منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1491)

ناريمان الشريف 09-23-2010 11:15 PM

من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى )
 
آراء وعظات
( الاعشى )


ذَرِيني لكِ الوَيْلاتُ آتي الغَوَانِيَا
مَتى كُنْتُ ذَرّاعاً أسُوقُ السّوَانِيَا
تُرَجّي ثَرَاءً مِنْ سِيَاسٍ، وَمِثلِها،
وَمن قَبلِها ما كنتُ للمالِ رَاجِيَا
سَأُوصِي بَصيِراً إنْ دَنَوْتُ من البِلى،
وَكلُّ امرِىءٍ يَوْماً فانِيَا
بِأنْ لا تَأنّ الوُدَّ مِنْ مُتَبَاعِدٍ،
وَلا تَنْأ إنْ أمْسَى بقُرْبكَ رَاضِيا
فَذا الشَّنْءِ فاشنَأهُ وَذا الوُدّ فاجزِهِ
عَلى وُدّهِ أوْ زِدْ عَلَيْهِ العَلانِيَا
وَآسِ سَرَاةَ الحيّ حَيثُ لَقِيتَهُمْ،
وَلا تَكُ عَنْ حَمْلِ الرِّبَاعَةِ وَانِيا
وَإنْ بَشَرٌ يَوْماً أحَالَ بِوَجْهِهِ
عَلَيْكَ فَحُلْ عَنْهُ وَإن كان دانِيا
وإنّ تُقَى الرّحْمَنِ لا شَيْءَ مِثْلُهُ،
فصَبْراً إذا تَلقَى السِّحاقَ الغَرَاثِيَا
وَرَبَّكَ لا تُشْرِكْ بِهِ، إنّ شِرْكَهُ
يَحُطّ من الخَيرَاتِ تِلكَ البَوَقِيا
بَلِ اللـهَ فَاعْبُدْ، لا شَرِيكَ لوَجههِ،
يكنْ لكَ فيما تكدَحُ اليَوْمَ رَاعِيا
وَإيّاكَ وَالمَيْتَاتِ لا تَقْرَبَنّهَا
كَفَى بِكَلامِ اللـهِ عَنْ ذاكَ نَاهِيَا
وَلا تَعِدَنّ النّاس ما لَستَ مُنْجِزاً،
وَلا تَشْتِمَنْ جَاراً لَطِيفاً مُصَافِيا
وَلا تَزْهَدَنْ في وَصْلِ أهْلِ قَرَابَةٍ،
وَلا تَكُ سَبْعاً في العَشِيرَةِ عَادِيَا
وَإنِ امْرُؤٌ أسْدَى إلَيْكَ أمَانةً،
فأوْفِ بهَا، إنْ مِتَّ سُميتَ وافيا
وجارةَ جنبِ البيتِ لا تنعَ سِرَّها
فإنك لا تَخْفَى عَلى اللـهِ خَافِيَا
وَلا تَحسُدَنْ موْلاكَ إنْ كان ذا غنىً
وَلا تَجفُهُ إنْ كنتَ في المَالِ غَانِيَا
وَلا تَخذُلَنّ القَوْمَ إنْ نابَ مَغْرَمٌ،
فَإنّكَ لا تَعْدَمْ إلى المَجْدِ دَاعِيا
وَكنْ من وَرَاءِ الجارِ حِصْناً مُمَنَّعاً،
وَأوْقِدْ شِهاباً يَسفَعُ الوَجهَ حَاميَا

ناريمان الشريف 09-23-2010 11:15 PM

أبلغ بني قيس
( الاعشى )


أبْلِغْ بَني قَيْسٍ، إذا لاقَيْتَهُمْ،
وَالحَيَّ ذُهْلاً هَلْ بِكُمْ تَعْيِيرُ
زَعَمَتْ حَنِيفَةُ لا تُجِيرُ عَلَيْهِمُ
بِدِمَائِهِمْ، وَأظُنُّهَا سَتُجِيرُ
كَذَبُوا وَبَيتِ اللـهِ، يُفعَلُ ذلِكُمْ،
حتى يُوَازِيَ حَزْرَماً كِنْدِيرُ
أوْ أنْ يَرَوْا جَبّارَهَا وَأشَاءَهَا،
يَعْلُو دُخَانٌ فَوقَهَا وَسَعِيرُ
هَلْ كُنْتُمُ إلاّ دَوَارِجَ حُشوَةً،
دَفَعَتْ كَوَاهِلُ عَنكُمُ وَصُدُورُ
أأثَالُ! إنّكَ إنْ تُطِعْ في هَذِهِ،
تُصْبِحْ وَأنْتَ مُوَطّأٌ مَكْثُورُ

ناريمان الشريف 09-23-2010 11:16 PM

أبلغا عني حريثاً
( الاعشى )


تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ،
وَقَدْ جَعَلَ الوُدُّ الذي كانَ يَذهَبُ
وَشاقَتْكَ أظْعانٌ لزَيْنَبَ غُدْوَةٌ،
تحَمّلنَ حتى كادَتِ الشمسُ تَغرُبُ
فَلَمّا استَقَلّتْ قلتُ نخلَ ابنِ يامِنٍ
أهُنّ أمِ اللاّتي تُرَبِّتُ يَتْرَبُ
طَرِيقٌ وَجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُهُ،
عَلَيْهِ أبَابِيلٌ مِنَ الطّيرِ تَنْعَبُ
عَلَوْنَ بِأنْماطٍ وَعَقْمَةٍ،
جَوَانِبُهَا لَوْنَانِ وَرْدٌ وَمُشْرَبُ
أجَدّوا فَلَمّا خِفْتُ أنْ يَتَفَرّقُوا
فَرِيقَينِ، منهُمْ مُصْعِدٌ وَمُصَوِّبُ
طَلَبْتُهُمُ تَطْوِي بيَ البِيدَ جَسْرَةٌ،
شُوَيْقِئَةُ النّابَينِ وَجْنَاءُ ذِعْلِبُ
مُضَبَّرَةٌ حَرْفٌ كَأنّ قُتُودَهَا
تَضَمّنَها مِنْ حُمْرِ بَيّانَ أحْقَبُ
فَلَمّا ادّرَكْتُ الحَيّ أتْلَعَ أُنَّسٌ
كمَا أتْلَعَتْ تحتَ المكانِسِ رَبْرَبُ
وَفي الحَيّ مَن يَهوَى لِقانا وَيَشتَهي،
وَآخَرُ مَنْ أبدى العَداوَةَ مُغضَبُ
فَما أنْسَ مِلأشْيَاءِ لا أنْسَ قَوْلـهَا:
لَعَلّ النّوَى بَعد التفَرّقِ تُصْقِبُ
وَخَدّاً أسِيلاً يَحْدُرُ الدّمعَ فَوْقَهُ
بَنانٌ كهُدّابِ الدّمَقْسِ مُخَضَّبُ
وكأسٍ كَعَينِ الدّيكِ باكَرْتُ حدّها
بفِتيانِ صِدْقٍ وَالنّوَاقيسُ تُضرَبُ
سُلافٍ كأنّ الزّعْفَرَانَ، وَعَندَماً،
يُصَفَّقُ في ناجُودِها ثمّ تُقْطَبُ
لـهَا أرَجٌ في البَيْتِ عَالٍ كَأنّمَا
ألمّ مِنْ تَجْرِ دارِينَ أرْكَبُ
ألا أبْلِغَا عَنّي حُرَيْثاً رِسَالَةً،
فَإنَكَ عَنْ قَصْدِ المَحَجّةِ أنكَبُ
أتَعْجَبُ أنْ أوْفَيْتِ للجَارِ مَرّةً،
فَنحنُ لَعَمْرِي اليَوْمَ منه ذاك نَعجبْ
فَقَبْلَكَ مَا أوْفَى الرُّفَادُ لجَارِهِ،
فأنْجاهُ مِمّا كان يَخشَى وَبَرْهَبُ
فأعطاهُ حِلْساً غَيرَ نكْسٍ أرَبَّهُ
لؤاماً بهِ أوْفَى وَقَدْ كادَ يَذْهَبُ
تَدارَكَهُ في مُنْصِلِ الألّ بَعْدَمَا
مَضَى غَيرَ دَأداءٍ وَقَد كادَيَعطَبُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ
إذا انْتَسَبَ الحَيّانِ بَكْرٌ وَتَغْلِبُ
لَنَا نَعَمٌ لا يَعْتَرِي الذّمُّ أهْلَهُ،
تُعَقَّرُ للضّيْفِ الغَرِيبِ وَتُحْلَبُ
وَيُعْقَلُ إنْ نَابَتْ عَلَيهِ عَظيمَةٌ،
إذا مَا أُنَاسُ مُوسِعُونَ تَغَيّبُو
وَيَمْنَعُهُ يَوْمَ الصّيَاحِ مَصُونَةٌ،
سِرَاعٌ إلى الدّاعي تَثُوبُ وَتُرْكَبُ
عَنَاجيجُ مِنْ آلِ الصّرِيحِ وَأعْوَجٍ
مَغَاوِيرُ فِيهَا لِلأرِيبِ مُعَقَّبُ
وَلَدْنٌ مِنَ الخَطّيّ فِيهِ أسِنّةٌ،
ذَخائِرُ مِمّا سَنّ أبْزَى وَشرْعَبُ
وَبِيضٌ كَأمْثَالِ العَقِيقِ صَوَارِمٌ،
تُصَانُ ليَوْمِ الدَّوْخِ فينا وَتُخشَبُ
وَكُلُّ دِلاصٍ كالأضَاةِ حَصِينَةٍ،
تَرَى فَضْلَها عَنْ رَبّها يَتَذَبْذَبُ

ناريمان الشريف 09-23-2010 11:17 PM

أخ للحفيظة حمالـها
( الاعشى )


ألا قُلْ لِتَيّاكَ مَا بَالُهَا،
ألِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أحْمَالُهَا
أمْ للدّلالِ، فَإنّ الفَتَا
ةَ حَقٌّ عَلى الشّيخِ إدْلالُهَا
فَإنْ يَكُ هَذَا الصّبَى قَدْ نَبَا
وَتَطْلابُ تَيّا وَتَسْآلُهَا
فَأنّى تَحَوّلُ ذَا لِمّةٍ،
وَأنّى لِنَفْسِكَ أمْثَالُهَا
عَسِيبُ القِيَامِ، كَثِيبُ القُعُو
دِ، وَهْنَانَةٌ، نَاعِمٌ بَالُهَا
إذَا أدْبَرَتْ خِلْتَهَا دِعْصَةً،
وَتُقْبِلُ كَالظّبْيِ تِمْثَالُهَا
وَفي كُلّ مَنْزِلَةٍ بِتَّهَا،
يُؤرِّقُ عَيْنَيْكَ أهْوَالُهَا
هيَ الـهَمُّ لَوْ سَاعَفَتْ دَارُهَا،
وَلَكِنْ نَأى عَنْكَ تَحْلالُهَا
وَصَهباء صِرْفٍ كلوْنِ الفُصُوصِ،
سَريعٍ إلى الشِّرْبِ إكْسَالُهَا
تُرِيكَ القَذَى وَهيَ مِنْ دُونِهِ،
إذا مَا يُصَفَّقُ جِرْيَالُهَا
شَرِبْتُ، إذا الرّاحُ بَعْدَ الأصِيـ
ـلِ طَابَتْ، وَرَفّعَ أطْلالُهَا
وَأبْيَضَ كَالنّجْمِ آخَيْتُهُ،
وَبَيْدَاءَ مُطّرِدٍ آلُهَا
قَطَعْتُ، إذا خَبّ رَيْعَانُهَا،
وَنُطّقَ بِالـهَوْلِ أغْفَالُهَا
بِنَاجِيَةٍ مِنْ سَرَاةِ الـهِجَا
نِ تَأتي الفِجَاجَ، وَتَغتالُهَا
تَرَاهَا كَأحْقَبَ ذِي جُدّتَيْـ
ـنِ، يَجْمَعُ عُوناً وَيَجْتَالُهَا
نَحَائِصَ شَتّى عَلى عَيْنِهِ،
حَلائِلَ لَمْ يُؤذِهِ قَالُهَا
عَنِيفٌ، وَإنْ كَانَ ذا شِرّةٍ،
بِجَمْعِ الضّرَائِرِ شَلاّلُهَا
إذَا حَالَ مِنْ دُونِهَا غَبْيَةٌ
مِنَ التّرْبِ، فانْجالَ سِرْبَالُهَا
فَلَمْ يَرْضَ بالقُرْبِ حتى يكُونَ
وِسَاداً لِلَحْيَيْهِ أكْفَالُهَا
أقَامَ الضّغَائِنَ مِنْ دَرْئِهَا،
كفَتْلِ الأعِنّةِ فَتّالُهَا
فَذَلِكَ شَبّهْتُهُ نَاقَتي،
وَمَا إنْ لِغَيْرِكَ إعْمَالُهَا
وَكَمْ دُونَ بَيْتِكَ مِنْ مَهْمَهٍ
وَأرْضٍ، إذا قِيسَ أمْيَالُهَا
يُحَاذَرُ مِنْهَا عَلى سَفْرِهَا،
مَهَامِهُ تِيهٌ وَأغْوَالُهَا
فَمِنكَ تَؤوبُ، إذا أدْبَرَتْ،
وَنَحْوَكَ يُعْطَفُ إقْبَالُهَا
إيَاسُ، وَأنْتَ امْرُؤٌ لا يُرَى
لِنَفْسِكَ في القَوْمِ مِعْدَالُهَا
أبَرُّ يَمِيناً، إذَا أقْسَمُوا،
وَأفْضَلُ إنْ عُدّ أفْضَالُهَا
وَجَارُكَ لا يَتَمَنّى عَلَيْـ
ـهِ، إلاّ التي هُوَ يَقْتَالُهَا
كَأنّ الشَّمُوسَ بهَا بَيْتُهُ،
يُطِيفُ حَوَالَيْهِ أوْعَالُهَا
وَكَامِلَةِ الرِّجْلِ وَالدّارِعِين،
سَرِيعٍ إلى القَوْمِ إيغَالُهَا
سَمَوْتَ إلَيْهَا بِرَجْرَاجَةٍ،
فَغُودِرَ في النّقْعِ أبْطَالُهَا
وَمَعْقُودَةِ العَزْمِ مِنْ رَأيِهِ،
قَلِيلٌ مِنَ النّاسِ يَحْتَالُهَا
تَمَمْتَ عَلَيْهَا، فَأتْمَمْتَهَا،
وَتَمّ بِأمْرِكَ إكْمَالُهَا
وَإنّ إيَاساً مَتى تَدْعُهِ،
إذَا لَيْلَةٌ طَالَ بَلْبَالُهَا
أخٌ لِلْحَفِيظَةِ حَمّالُهَا،
حَشُودٌ عَلَيْهَا وَفَعّالُهَا
وَفي الحَرْبِ مِنْهُ بَلاءٌ، إذَا
عَوَانٌ تَوَقّدَ أجْذَالُهَا
وَصَبْرٌ عَلى الدّهْرِ في رُزْئِهِ،
وَإعْطَاءُ كَفٍّ وَإجْزَالُهَا
وَتَقْوَادُهُ الخَيْلَ حَتّى يَطُو
لَ كَرُّ الرّوَاةِ، وَإيغَالُهَا
إذَا أدْلَجُوا لَيْلَةً وَالرّكَا
بُ خُوصٌ تخَضْخضَ أشْوَالُهَا
وَتُسْمَعُ فِيهَا هَبي وَاقْدَمي،
وَمَرْسُونُ خَيْلٍ وَأعْطَالُهَا
وَنَهْنَهَ مِنْهُ لَهُ الوَازِعُو
نَ، حَتّى إذَا حَانَ إرْسَالُهَا
أُجِيلَتْ كمَرّ ذَنُوبِ القَرَى،
فَألْوَى بِمَنْ حَانَ إشْعَالُهَا
فَآبَ لَهُ أُصُلاً جَامِلٌ،
وَأسْلابُ قَتْلَى وَأنْفَالُهَا
إلى بَيْتِ مَنْ يَعْتَرِيهِ النّدَى،
إذَا النّفْسُ أعْجَبَهَا مَالُهَا
وَلَيسَ كمَنْ دُونَ مَاعُونِهِ،
خَوَاتِمُ بُخْلٍ وَأقْفَالُهَا
فَعَاشَ بِذَلِكَ مَا ضَرّهُ
صُبَاةُ الحُلُومِ، وَأقْوَالُهَا
يَنُولُ العَشِيرَةَ مَا عِنْدَهُ،
وَيَغْفِرُ مَا قَالَ جُهّالُهَا
وَبَيْتُكَ مِنْ سِنْبِسٍ في الذُّرَى،
إلى العِزّ وَالمَجْدِ أحْبَالُهَا

ناريمان الشريف 09-23-2010 11:18 PM


أخو الحرب
( الاعشى )


أأزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلى ابْتِكَارَا،
وَشَطّتْ على ذي هوىً أن تُزَارَا
وَبَانَتْ بِهَا غَرَبَاتُ النّوَى،
وَبُدّلْتُ شَوْقاً بِهَا وَادَّكَارَا
فَفَاضَتْ دُمُوعي كَفَيضِ الغُرُو
بِ، إمّا وَكِيفاً وَإمّا انْحِدَارَا
كَمَا أسْلَمَ السّلْكُ مِنْ نَظْمِه
لآلىءَ مُنْحَدِرَاتٍ صِغَارَا
قَلِيلاً فَثَمّ زَجَرْتُ الصبَى،
وَعَادَ عَليّ عَزَائي وَصَارَا
فَأصْبَحْتُ لا أقْرَبُ الغَانِيَا
تِ، مُزْدَجِراً عن هَوَايَ ازْدِجارَا
وَإنّ أخَاكِ الّذِي تَعْلَمِينَ
لَيَالِيَنَا، إذْ نَحُلّ الجِفَارَا
تَبَدّلَ بَعْدَ الصّبَى حِكْمَةً،
وَقَنّعَهُ الشّيْبُ مِنْهُ خِمَارَا
أحَلّ بِهِ الشّيْبُ أثْقَالَهُ،
وَمَا اعتَرّهُ الشّيبُ إلاّ اعتِرَارَا
فإمّا تَرَيْني عَلى آلَةٍ،
قَلَيتُ الصّبَى، وَهَجَرْتُ التّجارا
فَقَدْ أُخْرِجُ الكَاعِبَ المُسْتَرَا
ةَ، مِنْ خِدْرِها، وَأُشيعُ القِمارَا
وَذاتِ نَوَافٍ كَلَوْنِ الفُصُو
صِ، باكَرْتُها فادّمَجتُ ابتكارَا
غَدَوْتُ عَلَيْهَا قُبَيْلَ الشُّرُو
قِ، إمّا نِقَالاً، وَإمّا اغْتِمَارَا
يُعاصِي العَوَاذِلَ طَلْقُ اليَدَينِ
يُرَوّي العُفاةَ وَيُرْخي الإزَارَا
فَلَمْ يَنْطِقِ الدّيكُ حتى مَلأ
تُ كُوبَ الرّبابِ لَهُ فاستَدارَا
إذا انْكَبّ أزْهَرُ بَينَ السُّقَاةِ،
تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أوْ نُضَارَا
وَشَوْقِ عَلُوقٍ تَنَاسَيْتُهُ،
بِجَوّالَةٍ تَسْتَخِفّ الضِّفَارَا
بَقِيّةِ خَمْسٍ مِنَ الرّامِسَا
تِ بِيضٍ تُشَبّهُهُنّ الصِّوَارَا
دُفِعْنَ إلى اثْنَيْنِ عِنْدَ الخُصُو
صِ قَدْ حَبَسَا بَيْنَهُنّ الإصَارَا
فَعَادَا لَهُنّ وَرَازَا لَهُـ
ـنّ، وَاشْتَرَكَا عَمَلاً وَائْتِمَارَا
فَهَذَا يُعِدّ لَهُنّ الخَلَى،
وَيَجْمَعُ ذا بَيْنَهُنّ الخِضَارَا
فَكَانَتْ سَرِيّتَهُنّ الّت
/ تَرُوقُ العُيُونَ وَتَقْضِي السِّفَارَا
فَأبْقَى رَوَاحي وَسَيْرُ الغُدُ
وّ مِنْهَا ذَوَاتِ حِذَاءٍ قِصَارَا
وَألْوَاحَ رَهْبٍ، كَأنّ النّسُو
عَ أبَنّ في الدّفّ مِنْهَا سِطَارَا
وَدَأياً تَلاحَكْنَ مِثْلَ الفُؤو
سِ، لاحَمَ مِنها السّليلُ الفِقَارَا
فَلا تَشْتَكِنّ إليّ الوَجَى،
وَطولَ السُّرَى، وَاجعَليهِ اصْطِبَارَا
شِيّ، وَسَيْرَ الغُدُوّ
يَدَ الدّهْرِ حتى تُلاقي الخِيَارَا
تُلاقِينَ قَيْساً وَأشْيَاعَهُ،
يُسَعِّرُ لِلْحَرْبِ نَاراً، فَنَارَا
أقُولُ لـهَا حِينَ جَدّ الرّحِيـ
ـلُ: أبْرَحتِ رَبّاً، وَأبرَحتِ جارَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنَا مَالِكاً
وَأعْني بِذَلِكَ بَكْراً جَمَارَا
فَدُونَكُمُ رَبّكُمْ حَالِفُوهُ،
إذا ظاهَرَ المُلْكُ قَوْماً ظِهَارَا
فَإنّ الإلَهَ حَبَاكُمْ بِهِ،
إذا اقْتَسَمَ القَوْمُ أمْراً كُبَارَا
فَإنّ لَكُمْ قُرْبَهُ عِزّةً،
وَوَسّطَكُمْ مُلْكَهُ وَاستَشَارَا
فَإنّ الّذِي يُرْتَجَى سَيْبُهُ
إذا مَا نَحُلّ عَلَيْهِ اخْتِيَارَا
أخُو الحَرْبِ، إذْ لَقِحَتْ بَازِلاً
سَمَا للعُلَى وَأحَلّ الجِمَارَا
وَسَاوَرَ بِالنَّقْعِ نَقْعِ الكَثِيـ
ـبِ عَبْساً وَدُودانَ يَوْماً سِوَارَا
فَأقْلَلْتَ قَوْماً وَأعْمَرْتَهُمْ،
وَأخْرَبْتَ من أرْضِ قَوْمٍ دِيَارَا
عَطَاءَ الإلَهِ، فَإنّ الإلَـ
ـهَ يَسمَعُ في الغامِضَاتِ السِّرَارَا
فَيَا رُبّ نَاعِيَةٍ مِنْهُمُ
تَشُدّ اللِّفَاقَ عَلَيْهَا إزَارَا
تَنُوطُ التّمِيمَ، وَتَأبَى الغَبُو
قَ، مِنْ سِنَةِ النّوْمِ إلاّ نَهَارَا
مَلَكْتَ، فَعَانَقْتَهَا لَيْلَةً،
تَنُصّ القُعُودَ، وَتَدعُو يَسَارَا
فَلا تَحْسَبَنّي لَكُمْ كَافِراً،
وَلا تَحْسَبَنّي أُرِيدُ الغِيَارَا
فَإنّي وجَدِّكَ، لَوْلا تَجِيء
لَقَدْ قَلِقَ الخُرْتُ أنْ لا انتظارَا
كَطَوْفِ الغَرِيبَةِ وَسْطَ الحِيَاض
تَخافُ الرّدى وَتُرِيدُ الجِفَارَا
وَيَوْمٍ يُبِيلُ النّسَاءَ الدِّمَا،
جَعَلْتَ رِدَاءَكَ فِيهِ خِمارَا
فَيَا لَيْلَة ليَ في لَعْلَعٍ،
كَطَوْفِ الغَرِيبِ يَخافُ الإسَارَا
فَلَمّا أتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى
سَجَدْنَا لَهُ، وَرَفَعْنَا عَمَارَا
فَذاكَ أوَانُ التُّقَى وَالزَّكَى،
وَذاكَ أوَانٌ مِنَ المُلْكِ حَارَا
إلى مَلِكٍ خَيْرِ أرْبَابِهِ،
وَإنّ لِمَا كُلّ شَيْءٍ قَرَارَا
إلى حَامِلِ الثّقْلِ عَنْ أهْلِهِ
إذا الدّهْرُ سَاقَ الـهَنَاتِ الكِبَارَا
وَمَنْ لا تُفَزَّعُ جَارَاتُهُ،
وَمَنْ لا يُرَى حِلْمُهُ مُسَتَعَارَا
وَمَنْ لا تُضَاعُ لَهُ ذِمّةٌ،
فيَجْعَلَهَا بَينَ عَيْنٍ ضِمَارَا
وَمَا رَائِحٌ رَوّحَتْهُ الجَنُوبُ،
يُرَوّي الزّرُوعَ وَيَعْلُو الدّيَارَا
يَكُبّ السّفِينَ لأذْقَانِهِ،
وَيَصْرَعُ بِالعِبْرِ أثْلاً وَزَارَا
إذا رَهِبَ المَوْجَ نُوتِيُّهُ،
يَحُطّ القِلاعَ، وَيُرْخي الزّيَارَا
بِأجْوَدَ مِنْهُ بِأُدْمِ الرّكَا
بِ لطَّ العَلُوقُ بِهِنّ احْمِرَارَا
هُوَ الوَاهِبُ المِائَةَ المُصْطَفَا
ةَ، إمّا مِخَاضاً وَإمّا عِشَارَا
وَكُلَّ طَوِيلٍ كَأنّ السّلِيـ
ـط في حَيثُ وَارَى الأديمُ الشّعارَ
بهِ تُرْعَفُ الألْفُ، إذْ أُرْسِلَتْ
غَدَاةَ الصّبَاحِ، إذا النّقعُ ثَارَا
وَمَا أيْبُليٌّ عَلى هَيْكَلٍ،
بَنَاهُ وَصَلّبَ فِيهِ وَصَارَا
يُرَاوِحُ مِنْ صَلَوَاتِ المَلِيـ
ـكِ طَوْراً سُجوداً وَطَوْراً جُؤارَا
بِأعْظَمَ مِنْهُ تُقىً في الحِسَابِ،
إذا النّسَمَاتُ نَفَضْنَ الغُبَارَا
زِنَادُكَ خَيْرُ زِنَادِ المُلُو
ك، خالَطَ مِنهُنَّ مَرْخٌ عَفَارَا
فَإنْ يَقْدَحُوا يَجِدُوا عِنْدَها
زنادهُمُ كَابِيَاتٍ قِصَارَا
وَلَوْ رُمْتَ في لَيْلَةٍ قَادِحاً
حَصَاةً بِنَبْعٍ لأوْرَيْتَ نَارَا
فَمَا أنَا أمْ مَا انْتِحَالي القَوَا
في، بَعدَ المَشيبِ، كَفى ذاكَ عَارَا
وَقَيّدَني الشِّعْرُ في بَيْتِهِ،
كَمَا قَيّدَ الآسِرَاتُ الحِمَارَا
إذا الأرْضُ وَارَتْكَ أعْلامُهَا،
فَكَفَّ الرّوَاعِدُ عَنْها القِطَارَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:01 AM

أخو النجدات



عَرَفْتَ اليَوْمَ مِنْ تَيّا مُقَامَا،
بِجَوٍّ، أوْ عَرَفْتَ لـهَا خِيَامَا
فَهَاجَتْ شَوْقَ مَحْزُونٍ طَرُوبٍ،
فَأسْبَلَ دَمْعَهُ فِيهَا سِجَامَا
وَيَوْمَ الخَرْجِ من قَرْماءَ هَاجَتْ
صِبَاكَ حَمَامَةٌ تَدْعُو حَمَامَا
وَهَلْ يَشْتَاقُ مِثْلكَ مِنْ رُسُومٍ
عَفَتْ، إلاّ الأيَاصِرَ وَالثُّمَامَا
وَقَدْ قَالَتْ قُتَيْلَةُ، إذْ رَأتْني؛
وَقَدْ لا تَعدَمُ الحَسْنَاءُ ذَاما
أرَاكَ كَبِرْتَ وَاستَحدَثتَ خُلْقاً
وَوَدّعْتَ الكَوَاعِبَ وَالمُدَامَا
فَإنْ تَكُ لِمّتي، يا قَتْلُ، أضْحتْ
كَأنّ عَلى مَفَارِقِهَا ثَغَامَا
وَأقْصَرَ بَاطِلي، وَصَحَوْتُ، حتى
كَأنْ لمْ أَجْرِ في دَدَنٍ غُلامَا
فَإنّ دَوَائِرَ الأيّامِ يُفْني
تَتَابُعُ وَقْعِهَا الذّكَرَ الحُسَامَا
وَقَدْ أَقْرِي الـهُمُومَ إذا اعْتَرَتْني
عُذَافِرَةً، مُضَبَّرَةً، عُقَامَا
مُفَرَّجَةً يَئِطّ النِّسْعُ فِيهَا
أطِيطَ السّمْهَرِيّةِ أنْ تُقَامَا
إذا مَا رُعْتَهَا بِالزّجْرِ، أجّتْ
أجِيجَ مُصَلَّمٍ يَزْفي نَعَامَا
تَشُقّ اللّيْلَ وَالسَّبَرَاتِ عَنْهَا،
بِأتْلَعَ سَاطِعٍ يُشْرِي الزّمَامَا
وَتَقْتَالُ النّسوعَ بِجَوْزِ قَرْمٍ
مُوَاشِكَةٍ، إذا مَا اليَوْمُ صَامَا
إذا مَا الآثِمَاتُ وَنَيْنَ، حَطّتْ
عَلى العِلاّتِ تَجْتَرِعُ الإكَامَا
وَأدْكَنَ عَاتِقٍ، جَحْلٍ، سِبَحلٍ،
صَبَحْتُ بِرَاحِهِ شَرْباً كِرَامَا
مِنَ اللاتي حُمِلْنَ عَلى الرّوَايا،
كَرِيحِ المِسْكِ تَسْتَلّ الزّكَامَا
مُشَعْشَعَةً كَأنّ عَلى قَرَاهَا،
إذا مَا صَرّحَتْ، قِطَعاً سَهَامَا
تَخَيّرَهَا أخُو عَانَاتَ شَهْراً،
وَرَجّى أوْلَهَا عَاماً، فَعَامَا
يُؤمِّلُ أنْ تَكُونَ لَهُ ثَرَاءً،
فَأغْلَقَ دُونَهَا وَعَلا سِوَامَا
فَأعْطَيْنَا الوَفَاءَ بِهَا، وَكُنّا
نُهِينُ لِمثْلِهَا فِينَا السَّوَامَا
كَأنّ شُعَاعَ قَرْنِ الشّمْسِ فِيهَا،
إذا مَا فَتّ عَنْ فِيهَا الخِتَامَا
وَبَيْضَاءِ المَعَاصِمِ إلْفِ لَهْوٍ،
خَلَوْتُ بِشَكْرِهَا لَيْلاً تَمَامَا
حَلَفْتُ لَكُمْ عَلى ما قَدْ نَعَيْتُمْ
بِرأسِ العَينِ إنْ نَفَضَ السّقَامَا
وَشيكاً ثمّ ثَابَ إلَيْهِ جَمْعٌ،
لِيَلْتَمِسَنْ بِلادَكُمُ إلى مَا
لِيَلْتَمِسَنْ بِلادَكُمُ بِمَجْرٍ،
يُثِيرُ بِكُلّ بَلْقَعَةٍ قَتَامَا
عَرِيضٍ تَعْجِزُ الصّحْرَاءُ عَنْهُ،
وَيَشْرَبُ قَبْلَ آخِرِهِ الجِمَامَا
يَقُودُ المَوْتَ يَهْدِيهِ إيَاسٌ،
عَلى جَرْدَاءَ تَسْتَوفي الحِزَامَا
تُبَاري ظِلّ مُطّرِدٍ مُمَرٍّ،
إذا مَا هُزّ أرْعَشَ وَاسْتَقَامَا
أخُو النّجَدَاتِ لا يَكْبُو لِضُرٍّ
وَلا مَرِحٌ، إذَا ما الخيرُ دَامَا
لَهُ يَوْمَانِ: يَوْمُ لِعَابِ خَوْدٍ،
وَيَوْمٌ يَسْتَمي القُحَمَ العِظَامَا
مُنِيرٌ يْحْسُرُ الغَمَرَاتِ عَنْهُ،
وَيَجْلُو ضَوْءُ غُرّتِهِ الظّلامَا
إذَا مَا عَاجِزٌ رَثّتْ قُوَاهُ
رَأى وَطْءَ الفِرَاشِ لَهُ، فَنَامَا
كَفَاهُ الحَرْبَ، إذْ لَقِحَتْ إيَاسٌ
فَأعْلى عَنْ نَمَارِقِهِ فَقَامَا
إذَا مَا سَارَ نَحْوَ بِلادِ قَوْمٍ،
أزَرهُمُ المَنِيّةَ، وَالحِمَامَا
تَرُوحُ جِيادُهُ مِثْلَ السّعَالي،
حَوَافِرُهُنّ تَهْتَضِمُ السِّلامَا
كَصَدْرِ السّيفِ أخْلَصَهُ صِقَالٌ،
إذَا مَا هُزّ مَشْهُوراً حُسَامَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:02 AM

أخونا يعدو علينا



أتَاني وَعُونُ الحُوشِ بَيْني وَبَينكُمْ
كَوَانِسُ مِنْ جَنْبَيْ فِتاقٍ فأبْلَقَا
تَأنّيكُمُ أحْلامَ مَنْ لَيْسَ عِنْدَه
عَلى الرّهطِ مَغنىً لَوْ تَنالونَ مَوْثِقَا
بُنَيّةُ إنّ القَوْمَ كَانَ جَرِيرُهُمْ
بِرَأسِيَ، لَوْ لمْ يَجْعَلُوهُ مُعَلَّقَا
أفي فِتْيَةٍ بِيضِ الوُجُوهِ، إذا لَقُوا
قَبِيلَكَ يَوْماً أبْلَغُوهُ المُخَنَّقَا
إذا اعْتَفَرَتْ أقْدامُهُمْ عندَ مَعرَكٍ
ثَبَتْنَ بِهِ يَوْماً، فَإنْ كان مَزْلَقَا
جَزَى اللـهُ فيما بَينَنا شَيْخَ مِسْمَعٍ،
جَزَاءَ المُسِيءِ حَيْثُ أمْسَى وَأشرَقَا
جَزَى اللـهُ تَيْماً مِنْ أخٍ كانَ يَتّقي
مَحَارِمَ تَيْمٍ مَا أخَفّ وَأرْهَقَا
أخُونا الذي يَعدو عَلَينا وَلَوْ هَوَتْ
بِهِ قَدَمٌ كُنّا بِهِ مُتَعَلِّقَا
أتَينا لَهُمْ إذْ لمْ نَجدْ غيرَ أنْيِهِمْ
وَكُنّا صَفَائحاً من المَوْتِ أزْرقَا
وَجُدْنَا إلى أرْمَاحِنا حِينَ عَوّلَتْ
عَلَيْنَا بَنُو رُهْمٍ مِنَ الشرّ مَلزَقَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:02 AM

أذل من كلاب عقد



إنّ بَني قَمِيئَةَ بْنِ سَعْدِ
كُلُّهُمُ لمِلْصَقٍ وَعَبْدِ
أدْنَى لِشَرٍّ مِنْ كِلابٍ عُقْدِ
وَهُمْ أذَلُّ مِنْ كِلابٍ عُقْدِ
يُعْزَوْنَ بَيْنَ وَبَرٍ وَقِدّ
عِبْدَانُ بَينَ عَاجِزٍ وَوَغْدِ
إنْ يُبْصِرُوا قَبْراً حَدِيثَ العَهْدِ
يُنَبّشُوا فِيهِ احْتِفَارَ الخُلْدِ
انْقِرْ فَقَدْ بَلَغْتَ قَعْرَ اللّحْدِ
وَهَامَةً وَشِقّةً مِنْ بُرْدِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:03 AM

أسد في بيته
( الاعشى )


أجِدَّكَ وَدّعْتَ الصِّبَى وَالوَلائِدَا،
وَأصْبَحتَ بَعدَ الجَوْرِ فيهنّ قاصِدَا
وَما خِلتُ أنْ أبتاعَ جَهْلاً بحِكمَةٍ،
وَما خِلْتُ مِهرَاساً بلادِي وَمَارِدَا
يَلُومُ السّفيُّ ذا البَطَالَةِ، بَعْدَمَا
يَرَى حُرَيْثٌ عَنْ عَطائيَ جامدَا
أتَيْتُ حُرَيْثاً زَائِراً عَنْ جَنَابَةٍ،
وَكَانَ حُرَيْثٌ عَطائيَ جامدَا
لَعَمْرُكَ ما أشبَهْتَ وَعلةَ في النّدى،
شَمَائِلَهُ، وَلا أبَاهُ المُجَالِدَا
إذا زَارَهُ يَوْماً صَديِقٌ كَأنّمَا
يَرَى أسَداً في بَيْتِهِ وَأسَاوِدَا
وَإنّ امْرَأً قَدْ زُرْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ
بِجَوّ، لَخَيْرٌ مِنُكَ نَفْساً وَوَالدَا
تَضَيّفْتُهُ يَوْماً، فَقَرّبَ مَقْعَدِي،
وَأصْفَدَني عَلى الزّمَانَةِ قَائِدَا
وَأمْتَعَني عَلى العَشَا بِوَلِيدَةٍ،
فأبْتُ بخَيرٍ مِنْك يا هَوْذُ حَامِدَا
وَمَا كانَ فيها مِنْ ثَنَاءٍ وَمِدْحَةٍ،
فَأعْني بِهَا أبَا قُدَامَةَ عَامِدَا
فتًى لوْ يُنادي الشَمسَ ألقَتْ قِناعَها
أوِ القَمَرَ السّارِي لألقَى المَقَالِدَا
وَيُصْبحُ كالسّيْفِ الصّقيلِ، إذا غَدَا
عَلى ظَهْرِ أنْماطٍ لَهُ وَوَسَائِدَا
يَرَى البُخْلَ مُرّاً، وَالعَطَاءَ كأنَّمَا
يَلَذّ بِهِ عَذْباً مِنَ المَاءِ بَارِدَا
وَمَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْهِ مَهَابَةٌ،
أبو أشْبُلٍ أمْسَى بِخَفّانَ حَارِدَا
وَأحْلَمُ مِنْ قَيْسٍ وَأجْرَأُ مُقْدَماً
لَدى الرّوْعِ من لَيثٍ إذا رَاحَ حارِدَا
يَرَى كُلَّ ما دُونَ الثّلاثِينَ رُخصَةً،
وَيعْدُو إذا كانَ الثّمَانُونَ وَاحِدَا
وَلمّا رَأيْتُ الرّحْلَ قَدْ طالَ وَضْعُهُ
وَأصْبَحَ مِنْ طُولِ الثِّوَايَةِ هَامِدَا
كَسَوْتُ قُتُودَ الرّحلِ عَنساً تخَالُهَا
مَهَاةً بِدَكْداكِ الصُّفيَيّنِ فَاقِدَا
أتَارَتْ بعَيْنَيْهَا القَطِيعَ، وَشمّرَتْ
لتَقْطَعَ عَني سَبْسبَا مُتَبَاعِدَا
تَبُزّ يَعَافِيرَ الصّرِيمِ كِنَاسَهَا
وَتَبْعَثُ بالفَلا قَطَاهَا الـهَوَاجِدَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:04 AM

أناس لا يخيم سلاحهم



هُرَيْرَةَ وَدّعْهَا، وَإنْ لامَ لائِمُ،
غَدَاةَ غَدٍ أمْ أنْتَ لِلْبَيْنِ وَاجِمُ
لَقَدْ كَانَ في حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ،
تَقَضّي لُبَانَاتٍ، وَيَسْأمُ سَائِمُ
مُبَتَّلَةٌ هَيْفَاءُ رَوْدٌ شَبَابُهَا،
لَهَا مُقْلَتَا رِئْمٍ وَأسْوَدُ فَاحِمُ
وَوَجْهٌ نَقِيُّ اللّوْنِ صَافٍ يَزينُهُ
مَعَ الحَلْيِ لَبّاتٌ لـهَا وَمَعَاصِمُ
وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ
هيَ الـهَمّ لا تَدْنُو، وَلا يَسْتَطِيعُها
مِنَ العِيسِ إلاّ النّاجِيَاتُ الرّوَاسِمُ
رَأَيْتُ بَني شَيْبَانَ يَظْهَرُ مِنْهُمُ
لِقَوْمِيَ عَمْداً نِغْصَةٌ وَمَظالِمُ
فإنْ تُصْبِحُوا أدْنى العَدُوّ فقَبلكمْ
مِنَ الدّهْرِ عَادَتْنَا الرِّبابُ وَدارِمُ
وَسَعْدٌ وَكَعْبٌ والعِبَادُ وَطَيّءٌ،
وَدُودَانُ في ألْفَافِهَا وَالأرَاقِمُ
فما فَضّنا من صَانعٍ بَعْدَ عَهْدِكُمْ
فَيَطْمَعَ فِينَا زَاهِرٌ وَالأصَارِمُ
وَلَنْ تَنَتَهُوا حَتى تَكَسّرَ بَيْنَنَا
رِمَاحٌ بِأيْدِي شُجْعَةٍ وَقَوَائمُ
وَحَتى يَبيتَ القَوْمُ في الصّفّ لَيلةً
يَقُولُونَ نَوّرْ صُبْحُ، وَاللّيلُ عاتِمُ
وُقوفاً وَرَاءَ الطّعْنِ، وَالخَيلُ تحتهم
تُشَدّ عَلى أكْتَافِهِنّ القَوَادِمُ
إذا ما سَمِعْنَ الزّجْرَ يَمّمنَ مُقدَماً
عَلَيها أُسُودُ الزّارَتَينِ الضّرَاغِمُ
أبَا ثَابِتٍ أوْ تَنْتَمُونَ، فإنّمَا
يَهِيمُ لِعَيْنَيْهِ مِنَ الشرّ هَائِمُ
مَتى تَلْقَنَا، وَالخَيْلُ تَحْمِلُ بزّنا
خنَاذِيذَ مِنْهَا جِلّةٌ وَصَلادِمُ
فَتَلْقَ أُنَاساً لا يَخِيمُ سِلاحُهُمْ،
إذا كَانَ حمّاً للصّفِيحِ الجَماجمُ
وَإنّا أُنَاسٌ يَعْتَدِي البأس خَلفُنَا،
كمَا يَعتَدي المَاءَ الظماءُ الحَوَائِمُ
فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَقُولُ ابنُ مُسهِرٍ
برَغمِكَ إذْ حلّتْ عَلَينا اللّهازِمُ
يَزيدُ يَغُضّ الطّرْفَ دُوني كأنّمَا
زَوَى بَينَ عَيْنَيْهِ عَليّ المَحَاجِمُ
فلا يَنبَسِطْ من بينِ عَينَيكَ ما انزَوَى،
وَلا تَلْقَني إلا وَأنْفُكَ رَاغِمُ
فَأُقْسِمُ بِاللـهِ الّذي أنَا عَبْدُهُ،
لتَصْطَفِقَنْ يَوْمَاً عَلَيْكَ المَآتِمُ
يَقُلْنَ حَرَامٌ مَا أُحِلّ بِرَبّنَا
وَتَتْرُكُ أمْوَالاً عَلَيْهَا الخَوَاتِمُ
أبَا ثَابِتٍ لا تَعْلَقَنْكَ رِمَاحُنَا،
أبَا ثَابِتٍ اقْعُدْ وَعِرْضُكَ سَالِمُ
أفي كُلّ عَامٍ تَقْتُلُونَ ونَتّدِي،
فَتِلْكَ التي تَبْيَضّ مِنْهَا المَقادِمُ
وَذَرْنَا وَقَوْماً إنْ هُمُ عَمَدوا لَنَا
أبَا ثَابِتٍ، وَاجْلِسْ فَإنّكَ نَاعِمُ
طَعامُ العِرَاقِ المُستَفيضُ الذي تَرى،
وَفي كُلّ عَامٍ حُلّةٌ وَدَرَاهِمُ
أتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتْلِ سَرَاتِنَا،
وَتَزْعُمُ بَعْدَ القَتْلِ أنّكَ سَالِمُ
أبَا ثَابِتٍ! إنّا إذَا تَسْبِقُنّنا،
سَيُرْعَدُ سَرْحٌ أوْ يُنَبَّهُ نَائِمُ
بمُشْعِلَةٍ يَغْشَى الفِرَاش رَشاشُهَا،
يَبِيتُ لـهَا ضَوْءٌ مِنَ النّارِ جَاحِمُ
تَقَرُّ بِهِ عَيْنُ الّذي كَانَ شَامِتاً،
وَتَبْتَلُّ مِنْهَا سُرّةٌ وَمَآكِمُ
وَتُلقى حَصَانٌ تَخْدُمُ ابْنَةَ عمّها،
كما كان يُلقَى النّاصِفاتُ الخَوَادِمُ
إذا اتّصَلَتْ قالَتْ: أبَكر بنَ وَائلٍ،
وَبَكْرٌ سَبَتْها، وَالأنوفُ رَوَاغِمُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:05 AM

