منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   فدريكو غارسيا لوركا : Fedrico Garcia Lorca 1898 - 1936 (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2232)

رقية صالح 11-12-2010 02:12 AM

فدريكو غارسيا لوركا : Fedrico Garcia Lorca 1898 - 1936
 


ولد الشاعر والكاتب المسرحي الإسباني (فدريكو غارسيا لوركا) في قرية فوينتي باكيرو في إسبانيا (عين البقارين من ضواحي غرناطة) في الخامس من حزيران – يونيو عام 1898 في بيت هادئ وجميل وكان والده من ملاّكي الأرض الصغار، أما والدته فكانت تعمل في حقل التعليم. وفي عام 1909 انتقلت عائلته إلى قلب مدينة غرناطة.

وفي هذه السنوات بدأ دراسته الثانوية، وأتاحت له الحالة الاقتصادية الجيدة لعائلته أن يعيش حياة مرفهة، فترك بيت العائلة واستقل بنفسه في بيت على ضفة نهر إلدارو الذي يحتضن قواعد (قصر الحمراء). ومن هنا بدأت اهتماماته الأدبية فالتحق بالجامعة عام 1914 حيث تخصص في الفلسفة والآداب. وبدأ بنشر ثصائده الأولى في العام 1916.

كان لوركا في مطلع حياته شاباً متديناً يشارك في الطقوس الكنسية ويحضر صلوات الآحاد، حتى حدثت له حادثة جعلته يتمرد على هذه الطقوس، ويبتعد عن الالتزامات الدينية، حتى أنه هاجم الدين بعنف في قصيدته الموجهة إلى الموسيقار دي فايا، مما أثار غضب هذا الأخير، لما يعرفه من مدى تمسُّك الناس بالدين في إسبانيا، وفي منطقة الأندلس بالذات.

أما الحادثة: فهي أنه يوماً بعض الإساءة للعرب في إحدى الطقوس التي كان يداوم على حضورها وإتمام مراسمها، وكان لوركا يحب العرب برومانسية جامحة فوقف صارخاً: (دعونا من هذه الاحتفالات الحمقاء، فمهما فعلتم فإن الحمراء ستبقى عربية). فلوركا لم يكن من أولئك الذين يحسبون للاتفاقات الاجتماعية حساباً ولن تقدر الأخلاقية الساكنة السائدة أن تستعبده، فقد كان شعلة من التمرد. وأراد التعبير عن أفكاره من خلال وسيلة ما، فأسس مجلة(الديك)، لكنه اكتشف أنه ما زال غير قادر على التكلم بحرية تماماً عما يريد، فقرر الهجرة إلى مدريد، وكان ذلك في عام 1919.

ومن مدريد بدأت شهرته ونضجت شاعريته، واتسعت ممارساته الأدبية، خاصة بعد تأسيس فرقته المسرحية (لابراكا) عام 1927، إذ كتب عدّة مسرحيات لاقت نجاحاً وشهرة واسعتين، حتى أصبح واحداً من أكثر شعراء جيله شهرة.

لكن بعض الباحثين لا يستعبدون احتمال جريان بعض الدم العربي في عروق لوركا، مما يفسّر –حسب قول كان كامب- ازدهار الصور الشديدة النمو والحنين المكتوم الذي يجري في أكثر قصائده لا يُضاهى في التعبير عن الإحساسات الطبيعية التي تتكشف عنها البقعة التي نشأ فيها.

ويعتقد الكاتب الفرنسي لويس بارو أن (الروماسيرو جيتان)، أي (أغانٍ غجرية)، لم تكن إلا(تكملة للأزجال المغربية التي كانت تُغنَّى في غرناطة في الحقبة التي جعل فيها العرب من الأندلس أجمل مملكة).

وفي العام 1930 سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أمضى فيها قرابة العام، أصدر خلاله ديوان (شاعر في نيويورك). وفي العام 1934 رحل بصحبة فرقته المسرحية إلى الأرجنتين حيث تعرّف بالشاعر بابلو نيرودا.

وفي 14 نيسان/ إبريل 1931 أعلنت الجمهورية في إسبانيا، وتخلّى ألفونسو الثالث عشر آخر الملوك الإسبان عن الحكم نتيجة لهزيمة الملكيين في الانتخابات الشعبيّة. لكن بدأت أحزاب أخرى تؤسَّس وتتحد، حتى بدأت حرب (أهلية طاحنة عام 1936، انتهت في العام 1939 بسقوط ما يقرب من نصف مليون قتيل... كان من بينهم الشاعر لوركا، الذي لم ينتم إلى حزب، ولم يمارس فعلاً مضاداً ضد أي قوة من القوى المتصارعة بمعنى الفعل الحقيقي، بل كل ما قام به هو أنه ثار على بعض المفاهيم الاجتماعية وتوقف عن الالتزام بها، وسخر من الطقوس الدينية التي سبّبت غضب المحافظين عليه.

ويعتقد البعض أن قصيدته الموجهة إلى الموسيقار دي فايا كانت المسمار الأول الذي دُقَّ في نعشه، وحين أتيحت الفرصة لهؤلاء المحافظين انتقموا لإيمانهم ومعتقداتهم وشرفهم بإرقاة دمه.
كما اتهم بفعل اللواط، وكان هذا الاتهام حقيقياً، وقد أشار إلى هذا كل الذين كتبوا عنه ولم يدفع أحد هذه الصفة عنه، كما أن له قصيدة وجّهها إلى الشاعر الأميركي ولت ويتمان (Walt Whitman) ، تشير إلى هذا الأمر بشكل واضح. فاستغلّ بعض الباحثين هذه المعلومة عن لوركا ليقول بأن اليمين الكاثوليكي أراد أن يطهِّر المجتمع من الشواذ، وأن مقتل لوركا كان نتيجة خصومات بين لوطيين. لكن الحقيقة غير ذلك، فهو لم يُقتل لهذا السبب، بل لثورته على المفاهيم والمعتقدات السائدة في حينه.

ففي 17 آب/ أغسطس 1936 ألقى جنود الجنرال فرنسسكو فرانكو (قائد الثورة الإسبانية ضد الجمهورية) القبض على لوركا، وفي صباح اليوم التالي قاموا بإعدامه بأمر من فرانكو نفسه.

من مؤلفات لوركا الشعرية: (شاعر القصص الغجري)، (مرثية مصارع ثيران)، (شاعر في نيويورك)، (ماريانا)، (بيت برناردا ألبا).

من أعماله المسرحية: (الزفاف الدامي، سُميت أيضاً بعرس الدم)، (يرما)، (الإسكافية العجيبة)، (المأساة المضحكة).



المصدر: (موسوعة المعارف العامّة – الأدب – ندى جميل اسماعيل) – المركز الثقافي اللبناني. www.Iccpublishers.tk

ريم بدر الدين 11-25-2010 01:58 PM

مساء الورد
قرأت الكثير عن موت هذا الشاعر و قرأت انه لم يكن له علاقة بالسياسة من قريب و لا من بعيد لكن قتله تم بطريق الخطأ أو لانتقام شخصي لكن من يقرأ لوركا يدرك البعد السياسي الكامن في اشعاره و الذي يبطنه في انتظار ان يستخرجه القارىء من بين السطور
من أعماله الجميلة اعراس الدم و هو عمل مشرحي شعري جميل يكاد يكون تأريخا لمنطقة من اسبانيا في حقبة معين عن بعض عاداتها الاجتماعية
أ. رقية صالح
الكاتبة و الباحثة الرائعة في الاداب الاجنبية
أسعد في كل مرة اقرأ لك فيها
محبتي دوما

رقية صالح 12-02-2010 03:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 43087)
مساء الورد



قرأت الكثير عن موت هذا الشاعر و قرأت انه لم يكن له علاقة بالسياسة من قريب و لا من بعيد لكن قتله تم بطريق الخطأ أو لانتقام شخصي لكن من يقرأ لوركا يدرك البعد السياسي الكامن في اشعاره و الذي يبطنه في انتظار ان يستخرجه القارىء من بين السطور
من أعماله الجميلة اعراس الدم و هو عمل مشرحي شعري جميل يكاد يكون تأريخا لمنطقة من اسبانيا في حقبة معين عن بعض عاداتها الاجتماعية
أ. رقية صالح
الكاتبة و الباحثة الرائعة في الاداب الاجنبية
أسعد في كل مرة اقرأ لك فيها

محبتي دوما




الأستاذة الفاضلة ريم الشام

مساك الفل والياسمين الدمشقي

لقلمك طعم مميز ولحضورك ألق خاص

وجمال مرورك من حروفك لأسبح في نهر الجمال

سعدت أكثر بوجودك آمل أن تنال جميع مواضيعي إعجابك

تقديري ومودة لا تنتهي

أحمد فؤاد صوفي 12-14-2010 12:18 AM

معلومات قيمة تنعش الذاكرة . .

تقبلي تحيتي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

رقية صالح 12-14-2010 07:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 47231)
معلومات قيمة تنعش الذاكرة . .

تقبلي تحيتي . .

** أحمد فؤاد صوفي **




مساء الجوري الأستاذ الفاضل أحمد صوفي

لمرورك رائحة العطر


تحيتي وتقديري



رقية صالح 12-14-2010 07:19 PM


فدريكو غارسيا له(46) قصيدة:




قصيدةُ الحضورِ الرهيب





أريدُ الماءَ محمولاً من مرقدِه


أريدُ الريحَ متروكةً دون أنهار


أريد الليلَ مطروحاً بلا عيون


وقلبي دونَ زهرةِ الذهب


وأريد أن يتحدثَ الثورُ مع الأغصان


وأريد أن تتخلصَ الدودةً من الظلال


وأريد أن تلمع أسنانُ الجماجم


وأريد أن يتغلغلَ الأصفرُ في الحرير


أستطيع أن أرى مبارزةَ الليلِ الجريح


متلوياً في نزالِه مع النهار


أنا أقاوم حلولَ السمِ الأخضر


والأقواس المكسورة حيث يعاني الوقت


لكن لا تغمرني بنور جسدك العاري


كما لوِ الصبّار الأسود فتحَ الخيزران


دعنى في حسراتِ الكواكبِ المظلمة


لكن لا تريني خصرك البردان



* * * *




ترجمة: عدي الحربش






قصيدة الغرام الغير مرتقب





لا أحدَ أحاطَ بسرِ عطرِ


الماجنوليا السوداءِ في رحمِك


لا أحد علمَ أنكِ عذبتي


طيرَ الغرامِ الطنانِ بين أسنانِك



....



