منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1562)

ناريمان الشريف 09-26-2010 05:20 PM

من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 
آلتْ أُمُورُ الشرْكِ شَرَّ مآلِ
( أبو تمام )


آلتْ أُمُورُ الشرْكِ شَرَّ مآلِ
وأَقَرَّ بَعْدَ تَخَمُّطٍ وصِيَالِ
غضب الخليفة ُ للخلافة ِ غضبة ً
رَخُصَتْ لها المُهجَاتُ وهْيَ غَوالي
لمّا انتضى جهلَ السيوفِ لبابكٍ
أغمدْنَ عَنْهُ جُهَالَة َ الجُهَّالِ
فلأذربيجانَ اختيالٌ بعدما
كانَتْ مُعَرَّسَ عَبْرَة ٍ وَنَكَالِ
سَمُجَتْ ونَبَّهَنا على اسْتِسْمَاجِها
مَا حَوْلَها مِنْ نَضْرَة ٍ وجَمالِ
وكَذَاكَ لم تُفْرِطْ كآبَة ُ عَاطِلٍ
حتى يجاورها الزمان بحالي
أطلَقْتَها مِنْ كَيْدِهِ وكأنَّما
كانت به معقولة ً بعقالِ
خُرُقٌ مِن الأيَّامِ مَدَّ بضَبْعِه
صعداً وأعطاهُ بغير سؤالِ
خافَ العَزيزُ بهِ الذَّلِيلَ وغُودِرَتْ
نبعاتُ نجدٍ سجداً للضالِ
قدْ أترعتْ منه الجوانحُ رهبة ً
بَطَلَتْ لدَيْها سَوْرَة ُ الأبطَالِ
لو لمْ يزاحفهم لزاحفهمْ لهُ
ما في صدورهمُ من الأوجالِ
بَحْرٌ مِنَ المكْرُوهِ عَبَّ عُبَابُه
ولقدْ بدا وشلاً من الأوشالِ
جفَّتْ به النعمُ النواعمُ وانثنتْ
سرجُ الهدى فيهِ بغير ذُبالِ
وأباحَ نصل السيفِ كلَّ مرشَّحٍ
لم يحمرِرْ دمُهُ منَ الأطفالِ
ما حلَّ في الدنيا فواقَ بكية ٍ
حتَّى دَعَاهُ السَّيْفُ بالتَّرْحَالِ
رُعْباً أَراهُ أَنَّه لَمْ يَقْتُلِ الآ
سَادَ مَنْ أبقَى على الأشبالِ
لو عاينَ الدجَّالُ بعض فعالهِ
لانهَلَّ دَمْعُ الأَعْوَرِ الدجَّالِ
أعطى أمير المؤمنين سيوفهُ
فيه الرضا وحكومة المقتالِ
مستيقناً أن سوف يمحو قتلُه
ماكانَ مِنْ سَهْوٍ ومنْ إغفَالِ
مِثلُ الصَّلاة ِ إذا أُقيمَتْ أَصلَحت
ماقَبْلَها مِنْ سَائرِ الأعمَالِ
فرماهُ بالأفشين بالنجم الذي
صدَعَ الدُّجَى صَدْعَ الردَاءِ البَالي
لاقاهُ بالكاوي العنيف بدائه
لمَّا رَآهُ لَمْ يُفِقْ بالطَّالي
يا يومَ أرشقَ كنتُ رشقَ منية ٍ
للخرمية ِ صائبِ الآجالِ
أَسْرى بنُو الإسلامِ فيه وأَدْلَجُوا
بقلوبِ أُسدٍ في صدورِ رجالِ
قَدْ شَمَّروا عَن سُوقِهِمْ في سَاعة ٍ
أمرَتْ إزارَ الحربِ بالإسبالِ
وكذَاكَ ما تَنْجَرُّ أذَيالُ الوَغَى
إلاَّ غَدَاة َ تَشَمُّرِ الأذَيالِ
لَمَّا رآهُمْ بَابَكٌ دُونَ المُنَى
هجرَ الغواية بعدَ طول وصالِ
تخذَ الفرارَ أخاً وأيقن أنهُ
صِريُّ عَزْمٍ مِنْ أَبي سَمَّالِ
قدْ كان حزنُ الخطبِ في أحزانِه
فَدَعَاهُ دَاعي الْحَيْنِ للإسهَالِ
لبستْ لهُ خدعُ الحروبِ زخارفاً
فرقنَ بين الهضبِ والأوعالِ
وَوَرَدْنَ مُوقَاناً عليهِ شَوَازِباً
شُعْثاً بشُعْبٍ كالقَطَا الأرسَالِ
يَحْمِلْنَ كُلَّ مُدَجَّجٍ سُمْرُ القَنَا
بإهابهِ أولى من السربالِ
خَلَطَ الشَّجاعَة بالْحَيَاءِ فأصبحَا
كالْحُسْنِ شِيبَ لِمُغْرَمٍ بدَلالِ
فَنَجَا ولَوْ يَثْقَفْنَهُ لَتَرَكْنَه
بالقَاعِ غيْرَ مُوَصَّلِ الأوصَالِ
وانصَاع عَنْ مُوقَانَ وَهْيَ لِجُندِه
وَلَهُ أَبٌ بَرٌّ وأُمٌّ عِيَالِ
كم أرضعته الرسلَ لو أنَّ القنا
تَرَكَ الرضَاعَ لَهُ بغَيْر فِصَالِ!
هيْهَات رُوعَ رُوعُهُ بفَوارِسٍ
في الحرْبِ لا كُشُفٍ ولا أَمَيالِ
جعَلُوا القَنَا الدَّرجَاتِ للكَذجَاتِ ذا
تِ الغِيلِ والحَرَجاتِ والأدحَالِ
فَأُولاَكَ هُمْ قَدْ أصبَحُوا وشُرُوبُهُمْ
يتنادمُون كؤوسَ سوءِ الحالِ
ماطَالَ بَغيٌ قَطُّ إلاَّ غادَرَتْ
غلواؤه الأعمار غيرَ طوالِ
وبهَضْبَتَيْ أَبرَشْتَويمَ ودَرْوَذٍ
لقحتْ لقاحَ النصرِ بعد حيالِ
يومٌ أضاءَ به الزمانُ وفتحتْ
فيه الأسنة ُ زهرة َ الآمالِ
لَوْلا الظَّلامُ وقُلَّة ٌ عَلِقُوا بها
باتت رقابهم بغير قلالِ
فَلْيَشكُروا جُنْحَ الظَّلامِ وَدَرْوَذاً
فهمُ لدروذ الظلامِ موالي
وسروا بقارعة البياتِ فزحزحوا
بقراعِ لا صلفٍ ولا مختالِ
مهرَ البياتَ الصبرَ في متعطفٍ
الصَّبْرُ وَالٍ فيهِ فَوْقَ الوَالي
ماكانَ ذَاكَ الهَوْلُ أَجْمَعُ عِنْدَه
مَعَ عَزْمهِ إلاَّ طُرُوقَ خَيَالِ
وَعَشِيَّة ُ التَّل الّذي نَعَشَ الهُدَى
أصلٌ لها فخمٌ من الآصالِ
نَزَلَتْ مَلائِكَة ُ السَّماءِ عليْهمُ
لمَّا تَدَاعى المسلمونَ نَزَالِ
لم يُكْسَ شَخْصٌ فَيْئَهُ حتَّى رَمى
وَقْتُ الزَّوال نَعِيمَهمْ بزَوَالِ
بَرزَتْ بهمْ هَفَواتُ عِلْجهمُ وقَدْ
يردي الجمالَ تعسفُ الجمالِ
فكأنَّما احتالتْ عليه نفسه
إِذْ لم تَنَلْهُ حيلَة ُ المُحْتَالِ
فالبذُّ أغبرُ دارسُ الأطلالِ
لِيَدِ الرَّدَى أُكُلٌ مِنَ الآكالِ
ألوتْ به، يومَ الخميس، كتائبٌ
أرسَلْنَه مَثَلاً مِنَ الأمثَالِ
مَحْوٌ مِنَ البيض الرقاق أَصابَهُ
فعفاهُ لا محوٌ من الأحوالِ
ريحانِ من صبرٍ ونصرٍ أبليا
ربعيهِ لا ريحا صباً وشمالِ
لفحتْ سمومُ المشرفية ِ وسطهُ
وهجاً وكنَّ سوابغَ الأظلالِ
كَمْ صَارمٍ غَصْبٍ أنافَ على فَتًى
مِنهمْ لأعْبَاءِ الوَغَى حَمَّالِ
سَبقَ المَشيبَ إليْهِ حتَّى ابتزَّهُ
وطنُ النهى من مفرقٍ وقذالِ
قد ماتَ صبراً ميتة َ الرئبالِ
أبنا بكلِّ خريدة ٍ قد أنجزَتْ
فيها عداتُ الدَّهرِ بعدَ مطالِ
خاضت محاسِنها مخاوفُ غادرتْ
ماءَ الصبا والحسنِ غير زلالِ
أُعْجلْنَ عَنْ شَد الإزَارِ ورُبَّما
عُودْنَ أَنْ يَمْشِينَ غيرَ عِجَالِ
مسترْ دفاتٍ فوقَ جُردٍ أوقرتْ
أكْفَالُهَا مِنْ رُجَّحِ الأَكَفَالِ
بُدَّلْنَ طُولَ إَذَالَة ٍ بَصِيَانَة ٍ
وكسورَ خيمٍ من كسورِ خجالِ
وَنَجَا ابنُ خائِنَة ِ البُعُولَة ِ لَوْ نَجا
بمُهَفْهَفٍ الكَشْحَيْن والآطَالِ
خلَّى الأحبة َ سالماً لا ناسياً
عُذْرُ النَّسي خِلافُ عُذْر السَّالي
هَتَكتْ عَجَاجَتَه القَنا عَنْ وَامِقٍ
أهدَى الطعَانُ له خَليقَه قَالِ
إنَّ الرماحَ إذا غرسنَ بمشهدٍ
فجنى العوالي في ذراهُ معالِ
لمَّا قضى رمضانُ منهُ قضاءهُ
شالتْ بهِ الأيامُ في شوالِ
مازالَ مغلولَ العزيمة ِ سادراً
حتى غدا في القيدِ والأغلالِ
مستسبلاً للبأسِ طوقاً من ذمٍ
لمّا اسْتَبانَ فَظَاظَة َ الخَلْخَالِ
ما نيلَ حتى طارَ من خوفِ الردى
كُلَّ المَطارِ وجالَ كُلَّ مَجَالِ
والنحرُ أصلحُ للشرودِ، وما شفى
منه كنحرٍ بعدَ طولِ كلالِ
لاقَى الحِمَامَ بِسُرَّ من رَاءَ التي
قطعتْ به أسبابُه لمَّا رمى
من عافَ متن الأسمرِ العسَّالِ
لا كعبَ أسفلُ موضعاً من كعبه
مع أنَّهُ عنْ كلِّ كعبٍ عالِ
سامٍ كأنَّ العزَّ يجذبُ ضبعَهُ
وسموُّهُ منْ ذلة ٍ وسفالِ
مُتفرغٌ أَبداً وليسَ بفارغٍ
مَنْ لاسَبيلَ لَهُ إلى الأشغالِ
فاسلمْ أميرَ المؤمنينَ لأمة ٍ
أَبدَلْتَها الإمرَاعَ بالإمحَالِ
أَمسَى بِكَ الإسلاَمُ بَدْراً بَعْدَ مَا
محقتْ بشاشته محاقَ هلالِ
أَكملْتَ مِنْه بَعْدَ نَقصٍ كلَّ ما
نقصتهُ أيدي الكفر بعدَ كمالِ
ألبستهُ أيامَكَ الغرَّ التي
أيامُ غيركَ عندهُنَّ ليالي
وعَزَائماً في الرَّوْعِ مُعتَصِميَّة ً
ميمونة َ الإدبارِ والإقبالِ
فتعمقُ الوزراءِ يطفوا فوقها
طفو القذى وتعقبُ العُذَّالِ
والسَّيْفُ مالَمْ يُلفَ فيهِ صَيْقَلٌ
من طبعهِ لم ينتفعْ بصقالِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 05:21 PM

آنسني منْ بعدِكَ الوجدُ
( أبو تمام )


آنسني منْ بعدِكَ الوجدُ
وعبرة ٌ تطرقُ أوْ تغدو
بنْتَ فَطَرْفي مِنْهُ مُرْتَدُّ
لَمْ يُجْمعاقَطُّ لِعَيْني وقَدْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 05:22 PM

أأحمدَ إنَّ الحاسدينَ حشودُ
( أبو تمام )


أأحمدَ إنَّ الحاسدينَ حشودُ
وإنَّ مصابَ المزن حيثُ تريدُ
فلا تبعدنَ مني قريباً فطالما
طلبتَ فلمْ تبعدْ وأنتَ بعيدُ
أصخْ تستمعْ حرَّ القوافي فإنها
كواكبُ إلاِّ أنهنَّ سعودُ
ولاتُمْكِن الإِخْلاَقَ منها فإنَّما
يَلَذُّ لبَاسُ البُرْد وهو جَديدُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 05:22 PM

أأحمدُ إنَّ الحاسدينَ كثيرُ
( أبو تمام )


أأحمدُ إنَّ الحاسدينَ كثيرُ
ومَالَكَ إنْ عُدَّ الكرامُ نَظِيرُ
حللتَ محلاً فاضلاً متقدماً
مِنَ المَجْدِ والفَخْرُ القديمُ فَخورُ
فَكُلُّ قَوِيٍّ أو غَنِيٍّ فإنهُ
إليْكَ ولو نالَ السَّماءَ فَقِيرُ
إليكَ تناهى المجدُ منْ كلِّ وجهة ً
يصيرُ فما يعدوكَ حينَ تصيرُ
وبَدْرُ إِيَادٍ أنتَ لا يُنكِرُونَه
كذاك إيَادٌ للأَنامِ بُدُورُ
فَما مِنْ نَدى ً إلاَّ إليْكَ مَحَلُّهُ
ولا رُفْقَة ٌ إلاَّ إليْكَ تَسِيرُ
تجنبتَ أنْ تدعى الأميرَ تواضعاً
وأنتَ لمنْ يدعى الأميرَ أميرُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 05:23 PM

أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
( أبو تمام )


أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
اقايضتِ حورَ العين بالعور ا......ِ
اذا شئن بالالوان كنَّ عصابة ً
من الهند والآذانِ كنَّ من الصغدِ
لَعُجْنا عَلَيْكِ العيسَ بَعْدَ مَعاجها
على البيضِ اتراباً على النؤي والودِّ
فلا دمعَ ما لم يجرِ في اثره دمٌ
ولا وجدَ ما لم تعي عن صفة ِ الوجدِ
ومَقدُودَة ٍ رُؤْدٍ تَكادُ تَقدُّها
اصابعها بالعينِ من حسن القدِّ
تُعَصْفِرُ خَدَّيْهَا العُيُونُ بِحُمْرَة
اذا وردت كانت وبالاً على الوردِ
اذا زهدتني في الهوى خيفة ُ الردى
جَلَتْ ليَ عَنْ وَجْهٍ يُزَهدُ في الزُّهْدِ
وَقفْتُ بِهَا اللَّذاتِ في مُتَنَفَّسٍ
مِنَ الغَيْثِ يَسْقِي رَوْضَة ً في ثَرًى جَعْدِ
و صفراءَ احدقنا بها في حدائقٍ
تجُود مِن الأثْمارِ بالثَّعْدِ والمَعْدِ
بِقاعِيَّة ٍ تَجْرِي عَليْنا كُؤوسُهَا
فتبدي الذي نخفي وتخفي الذي نبدي
بنصْرِ بن مَنْصُورِ بنِ بسَّامٍ انفَرى
لنا شظَفُ الأيَّامِ عن عِيشَة ٍ رَغدِ
ألاَ لاَ يَمُدَّ الدَّهْرُ كَفّاً بِسَيئٍ
إلى مجتدي نصرٍ فتقطعُ للزندِ
بسَيْبِ أبِي العَبَّاسِ بَدلَ أَزْلُنَا
بخفضٍ وصَرْنا بَعْدَ جَزْرٍ إلى مَد
غنيتُ بهِ عمن سواهُ وحولت
عجافُ ركابي من سعيدٍ إلى سعدِ
لهُ خلقٌ سهلٌ ونفسٌ طباعها
ليانُ ولكن عزمهُ من صفا صلدِ
رَأَيْتُ اللَّيالي قَدْ تَغيَّرَ عَهْدُها
فلما تراءى لي رجهنَ الى العهدِ
أَسائِلَ نَصْرٍ لاتَسَلْهُ، فإنَّهُ
احنُّ الى الأرفاد منك إلى الرفدِ
فتى ً ما يبالي حينَ تجتمعُ العلى
لهُ أن يكونَ المالُ في السحقِ والبعدِ
فتى ً جودهُ طبعُ فليس بحافلٍ
أفي الجور كان الجودُ منهُ أو القصدِ
إِذَا طرقَتْهُ الْحَادِثَاتُ بنكبَة ٍ
مخضنَ سقاءً منه ليس بذي زبدِ
و نبهنََ مثلَ السيفِ لو لو تسلهُ
يدانِ لَسَلَّتْهُ ظُباهُ مِنَ الغِمْدِ
سَأَحْمَدُ نَصْراً ماحَيِيتُ وإنَّني
لأعلمُ أن قد جلَّ نصرٌ عن الحمدِ
تَجلَّى بهِ رُشْدِي وأَثْرَتْ بِه يَدِي
و فاض يه ثمدي وأورى يهِ زندي
فإن يَكُ أَرْبَى عَفْوُ شُكري عَلى نَدى
أُناس فقَدْ أَرْبَى نَدَاهُ على جُهْدِي
ومازَالَ مَنشوراً عَلَيَّ نَوَالهُ
وعِنْدِيَ حتَّى قد بَقِيتُ بلا ”عِنْدي”
وَقصَّرَ قَوْلي مِنْ بَعْدِ ما أَرى
أقولُ فأشجي امة ً وانا وحدي
بغيتُ بشعري فاعتلاهُ ببذلهِ
فَلا يَبْغِ في شِعْرٍ لهُ أَحَدٌ بَعْدِي

ناريمان الشريف 09-26-2010 05:24 PM



أأيامنا ما كُنتِ إلاَّ مواهبا
( أبو تمام )


أأيامنا ما كُنتِ إلاَّ مواهبا
وكُنتِ يإسعافِ الحبيبِ حبائبا
سنُغربُ تجديداً لعهدكِ في البُكا
فَما كُنْتِ في الأَيَّامِ إلاَّ غَرائِبا
ومُعْتَرَكٍ للشَّوْقِ أَهْدَى بهِ الهَوى
إلى ذِي الهَوَى ، نُجْلَ العُيُون رَبائبا
كواعبُ زارتْ في ليالٍ قصيرة ٍ
يُخيَّلنَ لي منْ حُسنهنَّ كواعبا
سَلَبْنَا غِطاءَ الحُسْن عن حُر أَوْجُهٍ
تظلُّ للبِّ السَّالبيها سوالبا
وجوه لو أنّ الأرض فيها كواكبٌ
توقّدُ للسَّاري لكنَّ كواكبا
سلي هلْ عمرتُ القفرَ، وهوَ سباسبٌ
وغادرتُ ربعي من ركابي سباسبا
وغرَّبتُ حتَّى لمْ أجدْ ذكرَ مشرقٍ
وشَرَّقْتُ حَتَّى قَدْ نَسِيتُ المَغارِبا
خُطُوبٌ إذا لاقيتُهنَّ رددنني
جَرِيحاً كأَني قَدْ لَقيتُ الكَتائبا
ومنْ لمْ يُسلِّمْ للنَّوائبِ أصبحتْ
خَلائقُهُ طُرّاً عليه نَوائِبا
وقد يكْهَمُ السّيفُ المسُمّى مَنِيَّة ً
وقد يرجعُ المرءُ المُظفَّرُ خائبا
فآفة ُ ذَا أَلاَّ يُصَادِفَ مِضْرَباً
وآفة ُ ذا ألاَّ يُصادفَ ضاربا
وَمَلآْنَ من ضِغْنٍ كوَاهُ تَوَقُّلِي
إلى الهمَّة العُلْيَا سَناماً وغارِبا
شَهدتُ جسيماتِ العُلَى وهْوَ غائبٌ
وَلْو كانَ أَيضاً شاهِداً كانَ غائبا
إلى الحَسَنِ اقتَدْنا رَكائبَ صَيَّرتْ
لها الحَزْنَ من أرضِ الفلاة ِ ركائبا
نَبَذْتُ إِلَيْه هِمَّتى فكأَنَّما
كَدَرْتُ بِه نَجْماً على الدَّهْرِ ثاقِبا
وكُنْتُ امْرءاً أَلقَى الزَّمانَ مُسَالِماً
فآليْتُ لا أَلقاهُ إِلاَّ مُحَارِبا
لَوِ اقتُسِمَتْ أَخلاقُه الغُرُّ لَمْ تَجدْ
مَعِيباً ولا خلقاً من النَّاس عائبا
إِذَا شِئْتَ أَنْ تُحْصِي فَواضِلَ كَفّه
فكُنْ كاتباً أَو فاتَّخِذْ لك كاتبا
عَطايا هِيَ الأَنْواءُ إلاَّ عَلاَمة ً
دَعَتْ تلكَ أَنواءً وتلك مَواهِبا
هوَ الغَيْثُ لَوْ أَفْرَطْتُ في الوَصْفِ عامِداً
لأَكْذِبَ في مَدْحِيهِ ماكنْتُ كاذِبا
ثَوَى مالُهُ نَهْبَ المعالي، فَأَوْجَبَتْ
عليه زكاة ُ الجُودِ ما ليس واجبا
تُحسَّنُ في عينيهِ إن كُنتَ زائراً
وتزدادُ حُسناً كُلَّما جئتَ طالبا
خدينُ العُلّى أبقى لهُ البذلُ والتُّقى
عَوَاقِبَ مِنْ عُرْفٍ كَفَتْهُ العَواقِبا
يَطُولُ استشاراتِ التَّجَارِبِ رَأْيُهُ
إذا ما ذوو الرأي استشاروا التَّجاربا
برئتُ مِنَ الآمالِ وهيَ كثيرة ٌ
لَدَيْكَ وإنْ جاءتْك حُدْباً لواغِبا
وهَلْ كنتُ إِلاَّ مُذْنِباً يومَ أَنتَحي
سواكَ بآمالٍ فأَقبلتُ تائبا!؟

ناريمان الشريف 09-26-2010 05:25 PM

أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ
( أبو تمام )


أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ
ولا زالَ منْ حاربته داميَ الكلمِ
رَأَيْتُكَ تَرْعَى الجُودَ مِنْ كلِ وِجْهَة
وتبني بناءَ المجدِ في خطة ٍ النجمِ
وذا شيمٍ سهلية ٍ حسنية ٍ
رَئِيسيَّة ٍ صِيغَتْ مِنَ الجَبْرِ والحَطْمِ
إذا نَوْبَة ٌ نابَتْ أدَرْتُ صُروفَها
على الضَّخْم آراءً لَدَى الحادثِ الضَّخْمِ
يداكَ لنا شهرا ربيعٍ كلاهُما
إذا جفَّ أطرافُ البخيلِ من الأزمِ
ألذُّ مصافاة ً من الظلِّ والضحى
وأكرمُ في اللأواءِ عوداً من الكرمِ
ففيمَ تركتَ النصفَ في الودِّ بعدما
رآه الورى خيراً من النصفِ في الحكم؟
أَإيَّايَ جارَى القَوْمُ في الشعْر ضَلَّة ً
وقد عايَنُوا تلكَ القلائدَ مِنْ نَظْمِي !
طلعتُ طلوعَ الشمس في كل تلعة ٍ
وأشرفْتُ إشرافَ السماكِ على الخَصْمِ
وما أنا بالغيرانِ منْ دونٍ جارِه
إذ أنا لم اصبحْ غيوراً على العلمِ
لصيقُ فؤادي مذْ ثلاثونَ حجة ً
وصيقلُ ذهني والمروحُ عنْ همي
أبى ذَاكَ صَبْرٌ لا يَقِيلُ على الأَذَى
فُواقاً ونَفْسٌ لا تَمرَّغُ في الظُّلْمِ
وإني إذا ما الحلمُ أحوجَ لاحياً
إلى سفهٍ أفضلتُ فضلاً على حلمي
تَظُنُّ ظُنونَ السُوءِ بي إنْ لَقِيتَنِي
ولا وتري فيما كرهتَ ولا سهمي
وتَجْزَعُ مِنْ مَزْحِي وَتَرْضَى قَصِيدَة ً
وقد أُخْرِجَتْ ألفاظُها مَخْرَجَ الشتْمِ
فإنْ تَكُ أحياناً شَدِيدَ شَكِيمَة
فإنكَ تمحوها بما فيكَ منْ شكمِ
وما خَيْرُ حِلْمٍ لم تَشُبه شَراسَة ٌ
وما خَيرُ لَحْمٍ لا يكونُ على عَظْمِّ
وهَلْ غَيْرُ أخلاقٍ كِرَامٍ تَكافأتْ
فَمِنْ خُلُق طَلْقٍ ومِنْ خُلُقٍ جَهْمِ !
نُجومٌ فهذا للضيَاءِ إذا بَدا
تجلَّى الدُّجَى عنه وذلكَ لِلرَّجْمِ
فإنْ لم تَطِيبَا لي جَمِيعاً فإنَّه
نَهى عُمَرٌ عَنْ أكْلِ أُدمَيْنِ في أدْمِ!

أسامة المهدي 09-26-2010 06:45 PM


أبو تمــــام

وعاذلٍ عذلته في عذله * * * فظنَّ أني جاهلٌ من جهلهِ

ما غبنَ المغبونَ مثلُ عقلهِ * * * مَنٍ لكَ يوماً بأَخِيكَ كُلهِ؟

لبستُ ريعاني فدعني أبلهِ * * * رأيَ ابنِ دهرٍ غَرِقاً في خبلِهِ

أَعْلَمَ مِنْهُ بِحُداءِ إِبْلِهِ * * * قَدْ لَعِبَتْ أَيْدي النَّوَى بِشَمْلِهِ

مَمَتّعاً مُضْطَلِعاً بحِمْلِهِ * * * مُنْصَلِتاً كالسَّيْفِ عندَ سَلهِ

مَوْلُودَة ٌ هِمَّتُه مِنْ قَبْلِهِ * * * قد دانَ ذو الفضلِ له بفضلهِ

كالصَّابِ مَنْ يَذُقْه لا يُسْتَحْلِهِ * * * إلاّ بأَنْ يَسْكُنَ تحتَ ظِلهِ

مفيدُ جزلِ المالِ معطي جزلهِ * * * يحويهِ منْ حرامهِ وحلهِ

ويَجْعَلُ النائِلَ أدنَى سُبْلِهِ * * * وبلدٍ نائي المحلِّ محلهِ

رَميْتُه مِنَ السُّرَى بِنَبْلهِ * * * بيازلٍ مقابلٍ في بزلهِ

مثلي سرى في مثلهِ بمثلهِ * * * ومَلِكٍ في كِبْرِهِ ونُبْلِهِ

وسُوقِة ٍ في قَوْلهِ وفِعْلِهِ * * * بذلتُ مدحي فيه باغي بذلهِ

فَحَذَّ حَبْلَ أَمَلي مِنْ أصله * * * مِنْ بعد ما استعبدَني بمَطْلِهِ

ثمَّ أتى معتذراً بجهلهِ * * * ذا عنقٍ في المجدِ لم يحلهِ

يَعجَبُ مِنْ تعجُّبي وبُخْلِهِ * * * يَلحظني في جدهِ وَهَزْلِهِ

لَحْظَ الأَسيرِ حَلَقَاتِ كَبْلِهِ * * * حتى كأني جئتهُ بعزلهِ

يا واحِداً مُنْفرِداً بَعدْلِهِ * * * ألبسته الغنى فلا تملهِ

ما أضْيَعَ الغِمْدَ بغيرِ نَصْلِهِ * * * والشَّعْرَ ما لَمْ يَكُ عندَ أَهْلِهِ!


