منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الأعلام. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=29)
-   -   تميم البرغوثي ..كل التحية .. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2116)

هوازن البدر 11-01-2010 07:55 PM

تميم البرغوثي ..كل التحية ..
 
رائحة بلادي أعشقها ... وصلابة من فيها أحترمها ..
تميم البرغوثي .. كل التحية ..

كل ما كتبهُ تميم بالصوت ..والحرف ..


[video=youtube;Qz9PkgzU_ZI]http://www.youtube.com/watch?v=Qz9PkgzU_ZI[/video]

طمّنوا ستي أم عطا بإنه القضية من زمان المندوب وهي زي ما هية
لسّـة بنفاصـل القناصـل عليهـا زي مـا بتفاصلـي مع الغجرية
لكـن اطّمنـي وصلنـا معـاهـم بين ستة وستة ونـص فـي الميـة
بطلع لهم يـا ستـي حيفـا ويافـا ولنـا خرفيـش وسيسعـة بريـة
والنا دولة يحرسها طيـر السنونـو يا ام عطا ولبسوه رتب عسكريـة
والسنونـو إلـه نمـو اقتصـادي والسنونـو إلـه خطـط أمنـيـة
والسنونو عم ينبذ العنـف ويعلـن إلتـزامـه الكـامـل بالاتفاقـيـة
ولنا برضه يا ستي سجادة حمـرا تالسنونـو يـأدي عليهـا التحيـة
والنا قمـة يدعـو إليهـا السنونـو يعقدوهـا فـي الجامعـة العربيـة
حيوا برج الحمام وحيـوا حمامـه مـن ملـوك المحبـة والأخـويـة
يا حمـام البـروج ويـا موالينـا يا دوا الجرح ويـا شفـا البرديـة
يا شـداد الخطـر علـى أعادينـا وحبكو إلنا حـب قيـس للعامريـة
راح أقول اللي قالوا طوقان قبلـي أخو فدوى وابن العروق الزكيـة
فـي يدينـا بقيـة مــن بــلادٍ فاستريحوا كـي لا تضيـع البقيـة



وللحديثِ بقية ...

ناريمان الشريف 11-01-2010 08:06 PM

طمنوا ستي أم عطا ....


سلم ذوقك الرفيع يا هوازن
قصيدة جميلة في الصميم .. والأجمل أن تستمع إليها بصوته

أشكرك .. انتقاء موفق جداً


من القلب تحية ... ناريمان

هوازن البدر 11-03-2010 10:42 PM

[video=youtube;2V1l-e3Jb8U]http://www.youtube.com/watch?v=2V1l-e3Jb8U[/video]



كفوا لسان المراثي إنها ترف *** عن سائر الموت هذا الموت يختلف


يا من تصيحون يا ويلي و يا لهفي *** و الله لم يأت بعد الويل و اللهف



***



ضل الكلام و ضل المهتدون به *** إن الصفات خيانات لما تصف



فالمرء سر و وجه المرء يكتمه *** تحتار هل عرفوا أم بعد ما عرفوا



تخبرهم فترى في صمتهم خدرا *** كالشيخ عزاه عن موت ابنه الخرف



فان يصبروا لا تصدق أنهم صبروا *** أو يضعفوا لا تصدق أنهم ضعفوا



أنظر إليهم ... أقام الليل في شغل *** تحت هلال لغير الخوف يرتجف



يضمد ون نخيل الله في زمن *** للحرب لا السلم فيه يرفع السعف



تعانق الموت فيهم و الحياة كما *** تعانقت في الحروف اللام والألف



***



يا هلال ... يا بتسامة ليل عليل يجامل أمثالنا الزائرين



يا استدارة نون بخط ابن مقلة ... يقسم قارؤها أنها النون في قول ربك كن



يتفرع من حبرها شجر يثمر الخلق كلهم يا سيدي أجمعين



***



شهدت تفرع تاريخنا كغصون الخيال ... و شهدت وداعته حين كان بريئاً كعين الغزال



و شهدت تيبسه كقرون الوعول ... تشاركنا كل ليل قصير وتسهر وحدك في كل ليل يطول



و أنت الذي نام بين المقابر كي لا يراه المغول ببغداد يا صاحبي



ثم عدت كما يصف ابن الأثير تعانق من عاش من أهلها ...
كي تتدبر أمر المعايش لا بد من قمر يسهر الليل حتى و إن كان فيهامغول



***
يا جليل النحول ... يا خفي الكمال ... يا رفيق الرفاق إليك السؤال:



هل سألت و أنت تعد خطانا منذ الهجرة النبوية حتى احتلال العراق .. هل رفقت بنا يا رفيق الرفاق؟؟؟



فقال الهلال: أنا الإحتمال ... أنا الزعم أن الإضاءة في الليل ممكنة دون أن تظلم النار زيتاً و دون إفتخار الدخان بلا وجه حق علىالعالمين



أنا الليل حين يخالف فطرته و يضيء ... أنا الإحتمال الضئيل ...