ألفُ مهرٍ فارسي أسلمَ للنوم


في ساحةِ جبينكِ المضاءةِ بنورِِ القمر


عندما كنتُ - عبرَ أربعِ ليالٍ


أعانقُ خصرَكِ .. عدوَ الثلج


....


نظرتكِ مابينَ الجصِ والياسمين


كانت غصناً شاحباً من البذور


فتشتُ في قلبي كي أمنحكِ


الرسائل العاجية المسطرة بـ دوماً



....



دوماً .. دوماً .. يابستانَ لوعتي


جسدكِ يهربُ مني دوماً


الدم في عروقكِ وسط فمي


وفمكِ دونَ نورٍ يرقبُ موتي



****


ترجمة: عدي الحربش


رقية صالح 12-14-2010 07:28 PM

الأحداث التي حصلت لحلزونٍ مغامر




هناكَ عذوبة طفولية


في الصباحِ الساكن


الأشجار مدّت


أذرعها نحو الأرض


ضبابٌ متردد


غطى الحقول المبذورة


والعناكب نسجت


دروبها الحريرية


خيوطاً تمتد عبر البلور النقي


للهواء


في أيكةِ نبات الحور


ينبوعٌ أخذ يردد


أغنيته وسط العشب


والحلزون المسالم


مواطن الأخدود المحفور


متواضع .. وبسيط


أخذ يتأمل المنظر


السكون الرباني


للطبيعة


أعاره إيماناً وشجاعة


متناسياً أشجانَ منزلهِ


الوثير – أسرّ في نفسهِ عزماً


أن يرى نهاية الطريق


بدأ يزحفُ حتى دخلَ


غابة اللبلابِ


والقرّاص .. وقتَ الظهر


كان هناك ضفدعان عجوزان


يتمددانِ تحتَ الشمس


بمللٍ .. يضايقان الضفدعات العجائز


" هذه الأغاني الحديثة"


أحدهم تمتم ..


" بلا معانٍ.. كلها هكذا


ياصاحبي" أجاب


الضفدع الآخر الذي كان


مصاباً وشبه أعمى


" عندما كنت صبياً .. اعتقدت


أن الربّ لو سمع أخيراً


غنائنا .. سوف يرينا


بعض الرحمة.. ولكن المعرفة التي اكتسبتها


- وقد عشت وعمرت طويلاً -


دفعتني أن أطرح إيماني جانباً


والآن .. لست أغني ثانية"


الضفدعانِ ابتهلا


طالبينَ الصدقة


من ضفدعة صغيرة


مرّت بغرور


مخلفةً وراءها أوراق العشب الراقصة


متطلعاً في الغابة المظلمة


الحلزون أصابهُ الفزع


حاولَ أن يصرخ.. لم يقدر


الضدعان اقتربا منه


" هل هو فراشة؟ "


سألَ شبهُ الأعمى


" هو يملك قرنين صغيرين"


أجاب الضفدع الآخر


" إنه الحلزون. حلزون


هل جئت من أرض بعيدة ؟ "


" أنا جئت من بيتي .. وأريدُ


أن أرجعَ إلى بيتي في الحال "


" إنه مخلوق جبان جداً "


هتف الضفدع الأعمى


" هل سبقَ لك أن غنيت؟" " أنا لا أغني "


قال الحلزون.. " ولا تصلي .. أيضاً؟ "


" لا .. لم أتعلم كيف أصلي "


" ألا تؤمن بحياةٍ أبدية؟ "


" ماهذه ؟ "


" ماذا! أن تعيشَ دائماً


في أكثر المياه هدوءاً



يتبع
.
.
الأحداث التي حصلت لحلزونٍ مغامر

رقية صالح 12-14-2010 07:33 PM

بجانب تربةٍ خصبة

تنتجُ مايكفي للأكل "

" عندما كنت صغيراً أخبرتني


في أحدِ الأيام جدتي المتوفاة


أنني حين أموت سوف أغادر


نحوَ الأغصان الغضة


في أكثر الأشجار علواً "


" جدتك كانت ملحدةً


الحقيقة هي ماتسمع


منّا.. آمن بما نقول "


قال الضفدع الغاضب


" لماذا أردت أن أرى نهاية الطريق؟"


تنهّد الحلزون.. " حسنن .. صدقتكم


و بالحياةِ الأبدية


التي تبشران بها " ..


الضفدعان


تحركا جانباً مستغرقان بالتفكير


والحلزون المرعوب


أكمل طريقه ضائعاً وسط الغابة


الضفدعان الشحاذان


بقيا مثل أبي الهول


أحدهما سأل:


" هل تؤمن بحياةٍ أبدية؟ "


" لا بالطبع " كان الجوابُ المفجع


للضفدع المصاب الأعمى


" إذن .. لماذا أمرنا


الحلزون بأن يؤمن؟ "


" لماذا؟ لا أدري "


قال الضفدع الأعمى.


" تملأني العاطفة فجأة


حين أسمع صوت صغاري


يتضرعون بحرارةٍ


إلى الربِ وسط مجاري الري " ..


الحلزون المسكين


حاول الرجوع. تلك اللحظة ملأتِ الطريق


أمواج الصمت


تدفقت من جوفِ أيكة نبات الحور


صادفَ جماعةً


من النملِ الأحمر


كانت في فوضى عارمة


يسحبنَ خلفهنَّ


نملةً أخرى


قرون استشعارها


منتزعة


صاح الحلزون:


" أيها النملات .. تعقلنّ !


لماذا تعاملنَ بهذا الشكل


رفيقتكنّ؟


أخبرنني ماذا صنعت؟


سوف أحكم ضميري في الأمر


أيها النملات .. أخبرنني "


النملة شبه الميتة


قالت بأسى:


" رأيت النجوم"


" ماهي النجوم؟ " صرختِ


النملات بعصبية


سأل الحلزونُ


يتبع

.
.

(الأحداث التي حصلت لحلزون مغامر)

رقية صالح 12-14-2010 07:35 PM

- مفكراً – " نجوم؟ "


" نعم " أعادتِ النملة


" رأيت النجوم


تسلقت أعلى الأشجار


في أيكةِ نبات الحور


ورأيت آلافاً من العيون


داخلَ ظلمتي "


سأل الحلزون:


" لكن ماهي النجوم؟ "


" إنها أضواء نتقلدها


فوق رؤوسنا "


" نحن لا نراهنّ "


علقتِ النملات


وأضاف الحلزون: " عيناي


لا تريان شيئا خلف الأعشاب "


النملات صرخن


- ملوحاتٍ بقرونهنّ -


" سوف نقتلكِ أيتها النملة. أنتي


كسولة ومنحرفة


قانونكِ الوحيد هنا: العمل! "


" رأيت النجوم "


قالتِ النملة الجريحة


وكان حكمُ الحلزون:


" انفوها ..


أما البقية فليرجعن إلى العمل


أغلب الظنِِ أنها ستموتُ


قريباً من الإعياء "


عبرَ عذوبة الهواءِ الباعثة للغثيان


مرّت نحلة


استنشقت النملة – وسطَ آلامِ موتها


المبرحة – رائحة المساء الضخم


وهتفت: " هذهِ هي من سوف تأتي


لتأخذني إلى النجوم "


النملات الباقيات


هربنَ بسرعة عند رؤيتها ميتة


تنهدَ الحلزون


وغادر بأفكارٍ خدرةٍ


مشوشة


عن الحياةِ الأبدية. " الطريق


بلا نهاية!" هتف قائلا ..ً


" ربما بهذا الإتجاه


يصل المرء إلى النجوم


ولكن خطواتي الخرقاء


سوف تمنعني من الوصول


يجب ألا أفكر بالنجوم"


الضباب غطّى كل شيء


من الشروق الهزيل إلى السديم


أجراس الكنيسة البعيدة


دعتِ الناس إلى الصلاة


والحلزون المسالم


مواطنُ الأخدود المحفور


بذهولٍ ..و بدونِ سكينة


أخذ يتأملُ المنظر



****



ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 07:42 PM


قصيدة الغرام اليائس





الليل يرفض أن يأتي


كي لا تستطيعين المجيء


ولا أستطيع القدوم


لكن سوف آتي


رغم أن عقرب الشمس ينهش وسط صدغي


لكن سوف تجيئين


بلسانٍ ألهبته قطرات المطر المالح


النهار يرفض أن يأتي


كي لا تستطيعين المجيء


ولا أستطيع القدوم


لكن سوف آتي


رامياً للضفادع قرنفلي الممضوغ


لكن سوف تجيئين


عبر مجاري الظلمة الطينية


الليل والنهار يرفضان القدوم


كي أموتَ من أجلكِ


وتموتين من أجلي



****



ترجمة: عدي الحربش







رومانسية القمر، لونا





تأتي لونا إلى كيرِ الحِدادة


بتنورتها الداخليةِ والناردين


والصبيُ يحدقُ، يحدقُ


الصبيُ يحدقُ بقوة


يهبُ النسيمُ بارداً


فتحركُ لونا ذراعيها


كاشفةً عن ثدييها


عن حرارةِ ونقاءِ ثدييها


"اهربي، لونا، لونا، لونا


فلو عثرَ الغجرُ عليكِ


إذن لصنعوا من قلبكِ


قلائدَ وخواتمَ فضّة"


"يا صبيُ، دعني ارقُص


فحينَ يأتي الغجرُ


سيجدُونكَ فوقَ السندانِ


وعيونُكَ الصغيرةُ مُغلقة"


"اهربي، لونا، لونا، لونا


أستطيعُ أن أسمعَ حوافرَ خيلهم "


"يا صبيُ، امضِ ولكنْ


لا تطأ بياضي المُنشّأ"


الفرسانُ يقتربونَ أكثر


قارعينَ الطبولَ والثرى


وفي جوفِ السندانِ


الصبيُ يغلقُ عينيه


عبرَ بستانِ الزيتون


يأتي الغجرُ، بلونِ البرونز


رؤوسهم مرفوعةُ للأعلى


عيونُهم نصفُ مغلقة


ها، كيفَ تغني بومةُ الليل!