رينا صلاح 09-26-2010 06:54 PM

الــســيــف أصــــــدق أنـــبـــاءا مــــــن الــكــتــب
فــــي حـــــده الــحـــد بــيـــن الــجـــد والـلــعــبِ
بـيـض الصفـائـح لا ســود الصحـائـف فــي
مـــتـــونـــهـــن جــــــــــــلاء الــــــشــــــك والــــــريـــــــبِ
والــعــلـــم فـــــــي شـــهــــب الأرمــــــــاح لامــــعــــة
يبـن الخميسـيـن لا فــي السبـعـة الشـهـبِ
أيـــــــن الـــروايــــة بـــــــل أيـــــــن الــنــجـــوم ومـــــــا
صاغـوه متـن زخـرفٍ فيهـا ومــن كــذب ؟
عـــجـــائـــبــــاً زعــــــمـــــــوا الأيــــــــــــــام مـــجـــلــــفــــةً
عـنــهــن فـــــي صــفـــر الأصــفـــار أو رجــــــبِ
وخـــوّفــــوا الـــنــــاس مـــــــن دهـــيــــاء مـظــلــمــةٍ
إذا بــــــدا الــكــوكــبُ الــغــربــي ذو الـــذنــــبِ
وصــــــيّـــــــروا الأبــــــــــــــرُجَ الـــعـــلــــيــــا مــــرتـــــبـــــةً
مـــــــــا كـــــــــان مـنــلــقــبــاً أو غــــيـــــر مــنــقــلـــبِ
يــقــضـــون بـــالأمــــر عــنــهـــا وهــــــــي غــافـــلـــةُ
مـــــا دار فـــــي فــلـــكٍ مـنــهــا وفــــــي قـــطـــبِ
لــــــــو بــيـــنـــت قــــــــط أمــــــــراً قــــبــــل مـــوقـــعـــهِ
لـــــم تــخـــف مــاحـــل بــالأوثـــان والـصــلــبِ
فــــتــــح الــفـــتـــوح تــعـــالـــى أن يــحـــيـــط بــــــــه
نـظــم مــــن الـشـعــر أو نــثــر مــــن الـخـطــبِ
فـــــتـــــح تـــفـــتــــح أبــــــــــواب الـــســــمــــاء لـــــــــــه
وتـــبــــرز الأرض فــــــــي أثــوابـــهـــا الــقـــشـــبِ
يــــــا يــــــوم وقـــعـــة ( عــمــوريــة ) انــصــرفـــت
عـــنــــك الــمــنـــى حـــفــــلاً مــعــولـــة الــحــلـــبِ
أبـقـيــت جــــد بــنـــي الإســـــلام فـــــي صــعـــد
والـمـشـركـيـن ودار الــشـــرك فــــــي صـــبـــبِ
لــــقـــــد تـــــركـــــت أمـــــيـــــر الــمــؤمــنــيــن بـــــهـــــا
لـلـنــار يــومــاً ذلــيــل الـصـتـخــر والـخــشــبِ
غــادرت فـيـهـا بـهـيـم الـلـيـل وهـــو ضـحــى
يـــقــــلــــه وســـطــــهــــا صـــــبــــــح مــــــــــــن اللهبِ
حــتـــى كـــــأن جــلابــيــب الـــدجـــى رغـــبـــت
عـــن لـونـهــا أو كــــن الـشـمــس لــــم تــغــبِ
ضـــــــوء مــــــــن الــــنــــار والــظــلــمــاء عــاكـــفـــة
وظـلـمـة مـــن دخـــان فـــي ضـحــى شــحــبِ
فـــا لـشـمـس واجــبــة فــــي ذا ولــــم تــجــب
والـشــمــس واجــبـــه فـــــي ذا ولـــــم تـــجـــبِ
وحــــــســـــــن مـــنـــقـــلــــب تــــــبـــــــدو عــــواقــــبـــــه
جــــاءت بــشـــا شــتـــه عـــــن ســـــوء مـنـقـلــبِ
لـم يعـلـم الكـفـر كــم مــن أعـصـرً كمـنـت
لــــــــه الــمــنــيــة بــــيــــن الـــســـمـــر والـــقـــضـــبِ
تـــــدبـــــيـــــر مـــعــــتــــصــــمٍ بــــــــــــــــا لله مــــنــــتــــقــــم
لله مــــــرتـــــــقـــــــب فـــــــــــــــــــــي الله مـــــــرتـــــــغـــــــبِ
لـــــم يــغـــز قــومـــاً ولـــــم يـنــهــض إلـــــى بــلـــدٍ
إلا تــــقــــدمـــــه جــــــيـــــــش مــــــــــــــن الـــــــرعـــــــبِ
لـــو لـــم يــقــد جـحـفــلاً يــــوم الــوغــي لــفــدا
مـــن نـفـسـه وحــدهــا فــــي جـحـفــلٍ لــجــبِ
رمـــــــــــــى بـــــــــــــك الله بـــرجـــيـــهــــا فـــهـــدمـــهــــا
ولــــــو رمــــــى بــــــك غـــيـــر الله لــــــم تـــصــــبِ
أجــــبــــتــــه مـــعـــلـــنـــاً بـــالـــســـيـــف مــنــصـــلـــتـــاً
ولــــو أجــبــت بـغـيــر الـســيــف لـــــم تــجـــبِ
حـــتــــى تـــركــــت عـــمــــود الـــشــــرك مـنــقــعــراً
ولـــــــم نـــعــــرج عـــلــــى الأوتــــــــاد والــطـــنـــبِ
إن الأســــــــــود أســــــــــود الـــــغـــــاب هــمـــتـــهـــا
يــوم الكريـهـة فــي المـسـلـوب لا الـسـلـبِ
تـسـعــون ألــفــاً كــأســاد الــشــرى نـضـجــت
جـلــودهــم قــبـــل نـــضـــج الــتــيــن والــعــنــبِ
يـــــــارب حــــوبــــاء لــــمــــا أجــــتــــث دابــــرهــــم
طابت و لو ضمخت بالمسك لم تطبِ
خــلــيــفــة الله جــــــــازي الله ســـعـــيـــك عـــــــــن
جـرثــومــة الــديـــن و الإســـــلام والــحــســبِ
بــصــرت بــــا لــراحـــة الـكــبــرى فــلـــم تــرهـــا
نـــــــــال إلاّ عــــلـــــى جــــســـــرٍ مـــــــــن الـــتـــعـــبِ
أبقـيـت بـيـن الأصـفـر المـصـفـرِ كاسـمـهـمُ
فــــــــر الــــوجــــوه وجــــلــــت أوجــــــــه الــــعــــربِ



احببت أن أشاركك في هذه القصيدة
عذرا منك لمقاطعتك دمت فخرا

ناريمان الشريف 09-26-2010 08:55 PM

أشكرك أخي أسامة على إضافتك الطيبة

فتحية لمتابعتك


..... ناريمان

ناريمان الشريف 09-26-2010 08:57 PM

اشكرك غاليتي رينا على حضورك الذي أسعدني
وهذه الاضافة الرائعة
ومن منا لا يعرف
( السيف أصدق إنباء من الكتب ** في حده الحد بين الجد واللعب )
تكاد تكون من أشهر القصائد على مستوى الشعر العربي
بوركت



وتحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 09-26-2010 08:59 PM

أبا القاسمِ المحمودَ، إنْ ذكرَ الحمدُ
( أبو تمام )


أبا القاسمِ المحمودَ، إنْ ذكرَ الحمدُ
وقيتَ رزايا ما يروحُ وما يغدو
وطَابَتْ بلادٌ أَنْتَ فيها فأَصْبَحَتْ
ومربعها غورٌ ومصطافها نجدُ
فإنْ نَكُ قد نالَتْك أطرَافُ وَعْكَة ٍ
فَلا عَجَبٌ أَنْ يُوعَكَ الأسَدُ الوَرْدُ
سلمتَ وإنْ لكَ الدعوة ُ آسمها
وكانَ الذي يَحظَى بإنْجَاحِهَا السَّعْدُ
فقدْ أَصْبَحتْ مِنْ صُفْرة ٍ في وُجُوهِها
وراياتها سيانٍ غماً بكَ الأزدُ
بنَا لا بِكَ الشَّكْوَى فليْسَ بضائرٍ
إذا صَحَّ نَصْلُ السَّيفِ ما لَقِيَ الغِمْدُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:01 PM

أبا دلفٍ لم يبقَ طالبُ حاجة ٍ
( أبو تمام )


أبا دلفٍ لم يبقَ طالبُ حاجة ٍ
من الناسِ غيري والمحلُّ جديبُ
يسركَ أني أبتُ عنكَ مخيباً
ولم يُرَ خَلْقٌ مِنْ جَدَاكَ يَخِيبُ؟!
وأَنيَ صَيّرْتُ الثَّناءَ مَذَمَّة ً
وقامَ بِها في العالَمِينَ خَطِيبُ
فكيف وأنت ضالماجدُ العلمُ الذي
لِكُل أُناسٍ مِنْ نَدَاهُ نَصِيبُ؟
أقمتُ شهوراً في فنائك خمسة ً
لقى حيثُ لا تهمي عليَّ جنوبُ
فإنْ نلتُ ما أملتُ فيكَ فإنني
جَديرٌ وإلاَّ فالرَّحِيلُ قَرِيبُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:01 PM

أبا سعيدٍ تلاقتْ عندك النعمُ
( أبو تمام )


أبا سعيدٍ تلاقتْ عندك النعمُ
فانت طَوْدٌ لنا مُنْجٍ ومُعْتَصَمُ
لا زالَ جودُكَ يخشى البخلُ صولتَه
وزالَ عودُكَ تسقي روضه الديمُ
أشرفْتُ منْكَ على بَحْر الغنَى ويَدِي
يجولُ في مستواها الفقرُ والعدمُ
فَسوْفَ يُثْبِتُ رُكْنَ المَدْحِ فِيكَ أَخٌ
لَوْلا رَجاؤُكَ لَمْ يَثْبُتْ لَهُ قَدَمُ
أحرَمْتُ دُونكَ خَوْفَ النَّائباتِ فمَا
شككتُ إذْ قمتَ دوني أنَّكَ الحرَمُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:02 PM

أبا سعيدٍ وما وصفي بمتهمٍ
( أبو تمام )


أبا سعيدٍ وما وصفي بمتهمٍ
على الثَّناء ولا شُكري بمخْتَرَمِ
لئنْ جحدتُكَ ما أوليتَ من حسنٍ
إِن لَفي اللُّؤْمِ أوْلى مِنْكَ في الكَرَمِ
أنسى ابتسامك والألوانُ كاسفة ً
تَبَسُّمَ الصُّبْحِ في دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ
كذا أخوكَ الندى لو أنَّهُ بشرٌ
لمْ يُلفَ طرفة َ عينٍ غير مبتسمِ
رَدَدْتَ رَوْنَقَ وَجْهي في صَحِيفَتِهِ
ردَّ الصقالِ بماء الصارِمِ الخذمِ
وما أبالي وخيرُ القولِ أصدَقُهُ
حقنتَ لي ماءَ وجهي أو حقنتَ دمي

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:03 PM

أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
( أبو تمام )


أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
وللحوادثِ والأيامِ والعبرِ
أذكرتني أمرَ داودٍ وكنتُ فتى ً
مُصَرَّفَ القَلْبِ في الأَهْواءِ والفِكَرِ
إنْ أنتَ لمْ تتركِ السيرَ الحثيث إلى
جآذِرِ الرُّومِ أَعنَقْنا إِلى الخَزَرِ!
أَعندَكَ الشَّمْسُ قد رَاقَتْ مَحاسِنُها
وأَنتَ مُشْتَغِلُ الأَحشاءِ بالقَمَرِ !
إنَّ النفورَ له عندي مقرُّ هوى ْ
يحلُّ مني محلَّ السمعِ والبصرِ
ورُبّ أَمنعَ مِنْهُ جَانِباً وحِمى ً
أمسى وتكتُهُ مني على خطرِ
جردتُ فيه جنودَ العزمِ فانكشفتْ
عنه غيابتها عن نيكة ٍ هدرِ
سُبْحانَ مَنْ سَبَّحَتْهُ كُلُّ جارِحة ٍ
ما فيكَ من طمحانِ الأيرِ والنظرِ
أَنتَ المُقِيمُ فما تَغْدو رَوَاحِلُهُ
وأَيْرُه أَبداً مِنه على سَفَرِ!

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:04 PM

أبادرها بالشكرِ قبلَ وصالها
( أبو تمام )


أبادرها بالشكرِ قبلَ وصالها
و إن هجرتْ يوماً طلبتُ لهاعذرا
و أجعلها في الغدرِ عندي وفيّة ً
و إن زعمت أني لها مضمرٌ غدرا
أَتَاها بِطِيبٍ أهلُها فتضَاحَكتْ
وقالَتْ أَيبْغِي العِطْرُ ويْحَكُمُ العِطْرَا؟
أحَادِيثُها دُرُّ ودُرٌّ كَلامُهَا
ولم أَرَ دُرّاً قبلَه يَنظِمُ الدُّرَا

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:04 PM

أبو تمام لا تَعْجَلَّنَ عليكَ بعدُ نهارُ
( أبو تمام )


أبو تمام لا تَعْجَلَّنَ عليكَ بعدُ نهارُ
وغداً إليكَ تُجَهَّزُ الأشعارُ
تَرْكُ اللَّئِيم ولم يُمزَّقْ عِرْضُه
نقصٌ على الرجلِ الكريمِ وعارُ
أشرَعتَ في بَحْرِ الجَهالَة ِ سادِراً
والجهلُ في بعضِ الهناتِ عقارُ
فاشربْ فإنكَ سوفَ تعلمُ أنَّه
قدحٌ يصيبُ العرضَ منه خمارُ
غادَاكَ مُختارُ الكَلامِ بِشُرَّدٍ
عونِ القصيد حتوفُها أبكارُ
صخرٌ يفيتكَ مسمعيكَ كليهما
حتَّى تَرَى أَنَّ الأذَانَ سِرَارُ
شعرُ مقيلُ السمِّ فيهِ ولم يقعْ
قِسْطٌ يُديثُه ولا أظفَارُ
غررٌ متى ماشئتُ كنَّ شواهدي
أنْ لم يَكُنْ لكَ والِدٌ عَطَّارُ
لا تَحسَبَنْ أَني خَفَفْتُ لِهَفْوة ٍ
والخِفَّة ُ الهَفْواءُ فيكَ وَقارُ
إثنان ليسا يؤمنانِ بحدة ٍ
أنا حينَ تُحرَقُ سَخْطتي والنَّارُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:05 PM

أبو عليَّ وسميَّ منتجعهْ
( أبو تمام )


أبو عليَّ وسميَّ منتجعهْ
فاحْلِلْ بأعلى وَادِيهِ أَوْ جَرَعِهْ
واغْدُ قَرِيبَ الْخَيَالِ والحِس منْ
مَنْظَرِهِ تَارَة ً ومُسْتَمَعِهْ
وحاسدٍ لا يفيقُ قلتُ له
منْ صابَ قولٍ يدمي ومنْ سلعهْ
لا تجزرنْ عرضكَ الأساودَ واس
تخفِ بأنفِ بادٍ، لمجتدعهِ
لا يأمننْ أخدعاكَ بادرة ً
منْ قدعهِ إن أمنتَ منْ قدعهْ
إياكَ والغيلَ أنْ تطيفَ بهِ
إني أخشى عليكَ منْ سبعهْ
ترى الهمامَ المحجوبَ حاشية ً
لهُ وتلقى المتبوعُ منْ تبعهْ
يَنْزِلُ في الكَاهِلِ المُنيفِ من الأَمْـ
ـرِ وهُمْ تحتَ ذاكَ مِنْ زَمَعِهْ
يا ربَّ يومٍ تلوحُ غرتهُ
ساطِعِ صُبْحِ المَعْرُوفِ مُنْصَدِعِهْ
قَدْ ذَابَ لي في يَدَيْكَ ذَوْبَ السنا
مِ الْجَعْدِ حَكَّمْتَ الرَّضْفَ في قَمَعِهْ
ولمْ تغيرْ وجهي عنِ الصبغة ِ ال
أولى بمسفوعِ اللونِ ملتمعهْ
لا بَلْ هَنيءُ النَّدَى هَنِيءُ السَّدَى
لم يَتَلوّثْ رَاجِيكَ في طَمَعِهْ
وقدْ أتاني الرسولُ بالملبسِ الفخ
ـمِ لِصَيْفِ امْرىء ٍ ومُرْتَبَعِهْ
منْ شنعِ الخلعة ِ الغريبة َ إنّ
م المَجْدَ مَجْدُ الرياشِ في شُنُعهْ
لو أنها جللتْ أويساً لقدْ
أسرعتِ الكبرياءَ في ورعهْ
رائِقُ خَزٍّ يُلتَذُّ مُلْمَسُهُ
سَكْبٌ يَدِينُ الصَّبَا لِمُدَّرِعِهْ
وسرُّ وشيٍ كأنَّ شعري أح
ياناً نسيبُ العيون منْ بدعهْ
كأَنَّ غَضَّ الحُوذان والدَّمَ منْ
صَائكهِ جَاسِداً ومِنْ دُفَعِهْ
والنَّوْرَ نَوْرَ العَرَارِ أُجرِيَ في
تسهيمهِ المجتلى على ينعهْ
لا في ريامٍ ولا قراهُ ولا
زبيدهِ مثلهُ ولا رمعهْ
لايَتَخَطَّاهُ الطَّرْفُ مِنْ أَحَدٍ
ينصفُ إلاَّ صلى على صنعهْ
تركتني سامي الجفونِ على
أزلَمِ دَهْرٍ بِحُسْنِها جَذَعِهْ
مُعاوِدَ الكبرِ والسُّمو على
أعيادهِ باذخاً على جمعهْ
وغابطٍ في نداكَ قلتُ لهُ
ورُبَّ قَوْل قَوَّمْتُ من ضَلَعِهْ:
نَعَتُّ سَيْفاً أغفَلْتُ قائِمَه
وظبيَ قفَّ سهوتُ عن تلعهْ
أنتَ أخونا وسيدٌ ملكٌ
نخلعُ ما نستزيدُ منْ خلعهْ
فالبسْ بهِ مثلها لمثلكِ منْ
فَضْفَاضِ ثَوْبِ القَريضِ متَّسِعِهْ
صَعْبِ القوَافي إلا لِفَارِسِه
أبيَّ نسجِ العروضِ ممتنعهْ
سَاحِرِ نَظْمٍ سِحْرَ البَياض مِنَ الـ
ألوانِ سائبهِ خبهِ خدعهْ
كسوة ُ ودَّ أصبحتَ دونَ الورى
نُجْعتَهُ لا نَقُولُ مِنْ نُجَعِهْ
سَبقْتَ حتَّى اقتطعتَ قَبْلَهُمُ
ما شئتَ منْ تمهِ ومنْ قطعهْ
والشَّعْرُ فَرْجٌ لَيْسَتْ خَصِيصَتُهُ
طولَ الليالي إلا لمفترعهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:06 PM