أقول لكم إن شمساً و إن فارقت ما تزال هنا في زوايا السماء و وجهي عليها الدليل...
أنا الإحتمال الخفيف الثقيل



أنا كلما أضعف الله ضوئ طالبتكم أن تروني أكثر ... هاتوا مناظيركم و استعدوا ...
أنا الأمل المستغل الذي دائما يطلب المستحيل.



يوقن الراصدون بأن لا صباح سيطلع مني ... لأني ضعيف نحيف هزيل ...



و لكنهم يذهلون إذا ما أطل عليكم بوجهي صباح جديد ...



لم أغب كنت أحضره من مكامنه ... أي نعم مت حتى أتيت به ... فأنا الميت الحي فيه



اذكروني اذكروني إذا جاء صبح ... ففي كل صبح هلال شهيد ...



***



قال الهلال ينادي كل من قتلوا :




الموت محتمل ضيفاً به ثقل *** كذا قيامي بعد الموت محتمل



يا قائمي الليل لا خوف ولا وجل *** أنالكم ولد إن شئت أو سلف



قال الهلال:




أنا المولى المولى ... يا أهل *** ودي أنا مولى دم القتلى



تحت القنابل أتلو سورة الأعلى *** و لن ترد المنايا سورة تتلى



لكن نموت و في أسماعنا شرف *** حيي المآذن تحت القصفتنتصب



حتى الطيور التي من حولها عرب *** تطمئن الأهل إذ يجتاحها اللهب



أنا بخير فلا خوف ولا رهب *** ما زلت أقصف لكن لست أنقصف



كفوالسانالمراثي إنهاترف


هوازن البدر 11-04-2010 09:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 39319)
طمنوا ستي أم عطا ....



سلم ذوقك الرفيع يا هوازن
قصيدة جميلة في الصميم .. والأجمل أن تستمع إليها بصوته

أشكرك .. انتقاء موفق جداً




من القلب تحية ... ناريمان

كل الورد والود ... لحضورك الكريم ...
الهوازن

هوازن البدر 11-04-2010 09:09 PM

[video=youtube;C9XfLiOn0sg]http://www.youtube.com/watch?v=C9XfLiOn0sg[/video]



قفي ساعة يفديك قولي وقائله .... ولا تخذلي من بات والدهر خاذله

أنا عالِم بالحزن منذ طفولتي .... رفيقي فما أخطيه حين أقابله
وإن له كفّا إذا ما أراحها .... على جبل ما قام بالكف كاهله
يقلِّبني رأسا على عقب بها .... كما أمسكت ساقَ الوليدقوابلُه
ويحملني كالصقر يحمل صيده .... ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه طاح هالكا .... وإن ظل في مخلابه فهو آكله
عزائي من الظلاَّم إن مت قبلهم .... عموم المنايا ما لها من تجامله
إذا أقصد الموتُ القتيلَ فإنه .... كذلك ماينجو من الموت قاتله
فنحن ذنوب الموت وهي كثيرة .... وهم حسنات الموت حين تسائله
يقوم بها يوم الحساب مدافعا .... يرد بها ذمامه ويجادله
ولكن قتلا في بلادي كريمة .... ستبقيه مفقود الجواب يحاوله
ترى الطفل من تحت الجدارمناديا .... أبي لا تخف والموت يهطل وابله
ووالده رعباً يشير بكفه .... وتعجزعن رد الرصاص أنامله
على نشرة الأخبار في كل ليلة .... نرى موتنا تعلو وتهوي معاوله
لنا ينسج الأكفانَ في كل ليلة .... لخمسين عاما ما تكلُّ مغازله
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة .... كأنا – لعمري – أهله وقبائله
وقتلى على شط العراق كأنهم .... نقوش بساط دقَّق الرسمَ غازلُه
يصلى عليه ثم يوطأ بعدها .... ويحرف عنه عينه متناوله
إذا ما أضعنا شامها وعراقها .... فتلك من البيت الحرام مداخله
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه .... ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله
فهل ثم من جيل سيقبل أومضى .... يبادلنا أعمارنا ونبادله


أسامة المهدي 11-15-2010 06:41 PM



"فَمَنْ قَالَ بَيْتِي فِي الجَلِيلِ وَلَمْ يَزِد

فَقَدْ قَالَ شِعراً وَهوَ لَيس بِشِاعِرِ"


تحية لك هــوازن



تحية لتميم البرغوثي

وتحية للجليل ..