كيفَ تغني فوقَ شجرِ الليل!


تمضي لونا، عبرَ السماء


ممسكةً بيدِ الصبيّ


في جوفِ كيرِ الحدادةِ


يبكي الغجرُ ويعوِلون


والنسيمُ يراقبُ، ويراقبُ


النسيمُ يراقبُ طوالَ الليل



____________




"لونا" هو الاسم الاسباني المؤنث لكلمة "قمر" العربية



ترجمة: عدي حربش

رقية صالح 12-14-2010 07:48 PM


بكائية من أجل إغناثيو سانشيز ميخِيّاس(4 أجزاء)





(ج1)




إلى صديقتي العزيزة انكارناثيون لوبث خوليث





النطحة والموت (1)



في الخامسة بَعْد الظُهر


كانت تمام الخامسة بَعْد الظُهر


جاء طفلٌ بملاءة بيضاء


في الخامسة بَعْْد الظُهر


قُفّةٌ من الجير جُهّزَت


في الخامسة بَعْد الظُهر


ما تبقّى موتٌ ولا شيء سواه


في الخامسة بَعْد الظُهر


....


سَفَت الرياحُ القطنَ


في الخامسة بَعْد الظُهر





والأكسيد بَذَر نِيكلاً وبلّوراً (2)


في الخامسة بَعْد الظُهر


ها هما الفهد والحمامة يتصارعان


في الخامسة بَعْد الظُهر


وفَخِذٌ فيه قرنٌ أسِيف


في الخامسة بَعْْد الظُهر


بدأ ونين الأوتار الرتيب


في الخامسة بَعْْد الظُهر


الأجراس الزرنيخيّة والدخان


في الخامسة بَعْْد الظُهر


في الأركان جمهرات صمتٍ


في الخامسة بَعْْد الظُهر


والثورُ وحده لن تُثبَط عزيمتُه


في الخامسة بَعْْد الظُهر


حين أخذ العَرَق الثلجي يقترب


في الخامسة بَعْْد الظُهر


حين غُطّيَت الحلبة باليود


في الخامسة بَعْْد الظُهر


وضع الموتُ بيوضاً في الجرح


في الخامسة بَعْْد الظُهر


في الخامسة بَعْْد الظُهر


في تمام الخامسة الزواليّة


السرير نَعْشٌ ذو عجلات


في الخامسة بَعْْد الظُهر


عظامٌ ومزاميرُ ترنّ في أُدْنيه


في الخامسة بَعْْد الظُهر


ذا هو الثورُ يخور لُدن جبهته


في الخامسة بَعْْد الظُهر


كانت الغرفة مُقزّحَةً بسَكْرة الموت


في الخامسة بَعْْد الظُهر


ذي هي الغنغرينا قادمة من بعيد


في الخامسة بَعْْد الظُهر


يتبع
.
.

رقية صالح 12-14-2010 07:52 PM


بكائية من أجل إغناثيو سانشيز ميخِيّاس(4 أجزاء)






(ج2)




بوق زنبقٍ في منبت الفخذين الأخضر (3)



في الخامسة بَعْْد الظُهر


كشموسٍ كانت الجراح تَلهبُ


في الخامسة بَعْْد الظُهر


وكانت الحشود تهشّم النوافذَ


في الخامسة بَعْْد الظُهر


في الخامسة بَعْْد الظُهر


أه، يا لهول الخامسة بَعْْد الظُهر


كانت الخامسة في كلّ الساعات


كانت الخامسة في ظل الأصيل


....


الدم المراق


لا أريد أن أرى دمه


....


قولوا للقمر أن يأتي


فلا أريد أن أرى دمَ


إغناثيو على الرمل


لا أريد أن أرى دمه!


....


القمر مفتوحٌ على مصراعيه


جوادُ السُّحب الساكنة،


وحلبة المنام الرماديّة


ذات الصفصاف مدار الأسيجة


....


لا أريد أن أرى دمَه!


فإنَّ ذاكرتي تشتعل


ابلغوا الياسمين


ذا الزهيرات البيض!


لا أريد أن أرى دمه!


بقرةُ العالم القديم


مرّرت لسانَها الحزين


فوق مخطمِ الدماء


التي يتشرّبُها رملُ الحلبة، (4)


وثيرانُ غيساندو، (5)


كأنما هي موتٌ، حَجَرٌ


تخور كقرنين من الزمن


سئمةً من وطء الأرض


لا


لا أريد أن أرى دمه!


....


عبر الدرجات يتجّه إغناثيو صُعداً


وجلُّ موتِه فوق ظهره


كان يبحث عن الفجر


لكن الفجر لم يطلع


يتشوّف إلى طَلالَتِه الواثقة


فيضلّه المنام


كان يبحث عن جسده الجميل


فوجد دمَه المفتوح


لا تقولوا لي عليّ أن أرى الدّمَ!


لا أريد أن أتحسسَ الشُّخْبَة


الفاقدة كلَّ مرّةٍ قوّتها؛

رقية صالح 12-14-2010 07:56 PM



بكائية من أجل إغناثيو سانشيز ميخِيّاس(4 أجزاء)





(ج3)



تلك الشُخبة التي أخذت تنوّر (6)


المدرّجات وتَنصَبُّ


فوق مخامل


جمهور ظمآن وجلوده


من ذا الذي يناديني كيما أُطِلُّ!


لا تقولوا لي عليّ أن أرى دمه!


....


لم يُغمض له جَفنٌ


حين رأى القَرنين قريبين


لكنّ الأمّهات الرهيبات


أشرأبت رؤوسهنّ


ومن مَربى المواشي


ارتفعت نَدْهةُ أصواتِ سرّية


أصواتِ رعاة الضباب الشاحب


صارخةً إلى الثيران السماوية


....


أميرٌ وليس كمثله


في إشبيلية أميرٌ


ولا من سَيفٍ كسيفه


ولا من شجاعة حقيقية إلى هذا الحد


كسَيلٍ من الأُسود


قوّتُه المدهشة


وكتمثالٍ نصفي من المرمر


فطنته المرسومة


سيماءُ روما الأندلسية


كانت تكلل رأسَه بالذهب


بحيث غدت ضحكته سُنبُلاً


من المُلْحة والذكاء


ما أعظمه من مصارع


ما أجوده من جبليّ!


ما أنعمه مع السنابل!


ما أقساه مع المهاميز!


ما أرقّه مع الندى!


ما أبهره في الأعياد!


ما أرهبه مع أخر


مناخس الظلمات! (7)


لكنّه الآنَ نائم نومةً سرمديّة


ها هي الطحالب والأعشاب


تفتحُ بأصابع وثيقة


زهْرةَ جُمجمتِه


هو ذا دمُه مغنّيا:


مغنّياً عبر المستنقعات والسُّهول


ينزلق طوال القرون المتصلّبة من البرد


يترنّح بلا روح في الضباب


يتعثر بآلافِ الحوافر


كلسانٍ مستطيل، قاتم، كئيب


مكوّناً قرب “وادي” النجوم “الكبير


بِركةً من النزع الأخير


آه يا جدارَ أسبانيا الأبيضَ!


آه يا ثورَ الحزن الأسودَ!


آه يا دمَ إغناثيو العسيرَ!


آه يا عندليبَ أوردتِه!


لا


لا أريد أن أرى دمَه!


فما من كأس يحتويه


ولا من سنونو يشربه


ولا من صَقعة نورٍ تبرّده


ما من أغنية ولا فيضان زنابق


ولا من بلّور يُفضِّصَهُ


لا


لا أريد أن أرى دمَه!


جسدٌ حاضر (8)


بَلاطةُ الحجر (9)


جبهةٌ حيث تنوح الأحلام


ليس لها ماء متعرّجٌ ولا سَرْو جليدي


إنّها ظَهْرٌ محمولٌ فوقه الزمنُ


وأشجارُه المجبولة من الدمع، أشرطتُه وأجرامُه النّيّرة

رأيتُ أمطارا رماديّةً تهرع تجاه الموج


رافعةً رهيفَ أذرعتِها المُثَقَّبةِ كالغربال


كي لا يقتنصها الحجرُ الممدّد


الذي يطلق أعضاءها دون أن يتشرّب بالدّم


....

يتبع
.
.

رقية صالح 12-14-2010 08:01 PM


بكائية من أجل إغناثيو سانشيز ميخِيّاس(4 أجزاء)





(ج4)



فالحجر يمسكُ بالغيم والبِذار


بهياكل القبّرات وذئاب الغَبش


لكنّه لا يعطي أصواتاً ولا بلّورا ولا ناراً


بل حلبات وحلبات ومزيدا من حلبات دون أسوار


....


ها هو إغناثيو كريم الأصل والمنبت


ممدّدٌ على بَلاطة الحجر


لقد أنتهى الأمر؛ ماذا يجري؟ انعموا النظر:


الموتُ يغطّيه بكبريت شاحب


ويعطيه رأسَ “مينوتور” داكن


....


لقد أنتهى الأمر.. من فمه يلجُ المطرُ


مرتعباً يتركُ الهواءُ صدرَه المنخسِف


والحبّ، المُشرّب بدموع الثلج


يتدفّأُ في سدرة المراعي


....


