منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   أوكتافيو باث Octavio Paz (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3501)

رقية صالح 02-05-2011 10:57 PM

أوكتافيو باث Octavio Paz
 
أوكتافيو باث Octavio Paz



نبذة حول الشاعر:

ولد أوكتافيو باث لوثانو في المكسيك في 31 مارس (آذار) عام 1914، تأثر بالأدب منذ طفولته من خلال جده لأبيه الذي كان مفكراً ليبرالياً وقاصاً. عام 1937 أنهى دراسته الجامعية وسافر إلى مدينة يوكاتان للبحث عن عمل، وهناك اكتشف الوضع الثقافي وضعف إيمان الفلاحين المكسيكيين نتيجة المجتمع الرأسمالي، زار إسبانيا أثناء الحرب الأهلية، وأظهر تضامنه مع الجمهوريين، وقد أثرت هذه الإيدلوجيات المختلفة في أعماله في فترة شبابه، وأبرزت قصائده انعكاسات وهموماً سياسية. لم يكن شاعراً فحسب، بل سياسياً من الطراز الأول، عندما تقرأ أعماله لا تعرف هل هو شاعر سياسي أم سياسي شاعر؟


عرف بعمق التاريخ الثقافي للبلد وخصص أعمالاً كثيرة لدراسة الهوية المكسيكية المعقدة. لم يكن أحد يفهم أكثر منه طبيعة المكسيك والمكسيكيين، لم يستطع فنانوها أو كتّابها لمس هذا العمق في واقعها، جوهرها ومستقبلها، مع ذلك كان جزء هام من السياسيين والمفكرين على خلاف كبير معه أثناء حياته.



قطع بابلو نيرودا علاقته معه لانتقاده ستالين، بعدها بسنوات وفي المكسيك أهان علناً نظام فيدل كاسترو ووصفه بالديكتاتورية، وانتقد عدم وجود الحريات في نيكاراغوا. في إحدى المرات في عام 1984 أحرق بعض المتظاهرين صورة باث أمام سفارة الولايات المتحدة الأميركية اعتراضاً على الخطاب الذي ألقاه في فرانكفورت، أثناء تسلّمه إحدى الجوائز الدولية في جمعية الناشرين والكتاب الألمان، أكد فيه أن ثورة نيكاراغوا صودرت من قِبَل قادتها وطالب بإجراء إنتخابات حرة.



مع أن معنى اسمه باث _ Paz باللغةالإسبانية السلام، إلا أن المؤرخ المكسيكي الكبير إنريكي كراوث وصفه أثناء حفلة تكريمه التي أقيمت في الذكرى العاشرة على وفاته: (لم يكن رجل سلام، لكنه رجل حرب،حرب جيدة، حرب فكرية نبيلة يشنها نتيجة غضبه وانفعاله، غضبه من خداع الأيديولوجيات، التشويش، التعصب، الإيمان السيئ وخصوصاً غضبه من الكذب. أما انفعاله فهو للحرية، للأدب، للوضوح، للنقد، للعقل، وخصوصاً للحقيقة).



انتقد باث الموقف السياسي في المكسيك الذي لا يرتكز، من وجهة نظره، على الديموقراطية، بل على المواجهة السياسية. رأى أن المجموعات المختلفة لا تتحدث في ما بينها، لكنها تتبادل اللكمات. اعتبر أن أيديولوجية الميليشيات أحد أسباب تكثيف العنف، فالأفكار التي تعطيها الحرب للميليشيات هي أفكار خاطئة وغير فاعلة. في كلمات أكثر دقة، كان يتعجب من تمسّك الميليشيات في المكسيك بإيديولوجية ترفض الفعل السياسي الشرعي في الوقت الذي تتجه فيه شبه القارة للعمل على التغيير، عن طريق مؤسسات ديموقراطية كما في أوروغواي وتشيلي. بحسب رأي باث، تتحمل الحكومة على ما يبدو المسؤولية الكبرى لهذا العنف، كانت تسجن أشخاصاً لأسباب سياسية وترفض وجود سجناء سياسيين، وفي الوقت نفسه تجمد أي نشاط عنيف للميليشيات.



طرح باث موضوع العنف في سلسلة مقالات نشرت عام 1973، بعد مذبحة الطلبة في تلاتِلولكو كتب أكثر عن الأمور السياسية الراهنة.

يمكن تقسيم اهتمامات باث في مقالاته إلى أربعة مواضيع أساسية:

- العلاقة بين الكاتب والدولة

- قلقعلى تطور الثورة المكسيكية وشرعيتها

- تعليقات على الظروف الدولية المتصلة بالعصرمثل الإنقلاب في تشيلي

- اهتمامه الدائم بعرض التعديات التي تحدث في الإتحاد السوفياتي آنذاك على حقوق الإنسان.




تتضمن مقالاته أكثر من 25 عنواناً منذ(متاهة الوحدة) التي كتبها عام 1950 وحتى (ومضة الهند) التي ظهرت في عام 1995 قبل وفاته بثلاث سنوات، وهي تطاول محيطه الذي يقوم على الأحداث ليس في المكسيك فحسب لكن في العالم. عندما سئل عن النقد في بعض اللقاءات أجاب باث: (أعتقد أن الثقافة الحديثة في الأصل نقدية. يقتضي وصف الواقع دائماً نقده. لا يكون أدب غير نقدي أدباً حديثاً.



كانت الساعات الأولى من 19 أبريل (نيسان) عام 1998، عندما أمر الرئيس الأرجنتيني آنذاك أرنستو ثيديو طائرته بالرجوع فوراً إلى المكسيك لإعلان وفاة الشاعر المكسيكي أوكتافيو باث.


جعل موت الكاتب المكسيكي، الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للأداب عام 1990، بسبب سرطان العظام، البلاد تعيش في حالة اضطراب وكأنها أصبحت يتيمة من دون زعيمها الثقافي الأكثر تأثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين.


عدد القصائد 91

رقية صالح 02-05-2011 11:04 PM

(1) أولين





صفصافة بلو، حورة ماء


نافورة ماء عالية تحنيها الريح


شجرة صلبة وإن تكن مرتعشة


مجرى نهر يتقوّس


يتقدّم، يتراجع، ينعطف


ويصل دائماً:



….



مسار كوكب


هادىءٌ أو ربيع بطيء


ماءٌ مغمض الأجفان


ينبجس منه ليل النبوءات بأسره


حضورٌ إجماعي مائج


موجة إثر موجة حتى تغطية كل شيء


سيادةٌ خضراء بدون غسقٍ


كانبهار الأجنحة


حين تنبسط في الفضاء



….



مجرى الأيام الآتية


بين العلّيق وبريقُ


البؤس المشؤوم كطائر


يسحر الغابة بتغريده


والابتهاجات المداهمة


بين الأغصان التي تضمحلّ


ساعات من ضياء نقدتها الطيور من زمن


فؤول تفرّ بين الأصابع



….



حضورٌ كنشيد مباغت


كالريح مغنّيةً في الحريق


نظرة تبقي العالم معلقًا


ببحاره وجباله


جسد من ضياء مصفّى بالعقيق


سيقان من ضياء، حضن من ضياء، أرجوان


صخر شمسي، جسد بلون الغمام


بلون نهار مسرع وثاب


الساعة تتلألأ وتتخذ جسداً


العالم الآن مرئي في جسدك


شفاف في شفافيتك



….



أمضي بين أروقة الأصوات


أنساب بين حضور رنّانٍ وحضور


أمضي عبر الشفافيات كأعمى


يمحوني انعكاسٌ أولد في آخر


يا غابة الأعمدة المسحورة


تحت أقواس الضياء أدخل


مماشي خريف شفاف



….



حضنكِ بقعة مشمسة


نهداك كنيستان يحتفل فيهما


الدم بأسراره المتوازية


تغطّيك نظراتي كاللبلاب


مدينة أنت يحاصرها البحر


سور يقسمه الضياء


نصفين بلون الدرّاق


مكانُ للملح، الصخور، والطيور


تحت شرعة الظهيرة في تأمّلها



….



مكتسيةً بلون رغائبي


كفكرتي تمضين عارية


وأمضي عبر عينيك كما في الماء


من هاتين العينين تشرب الحلمَ النمور


وبهاتين الشعلتين يحترق الطنّان


أمضي عبر جبينك كما عبر القمر


كغمامة عبر ذهنك


أمضي عبر حضنك كما في أحلامك



….



تنورتك الذرَويّة تموج وتغنّي


تنّورتك البلّورية، تنّورتك المائيّة


شفتاك، شعرك، نظراتك


تمطرين طوال الليل، طوال النهار


تفتحين صدري بأناملك المائية


تغلقين عينيّ بثغرك المائي


على عظامي تمطرين، في صدري


تغرز شجرةٌ سائلة جذورها المائيّة



….



أمضي عبر قامتك كما في نهر


أمضي عبر جسدك كما في غابة


كما في درب جبليّة


تُفضي إلى هاوية


أمضي عبر أفكارِكِ المشحوذة


وعند مخرج جبينكِ الأبيض


يتحطّم ظلّي السريع


أُلملم أجزائي واحداً واحداً


وأستمرّ بلا جسدٍ، باحثاً على غير هدى



….



للذاكرة أروقةٌ بلا انتهاء


أبوابُ مفتوحةٌ على صالةٍ فارغة


تتلف فيها كلّ الأصياف


في مؤخّرها تتلألأ جواهر العطش


وجهٌ يتلاشى ما إن أتذكّره


يدٌ تتفسَّخ حين ألمسها


جُمَمٌ عنكبوتيّة في صخَب


على بسماتٍ من سنين عدّة



….



