكر اليونسي :
أولا :
الانقطاع : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ } .. أي لا مؤثر في الوجود إلا أنت ، إن كانت هناك نجاة ، فيا ربي منك أنت الإله المتحكم في هذا الوجود .
فإذن ، هناك انقطاع .. يونس ( عليه السلام ) انقطع إلى الله ، ومن ينجيه سواه من بطن الحوت ؟..
الآية الكريمة تقول : {[FONT="Arial Black"] فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [/FONT]} وهم في السفينة ، عندما تحيط بهم الأمواج ، { دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } .. فكيف إذا كان في بطن الحوت ؟..
ثانيا :
التنزيه : { سُبْحَانَكَ } .. أي يا رب ، أنت المنزه ، وما وقعت به فهو هو من فعلي أنا ..
لقد خلقتني على وجه الأرض ، وجعلتني نبياً يوحى إليه ؛ فلماذا انتقلتُ من عالم الدعوى إلى عالم بطن الحيتان ؟.. كنتُ معافى ، ورب العالمين كتب لي رزقا لي واسعا ؛ ولكن المعاصي جعلتني أفتقر ، وسلبتني العافية ..
سبحانك أنت منزه !.. { مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } ..
فإذن { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } كل بلية وكل سيئة ، الأصل فيها يعود إلى بني آدم .
ثالثا :
الاعتراف بالظلم : { إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } .. أي أنا ظلمت نفسي ، ومن أقبح الظلم ظلم أقرب الناس إلى الإنسان .. الله الله في أحب الأنفس إليكم !.. والنفس التي بين جنبينا هي أحب الموجودات إلينا .. وبالتالي ، فإن أقبح الظلم ظلم النفس !..
إن للذكر اليونسي طعما متميزا في حالتين :
- بعد المعاصي ..
حيث أن المؤمن عندما يعصي ، يعيش حالة من الخجل والوجل .. وعندئذ تكون الفرصة الذهبية كي يسجد لله - عز وجل -، وإذا بهذه المعصية الصغيرة تستجلب منه دمعة ، تطفئ غضب الله عز وجل .
- بعد الغفلات ..
قد يكون الإنسان عادلا ، وهذا ممكن !.. ولكن الغفلات ألا تستحق أن يسجد الإنسان لربه - عز وجل - وحالته حالة نبي الله يونس ( عل؟!.. وقد قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }؛ إنه وعد إلهي بمعاملتنا معاملة يونس ( عليه السلام ) ومن أصدق من الله حديثا!..

10 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-12-2010 08:20 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( الدعاء )
-------------------------------------

بعد أن نرفع رؤوسنا من الركوع نقول : ( سمع الله لمن حمده ) !..
إن كلمة " سمع " في اللغة العربية هي فعل متعدٍّ ؛ أي أنه لا يحتاج إلى حرف جر، بل فعل وفاعل ومفعول به ..
مثلا : تقول : سمعت صوت فلان ، ولا تقول : سمعت لصوت فلان ..
فإذن ، إن اللام في غير محلها ..
ولكن أيضا في اللغة العربية، الفعل بعض الأوقات يعطى معنى فعل آخر؛ فيعامل معاملة الفعل الجديد.. مثلا: "سمع" الذي هو الفعل الأصلي كان متعديا، فأصبح هنا لازما؛ أي يحتاج إلى حرف جر.. وهنا : الفعل " سمع " خرج عن كونه سمع ؛ بل تضمن معنى " استجاب " ..
لذا فإنه من الواضح أن يتعدى باللام ..
استجاب الله لفلان ، واستجاب الله لمن حمده .

إن الأمر الواقع لا محالة ، يعبر عنه بالفعل الماضي .. مع أن الروم غلبوا بعد حياة الرسول (صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم )، ولكن القرآن الكريم يقول :
{ غُلِبَتِ الرُّومُ } ؛ بمعنى أن القضية محققة الوقوع ..
وكذلك ( سمع الله لمن حمده ) ، أي الذي يحمد الله ، فإن رب العالمين استجاب له دعاءه ؛
أي سمع الله لمن حمده ودعاه ..
ولكن الذي يحمد الله ، ما طلب شيئا ؛ فكيف استجاب رب العالمين له وسمع نداءه ؟..
الجواب:
هناك طلب بلسان المقال ، وهناك طلب بلسان الحال .. رب العالمين إذا رضا عن عبد، دبر أمره، واستجاب له ، وإن لم يصرح بالطلب .. فشعاره :
( علمك بحالي يغنيك ، عن سؤالي ) .