ماذا يقولون؟ صمتٌ منتن يستقرُّ


نحن أمام جسدٍ حاضرٍ يتلاشى


ذي شكل جليّ كان له بلابل


وها نحن نراه يمتلئ بثقوب ليس لها قرار


....


مَن يجعّد الكفن؟ ليس صحيحاً ما يقوله!


فما من أحد هنا ليغنّي أو يبكي في ركنٍ ما،


ولا مَن يَنخسُ أو يرهب الأفعى


هنا لا أريد إلاّ عينين مستديرتين


حتّى أرى هذا الجسدَ دون راحة ممكنة


....


أريد أن أرى هنا رجالاً أقوياءَ الصوت


أولئك الذين يروّضون الخيل ويتحكّمون في الأنهار:


أولئك الذين ترنّ هياكلهم العظمية، ويغنّون


بأفواه مليئة بالشمس والصّوان


....


أريد أن أراهم هنا. أمام بَلاطة الحجر


أمام هذا الجسد المحطّم العنان


أريدهم أن يدلّوني على مخرجٍ


لهذا الربّان المقيّد بالموت


....


أريدهم أن يلقنوني بكائية شبيهة بنهرٍ


عذب الضباب وعميق الضفاف


يجرف جسدّ إغناثيو معه حتّى يتلاشى


دون أن يسمعَ نخيرَ الثيران المضاعف


....


علّه يتلاشى في الحلبة المستديرة للقمر


المتظاهرِ منذ الطفولة دابةً عليلة مشلولة


علّه يتلاشى في ليل خال من غَرَدِ الأسماك


وفي أجَمة الدخان المجمّد البيضاء


....


لا تغطّوا وجهه بالمناديل


أريده أنْ يعتاد على هذا الموت الذي يحمله


اذهب يا إغناثيو. لا تسمع هذا الخوار الحار


نمْ. حلّقْ. استرحْ: فالبحر أيضا يموت


....


روح غائبة


لا الثورُ يعرفك ولا شجرةُ التين


لا الخيلُ، ولا نملُ دارِك


لا الطفلُ يعرفك ولا ساعة الأصيل


لأنّكَ مُتّ إلى الأبد


....


لا ظهرُ الحجرِ يعرفك


لا الحريرُ الأسود حيث تتفتّت


ولا ذاكرتُك البكماءُ تعرفك


لأنّكَ مُتّ إلى الأبد


....


سيأتي الخريف بأبواق المحار، (10)


بأعناب الضباب وأفواج الجبال


لكنّ أحداً لن ينظر في عينيك


لأنّكَ مُتّ إلى الأبد


....


لأنّكَ مُتّ إلى الأبد


ككلّ موتى الأرض


ككلّ الموتى المنسيين


في كومة من كلاب منطفئة


....


كلا. لا أحد يعرفك. لكنني أتغنّى بك


أتغنّى بطَلالتكَ ولطفكَ، لفيما بعد


بنضجِ حصافتك المرموق


باشتهائك الموتَ وطعم فمه


بالحزنِ الذي امتلكَتْهُ ذات مرّةٍ بهجتُك الباسلة


....


لوقتٍ طويلٍ لن يولد، هذا إذا وُلِدَ


أندلسيٌّ جليّ مثلك، وغنيّ بالمغامرة مثلك


ذا أنا أُعظّم أناقتَه بنائح الكلمات


ومتذكراً نسمة حزينة تخلّلت أشجار الزيتون


__________________



يتبع

.
.

رقية صالح 12-14-2010 08:10 PM

إحالات:

La cogida -1 تعني حرفيا المَسْكة أو اللّزمة، أي نطحة القرن الجارحة جرحا جد بليغ، بحيث غالبا ما يُصاب المصارعُ إثرها بالغنغرينا الآكلة. وهذا عين ماحصل لميخيّاس فمات في اليوم الثاني. ويقال أن لوركا لم يكن بعيدا، رفض الذهاب إلى المستشفى لرؤيته رغم ما توحيه.


2- ترجم بعض المترجمين خصوصا الانجليز كلمة Oxido أوكسيد بـ rustصدأ مشيرين إلى مرض الشّقران في النبات. فضلت الاحتفاظ بالصورة كما هي في الإسبانية، إذ ليس هناك ما يشير إلى ذلك.


3-عصبة زنابق مشدودة على هيئة صُور. المعروف عن لوركا، كما يتضح لنا من خلال التحقيق النقدي للمسوّدات الذي قام به المختص بأعماله في اللغة الفرنسية أندريه بيلاميش، أنّ لوركا كان يشتغل قصيدته صوريا، ربما بسبب تأثره بالسوريالية.


4- Arena كلمة لاتينية تعني “الرمل” ومعروف عنه أنه يتشرّب الدم المراق. وقد أصبحت تعني في الانجليزية والفرنسية “حلبة” لكن احتفظت الإسبانية بالمعنى اللاتيني الأصلي. واستعمل لوركا في قصيدته كلمة La plazaكـ”حلبة”.


5- ثيران غيساندو” تماثيل قديمة تعود إلى العهد الروماني.

6- ilumina يستعمل لوركا فعل “ينوّر” بمعنى “ينمنم أو يزخرف” مخطوطة، وثمّة مخطوطات تسمّى بالعربية “المخطوطات المنوّرة” أي المزوّقة.



7- Banderill عصا يثبت في رأسها إبرة طويلة حادة تغرز في عنق الثور للقضاء عليه. يترجمه البعض يمغرز، لكنني فضلت كلمة منخس.

8- فضلت ترجمة عنوان المتوالية الثالثة Cuerpo presenteبـ”جسد حاضرلا بـ”جسد ظاهر للعيان أو جثمان مسجى”، حفاظا على التقابل الذي يضمره لوركا بينها وبين عنوان المتوالية الرابعة: “روح غائبة”.


9- Caracola تعني في منطقة “مورسي” زهرة متسلقة، وفي الإسبانية عموماً تعني الحلزون، وصدفة جد صغيرة بيضاء، أما في إشبيلية حيث ولد ميخيّاس فتعني صدفة كبيرة يستعملها الرعاة بوقا.


إغناثيو سانشيز ميخِيّاس: ولدفي السادس من حزيرانعام 1891وتوفيفي 12 آب 1934. كان إغناثيو سانشيز معروفا كأحد المصارعين الكبار، رغم أنه لم يمتهن هذا الفن، إذ كان غالبا ما يترك مهنة المصارعة ليركز على اهتماماته الشخصية الأدب والفلامنكو.


ترجمة وتعليق عبدالقادر الجنابي


رقية صالح 12-14-2010 08:20 PM



أنشودة الرغبة الأولى





في الصباح الأخضر


أردت أن أكون قلباً


قلباً


وفي المساءِ اليانع


أردت أن أكونَ عندليباً


عندليباً


ياروح


كوني بلونِ البرتقال


ياروح


كوني بلونِ الحب


في الصباح المفعمْ


أردت أن أكون أنا


كالقلبْ


وفي نهايةِ المساء


أردت أن يكون صوتي


العندليب


ياروح..


كوني بلون البرتقال


ياروح..


كوني بلون الحب



****



ترجمة: عدي الحربش






وداع





عندما أموت


أتركِ الشرفة مفتوحة


الفتى الصغير يأكل البرتقال


أستطيع رؤيته عبر شرفتي


المزارع يحصدُ القمح


أستطيع سماعه عبر شرفتي


عندما أموت


أتركِ الشرفة مفتوحة!




****




ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 08:24 PM

انتحار



ربما لأنه لم يتقن هندسته ورياضياته




في العاشرةِ ذات صباح


نسي الشاب


قلبه كان يمتليء سريعاً


بالأجنحة المكسورةِ والأزهار الورقية


حاولَ التركيز على فمِه


لكن كلمة واحدة صغيرة بقيت


عندما خلع قفازيه


سقط رماد دقيق ونحيل من كفيه


من فوقِ الشرفةِ .. رأى برجاً


وأحسَ بأن نفسَه تلك الشرفة وذاك البرج


وبالطبعِ لاحظَ كيف أن الساعة المعدنية


وسطَ إطارها تراقبه


ورأى ظله يتمددُ مرهقاً


فوقَ الأريكةِ الحريريةِ البيضاء


ثم أن الصبي، بتقعرهِ، ورياضية ذهنِه


حطم المرآة بواسطة فأس


عندما تحطمت .. تدفق نهرٌ من الظل


ليغرقَ حجرته الوهمية



****




ترجمة: عدي الحربش






قصيدة الطفلِ الميت




كلَ مساءٍ في غرناطة


يموتُ طفلٌ كلَ مساء


كل مساءٍ يتربعُ الماءُ جالساً


كي يتحدثَ معَ أصحابِه


الميت يلبس أجنحةً تملأها الطحالب


والريحُ الصافية والممطرة كانتا


طاوسينِ حلقا بين الأبراج


واليومُ كان طفلاً جريحاً


لم يبقى حتى رفرفة قنبرةٍ في السماء


عندما قابلتك في كهوفِ الخمر


لم توجد قطعة سحابٍ حينها فوق الأرض


عندما غرقتَ وسط النهر


عملاق المياه تمدد فوق التلة


النهر يلهو بالكلابِ والزنابق


جسمكَ بين ظلالِ يداي البنفسجية


كان ملاكاً بارداً .. ميتاً .. على الضفة



****



ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 08:27 PM

الفتى الصغير المجنون

قلتُ: " العصر "

لكن لم يكن كذلك


العصرُ كان شيئاً آخرَ


رحل بعيداً منذ زمن


والنورُ اشرأبَ


بأكتافِهِ مثل صبية


" العصر. " لكنهُ بلا جدوى!