أوصيكم بالضيف والجار والقتال



كَانَتْ وَصَاةٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
لَوْ أنّ صَحْبَكَ إذْ نادَيتَهم وَقَفُوا
عَلى هُرَيْرَةَ إذْ قَامَتْ تُوَدّعُنَا،
وَقَدْ أتَى مِنْ إطَارٍ دُونَهَا شَرَفُ
أحْبِبْ بِهَا خُلّةً لَوْ أنّهَا وَقَفَتْ،
وَقَدْ تُزِيلُ الحَبِيبَ النّيّةُ القَذَفُ
إنّ الأعَزّ أبَانَا كَانَ قَالَ لَنَا:
أُوصِيكُمُ بِثَلاثٍ، إنّني تَلِفُ
الضّيْفُ أُوصِيكُمُ بالضّيْفِ، إنّ لَهُ
حَقّاً عليّ، فَأُعْطِيهِ وَأعْتَرِفُ
وَالجَارُ أُوصِيكُمُ بِالجَارِ، إنّ لَهُ
يَوْماً منَ الدّهْرِ يَثْنِيهِ، فيَنصَرِفُ
وَقاتِلوا القَوْمَ، إنّ القَتْلَ مَكْرُمَةٌ،
إذا تَلَوّى بِكَفّ المُعْصِمِ العُرُفُ
إنّ الرّبَابَ، وَحَيّاً مِنْ بَني أسَدٍ،
مِنهُمْ بَقِيرٌ وَمِنهُمْ سَارِبٌ سَلَفُ
قَدْ صَادَفُوا عُصْبَةً مِنّا، وَسَيّدَنا،
كُلٌّ يُؤمّلُ قُنْيَاناً، وَيَطّرِفُ
قُلْنَا الصِّلاحَ فَقالُوا لا نُصَالِحُكمْ،
أهلُ النُّبُوكِ وَعِيرٌ فَوْقَها الخَصَفُ
لَسْنَا بِعِيرٍ، وَبَيْتِ اللـهِ، مَائِرَةٍ،
إلاّ عَلَيْها دُرُوعُ القَوْمِ، وَالزَّغَفُ
لمّا التَقَيْنَا كَشَفْنَا عَنْ جَماجِمِنا
لِيَعْلَمُوا أنّنَا بَكْرٌ، فَيَنْصِرِفُوا
قَالُوا البقِيّةَ، وَالـهِنْدِيُّ يَحصُدُهم،
وَلا بَقِيّةَ إلاّ النّارُ، فَانْكَشَفُوا
هَلْ سَرّ حِنقِطَ أنّ القَوْمَ صَالحَهُمْ
أبُو شُرَيْحٍ وَلمْ يُوجَدْ لَهُ خَلَفُ
قَدْ آبَ جَارَتَهَا الحَسْنَاءَ قَيّمُها
رَكْضاً، وَآبَ إلَيها الثّكْلُ وَالتّلَفُ
وَجُندُ كِسرَى غَداةَ الحِنوِ صَبّحهمْ
مِنّا كَتائبُ تُزْجي المَوْتَ فانصَرَفُوا
جَحَاجِحٌ، وَبَنُو مُلْكٍ غَطارِفَةٌ
من الأعاجِمِ، في آذانِهَا النُّطَفُ
إذا أمَالُوا إلى النُّشّابِ أيْدِيَهُمْ،
مِلنا ببِيضٍ، فظَلّ الـهَامُ يُختَطَفُ
وَخَيلُ بَكْرٍ فَما تَنفَكّ تَطحَنُهمْ
حتى تَوَلّوْا، وَكادَ اليَوْمُ يَنتَصِفُ
لَوْ أنّ كُلّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنَا
في يَوْمِ ذي قَارَ ما أخطاهُمُ الشّرَفُ
لمّا أتَوْنَا، كَأنّ اللّيْلَ يَقْدُمُهُمْ،
مُطَبِّقَ الأرض يَغشاها بهِمْ سَدَفُ
وَظُعْنُنَا خَلْفَنَا كُحْلاً مَدَامِعُها،
أكْبَادُها وُجُفٌ، مِمّا تَرَى تجِفُ
حَوَاسِرٌ عَنْ خُدودٍ عايَنَتْ عِبَراً،
وَلاحَهَا وَعَلاهَا غُبْرَةٌ كُسُفُ
مِن كُلّ مَرْجانَةٍ في البَحرِ أخْرَجَها
غَوّاصُهَا وَوَقَاهَا طِينَهَا الصّدَفُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:06 AM

إلى هوذة الوهاب



أتَشْفِيكَ «تَيّا» أمْ تُرِكْتَ بدائكا،
وَكَانَتْ قَتُولاً للرّجَالِ كَذَلِكَا
وَأقصَرْتَ عن ذِكْرِ البَطالةِ وَالصِّبَى،
وَكانَتْ سَفاهاً ضَلّةً مِنْ ضَلالِكَا
وَمَا كانَ إلاَّ الحَيْنَ يَوْمَ لَقِيتَها،
وَقَطْعَ جَدِيدٍ حَبْلُهَا من حِبالِكَا
وَقَامَتْ تُرِيني بَعدَما نَامَ صُحبَتي
بَيَاضَ ثَنَايَاهَا وَأسْوَدَ حَالِكَا
وَيَهْماءَ قَفْرٍ تَخْرُجُ العَينُ وَسطَها،
وَتَلْقَى بهَا بَيْضَ النّعَامِ تَرَائِكَا
يَقُولُ بِهَا ذُو قُوّةِ القَوْمِ، إذْ دَنا
لصَاحِبِهِ، إذْ خَافَ مِنها المَهالِكَا
لكَ الوَيلُ أفشِ الطَّرْفَ بالعَينِ حوْلَنا
عَلى حَذَرٍ، وَأبْقِ مَا في سِقَائِكَا
وَخَرْقٍ مَخُوفٍ قد قَطَعتُ بجَسرَةٍ
إذا الجِبسُ أعيَا أنْ يَرُومَ المَسالِكَا
قَطَعتُ إذا مَا اللّيلُ كانَتْ نجُومُهُ
تَرَاهُنّ في جَوّ السّمَاءِ سَوَامِكَا
بِأدْمَاءَ حُرْجُوجٍ بَرَيْتُ سَنَامَها
بِسَيرِي عَلَيها بَعدَما كانَ تَامِكَا
لَهَا فَخِذَانِ تَحْفِزَانِ مَحَالَةً،
وَصُلْباً كَبُنْيَانِ الصَّفَا مُتَلاحِكَا
وَزَوْراً تَرَى في مِرْفَقَيْهِ تَجَانُفاً
نَبِيلاً كَبَيْتِ الصّيْدَلانيّ دَامِكَا
وَرَأساً دَقِيقَ الخَطْمِ صُلْباً مُذَكَّراً،
وَدَأياً كَأعْنَاقِ الضّبَاعِ وَحَارِكَا
إلى هَوْذَةَ الوَهّابِ أهْدَيْتُ مِدحتي
أُرَجي نَوَالاً فَاضِلاً مِنْ عَطَائِكَا
تَجانَفُ عَنْ جُلّ اليَمَامَةِ نَاقَتي،
وَمَا قَصَدَتْ مِنْ أهلِها لِسِوَائِكَا
ألَمّتْ بِأقْوَامٍ فَعَافَتْ حِيَاضَهُمْ
قَلُوصي، وَكانَ الشَّرْبُ منها بمائكآ
فَلَمّا أتَتْ آطَامَ جَوٍّ وَأهْلَهُ،
أُنِيخَتْ، وَألقَتْ رَحْلَها بفِنائِكَا
وَلَمْ يَسْعَ في الأقْوَامِ سَعْيَكَ وَاحدٌ،
وَلَيْسَ إنَاءٌ للنّدَى كَإنَائِكَا
سَمِعتُ بسَمعِ البَاعِ وَالجودِ وَالندى
فأدلَيتُ دَلْوِي، فاستَقتْ برِشائِكَا
فتىً يَحمِلُ الأعباءَ، لَوْ كانَ غَيرُهُ
من النّاسِ لمْ ينهَضْ بها مُتَماسِكَا
وَأنْتَ الّذِي عَوّدْتَني أنْ تَرِيشَني،
وَأنْتَ الّذِي آوَيْتَني في ظِلالِكَا
فَإنّكَ فِيمَا بَيْنَنَا فيّ مُوزَعٌ
بخَيْرٍ، وَإنّي مُولَعٌ بِثَنَائِكَا
وَجَدْتَ عَلِيّاً بَانِياً، فَوَرِثْتَهُ،
وَطَلْقاً، وَشَيْبانَ الجَوَادَ، وَمالِكَا
بُحُورٌ تَقُوتُ النّاسَ في كُلّ لَزْبَةٍ،
أبُوكَ وَأعْمَامٌ هُمُ هَؤلائِكَا
وَمَا ذاكَ إلاّ أنَّ كَفّيْكَ بِالنّدَى
تَجُودانِ بِالإعْطاءِ، قَبلَ سُؤالِكَا
يَقُولُونَ: في الإكْفَاءِ أكْبَرُ هَمّه،
ألا رُبّ مِنْهُمْ مَن يَعِيشُ بمَالِكَا
وَجَدْتَ انْهِدامَ ثُلْمَةٍ، فبَنَيْتَها،
فَأنْعَمْتَ إذْ ألْحَقْتَها بِبِنَائِكَا
وَرَبّيْتَ أيْتَاما، وَألْحَقتَ صِبْيَةً،
وأدْرَكْتَ جَهدَ السّعيِ قبلَ عنائِكَا
وَلمْ يَسْعَ في العَلْيَاءِ سَعيَكَ ماجِدٌ،
وَلا ذُو إنِّى في الحَيّ مثلَ قَرَائِكَا
وَفي كُلّ عَامٍ أنْتَ جاشِمُ غَزْوَةٍ،
تَشُدّ لأِقْصَاهَا عَزِيمَ عَزِيمَ عَزَائِكَا
مُوَرِّثَةٍ مَالاً، وَفي الحَمْدِ رِفْعَةَ،
لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
تُخَبّرُهُنّ الطّيْرُ عَنْكَ بِأوْبَةٍ،
وَعَيْنٌ أقَرّتْ نَوْمَهَا بِلِقَائِكَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:08 AM

إليك أبيت اللعن



أتَرْحَلُ،من لَيْلى وَلمّا تَزَوّدِ،
وكنتَ كَمنْ قَضّى اللُّبَانَةَ مِنْ دَدِ
أرَى سَفَهاً بِالمَرْءِ تَعْلِيقَ لُبّهِ
بِغَانِيَةٍ خَوْدٍ، مَتى تَدْنُ تَبْعدِ
أتَنْسَينَ أيّاماً لَنَا بِدُحَيْضَةٍ،
وَأيّامَنَا بَينَ البَدِيّ، فَثَهْمَدِ
وَبَيْدَاءَ تِيهٍ يَلْعَبُ الآلُ فَوْقَهَا،
إذا ما جَرَى، كالرّازِقّي المُعَضَّدِ
قَطَعْتُ بِصَهْبَاءِ السّرَاةِ، شِمِلّةٍ،
مَرُوحِ السُّرَى وَالغِبّ من كلّ مَسأدِ
بَناها السّوَادِيُّ الرّضِيخُ مَعَ الخَلى،
وَسَقْيي وَإطْعامي الشّعِيرَ بمَحْفَدِ
لدى ابنِ يَزِيدٍ أوْ لَدى ابنِ مُعَرِّفٍ
يَفُتّ لـهَا طَوْراً وَطَوْراً بمِقْلَدِ
فَأضْحَتْ كَبُنْيَانِ التّهَاميّ شَادَهُ
بِطِينٍ وَجَيّارٍ، وَكِلْسٍ وَقَرْمَدِ
فَلَمّا غَدَا يَوْمُ الرّقَادِ، وَعِنْدَهُ
عَتَادٌ لذي هَمٍّ لمَنْ كانَ يَغتَدي
شَدَدْتُ عَلَيها كُورَهَا فتَشَدّدَتْ
تَجُورُ عَلى ظهْرِ الطّرِيقِ وَتَهْتَدي
ثَلاثاً وَشَهْراً ثمّ صَارَتْ رَذِيّةً،
طَلِيحَ سِفَارٍ كَالسّلاحِ المُفَرَّدِ
إلَيكَ، أبَيْتَ اللّعْنَ، كانَ كَلالُها،
إلى المَاجِدِ الفَرْعِ الجَوَادِ المُحَمّد
إلى مَلِكٍ لا يَقْطَعُ اللّيْلُ هَمَّهُ،
خَرُوجٍ تَرُوكٍ، للفِرَاشِ المُمَهَّدِ
طَوِيلِ نِجَادِ السّيْفِ يَبعَثُ هَمُّهُ
نِيَامَ القَطَا باللّيْلِ في كلّ مَهْجَدِ
فَما وَجَدَتْكَ الحَرْبُ، إذْ فُرّ نابُهَا،
عَلى الأمْرِ نَعّاساً عَلى كُلّ مَرْقَدِ
وَلكِنْ يَشُبّ الحَرْبَ أدْنَى صُلاتِها
إذا حَرّكُوهُ حَشَّهَا غَيرَ مُبرِدِ
لَعَمرُ الذي حَجّتْ قُرَيْشٌ قَطينَهُ،
لقد كِدتَهمْ كَيدَ امرِىءٍ غيرِ مُسنَدِ
أُولى وَأُولى كُلٌّ، فَلَسْتَ بِظَالِمٍ،
وَطِئْتَهُمُ وَطْءَ البَعِيرِ المُقَيَّدِ
بمَلمومةٍ لا يَنفُضُ الطّرْفُ عَرضَها،
وَخَيْلٍ وَأرْمَاحٍ وَجُنْدٍ مُؤيَّدِ
كَأنَّ نَعَامَ الدّوّ بَاضَ عَلَيْهِمُ،
إذا رِيعَ شَتّى للصّرِيخِ المُنَدِّدِ
فَمَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ كَأنّ جَبِينَهُ
يُطَلّى بِوَرْسٍ أوْ يُطَانُ بمُجْسَدِ
كَسَتْهُ بَعُوضُ القَرْيَتَينِ قَطِيفَةً،
مَتى مَا تَنَلْ مِنْ جِلْدِهِ يَتَزَنّدِ
كَأنّ ثِيَابَ القَوْمِ حَوْلَ عَرِينِهِ،
تَبابِينُ أنْباطٍ لَدى جَنبِ مُحصَدِ
رَأى ضَوْءَ نَارٍ بَعدَما طافَ طَوْفَةً
يُضِيءُ سَناها بَينَ أثْلٍ وَغَرْقَدِ
فَيَا فَرَحَا بالنّارِ إذْ يَهْتَدِي بِهَا
إلَيْهِمْ، وَأضْرَامِ السّعِيرِ المُوَقَّدِ
فَلَمّا رِأوْهُ دُونَ دنْيَا ركَابِهِمْ،
وَطَارُوا سِرَاعاً بِالسّلاحِ المُعَتَّدِ
أتِيحَ لَهُمْ حُبُّ الحَيَاةِ فأدْبَرُوا،
وَمَرْجاةُ نَفْسِ المَرْءِ ما في غَدٍ غدِ
فَلَمْ يَسْبِقُوهُ أنْ يُلاقي رَهِينَةً،
قَلِيلَ المَساكِ عِندَهُ غَيرَ مُفْتَدي
فَأَسْمَعَ أُولى الدّعوَتَينِ صِحَابَهُ،
وَكَانَ الّتي لا يَسْمَعونَ لـهَا قَدِ
بأصْدَقَ بأساً منكَ يَوْماً، وَنَجْدَةً،
إذا خامَتِ الأبْطالُ في كلّ مَشْهَدِ
وَمَا فَلَجٌ يَسْقي جَداوِلَ صَعْنَبَى،
لَهُ شَرَعٌ سَهْلٌ عَلى كُلّ مَوْرِدِ
وَيُرْوِي النّبِيطُ الزّرْقُ من حَجَرَاتِهِ
دِيَاراً تُرَوّى بِالأتّي المُعَمَّدِ
بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً، إنّ بَعْضَهُمْ
كَفى ما لَهُ باسْمِ العَطاءِ المُوَعَّدِ
تَرَى الأُدْمَ كالجَبّارِ وَالجُرْدَ كالقنا
مُوَهَّبَةً مِنْ طَارِفٍ وَمُتَلَّدِ
فَلا تَحْسَبَنّي كافِراً لَكَ نِعْمَةً،
عَليّ شَهِيدٌ شَاهِدُ اللـهِ، فاشهَدِ
وَلكنّ مَن لا يُبصرُ الأرْضَ طَرْفُهُ،
متى ما يُشِعْهُ الصّحْبُ لا يَتَوَحّدِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:09 AM

إني لترّاك الضغينة



ألا حَيّ مَيّاً، إذْ أجَدّ بُكُورُهَا،
وَعَرِّضْ بقَوْلٍ: هلْ يُفادى أسيرُهَا
فَيا مَيّ لا تُدْلي بِحَبْلٍ يَغُرّني
وَشَرُّ حِبَالِ الوَاصِلينَ غَرُورُهَا
فإنْ شئتِ أنْ تُهدَيْ لقَوْميَ فاسألي
عَنِ العِزّ وَالإحْسانِ أينَ مَصِيرُهَا
تَرَي حامِلَ الأثْقالِ وَالدّافعَ الشّجَا
إذا غُصّةٌ ضَاقَتْ بِأمْرٍ صُدُورُهَا
بهِمْ تُمتَرَى الحَرْبُ العَوَانُ وَمنهُمُ
تُؤدّى الفُرُوضُ حُلْوُها وَمَرِيرُهَا
فَلا تَصْرِمِيني، وَاسألي مَا خَليقَتي
إذا رَدّ عَافي القِدْرِ مَنْ يَسْتَعِيرُهَا
وَكانُوا قُعُوداً حَوْلَها يَرْقُبُونَهَا،
وَكَانَتْ فَتاةُ الحَيّ مِمّنْ يُنِيرُهَا
إذا احْمَرّ آفَاقُ السّماءِ وَأعْصَفَتْ
رِيَاحُ الشّتاءِ، وَاستَهَلّتْ شُهورُها
تَرَيْ أنّ قِدْرِي لا تَزَالُ كَأنّهَا
لِذِي الفَرْوَةِ المَقْرُورِ أُمٌّ يَزُورُهَا
مُبَرَّزَةٌ، لا يُجْعَلُ السّتْرُ دُونَهَا،
إذا أُخْمِدَ النّيرَانُ لاحَ بَشِيرُهَا
إذا الشّوْلُ رَاحَتْ ثمّ لمْ تَفْدِ لحمَها
بِألْبَانِهَا، ذاقَ السّنَانَ عَقِيرُهَا
يُخَلّى سَبيلُ السّيْفِ إنْ جالَ دونَها،
وَإنْ أنْذِرَتْ لمْ يَغْنَ شَيئاً نَذِيرُهَا
كَأنّ مُجَاجَ العِرْقِ في مُسْتَدارِها
حَوَاشِي بُرُودٍ بَينَ أيْدٍ تُطِيرُهَا
وَلانَلْعَنُ الأضْيَافَ إنْ نَزَلُو بِنَا،
وَلا يَمْنَعُ الكَوْمَاءَ مِنّا نَصِيرُهَا
وَإنّي لَتَرّاكُ الضّغِينَةِ قَدْ أرَى/
قَذَاهَا مِن المَوْلى، فَلا أستَثِيرُها
وَقُورٌ إذا مَا الجَهْلُ أعْجَبَ أهْلَهُ
وَمِن خَيرِ أخْلاقِ الرّجالِ وُقُورُهَا
وَقَدْ يَئِسَ الأعداءُ أنْ يَستَفِزّني
قِيَامُ الأُسُودِ، وَثْبُهَا وَزَئِيرُها
وَيَوْمٍ مِنَ الشّعْرَى كَأنّ ظِبَاءَهُ
كَوَاعِبُ مَقْصُورٌ عَلَيها سُتُورُهَا
عَصَبْتُ لَهُ رَأسي، وَكَلّفتُ قَطعَه
هُنالِكَ حُرْجُوجَاً، بَطِيئاً فُتورُهَا
تَدَلّتْ عَلَيْهِ الشّمْسُ حتى كأنّها
مِنَ الحَرّ مَرمي بالسّكينه قُورُها
وَمَاءٍ صَرىً لمْ ألْقَ إلاّ القَطَا بِهِ،
وَمَشهورَةَ الأطَواقِ، وُرْقاً نحُورُهَا
كَأنّ عَصِيرَ الضَّيْحِ، في سَدَيَانِهِ،
دَفُوناً وَأسْداماً، طوِيلاً دُثُورُهَا
وَلَيْلٍ، يَقُولُ القَوْمُ من ظُلُماتِهِ:
سَوَاءٌ بَصِيرَاتُ العُيُونِ وَعُورُهَا
كَأنّ لَنَا مِنْهُ بُيُوتاً حَصِينَةً،
مُسُوحٌ أعَاليهَا وَسَاجٌ كُسُورُهَا
تَجَاوَزْتُهُ حَتّى مَضَى مُدْلَهِمُّهُ،
وَلاحَ مِنَ الشْمسِ المُضِيئَةِ نُورُهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:10 AM