قصيدة الجليل



[video=youtube;-avrD8ihniQ]http://www.youtube.com/watch?v=-avrD8ihniQ&feature=related[/video]

هوازن البدر 12-06-2010 07:09 PM

أهلاً بكَ رفيقي الدائم في هذه الزوبعة الجميلة لتميم البرغوثي ...

الهوازن

أحمد فؤاد صوفي 04-15-2011 08:33 PM

أنا بخير فلا خوف ولا رهب *** ما زلت أقصف لكن لست أنقصف

كفوا لسان المراثي إنهاترف




تميم البرغوثي . .


تحية إليك وإلى كل الشرفاء في الوطن السليب . .

في كل يوم وليل نقترب من العودة يوماً وليل . .

إن لم نعد نحن . . فأولادنا يعودون . .
ولكن الحلم لن ينطفىء . .


------------------------------


هوازن الخير . .

لا أجد لدي شكراً كافياً لهذه الروعة . .

تقبلي تحيتي وتقديري . .

دمت وشجر الزيتون بخير . .


** أحمد فؤاد صوفي **

هوازن البدر 04-16-2011 09:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 68865)
أنا بخير فلا خوف ولا رهب *** ما زلت أقصف لكن لست أنقصف


كفوا لسان المراثي إنهاترف




تميم البرغوثي . .


تحية إليك وإلى كل الشرفاء في الوطن السليب . .

في كل يوم وليل نقترب من العودة يوماً وليل . .

إن لم نعد نحن . . فأولادنا يعودون . .
ولكن الحلم لن ينطفىء . .


------------------------------


هوازن الخير . .

لا أجد لدي شكراً كافياً لهذه الروعة . .

تقبلي تحيتي وتقديري . .

دمت وشجر الزيتون بخير . .


** أحمد فؤاد صوفي **

أهلاً بكَ أيها الرائع ...
سعيدة بوجودك هنـــا ...

هوازن البدر 04-16-2011 09:07 PM

[video=youtube;FplLISPmeBk]http://www.youtube.com/watch?v=FplLISPmeBk&feature=related[/video]


بيان عسكري
إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِ ..