إنه مزيف .. إنه يملكُ


نصفَ قمرٍ سبِكَ من رصاص


والنصف الآخر لن يأتي


والنور تحت مرأى كل الناس


استطاب لعبَ دور التمثالِ مع الفتى المجنون


تلك الأخرى: كانت صغيرة


وكانت تأكل الرمان


هذه خضراء وكبيرة .. لا أقدرُ


أن أعانقها .. أو ألبسها


ألن تأتي؟ كيف كان شكلها؟


والنور كما لو أنها مزحة مسلية


فصل الفتى المجنون عن ظله




****




ترجمة: عدي الحربش





استشارة





يازهرةَ الأحزانِ الزرقاء


سندانَ الفراشات


هل رغدٌ عيشكِ في وحلِ


الساعات؟


آه .. يا شاعري الطفل


حطم ساعتك


يانجمةً باهرةَ الزرقة


سندانَ الفجر


أرغدٌ حياتكِ في رغوةِ


الظل؟


آه .. ياشاعري الطفل


حطم ساعتك


ياقلبي الأزرق


يامصباحَ غرفةِ نومي


هل تخفقُ حقاً


دونَ دمي العاشقِ للحنْ؟


آه .. ياشاعري الطفل


حطم ساعتك


إني أفهمكم كلكم .. إني أستودع نفسي


مهملاً – داخل مجموعةِ الأدراج


كي تأتي حشرةُ الوقت


لعابها المعدني


لن يُسمعَ في هدأةِ


غرفةَ نومي


يجب أن أخلدَ للنوم راضياً


مثلما تنامون


زهرةََ الأحزان .. النجوم


ففي النهاية .. سوف تطيرُ


الفراشة مع تيارِ


الساعات


بينما الوردةُ


تخرج برعمها من صدري




****



ترجمة: عدي الحربش


رقية صالح 12-14-2010 08:31 PM

نشيدُ فارس




قرطبة


بعيدٌ أنا.. ووحيد


مهرٌ أسود .. قمٌر كبير


والزيتون يملأ جرابي


رغمَ أني أعرف الدروب


لن أصلَ أبداً إلى قرطبة.


عبرَ الطريق .. عبرَ الرياح


مهرٌ أسود .. قمرٌ أحمر


الموت يحدق فيني


من فوق أبراجِ قرطبة


آهِ ! ماأطول الطريق!


آهِ ! يامهري الشجاع!


آه.. ذلك الموت يجب أن ينتظرني


قبلَ أن أصل إلى قرطبة


قرطبة


بعيدٌ أنا .. ووحيد




****




ترجمة: عدي الحربش







قصيدةُ الحمامِ الأسود





من خلالِ غصونِ الغار


رأيت حمامتين داكنتين


الأولى .. الشمس


والأخرى .. القمر


قلت لهما: يا جاراتاي


أين هو قبري؟


في ذيلي، قالت الشمس


في جوفي، قال القمر


وأنا الذي كنت أمشي


والأرض حزامٌ لي


رأيت حينها نسرين من الرخام


وبنتاً عارية


أحدهما كان الآخر


والبنت كانت لا أحد


قلت لهما: أيّها النسرين


أين هو قبري؟


في ذيلي، قالت الشمس


في جوفي، قال القمر


من خلالِ غصونِ الغار


رأيت حمامتين عاريتين


إحداهما كانت الأخرى


وكلتاهما .. لا أحد




****




ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 08:37 PM

أغنيةُ شجرةِ البرتقالِ المجدبة




أيّها الحطاب


اقطع ظلي


خلصني من العذاب


من رؤيةِ نفسي دونَ ثمر


لماذا وُلِدتُ بين المرايا؟


اليومُ يدورُ من حولي


والليلُ يصنعُ نسخاً مني


في كل النجمات


أريد العيشَ دون رؤية نفسي


وسوف أحلم بأن النملَ


وأن الشوك


صارا أغصاني وطيوري



أيّها الحطاب


اقطع ظلي


خلصني من العذاب


من رؤيةِ نفسي دونَ ثمر




* * * *




ترجمة: عدي الحربش






يا شجرة .. يا شجرة ..



يا شجرة.. يا شجرة


يابسةً خضراء



الفتاة ذاتُ الوجه الجميل


ذهبت تجمعُ الزيتونْ


الريح - التي تحف بالأبراج -


طوقتْ خصرها


أربعة فرسان مروا


على خيولٍ أندلسية


ملابسهم خضراء ولازوردية


وعباءاتهم سوداء


" تعالي إلى قرطبة .. يافتاة"


ولكن الفتاة لم تعرهم اهتماماً


ثلاثةٌ من مصارعي الثيرانِ مرّوا


خصورهم رشيقة


ملابسهم برتقالية اللون


سيوفهم من الفضة المتجورة


" تعالي إلى إشبيلية .. يافتاة"


ولكن الفتاة لم تعرهم اهتماماً


عندما تحول المساء


بنفسجياً- وسط الضوء الهارب-


شابٌ مرّ حاملاً


ورود الآسِ من القمر


" تعالي إلى غرناطة .. يافتاة"


ولكن الفتاة لم تعرهُ اهتماما.ً


الفتاة ذاتُ الوجه الجميل


لا تزال تجمع الزيتون


وذراع الريح الممطرة


تطوق خصرها



يا شجرة يا شجرة


يابسةً خضراء




* * * *



ترجمة: عدي الحربش


رقية صالح 12-14-2010 08:43 PM

قد مات عندَ الفجر




ليلٌ بأربعةِ أقمار


وشجرةٍ وحيدة


بظلٍ مفردٍ وحيد


وطائرٍ وحيد


أبحث في جسدي


عن آثارَ شفتيكِ


الينبوعُ يقبلُ الرياح


دونِ أن يلمسها


أحمل اللا التي أهديتنيها


في راحةِ يدي


كليمونة شمعٍ


أصبحت بيضاء


ليلٌ بأربعةِ أقمار


وشجرةٍ وحيدة


على طرف إبرةٍ


غزلتي حبي !




* * * *



ترجمة: عدي الحربش





قصيدة الموت الأسود




أريدُ أن أغفوَ غفوةَ التفاحْ


أريدُ أن أبتعدَ عن زحمةِ القبورْ


أريدُ أن أنام نومةَ طفلٍ


أرادَ شقَ قلبِه بعيداً في البحور


لا أريدُ أن يخبرونني مرة ثانية كيف تحتفظ الجثة بدمِها


كيفَ أن الفمَ المتفتتَ يظل ينشد جرعةَ ماء


لا أريدُ أن أسمع عن فصولِ التعذيبِ التي أعدها العشب


ولا عن القمر الذي أتم أعماله قبل الفجر


وأنفه الأشبه بالثعبان


أريد أن أنامَ نصفَ ثانية


ثانيةً .. دقيقةً .. دهراً


لكنني أريدهم أن يعلموا بأنني مازلت حياً


أنني أمتلك معلفاً ذهبياً مابينَ شفتي


أنني مازلت الرفيقَ الصغيرَ للريحِ الغربية


أننّي أنا الظل الهائلُ لدموعي


عندما يحلّ الفجرُ ارمِ فوقي شيئاً من ثيابْ


لأنني أعلم أن الفجرَ سيذرّ النملَ عليّ


واسكب قليلاً من الماء على حذائي


كي تخطئني -عندما يأتي- مخالبُ عقربِ الفجر


لأنني أريدُ أن أغفوَ غفوةَ التفاحْ


وأتعلم أغنيةَ نوحٍ تغسلني من كل الأرض


لأنني أريد أن أحيا مع ذاك الطفل الذي


أرادَ شقَ قلبه بعيداً في البحور




* * * *




ترجمة: عدي الحربش


رقية صالح 12-14-2010 08:50 PM

بكائية إجناسيو سانشيز ميجاس





(1)



الطعنة والموت





في الخامسة بعد الظهر


كانت تمامَ الخامسة بعد الظهر


فتىً أتى بملاءةٍ بيضاء


في الخامسة بعد الظهر


و سلة الليمونٍ جُهزت


في الخامسة بعد الظهر


لم يبقَ غيرُ الموتِ، والموتُ فقط


في الخامسة بعد الظهر


الريحُ دفعت كومةَ القطن


في الخامسة بعد الظهر


الأكسيد فرق النيكل والبلور


في الخامسة بعد الظهر


حمامة تعاركت مع أسد


في الخامسة بعد الظهر


وفخذ عانق قرناً موحشاً


في الخامسة بعد الظهر


وترُ الكمانِ أطلق اللحن


في الخامسة بعد الظهر


أجراس الزرنيخ والدخان


في الخامسة بعد الظهر


جماعات صمتٍ تملأ الأركان


في الخامسة بعد الظهر


الثور منفردٌ مع قلبٍ نبيل


في الخامسة بعد الظهر


عندما كان الثلج ينزّ العرق


في الخامسة بعد الظهر


عندما كانت الحلبة مغطاة باليود


في الخامسة بعد الظهر


الموت ألقى بيضه على الجُرُح


في الخامسة بعد الظهر


في الخامسة بعد الظهر


كانت تمامَ الخامسة بعد الظهر


كفنٌ بأربع عجلاتٍ كان فراشه


في الخامسة بعد الظهر


صوت العظام والنايات يتردد في آذانه


في الخامسة بعد الظهر


خوار الثور دوى وسط جبينه


في الخامسة بعد الظهر


الغرفة كانت تشع بالألم


في الخامسة بعد الظهر


من بعيد أتتْ الغرغرينا


في الخامسة بعد الظهر


قرن الليلك يخترق الإلية الخضراء


في الخامسة بعد الظهر


الجراح كانت تحترق كالشموس


في الخامسة بعد الظهر


والجموع كانت تحطم الشرفات


في الخامسة بعد الظهر


في الخامسة بعد الظهر


إهٍ من تلك اللحظة القاتلة بعد الظهر


كانت الخامسة في كل الساعات


كانت الخامسة في ظلالِ الظهر

رقية صالح 12-14-2010 08:56 PM

" Lament for Ignacio Sanchez Mejias "