أدن من البأس



وَيْهَا خُثَيْمُ إنّهُ يَوْمٌ ذَكَرْ
مُذَمِّرٌ سَقْباً بِذِفْرَاهُ شَعَرْ
لَمْ تَرَ شَمْسٌ مِثْلَهُ وَلا قَمَرْ،
فادْنُ مِنَ البَأسِ، إذا البَأسُ حَضَرْ
وَزَاحَمَ الأعْدَاءُ بِالثّبْتِ الغَدَرْ،
كُونَنْ كَسَمٍّ نَاقَعٍ فيهِ الصّبِرْ
وَارْجُمْ، إذا مَا ضَيّعَ النّاسُ الدُّبُرْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:10 AM

الأصم وأعشى قيس



مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى
يَلجّا في الضّلالَةِ وَالخَسَارِ
فَلَسْتُ بِمُبْصِرٍ شَيْئاً يَراهُ،
وَلَيْسَ بِسَامِعٍ مِنّي حِوَارِي

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:11 AM

البطنة تأفن الأحلام



يَا لَقَيْسٍ! لِمَا لَقِينَا العَامَا،
ألِعَبْدٍ أعْرَاضُنَا أمْ عَلى مَا
لَيْسَ عَنْ بِغْضَةٍ حُذافَ، وَلكِنْ
كَانَ جَهْلاً بِذَلِكُمْ، وَعُرَامَا
لمْ نَطَأكُمْ يَوْماً بِظُلْمٍ، وَلمْ نَهْـ
ـتِكَ حِجَاباً وَلَمْ نُحِلّ حَرَاما
يا بَني المُنْذرِ بنِ عَبْيدَانَ، وَالبِطْـ
نَةُ يَوْماً قَدْ تَأفِنُ الأحْلامَا
لِمْ أمَرْتُمْ عَبْداً لِيَهْجُوَ قَوْماً
ظَالمِيهِمْ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ، كِرَامَا
وَالّتي تُلْبِثُ الرّؤوس مِنَ النُّعْـ
مَى، وَيَأتي إسْمَاعُهَا الأقْوَامَا
يَوْمَ حَجْرٍ بِمَا أزِلَّ إلَيْكُمْ،
إذْ تُذَكّي في حَافَتَيْهِ الضّرَامَا
جَارَ فيهِ، نَافَى العُقَابَ، فأضْحى
آئِدَ النّخْلِ يَفْضَحُ الجُرّامَا
فَتَرَاهَا كَالخُشْنِ تَسْفَحُهَا النّيـ
رَانُ سُوداً مُصَرَّعاً وَقِيَامَا
ثُمّ بِالعَيْنِ عُرّةٌ تَكْسِفُ الشّمْـ
سَ وَيَوْماً مَا يَنْجَلي إظْلامَا
إذا أتَتْكُمْ شَيْبَانُ في شَارِقِ الصّبْـ
ـحِ، بِكَبْشٍ تَرَى لَهُ قُدّاما
فَغَدَوْنَا عَلَيْهِمُ بَكَرَ الوِرْ
دِ، كمَا تُورِد النّضِيحَ الـهِيَاما
بِرِجَالٍ كَالأسْدِ، حَرّبَهَا الزّجْـ
رُ، وَخَيْلٍ مَا تُنْكِرُ الإقْدَامَا
لا نَقِيهَا حَدَّ السّيُوفِ وَلا نأ
لَمُ جُوعاً وَلا نبَالي السُّهَامَا
سَاعَةً أكْبَرَ النّهَارِ كَمَا شلّ
مُخيِلٌ لِنَوْئِهِ أغْنَامَا
مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيرَ مِيلٍ؛
وَكُهُولاً مَرَاجِحاً أحْلامَا
ثُمّ وَلّوْا عِنْدَ الحَفِيظَةِ وَالصّبْـ
رِ، كمَا يَطْحَرُ الجَنُوبُ الجَهَامَا
ذاكَ في جَبْلِكُمْ لَنَا، وَعَلَيْكُمْ
نِعْمَةٌ لَوْ شَكَرْتُمُ الإنَعَامَا
وَإذَا مَا الدّخَانُ شَبّهَهُ الآ
نُفُ يَوْماً، بِشَتْوَةٍ، أهْضَامَا
فَلَقَدْ تُصْلَقُ القِدَاحُ عَلى النيـ
ـبِ، إذَا كَانَ يَسْرُهُنّ غَرَامَا
بِمَسَامِيحَ في الشّتَاءِ يَخَالُو
نَ عَلى كُلّ فَالِجٍ إطْعَامَا
وَقِبَابٍ مِثْلَ الـهِضَابِ وَخَيْلٍ،
وَصِعَادٍ حُمْرٍ، يَقِينَ السِّمَامَا
في مَحَلٍّ مِنَ الثّغُورِ غُزَاةٍ،
فَإذا خَالَطَ الغِوارُ السَّوَامَا
كَانَ منّا المُطَارِدُونَ عنِ الأخْـ
رَى، إذا أبْدَتِ العَذَارَى الخِدَمَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:12 AM

الجواد أبو يعفور



وَإذا أتَيْتَ مُعَتِّباً في دَارِهَا
ألْفَيْتَ أهلَ نَدىً هُناكَ خَبِيرِ
إنّ الجَوَادَ إذا حَلَلْتَ بِبَابِهِ،
وَإذا تُسَائِلُهُ أبُو يَعْفُورِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:13 AM

الخطب قد فقم



يَظُنّ النّاسُ بِالمَلِكَيْـ
ـنِ أنّهُمَا قَدِ التَأمَا
فَإنْ تَسْمَعْ بِلأمِهِمَا،
فَإنّ الخَطْبَ قَدْ فَقِمَا
وَإنّ الحَرْبَ أمْسَى فَحْـ
ـلُهَا في النّاسِ مُحْتَلِمَا
حَدِيداً نَابُهُ، مُسْتَدْ
لِقاً، مُتَخَمِّطاً، قَطِمَا
أتَانَا عَنْ بَني الأحْرا
رِ قَوْلٌ لمْ يَكُنْ أَمَمَا
أرَادُوا نَحْتَ أثْلَتِنَا،
وَكُنّا نَمْنَعُ الخُطُمَا
وَكَانَ البَغْيُ مَكْرُوهاً
وَقَوْلُ الجَهْلِ مُنْتَحِمَا
فَبَاتُوا لَيْلَهُمْ سَمَراً
لِيُسْدُوا غِبّ مَا نَجَمَا
فَغَبّوا نَحْوَنَا لَجِباً،
يَهُدّ السّهْلَ وَالأكَمَا
سَوَابِغَ مُحْكَمِ المَاذِ
يّ، شَدّوا فَوْقَهَا الحُزُمَا
فَجَاءَ القَيْلُ هَامَرْزٌ،
عَلَيْهِمْ يُقْسِمُ القَسَمَا
يَذُوقُ مُشَعْشَعاً حَتى
يُفِيءَ السّبْيَ وَالنَّعَمَا
فَلاقَى المَوْتَ مُكْتَنِعاً،
وَذُهْلاً دُونَ مَا زَعَمَا
أُبَاةَ الضّيْمِ، لا يُعْطُو
نَ مَنْ عَادَوْهُ مَا حَكَمَا
أبَتْ أعْنَاقُهُمْ عِزّاً،
فَمَا يُعْطُونَ مَنْ غَشَمَا
عَلى جُرْدٍ مُسَوَّمَةٍ،
عَوَابِسَ تَعْلُكُ اللُّجُمَا
تَخَالُ ذَوَابِلَ الخَطّ
ـيّ في حَافَاتِهَا أجَمَا
فَتَنَا القَيْلَ هَامَرْزاً،
وَرَوّيْنَا الكَثِيبَ دَمَا
ألا يَا رُبّ مَا حَسْرَى
سَتُنْكِحُهَا الرّمَاحُ حَمَا
صَبَحْنَاهُمْ مُشَعْشَعَةً
تَخَالُ مَصَبّهَا رَذَمَا
صَبَحْنَاهُمْ بِنُشّابٍ،
كَفِيتٍ قَعْقَعَ الأدَمَا
هُنَاكَ فِدى لَهُمْ أُمّتي،
غَداةَ تَوَارَدُوا العَلَمَا
بِضَرْبِهِمُ حَبِيكَ البَيْـ
ـضِ، حَتى ثَلّمُوا العَجَمَا
بِمِثْلِهِمُ غَدَاةَ الرّوْ
عِ يَجْلُو العِزَّ وَالكَرَمَا
كَتَائِبُ مِنْ بَني ذُهْلٍ،
عَلَيْهَا الزَّغْفُ قَدْ نُظِمَا
فَلاقَوا مَعْشَراً أُنُفاً،
غِضَاباً، أحْرَزُوا الغَنَمَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:13 AM

الشباب غير حليف



أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
صَرَمُوا حَبْلَ آلِفٍ مَألُوفِ
وَاسْتَقَلّتْ عَلى الجِمَالِ حُدُوجٌ،
كُلّهَا فَوْقَ بَازِلٍ مَوْقُوفِ
مِنْ كُرَاتٍ، وَطَرْفُهُنّ سُجُوٌّ،
نَظَرَ الأُدْمِ مِنْ ظِبَاءِ الخَرِيفِ
خَاشِعَاتٍ يُظْهِرْنَ أكْسِيَةَ الخـ
زّ، وَيُبْطِنّ دُونَهَا بِشُفُوفِ
وَحَثَثْنَ الجِمَالَ يَسْهَكْنَ بِالبَا
غِزِ، وَالأرْجُوَانِ خَمْلَ القَطِيفِ
مِنْ هَوَاهُنّ يَتّبِعْنَ نَوَاهُـ
ن، فَقَلْبي بِهِنّ كَالمَشْغُوفِ
بِلَعُوبٍ مَعَ الضّجِيعِ، إذَا مَا
سَهِرَتْ بِالعِشَاءِ، غَيرِ أسُوفِ
حُلْوَةِ النّشْرِ، وَالبَديهَةِ، وَالعِلاّ
تِ لا جَهْمَةٍ وَلا عُلْفُوفِ
وَلَقَدْ سَاءَهَا البَيَاضُ، فَلَطّتْ
بِحِجَابٍ مِنْ دُونِنَا مَسْدُوفِ
فَاعْرِفي لِلْمَشِيبِ، إذْ شَمِلَ الرَّأ
سَ، فَإنّ الشّبَابَ غَيرُ حَلِيفِ
وَدَعِ الذّكْرَ مِنْ عَشائي، فَما يُدْ
رِيكَ مَا قُوّتي وَمَا تَصْرِيفي
وَصَحِبْنَا مِنْ آلِ جَفْنَةَ أمْلا
كاً كِرَاماً بِالشّامِ ذاتِ الرّفِيفِ
وَبَني المُنْذِرِ الأشَاهِبِ بِالحِيـ
رَةِ، يَمْشُونَ، غُدْوَةً، كالسّيوفِ
وَجُلُنْدَاءَ في عُمَانَ مُقِيماً،
ثمّ قَيْساً في حَضْرَمَوْتَ المُنِيفِ
قَاعِداً حَوْلَه النّدَامَى، فَمَا يَنْـ
فَكّ يُؤتَى بِمُوكَرٍ مَجْدُوفِ
وَصَدُوحٍ، إذا يُهَيّجُهَا الشَّرْ
بُ، تَرَقّتْ في مِزِهَرٍ مَنْدُوفِ
بَيْنَمَا المَرْءُ كَالرُّدَيْنيّ ذِي الجُبّـ
ـةِ سَوّاهُ مُصْلِحُ التَّثقِيفِ
أوْ إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْـ
ـنُ، وَدَارَى صُدُوعَهُ بِالكَتِيفِ
رَدّهُ دَهْرُهُ المُضَلَّلُ حَتّى
عَادَ مِنْ بَعْدِ مَشْيِهِ للدّلِيفِ
وَعَسِيرٍ مِنَ النّوَاعِجِ أدْمَا
ءَ مَرُوحٍ، بَعْدَ الكَلالِ، رَجُوفِ
قَدْ تَعَلَلْتُهَا، عَلى نَكَظِ المَيْـ
طِ، فَتَأتي عَلى المَكَانِ المَخُوفِ
وَلَقَدْ أُحْزِمُ اللُّبَانَةَ أهْلي،
وَأُعَدّيهِمُ لأِمْرٍ قَذِيفِ
بِشُجَاعِ الجَنَانِ، يَحْتَفِرُ الظّلْـ
مَاءَ، مَاضٍ عَلى البِلادِ خَشُوفِ
مُسْتَقِلٍّ بِالرِّدْفِ مَا يَجْعَلُ الجِـ
رّةَ بَعْدَ الإدْلاجِ غَيرَ الصّرِيفِ
ثُمّ يُضْحي مِنْ فَوْرِهِ ذا هِبَابٍ
يَسْتَطِيرُ الحَصَى بِخُفٍّ كَثِيفِ
إنْ وَضَعْنَا عَنْهُ بِبَيْدَاءَ قَفْرٍ،
أوْ قَرَنّا ذِرَاعَهُ بِوَظِيفِ
لمْ أخَلْ أنّ ذَاكَ يَرْدَعُ مِنْهُ،
دُونَ ثَنْيِ الزّمَامِ تَحْتَ الصَّلِيفِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:14 AM

الشعر يستنزل الكريم



إنّ مَحَلاًّ، وَإنّ مُرْتَحَلا،
وَإنّ في السَّفْرِ مَا مَضَى مَهَلا
اسْتَأثَرَ اللـهُ بِالوَفَاءِ وَبِالـ
ـعَدْلِ، وَوَلّى المَلامَةَ الرّجُلا
وَالأرْضُ حَمّالَةٌ لِمَا حَمّلَ الـ
لّهُ، وَمَا إنْ تَرُدّ مَا فَعَلا
يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أرْدِيَةِ الْـ
ـخِمْسِ، وَيَوْماً أدِيمُها نَغِلا
أنْشَى لَهَا الخُفَّ وَالبَرَاثِنَ وَالْـ
ـحَافِرَ شَتّى وَالأعصَمَ الوَعِلا
وَالنّاسُ شَتّى عَلى سَجَائِحِهِمْ،
مُسْتَوْقِحاً حَافِياً وَمُنْتَعِلا
وَقَدْ رَحَلْتُ المَطِيَّ مُنْتَخِلا،
أُزّجي ثِقَالاً، وَقُلْقُلاً وَقِلا
أُزْجي سَرَاعِيفَ كَالقِسيّ مِنَ الـ
شّوْحَطِ، صَكَّ المُسَفَّعِ الحَجَلا
وَالـهَوْزَبَ العَوْدَ أمْتَطِيهِ بِهَا،
وَالعنْتَرِيسَ الوَجْنَاءَ وَالجَمَلا
يَنْضَحُ بِالبَوْلِ وَالُغبَارِ عَلى
فَخْذَيْهِ نَضْحَ العَبْدِيّةِ الجُلَلا
وَسّاجَ سَابَ إذَا هَبَطْتَ بِهِ الـ
ـسّهْلَ وَفي الحَزْنِ مِرْجَماً حَجَلا
بِسَيْرِ مَنْ يَقْطَعُ المَفَاوِزَ وَالْـ
ـبُعْدَ إلى مَنْ يُثِيبُهُ الإبِلا
وَالـهَيْكَلَ النّهْدَ، وَالوَليدَةَ وَالْـ
ـعَبْدَ، وَيُعْطي مَطَافِلاً عُطُلا
يُكْرِمُهَا مَا ثَوَتْ لَدَيْهِ، وَيَجْـ
زِيهَا بِمَا كَانَ خُفُّهَا عَمِلا
أصْبَحَ ذُو فَائِشٍ سَلامَةُ ذُو الـ
تَّفْضَالِ هَشّاً فُؤادُهُ، جَذِلا
أبْيَضُ لا يَرْهَبُ الـهُزَالَ، وَلا
يَقْطَعُ رِحْماً، وَلا يَخُونُ إلا
يَا خَيْرَ مَنْ يَرْكَبُ المَطِيَّ، وَلا
يَشْرَبُ كَأساً بِكَفّ مَنْ بَخِلا
قَلّدْتُكَ الشّعْرَ يَا سَلامَةَ ذا الـ
تّفضَالِ، وَالشيْءُ حَيْثُمَا جُعِلا
وَالشّعْرُ يَسْتَنْزِلُ الكَريمَ كمَا اسْـ
ـتَنْزَلَ رَعْدُ السّحَابَةِ السَّبَلا
لَوْ كُنْتَ مَاءً عِدّاً جَمَمْتَ، إذا
مَا وَرَدَ القَوْمُ لمْ تَكُنْ وَشَلا
أنْجَبَ أيّامُ وَالِدَيْهِ بِهِ،
إذْ نَجَلاهُ، فَنِعْمَ مَا نَجَلا
قَدْ عَلِمَتْ فَارِسٌ وَحِمْيَرُ والْـ
أَعْرَابُ بِالدَّشْتِ أيُّهُمْ نَزَلا
هَلْ تَذْكُرُ العَهدَ في تَنَمُّصَ، إذ
تَضْرِبُ لي قَاعِداً بهَا مَثَلا
لَيْثٌ لَدَى الحَرْبِ أوْ تَدُوخَ لَهُ
قَسْراً، وَبَذَّ المُلُوكَ مَا فَعَلا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:15 AM