فذكرهم بأن الموتَ دانِ


ومن صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيَّاً


على مرِّ الدَّقائقِ والثواني


وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَىً


لها في العمر سبعٌ أو ثمانِ


أراها وهي في الأكفان تعلو


ملاكا في السماء على حصان


على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ


وإلا تحتَ أنقاضِ المباني


كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئاً


عزيزاً لا يُفَسَّر باللسانِ


عن الدنيا وما فيها وعني


وعن معنى المخافةِ والأمانِ


فَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثاًَ


بخيطِ دَمٍ عَلَى حَدَقٍ حِسَانِ


فنادِ المانعينَ الخبزَ عنها


ومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِ


وَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍ


كَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني


له لا للبرايا النيلُ يجري


له البستانُ والثَمَرُ الدَّواني


وَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهما


حَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِ


وإن راهنتَ أن الثَأر يُنسى


فإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ


نحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّ


سَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَانِ


سَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايا


بها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِ


بَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنا


مَنَايانا على مَرِّ الزَّمَانِ


كأن الموت قابلة عجوز


تزور القوم من آنٍ لآنِ


نموتُ فيكثرُ الأشرافُ فينا


وتختلطُ التعازي بالتهاني


كأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّ


مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ


لذلك ليس يُذكَرُ في المراثي


كثيراً وهو يُذكَرُ في الأغاني


سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايا


مِنَ الأنقاضِ رأساً للجنانِ


رماديِّونَ كالأنقاضِ شُعْثٌ


تحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُوَانِ


يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهم فَتَبْدُو


سَماءُ اللهِ تَحمِلُها يدانِ


يدٌ لِيَدٍ كَمِعراجٍ طَوِيلٍ


إلى بابِ الكريمِ المستعانِ


يَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْ


هنالكَ ما تشاءُ من المعاني


صلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍٍ


وطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِ


تنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّي


لكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا تراني


فَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها فَتَرمِي


قَنَابِلَها فَتَغْرَقُ في الدُّخانِ


وَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّي


وَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِ


نقاتلهم على عَطَشٍ وجُوعٍ


وخذلان الأقاصي والأداني


نقاتلهم وَظُلْمُ بني أبينا


نُعانِيه كَأَنَّا لا نُعاني


نُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ


وَحِيدٌ ما لَهُ في الدهر ثَانِ


بِأَيْدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌ


وشَمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ

عمر مسلط 04-18-2011 09:14 AM

... هوازن /

تحية بحجم ذاك الوطن النابض هنا ... والرابض هناك ...

والنفس تناجي بحر يافا كل يومٍ ... فرُدّي إلي بعضاً من الشوقِ أن إستطعتِ ...


... تحياتي لكِ ...

ماجد جابر 04-18-2011 09:01 PM

تحيّاتي

بوركتم أستاذتنا الفاضلة هوازن البدر على هذا الاختيار الماتع.

لقد استمتعت كثيراَ وأنا أتفيّأ من شجرة المعرفة ومن قطوفها لشاعر ملتزم مؤمن بقضيّة أمّة.

هوازن البدر 04-20-2011 05:37 PM

[video=youtube;VREUcRl0Vtk]http://www.youtube.com/watch?v=VREUcRl0Vtk[/video]