أتدري أيَّ بارقة ٍ تشيمُ
( أبو تمام )


أتدري أيَّ بارقة ٍ تشيمُ
ومَهْلَكَة ٍ إِليها تَسْتَنِيمُ
إِلامَ وكَمْ يَقِيكَ أَذَايَ صَفْحٌ
ومَجْدٌ عنكَ في غَضَبي حَلِيمُ !
كأّنَّكَ لم تُعَوَّدْ مِنْ سُهَادي
إذا ما عَانَقَ السنة َ النَّؤُومُ
وَمِنْ تَقْلِيبِ قَلْبي عن لِساني
إذا باتَتْ تُقَلبُهُ الهُمومُ
فما أنتَ اللئيمُ إذنْ ولكنْ
زَمانٌ سُدْتَ فيهِ هو اللَّئِيمُ
أتطمعُ أنْ تعدَّ كريمَ قومٍ
وبابُكَ لا يطيفُ به كريمُ ؟!
كَمَنْ جَعَلَ الحَضِيضَ له مِهاداً
ويَزعُمُ أَنَّ إِخوَتَه النُّجُومُ
حَلَفْتُ بِيَوْمِ أَوْبِ أَبي سَعِيد
سَعِيداً إِنه يَوْمٌ عَظِيمُ
فتى ً من أكثرِ الفتيانِ غرماً
لعافيهِ وليسَ له غريمُ
لنمتَ ونامَ عرضُكَ والقوافي
سواخطُ لا تنامُ ولا تنيمُ
يَبِيتُ يُثيرُها لكَ أُفعُوَانٌ
بلصبٍ ما يبلُّ له سليمُ
يُرى في كلِّ وادٍ أنتَ فيه
بلؤمك سائراً أبداً يهيمُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:08 PM

أتيتُ يحيى وقد كا
( أبو تمام )


أتيتُ يحيى وقد كا
نَ لي صديقاً وودَّا
فقلتُ ما بالُ هذا الـ
ـفَتَى اشمأزَّ وصَدَّا؟
فارتَدَّ مِني ارتِدا
دَ الأسيرِ عاينَ قدّا
فقالَ لي : ذو مزاحٍ
يصيرُ الهزلَ جدّا
كذا الكريمُ إذا ما
أرادَ أَنْ يَتغَذَّى !

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:08 PM

أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
( أبو تمام )


أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
وللحوادثِ والأيامِ والعبرِ
أذكرتني أمرَ داودٍ وكنتُ فتى ً
مُصَرَّفَ القَلْبِ في الأَهْواءِ والفِكَرِ
إنْ أنتَ لمْ تتركِ السيرَ الحثيث إلى
جآذِرِ الرُّومِ أَعنَقْنا إِلى الخَزَرِ!
أَعندَكَ الشَّمْسُ قد رَاقَتْ مَحاسِنُها
وأَنتَ مُشْتَغِلُ الأَحشاءِ بالقَمَرِ !
إنَّ النفورَ له عندي مقرُّ هوى ْ
يحلُّ مني محلَّ السمعِ والبصرِ
ورُبّ أَمنعَ مِنْهُ جَانِباً وحِمى ً
أمسى وتكتُهُ مني على خطرِ
جردتُ فيه جنودَ العزمِ فانكشفتْ
عنه غيابتها عن نيكة ٍ هدرِ
سُبْحانَ مَنْ سَبَّحَتْهُ كُلُّ جارِحة ٍ
ما فيكَ من طمحانِ الأيرِ والنظرِ
أَنتَ المُقِيمُ فما تَغْدو رَوَاحِلُهُ
وأَيْرُه أَبداً مِنه على سَفَرِ!

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:09 PM

أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
( أبو تمام )


أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
لَقَدْ أَدرَكَتْ فيكَ النَّوَى ما تُحاوِلُه
وقَفْتُ وأحشَائي مَنَازلُ للأَسَى
بهِ،وَهْوَ قَفْرٌ قَدْ تَعَفَّتْ مَنازِلُهْ
أُسَائلُكُمْ مابَالُهُ حَكَمَ البِلَى
عليهِ، وإلا فاتركُوني أسائِلُهْ
لَقَد أحسَنَ الدَّمْعُ المُحَامَاة َ، بَعْدَما
أَسَاءَ الأسَى إِذْ جَاوَرَ القَلْبَ دَاخِلُهْ
دعا شوقُهُ يا ناصرَ الشوقِ دعوة ً
فلَبَّاهُ طَلُّ الدَّمْعِ يجْري ووَابِلُهْ
بيَوْمٍ تُريكَ المَوْتَ في صُورَة ِ النَّوَى
أَوَاخِرُهُ منْ حَسْرَة ٍ وأَوائِلُهْ
وقَفْنَا عَلَى جَمْرِ الوَدَاعِ، عَشِيَّة ً
ولا قلبَ، إلا وهوَ تغلي مراجلُهْ
وفي الكلة ِ الصفراءِ جؤذرُ رملة ٍ
غدا مستقلاً والفراقُ معادلهْ
تيقنتُ أن البينَ أولُ فاتكٍ
به مذ رأيتُ الهجرَ، وهوَ يغازلهْ
يُعَنفُني أنْ ضِقْتُ ذَرْعاً بنَأْيهِ
ويَجْزَعُ أَن ضاقَتْ عليه خَلاخلُهْ
أَتَتْكَ أَمِيرَ المؤْمنينَ وقَدْ أتى
عليها المَلأ دْماثُهُ وجَرَاوِلُهْ
وصلنَ السرى بالوخْد في كلِّ صحصحٍ
وبالسُّهُد المَوْصُول والنَّوْمُ خَاذِلُهْ
رواحِلُنا الليلُ النهارَ رأيْتَها
بإِرقالها مِنْ كُل وَجْهٍ تُقابِلُهْ
إلى قطبِ الدُّنيا الذي لو بفضلهِ
مَدَحْتُ بَني الدُّنيا كَفَتْهُمْ فَضَائِلُهْ
من البأسُ والمعروفُ والجودُ والتقى
عيالٌ عليه رزقهنَّ شمائلُهْ
جلا ظلماتِ الظلمِ عن وجهِ أُمَّة
أَضَاءَ لَها منْ كَوْكب الْحَقِّ آفِلُهْ
ولاذَتْ بِحقْويْهِ الخِلافَة ُ والتَقَتْ
على خدرْها أرمَاحُهُ ومناصلُه
أتتهُ مغذا قدْ أتاها كأنَّها،
ولا شكَّ، كانت قبلَ ذاكَ تُراسلُهْ
بمُعْتَصِمٍ باللَّهِ قَدْ عُصِمَتْ بهِ
عرى الدين والتفتْ عليها وسائلُهْ
رعى اللهُ فيهِ للرعية ِ رأفة ً
تُزَايِلُه الدُّنْيَا ولَيْسَتْ تُزَايِلُهْ
فأضحوا، وقدْ فاضتْ إليهِ قلوبهمْ
ورحمتُه فيهمْ تفيضُ ونائلُه
وقامَ، فقامَ العدلُ في كلِّ بلدة ٍ
خَطِيباً وأَضْحَى المُلْكُ قَدْ شَقَّ بازِلُهْ
وجَرَّدَ سَيْفَ الحق حتَّى كأنَّهُ
من السلِّ مسودٍ غمدُهُ وحمائلُه
رضينا على رغمِ الليالي بحُكمِهِ
وهَلْ دَافِعٌ أَمراً وذُو العَرْشِ قائِلُهْ!
لقدْ حانَ منْ يُهدي سويداءَ قلبهِ
لحدِّ سنانٍ في يدِ اللهِ عاملُه
وكَمْ نَاكِثٍ لِلعَهْدِ قَدْ نَكَثَتْ بهِ
أمانيهِ واستخذى لحقكَ باطلُهْ
فأمكنْتهُ من رمة ِ العفوِ رأفة ً
ومَغْفِرة ً إِذْ أَمكنَتْكَ مَقَاتِلُهْ
وحاط لهُ الإفرارُ بالذنبِ روحَه
وجُثْمانَه إِذْ لَمْ تَحُطْهُ قَبَائِلُهْ
إذا مارِقٌ بالغَدْرِ حَاوَلَ غَدْرَة ً
فذَاكَ حَرِيٌّ أنْ تَئِيمَ حَلائِلُهْ
فإنْ باشرَ الإصحارَ فالبيضُ والقَنا
قرَاهُ وأحواضُ المنايا مُناهِلُهْ
وإِنْ يَبْنِ حِيطَاناً عليْه، فإنّما
أُولئِكَ عُقَّالاتُهُ لا مَعَاقِلُهْ
وإلا فأعلمْهُ بأنك ساخِطٌ
ودَعْهُ فإِنَّ الْخَوْفَ لا شَكَّ قاتِلُهْ
بيمنِ أبي إسحاقَ طالتْ يدُ العُلى
وقامَتْ قَناة ُ الدينِ واشتدَّ كاهِلُهْ
هُوَ اليَمُّ مِنْ أَي النَّواحي أتيتَهُ
فلُجَّتُه المعروفُ والجُودُ سَاحِلُهْ
تعوَّدَ بسط الكفِّ حتى لو أنَّه
ثناها لقبضٍ لمْ تُجبهُ أنامِلُهْ
ولو لم يكنْ في كفِهِ غيرُ روحِهِ
لجادَ بها، فليتقِ اللهَ سائلُهْ
عطاءٌ لو اسطاعَ الذي يستميحُهُ
لأصبَحَ مِنْ بَيْن الوَرَى وَهْوَ عَاذِلُهْ
إِذَا آمِلٌ سَاماهُ قَرْطَسَ في المُنَى
مواهبهُ حتى يؤملَ آمِلُهْ
لُهى ً تَسْتثيرُ القَلْبَ لَوْلاَ اتّصَالُها
بحسنِ دفاعِ اللهِ وسوسَ سائلُهْ
إمامَ الهُدَى وابنَ الهُدَى أَيُّ فَرْحَة ٍ
تَعجَّلَها فِيكَ القَرِيضُ وقَائِلُهْ!
رجاؤكَ للباغي الغنى عاجِلُ الغنى
وأَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ لِقَائِكَ آجِلُهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:10 PM

أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
( أبو تمام )


أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
مشغولة ٌ بكَ عن وصالِ هجودِ
سَكبتْ ذخيرة َ دمعة ٍ مُصْفرَّة ٍ
في وجنة ٍ محمرة ِ التوريدِ
فكأنَّ وهيَ نظامها نظمٌ وهي
منْ يارقٍ وقلائدٍ وعقودِ
أذكتْ حميا وجدها حمة َ الأسى
فغَدَتْ ْبِنَارٍ غَيْرِ ذَاتِ خُمُودِ
طلعتْ طلوعَ الشمسِ في طرف النوى
والشمسُ طالعة ٌ بطرفِ حسودِ
وتأملتْ شبحي بعينٍ أيدتْ
عَمَدَ الهَوَى في قَلْبِيَ المَعْمُودِ
فنحرتُ حسنَ الصبرِ تحتَ الصدرِ عنْ
جيدٍ بواضحٍ نحرها والجيدِ
حَاشى لجَمْرِ حَشَايَ أَنْ يَلْقَى الْحَشَا
إلا بلفجٍ مثلِ لفجِ وقودِ
أضْحَى الّذي بَّقَّتْهُ نيرَانُ الْحَشَا
مِني حَبيساً في سَبيلِ البيدِ
أذْرَاءُ أَمطاءِ الغِنَى يَضْحَكْنَ عَنْ
أَذْرَاءِ أَمطَاءِ المَطايا القُودِ
فَظَلْلُتُ حَدَّ الأرضِ تَحْتَ العَزْم في
وَجْنَاءَ تُدْني حَدَّ كل بَعيدِ
تحثو إذا حثَّ العتاقَ الوخدُ في
غررِ العتاقِ النقعِ بالتوحيدِ
تعريسها خللَ السر تقريبها
حتى أنختُ بأحمد المحمودِ
فحَطَطْتُ تَحْتَ غَمامة ٍ مَغْمُورَة ٍ
بِحَيَا بُرُوقٍ ضَاحِكاً ورُعُودِ
تلقاهُ بينَ الزائرينَ كأنهُ
قمرُ السماءِ يلوحُ بينَ سعودِ
لَوْ فَاحَ عُودٌ في النَّدي وذِكْرُهُ
لَعَلا بطيبِ الذكْرِ طِيبَ العُودِ
ولاَّهُ منصُورٌ سَماحَ يَمينِه
ومضى فقيدَ المثلِ غيرَ فقيدِ
فَيرَى فَنَاءَ المالِ أفْضَلَ ذُخْرِه
وخُلودَ ذكْر الْحَمْدِ خَيرَ خلودِ
يُبْدِي أبوالحسَنِ اللُّهَى ويُعيدُها
فمؤَملُوهُ مِنَ اللُّهَى في عيدِ
حَيَّيتُ غرَّتهُ بحُسْنِ مَدائِحٍ
غُرٍّ فحَيَّا غرَّتِي بالجُودِ
لَوْ رامَ جُلْمُوداً بجَانبِ صَخْرَة ٍ
يَوْماً لرضَّضَ جانبَ الجُلْمُودِ
وإذا الثغورُ استنصرتهُ شبا القنا
أرْوَى الشَّبَا مِنْ ثُغْرَة ٍ وَوريدِ
يستلُّ إثرَ عدوها عزماته
فيعمها بالنصرِ والتأييدِ
ذو ناظِر حَدِبٍ وَسمْعٍ عائِرٍ
نحوَ الطريدِ الصارخِ المجهودِ
تلقاهُ منفرداً وتحسبُ أنهُ
مِنْ عَزْمِهِ في عُدَّة ٍ وعَديدِ
ياأيُّها المَلِك المُرَجَّى والَّذي
قدحتْ به فطني نظامَ نشيدي
أنا راجلٌ ببلادِ مروٍ راكبٌ
في جَوْدة ِ الأشْعَارِ كلَّ مُجِيدِ
فَأعِزَّ ذِلَّة َ رُجْلَتِي بِمُهذَّبٍ
حلو المخيل مقذذٍ مقدودِ
ذي كُمْتَة ٍ أوشُقْرَة ٍ أو حُوَّة ٍ
أو دُهْمة ٍ فَهِمِ الفُؤَادِ سَدِيدِ
تَتَنزَّهُ اللَّحظاتُ في حَرَكاتِهِ
كتنَزُّهِي في ظِلّكَ المَمْدُودِ
مُتَسرْبِل بُردْاً يَفُوقُ بِوَشْيِهِ
بينَ المواكبِ حسنَ وشي برودِ
فإذَا بَدَا في مَشْهَدٍ قامَتْ لهُ
نبلاءُ صدرِ المحفلِ المشهودِ
يجدُ السرورَ الراكبُ الغادي به
كَسُرورِه بالفارسِ المَوْلودِ
إنْ سابقَتْهُ الخيْلُ في مَيْدانِها
قذفتْ إليه الخيلُ بالإقليدِ
فيروحُ بينَ مؤبيهِ مخالفاً
متعصباً بعصابة ِ التسويدِ
ومشيعودهُ معوذوه بكلِّ ما
عَرَفُوه مِنْ عُوَذٍ مِنْ التًّحْميدِ
يتعشقونَ نضارة ً في وجههِ
عضقَ الفتى وجهَ الفتاة ِ الرودِ
أغضَى عليكَ جُفُون شُكْرِكَ إنَّها
ثَقُلت عليَّ لجُودِكَ الموجُودِ
إني اعتصمتُ بطولِ طودكَ إنهُ
طودٌ يقومُ مقامَ طودِ حديدِ
لا يهتدي صرفُ الزمانِ إلى امرىء
مُتصرفٍ بفنَائِكَ المَعْهُودِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:11 PM

أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ
( أبو تمام )


أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ
والعَيْشِ في أَظْلاَلِهِنَّ المُعْجِبِ
وَمصيفِهِنَّ المُسْتَظِل بظِلهِ
سِرْبُ المَهَا ورَبيعِهنَّ الصَّيبِ
أُصُلٌ كبُرْدِ العصْبِ نيطَ إلى ضُحى ً
عَبِقٍ بريحانِ الرِّياضِ مُطيَّبِ
وظِلالِهِنَّ المُشْرِقاتِ بِخُرَّدٍ
بِيضٍ كَواعِبَ غامِضَاتِ الأَكْعُبِ
وأغنَّ منْ دُعْجِ الظِّباءِ مُربَّبٍ
بُدلْنَ مِنْهُ أَغَنَّ غَيْرَ مُرَبَّبِ
للهِ ليلتُنا وكانتْ ليلة ً
ذُخِرَتْ لَنا بَيْنَ اللوى فَالشُّرْبُبِ
قَالَتْ، وَقَدْ أَعْلَقْتُ كَفي كَفَّهَا:
حلاًّ، ومَا كلُّ الحلال بطيِّبِ
فنَعِمْتُ مِنْ شَمْس إِذَا حُجبَتْ بَدَتْ
مِنْ نُورِهَا فكأنَّها لم تُحْجَبِ
وإذا رنتْ خلتَ الظِّباءَ ولَدْنَهَا
ربعيَّة ً واستُرضعتْ في الرَّبربِ
إنْسيَّة ٌ إنْ حُصِّلتْ أنْسابُها
جِنَّيَّة ُ الأَبَوَيْنِ مالَمْ تُنْسَبِ
قدْ قُلتُ للزَّبَّاء لمَّا أصبحتْ
في حدِّ نابٍ للزَّمانِ وَمخلبِ
لِمَدِيْنَة عَجْمَاءَ قَدْ أَمْسَى البِلَى
فيها خَطيباً بِاللسَانِ المُعْرِبِ
فكأنَّماَ سكنَ الفناءُ عِراصَها
أَوْ صَالَ فيها الدَّهْرُ صَوْلَة َ مُغْضِبِ
لَكِنْ بَنُو طَوْقٍ وطَوْقٌ قَبْلَهُمْ
شَادُوا المَعَالى بالثَّنَاءِ الأَغْلَبِ
فَسَتَخْرَبُ الدُّنْيَا وأَبْنِيَة ُ العُلَى
وقبابها جددٌ بها لمْ تخربِ
رُفعتْ بأيَّام الطِّعان وغُشِّيتْ
رقْرَاقَ لَوْنٍ لِلسَّمَاحَة ِ مُذْهَبِ
يا طالباً مسعاتهمْ لينالها
هَيْهَاتَ مِنْكَ غُبَارُ ذَاكَ المَوْكِبِ!
أَنْتَ المُعَنَّى بالغَوانِي تَبتَغي
أَقْصَى مَوَدَّتِها بِرأْسٍ أَشْيَبِ
وَطِئَ الخطوبَ وكفَّ منْ غُلَوَائها
عُمَرُ بنُ طوق، نجمُ أهل المغربِ
مُلْتَفٌّ أَعراقِ الوَشِيج، إِذَا انْتَمَى
يومَ الفَخارِ، ثريُّ تُرْبِ المنصبِ
في معدِن الشَّرفِ الذي من حليهِ
سُبكت مكارمُ تغلبَ ابنة ِ تغلبِ
قدْ قُلتُ في غلسِ الدُّجى لِعِصابة ٍ
طلبت أبا حفصٍ: مُناخَ الأركُبِ
الكوْكبُ الجُشميُّ نصبَ عُيُونكمْ
فاسْتَوْضِحُوا إيضاءَ ذَاكَ الكَوْكَبِ
يُعطي عطاءَ المُحسنِ الخَضِل النَّدى
عَفْواً ويَعْتَذِرُ اعْتَذَارَ المُذْنِبِ
ومُرَحبٍ بالزَّائِرينَ وبشْرُهُ
يُغْنيكَ عن أَهْلٍ لَدَيْه ومَرْحِبِ
يغدو مُؤمِّلُهُ إذا ما حطَّ في
أَكْنَافِهِ رَحْلَ المُكِل المُلْغِبِ
سلسَ اللُّبانة ِ والرجاءِ ببابهِ
كَتَبَ المُنَى مُمْتَدَّ ظل المَطْلَبِ
الجدُّ شيمته وفيه فكاهة ٌ
سُجُعٌ ولاجِدٌّ لمن لم يَلْعَبِ
شَرِسٌ، وَيُتْبِعُ ذَاكَ لِينَ خَلِيقَة ٍ
لا خيرَ في الصَّهباء ما لم تُقطبِ
صُلبٌ إذا اعوجَّ الزمانُ ولم يكنْ
لِيُلِينَ صُلبَ الخطبِ من لم يصلُبِ
الودُّ للقربى ، ولكن عُرْفُهُ
للأَبْعَدِ الأَوْطَانِ دُونَ الأَقْرَبِ
وكذَاكَ عَتَّابُ بنُ سَعْدٍ أَصْبَحُوا
وهُمُ زِمَامُ زَمَانِنا المُتَقَلبِ
هُمْ رَهْطُ مَن أَمْسَى بَعيداً رَهْطُهُ
وبنو أبي رجُلٍ بغيرِ بني أبِ
ومُنافِسٍ عُمَرَ بنَ طوقٍ ما لهُ
مِن ضِغْنِهِ غَيْرُ الحَصَى والأَثْلَبِ
تَعِبُ الخلائق والنَّوالِ ولمْ يكنْ
بِالْمُسْتَرِيحِ العِرْضِ مَنْ لَمْ يَتْعَبِ
بِشحُوبِهِ في المَجْدِ أَشْرَقَ وَجْهُهُ
لايَسْتَنِيرُ فَعَالَ مَنْ لَمْ يَشْحُبِ
بَحْرٌ يَطِمُّ على العُفاة ِ وإِنْ تَهِجْ
ريحُ السُّؤَالِ بِمَوْجِهِ يَغْلَوْلِبِ
والشَّوْلُ ما حُلِبَتْ تَدَفَّقَ رِسْلُهَا
وتجفُّ درَّتُها إذا لمْ تُحْلَبِ
يا عَقْبَ طَوقٍ أيُّ عَقْبِ عشيرة ٍ
أَنْتُمْ، ورُبَّتَ مُعْقِبٍ لَمْ يُعْقِبِ
قَيَّدْتُ مِنْ عُمرَ بنِ طَوْقٍ هِمَّتي
بالحُوَّلِ الثَّبتِ الجنان القُلَّبِ
نَفَقَ المَدِيحُ بِبَابِهِ فَكَسَوْتُهُ
عِقْداً مَنَ الياقُوِتِ غَيْرَ مُثَقَّبِ
أولى المديح بأنْ يكونَ مُهذَّباً
ماكانَ مِنْهُ في أَغرَّ مُهَذَّبِ
غَرُبَتْ خَلائِقُهُ وأغرَب شاعرٌ
فيه فأَحْسَنَ مُغْرِبٌ في مُغْرِبِ
لمَّا كَرُمْتَ نطَقْتُ فِيكَ بِمَنْطِقٍ
حقًّ فلم آثمْ ولم أتحوَّبِ
ومتى امتَدَحْتُ سِواكَ كنْتُ مَتَى يَضِقْ
عَنّي لَهُ صِدْقُ المقَالَة ِ أَكْذِبِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:11 PM

أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
( أبو تمام )


أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
ورمَّ بالصبرِ عقلاً كانَ مألوسا
سَرَى رِدَاءَ الهَوَى في حِينِ جِدَّتِهِ
واهاً لهُ منهُ مسروراً وملبوسا!
لو تَشْهَدِينَ أُقاسِي الدَّمْعَ مُنْهَمِراً
واللَّيْلَ مُرْتَتِجَ الأبوابِ مَطْمُوسَا
إستنبتَ القلبُ منْ لوعاته شجراً
منَ الهمومِ فأجنتهُ الوساويسا
أهْلَ الفَرادِيسِ لَمْ أُعْدِدْ لِذِكْركُمُ
إلا رَعَى وَسَقَى اللَّه الفَرادِيسَا
إذْ لا نعطلُ منها منظراً أنقاً
ومربعاً بمها اللذاتِ مأنوسا
قَدْ قُلْتُ لمَّا اطلَخَمَّ الأَمْرُ وانْبَعَثَتْ
عَشواءُ تَالِية ً غُبْساً دَهارِيسَا
لي حرمة ٌ بكَ أمسى حقُّ نازلها
وَقْفاً عليكِ- فدَتكَ النَّفْسُ- مَحْبُوسَا
كمْ دعوة ٍ لي إذا مكروهة ٌ نزلتْ
واسْتَفْحَلَ الْخَطْبُ يا عَيَّاشُ ياعِيسَى
للَّهِ أفعَالُ عَيَّاشٍ وشِيمَتُهُ
يَزدْنَهُ كَرَماً إنْ سَاسَ أو سيسَا
ما شاهدَ اللبسَ إلاَّ كانَ متضحاً
ولانَأَى الحَقَّ إلا كانَ مَلْبُوسَا
فاضتْ سحائبُ منْ نعمائهِ فطمتْ
نُعْمَاهُ بالبُؤْسِ حتَّى اجتثَّتِ البُوسَا
يحرسنَ بالبذلِ عرضاً ما يزالُ من ال
آفاتِ بالنفحاتِ الغرِّ محروسا
فرعٌ سما في سماءِ العزِّ متخذاً
أصلاً ثوى في قرارِ المجدِ مغروسا
لَيْثٌ تَرَى كُلَّ يَوْمٍ تَحْتَ كَلْكَلِهِ
لَيْثاً من الإنْسِ جَهْمَ الوَجْهِ مَفْرُوسَا
أهيسُ أليسُ مشاءٌ إلى هممٍ
تُغَرقُ العيس في آذِيها الليسَا
نافسَ أهلَ العلى فاحتازَ عقلهمُ
مِنْهُمْ فأصبَحَ مُعْطَى الْحَق مَنْفُوسَا
تجري السعودُ لهُ في كلِّ نائبة ٍ
نابتْ وإنْ كانَ يومُ البأسِ منحوساِّ
لهُ لواءُ ندى ً ما هزَّ عاملهُ
إلا أرَاكَ لِواءَ البُخْلِ مَنكُوسَا
مقابلٌ في بني الأذواءِ منصبهُ
عيصاً فعيصاً وقدموساً فقدموسا
الوَارِدينَ حِيَاضَ المَوْتِ مُتْأَقة ً
ثباً ثباً وكراديساً كراديسا
والمانِعينَ حِياضَ المَجْدِ إنْ دُهِمَتْ
مَنعَ الضَّراغِمِ آجَاماً وعِريسَا
نَمَوْكَ قِنْعاسَ دَهْرٍ حينَ يَحْزُبُه
أَمْر يُشابه آباءً قَناعيسَا
وقدموا منكَ إْنْ همْ خاطبوا ذرباً
وَرَادَسُوا حَضْرَمِيّ الصَّخْرِ رِديسَا
أشمُ أصيدُ تكوي الصيدَ غرتهُ
كيّاً وأشْوَسُ يُعْشِي الأعيُنَ الشَّوسَا
شامتْ بروقكَ آمالي بمصرَ ولو
أصبحَتَ بالطُّوسِ لم اسْتبعِدِ الطُّوسَا

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:12 PM

أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
( أبو تمام )


أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
عَنَّتْ لَنَا بَيْنَ اللوَى فَزَرُودِ!
أتْرَابُ غَافلة اللَّيَالي أَلَّفَتْ
عُقَدَ الهَوَى في يَارَقٍ وعُقُودِ
بيضاءُ يصرعها الصبا عبث الصبا
أصلاً بخوط البانة ِ الأملودِ
وحشية ٌ ترمي القلوبَ إذا اغتدتْ
وَسْنَى ، فمَا تَصْطَادُ غَيْرَ الصيدِ
لا حزمَ عندَ مجرب فيها ولا
جبارُ قوم عندها بعنيدِ
مالي بربعٍ منهمُ معهودٍ
إلاَّ الأَسَى وَعَزيمَة ُ المَجْلُودِ
إنْ كانَ مسعودٌ سقى أطلالهمْ
سبلَ الشؤون، فلستُ منْ مسعودِ
ظعنوا فكانَ بكاي حولاً بعدهمْ
ثمَّ ارعويتُ وذاكَ حكمُ لبيدِ
أجدرْ بجمرة لوعة إطفاؤها
بالدَّمْعِ أَنْ تزْدادَ طُولَ وُقُودِ
لا أفقرُ الطربَ القلاصَ ولا أرى
معْ زير نسوانٍ أشدُّ قتودي
شَوْقٌ ضَرَحْتُ قَذَاتَه عن مَشْرَبي
وهَوى ً أَطَرْتُ لحَاءَهُ عَنْ عُودي
عامي وعامُ العيس بينَ وديقة ٍ
مسجورة ٍ وتنوفة ٍ صيخودِ
حتَّى أُغادرَ كُلَّ يَوْم بالفَلا
للطيرِ عيداً من بات العيدِ
هَيْهَاتَ منْها رَوضَة ٌ مَحْمُودَة ٌ
حتى تناخَ بأحمدَ المحمودِ
بِمُعَرَّسِ العَرَبِ الّذي وَجَدَتْ بهِ
أَمْنَ المَرُوعِ ونَجْدَة َ المَنْجُودِ
حَلَّتْ عُرَا أَثْقَالِها وهُمُومِها
أَبْنَاءُ إسْمَاعيلَ فيهِ وهُودِ
أملٌ أناخَ بهمْ وفوداً فاغتدوا
منْ عنْده وهُمُ مُناخُ وفُودِ
بَدَأَ النَّدَى وأَعَادَهُ فيهمْ وكَمْ
من مبدىء ٍ للعرف غيرُ معيدِ!
يا أحمدَ بنَ أبي داودٍ حطتني
بِحيَاطَتي وَلَدَدْتني بِلدُودي
ومنحتَني وُدّاً حميْتُ ذمَارَه
وذمَامَه مِنْ هِجْرَة ٍ وصُدُودِ
ولكمْ عدوٍّ قالَ لي متمثلاً
كمْ منْ ودودٍ ليسَ بالمودودِ!
أَضحَتْ إيَادٌ في مَعَدٍّ كلها
وهُمُ إِيَادُ بِنائِها الممْدُودِ
تَنميك في قُلَل المكارِم والعُلَى
زُهْرٌ لزُهْرِ أُبُوة ٍ وجُدُودِ
إنْ كنتمُ عاديَّ ذاكَ النبع إنْ
نسبوا وفلقة َ ذلكَ الجلمودِ
وَشرِكْتُمُوهُم، دُونَنَا، فَلأَنتُمُ
شركاؤنا من دونهمْ في الجودِ
كعبٌ وحاتمٌ اللذانِ تقسما
خططَ العلى منْ طارفٍ وتليدِ
هذا الذي خلفَ السحابَ وماتَ ذا
في المَجْد ميتَة َ خضْرِمٍ صنْديدِ
إلاّ يكنْ فيها الشهيدَ فقومهُ
لايَسْمَحُونَ به بألف شَهيدِ
ما قَاسَيَا في المَجْد إلاَّ دُونَ ما
قَاسَيْتَهُ في العَدْلِ والتَّوْحيدِ
فاسْمَعْ مَقَالَة َ زَائِرٍ لم تَشْتبهْ
آرَاؤُهُ عنْدَ اشْتبَاه البِيدِ
يَسْتَامُ بَعْضَ القَوْلِ منكَ بفعْله
كَمَلاً وَعَفْوَ رضَاكَ بالمَجْهُودِ
أَسْرَى طَريداً للحَياءِ منَ الّتي
زعموا، وليسَ لرهبٍة بطريدِ
كنتَ الربيعَ أمامهُ ووراءهُ
قمرُ القبائلِ خالد بنُ يزيدَ
فالغيثُ من زهرِ سحابة ُ رأفة ٍ
والرُّكْنُ مِنْ شَيْبَانَ طَوْدُ حَديدِ
وغَداً تَبيَّنُ مَا بَرَاءَة ُ سَاحتي
لوْ قدْ نفضتَ تهائمي ونجودي
هذَا الوَليدُ رَأَى التَّثبُّتَ بَعْدَمَا
قالوا يَزيدُ بنُ المهلَّب مُودِ
فتَزَعْزَعَ الزُّوْرُ المُؤَسسُ عنْدَهُ
وبِنَاءُ هذا الإفْك غَيْرُ مَشيدِ
وتَمَكَّنَ ابنُ أبي سَعيدٍ من حجَا
ملكٍ بشكرِ بني الملوكِ سعيدِ
ما خَالدٌ لي دُونَ أَيُّوبٍ ولاَ
عبد العزيز ولستُ دونَ وليدِ
نفسي فداؤكَ أيَّ باب ملمًة
لم يُرْمَ فيه إليْكَ بالإقْليدِ !
لمقارفِ البهتان غيرُ مقارف
ومنَ البعيد الرَّهْط غَيْرُ بَعيدِ
لما أظلتني غمامكَ أصبحتْ
تلكَ الشُّهُودُ عليَّ وهيَ شُهُودي
منْ بعد أنْ ظنوا بأنْ سيكونُ لي
يَوْمٌ ببَغْيهمُ كيوْمِ عَبيدِ
أمنية ٌ ما صادفوا شيطانها
فيها بِعفْريتٍ ولا بِمَرِيدِ
نزعوا بسهمِ قطيعة ً يهفو بهِ
ريشُ العقوقَ، فكانَ غيرَ سديدِ
وإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضيلَة ٍ
طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ
ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ
لولاَ التخوفُ للعواقبِ لمْ تزلْ
للْحَاسد النُّعْمى على المَحْسُودِ
خُذْها مُثَقَّفَة َ القَوافي رَبُّها
لسَوابِغِ النَّعْمَاءِ غَيْرُ كَنُودِ
حَذَّاءُ تَمْلأُ كُلَّ أُذْنٍ حِكْمَة ً
بلاغة ً وتدرُّ كلَّ وريدِ
كالطعنة َ النجلاءِ منْ يدِ ثائرِ
بأخيهِ أو كالضربة َ الأخدودِ
كالدرِّ والمرجانَ ألفَ نظمهُ
بالشذرِ في عنقِ الفتاة ِ الرودِ
كشقيقة ِ البردِ المنمنم وشيهُ
في أَرْضِ مَهْرَة َ أَو بِلاد تَزيدِ
يعطي بها البشرى الكريمُ ويحتبي
بردائها في المحفل المشهودِ
بُشْرَى الغَنِيّ أَبِي البَنَات تَتَابعَتْ
بُشَرَاؤُهُ بالفَارِسِ المَوْلُود
كرقى الأوسادِ والأراقم طالما
نَزَعَتْ حُمات سَخَائِمٍ وحُقُود

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:13 PM

أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
( أبو تمام )


أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
لو استمتعتِ بالأنسِ القديمِ
أدَارَ البُؤْسِ حَسَّنَكِ التَّصَابي
إليَّ فصرتِ جناتِ النعيمِ
لَئِنْ أصبحتِ مَيْدَانَ السَّوافِي
لقَدْ أصبَحتِ مَيْدَانَ الهُمُومِ
ومما ضرَّمَ البرحاءَ أني
شَكَوْتُ فما شَكَوْتُ إلى رَحِيمِ
أظُنُّ الدَّمْعَ في خَدي سَيَبْقَى
رسوماً من بكائي في الرسومِ
وليلِ بتُّ أكلؤه كأني
سَليمٌ أوْ سَهِرْتُ على سَليمِ
أراعي من كواكبه هجاناً
سواماً ما تريعُ إلى المسيمِ
فأقسمُ لو سألتِ دجاهُ عني
لقدْ أنباكِ عن وجدٍ عظيمِ
أنَخْنَا في ديَارِ بَني حَبيبٍ
بناتِ السيرِ تحت بني العزيمِ
وما إنْ زَالَ في جَرْمِ ابنِ عَمْروٍ
كريمٌ من بني عبد الكريمِ
يَكادُ نَدَاهُ يتركُهُ عَديماً
إذا هطلتْ يداه على عديمِ
تَرَاهُ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ المعَالي
فتَحْسِبُه يُدَافِعُ عَنْ حَرِيمِ
غريمٌ للملِّم به وحاشى
نداهُ منْ مماطلة الغريمِ
سفيهُ الرمح جاهلُهُ إذا ما
بدا فضلُ السفيه على الحليمِ
إذا ما قيلَ أرعفتِ العوالي
فليس المرعفاتُ سوى الكلومِ
إذا ما الضربُ حشَّ الحربَ أبدى
أغرَّ الرأي في الخطبِ البهيمِ
تُقفى الحربُ منهُ حينَ تغلي
مراجلها بشيطانٍ رجيمِ
فإن شهدَ المقامة َ يومَ فصلٍ
رأيتَ نظيرَ لقمانِ الحكيمِ
إذا نزلَ النزيعُ بهمْ قروهُ
رياضَ الريف من أنفٍ جميمِ
فَلَوْ شَاهَدْتَهُمْ والزَّائِريهِمْ
لَما مِزْتَ البَعِيدَ مِنَ الحَمِيمِ
أُولئِكَ قَدْ هُدُوا في كُل مَجْدٍ
إلى نَهْجِ الصرَاط المُسْتقِيمِ
أَحلَّهُمُ النَّدَى سِطَة َ المعالي
إذا نزلَ البخيلُ على التخومِ
فروعٌ لا ترفُّ عليك إلا
شَهِدْتَ لَها على طِيبِ الأرومِ
وفي شَرَفِ الْحَدِيثِ دَلِيلُ صِدْقٍ
لِمُخْتَبِرٍ على الشَّرَفِ القَدِيم
لهم غُرَرٌ تُخالُ إذا استنارَتْ
بواهرُها ضرائرَ للنجومِ
قرومٌ للمجيرِ بهم أسودٌ
نَكالٌ للأسودِ وللقرومِ
إذا نزلوا بمَحْلٍ روَّضوهُ
بآثارٍ كآثارِ الغيومِ
لكلٍّ مِن بني حَوَّاءَ عُذْرٌ
ولاعُذْرٌ لطائيٍّ لئيمِ
أحقُّ الناسِ بالكرمِ امرؤٌ لم
يزل يأوي إلى أصلٍ كريمِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:13 PM

أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
( أبو تمام )


أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
منها التي رزقتْ وأخرى تُحرمُ
فإذا تَأمَّلتَ البلادَ رَأَيْتَها
تثري كما تُثري الرجالُ وتُعدمُ
حظٍّ تعاوره البقاعُ لوقته
وادٍ به صفرٌ ووادٍ مفعمُ!
لولاه لم تكن النبوة ُ ترتقي
شرف الحجاز ولا الرسالة تتهمُ
ولذاك أعرقت الخلافة ُ بعدما
عمرتْ عصوراً وهي علقٌ مشئمُ
وبهِ رأَيْنَا كَعْبَة َ اللهِ التي
هيَ كوكَبُ الدُّنيا تُحِلُّ وتُحْرِمُ
تلكَ الجَزيرة ُ مُذْ تَحَمَّلَ مالِكٌ
أمست وبابُ الغيث عنها مبهمُ
ولعتْ قراها غبرة ٌ ولقد تُرى
في ظلِّه وكأنما هيَ أنجمُ
غنيتْ زماناً جنة ً فكأنما
فتحتْ إليها منذُ سارَ جهنَّمُ
الجوُّ أكلفُ والجنابُ لفقدهِ
مَحْلٌ وَذَاكَ الشقُّ شِقٌّ مُظْلِمُ
أقَوَتْ فلمْ أذكُرْ بها لمَّا خَلتْ
إلا مني لمَّا تقضى الموسمُ
ولقد أراها وهيَ عرسٌ كاعبٌ
فاليَوْمَ أضحَتْ وهْيَ ثَكلى أَيمُ
إذْ في ديارِ ربيعة َ المطرُ الحيا
وعلى نَصيبينَ الطَّريقُ الأَعْظَمُ
ذلَّ الحمى مذْ أوطئتْ تلكَ الربا
والغابُ مذْ أخلاهُ ذاك الضيغمُ
إنَّ القِبَابَ المُسْتَقِلَّة َ بَيْنَها
ملكٌ يطيبُ به الزمان ويكرمُ
لا تألفُ الفحشاءُ برديهِ ولا
يسري إليه مع الظلامِ المأثمُ
متبذلٌ في القومِ وهو مبجلٌ
متواضعٌ في الحيِّ وهوَ معظَّمُ
يعلو فيعلمُ أنَّ ذلك حقهُ
ويذيلُ فيهم نفسه فيكرَّمُ
مَهْلاً بَني عَمْرِو بن غَنم إنكم
هَدَفُ الأسِنَّة والقَنا يَتحَطَّمُ
المَجْدُ أعنَقُ والديَارُ فسيحَة ٌ
والعزُّ أقعسُ والعديدُ عرمرمُ
ما منكمُ إلا مردى بالحجا
أَو مُبْشَرٌ بالأحوَذِيَّة ِ مُؤْدَمُ
عَمْرَو بن كُلثُومِ بن مالكٍ بن عَتَّ
ابِ بن سَعْدٍ سَهْمُكُمْ لا يُسْهَمُ
خُلِقَتْ رَبيعة ُ مُذْ لَدُنْ خُلِقَتْ يَداً
جُشَمُ بنُ بَكرٍ كَفٌّها والمِعْصَمُ
تَغْزُو فتَغْلِبُ تغلبٌ مِثْلَ اسمها
وتَسِيحُ غَنْمٌ في البلا فَتَغْنَمُ
وستذكرونَ غداً صنائعَ مالكٍ
إِنْ جَلَّ خَطْبٌ أَوْ تُدُوفعَ مَغْرَمُ
فمَنِ النَّقِيُ مِنَ العُيُوب وقَدْ غدَا
عَنْ دارِكُمْ ومَن العَفِيفُ المُسْلِمُ
ما لي رَأَيْتُ تُرَابَكمْ يَبَسَاً لَهُ
مالي أرى أطوادَكُمْ تتهدَّمُ؟
ما هذهِ القربى التي لا تُصطفى
ما هذهِ الرحِمُ التي لا تُرحمُ؟!
حَسَدُ القَرَابَة ِ لِلقَرَابة ِ قَرْحَة ٌ
أعيَتْ عَوَانِدُها وجُرْحٌ أقْدَمُ
تِلْكُمْ قُرَيْشٌ لم تكُنْ آرَاؤَهَا
تهفو ولا أحلامُها تتقسَّمُ
حتى إذا بعثَ النبي محمدٌ
فيهم غدتْ شحناؤهُمْ تتضرَّمُ
عزبتْ عقولهُمُ وما من معشرٍ
إلا وهُمْ منهُ ألبُّ وأحزَمُ!
لما أقامَ الوحيُ بينَ ظهورهمْ
ورَأَوا رَسُولَ اللهِ أَحْمَدَ مِنْهُمُ
ومن الحزامة ِ لوْ تكونُ حزامة ٌ
أَلاَّ يُؤَخَّرَ مَنْ بهِ يُتقَدَّمُ
إِنْ تَذْهبُوا عِن مالِكٍ أَو تَجْهَلُوا
نُعْمَاهُ فالرَّحِمُ القَريبَة ُ تَعْلَمُ
هيَ تِلْكَ مُشْكَاة ٌ بِكُمْ لَوْ تِشْتَكِي
مَظْلُومَة ٌ لَوْ أَنَّها تَتَظلَّمُ
كانتْ لكُمْ أخلاقُهُ معسولة ً
فتركتموها وهيَ ملحٌ علقمُ
حَتَّى إذا أجنَتْ لكُمْ دَاوَتْكُمُ
منْ دائكُمْ إنَّ الثقافَ يقوِّمُ
فقسا لتزدجروا ومنْ يكُ حازماً
فَليَقْسُ أحياناً وحيناً يَرْحَمُ
واخافَكُمْ كي تُغْمِدُوا أسيافَكُمْ
إنَّ الدمَ المغترَّ يحرسُهُ الدَّمُ
ولقدْ جهدتُمْ أن تزيلُوا عِزَّهُ
فإذا أَبانٌ قَدْ رَسَا ويَلَمْلَمُ
وطعنتمُ في مجدِهِ فثنتكُمُ
زُعْفٌ يُفَلُّ بها السنَانُ اللَّهْذَمُ
أعززْ عليهِ إذا ابتَأَسْتُمْ بَعْدَهُ
وتذُكّرتْ بالأمسِ تلكَ الأنعمُ
ووَجدْتُمُ قَيْظَ الأَذَى ورَمَيْتُمُ
بعيونكُمْ أينَ الربيعُ المرهمُ
وندمتمُ ولوِ استطاعَ على جوى
أحشَائكُمْ لَوَقَاكُمُ أَنْ تَنْدَمُوا
ولَو انَّها مِنْ هَضْبَة ٍ تَدْنُو لَهُ
لدنا لها أو كانَ عرقٌ يُحْسمُ
ما ذُغْذِغَتْ تلكَ السُّرُوبُ وأصبَحَتْ
فرقين في قرنين تلكَ الأسهمُ
ولقَدْ عَلِمْتُ لَدُنْ لَجَحْتُمِ أَنَّهُ
ما بَعْدَ ذَاكَ العُرْسِ إِلاَّ المأْتَمُ
علماً طلبتُ رسومهُ فوجدتُها
في الظنِّ، إنَّ الألمعيَّ مُنَجِّمُ
ما زلْتُ أعرِفُ وَبْلَهُ مِن عارِضٍ
لمَّا رأيتُسماءَهُ تتغيَّمُ
يا مالِ قدْ علمتْ نزارٌ كلها
ما كانَ مثلكَ في الأراقمِ أرقمُ
طَالَتْ يَدِي لَمَّا رَأيتُكَ سالِماً
وانحَتَّ عَنْ خَدَّيَّ ذَاكَ العِظْلِمُ
وشممتُ تربَ الرحبة ِ العبقِ الثرى
وسقى صدايَ البحرُ فيها الخضرمُ
كَمْ حَلَّ في أكنَافِها مِنْ مُعْدِمٍ
أمسى به يَأوِي إليهِ المُعْدِمُ
وصَنِيعَة ٍ لكَ قَدْ كَتَمْتَ جَزيلَها
فأبى تضوُّعها الذي لا يكتمُ
مجدٌ تلوحُ فضولهُ وفضيلة ٌ
لكَ سافِرٌ والحقُّ لا يَتَلَثُّمُ
تَتَكَلَّفُ الجُلَّى ومَنْ أضحَى له
بيتاكَ في جشمٍ فلا يتجشَّمُ
وتشرَّفُ العليا وهلْ بكَ مذهبٌ
عنها وأنتَ على المكارم قَيمُ؟!
أثنيتُ إِذْ كانَ الثَّنَاءُ حِبَالَة ً
شركاً يصادُ به الكريمُ المنعمُ
ووفيتُ إنَّ من الوفاء تجارة ً
وشكرتُ إنَّ الشكرَ حرتٌ مُطعمُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:14 PM

أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
( أبو تمام )


أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
وَملأْتَ مِنْ جِزْعَيْكَ عَيْنَ الرَّائِدِ
ولقدْ أتيتكَ صادياً فكرعتُ في
شيمِ ألذَّ من الزلالِ الباردِ
مَهَّدْتُ لاسْمِكَ مَنْزِلاً ومَحِلَّة ً
في الشعْر بَيْنَ نَوادِرٍ وشَواهِدِ
فَهُوَ المُرَاحُ لِكُل مَعْنى ً عَازِبٍ
وهوَ العقالُ لكلّ بيتٍ شاردِ
كمْ نعمة ٍ زينتني بسموطها
كالعِقْدِ في عُنُقِ الكعَابِ النَّاهِدِ
غادرتها كالسورِ عولي سمكهُ
مضروبة ً بيني وبينَ الحاسدِ
فاشددْ يديكَ على يدي وتلافني
منْ مطلبٍ كدرِ المواردَ راكدِ
أصبحتُ في طرقاتهِ ووجوههِ
أعمى وكنتَ نبيلُ القائدِ
تلكَ القليبُ مباحة ً أرجاؤها
والحوضُ منتظرُ ورودُ الواردِ
والدلوُ بالغة ٌ الرشاءِ مليئة ٌ
بالريّ إِنْ وُصِلَتْ بباعٍ واحِدِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:15 PM

أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
( أبو تمام )


أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
بأَقلامِ شَيْب في مَهارِقِ أَنقاسِ
فإن تسأليني من يخطُّ حروفها
فكفُّ الليالي تستمدُّ بأنفاسي
جرت في قلوبِ الغانيات لشيبتي
قُشَعْرِيرَة ٌ مِنْ بعدِ لِينٍ وإِيناسِ
و قد أمسِ من وصلِ الكواعب آيساً
فآخرُ آمالِ العبادِ إلى اليأسِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:16 PM

أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
( أبو تمام )


أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
والدَّمْعُ في دِمَنٍ عَفَتْ لا يَسْجُمُ !
يا موسمَ اللذاتِ غالتكَ النوى
بَعْدِي فرَبْعُكَ لِلصَّبَابَة ِ مَوْسِمُ!
ولقدْ أراكَ من الكواعب كاسياً
فاليومَ أنتَ مَنَ الكَواعِبُ مُحرِمُ
لَحَظَتْ بَشَاشَتَكَ الحَوادِثُ لحظَة ً
مازلتُ أحلمُ أنها لا تسلمُ
أين التي كانَتْ إذا شاءَتْ جرى
مِنْ مُقْلَتِي دَمْعٌ يُعَصْفِرُهُ دَمُ
بَيْضَاءُ تَسْرِي في الظَّلاَمِ فَيَكْتَسي
نُوراً وتَسْرُبُ في الضيَاءَ فيُظلِمُ
يستعذبُ المقدامُ فيها حتفهُ
فتَرَاهُ وهْوَ المُسْتَمِيتُ المُعْلمُ
مقسومة ٌ في الحسنِ بلْ هي غاية ٌ
فالحُسْنُ فيها والجَمَالُ مُقَسَّمُ
ملطومة ُ بالوردِ أطلقَ طرفُها
في الخَلْقِ فهْوَ مَعَ الْمَنُونِ مُحَكَّمُ
مَذِلَتْ ولمْ تكْتُمْ جفَاءَكَ تكْتَمُ
إِنَّ الّذِي يَمِقُ المَذُولَ لمُعْرَمُ
إنْ كانَ وَصْلُكِ آضَ وهْو مُحَرّمُ
منكِ الغداة َ فما السلوُّ محرَّمُ
عزمٌ يفلُّ الجيشَ وهوَ عرمرمٌ
ويردُّ ظفرَ الشوقِ وهوَ مقلمُ
وفَتًى إذا ظَلَمَ الزَّمانُ فمَا يُرَى
إلا إلى عزماتِهِ يتظلمُ!
لَوْلاَ ابنُ حَسَّانَ المُرَجَّى لمْ يَكُنْ
بالرقة ِ البيضاءِ لي متلومُ
شافهتُ أسبابَ الغنى بمحمدٍ
حتى ظننتُ بأنها تتكلمُ
قد تيمتْ منهُ القوافي بامرئٍ
مازَالَ بالمَعْرُوفِ وهْوَ مُتَيَّمُ
يحلو ويعذبُ إنْ زمانٌ نالهُ
بِغِنًى وتَلْتاثُ الخُطُوبُ فَيكْرُمُ
تلقاهُ إن طرقَ الزمانُ بمغرمٍ
شرهاً إليهِ كأنمَا هو مغنمُ
لا يحسبُ الإقلالَ عدماً بلْ يرى
أن المقلّ منَ المروءة ِ معدمُ
مازَالَ وهْوَ إِذَا الرجالُ تَوَاضَحُوا
عندَ المُقَدَّمِ حَيْثُ كانَ يُقَدَّمُ
يَحتَلُّ في سَعدِ بنِ ضَبَّة َ في ذُرَا
عَادِيَّة ٍ قَدْ كَلَّلْتها الأنْجُمُ
قومٌ يمجُّ دماً على أرماحِهمْ
يَوْمَ الوَغَى المُسْتَبْسِلُ المُسْتَلْئِمُ
يعلونَ حتى ما يشكُّ عدوهم
أن المنايا الحمرَ حيٌّ منهمُ
لو كانَ في الدنيا قبيلٌ آخرٌ
بإزَائِهمْ ماكانَ فِيهمْ مُصْرِمُ
ولأنتَ أوضحُ فيهمُ من غرة ٍ
شدختْ وفازَ بها الجوادُ الأدهمُ
تَجْري على آثارِهِمْ في مَسْلَكٍ
ماإِنْ لَهُ إِلاَّ المَكَارمَ مَعْلَمُ
لَمْ يَنْا عَني مَطْلَبٌ ومُحَمَّدٌ
عونٌ عليه أو إليهِ سلَّمُ
لم يذعرَ الأيامَ عنكَ كمرتدٍ
بالعَقْلِ يَفْهَمُ عَنْ أخِيهِ ويُفْهِمُ
مِمَّنْ إِذا ما الشَّعْرُ صَافَح سَمْعَه
يَوْماً رَأيتَ ضَمِيرَهُ يَتبَسَّمُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:16 PM

أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
( أبو تمام )


أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
وغدتْ عليهمْ نضرة ً ونعيمُ
جادتْ معاهدهُمْ عهادُ سحابة ٍ
ما عهدهَا عندَ الديارِ ذميمُ
سَفِهَ الفِرَاقُ عليكَ يومَ رَحيلهمْ
وبما أراهُ وهوَ عنكَ حليمُ
ظلمتكَ ظالمة ُ البريء ظلومُ
والظلمُ من ذي قدرة ٍ مذمومُ
زعمتُ هواكَ عفا الغداة َ كما عفتْ
مِنْها طُلولٌ باللَّوَى ورُسُومُ
لا والذي هوَ عالمٌ أنَّ النوى
صَبِرٌ وأنَّ أَبَا الحُسَيْنِ كَرِيمُ
مازُلْتُ عَنْ سَنَنِ الوِدَادِ ولاغَدَتْ
نفسي على ألفٍ سواكَ تحومُ
لِمُحَمّدِ بنِ الهَيْثَمِ بنِ شُبَانَة ٍ
مجدٌ إلى جنبِ السِّماكِ مقيمُ
مَلِكٌ إذا نُسِبَ النَّدَى مِنْ مُلْتَقَى
طرفيهِ فهوَ أخٌ له وحميمُ
كاللَّيْثِ لَيْثِ الغَابِ إلاَّ أنَّ ذا
في الروعِ بسَّامٌ وذاكَ شتيمُ
طَحْطحْتَ بالخَيْلِ الجِبَالَ مِنَ العِدَى
والكفرُ يقعدُ بالهدى ويقومُ
بالسَّفْحِ مِنْ هَمَذانَ إذْ سَفَحَتْ دَماً
رويتْ بجمته الرماحُ الهيمُ
يومٌ وسمتَ بهِ الزمانَ ووقعة ٌ
بردتْ على الإسلامِ وهيَ سمومُ
لَمَعَتْ أسِنَّتُه فَهُنَّ معَ الضُّحَى
شَمْسٌ وهُنَّ معَ الظَّلامِ نُجُومُ
نضيتْ سيوفكَ للقراعِ فأغمدتْ
والخُرَّمِيَّة ُ كَيْدُهَا مَخْرُومُ
أبليْتَ فيهِ الدينَ يُمْنَ نَقِيبَة
تركتْ إمامَ الكفرِ وهوَ أميمُ
بَرَقتْ بَوَارِقُ مِنْ يَمِينكَ غادَرَتْ
وَضَحاً بِوَجْه الخَطْبِ وهْوَ بَهيمُ
ضَرَبَتْ أُنُوفَ المَحْلِ حتَّى أَقلَعَتْ
والعُدْمُ تحتَ غَمَامِها مَعْدُومُ
لِلَّنجم أَوْ للمِرْزَمَيْنِ نَدِيمُ
غَيْثٌ حَوَى كَرَمَ الطَّبَائعِ دَهرَهُ
والغَيْثُ يَكْرُمُ مَرَّة ً ويَلُومُ
ما زال يهذي بالمواهبِ دائباً
حتى ظننَّا أنَّهُ محمومُ
لِلجُودِ سَهْمٌ في المَكَارِمِ والتُّقَى
ما ربُّه المكدي ولا المسهومُ
وبيانُ ذلكَ أنَّ أولَ منْ حبا
وقرى خليلُ اللهِ إبراهيمُ
أعطَيْتَني دِيَة َ القَتِيلِ وليسَ لي
عَقْلٌ ولاحَقٌّ عليكَ قَديمُ
إلاَّ نَدًى كالدَّيْنِ حَلَّ قَضَاؤُهُ
إن الكريمَ لمعتفيهِ غريمُ
عُرفٌ غدا ضرباً نحيفاً عندَه
شكرُ الرجالِ وأنهُ لجسيمُ
أخفيتهُ فخفيتُهُ وطويتهُ
فنشرتُهُ والشخصُ منه عميمُ
جودٌ مشيتُ به الضراءَ تواضعاً
وعظمتَ عن ذكراهُ وهو عظيمُ
النَّارُ نارُ الشَّوْقِ في كَبِدِ الفَتَى
والبيْنُ يُوقِدُه هَوًى مَسْمُومُ
خيرٌ لهُ من أنْ يخامرَ صدرَهُ
وحَشَاهُ مَعْروفُ امْرِئٍ مَكْتُومُ
سَرَقٌ الصَّنِيعَة َ فاستَمرَّ بِلَعْنَة ٍ
يدعو عليهِ النائلُ المظلومُ
أأُقَنعُ المَعْرُوفَ وهْوَ كأنَّهُ
قمرُ الدجى إني إذنْ للئيمُ!
مثرٍ منَ المالِ الذي ملكتني
أعناقهُ ومنَ الوفاءِ عديمُ؟!
فأروحُ في بردينِ لمْ يسحبهُما
قَبْلِي فَتًى وهُمَا الغِنَى واللُّومُ؟

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:17 PM

أصب بحميا كأسها مقتلَ العذلِ
( أبو تمام )