الفتاة الصغيرة



أوَصَلْتَ صُرْمَ الحَبْلِ مِنْ
سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا
وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ تَبْـ
غِي وُدّهَا بِطِلابِهَا
أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أُوضِعْتَ في إعْجَابِهَا
أوَلَنْ يُلاحَمَ في الزّجَا
جَةِ صَدْعُهَا بِعِصَابِهَا
أوَلَنْ تَرَى في الزُّبْرِ بَيَـ
ـنَةً بِحُسْنِ كِتَابِهَا
إنّ القُرَى يِوْماً سَتَهْـ
ـلِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا
وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَةٍ
يَوْماً لأمْرِ خَرَابِهَا
أوَلَمْ تَرَيْ حِجْراًـ وَأنْـ
ـتِ حَكِيمَةُ ـ وَلِمَا بِهَا
إنّ الثّعَالِبَ بِالضّحَى
يَلْعَبْنَ في مِحْرَابِهَا
وَالجِنّ تَعْزِفُ حَوْلَهَا،
كَالحُبْشِ في مِحْرَابِهَا
فَخَلا لِذَلِكَ مَا خَلا
مِنْ وَقْتِهَا وَحِسَابِهَا
وَلَقَدْ غَبَنْتُ الكَاعِبَا
تِ أحَظُّ مِنْ تَخْبَابِهَا
وَأخُونُ غَفْلَةَ قَوْمِهَا،
يَمْشُونَ حَوْلَ قبَابِهَا
حَذَراً عَلَيْهَا أنْ تُرَى،
أوْ أنْ يُطَافَ بِبَابِهٍا
فَبَعَثْتُ جِنَيّاً لَنَا
يَأتي بِرَجْعِ حَديِثِهَا
فَمَشَى، وَلمْ يَخْشَ الأنِيـ
ـسَ فَزَارَهَا وَخَلا بِهَا
فَتَنَازَعَا سِرّ الحّديِـ
ـثِ، فَأنْكَرَتْ، فَنَزَا بِهَا
عَضْبُ اللّسَانِ مُتَقِّنٌ
فَطِنٌ لِمَا يُعْنى بِهَا
صَنَعَ بِلينِ حَديثَها،
فدنَتْ عُرى أسبابِها
قالتْ قَضيتَ قضيةً
عدلاً لَنا يُرضى بِهَا
فَأرَادَهَا كَيْفَ الدّخُو
لُ، وَكَيْفَ مَا يُؤتَى لـهَا
في قُبةٍ حَمْرَاءَ زَيّـ
ـنَهَا ائْتِلاقُ طِبَابِهَا
وَدَنَا تَسَمُّعُهُ إلى
مَا قَالَ، إذْ أوْصَى بِهَا
إنَّ الفتاةَ صَغيرةٌ
غِرٌّ فلا يُسدَى بِها
وَاعْلَمْ بِأنّي لَمْ أُكَدَ
مْ مِثْلَهَا، بِصِعَابِهَا
إنّي أخَافُ الصُّرْمَ مِنْـ
ـهَا أوْ شَحِيجَ غُرَابِهَا
فَدَخَلْتُ، إذْ نَامَ الرّقِيـ
ـبُ، فَبِتُّ دُونَ ثِيَابِهَا
حَتى إذا مَا اسْتَرْسَلَتْ
مِنْ شِدّةٍ لِلِعَابِهَا
قَسّمْتُهَا قِسْمَيْنِ كُـ
ـلَّ مُوَجَّهٍ يُرْمَى بِهَا
فَثَنَيْتُ جِيدَ غَرِيرَةٍ،
وَلمَسْتُ بَطْنَ حِقَابِهَا
كَالحُقّةِ الصّفْرَاءِ صَا
كَ عَبِيرُهَا بِمَلابِهَا
وَإذا لَنَا نَامُورَةٌ
مَرْفُوعَةٌ لِشَرَابِهَا
وَنَظَلّ تَجْرِي بَيْنَنَا،
وَمُفَدَّمٌ يَسْقي بِهٍا
هَزِجٌ عَلَيْهِ التَّوْمَتَا
نِ، إذا نَشَاءُ عَدَا بِهَا
وَوَدِيقَةٍ شَهْبَاءَ رُدّ
يَ أَكْمُهَا بِسَرَابِهَا
رَكَدَتْ عَلَيْهَا يَوْمَهَا،
شَمْسٌ بِحَرّ شِهَابِهَا
حَتى إذا مَا أُوقِدَتْ،
فَالجَمْرُ مِثْلُ تُرَابِهَا
كَلّفْتُ عَانِسَةً أَمُو
ناً في نَشَاطِ هِبَابِهَا
أكْلَلْتُهَا بعدَ المرا
حِ فآلَ مِنْ أصلابِهَا
فشكت إليَّ كَلالَهَا،
وَالجَهْدَ مِنْ أتْعَابِهَا
وَكَأنّهَا مَحْمُومُ خَيْـ
ـبَرَ،بَلَّ مِنْ أوْصَابِهَا
لَعِبَتْ بِهِ الحُمّى سِنِيـ
ـنَ، وَكَانَ مِنْ أصْحَابِهَا
وَرَدَتْ عَلى سَعْدِ بْنِ قَيْـ
ـسٍ نَاقَتي، وَلِمَا بِهَا
فَإذا عَبِيدٌ عُكَّفٌ،
مُسَكٌ عَلى أنْصَابِهَا
وَجَمِيعُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْـ
ـدٍ، بَعْدُ، حَوْلَ قِبَابِهَا
مِنْ شُرْبِهَا المُزّاءَ مَا اسْـ
ـتَبْطَنْتُ مِنْ إشْرَابِهَا
وَعَلِمْتُ أنّ اللـهَ عَمْـ
ـداً حَسّهَا وَأرَى بِهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:16 AM

القائد الخيل



قَالَتْ سُمَيّةُ، إذْ رَأتْ
بَرْقاً يَلُوحُ عَلى الجِبَالِ
يَا حَبّذَا وَادِي النُّجَيـ
رِ، وَحَبّذَا قَيْسُ الفَعَالِ
القَائِدُ الخَيْلَ الجِيَا
دَ ضَوَامِراً مِثْلَ المَغَالي
التّارِكُ الكَسْبَ الخَبِيـ
ثَ، إذَا تَهَيّأ للقِتَالِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:17 AM

القريب من يقرب نفسه



كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا
شِفَاءً لِسُقْمٍ، بَعدمَا عاد أشْيَبَا
عَلى أنّهاَ كَانَتْ تَأوَّلُ حُبَّهَا
تَأوُّلَ رِبْعيّ السِّقَابِ، فَأصْحَبَا
فَتَمّ عَلى مَعْشُوقَةٍ، لا يَزِيدُهَا
إلَيْهِ، بَلاءُ الشّوْقِ، إلاّ تَحَبُّبَا
وَإني امْرُؤٌ قَدْ باتَ هَمّي قَرِيبَتي،
تَأوّبَني عِنْدَ الفِرَاشِ تأوّبَا
سَأُوصِي بَصِيراً إنْ دَنوْتُ من البِلى
وَصَاةَ امْرِىءٍ قاسَى الأمُورَ وَجَرّبَا
بِأنْ لا تَبَغّ الوُدّ مِنْ مُتَبَاعِدٍ،
وَلا تَنْأ عَنْ ذِي بِغْضَةٍ أنْ تَقَرّبَا
فَإنّ القَرِيبَ مَنْ يُقَرّبُ نَفْسَهُ،
لَعَمْرُ أبِيكَ الخَيرَ، لا مَنْ تَنَسّبَا
مَتى يَغتَرِبْ عَنْ قَوْمِهِ لا يجدْ لَهُ
عَلى مَنْ لَهُ رَهْطٌ حَوَالَيْهِ مُغضَبَا
وَيُحْطَمْ بِظُلْمٍ لا يَزَالُ يرَى لَهُ
مَصَارِعَ مَظلُومٍ، مَجرّاً وَمَسْحَبَا
وَتُدْفَنُ منهُ الصّالحاتُ، وَأنْ يُسِىءْ
يكُنْ ما أساءَ النّارَ في رَأسِ كَبكَبَا
وَلَيسَ مُجيراً إنْ أتَى الحَيَّ خائِفٌ،
وَلا قَائِلاً إلاّ هُوَ الُمتَعَيَّبَا
أرَى النّاسَ هَرّوني وَشُهّرَ مَدْخَلي،
وَفي كلّ مَمشَى أرْصَدَ النّاسُ عَقرَبَا
فأبْلِغْ بَني سَعدِ بنِ قَيسٍ بِأنّني
عَتَبْتُ فَلَمّا لْم أجِدْ لَي مَعْتَبَا
صَرَمتُ وَلمْ أصرِمْكُمُ، وَكصَارِمٍ
أخٌ قَد طَوَى كَشحاً وَأبَّ ليَذْهَبَا
وَمِثْلُ الّذِي تُولُونَني في بُيُوتكُم
يُقنّي سِناناً، كالقُدامى، وَثَعّلَبَا
وَيَبْعُدُ بَيْتُ المَرْءِ عَن دارِ قَوْمِهِ
فَلَنْ يَعْلمُوا مُمْسَاهُ إلاّ تحَسُّبَا
إلى مَعشَرٍ لا يُعْرَفُ الوُدّ بَيْنَهُمْ؛
وَلا النّسَبُ المَعْرُوفُ إلاّ تَنَسُّبَا
أرَاني لَدُنْ أنْ غابَ قَوْمي كأنّمَا
يَرَانَي فِيهِمْ طَالِبُ الحَقّ أرْنَبَا
دَعا قَوْمَهُ حَوْلي فَجاءوا لَنصْرِهِ،
وَنَادَيْتُ قَوْماً بِالمُسَنّاةِ غُيَّبَا
فَأرْضَوْهُ أنْ أعْطَوْهُ مِنّي ظُلامَةً
وَما كُنتُ قُلاًّ قَبلَ ذَلِكَ أزْيَبَا
وَرُبّ بَقِيعٍ لَوْ هَتَفْتُ بجَوّهِ،
أتَاني كَرِيمٌ يَنفُضُ الرّأسَ مُغضَبَا
أرَى رَجُلاً مِنكُمْ أسيِفاً كَأنّمَا
يَضُمّ إلى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبَا
وَمَا عِنْدَهُ مَجْدٌ تَلِيدٌ، وَلا لَهُ
من الرّيحِ فضْلٌ لا الجَنوبُ وَلا الصَّبَا
وَإني، وَما كَلّفْتُموني وَرَبِّكُمْ
ليَعْلَمَ مَنْ أمْسَى أعَقَّ وَأحْرَبَا
لكَالثّوْرِ، وَالجِنّيُّ يَضرِبُ ظَهْرَهُ،
وَمَا ذَنْبُهُ أنْ عافَتِ المَاءَ مَشْرَبَا
وَمَا ذَنْبُهُ أنْ عافَتِ المَاءَ بَاقِرٌ؛
وَمَا إنْ تَعافُ المَاءَ إلاّ ليُضْرَبَا
فإنْ أنْأ عَنكُمْ أُصَالِحْ عدُوّكم،
وَلا أُعْطِهِ ألاّ جِدالاً وَمِحْرَبَا
وَإنْ أدْنُ منكُمْ لا أكُنْ ذا تَميمَةٍ
يُرَى بَيْنَكُمْ منها الأجالدُ مُثْقَبَا
سَيَنْبَحُ كَلْبي جَهْدَهُ من وَرَائكُمْ،
وَأُغْني عِيالي عَنكُمُ أنْ أُؤَنَّبَا
وَأدْفَعُ عَنْ أعرَاضِكُمْ وَأُعِيرُكُمْ
لِساناً كمِقْرَاضِ الخَفاجيّ مِلْحَبَا
هُنالِكَ لا تَجْزُونَني عنْدَ ذاكُمُ،
وَلَكِنْ سَيَجْزِيني الإلَهُ فَيُعقِبَا
ثَنَائي عَلَيْكُمْ بالمَغيبِ وَإنّني،
أرَاني إذا صَارَ الوَلاءُ تَحَزُّبَا
أكُونُ أمرَأً مِنكُمْ على ما يَنوبُكمْ،
وَلَنْ يَرَني أعداؤكُمْ قَرْنَ أعضَبَا
أرَاني وَعَمْراً بَيْنَنَا دَقُّ مَنْشِمٍ،
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ أنْ أُجَنّ وَيَكْلَبَا
كِلانَا يُرَائي أنّهُ غَيرُ ظَالِمٍ،
فأعزَبْتُ حِلمي أوْ هوَ اليَوْمَ أعزَبَا
وَمَن يُطعِ الوَاشِينَ لا يَترُكُوا لَهُ
صَديِقاً وَإنْ كَانَ الحَبِيبَ المُقَرَّبَا
وَكُنتُ إذا ما القِرْنُ رَامَ ظُلامَتي،
غَلِقتُ فَلَمْ أغْفِرْ لَخصْمي فيَدْرَبَا
كمَا التَمَسَ الرّوميُّ مِنْشَبَ قُفْلِهِ
إذا اجتَسّهُ مِفتاحُهُ أخطأ الشَّبَا
فَما ظَنُّكُمْ باللّيثِ يَحمي عَرِينَهُ،
نَفى الأُسْدَ عَنْ أوْطانِهِ فَتُهُيّبَا
يُكِنّ حِداداً مُوجَداتٍ إذا مَشَى،
وَيُخْرِجُهَا يَوْماً إذا مَا تَحَرّبَا
لَهُ السّوْرَةُ الأولى على القِرْنِ إذْ غدا،
وَلا يَستَطيعُ القِرْنُ مِنْهُ تَغَيُّبَا
عَلَوْتُكُمُ وَالشّيبُ لْم يَعْلُ مَفرِقي،
وَهادَيتُمُوني الشِّعر كَهْلاً مُجَرَّبَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:18 AM

الندى والمحلق



أرِقْتُ وَمَا هَذَا السُّهَادُ المُؤرِّقُ،
وَمَا بيَ مِنْ سُقْمٍ وَما بيَ مَعشَقُ
وَلَكِنْ أرَاني لا أزَالُ بِحَادِثٍ،
أُغادَى بما لمْ يُمسِ عندي وَأُطْرَقُ
فإنْ يُمسِ عندي الشّيبُ وَالـهمّ وَالعشَى
فَقَدْ بِنّ مِنّي، وَالسِّلامُ تُفَلَّقُ
بِأشْجَعَ أخّاذٍ على الدّهْرِ حُكْمَهُ،
فمِنْ أيّ ما تَجني الحَوَادثُ أفرَقُ
فَمَا أنتَ إنْ دَامَتْ عَلَيْكَ بخالِدٍ
كمَا لمْ يُخَلَّدْ قَبْلُ سَاسَا وَمُورَقُ
وَكِسرَى شَهِنشاهُ الذي سَارَ مُلكُهُ
لَهُ ما اشتَهَى رَاحٌ عَتِيقٌ وَزَنْبَقُ
وَلا عَادِيَا لمْ يَمْنَعِ المَوْتَ مَالُهُ،
وِرْدٌ بِتَيْمَاءَ اليَهُوديّ أبْلَقُ
بَنَاهُ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ حِقْبَةً،
لَهُ أزَجٌ عَالٍ وَطيٌّ مُوَثَّقُ
يُوَازِي كُبَيْدَاءَ السّمَاءِ وَدُونَهُ
بَلاطٌ وَداراتٌ وَكِلْسٌ وَخَنْدَقُ
لَهُ دَرْمَكٌ في رَأسِهِ وَمَشَارِبٌ،
وَمِسْكٌ وَرَيْحَانٌ وَرَاحٌ تُصَفَّقُ
وَحُورٌ كَأمْثَالِ الدُّمَى، وَمَناصِفٌ،
وَقِدْرٌ وَطَبّاخٌ، وَصَاعٌ وَدَيسَقُ
فَذاكَ وَلمْ يُعْجِزْ مِنَ المْوتِ رَبَّهُ،
وَلَكِنْ أتَاهُ المَوْتُ لا يَتَأبّقُ
وَلا المَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لَقِيتَهُ
بِإمّتِهِ يُعْطِي القُطُوط وَيَأفِقُ
وَيُجْبَى إلَيْهِ السّيْلَحُونَ، وَدونَها
صَرِيفُونَ في أنْهَارِهَا وَالخَوَرْنَقُ
وَيَقْسِمُ أمْرَ النّاسِ يَوْماً وَلَيْلَةً،
وَهُمْ سَاكِتُونَ، وَالمَنِيّةُ تَنطِقُ
وَيَأمُرُ لِلْيَحْمُومِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
بِقَتٍّ وتَعلِيقٍ وقد كادَ يسنقُ
يُعَالى عَلَيه الجُلّ كُلَّ عَشِيّةٍ
وَيُرْفَعُ نُقْلاً بِالضّحَى وَيُعَرَّقُ
فَذاكَ، وَمَا أنْجَى مِنَ المَوْتِ رَبَّه
بِسَابَاطَ، حتى ماتَ وَهوَ مُحَزْرَقُ
وَقَدْ أقْطَعُ اليَوْمَ الطّوِيلَ بفِتْيَةٍ
مَسَاميحَ، تُسقى، وَالخِباءُ مُرَوَّقُ
وَرَادِعَةٍ بِالمِسْكِ صَفْرَاءَ عِنْدَنَا
لجَسّ الندامى في يَدِ الدّرْعِ مَفتَقُ
إذا قُلتُ غَنّي الشَّرْبَ قامَتْ بمِزْهَرٍ
يكادُ إذا دارَتْ لَهُ الكَفُّ يَنطِقُ
وَشَاوٍ إذا شِئْنَا كَمِيشٌ بمِسْعَرٍ،
وَصَهْبَاءُ مِزْبَادٌ، إذا ما تُصَفَّقُ
تُرِيكَ القَذَى منْ دُونِها وهيَ دونه،
إذا ذَاقَهَا مَنْ ذَاقَهَا يَتَمَطّقُ
وَظَلّتْ شَعِيبٌ غَرْبَةُ المَاءِ عندَنا،
وَأسْحَمُ مَمْلُوءٌ مِنَ الرّاحِ مُتأقُ
وَخَرْقٍ مَخوفٍ قدْ قَطَعتُ بجَسرَةٍ،
إذا خَبّ آلٌ فَوْقَهُ يَتَرَقْرَقُ
هيَ الصّاحبُ الأدْنَى وَبَيْني وَبَيْنَها
مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وَقِطْعٌ وَنُمْرُقُ
وَتُصْبحُ مِنْ غِبّ السُّرَى، وَكَأنّما
ألمّ بهَا مِنْ طَائِفِ الجِنّ أوْلَقُ
منَ الجاهلِ العِرّيضِ يُهدي ليَ الخَنا،
وَذَلِكَ مِمّا يَبْتَرِيني وَيَعْرُقُ
فَمَا أنَا عَمّا تَعْمَلُونَ بِجَاهِلٍ،
وَلا بِشَبَاةٍ جَهْلُهُ يَتَدَفّقُ
نَهارُ شَرَاحيل بنِ طَوْدٍ يُرُيبُني،
وَلَيْلُ أبي لَيْلَى أمَرُّ وَأعْلَقُ
وَمَا كُنتُ شاحِرْدا وَلكِنْ حَسِبتُني
إذا مِسْحَلٌ سَدّى ليَ القوْلَ أنطِقُ
شَرِيكَانِ فيما بَيْنَنا مِنْ هَوَادَةٍ،
صَفِيّانِ جِنِّيُّ، وَإنْسٌ مُوَفَّقُ
يَقُولُ، فَلا أعْيَا لشَيءٍ أقُولُهُ،
كَفانيَ لا عَيٌّ، وَلا هُوَ أخْرَقُ
جِماعُ الـهَوَى في الرّشْدِ أدنى إلى التقى،
وَتَرْكُ الـهَوى في الغَيّ أنجَى وَأوْفَقُ
إذا حَاجَةٌ وَلّتْكَ لا تَسْتَطِيعُهَا،
فَخُذْ طَرَفاً من غَيرِها حينَ تَسبِقُ
فَذَلِكَ أدْنَى أنْ تَنَالَ جَسِيمَها،
وَللقَصْدُ أبْقَى في المَسِيرِ وَألحَقُ
أتَزْعُمُ لِلأكْفَاءِ مَا أنْتَ أهْلُهُ،
وَتَختالُ إذْ جارُ ابنِ عَمّك مُرْهَقُ
وَأحْمَدتَ أنْ ألحَقتَ بالأمسِ صِرْمةً
لـهَا غُدُرَاتٌ، وَاللّوَاحِقُ تَلْحَقُ
فَيَفْجَعْنَ ذا المَالِ الكَثِيرِ بمَالِهِ،
وَطَوْراً يُقَنّينَ الضّرِيكَ، فيَلحقُ
أبَا مِسمَعٍ سَارَ الذي قَدْ صَنَعْتُمُ،
فَأنْجَدَ أقْوَامٌ بِذَاكَ وَأعْرَقُوا
وَإنّ عِتَاقَ العِيسِ سَوْفَ يَزُورُكم
ثَنَاءٌ، عَلى أعْجَازِهِنّ، مُعَلَّقُ
به تُنْفَضُ الأحلاسُ في كلّ مَنزِلٍ،
وَتُعقَدُ أطرَافُ الحِبالِ، وَتُطْلَقُ
نهَيتُكُمُ عَن جَهلِكمْ وَنَصرْتكُمْ
عَلى ظُلمِكُمْ، وَالحازِمُ الرّأيِ أشفقُ
وَأنْذَرْتُكُمْ قَوْماً لكُمْ تَظلمونهمْ
كِرَاماً فإنْ لا يَنْفَدِ العَيْشُ تَلتَقوا
وَكَمْ دُونَ لَيْلى مِنْ عَدُوٍّ وَبَلدةٍ
وَسَهبٍ بهِ مُستَوْضِحُ الآلِ يَبرُقُ
وَأصْفَرَ كَالحِنّاءِ طَامٍ جِمَامُهُ،
إذا ذَاقَهُ مُسْتَعْذِبُ المَاءِ يَبْصُقُ
وَإنّ امْرَأً أسْرَى إلَيْكِ، وَدُونَهُ
فَيَافٍ تَنُوفاتٌ، وَبَيْداءُ خَيْفَقُ
لمَحْقُوقَةٌ أنْ تَسْتَجيبي لِصَوْتِهِ،
وَأنْ تَعْلَمي أنّ المُعَانَ مُوَفَّقُ
وَلا بُدّ مِنْ جَارٍ يُجِيزُ سَبِيلَهَا،
كمَا جَوّزَ السّكّيَّ في البابِ فَيْتَقُ
لَعَمرِي، لَقد لاحَتْ عُيُونٌ كَثيرَةٌ
إلى ضَوءِ نَارٍ في يَفَاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبّ لمَقْرُورَيْنِ يَصْطَلِيَانِهَا،
وَبَاتَ عَلى النّارِ النّدَى وَالمُحَلَّقُ
رَضِيعَيْ لِبَانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَحَالَفَا،
بِأسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرّقُ
يَدَاكَ يَدا صِدْقٍ فكَفٌّ مُفِيدَةٌ،
وَأُخْرَى، إذا مَا ضُنّ بالزّادِ، تُنْفِقُ
ترَى الجُودَ يَجرِي ظاهراً فوْقَ وَجهه
كمَا زَانَ مَتنَ الـهِندُوَانيّ رَوْنَقُ
وَأمّا إذا مَا أوّبَ المَحْلُ سَرْحَهُمْ،
وَلاحَ لـهُمْ مِنَ العَشِيّاتِ سَمْلَقُ
نَفَى الذّمَّ عَنْ آلِ المُحَلَّقِ جَفنَةٌ
كَجابيَةِ الشّيْخِ العِرَاقيّ تَفْهَقُ
يَرُوحُ فَتى صِدْقٍ، وَيَغْدُو عَلَيهمُ
بمِلْءِ جِفَانٍ مِنْ سَدِيفٍ يُدَفَّقُ
وَعَادَ فَتى صِدْقٍ عَلَيْهِمْ بجَفنَةٍ
وسَوْداءَ لأياً بِالمَزَادَةِ تُمْرَقُ
تَرَى القَوْمَ فيها شَارِعِينَ وَدُونَهمْ
من القَوْمِ وِلدانٌ من النّسلِ دَرْدَقُ
طَوِيلُ اليَدَينِ، رَهْطُهُ غَيرُ ثِنْيَةٍ،
أشَمُّ كَرِيمٌ جَارُهُ لا يُرَهَّقُ
كَذَلِكَ فَافْعَلْ مَا حَييتَ إليهمُ،
وَأقْدِمْ إذا ما أعيُنُ النّاسِ تَبْرَقُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:19 AM