أَمْرٌ طَبِيْعِيّ


أَرَى أُمَّةً في الغَارِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ تَعُودُإليهِ حِينَ يَفْدَحُهَا الأَمْرُ
أَلَمْ تَخْرُجِي مِنْهُ إلى المُلْكِ آنِفَاًكَأَنَّكِ أَنْتِ الدَّهْرُ لَوْ أَنْصَفَ الدَّهْرُ
فَمَالَكِ تَخْشَيْنَالسُّيُوفَ بِبَابِهِ كَأُمِّ غَزَالٍ فِيهِ جَمَّدَهَا الذُّعْرُ
قَدِاْرْتَجَفَتْ فَاْبْيَضَّ بِالخَوْفِ وَجْهُهَا وَقَدْ ثُبَّتَتْ فَاْسْوَدَّ مِنْظِلِّها الصَّخْرُ
يا أُمَّتي يَا ظَبْيَةً في الغَارِ ضَاقَتْ عَنْ خُطَاهاكُلُّ أَقْطَارِ الممَالِكْ
في بالِها لَيْلُ المذَابِحِ والنُّجُومُ شُهُودُزُورٍ في البُروجْ
في بالِها دَوْرِيَّةٌ فِيها جُنُودٌ يَضْحَكُونَ بِلاسَبَبْ
وَتَرَى ظِلالاً لِلْجُنُودِ عَلَى حِجَارةِ غَارِها
فَتَظُنُّهمجِنَّاً وتَبْكِي: "إنَّهُ الموْتُ الأَكِيدُ ولا سَبِيلَ إلى الهَرَبْ"
يَاظَبْيَتي مهلاً، تَعَالَيْ وَاْنْظُرِي، هَذَا فَتَىً خَرَجَ الغَدَاةَ وَلَمْيُصَبْ
في كَفِّهِ حَلْوَىً، يُنَادِيكِ: "اْخْرُجِي، لا بَأْسَ يَا هَذِيعَلَيكِ مِنَ الخُرُوجْ"
وَلْتَذْكُرِي أَيَّامَ كُنْتِ طَلِيقَةً،
تَهْدِيخُطَاكِ النَّجْمَ في عَلْيائه، والله يُعرَفُ من خِلالِكْ
يا أُمَّنا، والموتُأَبْلَهُ قَرْيَةٍ يَهْذِي وَيسْرِقُ مَا يَطيب لَهُ مِنَ الثمر المبارَكِ فيسِلالِكْ
وَلأَنَّهُ يَا أمُّ أَبْلهُ، فَهْوَ لَيْسَ بِمُنْتَهٍ مِنْ أَلْفِعَامٍ عَنْ قِتَالِكْ
حَتَّى أَتَاكِ بِحَامِلاتِ الطَّائِرَاتِ وَفَوْقَهاجَيْشٌ مِنَ البُلَهَاءِ يَسْرِقُ مِنْ حَلالِكْ
وَيَظُنُّ أَنَّ بِغَزْوَةٍأَوْ غَزْوَتَيْنِ سَيَنْتَهِي فَرَحُ الثِّمارِ عَلَى تِلالِكْ
يَا مَوْتَنَا،يَشْفِيكَ رَبُّكَ مِنْ ضَلالِكْ!
يَا أُمَّةً في الغَارِ مَا حَتْمٌ عَليْنَاأَنْ نُحِبَّ ظَلامَهُ
إِنِّي رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَلْبِسُ زِيَّ أَطْفَالِالمَدَارِسِ حَامِلاً أَقْلامَهُ
وَيَدُورُ ما بينَ الشَّوارِعِ، بَاحِثاً عَنْشَاعِرٍ يُلْقِي إِلَيْهِ كَلامَهُ
لِيُذِيعَهُ للكَوْنِ في أُفُقٍ تَلَوَّنَبِالنَّدَاوَةِ وَاللَّهَبْ
يَا أُمَّتِى يَا ظَبْيَةً في الغَارِ قُومِيوَاْنْظُرِي
ألصُّبْحُ تِلْمِيذٌ لأَشْعَارِ العَرَبْ
يا أُمَّتي أَنَاْلَستُ أَعْمَىً عَنْ كُسُورٍ في الغَزَالَةِ،
إنَّهَا عَرْجَاءُ،أَدْرِي
إِنَّهَا، عَشْوَاءُ، أَدْرِي
إنَّ فيها كلَّ أوجاعِ الزَّمَانِوإنَّها
مَطْرُودَةٌ مَجْلُودَةٌ مِنْ كُلِّ مَمْلُوكٍ وَمَالِكْ
أَدْرِيوَلَكِنْ لا أَرَى في كُلِّ هَذَا أَيَّ عُذْرٍ لاعْتِزَالِكْ
يا أُمَّنا لاتَفْزَعِي مِنْ سَطْوَةِ السُّلْطَانِ. أَيَّةُ سَطْوَةٍ؟
مَا شِئْتِ وَلِّيوَاْعْزِلِي، لا يُوْجَدُ السُّلْطَانُ إلا في خَيَالِكْ
يَا أٌمَّتي ياظَبْيَةً في الغَارِ تَسْأَلُني وَتُلحِفُ: "هَلْ سَأَنْجُو؟"
قُلْتُ: " أَنْتِسَأَلْتِني مِنْ أَلْفِ عَامٍ. إنَّ في هَذَا جَوَاباً عَنْ سُؤَالِكْ"
يَاأُمَّتِي أَدْرِي بأَنَّ المرْءِ قد يَخْشَى المهَالِكْ
لَكِنْ أُذَكِّرُكُمْفَقَطْ فَتَذَكَّرُوا
قَدْ كَانَ هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَبْلُ وَاْجْتَزْنَابِهِ
لا شَيْءَ مِنْ هَذَا يُخِيْفُ، وَلا مُفَاجَأَةٌ هُنَالِكْ
يَاأُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ،
وَقُومِي،
إنهأَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ

هوازن البدر 11-16-2011 09:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مسلط (المشاركة 69046)
... هوازن /


تحية بحجم ذاك الوطن النابض هنا ... والرابض هناك ...

والنفس تناجي بحر يافا كل يومٍ ... فرُدّي إلي بعضاً من الشوقِ أن إستطعتِ ...



... تحياتي لكِ ...




أرحب ُ بك أيها الرائع عمر ..
أهلاً بك في مساحة الشعر هذه ...
الهوازن

أسامة المهدي 11-29-2011 11:55 AM

في القدس




.
مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّناعَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَه ُإذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها

...

في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً
مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ
...

وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ
حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ خلفها مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
فًارفق بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ
...

يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،
فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
...

والقدس تعرف نفسها،
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيئ في المدينةِ
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
...

في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
...

في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً
إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
...

في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،
فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ
...

في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في إصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً
فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ
...

في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"
...

في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
...

في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
...

في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
...

في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
أتراها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ
...

العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟
لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ




[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=tZTSLDVeH5M&feature=related[/youtube]

؟.