وعند مخرج جبيني أبحث


أبحث ولا أثر، أبحث عن لحظة


عن وجه للبرق والعاصفة


يعدو بين الأشجار الليليّة


عن وجهٍ للمطر في حديقةٍ للظلمات


عن ماء متشبّث يجري إلى جانبي



….



أبحث ولا أعثر، أكتب في العزلة


ليس من أحدٍ، يسقط النهار، يسقط العام


وأنا أسقط مع اللحظة، أسقط إلى القعر


في طريقٍ خفيٍّ عبر مرايا


تعكس صورتي المحطَّمة


أدوس على أيّامٍ، على لحظاتٍ متجاوَزة


أدوس على أفكار ظلّي


أدوس على ظلي بحثاً عن لحظة



….




(1) إيهيكاتل
يتبع
.
.

رقية صالح 02-05-2011 11:10 PM



أبحث عن تاريخٍ حيٍّ كطائر


أبحث عن شمس الساعة الخامسة في مساء


تُفتر حدّته جدران التيثونْتل (حجر بركان):


الساعة كانت تُنضج عناقيدها


وعند تفتّحها كانت الصبايا يخرجن


من أحشائها الوردية وينتشرن


في باحات المعهد المبلّطة


وكانت الساعة عاليةً كالخريف، تسير


متدثّرةً بالضياء تحت صفّ القناطر


وكان الفضاء المحيط يكسوها


جِلداً مذهّباً بكامله وشفّافاً



….



نمرٌ بلون الضياء، يَحمور أسمر


حوالي الليل


فتاةٌ تُلمَح متكئةً


على شرفات المطر الخضراء


وجهٌ يافعٌ متعدّد الشكل


نسيتُ اسمك يا ميلوسينا


لورا، إيزابيلاّ، برسيفونا، ماريّا


لكِ كلّ الوجوه، وليس لك أيّ واحد


أنتِ كلّ الساعات، ولست أيّ واحدة


أنتِ كالشجرة والغمامة


أنتِ كلّ الطيور وأنتِ نجمة


تُشبهين حدّ السيف


وكأسَ دم الجلاّد


لبلابٌ يتقدّم أنتِ، يغطّي ويجتثّ


النفسَ ويفصلها عن ذاتها



….



كتابةٌ من نارٍ على اليَشْب


صَدعٌ في الصخر، ملكة أفاعٍ


عمود بخار، ينبوعٌ في الصخر


مدرّجٌ قمريّ، قِمّة عقبانٍ


حبّة يانسون، شوكةٌ دقيقةٌ


وقاتلةٌ تُحدِث آلاماً أبديّة


راعيةُ أوديةٍ تحت – بحريّة


وحارسة وادي الأموات


عارشةٌ تتدلّى على جُرُف الدوار


نبتةٌ متسلّقة، نبتةٌ سامّة


زهرةُ القيامة، عنبُ الحياة


سيّدةُ المزمار والبرق


مصطبةُ الياسمين، ملحُ الجروح


باقةُ وردٍ للمَرميّ بالرصاص


ثلجٌ في آب، قمر المشنقة


كتابةُ البحر على حجر البَزَلْت


كتابةُ الريح في الصحراء


وصيّةُ الشمس، رمّانةٌ، سنبلة



….



وجهٌ من الشُّعَل، وجهٌ مفترَس


وجهٌ يافعٌ مضطهَد


سنواتٌ موهومة، أيّامٌ دائرية


تُطلّ على الباحة ذاتها، على الجدار ذاته


اللحظة تشتعل وأوجه الشعلة المتوالية


ليست سوى وجهٍ واحد


كلّ الأسماء اسمٌ واحد


كلّ الوجوه وجهٌ واحد


كلّ الأجيال لحظةٌ واحدة


ولكلّ أجيال الأجيال


زوجُ عيونٍ يقطع الطريق إلى المستقبل



....



لا شيء أمامي سوى لحظةٍ


استُلحقت هذه الليلة، في مقابل حلمٍ


من الصور المتزاوجة المحلومة


المنقوشةِ عميقاً في النعاس


المنتزعةِ من عدم هذه الليلة


المرفوعةِ بقبضة اليد حرفاً حرفاً


فيما الزمن في الخارج يحتدم


والعالم يقرع أبواب نفسي


بجدول مواعيده الضاري



….



لا شيء سوى لحظةٍ فيما المدن


الأسماء، المذاقات، المعيش


تنهار على جبيني الأعمى


فيما ثِقل الليل المؤلمُ


يُذلّ فكري وبنيتي


ودمي يجري في بطءٍ زائد


وتتعرّى جذور أسناني وتتحجّب


عيناي وتكدّس الأيّام والسنون


أهوالَها الفارغة



….



فيما الزمن يُغلق مروحته


ولا شيء خلف صوره


واللحظة تغوص وتطفو


محاطةً بالموت، مهدّدةً


بالليل، بتثاؤبه الفاجع


مهدّدةً برطانة


الموتِ الراسخ والمقنَّع


اللحظة تغوص وتتداخل


كما تنغلق قبضة، كما تنضج


ثمرةٌ في صميم ذاتها


وتشرب من هذا الصميم وتنتشر


اللحظة الشفّافيّة تنغلق


وتنضج في صميمها، مرسلةً جذورها


وتنمو فيّ، تحتلّني كلّي


أوراقها الهاذية تطردني


أفكاري ليست سوى طيورها


زئبقها يجري في شراييني


شجرةً ذهنيّة، ثماراً بطعم الزمن



….



أيتها الحياة التي ستُعاش والمعيشة


الزمن يعود كمدٍّ


وينحسر بدون أن يلتفت


ما مضى لم يكنْ لكنّه يأتي


وبكلّ هدوء يصبّ


في لحظةٍ أخرى تتلاشى:


أمام مساء البارود والحجرِ


المسلّح بسكاكين خفيّة


بكتابةٍ حمراء لا تُحلّ رموزها


تكتبين على جِلدي، وهذه الجروح


تُغطّيني كرداءٍ من شُعَلٍ


وأشتعل ولا أتلف، أبحث عن الماء


ولا ماء في عينيكِ، عيناكِ من حجَرٍ



….





يتبع
.
.
.

رقية صالح 02-05-2011 11:16 PM

ونهداكِ، حُضنكِ، كَشْحك


من حجرٍ، ولثَغركِ مذاق الغبار


لثغركِ مذاق زمنٍ مسموم


ولجسدكِ مذاق بئر بلا غَور


رواق مرايا تعكس


عينَي الصديان، رواقٌ


يعود دائمًا إلى نقطة انطلاقه


وأنتِ تقودينني، أنا الأعمى، بيدك


عبر أروقةٍ مستمرّة


نحو مركز الدائرة وتنتصبين


كبريقٍ يتجمّد فأساً


كضياءٍ ساحج، باهرٍ


كالمقصلة، في عيني المحكوم عليه


مَرنٍ كالسوط، رشيقٍ


كسلاحٍ توأمِ القمر


وكلماتُك المسنونة تحفر


صدري، تعرّيني منّي، تفرّغني


تنتزعين ذكرياتي واحدةً واحدة


نسيت اسمي، وأصدقائي


ينخرون بين الخنازير أو يتلفون


مأكلاً للشمس في وادٍ



….



لا شيء فيَّ سوى جرحٍ وسيع


تجويفٍ لا يجوزه أحد


حضورٍ بلا نافذة، فكر


يعود، يتكرّر، ينعكس


ويضيع في شفّافيته بالذات


وَعْيٍ تثقبه عينٌ


تنظر إلى نظرتها ذاتها حتى تمّحي


من الصفاء:


شاهدتُ قِشرتك الشنيعة


ميلوسينا، تتلألأ خضراء عند الفجر


كنتِ ترقدين ملتفّةً بالأغطية


وعند إيقاظكِ صرختِ كطائر


وسقطتِ بلا انتهاء، محطّمةً وبيضاء


لم يبقَ منكِ شيءٌ سوى صرختك


وبعد قرونٍ ينكشف لي


مع السعال وضعف النظر، وأنا أُقلّب


مجموعة صُوَرٍ قديمة:


أن لا أحد موجوداً، أنك لست أحداً


ثمة كومة رماد ومكنسة


مديةٌ مثلّمة ومنفضة ريش


جِلدٌ ملصَقٌ على عظام


عنقودٌ جافٌّ من زمنٍ، ثقبٌ أسود


وفي قلب هذا الثَقب عينا طفلٍ


غريقٍ من ألف عام



….



نظراتٌ مدفونةٌ في بئر


نظراتٌ ترانا منذ البدء


نظرةُ طفل لأمٍّ عجوز


ترى في ابنها الكبير أباً فتياً


نظرة أمٍّ لفتاة مهجورة


ترى في أبيها ابناً طفلاً


نظراتٌ تنظرنا من عمق الحياة


مصايد للموت


أو بالعكس: السقوط في هذه العيون


يعني العودة إلى الحياة الحقيقية؟



….



السقوط، العودة، أن أحلم بي وتحلم بي


عيونٌ أخرى في المستقبل، حياةٌ أخرى


غيومٌ أخرى، أو أن أموت موتاً آخر!