- Lorca -




I




Cogida and death





At five in the afternoon


It was exactly five in the afternoon


A boy brought the white sheet


at five in the afternoon


A frail of lime ready prepared


at five in the afternoon


The rest was death, and death alone


The wind carried away the cottonwool


at five in the afternoon


And the oxide scattered crystal and nickel


at five in the afternoon


Now the dove and the leopard wrestle


at five in the afternoon


And a thigh with a desolated horn


at five in the afternoon


The bass-string struck up


at five in the afternoon


Arsenic bells and smoke


at five in the afternoon


Groups of silence in the corners


at five in the afternoon


And the bull alone with a high heart


At five in the afternoon


When the sweat of snow was coming


at five in the afternoon


when the bull ring was covered with iodine


at five in the afternoon


Death laid eggs in the wound


at five in the afternoon


At five in the afternoon


At five o'clock in the afternoon


A coffin on wheels is his bed


at five in the afternoon


Bones and flutes resound in his ears


at five in the afternoon


Now the bull was bellowing through his forehead


at five in the afternoon


The room was iridiscent with agony


at five in the afternoon


In the distance the gangrene now comes


at five in the afternoon


Horn of the lily through green groins


at five in the afternoon


The wounds were burning like suns


at five in the afternoon


At five in the afternoon


Ah, that fatal five in the afternoon


It was five by all the clocks


It was five in the shade of the afternoon




ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 09:04 PM

على جزأين هذه القصيدة



2



الدم المراق





أنا لن أراه
قل للقمر أن يأتي
لأني لا أريد أن أرى دم إجناسيو

على الرمال


أنا لن أراه


القمر مشرع الأبواب


حصان الغيوم الراكدة


وحلبة الثور الرمادي مع الأحلام


وأشجار الصفصاف في البريرا


أنا لن أراه


أشعلْ شمعة ذكراي


أدفئ ياسمينَ


ذاك البياضِ الدقيق


أنا لن أراه


بقرة العالم العتيق


لعقت بلسانها


خرطوم الدم


المراقِِ على الرملِ


وثيران جويساندو


نصفها ميت، ونصفها حجر


أطلقت خوارها كفيلقين رومانيين


عاثا في الأرض فساداً


لا..


أنا لا أريد أن أراه


أنا لن أراه


إجناسيو صعد عالياً وحلق


رغم ثقل الموت على كتفيه


حلقَ قاصداً الفجر


ولكن الفجر لمن يكن هناك


هو يبحث عن صورته الواثقة


ولكن الحلم فاجأه


هو بحث عن جسده الجميل


ولكنه لاقى دمه المراق


أنا لن أراه


أنا لا أريد أن أسمعه ينزف


وأسمع الصوت يخفّ ببطء


ذاك النزيف الذي يضيء


كراسي الحشود، ويتدفق


على الجلود المدبوغة والأقمشة المضلعة


للحشود العشطى


التي تدعوني الى الاقتراب


لا تطلبوا مني أن أراه

عيناه لم تغمضان


ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 09:07 PM

الدم المراق (ج2)



عندما رأى القرون تقرتب


ولكن الأمهات المرعبات


رفعن رؤسهن


وعبر الحقول


ريحُ أصواتٍ سريّةٍ ارتفعت


صارخةَ بالثيران السماوية


- رعاةِ الضبابِ الشاحب-


أنه لا يوجد أميرٌ في أشبيلية


يمكن أن يُقارنَ به


ولا يوجد سيفٌ كسيفه


ولا قلبٌ كقلبِه


كنهرٍ من الليوث


كانت شجاعتُه الباهرة


وكتمثالِ رخام


كان اعتدالُه الصلب


هواء روما الأندلسية


طلى له رأسه


حيث كانت ابتسامته نرديناً


من الذكاء والظرف


ياله من مصارعٍ رائعٍ في الحلبة


ياله من مزارع ماهرٍ في الجبال


يالرقته حين يحمل الحزمة


يالقسوته حين ينخس الحصان


يالنعومتهِ عند الندى


يالروعتهِ عند الاحتفال


يالضخامتهِ حين رمى


آخرَ رماحِ الظلام


ولكنه الآن ينام بلا نهاية


الآن الطحالب والأعشاب


تفتح بأناملَ واثقة


زهرةَََ جمجمتِه


والآن دمه يتدفقُ مغنياً


مغنياً عبر الحقولِ


والمروج


متزحلقاً على القرونِ الباردة


متداعياً بلا روحٍ وسط السديم


متعثراً بين ألف حافر


مثل لسانٍ طويلٍ أسود حزين


ليشكلَ بركة لوعةٍ


قربَ نجماتِ نهرِ كواديلكويفير


آهٍ ياجدارَ أسبانيا الأبيض


آهٍ ياثورَ الحزنِ الأسود


آهٍ يادمَ أجناسيو الغالي


آهٍ ياكلَ عندليبٍ في وريدِه


لا


أنا لن أراه


لا كأسَ يمكنُ أن يحتويه


لا سنونوَ يمكنُأن يشربَه


لا صقيعَ ضياء يطفيء نارَه


لا أغنيةً لا مطراً من الليلكِ الأبيض


لازجاجَ يغطيهِ بالفضةِ


لا


أنا لن أراه




ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 09:12 PM

II


The Spilled Blood- P1




I will not see it


Tell the moon to come


for I do not want to see the blood


of Ignacio on the sand


I will not see it


The moon wide open


Horse of still clouds


and the grey bull ring of dreams


with willows in the barreras


I will not see it


Let my memory kindle


Warm the jasmines


of such minute whiteness


I will not see it


The cow of the ancient world


passed har sad tongue


over a snout of blood


spilled on the sand


and the bulls of Guisando


partly death and partly stone


bellowed like two centuries


sated with threading the earth


No


I will not see it


Ignacio goes up the tiers


with all his death on his shoulders


He sought for the dawn


but the dawn was no more


He seeks for his confident profile


and the dream bewilders him


He sought for his beautiful body


and encountered his opened blood


Do not ask me to see it


I do not want to hear it spurt


each time with less strength:


that spurt that illuminates


the tiers of seats, and spills


over the cordury and the leather


of a thirsty multiude


Who shouts that I should come near


Do not ask me to see it


His eyes did not close

رقية صالح 12-14-2010 09:16 PM

II


The Spilled Blood-P2





when he saw the horns near


but the terrible mothers


lifted their heads


And across the ranches


an air of secret voices rose


shouting to celestial bulls


herdsmen of pale mist


There was no prince in Sevilla


who could compare to him


nor sword like his sword


nor heart so true


Like a river of lions


was his marvellous strength


and like a marble toroso


his firm drawn moderation


The air of Andalusian Rome


gilded his head


where his smile was a spikenard


of wit and intelligence


What a great torero in the ring


What a good peasant in the sierra


How gentle with the sheaves


How hard with the spurs


How tender with the dew


How dazzling the fiesta


How tremendous with the final


banderillas of darkness


But now he sleeps without end


Now the moss and the grass


open with sure fingers


the flower of his skull


And now his blood comes out singing


singing along marshes and meadows


sliden on frozen horns


faltering soulles in the mist


stoumbling over a thousand hoofs


like a long, dark, sad tongue


to form a pool of agony


close to the starry Guadalquivir


Oh, white wall of Spain


Oh, black bull of sorrow


Oh, hard blood of Ignacio


Oh, nightingale of his veins


No


I will not see it


No chalice can contain it


no swallows can drink it


no frost of light can cool it


nor song nor deluge og white lilies


no glass can cover mit with silver


No


I will not see it



ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 09:32 PM

3



الجسد المسجى






الصخرةُ جبهةٌ تنتحب عليها الأحلام


دونَ مياهٍ متلاطمة وسروٍ متجمد


الصخرةُ كتفٌ نحمل عليها الزمان


بين أشجارٍ من الدموعِ والخيوطِ والكواكب


أنا رأيت زخاتٍ رمادية تتحرك نحو الأمواج


رافعةً أذرعها اللطيفة المثقبة


لتتجنب الوقوع في يدي الصخرة الملقاة


التي تفك أذرعها دون أن تشرب دمها


فالصخرةُ تجمع البذورَ والغيوم


والطيور العظمية وذئاب الظلال


لكنها لا تصدر حساً أو كريستالاً أو ناراً


وإنما حلباتٍ.. وحلباتٍ.. وحلباتٍ بلا جدران


والآن ، اجناسيو – ذو المحتدِ الشريف – يرقد فوقَ الصخرة


كل شيءٍ انتهى. ماذا يجري؟ تأمل وجهه:


الموت غطاه بالكبريتِ الشاحب

وأبدل رأسه برأس مينوتور

كل شيءٍ انتهى. المطر يخترق ثغره


الهواء يغادر حانقاً صدره المتحشرج


والحبُ المُشرّبُ بدموع الثلج


يتدفأ وحيداً على رأسِ القطيع


ماذا يقولون؟ صمتٌ عفن يطبق


نحنُ هنا نحمل جسده الملقى المتلاشي


بشكلهِ النقي المليء بالعنادل


و نراهُ يمتليء ثقوباً ليست بالعميقة


من يجعّدُ الكفن؟ مايقولهُ غيرُ صحيح


لا أحدَ يغني هنا .. لا أحدَ يبكي في الأركان


لا أحدَ يغمزُ بالمهماز .. لا أحد يفزعُ الثعبان


هنا .. لا أريد شيئا سوى العيون المدورة


سوى أن أرى جسده دون فرصةٍ للراحة


هنا أريد أن أرى الرجال ذوي الأصوات الصلبة


هؤلاء الذين يطوعون الجياد ويقهرون الأنهار


الرجال ذوي الأجساد الجهورية الذين ينشدون


بفمٍ مليء بالشمسِ والصوان


هنا أريد أن أراهم. أمام الصخرة


أمام هذا الجسد المقطوع اللجام


أريد أن أعرف منهم طريق الخلاص


نحو هذا القبطان الذي قيده الموت


أريدهم أن يسمعوني بكائيةً كالنهر


الحاملٍ للسديمِ الحلوِ والشواطيء العميقة


لآخذ جسد إجناسيو إلى حيث يموت للأبد


دونَ سماعِ خوارِ الثيران المتكرر


يموتُ للأبد في الحلبة المدورة للقمر


الذي يقلد في صباه ثوراً حزيناً هادئاً


يموتُ للأبد في الليل دون أغنية الأسماك


وفي الأجمة البيضاء للدخان المتجمد


أنا لا أريدهم أن يغطوا وجهه بالمناديل


لربما يعتاد على الموت الذي يحمله


اذهب اجناسيو .. لا تصغي للخوار الحارق


نمْ .. طرْ .. ارتاحْ .. فحتى البحر يموت

رقية صالح 12-14-2010 09:36 PM

" Lament for Ignacio Sanchez Mejias "