عبدالحكيم مصلح 11-29-2012 10:30 PM

أختي الفاضله هوازن حفظها الله

كل التحايا لكِ بحجم بيارات البرتقال وكروم العنب في الخليل ،

تحيتي وأحترامي

هوازن البدر 12-02-2012 07:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم مصلح (المشاركة 133528)
أختي الفاضله هوازن حفظها الله

كل التحايا لكِ بحجم بيارات البرتقال وكروم العنب في الخليل ،

تحيتي وأحترامي



التحية لك ...
أخي عبد الحكيم ....
والتحية لكل فلسطيني كان في وطني الغالي المسلوب الذي اتمنى من كل قلبي أن يرجع لنا كل شبر في هذه الأرض ... والتحية لكل فلسطيني خارج الوطن ...
وأقول لعلها خطوة مباركة ... ( إعلان الدولة 194) ... فقد كانت فرحة أبناء الشعب كبيرة برغم أن ليست بالحجم الهائل الذي كنا نتوق له ُ ... ولكن لاضير في ذلك ف أول الغيث قطرة ..والقادم أجمل بإذن الله ....
والأمل كبير ...

شكراً لمرورك الطيب ....
الهوازن

أسامة المهدي 01-22-2013 04:23 PM

.

نفسي الفداء لكل منتصر حزين

قتل الذين يحبهم،

إذ كان يحمي الآخرين

.

يحمي بشبرٍ تحت كعبيه اتزان العقل

معنى العدل في الدنيا على إطلاقه

يحمي البرايا أجمعين

حتى مماليك البلاد القاعدين

والحرب واعظة تنادينا

لقد سلم المقاتل

والذين بدورهم قتلوا

نعم هذا قضاء الله لكن

ربما سلموا إذا كان الجميع مقاتلين

نفسي فداء للرجال ملثمين

إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يطير من أدنى لأعلى

مثل تاريخ هنا يملي فيتلى

حاصرونا كيفما شئتم

فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار

نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق تحت الأرض من دار لدار

حيث الصباح غدا هنا يهرب من يد ليد

بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين

نفسي فداء للسماء قنابل الفسفور تملؤها كشعر الغول

ألف أفعى بيضاء نحو الأرض تسعى

والسماء تريد أن تنقض كالمبنى القديم

فنرفع الأيدي لنعدل ميلها،

وتكاد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين

يا أهل غزة ما عليكم بعدها

والله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين

.

نفسي الفداء لعرق زيتون من البلد الأمين

أضحى يقلص ظله، كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بِرْكَةٌ في الدرب

حتى لا يمر مجند من تحته

ويقول إن كسرته دبابتهم في زحفها نحو المدينة:

"لا يهم، على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي

وتلك نبوءة

قد كان يفهمها الغزاة من القرون السابقين

هذي بلاد الشام

كيف تقوم فيها دولة ربت عدواتها مع الزيتون يا حمقى

ولكن عذركم معكم فأنتم بعدُ ما زلتم غزاة محدثين

قسماً بشيبي لن يطول يقاؤكم

فالظل يأنف أن تمروا تحته

والأرض تأنف أن تمروا فوقها

والله سماكم قديماً في بلادي عابرين"

.

نفسي فداء للرجال المسعفين

المنحنين على الركام ولم يكونوا منحنين

الراكضين إلى المنازل باحثين عن الأنين

حيث الأنين علامة الأحياء يصبح نادراً

حيث الحياة تصير حقاً لا مجازاً خاتماً في التُرْبِ

تظهرُ، يرهفون السمعَ رغمَ القصفِ،

تخفى مرةً أخرى وتظهرُ،

يرفعون الردمَ، لا أحدٌ هنا،

تبدو يدٌ أو ما يشابهها هناكَ،

ويخرجون الجسمَ رغم تشابه الألوانِ

بين الرمل والإنسانِ

كالذكرى من النسيانِ

كالمعنى من الهذيانِ

تطلع أمةٌ وكأنما هي فكرة منسيةٌ

يا دهر فلتتذكر الموتى،

هنالك سبعة في الطابق الثاني

ثمانية بباب الدار،

أربعة من الأطفال ماتت أمهم وبقوا

لأيام بلا ماء ولا مأوى

ولا صوت، ولا جدوى

فقل للموت، يا هذا استعد فإنهم

والله لن يأتوك أطفالاً، ولكن

كالشيوخ تجارباً ومرارة

حضر دفاعك فالقضاة

مضرجين بحكمهم

قدموا عليك مسائلين

.