أصب بحميا كأسها مقتلَ العذلِ
تكن عوضاً إن عنفوك من النبلِ
وكأسٍ كمَعْسولِ الأَماني شَرِبْتُها
و لكنها اجلت وقد شربت عقلي
إذا عُوتِبَتْ بالماءِ كانَ اعِتذَارُها
لَهيباً كَوَقِعِ النَّارِ في الحَطَبِ الجَزْلِ
اذا هيت دبت في القتى خال جسمهُ
لما دبَّ فيهِ قرية ً من قرى النملِ
اذا ذاقها وهي الحياة ُ رأيتهُ
يعبّسَ تعبيسَ المقدمِ للقتلِ
إذا اليَدُ نالَتْها بِوِتْرٍ تَوَقَّرَتْ
على ضَعْفِها ثم استَقَادَتْ منَ الرجْلِ
و تصرعُ ساقيها بانصافِ شربها
وصَرعُهُمُ بالجَوْرِ في صُورة ِ العَدْلِ
سقى الرائحُ الغدي المهجرُ بلدة ً
سقتني أنفاسَ الصبابة ِ والخيلِ
سحابٌ اذا ألقت عل خلفهِ الصبا
يداً قالت الدنيا أتى قاتلُ المحلِ
اذا ما ارتدى بالبرقِ لم يزل الندى
لهُ تبعاُ أو يرتدي الروضُ بالبقلِ
إِذا انتشَرَتْ أَعلامُهُ حَوْلَه انطَوتْ
بطونُ الثرى منهُ وشيكاً على حملِ
ترى الأرضَ تهتزُّ ارتياحاً لوقعهِ
كما ارتاحتِ البِكْرُ الهِدِيُّ إلى البَعْلِ
فجَادَ دِمَشْقاً كلَّها جُودَ أهْلِها
بأنْفُسِهِمْ عندَ الكَرِيهَة ِ والبَذْلِ
سَقاهُمْ كما أَسقاهُمُ في لَظى الوَغَى
ببيضِ صفيحِ الهندِ والسمرِ الذبلِ
فلم يبقِ في أرضِ البقاعينِ بقعة
وجَادَ قُرَى الجَوْلانِ بالمُسْبِلِ الوَبْلِ
بنفسي أرضُ الشام لا أيمنُ الحمى
و لا أيسرث الدهنا ولا أوسطُ الرملِ
و لم أرَ مثليَ مستهاماً بمثلكم
و لا مثلَ قلبي فيهِ لا يغلي
عَدَتْنيَ عنكُمْ مُكْرَهاً غُرْبَة ُ النَّوَى
لها طَرْبَة ٌ في أَن تُمِرَّ ولا تُحْلي
اذا لحظت حبلاً من الحيّ محصداً
رمتهُ فلم تسلم بناقضة ِ الفتلِ
أتت بعد هجرٍ من حبيبٍ فحركت
صُبابَة َ ما أَبقَى الصُّدودُ مِنَ الوَصْلِ
أخمسة ُ أحوالٍ مضت لمغيبهِ
وشَهْرانِ بل يَوْمانِ نِكْلٌ مِنَ النكْلِ !
تَوَانَى وَشِيكُ النُّجْعِ عنه ووُكلَتْ
بِهِ عَزَماتٌ أَوْقَفَتْهُ على رِجْلِ
ويَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ يَبِيتَ زَماعُه
على عجلٍ ان القضاءَ على رسلِ
قضى الدهرُ مني نحبهُ يومَ فتلهِ
هوايَ بارقالِ الغريرية ِ الفتلِ
لقَد طَلَعَتْ في وَجْهِ مِصْرَ بِوَجْههِ
بلا طالعٍ سعدٍ ولا طائرٍ سهلِ
وسَاوِسُ آمالٍ ومَذْهَبُ هِمَّة ٍ
تَخيَّلُ لي بينَ المَطِيَّة ِ والرَّحْلِ
وَسَورَة ُ عِلْمٍ لم تُسَدَّدْ فأَصْبَحَتْ
وما يُتَمارَى أّنَّها سَوْرَة ُ الجَهلِ
نأيتُ فلا مالاً حويتُ ولم أقم
فَأَمتَعَ إِذْ فُجعْتُ بالمَالِ والأَهْلِ
بَخِلْتُ على عِرْضِي بما فيهِ صَوْنُه
رَجَاءَ اجتناءِ الجُودِ مِنْ شجَرِ البُخْلِ
عَصَيْتُ شَبَا عَزْمي لِطَاعَة ِ حَيْرَة
دعتني إلى أن افتحَ القفلَ بالقفلِ
و أبسطَ من وجهي الذي لو بذلتهُ
إِلى الأَرضِ مِن نَعْلي لَما نَقَبَتْ نَعْلي
عِداتٌ كَرَيْعانِ السَّرَابِ إِذا جَرَى
تُنَشرُ عَنْ مَنْعٍ وتُطْوَى على مَطْلِ
لئامٌ طَغَامٌ أَوْ كِرامٌ بِزَعْمِهِم
سَواسِيَة ٌ ما أشبَهَ الحَوْلَ بالقَبْلِ!
فلَوْ شاءَ مَنْ لَوْ شَاءَ لم يَثْنِ أَمرَه
لصيّرتُ فضل المالِ عند ذوي الفضلِ
و لو أنني اعطيتُ بأسي نصيبهُ
إِذنْ لأخذتُ الحَزْمَ مِنْ مَأْخذ سَهْلِ
وكانَ ورائي مِنْ صرِيمَة ِ طَييءٍ
ومَعْنٍ ووَهْبٍ عَنْ أَماميَ ما يُسْلي
فَلَمْ يَكُ ما جَزَّعْتُ نَفْسي مِنَ الأَسى
ولم يَكُ ما جَرَّعْتُ قَوْمي مِنَ الثُّكْلِ!

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:18 PM

أصداغه ألفٌ ولامُ
( أبو تمام )


أصداغه ألفٌ ولامُ
في طرفهِ سيفُ حسامُ
وكَلامُه دُرٌّ هَوَى
لَمَّا تَخوَّنَه النظامُ
لم يُنْتَقصْ في حُسْنِه
فلهُ الكمالة ُ والتمامُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:18 PM

أصغَى إلى البين مُغْتَرّاً فَلا جَرَما
( أبو تمام )


أصغَى إلى البين مُغْتَرّاً فَلا جَرَما
أنَّ النوى أسأرتْ في قلبه لمما
أصمَّني سِرُّهُمْ أَيَّامَ فُرْقَتِهمْ
هَلْ كنتَ تَعْرف سِرّاً يورِثُ الصَّمَما

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:19 PM

أطفَأْتُ نارَهَواكَ مِنْ قَلْبي
( أبو تمام )


أطفَأْتُ نارَهَواكَ مِنْ قَلْبي
وحَلَلْتُني مِنْ عُرْوَ؟الحُب
ابرأتَ قرحة َ لوعة ٍ ثبتت
بين الشغافِ كقرحة ِ الجنبِ
ما الذنبُ يا كنزَ الذنوبِ معاً
لك في الهوى لكنّهُ ذنبي
فاسلَمْ ولا تَسلَمْ فلاعَجَبٌ
مَنْ لم يَقُلْ مِنْ هَجْرهِ حَسبْي؟
لم تَنْجُ لُؤْلُؤَة ٌ مِنَ الثَّقْبِ!

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:19 PM

أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا
( أبو تمام )


أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا
واستبدلتْ وحشاً بهنَّ عكوفا
يا مَنْزِلاً أعْطَى الْحَوَادِثَ حُكْمَها
لا مَطّلَ في عِدة ٍ ولا تَسْويفَا
أَرْسَى بنَادِيك النَّدى وتَنَفَّسَتْ
نفساً بعقوتكَ الرياحُ ضعيفا
شعفَ الغمامُ بعرصتيكَ وربما
رَوَّتْ رُبَاكَ الهَائِمَ المَشْعُوفَا
ولَئِنْ ثَوَى بكَ مُلْقِياً أَجْرَامَهُ
ضيفُ الخطوبِ لقدْ أصابَ مضيفا
وهيَ الحوادثُ لم تزلْ نكباتها
يأْلَفْنَ رَبْعَ المَنْزِلِ المَأْلُوفَا
خَلَفتْ بِعَقْوَتِكَ السنونَ وطَالَما
كانتْ بناتُ الدهرِ عنكَ خلوفا
أيامَ لا تسطو بأهلكَ نكبة ٌ
إِلاَّ تَرَاجَعَ صَرْفُها مَصْرُوفَا
وإذا رمتكَ الحادثاتُ بلحظة ٍ
رَدَّتْ ظِبَاؤُكَ طَرِفَها مطْرُوفَا
منْ كلِّ مطعمة ِ الهوى جعلتْ لها
مناً موداتُ القلوبِ وقوفا
ورفيقة ِ اللحظاتِ يعقبُ رفقها
بطشاً بمغترِّ القلوبِ عنيفا
جُزْنَ الصفَاتِ رَوَادِفاً وسَوَالِفاً
ومحاجراً ونواظراً وأنوفا
كنَّ البدورَ الطالعاتِ فأوسعتْ
عنا أفولاً للنوى وكسوفا
آرامُ حَيٍّ أَنْزَفَتْهم نِيَّة ٌ
تَرَكَتْكَ مِنْ خَمْرِ الفِرَاقِ نَزِيفَا
كَانُوا بُرُودَ زَمانِهمْ فَتَصَدَّعوا
فكأنَّما لبِسَ الزَّمانُ الصُّوفَا
خُلُقَ الزَّمانِ الْفَدْمِ عَادَ ظَريفَا
كانَ المُمَنَّعَ أخْدَعاً وصَلِيفَا
عاقدتُ جودَ أبي سعيدٍ إنه
بدنَ الرجاءُ بهِ وكانَ نحيفا
وعَزَزْتُ بالسَّبُعِ الذي بزئيرِه
أمستْ وأصبحت الضغورُ غريفا
قَطَبَ الخُشُونَة َ والليَانَ بِنَفْسِهِ
فغدا جليلاً في القلوبِ لطيفا
فإذا مشى يمشي الدفقى أو سرى
وصَلَ السُّرَى أو سارَ سَارَ وَجِيفَا
هَزَّتْه مُعضِلَة ُ الأُمور وهَزَّها
وأخيفَ في ذاتِ الإلهِ وخيفا
يَقْظَانُ أحصَدَتِ التَّجاربُ حَزْمَهُ
شَزْراً وثُقّفَ عَزْمُه تَثْقِيفَا
واستلَّ منْ آرائهِ الشعلَ التي
لو أنَّهُنَّ طُبعْنَ كُنَّ سُيُوفَا
كَهْلُ الأناة ِ فَتَى الشَّذَاة ِ إذَا غَدَا
لِلحَرْبِ كانَ القَشْعَمَ الغِطْريفَا
وأَخُو الفَعالِ إذا الفَتَى كلُّ الفَتَى
في الباسِ والمعروفِ كان خليفا
كمْ منْ وساعِ الجودِ عندي في الندى
لَمَّا جَرَى وجَريتَ كانَ قَطُوفا
أَحسَنْتُما صَفَدِي، وَلِكنْ كنتَ لي
مثلَ الربيعِ حياً وكانَ خريفا
وكلاكما اقتعدض العلى فركبتها
في الذرْوَة ِ العُلْيَا وجَاءَ رَدِيفَا
إنْ غاضَ ماءُ المزنِ فضت وإنْ قست
كبدُ الزمانِ عليَّ كنتَ رؤوفا
وإذا خلائقهم نبتْ أو أجدبتْ
أنشأتَ تمهدُ لي خلائقَ ريفا
ومواهباً مطلوبة ً ملحوقة ً
تذرُ الشريفَ بفضلها مشروفا
تَكْفِي بها نَهَلَ البَلاءِ وَعَلَّهُ
عند السؤالِ مصارعاً وحتوفا
اسمَعْ، أقَامَتْ في دِياركَ نِعْمَة ٌ
خَضْرَاءُ ناضِرَة ٌ تَرفُّ رَفِيفَا
رَيَّا إِذَا النعَمُ انتَقَلْنَ تَخَيّمَتْ
وإذا نفرنَ غدتْ عليكَ ألوفا
أنا ذو كساكَ محبة ً لا خلة ً
حِبَرَ القَصائِدِ فوفَتْ تَفْويفَا
مُتَنَخلٌ حَلاَّكَ نَظْمَ بدائعٍ
صارتْ لآذانِ الملوكِ شنوفا
وافٍ إذا الإحسانُ قنعَ لم يزلْ
وَجْهُ الصنيعة ِ عنْدَه مَكشوفَا
وإِذَا غَدَا المعرُوفُ مَجْهُولاً غَدا
معروفُ كفكَ عندهث معروفا
هذا إلى قدمِ الذمامِ بكَ الذي
لَوْ أَنَّهُ وَلَدٌ لكَانَ وَصِيفَا
وَحِشاً تُحرقُه النَّصِيحَة ُ والهَوَى
لَوْ أَنَّه وَقْتٌ لكانَ مَصِيفَا
ومقيلُ صدرٍ فيكَ باق روعهُ
لو أنهُ ثغرٌ لكانَ مخوفا
ولئِنْ أَطَلْتُ مَدَائحي لَبِنَائِلٍ
لكَ لَيْسَ مَحْدُوداً ولا مَوْصُوفَا
خفضتَ عني الدهر بعد ملمة ٍ
تَرَكَتْ لِنَابيْهِ عَليَّ صَرِيفَا
جَدْوَى أصيلِ العِلْمِ أَنْ سَيُمِضُّه
عَمْرِيُّ عُظْمِ الدينِ جَهْمِيُّ النَّدَى
ينفي القوى ويثبتُ التكليفا
سأقولُ قولة َ ناصحٍ لكَ ينتحي
قلباً نقياً في رضاكَ نظيفا
لكَ هضبة ُ الحلمِ التي لوْ وازنتْ
أجأً إذاً ثقلتْ وكانَ خفيفاً
وحلاوة ُ الشيم التي لوْ مازجتْ
خلقض الزمانِ الفدمِ عادَ ظريفا
وأرَاكَ في أَرْضِ الأعادي غَازياً
ما تستفيقُ يبوسة ً وجفوفا
إنْ كانَ بالورعِ ابتنى القومُ العلى
أوْ بالتقى صارَ الشريفُ شريفا
فعلامَ قدمَ وهوَ زانٍ عامرٌ
وأميطَ علقمة ٌ وكان عفيفا؟!
وَبَنى المَكارِمَ حاتِمٌ في شِرْكِهِ
وسواهُ يهدمها وكانَ حنيفا؟!

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:20 PM

أعبدونُ قدْ صرتَ أحدوثة ً
( أبو تمام )


أعبدونُ قدْ صرتَ أحدوثة ً
يُدوَّنُ سائرُ أَخبارِها
حَبَوتَ النَّصارَى بِها مُعْلِناً
لها غَيرَ كاتِمِ أسرارِها
فقدْ أدركتْ بكَ في المسلمينَ
ما قد تَقَدَّمَ مِنْ ثارِها
رأيتَ فياشِلَهمْ لم تُنَلْ
بحدِّ المواسي وإمرارها
ولم أدرِ أنك منْ قبلها
تُحِبُّ السياطَ بِأثمارِها!

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:42 PM

أعبدَ اللهِ دعْ لوّاً وليتا
( أبو تمام )


أعبدَ اللهِ دعْ لوّاً وليتا
فقد أصبحتَ يا مِسْكينُ مَيْتا
وكُنْتَ بِخَلّتيْنِ تُدِلُّ حتَّى
رُمِيتَ مِنَ السَّماءِ كما رَمَيْتَا
بِلينٍ مَرَّة ً وبِقَدْرِ عَوْن
فسودّ وجهُ عونٍ وأطليتا
فأنتَ اليومَ في خزي عظيمٍ
فكيفَ غَداً تكونُ إِذا التَحَيْتا


الساعة الآن 08:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team