لطالما دعونا في حياتنا اليومية ، وكذلك تحت الميزاب ، وعند الحطيم ؛ في مواطن الاستجابة ، ولم نر إجابة ..
فكيف يجتمع ذلك مع هذه الآية الكريمة : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ، إذ أن الله -عز وجل-لم يقيد الدعاء بشيء ..
والحال أن أكثر الحوائج عندنا غير مقضية ؟..
الجواب : إن كل دعاء يرتفع إلى الله –عز وجل- ولكن بشرطه وشروطه.. رب العالمين استجاب دعاءه، ولكن إجابته لا تطابق طلب العبد، بل تفوق طلبه.. مثلا: إنسان بحاجة إلى سكن، فيق
دم طلبا إلى وزير الإسكان .. فهذا الوزير تارة لا يقبل الطلب ، فيكتب تحته : للدارسة ؛ أي يجمد .. وتارة يقبل الطلب ، ويريد أن يعطيه سكنا .. هو يريد بيتا لذوي الدخل المحدود، ولكن الوزير استجاب له ، فأعطاه قصره .

وعليه، فما على الإنسان إلا أن يقدم الملف !..
قال الله تبارك وتعالى : ( يا بن آدم! .. أطعني فيما أمرتكَ ، ولا تـُعلـّمني ما يـُصلحك ) .. عبدي! .. ادعوني ولا تعلمني .. قل : يا رب !.. عافني في نفسي وأهلي وولدي ..
ولكن كيف يعافيك ؟.. فإن هذا الأمر إليه !..

فإذن ، إن حوائجنا مستجابة ، ولكن لها ثلاث شقوق :
1- إما أن نعطى الحاجة معجلة.
2- وإما أن نعطى الحاجة مؤجلة، قال الله - عز وجل - لموسى ( عليه ِ السلام ) : { قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا } ، ولكن أربعين عاما كان بين الوعد الإلهي والإجابة .
3- وإما لا نعطى الحاجة لا معجلة ولا مؤجلة ، بل يعوض في الآخرة .. ينظر العبد يوم القيامة إلى الحوائج التي قضيت في الدنيا ، وإلى الحوائج التي لم تقض ، ويرى التعويض الإلهي ..
عندئذ يتمنى لو لم تستجب له دعوة واحدة ، لما يرى من التعويض في ذلك العالم ..
لذا، فإن على المؤمن أن يدعو الله دائما ، وبأعصاب باردة .


12 / 9 / 2010

ناريمان الشريف 09-12-2010 12:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 18244)
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( النية )
-------------------------------------


إن الصلاة تتكون من واجبات ركنية ، وواجبات غير ركنية ..
والواجبات الركنية هي التي تبطل الصلاة بنقصانها عمداً وسهواً ..
ومن هذه الواجبات النية، التي هي حركة في القلب ..
فالتكبير ، والقيام ، والركوع ، والسجود ؛ أعمال خارجية ..
أما النية ؛ فإنها عملية في القلب ، وهي قوام الصلاة ..
يقولون :
بأن النية بالنسبة إلى العمل ، كالروح إلى الجسد : مهما كان الجسد قويا ، فهو ميت لا قيمة له ..
وأعمالنا كذلك .
أثر النية في الخلود ..
إن طاعات الإنسان في الحياة الدنيا ، تكون لسنوات محدودة ؛ فكيف يعطى الأبدية في الجنة ؟..
والأعجب من ذلك ، إذا كان هناك مسلم ارتد عن الإسلام ، ثم مات بعد الارتداد بثوانٍ قليلة ؛ هذا جزاؤه جهنم خالدا فيها ؛ لأنه أشرك بالله - عز وجل - { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } .. هذا الشرك كان لثوان فقط، ولكن الجزاء هو الخلود في جهنم ..
وكذلك بالنسبة إلى الطاعة :
إذا كان هناك إنسان كافر وأسلم ، ثم مات بعد ثوان ؛ فإن هذا الإنسان يدخل الجنة خالدا فيها ..
والذي أوجب لهذا الخلود في النار ، ولهذا الخلود في الجنة ؛ هي النية ..
أي يا رب ، لو أبقيتني إلى أبد الآبدين ، لكنت لك مطيعا وبك مؤمنا ، أو العكس ..
هذا تأثير النية.
الرياء المبطل للعمل ..
إن من شرائط الصلاة النية الصحيحة ؛ أي أن لا يكون الإنسان مرائيا في عمله ..
إن البعض يصلي جماعة ، فتأتيه خاطرة : أن الناس ينظرون إليه بارتياح ، ونظرتهم هذه توجب له زيادة في المعاش .. أو أن شابا يذهب إلى المسجد ، فيكون ذلك مدعاة لتزويجه .. هل هذه الخواطر مبطلة أو غير مبطلة ؟..
إن هناك فرقا بين الخواطر ، وبين ما استقر في صفحة النفس ..
فالرياء المبطل ، هو الرياء المستقر ، وليس الذي يرد على نحو الخاطرة ..
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } ..
قال تعالى : { إِذَا مَسَّهُمْ } ؛ أي اتصال سطحي .. { طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ } ؛ لم يقل : شيء استقر من الشيطان ..
هل من موجبات عدم الإخلاص ، أن يعبد الإنسان ربه طمعا في الجنة ، أو خوفا من النار ؟..
إن عبادتنا هي إما عبادة العبيد الخائفين ، أو عبادة التجار .. فهل هذا يخل بالإخلاص ، أم لا ؟.. فقهيا : لا ، الصلاة صحيحة .. أما عرفياً وأخلاقياً ؛ فإن هذا بعيد عن الإخلاص ..
أين نحن وعبادة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) الذي كان يقول :
( إلهي !.. ما عبدتك خوفاً من عقابك ، ولا طمعاً في ثوابك .. ولكن وجدتك أهلاً للعبادة؛ فعبدتك ) ؛ هذه هي عبادة الأحرار ..
والإنسان المؤمن يحاول أن يترقى في عبادته ، ليصل إلى هذه الدرجة .
إننا عندما نتوضأ في الصيف بالماء البارد ، أحدنا يتوضأ وهو يعلم أنه ضمنا سوف ينتعش وتسري البرودة إلى بدنه .. هو لا ينوي ذلك ، ولكن البرودة تأتيه قصرا .. وكذلك في قربك لله - عز وجل - لا تنوي الحور ولا القصور، بل قل : يا رب !.. أحاول أن أعبدك عبادة الأحرار .. إن استطعت ذلك ، فإنه - عز وجل - يعطيك ما لا يخطر على بال بشر ..
عندما يدخل الإنسان الجنة ، فإنه يرى من الجمال الإلهي ما تندهش منه العقول ، يقال له : اذهب إلى القصور وإلى الحور ؛ ولكن قلبه لا يطيق فراق هذه الحالة ، لأنه يرى أن ما هو فيه من الانشغال بهذا الجمال الإلهي ، لا يقاس بالجمال المادي ..
ومن هنا قيل :

{ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ
} !..


8 / 9 / 2010

رائع جداً ما جاء هنا
نقل موفق أخي حميد
أتابعك باهتمام

أشكرك

...... ناريمان

عبدالسلام حمزة 09-12-2010 01:03 PM



جزاك الله خيرا ً أخي حميد

مواضيعك ممتعة وشيقة واختياراتك موفقة , شكرا ً على ما تبذله من جهد

متابع معك بارك الله فيك

حميد درويش عطية 09-13-2010 03:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 19426)


جزاك الله خيرا ً أخي حميد

مواضيعك ممتعة وشيقة واختياراتك موفقة , شكرا ً على ما تبذله من جهد

متابع معك بارك الله فيك

شكرا ً أخي عبد السلام
وفقكَ اللهُ سبحانه
و باركَ فيك
لكَ تحياتي و تقديري


13 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-13-2010 04:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 19411)
رائع جداً ما جاء هنا
نقل موفق أخي حميد
أتابعك باهتمام

أشكرك

...... ناريمان

نسألُ اللهَ جلَ و علا :
الهداية َ و العناية َ و الرعاية
لك ِ كاملَ تقديري

حميد

13 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-13-2010 08:22 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ]
( الإقبال والإدبار
)
-------------------------------------


إن الناس صنفان :
صنف يعيش الهواجس المعنوية ، ويهتم بمسألة الإقبال والإدبار ..
وصنف لا تهمه هذه المسألة ؛ إنما كل همه ينحصر في الأكل والشرب واللبس ، وما إلى ذلك من متع الحياة الدنيا ؛ وهذا الصنف أقرب ما يكون إلى عالم البهائم ، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم :
{ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا } .
فإذن ، إن هناك قسما من الناس يعيش الهواجس المعنوية ، ويحمل همّ الروح التي بين جنبيه ..
هذه الروح الخالدة بخلود الله - عز وجل - وبإذن الله عز وجل ؛ فيعطي لهذه الروح الاهتمام الذي يتناسب مع خلود الأرواح ..
وعليه ، فإن مسألة الإقبال والإدبار من العوارض المهمة للروح الإنسانية ، ولطالما شغلت بال الذين هم في طريق التكامل ، وفي طريق القرب إلى رب العزة والجلال .
من أهم القواعد في هذا المجال :
- استشعار حالة الألم والمرارة ، من البعد عن الله عز وجل ..
فالإنسان الذي لا يعيش الهواجس المعنوية : إن أقبل يشكر الله على هذه النعمة ، وإن أدبر لا يعيش المرارة أبدا ولا يتألم لذلك ..
إن استيقظ لصلاة الفجر صلى صلاته، وإن لم يستيقظ فإن الأمر لا يحرك فيه ساكنا ؛ فهذا الإنسان بعيد كل البعد عن هذه الدائرة المقدسة !..
إنما المؤمنون المرهفون ، الذين يحملون هذا الهم ، عندما تنتابهم حالة الإدبار، وخصوصا في الصلاة الواجبة ، يعيشون حالة الألم العميق.
إن الإدبار عدة أنواع :
إدبار طبيعي : مثلا : إنسان مريض ، أو له هواجس دنيوية مشغلة؛ فهذا يكون من الصنف الذي يعذر في إدباره .
إدبار عقوبة : حيث أن هناك إدبارا يستشم منه العقوبة الإلهية ، بمثابة إنسان له موعد مع السلطان ، وعندما يفتح الباب ويقترب ، يأمر السلطان أعوانه بطرد ذلك الإنسان ..