وهناك وجه بينهم يأتي عليه هالة رملية،

طفل يصيح بموته قم وانفض الأنقاض عني

ولتعني، أن أقول لقاتلي الغضبان مني

إنني قد مت حقاً، لا مجازاً، غير أني

لم يزل لي منبر فوق الأكف وخطبة لا تنتهي

يا دولة قامت على أجسادنا لا تطمئني

واعلمي ما تفعلين

ولتقرئي يوم القيامة واضحاً في أوجه المستشهدين

.

نفسي الفداء لأسرةٍ جمع الجنود رجالها ونساءها في غرفة،

قالوا لهم، أنتم هنا في مأمن من شرنا

ومضوا،

ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعدٍ

ويأمر بعدها جرافتين بأن يسوَى ما تبقَّى بالتراب،

لعل طفلاً لم يمت في الضرية الأولى

ويأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطء على جثث الجميع

يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى

ربما قاموا، يحدث نفسه في الليل

يرجع مرة أخرى لنفس البيت، يقصفه،

ويقنع نفسه، ماتوا، بكل طريقة ماتوا،

ويسأل نفسه، لكن ألم أقتلهمو من قبل،

من ستين عاماً، نفس هذا القتل،

نفس مراحل التنفيذ،

لست أظنهم ماتوا،

ويطلب طلعة أخرى

من الطيران تنصره على الموتى

ويرفع شارة للنصر مبتسماً إلى العدسات

منسحباً، سعيداً أن طفلاً من أولئك لم يقم من تحت أنقاض المباني

كي يكدره

ويسأل نفسه في الليل، ما زال احتمالاً قائماً أن يرجعوا

فيضيء ليلته بانواع القنابل،

سائلا قطع الظلام عن الركام وأهله

ماذا ترين وتسمعين

فتجيبه

لم ألق إلا قاتلاً قلقاً، وقتلى هادئين

.

نفسي فداء للصغار الساهرين

عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين

المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين

الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين

من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ

ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ

عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ

لكنني صدقاً أقول لكم

فقط من أجل منظركم، وهيبتكم

إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز

سيروا صاغرين

.

نفسي فداء للصغار النائمين

بممر مستشفى على برد البلاط بلا سرير، خمسةً أو ستةً متجاورين

في صوف بطانية فيها الدماء مكفنين

قل للعدو، أراك أحمق ما تزالْ،

فالآن فاوضهم على ما شئت

واطلب منهمو وقف القتالْ

يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة

أو إلى العين الكحيلة

من سنين

أدري بأنك لا تخاف الطفل حياً

إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين

.

سامر العتيبي 11-30-2013 01:03 PM

http://www.youtube.com/watch?v=dAUe2-8gE9A

قفي ساعة يفديك قولي وقائله
لا تخذلي من بات والدهر خاذله
أنا عالِم بالحزن منذ طفولتي
رفيقي فما أخطيه حين أقابله
وإن له كفّا إذا ما أراحها
على جبل ما قام بالكف كاهله
يقلِّبني رأسا على عقب بها
كما أمسكت ساقَ الوليد قوابلُه
ويحملني كالصقر يحمل صيده
ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه طاح هالكا
وإن ظل في مخلابه فهو آكله
عزائي من الظلاَّم إن مت قبلهم
عموم المنايا ما لها من تجامله
إذا أقصد الموتُ القتيلَ فإنه
كذلك ما ينجو من الموت قاتله
فنحن ذنوب الموت وهي كثيرة
وهم حسنات الموت حين تسائله
يقوم بها يوم الحساب مدافعا
يرد بها ذمامه ويجادله
ولكن قتلا في بلادي كريمة
ستبقيه مفقود الجواب يحاوله
ترى الطفل من تحت الجدار مناديا
أبي لا تخف – والموت يهطل وابله
ووالده رعبا يشير بكفه
وتعجز عن رد الرصاص أنامله
على نشرة الأخبار في كل ليلة
نرى موتنا تعلو وتهوي معاوله
لنا ينسج الأكفانَ في كل ليلة
لخمسين عاما ما تكلُّ مغازله
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة
كأنا – لعمري – أهله وقبائله
وقتلى على شط العراق كأنهم
نقوش بساط دقَّق الرسمَ غازلُه
يصلى عليه ثم يوطأ بعدها
ويحرف عنه عينه متناوله
إذا ما أضعنا شامها وعراقها
فتلك من البيت الحرام مداخله
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه
ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله
فهل ثم من جيل سيقبل أو مضى
يبادلنا أعمارنا ونبادله


الساعة الآن 11:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team