- Lorca -




III



The Laid Out Body






Stone is a forehead where dreames grieve


without curving waters and frozen cypresses


Stone is a shoulder on which to bear Time


with trees formed of tears and ribbons and planets


I have seen grey showers move towards the waves


raising their tender riddle arms


to avoid being caught by lying stone


which loosens their limbs without soaking their blood


For stone gathers seed and clouds


skeleton larks and wolves of penumbra:


but yields not sounds nor crystals nor fire


only bull rings and bull rings and more bull rings without walls


Now, Ignacio the well born lies on the stone


All is finished. What is happening! Contemplate his face:


death has covered him with pale sulphur


and has place on him the head of dark minotaur


All is finished. The rain penetrates his mouth


The air, as if mad, leaves his sunken chest


and Love, soaked through with tears of snow


warms itself on the peak of the herd


What is they saying? A stenching silence settles down


We are here with a body laid out which fades away


with a pure shape which had nightingales


and we see it being filled with depthless holes


Who creases the shroud? What he says is not true


Nobody sings here, nobody weeps in the corner


nobody pricks the spurs, nor terrifies the serpent


Here I want nothing else but the round eyes


to see his body without a chance of rest


Here I want to see those men of hard voice


Those that break horses and dominate rivers


those men of sonorous skeleton who sing


with a mouth full of sun and flint


Here I want to see them. Before the stone


Before this body with broken reins


I want to know from them the way out


for this captain stripped down by death


I want them to show me a lament like a river


wich will have sweet mists and deep shores


to take the body of Ignacio where it looses itself


without hearing the double planting of the bulls


Loses itself in the round bull ring of the moon


which feigns in its youth a sad quiet bull


loses itself in the night without song of fishes


and in the white thicket of frozen smoke


I don't want to cover his face with handkerchiefs


that he may get used to the death he carries


Go, Ignacio, feel not the hot bellowing


Sleep, fly, rest: even the sea dies




ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 09:39 PM

4



روحٌ مفقودة






الثور لا يعرفك .. ولا شجرة التين


ولا الجياد .. ولا النمل في بيتك.. لا يعرفك


الطفل والعصر لا يعرفانكَ


لأنك قد مت للأبد


ظهر الصخرة لا يعرفك


ولا الساتان الأسود الذي تتفتت فيه


ذكراك الصامتة لا تعرفك


لأنك قد مت للأبد


الخريف سوف يأتي والحلزونات البيضاء الصغيرة


وعناقيد العنب الضبابية والتلال المرصوصة


ولكن لا أحد سوف ينظر نحو عينيك


لأنك قد مت للأبد


لأنك قد مت للأبد


ككل موتى الأرض


ككل الموتى المنسيين


المرميين للكلاب الميتة


لا أحد يعرفك.. لا.. لكني أتغنى بك


للأجيال القادمة أغني عن وجهك وجلالك


عن نضجك الفريدِ عن فهمك المحيط


عن شوقك للموتِ وللطعم الذي في فمه


عن حزن مرحك الذي قد كان باسلا ذات مرة


سوف تمر دهور قبل ولادةِ – لو بالإمكان-


أندلسيٍ نقيٍ مليء بالمغامرة


أتغنى عن ألقهِ بكلمات تتأوه


وأتذكر نسيماً حزيناً بين أشجارِ الزيتون





ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 09:45 PM

" Lament for Ignacio Sanchez Mejias "


- Lorca -



IV



Absent Soul





The bull does not know you, nor the fig tree,


nor the horses, nor the ants in your own house


The child and the afternoon do not know you


because you have dead forever


The shoulder of the stone does not know you


nor the black silk, where you are shuttered


Your silent memory does not know you


because you have died forever


The autumn will come with small white snails


misty grapes and clustered hills


but no one will look into your eyes


because you have died forever


Because you have died for ever


like all the dead of the earth


like all the dead who are forgotten


in a heap of lifeless dogs


Nobady knows you. No. But I sing of you


For posterity I sing of your profile and grace


Of the signal maturity of your understanding


Of your appetite for death and the taste of its mouth


Of the sadness of your once valiant gaiety


It will be a long time, if ever, before there is born


an Andalusian so true, so rich in adventure


I sing of his elegance with words that groan


and I remember a sad breeze through the olive trees



ترجمة: عدي الحربش

رقية صالح 12-14-2010 09:50 PM

قصيدة اليد المستحيلة




أنا لا أتمنى غير يد

يد جريحة ، لو أمكن ذلك


أنا لا أريد غير يد


حتى لو قضيت ألف ليلة بلا مضجع


ستكون زنبقاً شاحباً من كلس


ستكون حمامة مربوطة بقلبي


ستكون حارساً في ليل احتضاري


يمنع بتاتاً القمر من الدخول


أنا لا أتمنى شيئاً غير هذه اليد


للزيوت اليومية، وشرشف احتضاري الأبيض


أنا لا أريد غير هذه اليد


لتسند جناحاً من موتي


كل ما تبقى يمر


تورد بلا اسم، كوكب أبدي دائم


كل الباقي شيء آخر مختلف: رياح حزينة


بينما تفر الأوراق أسراباً





ترجمة: ناديا ظافر شعبان






قصيدة الوردة




لم تكن الوردة


تبحث عن الفجر:


خالدة على غصنها تقريباً


كانت تبحث عن شيء آخر


لم تكن الوردة


تبحث عن علم ولا عن ظل :