الواهب القينات



قَالَتْ سُمَيّةُ: مَنْ مَدَحْـ
ـتَ؟ فَقُلتُ: مَسرُوقَ بنَ وَائِلْ
عُدّي لِغَيْبِي أشْهُراً،
إنّي لَدَى خَيْرِ المَقَاوِلْ
النّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ،
أهْلُ الحَوَائِجِ وَالمَسَائِلْ
يَتَبَادَرُونَ فِنَاءَهُ،
قَبْلَ الشّرُوقِ، وَبِالأصَائِلْ
فَإذَا رَأوْهُ خَاشِعاً،
خَشَعُوا لِذِي تَاجٍ حُلاحِلْ
أضْحَى بِعَانَةَ زَاخِراً
فِيهِ الغُثَاءُ مِنَ المَسَايِلْ
خَشِيَ الصَّرَارِي صَوْلَةً
مِنْهُ فَعَاذُوا بِالكَوَاثِلْ
فَتَرَى النّبِيطَ عَشِيَّةً،
رَاوِي المَزَارِعِ، بِالحَوَافِلْ
يَوْماً بِأجْوَدَ نَائِلاً
مِالحَضْرَميّ أخي الفَوَاضِلْ
الوَاهِبُ القَيْنَاتِ كَالْـ
ـغِزْلانِ ف عَقِدِ الخَمَائِلْ
يَرْكُضْنَ كُلَّ عَشِيّةٍ،
عَصْبَ المُرَيَّشِ وَالمَرَاجِلْ
وَالتّارِكُ القِرْنَ الكَمِـ
ـيّ مُجَدَّلاً، رَعِشَ الأنَامِلْ
وَالقَائِدُ الخَيْلَ العِتَا
قَ ضَوَامِراً لُخْنَ الأيَاطِلْ
مَا مُشْبِلٌ وَرْدُ الجَبِيـ
ـنِ مُهَرَّتُ الشّدْقَيْنِ بَاسِلْ
القَادِسِيّةُ مَألَفٌ
مِنْهُ فَأوْدِيَةُ الغَيَاطِلْ
يَدَعُ الوِحَادَ مِنَ الرّجَا
لِ، وَيَعتَمي جَمْعَ المَحَافِلْ
يَوْماً بِأصْدَقَ حَمْلَةً
مِنْهُ عَلى البَطَلِ المُنَازِلْ
طَالَ الثّوَاءُ لَدَى تَرِيـ
ـمَ وَقَدْ نَأتْ بَكْرُ بنُ وَائِلْ
قَوْمِي بَنُو البَرْشَاءِ ثَعْـ
ـلَبَةُ المَجَالِسِ، وَالمَحَافِلْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:19 AM

الواهب الكوم الصفايا



خَيَالٌ مِنْ قُتَيْلَةَ بَعْدَمَا
وَهَى حَبْلُهَا مِنْ حَبْلِنا فتَصَرّمَا
فَبِتُّ كَأنّي شَاربٌ بَعْدَ هَجْعَةٍ
سُخامِيّةً حَمْرَاءَ تُحسَبُ عَندَمَا
إذا بُزِلَتْ مِنْ دَنّهَا فَاحَ رِيحُهَا،
وَقد أُخرِجَتْ من أسَودِ الجَوْفِ أدهمَا
لـهَا حَارِسٌ مَا يَبْرَحُ الدّهرَ بَيْتَها،
إذا ذُبِحَتْ صَلّى عَلَيها وزَمْزَمَا
بِبابِلَ لمْ تُعْصَرْ،فجاءتْ سُلافَةً
تُخَالِطُ قِنْدِيداً وَمِسكاً مُختَّمَا
يَطُوفُ بهَا سَاقٍ عَلَيْنَا مُتَوَّمٌ،
خَفيفٌ ذَفِيفٌ مَا يَزَالُ مُفَدَّمَا
بِكَأسٍ وَإبْريقٍ كَأنّ شَرَابَهُ،
إذا صُبّ في المِصْحَاةِ خالَطَ بَقّمَا
لَنَا جُلَّسَانٌ عِنْدَهَا وبَنَفْسَجٌ،
وَسِيسِنْبَرٌ، وَالمَرْزَجُوشُ مُنَمنَمَا
وَآسٌ وَخيرِيٌّ، وَمَرْوٌ وَسَوْسَنٌ،
إذا كان هِنْزمْنٌ وَرُحْتُ مُخَشَّمَا
وَشَاهَسْفَرِمْ وَاليَاسَمِينُ وَنَرْجِسٌ
يُصَبّحُنَا في كلّ دَجْنٍ تَغَيّمَا
وَمُسْتُقُ سِينينٍ وَوَنٌّ وَبَرْبَطٌ
يُجَاوِبُهُ صَنْجٌ إذَا مَا تَرَنّمَا
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ لا ضَغائِنَ بَيْنَهُمْ،
وَقَدْ جَعَلُوني فَيسَحاهاً مُكَرَّمَا
فَدَعْ ذا وَلكِن رُبّ أرْضٍ مُتِيهَةٍ
قَطَعتُ بحُرْجُوجٍ، إذا اللّيلُ أظلَمَا
بِنَاجِيةٍ كَالفَحْلِ فيها تَجَاسُرٌ،
إذا الرّاكِبُ النّاجي استَقى وَتَعَمّمَا
تَرَى عَيْنَها صَغْوَاءَ في جَنْبِ مؤقها
تُرَاقبُ في كَفّي القَطيعَ المُحرَّمَا
كَأنّي وَرَحْلي وَالفِتَانَ وَنُمْرُقي
عَلى ظَهْرِ طَاوٍ أسْفَعِ الخَدّ أخثَمَا
عَلَيْهِ دَيَابُوذٌ تَسَرْبلَ تَحْتَهُ
أرَنْدَجَ إسْكَافٍ يُخالِطُ عِظلِما
فَبَاتَ عَذُوباً للسّماءِ كَأنَّمَا
يُوَائِمُ رَهْطاً للعزُوبَةِ صُيَّمَا
يَلُوذُ إلى أرْطَاةِ حِقْفٍ تَلُفّهُ
خَرِيقُ شَمَالٍ تَترُكُ الوَجهَ أقْتَمَا
مُكِبّاً عَلى رَوْقَيْهِ يَحْفِرُ عِرْقَها
عَلى ظَهْرِ عُرْيَانِ الطّرِيقَةِ أهْيَمَا
فَلَمّا أضاء الصّبْحُ قامَ مُبَادِراً،
وَحانَ انطلاقُ الشّاةِ من حيثُ خيّمَا
فَصَبّحَهُ عِنْدَ الشرُوقِ غُدَيّةً
كِلابُ الفتى البكرِيّ عوْفِ بن أرْقَمَا
فأطْلَقَ عَنْ مَجْنِوبِها، فاتّبَعنَهُ
كمَا هَيّج السّامي المُعَسِّلُ خَشرَمَا
لَدُنْ غُدْوَةً حتى أتَى اللّيلُ دونَهُ
وَجَشّمَ صَبْراً رَوْقَهُ، فَتَجَشّمَا
وَأنْحَى عَلى شؤمَى يَدَيْهِ، فذادها
بأظْمَأ مِنْ فَرْعِ الذّؤابَةِ أسْحَمَا
وَأنْحَى لـهَا إذْ هَزّ في الصّدْرِ رَوْقَهُ
كما شكَّ ذو العُودِ الجَرَادَ المُخَزَّمَا
فَشَكّ لـهَا صَفْحاتِهَا صْدْرُ رَوْقِهِ
كما شَكّ ذو العُودِ الجَرَادَ المُنظَّمَا
وَأدْبَرَ كالشّعرَى وُضُوحاً وَنُقْبَةً،
يُوَاعِنُ مِنْ حَرّ الصّرِيمَةِ مُعظَما
فَذلِكَ، بَعدَ الجَهدِ، شَبّهتُ ناقَتي
إذا الشّاةُ يَوْماً في الكِناسِ تَجَرْثَمَا
تَؤمّ إيَاساً، إنّ رَبّي أبَى لَهُ
يَدَ الدّهْرِ إلاّ عِزةً وَتَكَرُّمَا
نَمَاهُ الإلَهُ فَوْقَ كُلّ قَبِيلَةٍ،
أباً فأباً، يَأبَى الدّنِيَّةَ أيْنَمَا
وَلمْ يَنتَكِسْ يَوْماً فيُظلِمَ وَجْهُهُ
ليَرْكَبَ عَجْزاً أوْ يُضَارِعَ مأثَمَا
وَلَوْ أنّ عزَ النّاسِ في رَأسِ صَخرَةٍ
مُلَمْلَمَةٍ تُعْيِي الأرَحَّ المُخَدّمَا
لأعْطَاكَ رَبُّ النّاس مِفْتَاحَ بابِها،
وَلَوْ لمْ يَكُنْ بَابٌ لأعطاكَ سُلّمَا
فَما نِيلُ مِصْرٍ إذْ تَسامَى عُبَابُهُ
وَلا بَحْرُ بَانِقْيَا إذا رَاحَ مُفْعَمَا
بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً، إنّ بَعْضَهُمْ
إذا سُئِلَ المَعْرُوفَ صَدّ وَجَمْجمَا
هُوَ الوَاهِبُ الكُومَ الصّفَايا لجَارِهِ،
يُشَبَّهْنَ دَوْماً، أوْ نَخيلاً مُكَمَّما
وَكُلَّ كُمَيْتٍ، كالقَنَاةِ مَحالُهُ،
وَكُلَّ طِمِرِ كَالـهِراوَةِ أدْهَمَا
وكُلَّ مِزَاقِ كالقَنَاةِ مَحالُهُ،
وأجردَ جياشَ الأجاري مِرجَمَا
وَكُلَّ ذَمُولٍ كَالَنِيقِ، وَقَيْنَةٍ
تَجُرّ إلى الحَانُوتِ بُرْداً مُسَهَّمَا
وَلمْ يَدْعُ مَلْهُوفٌ مِنَ النّاسِ مثلَهُ
ليَدْفَعَ ضَيْماً، أوْ ليَحمِلَ مَغرَمَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:21 AM

امرؤ من عصبة قيسية



أجُبَيرُ هَلْ لأسِيرِكُمْ مِنْ فَادِي
أمْ هَلْ لطَالِبِ شِقّةٍ مِنْ زَادِ
أمْ هَلْ تُنَهْنَهُ عَبْرَةٌ عَنْ جارِكمْ
جَادَ الشّؤون بهَا تَبُلّ نِجَادِي
مِنْ نَظْرَةٍ نَطَرَتْ ضُحًى، فَرأيتُها،
وَلمَنْ يَحِينُ عَلى المَنِيّةِ، هَادي
بَينَ الرّوَاقِ وَجَانِبٍ مِنْ سَيْرِهَا
مِنْهَا وَبَينَ أرَائِكِ الأنْضَادِ
تَجْلُو بِقَادِمَتَىْ حَمَامَةِ أيْكَةٍ
بَرَداً، أُسِفّ لِثَاتُهُ بِسَوَادِ
عَزْبَاءُ إذْ سُئِلَ الخِلاسُ كأنّمَا
شَرِبَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ كُلّ رُقَادِ
صَهْبَاءَ صَافِيَةً، إذا ما استُودِفَتْ
شُجّتْ غَوَارِبُهَا بِمَاءِ غَوَادِي
إنْ كُنتِ لا تَشْفِينَ غُلّةَ عَاشِقٍ،
صَبٍّ يُحِبّكِ، يا جُبَيْرَةُ، صَادِي
فَانْهَيْ خَيالَكِ أنْ يَزُورَ، فإنّهُ
في كلّ مَنْزِلَةٍ يَعُودُ وِسَادِي
تُمْسِي فَيَصْرِفُ بَابُهَا مِنْ دونِها
غَلقاً صَريف مَحالةِ الأمسادِ
أحدث لَها تُحدثْ لوصلكَ إنَّهَا
كُنُدٌ لِوَصْلِ الزّائِرِ المُعْتَادِ
وَأخُو النّساءِ مَتى يَشأ يَصرِمْنَهُ،
وَيَكُنّ أعْدَاءً بُعَيْدَ وِدَادِ
وَلَقَدْ أنَالُ الوَصْلَ في مُتَمَنِّعٍ،
صَعْبٍ، بَنَاهُ الأوّلُونَ، مَصَادِ
أنّى تَذَكَّرُ وُدّهَا وَصَفَاءَهَا،
سَفَهاً، وَأنْتَ بِصُوّةِ الأثْمَادِ
فَشِبَاكِ بَاعِجَةٍ، فَجَنْبَيْ جائرٍ،
وَتَحُلّ شَاطِنَةً بِدَارِ إيَادِ
مَنَعَتْ قِيَاسُ المَاسِخِيّةِ رَأسَهُ
بِسِهَامِ يَتْرِبَ أوْ سِهَام بَلادِ
وَلَقَدْ أُرَجِّلُ جُمّتى بِعَشِيّةٍ
للشَّرْبِ قَبْلَ سَنَابِكِ المُرْتَادِ
وَالبِيضِ قد عَنَستْ وَطالَ جِرَاؤهَا،
وَنَشَأنَ في قِنٍّ وَفي أذْوَادِ
وَلَقَدْ أُخَالِسُهُنّ مَا يَمْنَعْنَني
عُصُراً، يَمِلْنَ عَليّ بِالأجْيَادِ
وَلَقَدْ غَدَوْتُ لعازِبٍ مُستَحْلِسِ الـ
ـقَرْبَانِ، مُقتَاداً عِنَانَ جَوَادِ
فَالدّهْرُ غَيّرَ ذاكَ يا ابنَةَ مَالِكٍ،
وَالدّهْرُ يُعْقِبُ صَالحاً بِفَسَادِ
إنّي امْرُؤٌ مِنْ عُصْبَةٍ قَيْسِيّةٍ،
شُمِّ الأُنُوفِ، غَرَانِقٍ أحْشَادِ
الوَاطِئِينَ عَلى صُدُورِ نِعَالِهِمْ،
يَمْشُونَ في الدَّفَنيّ وَالأبْرَادِ
وَالشّارِبِينَ، إذا الذّوَارِعُ غُولِيَتْ،
صَفْوَ الفِضَالِ بِطَارِفٍ وَتِلادِ
وَالضّامِنِينَ بقَوْمِهِمْ يَوْمَ الوَغَى،
للحَمْدِ يَوْمَ تَنَازُلٍ وَطِرَادِ
كَمْ فيهِمُ مِنْ فَارِسٍ يَوْمَ الوَغَى
ثَقْفِ اليَدَيْنِ يَهِلّ بِالإقْصَادِ
وَإذا اللّقَاحُ تَرَوّحَتْ بِأصِيلَةٍ،
رَتَكَ النّعَامِ عَشِيّةَ الصُّرّادِ
جَرْياً يَلُوذُ رِبَاعُهَا مِنْ ضُرّهَا،
بِالخَيْمِ بَينَ طَوَارِفٍ وَهَوَادِي
حَجَرُوا عَلى أضْيَافِهِمْ وَشَوَوْا لـهمْ
مِنْ شَطّ مُنْقِيَةٍ وَمِنْ أكْبَادِ
وَإذا القِيَانُ حَسِبْتَهَا حَبَشِيّةً،
غُبْراً وَقَلّ حَلائِبُ الأرْفَادِ
وَيَقُولُ مِنْ يَبْقِيهِمْ بِنَصِيحَةٍ،
هَلْ غَيرُ فِعْلِ قَبِيلَةٍ مِنْ عَادِ
وَإذا العَشِيرَةُ أعْرَضَتْ سُلاّفُهَا،
جَنِفِينَ مِنْ ثَغْرٍ بِغَيْرِ سِدَادِ
فَلَقَدْ نَحُلّ بِهِ، وَنَرْعَى رِعْيَهُ،
وَلَقَدْ نَلِيهِ بِقُوّةٍ وَعَتَادِ
نَبْقي الغِبَابَ بجَانِبَيْهِ وَجَامِلاً،
عَكَراً مَرَاتِعُهُ بِغَيرِ جَهَادِ
لمْ يَزْوِهِ طِرَدٌ فَيُذْعَرَ دَرْؤهُ،
فَيُلِجَّ في وَهَلٍ وَفي تَشْرَادِ
وَإذا يُثَوِّبُ صَارِخٌ مُتَلَهّفٌ،
وَعَلا غُبَارٌ سَاطِعٌ بِعِمَادِ
رَكِبَتْ إلَيْكَ نَزَائِعٌ مَلْبُونَةٌ،
قُبُّ البُطُونِ يَجُلْنَ في الألْبَادِ
مِنْ كُلّ سَابِحَةٍ وَأجْرَدَ سَابِحٍ
تَرْدِي بِأُسْدِ خَفِيّةٍ، وَصِعَادِ
إذْ لا يُرَى قَيْسٌ يكونُ كَقَيْسِنَا
حَسَباً، وَلا كَبَنِيهِ في الأوْلادِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:21 AM

بأبي الأشعث قيس
( الاعشى )


خَالَطَ القَلْبَ هُمُومٌ وَحَزَنْ،
وَادّكَارٌ، بَعْدَمَا كَانَ اطْمَأنّ
فَهْوَ مَشْغُوفٌ بِهِنْدٍ هَائِمٌ،
يَرْعَوِي حِيناً، وَأحْيَاناً يَحِنّ
بِلَعُوبٍ طَيّبٍ أرْدَانُهَا،
رَخْصَةِ الأطْرَافِ، كَالرّئمِ الأغنّ
وَهْيَ إنْ تَقْعُدْ نَقاً مِنْ عَالِجٍ،
وَإذَا قَامَتْ نِيَافاً كَالشَّطَنْ
يَنْتَهِي مِنْهَا الوِشَاحَانِ إلى
حُبْلَةٍ، وَهْيَ بِمَتْنٍ كالرّسَنْ
خُلِقَتْ هِنْدٌ لِقَلْبي فِتْنَةً
هَكَذا تَعْرِضُ للنَّاسِ الفِتَنْ
لا أرَاهَا في خَلاءٍ مَرّةً،
وَهْيَ في ذَاكَ حَيَاءً لم تُزَنْ
ثُمّ أرْسَلْتُ إلَيْهَا أنّني
مُعْذِرٌ عُذْرِي فَرُدّيهِ بِأنْ
وَبَدَرْتُ القَوْلَ، أنْ حَيّيْتُهَا،
ثُمّ أنّشَأتُ أُفَدّي، وَأُهَنّ
وَأُرَجّيهَا وَأخْشَى ذُعْرَهَا
مِثْلَ مَا يُفْعَلُ بِالقَوْدِ السَّنَنْ
رُبّ يَوْمٍ قَدْ تَجُودِينَ لَنَا
بعَطَايَا، لَمْ تُكَدّرْهَا المِنَنْ
أنْتِ سَلْمَى هَمُّ نَفْسِي، فاذكرِي
سَلْمُ، لا يُوجَدُ للنّفْسِ ثَمَنْ
وَعَلالٍ وَظِلالٍ بَارِدٍ،
وَفَلِيجِ المِسْكِ وَالشّاهِسْفَرَنْ
وَطِلاءٍ خُسْرُوَانيٍّ، إذَا
ذَاقَهُ الشّيْخُ تَغَنّى وَارْجَحَنْ
وَطَنَابِيرَ حِسَانٍ صَوْتُهَا،
عِنْدَ صَنْجٍ، كُلّمَا مُسّ أرَنّ
وَإذَا المُسْمِعُ أفْنَى صَوْتَهُ،
عَزَفَ الصّنْجُ فَنَادى صَوْتَ وَنّ
وَإذا مَا غُضّ مِنْ صَوْتَيْهِمَا
وَأطَاعَ اللّحْنُ غَنّانَا مُغَنّ
وَإذا الدّنُّ شَرِبْنَا صَفْوَهُ،
أمَرُوا عَمْراً، فَنَاجَوْهُ بِدَنّ
بِمَتَالِيفَ أهَانُوا مَالَهُمْ
لِغِنَاءٍ، وَلِلِعْبٍ، وَأذَنْ
فَتَرَى إبْرِيقَهُمْ مُسْتَرْعِفاً
بِشَمُولٍ صُفّقَتْ مِنْ مَاءِ شَنّ
غُدْوَةً حَتّى يَمِيلُوا أُصُلاً،
مِثْلَ مَا مِيلَ بِأصْحابِ الوَسَنْ
ثُمّ رَاحُوا مَغْرِبَ الشّمْسِ إلى
قُطُفِ المَشْيِ، قَلِيلاتِ الحَزَنْ
عَدِّ هَذا في قَرِيضٍ غَيْرِهِ،
وَاذْكُرَنْ في الشّعرِ دِهقانَ اليَمنْ
بِأبي الأشْعَثِ قَيْسٍ، إنّهُ
يَشْتَرِي الحَمدَ بمَنْفُوسِ الثّمَنْ
جِئْتُهُ يَوْماً، فَأدْنَى مَجْلِسي
وَحَبَاني بِلَجُوجٍ في السُّنَنْ
وَثَمَانِينَ عِشَارٌ، كُلُّهَا
آرِكَاتٌ في بَرِيمٍ وَحَضَنْ
وَغُلامٍ قَائمٍ ذِي عَدْوَةٍ
وَذَلُولٍ جَسْرَةٍ مِثْلِ الفَدَنْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:22 AM