أنا تكفيني هذه الليلة، وهذه اللحظة


التي لا تكفّ عن المكاشفة معلنةً لي


أين كنتُ، من أكون، ما هو اسمكِ


ما هو اسمي:


هل كنتُ أرسم خططاً


للصيف - ولكل الأصياف -


في شارع كريستوفر، منذ عشر سنين


مع فيليس ذات الغمّازتين


اللتين كانت تشرب منهما الضوء عصافير الدوري؟


قالت لي كارمن في متنزّه "الريفورما"


"الهواء لا ثقل له، هنا دائماً أكتوبر"


أو قالت ذلك إلى آخر غَرُب عن بالي


أو لفّقتُ ذلك كله ولم يقل لي أحدٌ شيئاً؟


ألم أكن أسير مرة في ليل أواكساكا


الشاسع وذي العتمة الخضراء كشجرة


متحدّثاً إلى نفسي كالريح المجنونة


وبوصولي إلى غرفتي - دائماً غرفة -


لم تتعرّف إليّ المرايا؟


ألم نرَ الفجر من فندق "فيرنيت"


يتراقص بين أشجار الكستنة - وقلتِ لي


وأنتِ تسرّحين شعرك "الوقت جدّ متأخر"


وكنتُ أرى بقعاً على الجدار من دون أن أنبس بكلمة؟


ألم نصعد معاً إلى قمّة البرج، ألم نرَ


المساء يسقط من أعلى الرصيف الصخري؟


ألم نأكل العنب في بيدار؟ ألم نشترِ


الغردينيا في بيروته؟


أسماء، أمكنة


شوارع وشوارع، وجوه، ساحات، شوارع


محطات، متنزه، غرف وحيدة


بُقع على الجدار، أحدهم يسرّح شعره


أحدهم يغنّي إلى جانبي، أحدهم يلبس


غرف، أمكنة، شوارع، أسماء، غرف



….




يتبع
.
.

رقية صالح 02-05-2011 11:19 PM


في مدريد عام 1937


في ساحة "الآنجل"، كانت النساء


يخطن ويغنّين مع أبنائهن


ثم قُرع ناقوس الخطر، وعلا الصراخ


وجثتٌ بيوتٌ على الأرض


وانشقّت أبراج، وتلطّخت جباهٌ بالبُصاق


وإعصار المحركات الدائم:


لكنهما تعرّيا وتحابّا


للدفاع عن قسمتنا الخالدة


عن حصّتنا من الزمن والفردوس


كي نلمس جذورنا ونفتتح مجدّداً أنفسنا


ونعثر على ميراثنا الذي اختطفه


لصوصُ الحياة من ألف جيل


كلاهما تعرّيا وتعانقا


لأن عريَ الأجساد المتعانقة


يجتاز الزمن ويكون منيعاً


لا يمسّه شيء، يعود إلى البداية


فليس ثمة أنت أو أنا، أمسِ أو غدٌ، ولا أسماء


ولا حقيقة مزدوجة في جسدٍ واحد، ونفسٍ واحدة


الكينونة بكليتها



….



غرفٌ عشوائيّة


بين مدنٍ تغور


غرفٌ وشوارع، أسماء كجروح


للغرفة نوافذ تُطلّ على غرف أخرى


بالورق الجداريّ نفسه


حيث رجل لابس قميصاً يقرأ صحيفة


أو امرأة تكوي، الغرفة مضيئة


تزورها أغصان شجرة درّاق


الغرفة الأخرى: يهطل المطر في الخارج دائماً


وثمّة باحةٌ وثلاثة صغارٍ بليدون


غرفٌ كأنها سفنٌ تتمايل


في خليج من ضياء؛ غرفٌ تحت – بحريّة:


السكون ينتشر أمواجاً خضراء


كلّ ما نلمسه يتألّق


ضرائح فخمة، البورتريهات


قُرضت من زمن، البُسط بالية


فخاخٌ، خلايا، كهوفٌ مسحورة


مزارع طيور وغرفٌ مرقّمة


كلها تتجلّى، كلها تطير


كل نتوءٍ تزيينيّ غيمة، كل بابٍ


يُشرف على البحر، الحقول، الهواء، كل طاولة


وليمة؛ كلها منغلقة كالأصداف


يحاصرها الزمن سدىً


ليس ثمة زمن ولا جدار: ثمّة فضاء، فضاء


افتحْ يدك، اقطفْ هذه الثورة


تناول الثمار، كل الحياة


تمدّدْ عند جذع الشجرة، اشرب الماء!


الكل يتجلّى، الكل مقدّس


كل غرفةٍ هي مركز العالم


هي الليلة الأولى، النهار الأول


وُلد العالم إذ تعانق حبيبان


نقطة ضياء بأحشاء شفّافة


تنفتح الغرفة قليلاً كثمرة


أو تنفجر ككوكب صموت


والقوانين التي قرضتها الفئران


وسياجات المصارف والسجون


السياجات الورقيّة، وأسلاك الحديد الشائكة


وعظ الأسلحة الرتيب


العقرب المعسولة ذات القلنسوة


النمر ذو القبّعة المستديرة، رئيس


نادي النباتيّين والصليب الأحمر


الحمار المربّي، التمساح


ممثّلاً دور المنقذ، أبو الشعوب


الرئيس، القِرش، مهندس المستقبل


الخنزير في لباسٍ عسكريّ


ابن الكنيسة المفضّل


الذي يغسل طاقم أسنانه الأسود


بالماء المقدّس ويأخذ دروساً


في الإنكليزية والديموقراطية، الجدرانُ


الخفيّة، والأقنعة الفاسدة


التي تفصل الإنسانَ عن البشر


الإنسانَ عن ذاته


جميعها تنهار


في لحظةٍ هائلة ونلمح


وحدتَنا المفقودة، ضِيقَ


كينونتنا، ومجدَ كينونتنا


وتقسيمَ الخبز، الشمس، الموت


والدهَش المنسيّ لكوننا أحياء




….




يتبع
.
.

رقية صالح 02-05-2011 11:22 PM

الحبّ كفاحٌ، يتغيّر العالم


إذ يتعانق حبيبان، تتجسّد الرغبات


يتجسّد الفكر، ينمو جناحان


على كتفَي العبد، يصبح العالم


حقيقيًّا وملموساً، والخمرُ خَمراً


والماءُ ماءً، والخبزُ يستعيد طعمه


الحبّ كفاحٌ، فَتْح أبوابٍ


رفضُ أن تكون شبحاً ذا رقمٍ


محكوماً عليه بالأشغال الشاقّة المؤبّدة


من قِبَل سيّدٍ بلا وجه


العالم يتغيّر


إذ يتبادل اثنان النظرات ويتعارفان


الحبّ تجرّدٌ من الأسماء:


"اسمحْ لي أن أكون مومسك، هذه كانت كلمات


هيلوييز، لكنّه خضع للقوانين


واتخذها حليلة، ومكافأةً له


تمّ خَصيُه


من الأفضل الجريمة


انتحار العشّاق، سِفاح القربى


بين الأخ والأخت، كمرآتين


مولَعتين بتماثلهما


من الأفضل تناوُل الخبز المسموم


الزنى في أسرّة الرماد


الحبّ الشرِس، الهذَيان


ولبلابُه السامّ، اللواط


الذي يحمل بصقةً، مثل قرنفلةٍ


في عروة، من الأفضل أن تُرجَم


في السّاحات لا أن تُدوّر ناعورة


تُعبّر عن ماهيّة الحياة


تحوّل الأزل إلى ساعاتٍ فارغة


والدقائقَ إلى سجونٍ والزمان


الى قِطَعِ نقدٍ نحاسيّة وبرازِ ذبابةٍ تجريديّ



….



من الأفضل العفّة، هذه الزهرة الخفيّة


التي تترجّح على سيقان الصمت


ألماسُ القدّيسين الصعب


الذي يُصفّي الرغبات، يُتخم الزمان


أعراسُ الهدوء والحركة


العزلةُ تغنّي في تويجها


كلُّ ساعةٍ بَتَلة بلّور


العالمُ يتجرّد من أقنعته


وفي وسطه الشفّافيّة، المؤثّرة


التي نسمّيها الله، الكينونة بلا اسم


المتأمّل ذاته في العدم، الكينونة بلا وجه


المنبثق من ذاته، شمس الشموس


فيضٌ من الحضور الشامل والأسماء



….



أُواصل هذياني، غُرَفٌ، شوارع


أسير تلمّساً في أروقة


الزمنِ أصعد أنزل أدراجه


أجسّ جدرانه ولا أتحرّك


أعود إلى حيث بدأتُ


أبحث عن وجهكِ


أسير في شوارع ذاتي


تحت شمسٍ بلا عمر، وأنتِ إلى جانبي


كشجرةٍ، كنهرٍ تسيرين


كسنبلةٍ بين يديّ تنمين


كسنجابٍ بين يديّ ترتعشين


كألف عصفورٍ تطيرين، ضحكتكِ


بالزبد تُغطّيني، رأسكِ


نجمةٌ صغيرة بين يديّ


يخضرّ العالم ثانيةً إذ تبسمين


وأنتِ تأكلين برتقالة


يتغيّر العالم


إذ يهوي على العشب عاشقان


دائخان متعانقان: تهبط السماء


تسمق الأشجار، والفضاء


سكونٌ وضياء، الفضاء


مفتوحٌ لعقاب العين


تعبر قبيلة الضباب البيضاء


يتحرّر الجسد من قلوسه، ترفع النفس مرساتها


نفقد أسماءنا، نطفو


مع التيّار بين الزرقة والخُضرة


زمنٌ شاملٌ لا يحدث شيء فيه


سوى جرَيانه الخاصّ السعيد




….



يتبع
.
.