هذا إدبار مؤلم ، ويثير الحزن الشديد .
إدبار لطف .. بعض أنواع الإدبار قد يكون من باب اللطف ؛ فرب العالمين قد لا يعطي بعض المزايا الروحية والمعنوية للعبد ؛ لئلا يعيش حالة العجب والغرور ..
ورد في الحديث : ( سيئة تسوء ك خير من حسنة تعجبك ) .
وعليه ، فإن المؤمن عندما يصاب بحالة الإدبار ، إن رأى سببا ظاهريا : إرهاقاً بدنياً ، أو تعب نفسياً ؛ قد لا يقلق لهذا الإدبار كثيرا ..
ولكن إن تكررت هذه الحالة : كأن يصلي أياما صلاة غير خاشعة ، أو مر أسبوع كامل وهو يصلي الفجر قضاء ، أو وهو في المشاهد المشرفة ، يذهب كل يوم إلى زيارة بيت الله الحرام وقبر النبي ( صلى اللهُ عليه ِ و آله ِ و سلم) ولا يتفاعل في هذه الزيارة ؛ فمن الممكن أن تكون هذه إشارة إلى أن هناك خللا في تركيبته الباطنية ..
عندئذ عليه بسبر غور النفس ، وعمل استقراء لواقعه ولحاله .
فإذن ، إن الخطوة الأولى هي البحث الدقيق عن الذنوب التي أوجبت له هذا الإدبار ..
وإن اكتشف ذنبا ، فلابد هنا من التعويض :
أولا : بإصلاح الأمر فيما بينه وبين الله عز وجل ؛ بمعنى الاستغفار العميق ، والتوبة النصوح .
ثانيا : البحث عما يوجب له الكفارة ، إذا كان هناك خطأ في البين : مثلا : آذى إنسانا ، أو كسر خاطر إنسان ، فعن الرسول ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ وسلم ) :
( من كسر مؤمناً، فعليه جبره ) .

منقول


13/ 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-14-2010 05:56 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( التبرم من الخلق )
-------------------------------------


إن الإنسان عندما يزداد قربا من الله عز وجل ، ورقة في علاقته مع رب العالمين ؛ تنتابه حالة من حالات الإدبار والتبرم من الخلق ..وكأن هناك حالة من الضدية أو الاثنينية بين الخالق والمخلوق :
إن التفت إلى الخالق انشغل عن المخلوق ، وإن التفت إلى المخلوق انشغل عن الخالق .

إن الإنسان الذي يدمن النظر إلى المتاع الزائل ، فإن قلبه من الطبيعي أن ينشغل عن النظر إلى الجمال
العلوي ، وخاصة إذا كان الالتفات مع محبة وميل ..
إذ أن هناك فرقا بين النظرة الساذجة العابرة للدنيا ، وبين النظرة المعمقة المشوبة بالحب والميل ..
يقول أمير المؤمنين علي ( عليهِ السلام ) في وصفه للدنيا :
( من نظر إليها أعمته ، ومن نظر بها بصرته ) ؛ فنحن تارة ننظر إلى الدنيا ، وتارة ننظر بالدنيا .

وعليه ، فإن هذه الحالة من الاثنينية حالة طبيعية :
فالذي يشغل قلبه بما تراه عيناه ؛ من الطبيعي أن لا يتفرغ إلى جمال العالم العلوي ..
ولكن في نفس الوقت الذي يتلذذ باللذائذ المعنوية ؛ سوءا كانت لذائذ جوف الليل ، أو لذائذ الصلاة الواجبة ؛ فإنه يعيش حالة الجفاء مع المخلوقين ، ومع الوقت يعيش حالة التقوقع والانعزال عن الناس ..
ومع الأسف قد يظن أنه على خير !.. نعم ، هم ليسوا بمثابة { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } ، ولكن ليست هذه هي الحالة الفضلى أو المثلى للإنسان الكامل .

