منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   خواطر من سورة يوسف (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25781)

ناريمان الشريف 10-21-2019 05:49 PM

خواطر من سورة يوسف
 
الدكتور علي الصلابي: احسن القصص في عمق الأزمة والحزن.

سورة يوسف نزلت في عام الحزن .. هي السورة الوحيدة في القرآن، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها .. لذلك قال الله تعالى عنها: أنه سيقص على النبي (صلى الله عليه وسلم) "أحْسنَ القَصَص".
وهي أحسن القصص بالفعل كما يقول علماء الأدب، وخاصة المتخصصين في علم القصة .. فهي تبدأ بحلم، وتنتهي بتفسير هذا الحلم ..

من الطريف أن
قميص يوسف:
- استُخدم كأداة براءة لإخوته .. فدل على خيانتهم.
- ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز فبرَّأه.
- ثم استخدم للبشارة .. فأعاد الله تعالى به بصر والده.

نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة .. وكأنك تراها بالصوت والصورة .. وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به ..

لكنها لم تجيء في القرآن لمجرد رواية القصص .. وهدفها جاء في آخر سطر من القصة وهو:
(إنَّهُ مَن يتَّقِ ويَصبر، فإنَّ اللهَ لايُضيعُ أجرَالمُحسِنين)

فمحور القصة الأساسي هو:
- ثق في تدبير الله.
- اصبر.
- لا تيأَس.

الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة .. مفادها أن الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة والعكس..!
- فيوسف أبوه يحبه، وهو شيء جميل، فتكون نتيجة هذاالحب أن يُلقى في البئر!
- ثم الإلقاء في البئرشيء فظيع .. فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز.!
- ثم الإكرام في بيت العزيز شيء رائع .. فتكون نهايته أن يدخل يوسف السجن.!
- ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع .. فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر.!

الهدف من ذلك:
- أن تنتبه أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك .. فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء .. وفق عِلمه وحِكمته.
- فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها فلا تيأس ولا تتذمَّر .. بل ثِق في تدبير الله، فهو مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور ..

كما يفيد ذلك:
- أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته العذاب أوالعكس

العجيب أنك في هذه السورة، لا تجد ملامح يوسف النبي، بل تجدها في سورة "غافر".
- أما هنا فقد جاءت ملامح يوسف الإنسان .. الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح.
- ليقول لنا: إن يوسف لم يأتِ بمعجزات .. بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح.!
- وهي عِظة لكل شاب مُسلم مُبتَلى أو عاطل ويبحث عن عمل.
- وهي أمل لكل مَن يريد أن ينجح رغم واقعه المرير.

هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس.
- قال تعالى:
*فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوانَجِيَّا (٨٠).
*ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله .. إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (٨٧).
*حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا (١١٠).

- وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن:
• إن اللهَ قادر .
• فلِمَ اليأس؟

إن يوسف رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الأمل . . فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة:
- في الدنيا: حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر ..
- وفي الآخرة: حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح ..

لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أشد أوقات الضيق وهو على وشك الهجرة وفراق مكة ..

هذه السورة كما قال العلماء:
*ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه.
تولى الله أمر يوسف،
* فأحوج القافلة في الصحراء للماء .. ليخرجه من البئر!
* ثم أحوج عزيز مصر للأولاد .. ليتبناه!
* ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا..ليخرجه من السجن.
* ثم أحوج مصر كلها للطعام .. ليصبح عزيز مصر.

إذا تولى الله أمرك .. هيأ لك كل أسباب السعادة
وأنت لاتشعر فقط قل بصدق
{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} .

فقط فوّض أمرك لله!