رقية صالح 02-05-2011 11:25 PM

لا شيء يحدث، أنتِ صامتة، طارفة العين


(سكون: مرّ ملاكٌ في هذه اللحظة


المديدة كالعيش مئة شمس)


ألمْ يحدثْ شيءٌ سوى اختلاج الأجفان؟


والوليمة، والمنفى، والجريمة الأولى


وفكّ الحمار، والضجّة الكثيفة


ونظرة الموت الجاحدة


الساقطةُ على السهل الرمادي


أغاممنون وجؤاره الهائل


وزعيق كاسندرا المعاد


أشدّ من زعيق الأمواج


سقراط مقيّد (الشمس تبزغ


الموت يقظة: "كْريتون، ديكٌ


لأسْكولاب، ها أنا شفيت من الحياة")


وابن آوى الذي يبحث بين خرائب


نينوى، والطيف الذي رآه بروتوس


قبل المعركة، وموكنزوما


في فراش سهاده الشائك


السفر في عجلة نقلٍ إلى الموت


سفر روبسبيير اللامتناهي


المقيسُ دقيقةً بدقيقة


وفكّه محطّمٌ بين يديه


تْشورّوكا في برميله كما على عرشٍ


أرجوانيّ، خُطى لينكولن المعدودة مسبقاً


في طريقه إلى المسرح


حشرجة تروتسكي وأنينه


الخنزيريّ، ماديرو ونظرته


التي ظلّت بلا جواب: لماذا تقتلني؟


وأَيمُن الله، والآهات، وصمتُ


المجرمِ، والقدّيسين، والإنسانِ المسكين


ومقابرُ العبارات والنوادرِ


التي ينبشها كلاب البيان


الهذيان، الصهيل، الدمدمة الغامضة


التي نحدثها عند النزاع ولهاثُ


الحياةِ الوليدةِ وصوتُ العظامِ


المسحوقة في العراك


وفمُ النبيّ المزبدُ وصراخه



….



وصراخ الجلاّد


وصراخُ الضحيّة


شُعَلٌ


هي العيون وشُعَلٌ ما تنظره


شعلةٌ هي الأذن، الصوت شعلة


الشفاه جمرُ، اللسان جُذوة


اللمس وما يلمسه، الفكر والمفكَّر فيه


والذي يفكر شعلة


الكل يشتعل، الكون شعلة


ويشتعل العدم ذاته الذي ليس


سوى فكر مشتعل، وفي الأخير سوى دخان:


ليس ثمة جلاد ولا ضحية


والصراخ


في مساء الجمعة؟ والصمت


الذي يتدثر بالعلامات، الصمت


الذي يقول من دون أن يقول، ألا يقول شيئاً؟


وصرخات الناس هل هي لا شيء؟


ألا يحدث شيءُ إذ يعبر الزمان؟



….



لا شيء يحدث سوى رفّ عين


الشمسِ، تكاد تكون حركة، بل لا شيء


ليس ثمة خلاص، الزمن لا يعود الى الوراء


الموتى راسخون في موتهم


ولا يمكنهم أن يموتوا موتاً آخر


لا يُمسّون، مسمَّرون في حركاتهم


منذ عزلتهم، منذ موتهم


بدون علاج، ينظروننا من دون أن ينظرونا


موتهم بات نُصْبَ حياتهم


أزلٌ بات عدماً


كل دقيقة هي لا شيء إلى الأبد


ملكٌ شبح يحدّد نبضاتك


حركتك النهائية، وقناعك القاسي


على وجهك المتغيّر:


نحن أثرٌ تذكاريّ لحياة غريبة


لم تُعَشْ، نكاد نملكها


ومتى كانت الحياة ملكنا حقاً؟


متى نكون حقاً ما نكون؟


في الحقيقة نحن لا نوجد، لسنا سوى


دوار وفراغ، وجهاً لوجه


سوى تكشيراتٍ في المرآة، رعب وغثيان


قطعاً ليست الحياة ملكنا، هي للآخرين


الحياة ليست لأحد، كلنا


الحياة - خبز الشمس للآخرين


كل الآخرين الذين هم نحن -


فأنا آخر حين أكون، وأفعالي


ليست ملكي إن تكن أيضاً للجميع


كي أستطيع أن أكون عليَّ أن أكون آخر


أن أخرج مني، وأبحث عنّي بين الآخرين


الآخرين الذين ليسوا إن لم أوجد


الآخرين الذين يمنحونني وجوداً


ليس ثمّة أنا، ثمّة نحن على الدوام


الحياة هي الآخر، الهناك دائماً، الأبعد


خارجاً عنك، عنّي، في الأفق دوماً


حياة تضلّنا وتفصلنا عن ذواتنا


تبتكر لنا وجهاً وتمحقه


جوعَ الكينونة، يا موت، يا خبز الجميع



….



يتبع
.
.


رقية صالح 02-05-2011 11:28 PM

هيلوييز، برسيفونا، ماريّا


أظهري وجهك أخيراً كي أرى


صورتي الحقيقيّة، صورة الآخر


صورتي صورة النحن جميعاً أبداً


صورة الشجرة والخبّاز


السائق والغيمة والنوتيّ


صورة الشمس والنهر وپيار وپول


صورة الفرد الجماعي


استيقظي، ها أنا أولد:


الحياة والموت


يتحالفان فيك، سيدةَ الليل


برجَ الضياء، ملكةَ الفجر


عذراءَ القمر أمَّ الماء - الأمّ


جسدَ العالم، بيتَ الموت


منذ ولادتي أسقط بلا نهاية


أسقط في ذاتي من دون أن ألمس قاعي


التقطيني بعينيك، اجمعي الغبار


المبعثر، وفّقي بين أرمدتي


ضمّي عظامي المنفصلة، انفخي


على كينونتي، ادفنيني في ترابك


ليعطِ صمتك السلامَ للفكر


المثار على ذاته


افتحي اليد


سيّدةَ البزور النهارات


النهار خالدُ، يطلع، ينمو


يولد ولا ينتهي أبداً


كلّ نهارٍ ولادة، وولادةٌ


كلّ فجر، وأستيقظ


ونستيقظ جميعنا، نبزغ


الشمس بوجه الشمس وينهض


جان بوجه جان، وجهِ الجميع



….



بابَ الكينونة، أيقظتني، كن الصباح


دعني أشهد وجه هذا النهار


دعني أشهد وجه هذه الليلة


الكلّ يتواصل، يتجلّى


قوسَ دم، جسرَ نبضات


خذني إلى الجهة الأخرى من هذه الليلة


حيث أنا أنت، حيث نحن الآخرون


في مملكة الأسماء المتشابكة



….



باب الكينونة: افتح كينونتك، استيقظْ


تعلّمْ أن تكون أيضاً، انحتْ وجهك


صُغْ ملامحك، احصلْ على عينين


لتنظر وجهي وأنظرك


لأنظر الحياة حتى الموت


وجهَ البحر، الخبزِ، الصخرِ، والينبوعِ


الينبوعِ الذي يصهر وجوهنا


في الوجه البلا اسم، الكينونةِ البلا وجه


في حضور لا يوصف لكل حضور



….



أريد أن أستمر، أن أمضي إلى أبعد، ولكن لا أستطيع:


اللحظة تندفع في أخرى وأخرى


لقد غفوتُ بأحلام حجرٍ لا يحلم


وفي غضون سنوات أشبه بحجارة


سمعتُ دمي يغنّي حبيساً


والبحر كان يغنّي بصحب ضياء


وكانت الأسوار تهوي واحداً واحداً


وكلّ الأبواب كانت تنهار


والشمس كانت تسرع إلى النهب في جبيني


وتفتح أجفاني المطبقة


وتُخرج كينونتي من غلافها


وتقتلعني من ذاتي، وتفصلني


عن سُباتي القاسي لأجيالٍ حجريّة


وكان سحر مراياها يُنعش


صفصافةً بلّور، حورة ماء


نافورةَ ماء عاليةً تحنيها الريح


شجرةً صلبة، وإن تكن مرتعشة


مجرى نهر يتقوّس


يتقدّم، يتراجع، ينعطف


ويصل دائماً






ترجمة: هنري فريد صعب


رقية صالح 02-05-2011 11:33 PM


حجر الشمس




الساعة الثالثة عشرة تعود ... وهي أيضاً الأولى



ودائمًا الوحيدة، - أو هي البرهة الوحيدة



فهل أنتِ ملكة، يا أنت! الأولى أو الأخيرة؟



جيرار دو نر?ال (أرتميس)



رقية صالح 02-05-2011 11:37 PM






أسباب الموت



حدثوني عن الوطن


وكنت أفكر في أرض فقيرة


قرية من تراب وأنوار


وشارع وجدار


وإنسان صامت إلى جانب ذاك الجدار



....