إن الأنبياء والأوصياء هم قمة الخلق ، وليس هناك علاقة متميزة بالله عز وجل ، كعلاقة النبي وآله ..
ولكن النبي كان أكثر الناس التصاقاً بالناس ، وأكثر الناس تعاملاً مع الناس !..
فقد ورد عن النبي محمد ( صلى اللهُ عليهِ و ألهِ و سلم ):
( الخلق عيال الله ، فأحبّ الخلق إلى الله من نفع عيال الله ، وأدخل على أهل بيت سروراً ) ..
وسئل ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( من أحبّ الناس إلى الله ؟.. فقال : أنفع الناس للناس )..
والنبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) يقول :
( أحسن الناس إيماناً ؛ أحسنهم خُلقاً ، وألطفهم بأهله .. وأنا ألطفكم بأهلي ) .

فإذن ، الجمع هو الكمال ، والذي يعيش مع الله - عز وجل - حالات روحية وشاعرية وشعورية على حساب الخلق ، هذا إنسان ناقص .. والذي يعيش مع الناس على حساب ذكر الله عز وجل ، أيضا هذا إنسان ناقص ..
( اليمين والشمال مذلة والطريق الوسطى هي الجادة
) .

منقول
14/ 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-15-2010 05:44 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( تزاحم الخواطر في الصلاة )
-------------------------------------


إن أغلب الناس يشتكي من مسألة تزاحم الخواطر في الصلوات اليومية ..
فالإنسان يتعجب من نفسه في بعض الحالات !.. مثلا :
في ليلة القدر ، يعيش حالة الإقبال طوال الليل ، وعندما يريد أن يصلي صلاة الفجر ؛ يرى أن هذه الخواطر تهجم عليه بشكل قهري ، فلا يتمكن من التركيز والتوجه ..
وفي حال الطواف ، يطوف سبعة أشواط، ويقرأ بعض الأدعية البليغة والمؤثرة وبدموع جارية ، ولكن عندما يريد أن يصلي ركعتي الطواف خلف المقام ، أيضا تأتيه هذه الخواطر ..

إن المسألة عميقة جدا ، وعلاج هذه الحالة قد لا يتأتى في سنوات ، بل قد يحتاج الأمر إلى مجاهدة طويلة .. ومن أعلى مقامات القرب إلى الله - عز وجل - أن يعيش الإنسان حالة التركيز ، عندما يريد أن يصلي ..
أو حتى خارج الصلاة ، عندما يريد أن يعيش حالة التوجه المركز إلى الله - عز وجل - يكون الأمر بيده .

إن هناك حلولا آنية وحلولا أساسية لهذه المشكلة ..
- الحلول الآنية : وهي أن يقسم المصلي خواطره إلى قسمين :
أولاً :
الخواطر القهرية :
عندما يصلي الإنسان صلاة خاشعة ، ويكون بناؤه على عدم السرحان ، وتأتيه خاطرة معينة ، فإنه يتأذى منها ويصرف نفسه عنها وقهرا .. هذا شيء جيد !.. فالخاطرة أتته ، ولكنها لم تستقر في النفس ..
وهذا مثل إنسان يصلي في السوق وأمامه المارة ، هذا الذي يمر قد يشغله لحظات ، ولكن بعد أن يغيب عن مجال البصر ، لا يرى له صورة في نفسه ..
كما أن هناك أفرادا يمرون أمام المصلي وهو في الحرمين الشريفين والمشاهد المشرفة ، فإن صورهم لا تشغله ..
كذلك في عالم الخواطر، فإنها تمر مرورا على صفحة القلب ، كما أن الأفراد يمرون مرورا أمام العين .
ثانياً :
الخواطر الاختيارية :
وكل المشكلة تكمن في هذه الخواطر !.. فالشيطان يعطيك رأس الخيط، وأنت باختيارك تتابع هذه الخاطرة ، مثلا :
الشيطان يذكرك بمشكلة وقعت بينك وبين إنسان ، وقد تكون هذه المشكلة من سنوات طويلة ، ونسيت الأمر.. ولكن الإنسان - بعض الأوقات - بسوء اختياره ، يتابع الخاطرة السلبية .. فإذا به يكبر وتبدأ معه الخاطرة ، ويسلم وتنتهي معه الخاطرة ، وقد لا تنتهي !..

فإذن ، نحن غير محاسبين على الخواطر اللااختيارية ، إنما الحساب على الخواطر الاختيارية ..
إذا صلى الإنسان ، وطوال الصلاة وهو يدفع ويقارع الخواطر اللااختيارية ، ولا يتابع الخيوط؛ هذا الإنسان إنسان خاشع ، وصلاته مقبولة ، وإن لم يخشع .. وذلك لأنه كان في كل لحظة يأتيه الشيطان بفكرة ، وهو يرفض المتابعة والاستسلام للإيحاء الشيطاني ، وطوال صلاته وهو في حال عراك وصراع مع إبليس ..
هذا الإنسان إنسان محمود ، لا يذم على هذا الشرود ؛ لأنه كان في حال مجاهدة مع نفسه .