" الحاسدون " ألقوه في الجب..و " السماسرة " باعوه بثمن بخس..و "العاشقون " ألقوه في السجن..
و" العقلاء " جعلوه وزير المالية ..وأصحاب المصالح خططوا له وعليه..والمحتاجون رفعوه على العرش..
فلا القصر علامة الحب.. ولا السجن علامة الكره.. ولا الملك علامة الرضا..
إنما الأمر كله (وكذلك يجتبيك ربك)..
فطريق الاجتباء والولاية محفوف بالعناية الإلهية..
أراد إخوة يوسف أن يقتلوه !! .. فلم يَمُت .!!
ثم أرادوا أن يلتقطه بعض السيارة لَيُمْحَى أَثَرُه !! .. فارتفع شأنه .!!
ثم بِيْعَ ليكون مملوكا !! .. فأصبح ملكا .!!
ثم أَرادوا أن يمحوا محبته من قلب أبيه !! .. فازدادت .!!!
فلا تقلق من تدابير البشر .. فإرادة الله فوق كل إرادة .
قال تعالى ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون)

العنود العلي 10-21-2019 11:38 PM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
هي قديرتي من أجمل قَصص البرهان العظيم
هي النجاة بعد العذاب والفرج بعد الكرب
هي دليل دامغ على بشائر الصبر في شدة الظلم
لن أبرح من هنا حتى أشكرك وأثني عليكِ
تقبلي الود وفائق التقدير

عماد السلمي 10-24-2019 12:00 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
فمحور القصة الأساسي هو:
- ثق في تدبير الله.
- اصبر.
- لا تيأس

إنها القصة التي إذا ما قرأتها أحسست كأنك تعيشها بكل أحداثها وعبرها /
شكرآ للأخت القديرة ناريمان على اسهاماتها الطيبة بارك الله فيها

تركي خلف 10-24-2019 11:00 PM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
ليس هناك مثل كتاب الله تعالى وقصصه في محكم تنزيله لنأخذ منها العبرة والمواعظ وأجمل الخواطر لحياتنا اليومية .. مشكورة أستاذتنا على هذه الخواطر الرائعة بارك الله فيكي

:Untitled-6:

زمزم 10-29-2019 05:14 PM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
هذه السورة كما قال العلماء:
*ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه.
تولى اللـه أمر يوسف،
* فأحوج القافلة في الصحراء للماء .. ليخرجه من البئر!
* ثم أحوج عزيز مصر للأولاد .. ليتبناه!
* ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا..ليخرجه من السجن.
* ثم أحوج مصر كلها للطعام .. ليصبح عزيز مصر.

إذا تولى اللـه أمرك .. هيأ لك كل أسباب السعادة
وأنت لاتشعر فقط قل بصدق
{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّــهِ} .


طرح في قمة الروعة
بما يتضمنه من العِبر
عن أحسن القصص

جزاكِ اللـه خير الجزاء
وأسعدكِ فـ الدارين
..
صافـي الود

مها عبدالله 10-29-2019 09:53 PM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
خواطر مضى عنها زمان وما زالت كأنها معنية بزماننا
شكرآ سيدتي على موضوعاتك المتميزة
بورك نبضك ولكِ مني أجمل تحية

ناريمان الشريف 10-30-2019 08:57 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 243427)
هي قديرتي من أجمل قَصص البرهان العظيم
هي النجاة بعد العذاب والفرج بعد الكرب
هي دليل دامغ على بشائر الصبر في شدة الظلم
لن أبرح من هنا حتى أشكرك وأثني عليكِ
تقبلي الود وفائق التقدير

أسعد بردودك دوما يا العنود
لك المحبة بعد التحية
ناريمان

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:01 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد السلمي (المشاركة 243617)
فمحور القصة الأساسي هو:
- ثق في تدبير الله.
- اصبر.
- لا تيأس

إنها القصة التي إذا ما قرأتها أحسست كأنك تعيشها بكل أحداثها وعبرها /
شكرآ للأخت القديرة ناريمان على اسهاماتها الطيبة بارك الله فيها

الأخ عماد
اخترت من المقالة السطر الأهم
( ثق في تدبير الله - لا تيأس - اصبر )
ثلاثية لو طبقها المرء في حياته لصارت حياتنا نعيماً بعيدة عن القلق
أشكرك ..
تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:03 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي خلف (المشاركة 243683)
ليس هناك مثل كتاب الله تعالى وقصصه في محكم تنزيله لنأخذ منها العبرة والمواعظ وأجمل الخواطر لحياتنا اليومية .. مشكورة أستاذتنا على هذه الخواطر الرائعة بارك الله فيكي