وهاته الأحجار تحت شمس القفار


والنور الذي يتعرى في النهر


نسيان يقيم الذاكرة


ليس لنا ولا نستحضره


أحلام النوم، حضور مباغت


يقول بها الزمان أنا لسنا نحن


بل هو من يتذكر هو من يحلم


ليس هناك وطن، هناك أرض، صور أرض


تراب ونور في الزمان



ترجمة: د. محمود السيد علي


- - - -






جذور الشجرة



نبتت في جبهتي شجرة


نبتت إلى الداخل


عروق جذورها


أعصاب غصونها


كثيف أوراقها أفكار


تحيلها نظرتك نار


من ظلال الثمار


برتقالات من دم


رمان من جذوة


تشرق


في ليل الجسد


داخل جبهتي


تتحدث الشجرة


اقتربي، أتسمعين؟




ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-05-2011 11:42 PM





وَحي


1


ظلالُ يوم أبيض


يقابل عيني.. لا أرى


شيئًا خارج الأبيض


الساعة البيضاء.. الروح


المتحرِّرة من الرغبة والزمن


بياض المياه الآسنة


عين مفتوحة، الزمن الأعمى


تمس صوانك، ذاكرتك، تشتعل


ضد الزمن وارتداد أمواجه


الذاكرة، شعلة عائمة



2


مفصولة عن جسدي، مفصولة


عن الرغبة، أعود إلى الرغبة


إلى ذكرى جسدك.. أعود


وجسدك يشتعل في ذاكرتي


وذاكرتي تشتعل في جسدك



3


ظلٌّ شمسيٌّ معتم، يحصد


ويحيط بعمى ينابيعي


يحلُّ العقدة، ينشر الرغبة


يطفئ الروح المنهكة


لكن الذاكرة المبتورة تعوم


من تاريخ مولدها إلى عدمها


هي كلُّ قدوم لصعودها


تعوم علاوة على دوَّامتها


تعوم ضد العوم


هي اضطرام المياه


لسانٌ من شُهُب يجعل المياه بارقة


عيدُ الحصاد كلمةٌ من دون كلمات


إنَّه معنى خاصٌّ لمعنى الفكر


تبدِّل الذاكرة اللافكر


والبقية تختلط بالشرارا



يتبع
.
.

رقية صالح 02-05-2011 11:46 PM






بين الحجر والزهرة



(أ)


نشرق أحجاراً


لا شيء إلا النور.. لا شيء


إلا النور في مواجهة النور



....


الأرض:


كيف يد من حجر


الماء صامت


في قبر صخري


الماء صامت


في قبر صخري


الماء حبيس


لسان رطب مسكين


لا يقول شيئاً



....


تثير الأرض بخاراً


تحلق طيور ترابية، طين مجنح



الأفق:


بعض من سحب مهزومة


سهل بلا تجاعيد


الصبار سبابة خضراء


يقسم الأرض فضاء


بلا ضفاف السماء





(ب)


أي أرض هذه


أي عنف يتولد


تحت قشرتها الحجرية


أي إصرار من نار تتبلد


أعوام وأعوام، عصار تتكد


تحتد أسنان تتصلب؟


بلد جاء


قبل أن ترفع الشمس والماء


أعلام العداء


بلد من حجر


خلق قبل مولد الصنوين


الحياة والممات



....


في السهل ينزرع الزرع


في شاسع مزارع حربية


جيش بلا حراك


في مواجهة الشمس الدوارة والسحب البدوية



....


الصبار، أخضر، شارد


يبزغ في أوراق عريضة مثلثة الأضلاع:


ينبوع خناجر نباتية


أسلحة نبات الصبار



....


في أليافه يتصاعد ظمأ الرمال


يعلو من ممالك تحتية


ينهض إلى أعلى وفي أوج قفزته


يجمد تدفقه


يحول أوراقا عدوانية


خضرة في ذؤابتها حسك


ظاهر ظمأ خبئ


الصبار أعجوبة


عنفه سكون، سكونه انسجام


ظمأه يقطر له خمراً يرويه


انبيث يقطر ذاته



....


بعد خمسة وعشرين عاما


يلد زهرة، حمراء فريدة


قضيب يقيمها


لهب متحجر


ثم يموت






(جـ)


بين الحجر والزهرة، إنسان:


ميلاد يحملنا إلى الموت


موت يحملنا إلى الميلاد


الإنسان


على الحجر مطر دءوب


نهر بين لهيب


زهرة تهزم إعصاراً


عصفور شابه وجيز نار


الإنسان بين أعماله والثمار



....


الصبار


درس هندسة أخضر


على الأرض البيضاء والصفراء


زراعة، تجارة، صناعة، لغة




ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-05-2011 11:50 PM





أتمنى شفائي منكِ



أتمنى شفائي منك في هذه الأيام


علي أن أكف عن تدخينك


عن شربك


علي أن أكف عن التفكير بك


إنه لأمر ممكن


سأتبع التعليمات الأخلاقية أولاً بأول


أصف لنفسي الوقت، الغياب، والوحدة


ما رأيك أن أحبك أسبوعاً واحداً لا أكثر؟


أسبوع واحد ليس بالكثير، ولا بالقليل


هو وقت كافٍ تماماً


يمكن لكل كلمات الحب


التي قيلت على وجه الأرض


أن تتجمع في أسبوع واحد لتشعل ناراً


سأدفئك بنار الحب المحروق تلك


والصمت أيضاً سأصفه لي


إذ أنّ أفضل كلمات الحب


بين أي اثنين هي تلك التي لا تقال


علي أيضاً أن أحرق تلك اللغة الملتوية والانقلابية


التي يستخدمها المحبون


تعرفين كيف أقول لك إني أحبك عندما أقول:


"كم الجو حار!"


" ناوليني الماء!"


"أتعرفين قيادة السيارات؟"


"لقد حل الليل!"


بين أناس آخرين


من جهةٍ أصدقاءُ لك وآخرون لي


قلت لك: " لأسبوع واحد فقط


ليجتمع كل حب التاريخ


لأعطيك إياه


ولتفعلي به ما شئت:


خبئيه، ربّتي عليه


أو ارمه في القمامة


لا أهمية له، ذلك أمر أكيد


فقط أريد أسبوعاً واحداً لأفهم الأشياء


لأن هذا شديد الشبه تماماً


بشخص خارج من المصح


داخل إلى معبد




ترجمة: قتيبة الرفاعي





رقية صالح 02-05-2011 11:54 PM







خربشة



بقطعة من الفحم


بطبشورتي المكسورة وقلمي الأحمر


أرسم اسمكِ


اسم ثغركِ


علامة ساقيكِ


على جدار لا أحد


على الباب الممنوع


أنقش اسم جسدكِ


حتى ينزف نصل سكّيني


ويصرخ الحجر


ويتنفس الجدار كنهد



ترجمة: جمانة سلّوم حداد





رقية صالح 02-05-2011 11:56 PM






حركة



إذا كنتِ فرس العنبر


أنا درب الدماء


إذا كنت الثلج الأول


أنا من يُشعل أتون الفجر


إذا كنتِ برج الليل


أنا المسمار الحارق على جبينكِ


إذا كنتِ المدّ الصباحي


أنا صرخة العصفور الأول


إذا كنتِ سلّة البرتقال


أنا سكّين الشمس


إذا كنتِ المذبح الحجري


أنا اليد المنتهِكة


إذا كنتِ الأرض الممدّدة


أنا القصب الأخضر


إذا كنتِ قفزة الريح


أنا النار المدفونة


إذا كنتِ ثغر المياه


أنا ثغر الطحالب


إذا كنتِ غابة الغيم


أنا الفأس التي تشقّها


إذا كنتِ المدينة المدنّسة


أنا المطر المكرّس


إذا كنتِ الجبل الأصفر


أنا ذراعا العشب الحمراوان


إذا كنتِ الشمس الشارقة


أنا درب الدماء



ترجمة: جمانة سلّوم حداد




رقية صالح 02-05-2011 11:59 PM







الشارع


شارع طويل وهادئ


أمشي في الظلمة وأتعثّر وأقَع


ثم أنهض، فأدوس بأقدام عمياء


أحجاراً صمّاءَ وأوراقاً يابسة


يدوسها أيضاً شخص ما خلفي:


إذا أتمهّل، يتمهّلُ


إذا أركض، يركضُ


أستدير: لا أحد


كل شيء معتم وبلا مخرج


أخذت أدور وأدور طوال هذه الزوايا


المفضية دوماً إلى الشارع


حيث لا أحد ينتظرني أو يتبعني


حيث أتعقّبُ رجلاً يتعثّر وينهض


وما إن يراني، حتى يقول: لا أحد



ترجمة: عبد القادر الجنابي



رقية صالح 02-06-2011 12:02 AM




لا السماء ولا الأرض



وراء السماء


وراء النور وخنجره


وراء جدار الملح


وراء طرقات تؤوب إلى طرقات


....


وراء جلدي من زجاج مدجج


وراء أظافري وأسناني


الساقطة في بئر المرآة


....


وراء الباب الذي يغلق


وراء الجسد الذي يفتح


....


وراء حب دامي


نقاء يدمر


مخالب من حرير، شفاه من رماد


....