بنو قلابة القلوب
( الاعشى )


بنو قلابة القلوب
ألَمْ تَرَوْا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ،
إنّ بَني قِلابَةَ القَلُوبِ،
أُنُوفُهُمْ مِالْفَخْرِ في أُسْلُوبِ
وَشَعَرُ الأسْتَاهِ، بِالجَبُوبِ
يا رَخَماً قَاظَ عَلى يَنْخُوبِ
يُعْجِلُ كَفّ الخارِىءِ المُطِيبِ
أهْلُ النُّهَى وَالحَسَبِ الحَسِيبِ،
وَالخَمْرِ وَالتّرْيَاق وَالزّبِيبِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:23 AM

بني عمنا



بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا
كَردّ رَجيعِ الرّفضِ وَارموا إلى السِّلمِ
وَكُونُوا كمَا كُنّا نكونُ، وَحافِظُوا
عَلَيْنَا كمَا كُنّا نُحافِظُ عن رُهْمِ
نِساءِ مَوَالِينَا البَوَاكي، وَأنْتُمُ
مَدَدْتُمْ بِأيْدِينَا حِلافَ بَني غَنمِ
فلا تَكسِرُوا أرْماحَهمْ في صُدورِكُم
فتَغشِمَكمْ، إنّ الرّمَاحَ من الغَشْمِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:23 AM

تقول بنتي



بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا،
وَاحتَلّتِ الغَمْرَ فَالجُدّينِ فالفَرَعَا
وَأنكَرَتْني وَمَا كانَ الذي نَكِرَتْ
مِنَ الحَوَادِثِ إلاّ الشّيبَ وَالصَّلَعَا
قَدْ يَترُكُ الدّهْرُ في خَلْقَاءَ رَاسيةٍ
وَهْياً وَيُنزِلُ مِنها الأعصَمَ الصَّدَعَا
بانَتْ وَقَد أسأرَتْ في النّفسِ حاجتَها
بَعدَ ائْتِلافٍ، وَخَيرُ الوُدّ مَا نَفَعَا
وَقَدْ أرَانَا طِلاباً هَمَّ صَاحِبِهِ،
لَوْ أنّ شَيْئاً إذا مَا فَاتَنَا رَجَعَا
تَعْصِي الوُشَاةَ وَكَانَ الحُبُّ آوِنَةً
مِمّا يُزَيِّنُ لِلْمَشْغُوفِ مَا صَنَعَا
وَكَانَ شَيءٌ إلى شَيْءٍ، فَفَرّقَهُ
دَهْرٌ يَعُودُ على تَشتِيتِ مَا جَمَعَا
وَمَا طِلابُكَ شَيْئاً لَستَ مُدْرِكَهُ،
إنْ كانَ عَنكَ غُرَابُ الجهل قد وَقعَا
تَقولُ بِنتي، وَقد قَرّبْتُ مُرْتحَلاً:
يا رَبّ جَنّبْ أبي الأوْصَابَ وَالوَجَعَا
وَاستَشفَعتْ من سَرَاةِ ذا شَرَفٍ،
فَقَدْ عَصَاها أبُوها وَالّذي شَفَعَا
مَهْلاً بُنيّ، فَإنّ المَرْءَ يَبْعَثُهُ
هَمُّ، إذا خالَطَ الحَيْزُومَ وَالضِّلَعَا
عَلَيكِ مثلُ الذي صَلّيتِ فاغتَمضِي
يَوْماً فإنّ لجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعَا
وَاستَخبرِي قافلَ الرّكبانِ وَانتَظرِي
أوْبَ المُسَافِرِ، إنْ رَيْثاً وَإنْ سَرَعَا
كُوني كمِثْلِ التي إذْ غَابَ وَافِدُهَا
أهْدَتْ لَهُ مِنْ بَعيدٍ نَظرَةً جَزعَا
وَلا تَكُوني كَمنْ لا يَرْتَجي أوْبَةً
لذي اغترَابٍ وَلا يَرْجُو لَهُ رِجَعَا
مَا نَظَرَتْ ذاتُ أشْفَارٍ كَنَظْرَتِهَا
حَقّاً كمَا صَدَقَ الذّئْبيُّ إذْ سَجَعَا
إذْ نَظَرَتْ نَظْرَةً لَيسَتْ بِكاذِبَةٍ،
إذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأس الكَلبِ فارْتفعَا
وَقَلّبَتْ مُقْلَةً لَيْسَتْ بِمُقْرِفَةٍ،
إنْسَانَ عَيْنِ وَمُؤقاً لمْ يكُنْ قَمعَا
قَالَتْ: أرَى رَجُلاً في كَفّهِ كَتِفٌ
أوْ يَخصِفُ النّعلَ لـهفي أيّةَ صَنَعَا
فكَذّبُوها بمَا قالَتْ، فَصَبّحَهُمْ
ذو آلِ حَسّانَ يُزْجي المَوْتَ وَالشِّرَعَا
فاستَنزَلوا أهلَ جَوٍّ مِن مَساكِنهِم،
وَهَدّمُوا شَاخِصَ البُنْيانِ فاتّضَعَا
وَبَلْدَةٍ يَرْهَبُ الجَوّابُ دُلْجَتَها،
حتى تَرَاهُ عَلَيْهَا يَبْتَغي الشّيَعَا
لا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيهَا مَا يُؤنّسُهُ
بِاللّيلِ إلاّ نَئِيمَ البُومِ وَالضُّوَعَا
كَلّفتُ مَجهولـهَا نَفسِي وَشايَعَني
هَمّي عَلَيْهَا، إذا مَا آلُهَا لَمَعَا
بِذاتِ لَوْثٍ عفَرْنَاةٍ، إذا عَثَرَتْ،
فالتَّعْسُ أدْنَى لـها مِن أنْ أقولَ لَعَا
تَلوِي بعِذقِ خِصَابٍ كُلّما خَطَرَتْ
عَنْ فَرْجِ مَعْقُومَةٍ لمْ تَتّبعْ رُبَعَا
تَخَالُ حَتْماً عَلَيها كُلّمَا ضَمَرَتْ
مِنَ الكَلالِ، بِأنْ تَسْتَوْفيَ النِّسعَا
كَأنّهَا بَعْدَمَا أفْضَى النّجادُ بِهَا
بالشّيّطَيْنِ، مَهَاةٌ تَبْتَغي ذَرَعَا
أهوَى لـها ضَابىءٌ في الأرْضِ مُفتَحِصٌ
للّحمِ قِدْماً خَفيُّ الشخص قد خشعَا
فظَلّ يَخدَعُها عن نَفسِ وَاحِدِها
في أرْضِ فَيْءٍ بِفعلٍ مِثلُهُ خَدَعَا
حَانَتْ ليَفْجَعَهَا بابْنٍ وَتُطَعِمَهُ
لحماً، فَقَدْ أطعَمَتْ لحماً، وَقد فجعَا
فَظَلّ يَأكُلُ مِنْها وَهيَ رَاتِعَةٌ
حَدّ النّهَارِ تُرَاعي ثيرَةً رُتُعَا
حتى إذا فِيقَةٌ في ضَرْعِها اجتَمَعتْ
جاءتْ لتُرْضعَ شِقّ النّفسِ لوْ رَضَعَا
عَجْلاً إلى المَعهَدِ الأدنَى ففاجأهَا
أقْطاعُ مَسكٍ وَسافتْ من دَمٍ دُفَعَا
فَانصَرَفَتْ فَاقِداً ثَكْلَى على حَزَنٍ،
كُلٌّ دَهَاهَا وَكلٌّ عِندَها اجتَمَعَا
وَذاكَ أنْ غَفَلَتْ عَنهُ وَمَا شَعَرَتْ
أنّ المَنِيّةَ يَوْماً أرْسَلَتْ سَبُعَا
حتى إذا ذَرّ قَرْنُ الشّمْسِ صَبّحَهَا
ذُؤالُ نَبْهَانَ يَبْغي صَحبَهُ المُتَعَا
بِأكْلُبٍ كَسِرَاعِ النَّبْلِ ضَارِيَةٍ،
تَرَى مِنَ القِدّ في أعْنَاقِها قِطَعَا
فتِلْكَ لمْ تَتّرِكْ مِنْ خَلْفِها شَبَهاً
إلاّ الدّوَابِرَ وَالأظْلافَ وَالزَّمَعَا
أنْضَيْتُهَا بَعْدَمَا طَالَ الـهِبَابُ بها،
تَؤمّ هَوْذَةَ لا نِكْساً وَلا وَرَعَا
يا هَوْذَ إنّكَ من قَوْمٍ ذَوِي حَسَبٍ،
لا يَفْشَلُونَ إذا مَا آنَسُوا فَزَعَا
همُ الخَضَارِمُ إنْ غابوا وَإنْ شَهِدوا،
وَلا يُرَوْنَ إلى جَارَاتِهِمْ خُنعَا
قَوْمٌ بُيُوتُهُمُ أمْنٌ لِجَارِهِمُ،
يَوْماً إذا ضَمّتِ المَحْضُورَةُ الفَزَعَا
وَهُمْ إذا الحَرْبُ أبدَتْ عَن نَوَاجذها
مِثلُ اللّيُوثِ وَسُمٍّ عاتِقٍ نَقَعَا
غَيْثُ الأرَامِلِ وَالأيْتَامِ كُلّهِمُ،
لمْ تَطْلُعِ الشّمْسُ إلاّ ضرّ أو نَفَعَا
من يلقَ هَوْذةَ يَسجُدْ غَيرَ مُتّئِبٍ
إذا تَعَصّبَ فَوْقَ التّاجِ أوْ وَضَعَا
لَهُ أكَالِيلُ بِاليَاقُوتِ زَيّنَهَا
صُوّاغُهَا لا تَرَى عَيْباً، وَلا طَبَعَا
وَكُلُّ زَوْجٍ مِنَ الدّيباجِ يَلْبَسُهُ
أبُو قُدَامَةَ مَحْبُوّاً بِذاكَ مَعَا
لمْ يَنْقُصِ الشّيْبُ مِنهُ ما يقالُ لـهُ،
وَقَدْ تجَاوَزَ عَنْهُ الجَهلُ فانْقَشَعَا
أغَرُّ أبْلَجُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِهِ،
لوْ صَارَعَ النّاسَ عن أحلامهمْ صرَعَا
قَدْ حَمّلُوهُ فتيّ السّنّ مَا حَمَلَتْ
ساداتُهُمْ فأطاقَ الحِملَ وَاضْطلَعَا
وَجَرّبُوهُ فَمَا زَادَتْ تَجَارِبُهُمْ
أبَا قُدَامَةَ، إلاّ الحَزْمَ والفَنَعَا
مَنْ يَرَ هَوْذَةَ أوْ يَحْلُلْ بساحَتهِ،
يَكُنْ لِهَوْذَةَ فِيمَا نَابَهُ تَبَعَا
تَلْقَى لَهُ سَادَةَ الأقْوَامِ تَابِعَةً،
كلٌّ سَيَرْضَى بأنْ يُرْعَى لـهُ تَبَعَا
يا هَوْذُ يا خَيرَ من يَمْشِي على قَدَمٍ،
بَحْرَ المَوَاهِبِ لِلْوُرّادِ وَالشَّرَعَا
يَرْعَى إلى قَوْلِ ساداتِ الرّجالِ إذا
أبْدَوْا لَهُ الحَزْمَ أوْ ما شاءَهُ ابتدَعَا
وَمَا مُجاوِرُ هِيتٍ إنْ عَرَضْتَ لَهُ
قد كانَ يَسمو ءلى الجُرْفَينِ وَاطّلَعَا
يَجِيشُ طُوفانُهُ إذْ عَبّ مُحْتَفِلاً
يَكَادُ يَعْلو رُبَى الجُرْفَينِ مُطّلِعَا
طابَتْ لـهُ الرّيحُ، فامتَدّتْ غَوَارِبُهُ،
تَرَى حَوَالِبَهُ مِنْ مَوْجِهِ تَرَعَا
يَوْماً بِأجْوَدَ مِنْهُ حِينَ تَسْألُهُ،
إذْ ضَنّ ذو المَالِ بالإعطاءِ أوْ خدَعَا
سَائِلْ تَمِيماً بِهِ أيّامَ صَفْقَتِهِمْ،
لَمّا أتَوْهُ أسَارَى كُلّهُمْ ضَرَعَا
وَسْطَ المُشَقَّرِ في عَيْطَاءَ مُظْلِمَةٍ،
لا يَسْتَطِيعُونَ فِيهَا ثَمّ مُمْتَنَعَا
لَوْ أُطْعِموا المَنّ وَالسّلْوَى مكانَهمُ،
مَا أبْصَرَ النّاسُ طُعْماً فيهِمُ نجَعَا
بظُلْمِهِمْ، بِنطاعِ المَلْكَ ضَاحيةً،
فقد حَسَوْا بعدُ من أنفاسهمْ جُرَعَا
أصَابَهُمْ مِنْ عِقابِ المَلكِ طائِفَةٌ،
كُلُّ تَمِيمٍ بِمَا في نَفْسِهِ جُدِعَا
فَقالَ للمَلْكِ: سَرّحْ مِنهُمُ مائَةً،
رِسْلاً من القَوْلِ مخْفوضاً وَما رَفَعَا
ففَكّ عَنْ مائَةٍ مِنْهُمْ وِثَاقَهُمُ،
فأصْبَحُوا كُلّهُمْ مِنْ غُلّةِ خُلِعَا
بهِمْ تَقَرّبَ يَوْمَ الفِصْحِ ضَاحِيَةً،
يَرْجُو الإلَهَ بِمَا سَدّى وَما صَنَعَا
وَمَا أرَادَ بهَا نُعْمَى يُثَابُ بِهَا،
إنْ قالَ كَلْمَةَ مَعْرُوفٍ بها نَفَعَا
فَلا يَرَوْنَ بذاكُمْ نِعْمَةً سَبَقَتْ،
إنْ قالَ قائِلُهَا حَقّاً بهَا وَسَعَى
لا يَرْقَعُ النّاسُ ما أوْهى وَإنْ جَهَدوا
طُولَ الحَياةِ، وَلا يُوهونَ ما رَقَعَا
لَمّا يُرِدْ مِنْ جَمِيعٍ بَعْدُ فَرّقَهُ،
وَما يُرِدْ بَعدُ من ذي فُرْقةٍ جَمَعَا
قَد نالَ أهْلَ شَبامٍ فَضْلُ سُؤدَدِهِ
إلى المَدائِنِ خَاضَ المَوْتَ وَادّرَعَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:24 AM

ثاروا وثرنا



فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي
وَرَاكِبُهَا، يَوْمَ اللّقَاءِ، وَقَلّتِ
هُمُ ضَرَبُوا بِالحِنْوِ، حنوِ قُرَاقرٍ،
مُقَدِّمَةَ الـهَامَرْزِ حَتى تَوَلّتِ
فَلِلّهِ عَيْنَا مَنْ رَأى مِنْ عِصَابةٍ
أشَدَّ عَلى أيْدي السُّقاةِ مِنَ الّتي،
أتَتهُمْ مِنَ البَطحاءِ يَبرُقُ بَيْضُها،
وَقَدْ رُفِعَتْ رَايَاتُهَا، فَاستَقَلّتِ
فَثَارُوا وَثُرْنَا، وَالمَنِيّةُ بَيْنَنَا،
وَهَاجَتْ عَلَيْنَا غَمْرَةٌ، فتَجَلّتِ
وَقَدْ شَمّرَتْ بالنّاسِ شَمطاءُ لاقحٌ
عَوَانٌ، شَديدٌ هَمزُها، فأضَلّتِ
كَفَوْا إذْ أتَى الـهَامَرْزُ تَخفِقُ فوْقَه
كَظِلّ العُقابِ، إذْ هوَتْ، فتَدلّتِ
وَأحمَوْا حمَى ما يَمنَعونَ فأصْبَحتْ
لِنَا ظُعُنٌ كانَتْ وُقُوفاً، فَحَلّتِ
أذاقُوهُمُ كأساً مِنَ المَوْتِ مُرّةٍ،
وَقَدْ بَذِخَتْ فُرْسَانُهُمْ وَأذَلّتِ
سَوَابِغُهُمْ بِيضٌ خِفافٌ، وَفَوْقَهم
من البَيْضِ أمْثالُ النّجومِ استَقَلّتِ
وَلمْ يَبْقَ إلاّ ذاتُ رَيْعٍ مُفاَضَةٌ،
وَأسْهَلَ مِنْهُمْ عُصْبَةٌ فأطَلّتِ
فَصَبّحَهُمْ بالحِنْوِ حِنْوِ قُرَاقِرٍ،
وَذي قَارِهَا مِنْهَا الجُنُودُ فَفُلّتِ
عَلى كلّ مَحْبُوكِ السّرَاةِ، كأنّهُ
عُقابٌ هَوَتْ، من مَرْقَبٍ إذْ تَعَلّتِ
فجادَتْ عَلى الـهَامَرْزِ وَسطَ بيوتهِمْ
شآبِيبُ مَوْتٍ، أسْبَلَتْ وَاستَهَلّتِ
تَناهَتْ بَنُو الأحْرَارِ إذْ صَبَرَتْ لـهم
فَوَارِسُ من شَيْبَانَ غُلْبٌ فوَلّتِ
وَأفْلَتَهُمْ قَيْسُ، فَقُلْتُ لَعَلّهُ
يَبِلّ لَئِنْ كانَتْ بِهِ النّعْلُ زَلّتِ
فَمَا بَرِحُوا حتى استُحِثّتْ نِساؤهم
وَأجْرَوْا عَلَيها بالسّهامِ، فذَلّتِ
لَعَمْرُكَ ما شَفّ الفَتى مثلُ هَمّهِ،
إذا حَاجَةٌ بَينَ الحَيَازِيمِ جِلّتِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:25 AM

حامي الحيّ



ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي حُرَيْثاً،
مُغَلْغَلَةً أحَانَ أمِ ازْدَرَانَا
فإنّا قَدْ أقَمْنَا، إذْ فَشِلْتُمْ،
وَإنّا بِالرِّدَاعِ لِمَنْ أتَانَا
مِنَ النَّعَمِ الّتي كَحِرَاجِ إيلٍ،
تَحُشّ الأرْضَ شِيماً أوْ هِجَانَا
وَكُلِّ طُوَالَةٍ شَنِجٍ نَسَاهَا
تَبَدُّ بَدَا المَعَارِقِ وَالعِنَانَا
وَأجْرَدَ مِنْ فُحُولِ الخَيْلِ طِرْفٍ
كَأنّ عَلى شَوَاكِلِهِ دِهَانَا
وَيَحْمي الحَيَّ أرْعنُ ذُو دُرُوعٍ،
مِنَ السُّلاّفِ تَحْسَبُهُ إوَانَا
فَلا وَأبِيكَ، لا نُعْطِيكَ مِنْهَا،
طِوَالَ حَيَاتِنَا، إلاّ سِنَانَا
وَإلاّ كُلَّ أسْمَرَ، وَهْوَ صَدْقٌ،
كَأنّ اللِّيطَ أنْبَتَ خَيْزُرَانَا
وَإلاّ كُلَّ ذِي شُطَبٍ صَقِيلٍ،
يَقُدّ، إذا عَلا، العُنُقَ الجِرَانا
أكَبّ عَلَيْهِ مِصْقَلَتَيْهِ يَوْماً،
أبُو عَجْلانَ يَشْحَذُهُ، فَتَانَا
فَظَلّ عَلَيْهِ يَرْشَحُ عَارِضَاهُ
يَحُدّ الشّفْرَتَينِ، فَمَا ألانا
وَلا نُعْطي المُنى قَوْماً عَلَيْنَا،
كمَا لَيْسَ الأمُورُ على مُنَانَا
وَلا كُشُفٌ، فنَسْأمَ حْرْبَ قَوْمٍ،
إذا أزَمَتْ رَحىً لَهُمُ رَحَانَا
يَسُوقُ لَنَا قِلابَةَ عَبْدُ عَمْرٍو
ليَرْمِيَنَا بِهِمْ، فِيمَنْ رَمَانَا
وَلَوْ نَظَرُوا الصّباحَ، إذاً لَذاقُوا
بِأطْرَافِ الأسِنّةِ، مَا قِرَانَا
وَإنّا بِالصُّلَيْبِ وَبَطْنِ فَلجٍ،
جَميعاً، وَاضِعِينَ بِهَا لَظَانَا
نُدَخِّنُ بِالنّهَارِ لِتُبصِرينَا،
وَلا نَخْفَى عَلى أحَدٍ بَغَانَا
فَإنْ يَحْتَفْ أبُو عِمْرانَ عَنّا
فَإنّا، وَالثّوَاقِبِ، لَوْ رَآنَا
لَقَالَ المُعْوِلاتُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ:
لَقَدْ حَانَتْ مَنِيّتُهُ وْحَانَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:25 AM