:untitled-6:

نعم صحيح ..
قصص القرآن هي الأوثق والأجمل والأكثر عبرة
وما قصّها الله على نبيه في قرآنه العظيم إلا للسلوى في لحظات الضعف والحزن
تحية لك أخي تركي وبارك الله فيك

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:04 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمزم صافي (المشاركة 244052)
هذه السورة كما قال العلماء:
*ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه.
تولى اللـه أمر يوسف،
* فأحوج القافلة في الصحراء للماء .. ليخرجه من البئر!
* ثم أحوج عزيز مصر للأولاد .. ليتبناه!
* ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا..ليخرجه من السجن.
* ثم أحوج مصر كلها للطعام .. ليصبح عزيز مصر.

إذا تولى اللـه أمرك .. هيأ لك كل أسباب السعادة
وأنت لاتشعر فقط قل بصدق
{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّــهِ} .


طرح في قمة الروعة
بما يتضمنه من العِبر
عن أحسن القصص

جزاكِ اللـه خير الجزاء
وأسعدكِ فـ الدارين
..
صافـي الود


*ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه.
الله ...
أشكرك عزيزتي زمزم لإضافتك القيمة التي أثرت الموضوع من جانب آخر
والمتأمل في سورة يوسف يكتشف الكثير غير ما قيل ويقال عنها
لك المحبة بعد التحية

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:07 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبدالله (المشاركة 244071)
خواطر مضى عنها زمان وما زالت كأنها معينة بزماننا
شكرآ سيدتي على موضوعاتك المتميزة
بورك نبضك ولكِ مني أجمل تحية

هي فعلاً معينة على بلاء الدنيا
فمن يرى بلوى غيره تهون عليه بلواه
وما تعرض له يوسف عليه السلام من ظلم لا يقوى عليه إلا مؤمن عميق الإيمان بقضاء الله عز وجل
بوركت يا المها
ولك المحبة بعد التحية

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:09 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
وهذه تأملات أخرى في سورة يوسف

لم تأت السورة في القرآن لمجرد رواية القصص.. لكن هدفها هو ما جاء في آخر سطر من القصة وهو : {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف من الآية:90]..
صدق الله العظيم

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:10 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 

سورة يوسف نزلت في عام الحزن..
وهي السورة الوحيدة في القرآن، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها..
لذلك قال الله تعالى عنها: أنه سيقص على النبي - صلى الله عليه و سلم -: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف من الآية:3].. وهي أحسن القصص بالفعل، كما يقول علماء الأدب، وخاصة المتخصصين في علم القصة.. فكل عناصر القصة الجيدة متوفرة بها: من التشويق، واستخدام الرمز، والترابط المنطقي، وغير ذلك.. فهي تبدأ بحلم، وتنتهي بتفسير هذا الحلم.. من الطريف أن قميص يوسف: - استُخدم كأداة براءة لإخوته.. فدل على خيانتهم.. - ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف - عليه السلام - نفسه مع إمرأة العزيز.. فبرَّأه!! - ثم استخدم للبشارة.. فأعاد الله تعالى به بصر والده.. نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة، وكأنك تراها بالصوت والصورة.. وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به.. لكنها لم تجيء في القرآن لمجرد رواية القصص.. لكن هدفها هو ما جاء في آخر سطر من القصة وهو : {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف من الآية:90].. فالمحور الأساسي للقصة هو: - ثِق في تدبير الله.. - اصبر.. - لا تيأَس.. الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة، مفادها أن الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة والعكس! فيوسف - عليه السلام - أبوه يحبه، و هو شيء جميل.. فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في البئر! ثم الإلقاء في البئر، شيء فظيع.. فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز! ثم الإكرام في بيت العزيز، شيء رائع.. فتكون نهايته أن يدخل يوسف - عليه السلام - السجن! ثم أن دخول السجن، شيءٌ بَشِع.. فتكون نتيجته أن يصبح يوسف - عليه السلام - عزيز مصر! الهدف من ذلك؛ أن تنتبه، أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك.. فلا تشغل نفسك به.. ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء.. وفق عِلمه وحِكمته.. فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط.. ولم تفهم الحكمة منها.. فلا تيأس ولا تتذمَّر.. بل ثِق في تدبير الله.. فهو مالك هذا المُلك.. وهو خير مُدبِّر للأمور.. كما يفيد ذلك؛ أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة.. ولكنه يحمل في طياته العذاب.. أو العكس.. العجيب أنك في هذه السورة، لا تجد ملامح يوسف - عليه السلام - النبي، بل تجدها في سورة (غافر)... أما هنا فقد جاءت ملامح يوسف - عليه السلام - الإنسان.. الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته.. ولكنه نجح.. ليقول لنا: إن يوسف - عليه السلام - لم يأتِ بمعجزات.. بل كان إنساناً عاديَّاً.. ولكنه اتَّقى الله.. فنجح! وهي عِظة لكل شاب مُسلم مُبتَلى.. أو عاطل ويبحث عن عمل.. وهي أمل لكل مَن يريد أن ينجح.. رغم واقعه المرير.. فهذه هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس، قال تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} [يوسف من الآية:80].. {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87].. {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف من الآية:110].. وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن: إن اللهَ قادر.. فلِمَ اليأس؟
يتبع