15 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-16-2010 04:06 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
لاستعاذة )
-------------------------------------


إن الآيات القرآنية تدعو الإنسان إلى أن يتخذ الشيطان عدوا ، {إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا }..
وهذه المواجهة لأمرين :
أولاً :
حالة نفسية ..
إن الإنسان بطبعه يعادي من يعاديه، فهذه طبيعة الإنسان أنه يواجه العداوة بعداوة ..
ثانياً :
دفعاً للضرر ..
فالعدو : تارة يكون عدوا مسالما ، لا يريد بك كيدا ، ولا يريد أن يوصل لك ضررا ؛ فهذا عدو مسلوب التأثير ..
وتارة العكس !.. أما الشيطان ، فإنه من الأعداء الذين لهم موقف باطني ، وموقف نفسي من بني آدم ..
وذلك لعدة أسباب ، منها :
- العداوة التاريخية :
إن هناك عداوة موروثة من عداوته لأبينا آدم (عليهِ السلام ) ؛ لأن الله – عز وجل - فضله عليه ، وأمره بالسجود له ..
فإبليس حسد آدم (عليهِ ) ؛ على سجوده لله عز وجل ( إنّ العبد إذا سجد ، فأطال السجود ، نادى إبليس : يا ويله !.. أطاع وعصيتُ ، وسجد وأبيتُ ) ..
فإذن ، إن هناك عداوة تاريخية .
- العداوة اليومية :
هناك أيضا عداوة أخرى وهي إيماننا وطاعتنا نحن ؛ أي هناك عداوة يومية لنا جميعا .. والمرء كلما زاد إيمانا وتألقا ، وإصرارا على السير في طريق رب العالمين ؛ كلما كثف الشيطان جهوده في صده عن السبيل .
إن الشيطان له مكائده لعامة الناس ، ولكن للخواص من الناس أيضا له مكائد متناسبة مع درجاتهم ..
ومسألة مواجهة كيده من أعقد مسائل المواجهة ، وذلك لأن هذا العدو اللدود ، يجمع بين ( خاءات ) ثلاث :
الخبرة :
تلك الخبرة العريقة في عملية الإغواء منذ آلاف السنين ، والتي شملت محاولات التعرض لمسيرة الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام ) وإن باءت بالفشل بالنسبة لهم ..
فمن الطبيعي أن الإنسان أمام هذا الموجود الذي عداوته عريقة وعميقة، وأساليب كيده متنوعة؛ أن يصاب للوهلة الأولى باليأس والإحباط ، ويقول :
أنا أين وقوة هذا العدو أين؟ ..
الخفاء :
فهو يرانا من حيث لا نراه ، قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } ..
الخبث :
إنه يعرف المداخل .. فربما نسي الإنسان هفواته ما قبل البلوغ ، وما بعد البلوغ .. ولكن الشيطان منذ اللحظة التي ولد فيها الإنسان وهو معه وهو قرينه ، ويعرف نقاط ضعفه ..
ولهذا - والله العالم - من حكمة الأذان والإقامة في أذن المولود ، من باب دفع الشيطان عن هذا الوليد ..
فيكفي أن نعرف من بعض الروايات :
( الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ) .
فإذن ، إن المعادلة غير متكافئة، والمعركة خاسرة ..
ولكن الذي يقوي جبهة المؤمن : ثقته بالله عز وجل ، واستعاذته الدائمة ..
{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }
إن كيد الشيطان في حد نفسه قوي جدا، ولكن أيضا القرآن يصفه بالضعف ، لأن الذي يدفع شره عن الإنسان ، هو الذي خلقه ..
لا ننسى أن الشيطان مخلوق لله عز وجل، وناصيته بيد الله عز وجل؛ فيكفي أن ينهاه ويأمره بعدم الاقتراب من هذا الإنسان المؤمن ، الذي يكثر الاستعاذة بالله عز وجل .
إن الاستعاذة حركة قلبية قبل أن تكون حركة لسانية :
فيها خوف، وفيها أمل ، وفيها فرار ، وفيها التجاء ..
كل هذه المعاني إذا اجتمعت في قلب إنسان ، يصدق عليه بأنه إنسان مستعيذ ..
والله - عز وجل - في عون عبده الذي يكثر من الالتجاء به ، خاصة قبل الأعمال الصالحة ، مثلا :
قبل أن يقرأ القرآن الكريم { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ، وقبل كل عمل ذي بال المؤمن يسمي ويستعيذ بالله عز وجل ، ليسلم من
كيده ، وهمزه، ولمزه ، ووسوسته ..
عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله؛ فهو أبتر ) .
منقول