وراء أرض أو سماء


جالسون إلى الموائد


يرشفون دم الفقراء


مائدة المال


مائدة المجد والعدالة


مائدة السلطة، مائدة الإله


العائلة المقدسة في مذودها


نبع الحياة


مرآة مهشمة فيها "نرجس"


يشرب نفسه، لا ارتواء


وراء، أرض أو سماء


ملاء الزوجية


يغطي أجساداً مقترنة


أحجاراً بين رماد


عندما يلمسها النور


كل في سجن من كلمات


والكل مشغول، يبنون


معا برج بابل


تتثاءت السماء


يعض الجحيم ذيله


والبعث


ويوم الحياة الأبدي


يوم بلا شفق


آمنت بكل ذلك


واليوم أنام على ضفاف النحيب


فالنحيب لي اليوم وساد



ترجمة: د. محمود السيد علي





رقية صالح 02-06-2011 11:26 PM




الكلمات



اقلبها


خذها من الذيل، (تصرخ قوادة)


اجلدها


أطعمها السكر في الفم


انفخها، كرات، واثقبها


ارشفها دماً ونخاعاً


جففها


اخصيها


دسها، ديكاً فاجراً


اذبحها، طباخاً


انتف ريشها


انزع أحشاءها، ثوراً


اسحلها


اصنعها، شاعراً


اجعلها تبتلع كل الكلمات



ترجمة: د. محمود السيد علي


- - - - -





أتبقى الزهرة؟



بقاء؟ أتبقى الزهرة؟ لهبها الرطيب


في يد الريح تتناثر أوراقاً:


تود الزهرة أن ترقص، فقط ترقص


أتبقى الشجرة وأوراقها؟


رداء في الريح همس


وفي الشمس بريق؟


هذه السماء الأبدية الراقدة


أهي سحب من حجر سماء الأمس؟


اللابقاء: الخلود


شفاه في شفاه


نور على عرف الموجة، حي


نفخة في النهاية تتجسد


كمال يراق


الخلود لحظة


ارتعاشة النسيان الصفراء



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-06-2011 11:29 PM





القافية



القافية تضاجع كل الكلمات


الحرية، تناديني حتى المنية


قوادة حورية


ذات حنجرة برصاء


من دخان مراهقتي عذراء


حريتي ابتسمت لي


هوة نتأملها


من داخل هوتنا


الحرية أجنحة


ريح بين الأوراق، تعتلقها


زهرة بسيطة، والحلم


الذي نحن فيه حلمنا


هو أن نقضم البرتقالة المحرمة


أن نفتح الباب القديم الملعون


ونطلق سراح المسجون:


أصبح هذا الحجر خبزاً


وهذه الأوراق البيض "نورس"


أوراق الشجر طيور


وأصابعك طيور: الكل يطير



ترجمة: د. محمود السيد علي


- - - -




عاقبة التعميد



حسّان الشاب


من أجل أن يتزوج مسيحيّةً


عمّدوه


كما لو أنه من الفايكونغ


القديس سمّاه (أرك)


الآن لديه اسمان


وزوجةٌ واحدة



ترجمة: عبد الكريم كاصد



رقية صالح 02-06-2011 11:36 PM





هنا



على امتداد هذا الشارع


خطوتي ترنّ


في شارع آخر


أسمع خطواتي


تمرّ على امتداد هذا الشارع


حيث الضباب


وحده الحقيقيّ



ترجمة: عبد الكريم كاصد

- - - -





جار بعيد



البارحة


شجرة الدردار


أرادت أن تقول


لكنها لم تقل



ترجمة: عبد الكريم كاصد

- - - -




فجر



يدان سريعتان باردتان


تسحبان ضمّادات الليل


واحدةً بعد الأخرى


أفتح عينيّ


ساكناً


أراني أحيا


في قلب جرحٍ ما زال طريّاً



ترجمة: عبد الكريم كاصد


- - - -





يقين



إذا كان الضوء الأبيض في هذا الصباح حقيقيّاً


ويدي حقيقيّة


فهل هما حقيقيّتان


العينان اللتان تنظران إلى ما أكتب؟


من كلمة إلى أخرى


ما أقوله يتلاشى


أعرف أنني بين قوسين


أحيا



ترجمة: عبد الكريم كاصد


- - - -






تلمّس



يداي


تفتحان ستائر وجودك


تلبسانك عرياً آخر


تكتشفان أجساد جسدك


يداي


تخترعان جسداً آخر غير جسدك



ترجمة: قتيبة الرفاعي

- - - -




ذهاب وإياب



أقع فيكِ بسقطة الموجة العمياء


جسدكِ يسندني مثل الموجة التي تولد من جديد


الريح تعصف خارجاً وتجمع المياه:


كل الغابات شجرة واحدة


....


المدينة تبحر وسط الليل


أرض وسماء ومد لا يكفّ


العناصر المتشابكة تنسج


ثوب نهار مجهول



ترجمة: جمانة سلّوم حداد

- - - -




متكاملان



تبحثين في جسدي عن الجبل


عن شمسه المدفونة في الغابة


أبحث في جسدكِ عن الزورق


التائه في وسط الليل



ترجمة: جمانة سلّوم حداد



رقية صالح 02-06-2011 11:42 PM







عبر



اقلب صفحة النهار


اكتب ما تمليه عليّ


حركة أهدابكِ


أدخل فيكِ


يا حقيقة الظلمات


أريد وضوح الغامض


واحتساء النبيذ الأسود:


خذي عينيّ وافقأيهما


* * *


قطرة? من ليل


على رأس نهديكِ:


ألغاز القرنفلة


أغمض عينيّ


وافتحهما في عينيكِ


على سريره الرماني


متيقّظ دوماً ورطب:


لسانكِ


* * *


ثمة ينابيع


في حديقة شرايينكِ


بقناع من دم


أجتاز أفكارك البيضاء:


النسيان يرشدني


إلى مقلب الحياة الآخر



ترجمة: جمانة سلّوم حداد

- - - -




بعينين مغمضتين



تشعّين من الداخل


أنت الحجر الأعمى


ليلة إثر ليلة أنحتكِ


بعينين مغمضتين


أنتِ الحجر الصادق


ونغدو هائلين


فقط لأننا تعارفنا


بعينين مغمضتين



ترجمة : جمانة سلّوم حداد

- - - -





اسمك



يولد مني، من ظلي


يشرق على جلدي


فجر نور حالم


حمامة جسورة اسمك


خجلة على كتفي



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -




مناجاة



تحت مكسور العمد


بين الحلم والعدم


تعبر مقاطع اسمك


ساعات سهدي


شعرك الطويل الأصهب


برق صيف


يهفهف بعنف حان


على ظهر الليل


تيار الحلم المظلم


بين الأطلال يتبع


يشيدك من العدم:


شاطئ ليلي رطب


حيث يمتد ويضرب


بحر حالم، أعمى



ترجمة: د. محمود السيد علي




رقية صالح 02-06-2011 11:47 PM





طريق الحور



الشمس بين الأوراق


والريح في الأنحاء


ولهب نباتي يصوغونك


خضراء تحت الذهب


ذهبية بين الخضر


نور صنعته الظلال


ظل ذاب في الأنوار



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -




من هناء السماء الأخضر



من هناء السماء الأخضر


تستردين أنوار! القمر يخسر


لأن النور يتذكر نفسه


في شعرك برقه وخريفه


تشرب الريح ريحاً في طيرانها


تحرك الأوراق، وخضراء أمطارها


تبلل كتفيك.. ظهرك تدغدغ


تعريك وتحرقك وتجمد


زورقان منشوراً الشراع


نهداك، ظهراك واد


وبطنك بستان متحجر


في عنقك خريف: شمس وغمام


تحت السماء الخضراء عنفوان


خلاصة العشق جسدك يقطر



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





البحر وأنت



البحر، البحر وأنت، مرايا


بدون البحر خامل وبطيء


سابح في البحر، إلى البحر ظمئ


البحر الذي يموت وفي لحظة يفيء


البحر وأنت، بحره، البحر مرآة


عمود ملح يصرعه البحر ظمآن


ظمأ غدو ورواح وبالكاد لحظة


من كل لحظات فيضك


من دائرة أخيلة العام


احتجز شهراً من الأسماك والزبد


تحت سماوات من القصدير سائلة


جسدك يفتح في النور خلجاناً


على سواد تلاطم أمواج الأيام



ترجمة: د. محمود السيد علي


- - - -




تحت ظلك الوضاء



تحت ظلك الوضاء


أعيش كلهب عار


يصبو أن يكون ثرياً


ترجمة: د. محمود السيد علي




رقية صالح 02-06-2011 11:49 PM





علي أن أحدثكم عنها



على أن أحدثكم عنها


تحيي في النهار عيون ماء


تملأ الليل مرمراً


أثر قدمها


قلب الأرض عيان


طرف العالم


موطئ رهيف، أسير، طليق


ربيب السحب والأطيار


يدير السماء


صوتها فجر أرض


يبشرنا بخلاص الماء


إياب النار


عودة السنابل


أولى كلمات الأشجار


مملكة الأجنحة البيضاء


لم تر مولد العالم


بيد أن دمها يشتعل كل ليلة


من دم الأشياء الليلية


وفي خفقانه يعيد نعم المد


يرفع ضفاف الكوكب


ماض من الصمت والماء


من بدايات أشكال المادة الخصبة


علي أن أحدثكم عنها


عن يناعتها


كونها عاصفة، غصن رطيب



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-06-2011 11:51 PM





انظري قدرة العالم



انظري قدرة العالم


انظري سطوة التراب، انظري الماء


انظري أشجار الدردار في دائرة السكون


إلمسي من العصارة والصمت مملكة


إلمسي من الشمس والمطر اللحاء


انظري غصونها للسماء سامعقة


اسمعي نشيد أوراقها كالماء


ثم انظري السحب


هذا العماء المجنح في السماء


راسية بلا دوار في الفضاء


زبد سام ظاهر


لتيار سماوي خبيء


انظري سطوة العالم


انظري شكله الممدود


جماله الساطع الكامن


المسي من الطين والدر جلدي


اسمعي ينابيع تحتية صوتي


انظري في هذا المطر المظلم فمي


اجلسي في رجفة فجائية


يعري بها الهواء البساتين


صلي عريك بالماء عريه


عري نفسك فيها امطري


انظري ساقيك جدولان


جسدك طويل نهر انظري


نهداك جزيرتان توأمان


فجر، نور وردي بين عالمين حزينين


بحر عميق ينام بين بحرين


انظري قدرة العالم


اعرفي نفسك عندما تعرفينني



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-06-2011 11:53 PM





جسد، جسد لا غير



جسد، جسد لا غير، جسد


جسد كنهر ينسكب


كليل يلتهم


نور شعر


لا يروي أبداً


ظلام لمسي


نحر


بطن تشرق


كبحر يشتعل


إذ يلمس من الفجر جبهة


أكعاباً، جسور صييف


سيقان ليلية تغوص


في موسيقى المساء الخضراء


صدر يشمخ


ويجرف الزبد


عنق، لا غير عنق


كفان لا غير


بضع كلمات تهبط الهوينا


كرمال تسقط في رمال


هذا الذي مني يفر


ماء وابتهاج غامض


بحر يولد أم يموت


هذي الشفاه والأسنان


هذي العيون الجائعة


هذي من نفسي تعريان


حسنها الثائر يعلو بي


إلى سموات ساكنة


حيث اللحظة ترجف:


ذروة القبل


كمال العالم وأشكاله



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-06-2011 11:57 PM





دعيني أعود فأسميك



دعيني أعود فأسميك "أرض"


يمتد لمسي


في لمسك الظمآن


نهر طويل رنان


سرمدي


فيه مبحرات أوراق لمسي


الهوينا تحت كثيف حلمك الأخضر


امرأة دافئة حالمة الأنهار


كهف أسماكي وأطياري


حمامتي الأرضية


خبزي، وملحي، وموتي


وسادتي الدموية:


أدفنك في حب رحيب



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





من الموسيقى والرقص أقرب



من الموسيقى والرقص أقرب


هنا، في السكينة


مكمن الألحان


تحت شجرة دماي العظيمة


ترقدين، عار أنا


القوة في عروقي تضج


وليدة السكون


ها السماء ساكنة


وذا هو العري الخالد


أنت، ميتة، تحت شجرة دماي العظيمة



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





فلتشتعل كل الأصوات



فلتشتعل كل الأصوات


ولتحترق كل الشفاه


وليبق الليل جامداً


في الزهرة العلياء


....


لا يعرف أحد اسمك


في غموض قوتك ينساب


نضج النجمة الذهبية


والليل موقوف


محيط بلا حراك


....


أيا عاشقة، تكف الأصوات


تحت رنين اسمك الملتهب


أيا عاشقة، تكف الأصوات، أنت بلا اسم


عارية في الليل من الكلمات



ترجمة: د. محمود السيد علي




رقية صالح 02-07-2011 12:01 AM




هذي دماك



هذي دماك


عميقة مجهولة


تلج جسدك


تبلل ضفافاً عمياء، أنت بها جهول


....


بسيطة، نائية


في إصرارها، في جريانها


توقف في دماي المسير


جرح صغير


يعرف نظراتي


يعرف الهواء الذي لا يعرف


....


هذي دماك، وهذا


طلل الهمس الواشي


تتزاحم الأزمان


تعود إلى بدء الأيام


كشعرك الكهربي


تتذبذب الجذور الخبيئة التي فيها يضرب


حيث الحياة هنا تضطرم


والزمن موت الأزمان


وتسقط الأشكال والأسماء في النسيان


....


هذي دماك، أقولها


فتجمد الروح في العراء


إزاء العدم الحي للدماء



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-07-2011 12:09 AM




تخفقين بين الظلال



تخفقين بين الظلال


بيضاء عارية: نهر


يغني قلبك، يعلى نهديك


يجرف في مياهه


ساعات، ذكريات، أيام


مزق منك


بين الضفاف الخفية تهربين


رمال الصمت تبللين


....


مياه بيضاء عارية


تحت جسدي المعتم صخرة


جرف يلدغ ويلثم مياه عميقة


خلقت من الزبد والظمأ


....


نائمة تصبين في الصمت


شعرك


شابه العشب


يجرفه التيار


يتأرجح بين الظلال


الكهربية، مبلل بالظلمة


بين الضفاف الخفية تظلين


بيضاء عارية، حجراً



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





طفلة



تسمين الشجرة، طفلتي


تنمو الشجرة، بطيئة


وميض ضوء سام


حتى تصير النظرة خضراء


....


تسمين السماء، طفلتي


تتعارك السحب مع الرياح


ليصبح الفضاء


ميدان معركة شفاف


تسمين الماء، طفلتي


تنبثق المياه، لا أدري أين


تتحدث بين الصخور، تلمع بين الأوراق


تحولنا إلى أبخرة رطباء


....


تصمتين، طفلتي


الموجة الصفراء


مد شمس


ترفعنا على الأعراف


تبعثرنا في الأربع آفاق


وتعيدنا أعفياء


إلى قلب النهار.. لنكون نحن



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





مصير شاعر



كلمات؟ نعم من هواء


وفي الهواء تضيع


دعيني أضيع بين الكلمات


دعيني أكون هواء في شفاه


نفخة شريدة بلا ضفاف


تتيه في الهواء


كذلك النور في نفسه يتيه



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





وجه جديد



يمحو الليل في وجهك ليالي


يسكب الزيوت في جفونك الجافة


يحرق في جبهتك الأفكار


وخلف الأفكار الذاكرة


....


بين ظلال فيها تغرقين


يشرق وجه آخر


أشعر أنه لست أنت


التي بجانبي ترقدين


بل تلك الطفلة التي كنت


وانتظرت أن تنامين


لأعود فأعرف نفسي



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





عروسان



استلقيا على العشب


فتى وفتاة


يأكلان البرتقال، يتبادلان القبلات


موجتان تتبادلان الزبد


....


استلقيا على الشاطئ


فتى وفتاة


يأكلان الليمون، يتبادلان القبلات


سحابتان تتبادلان الزبد


....


استلقيا تحت التراب


فتى وفتاة


صامتان، بلا قبلات


يتبادلان الصمت بالصمت



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-07-2011 12:12 AM

جسدان




جسدان وجهاً لوجه



أحياناً موجتان



والليل محيط



جسدان وجهاً لوجه



أحياناً حجران



والليل قفار



جسدان وجها لوجه



أحياناً جذران



في الليل مقترنان



جسدان وجهاً لوجه



أحياناً سكينان



والليل رعد



جسدان وجهاً لوجه



نجمان يسقطان



في سما خاوية




ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





الظمآن




كي أجد نفسي، أيها الشعر



فيك بحثت:



نجمة ماء ممزقة



غرق كياني



لكي أبحث عنك، أيها الشعر



في نفسي غرقت



....



ثم بحثت عنك



لأهرب من نفسي:



أيا خميلة اللحظات



التي فيها تحت



وبعد تجوال وتجوال



أرى نفسي عدت:



نفس الوجه المغمور



في ذات العري



نفس مياه المرآة



التي علي ألا أشرب



على حافة هذه المياه



نفس الميت من الظمأ



ترجمة: د. محمود السيد علي


رقية صالح 02-07-2011 12:16 AM




الصخرة



حالما عشت


وكان عيشي


المسير والمسير


ودائماً الرحيل


من الحلم استيقظت


وكان عيشي


اعتقالاً


ورغبتي فراراً


معتقلي صخرة


عاودت النوم


الحياة قيد


والصخرة منية




ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





غفوة



تشرق - الساعة تغني


العالم يصمت خواء


حالمة تنهضين


لا أدري أي ظلال تنظرين


خلف ظلك: لا شيء


يجرفك الليل


أنت غصن أبيض



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





شاهد قبر شاعر



أراد أن يغني، يغني


لينسى


حياة من الزيف حقيقة


ويتذكر


حياة من الحقيقة زيف



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





الخريف



تستيقظ الرياح


تمحو من جبهتي الأفكار


تغرقني


في النور الذي يبتسم للا أحد


....


يا للجمال المنثور


أيها الخريف: بين يديك الباردتين


يتأجج العالم



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





الطريق



طريق طويل صامت


أسير في ظلمات أتعثر أسقط


أنهض أطأ بأقدام عمياء


....


أوراقاً جافة وصخوراً صماء


يطأها خلفي إنسان:


إذا ما وقفت وقف


أسرع الخطى، يسرعها


أنظر خلفي.. لا أحد


....


يهيم ظلام بلا مخرج


أطوف.. وأطوف قارعات


تؤوب إلى ذات الطريق


لا ينتظرني أحد.. لا يتبعني أحد


بل أتبع إنساناً يتعثر


وينهض لينظرني ويقول: لا أحد



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-07-2011 12:19 AM




عيناك



عيناك وطن البرق والدمع


صمت يتحدث


عواصف بلا ريح، بحر بلا موج


وحوش ذهبية ناعسة، طيور حبيسة


زبرجد زنديق كالحقيقة


خريف في باحة الغاب حيث النور يغني


على كتف شجرة أوراقها طيور


شاطئ يلقاه الصبح مرصع بالعيون


سلة فواكه نار


أكذوبة تقيم


مرايا هذا العالم، أبواب الآخر


لبحر الظهيرة نبض هادي


مطلق يرمش


قفاز



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -




على الضفة



كل ما يبرق في الليل


عقود، عيون، نجوم


أشرطة من نار ذات ألوان


تلمع في ذراعيك من نهر يتثنى


في جبينك من نهار يستيقظ


النار التي في الغاب يشعلون


من عنق زراف فنار


العين، عبد سهد


ملت الترقب والانتظار


انطفئى


ليس للبريق إلا العيون التي ترانا


تأملكِ في فأنا أتأملك


نامي


مخمل من غاب


طحلب لرأسي وساد


الليل أزرق يموج يمحو هذه الكلمات


كتبتها يد رشيقة على كف الأحلام



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-07-2011 12:29 AM




نسيان



أغلقي العينين وضيعي في الظلمات


تحت أوراق جفنيك الحمراء


غوص في موجات


الصوت الذي يئز ويتهاوى


ويرن سحيقاً هناك


في أغوار الأذن، كشلال أصم


غوص بكيانك في الظلام


اغرقي نفسك في جلدك


في أحشائك


فليعميك ويخطف البصر


العظم، شرارة زرقاء ظلماء


وبين الهاوية وخلجان الظلمات


فلتفتح النار المختالة زرقته


في ظلال الحلم السائلة


بللي عريك


اهجري شكلك، زبد


لا يعلم أحد من أودعه الضفة


ضيعي في نفسك، سرمدية


في كيانك أزلية


بحر يتيه في بحر:


إنسيك وانسينني



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





يبسط النهار كفه


يبسط النهار كفه


ثلاث سحابات


قليل من الكلمات



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





عند الفجر



عند الفجر يبحث الوليد عن اسم


على الجذوع الحالمة يتلألأ النور


تركض الجبال على ضفة البحر


بمهمازين تلج الشمس الماء


يكر الحجر يبعثر الضياء


يعند البحر ويفيض على أقدام الآفاق


أرض غامضة شكل يبين


العالم يرفع جبهة مازالت عارية


حجر مصقول ناعم صفحة غناء


يبسط النور مروحة من الأسماء


بدء نشيد كشجرة


ريح وفي الريح أسماء حسناء



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





ربوة النجمة



هنا تلقي الأقدمون النار


النار هنا خلقت العالم:


في منتصف النهار تفتحت الأحجار ثماراً


تفتح المياه الجفون


وينزلق النور على جلد النهار


نقطة شاسعة حيث يتراءى ويفعم الزمان



ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-07-2011 12:31 AM




قوى الخطى يدخل النهار



قوى الخطى يدخل النهار


يتقدم همس أوراق وأطيار


هاجس بنساء وبحار


النهار يئز في جبهتي فكرة ملحة


ينز عنيد في جبهة العالم


ينتشر النور في كل مكان


يغني في الشرفات


ترقص الديار


تحت أيدي اللبلاب اليانعة


يستيقظ ويرفع أبراجه الجدار


وتسقط أرديتها الأحجار


تتعرى الحياة تقفز من فراشها


أكثر عرياً من المياه في عريها


يتعرى النور ينظر نفسه في المياه


أكثر عرياً من النجم في عريه


يتفتح الخبز وينسكب النبيذ


ينكب النهار على المياه الراقدة


رؤية سمع لمس شم تذوق فكر


شفاه أو أرض أو ريح بين القلوع


طعم النهار الذي ينزلق كالموسيقى


بصيص نور يأخذ صبية من يدها


يعريها في الظهيرة


لا يعرف أحد اسمها ولا لما جاءت


ترقد إلى جانبي بعض من مياه


تتوقف الشمس برهة تنظرها


يتيه النور بين ساقيها


تحوطها نظراتي مياه


تستحم فيها أكثر شفافية منها


كالنور ليس لها اسم


كالنور يتشكل بعمر النهار



ترجمة: د. محمود السيد علي




رقية صالح 02-07-2011 12:35 AM





الفجر



أيدي عجال باردة


تسحب واحدة فواحدة


عصاب الظلمة


افتح العينين


ما زلت


حياً


في قلب


جرح ما زال طرياً



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





هنا



خطواتي في هذا الطريق


ترن


في آخر


حيث


أسمع خطواتي


تسير في هذا الطريق


حيث


لا واقع إلا الضباب



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -




وقفة



تصل


بعض الأطيار


وفكرة سوداء


حفيف أشجار


ضجيج محركات وقطار


هذه اللحظة، أتغدو أم تروح؟


صمت الشمس


يخترق ضحكات وأنات


يغمد رمحه


حتى يصرخ قلب الأحجار


الشمس قلب، حجر يخفق


حجر من دم يصير ثمرة:


تتفتح الجروح، لا تؤلم


تنساب حياتي شبيهة بحياة



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





في النور سائرة



تقدمين الساق


اليسرى النهار


يتوقف يبتسم


ينفرط في السير رشيقاً


تحت شمس بلا حراك


تقدمين الساق


اليمنى الشمس


تمشي أرشق


على طول النهار


الواقف بين الأشجار


تمشين نهداك سامقان


تسير الأشجار


الشمس والنهار تابعان


تخرج السماء للقاء


فتختلق السحب




ترجمة: د. محمود السيد علي



رقية صالح 02-07-2011 12:44 AM





بقاء


-1-


سماء سوداء


أرض صفراء


مزق الديك الليل


ينهض الماء ويسأل عن الساعة


تنتفض الريح وتسأل عنك


يمر جواد أبيض




-2-


كالغاب في فراش من أوراق


تنامين في فراشك من مطر


تغنين في فراشك من رياح


تقبّلين في فراشك من شرر




-3-


رائحة حمية وافرة


من كثرة الأيدي جسد


على قد خفي بياض فريد




-4-


تحدثي اسمعي أجيبي


ما يقول الرعد عن الغاب




-5-


أدخل من عينيك


تخرجين من فمي


تنامين في دمي


أستيقظ في جبينك




-6-


أحدثك لغة الحجر


(تردين بأخضر مقطع الكلم)


أحدثك لغة الثلج


(تردين بمروحة من نحل)


أحدثك لغة الماء


(تردين بزورق من برق)


أحدثك لغة الدم


(تردين ببرج من أطيار)



ترجمة: د. محمود السيد علي


رقية صالح 02-07-2011 12:49 AM






تكوير



عمود من الخفقات سامق


فوق محور الزمان الساكن


تغطيك الشمس وتعريك


ينسلخ من جسدك النهار


في ليلك يتيه


ينسلخ من نهارك الليل


في جسدك يتيه


تناوب أزلي


حديثة العهد أبداً


حاضرة منذ القدم



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





عبور



أطوي صفحة النهار


أكتب ما تمليه


رجفة رموشك


ألجك


حقيقة الظلام


أروم براهين الظلمة


أشرب نبيذاً أسود:


خذي عيني فجريهما


....


نقطة من ليل


على أطراف نهديك:


ألغاز من قرنفل


عندما أغلق عيني


أفتحها داخل عينيك


في فراشه القرمزي


مستيقظ أبداً


رطب لسانك


....


هناك ينابيع


في بستان عروقك


بقناع من دم


أعبر فكرك البكر


تقودني اللاذاكرة


إلى منقلب الحياة



ترجمة: د. محمود السيد علي




رقية صالح 02-07-2011 12:52 AM




زوجية وفردية



كلمة رشيقة


تحية للنهار


كلمة طائرة بشراع


آه!


هالات حول عينيك


ما زال الليل على وجهك




عقد خفي من نظرات


التفت على عنقك




بينما الصحف


تقرأ


تتغطين بالأطيار




نحن كالماء في الماء


كالماء الذي ينتظر اللغز




نظرة تصلك


وأخرى تفصلك


الشفافية تخفيك




نهداك بين يدي


مياه تتهاوى




من شرفة


(المروحة)


إلى شرفة


(تفتح)


تقفز الشمس


(وتغلق)



ترجمة: د. محمود السيد علي



أحمد فؤاد صوفي 02-07-2011 10:12 AM

أديبتنا رقية . .

وأنا أقرأ للشاعر الإنسان الفذ أكتافيو باث . .
أشعر بأنني أمام إنسان متشبث بأرض وطنه . .
لا يبعد قيد أنملة عن الناس والشعب . .
يحب وطنه أولاً وأخيراً . . ولا شيء غيره . .
متعلق به كتعلق الرضيع بأمه . .

أشكرك على هذا الجهد الكبر . .
دمت لمنابر شمعة مضيئة . .
ودامت أيامك بهيجة . .

** أحمد فؤاد صوفي **

رقية صالح 02-07-2011 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 59544)
أديبتنا رقية . .

وأنا أقرأ للشاعر الإنسان الفذ أكتافيو باث . .
أشعر بأنني أمام إنسان متشبث بأرض وطنه . .
لا يبعد قيد أنملة عن الناس والشعب . .
يحب وطنه أولاً وأخيراً . . ولا شيء غيره . .
متعلق به كتعلق الرضيع بأمه . .

أشكرك على هذا الجهد الكبر . .
دمت لمنابر شمعة مضيئة . .
ودامت أيامك بهيجة . .

** أحمد فؤاد صوفي **










أخي العزيز الأديب المتميز
أحمد صوفي
الحمد لله الذي يجمعنا دائماً حب الوطن
حرفك يغريني للمثابرة وتقديم الأفضل
ولا أنسى جهودك المضنية عزيزي أحمد
في منابر ثقافية وطيب المقام لي بصحبتكم
عبورك متصفحي يتراقص بك فرحاً
وأريج مرورك عابق دوماً
سلم الفكر والقلم
دمتَ لنا هاطلاً بالخير
كوقع حبات المطر
الجوري والياسمين الدمشقي
وعلى الود نلتقي


رقية صالح 02-07-2011 11:43 PM




الآخر



أختلق وجهاً


خلفه


عاش، مات، بعث


كثيراً


اليوم تجاعيده


تجاعيده بلا وجه



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





شاهد قبر عجوز



دفنوها في مقبرة العائلة


وفي الأعماق ارتعد تراب


كان زوجها:


بهجة


الأحياء


حزن الموتى



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





أثر العماد



الفتى حسن


ليتزوج من مسيحية


عمدوه


القس


كمقاتل الفيكنج


أسماه انريك


اليوم


له اسمان


وامرأة واحدة



ترجمة: د. محمود السيد علي

- - - -





قرية



الأحجار زمن


الريح


قرون من رياح


الأشجار زمن


الناس أحجار


الريح ينطوي على نفسها وتندفن


في نهار من أحجار


لا ماء ولكن العيون تبرق



ترجمة: د. محمود السيد علي




الساعة الآن 08:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team