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:11 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
إن يوسف - عليه السلام -، رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الأمل.. فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة؛ في الدنيا: حين استطاع، بفضل الله، ثم بحكمته، في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر.. وفي الآخرة: حين تصدَّى لامرأة العزيز.. ورفض الفاحشة.. ونجح! لقد نزلت هذه السورة بعد عام الحزن حين كان النبي - صلى الله عليه و سلم - في أشد أوقات الضيق، وعلى وشك الهجرة وفراق مكة.. وهنا نلاحظ أشياء مشتركة بين يوسف - عليه السلام- والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: - يوسف - عليه السلام - ترك بلده فلسطين.. والنبي - صلى الله عليه وسلم - على وشك ترك مكة أحب البلاد إليه.. - ويوسف - عليه السلام - فارق أهله.. والنبي - صلى الله عليه وسلم - فارق أهله، فماتت زوجته خديجة ومات عمه الذي كان يدافع عنه.. - يوسف - عليه السلام - انتصر.. وكأن الله تعالى يريد أن يقول للنبي - صلى الله عليه و سلم - إن يوسف مر بظروف مشابهة لظروفك.. ولكنه انتصر.. وكذلك أنت.. سوف تنتصر مثله بإذن الله!.. لقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته، في أمس الحاجة لهذه المعاني.. فقد نزلت السورة وهم في مرحلة معنوية هابطة.. ولعل هذا يذكِّرنا أيضاً، بمرحلة الهبوط الشديد الذي تعاني منه الأُمة اليوم.. وكأن الله تبارك و تعالى يقول لنا لا تيأسوا فالنجاح قادم.. فهذه السورة تعلِّمنا الأمل.. ولكن تذكَّر أنه بعد النجاح مطلوب منك التواضع.. لأن النجاح فضلٌ من الله.. قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: -3].. فلا تدع غمرة النجاح ونشوة الانتصار تنسيك التواضع لله.. وليكُن قدوتك في ذلك يوسف - عليه السلام - حين قال في نهاية القصة في الآية: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101]، وكأن الصالحين سبقوه.. وهو يريد اللحاق بهم.. فهذه السورة كما قال العلماء: "ما قرأها محزون ٌ.. إلا سُرِّي عنه".. أشركونا في صالح دعائكم..

منقول

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:13 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
سورة يوسف

ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عدداً من قصص الأنبياء التي كان في كلّ منها الكثير من العِبَر والآيات لذَوي الألباب، ومن بين تلك القصص كانت قصّة سيّدنا يوسف عليه السّلام، وقد ذُكِرت قصّته في سورة كاملة سُمِّيت سورة يوسف، أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبيّه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في فترة الدّعوة المكيّة.[١] سورة يوسف هي السّورة الثانية عشرة في المصحف الشّريف من حيث ترتيب السّور، وهي بذلك تأتي بعد سورة هود وقبل سورة الرّعد، وعدد آياتها مئة وإحدى عشرة آيةً، وقد كانت قصّة سيّدنا يوسف هي المحور الأساسيّ في هذه السّورة التي اشتملت دروساً ومعانيَ عديدةً، أيّد الله بها سيّدنا محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- ونفع بها المؤمنين.