16 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-17-2010 05:44 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( علاقة العبد بربه )
-------------------------------------

إن لعلاقة العبد بربه صورا مختلفة ، فنحن عندما ننظر إلى النور الأبيض من خلال زجاجة معينة ، نلاحظ أن هذا اللون الواحد يتحلل إلى ألوان الطيف المعروفة ..
وكذلك علاقة الأنس برب العالمين أيضا لها صور ، ومن هذه الصور :
- علاقة المحبة :
وهي علاقة الحب العميق ، فأفضل مثل يضرب للدلالة على العلاقة المتميزة ، هي علاقة الأمومة ، إذ أن علاقة الأم بولدها هي أرقى علاقة ، حتى في الحيوانات الوحشية !..
ولا ننسى أن الأم برمتها : بوجودها الفسيولوجي ، والمادي ؛ كل ذلك من خلق الله عز وجل ، هو الذي أودع هذه المحبة في قلوب الأمهات الرواحم ، فكما جعل المودة والرحمة بين الزوجين ، جعل الحب في قلب الأم.
وعليه ، فإنه من الطبيعي أن المنبع الذي وهب هذا الحب للأم الذي له ما له من المعاني ، بإمكانه أيضا أن يقذف درجة أعلى وأعلى من هذا الحب في قلوب عباده المؤمنين ..
فالذي جعل المودة الزوجية ، والذي جعل مودة الأمومة ، ما المانع أن يجعل ما لا يقاس بذلك في قلب المؤمن ؟..
ففي حياة النبي وآل النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ ) هذه العلاقة كانت تصل إلى درجة أنهم يستبشرون في التضحية في مجال القرب إلى الله عز وجل ..
- علاقة البهت :
أي الوجوم والتحير ..
فالمؤمن - بعض الأوقات - وهو أمام الكعبة ، أو أمام الطبيعة ، أو في المشاهد المشرفة ؛ يعيش حالة : التحير ، والبهت ، وانشغال الفؤاد بالعظمة الإلهية ، إلى درجة يُسلب فيها الحديث والمناجاة مع رب العالمين .
- علاقة الخوف :
لا مانع أبدا أن تجتمع المحبة مع الخوف ؛ لا الخوف من الانتقام ، فالمحبوب لا ينتقم من حبيبه .. بل الخوف الذي كان يؤرق مضاجع الأولياء طوال التاريخ ، ألا وهو :
الخوف من مقام رب العالمين ، { مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } ؛ والخوف من سلب حالة الإقبال ، والخوف من وضع حجاب بينه وبين العبد .
- المراقبة المستمرة :
أي أن الإنسان يستشعر وجود ربه معه دائما : ( ألغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك ؟!.. متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ؟!.. أو متى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل
إليك
) ؟!..
هو يرى بأن الله أقرب إليه من حبل الوريد ومن نفسه ، فيعيش هذه العلاقة المتصلة ..
وهذا الإحساس هو نعم الضمانة لعدم الاقتراب من المعصية ، هل رأيتم إنسانا في محضر السلطان يعصي أوامره ؟..
نعم ، قد يعصيه إن غاب عن عينه ؛ ولكن إذا كان السلطان في قصر رئاسته ، وهذا الإنسان يرى أن السلطان مهيمن على كل حركاته وسكناته ، هل يفكر في معصيته ؟..


منقول
17 / 9 / 2010

حميد درويش عطية 09-18-2010 07:08 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( ذكاء المؤمن )
-------------------------------------


الأحمق هو ذلك الذي يفوت على نفسه الفرصة..
مثلا : لو جئت بجوهرة قيمتها الملايين ، وقلت لإنسان :
أبيعك هذه الجوهرة بدرهم ، إذا لم يقبل هذه المعاملة ،
ألا تصفه بالسفه ، وعدم التدبير ، حتى لو لم يكن مجنونا ؟!..
فالذي يفوت الفرص الذهبية ، إنسان قريب من عالم عدم التدبير .
نحن – مع الأسف - في أمورنا الدنيوية ، في أعلى درجات : الانتباه ، والحذاقة ، والالتفات ، والذكاء ..
وهذه الأيام الناس يصنفون البشر، حسب رصيدهم في البنوك ..
فـ( المؤمن كيس فطن ) ..
ومن أعلى صور الكياسة والفطانة ، أن يستغل الإنسان وجوده في هذه الحياة الدنيا ، ليحقق أعلى وأغلى المكاسب ،
إن المؤمن بين وقت وآخر ، في خلوة في جوف الليل ، أو على ضفة نهر ، ينظر إلى علاقته مع ربه :
يسأل نفسه : هل رب العالمين راض عنه أم لا ؟..
إذا كان يقطع بعدم الرضا ؛ عليه أن يغير مجرى حياته ..
وإذا لم يقطع بعدم الرضا ، بل شك في الرضا ؛ أيضا المسألة خطيرة ..
فلابد أن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة ، فيقطع نسبيا - حسب الظواهر - برضا رب العالمين عنه ، أو بسخطه عليه .
إن البعض لا يخاف من الموت ، لأنه قد أدى كل ما عليه من : صلاة ، وصوم ، وحج ، وخمس ، ورد مظالم ... الخ
فليس هناك ما يخافه ..
وهذه حالة راقية جدا في الإنسان ، وقد يكون صاحب هذه الحالة من عامة الناس ..
وعليه ، فإن المؤمن في كل وقت يحاول أن يستقرئ هذه العلاقة ؛
ليصل إلى مرحلة النفس المطمئنة التي ترجع إلى الله عز وجل ، لا يدخل الجنة فحسب !..
{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } ،
فأعلى درجات الجنة أن يكون الإنسان في جوار النبي وآله ، ومن أصدقاء النبي وآله { وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا } ..
طوبى لمن أمضى هذه السنوات في الحياة الدنيا ، ليكون من رفقاء الأنبياء في جنة الخلد !..