تخوم من لحم وحلم


كانت تبحث عن شيء آخر


لم تكن الوردة


تبحث عن الوردة


جامدة عبر السماء


كانت تبحث عن شيء آخر




ترجمة: ناديا ظافر شعبان



قصيدة جريح المياه



أريد أن أهبط إلى البئر


أريد أن أتسلق جدران غرناطة


لأنظر القلب المثقوب


بمخرز المياه المظلم


كان الطفل الجريح يئن


وتاجه من صقيع


كانت برك، جبب، وينابيع


تسل سيوفها في وجه الريح


أي، أي جنون حب ، أي خنجر جارح


أي ضجيج ليلي، أي موت أبيض


أي صحارى ضوء، كانت تحفر


رمال الفجر! كان الطفل وحده


والمدينة غافية في حنجرته


فوارة مياه آتية من الأحلام


تحميه من الجوع، والطحلب


كان الطفل واحتضاره، وجهاً لوجه


مطرين أخضرين متعانقين


كان الطفل يتمدد على الأرض


ويحدودب ظهر احتضاره


أريد أن أهبط إلى البئر


أريد أن أموت موتي ، جرعة جرعة


أريد أن أملأ قلبي طحلباً


حتى أرى جريح المياه





ترجمة: ناديا ظافر شعبان

رقية صالح 12-14-2010 09:56 PM

قصيدة البكاء



أغلقت شرفتي

لأني لا أريد أن أسمع البكاء


إلا أن وراء الجدران الرمادية


لا يسمع شيء غير البكاء


هناك ملائكة قليلة تغني


هناك كلاب قليلة تنبح


يسقط ألف كمان في راحة يدي


لكن البكاء كلب ضخم


البكاء كمان ضخم


الدموع تكم فم الريح


ولا يسمع شيء غير البكاء




ترجمة: ناديا ظافر شعبان






غزالة الموت المظلم





أريد أن أنام نوم التفاح


وأن أبتعد عن جلبة المقابر


أريد أن أنام رقاد ذاك الطفل


الذي كان يريد أن ينتزع قلبه في عرض البحر


لا أريد أن يعيدوا علي، أن الأموات لا تفقد دمها


وأن الشفاه المتعفنة تظل متعطشة للماء


لا أريد أن أعرف شيئاً عن العذاب الذي يعطيه العشب


ولا عن القمر ذي الفم الأفعواني


الذي ينشط قبل طلوع الفجر


أريد أن أغفو برهة


برهة ، دقيقة، دهراً


لكن ، ليعلم الجميع أني لست ميتاً


وأني أحمل بين شقتي إسطبلاً من ذهب


إني الصديق الصغير لريح الغرب


وإني الظل الكبير لدموعي


غطني ببرقع فجراً


لأنه سيرميني بحفنات نمل


ويبلل بماء صلب حذائي


حتى ينزلق فكا عقربه


لأني أريد أن أنام نوم التفاح


لأتعلم نحيباً يطهرني من التراب


لأني أريد أن أعيش مع ذاك الطفل المظلم


الذي كان يريد أن ينتزع قلبه في عرض البحر




ترجمة: ناديا ظافر شعبان






غزالة الهروب





ضعت مرات كثيرة في البحر


أذني مليئة بأزهار مقطوفة للتو


ولساني ملئ بحجب وباحتضار


ضعت مرات كثيرة في البحر


كما أضيع في قلب بعض الأطفال


ليس هناك من ليلة لايشعر فيها المرء


بابتسامة ناس بلا وجوه، وهو يعطي قبلة


وليس هناك من أحد، ينسى الجماجم الجامدة


للأحصنة الميتة، وهو يداعب وليداً


لأن الورود تبحث في الجبين


عن منظر قاس لعظم


ليس لأيدي البشر اتجاه


غير تقليد الجذور في باطن الأرض


كما أضيع في قلب بعض الأطفال


ضعت مرات عديدة البحر


جاهلاً للماء، أمضي مفتشاً


عن موت من ضوء يفنيني



ترجمة: ناديا ظافر شعبان

رقية صالح 12-14-2010 10:04 PM

غزالة ذكرى الحب





لا تحملي ذكراك


دعيها وحيدة في صدري


ارتعاش لكرز أبيض


في عذاب كانون الثاني


يفصلني عن الأموات


جدار أحلام شنيعة


أعطي حزن زنبق بارد


لقلب من جص


طوال الليل، تسهر عيناي


في البستان، مثل كلبين كبيرين


طوال الليل، أطارد


سفرجل السم


يكون الهواء أحياناً


خزامى من خوف


إنه خزامى مريضة


في الصبح الشتائي


جدار من أحلام شنيعة


يفصلني عن الموت


يكسو الضباب بصمت


الوادي الرمادي لجسدك


في ظل جسر لقائنا


ينمو الشوكران السام الآن


لكن دعي ذكراك


دعيها وحيدة في صدري





ترجمة: ناديا ظافر شعبان






غزالة الجذر المر





هناك جذر مر


وعالم من ألف سطح


إلا أن أصغر يد


لا تستطيع أن تحطم باب الماء


إلى أين تذهبين؟ إلى أين؟ إلى أين؟


هناك سماء ذات آلاف النوافذ


ـ عراك نحل داكن ـ


وهناك جذر مر


مر


إنه يخرج بأخمص القدمين


أعماق الوجه


ويجرح أيضاً جذع الليل البارد


المقطوع للتو


يا حب، يا عدوي


كيف يعض جذرك المر





ترجمة: ناديا ظافر شعبان






غزالة الحب الطارئ





لم يكن أحد يدرك عطر


الماغنوليا العتمة لبطنك


لم يكن أحد يعرف أنك تعذبين


طائر حب بين أسنانك


كان ألف مهر فارسي يغفو


في الساحة المغمورة بقمر جبهتك


بينماكنت أنا أحتضن طوال أربع ليال


خصرك، عدو الثلج


كانت نظرتك، بين جص وياسمين


غصناً شاحباً لبذار


بحثت أنا، لأعطيك من صدري


حروف العاج، التي تقول: دائماً


دائماً، دائماً: حديقة احتضاري


جسدك الهارب إلى الأبد


دم وريدك على شفتي


فمك الذي صار بلا ضوء باقتراب موتي





ترجمة: ناديا ظافر شعبان

رقية صالح 12-14-2010 10:07 PM


موت أنطونيو آل كامبوريو




دوت أصوات موت

قرب نهر وادي الكبير


أصوات عتيقة تحاصر


نبرة لقرنفل ذكر


شك في الجزمات


عضات خنزير بري


كان يثب في الصراع


كدلفين مغسول القفزات


غسل بدم عدو


ربطة عنقه القرمزية


إلا أن أربعة خناجر


أجبرته على أن يسقط


عندما سمرت النجوم


حربات حادة في المياه الرمادية


عندما كانت الثيران الصغيرة تحلم


بمنثور زاهر


دوت أصوات موت


قرب نهر وادي الكبير


أنطونيو توريس إيريديا


كامبوريو كثيف الشعر


اسمر كقمر أخضر


ونبرة رخيمة لقرنفل ذكر


من سلبك الحياة


قرب نهر وادي الكبير؟


ـ أبناء عمي إيريديا الأربعة


أبناء بينا ميخي


والذي ما غبطوا الآخرين عليه


كانوا يحسدونني أنا عليه:


ميداليات كبيرة من عاج


وبشرتي المعجونة


بالزيتون والياسمين


آي، يا أنطونيو آل كامبوريو


الجدير بعشق إمبراطورة


تذكر العذراء


لأنك ستموت


آي فيديريكو غارثيا


نادي رجال الدرك!


وتحطمت قامتي


مثل ساق ذرة


ثلاث دفقات دم


وسقط على جانبيه وجهه


نقود نادرة


لن يعاد سكها ثانية


يمدد ملاك أندلسي


رأسه على وسادة


وأشعل ملائكة آخرون


ـ متعبو الوجه ـ قنديلاً


عندما وصل أبناء العم الأربعة


إلى بينا ميخي


انطفأت أصوات موت


قرب نهر وادي الكبير





ترجمة: ناديا ظافر شعبان



هالة نور الدين 12-14-2010 11:03 PM

الأستاذة الندية

رقية صالح

قبائلُ بنفسَج على هذا الزَّخم المُتوالي بـ الثراء

تَغترفُ منه الذَّات دونَ اكْتفَاء

قصائد لوركا ملأى بالنَّزعة إلى الحُرية والرُّؤى الحَالمة
يحففُها لحنٌ مُتواري من التَّمرد على شَتى أشْكالِ القَيد


محافلُ ألق لـ كَتائب العَطاء

تقديري

رقية صالح 12-14-2010 11:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هآلة نور الدين (المشاركة 47396)
الأستاذة الندية






رقية صالح

قبائلُ بنفسَج على هذا الزَّخم المُتوالي بـ الثراء

تَغترفُ منه الذَّات دونَ اكْتفَاء

قصائد لوركا ملأى بالنَّزعة إلى الحُرية والرُّؤى الحَالمة
يحففُها لحنٌ مُتواري من التَّمرد على شَتى أشْكالِ القَيد


محافلُ ألق لـ كَتائب العَطاء


تقديري






سلام الله على الشاعرة والأديبة


هالة نور الدّين


أسعدني مرورك وحضورك مسرى جمال وموعد شروق


مفعم بالعبق سلم نبضك ونور كلماتك يغار منها الصبح


تسلّلت الى القلب دونما إستئذان


تحيتي وتقديري


الجوري الساحلي والياسمين الدمشقي


دمتِ بخير


رقية صالح 12-14-2010 11:23 PM

رقصة




ترقص كارمن


في شوارع إشبيلية


شعرها أبيض


وبؤبؤ عينيها براق

يا طفلات
أسدلن الستائر

تلتف حول رأسها


أفعى صفراء


وتمضي حالمة بالرقص


مع عشاق لأيام مضت


يا طفلات


أسدلن الستائر


الشوارع مقفرة


وفي أعماقها نتبين


قلوباً أندلسية


باحثة عن أشواك عتيقة


يا طفلات


أسدلن الستائر




ترجمة: ناديا ظافر شعبان





شجيرة يابسة




شجيرة، شجيرة


يابسة وخضراء


الطفلة الجميلة الوجه


تقطف زيتوناً


الريح ـ عاشقة الأبراج ـ


أمسكت بها من الخصر


مر فرسان أربعة


يمتطون مهوراً أندلسية


يرتدون أزياء زرقاء وخضراء


ومعاطف طويلة عتمة


"ـ تعالي إلى غرناطة يا صبية "


لا تستمع إليهم الطفلة


مر ثلاث مصارعي ثيران شباب


هيف الخصور


يرتدون أزياء بلون الليمون


ويحملون سيوفاً من فضة عتيقة


"ـ تعالي إلى إشبيلية، يا صبية"


لا تستمع إليهم الطفلة


عندما أصبحت العشية


بنفسجية، وضوءها مبهم


مر فتى كان يحمل


وروداً وريحان قمر


" ـ تعالي إلى غرناطة يا صبية"


لا تستمع إليه الطفلة


ظلت الطفلة الجميلة الوجه


تقطف زيتوناً


والذراع الرمادي للريح


يزنرها من الخصر


شجيرة، شجيرة


يابسة وخضراء




ترجمة: ناديا ظافر شعبان

رقية صالح 12-14-2010 11:27 PM

القيثارة




يبدأ بكاء

القيثارة


تتكسر أقداح


الفجر


يبدأ بكاء


القيثارة


غير مجد


أن نسكتها


تبكي رتيبة


كما تبكي المياه


كما تبكي الريح


فوق الثلج المتساقط


من المستحيل


أن نسكتها


تبكي أشياء


بعيدة


رمل الجنوب الساخن


متعطش لكاميليا بيضاء


تبكي سهماً بلا هدف


عشية بلا غد


والعصفور الأول الميت


فوق الغصن


أوه! يا قيثارة


يا قلباً جريحاً حتى الموت


بخمس سيوف




ترجمة : ناديا ظافر شعبان





ثلاث مدن مالقية





يدخل الموت


ويخرج


من الخمارة


تمر أحصنة سوداء


وناس مشؤومون


عبر الدروب الغامضة


للقيثارة


وهناك رائحة ملح


ودم لأنثى


في السنابل المحمومة


لشاطئ هذا البحر


الموت


يدخل ويخرج


ويخرج ويدخل


موت


الخمارة





ترجمة: ناديا ظافر شعبان

رقية صالح 12-14-2010 11:35 PM

حي من قرطبة




قولي ليلي
يحتمون في البيت

من النجوم


ينهار الليل


في الداخل، هناك طفلة ميتة


و وردة حمراء، مخبأة في شعرها


يبكيها ست بلابل


في الشباك الحديدي


يتنهد الناس


وقيثاراتهم ناحبة





ترجمة: ناديا ظافر شعبان






غرة الصباح





وكمثل الحب


فالرماة عميان


في الليل الأخضر


آثار السهام الدافئات زنابق


****


سفينة القمر


تحيل السحاب مزقا


والكنانات ملؤها الندى


آه ، كمثل الحب


الرماة عميان





ترجمة: على المك






تضريعات





مياه الهواء ساكنة


تحت غصن الصدى


مياه المياه ساكنة


تحت سعف النجوم


مياه ثغرك ساكنة


وتحتها من القبلات أجمة




ترجمة: على المك





أغنية المسافر





قرطبة


نائية وحيدة


مهر أسود، قمر ضخم


وفي خرج السرج الزيتون


****


ورغم أني أعرف الطريق


فلا سبيل أبلغ قرطبة


عبر السهل، عبر الريح


سهر أسود، قمر أحمر


والردى إلى ناظر


من على قلاع قرطبة


****


آه ألا ما أطول الطريق


آه، أيا مهري الشجاع


آه، فذلك الموت ينتظر


قبل بلوغ غرطبة


****


قرطبة


نائية وحيدة





ترجمة: على المك


الساعة الآن 09:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team