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:15 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
فضل سورة يوسف

سُوَر القرآن الكريم سورٌ عظيمة، تشتمل الأحكام، والآياتِ، والعِبر، والإعجاز، فيها شفاء لصدور المؤمنين، وقد جعل الله سبحانه وتعالى لبعض السّور والآيات أفضليّةً في تلاوتها وحفظها وتكرارها، وفي سورة يوسف لم يصحّ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أيّ حديث يُفضّلها عن غيرها من السّور، إلّا أنّ فضل هذه السّورة قد ورد في بعض الأخبار من استنباط العلماء، أو من بعض الرّوايات الضّعيفة في فضلها، وقال بعضهم: إنّ مُعظم هذه الرّوايات موضوعة؛ وذلك لما اشتُهر من الوضع في أحاديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وخاصّةً في فضل سور القرآن الكريم، ومن هذه الرّويات: (علِّموا أرقَّاءَكُم سورةَ يوسُفَ؛ فإنَّه أيُّما مسلمٍ تلاها مُعلِّمَها أهلَهُ وما ملكتْ يمينُهُ، هوَّنَ اللهُ عليه سكَرات الموتِ، وأعطاهُ القوَّةَ ألَّا يحسُدَ مسلمًا). وورد فضل سورة يوسف في أحاديث شاملة لها ولغيرها من بعض السُّور، وذلك كما في حديث واثلة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ)، وتُعدّ سورة يوسف من سور المئين، وسُمِّيَت سور المئين بهذا الاسم؛ لأنّ عدد آياتها تجاوز المئة.

وكان نزول هذه السّورة العظيمة على النبيّ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- في عام الحزن، يوم فقد عمّه أبا طالب وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فكانت هذه السّورة ممّا أزال الهمّ والحُزن عن قلب النبيّ الكريم؛ لذلك يرى عددٌ من علماء المسلمين استحباب قراءة هذه السّورة العظيمة للمهموم والحزين؛ لأنّها تحمل كثيراً من أسرار الفَرَج بعد الشِّدة، واليُسر بعد العُسر.
دلّ أيضاً على فضل هذه السورة أنّ عدداً من الصّحابة -رضي الله عنهم- كانوا يُحبّون قراءة سورة يوسف، خاصّةً في صلاة الفجر، وعلى مقدّمتهم عمر وعثمان رضي الله عنهما، فعن الفرافصة قال: (ما أخَذتُ سورةَ يوسفَ إلَّا مِن قراءةِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ إيَّاها في الصُّبحِ، مِن كثرةِ ما كانَ يُردِّدُها)،