منقول

18 / 9 / 2010

ناريمان الشريف 09-18-2010 11:01 AM

إن من صفات المؤمن ،أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل ..
فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ، ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان .
كيف يذكر الإنسان ربه ؟..
هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء ..
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة ..

إن من نعم الله الخالق على عباده ..
أن العبد إذا خاف من الناس هرب منهم
وإذا خاف من خالقه هرب إليه
وعندما تقع المصيبة ما أشد حاجتنا لخالقنا ليرفع عنا آثار هذه المصيبة ويقوينا على احتمالها

أشكرك أخي حميد ..
لا زلت أتابعك



..... ناريمان

حميد درويش عطية 09-19-2010 04:14 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الدعوة إلى الله عز وجل )
-------------------------------------


إن البعض يرى بأن مقام الدعوة إلى الله عز وجل ، مقام خاص بصنف من الناسلا، وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلين ، وبعد ذلك العلماء والدعاة إلى الله - عز وجل - في كل عصر ..
والحال أن مقام الدعوة إلى الله -عز وجل- مقام مفتوح !..
كل منا له دائرة معلومات ومجهولات ، حتى أعلم المراجع له دائرة مجهولات ..
ووظيفة المؤمن أن ينقل معلوماته إلى من يجهل هذه المعلومات ..
وبالتالي ، فإنه يصبح من الدعاة إلى الله - عز وجل - بقدر ما يمكن ..
مثلا :
إنسان يعرف الصلاة بآدابها الظاهرية ، ويرى مسلما لا يعرف كيف يصلي ، وكما نعلم ( الصلاة عمود الدين ) ؛ هل من المانع أن ينقل هذه المعلومة إلى ذلك الجاهل ؟..
فإذن ، إن كل واحد منا بحسب دائرة علمه ، من الممكن أن يكون من الدعاة إلى الله - عز وجل - ..
وهنا بشارة للذين لهم ميل لرقي هذا المنصب :
إن الذي يحاول أن ينقل الهدى الإلهي إلى القلوب ، على حسب طاقته وعلى حسب قدرته ؛ رب العالمين سوف يعينه على مسؤوليته :
يشرح صدره للموعظة الباطنية ، ولموعظة الغير ، ويجري ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ..
من الممكن أن يصل العبد إلى هذه الدرجة ، فرب العالمين يعطيه نورا يمشي فيه بين الناس ، ويجعل الأثر في كلامه ..
نجد من هم من غير ذوي الاختصاص ، عندما يتكلم ينفذ كلامه في القلوب ؛ وهذا نوع من أنواع المباركة الإلهية .
إن الذي يعمل بما يقول ، والذي يحمل هم الأمة ، والذي يتألم لحالات المنكر والجهل في الأمة ؛ رب العالمين يأخذ في يده في هذا المجال ، وهذا أمر مجرب !..
وقبل أن يقوم المؤمن بهذا الدور ، لا بأس أن يستغيث بالله – عز وجل - فيقر أ:
{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي } ..
وإذا أراد أن ينصح أحدا بما يخشى معه عدم التأثير ، ما المانع أن يصلي ركعتين ، ويطلب من الله - عز وجل - أن يلين فؤاد الخلق له ؟..
(فاجعل نفسي: مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك ، مولعة بذكرك ودعائك ، محبة لصفوة أوليائك ، محبوبة في أرضك وسمائكفطوبى لمن كان محبوبا في الأرض عند الناس ، ومحبوبا في السماء عند رب الناس !..


19 / 9 / 2010


الساعة الآن 05:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team