خير من ألف ألف



مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ،
وَسُؤالي، فَهَلْ تَرُدّ سُؤالي؟
دِمْنَةٌ قَفْرَةٌ تَعَاوَرَهَا الصّيْـ
ـفُ بِرِيحَيْنِ مِنْ صَبأ وَشَمَالِ
لاتَ هَنّا ذِكْرَى جُبَيْرَةَ أوْ مَنْ
جَاءَ مِنْهَا بِطَائِفِ الأهْوَالِ
حَلّ أهْلي بَطْنَ الغَمِيسِ فَبادَوْ
لى، وَحَلّتْ عُلْوِيّةً بِالسِّخَالِ
تَرْتَعي السّفْحَ، فالكَثِيبَ، فَذاقَا
رٍ، فَرَوْضَ القَطَا فَذاتَ الرّئالِ
رُبّ خَرْقٍ من دُونِها يُخرِسُ السّفْـ
ـرَ، وَمِيلٍ يُفْضِي إلى أمْيَالِ
وَسِقَاءٍ يُوكَى عَلى تَأَقِ المَلْ
ءِ، وَسَيْرٍ وَمُسْتَقَى أوْشَالِ
وَادّلاجٍ بَعْدَ المَنَامِ، وَتَهْجِيـ
ـرٍ، وَقُفٍّ وَسَبْسَبٍ وَرِمَالِ
وَقَلِيبٍ أجْنٍ كَأنّ مِنَ الرّيـ
ـشِ بِأرْجَائِهِ لُقُوطَ نِصَالِ
فَلَئِنْ شَطّ بي المَزَارُ لَقَدْ أغْـ
ـدُو قَلِيلَ الـهُمُومِ نَاعِمَ بَالِ
إذْ هيَ الـهَمُّ وَالحَدِيثُ، وَإذْ تَعْـ
ـصِي إليّ الأمِيرَ ذَا الأقْوَالِ
ظَبْيَةٌ مِنْ ظِبَاِ وَجْرَةَ أدْمَا
ءُ تَسَفُّ الكبَاثَ تَحتَ الـهَدالِ
حُرّةٌ طَفْلَةُ الأنَامِلِ، تَرْتَـ
ـبّ سُخَاماً، تَكُفُّهُ بخِلالِ
كَأنّ السُّمُوطَ عَكّفَها السّلْـ
ـكُ بعِطْفَيْ جَيْدَاءَ أُمّ غَزَالِ
وَكَأنّ الخَمْرَ العَتِيقَ مِن الإسفنـ
ـطِ مَمْزُوجَةً بِمَاءٍ زُلالِ
بَكرَتْهَا الأغرَابُ في سِنّةِ النّوْ
مِ فتَجرِي خِلالَ شَوْكِ السَّيَالِ
فَاذْهَبي مَا إلَيكِ أدْرَكَني الحِلْـ
ـمُ، عَداني عَنْ ذِكْرِكُمْ أشغالي
وَعَسِيرٍ أدْمَاءَ حَادِرَةِ العَيْـ
ـنِ، خَنُوفٍ عَيْرَانَةٍ شِمْلالِ
مْن سَرَاةِ الـهِجَانِ، صَلّبَهَا العُـ
ـضّ وَرَعيُ الحِمى وَطولُ الحِيالِ
لمْ تَعَطّفْ عَلى حُوَارٍ، وَلمْ يَقْـ
ـطَعْ عُبَيدٌ عُرُوقَها مِنْ خُمالِ
قَدْ تَعَلّلْتُهَا عَلى نَكَظِ المَيْـ
ـطِ، وَقَدْ خَبّ لا مِعَاتٌ الآلِ
فَوْقَ دَيْمُومةٍ تَغَوّلُ بِالسَّفْـ
ـرِ قِفَارٍ إلاّ مِنَ الآجَالِ
وَإذا ما الضّلالُ خِيفَ مَكانَ الْـ
ـوِرْدُ خِمْساً يَرْجُونَهُ عَن لَيالِ
وَاسْتُحِثّ المُغَيِّرُونَ مِنَ القَوْ
مِ وَكانَ النّطافُ ما في العَزَالي
مَرِحَتْ حُرّةٌ كَقَنْطَرَةِ الرّومِـ
ـيّ تَفْرِي الـهَجِيرَ بِالإرْقَالِ
تَقْطَعُ الأمعَزَ المُكَوْكِبَ وَخداً
بِنَوَاجٍ سَرِيعَةِ الإيغَالِ
عَنْتَرِيسٌ، تَعدُو إذا مَسّها السّوْ
طُ، كَعَدْوِ المُصَلصِلِ الجَوّالِ
لاحَهُ الصّيْفُ وَالصِّيَالُ وَإشْفَا
قٌ عَلى صَعدَةٍ كَقَوْسِ الضّالِ
مُلْمِعٍ لاعَةِ الفُؤادِ إلى جَحْـ
ـشٍ، فَلاهُ عَنْهَا فَبِئْسَ الفَالي
ذُو أذاةٍ عَلى الخَليطِ، خَبيثُ الـ
ـنّفْسِ، يَرْمي مَرَاغَهُ بالنُّسَالِ
غَادَرَ الجَحشَ في الغُبارِ، وَعَدّا
هَا حَثِيثاً لِصُوّةِ الأدْحَالِ
ذَاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي عَن يمينِ الـ
ـرَّعْنِ، بَعْدَ الكَلالِ وَالإعْمَالِ
وَتَرَاهَا تَشْكُو إليّ، وَقَدْ آ
لَتْ طَلِيحاً تُحذى صُدورَ النّعالِ
نَقَبَ الخُفِّ للسُّرَى، فَتَرَى الأنْـ
ـسَاعَ من حِلّ ساعَةٍ وَارْتِحَالِ
أثّرَتْ في جَنَاجِنٍ كَإرَانِ الـ
ـمَيتِ، عُولينَ فوْقَ عُوجٍ رِسَالِ
لا تَشَكّيْ إليّ مِنْ ألَمِ النِّسْـ
ـعِ، وَلا مِنْ حَفاً، وَلا من كَلالِ
لا تَشَكّيْ إليّ، وَانْتَجعي الأسْـ
ـوَدَ أهلَ النّدى، وَأهلَ الفِعَالِ
فَرْعُ نَبْعٍ يَهْتَزّ في غُصُنِ المَجْـ
ـدِ غَزِيرُ النّدى شَديدُ المِحَالِ
عِندَهُ الحَزْمُ وَالتّقى وَأسا الصَّرْ
عِ، وَحَمْلٌ لمُضْلِعِ الأثقالِ
وَصِلاتُ الأرْحَامِ قَدْ عَلِمَ النّا
سُ، وَفَكُّ الأسرَى من الأغْلالِ
وَهَوَانُ النّفْسِ العَزِيزةِ للذّكْـ
ـرِ، إذا ما التَقَتْ صُدُورُ العَوَالي
وَعَطَاءٌ إذا سَألْتَ، إذا العِذْ
رَةُ كَانَتْ عَطِيّةَ البُخّالِ
وَوَفَاءٌ، إذا أجَرْتَ، فَمَا غُرّ
تْ حِبَالٌ وَصَلْتَهَا بحِبَالِ
أرْيَحيٌّ، صَلْتٌ، يَظَلّ لَهُ القَوْ
مُ رُكُوداً، قِيَامَهُمْ للـهِلالِ
إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَاماً، وَإنْ يُعطِ
جَزِيلاً، فَإنّهُ لا يُبَالي
يَهَبُ الجِلّةَ الجَرَاجِرَ، كالبُسْـ
تَانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أطْفَالِ
والبَغَايَا يَرْكُضْنَ أكسِيَةَ الإضْـ
رِيجِ وَالشّرْعَبيَّ ذا الأذْيَالِ
وَجِيَاداً كَأنّهَا قُضُبُ الشّوْ
حَطِ، تَعْدُو بِشِكّةِ الأبْطَالِ
وَالمَكاكِيكَ وَالصّحافَ من الفِضّـ
ـةِ وَالضّامِزَاتِ تَحتَ الرّجَالِ
رُبّ حيٍّ أشْقَاهُمُ آخِرَ الدّهْـ،
ـرِ وَحَيٍّ سَقَاهُمُ بِسِجَالِ
وَلَقَدْ شُبّتِ الحُرُوبُ فَمَا غُمّـ
رْتَ فيها إذْ قَلّصَتْ عَن حِيَالِ
هَؤلَى ثُمّ هَؤلَى كُلاًّ اعْـ
طَيْتَ نِعَالاً مَحْذُوّةً بِمِثَالِ
فأرَى مَنْ عَصَاكَ أصْبَحَ مْخذُو
لاً، وَكَعبُ الذي يُطيعُكَ عَالي
أنتَ خَيرٌ مِنْ ألْف ألْفٍ من القَوْ
مِ إذا مَا كَبَتْ وُجُوهُ الرّجَالِ
وَلِمثْلِ الذي جَمَعتَ مِنَ العُدّ
ةِ، تَأبَى حُكُومَةَ المُقْتَالِ
جُنْدُكَ التّالِدُ العَتِيقُ مِنَ الـ
ـسّاداتِ أهْلِ القِبابِ وَالآكَالِ
غَيرُ مِيلٍ وَلا عَوَاوِيرُ في الـهَيْـ
ـجا وَلا عُزّلٍ وَلا أكْفَالِ
وَدُرُوعٌ مِنْ نَسجِ داوُدَ في الحَرْ
بِ وَسوقٌ يُحمَلن فوْقَ الجِمالِ
مُلْبَسَاتٌ مِثْلَ الرّمَادِ مِنَ الكُـ
رّةِ مِنْ خَشْيَةِ النّدى وَالطِّلالِ
لمْ يُيَسَّرْنَ للصّدِيقِ، وَلَكِنْ
لِقِتَالِ العَدُوّ يَوْمَ القِتَالِ
لاِمْرِىءٍ يَجْعَلُ الأداةَ لرَيْبِ الـ
دّهْرِ، لا مُسْنَدٍ وَلا زُمّالِ
كُلَّ عَامٍ يَقُودُ خَيْلاً إلى خَيْـ
لٍ، دِفَاقاً غَداةَ غِبّ الصّقَالِ
هُوَ دَانَ الرِّبَابَ، إذْ كَرِهُوا الـ
دّينَ دِرَاكاً بِغَزْوَةٍ وَصِيَالِ
ثُمّ أسْقَاهُمْ عَلى نَفَدِ العَيْـ
شِ فأرْوَى ذَنُوبَ رِفْدٍ مُحَالِ
فَخْمَةً يَلْجَأُ المُضَافُ إلَيْهَا،
وَرِعَالاً مَوْصُولةً بِرِعَالِ
تُخْرِجُ الشّيخَ من بَنِيهِ وَتُلْوِي
بِلَبُونِ المِعْزَابَةِ المِعْزَالِ
همّ دَانَتْ بَعْدُ الرِّبَابُ، وَكانَتْ
كَعَذَابٍ عُقُوبَةُ الأقْوَالِ
عَنْ تَمَنٍّ وَطُولِ حَبسٍ وَتَجميـ
عِ شَتَاتٍ، وَرِحْلَةٍ وَاحتِمَالِ
مِنْ نَوَاصي دُودانَ إذْ كَرِهُوا الـ
بأسَ وَذُبْيانَ وَالـهِيجانِ الغَوَالي
ثُمّ وَصّلْتَ صِرّةً بِرَبيعٍ،
حِينَ صَرّفْتَ حالَةً عَنْ حَالِ
رُبّ رَفْدٍ هَرَقْتَهُ ذَلِكَ اليَوْ
مَ وَأسْرَى مِنْ مَعْشَرٍ أقْتَالِ
وَشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطّيْ أرِيكٍ،
وَنِسَاءٍ كَأنّهُنّ السّعَالي
وَشَرِيكَيْنِ في كَثيرٍ مِنْ المَا
لِ، وَكَانَا مُحَالِفَيْ إقْلالِ
قَسَمَا الطّارِفَ التّلِيدَ مِنَ الغُنْـ
مِ، فَآبَا كِلاهُما ذو مَالِ
لَنْ تَزَالُوا كَذَلِكُمْ، ثمّ لا زِلْـ
تَ لـهُمْ خَالِداً خُلُودَ الجبَالِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:28 AM

ربيعة الوهاب



وَإذا أرَدْتَ بِأرْضِ عُكْلٍ نَائِلاً،
فَاعْمِدْ لبَيْتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ
يَهَبُ النّجيبَةَ وَالنّجيبَ بِسَرْجِهِ،
وَالأُدْمَ بَينَ لَوَاقِحٍ وَعِشَارِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:30 AM

رحل العز



ألَمْ تَرَ أنّ العِزّ ألْقَى بِرَحْلِهِ
إلى الغُرّ مِنْ أوْلادِ بَكْرِ بنِ عامِرِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:31 AM

رياحاً لا تهنه



رِيَاحاً لا تُهِنْهُ إنْ تَمَنّى
مَعارِفَ مِنْ شِمالي في رِيَاحِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:31 AM

زندك أثقب أزنادها



أجِدَّكَ لمْ تَغتَمِضْ لَيْلَةً،
فَتَرْقُدَهَا مَع رُقّادِهَا
تَذَكَّرُ تَيّا وَأنّى بِهَا،
وَقَد أخلَفَتْ بَعضَ مِيعادِهَا
فَميطي تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤادِ،
وَصُولِ حِبَالٍ وَكَنّادِهَا
وَمِثْلِكِ مُعْجَبَةٍ بالشّبَا
بِ صَاكَ العَبِيرُ بِأجْسَادِهَا
تَسَدّيتُهَا عَادَني ظُلْمَةٌ،
وَغَفْلَةُ عَيْنٍ وَإيقَادِهَا
فَبِتُّ الخَلِيفَةَ مِنْ زَوْجِهَا،
وَسَيّدَ نُعْمٍ وَمُسْتَادِهَا
وَمُسْتَدْبِرٍ بِالّذِي عِنْدِهُ،
عَلى العَاذِلاتِ وَإرْشَادِهَا
وَأبْيَضَ مُخْتَلِطٍ بِالكِرَا
مِ لا يَتَغَطّى لإنْفَادِهَا
أتَاني يُؤامِرُني في الشَّمْو
لِ لَيْلاً، فَقُلْتُ لَهُ غَادِهَا
أرَحْنَا نُبَاكِرُ جِدّ الصَّبُو
حِ، قَبْلَ النّفُوسِ وَحَسّادِهَا
فَقُمْنَا، وَلمّا يَصِحْ دِيكُنَا،
إلى جَوْنَةٍ عِنْدَ حَدّادِهَا
تَنَخّلَهَا مِنْ بِكَارِ القِطَافِ،
أُزَيْرِقُ آمِنُ إكْسَادِهَا
فَقُلْنَا لَهُ: هَذِهِ هَاتِهَا،
بِأدمَاءَ في حَبْلِ مُقْتَادِهَا
فَقَالَ: تَزِيدُونَني تِسْعَةً،
وَلَيْسَتْ بِعَدْلٍ لأنْدَادِهَا
فَقُلْتُ لمِنْصَفِنَا: أعْطِهِ،
فَلَمّا رَأى حَضْرَ شُهّادِهَا
أضَاءَ مِظَلّتَهُ بِالسّرَا
جِ، وَاللّيْلُ غَامِرُ جُدّادِهَا
دَرَاهِمُنَا كُلّهَا جَيّدٌ،
فَلا تَحْبِسَنّا بِتَنْقَادِهَا
فَقَامَ، فَصَبّ لَنَا قَهْوَةً،
تُسَكّنُنَا بَعْدَ إرْعَادِهَا
كُمَيْتاً تكَشّفُ عَنْ حُمْرَةٍ،
إذا صَرّحَتْ بَعْدَ أزْبَادِهَا
كَحَوْصَلَةِ الرّألِ في دَنّهَا،
إذا صُوّبَتْ بَعْدَ إقْعَادِهَا
فَجَالَ عَلَيْنَا بِإبْرِيقِهِ،
مُخَضَّبُ كَفٍّ بفِرْصَادِهَا
فَبَاتَتْ رِكَابٌ بِأكْوَارِهَا،
لَدَيْنَا، وَخَيْلٌ بِألْبِادِهَا
لِقَوْمٍ، فَكَانُوا هُمُ المُنْفِدِين
شَرَابَهُمُ قَبْلَ إنْفَادِهَا
فَرُحْنَا تُنَعّمُنَا نَشْوَةٌ
تَجُوزُ بِنَا بَعْدَ إقْصَادِهَا
وَبَيْدَاءَ تَحْسِبُ آرَامَهَا
رِجَالَ إيَادٍ بِأجْلادِهَا
يَقُولُ الدّلِيلُ بِهَا للصّحَا
بِ: لا تُخطِئوا بَعضَ أرْصَادِهَا
قَطَعْتُ، إذا خَبّ رِيْعَانُهَا،
بِعَرْفَاءَ تَنْهَضُ في آدِهَا
سَدِيسٍ مُقَذَّفَةٍ بِاللّكِيـ
ـكِ، ذاتِ نَمَاءٍ بِأجْلادِهَا
تَرَاَهَا إذا أدْلَجَتْ لَيْلَةً،
هَبُوبَ السُّرَى بَعْدَ إسْآدِهَا
كَعَيْنَاءَ ظَلّ لـهَا جُؤذُرٌ
بقُنّةِ جَوٍّ، فأجْمَادِهَا
فَبَاتَتْ بِشَجْوٍ تَضُمّ الحَشَا
عَلى حُزْنِ نَفْسٍ، وَإيحَادِهَا
فَصَبّحَهَا لِطُلُوعِ الشرُوق
ضِرَاءٌ تَسَامَى بِإيسَادِهَا
فَجَالِتْ وَجالَ لـهَاأرْبَعٌ
جَهَدْنَ لـهَا مَعَ إجْهَادِهَا
فَمَا بَرَزَتْ لِفَضَاءِ الجَهَادِ
فَتَتْرُكَهُ بَعْدَ إشْرادِهَا
وَلَكِنْ إذا أرْهَقَتْهَا السّرَا
ع كَرّتْ عَلَيْهِ بمِيصَادِهَا
فَوَرّعَ عَنْ جِلْدِهَا رَوْقُهَا،
يَشكّ ضُلُوعاً بِأعْضَادِهَا
فَتِلْكَ أُشَبّهُهَا إذْ غَدَتْ
تَشُقّ البِرَاقَ بِإصْعَادِهَا
تَؤمّ سَلامَةَ ذا فَائِشٍ،
هُوَ اليَوْمَ حَمٌّ لمِيعَادِهَا
وَكَمْ دونَ بَيْتِكَ من صَفْصَفٍ،
وَدَكْداكِ رَمْلٍ وَأعْقَادِهَا
وَيَهْمَاءَ بِاللّيْلِ غَطْشَى الفَلا
ةِ، يُؤنِسُني صَوْتُ فَيّادِهَا
وَوَضْعِ سِقَاءٍ وَإحْقَابِهِ،
وَحَلِّ حُلوسٍ وَإغْمَادِهَا
فَإنْ حِمْيَرٌ أصْلَحَتْ أمْرَهَا،
وَمَلّتْ تَسَاقَي أوْلادِهَا
وُجِدْتَ إذا اصْطَلَحوا خَيْرِهُم،
وَزَنْدُكَ أثْقَبُ أزْنَادِهَا
وَإنْ حَرْبُهُمْ أُوقِدَتْ بَيْنَهُمْ
فَحَرّتْ لَهُمْ بَعْدِ إبْرَادِهَا
وَجِدْتَ صَبُوراً عَلى رُزْئِهَا،
وَحَرّ الحُرُوبِ وَتَرْدَادِهَا
وَقَالَتْ مَعَاشرُ: مَنْ ذا لَنَا
بِحَرْبٍ عَوَانٍ وَتَطْرَادِهَا
وَكَانُوا بِشَحْمِ الكُلَى قَبْلَهَا،
فَقَدْ جَرّبُوهَا لِمُرْتَادِهَا
كَثِيرُ النّوَافِلِ تَبْرِي لَهُ
مَرَازِىءُ لَيْسَ بِعَدّادِهَا
وَمَنْكُوحَةٍ غَيْرِ مَمْهُورَةٍ،
وَأُخْرَى يُقالُ لَهُ: فَادِهَا
وَمَنْزُوعَةٍ مِنْ فِنَاءِ امْرِىءٍ،
لِمَبْرَكِ آخَرَ مُزْدَادِهَا
تَدُرّ عَلى غَيْرِ أسْمَائِهَا
مُطَرَّفَةً بَعْدَ إتْلادِهَا
هَضُومُ الشّتَاءِ، إذا المُرْضِعَا
تُ جَالَتْ جَبَائِرُ أعْضَادِهَا
وَقَوْمُكَ، إنْ يَضْمَنُوا جَارَةً،
يَكُونُوا بِمَوْضِعِ أنْضَادِهَا
فَلَنْ يَطْلُبُوا سِرّهَا لِلْغِنَى،
وَلَنْ يُسْلِمُوهَا لإزْهَادِهَا
أُنَاسٌ، إذا شَهِدُوا غَارَةً
يَكُونُونَ ضِدّاً لأنْدَادِهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:32 AM

صددت عن الأعداء



يَلُمْنَ الفَتى، إنْ زلّتِ النعلُ زَلّةً،
وَهُنّ عَلى رَيْبِ المَنُونِ خَوَاذِلُ
يَقُلْنَ حَيَاةٌ بَعْدَ مَوْتِكَ مُرّةٌ،
وَهُنّ إذا قَفّينَ عَنْكَ ذَوَاهِلُ
مَتى تأتِنَا تَعْدُو بِسَرْجِكَ لِقْوَةٌ
صَبُورٌ تَجَنّبْنا وَرَأسُكَ مَائِلُ
صَدَدْتَ عَنِ الأعداءِ يَوْمَ عُبَاعبٍ
صُدُودَ المَذاكي أقرَعَتها المَساحِلُ


الساعة الآن 01:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team