وقال علقمة بن وقاص رضي الله عنه: (كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ -رضي اللهُ عنه- يَقرَأُ في العتمةِ سورةَ يوسفَ وأنا في آخرِ الصّفوفِ، حتّى إذا جاء ذِكرُ يوسفَ، سمِعتُ نشيجاً).
الدّروس المُستفادة من سورة يوسف تشتمل سورة يوسف كثيراً من الدّروس والعِبر، ومن هذه الدّروس ما يأتي:
قضاء الحاجات بالسرّ والكِتمان، وخاصّة الأخبار التي رُبّما تضرّ الإنسان؛ حيث أمر سيّدُنا يعقوب سيّدَنا يوسف -عليهما السّلام- بكتم الرُّؤيا التي رأى فيها سجود الشّمس والقمر والكواكب له؛ حتّى لا يكيد له إخوته كيداً يضرُّه. الثّبات على الحقّ ومُجابَهة الفِتن؛ فسيّدنا يوسف -عليه السّلام- بقي ثابتاً على دينه ودعوته ومنهجه أمام إغراءات امرأة العزيز وفِتَن السُّلطان، حتّى إنّه تحمّل في سبيل ذلك آلام السّجن، وقد كانت عاقبة ثباته على الحقّ أن مكّن الله له في الأرض يتبوّأ منها حيث يشاء. حقيقة الغيرة بين الإخوة التي قد تؤدّي إلى الضُّر، وأحياناً محاولة القتل كما فعل إخوة يوسف؛ حيث قالوا: (اقتلوا يوسف).
الفرَج بعد الشِّدّة واليُسر بعد العُسر سُنّة إلهيّة للأنبياء والصّالحين؛ فقد صبر يعقوب -عليه السّلام- على بُعد ابنه وفقدانه، وكانت عاقبة الصّبر الجزاء الحسَن في الدّنيا؛ حينما جمع الله شمل العائلة من جديد مع ما ينتظرها من الجزاء الحسَن في الآخرة. خطورة الخُلوة المُحرَّمة بالمرأة؛ فإنّها أولى خطوات الشّيطان إلى الزّنا، قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ).
تعبير الرُّؤيا بمثابة الفتوى؛ وذلك لِما ورد في السّورة في قوله تعالى: (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)،
ولذلك قال العلماء لا يجوز لِمن لا يعرف في تعبير الرُّؤى أن يتكلّم فيما لا يعلم. السّعي إلى اتّخاذ الأسباب الجائزة للنّجاة من المصائب؛ حيث قال يوسف عليه السّلام: (اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ)؛
حتّى يذكر من خرجَ من السّجن القصّة للملك، ويُجري الملك تحقيقاً في الموضوع، فيكون هذا هو سبب خروج سيّدنا يوسف من السّجن بريئاً. جواز طلب التّمكين من المنصب؛ إذا كان هذا المنصب يخدم شرع الله ويُبيَّن قدرات يوسف -عليه السّلام- للملك دون أن يضُرّ نفسه، على أن تكون نيّته خالصةً لله، وقد ورد هذا في قوله تعالى:(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)،
أمّا من طلب المنصب لنفسه، فيوكِله الله -جلّ جلاله- إلى نفسه ولا يُعينه، فيكون المنصب له فِتنةً.
يتبع

ناريمان الشريف 10-30-2019 09:25 AM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
قميص يوسف

ذكر الله قميص سيّدنا يوسف في هذه السّورة في عدّة مواضع، وهي: حاول إخوة يوسف أن يُثبتوا صدقهم بقميص يوسف عليه السّلام، قال تعالى: (وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ).
كان قميص سيّدنا يوسف سبب براءته من فِتنة امرأة العزيز، وشهد الطّفل وهو في المَهد أنّ علامة صِدق سيّدنا يوسف أو كذبه هي ذلك القميص، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ*قال هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ*وَإِن كَانَ*قَمِيصُهُ*قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ*فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ).
ردّ الله بصر سيّدنا يعقوب عندما ألقى أبناؤه على وجهه قميص سيّدنا يوسف عليه السّلام، قال تعالى: (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ).

ناريمان الشريف 11-23-2019 05:53 PM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبدالله (المشاركة 244071)
خواطر مضى عنها زمان وما زالت كأنها معنية بزماننا
شكرآ سيدتي على موضوعاتك المتميزة
بورك نبضك ولكِ مني أجمل تحية

أسعدني مرورك عزيزتي مها
أشكرك على الاضافة ..
تحية

ناريمان الشريف 11-24-2019 08:19 PM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
شكراً كل من مرّ من هنا
وعقب على الموضوع .. أو اكتفى بالقراءة
شكراً لكل الزائرين الكرام
تحية

عبدالله الشمراني 11-25-2019 04:36 PM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
هناك سيدتي سر عجيب في هذه السورة الكريمة , فكلما قرأناها ازددنا تعلقا بها ..
هذا ما اراه طبعا على المستوى الفردي ..

ناريمان الشريف 11-27-2019 12:11 PM

رد: خواطر من سورة يوسف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشمراني (المشاركة 246504)
هناك سيدتي سر عجيب في هذه السورة الكريمة , فكلما قرأناها ازددنا تعلقا بها ..
هذا ما اراه طبعا على المستوى الفردي ..

بالتأكيد ..
أشكر لك مرورك وردك
تحية ...


الساعة الآن 09:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team